الانتصار : اهم مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت المجلد6

هویة الکتاب

بطاقة تعريف:الكوراني العاملي، علي، 1944 - م.

Kurani,Ali

عنوان واسم المؤلف:الانتصار : اهم مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت/ بقلم علي الكوراني العاملي.

تفاصيل المنشور:بيروت: دارالسيرة، 2000م- = 1421ق- = [1379]-

مظهر:ج.

حالة الاستماع:الفهرسة الوصفية

لسان:العربية.

ملحوظة:ج.3، ج6 (چاپ اول: 2000م= 1421ق= 1379).

ملحوظة:ج.2(چاپ اول:2000م.=1379).

ملحوظة:المجلد الثاني ، نشرته دار القرآن الكريم.

ملحوظة:لقب روي المجلد: الانتصار: مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت.

ملحوظة:فهرس.

مندرجات:ج.1. بحوث تمهيدية: قصة الشيعة في شبكات الحوار- بحوث في المنهج.-ج.2.مناظرات في التوحيد و مسائل صفات الله عز و جل ج.3. رد اتهامهم للشيعة بأنهم يقولون بتحريف القرآن.- ج.6. دفاعا عن امير المومنين علي عليه السلام.-

العنوان على الغلاف:الانتصار: مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت.

رقم الببليوغرافيا الوطنية:1916453

ص: 1

اشارة

الإنتصار

أهم مناظرات الشيعة في شبكات الإنترنت

بقلم : العاملي

المجلد السادس

دفاعاً عن أمير المؤمنين علیه السلام

دار السيرة

الكتاب : الإنتصار

المؤلف : العاملي

الناشر : دار السيرة

الطبعة : الأولى

1421 ه - 2000 م

ص: 2

الباب السابع: دفاعا عن أميرالمؤمنين عليه السلام

اشارة

فصول الباب:

الفصل الأول لماذا حساسيتهم من علي عليه السلام؟

الفصل الثاني الصدّيق والفاروق لقبان لعلي.. سرقوهما!!

الفصل الثالث علي أفضل الخلق بعد النبي صلي الله عليه وآله

الفصل الرابع حب علي ميزان الاسلام والكفر والايمان والنفاق

الفصل الخامس فضل شيعة علي عليه السلام

الفصل السادس: أين الصحابة.. من علي عليه السلام؟!

الفصل السابع: علي قسيم الجنة والنار

الفصل الثامن: بعض الأدلة علي إمامة علي عليه السلام وعصمته

الفصل التاسع: إثبات نصب ابن تيمية ومقلديه.

الفصل العاشر: من إشكالات النواصب علي أمير المؤمنين عليه السلام

الفصل الحادي عشر: تشكيك ابن تيمية وأتباعه في مكان قبر أمير المؤمنين عليه السلام

الفصل الثاني عشر: حكم الذين حاربوا علياً عليه السلام

ص: 3

ص: 4

الفصل الأول : لماذا حساسيتهم من علي علیه السلام؟

اشارة

عناوين مواضيع الفصل:

لماذا يضيق صدرهم عند ذكر فضائل علي؟!

خطّأوا أئمتهم لأنهم قالوا عند ذكر علي: كرم الله وجهه!

محاولتهم تحريف آية في مدح علي عليه السلام!

محاولاتهم التشكيك في ولادة أمير المؤمنين في الكعبة.

حساسيتهم من حديث الدار في أول البعثة!

ص: 5

ص: 6

لماذا يضيق صدرهم عند ذكر فضائل علي؟!

كتب (ذو الشهادتين) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 15-1-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً، موضوعاً بعنوان (حياك الله يالعاملي وسؤال: لماذا يغضب النواصب عند ذكر فضائل علي عليه السلام؟)، قال فيه:

السلام عليكم أخي العزيز العاملي:

كتبتُ موضوع (كذا) عن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وأنه قسيم الجنة والنار، فغضب النواصب واتهموني بالشرك لأنني أنقل فضائل علي عليه السلام علي لسان الشاعر السيد الحميري رحمه الله الذي نظم الأحاديث الواردة في فضائل علي عليه السلام قصائدَ رائعة.

فلماذا يغضب النواصب؟؟ أليس أمير المؤمنين هو الخليفة الرابع كما يزعمون؟؟ أليس أمير المؤمنين عليه السلام صحابي جليل؟؟ المفترض من النواصب أن يفرحوا، لا أن يغضبوا إلا إذا كانوا منافقين. فهل توافقني أخي العاملي العزيز؟؟

فكتب (العاملي) بتاريخ 15-1-2000، الواحدة والنصف ليلاً:

السلام عليك أيها الأخ ذا الشهادتين.. ورضوان علي الصحابي الجليل الذي

ص: 7

تيمَّنتَ باسمه، والذي سماه النبي ذا الشهادتين، ولكن السلطة لم تقبل شهادته بولاية علي عليه السلام.

بالنسبة لسؤالك، فإن عوامل بغضهم لعلي عليه السلام متعددة..

منها: سبب إرثي قبلي.. فقبائل قريش الثلاث والعشرين، التي كانت تنتمي الي اسماعيل عليه السلام، كان أشرفها وأكرمها وأتقاها في الجاهلية والاسلام بنو هاشم.. وكانت القبائل الأخري تحسدهم. ولا تنسَ أن حلف (لعقة الدم) كان حلفاً قرشياً موجهاً ضدهم، فأجابهم عبد المطلب بحلف المطيبِّين.

وأن الذي أسس رحلة الصيف لقريش هاشم رضوان الله عليه، والذي أسس رحلة الشتاء ولده عبد المطلب رضوان الله عليه.

ولا تنسَ أن العامل الأساسي لتكذيبهم للنبي صلي الله عليه وآله، ليس تمسكهم بالأصنام بل لأن هذا النبي من عشيرة بني هاشم، والايمان به يعني الاعتراف بقيادة بني هاشم! وأبو سفيان يريد أن يكون النبي من بني أمية، وأبو جهل يريد أن يكون النبي من بني مخزوم، وبنو عبد الدار يريدونه منهم... الخ.

ولا تنسَ أن أبا طالب رضوان الله عليه استطاع بعون الله بشجاعته، توحيد موقف بني هاشم وبني المطلب، والوقوف في وجه تحالف قبائل قريش العاتي، وتحداهم بتهديد السلاح والاستماتة..

ولا تنسَ أنه علي وقاره وسنه وجلالته ورئاسته المشهود بها في قريش، واحترامهم لنفوذ أبيه وجده ونفوذه عند قبائل العرب، وعند الدول التي عقدوا معها اتفاقيات ضمان سلامة قوافل قريش في رحلتي الشتاء والصيف..

أقول مع هذه المكانة الكبيرة.. تحول أبو طالب الوقور المتين المهيب، الي شاعر مادح لابن أخيه، كما يمدح الشاعر العادي رئيساً كبيراً!

ص: 8

ولا تنس أنه في شعره وبخ قبائل قريش توبيخاً شديداً، وكان يعبر عن أبي جهل (أحيمق مخزوم)!!

وأكثر من هذا فقد شكك أبو طالب في أنسابهم الي اسماعيل!!!

وهذا أعظم سبة عند العرب!! فهذا هو الأب..

والابن علي.. وأنت تعرف ماذا فعل في حروب رسول الله صلي الله عليه وآله مع عتاة قريش وأبطالها وفرسانها.. لقد قتل في يوم أحد وحده تسعة أبطال من بني عبد الدار الذين هم أصحاب راية قريش، يعني لهم وزارة الدفاع..

وإذا لم يدخل الايمان في قلوب قريش، ولم تجاهد نفسها، فكيف تحب علياً؟!!

وكيف يحبه الذين يموتون من اسم أبيه وجده؟!!

ولا تنسَ يا أخي أن تحالف قبائل قريش هو الذي حكم بعد النبي صلي الله عليه وآله.. وأن النواصب أخذوا دينهم وولاءهم من هذا التحالف!!

فميزانهم من يحبه هؤلاء الزعماء القرشيون، وليس من يحبه الله ورسوله!!

إنهم أتباعٌ إمعاتٌ لزعماء قبائل قريش.. فهم يؤمنون بالله بشرط زعامة زعماء قريش.. ويؤمنون بالنبي بشرط أن يكون وزراؤه زعماء قريش.. وتثور غيرتهم لزعماء قريش أكثر مما تثور لله ولرسوله!!

لقد أشربوا حبهم مع حلبهم، وأطعموه مع ضبابهم أيضاً!!

ومنها: أن الاسلام والايمان جوهرة إلهية غالية، لا يضعها الله تعالي في قلوب الأشرار الفجار.. وحب علي علامة لب الايمان وميزانه. ومن لم يعطَ الايمان فلا بد أن يبغض علياً عليه السلام!! وفي الحديث الشريف (إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ويبغض، ولا يعطي دينه إلا لمن يحب)..

ص: 9

ومنها.. ومنها.. ما ربما نتوفق لتعداده أيها الأخ، إن شاء الله.

وكتب (ذو الشهادتين) بتاريخ 15-1-2000، الثالثة ظهراً:

السلام عليك أخي العزيز العاملي:

أحسنت علي الرد والتوضيح، ولكن عندي استفسار آخر:

لقد أمضي الرسول محمد صلي الله عليه وآله 23 عاماً يدعو قومه إلي الإسلام والإيمان. وخلال هذه الأعوام ظهرت علامات ودلائل النبوة والمعجزات الباهرة لأصحابه. وكذلك ظهر التأييد الإلهي للرسول الأكرم صلي الله عليه وآله في بعض الغزوات مثل غزوة بدر والأحزاب.. فهل يعقل أن أكثر الصحابة ارتدوا بالرغم من مصاحبتهم للرسول ومشاهدتهم للمعجزات الإلهية في عهد الرسول (صلی الله علیه و آله)، والسبب هو (حسداً لبني هاشم)؟ أم أن الصحابة التزموا بأوامر الرسول وهديه؟؟

أم أنهم ارتدوا وأن هناك أسباب أخري لا نعلمها؟ أفدنا يرحمك الله.

إن يحسدوك (ياعلي) علي علاك فإنما متسافل الدرجات يحسد من عل

إني لأعذر حاسديك علي الذي أولاك ربك ذو الجلال وفضل

وكتب (حسام الدين الشامي) بتاريخ 15-1-2000، السادسة مساءً:

لو سمحتم سؤال... ممكن؟!

هل تقصدون بفضائل الإمام علي رضي الله عنه مثل تلك الفضيلة التي تذكرون وتسطرون في كتبكم أن زواج ريحانته أم كلثوم كان فرج غصب منه، ولم يفعل شيئاً؟!! نرجو التوضيح.

وكتب (ذو الشهادتين) بتاريخ 15-1-2000، السادسة والنصف مساءً:

إلي رأس النفاق حسام الشامي: كنت أستغرب دائماً من كيفية سيطرة معاوية

ص: 10

علي أهل الشام وتضليلهم. السبب واضح الآن لأنهم من أمثالك..

أميَرالمؤمنين َأراكَ إما *** ذكَرْتُك عند ذي حسبٍ صَغا لي

وإن كَرّرتُ ذكَركَ عِند *** نغلٍ تكَدّر سَِرُهُ، وبغَي قِتالي

فصِرتُ إذا شكَكتُ بأصلِ مرءٍ *** ذكرتُكَ بالجميَل من المقال

فليَسَ يُطيقُ سَمَع ثنَاكَ إلا *** كرَيمُ الأصلِ محَمودَ الخِلالِ

فها أنا قد خَبَرتُ بكَ البرَايا *** فأنتَ مَحَكُّ أولادِ الحَلالِ

وكتب (فاتح) بتاريخ 15-1-2000، الحادية عشرة والنصف مساءً:

ذكر علي عبادة.

وكتب (حسام الدين الشامي) 15-1-2000، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

ما أكو إجابة..؟!

ص: 11

خطأوا أئمتهم لأنهم قالوا عند ذكر علي

كتب المدعو (رشاد) في شبكة هجر، بتاريخ 22-2-2000، الحادية عشرة صباحاً، موضوعاً بعنوان (كرم الله وجهه... سلام الله عليه.. تعليقك لو سمحت)، قال فيه:

اعترض مدير المدرسة ومدرِّس الدين علي (سلام الله عليه) وقالوا لمشرف الاذاعة والطالب: قل... كرم الله وجهه.. فهذه بدعة.

وعقب المدير: هالأيام مكثرين روايات عن علي كرم الله وجهه!!

وكتب المدعو (المأمن بالله) بتاريخ 22-2-2000، الثانية عشرة ظهراً:

أما بعد، لماذا عندما يذكر أهل بيت النبي (صلی الله علیه و آله) تذكر جملة عليهم السلام؟؟ وهل هي بدعة كما عرفوها (كذا) البعض؟؟

أولاً: إن الله تعالي قال في الآية الكريمة: (إن الله وملائكته يصلون علي النبي) فقد قال تعالي في صورة الصافات: (سلام علي آل ياسين). سورة الصافات الآية 130.

ثانياً: والله عز وجل في تلك السورة أيضاً سلم علي أنبيائه بقوله: (سلام علي نوح في العالمين) الآية 79. (سلام علي إبراهيم) الآية 109. (سلام علي موسي وهارون) الآية 120. ولم يسلم علي آل أحد الأنبياء إلا آل ياسين، و(يس) أحد أسماء نبينا محمد (صلی الله علیه و آله) لأن الله ذكر لنبيه في القرآن الكريم (يس - والقرآن الكريم - إنك لمن المرسلين) سورة يس، الآية 1- 3.

ثالثاً: وذكر ذلك في الصواعق المحرقة الآية الثالثة، في فضائل أهل البيت، قال:

ص: 12

إن جماعة من المفسرين رووا عن ابن عباس أنه قال: أن المراد ب- (سلام علي آل ياسين) أي: سلام علي آل محمد. قال: وكذا قال الكلبي، ونقل ابن حجر أيضاً عن الإمام الفخر الرازي أنه قال: إن أهل بيته صلي الله عليه وآله يساوونه في خمسة أشياء:

أ - في السلام، قال: السلام عليك أيها النبي، وقال: سلام علي آل ياسين.

ب - وفي الطهارة، قال تعالي: (طه). سورة طه الآية 1، أي الطاهر، وقال: (ويطهركم تطهيراً). سورة الأحزاب، الآية 33.

ج - وفي تحريم الصدقة.

د - وفي المحبة، قال تعالي: (فاتبعوني يحببكم الله) سورة آل عمران – 31 وقال: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي) الشوري - 23.

وذكر السيد أبوبكر بن شهاب الدين في كتابه رشفة الصادي: في الباب الأول ص 24: عن جماعة من المفسرين رووا عن ابن عباس، والنقاش عن الكلبي: سلام علي آل ياسين أي: آل محمد صلي الله عليه وآله. ورواه أيضاً في الباب الثاني ص 34.

وذكر الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير ج 7 ص 163 في تفسير الآية الكريمة (التي ذكرت) وجوهاً... الوجه الثاني: إن آل ياسين هم آل محمد.

ونقل الحافظ سليمان الحنفي في ينابيع المودة الطبعة السابعة ص 6 من مقدمته ما نصه: وأخرج أبو نعيم الحافظ وجماعة من المفسرين، عن مجاهد وأبي صالح، هما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال آل ياسين آل محمد. وياسين إسم من أسماء محمد (صلی الله علیه و آله) فجواز الصلاة والسلام علي آل محمد، أمر متفق عليه بين الفريقين.

ص: 13

روي البخاري في صحيحه ج 3 ومسلم في صححه ج 1، والعلامة القندوزي في (ينابيع المودة) نقلاً عن البخاري، وابن حجر في الصواعق المحرقة: في الباب الحادي عشر، الفصل الأول الآية الثانية، كلهم رووا عن كعب بن عجرة، قال: لما نزلت هذه الآية، قلنا: يارسول الله! قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟؟ فقال (صلی الله علیه و آله): قولوا:

اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد... إلي آخره.

وقال ابن الحجر: وفي رواية الحاكم، فقلنا: يا رسول الله! كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال: قولوا اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد... إلي آخره.

فراجع يا أخي كل المصادر. ولأسهِّل عليك سأزيدك:

رواه الإمام الفخر الرازي في ج 6 في تفسيره الكبير ص 797، كما روي ابن حجر في الصواعق ص 87: قال (صلی الله علیه و آله): لا تصلوا علي صلاة البتراء. فقالوا: وما الصلاة البتراء؟؟ قال (صلی الله علیه و آله): تقولون: اللهم صل علي محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد.

ورواه أيضاً العلامة القندوزي في مقدمة ينابيع المودة ص 6، عن الصواعق المحرقة وعن جواهر العقدين، وقال: وقد أخرج الديلمي أنه (صلی الله علیه و آله) قال: الدعاء محجوب حتي يصلي علي محمد وأهل بيته، اللهم صل علي محمد وآله.

ولابن حجر بحثٌ مفصل ينقل آراء علمائكم وفقهائكم في وجوب الصلاة والسلام علي آل محمد صلي الله عليه وآله في التشهد في الصلوات اليومية، ثم يقول: وللشافعي رضي الله عنه:

يا أهل بيت رسول الله حبكم *** فرض من الله في القرآن أنزله

ص: 14

كفاكم من عظيم القدر أنكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له

وقد بحث الموضوع السيد أبو بكر بن شهاب الدين في كتابه رشفة الصادي، الباب الثاني ص 29 - 35.. ونقل دلائل في وجوب الصلاة والسلام علي آل محمد في الصلاة اليومية، عن النسائي والدارقطني وابن حجر والبيهقي وأبي بكر الطرطوسي وأبي إسحاق المروزي والسمهودي والنووي والشيخ سراج الدين القصيمي...

وكل هذا وبعض إخواننا يقولون إنها بدعة... فهذا برهان قوي علي رد هذه الأقاويل. ومن الواضح أن الذين أمر النبي صلي الله عليه وآله أن تقرن أسماؤهم مع إسمه الشريف ويصلي ويسلم عليهم في الصلوات اليومية مقدمون علي غيرهم في الفضل والشرف، ومن السفاهة والجهل والتعصب والعناد أن نرجح الآخرين عليهم.

وكتب (رشاد) بتاريخ 22-2-2000، الثانية عشرة والنصف ظهراً:

شكراً لك لقد وفيت وكفيت. الله يوفقك.

وكتب (الفاطمي) بتاريخ 22-2- 2000، الواحدة ظهراً:

أخي رشاد. السلام عليكم.

وهل تتوقع أن يقولوا: عليه السلام؟!

وحتي فاطمة الزهراء (عليها السلام) الذي قال عنها البخاري: فتراهم يقولون رضي الله عنها، فهل تدري لماذا لا يقول أكثرهم (عليها السلام)؟؟

لا أستطيع أن أكمل... وهل مسموح أن نحكي؟

وكتب (كميل) بتاريخ 22-2-2000، الثامنة مساءً:

ص: 15

وهل يطيب لهم ذِكر علي وآل علي صلوات الله عليهم؟

صدقوني إذا ذكرنا أمير المؤمنين أو استشهدنا بقول له ونحن في العمل وبعض.. حاضرين، تري وجوه البعض منهم تتغير! وكأن الأمير قتل آبائهم!

وكتب (رشاد) بتاريخ 23-2-2000، السادسة مساءً:

شكراً للجميع، وأنا فرحان كثير.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 24-2-2000، الواحدة ظهراً:

ألستم تقولون بأن النقاشات المذهبية ممنوعة. أم هي ممنوعة علي أهل السنة فقط؟ هل ما نلاحظه من غمز ولمز لأهل السنة ومذهبهم ومنها هذا الموضوع يتفق مع ما تدعون، أم أن النقاش ممنوع فقط علي أهل السنة!

من حقكم أن تقولوا ذلك لأن هذا الموقع خاص بكم، لكن لا تدعون

(كذا) ما لا تلتزمون به أو افتحوا المجال لأهل السنة بالرد علي ما تتهمون به مذهبهم.

وأخيراً والله ثم والله يمين يسألني الله عنه يوم القيامة: إن أهل السنة يحبون آل البيت وأولهم علي رضي الله عنه أكثر مما تحبونهم.

وكتب (الفاطمي) بتاريخ 24-2-2000، الثانية ظهراً:

الأخ: محب السنة حياك الله، وتفضل قول إللي عندك ونحن معك، وسلم لي علي المشارك ومحب أهل البيت.

قلت يا محب السنة: (وأخيراً والله ثم والله يمين يسألني الله عنه يوم القيامة إن أهل السنة يحبون آل البيت وأولهم علي رضي الله عنه أكثر مما تحبونهم).

أقول يا محب: وإذا كنت صادقاً فيما قلت. هل تستطيع قول هذه الجملة

ص: 16

الصغيرة وخفيفة علي اللسان. قل يا محب: لعن الله من لعن أو سب أو أمر بسب علي بن ابي طالب أو سمع بذلك ورضي به؟؟

ننتظرك يا أخي الكريم لتثبت لنا صدق قولك هذا ونرجوا أن لا يطيل الإنتظار أو الإختفاء، وهل ممكن أن تقول تلك الجملة؟؟ ممكن ومش ممكن!

السلام عليك يا بضعة المصطفي يا فاطمة الزهراء.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 24-2-2000، الثالثة ظهراً:

نحن لا نلعن أحداً من المسلمين فضلاً عن آل البيت رضي الله عنهم، ليس لأننا نقر لعنهم، أو نري أحداً منهم مستحقاً للعن، فحاشاهم من ذلك وهم آل بيت نبينا صلي الله عليه وسلم، بل نقول: إن مجرد ذكرهم بسوء ولو لم يبلغ اللعن خطأ فاحشاً (كذا) لا نقره.

ولكننا ندع اللعن امتثالاً لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم في كف المسلم لسانه عن اللعن. روي الترمذي، عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء.

أما قولك: (هل تستطيع قول هذه الجملة الصغيرة وخفيفة علي اللسان؟)

فأقول: إن كان اللعن خفيفاً علي لسانك، فوالله إنه من أثقل الكلام علي لساني. ولسنا بالذين نحكم بين عباد الله فيما كانوا فيه يختلفون، فعند الله تجتمع الخصوم، وسيجازي كلا بعمله.

وكتب (رشاد) بتاريخ 23-2-2000، السادسة مساءً:

السلام.. لا تفهم أني أستفزه بل أستفسر منه.

وكتب (الفاطمي) بتاريخ 24-2- 2000، الثانية عشرة صباحاً:

ص: 17

رحم الله إمرء عرف قدر نفسه؟ ونراكم علي خير.

وكتب (رشاد) بتاريخ 24-2-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

عجيب، كنت... أشك... بس...

وكتب (حكيم العرب) في 24-2-2000، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

تشك بماذا يا ولدي؟ أنا أعرف أن بعض الروايات الضعيفة تواترت عن سبب التسمية، أهمها... أنه رضي الله عنه لم ينظر الي عورته قط! ولكن لا أعرف من يصر عليها... هي دعوة لتمييز سيدنا علي عند أهل السنة (وبالذات المتصوفة علي فكرة) باعتباره والد أهل البيت صلي الله عليهم... هذا ما أعرفه، إن كنت تعرف غيره أفِدنا... وهل هذه الدعوة، مكروهةٌ عند الشيعة؟ تحياتي.

فكتب (الفاطمي) بتاريخ 24-2-2000، الثانية صباحاً:

أخي: حكيم العرب، السلام عليكم. قلت أخي الكريم: أنه رضي الله عنه، لم ينظر الي عورته قط!

أقول يا أخي: لم أسمع بقولك هذا من قبل والصحيح (أعني قولك) هو: أنه لم ينظر إلي عورة إنسان قط. والدليل: أنه عليه السلام وعندما أراد أن يطعن عمرو (كذا) بن العاص في معركة صفين توقف فجأة وأشاح بوجهه الكريم! هل تدري لماذا؟ اسأل المرحوم الشعراوي أخي حكيم العرب، أو إسال أشرطته؟ لا بعد... شريط فيديو.

وهذه الدعوة (كرم الله وجهه) غير مكروهة، ولكن الأفضل هي: عليه السلام لكونه من الذين تصلي عليهم في آخر صلاتك، لأنه من آل محمد.

ص: 18

اللهم صل علي محمد وآل محمد.

وكتب (عز الدين) بتاريخ 24-2-2000، الثامنة والنصف صباحاً:

حسب معلوماتي، فلقد أطلق البعض علي علي رضي الله عنه لقب كرم الله وجهه نظراً لأنه لم يسجد لصنم قط فلقد أسلم وهو في العاشرة من عمره. والله أعلم.

فكتب (العاملي) بتاريخ 24-2-2000، الحادية عشرة صباحاً:

كان الصحابة وأئمة المذاهب، والرواة، والعلماء السنيون، يذكرون هذه الميزة لعلي عليه السلام بعد ذكر اسمه، وما زالوا.. ولكن بعض الناس في عصرنا كأنهم يغصون بها مع الأسف.

- روي الامام الشافعي في اختلاف الحديث ص 564: أبي جحيفة قال: سألت علياً كرم الله وجهه: هل...

- وروي الامام أحمد في مسنده ج1 ص 10: أسماء بن الحكم الفزاري، قال: سمعت علياً كرم الله وجهه، قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلي الله عليه (وآله) وسلم حديثاً نفعني الله به...

- وفي مسند أحمد ج 4 ص 52: فجاء مرحب يخطر بسيفه فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره

أو فيهم بالصاع كيل السندره

ص: 19

ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح علي يديه...

- وفي سنن النسائي ج 2 ص 102: ابن عباس، فقلت: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلي الله عليه وسلم، قال: نعم. فحدثتُه فما أنكر منه شيئاً، غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟

قلت: لا، قال: هو علي كرم الله وجهه.

- وفي سنن النسائي ج 7 ص 233: عبيد مولي ابن عوف، قال: شهدت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في يوم عيد بدأ بالصلاة قبل الخطبة.

- وفي النسائي ج 8 ص 305: عن الحرث بن سويد، عن علي كرم الله وجهه، عن النبي صلي الله عليه وسلم: أنه نهي عن الدباء والمزفت...

- وفي مستدرك الحاكم ج3 ص483: تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة...

- وفي سنن البيهقي ج 2 ص 415: أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن نبي الله صلي الله عليه وسلم قال في بول الرضيع: ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية.

- وقال النووي في شرح مسلم ج 2 ص 70: جماعة من السلف الي أنه يكفر، وهو مروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

- وقال النووي في شرح مسلم ج 2 ص 95: (أبو الاسود الدؤلي) أول من تكلم في النحو وولي قضاء البصرة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه. انتهي.

فكرم الله وجهه من خصائصه عليه السلام، لأنه من بين كبار الصحابة لم يسجد صنم، بينما سجد غيره للأصنام سنوات طويلة أو قصيرة..

وقال العاملي:

ص: 20

ذكر المؤرخون عن بني عبد الدار، الشجعان الذين هم أصحاب لواء قريش، أنهم أول من علم قريشاً أسلوباً في الدفاع عن نفسها في الحرب أمام بني هاشم، فقد ابتكروا طريقة للاستفادة في الحرب من تَرَفُّعِ بني هاشم وسموهم الأخلاقي!

فقد روي ابن كثير في السيرة: 3 / 39، نقلاً عن ابن هشام قال: لما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله صلي الله عليه وسلم تحت راية الأنصار وأرسل الي عليٍّ أن قَدِّم الراية، فقدم عليٌّ وهو يقول: أنا أبو القصم، فناداه أبو سعد بن أبي طلحة، وهو صاحب لواء المشركين: هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة؟ قال: نعم. فبرزا بين الصفين، فاختلفا ضربتين، فضربه عليٌّ فصرعه ثم انصرف ولم يجهز عليه! فقال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟

فقال: إنه استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم، وعرفت أن الله قد قتله.

وقد فعل ذلك علي رضي الله عنه يوم صفين مع بسر بن أبي أرطاة.

لما حمل عليه ليقتله أبدي له عورته، فرجع عنه.

وكذلك فعل عمرو بن العاص، حين حمل عليه علي في بعض أيام صفين، أبدي عن عورته، فرجع علي أيضاً. ففي ذلك يقول الحارث بن النضر:

أفي كل يوم فارس غير منتهٍ وعورته وسط العجاجة باديهْ

يكف لها عنه علي سنانهُ ويضحك منها في الخلاء معاويهْ

وكتب (محمد أبو الحسن) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 14-3-2000، الثامنة مساءً، موضوعاً بعنوان (سؤال إلي محمد إبراهيم)، قال فيه:

الأخ العزيز محمد إبراهيم: من المعلوم أنه في الجاهلية كان الناس يعبدون

ص: 21

الأصنام.. كانت أمة جاهلية تعبد الأوثان من دون الله تعالي!

فهل الخليفة أبو بكر والخليفة عمر والخليفة عثمان عبدوا الأصنام أم لا؟ وهل علي بن أبي طالب الذي تقولون عنه (كرم الله وجهه) عبد الأصنام؟ أرجو الجواب علي سؤالي هذا، وأرجو عدم الزعل والتجريح ولك مني خالص الشكر.

فكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 14-3-2000، الثامنة مساءً:

أخي محمد أبو الحسن: وكيف أزعل منك يا أبا رضا، وأنا أعلم صفاء نيتك وطيب قلبك، أحسبك كذلك ولا أزكي علي الله أحداً. نعم لقد عبد الكثير من الصحابة الأصنام قبل الإسلام ومنهم: عمار وأبو بكر وعثمان وعمر الذي كان يقول ويصرح بذلك بنفسه عندما يذكر نعمة الإسلام، بل إن عما (كذا) النبي صلي الله عليه وسلم العباس وحمزة سيد الشهداء قد عبدا الأصنام في الجاهلية.

وهناك كثير من صغار الصحابة من لم يكونوا بسن العبادة فلم يعبدوا الأصنام مثل علي وعبد الله ابن العباس، وغيرهم.

ومما ساعد علياً وعبد الله ابن العباس في عدم عبادة الأصنام، هو تربية النبي صلي الله عليه وسلم، فهما قد نشآ في كنف النبي صلي الله عليه وسلم، فسيدنا علي قد أخذه النبي صلي الله عليه وسلم من عمه أبي طالب ليخفف عن عمه نفقة عياله، وعبدالله ابن العباس كان دائماً في كنف النبي صلي الله عليه وسلم وكان النبي صلي الله عليه وسلم يردفه خلفه علي مطيته.

الذي أعلمه أننا نقول عن سيدنا علي (كرم الله وجهه) لأنه لم يسجد لصنم قط. وليست هذه هي الفضيلة الوحيدة لسيدنا علي، فقد أوردت أنا سابقاً رسالة في الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة والجماعة في الفضائل التي تفرد بها

ص: 22

سيدنا علي كرم الله وجهه، وسوف أوردها لك إن أحببت ذلك.

وكتب (أبو فراس) بتاريخ 15-3-2000، الواحدة صباحاً:

استدراك علي قول محمد ابراهيم. كذلك يجوز القول لأبي بكر كرم الله وجهه لأنه لم يسجد لصنمٍ قط. فكُلاًّ من علي بن أبي طالب وأبي بكر نقول لهما: كرم الله وجوههما.

فكتب (العاملي) بتاريخ 15-3-2000، الثانية صباحاً:

أين مصدرك علي أن أبا بكر لم يعبد الأصنام؟ انتهي.

وغاب محمد ابراهيم ولم يجب، لأنه لا مصدر صحيحاً عنده!

ص: 23

محاولتهم تحريف آية في مدح علي علیه السلام

كتب (العاملي) في شبكة هجر، بتاريخ 8-10-1999، التاسعة مساءً، موضوعاً بعنوان (محاولاتهم الفاشلة.. لتحريف آية نزلت في علي عليه السلام!) قال فيه:

في القرآن الكريم عدة تعبيرات عن العلم بالكتاب الإلهي.. منها تعبير: إيتاء الكتاب، ويستعمل بمعني الإيتاء العام للأمم، حتي لأولئك الذين انحرفوا عن الكتاب الإلهي وضيعوه ولم يعرفوا منه إلا أماني.. قال الله تعالي: إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب. آل عمران – 19.

ويستعمل بمعني الإيتاء الخاص للأنبياء وأوصيائهم، قال تعالي: أولئك الذين آتينا هم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين. أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتده، قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكري للعالمين. الأنعام - 90.

ومنها تعبير: توريث الكتاب، ويستعمل أيضاً بمعني عام وخاص، وقد اجتمعا في قوله تعالي: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير. فاطر-32.

ومنها تعبير: الراسخون في العلم، قال تعالي: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون

ص: 24

في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب. آل عمران – 7.

ومنها تعبير: الذي عنده علم من الكتاب، قال تعالي: قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم. النمل 38-40.

ومنها تعبير: الذي عنده علم الكتاب، قال تعالي: ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب. أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعاً يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبي الدار. ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. الرعد - 43.

وقد وردت الروايات الصحيحة عندنا أن الراسخين في العلم، والذين عندهم علم الكتاب، هم بعد النبي أهل بيته صلي الله عليه وآله.

ويدل عليه قول النبي صلي الله عليه وآله: إني أوشك إن أدعي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الي الأرض، وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي

ص: 25

يردا علي الحوض! فانظروني بم تخلفوني فيهما، الذي رواه أحمد في مسنده: 3 / 17 وغيره، وغيره.. بأسانيد صحيحة عند إخواننا، فإنه لا معني لإخبار الله تعالي لرسوله أنهما لن يفترقا الي يوم القيامة، إلا أنه سيكون منهم إمام في كل عصر، وأن علم الكتاب عنده، فيكون أفضل من وزير سليمان ووصيه آصف بن برخيا الذي عنده علم من الكتاب.

ونص الآية الموجود في القرآن (وَمَنْ عِنْدَهُ علم الكتاب) فتكون مَن موصولة بمعني الذي.. لكن يطالعك في مصادر السنيين أن الخليفة عمر حاول إبعاد الآية عن علي عليه السلام فقرأها (وَمِنْ عِنْدِهِ) فكسر مَنْ وكسر عِنْدَه! وأراد بهاتين الكسرتين أن يغير معني الآية من أساسه ليصير: قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم، ومِن عند الله علم الكتاب. وقراءة عمر هذه لا معني لها لأنها تقطع الربط بين الفقرتين، وتجعل مِنْ عنده ابتداء بجملة جديدة بعيدة عن الموضوع، مع أن الآية هي آخر آية في سورة الرعد!

والعجيب أن عمر نسب ذلك الي النبي صلي الله عليه وآله!!

قال السيوطي في الدر المنثور: 4 / 69 (وأخرج تمام في فوائده، وابن مردويه عن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلي الله عليه وسلم قرأ: ومن عنده علم الكتاب، قال: من عند الله علم الكتاب)!

وفي كنز العمال: 2 / 593 (عن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلمُ الكتاب - قط في الافراد، وتمام، وابن مردويه).

وفي المجلد 12 /589 (عن ابن عمر قال: قال عمر وذكر إسلامه فذكر أنه حيث أتي الدار ليسلم سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ: ومن عنده علم الكتاب. ابن مردويه).

ص: 26

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 7 / 155 (وعن ابن عمر قال: قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلمُ الكتاب.

رواه أبو يعلي، وفيه سليمان بن أرقم. وهو متروك). انتهي.

والحمد لله أن إخواننا السنة لم يطيعوا هذه الروايات، فالموجود في مصحف الجميع (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب)!

وبعد فشل محاولة قراءة (وَمِنْ عِنْدِهِ) بكسر (مِن)، يبقي السؤال عن هذا الذي جعله الله شاهداً في الأمة علي نبوة النبي صلي الله عليه وآله؟

أما أهل البيت وشيعتهم فقد رووا أن هذا الشاهد علي عليه السلام.. قال الحويزي في تفسير نور الثقلين: 2 / 523 (في أمالي الصدوق رحمه الله بإسناده الي أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلي الله عليه وآله عن قول الله جل ثناؤه: قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟

قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب.

وقال العياشي في تفسيره:2/220 (عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ومن عنده علم الكتاب، قال: نزلت في علي عليه السلام، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله عليه وآله.

عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟ قال: إيانا عني، وعليٌّ أفضلنا، وأولنا، وخيرنا بعد النبي صلي الله عليه وآله.

عن عبدالله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب! قال: كذب.. هو علي بن أبي طالب!

ص: 27

عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله: قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب، فقال: نزلت في علي بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وفي الأئمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب) انتهي.

وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: 1 / 367 (فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام.

وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب؟ فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب، عند الذي عنده علم الكتاب، إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء الي الأرض وجميع ما فضلت به النبيون الي خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين صلي الله عليه وآله). انتهي.

ولا نطيل في إيراد الروايات الدالة علي ذلك من مصادرنا.

أما مفسروا إخواننا السنة فمنهم من تحير في تفسيرها، ومنهم من فسرها برجل يهودي أسلم! وكأن المهم عندهم إبعاد الآية عن علي ولو بتلبيسها ليهودي، ولو لزم منها أن لا يكون في الأمة الإسلامية شخص عنده علم القرآن!!

قال السيوطي في الدر المنثور: 4 / 69 (قوله تعالي ويقول الذين كفروا... الآية. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أسقف من اليمن، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: هل تجدني في الإنجيل رسولاً؟ قال: لا، فأنزل الله قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. يقول: عبدالله بن سلام!). انتهي.

والمتفق عليه بين المحدثين والمؤرخين أن حادثة أسقف اليمن كانت في

ص: 28

المدينة، لكن واضع الحديث لم يلتفت الي أن الآية نزلت في مكة قبل الهجرة!!

ثم قال السيوطي (وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبدالملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبدالله بن سلام قال قال عبدالله بن سلام: قد أنزل الله فيَّ القرآن: قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب!

وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير، عن جندب رضي الله عنه قال: جاء عبد الله بن سلام رضي الله عنه حتي أخذ بعضادتي باب المسجد، ثم قال: أنشدكم بالله أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب؟ قالوا: اللهم نعم!

وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان رضي الله عنه فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عند علم الكتاب؟ قالوا: فيك.

وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ: ومن عنده علم الكتاب، قال هو عبدالله بن سلام). انتهي.

ثم روي السيوطي روايتين تكذبان أن يكون المقصود بالآية ابن سلام، قال: وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس في ناسخه، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه سئل عن قوله: ومن عنده علم الكتاب، أهو عبد الله بن سلام رضي الله عنه؟ قال: وكيف وهذه السورة مكية؟! وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال: ما نزل في عبد الله ابن سلام رضي الله عنه شئ من القرآن). انتهي.

ص: 29

ثم روي تفسيراً آخر وسع فيه من عنده علم الكتاب ليشمل عدة أشخاص مع ابن سلام، قال: وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر ن وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في الآية، قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي.

ثم روي تفسيراً آخر جعل الشهداء علي الأمة الإسلامية كل أهل الكتاب! الذين يشهدون ضدها!! قال: وأخرج ابن جرير من طريق العوفي، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ومن عنده علم الكتاب، قال: هم أهل الكتاب من اليهود والنصاري!

وتفسيراً آخر جعله جبرئيل، قال: وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: ومن عنده علم الكتاب قال: جبريل.

وتفسيراً آخر جعله الله عز وجل، قال: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه: ومن عنده علم الكتاب قال: هو الله عز وجل.

أما الطبري فخلاصة ما قاله في تفسيره ج 7 ص 118، أن في الآية قراءتين، قراءة بالفتح فتكون مَن إسماً موصولاً، وعليه فسروها بابن سلام واليهود والنصاري، وروي في ذلك روايات، ومن طريف ما رواه فيما بينها (عن أبي صالح في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال: رجل من الإنس ولم يسمِّه) وكأن أبا صالح خاف أن يقول إنه علي عليه السلام!

ثم ذكر الطبري أن في الآية قراءة بالكسر (مِن) وأنه كان يقرؤها المتقدمون، وكأنها عاشت مدة بعد عمر ثم تلاشت!

ص: 30

ثم روي روايات هذه القراءة عن مجاهد والحسن البصري وشعبة وقتادة وهارون والضحاك بن مزاحم.. وكلهم يبغضون علياً..! ثم قال (وقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم خبر بتصحيح هذه القراءة وهذا التأويل، غير أن في إسناده نظراً، وذلك ما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني عباد بن العوام، عن هرون الأعور، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلم الكتاب، عند الله علم الكتاب، وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري. فإذا كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشام والعراق علي القراءة الأخري وهي: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، كان التأويل الذي علي المعني الذي عليه قراء الأمصار أولي بالصواب ممن خالفه، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصواب).

يقصد الطبري أن قراءة الفتح علي الموصولية أصح من قراءة الجر. وقراءة قُرّاء الأمصار أصح من قراءة الخليفة عمر ومن تبعه، حتي لو كانوا من كبار القراء والمفسرين القدماء.. والخبر الذي نفاه الطبري وقال لا أصل له عند الثقات من أصحاب الزهري هو الخبر المروي عن الخليفة عمر، ولكن رواية القراءة بالكسر عن عمر ليست محصورة بطريق الزهري، مع أنه يكفي أن أول من اخترع الكسر في الآية هو الخليفة عمر!

أما الفخر الرازي فقد عجز عن تفسير الآية أو هرب من معركتها! فاكتفي في تفسيره: 19 / 69، بذكر الأقوال فيها بناء علي قراءة الفتح وعلي قراءة الكسر، ولم يستطع ترجيح أي قول منها، فقال (والله تعالي أعلم بالصواب).

وهكذا فرض المفسرون السنيون أن المقصود بالكتاب في الآية التوراة

ص: 31

والإنجيل، ودارت أقوالهم بين أن يكون الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام أو غيره من أمثاله! وتركز جهدهم علي إبعاد (الكتاب) عن القرآن!

وإن قلت لهم: حسناً، كلامكم هذا عن علم التوراة والإنجيل، فأين الذي عنده علم القرآن؟!

لقالوا: لا يوجد بعد النبي عند أحد! أو يوجد عند الأمة كلها!

أو يوجد عند فلان وفلان الصحابي الذي يتحير في قراءة آية، وفي معني مفرداتها!

وهكذا استطاعت السياسة المعادية لأهل بيت النبي صلي الله عليه وآله أن تشوِّش معني الآية في مصادر التفسير، وتحول البحث فيها من معرفة المقصود بقوله تعالي وَمَنْ عِنْدَهُ عِلمُ الكتاب الي البحث في (مَن) وهل هي موصولة أو جارّة، فإن كانت جارّة كما يري الخليفة عمر، فالمقصود الله تعالي! ويكون معني الآية: قل كفي بالله شهيداً بيني وبينكم، وبالله!!

وإن كانت موصولة كما اختاره الطبري، فالمقصود بها عبد الله بن سلام، فهو العيلم الشاهد الذي ارتضاه الله تعالي شاهداً علي الأمة الإسلامية والعالم!!

ولك الله يا علي بن أبي طالب!

وعندما نرجع الي حياة عبدالله بن سلام الذي ادعوا أنه الشاهد الرباني علي الأمة، نجد أن تعصبه اليهودي لا يجعله أهلاً لهذه المسؤولية الضخمة، فقد روي الذهبي عنه أنه استجاز النبي صلي الله عليه وآله في أن يقرأ القرآن ليلة والتوراة ليلة.. فأجازه النبي صلي الله عليه وآله!! قال في تذكرة الحفاظ ج 1 ص27 (عن يوسف بن عبدالله بن سلام، عن أبيه ن أنه جاء الي النبي صلي الله عليه وآله فقال: إني قرأت القرآن والتوراة، فقال: إقرأ هذا ليلةً وهذا ليلة! فهذا إن صح ففيه الرخصة في تكرير التوراة

ص: 32

وتدبرها!! اتفقوا علي موت ابن سلام في سنة ثلاث وأربعين بالمدينة رضي الله عنه). انتهي.

وإذا جاز ذلك عند الذهبي فينبغي حسب فتواه أن توزع نسخ التوراة علي المسلمين، أو يطبعوها مع القرآن!!

ومنها ما رواه الهيثمي في حديث موثق من أن عبد الله بن سلام وأولاده كانوا من مرتزقة بني أمية، قال في مجمع الزوائد: 9 / 92:

(وعن عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبدالله بن سلام استأذن علي الحجاج بن يوسف فأذن له، فدخل وسلم، وأمر رجلين مما يلي السرير أن يوسعا له، فأوسعا له فجلس، فقال له الحجاج: لله أبوك أتعلم حديثاً حدثه أبوك عبد الملك بن مروان عن جدك عبد الله بن سلام؟ قال: فأي حديث رحمك الله؟ قال: حديث المصريين حين حصروا عثمان. قال: قد علمت ذلك الحديث، أقبل عبد الله بن سلام وعثمان محصور فانطلق فدخل عليه فوسعوا له حتي دخل، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: وعليك السلام ما جاء بك يا عبدالله بن سلام؟ قال: جئت لأثبت حتي استشهد، أو يفتح الله لك...

في حديث طويل قال في آخره: رواه الطبراني ورجاله ثقات). انتهي.

ونعرف من النص التالي أنه كان يوجد اتجاه لتكبير ابن سلام حتي جعلوه بدرياً!

قال في هامش تهذيب الكمال: 15 / 75 (وقال ابن حجر: ذكره أبو عروبة في البدريين وانفرد بذلك، وأما ابن سعد فذكره في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وما بعدها، والله أعلم. تهذيب التهذيب: 5 / 249)!!!

ص: 33

فكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 9-1-1999، الحادية عشرة صباحاً:

الي العاملي، أنت أثرْتَ موضوعاً للمناقشه أم للقراءه فقط؟؟

فأنت تأتي بمسائل وردود علماء السنه عليها حسب ماذكرت بالبداية، اتهمت عمر بالتحريف وأنت تعلم كذب ذلك، ثم فسرت معني الكتاب حسب هواك، ثم طعنت بصحابي! بالله عليك قلي هل تريد أن يجيبك أهل السنة وأنت تتشعب بالموضوع الواحد وتجعله مواضيع؟! فرفقاً بحالك يا عاملي، وحدد ما تريد مناقشته موضوعاً تلو الآخر. وأما إن كان قصدك أن الموضوع للقراءة، فأرجو أن تنشره في مكان آخر لأننا في ساحة نقاش.

فأجابه (العاملي) بتاريخ 9-10-1999، الرابعة عصراً:

هل تقرأ أنت الآية (ومن عنده علم الكتاب) بفتح (من) أو بكسرها؟

ومن هو هذا الشاهد علي الرسالة الذي عنده علم الكتاب، برأيك؟

وكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 9-10-1999، الثامنة مساءً:

عند الله سبحانه ومن يخصه من عباده. ثم لماذا اقحمت عمر بهذا كله؟؟

ثم بينت إن السنة لم تأخذ بكلام عمر وكأننا لا نتولي عمر ونحبه؟؟ أرجو أن تنقل ماهو صحيح، حتي يكون النقاش واضحاً جلياً. أليس كذلك يا عاملي؟؟

فأجاب (العاملي) بتاريخ 9-10-1999، التاسعة مساءً:

إنما نقلت قراءة الخليفة عمر من مصادركم.. فإن كنت تري خللاً في نقلي، أو تري أن قراءة عمر غير ذلك.. فصصح لي وشكراً.

وكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 9-10-1999، الحادية عشرة ليلاً:

ص: 34

سوف آتيك بالرد إن أسعفني الوقت، ولك مني شكري وتقديري. انتهي.

وانغمد الصارم، ولم يسعفه الوقت ولا الحجة، لكي يرد!!

محاولاتهم التشكيك في ولادة أميرالمؤمنين في الكعبة

كتب (عمر) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 30-3-2000، الثامنة مساءً، موضوعاً بعنوان (القمي يكذّب من ادعي بأن علي (رضی الله عنه) ولد بالكعبة)، قال فيه: مولد الامام علي (علیه السلام):

أخبرنا الشيخ الامام العالم الورع الناقل ضياء الدين شيخ الاسلام ابوالعلاء الحسن بن احمد بن يحيي العطار الهمداني (ره) في همدان في مسجده، في الثاني والعشرين من شعبان سنة ثلاث ثلاثين وستمائة، قال: حدثنا الامام ركن الدين احمد بن محمد بن اسماعيل الفارسي، قال: حدثنا عمر بن روق الخطابي، قال: حدثنا الحجاج بن منهال ن عن الحسن بن عمران، عن شاذان بن العلاء، قال: حدثنا عبد العزيز، عن عبد الصمد، عن سالم، عن خالد بن السري، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: سألت رسول الله صلي الله عليه وآله عن ميلاد علي بن ابي طالب (علیه السلام) فقال: آه آه سألت عجباً يا جابر عن خير مولود ولد بعدي علي سنة المسيح، إن الله تعالي خلقه نوراً من نوري وخلقني نوراً من نوره، وكلانا من نور واحد وخلقنا من قبل أن يخلق سماءً مبنية ولا أرضاً مدحية، ولا كان طول ولا عرض، ولا ظلمة ولا ضياء، ولا بحر ولا هواء بخمسين ألف عام، ثم إن الله عزوجل سبح نفسه فسبحناه، وقدس ذاته فقدسناه، ومجد عظمته فمجدناه، فشكر الله تعالي ذلك لنا، فخلق من تسبيحي السماء فمسكها، والأرض فبطحها، والبحار فعمقها، وخلق من تسبيح علي الملائكة المقربين، فجميع ما سبحت

ص: 35

الملائكة لعلي وشيعته، يا جابر: إن الله تعالي عز وجل نسلنا فقذف بنا في صلب آدم صلي الله عليه وآله، فأما أنا فاستقررت في جانبه الأيمن وأما علي فاستقر في جانبه الأيسر، ثم إن الله عزوجل نقلنا من صلب آدم صلي الله عليه وآله في الأصلاب الطاهرة، فما نقلني من صلب إلا نقل علياً معي، فلم نزل كذلك حتي أطلعنا الله تعالي من ظهر طاهر وهو ظهر عبد المطلب، ثم نقلني من ظهر طاهر وهو ظهر عبدالله، واستودعني خير رحم وهي آمنة، فلما ظهرت ارتجت الملائكة وضجت وقالت: إلهنا وسيدنا ما بال وليك علي لا نراه مع النور الأزهر، يعْنون بذلك محمداً. فقال الله عزوجل: إني أعلم بوليي وأشفق عليه منكم، فأطلع الله عزوجل علياً من ظهر طاهر من بني هاشم... الي آخر هذا الرواية التي نقلها عن كتاب الفضائل لشاذان بن جبرائيل القمي، وهي تذكر ولادة علي عليه السلام في الكعبة.

فكتب المدعو (رحمة العاملي) بتاريخ 31-3-2000، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

(ده جزاء يلي ما بيسمعش كلام بابا وماما). راجع الفصل 56 بدقة يا عمر.

وكتب (الموحد) بتاريخ 31-3-2000، الخامسة صباحاً:

عجباً لك يا عمر، تنقل من القمي دون توثق فهل الخطأ منك، لأنك

تلجأ للقص واللصق،أم خطأ القمي الذي لم يضبط تحقيقاته في شأن مولد أمير المؤمنين (علیه السلام)؟!

في رسالتك الأولي بعنوان (القمي يكذب من ادعي بأن علي(رضی الله عنه) ولد بالكعبة) نقلت نفي ولادة أمير المؤمنين (علیه السلام) في الكعبة الشريفة.

أما في رسالتك الثانيه المعنونة: إحياء علي (علیه السلام) للميت،، فأنك نقلت شهادة مالك الدوسي بولادة أمير المؤمنين (علیه السلام) في الكعبة الشريفة (إذ دخل عليه من

ص: 36

الباب رجل طويل علية قباء خز أدكن متعمم بعمامة أتحمية صفراء وهو مقلَّد بسيفين فدخل من غير سلام ولم ينطق بكلام فتطاول... ثم قال: أيكم المجتبي في الشجاعة، والمعمم بالبراعة، والمدرع بالقناعة، أيكم المولود في الحرم، والعالي في الشيم، والموصوف بالكرم؟) راجع رسالتك الأولي.

http://www.shialink.org/muntada/Forum2/HTML/003317.html

ورسالتك الثانية:

http://www.shialink.org/muntada/Forum2/HTML/003316.html

وكتب (عمر) بتاريخ 31-3-2000، الثانية ظهراً:

راجع ولادة الكعبة التي انشقت ودخلت الأم وغابت ثلاث أيام، ثم راجع الرواية التي ذكرتها أنا، والسؤال:

هل أبو طالب بعد هذه المعجزات يستمر في شركه أو يكون أول المسلمين؟

وما دور عشيرته وأعمام الرسول (صلی الله علیه و آله) الذين كذبوا رسالته؟؟

العقل يقف ليلاحظ الغلو والتخبط والتزوير في روايات الشيعة، خاصة وأن مفتاح الكعبة كان عند بني شيبة، وكيف تدنس الكعبة، ويطهر بيت المقدس عند ميلاد سيدنا عيسي (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا). العقل يا شيعة.

وكتب (رحمة العاملي) بتاريخ 31-3-2000، الرابعة عصراً:

أولاً: فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها لا تحتاج لبني شيبة ليعيروها المفتاح، فتح الله عقلك المتربس يا عمر، وهل أنت أصدق عندنا من أئمة الحديث، فقد أشار عبد الباقي العمري الي أن حادثة ولادة الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام في الكعبة من المتفق عليها، ولو أنكر ربعك كلهم من أول عمر الي حضرتك. وسبحان من يضع الأمور في مواضعها وهو أحكم الحاكمين. راجع: مروج

ص: 37

الذهب للمسعودي. وإثبات الوصية وسيرة الخلفاء لعبد الحميد خان الدهلوي.

ثانياً: هل أنت كفلت النبي صلي الله عليه وآله ونصرته بدل أبو طالب رضوان الله عليه يا مفتري؟! وهل إيمانك وإيمان اصحابك حشرك الله معهم كإيمان أبو طالب؟!

وكتب (فرات) بتاريخ 31-3-2000، الخامسة عصراً:

الأخ عمر، السلام عليكم.

1 - أري أنك مستمر علي إنكار الواضحات، وتأليف الشبهات في مقابل البديهيات، فولادة أمير المؤمنين علي عليه السلام في جوف الكعبة من الأمور التي تواترت الأخبار بها، فهذا الحاكم يقول في مستدركه علي الصحيحين: 3/483: (فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولّدت أمير المؤمني علي بن أبي طالب عليه السلام في جوف الكعبة).

وكذلك حكي الحافظ الكنجي الشافعي في الكفاية وتعبة أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي فقال في كتابه إزالة الخفاء: (تواترت الأخبار إن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي عليه السلام في جوف الكعبة فإنه ولد في يوم الجمعة... الخ).

وقال شهاب الدين السيد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير في كتابه

(سرح الخريده الغيبية في شرح القصيدة العينية، لعبد الباقي العمري عند قول الناظم:

أنت العلي الذي فوق العلي رُفعا ببطن مكة عند البيت إذ وضع

قال: وكون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة... إلي إن قال: ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه كما اشتهر وضعه هو، وما أحري بإمام الأئمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة

ص: 38

للمؤمنين، وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها، وهو أحكم الحاكمين.

ويجد القارئ هذه الفضيلة من المتسالم عليها من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات عليه في غير واحد من مصادركم:

1 - تذكرة خواص الأمة لسبط بن الجوزي.

2 - الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي.

3 - السيرة النبوية نوري الدين الحلبي الشافعي.

4 - شرح الشفاج القارئ الحنفي.

5 - مطالب السؤل لابن طلحة الشافعي.

6 - المناقب، الأمير محمد صالح الترمذي.

7 - مدراج النبوة لعبد الحق الدهلوي.

8 - نزهة المجالس، الصفوري الشافعي.

9 - روائح المصطفي، للبردواني.

10 - نور الأبصار، محمد مؤمن الشبلنجي.

11 - كفاية الطالب، حبيب الله الشنقيطي.

12 - مروج الذهب، المسعودي.

13 - كتاب الحسين، جلال الدين.

14 - مفتاح النجا في مناقب آل العبا، ميرزا محمد المدخشي.

15 - محاضرة الأوائل، علاء الدين السكتواري.

ولو شئنا لرصدنا لك مئات المصادر المعتمدة لكم تذكر هذه الفضيلة للأمير عليه السلام. فلماذا هذا البخس وهذا التعجب لفضائل آل بيت النبي صلي الله عليه وآله، وتثبت الفضيلة لغيرهم بحديث واحد عليل المتن والسند؟!

(تلك إذن قسمة ضيزي)!

2 - أما قضية أبو طالب عليه السلام، فقد ألصق هذه الأكذوبة به أعداء ولده البار

ص: 39

أمير المؤمنين عليه السلام، ممن أجبرهم علي الإسلام بقوة السيف.

أما الباحث عن الحقيقة، فإليه البيان:

إن المتأمل في التاريخ يري أن إيمان أبي طالب واضح كنارٍ علي علم، ونقتصر علي إيمانه من طرق بعض السنة ونضرب عن طرق الشيعة صفحات. إضافة إلي شعره الدال علي إيمانه صراحة، فقد ذهب جماعة من أهل السنة الي إيمان أبي طالب وكتبوا الكتب والبحوث في ذلك:

1 - كالبر زنجي في أسني المطالب ص 6 - 10، 2 - والأجهودي، 3 - والإسكافي، 4 - وأبي القاسم البلخي، 5 - وابن وحشي في شرحه لكتاب شهاب الأخبار، 6 - والتلمساني في حاشية الشفاء، 7 - والشعراني، 8 - وسبط أبن الجوزي، 9 - والقرطبي، 10 - والسبكي، 11 - وأبي طاهر، 12 - والسيوطي.. وغيرهم.

وقال ابن الأثير (وما أسلم من أعمام النبي غير حمزة والعباس وأبي طالب).

ومما يدل علي إيمانه مناصرته للنبي وتحمله تلك المشاق والصعاب العظيمة وتضحيته بمكانته في قومه وحتي بولده وتوطينه نفسه علي خوض حرب طاحنة تأكل الأخضر واليابس ولو كان كافراً فماذا يتحمل كل ذلك.

وقد استدل سبط ابن الجوزي علي إيمانه بأنه كما نقل: لو كان أبو علي كافراً لشنع عليه معاوية وحزبه، والزبيريون وأعوانهم، وسائر أعدائه، مع أن علياً كان يذمهم ويزري عليهم بكفر الآباء والأمهات ورذالة النسب.

وإليك بعض أشعاره الدالة علي إيمانه (رضي الله عنه):

1 - ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً *** نبياً كموسي خط في أول الكتب

2 - وقال: نبيّ أتاه الوحي من عند ربه *** ومن قال لا يقرع بها سنّ نادم

3 - وقال: يا شاهد الله عليّ فاشهد *** أني علي دين النبيّ أحمد

4 - وقال: أنت الرسول رسول الله نعلمه *** عليك نزل من ذي العزة الكتب

ص: 40

5 - وقال: أنت النبيّ محمد *** قرم أغر مسودُ

6 - وقال: لقد أكرم الله النبيّ محمداً *** فأكرم خلق الله في الناس أحمد ُ

7 - وقال: وخير بني هاشم أحمد *** رسول الإله علي فترة

8 - وقال: والله لا أخذل النبي ولا *** يخذله من بنيّ ذو حسبِ

وأشعار أبي طالب الناطقة بإيمانه كثيرة، وقد اقتصرنا منها علي هذا القدر طلباً للاختصار.

ومن المؤسف المؤلم أن يجازي هذا الشيخ الجليل من المسلمين بأن يقال عنه كافراً ف- (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وقد دعا له النبيّ صلي الله عليه وآله في كثير من المواطن. فلماذا هذا الإجحاف بحق مؤمن قريش. والعجيب أن نفس الذين يقولون أنه كافر يقولون بإيمان أبي سفيان الذي أعدّ العدد وجهز الجيوش لمحاربة الإسلام والنبي صلي الله عليه وآله!! فياللعجب العجاب!!

وكتب (عمر) بتاريخ 31-3-2000، الخامسة والنصف مساءً:

العقل ينفي ما تدعيه الشيعة، والسبب:

1- من شاهد معجزة الولادة يجب أن يكون أول مسلم وإلا يكون من الضالين.

2- لو أسلم أبو طالب لحاربه كفار قريش ولما استطاع حماية الرسول(صلی الله علیه و آله)

3- لك من القرآن ما نزل بهذه الحادثة سورة التوبة - 113: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربي من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. صدق الله العظيم.

ص: 41

وكتب (الفتي الإمامي) بتاريخ 1-4-2000، الثالثة ظهراً:

أعتقد أن هذه الوصلة مفيدة للموضوع أدلة ايمان أبي طالب عليه السلام …

الي آخر ماذكره، وقد أورد عدة أدلة من أحاديث النبي والأئمة عليهم السلام ومن شعر أبي طالب من مصادر الفريقين علي إيمان أبي طالب رضوان الله عليه.

حساسيتهم من حديث الدار في أول البعثة

كتب (فاروق البكري) في شبكة الساحة العربية، بتاريخ 21-5-1999، موضوعاً بعنوان (حديث الدار) وهو بحث حول تصحيح سند الحديث الشريف، وبيّن فيه خطأ ابن تيمية في تضعيفه.

فكتب المدعو (أبو المقداد):

موضوع حديث الدار (فاروق بكري) يطعن في شيخ الاسلام ابن تيمية

(حاذروا)!! إقرأ الموضوع بتمعن!

فبادرت رئيسة المراقبين إلي حذفه بعد أقل من ساعة، وكتبت بتاريخ 21-5-1999، العاشرة صباحاً:

يبدوأنك تريد مخالفة ضوابط الساحة الاسلامية بالمنع من نشر المعتقدات المخالفة لتوجه هذه الساحة فيما نعتقده بالله تعالي ورسوله وصحابته الكرام، والتي هي علي معتقد السلف الصالح أهل السنة والجماعة، لذا فأنت ممنوع من الكتابة في هذه الساحة.. وكذلك كل من يتدخل في الخوض بما نعتقده وندين

ص: 42

الله تعالي به وسنلقاه عليه.

(مراقبة الساحة الاسلامية حرر الموضوع بواسطة بنت الإسلام 21-5-99).

قال (العاملي):

وحديث الدار روته مصادرهم، وخلاصته: أنه عندما نزل قوله تعالي

(وأنذر عشيرتك الأقربين) في أول البعثة، دعا رسول الله صلي الله عليه وآله بني عبد المطلب الي طعام في بيته وكانوا أربعين رجلاً، فأظهر لهم المعجزة بإشباعهم جميعاً بكتف شاة وعس لبن، وأخبرهم أن الله تعالي بعثه رسولاً ووعده أن يورث أمته ملك كسري وقيصر، وأنَّ من يوازره منهم علي هذا الأمر يتخذه أخاً ووزيراً وخليفةً من بعده.. فلم يقبل أحد منهم إلا علي عليه السلام، فقال له النبي صلي الله عليه وآله في محضرهم: أنت أخي ووزيري وخليفتي من بعدي، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا!! فجعلوا يسخرون من ذلك ويقولون لأبي طالب: أمرك أن تسمع لابنك وتطيع!!

ص: 43

ص: 44

الفصل الثاني: الصديق والفاروق لقبان لعلي.. سرقوهما !!

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

أحاديث الصدّيق والفاروق

من الذي سمي عمر بالفاروق؟

ص: 45

ص: 46

احاديث الصديق والفاروق

كتب المدعو (فرزدق) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 11-2-2000، الحادية عشرة صباحاً، موضوعاً بعنوان (أحاديث في الصديق والفاروق!!! فهل مِن مُتأمل...)، قال فيه:

هناك عدد كبير من الأحاديث الشريفة التي تثبت أن لقب الصديق ولقب الفاروق هما من ألقاب أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام..

وسنذكر فيما يلي عدداً منها.. بإذن الله..

أولاً: رواية سلمان الفارسي وأبي ذر: رويا عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) أنه أخذ بيد علي وقال: (ألا إن هذا أول من آمن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب الدين والمال يعسوب الظالمين).. وتجده في:

1 - مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص 29، نقله عن المعجم الكبير للطبراني.

2 - تأريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج 1 ص 87 حديث 119، وفي طبعة ج 1 ص 76. حديث 122.

3 - أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي ص 21.

ص: 47

4 - فرائد السمطين للحمويني ج1 ص 39.

ثانياً: روي عن عبدالله بن عباس أنه قال: ستقع فتنة فمن أدركها فليتمسك بأمرين: كتاب الله وعلي بن أبي طالب، لأني سمعت رسول الله - وهو آخذ بيد علي - يقول: (علي أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو فاروق الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين وهو الصديق الأكبر والخليفة من بعدي).. وتجده في:

1 - تاريخ دمشق ترجمة الامام علي ج 1 ص 89 حديث 122 و124.

2 - كفاية الطالب للحافظ الكنجي باب 44 ص 187.

3 - ميزان الاعتدال للذهبي ج1 ص 316 وج 2 ص 35.

4 - لسان الميزان للعسقلاني ج 2 ص 414 وج 3 ص 283.

5 - وسيلة النجاة للكنهوي ص 133.

6 - الكامل في معرفة الضعفاء والمتروكين ص 149.

ثالثاً: رواية أبي ليلي الغفاري:

قال سمعت النبي يقول: (ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة هو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين). لاحظه في:

1 - الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 657، وفي المطبوع بهامش الاصابة ج 13 ص 117 رقم 3156.

2 - مناقب الخوارزمي فصل8 ص57.

3 - تأريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 157 حديث 1174.

4 - كفاية الطالب للحافظ الكنجي باب 44 ص 188 وقد اعترف باعتبار سنده.

5 - ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 316.

ص: 48

6 - الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر آخر ج 11 عن ابن عدي.

7 - لسان الميزان للعسقلاني ج 3 ص 283.

8 - مودة القربي للهمداني - مودة رقم 6 – حديث 5.

9 - كنز العمال للمتقي ج 11 ص 612 نقله عن الحافظ ابي نعيم.

10 - المناقب المرتضوية للكشفي الترمذي ص 92.

11 - مسند البزار ج 1 ص 38.

12 - مفتاح النجا للبدخشي ص 66.

13 - ينابيع المودة للقندوزي الحنفي باب 15 ص 93 وباب 43 ص 152.

14 - رموز الأحاديث للنقشبندي ص 304.

15 - مناهج الفاضلين للحمويني ص 319.

16 - مناقب العيني ص 16 حديث 25.

17 - أرجح المطالب للآمرتسري ص 23.

18 - فردوس الأخبار للديلمي حرف السين (ستكون بعدي...).

19 - تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين لمحمد بن رستم ص189.

رابعاً: رواية أبي ذر الغفاري: قال أبو رافع: ذهبتُ إلي الربذة لوداع أبي ذر، ولما أردنا فراقه خاطبنا قائلاً: ستقع قريباً فتنة، فعليكم بتقوي الله واتباع علي بن أبي طالب لأني سمعت رسول الله يقول له: (أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين وأنت أخي ووزيري وخير من أترك بعدي، تقضي ديني وتنجز موعدي). لاحظه في:

1 - نقض العثمانية للجاحظ ص290.

2 - تأريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج 1 ص 88 حديث 120 و121 و123.

3 - أسد الغابة لابن الاثير ج 5 ص 287.

ص: 49

4 - فرائد السمطين للحمويني ج1 ص139 و140 حديث 102 و103.

5 - الرياض النضرة للمحب الطبري ج2 ص155.

6 - ذخائر العقبي للمحب الطبري أيضاً ص 56.

7 - المواقف للقاضي الأيجي ج 3 ص 276.

8 - شرح النهج لابن أبي الحديد ج 13 ص 228 و215.

9 - مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 102.

10 - نزهة المجالس للصفوري ج 2 ص 205.

11 - قرة العينين في تفضيل الشيخين للدهلوي ص 234.

12 - إنتهاء الافهام للبصري ص74.

13 - ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 201.

14 - أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي اللآمرتسري ص 23.

خامساً: رواية علي بن أبي طالب: روي عنه سلام الله عليه أنه قال: (أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفترٍ، ولقد صليت مع رسول الله قبل الناس لسبع سنين، وأنا أول من صلي معه). تجده في:

1 - فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 1 حديث 115.

2 - خصائص النسائي ص 25 حديث 7.

3 - تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج 1 ص 53 حديث90، مع اختلاف يسير.

4 - المصنف لابن أبي شيبة ج 12 ص 65 حديث 12133.

5 - السنن الكبري للنسائي ج 5 ص 107 حديث 8395.

6 - سنن ابن ماجة ج 1 ص 44 حديث 120.

7 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج 3 ص 121 حديث 4584.

8 - تاريخ الطبري ج 2 ص 213 وفي طبعة ج 2 ص 310.

علماً بأن هؤلاء قد رووه بأسانيد صحيحة، رجالها ثقات..

ص: 50

وبعد كل هذا. فهل يصح لنا إطلاق هذه الألقاب علي غير صاحبها جُزافاً، وتبديلاً للحقائق وتغييراً لتلقيب النبي الأعظم صلي الله عليه وآله.

والسلام علي من اتبع الهدي...

وكتب (علي بن يقطين) بتاريخ 11-2-2000، الثالثة والنصف ظهراً:

اللهم صل علي محمد وآل محمد

وكتب (عالم نجد والحجاز) بتاريخ 11-2-2000، السادسة مساءً:

وعلي افتراض أن هذه الأحاديث صحيحة فنحن الذين نتبعه ونطيعه فهو الخليفة الرابع تربي في بيت النبوة وشرب منها، ونكن له احتراماً وحب (كذا)... لكن الذين يظهرون له الحب الزائف ولم يتبعوه هم الذين شبههم بأشباه الرجال ولا رجال...

فكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 11-2-2000، السادسة والنصف مساءً:

إن الذين شبههم عليه السلام بأشباه الرجال لم يكونوا شيعة، وما كان الكلام لشيعته عليه وعليهم السلام، وإنما كان الكلام لمن بيده أمور عشيرته ومن تبع هؤلاء الرؤساء الخونة والعملاء لابن أبي سفيان.

إن الأمير عليه السلام كان يخاطب دولة. والدولة تحوي الطيب والخبيث وإلا علي حسابكم تكون الدولة الإسلامية بأجمعها شيعية إلا الخارج عن إمام زمانه...

وكتب (فرزدق) بتاريخ 12-2-2000، الثامنة مساءً:

نشكر الأخ العزيز الفاضل مالك الأشتر علي جوابه وأضيف:

إن شر البلية ما يضحك... فقد أصبح أتباع ابن تيمية - الذي أنكر فضائل الامام علي بل شكك حتي في إيمانه وجهاده وعلمه، أصبحوا من أتباع الامام

ص: 51

علي ويكنون له الاحترام!!! وأصبح المدافعون عن معاوية - محارب أمير المؤمنين عليه السلام، والسابّ له علي المنابر - من المحبين لعلي والمطيعين له!!!

أرأيت احتراماً وحباً أكثر من ذلك؟؟؟!!!

ولقد صدق من قال: إن عشت أراك الدهر عجباً!!

وفيما يلي نذكر عدداً من المصادر الأخري لبعض الروايات السابقة، إضافة إلي أحاديث جديدة لم تذكر فيما تقدم:

أولاً: عن أبي ذر وسلمان قالا: أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله): (هذا أول من آمن بي. وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين). رواه غير من تقدم ذكرهم:

1 - الشوكاني في در السحابة ص 205، وقال: أخرجه الطبراني في الكبير بإسنادٍ رجاله ثقات.

2 - المتقي في كنز العمال ج 11 ص 616 طبع حلب، رواه عن حذيفة.

ثانياً: قال علي (علیه السلام): (أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الا كذاب مفترٍ، لقد صليت قبل الناس سبع سنين). راجعه في المصادر التالية عدا من تقدم ذكره:

1 - الكامل لابن الاثير ج2 ص22.

2 - جمع الجوامع للسيوطي كما في ترتيبه ج6 ص394.

3 - طبقات الشعراني ج 2 ص 55.

4 - الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج 2 ص 155 و158 و167.

5 - شرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 257.

6 - ذخائر العقبي ص60.

ص: 52

7 - فرائد السمطين للحمويني ذكره في الباب 49.

ثالثاً: عن ابن عباس وأبي ذر، قالا سمعنا رسول الله يقول لعلي: (أنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل). راجعه في:

1 - شمس الأخبار للقرشي ص35.

2 - المواقف للقاضي الايجي ج3 ص276.

3 - نزهة المجالس للصفوري ج2 ص205.

4 - الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص155، وفي طبعة أخري بالقاهرة ج3 ص136.

5 - شرح النهج لابن أبي الحديد ج3 ص276.

6 - فرائد السمطين للحمويني ذكره في الباب 24.

رابعاً: قال علي (علیه السلام): (أنا الصديق الأكبر...). راجعه في:

1 - المعارف لابن قتيبة ص73.

2 - جمع الجوامع للسيوطي كما في ترتيبه ج6 ص405.

3 - تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج1 ص53 حديث 90.

4 - الرياض النضرة للمحب الطبري ج2 ص155 و157.

5 - ذخائر العقبي ص 58.

6 - شرح النهج لابن أبي الحديد ج3 ص251 و257.

خامساً: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): (الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس قال (يا قوم اتبعوا المرسلين)، وحزقيل مؤمن آل فرعون قال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله. وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم). وتجده في المصادر التالية:

1 - كنز العمال للمتقي ج 6 ص 152 وفي طبعة أخري ج 11 ص 601 حديث 32897 و32898.

2 - السيرة الحلبية للحلبي ج 1 ص 435.

ص: 53

3 - فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 627 حديث 1072 وص655 حديث 1117.

4 - الجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 42 طبع الميمنية بمصر.

5 - كفاية الطالب للحافظ الكنجي ص123 و124 وفي طبعة أخري ص47.

6 - الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج 2 ص 202 وفي طبعة أخري ج 2 ص 153.

7 - فردوس الأخبار للديلمي ج2 ص581 حديث 3681، وفي طبعة أخري ببيروت ج 2 ص 421 حديث 3866.

8 - الأمالي للشجري ج 1 ص 139 طبع القاهرة.

9 - تأريخ الخميس للديار بكري المالكي ج 2 ص 275 طبع الوهبية بمصر.

10 - تأريخ دمشق لابن عساكر ج1 ص 79 حديث 128 وج 2 ص 282 حديث 805.

11 - فيض القدير للمناوي ج 4 ص 137. وقال: رواه الطبراني والبزار.

12 - التفسير الكبير للرازي ج 27 ص 57.

13 - الدر المنثور للسيوطي ج 5 ص 262 وقال: أخرجه البخاري في تاريخه.

14 - منار الهدي للأشموني ص 289 طبع الحلبي بالقاهرة.

15 - منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل ج5 ص30.

16 - مناقب ابن المغازلي ص 245 حديث 293 و294.

17 - جمع الجوامع للسيوطي كما في ترتيبه ج 6 ص 152.

18 - إتحاف ذوي النجابة للتباني الطيفي ص 156 طبع الحلبي بالقاهرة.

19 - نُزل الأبرار للبدخشي ص 64 حديث 3.

20 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 123 وفي طبعة أخري ص 74 و 75 وفي طبعة ثالثة ص30 و31.

21 - شرح النهج لابن أبي الحديد ج 9 ص 172 ط مصر بتحقيق أبو الفضل. وفي ط بيروت ج 2 ص 431.

22 - مناقب الخوارزمي ص 215، وفي طبعة أخري ص 219.

ص: 54

23 - شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج 2 ص 223 - 226 حديث 938 - 942.

24 - ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 126و185 و233. طبع اسلامبول.

سادساً: لقد ورد في أن قوله تعالي: والذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون. نزل في علي بن أبي طالب.. راجع:

1 - فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 627 وص 655 حديث 1072 و1117.

2 - ذكر كثير من المفسرين حديث النبي (صلی الله علیه و آله): (الصديقون ثلاثة...) المتقدم، في ذيل هذه الآية المباركة. فراجع من ذكرناهم من المفسرين آنفاً.

سابعاً: ومما يؤيد تسمية أمير المؤمنين علي (علیه السلام) بالصديق ما ورد في تفسير قوله تعالي: الذي جاء بالصدق وصدق به أولئك المتقون.. فقد روي أن الذي (جاء بالصدق) هو رسول الله وأن الذي (صدق به) هو علي بن أبي طالب.

راجع ذلك في:

1 - تفسير القرطبي ج 15 ص 256.

2 - تفسير الدر المنثور للسيوطي ج 7 ص 228 وفي طبعة بيروت ج 5 ص 328 قال: أخرجه إبن مردويه عن أبي هريرة.

3 - كفاية الطالب للحافظ الكنجي ص 233، وفي طبعة أخري ص 109.

4 - تفسير روح المعاني للآلوسي ج 30 ص 3.

5 - مناقب ابن المغازلي ص 369 حديث 317.

6 - تأريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 418 حديث 917 و918 طبع بيروت.

7 - معارج العلي لمحمد صدر العالم ص 91.

8 - شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج 2 ص 120 حديث 810 – 815.

9 - توضيح الدلائل لشهاب الدين احمد الشافعي ص 328.

وأخيراً.. نختم حديثنا برواية جميلة يرويها القرشي في شمس الأخبار ص 33 عن النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) أنه قال: (قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت

ص: 55

علي أمتك يا محمد؟ قال: قلت: يا رب أنت أعلم.. قال: يا محمد، إنتجبتك برسالتي واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك وجعلته وزيرك وأبي سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب الجنة، وزوجته خير نساء العالمين.. أنت شجرة وعلي غصنها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتهما من طينة عليين وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضُربوا علي أعناقهم بالسيوف ما إزدادوا لكم إلا حباً.. قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب). اللهم اجعلنا من شيعة محمد وآل محمد وأنصارهم قولاً وعملاً.

والسلام علي من اتبع الهدي...

وكتب (العاملي) بتاريخ 12-2-2000، التاسعة مساءً:

الذين وبخهم أمير المؤمنين علي عليه السلام ووصفهم بأنهم أشباه الرجال.. مهما قلت فيهم فقد كانوا معه، وحاربوا معه الناكثين والمارقين والقاسطين.. فهم أقرب اليه من عدوه معاوية والطلقاء الذين كان يدعو عليهم في قنوته! وإن كنت تري يا أخ (عالم نجد والحجاز) أنك أقرب اليه منهم، فمرحباً بك.

إبرأ من عدوه.. واقبل أن لقب الصديق والفاروق وسامان نبويان أعطاهما الله لعلي، فلا تستعملهما لغيره.

وكتب (فرزدق) بتاريخ 14-2-2000، الثامنة مساءً:

اللهم صل علي محمدٍ وآل محمدٍ، وعجل فَرَجَهم، والعن أعداءهم...

وكتب المدعو (المأمن بالله) في شبكة هجر، بتاريخ 8-12- 1999، التاسعة صباحاً، موضوعاً بعنوان (الإمام علي - ع - فاروق بين الحق والباطل)..

ص: 56

(وقد اكتفينا عنه بموضوع الفرزدق، وقد أضاف المأمن بالله، وعمار، عدداً من المصادر في أحاديث الموضوع).

من الذي سمي عمر بالفاروق؟

وكتب (نصير المهدي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 16-2-2000، الثانية والربع صباحاً، موضوعاً بعنوان (الصديق والفاروق في حديث رسول الله (صلی الله علیه و آله)، أورد فيه أحاديث من الرياض النضرة 2 - 155 بسنده عن أبي ذر وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد 9 - 102، والمناوي في فيض القدير 4 - 358 وفي الطبراني والبزار، عن حذيفة...

وعقب عليه (العسكري) بتاريخ 18-2- 2000، الخامسة صباحاً:

حياك الله أخي الحبيب نصير المهدي، وأدامك الله نصيراً للمهدي:

مطهرون نقيات ثيابهم تجري الصلاة عليهم أينما ذكرو

الله لما بري خلقاً وأتقنه صفَّاكم واصطفاكم أيها البشر

أنتم الملأ الاعلي وعندكم علم الكتاب وما جاءت به السور

وكتب المسمي (أسئلة) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 26-1-2000، الثانية والنصف ظهراً، موضوعاً بعنوان (الفاروق.. لقب مسروق)، أورد فيه أحاديث عن تسمية اليهود لعمر بالفاروق، من تاريخ المدينة لابن شبة: 2 / 662، قال:

تسميته بالفاروق: قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال، قال ابن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر: الفاروق، وكان المسلمون يؤثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول

ص: 57

الله صلي الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئاً. انتهي.

وبذلك يتبين أن السارق وخطة السرقة كليهما.. يهوديان!!

ص: 58

الفصل الثالث : علي أفضل الخلق بعد النبي صلي الله عليه وآله

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

علي أحب الناس الي رسول الله صلي الله عليه وآله

علي أفضل الخلق بعد النبي صلي الله عليه وآله

درجة علي في الجنة أعلي ثاني درجة النبي صلي الله عليه وآله

ص: 59

ص: 60

علي أحب الناس الي رسول الله صلي الله عليه وآله

كتب (فرات) في شبكة هجر الثقافية، بتاريخ 14-3-2000، السادسة مساءً، بعنوان (أحب الناس للنبي صلي الله عليه وآله... من هم؟؟)، قال فيه:

أخرج الترمذي في صحيحه (ج 2 ص 319) بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال: كان أحب النساء الي رسول الله فاطمة، ومن الرجال علي.

ورواه الحاكم في المستدرك (ج 3 ص 155) وقال: هذا حديث صحيح الاسناد. انتهي. ورواه النسائي في خصائصه (ص 29). ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 ص 751).

وأخرج الترمذي كذلك في (ج 2 ص 310) عن عائشة مثله، وصححه الحاكم ج 3 ص 157.

وأخرج الحاكم (ج 3 ص 154) عندما سُئلت عائشة عن علي قالت: تسألني عن رجل والله ما أعلم رجلاً كان أحب الي رسول الله من علي.

وقال هذا حديث صحيح الاسناد. ورواه النسائي (ص 29).

وأخرج أحمد بن حنبل (ج 4 ص 257):... فسمع أبو بكر صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفتُ أن علياً أحب اليك من أبي ومني

(مرتين). ورواه النسائي ص 28 وقال فيه: وأهوي لها ليلطمها...

ص: 61

والهيثمي رواه في مجمعه (ج 9 ص 126). وقال: رواه البزاز، ورجاله رجال الصحيح.

وكذلك أخرج ابن حجر وابن الاثير في أسد الغابة (ج 5 ص 547): أن علياً عليه السلام أحب الناس اليه صلي الله عليه وآله.

ويؤيد هذه الأحاديث حديث الطائر المشوي، الذي ينص علي أن علياً أحب الخلق الي الله والي رسوله، الذي أخرجه كل من: الترمذي في صحيحه (ج 2 ص 299). والنسائي (ص5). وابن الأثير (ج 2 ص 30). والمحب الطبري (ص 61). والحاكم (ج 3 ص 130). وقال: حديث صحيح علي شرط الشيخين. والهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 125). وأبي نعيم في حليته (ج 6 ص 339). والبغدادي في تاريخه (ج 3 ص 171) والمتقي في كنزه (ج 6 ص 406). وهكذا استفاضت الروايات في ذلك.

ولكن أيدي الوضع التي لا يروق لها ثبوت مثل هذه الفضائل لأهل بيت النبي صلي الله عليه وآله، حاولت صرف هذه الفضيلة عنهم وإثباتها لغيرهم.

ص: 62

علي أفضل الخلق بعد النبي صلي الله عليه وآله

كتب (صبي الشيعة) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 2-11-1999، العاشرة ليلاً، موضوعاً بعنوان (المسيح عيسي وأمير المؤمنين)، قال فيه:

الموضوع منقول من شبكة هجر الإسلامية.

وأي شخص يريد الاضافة، فليفعل مشكوراً:

المسيح عيسي بن مريم عليه السلام يتشرف أن يكون عبداً لعلي بن أبي طالب.

فكتب (محب السنة)، الثانية عشرة ظهراً:

لم أكن أتصور أن يصل الضلال إلي هذا الحد!

كيف يتصور عاقل فضلاً عن مسلم أن يكون علي رضي الله عنه أفضل من واحد من أولي العزم من الرسل!!

زر هذا الموقع لتستمع إلي شيخ شيعي وهو يقول: إن المسيح عليه السلام يتشرف أن يكون عبداً لعلي!!

وكتب (البيان)، الواحدة ظهراً:

روي عن طريق أبي داود الطياليسي وغيره، عن الحكم بن عبد الرحمن أبي نعيم عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه (وآله) وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، إلا ابني الخالة يحيي وعيسي). قصص الأنبياء للامام أبي الفداء اسماعيل بن كثير.

فإذا كان الامام الحسن والامام الحسين سيدا (كذا) نوح وإبراهيم وموسي وهم أنبياء أولي (كذا) عزم علي ما ذكر بالحديث السابق، فإن أبوهما علي عليه السلام خير منهما، فإذن هو أفضل من الأنبياء إلا رسول الاسلام صلي الله عليه وآله. وعلي

ص: 63

ما أعتقد أن ابن كثير سني وليس بشيعي.

وكتب (عبد العزيز) بتاريخ 3-11-1999، الثالثة صباحاً:

يا محب السنة يا حبيبي، يا فلذة كبدي لا تكتب مثل هذا الكلام:

(لم أكن أتصور أن يصل الضلال إلي هذا الحد).

يا أخي أنت في هذه الصفحة مظهر من مظاهر الضلال، فلا تحسب نفسك فاهماً، وتقول إن هذا ضال وذاك منحرف!

ويا أخي إذا ناقشنا قضية الخلافة ورأينا أن علي (كذا) أحق بها وأن الله خصه بها بعد نبيه (صلی الله علیه و آله) فإن الأمر يعد من البديهيات. فما قولك بحديث النبي (صلی الله علیه و آله) الذين يقول فيه: (إن علماء أمتي أفضل من أنبياء بني اسرائيل). أو في رواية أخري.. (كأنبياء بني اسرائيل).. فما بالك بالامام!

يا أخي يا أخي، أهجر هذا الأسلوب البدوي والأعرابي في الكلام... والسلام.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 6-11-1999، السابعة صباحاً:

لقد كنت قبل كتابة هذا المقال أظن أني أخاطب قوماً لهم عقول. وكنت جازماً أن من يطلع علي ما كتبت من الشيعة سيبادر إلي تخطئة ذلك الشيخ … ولكن تبين لي أن الجميع علي شاكلته.

أما من يحتج بحديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فهو لم يتمعن ولو قليلاً في اللفظ فهما سيدا الشباب فقط.

ثم إن الموازنة بين أحد من الناس كائن من كان ولو كان الصديق أبو بكر، أو الفاروق عمر، أو ذو النورين عثمان، أو أحد من الأنبياء فضلاً عن أولي العزم من الرسل، تدل علي سفاهة ما بعدها سفاهة وضلال ما بعده ضلال، وإن رغم

ص: 64

أنف من لا يرضي بذلك.

فكتب (العاملي) بتاريخ 6-11-1999، التاسعة صباحاً:

يا صاحب العقل الوافر.. ما دام أعلي مكان في الجنة يوم القيامة هو جنة الفردوس. وهي كما روينا ورويتم مسكن النبي وآله وابراهيم وآله صلي الله عليهما وآلهما، فإن آل النبي مع النبي وعلي أولهم.. فما العجب إذا كان مقام علي ملحقاً بمقام النبي وفوق مقام بقية الأنبياء، ماعدا ابراهيم عليهم السلام؟!!

وثانياً، الامام المهدي عليه السلام أقل مرتبة من علي عليه السلام، وقد رويتم وروينا أن عيسي عليه السلام عندما ينزل في آخر الزمان يصلي خلف المهدي.

وثالثاً، روي الترمذي وحسنه أن النبي صلي الله عليه وآله أخذ بيد حسن وحسين وقال: من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي في الجنة!!

فلا تجادل في مقام أهل بيت نبيك، ولا تقدم بطون قبائل قريش عليهم، بل أحبهم وأطعهم، لتكون أنت ملحقاً بدرجة نبيك التي هي فوق درجة عيسي وموسي عليهم السلام. وأرنا عقلك يا صاحب العقل!!

وكتب (ذوالفقار)، الثالثة ظهراً:

قال تعالي (تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض..). البقرة - 253.

وقال تعالي (ولقد فضلنا بعض النبيين علي بعض..). الإسراء - 55.

وقال محب السنة: (ثم إن الموازنة بين أحد من الناس كائن من كان ولو كان الصديق أبو بكر أو الفاروق عمر أو ذو النورين عثمان وأحد من الأنبياء فضلاً عن أولي العزم من الرسل تدل علي سفاهة ما بعدها سفهة وضلال ما بعده ضلال، وإن رغم أنف من لا يرضي بذلك).

ص: 65

وكتب (محب السنة)، السادسة مساءً:

إلي العاملي: أما قولك: ياصاحب العقل الوافر، فقد عرفت نعمة العقل وحمدت الله عليها من قديم، ولكن معرفتي بهذه النعمة ازدادت لما اطلعت علي معتقدات الشيعة من خلال الكتب والمناقشة عبر الإنترنت، فلله الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، أن جعلني مسلماً سنياً.

أما أنت فالذي ظهر لي أنك تقبل أي ضلالة مهما كانت درجة منافاتها للعقل بشرط أن يكون القائل لها شيعياً، ولا تكتفي بذلك بل تدافع عنها وتسوغها وتسعي جاهداً لإقناع الآخرين بها. ومن الأمثلة علي ذلك قبولك:

1 - دفاعك عن قول من قال من علمائك أن أكل... الأئمة قدس سره شرب... = دخول الجنة (معذرة مكان النقط معروف لديك والحياء يمنعني من التصريح به).

2 - قبولك لفتوي الخامنئي الذي جوز وضع نطفة رجل أجنبي في رحم امرأة لا تنجب.

3- ردك لكلام الله الصريح في فضل الصحابة والثناء عليهم والرضي عنهم، ودفاعك عن أبي طالب الذي لم يثبت أنه أسلم لا بكتاب ولا سنة.

والأمثلة أكثر من أن تحصر أو تحد بعدد.

أما قولك: (ما دام أعلي مكان في الجنة يوم القيامة هو جنة الفردوس، وهي كما روينا ورويتم مسكن النبي وآله وإبراهيم وآله صلي الله عليهما وآلهما، فإن آل النبي مع النبي وعلي أولهم.. فما العجب إذا كان مقام علي ملحقاً بمقام النبي وفوق مقام بقية الأنبياء ماعدا إبراهيم عليهم السلام؟!!).

فلو أنك فكرت قليلاً لما قلت هذا الكلام لأنه في غير موضعه، فنحن لم

ص: 66

نتكلم في الثواب في الآخرة، وإنما تكلمنا في الفضل، وشيخكم يقول: بأن المسيح صلي الله عليه وسلم يتشرف بأن يكون عبداً عند علي! (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً). وبمثل ما تقدم يجاب عما رواه الترمذي.

أما قولك: وثانياً، الإمام المهدي عليه السلام أقل مرتبة من علي عليه السلام، وقد رويتم وروينا أن عيسي عليه السلام عندما ينزل في آخر الزمان يصلي خلف المهدي.

فلم يفهم أهل السنة من هذا الكلام أن المهدي أفضل من عيسي بل قالوا: إن ذلك دال علي أن عيسي يتبع شريعة محمد صلي الله عليه وسلم ويعمل بمقتضاها وأن تأخره عن الصلاة يكون في بداية الأمر، ثم يكون المهدي تابعاً لعيسي ومقتدياً به في الصلاة وغيرها.

أما قولك: فلا تجادل في مقام أهل بيت نبيك، ولا تقدم بطون قبائل قريش عليهم.

فأنا ولله الحمد ليست الغاية عندي من النقاش حب الغلبة وإحراج المخالف، ولكنني أدعو إلي ما أعتقد أنه الحق، ولدي الاستعداد للتنازل عن قولي إذا ظهر لي أن قول المخالف هو الحق، لأن الأمر عندي ليست حلبة مصارعة بل دين أدين الله تعالي به وقائدي ورائدي فيما أقول وأكتب وأعتقد كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم، ولا أتعصب لقول أحد من الناس خالف قوُله كلام الله وكلام رسوله، ابتداء من أبي بكر الصديق إلي آخر واحد من علماء الأمة.

فهذا ما هداني له عقلي الذي تهزأ به، والفضل كله لله سبحانه وتعالي.

أما احتجاجك يا ذو (كذا) الفقار بقول الله تعالي: تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض. البقرة 253. وقال تعالي (ولقد فضلنا بعض النبيين علي بعض.. الإسراء

ص: 67

55، فيبدو أنك لم تفهم ما كتبته، فأعد قراءته مرة أخري، وعندها سيتبين لك أن الكلام ليس في المفاضلة بين النبيين الذي هو حقيقة دلّ عليها القرآن ولكنه في المفاضلة بين النبيين وغيرهم، إلا إذا كنتم تعتقدون أن علياً من النبيين فهذا موضوع آخر.

فكتب (ذوالفقار)، السادسة والنصف مساءً:

الي محب السنة: هل مسألة التفضيل مسألة عقلية، أو نرجع فيها الي النصوص الشرعية؟

وكتب (البيان) بتاريخ 7-11-1999، الثانية عشرة والربع صباحاً:

الي محب السنة، بعد السلام:

قلت: (أما من يحتج بحديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فهو لم يتمعن ولو قليلاً في اللفظ فهما سيدا الشباب فقط).

أقول: أما والله لقد احترنا بين اللتيا والتي، وهل يكون في الجنة غير الشباب هذا أولاً.

ثانياً: لو قرأت الحديث السابق بتمعن وعقل لما قلت الذي قلت. وسوف أعيده عليك فلاحظ ما بين القوسين: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (إلا ابني الخالة يحيي وعيسي). إلا هنا: للاستثناء. أي أنهما سيدا شباب أهل الجنة أجمعين عمال (كذا) كانوا أو ملوك (كذا) أو غيره من الصالحين الذين رزقهم الله الجنة، ما عدا عيسي ويحيي! أي أن من الشباب عيسي ويحيي. ولا أعلم.. هل أنبياء الله الباقين يسكنون الجنة وهم شيوخ.

ثانياً، قلت: (في جواب قول العاملي) الإمام المهدي عليه السلام أقل مرتبة من علي عليه السلام، وقد رويتم وروينا أن عيسي عليه السلام عندما ينزل في آخر الزمان يصلي

ص: 68

خلف المهدي: فلم يفهم أهل السنة من هذا الكلام أن المهدي أفضل من عيسي. بل قالوا إن ذلك دال علي أن عيسي يتبع شريعة محمد صلي الله عليه وسلم ويعمل بمقتضاها، وأن تأخره عن الصلاة يكون في بداية الأمر، ثم يكون المهدي تابعاً لعيسي ومقتدياً به في الصلاة.

أقول: إقرأ واعقل: (وروي هشام بن عروة، عن صالح مولي أبي هريرة أن الرسول صلي الله عليه وآله قال: (فيمكث في الأرض أربعين سنة). وقد بينا نزوله عليه السلام في آخر الزمان في كتاب (الملاحم)، الي أن يقول ابن كثير: وأنه ينزل علي المنارة البيضاء بدمشق وقد أقيمت صلاة الصبح. فيقول له إمام المسلمين: تقدم يا روح الله فصلِّ، فيقول: لا، بعضكم علي بعض أمراء، مكرمةٌ الله لهذه الأمة. وفي رواية فيقول عيسي عليه السلام: إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلفه، ثم يركب ومعه المسلون في طلب المسيح الدجال فيلحقه عند باب لد فيقتله بيده الكريمة. كتاب قصص الأنبياء لابن كثير.

أقول: أجب عن هذا السؤال: أيهما أفضل الإمام أم المأموم؟

فكتب (العاملي) بتاريخ 7-11-1999، الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

الأخ محب السنة، أشكر الله أني لم أهزأ بعقلك، وأن كل ما كتبته لك في هذا المجال سابقاً ولا حقاً كان جواباً علي اتهامك الشيعة في عقولهم!

ألا تذكر موضوعك (هل لكم عقول تميزون بها.. وما في معناه)؟.

أما ملاحظتك عليّ بأني أقبل ما يخالف العقل إذا كان الذي قاله شيعياً، وأحاول تبريره.. فإني أعتقد بعصمة النبي وآله الذين نص عليهم النبي فقط، ولا أدعي لنفسي العصمة ولا للشيعة.. ولئن كنت شيعياً بالولادة والوراثة.. فقد بحثت بتجرد سنين كثيرة، فطابقت قناعاتي أكثر موروثاتي، فما ذنبي، وماذا

ص: 69

تريدني أن أصنع؟.. ومع ذلك فأنا والحمد لله مستعد لقبول الدليل حتي لو خالف ما وصلت اليه.. وأسأل الله لي ولك أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

وأما دفاعي عن المسألة ذات الصيغة السخيفة التي طرحها بعضكم من أن بعض الشيعة يرون طهارة دم النبي والامام وبولهما، والتبرك بشربه!! فقد أجبت فيها مجملاً بسبب سخافة الطرح، وإلا فأنا أعتقد بأن النبي صلي الله عليه وآله (بشر وليس كبقية البشر) وأن تركيب جسمه الشريف يختلف فيزيائياً عن غيره وإن اشترك معه في البشرية.. وأن طينة أهل بيته من طينته ونورهم من نوره. ويكفي دليلاً علي ذلك ما ثبت عندنا وعندكم في الشخص الذي شرب دم حجامة النبي صلي الله عليه وآله...

وأما دفاعي عن فتوي السيد الخامنئي، فأنا لا أفتي بها وأناقش بها علمياً، ولكن لا أري أنها تستحق التهويل الذي هولتم به.. وإن كانت غير عادية، فإن عندكم الكثير من أمثالها وأغرب منها!

وأما ما ذكرت من إنكاري لفضل الصحابة، فهل أبقت آية الانقلاب وأحاديث الصحابة المرتدين المطرودين عن الحوض، عذراً لمسلم أن يقتدي بهم؟!!

وهل أبقت وصية النبي بالثقلين وإطاعتهما، وخطبة الغدير وبيعته، عذراً لمسلم أن يتخلف عن علي؟!!

وهل أبقت مواجهتهم للنبي: إنا لا نريد وصيتك ولا كتابتك ولا سنتك، وحسبنا كتاب الله!!! مجالاً لمسلم لكي يدافع عنهم؟!!

يا محب السنة، أنتم كفّرتم البغدادي والقذافي لأنهما قالا بعد أربعة عشر قرناً

ص: 70

، رُبع ما قاله الصحابة وواجهوا به نبيهم، ومنعوه من تأمين الأمة من الضلال الي يوم القيامة!!

يا محب السنة، وحقّك إن بطون قريش ائتمرت بينها، وتملّص رؤساؤها من بعث أسامة، ورفضوا السنة جهاراً نهاراً، وواجهوا بذلك نبيهم!!!

وأما تفريقك في موضوعنا بين الثواب والأفضلية فإن التحقيق أنهما متلازمان، وأن الأفضل من الأنبياء وغيرهم هو الأكثر ثواباً عند ربه.

وإذا قبلت أن علياً مع النبي في ثوابه وملحق بدرجته، فقد قبلت أفضليته علي عيسي عليه السلام وغيره.

وأما تعبير الشيخ الذي ذكرته بأن عيسي يفتخر أن يكون عبداً لعلي، فلا أوافق عليه لخشونته، ولكن درجة علي والمعصومين من أهل البيت النبوي يوم القيامة هي من درجة النبي صلي الله عليه وآله.

وأما كلامك في عدم جواز التفضيل بين الأنبياء أو تفضيل أحد عليهم، فهو بحث مفصل، والصحيح أن ذلك يتبع الدليل، وأن الأحاديث تدل علي درجات كثيرة للأنبياء والأولياء.. وقد فتح الأخ ذو الفقار معك هذا الموضوع.

وختاماً، فإني أسجل إعجابي بقولك: (فأنا ولله الحمد ليست الغاية عندي من النقاش حب الغلبة وإحراج المخالف، ولكنني أدعو إلي ما أعتقد أنه الحق، ولدي الاستعداد للتنازل عن قولي إذا ظهر لي أن قول المخالف هو الحق، لأن الأمر عندي ليست حلبة مصارعة، بل دين أدين الله تعالي به وقائدي ورائدي فيما أقول وأكتب وأعتقد كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم، ولا أتعصب لقول أحد من الناس خالف قوُله كلام الله وكلام رسوله ابتداء من أبي بكر الصديق إلي آخر واحد من علماء الأمة. فهذا ما هداني له عقلي الذي تهزأ

ص: 71

به والفضل كله لله سبحانه وتعالي). انتهي كلامك.

وهو كلام منطقي عقلاني، معاذ الله أن أهزأ به.. وشكراً.

وكتب (عبد العزيز)، الواحدة والنصف صباحاً:

الي محب أهل السنة. أنت قلت: (أما من يحتج بحديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فهو لم يتمعن ولو قليلاً في اللفظ فهما سيدا الشباب فقط).

أريد أن أقول أن أهل الجنة كلهم من الشباب. وكثيرة هي الروايات التي تخبر بأن أهل الجنة أعمارهم ثابتة علي 33 سنة، وأنهم شباب لا يحشرون طاعنين ولا شيوخ (كذا) بل يحشرون بأحسن صورة. فراجع أنت أخبار أهل الجنة.

وبذلك يكون الحسن والحسين سيدا (كذا) كل من في الجنة.

وكتب (كميل)، الواحدة والدقيقة الثاثية والثلاثين صباحاً:

من الأدلة علي تفضيل أمير المؤمنين علي عليه السلام علي المسيح عليه السلام: الآية الشريفة: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله الكاذبين).

وعلي عليه السلام هو المعني بِ: أنفسنا في الآية الكريمة والمراد منها المماثلة.

وفي خبر الطائر المشوي: (ائتني بأحب خلقك إليك) فلم يستثنِ منهم الأنبياء عليهم السلام.

وأخرج البيهقي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) أنه قال: (من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه وإلي نوح في تقواه وإلي إبراهيم في حلمه وإلي موسي في هيبته وإلي عيسي في عبادته فلينظر إلي علي بن أبي طالب). فقد اجتمع فيه ما تفرق فيهم،

ص: 72

فهو أفضل من كل واحد منهم. والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين.

وكتب (مدقق)، في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 1-12-1999، الرابعة صباحاً موضوعاً بعنوان (النبي عيسي عليه السلام يتشرف أن يكون عبد للإمام علي عليه السلام)، قال فيه:

حان الوقت للإجابة علي الأسئلة التي تطرحها الوهابية حول تلك التسجيلات المرئية، والتي يقولون إن فيها كفراً ومغالاة في الأئمة عليهم السلام، وأنا سأجيب علي النقاط واحدة تلو الأخري، شيئاً فشيئاً حتي تكتمل الردود، وعلي الشيعة الأفاضل أخذ هذه الردود ونشرها في كل مكان، حتي لا تبقي تلك الشبهات عثرة في طريقكم.

النقطة الثالثة: (النبي عيسي عليه السلام يتشرف أن يكون عبد للإمام علي عليه السلام. كعادة الوهابية أخذوا الأمور بمقاييسهم، وأخذوا المسطرة الوهابية وقاسوا قول النبي: (عيسي يتشرف أن يكون عبداً للإمام) وقالوا: إن هذا الكلام باطل، فربما وضّحوا كيف أن القول هذا باطل، ولكن الحمد لله أنهم حينما سمعوا هذه الكلمة لم يقولوا (عبداً) بمعني أنه يعبد الإمام علي (علیه السلام)، وإنما عني بها القائل أنه خادماً (كذا) للإمام علي (علیه السلام)، وقد وضعوا كلمة (خادم) بين قوسين. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل أيجوز أن يكون النبي عيسي متشرفاً في خدمة الإمام علي (علیه السلام)، أم لا؟

وإذا قال أحدهم كلمة معينة، فهل سألوا بموضوعية عن الجواب؟ بالطبع لا، فهم مباشرة يدعون عدم صحة الكلام من غير تدبر، ولا تعقل، ولا سؤال ولا تمحيص لذلك سنخطو خطوة بخطوة حتي نصل إلي النتيجة المطلوبة، وسنري

ص: 73

إن كان هذا الكلام باطلاً أم حقاً.

أولاً: هل يجوز أن يكون النبي خادماً لنبي آخر؟

لو قرأنا القرآن لوجدنا أن هناك دليل علي أن الأنبياء كانوا يتشرفون في خدمة بعضهم البعض، وإليك هذه الآيات: وَإِذْ قَالَ مُوسَي لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتي أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا... فَلَما جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا) (الكهف60 - 62). ولو سألنا من هذا الذي يسميه القرآن فتيً، لعرفنا أنه يوشع بن نون والذي هو نبي.

(راجع تفسير الطبري، والجلالين، والقرطبي، ابن كثير، وهكذا في التفاسير الشيعية.. فقد قال الجلالين في تفسيره: (يوشع بن نون كان يتبعه ويخدمه ويأخذ عنه العلم.) إذن عملية خدمة الأنبياء لبعضها البعض وارد في القرآن، وليس بغريب، وإذا نظرت إلي الآية التي تأتي بعدها بقليل تري كيف كان نوع هذه الخدمة: َلَما جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا الكهف - 62، والخدمة هنا وتفاوت المقام واضح ولاغبار عليه.

وكلمة (الفتي) تعني: حديث السن، أو تطلق علي الذي يتبع ويخدم، ولذا يسمي العبد بالفتي لخدمته مولاه، كما جاء في تفسير الجديد (الشيعي)، وكما يقول القرطبي (سني) في تفسيره لكلمة: فتي أنها إما تعني: الشاب. أو تعني: الخادم، والعربي يتجه في رأيه إلي أن معني كلمة (الفتي) هي (الخادم)، استدلالاً بآيات أخري من القرآن، وسواء كان (الفتي) يعني العبودية الحقيقة بمعني الرق، أو الخدمة تحقق في المعنيين خدمة الأنبياء لبعضهم البعض. إذن لا بأس من أن يكون نبياً خادم (كذا) لنبي آخر بلا جدال، والآية تبين ذلك، ويكفي الاستدلال في هذا الموضوع بآية واحدة، وإن كانت هناك آيات أخري

ص: 74

تبين أن خدمة الأنبياء لبعضهم البعض متحققة.

ثانياً: هل يجوز أن يكون النبي خادماً لغير نبي؟

نحن نعرف تماماً أن الإمام علي (علیه السلام) ليس بنبي، وإنما كان خاتم الأنبياء سيد المرسلين محمد (صلی الله علیه و آله) (ولاحظ كلمة (سيد المرسلين)، وهذه كلمة دائماً تقال، ولكن ربما لا ينتبه لها أحد)، فنسأل هل من الممكن أن يكون الإمام علي (علیه السلام) في مرتبة تجعل النبي عيسي (علیه السلام) يتشرف أن يكون خادماً له، أم لا؟

نسأل السؤال الأول، هل هناك من هو أقل منزلة من الإمام علي الذي يكون فيه النبي عيسي منقاداً لأمره؟. نعم، فالروايات الواردة حول الإمام المهدي تدل علي ذلك. ففي ينابيع المودة يقول في قوله تعالي: إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً. إن عيسي ينزل قبل يوم القيامة إلي الدنيا فلا يبقي أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمنوا به قبل موتهم، ويصلي عيسي خلف الإمام المهدي.

وفي تذكرة الخواص لسبط الجوزي (الحنفي) قال السدي: يجتمع المهدي وعيسي بن مريم فيجيء وقت الصلاة فيقول المهدي لعيسي: تقدم، فيقول: أنت أولي بالصلاة، فيصلي عيسي وراءه بالصلاة مأموماً.

وفي كنز العمال عن الرسول (صلی الله علیه و آله): (منّا الذي يصلي عيسي ابن مريم خلفه).

إذا كان النبي عيسي لا يسمح لنفسه أخذ القيادة في الصلاة، ويعتبر نفسه أقل منزلة من الإمام المهدي، فكيف هو مع الإمام علي عليه السلام الذي هو أعلي منزلة من الإمام المهدي؟ ألا يكون النبي عيسي تشرف بخدمة الإمام علي عليه السلام؟

ثم إذا ما قرأت الأحاديث لرأيت أن الأنبياء كانوا يتوسلون بأهل البيت الذين من ضمنهم الإمام علي عليه السلام، أليس هذا يدل علي عظم مقام أهل البيت الذين

ص: 75

لولاهم لما نجحت طلباتهم من الله تعالي؟

مثال علي تلك الأحاديث: هو توسل النبي آدم عليه السلام لطلب المغفرة من الله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: أخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: (سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، إلا تُبتَ علي، فتاب عليه). كنز العمال.

وإذا كان الإمام علي عليه السلام بمنزلة هارون من موسي، إلا أنه ليس بنبي، أليس الذي يكون بمنزلة هارون من موسي بالنسبة لسيد الأنبياء محمد صلي الله عليه وآله يتشرف أن يكون له المسيح خادماً؟

المشكلة أن الناس قللوا من قدر الإمام علي (علیه السلام) إلي درجة أنهم لا يعرفون قيمته، فعندئذ أصبح من هو صحابي عادي أعلي منه منزلةً. ونطلب من غيرنا الإتيان بالأدلة علي عكس ذلك. فليتفضلوا.

وكتب (مالك الأشتر)، السابعة صباحاً:

أولاً، أحسنت أخي مدقق وجزاك الله خير الجزاء، وحشرك مع نبينا وآله الأوفياء عليهم السلام. وأزيدك أخي: أن الرسول الأعظم قال: (علماء أمتي كأنبياء بني أسرائيل). فكيف بسيد العلماء بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، ألا وهو أمير المؤمنين علي عليه السلام، والله يقول: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. إذن العلم أساس التفضيل، وبما أن الرسول هو أعلم الخلائق وأمير المؤمنين ورارث علم الرسول (صلی الله علیه و آله)، فيكون أمير المؤمنين أفضل الخلائق بعد رسول الله. ونلاحظ أن القرآن الكريم جعل في آية المباهلة الرسول وعلي عليهما وآلهما السلام نفس واحدة بقول: وأنفسنا.

ص: 76

وكتب (بالدليل) التاسعة صباحاً:

الأخوين العزيزين مدقق ومالك الأشتر، السلام عليكم. إضافةً للموضوع:

المعلوم أن وصيّ النبي سليمان (علیه السلام) استطاع أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلي فلسطين بلمح البصر، والقرآن الكريم يقول عنه: الذي عنده علم من الكتاب (جزء منه). فكيف بمن عنده علم الكتاب (كله) وهو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. ففي القرآن الكريم: قل كفي بالله شهيد بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. نسألكم الدعاء.

وكتب (عبدالله)، الثانية عشرة والنصف ظهراً:

قال تعالي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون). أجمعوا علي نزولها في علي عليه السلام لماتصدق بخاتمه علي المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة.

علي عليه السلام الثالث بعد الله ورسوله صلي الله عليه وآله.

وقال تعالي: (فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) أجمع المفسرون أن أبناءنا: إشارة الي الحسن والحسين، ونساءنا: إشارة الي فاطمة، وأنفسنا: إشارة الي علي عليه السلام. فكون علي بن أبي طالب عليه السلام نفس النبي صلي الله عليه وآله. والنبي صلي الله عليه وآله أفضل الخلق، فعلي أفضل الخلق بعد النبي صلي الله عليه وآله.

وقال صلي الله عليه وآله: مكتوب علي باب الجنة لاإله الا الله، محمد رسول الله، علي أخو رسول الله. وقال صلي الله عليه وآله: مكتوب علي ساق العرش لاإله الا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي ونصرته بعلي. أخرجه الطبراني في الكبير، وأنظر الجزء السادس من الكنز. فلماذا لم يكتب علي باب الجنة إسم أحد من الأنبياء بدل

ص: 77

إسم علي. وقد جمع علي عليه السلام أفضل صفات الأنبياء.

قال صلي الله عليه وآله: من أراد أن ينظر الي نوح في عزمه، والي آدم في علمه، والي ابراهيم في حلمه، والي موسي في فطنته، والي عيسي في زهده، فلينظر الي علي بن أبي طالب. أخرجه البيهقي في صحيحه، والامام أحمد بن حنبل في مسنده.

فهل النبي صلي الله عليه وآله يغلو في علي بن أبي طالب عليه السلام؟

وكتب (مدقق)، الثانية ظهراً:

للذين لم يقرأوا بعد!

وكتب (الفاروق)، الثامنة مساءً:

مازلت تخلط الحق بالباطل حتي تواري عوار عقيدتكم؟؟؟

لا بأس أكمل الردود. فوالله أنت أشجع رافضي رأيته في حياتي.

فكتب (مدقق)، التاسعة مساءً:

لا والله، كل الروافض شجعان. وأما ردودي فهي واضحة مثل الشمس، ولكنها تحتاج إلي قلب سليم، ليس فيه حقد.

وكتب (مالك الأشتر)، العاشرة مساءً:

قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما). وهذا الحديث كافي (كذا) في بيان أفضلية هؤلاء السادة عليهم السلام علي جميع المخلوقات بعد النبي الأعظم صلي الله عليه آله.

يقول: (سيّدا)، ومقابل السيد هو العبد (الخادم) فمن لا يتشرف أن يخدم سيده؟؟؟

ص: 78

وكتب (محب السنة)، العاشرة والنصف مساءً:

إلي الزميل مدقق وسائر الزملاء:

هذه ليست مشكلة الوهابية فقط، بل مشكلة جميع المسلمين وكل من له عقل سليم، فهو لا يمكن أن يقبل هذا الهراء!

كيف يقبل العقل أن يكون رجل من المسلمين مهما كانت درجته في الفضل، أعظم من واحد من أولي العزم من الرسل؟!

إن هذا الإفتراء لا يعدو كونه استخفافاً بالرسالة وبرسل الله تعالي الذين أعلي الله شأنهم واصطفاهم علي سائر الناس. قال تعالي (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس).

وأجاب (عبد الله) بتاريخ 2-12-1999، الواحدة والربع صباحاً:

يا أخي، لماذا قلت هراء؟

هل قول رسول الله صلي الله عليه وآله، هو الهراء؟.

أم قول الله تعالي عزوجل هو الهراء. مجرد قولك: هراء، ليس بدليل، لكن كان من المفروض عليك أذا أردت أن تنقض كلام الأخوة السابق أن تبين موطن الخلل في كلامهم. مثلاً: أن تقول الأحاديث التي جئتم بها ليست صحيحة، الآيات التي استدللتم بها لم تنزل في علي. لامجرد صفّ كلمات من قبيل: هراء، استخفاف. أما قولك (كيف يقبل العقل) أتقصد أنه يوجد مانع عقلي، ماهو هذا المانع العقلي؟!

فردّ (محب السنة)، الثامنة مساءً:

هل جئتم بأحاديث أو آيات تدل علي أن علياً أفضل من المسيح؟.

ص: 79

بل العكس هو الصحيح، فالقرآن والسنة تظافرا علي ذكر المسيح باسمه صراحة، وبيان فضله وأنه من أولي العزم من الرسل، فالعقل والشرع دالاّن علي أنه لا يصح المفاضلة بينه وبين أحد من الناس، حتي وإن كان من الصحابة رضي الله عنهم.

وكتب (فرزدق) بتاريخ 3-12-1999، السابعة صباحاً:

كنت قد كتبت هذا الموضوع فيما مضي وأعيده هنا لارتباطه بالموضوع، وإن كان بعض الأخوة الأعزاء قد ذكروا بعض هذه الأحاديث، ولكن في الاعادة إفادة إن شاء الله.. وأيضاً لكي يلتفت الأخ محب السنة الي أن محبة السنة هي في الحقيقة محبة أحاديث النبي المصطفي بالدرجة الأولي، لأنها هي السنة الحقيقية، إلا إذا كان يريد بالسنة غير ذلك!! فهو أمر آخر!!!

هنالك أحاديث كثيرة رواها علماء أهل السنة تدل علي أفضلية الامام علي (علیه السلام) علي جميع البشر عدا رسول الله (صلی الله علیه و آله) واليك باقة من هذه الأحاديث الشريفة:

أولاً: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): (عليٌ خير البشر، من شك فيه فقد كفر).

وتجد هذا الحديث في:

1- كنز العمال ج 6 ص 159.

2- تاريخ بغداد ج 5 ص 37.

3- كنوز الحقائق المطبوع بهامش الجامع الصغير ج 2 ص 16.

4- مناقب الخوارزمي ص 235.

وقد ورد هذا الحديث بصيغه أخري وهي (عليٌ خير البشر، فمن أبي فقد كفر). وتجد هذا الحديث في:

ص: 80

1 - ميزان الاعتدال للذهبي ج2 ص271.

2 - تأريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة الامام علي ج2 ص444 وص446 حديث 958.

3 - كنوز الحقائق ص 98، طبع بولاق.

4 - منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 35.

5 - تأريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 154 وج 7 ص 421.

6 - كفاية الطالب للحاكم الكنجي ص 245.

7 - فرائد السمطين ج1 ص 154.

وأيضاً قال (صلی الله علیه و آله): (من لم يقل: عليٌ خير الناس فقد كفر).

وتجد هذا الحديث في:

1 - تهذيب التهذيب لابن حجر ج9 ص 419.

2 - تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج 2 حديث 954.

3 - كنز العمال ج6 ص159.

4 - تأريخ بغداد ج3 ص192.

5 - منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 35.

6 - فرائد السمطين ج 1 ص 145 حديث 116.

7 - كفاية الطالب للحاكم ص245.

وجاء في لسان الميزان ج 1 ص 175 حديث 562 عن النبي (صلی الله علیه و آله) أنه قال: (عليٌ خير البرية) وفي أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 103، حديث 36: أنه سُئِل جابر (رضی الله عنه) عن علي (علیه السلام)، فقال: ذلك خير البشر. وفي تاريخ دمشق ج 2 ص 444، حديث 965. وكذلك كفاية الطالب ص 246: أن عائشة قالت لعطا، وقد سألها عن علي: ذاك خير البشر، لا يشك فيه إلا كافر.

ثانياً: حديث الطائر المشوي الذي أتي به جبرئيل (علیه السلام) للنبي قال (صلی الله علیه و آله): (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك، يأكل معي هذا الطائر) فجاء عليٌ وأكل معه..

وتجد هذا الحديث في:

ص: 81

1 - صحيح الترمذي ج 5 ص 636 حديث 3721.

2 - أسد الغابة ج 4 ص 30.

3 - البداية والنهاية ج 7 ص 351.

4 - مستدرك الحاكم ج 3 ص 130. وقد صححه. وقال: رواه أنس عن أكثر من ثلاثين شخصاً.

5 - فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 560 حديث 945. 6

6 - جامع الأصول ج 9 ص 471.

7 - مصابيح السنة ج 4 ص 173.

8 - أنساب الأشراف ج 2 ص 143 حديث 141.

9 - المناقب لابن المغازلي ص 156 حديث 189.

10 - أسني المطالب للكنجي الشافعي ص 35 حديث 25.

11 - تأريخ دمشق ج 2 ص 120 حديث 625.

12 - الخصائص للنسائي ص 5. وذكر ابن المغازلي في مناقبه ص168، صيغة أخري للحديث وهي: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك من الأولين والآخرين..).

ثالثاً: حديث النور، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): (كنت أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين يدي الله قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء أنا وجزء علي). تجد هذا الحديث في:

1 - لسان الميزان لابن حجر ج 2 ص 229.

2 - ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 507.

3 - فردوس الأخبار للديلمي في حرف الكاف (كنت أنا …) وحرف الخاء (خلقت …).

4 - مختصر الفردوس للعسقلاني، في حرفي الكاف والخاء أيضاً.

5 - الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 164 وص 217.

6 - تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص 52 رواه عن ابن حنبل.

ص: 82

7 - كفاية الطالب للحاكم الكنجي ص 314، رواه عن الخطيب البغدادي.

8 - المناقب لابن المغازلي ص 87.

9 - الخوارزمي في المناقب ص 88، رواه عن ابن مردويه.

10 - منتخب كنز العمال بهامش المسند ج 5 ص 32،روي روايات بمعناه.

رابعاً: حديث الأشباه، قال النبي (صلی الله علیه و آله): (من أراد ان ينظر الي آدم في علمه والي نوح في تقواه والي ابراهيم في حلمه والي موسي في هيبته والي عيسي في عبادته فلينظر الي علي ابن أبي طالب). تجد هذا الحديث في:

1 - كنز العمال للمتقي ج 1 ص 226.

2 - شرح المقاصد ج 2 ص 299.

3 - الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 21 وص 107.

4 - الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 218 وص 290.

5 - معجم الأدباء لعبد الرزاق في ترجمته للامام علي (علیه السلام).

6 - فردوس الأخبار للديلمي حرف الميم (من أراد أن ينظر...).

7 - تفسير الفخر الرازي ج 2 ص 700. وفي طبعة أخري ج 8 ص 81 في ذيل آية المباهلة، رواه بلفظ آخر بمعناه.

8 - تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج 2 ص 280 حديث 804. رواه بلفظ آخر بمعناه.

9 - مناقب الخوارزمي ص 220.

10 - وقد أيد مضمون هذا الحديث العارف ابن العربي، كما نقله عنه الشعراني في اليواقيت والجواهر ص 72 المبحث 32.

خامساً: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).

وإذا علمنا أن أهل الجنة كلهم شباب كما قال النبي: لا تدخل الجنة عجوز وكما في تفسير: (أتراب) من قوله (كواعبَ أترابا)، علمنا أنهما خير الناس.

تجد هذا الحديث في:

ص: 83

1 - صحيح الترمذي ج 2 ص 306.

2 - كنز العمال للمتقي ج 6 ص 220.

3 - أسد الغابة ج 5 ص 574.

4 - تهذيب التهذيب ج 3 ص 358.

ولعلك تقول: وأين أبوهما علي؟

فأقول: لقد روي ابن ماجة في سننه ج 1 ص 56، وابن الأثير في البداية والنهاية ج 8 ص 35 هذا الحديث هكذا: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

سادساً: لقد جعلت الأحاديث الشريفة علياً نفس النبي. وإذا كان النبي خير الناس فعلي كذلك. قال النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله): (والذي نفسي بيده لتقيمُن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلاً مني أو كنفسي... فأخذ بيد علي فقال: هو هذا). تجد هذا الحديث في:

1 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج 2 ص 120.

2 - مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 163 وص 134.

3 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 75 وفي طبعة أخري ص 124.

4 - كنز العمال للمتقي ج 15 ص 144 حديث 412.

5 - تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج2 ص368 حديث 867.

6 - ارجح المطالب لعبيدالله الحنفي ص 446. وروي قريب منه في:

7 - الخصائص للنسائي ص 89 وفي طبعة أخري ص 32.

8 - الاستيعاب لابن عبد البر ج 3 ص 46.

9 - تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص 4.

10 - المناقب للخوارزمي ص 81.

واعلم أن القرآن قد سمي علياً نفس النبي في آية المباهلة: (قل تعالوا ندع

ص: 84

أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم). حيث لم يدع معه إلا الحسن والحسين وهم: الأبناء في الآية. وفاطمة وهي: النساء في الآية، وعلياً وهو: الأنفس في الاية، وقال (صلی الله علیه و آله): اللهم هؤلاء أهل بيتي. أو اللهم هؤلاء أهلي).

ذكر ذلك المفسرون في ذيل آية المباهلة ويمكنك مراجعةالمصادر التالية:

1 - صحيح مسلم ج7 ص121 طبع مصر.

2 - صحيح الترمذي ج4 ص293 طبع المدينة.

3 - مسند أحمد بن حنبل ج1 ص 185، طبع الميمنية بمصر.

4 - مصابيح السنة ج 2 ص 204، طبع مصر.

5 - جامع الأصول لابن الاثير ج 9 ص 470. وغيرها كثير.

سابعاً: لما نزل قوله تعالي: (في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه) سئل النبي (صلی الله علیه و آله): أي البيوت هذه؟ قال: بيوت الأنبياء. فأشار أبو بكر الي بيت علي وفاطمة. وقال هذا منها؟ فقال (صلی الله علیه و آله): نعم، من أفاضلها.

ومن الواضح أن شرف البيت بشرف ساكنيه.

وأما مصادر هذا الحديث فراجع:

1 - تفسير روح المعاني للالوسي ج 18 ص174، طبع المنيرية بمصر.

2 - تفسير الدر المنثور للسيوطي ج 5 ص 50 طبع مصر، وفي طبعة أخري ج 6 ص 203.

3 - توضيح الدلائل ص 163.

4 - عوارف المعارف ص 261.

5 - أرجح المطالب ص 75 طبع لاهور.

ثامناً: لما نزل قوله تعالي (فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه). سئل النبي (صلی الله علیه و آله) عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، قال (صلی الله علیه و آله): (سأله بحق محمد

ص: 85

وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ما تبت عَلي. فتاب عليه). تجد هذا الحديث في:

1 - تفسير الدر المنثور للسيوطي ج 1 ص 60 وص 147، طبع بيروت.

2 - دلائل النبوة للبيهقي ج 5 ص 89، طبع دار الفكر بيروت.

3 - فردوس الأخبار للديلمي ج 3 ص 151 حديث 4409، طبع بيروت.

4 - منتخب كنز العمال بهامش المسند ج 1 ص 419.

5 - السيرة الحلبيه ج 1 ص 219، طبع مصر.

6 - المناقب لابن المغازلي ص 63 حديث 89.

والسلام علي من اتبع الهدي...

فكتب (مدقق)، الثامنة صباحاً:

أحسنت والله يا فرزدق.

وأما بالنسبة لمحب السنة فأضف إلي ذلك: أنه ليس كل من ذكره القرآن دليل علي أفضليته، فالقرآن يذكر فرعون ولم يذكر الكثير من الأنبياء، وليس عدد مرات الذكر تدل علي أفضلية الشخص، فموسي ذكر في القرآن أكثر من النبي محمد (صلی الله علیه و آله) وليس ذلك دليل علي أفضلية موسي علي حبيبنا محمد (صلی الله علیه و آله). والآيات التي ذُكرت في الإمام علي (علیه السلام) فهي متروكة لتفسير رسول الله (صلی الله علیه و آله)، وهي أكثر مما ذكرت في المقال الأول، وهي أكثر مما تعلم (فربما تقرأ بعض كتبكم).

فردّ (محب السنة)، الحادية عشرة ليلاً:

أما الأحاديث من الأول إلي الرابع والثامن كذلك، فلم تخرج من مشكاة النبوة وتحيط بها ظلمات الوضع والكذب، وهل يقبل عقل صحة هذا النص مثلاً

ص: 86

: عليٌ خير البشر من شك فيه فقد كفر. الشك في ذات الله تعالي أو صدق رسالة النبي صلي الله عليه وسلم يؤدي بصاحبه إلي الكفر، أما مجرد الشك بأفضلية علي علي البشر هل يعقل أن يكون هذا من كلام النبي صلي الله عليه وسلم. نحن لا نقبل الكلام علي عواهنه بل ننظر في صحة السند والمتن، ولنا عقول نميز بها بين الحق والباطل.

أما البقية ففيها ما هو صحيح، لكنه لا يؤيدكم فيما تريدون، ولو أننا اتبعنا طريقتكم في فهم النصوص الشرعية، لقلنا في أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم مثل قولكم أو أشد.

أما ما قول مدقق: أنه ليس كل من ذكره القرآن دليل علي أفضليته، فالقرآن يذكر فرعون ولم يذكر الكثير من الأنبياء، وليس عدد مرات الذكر تدل علي أفضلية الشخص، فموسي ذكر في القرآن أكثر من النبي محمد (صلی الله علیه و آله) وليس ذلك دليل علي أفضلية موسي علي حبيبنا محمد (صلی الله علیه و آله).

فنقول: هل ذكر عيسي أو موسي أو غيرهما من الأنبياء في القرآن مثل ذكر فرعون؟ هؤلاء الرسل الكرام ذكروا في معرض الثناء عليهم وبيان فضلهم وصبرهم في الدعوة إلي الله تعالي وحث لمن بعدهم للاقتداء بهم حتي النبي أمر بالاقتداء بهم، فبعد أن ذكرهم الله تعالي، قال لنبيه صلي الله عليه السلام (أولئك الذين هدي فبهداهم اقتده). الأنعام. أما فرعون وأضرابه من الطغاة فذكروا لبيان جرمهم وكفرهم وتحذير للناس من التشبه بهم.

وكتب (عمر) بتاريخ 4-12-1999، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

أقسم بالله العظيم بأنكم أشد كفراً من كفار قريش!

ما تقولونه شرك في شرك، والله لا يغفر الشرك، ومصيركم الي النار وبئس

ص: 87

المصير هذا إذا لم تتوبوا. أين عقولكم يا أصحاب الشيطان؟

صدق بكم قول الله سورة إبراهيم - آية 22: وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم.

هل تعرفون بأنكم أشد كفراً من النصاري؟! والسبب بأن لديهم كتاب محرف وأنتم لديكم كتاب محفوظ من الله. الحج - آية 3: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد. المجادلة - آية 19: استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون..

أين ما يدعيه الشيعة من هذه الفضائل وهي موجودة بالقرآن، وفي النهاية عيسي بشر وأكرمه الله بالنبوة، كما قال الحق ….. انتهي.

(ثم ساق عمر الآيات في مدح عيسي علي نبينا وآله وعليه السلام).

فكتب (مدقق)، الخامسة صباحاً:

أما استدلالك بالآية التي تتحدث عن تكلم النبي عيسي (علیه السلام) في المهد.

فلم يكن رسول الله (صلی الله علیه و آله) كذلك، فهل النبي عيسي (علیه السلام) أعلي منزلة من الرسول (صلی الله علیه و آله) لذلك؟. ولم يحي الرسول الموتي، ولم يولد من أم فقط، فدليل عائد عليك. وأما تكفيرك لنا فهذه عادتكم، ونحن مسلمون رغم أنفك.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 6-12-1999، الثانية عشرة ظهراً:

إلي الأخوة من أهل السنة:

أري أن النقاش حول هذا الموضوع لن يأتي بنتيجة، فمن الصعوبة بمكان أن تقنع من ينكر البديهيات التي يثبتها سائر العقلاء فضلاً عن الأذكياء.

ص: 88

كيف تثبت لمن ينكر ضوء الشمس في رابعة النهار أن الشمس طالعة؟!

لو كانت المفاضلة بين نبي ونبي لكان هذا ممكناً، لكن أن يكون التفضيل لواحد من البشر علي أحد أولي العزم من الرسل، فهذا مالا يستسيغه العقل السليم!

وليتهم جاؤوا بأدلة من الكتاب والسنة، ولكنهم يعتمدون علي ظنون وشبهات زعموها أدلة هي أوهي من خيوط العنكبوت. وكلما جئتهم بدليل تظن أنه سيردعهم عن الاستمرار فيما هم فيه، مازادوك إلا تمسكاً بهواهم! فالنقاش إذاً لم تكن له ثمرة. فالأولي تركه والله المستعان.

وكتب (مالك الأشتر)، الواحدة ظهراً:

أنظروا الي هذا المدعو محب السنة يقول: كيف تثبت لمن ينكر ضوء الشمس في رابعة النهار... يقول: ليتهم جاءوا بأدلة من الكتاب والسنة؟

كل هذه الأدلة وكل هذه الروايات الواردة عن النبي الأقدس صلي الله عليه وآله يقول عنها محب السنة: ظنون وشبهات زعموها. والأخ فرزدق أتاه بروايات من كتب السنة، وانظروا كيف يرد!! علي كل حال، سنحتمل أنه لم يقرأها، وها نحن نعيدها عليه مرة ثانية... انتهي. (وأعاد نشر ماكتبه الأخ الفرزدق)

وكتب (عمر)، الحادية عشرة والثلث ليلاً:

سورة النساء - آية 69: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

لا شك بأن الشيعة ابتعدت عن هؤلاء الذين وصفهم الله في آياته. أما الشيعة فقد بين لنا القرآن حكمهم حين قال الحق: سورة يونس - 18:

ص: 89

ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالي عما يشركون... يا شيعة العالم استيقظوا.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 8-12-1999، العاشرة والثلث ليلاً:

يامالك الأشتر: ليس كل مارواه أهل السنة يعتبر حجة عليهم. وليس كل ما رواه سني يعتبر صحيحاً، فسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم أجل وأعظم من أن يجامل فيها أحد. وأهل الجرح والتعديل أحياناً بعضهم يجرح أباه أو أخاه ويرد روايته، إن كان فيه ما يدعو إلي رد روايته، فلابد من صحة الدليل ثم صحة الاستدلال وبعد ذلك نقول علي الرأس والعين.

فأجاب (علي بن يقطين) بتاريخ 9-12-1999، الحادية عشرة صباحاً:

الأخ الزميل محب السنة... أنت تقول.. في مقالتك (وأهل الجرح والتعديل أحياناً بعضهم يجرح أباه أو أخاه ويرد روايته إن كان فيه ما يدعو إلي رد روايته)

وأنا أقول: هلاّ أبنت لنا من هم أهل الجرح والتعديل المعتمدين عندكم بالأسماء وغير المعتمدين عندكم بالمصادر والأسماء.. حتي نقف علي الحقيقة.

وكتب (حقيقة التشيع) في شبكة هجر الثقافية، بتاريخ 5-4-2000، العاشرة مساءً، موضوعاً بعنوان (كيف يكون علي بن أبي طالب أفضل من جميع الأنبياء)، قال فيه:

أرجوا ممن لديه علم شرح ذلك، لأنه مشكل علينا.

فكتب (العاملي) بتاريخ 6-4-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

لأنه في الدنيا والآخرة أخ لأفضل الأنبياء صلي الله عليه وآله، ويسكن معه في جنة

ص: 90

الفردوس في درجة الوسيلة.. وعلي ذلك نصت الأحاديث الصحيحة عندنا وعندكم.

فإن كنت معترضاً علي أحد، فاعترض علي الله تعالي لماذا جعل علياً مع النبي!

وإن كنت معترضاً علي ذلك، فاترك الصلاة علي علي عليه السلام في صلاتك، ولا تقرنه بنبيك!!

وإن كنت معترضاً علي ذلك فقل في صلاتك: اللهم صل علي محمد وعلي أصحابه! (حذف مراقب هجر كلمة (أصحابه)).

وإن لم تستطع ذلك، ولم تكن راضياً بهذه الدرجة لعلي، ففكر في الانتحار!!

وكتب (حقيقة التشيع)، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

المعذرة يا أخي العاملي. ما ذكرتَه لا يجعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أفضل من الأنبياء بمجرد الصلاة عليه، ثم إن الصلاة، لم تختص بعلي فقط بل تشمل آل البيت جميعهم.

أما الوسيلة فهي درجة لا تنبغي إلا لواحد فقط هو النبي صلي الله عليه وسلم، بنص الأحاديث الصحيحة. أعتقد أن هذا القول مخالف للمعتقد الصحيح، وهذا ما عليه أكثر المسلمين، لكن لا داعي للإنتحار. نسأل الله تعالي أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

وكتب (علي العلوي)، الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

شيخنا العاملي. أرجو التنبه إن الأخ الذي تحدثه ليس من شيعة أهل البيت فهو من الأخوة السنة، وهو يشكل إشكالات عند السنة علي الشيعة، فالحديث

ص: 91

لا بد أن يكون من المصادر التي يقر بها هو، أي مصادر أهل السنة.

وكتب (حقيقة التشيع)، الواحدة صباحاً:

الأخ علوي... الأخ العاملي يعرفني من زمان، ولعلك لاحظت ذلك من ردِّه.

فكتب (العاملي)، الواحدة والثلث صباحاً:

أشكر الأخ علوي، فالأخ صديق قديم منذ نحو سنة.. من أيام (أنا العربي) و(هجر).. وأهلاً بالأخ حقيقة...

تدل أحاديث كثيرة عندكم علي أن: علياً والأئمة من أهل بيت النبي هم معه صلي الله عليه وآله ملحقون بدرجته يوم القيامة.. وما دامت درجته أفضل من درجة الأنبياء، فهم معه في تلك الدرجة. بل نجد في مصادركم أن محبيهم في درجة النبي صلي الله عليه وآله، فكيف بمن أمر الله بحبهم!!!

- روي الترمذي في ج 4 ص 331: أن النبي صلي الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين وقال: من أحبني، وأحب هذين، وأباهما، وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة. هذا حديث حسن. انتهي.

وقد وردت أحاديث كثيرة أن أهل بيته أول أمته وروداً عليه الي الحوض، وأن علياً حامل لواء الحمد الذي هو لواء رئاسة المحشر، وأنه ساقي النبي علي الحوض وذائد المنافقين عنه... الخ.

منها: ما رواه الامام أحمد في مناقب الصحابة 661: حدثنا محمد بن هشام بن البختري، ثنا الحسين بن عبيد الله العجلي، ثنا الفضيل بن الاستثناء، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): أعطيت في علي خمساً هن أحب إلي من الدنيا وما فيها!

ص: 92

أما واحدة: فهو تكأتي إلي بين يدي حتي يفرغ من الحساب.

وأما الثانية: فلواء الحمد بيده، آدم عليه السلام ومن ولد تحته.

وأما الثالثة: فواقف علي عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي.

وأما الرابعة: فساتر عورتي ومسلمي إلي ربي.

وأما الخامسة: فلست أخشي عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان أو كافراً بعد إيمان.

ورواه أبو نعيم في الحلية ج 10 ص 211، والطبري المؤرخ في الرياض النضرة 2 ص 203، ورواه في كنز العمال 6 ص 403.

وإليك هذان الحديثان في مقام فاطمة الزهراء عليها السلام وشفاعتها:

- روي مسلم في صحيحه: 2 / 4: عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلي علي صلاة صلي الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لاتنبغي الا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة! انتهي. ورواه أبو داود: 1/ 128، والترمذي: 5 / 247، والبيهقي في السنن: 1 / 409 وأحمد: 2 / 167 و168 وفي: 2 / 265 و365.

وليس معني أن درجة الوسيلة العظيمة تختص به صلي الله عليه وآله، أنه لا يكون معه فيها أحد!! بل يكون آله معه، ثم تتسع هذه الدرجة لمحبيهم أيضاً!! وقد ورد تفسير هذه الوسيلة ما رواه ابن مردويه كما في كنز العمال: 12/ 103 و13 / 639: عن النبي صلي الله عليه وآله قال: في الجنة درجة تدعي الوسيلة، فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة.قالوا: يارسول الله، من يسكن معك فيها؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين.

ص: 93

انتهي.

وانظر الي هذا الحديث العجيب في بيان مقام آل النبي صلي الله عليه وعليهم:

- في مناقب علي لمحمد بن سليمان: 2 / 589: حدثنا أبو أحمد قال: أخبرنا عبدالله بن عبد الصمد، عن عبد الله بن سوار، عن عباس بن خليفة، عن سليمان الأعمش قال: قال: بعث أبو جعفر أمير المؤمنين إليّ فأتاني رسوله في جوف الليل فبقيت متفكراً فيما بيني وبين نفسي، فقلت عسي أن يكون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي فلعلي إن صدقته صلبني. قال: فكتبت وصيتي ولبست كفني ودخلت عليه، فإذا عنده عمرو بن عبيد فحمدت الله علي ذلك. فقال لي أبو جعفر: يا سليمان أدنُ مني، قال: فدنوت منه. فاشتم رائحة الحنوط.

فقال لي: والله يا سليمان لتصدقني أو لأصلبنك!

قال: قلت: حاجتك يا أمير المؤمنين.

قال: ما لي أراك محنطاً؟.

قال: قلت: أتاني رسولك أن أجب، فبقيت متفكراً فيما بيني وبين نفسي، فقلت عسي أن يكون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة يسألني عن فضائل علي، فلعلي إن صدقته صلبني!!

قال: فاستوي جالساً وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فقال: يا سليمان أسألك بالله، كم من حديث ترويه في فضائل علي؟

قلت: ألفي حديث أو يزيد.

قال لي: والله لأحدثنك حديثين ينسيان كل حديث ترويه في فضل علي!

قال: قلت: حدثني.

ص: 94

قال: نعم، أيام كنت هارباً من بني مروان أدور البلاد وأتقرب إلي الناس بحب علي وفضله وكانوا يطعموني، حتي وردت بلاد الشام وأنا في كساء خَلِق ما علي غيره، قال: فنودي للصلاة وسمعت الاقامة، فدخلت المسجد وفي نفسي أن أكلم الناس ليطعموني، فلما سلّم الامام، إذا رجل عن يميني معه صبيان.

فقلت: من الصبيان من الشيخ؟.

قال: أنا جدهما وليس في هذه المدينة رجل يحب علياً غيري ولذلك سميت أحدهما حسناً والآخر حسيناً.

قال: فقمت إليه فقال: يا شيخ ما تشاء؟.

قال قلت: هل لك في حديث أقرُّ به عينك؟.

قال: إن أقررتَ عيني أقررتُ عينك.

قال قلت: حدثني أبي عن جدي قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه وآله ذات يوم، قعدوا إذ أقبلت فاطمة وهي تبكي بكاء شديداً. فقال لها النبي صلي الله عليه وآله: ما يبكيك؟

قالت: يا أبتاه خرج الحسن والحسين ولا أدري أين أقاما البارحة؟.

فقال لها النبي صلي الله عليه وآله: يا فاطمة لا تبكي فو الله إن الذي خلقهما هو ألطف بهما منك، ثم رفع طرفه إلي السماء، ثم قال: اللهم إن كانا أخذا براً أو ركبا بحراً فاحفظهما وسلمهما. فإذا بجبرئيل قد هبط علي النبي صلي الله عليه وآله فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول: إنك لا تحزن لهما ولا تغتم لهما، فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة، وأبواهما خير منهما، وهما نائمان بحضيرة بني النجار، قد وكل الله بهما ملكاً يحفظهما. فقام رسول الله صلي الله عليه وآله فرحاً مع أصحابه حتي أتي حضيرة بني النجار، فإذا الحسن معانق الحسين، وإذا ذلك الملك الموكل

ص: 95

بهما باسط أحد جناحيه تحتهما والآخر قد جللهما به، فانكب عليهما النبي صلي الله عليه وآله فقبلهما، حتي انتبها من نومهما فحملهما النبي صلي الله عليه وآله، وهو يقول: والله لأبينن فيكما كما بيّن فيكما الله. فقال له أبو بكر: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك.

فقال النبي: يا أبا بكر نعم الحامل حاملهما ونعم المحمولان هما وأبوهما خير منهما. فقال عمر: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك، فقال: يا عمر نعم الحامل حاملهما، ونعم الراكبان هما، وأبوهما خير منهما.

فأتي بهما النبي صلي الله عليه وآله إلي المسجد فقال: يا بلال، هلمّ إلي الناس. فنادي منادي رسول الله في المدينة، فاجتمع الناس إلي رسول الله، فقام علي قدميه فقال: يا معشر الناس، ألا أدلكم علي خير الناس جداً وجدة؟.

قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: الحسن والحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجة ابنة خويلد سيدة نساء أهل الجنة.

ثم قال: أيها الناس: ألا أدلكم علي خير الناس أباً وأماً؟.

قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: عليكم بالحسن والحسين، أبوهما شاب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وأمهما فاطمة ابنة رسول الله.

يا معشر الناس: ألا أدلكم علي خير الناس عماً وعمة ً؟.

قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: عليكم بالحسن والحسين عمهما جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب.

ص: 96

ثم قال: يا معشر الناس: ألا أدلكم علي خير الناس خالاً وخالةً؟.

قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: عليكم بالحسن والحسين فخالهما القاسم بن رسول الله، وخالتهما زينب ابنة رسول الله.

ثم قال: إن الحسن والحسين في الجنة وأباهما في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة. اللهم إنك تعلم أنه من يحبهما أنه معهما. اللهم إنك تعلم أنه من يبغضهما إنه في النار.

فلما قلت ذلك للشيخ، قال: من أنت يا فتي؟.

قلت: من أهل الكوفة. قال: عربي أم مولي؟.

قلت: عربي.

قال: أنت تحدث بهذا الحديث، وأنت في هذا الكساء؟!

قال: فكساني حلة وحملني علي بغلته.

قال: فبعتهما في ذلك الزمان بمائة دينار...

وقد رواه بعدة أسانيد ابن المغازلي الشافعي في الحديث (188) من كتابه مناقب علي عليه السلام ص 143. قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر الصيرفي البغدادي رحمه الله قدم علينا واسطاً، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسبن سليمان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالله العكبري، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عتاب العبدي، حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة النميري قال: حدثني المدائني، قال: وجه المنصور إلي الأعمش يدعوه... قال: وحدثنا محمد بن الحسن حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدالله العكبري، حدثنا عبدالله بن

ص: 97

عتاب بن محمد، حثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش قال: أرسل إلي المنصور...

وحدثنا محمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله العكبري، حدثنا عبد الله بن عتاب بن محمد العبدي، حدثنا أحمد بن علي العمي، حدثنا إبراهيم بن الحكم قال: حدثني سليمان بن سالم قال: حدثني الأعمش قال: بعث إلي أبو جعفر المنصور... انتهي.

- وفي مناقب الخوارزمي من حديث النبي لفاطمة: إن الله عز وجل اطلع إلي أهل الأرض فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع إلي الأرض ثانية فاختار من الخلائق علياً فزوجك الله إياه واتخذته وصياً، فعلي مني وأنا منه، فعلي أشجع الناس قلباً وأعلم الناس علماً وأحلم الناس حلماً وأقدم الناس سلماً وأسمحهم كفاً وأحسنهم خلقاً.

يا فاطمة، إني آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدي، ثم أدفعها إلي عليّ فيكون آدم ومن ولده تحت لوائه.

يا فاطمة، إني مقيم غداً علياً علي حوضي يسقي من عرف من أمتي. والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، وقد سبق اسمهما في توراة موسي وكان اسمهما في التوراة شبراً وشبيراً، سماهما الله الحسن والحسين لكرامة محمد علي الله لكرامتهما عليه.

يا فاطمة، ألا ترين أني إذا دعيت إلي رب العالمين دعي علي معي، وإذا شفعني الله في المقام المحمود شفع علي معي.

يا فاطمة، إذا كان يوم القيامة كسي أبوك حلتين وعليّ حلتين وينادي المنادي في ذلك اليوم: يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك

ص: 98

علي.

وقال في هامشه: 1100 - والحديث رواه الخوارزمي في أول الفصل (19) من كتابه مناقب علي عليه السلام بسند آخر عن الأعمش، وبزيادات في متن الحديث. انتهي.

فلا تبخل ياهذا بما أعطي الله آل نبيه وخصهم به، فإنه لم يعطهم من جيبك!

وكتب (الرباني) بتاريخ 7-4-2000، الثانية والنصف صباحاً:

لا حول ولا قوة إلا بالله!

فكتب (العاملي)، الحادية عشرة صباحاً:

الأخ الرباني... أنت من عقلاء القوم، فلماذا حولقت أمام أحاديث نبيك في مقام أهل بيته، صلوات الله عليه وعليهم؟

أرجو أن تحكم بيننا: عندما نقول إن آل ابراهيم عليهم السلام معه في الجنة، فهم في درجته فوق درجة غيره من الأنبياء.. يقبل قومك ذلك.

أما عندما نقول إن آل محمد صلي الله عليه وعليهم معه في الجنة، فهم في درجته فوق درجة غيره من الأنبياء.. يلوون رؤوسهم ويقولون: أنتم مغالون.. كلامكم مشكل علينا فاشرحوه لنا.. ويغضبون من كلامنا ويحولقون.. إنهم يريدون النبي وحده بدون آله!! يريدون أشخاصاً يحبونهم من أصحابه بدل آله!! يريدون تعديلاً في الاسلام يضع الصحابة بدل الآل!!

يريدون تبريراً لعزلهم آله واستبدالهم بأصحابه!!

هذا كل الموضوع.. ثم تراهم يقولون: نحن والله نحب أهل البيت!!

فهل إذا أردت أن أجردك من أوسمة خصك الله بها، وأعطيها الي غيرك، أو

ص: 99

أشرك فيها معك آخرين.. أكون محباً لك؟

وكتب (الرباني) بتاريخ 8-4-2000، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

أخي الكريم، تأتي بأحاديث وتستنتج منها ما تشاء علي هواك.

1 - كيف يكون علي بن أبي طالب أفضل من كل الأنبياء ولم تستثني (كذا) منهم أحداً، ولا حتي الرسول الكريم.

2 - علي بن أبي طالب ليس برسول ولا نبي، وكل نصوص الكتاب تقول من الذين أنعم الله عليهم من النبيين أول ما يذكر الله يذكر النبيين، ثم يأتي بعد ذلك علي ذكر الصديقين والشهداء و...

فكيف سمحنا لأنفسنا بأن نجعل علياً كرم الله وجهه أفضل منهم.

3 - لا نفرق بين أحد من رسله. هذا ما وصانا به ربنا إذا كنا مطالبين بعدم التفريق بين الرسل بعضهم ببعض، فكيف نأتي لنفاضل عليهم أيا كان؟

4 - ومن قال أننا نريد أن نفضل الصحابة علي الأنبياء، أو أننا نريد أن نفضل أحداً منهم علي أحد! الأدب يقتضي منا أن لا نفعل هذا، فأين نحن منهم. أستطيع أن أضع تقييماً لأناس هم دون مستواي وأقول هذا أفضل من ذاك. أما من زكاهم رب العزة في كتابه. فاسمحو لي ليس من حقنا أن نفاضل بينهم وندخل في هذه المصيدة التي أوقعنا أنفسنا بها.

5 - أنا أتسائل مجدداً: ما هذه الأوسمه التي تتكلم عنها؟.

أين دليلها من كتاب الله ولا تأتيني بالعام من الآيات إذا سمحت لي.

أين هي الآيات المحكمة من فضلك.

6 - إذا أعطي الله امتيازاً لأحد وأعطي الله مثله لغيره، فما يضيره في هذا. ألا يجب أن يسر أن الله أنعم علي غيره بما أنعم عليه. وتستغربون علينا أن حوقلنا

ص: 100

بعد كل ذلك؟. هدانا الله وإياكم الي الحق وأعاننا علي اتباعه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكتب (عز الدين) في 9-4-2000، الحادية عشرة والنصف صباحاً:

الله المستعان. ويقولون ليس عندنا غلو، علي رضي الله عنه الصحابي الجليل أفضل من الأنبياء!!

وكتب (جون)، الثانية عشرة والنصف ظهراً:

إلي عز الدين:

1 - ما مفهوم الغلو لديك؟.

فربما نختلف في معني هذا المفهوم فتري أنت أمراً (ما) أنه من الغلو بينما لا يراه الطرف الآخر - حسب معني هذا المفهوم لديه - غلو.

2 - إن إنزال الناس حسب منازلهم التي أنزلهم الله عز وجل وجعلها لهم لا يعد من الغلو في شئ، فالأخ العاملي نقل من مصادركم ما يثبت به أن علي بن أبي طالب عليه السلام والسيدة الزهراء والحسن والحسين يكونون مع الرسول صلي الله عليه وآله يوم القيامة، وفي منزلته التي هي كما يستفاد من الروايات أنها من أعلي الدرجات في الجنة، وأنها منزل سامي (كذا) فيها خاص به، وبلا شك أن الناس في يوم القيامة تكون منازلهم حسب أفضليتهم عند الله عز وجل.

فكون هؤلاء مع النبي وفي منزلته دليل علي أفضليتهم عن بقية الخلق الذين لا يصلون إلي هذه المنزلة.

3 - ثم أنكم أنتم تغالون في عمر وتفضلونه حتي علي رسول الله صلي الله عليه وآله، كما يظهر من الرواية الواردة في مصادركم القائلة بأنه لو نزل العذاب لما نجي منه إلا عمر... فعمر هنا أفضل من الرسول، لأن الرسول سيشمله العذاب بينما عمر ليس

ص: 101

كذلك... (رمتني بدائها وانسلت).

وردّ (عز الدين)، الواحدة إلا ربعاً ظهراً:

لا، عيوني، تعال نرتبها لك:

أفضل البشر محمد صلي الله عليه وسلم. ثم الأنبياء والرسل. ثم الصحابة بالترتيب الذي نعتقده، العشرة المبشرين بالجنة ثم الباقي. ومن قال لك أننا نعتقد أن عمر رضي الله عنه أفضل من النبي محمد صلي الله عليه وسلم فهو أحمق!!

وكتب (رضا)، الواحدة والثلث ظهراً:

أخي عز الدين الحموي:

الموضوع هو: استفسار عن وجهة نظر الشيعة في قولهم: إن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام أفضل من الأنبياء...

وهل معني هذا أنه يدخل في الغلو أم لا؟!!! فأجابه الأخوة الفضلاء من الشيعة بتوضيح هذه الاشكالية علي رأي مذهب الشيعة الكلامي.

والموضوع المطروح هنا ليس لصحة أو خطأ هذه المفاضلة بين السنة والشيعة وذلك لأن الموضوع محسوم عند الشيعة بأفضلية الامام علي عليه السلام بعد الرسول صلي الله عليه وآله علي الاطلاق، ولديهم في ذلك الأدلة النقلية والعقلية، وكما تعلم أنه يوجد في هذا الموضوع خلاف بينهم وبين أهل السنة منذ زمن بعيد، وليس وليد الساعة، وهو يحتاج الي نقاش وحوار علمي بالدليل، وأتصور أنه قد منعت النقاشات المذهبية بهذا الخصوص في شبكة هجر، فعليه تستطيع النقاش في موقع شبكة الحق الثقافية، وعنوانها: www.alhag.org

وتستطيع أن ثبت كلامك حول ما طرحته من ترتيب الأفضلية من الكتاب

ص: 102

والسنة الصحيحة المتفق عليها بين الطرفين، وكذلك يستطيعون الشيعة أن يثبتون لك أفضلية الامام علي عليه السلام بعد الرسول صلي الله عليه وآله علي الاطلاق. والأمر راجع لكم.

وكتب (جون)، الواحدة والنصف ظهراً:

1 - قلت لك إنكم تغالون في عمر، وحديث لو نزل العذاب يرسله البعض إرسال المسلمات وهو شاهد علي المغالاة!

أما أنك أنت أو غيرك لا تعتقدون ذلك، فلا يخصنا هذا بشئ...

فنحن نملك الأدلة علي عقيدتنا...

وما دام أنكم سألتمونا ووجهتم لنا سؤال (كذا) حول عقيدتنا هذه فقد أجبناكم عنها وذكرنا الأدلة من مصادركم... ولم تأتوا بدليل ينقض دليلنا... فكان الأفضل لكم السكوت والكف... وأن تنقلوا كلامنا هذا إلي مواقعكم مواقع التشنيع علي الشيعة وتطبلون وتزمرون به!! لأن الهدف من السؤال معلوم يا عزيزي... وأخيراً يا عز الدين أريد أن أهمس في أذنك بكلمة وهي:

أن حديث العشرة المبشرة بالجنة، وإن أثبت السيد الميلاني عدم صحة هذا الحديث وتناقضه، فإنه يناقض عقيدتكم في الصحابة بأنهم كلهم يدخلون الجنة...

فالرسول لم يبشر منهم إلا عشرة - حسب زعمكم - فلو كانوا كلهم يدخلون الجنة لما خصص دخول الجنة بهؤلاء العشرة... ومسلسل الإشكالات كثير والله علي رواياتكم وعقائدكم... فلا زلنا في موقع الدفاع، فالله يستر عندما يتحول الدفاع إلي هجوم...

وكتب (عقيل)، الثانية إلا ربعاً ظهراً:

السلام عليكم الأخ الرباني:

ص: 103

1 - في القرآن آيات متشابهات وأخري محكمات. والآية التي ذكرت (لا نفرق بين أحد من رسله) يجب أن توضع مع الآية (تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض) (البقرة 253).

2 - الله سبحانه زكّي الصحابة، وكان الخطاب عاماً، علينا أن نعرف من هم الذين عناهم الله سبحانه وتعالي بهذه التزكية، ومن منهم الذين عناهم الله بقوله: (انقلبتم علي أعقابكم، ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئاً) وذلك لكي نعرف ممن نأخذ ديننا (من أبو ذر أو من كعب الأحبار).

3 - أما ما قلته عن الترتيب في: ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. النساء- 69، فمن الملاحظ أنه لا يوجد ترتيب في هذه الآية لأنها تربط بينهم بواو العطف، والمعروف أن واو العطف لا تفيد الترتيب، كما أن الآية تتكلم عن مكان المطيعين لله ورسوله، وأن مكانهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصلحين وهذا دليل آخر علي عدم دلالة هذه الآية بالذات علي أفضلية الترتيب.

من ناحية أخري، فإن هناك آية قدتدل علي أفضلية الصدّيقين علي الأنبياء وهي (واذكر في الكتب إدريس، إنه كان صديقا نبياً) فوَصفه بالصديق قبل النبوة.

4 - نحن لا نناقش مواقفهم من باب الأدب أو عدمه، ولكن من باب التاريخ ومعرفة مصادر الدين.

5 - نحن لا نقول في الامام علي إلا ما قاله الامام علي لمن سأله إن كان هو أفضل من الرسول (صلی الله علیه و آله) فأجابه: (ويحك، إنما أنا عبد من عبيد محمد (صلی الله علیه و آله)) والسلام.

ص: 104

وكتب (حقيقة التشيع)، الثانية والثلث ظهراً:

علي بن أبي طالب مشهود له بالجنة ولا يختلف في ذلك إثنان، وأما حديث العشرة المبشرين بالجنة فقد ضعفه بعض أهل العلم لعلة في الاسناد. لكن ذلك لا يعني نفي البشارة عنهم، بل هم مبشرون بالجنة إضافة إلي غيرهم من الصحابة الذين ثبتت بشارتهم بالجنة، ولم يذكروا في تلك الرواية. والله أعلم.

وكتب (التلميذ)، الثالثة ظهراً:

حقيقة التشيع، بدأت تغلط... فلماذا الغلط؟ إلي أي عادة قديمة ستعود ريمة؟ هل أن حزن الشيعة علي الحسين عليه السلام مختص بهذه الأيام... لا والله...

فما أراك إلا جاهل بهذا الأمر وحقيقته... فما يمضي أسبوع من أيام السنة إلا ويقام فيه من قبل الشيعة أكثر من مجلس عزاء علي الحسين وعلي أهل البيت عليهم السلام... إن مصيبتة خلفت لوعة في قلوب محبيه ياهذا، لن تزول من نفوسهم هذه اللوعة أبد الآبدين... حتي يجتمعوا معه في حضيرة القدس إن شاء الله تعالي.

وكتب (العاملي)، الرابعة عصراً:

الأخ حقيقة.. بعد السلام،

الغلو نوعان: نوعٌ شرك، ونوعٌ كذب، قد يؤول الي الشرك.

أما غلو الشرك: فإن يزعم أحد أن مخلوقاً أياً كانت درجته له مع الله تعالي شرك في الخلق أو مختصات الخالق سبحانه، ولو بمقدار قطمير أو ذرة.

وأما غلو الكذب: فأن يزعم أحدٌ لمخلوق مقاماً عندالله تعالي أكثر مما أعطاه له.

ص: 105

ونحن ولله الحمد، ليس عندنا غلو الشرك، لأنا نقول عن النبي وآله صلي الله عليهم عباد مخلوقون مربوبون مطيعون، وأن سر علو مقامهم هو عمق عبوديتهم. كما أننا لانحتاج الي شرك الكذب، لأنه صح عندنا وعندكم أن مقامهم عند الله تعالي هو الدرجة الأولي بين الخلائق.. وعندما نقول إن آل محمد معه في درجته يوم القيامة، نؤيد قولنا بالأحاديث المتقدمة وغيرها.. علي أنه يكفي أن تفكر في نفسك أن الذرية المؤمنة العادية تلحق يوم القيامة بآبائها (ألحقنا بهم ذرياتهم). فكيف بخير المخلوقين، وخير الذريات..

ومن أجل التخفيف عليك، فقل: إن المقام العظيم الذي رويتم في صحاحكم أنه لا ينبغي إلا لشخص واحد، هو لسيد الرسل صلي الله عليه وآله، وأهل بيته ملحقون به إلحاقاً.. فخففوا علي أنفسكم، واعتبروه من باب الالحاق، وجمع الشمل!!

أما نحن فنقول إنه استحقاق ذاتي أيضاً، وليس مجرد استحقاق تبعي فقط!

من ناحية أخري.. فإن إشكالك علينا وارد علي رواياتكم التي جعلت عمر في درجة النبي يوم القيامة، وأن اليهود وكعب الأحبار شهدوا له بأن جنة الفردوس غرسها الله بيده (الحسية) وأن عمر يكون فيها!!!

كما جعلتم عائشة زوجة النبي صلي الله عليه وآله في الجنة، وأنها تسكن معه في درجة الوسيلة!!!

فما دمتم أدخلتم تيماً وعدياً الي درجة الوسيلة، فتفضلوا بالسماح لنبي بني هاشم أن يدخل معه ذريته وأحب الناس الي قلبه.. صلي الله عليه وعليهم!!

وكتب (الرباني)، الثامنة مساءً:

أخي عقيل:

ص: 106

1 - (لا نفرق بين أحد من رسله) من الآيات المحكمات، مفهومها واضح وجلي وهي كما تري موجهة الي المؤمنين.

أما الآية الأخري: (تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض). فكما تري من الضمير (نا) فهو عائد الي رب العزة والمفهوم منها: أن الله الذي فضلهم وهو الذي يحق له ذلك فهو الذي خلقهم واصطفاهم. أما الآية الأولي فهي تدعونا الي عدم تفضيل بعضهم علي بعض، فإما أن تلتزم بما طلبه منا ربنا أو أن نصر علي تفضيل بعضهم علي بعض.

2 - والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضو عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار.

والنص هنا أيضاً واضح للذين بشرهم الله بالجنة أنهم السابقون الأولون من المهاجرين السابقون الأولون من الأنصار وهم لا شك بالمئات. وعلينا أن نلاحظ جنات تجري تحتها الأنهار وليس من تحتها، كما ذكر في آيات كثيره لغيرهم. أما الذين انقلبوا علي أعقابهم فليس هناك نص أنهم من الصحابة. بل الحديث هنا عن المسلمين عموماً وقد كانوا وقتها بالملايين ومعلوم منهم من انقلب علي عقبيه بعد وفاة الرسول الكريم.

أما أن نحول آية الإنقلاب الي الصحابة لهوي في النفس ونعارض بها نصاً محكماً فيه بشرهم الله فيه بالجنة. فعلينا إن أصررنا عندها أن نتحمل وزرنا يوم القيامة.

3 - الترتيب ذكرته لسبب، أن الباقين عرف موقعهم في الجنة من موقع الأنبياء، وليس العكس فأصل الموقع للأنبياء والباقي ألحقوا بالأنبياء.

4 – لا يعالج الخطأ بخطأ أكبر. لا النبي الكريم يقبل أن يكون أمير المؤمنين

ص: 107

كرم الله وجهه عبداً له ولا بأن (كذا) أبي طالب يرضي بذلك. ولا نحن المؤمنين الموحدين نرضي بذلك. علي بن أبي طالب عبد لله فقط وهو علي الدين الذي جاء به رسولنا الكريم.

اللهم اهدنا الي الحق وأعنا علي اتباعه. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

وكتب (العاملي) بتاريخ 10-4-2000، الثامنة صباحاً:

تستعمل كلمة (عبد) في لغة العرب بمعني عابد، وبمعني مملوك، وقد وردت بهما في القرآن (من عبادكم وإمائكم).

وكذا في المعني العرفي عندما تقول لشخص: يا مولاي.

وقد خلطت أنت بينهما.. كما وقع ابن تيمية في هذا الخلط أيضاً.

وكتب (كميل)، الثالثة ظهراً:

السلام علي الإخوة الكرام. الأخ الرباني:

يبدو أن الأمر مشتبه عليك حول فضل الأنبياء ومراتبهم،، فالآية الكريمة التي جاء فيها (لا نفرق بين أحد منهم) تعني الرسالة التي بُعِثوا بها صلوات الله عليهم حيث جاءوا بالتوحيد فلا فرق بين ما جاء به آدم عليه السلام وسائر الأنبياء إلي خاتمهم صلوات الله عليهم أجمعين. ولكن يتفاوت الأنبياء الكرام في الدرجة والمرتبة ولاخلاف بين المسلمين إن أفضلهم هوخاتمهم محمد صلي الله عليه وآله.

وهذا ما تشير وما تعنيه الآية الأخري (تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسي ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس). وتبين الآية الكريمة بعض أسباب التفضيل كتكليم الله سبحانه موسي عليه السلام.

نعود للموضوع الآخر وهو: تفضيل علي عليه السلام علي سائر الأنبياء عدا نبينا

ص: 108

محمد صلي الله عليه وآله، فنقول:

إن هناك من الأدلة ما يشير إلي ذلك ويثبته فمنها قول رسول الله (صلی الله علیه و آله) في خبر الطائر المشوي: (ائتني بأحب الخلق إليك) ولم يستثني (كذا) الأنبياء.

وأسند ابن أبي عمير إلي الصادق عليه السلام: أن الله قال لموسي عليه السلام (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) ولم يقل كل شئ، وفي عيسي (ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه).

وقال في علي ابن أبي طالب (ومن عنده علم الكتاب). وقال (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين). فعند علي علم كل رطب ويابس وهو ما ذكره الحافظ أبي نعيم والثعلبي في تفسيره. وأخرج البيهقي من قول النبي (صلی الله علیه و آله) من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في تقواه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي موسي في هيبته، وإلي عيسي في عبادته فلينظر إلي علي بن أبي طالب)!

فقد اجتمع فيه ما تفرق فيهم فهو أفضل من كل واحد منهم. أضف إلي ذلك أنه نفس النبي بنص القرآن (وأنفسنا وأنفسكم) والمراد المماثلة.

والحمد لله رب العالمين.

وكتب (عقيل) بتاريخ 11-4-2000، التاسعة صباحاً:

السلام عليكم، الأخ الرباني، أعتذر عن التأخير في الرد:

1 - ترتيب الأنبياء والصديقين و...الخ. ما أوردته أنا بخصوص (واو العطف) هو قاعدة معروفة في كلام العرب، فمن أين استقيت مفهومك عن الترتيب؟. أرجو ألا يكون من (قال فلان وفلان).

2 - آية (قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق

ص: 109

بين أحد منهم ونحن له مسلمون) (آل عمران 84). معناها: أن الرسل جميعهم أتوا برسالة واحدة تدعو لله تعالي، فنحن لا نفرق بينهم بشأن محتوي الرسالة التي بُعثوا بها وأنهم مكلفون بالتبليغ من قبل الله سبحانه، وليس لها علاقة بمرتبة الرسل فيما بينهم أو الأمر بعدم تفضيل الرسول علي الآخرين في الشئون التي ليس لها علاقة بالرسالة السماوية.

3 - أية الانقلاب نزلت بعد غزوة أحد والكلام موجه لمن كان مع الرسول حينها وخصوصاً للفارين من المعركة (إرجع للتاريخ لتعرفهم)!!

وهم نفسهم (الذين جبنوا عن قتال عمرو بن ود في الخندق) وهم نفسهم (الفارين في حنين بعد أن أعجبتهم كثرتهم)!!

وهم الذين منعوا فاطمة إرثها من أبيها بكذبة (نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركناه صدقة)!! ثم أورثوا عائشة وباقي نساء النبي منزل الرسول!! (هذه تحتاج شوية منطق لكي نستوعبها)!! ولا أريد أن أزيد في ذكر مواقفهم، فاعقل أو ضع نظارة سوداء، فلربما خففت من شمس الحقيقة والتاريخ!!

4 - كلمة (علي عبدٌ من عبيد محمد) صلي الله عليهم، أكتفي بما قال أخي العاملي، وشكراً للأخ كميل.

وكتب (الرباني)، الثامنة مساءً:

أخواني الكرام...

1 - لم ترد كلمة (عبد) منسوبة الي أحد في كتاب الله إلا الي الله وحده ولا يمكن أن يرضاها المسلم إلا أن تكون منسوبة لله. أما أن نصرّ خلاف هذه لخبر ظني وصلنا، فهذا أمر آخر.

2 - لا نفضل بين أحد من رسله، النص هنا واضح: من رسله. ولم يقل: من

ص: 110

رسالاته. ولو كان قصد الله كما فهمت أنت لقالها صراحة. ولا شك أن رب العزة أقدر من يملك القدرة علي التعبير في اللغة التي خلقها هو، لا نفرق بين أحد منهم. لا نفرق بين أحد من رسله. نصان واضحان. أما إذا أشكل الأمر علي بعض المسلمين وظنوا غير ذلك، فأنا أري أن الحكم عندنا هو النص الواضح من كتاب الله.

3 - في كلامه عن الأنبياء كان رب العزة يذكر بالاسم. أما ما رويتم من أخبار وهي قد يختلف علي تفسيرها الكثيرين. فهي أخبار ظنية في الشخص الذي نسبت إليه. أما ولا حبة في ظلمات البحر ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين فهي في كتاب مبين.

وإن قال أحد إن علمها عند علي فهو علي الأقل من الذين يخرصون. وهو من الذين ينسبون لأمير المؤمنين علم الله وهو ما يتبرأ منه أمير المؤمنين كرم الله وجهه.

3 - أنا والحمد لله لا أستقي فقط مما قال فلان عن فلان، وأظن هذا الكلام موجَّه لغيري، وهم الذين ينسبون لعلي علم الله لنقلهم عن فلان وعلان.

4 - ينقلب علي عقبيه: نزلت بعد تحول القبلة، ولا أدري مكان (انقلب علي عقبيه) بعد تحول القبلة، أرجو أن ترشدنا اليه. والآيه الثانية تتحدث عن الانقلاب بعد وفاة الرسول وهي من آيات الاعجاز في القرآن، فهي قبل وفاة الرسول تبلغ المسلمين أن هناك من ينقلب علي عقبيه بعد وفاته، ومعلوم من انقلب علي عقبيه بعد وفاة الرسول.

أما ما ذهبت اليه فهو أخي الكريم لا دليل عليه بتاتاً، وأنا أطالبك بالدليل أنا آتيك بالدليل وأنت مطالب به. أما كلمات مثل إعقل.. فلم أرد بكلام كهذا

ص: 111

علي أي من الإخوه الكرام، ولهذا لا أتوقع أن تذكر لي. ولن أزيد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فأجاب (العاملي) بتاريخ 11-4-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

غفر الله لك، كأنك لا تقرأ القرآن، ولا تقرأ ما يكتب لك منه أيضاً!! كتبت لك أن كلمة (عبد) في اللغة وفي القرآن تكون بمعني عابد، وتكون بمعني المملوك والخادم.. ثم رأيتك تصرّ علي أنها لم تستعمل في القرآن إلا بمعني عابد!!

قال الله تعالي في سورة النور - 32: (وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).

وهي هنا ليست بمعني عابديكم قطعاً!!

فردّ (الرباني) بتاريخ 12-4-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

وغفر الله لي ولك، ألم تخطر ببالك لِمَ لم يستعمل رب العزة كلمة (عبيد) هنا فيقول: من عبيدكم، بدلاً: من عبادكم. هل سبق أن سمعت أن مسلماً سمي ابنه عبد فلان؟ وأنا هنا أتحدث عن المسلمين لا عن المنتسبين للاسلام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأجاب (العاملي)، التاسعة صباحاً:

كلمة (عباد) أكثر ما تستعمل في القرآن في عباد الله تعالي. فاستعمالها في الآية حجة علي الاشتراك، أكثر من كلمة (عبيد). وقد وردت كلمة (عبدك) في حديث النبي صلي الله عليه وآله بمعني الغلام.. ففي البخاري: 3/ 129: أنه صلي الله عليه وسلم أرسل إلي امرأة من المهاجرين وكان لها غلام نجار. قال لها: مُري عبدك

ص: 112

، فليعمل لنا أعواد المنبر...

- كما أرجو أن تلاحظ أصل الرواية التي اعترضت عليها:

روي الكليني في الكافي ج 1 ص 89: عن الامام الصادق عليه السلام، أنه قال: جاء حبر من الأحبار إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

فقال: يا أمير المؤمنين متي كان ربك؟

فقال له: ثكلتك أمك ومتي لم يكن حتي يقال: متي كان، كان ربي قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهي لغايته، انقطعت الغايات عنده فهو منتهي كل غاية.

فقال: يا أمير المؤمنين! أفنبيّ أنت؟

فقال: ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد صلي الله عليه وآله. انتهي.

ولعمري إنه لا اعتراض علي هذا الكلام، لأن المراد به أنه خادم النبي وغلامه ومطيعه. كما أن قياسك هذا التعبير بالتسمية بعبد فلان قياس مع الفارق، علي أن لنا كلاماً في هذه التسمية... وشكراً.

وكتب (الرباني) بتاريخ 14-4-2000، الحادية عشرة ليلاً:

أخي الكريم،كلمة (عبد) و(عباد) قد تطلق لمعناها الإصطلاحي عند قوم معينين كما كانت في عهد العبودية، فيقال فلان عبد فلان أي رقيقه يملكه. أما المختلف عليه والذي لا يجب أن يكون مختلفاً عليه، فهو المعني الآخر المتعلق بعبودية الناس لله (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله)، ولا شك أنك لاحظت أن رب العزة قرر أنه لا يمكن لنبي أن يجعل عباداً له من دون الله ولهذا فإن استعمال هذه الكلمة بهذا المعني ممنوع وبما أن عصر العبيد قد انتهي والحمد لله فلا أدري كيف سنستعملها في

ص: 113

العصر الحالي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فكتب (العاملي) بتاريخ 14-4-2000، الحادية عشرة والنصف مساءً:

من أين جاء الربط في ذهنك: أنه ما دامت العبودية لغير الله تعالي ممنوعة فاستعمال كلمة (عبد) لغير عبد الله حرام.

إن الحرام استعمال عبد فلان بمعني عابده، أما عبد فلان بمعني مطيعه أو غلامه فحلال.. وانظر في كتب فقه المذاهب كلها، لتري أن عبد فلان، وباع عبده، واشتري عبداً، عادية عندهم!!

وكتب (الرباني) بتاريخ 15-4-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

أخي العاملي، قلت في ما كتبت في آخر مداخلة أن استعمال كلمه (عبد) بالمعني المتعارف عليه سابقاً علي أنه ملك أو رقيق جائز، وهذا غير الخادم طبعاً، ولكن المعني الآخر هو الذي لا يجوز ولا ننسي أن العبودية قد انتهت.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكتب (محمد إبراهيم) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 13-3-2000، الثانية عشرة وخمس دقائق صباحاً، موضوعاً بعنوان (مسلسل الإشكاليات: الحيرة في تفضيل إمامة علي علي إمامة النبي إبراهيم؟)، قال فيه:

يؤمن معظم الشيعة بأن منزلة الإمامة هي فوق منزلة النبوة:

http://www.shialink.org/muntada/Forum2/HTML/000357.html

أي أن منزلة سيدنا علي رضي الله عنه هي فوق منزلة جميع الأنبياء المرسلين بما فيهم أسيادنا نوح وإبراهيم وعيسي وموسي عليهم السلام!!!

حجة الشيعة في تفضيل الأئمة وأولهم سيدنا علي رضي الله عنه علي الرسل

ص: 114

والأنبياء هي الآية التالية: (وإذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين.) البقرة - 124.

ويقول الشيعة أنه طالما أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان نبياً ورسولاً، ولكنه لم يحصل علي الإمامة إلا بعد الابتلاء، فإن معني ذلك أن منزلة الإمامة هي أعلي من منزلة النبوة!!! ولكن الإشكالية هنا أن الشيعة وهم يستخدمون إمامة سيدنا إبراهيم كمثال لتفوّق الإمامة علي النبوة، فإنهم يعتبرون أئمتهم أعلي منزلة من سيدنا إبراهيم!!!

والبحث التالي هو لتوضيح خطأ هذا الاستدلال عند الشيعة، ولتوضيح التناقض في عقيدة تفضيل الأئمة علي الأنبياء عندهم. لنوضح أولاً العلاقة الدينية وعلاقة التبعية بين أفضل الخلق محمد صلي الله عليه وسلم وبين أبو الأنبياء وخليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام (رغم تفوق وشمولية رسالة محمد صلي الله عليه وسلم فوق رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام)، وذلك من كلام الله سبحانه وتعالي أي القرآن الكريم: وقالوا كونوا هوداً أو نصاري تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين. البقرة 135.قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين. آل عمران 95... ثم سرد محمد ابراهيم، أكثر الآيات في نبي الله ابراهيم عليه السلام، وتابع قائلاً: فما الذي يجعل منزلة علي والأئمة فوق منزلة سيدنا إبراهيم الذي جعله الله إماماً، وأثبت ذلك في كتابه الكريم؟ هذا هو السؤال الذي يتهرب الشيعة من الإجابة عنه ويلفون ويدورون حوله (فيما عدا الفاضل الموسوي الذي أشهد له بحسن الحوار وعدم اللف والدوران).

فكتب (العاملي) بتاريخ 13-3-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

ص: 115

أسألك سؤالاً بسيطاً أرجو أن تجيبني عليه:

هل مقام نبينا محمد أعلي من مقام إبراهيم صلي الله عليهما وآلهما، أم لا؟

وردّ (محمد ابراهيم)، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

أرجو عدم الخروج عن موضوع الصفحة بتمييع الموضوع وتشتيته:

لم يذكر أحد هنا بتفضيل سيدنا إبراهيم علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. ولكن الإشكالية واضحة في تفضيل إمامة علي علي إمامة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام. الموضوع هو التفضيل بين الإمامين، ولكن واضح من ردك السريع جداً أنك لم تقرأ الرسالة أبداً ولم تقرأ آيات القرآن الكريم ولم تقرأ إشارات إلي عدم تفضيل أحد علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.

أرجو أن تكون الردود حول المقارنة بين الإمام علي والإمام إبراهيم خليل الرحمن في ضوء آيات القرآن التي أوردتها، وأي محاولة لتمييع وتشتيت الموضوع، فهي مكشوفة، فنرجو احترام المنتدي ومكانة الحوارات فيه.

فأجاب (العاملي)، الثانية والنصف صباحاً:

لا أريد تمييع الموضوع يا محمد ابراهيم بل أريد أن يفتح الله ذهنك لفهمه وتعقله.. وقد أجبتني بأن نبينا صلي الله عليه وآله أفضل من ابراهيم، فقد انحلت المشكلة.. لأنه هو صلي الله عليه وآله نص علي أن علياً معه وفي درجته يوم القيامة..

إن مشكلتكم أنكم لا تتعقلون أن آل محمد معه في درجته في الآخرة!! فقد فرقتم بينهم في الدنيا، وتريدون التفريق بينهم في الآخرة!! ويأبي الله إلا أن يكونوا مع نبيه في الفردوس في درجة الوسيلة، كما نصت الأحاديث الصحيحة.. ويأبي الله إلا أن تصلي الأمة في صلاتها علي آله معه..

ولكنكم يصعب عليكم فهم ذلك، بسبب التزريق في أذهانكم، وتربيتكم

ص: 116

علي اسلام الحكومات القرشية المخالفة لبني هاشم، المقصِيَة آل نبيها عن الحكم!!

وكتب (أبو الحسن)، العاشرة والنصف ليلاً:

الأخ محمد إبراهيم … السلام عليكم،

بخصوص قضية تفضيل الإمام علي وباقي الأئمة علي الأنبياء عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام، والتي قد جاء بعضها في الرد من قبل بعض الأخوة علي ما تسميه أنت بالإشكالات، وهي ليست بإشكالات إلا بسبب قصور في فهمك لمثل هذه العقائد ومستنداتها العلمية. وإلا ففي الواقع فإنه ليس هناك أي إشكال.

1 - من خلال ما كتبت يتبيّن أنك تقارن بين فكرتين.

الأولي: هو فضل مرتبة الامامة علي مرتبة النبوة.

والثانية: هي فكرة تفضيل إمام علي إمام ونبي في نفس الوقت، وتعتبر أن بينهما تناقض وإشكال (كذا). الجواب هو: كلاّ يا أخي، فالمسألة هنا ليست واحد زائداً واحد (كذا) يساوي اثنين، فليس معني أن إبراهيم عليه السلام قد جمع النبوة والإمامة قد صار الأفضل.. نعم النبوة شرف ومكانة عند الله ولكن الإمامة أفضل والامامة مراتب ودرجات. كما النبوة مراتب ودرجات تبينها القرائن والأدلة من القرآن نفسه ومن السنة المطهرة. وهنا مربط الفرس كما يقولون حيث الإختلاف بيننا وبينكم في فهم مدلولات الآيات وتفسيرها، وفي الأخذ ببعض الأحاديث وترك الآخر. فبحسب الأدلة والقرائن القرآنية والروايات المعتبرة لدي الشيعة فهم يقولون بهذا الرأي.. وليس بسبب مقارنة سطحية بين مرتبة الإمامة ومرتبة النبوة.. وحيث الإختلاف بيننا وبينكم علي قبول أو رد مثل

ص: 117

هذا الروايات أو التفاسير، فالأولي أن يكون النقاش علي صحة هذه الأدلة من عدمه. وعليه يكون إثبات أو نفي ما يذهب اليه الشيعة في هذا الأمر.

وبعيداً عن الأدلة والحجج النقلية، أورد هنا مثالاً قد يصلح لأن يقرب لك المعني المراد بشكل عقلي، وإن كان لايصلح أن يكون حجة أو إثبات للقول بالتفضيل المشار إليه: هب أن لديك شخصين قد تقدما لوظيفة، وجرت بينهما مفاضلة، الأول لديه شهادة جامعية بمعدل مرتفع، لكن معدل شهادته الثانوية منخفض. الثاني لديه شهادة جامعية بمعدل منخفض، لكن معدل شهادته الثانوية مرتفع. فأيهما لديه الفرصة الأكبر للتوظيف ويكون الأفضل؟

طبعاً الأول، وذلك لأن الفيصل هنا هي الشهادة الجامعية، فهي الأعلي مرتبة فلا أحد ينظر الي الشهادة الأدني وهي الثانوية وكم معدلها.

قد لا يكون المثال ملائماً تماماً ولكن أرجو أن تكون قد فهمت مرامي من عرض المثال. فإبراهيم عليه السلام نبي وإمام، وعلي عليه السلام إمام فقط لكنه في إمامته أفضل من النبي ابراهيم (الإمام) بحسب أدلة أخري.

وحيث أن المعيار هو الإمامة كان علي هو الأفضل، كيف لا وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين، إمام لخير أمة أخرجت للناس، وأمين علي خاتمة الرسالات، ومبلغ لها للبشرية من بعد ابن عمه رسول الله صلي الله عليه وآله.

2 - اعتمدت أخي الكريم في نفي التفضيل لعلي علي النبي ابراهيم بكثرة ما ورد في القرآن الكريم من آيات في مقام النبي ابراهيم ومكانته عند الله وعدم ورود مثل ذلك، بل لاشئ عن الإمام علي عليه السلام.

المسألة يا أخي لاتحسب بمجرد ورود ذكر شخص من عدمه، أو بعدد الآيات التي وردت في حقه، فسياق الآيات والهدف منها كما أفهمه أنا هو ايراد

ص: 118

العظة والعبرة للرسول الأكرم (صلی الله علیه و آله) والتذكير بالماضين من أنبياء ومصلحين، بما يناسب الحاجة لها، لتقوية عزم الرسول في مواصلة الدعوة لله تعالي، مع ملاحظة القاسم المشترك بين محمد (صلی الله علیه و آله) ومن سبقه من الأنبياء، ألا وهي تبليغ الرسالة السماوية.

وطبعاً هناك مجالات أخري هدفت الآيات القرآنية لها في سرده لقصص وسير الأنبياء السابقين.

وللتذكير هنا فإنه من الثابت لدينا (ولا أدري الي أي حد تختلفون معنا في ذلك) ورود آيات كثيرة في حق علي وبقية أهل البيت عليهم السلام منها آية التطهير، وآية المباهلة، وسورة الدهر، وآية التصدق بالخاتم، وغيرها كثير، قد أوردها المفسرون، وإن كانت لم تصرح باسم الإمام علي (علیه السلام) أو غيره..... ولا أدري رأيكم في مثل هذه الأحاديث التي تفيد بهذا المعني.

مثال آخر: وهو تفضيلكم لأبي بكر وعمر بن الخطاب علي بقية الصحابة. فهل لأي منهما ذكر صريح في القرآن؟ حسن، فهذا القرآن يذكر اسم أحد الصحابة صراحة ألا وهو زيد مولي رسول الله (صلی الله علیه و آله) فهل لذلك معني في التفضيل؟ كلاّ. طبعاً قد تقول لي: أن المراد هنا التصريح بالاسم مع ذكر فضيلة أو منقبة.

أقول لك: نعم وحتي ذكر الفضيلة أو المنقبة بدون التصريح يؤدي لنفس الغرض، إذا أفادت القرائن الأخري ثبوت نسبة تلك الفضيلة لشخص ما. وأما التصريح بذكر الإسم فهو عائد لاعتبارات أخري لادخل لها بالتفضيل.

ختاماً: أريد التنويه الي أنني قد كتبت هذه الكلمات لا للدخول في حوار أو إقناع أحد، بل لمجرد عرض وجهة نظر، فأنا أعتقد أن مثل هكذا قناعات في

ص: 119

مجال العقيدة لا تغيرها بضع كلمات.

كما أهيب بك أخي الكريم محمد ابراهيم، البعد عن أسلوب التحدي في طرح المواضيع من مسلسلات اشكالية أو غيرها، والذي قد يؤلب عليك من يري في ذلك تعدي (كذا) علي عقيدته، فيسمعك مالا تحب.

عذراً علي الإطالة، والحمد لله رب العالمين.

ص: 120

درجة علي في الجنة ثاني درجة النبي صلي الله عليه وآله

كتب (العاملي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 6-4-2000، الواحدة والنصف صباحاً، بعنوان (درجة النبي (صلی الله علیه و آله) في الجنة أعلي من درجة الأنبياء (علیه السلام) وآله وشيعتهم معه!!)، قال فيه:

نوقش هذا الموضوع في شبكة هجر، من تاريخ 5-10-1999:

طرح المدعو مقدام موضوعاً يسأل فيه عن درجة أئمتنا أهل البيت عليهم السلام يوم القيامة، وهل نفضلهم علي الأنبياء؟ وطلب فيه أن لا أجيب أنا!!!

ولو كان يريد فهم مذهبنا لما اشترط من أول الموضوع أن لايجيبه شيعي!!

ثم قلده مشارك!! فطلب أن لا أدخل في مواضيع نقاشه!!

فقلت له: الحمد لله أني لا أحتاجكم لكي تحددوا لي تكليفي الشرعي والأخلاقي في أن أكتب في رد التهم والافتراءات والشبهات التي تطرحونها ضد أهل البيت ومذهبهم وشيعتهم.. فعندما أري لزوماً لذلك سأكتب ولا أسمع لرأي مقدام ولا محجام..

يتفق جميع المسلمين علي أن النبي صلي الله عليه وآله شفيع المحشر، وأن درجته في جنة الفردوس في مساكن الوسيلة.. وقد ورد أنها أعلي مساكن الجنة وفيها ابراهيم وآل ابراهيم ومحمد وآل محمد.. فآل محمد صلي الله عليه وعليهم، معه يوم القيامة، في درجته، تابعون له، ملحقون به.. وبهذا تكون درجتهم أعلي من درجات جميع الأنبياء!!

ولكن النواصب الذين يحسدون آل محمد، ويحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله، سعوا للتفريق بين الرسول وآله في الدنيا وقدموا غيرهم عليهم..

ص: 121

وهم يريدون أن يفرقوا بين الرسول وآله في الآخرة، ويقولون إن الرسول يبعد عنه آله يوم القيامة ويقرب اليه زيداً وعمراً وبكراً!!! والحمد لله أن أحاديث الرسول صلي الله عليه وآله حتي في الصحاح، ترد عليهم، وتلقمهم أحجاراً!!

بل ورد أن درجة الوسيلة في الفردوس تتسع لأهل البيت، ولشيعتهم معهم!!

فما رأيك يامقدام في الحديث التالي الذي رواه الترمذي وحسنه؟؟؟!!!

- قال الترمذي في ج 4 ص 331: عن علي بن أبي طالب أن النبي صلي الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة!!! هذا حديث حسن. انتهي.

فلا تناقش يامقدام في درجتهم، ولا تحاول تقديم غيرهم عليهم، ولا تتسلح بالأنبياء عليهم السلام.. وأنصحك أن تحبهم وتطيعهم، وتتبرأ من مبغضيهم، حتي تصير أنت معهم ويغبطك الأنبياء علي درجتك!!!

فكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 5-10-1999:

أنا أشكرك كل الشكر، وأسأل الله أن يجعلك سيفاً من سيوف آل محمد عليهم السلام، ودرعاً من دروعهم تذب عنهم العاديات، وترمي نفسك دونهم في اللهوات، وأقر الله بك عيونهم، وأسعد قلوبهم وأسعدك ووالديك وما ولدا بمجاورتهم، وجعلك علماً من أعلام غائبهم يوم الأخذ بثأرهم، بحق محمد وآله ومظلوميتهم.

وكتب (العاملي) بتاريخ 7-10-1999:

أين جواب المقدام والمقدامون..

أم أن الأفضل الجواب بتغطية الرأس بالرمال؟!!

ص: 122

فكتب (المقدام) في نفس اليوم:

لقد أردت ردي... وردي أني لا أريد أن أناقشك...

فهل تفعل بالمثل، أرجو ذلك...

فأجابه (العاملي):

لا تناقشني.. واهرب ما شئت!

ولكن استفد من صحاحكم في معرفة درجة أهل البيت وشيعتهم يوم القيامة!! ولا أعدك أن لا أجيبك، لأنك لست مناقشاً تريد معرفة الحق.. بل صاحب غيظ تريد التمويه والأذي. ومع أن البركة في كل واحد من الأخوة الشيعة، وقدت لمست أنت منهم قوة المنطق والحمد لله.. لكن واجبي الشرعي مشاركتهم في رد تهمك الباطلة، وشبهاتك المغرضة!

فكتب (الصارم المسلول) بتاريخ 8-10-1999:

حديث الترمذي يقصد به الدرجة في الجنة وليس الوسيلة التي هي للرسول فقط. وإلا ما معني دعائنا له بعد كل أذان: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. وقال صلي الله عليه وسلم: من دعي لي بهذا الدعاء حلت عليه شفاعتي يوم القيامة. والدرجة المقصودة في حديث الترمذي هي: الفردوس الأعلي مقام الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين.

وإذا أخذنا بكلامك يا عاملي فإن كل من يحب الحسنين هو مع الرسول في الدرجة العالية اي: الوسيلة. وهذا بلا شك خطأ.

وما الوسيلة إلا للرسول عليه الصلاة والسلام.

ص: 123

فأجابه (العاملي):

أعد النظر في تصورك عن الجنة وسعتها، والكرم الرباني والنبوي فيها، يا صارم.

إذا قال ملك أسبانيا: عندي منطقة اصطياف خاصة في أسبانيا، أقدمها خصوصياً الي الملك فهد، وأدعوه الي الاصطياف فيها.. فهل معني ذلك أنها هدية ودعوة للملك وحده بدون أهل بيته وأتباعه الخاصين؟!!

يا صارم.. لقد فعل تحالف قريش (المستحيل) للتفريق بين النبي وأهل بيته في الدنيا.. فمالك تقلدهم وتريد التفريق بينه وبينهم في الآخرة؟!!!

حديث الترمذي صحيح،وصريح في أن أهل البيت ومحبيهم مع النبي صلي الله عليه وآله في نفس درجته في الجنة.. يعني يكونون معه حيث يجعله ربه فوق درجة الأنبياء، ويكرمهم مما يعطيه ربه!!

فلا تناقش في درجة أهل بيت النبي بالمحال كما يفعل مقدام، فهم معه أينما فرضتموه!! ولا تبخل عن الله ورسوله!! واترك ابن تيمية وبني أمية، وتعال معنا، لتكون مع نبيك في درجته إن شاء الله!!

فأجاب (الصارم المسلول):

أنا مع نبيي إن شاء الله وأقول أن الوسيلة للرسول فقط. ولكنكم تريدون أن تجعلوا الأئمه في درجة خير البشر أجمعين، وما كرامتهم إلا من الرسول وإنني أحبهم لحبي للرسول (صلی الله علیه و آله). ولا تقل أجمع العلماء في أن من يحب الحسنين يكون مع الرسول في الوسيلة. فالاجماع واقع علي أن الرسول (صلی الله علیه و آله) هو صاحب الوسيلة، وما دعاؤنا له إلا من أجل ذلك. ثم إني أحب الرسول أكثر من نفسي وولدي وأهلي أجمعين فما تكون درجتي بالجنة؟؟؟ فالأولي أن يكون حب

ص: 124

الرسول (صلی الله علیه و آله) هو السبب في دخولنا الوسيلة. وهذا لعمري لايكون.

فأين نحن من درجة حبيب الله؟؟؟.

إذاً هذا دليل علي أن الدرجة هي الفردوس وليس الوسيلة، بثبوت ذلك من الأحاديث المتواتره في فضل السبطين. أما الأمويين (كذا) وابن تيميه وتحالف قريش المزعوم فلهم رب يحاسبهم ويحاسبك. وأما أنا فأقول بما قال علماؤنا من أن آل البيت حبهم من ضرورات مذهب أهل السنة والجماعة. وأما أن أساويهم في درجة الرسول (صلی الله علیه و آله) في الجنة، فهذا لم يثبت، بل الرسول دعي لهم أن يذهب عنهم الرجس. الرجس لغة: هو الشرك. فكيف أقول بمن دعي لهم الرسول أن يطهرهم أنهم في درجة واحدة مع خير البشر، وأفضل الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وما بالك في جميع الناس الذين يحبون الحسنين يصبحون مع خير البشر في الوسيلة، فبماذا يتميز الرسول إذا ً؟؟

فأجابه (مالك الأشتر):

الأخ المسلول السلام عليكم، سؤال لو سمحت: متي نزلت آية التطهير؟

متي نزلت آية القربي (قل لا أسالكم عليه أجراً...)

متي نزلت آية (فقل تعالوا ندعوا أبنائنا وأبنائكم...).

ولك مني مزيداً من الشكر والامتنان، وصلي الله علي محمد وعترته.

وكتب (العاملي):

إن كنت مؤمناً بما ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وآله، فلا بد لك من الاعتقاد بأن أهل بيته الطاهرين معه بنصه، وتصريحاته العديدة.. ولئن استطاعت حكومات تحالف القبائل القرشية أن تفصلهم عنه في ثقافتكم ودينكم الذي أخذتموه من الحكومات القرشية.. فقد أفلتت منهم أحاديث في صحاحكم تنص علي أنهم

ص: 125

معه علي الحوض، ومعه في الشفاعة ومعه في الجنة..

ولايمكنك أن تتخلص منها وتقفز عنها، ولامن حديث الترمذي الصريح!!

والعجيب في أمركم أن النبي يقول (محمد وآله) وأنتم تقولون محمد فقط!!!

أو محمد وأصحابه!! وتزعمون أنكم تحبونه، وأنكم تابعون لسنته!!

والدعاء بالوسيلة أيها الفاهم، أصله مقدمة للصلاة علي النبي وآله، ولكن دين الحكومات القرشية فصل الدعاء بالوسيلة عن الصلاة عليهم..

وعندي بحث في ذلك من مصادركم، سأنشره إن شاء الله!!

والتطهير في الآية ليس مجرد دعاء ولا إرادة تشريعية، وإلا لما كان فرق بين من أراد الله تطهيرهم وغيرهم من المسلمين! ولكان تخصيصهم بالآية غلطاً!!

بل هو إرادة تكوينية، وإخبار عن فعل الهي!!

فأجاب (الصارم المسلول) بتاريخ 9-10-1999:

الي الأشتر: لا أري وجهاً للمقارنة بين درجة الوسيلة الخاصة برسولنا، ودرجة آل البيت. فلكل درجته.

الي العاملي: قد وضحت ما هو صحيح عندنا. وأما ما قلته أنا في آل البيت ليس طعناً بهم – مع العلم أن آل البيت عندنا ليسوا اثني عشر فقط معاذ الله - ولكن إثباتا أن الوسيلة خالصة للرسول، لا يشاركه أحد فيها. أما بحثك الذي ذكرته أرجو أن تطرحه للنقاش فما الذي يمنعك.

ثم لي ملاحظة علي عنوان الموضوع: وهو جعلك الأئمة أفضل من الأنبياء والرسل حين قلت أن محمد (صلی الله علیه و آله) خير من الأنبياء والرسل وآله في درجته. وهذا عندنا لا يجوز ويدخل في دائرة التكفير، لأن الرسل في درجة واحدة عند

ص: 126

الله (ولا نفرق بين أحد من رسله). ولكن التفضيل من الله يخص من يشاء بنعمته ومحبته. وآل البيت ليسوا أفضل من الرسل، ولا يقارنون أساساً بهم. وشتان بين هذا وذاك. في النهاية أتمني من الله هدايتكم الي الحق لتتبعونه والباطل لتتجنبونه، وأن يهدينا وإياكم الي خير السبيل. اللهم آمين.

فأجابه (العاملي):

كنت أظنك جاهلاً، ولكن ليس الي هذا الحد!!

فقد قلت لي: (ثم لي ملاحظة علي عنوان الموضوع وهو جعلك الأئمة أفضل من الأنبياء والرسل حين قلت إن محمد (صلی الله علیه و آله) خير من الأنبياء والرسل وآله في درجته وهذا عندنا لا يجوز ويدخل في دائرة التكفير، لأن الرسل في درجة واحدة عند الله (ولا نفرق بين أحد من رسله) ولكن التفضيل من الله يخص من يشاء بنعمته ومحبته). انتهي.

فقد خالفت صريح القرآن، وأصدرت عليّ حكماً بالكفر بدون علم كما يفعل إمامك!! وكأنك لم تقرأ قوله تعالي: تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض منهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسي ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس، ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. البقرة - 253. وقوله تعالي: وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقدفضلنا بعض النبيين علي بعض وآتينا داود زبوراً. الاسراء - 55.

أما الحديث المزعوم الذي ينهي عن تفضيل النبي صلي الله عليه وآله علي النبي موسي وعلي يونس، فلا يمكن قبوله لأنه يخالف القرآن والأحاديث الصحيحة، ومنها قول النبي صلي الله عليه وآله لعمر والمتهوكين (والله لو كان موسي فيكم لما وسعه إلا اتباعي)

ص: 127

فهذه الأحاديث في صحاحكم من تأثيرات اليهود!!

وأما زعمك أن مساكن الوسيلة درجة خاصة للنبي صلي الله عليه وآله وحده، ولا يسكن معه أهل بيته، فهو زعم بلا دليل!! فأين دليله؟!!

وكيف ترد جواب نبيك صلي الله عليه وآله حين سئل من يسكن معك في الوسيلة. فقال: أهل بيته!! كما قدمت لك!!

فما بالك ياصارم صرت مشلول الذهن متخبطاً مرة واحدة!!

فكتب (الصارم المسلول):

قد أبنْت جهلك يا عاملي والله. أنا آتيتك بآية قرآنية (ولانفرق بين أحد من رسله) وأنت تقول: إني كفرتك!!! ثم أنا قلت لك إن الله يختص بعضهم بالمحبة. فيكلم أحدهم ويجعلهم درجات طبقاً لمحبته. ولكننا لانفرق بين أحدهم أبداً.

وأما تفضيل الله بعضهم لبعض فهذا أمر خاص بالله سبحانه، وقد أمرنا الله أن لا نفرق بينهم كما هو النص القرآني.

ثم إن اعتراضي علي عنوانك أن تجعل آل محمد (صلی الله علیه و آله) وشيعتهم في درجة الرسول. وهذا لا يجوز فمحمد (صلی الله علیه و آله) أفضل الرسل عند الله، ولا يمكن مقارنتنا بالرسل ومن يساوي نفسه مع الرسل والأنبياء هذا كفر بالله ورسوله، لأن الرسل والأنبياء أفضل البشر عند الله. فما بالك وأنت تجعل الشيعة أفضل من البشر.

في الختام لم تجد إلا حجه التكفير حتي تصرخ وتستغيث. ولكن إعلم أني أكفر من يسب الصحابة، فما بالك بمن يطعن بالأنبياء والرسل؟؟؟؟

فأجابه (العاملي):

ص: 128

عبارتك واضحة وصريحة في أن الرسل درجة واحدة وأن تفضيل بعضهم علي بعض يدخل في دائرة التكفير.. فأعد قراءتها إن كنت نسيتها!!

وتريد أن تتراجع.. فلا بأس، لكن استحِ قليلاً!!

فكتب (الصارم المسلول):

واضحة جداً ياعاملي. فشتّان بين التفضيل بين الرسل والأنبياء عند الله وتفضيلهم عند البشر. وأما قولك أن آل محمد وشيعتهم في نفس درجة الرسول (صلی الله علیه و آله) في الوسيلة فهذا هو الكفر. لأنكم لم تطيعوا الله سبحانه حين قال: آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله... الآية. فكلامي واضح جلل لا يحتاج إلا (كذا) تأويلكم. وكما قلت تفضيل الرسل درجات هذا عند الله فقط يعطيه من يشاء من عباده.

في الختام أقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لاتخلف الميعاد. اللهم آمين. واجعلنا ممن يشفع لهم خير البرية.

غداً ألقي الأحبة محمداً وحزبه. انتهي!!!!

وكتب (كمال) بتاريخ 10-4-2000، الرابعة عصراً:

فليسمع وليعي (كذا) شيعة بني أمية وأعداء أهل البيت!!

وكتب (عمر)، السابعة مساءً:

عزيزي العاملي: لا أحد يستطيع أن يقول بأن علي (رضی الله عنه) أفضل من محمد (صلی الله علیه و آله) ولكن الشيعة احترفت التزوير والتمويه في هذا الأمر، وإليك الدليل من ما تدعونه: الفقيه ابن شاذان في كتاب: مائة منقبة: من المعروف بأن الوسيلة

ص: 129

درجة في الجنة لشخص واحد، والرسول (صلی الله علیه و آله) أمرنا بالدعاء له لهذه المنزلة، والفقيه الشيعي يدعي بأن الوسيلة لعلي (رضی الله عنه) أي أنه أفضل الخلق جميعاً، وإليك الحديث، قال: حدثني حذيفة بن اليمان، قال: قام النبي صلي الله عليه وآله [وقبل ما بين عيني علي بن أبي طالب عليه السلام] وقال: يا أبا الحسن أنت عضو من أعضائي تنزل حيث نزلت، وإن لك في الجنة [درجة وهي] درجة الوسيلة، فطوبي لك ولشيعتك من بعدك.

والأمر الثاني: دخول علي (رضی الله عنه) الجنة قبل الرسول (صلی الله علیه و آله) فهذا تفضيل وإليك الحديث: عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: أول من يدخل الجنة من النبيين والصديقين علي بن أبي طالب عليه السلام. فقام أبودجانة (وقال: يا رسول الله) ألم تخبرنا عن الله تعالي أنه أخبرك أن الجنة محرمة علي الأنبياء حتي تدخلها أنت، وعلي الأمم حتي تدخلها أمتك؟. قال: بلي، ولكن أما علمت أن حامل لواء القوم أمامهم، وعلي حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي (وهو صاحب رايتي فيدخل الجنة قبلي فإن العلم معه) وأنا علي أثره. فقام علي عليه السلام وقد أشرق وجهه سروراً وهو يقول: الحمد لله الذي شرفنا بك يا رسول الله.

والأمر الثالث: تفضيله علي كتاب الله، ولو عدنا للآيات لعرفنا بأن كلام الله يسبق كلام الرسول (صلی الله علیه و آله) وما دام كلام علي (رضی الله عنه) يسبق كلام الله فهو الأفضل ولك الحديث: قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه السلام. واعلموا أن علياً لكم أفضل من كتاب الله لأنه مترجم لكم عن كتاب الله تعالي. انتهي.

وهل بعد هذا كفر وغلو، أم استهويتم التقية في الغلو؟؟

ص: 130

المصدر: مائة منقبة الشيخ الفقيه ابن شاذان.

فكتب (العاملي) بتاريخ 10-4-2000، التاسعة إلا ربعاً مساءً:

إفهم يا عمر، ولا أظنك..

درجة الوسيلة لرسول الله صلي الله عليه وآله، وآله معه.. وأنت تزعم أن عائشة معه؟!!

وحامل اللواء أو المرافق أو الحارس، إذا تقدم علي سيده فلا يعني هذا أنه أفضل منه، بل هو احترام له وخدمة.

وأسألك فأجبني بلا مواربة: أيهما أفضل، رسول الله أم القرآن؟.

وكتب (المسلم المسالم)، التاسعة مساءً:

إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم وأهل بيته وشيعتهم كلهم في درجة واحدة، فما فضل النبي صلي الله عليه وسلم علي أهل بيته؟؟ ثم ما فرق أهل بيته عن شيعتهم إذا كانوا كلهم سواء؟؟. ثم لمن باقي درجات الجنة إذا كان الشيعة مع أهل البيت ومع الرسول صلي الله عليه وسلم؟؟

فأجاب (العاملي)، العاشرة ليلاً:

إن فيزياء الجنة يا أخ مسالم مختلفة.. ومساحاتها، ودرجاتها، وحياتها.. فلا تستكثرن علي الله واسع العطاء.. نحن لا علم لنا بالغيب إلا ماعرَّفنا رسول الله الذي فتح الله عليه من علم غيبه صلي الله عليه وآله.

وقد أيدنا أحاديثه الشريفة بحديث في صحاحكم.. ولكنك مع الأسف لا تقبل فضيلة لأهل البيت وشيعتهم حتي لو كانت من صحاحكم!!

ولو كان الحديث يقول إن عائشة وأبا بكر وعمر ومعاوية وابن تيمية مع النبي في درجة الوسيلة لسارعت الي تصديقه، وحاججتنا به، فهذا هو التعصب

ص: 131

الأعمي! والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به بسبب هواك!!

وكتب (المسلم المسالم)، الحادية عشرة إلاربعاً ليلاً:

هل هذا جواب يا عاملي؟؟

فكتب (العاملي) بتاريخ 10-4-2000، الحادية عشرة والربع ليلاً:

يا مسالم، كأن الدرجة في الجنة عندك مكان أو موضع لشخص واحد؟!!

فلماذا تضيق واسعاً؟!! ولا نقول بإطلاق رواية الترمذي، وأن مجرد حب النبي وآله صلي الله عليهم بدون شروط يوجب تلك الدرجة.. فالشيعة أيضاً درجات، والمحبون لأهل البيت أنواع عديدة.. وبقية المسلمين المقبولين عند الله تعالي من الأمم السابقة وهذه الأمة، أنواع ودرجات..

ولا علم لنا عن درجات الجنة وسكانها إلا ما ورد في القرآن والسنة.. ومما ورد أن الناصبي لو عبدالله تعالي ألف عام ورأي نجوم الظهر لا يشم ريح الجنة.

فهل هذا جواب يامسالم؟

وكتب (عمر) بتاريخ 11-4-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

عزيزي العاملي: كلام الله هو القرآن وهو المعجزة الباقية. أما الرسول (صلی الله علیه و آله) فهو مبلغ لكلام الله وأوامره، ولو عدنا للاحتجاج. أيهما نتبع القرآن أو الرسول (صلی الله علیه و آله)، فهما شئ واحد تقريباً. ولو أن هناك بعض الأمور التي عاتب الله بها رسوله (صلی الله علیه و آله) مثل آية التحريم وعبس، نري بأن القرآن أفضل من السنة، والشيعة فضلت علي (رضی الله عنه) علي القرآن أي كلام الله، ولا أجد غلواً أكبر من هذا! إذاً من هو الإله؟ هذا ما نريد أن نعرفه من قصده بهذه الأحاديث.

أما حامل اللواء، فهو عذر أقبح من ذنب.

ص: 132

وكتب (تصحيح عمل المراقب)، الثانية صباحاً:

فضيلة الشيخ العلامة العاملي. تحية طيبة. أولاً أريد أن اسألك سؤال في مذهبك! هل تعتمد في هذه المسألة الكبيرة وهي (كون الشيعة في منزلة النبي في الجنة) علي حديث الآحاد؟. علي حديث واحد حسن!

ولتصحيح مفهومك يا شيخ نقول: ليس عندنا الصحاح الست!!!

عندنا الصحيحين أو السنن الأربعة. ولا تحاول خلط الأوراق يا شيخ!

هذا أمر... الأمر الآخر: والذي أنا أتعجب منه حقاً مع علمي أن الشيعة تدرس المنطق والفلسفة!! أتعجب من تسلحك بدليل (الإمكان والتكرم)!!

كيف سقطت في هذا الوحل الذي لا خروج منه؟.

تقول: (فلا تستكثرن علي الله واسع العطاء)، هل هذه حجة؟؟

نحن لا نستكثر علي الله أن يعفو عن جميع البشر مسلمهم وكافرهم، وأن يدخلهم جنة الفردوس يا عاملي... وهل المقياس بالإمكان وسعة رحمة الله؟

رحمة الله وسعة كل شئ، كل شئ، كل شئ، ومن هذا الشئ فرعون وهامان وقارون وإبليس وغيرهم. فهل نستبعد علي الله واسع الرحمة والفضل أن يمن علي هؤلاء بالرحمة!!! دع الأماني والأمنيات. فالله سبحانه وتعالي يكتب رحمة لمن؟ لمن قام بحقها وأدي أعمالها دون الإحتجاج بالرحمة الواسعة. ثم أريد أن تُفهمني، ماذا تريد بالضبط؟. هل تريد كل الشيعة (مجرد الشيعة ولو غير الأتقياء) في نفس منزلة النبي في الجنة؟ أم هم الشيعة الأتقياء فقط؟ أم أن التشيع هو مجرد الولاء القلبي دون العمل كالصلاة والصيام وغيرها؟ وهل الشيعة تبلغ منزلة النبي بالولاء القلبي دون العمل أو بكليهما مع بلوغ درجة الكمال؟. وأين إذاً يكون عوام الشيعة العصاة؟ وأين فضل الله الواسع عنهم؟. وأين يكون

ص: 133

السني الذي يشهد بالتوحيد والنبوة ويجحد الولاية؟ أين فضل الله الواسع عليه؟ ولماذا تحسدون بقية المسلمين من غير الشيعة من فضل الله؟

ولك حبي يا شيخي.؟؟

ص: 134

الفصل الرابع : حب علي ميزان الاسلام والكفر والايمان والنفاق

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

رغم أنوف النواصب.. عليٌّ ميزان الكفر والايمان!!

محاولة ابن حجر تجريد علي من هذه الفضيلة!!

من هم النواصب؟

ص: 135

ص: 136

رغم أنوف النواصب.. عليٌّ ميزان الكفر والايمان!!

كتب (العاملي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 26-42000، الرابعة والنصف عصراً، موضوعاً بعنوان (علي رغم أنوف النواصب.. حب علي عليه السلام، ميزان الكفر والاسلام)، قال فيه:

روي الحاكم: 3 / 129: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. هذا حديث صحيح علي شرط مسلم، ولم يخرجاه.

ورواه أحمد في فضائل الصحابة: 2 / 639، والدارقطني في المؤتلف والمختلف: 13763، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 132

وروي الترمذي: 4 / 327، و: 5 / 293 و298 باب مناقب علي: عن أبي سعيد الخدري قال: إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب. هذا حديث غريب. وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي.

وقد روي هذا عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد.

وروي النسائي في: 8 / 115: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لا يحب علياً منافق، ولا يبغضه مؤمن. وقال: هذا حديث حسن. انتهي.

ص: 137

ورواه أيضاً النسائي أيضاً في خصائص علي 5 / 137، وابن ماجة: 1 / 42، والترمذي: 4 / 327 وج 5 / 594، وأحمد في مسنده: 2 / 579 و639، وفي فضائل الصحابة: 2 / 264، وعبد الرزاق في مصنفه: 11 / 55، وابن أبي شيبة في مصنفه: 12 / 56، والحاكم في المستدرك: 3 ص 129، وقال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه!، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك. ورواه الطبراني في الأوسط: 3 / 89

والهيثمي في مجمع الزوائد: 1299، وقال: رجال أبي يعلي رجال الصحيح. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد عن صحابة متعددين في: 2 / 72 و4 / 41 و13 / 32/ 153 و14 / 426 و2 / 255، والبيهقي في سننه: 5 / 47

وابن عبد البر في الاستيعاب: 3 / 37

وفي الترمذي: 5 / 601: عن الأعمش: إنه لا يحبك إلا مؤمن. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وفي الطبراني الكبير: 1 / 319 و23 / 380: عن أبي الطفيل قال: سمعت أم سلمة تقول: أشهد أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من أحب علياًّ فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياًّ فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله. ورواه الهيثمي في الزوائد: 9 / 2

وفي فردوس الأخبار: 3 / 64: عن ابن عباس أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: علي باب حطة، من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً. عن أبي ذر أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: علي باب علمي، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي. حبه إيمان، وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة ومودة وعبادة.

وفي صحيح مسلم: 1 / 60، تحت عنوان: باب حب علي من الايمان: عن زر بن حبيش قال: قال علي عليه السلام: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلي الله عليه وسلم إلي، أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.

ص: 138

ورواه ابن ماجة: 1 / 42، والنسائي في سننه: 8 / 115 و117 وفي خصائص علي: 1375، وأحمد في مسنده: 1 / 84 و95 و128 وفي فضائل الصحابة: 2 / 264، وابن أبي شيبة في المصنف: 12 / 56، وعبد الرزاق في المصنف: 11 / 55، وابن أبي عاصم في السنة: 5842، وابن حبان في صحيحه: 9 / 40، والخطيب في تاريخ بغداد: 2 / 255 و14 / 426، وابن عبد البر في الاستيعاب: 3 / 37، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 8 / 185، وابن حجر في الاصابة: 2 / 503، والحاكم في المستدرك: 3 / 139، والبيهقي في سننه: 5 / 47، وابن حجر في فتح الباري: 7 / 57.

وفي مسند أبي يعلي: 1 / 237: عن الحارث الهمداني قال: رأيت علياًّ جاء حتي صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: قضاء قضاه الله علي لسان نبيكم النبي الأمي صلي الله عليه و(آله) وسلم إلي: أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق، وقد خاب من افتري.

وفي فتح الباري: 7 / 72: وفي كلام أمير المؤمنين كرم الله وجهه يقول: لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجمانها علي المنافق علي أن يحبني ما أحبني! وذلك أنه قضي فانقضي علي لسان النبي الأمي صلي الله عليه و(آله) وسلم أنه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق.

وهو في نهج البلاغة: 2 / 154، شرح محمد عبده، وقال ابن أبي الحديد في شرحه 2 / 485: في الخبر الصحيح المتفق عليه أنه: لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وحسبك بهذا الخبر، ففيه وحده كفاية: وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر كما في هامش بحار الأنوار: 39 / 294: قال شيخنا أبو القاسم البلخي: قد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب عند المحدثين فيها أن النبي قال له: لا يبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن.

ص: 139

وفي بشارة المصطفي للطبري الشيعي / 107: أخبرنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الطوسي رحمه الله بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسين الطوسي رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رحمه الله قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا علي بن العباس بن الوليد قال: حدثنا ابراهيم بن بشير بن خالد، قال: حدثنا منصور بن يعقوب قال: حدثنا عمرو بن ميمون، عن ابراهيم بن عبد الأعلي، عن سويد بن غفلة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: والله لو صببت الدنيا علي المنافق صباً ما أحبني، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لأحبني، وذلك أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق! انتهي. ورواه محمد بن سليمان في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2 / 484، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين / 295

وفي فردوس الأخبار: 5 / 316: قال النبي (صلی الله علیه و آله): يا علي محبك محبي، ومبغضك مبغضي. ونحوه في الطبراني في الأوسط: 3 / 89، عن عمران بن حصين. وأحمد في فضائل الصحابة: 2 / 639، عن جابر بن عبد الله الأنصاري. والحاكم في: 3 / 130، عن سلمان الفارسي. وفي: 3 / 129، عن أبي ذر الغفاري. والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 129، عن أبي يعلي، عن أبي رافع. وفي تاريخ بغداد: 9 / 72، وفي: 4 / 41، وفي: 13 / 23، عن ابن مسعود، وفي ص 153، عن ابن عباس. ورواه أيضاً في: 9 / 72، وروي فيها: عن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله يقول لعلي: يا علي طوبي لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك.

وروي الحاكم في المستدرك: 3 / 128: عن ابن عباس قال: نظر النبي صلي الله عليه وسلم الي علي فقال: يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الاخرة،

ص: 140

حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي!! صحيح علي شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

ورواه في تاريخ بغداد: 4 / 41، وفي فردوس الأخبار: 5 / 324.

وفي الطبراني الأوسط: 3 / 89: عن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لعلي: إن الله تبارك وتعالي زينك بزينة لم يزين العباد بزينة مثلها! إن الله تعالي حبب اليك المساكين والدنو منهم، وجعلك لهم إماماً ترضي بهم، وجعلهم لك أتباعاً يرضون بك، فطوبي لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك.

فأما من أحبك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك من جنتك. وأما من أبغضك وكذب عليك، فإنه حق علي الله عز وجل أن يوقفهم مواقف الكذابين.

وفي مستدرك الحاكم ص 138: عن علي بن أبي طلحة قال: حججنا فمررنا علي الحسن بن علي بالمدينة، ومعنا معاوية بن حديج، فقيل للحسن: إن هذا معاوية بن خديج الساب لعلي، فقال علي به، فأتي به فقال: أنت السابّ لعلي؟! فقال: ما فعلت! فقال: والله إن لقيته، وما أحسبك تلقاه يوم القيامة، لتجده قائما علي حوض رسول الله صلي الله عليه وآله، يذود عنه رايات المنافقين، بيده عصا من عوسج.. حدثنيها الصادق المصدوق، وقد خاب من افتري. هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه. انتهي.

وفي مسند أبي يعلي: 6 / 174: عن علي بن أبي طلحة مولي بني أمية، قال: حج معاوية بن أبي سفيان وحج معه معاوية بن خديج، وكان من أسب الناس لعلي، قال: فمر في المدينة وحسن بن علي ونفر من أصحابه جالس، فقيل له:

ص: 141

هذا معاوية بن خديج السابّ لعلي! قال: علي الرجل، قال: فأتاه رسول فقال: أجب. قال من؟ قال: الحسن بن علي يدعوك، فأتاه فسلم عليه. فقال له الحسن: أنت معاوية بن خديج؟ قال: نعم. فرد ذلك عليه، قال: فأنت الساب لعلي بن أبي طالب؟! قال: فكأنه استحيا. فقال له الحسن: أما والله لئن وردت عليه الحوض، وما أراك ترده، لتجدنه مشمر الأزار علي ساق، يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الأبل. قول الصادق المصدوق، وقد خاب من افتري. ورواه أبو يعلي في مسنده: 12 / 139، والطبراني في الأوسط: 3 / 22، وفي الكبير: 913، وفي مجمع الزوائد: 9 / 130، و272 وفيه:

قال يامعاوية بن خديج إياك وبغضنا، فإن رسول الله قال: لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار.

ورواه في مختصر تاريخ دمشق: 12 جزء 24 / 393، وفي كفاية الطالب / 89، عن أبي كثير، ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 8 جزء 15 / 18، عن المدائني.

وفي شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 551 ح 585: بسنده عن جابر وأنس قالا قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): يا علي، لو أن أمتي أبغضوك لأكبهم الله علي مناخرهم في النار.

وفي شواهد التنزيل: 1 / 550 ح 583: بسنده عن جابر قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) يا علي، لو أن أمتي صاموا حتي صاروا كالأوتاد، وصلّوا حتي صاروا كالحنايا، ثم أبغضوك لأكبهم الله علي مناخرهم في النار!!

وفي شواهد التنزيل: 1 / 496 ح 524: بسنده عن جابر قال: خطبنا رسول الله (صلی الله علیه و آله) فسمعته يقول: من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً!!

ص: 142

وفي شواهد التنزيل: 1 / 550 ح 584: بسنده عن أبي سعيد قال: قتل قتيل بالمدينة علي عهد النبي (صلی الله علیه و آله)... فقال: والذي نفس محمد بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أكبّه الله عز وجل في النار علي وجهه!

وفي بشارة المصطفي للطبري الشيعي / 204: قال حدثنا الهيثم بن حماد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول الله صلي الله عليه وآله قافلين من تبوك فقال في بعض الطريق: ألقوا إليّ الأحلاس والأقتاب ففعلوا، فصعد رسول الله صلي الله عليه وآله فخطب فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله ثم قال: معاشر الناس مالي أراكم إذا ذكر آل إبراهيم تهللت وجوهكم، فإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان!! والذي بعثني نبياً لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال، ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل في النار!!

محاولة ابن حجر تجريد علي من هذه الفضيلة

قال في فتح الباري: 1 / 63: وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال له: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وهذا جارٍ باطراد في أعيان الصحابة لتحقق مشترك الاكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين!

قال صاحب المفهم: وأما الحروب الواقعة بينهم، فإن وقع من بعضهم بغضٌ فذاك من غير هذه الجهة، بل للأمر الطارئ الذي اقتضي المخالفة! ولذلك لم يحكم بعضهم علي بعض بالنفاق، وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام، للمصيب أجران وللمخطيء أجر واحد!! والله أعلم.

وقال في فتح الباري: 7 / 72، في شرح رواية البخاري: 1 / 525: لأعطين

ص: 143

الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله: وقوله في الحديثين إن علياًّ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله: أراد بذلك وجود حقيقة المحبة، وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة!

وفي الحديث تلميح بقوله تعالي: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، فكأنه أشار الي أن علياً تامّ الاتباع لرسول الله (صلی الله علیه و آله) حتي اتصف بصفة محبة الله له، ولهذا كانت محبته علامةالايمان وبغضه علامة النفاق، كماأخرجه مسلم من حديث علي نفسه، قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي (صلی الله علیه و آله) أن لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد. انتهي.

فقد حاول ابن حجر أن يميع شهادة النبي صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام في خيبر، وشهادته له بأن حبه وبغضه ميزان الايمان.. ويجعلهما شهادتين عامتين لكل الصحابة!! فتأمل في هذا البغض المكنون!!

أما في خيبر فقد حاصر المسلمون خيبر وفتحوا عدداً من حصونها، ولكنهم عجزوا عن فتح أهم حصن فيها (حصن السلالم)! وكانت آخر محاولتين لفتحه حملتان قاد المسلمين في الأولي منهما أبو بكر، وما أن اقتربوا من الحصن حتي واجهتهم دفاعات اليهود من أعلي الحصن بوابل من السهام والأحجار.. فانهزموا راجعين الي مقرّ قيادة النبي صلي الله عليه وآله!!

وفي اليوم التالي قاد الحملة عمر بن الخطاب، فتكرر نفس المشهد بشكل أسوأ! وانهزم المسلمون من أول رشق!! ورجعوا وهم يجبِّنون عمر وهو يجبِّنهم!!

عندها غضب النبي صلي الله عليه وآله وقال كلمته الخالدة (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لا يرجع حتي يفتح الله علي

ص: 144

يديه) وكان علي مريضاً برمد العينين، فأحضره النبي صلي الله عليه وآله ومسح بريقه علي عينيه فشفاه الله تعالي، وأعطاه الراية، فتقدم علي أمام المسلمين وصعد في جبل الحصن قبلهم، وهو يدفع السهام والأحجار حتي تكسر ترسه، وتمكن من الصعود الي باب الحصن وبه جراحات، فاستعان بالله تعالي ودحا الباب الحديدي الضخم فانفتح، فدخل عليهم وحده وقتل فارسهم مرحبا، ورفع صوته بالتكبير، ففهم المسلمون أنه النصر، فدخلوا الحصن علي أثره وأكملوا تحريره!!

فانظر كيف حاول ابن الحجر توسيع هذه الشهادة النبوية لتشمل كل الصحابة، ويغمض عينيه عن خصوصياتها المتعددة، التي لا تنطبق إلا علي علي؟!

والأعجب من ذلك أنه عمد الي الميزان الالهي لإيمان الأمة، والذي هو ميزان منصوص، لشخص مخصوص، فجعله ميزاناً واسعاً، ضائعاً مائعاً متناقضاً! فقال ابن حجر: وهذا جار باطراد في أعيان الصحابة، لتحقق مشترك الاكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين!!!

يعني بذلك أن حب كل واحدمن الصحابة علامة علي الايمان وبغض أي واحد منهم علامة علي النفاق، لأنهم جميعاً شاركوا في نصرة النبي صلي الله عليه وآله!

يفعل ابن حجر ذلك وهو يعلم أن غرض الاسلام من التأكيد علي حب علي عليه السلام أن يجعله الميزان لادعاء كال من ادعي الاسلام.

وكيف يعقل ابن حجر أن يكون الصحابة جميعاً مقياساً لذلك، وعددهم عنده أكثر من مئة ألف، وقد كانوا في عهد النبي صلي الله عليه وآله مختلفي المشارب والاتجاهات والمستويات، وصاروا بعده أكثر اختلافاً وعداوةً وبغضاءً.. حتي

ص: 145

انقسمت الأمة بسببهم الي محب لهم ومبغض، وقامت بينهم الحروب!!

فلو جعلنا حب أي واحد منهم مقياساً للايمان، فقد نفينا وجود منافقين في الأمة!

لأن المنافقين في زمنه وبعده، إما صحابة أو يحبون أحداً من الصحابة! وذلك تكذيب للقرآن حيث أخبرا بوجود منافقين في حياة النبي صلي الله عليه وآله.

وإن جعلنا بعض أي واحد منهم مقياساً للنفاق فيكون جميع الصحابة منافقين!! لأنه لايكاد يوجد صحابي إلا وأبغض صحابياً آخر!! فانظر أي مشكلة عقيدية أنزلها ابن حجر علي رؤوس الصحابة أنفسهم!!

- وقد حاول ابن حجر أن يخلص من هذه الورطة فنقل عن صاحب المفهم كلاماً غير مفهم، مفاده أن الصحابة قد أبغضوا بعضهم، وقد اشتهر بغض معاوية لعلي، ولكن هذا البغض بزعمه ليس نفاقاً! لأن قصد النبي صلي الله عليه وآله أن علامة النفاق هو بغض علي بسبب نصرته للنبي فقط.. وأما بغضه لسبب آخر فهو حلال زلال، لا يوجب نفاقاً ولا هم يحزنون!!

وهي حيلة وجدها علماء الخلافة القرشية قبل ابن حجر، فحللوا بها بغض علي، وزعموا أن التأكيد النبوي المطلق مخصوص بمن أبغضه لنصرته للنبي صلي الله عليه وآله فقط! فلا يشمل الذين يبغضونه لأسباب أخري غير النصرة!!

وقد تشبثوا بتلك الحيلة لرفع حكم النفاق عن معاوية، وتبرير لعنه علياً عليه السلام ومطاردته محبيه في كل صقع، وتقتيله شيعته وهدم بيوتهم، وتقريب مبغضيه ولاعنيه، وإعطائهم مناصب الدولة!!

وقد تمسك بهذه الحيلة بعض فقهاء النواصب في عصر ابن حجر، ودافعوا بها أمام القضاة السنيين، الذين أصدروا حكمهم علي ابن تيمية، بأنه ناصبي

ص: 146

منافق مبغض لعلي عليه السلام! فقال المدافعون: إن بغضه لعلي الذي ليس بسبب نصرته للنبي صلي الله عليه وآله فهو مثل معاوية يبغض علياً لأسباب أخري، فبغضه له حلالٌ لا يصير بسببه من المنافقين، كما أن معاوية لم يصرّ من المنافقين! ولكنه منطق متهافت:

أولاًً، لأن كلام النبي صلي الله عليه وآله صريح في الاطلاق والعموم. فأين دليلهم علي التخصيص، وأين المخصص والمقيد من عقل أو نقل؟

وثانياً، أنهم بذلك جوزوا للمسلمين أن يصيروا كلهم رافضة، وأن يبغضوا الصحابة ويلعنوهم لأسباب أخري غير نصرتهم للنبي صلي الله عليه وآله!! فما دام بغض معاوية والنواصب ولعنهم علياً حلال، وهم مصدَّقون في ادعائهم أن بغضهم له لسبب آخر غير النصرة! فكل مسلم يجوز له أن يبغض من شاء من الصحابة ويلعنهم، ويكفي لتبرئته أن يزعم أن ذلك لسبب آخر غير النصرة!!

والواقع أن ابن حجر وأمثاله يعرفون أن علياً هو المقياس النبوي الالهي للايمان في الأمة في حياة النبي وبعده، ويروون في الصحاح قصة بغض بريدة وخالد وغيرهما لعلي وغضب النبي صلي الله عليه وآله عليهم لذلك!

ولكن علماء الخلافة يجادلون نبيهم، ويحتالون علي أحاديثه تخصيصاً وتوسيعاً وتمييعاً، لمصلحة مبغضي أهل بيت نبيهم من قبائل قريش الأخري، التي أشربوا حبها علي حساب أهل بيت نبيهم!! ولله في خلقه شؤون!!

فكتب (أبو الفضل) بتاريخ 26-4-2000، الخامسة إلا ربعاً مساءً:

تعجز الأيدي بكتابة شئ بحقك يالعاملي، مما أنت عليه من حب وولاء لأهل بيت رسول الله (صلی الله علیه و آله). سلمت يداك وعقلك، وحياك الله وجزاك كل خير.

وكتب (أبو فراس)، الخامسة والنصف مساءً:

ص: 147

نحن ضد كل من يبغض علياً فمن يبغضة إلا كل من أعماه الله. كرم الله وجهه

وأجاب (العاملي) بتاريخ 26-42000، السادسة إلا ربعاً مساءً:

أحسنت يا أبا فراس، وهل تري أن معاوية كان يحب علياًّ عليه السلام؟

وهل تري أن ابن تيمية كان يحب علياًّ عليه السلام؟

وكتب (أبو فراس) بتاريخ 26-4-2000 السادسة مساءً:

أجل. وأسأل الله أن يجعلهم كما قال: (ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخواناً علي سرر متقابلين).. فكلاهما يعرف قدر صاحبه ويعظمه.

فمن لا يعرف قدر علي فذلك ممن أعماه الله. ومن لم يعرف قدر معاوية فذلك ممن أخزاه الله.

وكتب (هاشم بني هاشم)، السادسة والنصف مساءً:

أبا فراس. حشرك الله مع معاوية من يحب معاوية وحشرني الله مع علي عليه السلام ومن يحب علياًّ.

وكتب (السبطين)، السابعة مساءً:

إن من أعجب الأعاجيب عندما نري كثيراً من متعصبي أهل السنة يقول لك: أن الصحابة يعرفون قدر بعض، فلو كان إمامهم معاوية يعرف أمير المؤمنين عليه سلام لما قاتله وحاربه بكل الوسائل سواء كانت محرمة أم محللة. ويقولون إن كان أخطأ فهو مثاب لأنه مجتهد، وقد قال الشاعر فيه:

فلو كان باجتهاد أتاها *** لارعوي بعد قتله عمار

لكن من تسموا بأهل السنة ضلوا وظلوا فيما يعتقدون من تقديس للبغاة

ص: 148

والطلقاء.

حب آل البيت قربه *** وهو أسمي الحب رتبه

ذنب من والآهمُ *** تغسله مزن المحبه

والذي يبغضهم *** لا يسكن الإيمان قلبه

علمه والنسك رجسٌ *** عسل في ضرع كلبه

لعن الله عدو *** الآل إبليس وحزبه

وكتب (أبو فراس)، السابعة وخمس دقائق مساءً:

حشرني الله مع معاوية. آمين. دعاء لابأس به. ولكن أدلّك علي دعاء خير منه قل: حشرك الله مع محمد وصحبه.

وكتب (ناصر)، السابعة والنصف مساءً:

يا أبا فراس. هل يجتمع الليل والنهار. هل يجتمع الأبيض والأسود. هل يجتمع الماء والنار هل يجتمع الكفر والايمان؟

إذن كيف اجتمع في قلبك حب محمد (صلی الله علیه و آله) وآله (علیه السلام) وحب عدوه وهم أبوسفيان وآله (ل) وكيف يحب قلب امريء ويكره في آن واحد...!! والله يا أبو فراس ماهو إلا النفاق الذي بلاكم (كذا) الله به حتي النخاع...

ولكن لا أقول إلا كقول السبط الشهيد (علیه السلام): (كونوا أحراراً في دنياكم)!

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم *** فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ

وإن كنت بالقربي حججت خصيمهم *** فغيرك أولي بالنبي وأقربُ

وكتب (سجاد)، السابعة والدقيقة السابعة والثلاثين مساءً:

جزيت خيراً يا شيخنا العاملي وسلمت يداك، ورويت من الكوثر، وحشرك

ص: 149

الله مع أهل البيت عليهم السلام وبارك الله فيك ياشيخنا الجليل. سؤال بسيط وبريء:

إن كان معاوية يحب الأمير (علیه السلام) ويعظمه ويعرف مكانته (علیه السلام)، فمن سيدفع حساب المئة ألف من المسلمين الذين قتلوا من وراء ابن آكلة الأكباد؟! أم أن دمائهم كانت حلال، وكانت مشروب الكوكاكولا؟!

وكتب (ذو الشهادتين)، الثامنة إلا ربعاً مساءً:

أسأل الله أن يحشرنا مع محمد وآل محمد.

لا يقبل أي إنسان وحتي الطفل فكرة أن الله يحشر الظالم القاتل والخارج علي إمام زمانه وقائد الفرقة الباغية (معاوية بن أبي سفيان الطليق) التي قتلت عمار بن ياسر مع المظلومين علي (علیه السلام) وعمار بن ياسر، وذو الشهادتين خزيمة بن ثابت، وأبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنهم.

أنتم تزعمون أن الظالم والمظلوم في الجنة والقاتل والمقتول في الجنة!!

إذاً أين العدالة الإلهية؟؟ حشرك الله يا أبا فراس مع معاوية إن شاء الله.

وكتب (أبو فراس)، الثامنة إلا عشر دقائق مساءً:

سبحان الله. يا ناصر.. إتق الله.. إتق الله. كفاك أن تصف الصحابي الجليل معاوية بالكفر فتكون كافراً لكفرك (كذا) إياه. من كفَّر صحابي (كذا) فهو كافر، ثم لو أن معاوية كافر فيكون الحسن بن علي كافر وليس بمعصوم... فكيف يعطي الخلافة لكافر؟؟ يا رجل اتق الله.كفاكم تخبطاً في قولكم!

ثم من المعلوم أن علياًّ هو الذي بدأ بالقتال وليس معاوية. ولا نقول عنهما إلا كل خير. ثم كيف تكفر وقد قال رسول الله لإبنه الحسن بأنه سيدٌ يصلح الله علي يديه بين طائفتين عظيمتين من المسلمين.

ص: 150

هذا دعاء لي يا رجل... اللهم آمين عسي أن أحشر مع محمد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين. مع صحابته أجمعين مع الصالحين في العليين، وحسن أولئك رفيقاً. اللهم آمين.

فكتب (ذو الشهادتين)، الثامنة وعشر دقائق مساءً:

هذه هدية متواضعة مني إلي النواصب:

في الإستيعاب لإبن عبدالبر ج2 ص 464 قال: وروي عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب صلي الله عليه وآله.

يقول السيد الحميري في ذلك:

وجاء عن بن عبدالله أنا به كنا نميز المؤمنين

فنعرفهم بحبهم علياًّ وإن ذوي النفاق ليُعرفون

ببغضهم الوصيَ ألا فبعداً لهم ماذا عليه ينقمون

ومما قالت الأنصار كانت مقالة عارفين مجربين

ببغضهم الهادي عرفنا وحققنا نفاق منافقين

اللهم احشرنا مع محمد وآل محمد.

وكتب (أبو سمية)، التاسعة مساءً:

أحسنت يا مولانا العاملي وشيعة الآل الاطهار، وحشرنا مع محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، ومع الذين يدخلون الجنة الذين هم بقدر (همل النعم).

ومن الطبيعي معاوية مع من حارب أمير المؤمنين علي (كذا) في جهنم وبئس المهاد.. عجيب أمر من يقول بدخول المقاتل للحق والمقتول علي الحق في الجنة!

ص: 151

وكتب (المسلم المسالم)، التاسعة وعشر دقائق مساءً:

لماذا تكفرون الغلاة، إذن، وهم إنما يحبون علياًّ رضي الله عنه ويعتقدون فيه ما لا تعتقدون أنتم فيه؟؟ كيف تكفرونهم والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟؟؟ فهل الغلاة مؤمنون عندكم... أم كفار؟؟

وكتب (عمر)، التاسعة والثلث مساءً:

عزيزي العاملي: لو سلمنا بحديثكم وأن الكافر هو الذي يبغض الامام علي (رضی الله عنه) فما قولك بمن كفر الصحابة وجعلهم مرتدين، وهم لهم نفس الحديث من البخاري أي معتمد. ولك من البخاري ما يشابه حديثك: علامة الإيمان، حب الأنصار من الإيمان. آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار.

فتح الباري بشرح صحيح البخاري: قوله: (آية الإيمان) هو بهمزة ممدودة وياء تحتانية مفتوحة وهاء تأنيث، والإيمان مجرور بالإضافة، هذا هو المعتمد في ضبط هذه الكلمة في جميع الروايات، في الصحيحين والسنن والمستخرجات والمسانيد. والآية: العلامة كما ترجم به المصنف، ووقع في إعراب الحديث لأبي البقاء العكبري (إنه الإيمان) بهمزة مكسورة ونون مشددة وهاء، والإيمان مرفوع، وأعربه فقال: إن للتأكيد، والهاء ضمير الشأن، والإيمان مبتدأ وما بعده خبر، ويكون التقدير: إن الشأن الإيمان حب الأنصار. وهذا تصحيف منه. ثم فيه نظر من جهة المعني لأنه يقتضي حصر الإيمان في حب الأنصار، وليس كذلك. فإن قيل: واللفظ المشهور أيضاً يقتضي الحصر، وكذا ما أورده المصنف في فضائل الأنصار من حديث البراء بن عازب (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن)، فالجواب عن الأول: أن العلامة كالخاصة تطرد ولا تنعكس

ص: 152

، فإن أخذ من طريق المفهوم فهو مفهوم لقب لا عبرة به. سلمنا الحصر لكنه ليس حقيقياً بل ادعائياً للمبالغة، أو هو حقيقي لكنه خاص بمن أبغضهم من حيث النصرة. والجواب عن الثاني أن غايته أن لا يقع حب الأنصار إلا لمؤمن.

وليس فيه نفي الإيمان عمن لم يقع منه ذلك، بل فيه أن غير المؤمن لا يحبهم.

فإن قيل: فعلي الشق الثاني هل يكون من أبغضهم منافقاً وإن صدق وأقر؟ فالجواب: أن ظاهر اللفظ يقتضيه ; لكنه غير مراد، فيحمل علي تقييد البغض بالجهة، فمن أبغضهم من جهة هذه الصفة – وهي كونهم نصروا رسول الله صلي الله عليه وسلم – أثر ذلك في تصديقه فيصح أنه منافق.

ويقرب هذا الحمل زيادة أبي نعيم في المستخرج في حديث البراء بن عازب (من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم)، ويأتي مثل هذا الحب كما سبق. وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد رفعه (لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر)، ولأحمد من حديثه (حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق). ويحتمل أن يقال إن اللفظ خرج علي معني التحذير فلا يراد ظاهره، ومن ثم لم يقابل الإيمان بالكفر الذي هو ضده، بل قابله بالنفاق إشارة إلي أن الترغيب والترهيب إنما خوطب به من يظهر الإيمان، أما من يظهر الكفر فلا ; لأنه مرتكب ما هو أشد من ذلك.

قوله: (الأنصار) هو جمع ناصر كأصحاب وصاحب، أو جمع نصير كأشراف وشريف، واللام فيه للعهد أي: أنصار رسول الله صلي الله عليه وسلم، والمراد الأوس والخزرج، وكانوا قبل ذلك يعرفون ببني قيلة، بقاف مفتوحة وياء تحتانية ساكنة وهي الأم التي تجمع القبيلتين، فسماهم رسول الله صلي الله

ص: 153

عليه وسلم (الأنصار) فصار ذلك علماً عليهم، وأطلق أيضاً علي أولادهم وحلفائهم ومواليهم. وخصوا بهذه المنقبة العظمي لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي صلي الله عليه وسلم ومن معه والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور علي أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجباً لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجباً للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم والترغيب في حبهم حتي جعل ذلك آية الإيمان والنفاق، تنويهاً بعظيم فضلهم، وتنبيهاً علي كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم في معني ذلك مشاركاً لهم في الفضل المذكور كل بقسطه. وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)، وهذا جارٍ باطراد في أعيان الصحابة، لتحقق مشترك الإكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين.

قال صاحب المفهم: وأما الحروب الواقعة بينهم فإن وقع من بعضهم لبعض فذاك من غير هذه الجهة، بل الأمر الطارئ الذي اقتضي المخالفة، ولذلك لم يحكم بعضهم علي بعض بالنفاق، وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام: للمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد. والله أعلم.

وكتب (ابو سمية)، العاشرة مساءً:

ومن هنا نثبت كفر معاوية لبغضه للمدينة والأنصار، وكذلك كفر ابنه يزيد صاحب موقعة الحرة.. فما تقول؟!

فكتب (العاملي)، الحادية عشرة مساءً:

صلوات الله علي رسوله وعلي وصيه عليّ..

ص: 154

علي ميزان الكفر والايمان في حياة النبي..

وكان وما يزال ميزان الكفر والايمان بعده..

هذا ما يرويه حتي خصوم علي والناصبون له العداء!! ولوكان عندهم نصف حديث في أئمتهم لهجموا به بيوتنا وهدموها أكثر مما هدموها!!

ها أنت تري أن شيعة علي عليه السلام علي بصيرة من ربهم ونبيهم.. فقد جعل الله لهم نوراً يمشون به في الناس ويقيسونهم به..

وتري مخالفيه.. متخبطين، حشويين، خلاّطين، متناقضين، لا بصيرة لهم ولا يقين، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور!!

قالت النصاري: الله والآب والابن ثلاثة = واحد!! وقالت النواصب: حب علي فريضة، والصلاة عليه مع النبي فريضة.. ومبغضه في النار.. ولكن معاوية قاتله وهو محب له، فهو في الجنة!!! أرأيتم أنهم في التناقض سواء؟!!

أبا فراس: أنتم تروون أن الخلافة ثلاثون سنة فقط، وبعدها الملك العضوض للمسلمين!! فمعاوية بنصكم هو: العضوض، فاتق الله ولا تسميه خليفة.. والامام الحسن عليه السلام صالحه للضرورة، وهو يعلم أنه سيحكم المسلمين ويعضهم، وشرط عليه شروطاً فنكثها، وانفسخ الصلح..

عمر: عندما واجه أئمتكم نبيهم وردوا عليه، ورفضوا أن يلتزموا بالكتاب الذي أراد أن يكتبه لهم فلا يضلوا.. فقد ارتدوا وانتهي أمرهم!!

أما ردتهم بعد وفاة النبي فهي الثانية أو الرابعة!! لكن النبي صلي الله عليه وآله أمر علياً عليه السلام أن ينزلهم في ذلك بمنزلة ضلالة، لأمر أراده الله تعالي.. ولو أن علياًَ حكم بكفرهم لحكمنا بنجاستهم..

وقد وصفهم عليه السلام بأنهم أئمة الضلال الذين حذر منهم النبي، فقبلنا قوله. وقد

ص: 155

جاراهم وداراهم ولم يجاهدهم لمصلحة الاسلام.. فقبلنا عمله.. لأنه معصوم بنص الله في كتابه (وأطيعوا االرسول وأولي الأمر منكم) وحاشا لله أن يفرض إطاعة ولي أمر غير معصوم!!

ومعصوم بنص النبي بأنه ولي الأمة بعده. وحاشا لله أن يجعل ولياً علي الأمة ويفترض طاعته وهو غير معصوم!!

من هم النواصب؟

وكتب (أبو فراس) الحادية عشرة مساءً:

في قولك يا العاملي (وقالت النواصب: حب علي فريضة، والصلاة عليه مع النبي فريضة.. ومبغضه في النار.. ولكن معاوية قاتله وهو محب له، فهو في الجنة!!! أرأيتم أنهم في التناقض سواء؟!!)

من تعني؟ كأنك تعنينا؟؟ نحن نحب علياً ونواليه ونصلي علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبة أجمعين، ولا نذكر علياً أو معاوية إلا بكل خير، هل هذا في نظرك نصباً (كذا)؟؟ علي بن أبي طالب نشهد له في الجنة، لأن رسول الله شهد له بذلك فهو من العشرة المبشرين بالجنة. ومعاوية نشهد له بصلاح أمره وبالمغفره وفي الجنة إن شاء الله مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه، لأن رسول الله دعا له حيث قال: اللهم اجعله هادياً مهدياً. ورواية أخري في البداية والنهاية حديث قال: اللهم علمه القرآءة والحساب وقه العذاب. هل حب صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه تعدونه نصباً.

إن كان نصباً حب صحب محمدٍ فليشهد الثقلان أني ناصبي

وأجاب (العاملي) بتاريخ 27-4-2000، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

ص: 156

ألا تعرف بأنه لم يثبت عند علمائكم في الجرح والتعديل أي حديث في معاوية إلا قوله صلي الله عليه وآله (لا أشبع الله بطنه).

ألا تعرف قصة النسائي مع أهل دمشق، عندما قال لهم لم يصح عندي في معاوية إلا (لا أشبع الله بطنه)!! فهجموا عليه وضربوه حتي مات علي أثرها!!

ألم يثبت عندك حديث (لعنهما الله وأركسهما في النار) له ولعمرو بن

العاص.. ومتي رأيت ملعوناً علي لسان نبيه، توفَّق للتوبة والجنة؟!!

إقرأ آراء علمائكم في معاوية، ولا تقتصر في قراءتك علي النواصب، الذين يدافعون عن معاوية!!

أمَا ثبت عندكم أنه قائد الفئة الباغية، وأنه الملك الذي يعض الأمة!!!

وكتب (ناصر)، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

نعم يا أبا فراس. فمعاوية عار علي الاسلام ويجب التبرأ منه تماماً وكل من يحبه يحشر معه، فمعاوية لو ظفر بعلي لقتله بدون تردد. ولما لم يستطع ذلك نفث حقده وسمه لمن بعده لقتل ذريته الطاهرة، ولكن قبل أن يموت سنّ سنة اللعن والسب اللاأخلاقية، فضلاً عن كفر ونفاق من أمر بها وقالها … وإليك هذه المصادر في أن معاويه أمر بسب علي عليه السلام:

1- صحيح مسلم ج2 ص 360

2- صحيح الترمذي ج5 ص 301: قال رسول الله ص: (من سب علياًّ فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أكبه الله علي منخريه في النار).

1- نور الأبصار للشلبجي ص100. ط السعيديه وص 99 ط العثمانية.

2- ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 205 ط اسلامبول.

3- ذخائر العقبي ص 66.

4- مناقب علي بن أبي طالب للشافعي ص 394.

ص: 157

5- الفصول المهمه لابن الصباغ المالكي ص 111.

فهل يكب الله تعالي بالنار مؤمن (كذا) أم كافر؟؟؟؟

وكتب (الهاشمي)، الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار.

أحسنت أخي الكريم العاملي، وجزاك عن علي عليه السلام وآل بيته وشيعتهم ومحبيهم خير الجزاء.

أما أن يكون علي إمام المتقين، وأول الناس اسلاماً وأكثرهم بلاءً، مع مافيه من قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه، في كفة من أي ميزان، وفي الكفة الأخري الطليق، شارب الخمر وقاتل النفس المحرمة، الباغي علي إمامه، والمبتدع في الاسلام، فتلك ظلامة التاريخ والضمير المتعصب التي تنال من أمير المؤمنين عليه السلام اليوم، مثلما نالت منه بالأمس.

بورك فيك أيها المحب لآل البيت الناصر لهم ولحقّهم، وأنت لها ولكل صعبة.

وكتب (عمر)، الواحدة صباحاً:

الغريب بأن الشيعة تلعن من والي معاوية، ولا تدري بأنها تلعن أئمتهم وعلي رأسهم الحسن والحسين (رضی الله عنه) وعلي (رضی الله عنه) الذي لم يقبل بسب أصحاب معاوية ولا تكفيرهم.

لا أدري متي ابتدع الشيعة لعن معاوية وهذا الحسين (رضی الله عنه) يبايع معاوية حتي وفاته ولكم قول الحسين (رضی الله عنه) في معاوية قبل أن يقتله الشيعة؟

المصدر: الارشاد في معرفه حجج الله علي العباد شيخ الأمة وعلم الشيعة محمد بن محمد بن النعمان: (لما مات الحسن عليه السلام تحركت الشيعة بالعراق،

ص: 158

وكتبوا إلي الحسين عليه السلام في خلع معاوية والبيعة له، فامتنع عليهم، وذكر أن بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لايجوز له نقضه، حتي تمضيالمدة، فإذا مات معاوية نظر في ذلك، فلما مات معاوية وذلك للنصف من رجب سنة ستين من الهجرة).

وكتب (أبو فراس)، الواحدة والثلث صباحاً:

يا عاملي. إن كنت تري نصباً من يدافع عن معاوية فإنني أدافع عنه، فحديث: لا أشبع الله بطنه، فقد مات رسول الله وهو عنه راضٍ، وهذا يكفي.

وكتب (ذو الشهادتين)، الثانية صباحاً:

السلام عليكم أيها العاملي الجليل.

ساعد الله قلبك علي مناقشة أناس من أمثال أبوفراس وعمر.

والله إنك تحتاج لصبر أمير المؤمنين (علیه السلام) وسعة صدره لمحاورة عمر وأبو فراس.

إذ أنهم لا يميزون الحق من الباطل والظالم من المظلوم والقاتل من المقتول.

أين العدالة الإلهية يا بشر؟؟؟ قليل من التفكير ينفع.

إنفضوا غبار الجهل والتعصب عن خلايا عقولكم لعلها تحيا مرة أخري!!!

ساعد الله قلبك يا رسول الله (صلی الله علیه و آله) ويا أمير المؤمنين (علیه السلام)، فإذا كان العاملي يلاقي كل هذه المحن بمناقشته عمر وأبو (كذا) فراس اللذان (كذا) يعيشان في عصر التكنولوجيا المتقدمة وعصر ازدهار العلم، فلا أستطيع أن أتصور محن ومصائب أمير المؤمنين في التعامل مع الأجلاف من الأعراب الجهلة والمنافقين، وبعض الصحابة المرتدين، والمبدلين لسنة المصطفي (صلی الله علیه و آله).

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ص: 159

وكتب (أبو فراس)، الثالثة صباحاً:

لا يوجد فتن إلا من ورائكم يا أسباب فتن آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم.. من قتلهم غيركم... من خذلهم غيركم، خذلتم علي بن أبي طالب وياما يحرضكم حتي لعنكم. وغدرتم بالحسين حتي قتلتموه بسيوفكم..

عندما هددكم عبيد الله بن زياد بجنود الشام فانضممتم إليه ضد الحسين، وقتلتم مسلم بن عقيل في الكوفة قبل قدوم الحسين، وتتباكون عليه في عاشوراء.

تقتلونه وتتباكون عليه؟! صدق الفرزدق حين قال للحسين رضي الله عنه: قلوبهم معك وسيوفهم عليك. أي نفاق هذا؟!

وكتب (أبو زهراء)، الرابعة إلا الثلث صباحاً:

أحسنت يا شيخنا العاملي، فلقد أمتعتنا بهذا البحث القيم، فحشرك الله مع محمد وآله الطاهرين.

أبا فراس: إقرأ وافهم، ولا تتعصب علي الحق فتكون من أهل النار، لا أشبع الله بطنه، إنما هي دعوة علي كافر، وإليك هذا الحديث من صحيح البخاري: 5078 / 5080 حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الصمد: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد، عن نافع قال: كان ابن عمر لا يأكل حتي يؤتي بمسكين يأكل معه، فأدخلت رجلاً يأكل معه فأكل كثيراً، فقال: يا نافع، لا تدخل هذا عليَّ، سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول: (المؤمن يأكل في مِعًي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء).

وأخبرنا متي رضي الرسول صلي الله عليه وآله عن معاوية وهو يلعنه ويلعن أباه، كما أن أم

ص: 160

المؤمنين عائشة كانت تدعو علي معاوية أيضاً بعد مقتل أخيها محمد بن أبي بكر.

ص: 161

ص: 162

الفصل الخامس: فضل شيعة علي علیه السلام

اشارة

عناوين مواضيع الفصل:

أسلوب النبي الفريد في الحث علي حب علي والعترة!

فضل شيعة علي من مصادر السنيين!

ص: 163

ص: 164

اسلوب النبي الفريد في الحث علي حب علي والعترة

كتب (سلمان مسعود العربي)، في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 11-12-1999، الثانية والنصف ظهراً، موضوعاً بعنوان (حب علي بن أبي طالب أحلي من الشهد الي الشارب)، قال فيه:

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الغطريف الجرجاني، قال: حدثني أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي، قال: حدثني علي بن عبدالله بن جعفر، قال: حدثني محمد بن عبيد، قال: حدثني عبد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، قال: سألنا رسول الله صلي الله عليه وآله عن علي بن أبي طالب عليه السلام، فغضب وقال: ما بال أقوام ينكرون من له منزلة عند الله كمنزلتي ومقام كمقامي إلا النبوة؟!

ألا ومن أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني رضي الله عنه كافأه بالجنة.

ألا ومن أحب علياً استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب.

ألا ومن أحب علياً أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه الله حساب الأنبياء.

ألا ومن أحب علياً لا يخرج من الدنيا حتي يشرب من حوض الكوثر ويأكل

ص: 165

من شجرة طوبي ويري مكانه من الجنة.

ألا ومن أحب علياً هون الله عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة.

ألا ومن أحب علياً أعطاه الله في الجنة بكل عرق في بدنه حوراء وشفعه في ستين نفراً من أهل بيته وله بكل شعرة علي بدنه مدينة في الجنان.

ألا ومن أحب علياً بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلي الأنبياء ودفع عنه أهوال منكر ونكير ونور قبره وفسحه مسيرة سبعين عاماً وبيض وجهه يوم القيامة.

ألا ومن أحب علياً أظله الله في ظل عرشه مع الصديقين والشهداء والصالحين وآمنه من الفزع الأكبر وأهوال الصاخة.

ألا ومن أحب علياً تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيآته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء.

ألا ومن أحب علياً أثبت الله الحكمة في قلبه وأجري علي لسانه الصواب وفتح الله عليه أبواب الرحمة.

ألاومن أحب علياً سمي أسير الله في الأرض وباهي به الله ملائكته وحملة العرش.

ألا ومن أحب علياً ناداه ملك من تحت العرش: الآن يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلها.

ألا ومن أحب علياً جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر.

ألا ومن أحب علياً وضع الله علي رأسه تاج الكرامة وألبسه حلة العز.

ألا ومن أحب علياً مر علي الصراط كالبرق الخاطف ولم يرَ صعوبة المرور.

ألا ومن أحب علياً كتب الله له براءة من النار وبراءة من النفاق وجوازاً علي

ص: 166

الصراط وأماناً من العذاب.

ألا ومن أحب علياً لا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان وقيل له ادخل الجنة بغير حساب.

ألا ومن أحب علياً أمن من الحساب والميزان والصراط.

ألا ومن مات علي حب آل محمد صلي الله عليه وآله صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء وقضي الله له كل حاجة كانت له عند الله.

ألا ومن مات علي بغض آل محمد مات كافراً.

ألا ومن مات علي حب آل محمد مات علي الايمان.

ألا ومن مات علي بغض آل محمد مكتوب بين عينيه هذا آيس من رحمة الله.

ألا ومن مات علي بغض آل محمد صلي الله عليه وآله لم يشم رائحة الجنة.

ألا ومن مات علي بغض آل محمد صلي الله عليه وآله يخرج من قبره أسود الوجه.

ملامك في آل النبي فإنهم *** أحباي ماداموا وأهل ثقاتي.

فكتب (الفاطمي) بتاريخ 12-12- 1999، الواحدة صباحاً:

لِمَ إن تيّمني الوجْد وأعياني الهيام وترامتني أيادي الشوق وأشتدّ الأوام

لِمَ إن أسكرني الحب وأضْناني الغرام يندبُ القلبُ علي ذِكرك من دونِ دَليل

قال (العاملي): روي نحو هذا الحديث الشريف، من علماء السنة:

الزمخشري في تفسيره الكشاف:3/82 وفي طبعة ثانية:2/339.

وابن الفوطي في الحوادث الجامعة ص 153.

وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 109، أوله.

ص: 167

والقندوزي في ينابيع المودة ص 27 و263.

والحمويني الشافعي في فرائد السمطين باب 49.

والشبلنجي في نور الأبصار ص 104.

وأبو بكر العطاس في رشفة الصادي ص 45.

والآمر تسري الحنفي في أرجح المطالب ص 320.

وولي الله اللكنهوي في مرآة المؤمنين ص 5.

وفي نزهة المجالس ص 469.

ورواه من علماء الشيعة:

الصدوق في فضائل الشيعة ص 2.

والطوسي في الأمالي ص 30.

وابن جرير الطبري الشيعي في بشارة المصطفي ص 36. وآخرون غيرهم.

ص: 168

فضل شيعة علي من مصادر السنيين

وكتب (خطير) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 23-4-2000، الواحدة ظهراً، موضوعاً بعنوان (شيعة علي في الجنة.. من مصادر أهل السنة)، قال فيه: بعض الروايات الواردة في مصادر إخواننا أهل السنة:

مجمع الزوائد 9/173:

(روي عن أبي هريرة، قال النبي (صلی الله علیه و آله) لعلي: أنت معي وشيعتك في الجنة).

تاريخ بغداد:12 /289:

(قال النبي (صلی الله علیه و آله) لعلي: أنت وشيعتك في الجنة).

الدر المنثور للسيوطي: 6/379 (طبعة مصر):

(قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) لعلي: أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء).

تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص59 ط.الغري:

(بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: نظر النبي (صلی الله علیه و آله) إلي علي بن أبي طالب. فقال: هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة).

تاريخ ابن عساكر: 4/318، ابن حجر في الصواعق ص96، تذكرة الخواص ص31، مجمع الزوائد: 9/131:

(قال (صلی الله علیه و آله): يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا).

الصواعق المحرقة ص66 (طبعة الميمنية بمصر):

(قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): يا علي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء

ص: 169

مرويين، مبيضة وجوههم، وإن أعداءكم يردون علي الحوض ظماء مقمحين).

كفاية الطالب ص135:

(قال (صلی الله علیه و آله) لعلي:.. وإن شيعتك علي منابر من نور مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم، فيكونون غداً في الجنة جيراني..).

فردوس الأخبار للديلمي:

(روي عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): شيعة علي هم الفائزون).

جعلنا الله وإياكم من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

ص: 170

الفصل السادس: اين الصحابة.. من علي علیه السلام؟!

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

أين الصحابة كلهم.. من علي عليه السلام؟!

رد زعمهم أن أبا بكر أفضل من علي عليه السلام.

حديث سورة براءة بين علي وأبي بكر.

علي أحق أن يتبع!

لولا علي لهلك عمر!

علي مجمع الفضائل.. ولايقاس به غيره

علي سيد العرب

ص: 171

ص: 172

أين الصحابة.. من علي عليه السلام؟!

كتب (خادم أهل البيت) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 28-12-1999، الواحدة ظهراً، موضوعاً بعنوان (أين الصحابة من علي)، قال فيه:

مما لاشك فيه أن تاريخ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تاريخ حافل بالتضحيات والتفاني والآلام، كلها في سبيل ربه.. ولم يكن لأي من الصحابة أن يضاهيه ولو بنصف إنجازاته عليه السلام، وحتي ربعها، فلم يكن كمن بكي وطلب أن يقيلوه البيعة بعدما طالب بها، أو كمن يختبئ خلف رسول الله صلي الله عليه وآله ويطلب الإذن بضرب رقاب الناس! في حين ليس له أي حادثة تذكر في الحروب! أو كمن يفضل عشيرته علي حساب عباد الله بعدما فاز بالخلافة!

إنما كان ممن يحبهم الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله، كرار غير فرار، مع الحق والحق معه، يدور معه حيث دار، صارم يقتل أعداء الدين والمنافقين.

وعبد مطيع خاشع في محرابه، زاهد في الدنيا، لا تستميله الصفراء والبيضاء، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا عذل عاذل.

أسد باسل في الحروب، يباهي الله به ملائكة السماء!

يعترف الموالي والمخالف بأعلميته وأفضليته وأشجعيته.

ص: 173

يحذو حذو الرسول، يقاتل علي التأويل كما قاتل علي التنزيل.

احتضنه الرسول الأكرم منذ اليوم الأول لولادته عليه السلام، وكان يلقمه أنامله، ويغذيه الأخلاق الرسالية من صغره، فكان الرسول الأب الروحي والمعلم الأول له، يتبعه اتباع الفصيل اثر أمه، ترعرع في كنف الرسالة، يتعبد ورسول الله معاً في حراء، ويصلون سوياً في حين لا تزال مكة في ضلالها، وضياعها، تعبد الأصنام، وتأكل الربا، ويأكل القوي الضعيف، إلي أن أنار الله بالنبي ظلمها، فكان علي أول القوم إيماناً وتصديقاً، إذ كان شريكاً له في التعبد والصلاة من دون الناس.

وعند نزول قوله تعالي: (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعا المصطفي عشيرته فقال لهم: أيكم يعينني علي هذا الأمر فيكون أخي ووصيي وخليفتي ووزيري من بعدي. فلم يجبه إلا علي عليه السلام، وكررها ثانيةً وثالثةً، وفي كل مرة يجيب الإمام علي عليه السلام، فقال الرسول الكريم: (أنت أخي وخليفتي ووصيي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا).

فخرج القوم مستهزئين ساخرين، يقولون لأبي طالب: قد أمّر ابنك عليك.

وتمر السنون، ولا يزال القوم يؤذون النبي الأكرم، حتي أمره الله عز وجل أن يهاجر، وأن يبيت علي بفراشه، وما أن سمع الإمام بذلك حتي قال: نفسي لنفسك الفدي، وروحي لروحك الوقي، والله لا يبالي ابن أبي طالب، وقع علي الموت أم وقع الموت عليه. ففداه بروحه في سبيل إعلاء كلمة الله ودينه، ونصرة رسوله فنزل قوله تعالي: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) وقال جبريل وميكائيل: (بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، يباهي الله بك ملائكة السماء).

ص: 174

في حين شهدت السماء بشجاعة علي عليه السلام في هذا الموقف، شهدت أيضاً بخوف الآخر في الغار، حتي كان النبي يهدئه ويطمئنه.

ويلحق بعدها الإمام علي عليه السلام بالرسول الكريم صلي الله عليه وآله، مع الفواطم من بني هاشم، ليستقبله النبي المختار قبل دخوله المدينة المنورة، ليدخلاها سوياً بين أهازيج المستقبلين من المهاجرين والأنصار:

طلع البدر علينا *** من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا *** ما دعا لله داع

أيها المبعوث فينا *** جئت بالأمر المطاع

جئت نورت المدينة *** مرحباً يا خير داع

وفي السنة الأولي من الهجرة المباركة، تزوج علي عليه السلام بالزهراء عليها السلام، بعدما ردّ أبوها جميع الخاطبين من أكابر المسلمين، وأعلاهم شأناً، لتنحصر ذرية النبوة في علي وفاطمة.

ويوم بدر، لم يكن علي عليه السلام كمن قال لرسول الله: (إنها قريش وخيلاؤها) متخوفا من القتال!! إنما كان حاملاً لواء المسلمين متقدماً عليهم، استأنف المعركة بقتل الوليد بن عتبة، وعاون علي قتل شيبة وعتبة، ليفور التنور بعدها ويحمي الوطيس، ويستمر علي في قطع أعناق الكفر واحداً بعد واحد، إلي أن وضعت الحرب أوزارها، فيكون عدد قتلي قريش سبعون، قتل من الإمام علي عليه السلام ستة وثلاثين رجلاً، أي نصفهم تقريباً، أي نصف من قتلوا علي يد المسلمين والملائكة معاً.

ويوم أحد... كان الفارس الأول بلا منازع، والفتي المتقدم من دون المسلمين، قتل حملة ألوية الكفر، ليتقهقر الكفار بعدها، ويلوح النصر في

ص: 175

الأفق، لولا مخالفة بعض المسلمين لأوامر قائدهم رسول الله صلي الله عليه وآله، وعدم تقيد الرماة بمواقعهم، ليغير عليهم خالد بن الوليد من ظهورهم، يقود الكفار، ليحاصر المسلمين، فيصيح إبليس: (قتل محمد، قتل محمد) ليتزعزع الصف الإسلامي، وينهزم أصحاب النفوس الضعيفة، ليقاتل رسول الله وعلي وحدهم في مواجهة الجيش الكافر، ويصيح الرسول: (يا علي ردّ هذه الكتيبة عني) فيردها عليه السلام بكل استبسال واستماتة في سبيل الله، وإذا بجبريل ينادي بين السماء والأرض: (لا فتي إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار)... فينهزم بعدها الجيش الإسلامي، ويتقهقر، ويختبئ النبي وأصحابه خلف صخرة، ويبدو أن أحدهم ظهرت شجاعته خلف الصخرة فقط، فأصبح يقول: (الله مولانا ولا مولي لكم، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار).

ويوم الخندق... عندما اجتمعت الأحزاب للهجوم علي المدينة المنورة، حفر المسلمون خندقاً كي يتجنبوا تعدد الجبهات القتالية، فيستطيع عمرو بن عبد ود العامري من اختراق هذا الخندق، طالباً المبارزة، فطلب الرسول الكريم من أصحابه أن يبارزوه، لكن وكالعادة لم يجبه أحد سوي ذلك الفتي ابن أبي طالب، فأجلسه النبي، ليعرض الموضوع علي الآخرين، فلم يجب أحد أيضاً عدا الأسد الباسل ابن أبي طالب، فأجلسه النبي، ويعرض الأمر عليهم للمرة الثالثة، فلم يجبه أحد غير الليث القسورة علي بن أبي طالب، ليأذن له بالقتال، فيقول الرسول صلي الله عليه وآله: (خرج الإيمان كله للكفر كله).

فلم يطيل (كذا) علي الأمر ورجع حاملاً رأس الكفر، مما دعا رسول الله أن يقول: (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين).

وتتوالي الأحداث... ولا يزال ابن أبي طالب الفتي المقدم علي الصحابة

ص: 176

بإنجازاته وفضائله الجمة، فها هو ذا يوم خيبر، يفتح فتحاً جديداً للإسلام، بعدما عجز الأول والآخر عن فتح حصن اليهود، وعادا خائبيْن كلٌّ يجبِّن أصحابه وأصحابه ويجبِّنونه، فقال الرسول المصطفي: (سأعطي الراية غداً لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار، يفتح الله علي يديه) فتطاولت الأعناق واشرأبت، كلهم ينظر أيهم يعطاها، فدعا الرسول فتاه منادياً أين عليا؟ فاقتيد أرمد عين، فتفل صلي اله عليه وآله فيها فبرأت، وأعطاه الراية ليدك حصون اليهود ويفتح خيبر، ويحقق نصراً جديداً للإسلام. وأهله.

وتستمر إنجازات ابن أبي طالب... وله مواقف يوم الحديبية، وفتح مكة، وحنين وغيرها من الغزوات والسرايا، إلي أن ينتقل الرسول إلي الرفيق الأعلي، ويغتصبه القوم حقه بالخلافة، متناسين مكانته وفضله علي الإسلام وأحقيته ووصية الرسول يوم الغدير، لكنه فضل أن يقعد حقناً لدماء المسلمين، وخوفاً علي بيضة الإسلام، لم يكن كمن يقاتل لنيلها، ويغتصب البيوت ويحرق الأبواب ليحصل علي البيعة، علماً بوجود من يسانده ويطلب له بحقه، لكنه فضل السكوت علي مضض!! وعندما مضي الأول لسبيله، أعطاها للآخر كبيعة في سوق، وكأنه اتفاق مسبق، ولم يكن الآخر أصلاً في الحسبان، إذا أنه لم يكن مرشحاً لها، حيث التنافس كان بين الإمام علي عليه والسلام وبين الأول منهما، هذا ما دعاه عليه السلام لقول ما قاله في الخطبة الشقشقية: (فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لأخر بعد وفاته).

وعند ممات الآخر، اختلق وابتدع كعادته، إذ جعلها في ستة نفر أحدهم الإمام علي عليه السلام، ويقتل من لا يتفق معهم، ولم يكن أي من الستة نظيراً له، ولا مساوياً له في الفضل، يقول عليه السلام: (فيا لله وللشوري متي اعترض الريب فيَّ مع

ص: 177

الأول منهم حتي صرت أقرن بهذه النضائر!)

فقام الثالث بالخلافة، مفضلاً أهله وعشيرته علي حساب الناس، وجعل رقاب المسلمين بأيديهم، حتي غاض ذلك المسلمين، فعارضوه ونددوا به، وقال أحدهم (أقتلوا نعثلاً فقد كفر) فقامت ثائرة القوم من ظلم بنو أمية، فقتلوه، وبايعوا علياً، ولكن بعد ماذا؟ بعدما قدموا غيره عليه، وذاقوا الذل والهوان علي أيديهم وما أن قام عليه السلام بالخلافة وبايعه المسلمون حتي عاداه القوم، حقداً عليه وكرها، فقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، لا يخاف في الله لومة لائم، يقوِّم اعوجاج الناس، ويقتل أئمة النفاق.

إلي أن وقف عليه السلام في مثل هذه الليلة في محرابه بمسجد الكوفة يصلي، فضربه أشقي الآخرين يتبع أشقي الأولين علي رأسه الشريف بسيف مسموم، فصاح عليه السلام علي الفور: (فزت ورب الكعبة) وخضبت لحيته الكريمة بدمه الطاهر، لينتقل إلي الرفيق الأعلي بعدها بيومين، خاتماً حياةً مليئة بالإنجازات والفضائل، لم تكن لأحد من الصحابة.

ربي ارزقني شفاعة محمد وآل محمد.

فكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 28-12-1999 الثانية ظهراً:

الزميل الكريم خادم أهل البيت:

رغم عدم موافقتي علي الكثير مما أوردته بشأن الصحابة الكرام وخاصة الصديق أبو بكر (كذا) والفاروق عمر وذي النورين عثمان رضي الله عنهم، فإنني أوافقك بأن سيدنا علي (كذا) رضي الله عنه هو من أجلّ الصحابة وأكرمهم.

الشاهد أن الشيعة تقول إن علي (كذا) هو وصي سيدنا محمد صلي الله عليه

ص: 178

وسلم بالنص؛ أي إنه تكليف إلهي وليس بالاختيار أو الانتخاب أو القرعة أو بالبحث والتمحيص... ولكنك أوردت في رسالتك الآتي:

(وعند نزول قوله تعالي: (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعا المصطفي عشيرته فقال لهم: أيكم يعينني علي هذا الأمر فيكون أخي ووصيي وخليفتي ووزيري من بعدي. فلم يجبه إلا علي عليه السلام، وكررها ثانيةً وثالثةً، وفي كل مرة يجيب الإمام علي عليه السلام، فقال الرسول الكريم: أنت أخي وخليفتي ووصيي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا) فخرج القوم مستهزئين ساخرين، يقولون لأبي طالب: قد أمّر ابنك عليك).

أي أن الرسول صلي الله عليه وسلم حسب رواياتكم كان يبحث عن أخ وخليفة ووصي بين بني هاشم، ولكنهم رفضوا لدرجة أن الرسول صلي الله عليه وسلم كررها ثلاثاً، وأخيراً وافق علي علي ذلك وهو صبي صغير لا يعرف معني الوصاية والخلافة، وعندها اختاره الرسول صلي الله عليه وسلم أخاً وخليفة ووصياً؟؟؟ فأين النص علي علي بالوصاية والإمامة والخلافة إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قد عرضها علي الجميع من بني هاشم مراراً، وكان علي مخيراً، برفضها أو قبولها؟؟؟

أي أن ولاية علي التي يتولاها الشيعة قد جاءت باختيار علي بعد إلحاح، وليس بالنص حسب الرواية التي توردونها أنتم في تفسير الآية الكريمة: وأنذر عشيرتك الأقربين. فإما أن تفسيركم للآية وهذه الرواية غير صحيحين، أو أن القول بالنص علي ولاية علي غير صحيح!

مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. العنكبوت - 41.

ص: 179

فكتب (عبد الحسين البصري) بتاريخ 28-12-1999، الثالثة ظهراً:

الزميل محمد إبراهيم. السلام عليكم ورحمة الله.

القول بأن الرسول (صلی الله علیه و آله) يبحث عن أخ أو خليفة أو وصي غير صحيح، إذ أن البيان بالصورة التي كان عليها في آية الإنذار، إنما هي طريقة من طرق البيان كغيرها من الطرق الموصِّلة لبيان المعني المراد، المعتمدة في إيصال المعاني الإلهية عبر الآيات القرآنية، أو حتي المفاهيم العقلية.

والرسول مأمور بالحديث بلسان قومه وعلي قدر عقولهم. فما كان لا يعدو كونه طريقة لإيصال المعني المراد، وهذا ما فسره علماء السنة فضلاً عن الشيعة. ناهيك عن التكرار بطرق مختلفة من القول والفعل والتقرير في مثل كثير من الأحكام وغيرها، وهذا يرشدنا إلي ما قلناه سابقاً من المخاطبة علي قدر العقول، فهذا منه ولا فرق بين الخطابين.

فلا التفسير غير صحيح، خاصة وأنه جاء به كثير من علماء السنة فضلاً عن الشيعة، ولا النص علي ولاية أمير المؤمنين غير صحيح، لما ذكر ولتواتر الكثير من الروايات الدالة علي هذا، فضلاً عن حكم العقل بوجوب النص.

كما لا محل للاختيار في البين. وفقنا الله وإياكم. كتب هذا الرد علي عجالة.

وكتب (خادم أهل البيت) بتاريخ 28-12-1999 – الرابعة عصراً:

الزميل محمد ابراهيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالنسبة لسؤالك حول النص والوصية، فقد أجاب عليه أستاذنا الجليل عبدالحسين البصري. لكن أود أن أعرف ما الذي لم توافقني عليه بشأن الصحابة؟ علماً بأن جميع الروايات التي ذكرتها من كتب أهل السنة.

وهل وافقتني بأن الإمام عليه السلام أفضل الصحابة؟ ولا يوجد لأي من الصحابة

ص: 180

تاريخ كتاريخه؟ ولا لأي منهم انجازات كإنجازاته وفضائله؟ هل وافقتني؟

وإن لم توافقني... فهلاّ ذكرت تاريخ أكبرهم شأناً؟ وهل سيتعدي تاريخه في انتشار الإسلام وخدمته وخصوصاً في صدر الإسلام بضعة أسطر؟ وأغلبها موضوع وضعيف؟!!.. ربي ارزقني شفاعة محمد وآل محمد.

وكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 29-12-1999، الثانية عشرة والربع ليلاً:

الزميلين الكريمين خادم أهل البيت، وعبد الحسين البصري:

للأسف أن الأخ عبد الحسين البصري لم يجب عن سؤالي بشكل مباشر رغم أهميته، رغم أنني أعذره في أنه كتب الرد في عجالة، ولكنني أتطلع إلي جواب شافٍ يقطع الشك باليقين لأهمية أمر الولاية والوصاية.

لقدذكرت في روايتك العديد من الأشياء غير الصحيحة عن جميع الخلفاء الأربعة: فانتقصت من الخلفاء الثلاثة الأوائل، وغاليت في علي حتي جعلته يتعبد مع الرسول صلي الله عليه وسلم في غار حراء؟؟!!! وهذه جديدة ليس علي فقط بل علي جميع المسلمين.

لقد قال سيدنا أبو بكر: (لقد وليت عليكم ولست بخيركم) فإن قال:

(وأنا بخيركم). لقلتم: (مدعٍ). وإن قال: (لست بخيركم). قلتم: لا يستحق البيعة؟؟؟

ولقد اتبع سيدنا أبو بكر أسس العدالة الإسلامية عندما قال: (فإن أحسنت فإعينوني وإن أسأت فقوموني).

أما سيدنا عمر الذي تقول عنه إنه جبان رعديد، فأنصحك أن تقرأ سيرته وخاصة طريقة هجرته إلي المدينة.

وأما سيدنا عثمان وقولكم أنه عيَّن الولاة من الأمويين، فإنه من المعروف أن

ص: 181

هؤلاء الولاة وأولهم معاوية وعمرو بن العاص، كانوا في الولاية من أيام سيدنا عمر ولقد أثبتا جدارتهما في الولاية والفتوحات الإسلامية: فلماذا يعزلهما؟؟

اسمح لي أن أقول أن: رسالتك كانت مليئة بالمغالطات، ولكن هذا ليس بيت القصيد الآن: بل المهم هو توضيح المغالطة الخطيرة فيما ذكرتموه عن التالي: أن الرسول صلي الله عليه وآله حسب رواياتكم كان يبحث عن أخ وخليفة ووصي بين بني هاشم ولكنهم رفضوا (لدرجة أن الرسول صلي الله عليه وآله كررها ثلاثاً) وأخيراً وافق علي علي ذلك (وهو صبي صغير لا يعرف معني الوصاية والخلافة) وعندها اختاره الرسول صلي الله عليه وآله أخاً وخليفة ووصياً؟؟؟ فأين النص علي علي بالوصاية والإمامة والخلافة... الي آخر ما تقدم من كلامه.

وكتب (فرات) بتاريخ 29-12-1999 – العاشرة والنصف ليلاً:

الأخ العزيز محمد إبراهيم أدامه الله. أرجو أن تتحملوا تطفلي علي هذا الموضوع. وأحب أن أبين بعض الملاحظات علي ما أوردته من اشكال علي ما أفاده الأخ خادم أهل البيت:

أولاً: إن هذا الحديث لم ينفرد به الشيعة، كما أردت أن توهمه عند قولك (حسب رواياتكم)! فقد أخرجه عدد كبير من أصحاب الحديث والتواريخ وصححه بعظهم مثل الطبري في تاريخه ج 2 ص 216، والامام أحمد في مسنده ج 1 ص 159، والنسائي في الخصائص ص 18، والكنجي الشافعي في الكفاية ص 89، وابن ابي الحديد في شرحه علي النهج ج 3 ص 255، وغيرهم كثير.

ثانياً: قوله: إن أمير المؤمنين كان صبياً صغيراً لايعرف معني الوصاية والخلافة، فكتب الحديث والتاريخ تدل علي أن أول من آمن بالنبي صلي الله عليه وآله وآزره هو علي عليه السلام، وكون عمره صغيراً لايقدح في كونه وصياً لرسول الله صلي الله عليه وآله

ص: 182

وخليفةً، وهو في هذا العمر لأنها منصب إلهي، والا كيف كان عيسي عليه السلام نبياً وهو في المهد؟!

الحديث واضح في الدلالة علي الوصاية والخلافة.

ثالثاً: كون النبي صلي الله عليه وآله عرضها علي بني هاشم فرفضوها وقبلها علي عليه السلام، فهذا كله من تدبير الله تعالي لأن منصب الخلافة والولاية منصب إلهي كما قلنا، والله تعالي هو الذي يختار الشخص المناسب لهذا المنصب، ففي ذلك أبلغ حجة علي بني هاشم في وجوب اتباع علي عليه السلام بعد الرسول صلي الله عليه وآله، وليست المسألة مسألة انتخابات والرسول بانتظار من يرشح نفسه كما يصور ذلك الأخ محمد ابراهيم!! فلا يرِد قوله إن ولاية علي قد جائت باختيار علي بعد الحاح وليس بالنص.

رابعاً: سوقه الاحتمالات في أنه إما أن الرواية غير صحيحة، أو أن القول بالنص علي ولاية علي غير صحيح.. كما بينا فإن الرواية صحيحة والنص علي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام صحيح، وليس هذا الحديث وحده يدل علي ذلك بل هناك الكثير كحديث الغدير والمنزلة وحديث (ولي كل مؤمن بعدي) وغيرها والسلام. انتهي.

ولم يجب أحد من المخالفين.

ص: 183

رد زعمهم أن أبابكر أفضل من علي علیه السلام

كتب (مشارك) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 3-12-1999، الثانية ظهراً، موضوعاً بعنوان (تفضيل أبي بكر علي علي رضي الله عنهما)، نقل فيه مقطعاً من كلام إمامه ابن تيمية، جاء فيه:

وسئل رحمه الله عن رجلين اختلفا فقال أحدهما: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضيالله عنهما أعلم وأفقه من علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقال الآخر: بل علي بن أبي طالب أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر.

فأي القولين أصوب؟ وهل هذان الحديثان، وهما قوله صلي الله عليه وسلم: أقضاكم علي. وقوله: أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها صحيحان؟ وإذا كانا صحيحين فهل فيهما دليل أن علياً أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين؟.

وإذا ادعي مدعٍ أن إجماع المسلمين علي أن علياً رضي الله عنه أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين، يكون محقاً أو مخطئاً؟.

فأجاب: الحمد لله، لم يقل أحد من علماء المسلمين المعتبرين أن علياً أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر ولا من أبي بكر وحده، ومدعي الإجماع علي ذلك من أجهل الناس وأكذبهم، بل ذكر غير واحد من العلماء إجماع العلماء علي أن أبا بكر الصديق أعلم من علي. منهم الإمام منصور بن عبد الجبار السمعاني المروذي أحد أئمة السنة من أصحاب الشافعي، ذكر في كتابه تقويم الأدلة علي الإمام، اجماع علماء السنة علي أن أبا بكر أعلم من علي، وما علمت أحد المشهورين ينازع في ذلك! كيف وأبو بكر الصديق كان بحضرة النبي صلي الله

ص: 184

عليه وسلم يفتي ويأمر وينهي ويقضي ويخطب، كما كان يفعل ذلك إذا خرج هو وأبو بكر يدعو الناس الي الاسلام لما هاجرا جميعاً، ويوم حنين، وغير ذلك من المشاهد! والنبي صلي الله عليه وسلم ساكت يقره علي ذلك ويرضي بما يقول، ولم تكن هذه المرتبة لغيره. وكان النبي صلي الله عليه وسلم في مشاورته لأهل العلم والفقه والرأي من أصحابه يقدم في الشوري أبا بكر وعمر فهما اللذان يتقدمان في الكلام والعلم بحضرة الرسول عليه السلام علي سائر أصحابه، مثل قصة مشاورته في أسري بدر أول من تكلم في ذلك أبو بكر وعمر، وكذلك غير ذلك.

وقد روي في الحديث أنه قال لهما: إذا اتفقتما علي أمر لم أخالفكما، ولهذا كان قولهما حجة في أحد قولي العلماء، وهو إحدي الروايتين عن أحمد، وهذا بخلاف قول عثمان وعلي.

وفي السنن عنه أنه قال: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، ولم يجعل هذا لغيرهما. بل ثبت عنه أنه قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة. فأمر باتباع سنة الخلفاء الراشدين، وهذا يتناول الأئمة الأربعة، وخص أبا بكر وعمر بالاقتداء بهما. ومرتبة المقتدي به في أفعاله، وفيما سنّه للمسلمين فوق سنة المتبع فيما سنه فقط...

وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر. وفي الصحيحين عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: رأيت كأني أتيت بقدح لبن فشربت حتي أني لأري الري يخرج من أظفاري. ثم ناولت فضلي عمر. فقالوا: ما أوّلته يا رسول

ص: 185

الله؟ قال: العلم. وفي الترمذي وغيره أنه قال: لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.

وأيضاً فإن الصديق استخلفه النبي صلي الله عليه وسلم علي الصلاة التي هي عمود الإسلام، وعلي إقامة المناسك التي ليس في مسائل العبادات أشكل منها، وأقام المناسك قبل أن يحج النبي صلي الله عليه وسلم، فنادي أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. فأردفه بعلي بن أبي طالب لينبذ العهد الي المشركين، فلما لحقه قال: أمير أو مأمور؟ قال: بل مأمور، فأمر أبا بكر علي علي بن أبي طالب. وكان علي ممن أمره النبي صلي الله عليه وسلم أن يسمع ويطيع في الحج وأحكام المسافرين، وغير ذلك لأبي بكر. وكان هذا بعد غزوة تبوك التي إستخلف علياً فيها علي المدينة ولم يكن بقي بالمدينة من الرجال إلا منافق أو معذور أو مذنب. فلحقه علي فقال: أتخلِّفني مع النساء والصبيان. فقال: أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي. بين بذلك أن استخلاف علي علي المدينة لا يقتضي نقص المرتبة فإن موسي قد استخلف هارون. وكان النبي صلي الله عليه وسلم دائماً يستخلف رجالاً لكن كان يكون بها رجال، وعام تبوك خرج النبي صلي الله عليه وسلم بجميع المسلمين، ولم يأذن لأحد في التخلف عن الغزاة، لأن العدو كان شديداً والسفر بعيداً..... وأيضاً فعلي بن أبي طالب تعلم من أبي بكر بعض السنة، بخلاف أبي بكر فإنه لم يتعلم من علي بن أبي طالب. كما في الحديث المشهور الذي في السنن حديث صلاة التوبة: عن علي قال: كنت إذا سمعت من النبي صلي الله عليه وسلم حديثاً ينفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، فإذا حدثني غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته...

وأما قوله: أقضاكم علي. فلم يروه أحد من أهل الكتاب الستة، ولا أهل المسانيد المشهورة، لا أحمد ولا غيره بإسناد صحيح ولا ضعيف. وإنما يروي

ص: 186

من طريق من هو معروف بالكذب، ولكن قال عمر بن الخطاب: أبي بكر (كذا) أقرؤنا وعلي أقضانا، وهذا ما قاله بعد موت أبي بكر...

وأما حديث: أنا مدينة العلم. فأضعف وأوهي، ولهذا إنما يعد في الموضوعات المكذوبات، وإن كان الترمذي قد رواه. ولهذا ذكره الجوزي في الموضوعات وبين أنه موضوع من سائر طرقه. والكذب يعرف من نفس متنه لا يحتاج الي النظر في إسناده، فإن النبي صلي الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم، لم يكن لهذه المدينة إلا باب واحد، ولا يجوز أن يكون المبلغ عنه واحداً، بل يجب أن يكون المبلغ عنه أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب...

وهذا الحديث إنما افتراه زنديق أو جاهل ظنه مدحاً وهو مطرق الزنادقة الي القدح في علم الدين إذا لم يبلغه الا واحد من الصحابة.

ثم إن هذا خلاف المعلوم بالتواتر فإن جميع مدائن المسلمين بلغهم العلم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من غير طريق علي رضي الله عنه، أما أهل المدينة ومكة فالأمر فيهم ظاهر. وكذلك أهل الشام والبصرة، فإن هؤلاء لم يكونوا يروون عن علي إلا شيئاً قليلاً، وإنما غالب علمه كان في أهل الكوفة، ومع هذا فقد كانوا تعلموا القرآن والسنة قبل أن يتولي عثمان فضلاً عن خلافة علي، وكان أفقه أهل المدينة وأعلمهم تعلموا الدين في خلافة عمر. وقبل ذلك لم يتعلم منهم من علي شيئاً إلا من تعلم منه لما كان باليمن، كما تعلموا حينئذ من معاذ بن جبل، وكان مقام معاذ بن جبل في أهل اليمن وتعليمه لهم أكثر من مقام علي وتعليمه، ولهذا روي أهل اليمن عن معاذ أكثر مما رووه عن علي. وشريح وغيره من أكابر التابعين انما تفقهوا علي معاذ. ولما قدم علي الكوفة كان شريح قاضياً فيها قبل ذلك، وعلي وجد علي القضاء في خلافته شريحاً

ص: 187

وعبيدة السلماني، وكلاهما تفقه علي غيره.

فإذا كان علم الإسلام انتشر في مدائن الاسلام بالحجاز والشام واليمن والعراق وخراسان ومصر والمغرب قبل أن يقدم الي الكوفة، ولما صار الي الكوفة عامة ما بلغه من العلم بلغه غيره من الصحابة، ولم يختص علي بتبلغ شئ من العلم إلا وقد اختص غيره بما هو أكثر منه، فالتبليغ العام الحاصل بالولاية حصل لأبي بكر وعمر وعثمان منه أكثر مما حصل لعلي.

وأما الخاص فابن عباس كان أكثر فتياً منه، وأبو هريرة أكثر رواية منه. وعلي أعلم منهما، كما أن أبا بكر وعمر وعثمان أعلم منهما أيضاً. فإن الخلفاء الراشدين قاموا من تبليغ العلم العام بما كان الناس أحوج إليه مما بلغنه من بلغ بعض العلم الخاص. وأما ما يرويه أهل الكذب والجهل من اختصاص علي بعلم انفرد به عن الصحابة، فكله باطل... الخ.

فكتب (قادر)، الثالثة ظهراً:

أخي: تستدل بروايات من طريقكم! والمفروض يكون من طريق الخصم..

والفضل ما شهدت به الأعداء.

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 4-12-1999، الواحدة صباحاً:

لماذا لم تقل قال: ابن تيمية يا مشارك؟!! ولكن مع ذلك سأجيبك عن كل نقطة بموضوع منفرد. ولكن هنا سأقول لك شئ واحد (كذا):

أنت تقول: هو وأبو بكر يدعو الناس الي الاسلام، ولما هاجرا جميعاً ويوم حنين وغير ذلك من المشاهد.

ويوم حنين!! يا مشارك، قل لإمامك الذي كتب هذا: ألم يكن أبو بكر مع الهاربين يوم حنين؟ ألم يترك الرسول صلي الله عليه وآله للموت؟! لقد روت السنة قبل

ص: 188

الشيعة فراره في المواقف. ولكن سيأتيك التفصيل إنشاء الله.

وكتب (مدقق)، الرابعة صباحاً:

أما بالنسبة لأبي بكر وعمر، وللكلام الذي نقلته عن المجهول. فإليك الرد:

تقول: (وكيف وأبو بكر الصديق كان بحضرة النبي صلي الله عليه وسلم يفتي ويأمر وينهي ويقضي). سبحان الله مِن كذب واضح وضح النهار، فكيف يقضي في حضرة رسول الله (صلی الله علیه و آله)، والرسول (صلی الله علیه و آله) هو القاضي، وهو الفاصل في أمور المسلمين إذا كان موجوداً؟!

وأين هذا القول من الحديث الصحيح الذي نقل في كتبكم والذي يبين أن الرسول (صلی الله علیه و آله) عارض أقواله وما قضي به؟!! يقول الحديث في صحيح البخاري: حدثنا يسرة بن صفوان بن جميا اللخمي، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي ملكية قال: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، رفعا أصواتهما عند النبي صلي الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع: لا أحفظ اسمه، فقال: أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم) الآية. قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتي يستفهمه. ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر.

وهذه آية نزلت تضرب في أبي بكر وعمر. وأين ذلك من علمه بالقضاء؟! والآية تؤكد أن الله هو الذي رد عليهم، والرسول (صلی الله علیه و آله) مع الله.

وكيف نأخذ بسنة الخلفاء وهم يعارضون بعضهم البعض؟!

وإليك الآية الأخري التي نزلت في أبي بكر وعمر، كلها تضرب بآرائهم

ص: 189

وأساليبهم في حضرة الرسول: حدثني إبراهيم بن موسي: حدثنا هشام بن يوسف: إن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي ملكية: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: أنه قدم ركب من بني تميم علي النبي صلي الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة، قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، قال أبوبكر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتي ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا… البخاري.

فهذا موقف آخر ورد آخر من الله أيضاً علي تصرفاتهم وسوء أدبهم عند رسول الله (صلی الله علیه و آله). فأين هم من القضاء يا تري؟!

وأما في حديث العشاء الذي لم يذكره بالتفصيل فها هو: حدثني محمد بن المثني: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي عثمان: قال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما: جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له، فأمسي عند النبي صلي الله عليه وسلم، فلما جاء، قالت أمي: احتبست عن ضيفك أو أضيافك الليلة، قال: ما عشيتهم؟ فقالت: عرضنا عليه أو عليهم فأبوا أو فأبي، فغضب أبو بكر، فسب وجدع، وحلف لا يطعمه، فاختبأت أنا، فقال يا غنثر، فحلفت المرأة لا نطعمه حتي يطعمه، فحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعمه أو يطعموه حتي يطعمه، فقال أبو بكر: كأن هذه من الشيطان، فدعا بالطعام، فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ فقالت: وقرة عيني، إنها الآن لأكثر قبل أن نأكل، فأكلوا، وبعث بها إلي النبي صلي الله عليه وسلم، فذكر أنه أكل منها. البخاري.

أنظروا كيف أن أبو بكر يحلف ثم يترك حلفه ويقول هو من الشيطان، وكيف يسب. وأين هذا من علمه بالقضاء؟ وأين هذا من الكفارات في

ص: 190

الحلف؟

وفي قضية عمر فها هو يقول بقتل حاطب وهو ممن شهد بدر، ورسول الله يعارضه: قال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: (إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع علي أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). البخاري.

وفي قضية أخري حصلت بين المهاجرين والأنصار: فقام عمر فقال: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: (دعه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه). البخاري.

وأين أنت من حديث رزية يوم الخميس الذي كان فيه عمر معارضاً لقول رسول الله؟ أهذا الذي تدعون علمه؟ حدثنا يحيي بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي صلي الله عليه وسلم وجعه قال: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده). قال عمر: إن النبي صلي الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغط، قال: (قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع). فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين كتابه. البخاري.

وأين إقرار الرسول (صلی الله علیه و آله) بكلام عمر، هل نستدل بذلك علي طرده له مع المعارضين الذين صنعهم عمر؟!

وأين فقهه وعلمه من قول الله: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)؟

وأين قضاء عمر في الجنابة؟ فاقرأ الحديث في صحيح مسلم: حدثني

ص: 191

عبدالله بن هاشم العبدي، حدثنا يحيي (يعني ابن سعيد القطان) عن شعبة قال: حدثني الحكم عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزي، عن أبيه، أن رجلاً أتي عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء. فقال: لا تصلّ. فقال عمار: أما تذكر، يا أمير المؤمنين! إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا. فلم نجد ماء. فأما أنت فلم تصلّ. وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض. ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك. فقال عمر: اتق الله يا عمار! قال: إن شئت لم أحدث به. قال الحكم: وحدثنيه ابن عبدالرحمن بن أبزي عن أبيه، مثل حديث ذر. قال: وحدثني سلمة عن ذر، في هذا الإسناد الذي ذكر الحكم. فقال عمر: نوليك ما توليت. (مسلم).

هذا هو قضاء عمر!! فهو لا يعرف حتي أبسط الأمور مثل التيمم، في أيام رسول الله، وحتي بعد وفاته (صلی الله علیه و آله). فأين علمه الذي مصه من إصبع رسول الله؟! فأين موافقة الرسول (صلی الله علیه و آله) لأبي بكر وعمر؟!!

ولا تنسي (كذا) أن هذه الأحاديث من صحيح البخاري وصحيح مسلم، فلا تقدر علي ردها مهما حاولت.

وأما علم أمير المؤمنين علي (علیه السلام) فهذا أتركه للإخوة حتي يأتوك بالعشرات من المصادر، والتي هي من كتب أهل السنة.

وكتب (مشارك) بتاريخ 5-12-1999، الثامنة مساءً:

ما أشد جهلكم بكتاب الله يا إمامية. يقول تعالي (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان)، فما معني هذا يا مدقق؟

وكتب (مالك الأشتر)، العاشرة ليلاً:

بل ما أشد عنادكم علي الباطل. تركت كل الردود وذهبت لليمين؟

ص: 192

وأما أنت يا مدقق، فسلام عليك ورحم الله والديك.

قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربي.

وكتب (مشارك) بتاريخ 6-12-1999، السادسة صباحاً:

لا جواب إذن علي القضية الأولي يا مالك، ولاحجة لديكم ننتقل للقضية الثانية. تقول يا مدقق (تقول: وكيف وأبو بكر الصديق كان بحضرة النبي صلي الله عليه وسلم يفتي ويأمر وينهي ويقضي. سبحان الله من كذب واضح وضح النهار...

ونقول لكم: ها قد ألقمتم الحجة يا إمامية نعم هذه الآيات نزلت في أبي بكر وعمر، وقد شهد الله لهم فيها بالايمان: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) فهم مؤمنون. وقد قال الله في أصحاب الشجرة: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) وقد قال صلي الله عليه وسلم: (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة). فإذن بشهادتكم وبما تحتجون به علينا، فأبو بكر وعمر في الجنة، فأرونا جوابكم يا إمامية.

وكتب (مدقق)، السابعة صباحاً:

الحمد لله الذي لم تقدر علي رد الأحاديث، وكل ما أتي به ابن تيمية ليس إلا حلما من أحلامه. ولم يقل أحداً أنهم ليسوا بمؤمنين، والإيمان درجات، وقد يكونون بأقل الدرجات، وإليك آية يذكر الله فيها المؤمنين ويهددهم بعذاب أليم، فإذا كان أولئك من هؤلاء فلا مشكلة عندي فتفضل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَي الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ. إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شيئاً وَاللّهُ عَلَي كُلِّ شئ قَدِيرٌ)،

ص: 193

فهذا تهديد صريح للمؤمنين، كما أن الآية لم يذكرها بكاملها البخاري، فتفضل:

يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. فربما حبطت أعمالهما كلها وهم لا يشعرون. وقد خرجنا عن الموضوع الذي يتكلم فيه عن أفضلية أبو بكر، والموضوع ليس في إيمانه. والسلام.

وكتب (الفاطمي)، الثالثة ظهراً:

مساك الله بالخير مشارك. إشلونك وإشلون التمزق معاك. لا تزعل.

هربت من هجر عندما لم تستطع الإجابة. وهنا صايدك المدقق ومالك الاشتر. الأفضل تعتزل وتتقاعد أحسن لك من هالتهرب. عموماً الأسئلة موجودة وأثبت للجميع إنك لا تفر.

ويا أخي المدقق: إشوي إشوي عليه، فيه تمزق وانفصام في الشخصية من كثرة الهروب والتنحش والتفحش. وتري عنده تاج ونجمة (مقدم ركن في التهرب والتنحش والتفحش).

وكتب (مشارك)، التاسعة مساءً:

يا مدقق: لقد رددت علي موضوعي ببعض الأحاديث، وأوردت لك بعض المتعلقات بها، فإما أن تكون أهلاً للنقاش فناقش، وإلا فسأتجاهلك كما أتجاهل سفهاء قومك.. أردت أن أبدأ معك في إثبات قضية الايمان أولاً، لاثبات قضية الأفضلية. ثانياً فهل عندك اعتراض علي إثبات الايمان؟

وكتب (الفاطمي) بتاريخ 7-12-1999، الواحدة ظهراً:

ص: 194

أخي المدقق السلام عليكم. هذا طبعه ومنتهاه،، أحسن ما يجيد فن الهروب والمراوغة،، وإذا انحشر يتفحش بالقول، وبعدها يتمسكن!

وأيضاً يجيد تغيير المواضيع وتشعيبها! ويحب أن يبدأ هو الموضوع اللي يعجبه، إحشره وأنا أخيك يا بعد خي.

وعلي فكرة: معاوية وابن تيمية عند المشارك أفضل من رسول الله صلي الله عليه وآله، ومن علي عليه السلام، وهو يدري لماذا قلت بذلك؟؟

واسأله يا مدقق عن صحة قولي هذا؟؟ والسلام عليك أخي العزيز.

ويالمشارك،، شوف كلامك وشوف كلامي، وبعدين قرر من هو السفيه؟؟ أكمل ردك!!

وكتب (مدقق)، الثانية ظهراً:

أخي الكريم مشارك: أقول لك كلمة تحفظها وتعيها، عندما رددت عليك رددت علي الموضوع الذي طرحته في الأصل، وأصل الموضوع كان في تفضيل أبو بكر (كذا) علي علي (علیه السلام)، وكانت لديك استدلالات كثيرة وفندت واحدة منها بشكل قطعي يستحيل ردها، وكان مطلبي هو تبيان زيف رأي ابن تيمية الذي عرضته، وتم. وباقي النقاط تكفل بها المؤمنون علي المنتدي.

وأما عن افتتاح موضوع آخر حول إيمان أبو بكر (كذا) فافتح الموضوع، وأنا إن شئت (بعد مشيئة الله) رددت عليك، وإن لم أشأ لم أرد عليك.

وكتب (مشارك)، السابعة مساءً:

لا تستدل بما يكون حجة عليك يا مدقق.

وكتب (فرزدق) بتاريخ 8-12-1999، الثامنة صباحاً:

ص: 195

خلاصة الجواب في رد كلامك يا مشارك: ففي تفسير قوله تعالي: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله …هناك عدّة أقوال وقد ذكر جملة منها الرازي في تفسيره الكبير ومنها قوله: (وثانيها: أن الخطاب مع المنافقين، والتقدير: يا أيها أيها الذين آمَنوا باللسان آمِنوا بالقلب، ويتأكد هذا بقوله تعالي: مِن الذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمِن قلوبُهم..

وثالثها: أنه خطاب مع الذين آمنوا وجه النهار وكفروا آخره، والتقدير: يا أيها الذين آمَنوا وجه النهار آمِنوا آخره.

ورابعها: أنه خطاب للمشركين تقديره: يا أيّها الذين آمنوا باللات والعُزي آمنوا بالله … الي آخر كلامه)، تفسير الرازي:11- 12 /60!!!

وبذلك يتضح أن لفظ الإيمان في القرآن لايُحمل فقط علي الإيمان بالمعني الأخص وإنما يمكن حمله علي الإيمان بالمعني الأعم، وهو الاسلام، بل يمكن حمله علي الإيمان اللساني مع الكفر القلبي كما اتضح.. ولا يخفي بأن القرائن المقالية والمقامية هي التي تُحدد المراد من اللفظة، وهي هنا صارفة للمعني الأول من الإيمان، أي المعني الأخص، بلا شك، كما هو مفاد ذيل الآية: أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون.. وإنما قلنا بذلك، لأن من أهم صفات المؤمنين هي التسليم المطلق بكل ما جاء به النبي صلي الله عليه وآله من عند ربه، وأما الاعتراض والرّد والاتهام بالهجر ورفع الصوت بمحضره، وغيرها، وغيرها من الصفات التي كان يتصف بها من نزلت في حقهم الآية، عندكم، فليست هي صفات المؤمنين..

وللتدليل علي ما نقول لاحظ قوله تعالي: فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكّموك فيما شجَرَ بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرَجاً ممّا قضيت ويُسلّموا

ص: 196

تسليماً..

تأمّل في (فلا وربك لايؤمنون) وهو قسم مغلّظ، وفي (في أنفسهم) أي ليس في ظاهر حالهم، وإن كان ظاهر الحال مطلوباً أيضاً، بل في باطن قلوبهم وواقع أنفسهم، وأيضا تأمّل في (ويسلّموا تسليماً) أي من دون أي اعتراض، بل تسليم مطلق وطاعة عمياء، إن صح التعبير، فهل كان أصحاب الآية هكذا؟! والجواب معروف عند الجميع، والشواهد عليه كثيرة!!

وأما لو حملنا المراد من الآية علي الإيمان بالمعني الأعم، أي الأسلام وهو ما يُرجحه الأغلب، فإن هذا لاينفعك في شئ، لأن حالهم سيكون حال غيرهم من المسلمين بهذا المعني والذي يدخل فيه حتي الأعراب اللذين هم أشدّ كفراً ونفاقاً.. قالت الأعرابُ آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم.. ولا مُخرج لهم عن ذلك إلاّ بقرائن خارجية، نمتلكُ، من خلال مصادركم، مُعارضاتِها ومُسقطاتها.. فافهم وتأمّل جيّداً.. ولا تغترّ بصيد عُصفور فقد أتيناك بصيد جَزور.. والسلام علي من اتبع الهدي …

رد زعمهم أن أبابكر أعلم من علي علیه السلام

وكتب (مالك الأشتر) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 4-12-99الثالثة والنصف عصراً، موضوعاً بعنوان (مشارك يتبع ابن تيمية ويقول إن ابابكر وعمر أعلم من علي عليه السلام)، قال فيه:

الشيخ مشارك يتبع ابن تيمية في كتابه ج 4 ص 136 ويقول إن أبابكر وعمر اعلم من علي عليه السلام!! فابن تيمية يقول: علم كل ذي حظ من العلم إن الذي كان

ص: 197

عند ابي بكر من العلم أضعاف ما كان عند علي منه. ثم يقول علم كل ذي حس علماً ضرورياً أن الذي كان عند عمر من العلم أضعاف ماكان عند علي من العلم. الي أن قال: فبطل قول هذه الوقاح الجهال، فإن عاندنا معاند في هذا الباب جاهل أو قليل الحياء لاح كذبه وجهله... انتهي.

فلنعرف الآن من هو الكذاب الجاهل والقليل الحياء و… اليآخره. وإليكم أيها الأعزاء أقوال النبي الأعظم صلي الله عليه وآله في علم علي عليه السلام: قال رسول الله لفاطمة صلي الله عليهما وآلهما: زوجتك خير أمتي أعلمهم علماً وأفضلهم حلماً وأولهم سلماً. أخرجه الخطيب في المتفق، السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه:6 /398

2 - إنه لأول أصحابي إسلاماً، أو أقدم أمتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً. مسند أحمد:5 /26 - الاستيعاب:3 /36 - الرياض النضرة:2 /194 - مجمع الزوائد:9 /101و114 بطريقين صحح أحدهما ووثق الآخر.

والمرقاة في شرح المشكاة:5 /569. كنزالعمال:6 /153. السيرة الحلبية:1/285. سيرة زيني دحلان:1/188.

3 - أعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب. أخرجه الديلمي عن سلمان، وذكره الخوارزمي في المناقب ص 49 _ ومقتل الحسين:1/43 _ والمتقي الهندي في كنز العمال:6 /153.

4 - علي وعاء علمي ووصيي وبابي الذي أوتي منه. شمس الأخبار ص 39كفاية الكنجي ص 70 و93.

5 - علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي. (أخرجه الديلمي عن ابي ذر كما في كنز العمال ج 6 ص 156 - كشف الخفاء ج1 ص204)

ص: 198

6 - علي عيبة علمي. (الجامع الصغير وجمع الجوامع له كما في ترتيبه: 6 /153. شرح العزيزي:2 /417.حاشية شرح العزيزي للحفني:2 /417. مصباح الظلام:2/ 56

7 - قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً. (حلية الأولياء:1 /65. أسني المطالب للحافظ الجزري/ 14).

8 – وكان صلي الله عليه وآله يقول لما كان يقضي علي ع في حياته: الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت. (أحمد في المناقب. محب الدين الطبري في الرياض: 2 / 194).

9 - وكان يقول إن علياً باب مدينة علمه أو حكمته كما رواه الكثير من الحفاظ: (وصححه الحاكم والطبري وابن معين والخطيب والسيوطي وغيرهم.

هذه بعض أقوال رسول الله صلي الله عليه وآله. وأما أقوال الصحابة فإليكم هذه: قالت عائشة: علي أعلم الناس بالسنة. (الأستيعاب:3/40 هامش الأصابة. الرياض النضرة:2 /193 مناقب الخوارزمي ص54، الصواعق ص 76. تاريخ الخلفاء ص 115)

2 - عمر يقول: لولا علي لهلك عمر. (تذكرة السبط، وغيره كثير)

3 - عمر يقول: لا أبقاني الله بأرض لست فيها أبا الحسن. (تذكرة السبط 87. مناقب الخوارزمي ص 60)

4 - اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب. (الرياض النضرة: 2/197 تذكرة ابن الجوزي ص 88. فيض القدير:4/357. مناقب الخوارزمي).

5 - يقول: أعوذ بالله ان أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن. (الرياض النضرة ص 197 وكنز العمال:2 / 352).

ص: 199

وأقوال عمر في هذه ملئت كتب السير والحديث والمناقب. ولما بلغ معاوية قتل علي عليه السلام وقال: لقد ذهب الفقه والعلم بموت إبن أبي طالب. (أخرجه ابو الحجاج البلوي في كتابه (ألف باء): 1 / 222))

قول ابن عباس (رضی الله عنه): والله أعطي علي بن ابي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر. (الاستيعاب:3 /40. الرياض:2 / 194. مطالب السؤل ص 30). وقال: علمي وعلم أصحاب محمد (صلی الله علیه و آله) في علم علي (علیه السلام) إلا كقطرة في سبعة أبحر.

وقال: العلم ستة أسداس، لعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس، ولقد شاركنا في السدس حتي لهو أعلم به منا. مناقب الخوارزمي ص55. فرائد السمطين الباب 68 بطريقين.

وقال الصحابي ابن مسعود: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً، وعلي أعلمهم بالواحد منها. كنز العمال:5 / 156، 401، نقلاً عن غير واحد من الحفاظ.

وقال: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن ابي طالب. الاستيعاب:3 / 41. الرياض:2 / 194.

وقال: إن القرآن نزل علي سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن. مفتاح السعادة:1 /400

وسئل عطاء: أكان في أصحاب محمد أحد أعلم من علي؟

قال: لا والله، ما أعلم. الاستيعاب: 3 /40. الرياض النضرة:2 م 194. الف باء:1 / 222 - في الفتوحات الاسلامية:2 م 337.

وهناك كثير من الأدلة لمن يريد المزيد..

ص: 200

ونختم هنا بقول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:

والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه، فمن أحق به مني. خصائص النسائي ص 81. مستدرك الحاكم: 3 / 126 صححه، وصححه الذهبي. وسنفرد موضوعاً في علم أبي بكر، وموضوعاً في علم عمر، إنشاء الله، لأجل عيني الشيخ مشارك، والسلام لمن أراد الحق ولمن وجد الحق وأتبعه.

فكتب (الفاطمي) بتاريخ 4-12-1999، الرابعة عصراً:

أخي العزيز مالك الأشتر. وفقك الله وجعله ذخراً لك في الآخرة، وعسي الله أن يديم عليكم الصحة والعافية.

ولأي الأمور تدفن ليلاً بضعة المصطفي ويعفي ثراها؟؟

وكتب (عمار) بتاريخ 4-12-1999، الخامسة عصراً:

كيف يكون ذلك، وعمر بنفسه قال: (ألهاني الصفق في الاسواق) واعترف به؟ كيف ذلك، وقد جلبوا له أصغر القوم ليشهد عليه بخصوص مسألة الاستئذان؟ كيف ذلك، وعمر لا يعرف ما قرأ الرسول صلي الله عليه وآله في صلاة العيد؟ كيف ذلك، وعمر يجهل التيمم ويأمر بترك الصلاة، لولا عمار بن ياسر رضي الله عنه؟ كيف ذلك، وعمر يريد أن يرجم المجنونة؟ كيف ذلك، وعمر يقول أمر الله (في الهروب في معركة حنين)! متي أمر الله بترك الرسول يواجه الكفار وحده؟ كيف ذلك، وهو يقول حسبكم كتاب الله ويحرق السنة ويمنع الصحابة من نشر سنة المصطفي؟ كيف ذلك، وعمر يحرم المتعتين؟ كيف ذلك، وهو يخالف سنة الرسول في المؤلفة قلوبهم؟ كيف ذلك، وفي صلح الحديبية يشكك بالرسول ويقول لذلك فعلت ما فعلت وخاف أن يكون قرآنٌ قد نزل به؟!!

ص: 201

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 4-12-1999، الثامنة مساءً:

الفاطمي وعمار، السلام عليكم. وفقكم الله لنصرة دينه.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 4-12-1999، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

يقول الله تعالي عن بني إسرائيل: ولقد اخترناهم علي علم علي العالمين، فهل يعني ذلك أنهم أفضل من جميع الأمم ومن أمة محمد صلي الله عليه وسلم؟!

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 5-12-1999، الواحدة صباحاً:

هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟

وإليك هذه المصادر في رجوع بعض الصحابة لعلي عليه السلام في العلم مثل عائشة وابن عمر:

في صحيح مسلم في كتاب الطهارة، في باب التوصيف في المسح علي الخفين، سنن النسائي:1/32، سنن ابن ماجة ص 42، مسند أحمد:1/96، 100، 113، 117، 133، 146، 149، 210 و6/110، مسند الطيالسي: 1/15، سنن البيهقي: 1/272 و: 5/149، 277، حلية الأولياء: 1/83، تاريخ بغداد: 11/246، معاني الآثار في كتاب الطهارة ص 49، مسند أبو حنيفة: 5/129؛ كنز العمال: 5/147، فتح الباري: 16/168.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 6-12-1999، الحادية عشرة صباحاً:

كم من العلماء يرجعون إلي من هو دونهم في العلم في بعض المسائل، ولا يعني ذلمك أنهم أقل منهم علماً، وعلي حين بعث النبي صلي الله عليه وسلم كان طفلاً بينما كان أبو بكر رجلاً، كما أن أبا بكر أكثر ملازمة للنبي صلي الله عليه وسلم من علي، فليس مستغرباً أن يحصل من العلم أكثر من علي، فالواقع دال علي ذلك. ورضي الله عن الصحابة أجمعين.

ص: 202

وكتب (عبدالحسين البصري) بتاريخ 6-12-1999، الثانية عشرة والنصف ظهراً:

لِمَ هذا العناد يا محب السنة؟! أبو بكر أكثر ملازمةً للنبي!!!!!!!!!! كيف؟ وعلي الذي هو ربيب رسول الله صلي الله عليه وآله وزوج البتول عليها السلام، وبعد ما جاء فيه ما جاء مما لا يحصي وقد روته كتبكم مع شدة المحن التي تعرض لها هؤلاء الرواة وبغض بعض أصحاب الصحاح والسنن وأصحاب الجرح والتعديل إن كانوا فعلا أصحاب جرح وتعديل مع أن قسم كبير منهم من النواصب! مع هذا كله يقال هذا: أن أبا بكر أكثر ملازمة!!!!!

ثم ألا يعني الرجوع في بعض المسائل للأعلم جهلاً؟! وأيُّ مسائل؟! التي تتعلق بالأمور التي تُبتلي فيها الأمة!!! أنظر إلي عجز أبا بكر (كذا) في تفسير الكلالة!! وأنظر إلي ما حكم في إرث فاطمة عليها السلام، وتراجعه وتخبطه في الأمر وأيُّ أمر؟ الإرث!!! وأنظر إلي أحكام وفتاوي عمر في الفروج والدماء وغيره مما ذكرته كتبكم!

أمثل الجاهل بمثل هذه الأحكام يقال له عالماً (كذا)؟!! فضلاً عن أن يتولي خلافة رسول الله صلي الله عليه وآله ويسوس الناس!! (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَي فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)!!

ولدي سؤال: هل رجع أمير المؤمنين علي عليه السلام إلي هؤلاء وأمثالهم في أمور الفتوي؟ وهل تعرف بما أجاب الخمسة المجتمعون عندما عرضوا عليه أن يحكم بكتاب الله وسنة أبي بكر وعمر؟ لقد رفض وأجاب: أعمل بكتاب الله ورأيي أو اجتهادي. هذا هو أمير المؤمنين علي عليه السلام. وصدق حين قال: (فيا لله وللشوري متي اعترضَ الريبُ فيَّ مع الأول منهم حتي صرتُ أُقرنُ إلي مثل

ص: 203

النظائر! لكنني أسففت إذ أسفُّوا، وطرت إذ طاروا، فصغي رجلٌ منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن، إلي أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع...)

اللهم ثبتنا علي ولاية سيدي ومولاي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

اللهم ثبتنا علي ولاية محمد وآل محمد. اللهم آمين يا رب العالمين.

وكتب (المشارك) بتاريخ 6-12-1999، التاسعة مساءً:

رُدَّ عليَّ في موضوعي يا أشتر ولا تتهرب:

http://www.shialink.org/muntada/Forum2/HTML/000563.html

وكتب (فرزدق) بتاريخ 6-12-1999، العاشرة ليلاً:

وكما قال الأخ العزيز البصري: هل رجع أمير المؤمنين علي عليه السلام إلي هؤلاء وأمثالهم في أمور الفتوي؟؟؟

ورحم الله الخليل بن أحمد الفراهيدي حين سُئل عن دليل أفضليّة الأمير علي غيره فقال: استغناؤه عن الكل، واحتياج الكل إليه، دليل علي أنه أفضل الكل.. والسلام علي من اتبع الهدي...

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 8-12-1999، الخامسة عصراً:

أما تقرأ العنوان يا شيخ مشارك؟

أو هي هذه عادتك لكل هروب عذر (تكتيكي)؟!!

ثم كتب (مالك الأشتر) بتاريخ 27-12-1999، الواحدة ظهراً:

كنز العمال:1 / 274 قال:

عن ابراهيم التيمي قال سئل ابو بكر عن الأبّ ماهو، في قوله تعالي: وفاكهة وأبّا، في سورة عبس. فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في

ص: 204

كتاب الله ما لا أعلم. قال أخرجه ابو عبيدة وابن أبي شيبة وعبد ابن عيد. انتهي!!!

حديث سورة براءة بين علي و أبي بكر

وكتب (عزام) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 7-12- 1999 الخامسة مساءً، موضوعاً بعنوان (حديث البراءة بين علي عليه السلام وأبي بكر)، قال فيه:

إن الذي يدمي القلب ويجعله يعتصر ألماً أن تسلب حقوق أهل البيت عليهم السلام وتنكر، ومما يزيد الطين بلة أن تؤخذ فضائلهم وتنسب لغيرهم (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) البقرة: 79. ولا نقول لهم إلا أنهم منافقون كما ورد في صحيح مسلم عن الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو يخاطب علياًّ عليه السلام: (لا يبغضك إلا منافق).

فعندما أنزلت سورة براءة أمر الرسول صلي الله عليه وآله أبا بكر أن يبلغ آيات من هذه السورة إلي مكة، وعندما توكه إلي مكة نزل جبرائيل عليه السلام من عند الله: لن يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك، فبعث رسول الله صلي الله عليه وآله علياً عليه السلام علي ناقته العضباء أو الجدعاء أثره فلحقه علي عليه السلام في العرج أو في مكان آخر حسب الروايات، وأخذ الكتاب منه وحج وبلغ وأذن وهذا ما أخرجه كثير من الأئمة والحفاظ من أهل السنة والحديث بجمع يحصل التواتر بأقل منه، فقد نقله نيفٌ وسبعون حافظاً ومفسراً.

ومع العلم أن أسانيد هؤلاء ترجع إلي جمع من الصحابة الأولين. ويأتي أحد

ص: 205

الذين طبع علي قلوبهم (ابن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية ج 7 بعد ذكره للحديث، ويقول: إن هذا الحديث فيه نكارة من وجعة أمره برد الصديق فإن الصديق لم يرجع بل كان هو أمير الحج... الخ).

نحن لو عرضنا كل حديث علي أهوائنا وأنفسنا لما سلم لنا حديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله، فلا يجدر بنا عند عدم ميلنا إليحديث ما أن نقول: هذا بعيد الصدور من النبي، أفنحن نعلم الله سبحانه وتعالي ورسوله. فلم يكن كلام هذا المبغض سوي مغلطة وجدلاً لا طائل من الخوض معه والرد عليه، وقد راح ضحيته الكثير. انتهي.

ولم يجب علي هذا الموضوع أحد من المخالفين!!

ص: 206

علي أحق أن يتبع

كتب (التلميذ) في شبكة هجر الثقافية، بتاريخ 11-12- 1999، موضوعاً بعنوان (علي أحق أن يتبع)، قال فيه:

روي أبو يعلي في مسنده ج 2 ص 318، بسنده عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال: (كنا عند بيت النبي صلي الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار فخرج علينا فقال ألا أخبركم بخياركم. قالوا: بلي. قال: خياركم الموفون المطيبون إن الله يحب الخفي التقي. قال: ومرّ علي بن أبي طالب. فقال: الحق مع ذا الحق مع ذا). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ج 7 ص 235 بعد أن ذكر الحديث أعلاه: (رواه أبو يعلي ورجاله ثقات).

وبلا شك أن من يكون معه الحق دائماً لا يفترق عنه فهو هاد إلي الحق، والله سبحانه وتعالي يقول في كتابه الكريم في سورة يونس الآية 35: (أفمن يهدي إلي الحق أحق أن يتبع أمّن لا يهدي إلاّ أن يهدي فما لكم كيف تحكمون).

وعليه فعلي عليه السلام أحق أن يتبع، كما يفيد هذا الحديث أن كل من وقف في جبهة ضد علي عليه السلام فهو علي الباطل لأنه لا يمكن للحق أن يقف في وجه الحق.وصدق الله القائل: (فما لكم كيف تحكمون)؟!! انتهي.

ولم يجب علي هذا الموضوع أحد من المخالفين.

ص: 207

لولا علي لهلك عمر

كتب (أبو بكر) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 14-12-1999 العاشرة ليلاً، موضوعاً بعنوان (سأل أحد الرافضة: لماذا قال سيدنا عمر: لولا علي لهلك عمر)، قال فيه:

سأل أحد الرافضة لماذا قال سيدنا عمر: لولا علي لهلك عمر. قلت له: لا أدري ولكن حسب الظاهر وقعت واقعة، وعلي ساعد عمر. قال أحدهم حقق وردّ علي رجائا ساعدوني.

وكتب (كميل) بتاريخ 18-12-1999 الثانية صباحاً:

بل قالها عمر في أكثر من سبعين واقعة، فراجع وتمعن!!

وكتب (عمر) بتاريخ 18-12-1999 الثالثة صباحاً:

هذا الحديث لم أسمعه الا في الحسينيات. وإذا لم تصدق إبحث عن حديث آخر هو مدينة العلم، لا يوجد لها أثر إلا عند المغفلين.

وكتب (المستكشف) بتاريخ 18-12-1999 – الرابعة صباحاً:

قال صلي الله عليه وآله: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس كما في ص 107 من الجامع الصغير للسيوطي. وأخرجه في منا قب علي ص 226 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك، بسندين صحيحين أحدهما عن ابن عباس من طريقين صحيحين، والآخر عن جابر بن عبدالله الأنصاري. وقد أقام علي صحة طرقه أدلة قاطعة. وأفرد الإمام أحمد بن محمد بن الصديق المغربي نزيل القاهرة لتصحيح هذا الحديث كتاباً

ص: 208

حافلاً سماه (فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي) وقد طبع سنة 1354 ه- بالمطبعة الإسلامية الأزهر- مصر، فحقيق بالباحثين ان يقفوا عليه فإن فيه علماً جماً، ولا وزن للنواصب وجرأتهم علي هذا الحديث الدائر كالمثل السائر علي ألسنة الخاصة والعامة من أهل الأمصار والبوادي، وقد نظرنا في طعنهم فوجدناه تحكماً محضاً، لم يدلوا فيه بحجة ما غير الوقاحة في التعصب! صرح به الحافظ صلاح الدين العلائي حيث نقل القول ببطلانه عن الذهبي وغيره، فقال: ولم يأتوا في ذلك بعلة قادحة سوي دعوي الوضع دفعاً بالصدر.

وكتب (عمار) بتاريخ 18-12-1999، الرابعة عصراً:

سبحان الله... وصل بك النصب يا عمير الي درجة نعتك بعلمائك فقط، لأنهم نقلوا حديث عن الامام علي؟!

ها قد أثبت الأخ المستكشف حفظه الله أن للحديث أثر (كذا) في كتبكم، وهنيئاً لك علماؤك المغفّلين (كذا) الذين نقلوا هذا الحديث وأكثر منه.

وكتب (عمر) بتاريخ 18-12-1999، السادسة مساءً:

يا شيعة. هناك كتب أحاديث معتمدة. ومدينة العلم جاء بالأحاديث الموضوعة وبحثت بجميع الكتب ولم أجد إلا الموضوعة، وذلك بحسب كلام الناقل. لا يجوز هذا الكلام. نحن نسمع هذه الأحاديث من الحسينيات فقط. هل فكر شيعي بالبحث ورائهم؟؟ لا أظن.

وكتب (الفاروق) بتاريخ 19-12-1999، العاشرة ليلاً:

لو قلت إن الامام علي كرم الله وجهه كلم الفيل وشهد الفيل بولايته، لقالت الشيعة: هذا حديث صحيح. كما أن الشيعة لا يلتفتون الي السند أو المتن نهائياً.

ص: 209

إنهم يرون الاسم هل هو لعلي بن ابي طالب سلام الله عليه، ومن هنا دخل أكلت (كذا) الخمس الي قلوب الشيعة المغفلين، وابتزت جيوبهم خير ابتزاز. هل هذا مذهب؟ هل هذا طريق صحيح للوصول الي الحق؟

سبحان الله (لا نامت أعين..)، والسلام علي أهله.

وكتب (عمر) بتاريخ 19-12-1999 العاشرة والنصف ليلاً:

هناك كتب معتمدة للحديث. وأتمني من الشيعة شراء سي دي، وبه الأحاديث المعتمدة والموضوعة مع الاشارة الي الموضوعة. كما أتمني من الشيعة الاطلاع علي هذه الأحاديث قبل المناقشة والتخبط.

هناك الكثير من الأحاديث الموضوعة تتداول بالحسينيات، والشيعة لا ترجع للمصادر بل للعمائم! ولقد بينا الكثير من الكذب والتدليس في الحسينيات لما فيها من در لأموال من الشيعة.

وكتب (عمار) بتاريخ 20-12-1999، العاشرة صباحاً:

يقول عمير إنه ليس لها أثر، والحمد لله فالأثر موجود. والآن تراجعتم وتقولون أنه حديث غير صحيح. ولهذا بحث آخر منفرد به.

الهدف كان إثبات أثر لهذه الأحاديث من كتبكم لكشف زيغ وكذب ما افتراه عمير.. والحمد لله فالأثر موجود وظهر الحق.

إن أردتم افتحوا موضوع خاص (كذا) بحديث علي مدينة العلم.

أما هنا فقد بان الكاذب والمفتري. انتهي.

وغاب عمر والفاروق.. ولم يجيبا!!

كتب (حر) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 30-11-1999،

ص: 210

السادسة مساءً، موضوعاً بعنوان (في رجوع عمر إلي علي عليه السلام وقوله المعروف: لولا علي لهلك عمر، ونحو ذلك)، قال فيه:

سنن أبي داود ص 28 باب المجنون يسرق أو يصيب حداً 147؛ صحيح البخاري كتاب المحاربين في باب لا يرجم المجنون والمجنونة؛ مسند أحمد 1/140، 154؛ سنن الدارقطني ص 346؛ فيض القدير 4/356؛ فتح الباري 15/73،131؛ الموطأ كتاب الاشربة ص 166، 186؛ مستدرك الصحيحين 4/375؛ الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالي «يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر»؛ والدر المنثور في تفسير قوله تعالي «فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله» وكذلك في الدر المنثور في تفسير قوله تعالي «وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم»؛ مستدرك الصحيحين 1/400 و3/14 و4/375؛ كتاب الحدود ص 346؛ فتح الباري 15/73، 74؛ التفسير الكبير «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين»؛ فيض القدير 3/46تاريخ الطبري 2/112؛ كنز العمال 1/229 و2/221 و3/53، 95، 96، 110، 179، 228 و4/223 و5/244؛ سنن البيهقي 6/123 و7/343، 442;الاستيعاب 2/461، 463؛ الطبقات الكبري 2/102 القسم 2 وكذلك ج 3 القسم 1 ص 221؛ سنن الدار قطني، كتاب الصائم، باب القبلة للصائم ص 238؛ أسد الغابة 4/22؛ الإصابة ج 4 القسم 1 ص 270؛ تهذيب التهذيب 7/327؛ معاني الآثار ج2 كتاب القضاء ص 294 وكتاب الحدود 88؛ الرياض النضرة 2/170، 194، 195، 196، 197؛ فيض القدير4/356؛ نور الأبصار 171؛ قصص الأنبياء 566 «إذ أوي الفتية الي الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة»؛ شرح صحيح البخاري 17/105.

في رجوع عثمان إلي علي (علیه السلام):

الموطأ ص 36، 176؛ سنن البيهقي 7/419، 442 الشافعي في مسنده كتاب العدد ص 171؛ الإصابة ج 8 القسم 1/240؛ الاستيعاب 2/764؛الرياض النضرة 2/197؛الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالي «ووصينا الانسان بوالديه حسناً»؛ تفسير ابن جرير 25/61؛ مسند أحمد 1/100، 104شرح معاني الآثار في كتاب الحج ص 386؛ كنز العمال 3/53، 277؛ مجمع الزوائد 3/229

ص: 211

في رجوع معاوية إلي علي (علیه السلام):

الموطأ في كتاب الاقضية ص 126؛ سنن البيهقي 8/230، 237 و10/147؛ مسند الشافعي كتاب الجائز الحدود ص 204؛ كنز العمال 3/180، 181 و6/21 و7/300؛ الاستيعاب 2/463 الرياض النضرة 2/195؛ فيض القدير3/46 و4/356؛ الصواعق المحرقة ص 107؛ فتح الباري 17/105؛ سنن البيهقي 10/120.

وكتب (مالك الأشتر) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 7-12-1999، الواحدة صباحاً، موضوعاً بعنوان (مشارك وابن تيمية يقولان: عمر أعلم من علي عليه السلام)، قال فيه:

هذا هو علم من هو أعلم من علي بن ابي طالب:

1 - أخرج امام الحنابلة أحمد في مسنده ج1 ص192: باسناده عن مكحول أن رسول الله ص قال: إذا صلي أحدكم فشك في صلاته فإن شك في الواحدة والثنتين فليجعلها واحدة، وإن شك في الثنتين والثلاث فليجعلها ثنتين، وإن شك في الثلاث والأربع فليجعلها ثلاثاً، حتي يكون الوهم في الزيادة ثم يسجد سجدتين السهو قبل أن يسلم ثم يسلم. قال محمد بن اسحاق: وقال لي حسين بن عبدالله: هل أسنده لك؟ فقلت: لا. فقال: لكنه حدثني أن كريباً مولي ابن عباس حدثه عن ابن عباس. قال: جلست الي عمر بن الخطاب، فقال: يابن عباس إذا اشتبه عليالرجل في صلاته فلم يدري أزاد أم نقص؟ قلت: ياأمير المؤمنين ماأدري ما سمعت في ذلك شيئاً، فقال عمر: والله ما أدري _ وفي لفظ البيهقي- لا والله ما سمعت منه ص فيه شيئاً ولا سألت عنه. فبينا نحن علي ذلك إذ جاء عبد الرحمن بن عوف فقال: ما هذا الذي تذكران؟ فقال عمر: ذكرنا الرجل يشك في صلاته كيف يصنع؟ فقال: سمعت رسول الله ص يقول ((

ص: 212

وذكر الحديث)).

إذا كان لا يعلم هذا، فكيف يكون أعلم؟!؟!؟!

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 16-12-1999، الثانية والثلث ظهراً:

وعمر يقول لولا علي لهلك عمر وعمر يقول: لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبو الحسن.

وكتب (تائه) بتاريخ 16-12-1999، الرابعة عصراً:

الأخ مالك الأشتر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحسنت. ورحم الله والديك.. وحشرك مع محمد وآله الطاهرين آمين.

وكتب (ميثم التمار) بتاريخ 16-12-1999، الرابعة والربع عصراً:

تحية طيبة والله يعطيكم ألف عافية يا أخوتي، وهل يستطيعون الرد. سلاحهم الوحيد هو الشتم والتدليس علي الله ورسوله ووفقكم الله.

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 21-12-1999، الثانية عشرة ظهراً:

الطبري في الرياض النضرة؛2 ص195 قال: وعن زيد بن علي عن أبيه عن جدّه قال: أتي عمر بأمرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها قتلقاها علي عليه السلام فقال: ما بال هذه فقالوا: عمر أمر برجمها، فردها عليه السلام وقال هذا سلطانك عليها، فما سلطانك علي ما في بطنها ولعلك انتهرتها وأخفتها، قال (عمر) قد كان ذلك. قال عليه السلام: أوما سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لا حدّ علي معترف بعد بلاء أنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له، فخلي سبيلها. أخرجه ابن السمان في الموافقة.

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 5-1-2000، الثانية والربع صباحاً:

ص: 213

عمر يقول: حتي ربات الحجال أعلم من عمر! والمعاندون يقولون عمر أعلم!

وكتب (عمر) بتاريخ 5-1-2000، الثانية والنصف صباحاً:

الي مالك الأشتر: في أي من الصحاح رأيت لولا علي لهلك عمر؟؟ بحيث بحثت ولم أجده الا مرة وكتب حديث مكذوب الرجاء تنويرنا بالمصدر.

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 5-1-2000، الثالثة والنصف صباحاً:

في فيض القدير ج 4 ص 356 للمناوي. الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص461. كنز العمال ج3 ص 53. الطبراني في الرياض النضرة ج2 ص194.

كنز العمال ج3 ص179.

ص: 214

علي مجمع الفضائل لا يقاس به غيره

كتب (فرزدق) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 21-1-2000، الثانية ظهراً، موضوعاً بعنوان (عليٌ مجمعُ الفضائل.. فهل يُقاسُ به غيرُه.. دعوة للقراءة والتأمّل والمشاركة)، قال فيه:

وبعد، فإن الله سبحانه ذكر في كتابه العزيز مقاييس للتفضيل والتكريم والاصطفاء... فقال تعالي في محكم كتابه العظيم عند بيانه سبب اختيار طالوت ملكاً علي الملأ من بني اسرائيل من بعد موسي (علیه السلام): إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم..

وقال عز من قائل: فضل الله المجاهدين علي القاعدين أجراً عظيماً.. وقال تعالي: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات..

وقال سبحانه: والسابقون السابقون اولئك المقربون..

وقال جل وعلا: إن أكرمكم عند الله أتقاكم..

ونستفيد من هذه الآيات الشريفة أن أهم أسباب التفضيل هي: 1 - السبق الي الايمان 2 - مقدار وقوة الايمان 3 - التقوي 4 - العلم 5 - الجهاد والشجاعة.. هذا وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه قد امتاز وتقدم علي غيره في هذه الخصال والفضائل بمجموعها، ونحن سنشير إلي نماذج من ذلك:

أولا - السبق الي الايمان.. ونوجزه بهذه النقاط:

ألف - قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) (سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب) مصادره:

1 - تفسير روح المعاني للالوسي ج27 ص114.

2 - تفسير الدر المنثور للسيوطي ج6 ص154.

ص: 215

3 - تفسير ابن كثير ج4 ص283.

4 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص123.

5 - ينابيع المودة للقندوزي الحنفي.

باء - ذكر المحدثون والحفاظ بأن علياً هو أول من أسلم وأول من صلي مع النبي (صلی الله علیه و آله).. راجع:

1 - مسند أحمد بن حنبل ج4 ص318.

2 - سنن البيهقي ج6 ص206.

3 - كنز العمال للمتقي ج6 ص156 و395.

4 - مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص102.

5 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج3 ص499.

6 - الاصابة بهامش الاستيعاب ج5 ص170 و171.

7 - خصائص النسائي ص2.

جيم - سيأتي حديث النبي (صلی الله علیه و آله) لفاطمة: (أني زوجتك أقدم أمتي اسلاماً - أو سلماً -...). وسنذكر عندئذ مصادره عند ذكر التفضيل بالعلم.

دال - من المعلوم لدي كافة المسلمين أن علياً (علیه السلام) لم يسجد لصنم قط لذلك قيل عنه كرم الله وجهه - ولا داعي لذكر المصادر في ذلك - بل إنه هو الذي كسر الأصنام حينما صعد علي كتف النبي (صلی الله علیه و آله).. راجع:

1 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج3 ص5.

2 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج13 ص302.

3 - الرياض النضرة امحب الدين الطبري ج2 ص200.

4 - تفسير الكشّاف للزمخشري عند تفسيره لقوله تعالي: { قل جاء الحق وزهق الباطل}. وأما غيره فقد عاش دهراً من عمره مشركاً عابداً للأصنام..

ثانياً - مقدار الايمان وقوته: فقد روي عمر عن النبي (صلی الله علیه و آله) أنه قال: (لو أن

ص: 216

السموات السبع والأرضون السبع وضعن في كفة ميزان ووضع إيمان علي في كفة أخري لرجح ايمان علي) رواه:

1 - الذهبي في ميزان الاعتدال ج3 ص494 عند ترجمة محمد بن تسنيم الوراق برقم 7288.

2 - ابن حجر في لسان الميزان ج5 ص97 ترجمة محمد بن تسنيم برقم 328، ورواه أيضاً في ج 1 ص 175 برقم 462.

3 - الديلمي في فردوس الأخبار ج3 ص363 حديث 51.

4 - المحب الطبري في الرياض النضرة ج3 ص206.

5 - أنساب الأشراف للبلاذري ج2 ص103 حديث 36.

6 - تهذيب التهذيب ج9 ص419.

7 - منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل ج5 ص35.

8 - مناقب الخوارزمي ص235 وفي طبعة أخري ص130 - 131 حديث 145 و14.

9 - كفاية الطالب للحافظ الكنجي ص245 و246 وفي طبعة أخري ص258 باب62.

10 -تأريخ دمشق لابن عسكر ج42 ص340 -341.

11 - مناقب ابن المغازلي ص289حديث 330.

12 - شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي ص 177.

13 - كنز العمال للمتقي ج11 ص617 حديث 32993.

14 - سعد الشموس والأقمار لعبد القادر ورديفي ص211.

ثالثاً- التقوي: فقد سمي النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) علي بن أبي طالب (إمام المتقين) في أحاديث كثيرة، رواها الحُفّاظ، ومنهم:

1 - الطبراني في المعجم الصغير ج2 ص88.

2 - الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص121.

3 - ابن الأثير في أسد الغابة ج1 ص69 وج3 ص116.

4- ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمةالامام علي: 2/257حديث773 وص440 حديث

ص: 217

949

وص 487 حديث 1005.

5 - المتقي في كنز العمال ج15 ص157 حديث 443.

6 - أبو نعيم في حلية الأولياء ج1 ص63.

7 - الذهبي في ميزان الاعتدال ج1 ص64.

8 - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤل ج1 ص46 و60.

9 - ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص107.

10 - مناقب الخوارزمي ص 42 و235.

فكل من دخل في زمرة المتقين فعلي إمامه، بنص أحاديث النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله)..

رابعاً - العلم.. ونوضحه بهذه النقاط:

ألف - قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) لفاطمة (علیها السلام): (أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً).. رواه من الحفاظ:

1 - أحمد بن حنبل في مسنده ج5 ص26.

2 - المتقي في كنز العمال ج6 ص53و153 و397.

3 - الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص101 و114.

4 - ابن الأثير في اسد الغابة ج5 ص530.

5 - ابن عبد البر في الاستيعاب ج3 ص36.

6 - علي القاري في المرقاة في شرح المشكاة ج5 ص569.

7 - الحلبي في السيرة النبوية ج1 ص285.

باء - قوله (صلی الله علیه و آله): (من أراد أن ينظر الي آدم في علمه والي نوح في تقواه والي ابراهيم في حلمه والي موسي في هيبته والي عيسي في عبادته فلينظر الي علي بن أبي طالب).. رواه:

ص: 218

1 - المتقي في كنز العمال ج1 صصص226.

2 - التفتازاني في شرح المقاصد ج2 ص299.

3 - عبد الرزاق في معجم الادباء في ترجمته للامام علي.

4 - ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص21 و107.

5 - الديلمي في فردوس الأخبار حرف الميم (من أراد أن ينظر …).

6 - الفخر الرازي في التفسير الكبير ج2 ص700 وفي طبعة أخري ج8 ص81.

7 - المحب الطبري في الرياض النضرة ج2 ص218و 290.

8 - ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الامام علي ج2 ص280 حديث 804.

9 - الخوارزمي في المناقب ص220.

10 - الشعراني في اليواقيت والجواهر ص72 مبحث 32.

ومن المعلوم أن الله وصف آدم في كتابه قائلا: (وعلّم آدم الاسماء كلها)..

جيم وكذلك قال النبي (صلی الله علیه و آله): (أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد المدينة فليأتها من بابها).. مصادر هذا الحديث:

1 - تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170.

2- ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 415.

3 - فيض القدير للمناوي ج 3 ص 46.

4 - الاستيعاب بهامش الاصابة لابن عبد البر ج 3 ص 38.

5 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج 3 ص 126.

ولتواتر هذا الحديث وشهرته نكتفي بهذه المصادر.

دال - وقال عمر: (أقضانا علي) أو (علي أقضانا) ومعلوم أن القضاء يستلزم العلم الكامل بالأحكام، بل أن الأعلميّة به تستلزم الأعلميّة بها.. روي ذلك عن عمر:

1 - صحيح البخاري ج6 ص23 في تفسير قوله تعالي {وما ننسخ من آية او ننسها}.

ص: 219

2 - مسند أحمد بن حنبل ج5 ص113.

3 - الطبقات الكبري لابن سعد ج2 ص339 - 340.

4 - الاستيعاب ج3 ص1102 ترجمة الامام علي برقم 1855.

5 - أنساب الأشراف للبلاذري ج2 ص852.

6 - حلية الأولياء لأبي نعيم ج1 ص65.

7- المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج3 ص305.

8 - الفتوحات الاسلامية لزيني دحلان ج2 ص454.

9 - تاريخ دمشق لابن عساكر ج42 ص402.

10 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ج7 ص60.

11 - البداية والنهاية ج7 ص359.

12 - تاريخ الخلفاء للسيوطي ص170 و233.

13 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص127.

14 - تفسير الدر المنثور ج1 ص104 في تفسير: وما ننسخ من آية ….

أما غير علي فقد سُئِل عن الأبّ والكلالة وميراث الجدة وعشرات المسائل فلم يدري ما جوابها حتي اشتهر عن أحدهما قوله مخاطباً نفسه: كل الناس أفقه منك يا عمر.. وتواتر قوله: لولا علي لهلك عمر.. ونحوه.

6 - الجهاد.. ونوجزه بهذه الأمور:

ألف - في معركة بدر: قتل علي نصف القتلي من المشركين وقتل باقي المسلمين النصف الآخر من القتلي

باء - وفي معركة أحد: هرب المسلمون إلا علي وغُشي علي النبي (صلی الله علیه و آله) فلما أفاق قال: ما فعل المسلمون؟

قال (علیه السلام): نقضوا العهد وولوا الدبر.. فقال (صلی الله علیه و آله): إكفني هؤلاء فكشفهم عنه.. ونادي جبرئيل في السماء: (لاسيف الاّ ذو الفقار ولا فتي الا علي).. وقال

ص: 220

جبرئيل للنبي (صلی الله علیه و آله): (يا رسول الله، لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه. فقال (صلی الله علیه و آله) (ما يمنعه من ذلك وهو مني وأنا منه).. راجع:

1 - تاريخ الطبري ج2 ص197 وفي طبعة أخري ج3 ص17.

2 - شرح النهج لابن ابي الحديد ج3 ص380 و397.

3 - سيرة ابن هشام ج3 ص52.

4 - مناقب الخوارزمي ص104.

5 - الروض الانف للخثعمي ج2 ص143.

6 - الفضائل لاحمد بن حنبل.

جيم - وفي معركة الخندق: لما برز عمرو بن عبد ود العامري خاف المسلمون ولم يبرز إليه أحد إلا علي بن أبي طالب فقتله، فقال النبي (صلی الله علیه و آله) قولته المشهورة: (لمَبارزة علي لعمرو بن عبد ود أفضل من اعمال امتي الي يوم القيامة)..

مصادر هذا الحديث:

1 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج3 ص32 اوج4 ص32.

2 - كنز العمال للمتقي ج6 ص156 وفي طبعة أخري ج11 ص623.

3 - السيرة النبوية للحلبي ج2 ص340.

4 - التفسير الكبير للفخر الرازي ج8 ص445.

5 - نهاية العقول للرازي ص114.

6 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج13 ص19.

7 - المواقف للقاضي الايجي ج3 ص276.

8 - هداية المرتاب في فضائل الاصحاب ص148.

قال ربيعة السعدي: أتيت الصحابي حذيفة بن اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إنّا لنتحدث عن علي ومناقبه فيقول أهل البصرة: إنكم لتفرطون في علي، فهل

ص: 221

تحدثني بحديث؟ فقال حذيفة: والذي نفسي بيده لو وُضع جميع أعمال أمة محمد في كفة منذ بعث الله محمداً الي يوم القيامة ووضع عمل عليٍ في الكفة الأخري لرجح عمل عليٍ علي جميع أعمالهم..

فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له ولا يقعد..

فقال حذيفة: يا لكع.. وكيف لا يُحمل، وأين كان أبو بكر وعمر وحذيفة وجميع أصحاب النبي (صلی الله علیه و آله) يوم عمرو بن عبد ود وقد دعا الي المبارزة فأحجم الناس كلهم ما خلا علي فإنه نزل إليه فقتله، والذي نفس حذيفة في يده لعمله في ذلك اليوم أعظم اجراً من عمل أصحاب محمد(صلی الله علیه و آله) الي يوم القيامة.. راجع كلام حذيفة هذا في:

1 - المواقف لعضد الدين الايجي ص617 طبع اسلامبول.

2 - شرح النهج لابن أبي الحديد ج4 ص344.

3 - ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 95 و137.

دال - وفي معركة خيبر: بعث رسول الله أبا بكر بالراية فعاد ولم يصنع شيئاً فأرسل بعده عمر ولم يفتح. وفي الطبري والحاكم والذهبي قالوا عن عمر: فعاد يُجبّنُ أصحابه ويجبنونه فقال (صلی الله علیه و آله): (لأعطين الراية غداً رجلاً يُحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله لا يخزيه الله أبداً ولا يرجع حتي يفتح عليه وفي بعضها: كرار غير فرار) ثم أعطاها لعليٍ ففتح الله علي يديه حصون خيبر وقتل قائد اليهود مرحب.. تجد ذلك كله في المصادر التالية:

1 - سنن النسائي ج5 ص109 حديث 8402.

2 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج3 ص37 وصححه.

3- تلخيص االمستدرك للذهبي المطبوع بذيل المستدرك ج3 ص37 وصححه ايضا.

4 - سيرة ابن هشام ج3 ص216.

ص: 222

5 - تاريخ الطبري ج3ص93.

6 - الكامل في التاريخ لابن الاثير ج2 ص219.

7 - أسد الغابة ج4 ص21.

8 - البداية والنهاية ج7 ص349.

9 - دلائل النبوة للبيهقي ج4 ص209.

10 - حلية الأولياء لابي نعيم ج1 ص62.

11 - الروض الانف ج6 ص507.

هاء - وفي معركة بني المصطلق: قتل علي قائدهم مالكاً وابنه وسبي جويرية بنت الحارث فاصطفاها النبي (صلی الله علیه و آله) راجع:

1 - السيرة الحلبية ج2 ص280.

2 - تاريخ الخميس ج1 ص474.

واو - وفي معركة ذات السلاسل: انهزم الأول والثاني لما أرسلهم النبي فبقي أياما ثم بعث إليهم علياً … فكبس عليهم وقت الفجر فانتصر عليهم فأنزل الله سورة العاديات. ولما عاد علي استقبله النبي (صلی الله علیه و آله) وقال له: (والذي نفسي بيده لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، اركب فإن الله ورسوله عنك راضيان).. رواه:

1 - ابن أبي حاتم في علل الحديث ج1 ص313.

2 - مسند أحمد بن حنبل ج1 ص160.

3 - مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص131.

4 - مناقب الخوارزمي ص 245.

5 - مناقب ابن المغازلي ص304.

6 - تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام علي ج1 ص226.

ص: 223

7 - شرح النهج لابن ابي الحديد ج4 ص219 او ج18 ص282.

8 - ارجح المطالب ص454.

وهكذا في المواقف كلها كان علي حامل راية رسول الله ولم يجعل عليه أميراً أبداً، بينما كان أبو بكر وعمر في ذات السلاسل تحت قيادة عمرو بن العاص تارة وتحت قيادة علي تارة أخري.. وفي جيش أسامة جعل النبي اسامة ذلك الشاب أميراً علي أبي بكر وعمر.. راجع:

1 - الطبقات الكبري لابن سعد ج2 ص190.

3 - الكامل لابن الاثير ج2 ص317.

4 - السيرة الحلبية ج3 ص207.

5 - السيرة النبوية لزيني دحلان بهامش الحلبية ج2 ص339.

6 - كنز العمال للمتقي ج5 ص312.

7 - أنساب الأشراف للبلاذري ج1 ص474.

8 - تهذيب تاريخ ابن عساكر ج2 ص391 بترجمة أسامة.

وبعد ما قدّمنا الشواهد والأدلة علي التقديم نذكر قرائن أخري تنفع في المقام: فعندما يخطب أبو بكر وعمر فاطمة الزهراء يمتنع النبي من تزويجهما.. وتجد ذلك في:

1 - كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص302.

2 - مجمع الزوائد ج9 ص204 - 206.

3 - خصائص النسائي ص 31 وفي طبعة اخري ص51.

4- الصواعق المحرقة لابن حجر ص139 و161 وفي طبعة أخري ص84 و97.

5 - أسد الغابة لابن الأثير ج1 ص386.

6 - الاصابة للعسقلاني ج1 ص374.

7 - جامع الاصول ج9 ص474.

ص: 224

8 - كنز العمال ج15 ص99 حديث 285.

9 - محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني ج 4 ص 477.

10 - تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص306.

11 - رشفة الصادي للحضرمي ص 7و8.

12 - المواهب اللدنية للقسطلاني ج2 ص4.

13 - السيرة النبوية لزيني دحلان بهامش الحلبية ج2 ص7.

14 - تاريخ بغداد للخطيب ج14 ص363.

أما حينما أراد عليٌ أن يتزوج من فاطمة، ينزل الأمر الإلهي من السماء بأن يزوّج علياً من فاطمة.. راجع ذلك في:

1 - مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص204 - 209.

2 - ميزان الاعتدال للذهبي ج1 ص637 حديث 2448.

3 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 84.

4 - كفاية الطالب للحافظ الكنجي ص298.

5 - مناقب الخوارزمي ص247 فصل 20.

6 - أسني المطالب للوصابي ص74 باب 12 حديث 6.

7 - مناقب ابن المغازلي ص346 حديث 397.

8 - تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين لمحمد بن رستم ص177.

9 - ذخائر العقبي للمحب الطبري ص29.

والسبب في ذلك واضح لمن بلغه حديث النبي في فاطمة حيث قال (صلی الله علیه و آله): (لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤٌ) رواة:

1 - أبو نعيم في حلية الاولياء ج1 ص341.

2 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة ج2 ص168.

3 - ذخائر العقبي ص 65.

4 - موسوعة اهل البيت لتوفيق ابو علم ص144.

ص: 225

أتعلم لماذا؟ الجواب هو (أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) كما ورد ذلك في حديث النبي (صلی الله علیه و آله)، فلا يليق بشأنها الاّ من هو مثلها.. مصادر هذا الحديث:

1 - مسند أحمد بن حنبل ج3 ص64 وفي طبعة اخري ج5 ص391.

2 - الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص326.

3 - تاريخ الاسلام للذهبي ج2 ص92

4 - مجمع الزوائد ج9 ص201

5 - خصائص النسائي ض34.

6 - اسعاف الراغبين للصبان بهامش نور الأبصار ص191.

7 - الشرف المؤبد للنبهاني ص53.

8 - ارجح المطالب لعبد الله الحنفي ص311.

إذن لا يقاس بآل محمدٍ أحدٌ من الناس كما ورد ذلك عن النبي المصطفي في قوله: (نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد).. والذي تجده في:

1 - كنوز الحقائق ص153.

2 - الرياض النضرة ج2 ص208.

3 - الفردوس للديلمي ج4 ص283 حديث 6838.

4 - ذخائر العقبي للطبري ص17.

5 - وروي بمعناه أبو نعيم في حلية الأولياء ج7 ص201

ولذلك قال أحمد بن حنبل: (عليٌ من أهل بيتٍ لا يقاس بهم أحد). مناقب الامام أحمد لابن الجوزي ص219

وفي الختام: نلفت الإنتباه إلي أننا لم نذكر - آنفاً - الأدلة الخاصة التي تُلزم تقديم أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب علي غيره من المسلمين في أمر الخلافة ونحوها.. كبعض الآيات القرآنية مثل آية التطهير وأية الولاية وآية المباهلة وغيرها.. وكذلك الأحاديث الشريفة كحديث الغدير والمنزلة والثقلين

ص: 226

والدار والسفينة وأمثالها.. والتي تحتّم علينا تقديم الأمير (علیه السلام) علي الآخرين، لتقديم الله ورسوله إياه.. وبعبارة أخري: إنه حتي لو لم تتم لدينا هذه الأدلة الخاصة علي تقديمه سلام الله عليه، فإنه ومن خلال تلك الأدلة العامة نحرز لزوم تقديمه علي غيره في مسألة الخلافة ونحوها.. فإنه وكما ورد في الآثر عن المصطفي (صلي الله عليه وآله): (من استعمل عاملاً من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولي بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيّه، فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين) - تفسير المنار ج5 ص215 - فكيف بخليفة المسلمين!!!

وبذلك فإن القول بتقديمه - بناءً علي تلك الأدلة العامة - يقتضيه الدليل العقلي ويحكم به البرهان النقلي ويعضدهما الانصاف والوجدان والتأريخ … كيف والأدلة الخاصة هي كالشمس في رابعة النهار من قوة السند وتمام الدلالة.. ولاتخفي إلاّ علي من أغمض عينيه عنها أو كان أعمي!!!

هذا وقد أشار أمير المؤمنين نفسه إلي هذه الحقيقة - أعني تقدّمه علي غيره بل عدم صحة المقايسة بينه وبينهم - في خطبته الشقشقية حيث قال روحي فداه: (فيا لله وللشوري.. متي اعترض الريبُ فيّ مع الأول منهم حتي صرت أقرنُ إلي هذه النظائر!!). وهو يشير إلي الشوري السداسيّة!! ورحم الله الشاعر وهو يمدح أمير المؤمنين، فيقول:

قاسوكَ أبا حسنٍ بسواكَ وهلْ بالطودِ يقاسُ الذر

أنّا ساوَوْكَ بمن ناوَوْكَ وهل ساوَوْا نعليْ قنبر

هذه بعض الحقائق والبراهين والحجج.. أدعو الأخوة جميعا للتدبّر والتأمل فيها.. فأين المتدبرون والمتأملون... والسلام علي من اتبع الهدي...

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 21-1-2000، السادسة مساءً:

ص: 227

أخي فرزدق. السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أحسنت وأجدت..

تشكيلة رائعة وتنظيم ممتاز، وفقك الله لمراضيه وأسعدك كما أسعد بك.

قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربي

وكتب (فرزدق) بتاريخ 23-1-2000، الحادية عشرة ليلاً:

شكراً لك أخينا العزيز مالك الأشتر.. يامن تأسّيت بمالك الأشتر (رضی الله عنه) في الدفاع عن حياض الامامة ومقدسات الاسلام.. ولازلتُ آمُل تواجد المتأمّلين والمتدبرين في هذه الصفحة ومشاركتهم.والسلام عليك وعلي عباد الله الصالحين..

وكتب (عمر) بتاريخ 24-1-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

هناك موضوع مهم تناسيته. وعندما استشهدت بهذه الآية:

النساء- 95: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة وكلاًّ وعد الله الحسني وفضل الله المجاهدين علي القاعدين أجراً عظيماً.

ولقد وضعنا هذه الآية مقياساً ربانياً للأفضل بين أصحاب النبي (رضی الله عنه)، هل تعلم بأن أبو بكر (كذا) (رضی الله عنه) لم يتخلف عن جميع غزوات النبي (صلی الله علیه و آله) وأنفق جميع ماله، إذاً هو الأول حسب الآية.

التاني عمر (رضی الله عنه) لم يتخلف عن جميع الغزوات وأنفق نصف ماله إذاً هو الثاني.

أما عثمان (رضی الله عنه) وعلي (رضی الله عنه) فلقد تخلف كل منهم بأمر رسول الله (صلی الله علیه و آله).

وبالنسبة للانفاق فعثمان (رضی الله عنه) أنفق أكثر من جميع المسلمين، وتزوج

ص: 228

ببنتين من بنات رسول الله (صلی الله علیه و آله) ولقد اختاره المسلمون بالشوري ثالث الخلفاء. والرابع بالاسلام علي (رضی الله عنه) وما له من فضائل كثيرة. هذا هو المقياس الصحيح للآية.

وكتب (فرزدق) بتاريخ 27-1-2000، الثامنة صباحاً:

يا عمر: أولاً: أنا لم أتناسَ الموضوع، ولكنك أنت تعاميت عن المفهوم..

فأرجو منك لبس النظارة وإعادة قراءة الموضوع من جديد، ففيه جواب شافٍ لكلامك!!! فأنت لم تفهم مراد الله تعالي في آخر تلك الآية الشريفة وهو قوله تعالي: فضّل الله المجاهدين علي القاعدين أجراً عظيماً.. فإن المراد بأن المناط علي من يتصف في بذله النفس أو المال بالمجاهد.. أي.. من يكون في عمله متصفاً بصفة الجهاد في سبيل الله تعالي.. وأما من بذل ماله علي فرض صحة ذلك، بغير هذا الوجه، أو كان في جهاده مُرائياً مثلاً، أو لم يتحقق منه جهاد واقعي، وإنما هو حضور في المعركة، بل فرار وخذلان في بعض الأحيان، فليس هذا من الجهاد في شئ. وبعبارة أخري: فهل الحضور بمجرده ودفع المال بمجرده كافٍ في التقديم؟؟!! فلو كان الحال كذلك فإن هناك من الصحابة من لم يتخلف عن جميع غزوات النبي (صلی الله علیه و آله) أيضاً كعمار بن ياسر والمقداد بن الاسود وأمثالهما، بل وأبلوا البلاء الحسن فيها.. فهل قارنتموهم بأولئك؟؟

وهناك منهم من افتقر بسبب بذل جميع ماله في سبيل الاسلام ولم يك يمتلك عند موته سوي الحصير الذي يجلس عليه، وهي السيدة الجليلة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رضی الله عنه) مثلاً.. فهل فضلتموها عليهم؟؟

يا عمر: المقياس الحقيقي ليس هو بالكمّ وإن كان فاقدا للكيف، وإنما هو

ص: 229

بالكيف وإن افتقد الكمّ.. نعم إذا أجتمعا فهو خير علي خير.. وأني لك ولغيرك أن تُثبت ذلك لأصحابك!!! وهل شراء عبدٍ أو عبدين أو ثلاثة وأمثال ذلك، لو تمّت كمّاً وصحّت كيفاً، كمن كان كلُّ وجوده لله وفي سبيل الله ولأجل الدفاع عن رسول الله وعن الاسلام العظيم.. لاحظ المراد من قوله تعالي: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله - البقرة 207- ومن هو الذي نزلت فيه …

وتأمّل في قول الباري: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله... - التوبة 19، حيث نزلت تأييداً لقول علي (علیه السلام): (أنا أوّل من آمن وهاجر وجاهد في سبيل الله).. راجع:

1 - تفسير الطبري ج10 ص68.

2 - تفسير ابن كثير ج2 ص341.

3 - تفسير الدر المنثور للسيوطي ج3 ص218.

4 - التفسير الكبير للرازي ج16 ص10.

5 - أسباب النزول للواحدي ص139.

6 - جامع الاصول ج9 ص477.

7 - تفسير القرطبي ج8 ص19

إن من كان بذله وإن قلّ خالصاً لوجه الله تعالي، فإن الله سوف يسجّل عمله بأحرفٍ من نور، ويُنزل فيه قرآنا يُتلي آناء الليل وأطراف النهار..

كما في قوله تعالي: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. حين تصدّق عليٌ بخاتمه وهو راكع، وهذا عمل صغير في ظاهره، ولكنه كبير جداً في قصده ومحتواه ومؤدّاه عند الباري جل شأنه.

ص: 230

ذكر أغلب المفسرين اختصاص هذه الآية بعلي بن أبي طالب ولدينا ستون مصدراً لذلك.

وفي حادثة أخري يتصدق أمير المؤمنين علي (علیه السلام) بأربعة دراهم فتنزل آيات من السماء بمدحه يتلوها المسلمون، وذلك في قوله تعالي: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرّاً وعلانية - البقرة 274، وممن ذكر نزولها في ذلك:

1 - الواحدي في أسباب النزول ص64.

2 - الفخر الرازي في التفسير الكبير ج7 ص89.

3- السيوطي في الدر المنثور ج1 ص363.

4 - الخازن في تفسيره ج1 ص214.

5 - أبن حجر في الصواعق المحرقة ص87.

6 - الهيثمي في مجمع الزوائد ج6 ص324.

وفي موقف ثالث يتصدّق عليٌ وأهله بأقراص خبز لثلاثة أيام فيسجل القرآن مدحهم بأروع ما يكون المدح في قوله تعالي: ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً أنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً.. إلي آخر مدحهم في سورة (الانسان).. راجع:

1 - تفسير القرطبي ج19 ص130.

2 - أسباب النزول للواحدي ص251.

3 - تفسير روح المعاني للآلوسي ج29 ص157.

4 - تفسير الفخر الرازي ج13 ص243.

5 - تفسير الدر المنثور للسيوطي ج6 ص299.

6 - تفسير البيضاوي ج5 ص165.

7 - تفسير فتح القدير للشوكاني ج5 ص349.

فلو كان صاحبك قد بذل مخلصاً لله - كما تزعم - لنزل في مدحه القرآن

ص: 231

كما نزل في علي (عليه السلام)..

وأما الجهاد وما أدراك ما الجهاد.. حيث المواقف المشهودة والأمجاد المعهودة للأمير (علیه السلام).. ففي موقف من المواقف يبرز أمير المؤمنين في معركة الخندق فيقول النبي الأعظم (برز الايمان كله الي الشرك كله).. إنه عمل وأحد ولكنه قام به من أمتلأ إيماناً من رأسه إلي أخمص قدميه وكان به نصر الدين والفتح للمسلمين و... وعندما ضرب علي بن أبي طالب هامة عمر بن عبد ود العامري ففلقها نصفين وهي ضربة واحدة قال النبي المصطفي: (ضربة علي يوم الخندق تعدل - وفي رواية أفضل من أعمال أمتي إلي يوم القيامة).. تركنا ذكر المصادر لشهرة الحادثة والحديث.. فهل كانت أهمية تلك الضربة لقوّتها يا تُري!!! أم لأنها كانت مما قام به الدين وأستقام عليه ولولاها لما كنتَ مسلماً، لو كنت، وفي موقف آخر، عند معركة أحد، ينهزم القوم ولا يبقي مع النبي سوي علي..

فيطلب المصطفي من المرتضي أن يكشف عنه قوما هاجموه فيكشفهم ويقتل فيهم ثم يطلب منه أخري فيفعل ذلك ثانية حتي يقول أمين الوحي جبرائيل (علیه السلام) للنبي (والله إنها المواساة) فيقول النبي (صلی الله علیه و آله): نعم.. إنه مني وأنا منه.. ثم يسمع الجميع هاتفاً يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتيً إلا علي.. إنه موقف واحد بالقياس إلي عمْر الرسول والرسالة ومواقف المسلمين، ولكن: لا فتيً إلاّ علي..

ثانياً: هل تعلم ما هو حكم القرآن لمن حضر المعركة ثم فر من الزحف، فإن كنت لا تعلم فاستمع لقوله تعالي: ومن يولّهم يومئذ دبره … فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. الأنفال- 16.

ص: 232

ومن المعلوم فرار أصحابك في أحد وخيبر وجبنهم في غيرها، كما مر عليك بعضه في أصل الموضوع، وإليك بعضه الآخر: ففي معركة خيبر روي الحاكم في المستدرك بسند صحيح ج3 ص37 فقال:

أخبرنا أبو قتيبة سالم بن الفضل الآدمي بمكة، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلي، عن الحكم وعيسي، عن عبدالرحمن، عن أبي ليلي، عن علي أنه قال: يا أبا ليلي، أما كنت معنا بخيبر؟ قال: بلي والله كنت معكم، قال: فإن رسول الله صلي الله عليه وآله بعث أبا بكر إلي خيبر فسار بالناس وانهزم حتي رجع.وقد اعترف الذهبي بصحته في تلخيصه.

وروي الحاكم في المستدرك أيضاً ج3 ص37 قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبد الله بن موسي، حدثنا نعيم بن حكيم، عن أبي موسي الحنفي، عن علي رضي الله عنه: قال سار النبي صلي الله عليه وآله إلي خيبر فلما أتاها بعث عمر وبعث معه الناس إلي مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم، فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه، فجاءوا يجبنونه ويجبنهم.. وعقب الحاكم عليه: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقد اعترف الذهبي أيضاً بصحته في التلخيص. وفي الدر المنثور: عن ابن عباس وغيره: إن آية إن الذين تولوا منكم يوم التقي الجمعان. نزلت بعثمان. وأمر فراره يوم أحد معروف، فراجع:

1 - تاريخ الأمم والملوك ج2 ص 203.

2 - البداية والنهاية ج4 ص28.

3 - السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص55.

4 - فتح القدير ج1 ص 392.. وغير ذلك من المصادر

ص: 233

حتي قال له النبي بعد أن عاد إلي المدينة بعد ثلاثة أيام: لقد ذهبت بها عريضة!!

ولو شئت لملأت لك هذه الصفحة بذكر المواقف المخ... لأصحابك في بعض معارك النبي صلي الله عليه وآله وغيرها لفعلت.. ولكن حسبك منها ما ذكرته لك …

وأخيراً: فإنه وكما يقال بأن الحق كان عليّ حينما كتبتُ ذلك الموضوع بالشكل الذي تصوّرتَ منه جهلا منك المقايسة، فليس الذنبُ ذنبك وإنما هو ذنبي حيث قارنتُ وقايست أخيرا بين من لا تصح المقارنة والمقايسة بينهم، وربّ الكعبة.. حتي تأتي أنت وتجيب بهذا الجواب السخيف.. فهل تصح المقارنة بين الثري والثريّا!!! وهل يصح القياس بين الحصي ونجوم السماء!!وهل يصح التنظير بين عود الثقاب ونور الشمس!!! كلا وألف كلا … ولقد صدق الشاعر حينما قال:

ألم ترَ أن السيف يزري بقدرِهِ إذا قيل أن السيف خير من العص

والسلام علي اتبع الهدي …

وكتبت (طبيعي) بتاريخ 27-1-2000، العاشرة صباحاً:

اعتذر لنفسي لأنني لم أقرأ مقالتك إلا اليوم، فحرمت هذا النعيم، فبوركت أخي الفاضل، ودع عنك الرد علي الجهّال، فليس الكل تطيب نفسه بذكر علي عليه السلام. اللهم صل علي محمد وآل محمد.

وكتب (عمر) بتاريخ 27-1-2000، الثانية عشرة ظهراً:

تغيير الموضوع أفضل طريقة للشيعة بعد تأويل القرآن، لا أعتقد بأن الآية تحتاج الي تفسير أو شرح، والمعني واضح. سورة النساء- 95: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم

ص: 234

وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة وكلاًّ وعد الله الحسني وفضل الله المجاهدين علي القاعدين أجراً عظيماً. صدق الله العظيم.

هذا مقياس رباني وأفضل الأعمال عند الله الجهاد. ثم يأتي بعده الانفاق في سبيل الله ولو أردت الآيات التي تدعو الي الانفاق فهي كثيرة.

وهذه واحدة سورة البقرة - 261: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. صدق الله العظيم.

وكما بينا بأن أبو بكر (كذا) (رضی الله عنه) أنفق الكثير وخاصة في آخر أيامه عندما أنفق جميع ماله، وشارك جنباً الي جنب مع الرسول (صلی الله علیه و آله) في كل غزواته، وحج بالناس في حياته، وصلي بهم في مرضه، فهذه الفضائل ملموسة وشاهدة علي حب الرسول (صلی الله علیه و آله) لهذا الرجل وكل هذا الفضائل وغيرها هي التي جعلته أفضل الخلق بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله).

والموضوع لانقرره نحن بل أصحاب الرسول (صلی الله علیه و آله) الذين بايعوه ونصروه، واستطاع أن يعيد الاسلام بعد ارتداد الجزيرة، واستطاع أن يفتح أعظم الدول، ولا أحد منكم يستطيع انكار هذه الأعمال، أو يأتي بأحد استطاع أن يفعلها رحمة الله عليه وعلي أصحابه.

وكتب (فرزدق) بتاريخ 28-1-2000، الخامسة مساءً:

يا عمر، أحسنت: مثَلُ الذين يُنفقون أموالهم (في سبيل الله) كمثل حبة.. فلو كان إمامك أنفق ما أنفق في سبيل الله لنزلت فيه آية أو نصف آية أو ربع آية.. كما نزلت في علي يوم تصدّق بخاتم.. ونزلت فيه يوم دفع دراهم.. ونزلت فيه يوم تصدّق بأرغفة.. ونزلت ونزلت... ألا يستحق ذلك المُنفق الكبير خاصة

ص: 235

في آخر أيامه كما تزعم (مع أن المعروف فقره فيها) ألا يستحق نصف آية!!!

وأما الجهاد وما أدراك ما الجهاد.. فإني علي يقين بأنه لو كان أبو بكر بنفسه مكانك لما أعاد وكرر تلك النقطة بالذات، لما قام به في تلك المعارك من بطولات دوّنها التأريخ بأحرفٍ من نور!!! خاصّة عندما عاد من إحداها يجبّن أصحابه ويجبّنونه!!! وقد ذكرنا جملة منها فيما تقدّم.. فلا تضطرني إلي إعادتها والإتيان بغيرها..

وأما الحج والصلاة وهما أخرُ ما بقي في جُعبتك فقد بيّن الاخوة الأعزاء في هذا المنتدي كثيراً من الزيف الذي حصل في تلك الروايات سنداً ودلالة، وأثبتوا بما يُقنع (العاقل) بطلان الاحتجاج بها.. فلا أعيد.. وأين هذا من عشرات المواقف البطولية والأحاديث النبوية والآيات القرآنية، التي تفرّد وامتاز بها أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه.. وها أنت تجرنّي إلي المقايسة المفاضلة بينه وبينهم..

وواللهِ الذي لا إله إلاّ هو فإن هذا لقياس باطل حتي علي مذهب أبي حنيفة!!!

وكما قلتُ سابقاً وسأعيد.. فهل تصح المقارنة بين الثري والثريّا!!!!! وهل يصح القياس بين الحصي ونجوم السما!!! وهل يصح التنظير بين عود الثقاب ونور الشمس!!!!! كلاّ وألف كلاّ … ولقد صدق الشاعر حينما قال:

ألم ترَ أن السيف يزري بقدرِه إذا قيل أن السيف خير من العص

وأخيراً: فلقد كان يكفيني لإجابتك أن أقول: سلاماً...حتي لا يكون هناك تغييرا للموضوع كما تزعم، ويكون جوابي مطابقاً لكلامك بالضبط!!!

هل فهمت... لا أظن...

ص: 236

علي سيد العرب

كتب (هاشم) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 12-7-1999، الثانية عشرة والربع صباحاً، موضوعاً بعنوان (أمير المؤمنين علي عليه السلام سيد العرب)، قال فيه:

روي الحاكم بسنده عن سعيد بن جبير عن عائشة أن النبي صلي الله عليه (وآله) وسلم قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.. (المستدرك ج3 ص124)

أخرجه أيضاً المتقي في كنز العمال ج6 ص157 وقال: أخرجه الحاكم وتعقب عن عائشة والدارقطني في الأفراد عن ابن عباس والحاكم عن جابر.

أذكر لكم أيضاً بعض المصادر التي روت حديث (علي سيد العرب):

حلية الأولياء لأبي نعيم:1 /63 و:5 /38. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي:11 /89. كنز العمال:6 /400. مجمع الزوائد للهيثمي:9 /116. الصواعق المحرقة لابن حجر ص 73. تقبلوا تحياتي.

وكتب (عرباوي) بتاريخ 12-7-1999، الحادية عشرة صباحاً:

أحسنت.. مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجي ومن تخلف عنها هوي.

وكتب (KhaTeeR) 12-7-1999، الثانية ظهراً:

جزاك الله خيرا.

وكتب (العاملي) بتاريخ 12-7-1999، الثالثة ظهراً:

أحسنت يا أخ هاشم، وللحديث مصادر أخري.. وقد صححه كثيرون من كبار القوم، واسمح لي بتعليقات عليه:

ص: 237

1- النبي صلي الله عليه وآله لاينطق عن الهوي، فلماذا قال ذلك؟!

2 - أن دراسة مناسبات أحاديث النبي صلي الله عليه وآله في علي عليه السلام فيها علم كثير وكشف لكثير من الحقائق التي لا يحب كشفها مدّعو حب علي!

3 - إن المقايسة بين مناسبات أحاديث فضائل علي، وما ادعي مناسبات لأحاديث فضائل غيره.. تكشف عن وجود مناسبات طبيعية حقيقية في فضائله عليه السلام، أما فضائل خصومه فمناسباتها شكلية غالباً، ومضحكة أحياناً، وغير معقولة أحياناً.

4 - علي سيد العرب، بنص الله ورسوله.. فانظر كيف فعلوا مع سيدهم بعد رسوله، ثم مع أبناء سيدهم، وأسباط نبيهم؟!!

5 - علي سيد العرب، ويجوز أن تجبره رعيته علي بيعة منتخب اتحاد قبائل قريش، فيسقط حقه من السيادة، وتصير بيعة السيد البديل شرعية مملوءة شرعاً!

6 - علي سيد العرب في الدنيا، وسيدهم في الآخرة فهو يشفع لمن يقبله من رعيته وشيعته.. أما المطرودون منه، فهم المطرودون عن حوض الرسول صلي الله عليه وآله، لأن علياً وكيله علي الحوض والساقي عليه، وذائد المنافقين عنه!

وكل ذلك منصوص بأحاديث صححها علماء سنيون!

وأخيراً، علي سيد العرب، وقلَّ من وَفَي لرسول الله فيه من العرب..

جعلنا الله منهم!

وكتب (هاشم) 12-7-1999، الرابعة والنصف عصراً:

أهلاً بالأخ خطير.. وشكري للأخ العاملي علي تعليقاته المتممة..

أخيراً أقول: إني أخذت مصادر الحديث الشريف من الكتاب القيم (فضائل الخمسة من الصحاح الستة). تأليف السيد مرتضي الحسيني الفيروز آبادي.

ص: 238

والسلام عليكم.

ص: 239

ص: 240

الفصل السابع: علي قسيم الجنة والنار

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

علي بأمر ربه قسيم النار والجنة

من مكابرات النواصب

أحمد بن حنبل يعترف وأتباعه ينكرون!!

ص: 241

ص: 242

علي بأمر ربه قسيم النار والجنة

كتب (عمر) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 21-4-2000، الثالثة صباحاً، موضوعاً بعنوان (في أن علياً عليه السلام قسيم الجنة والنار)، نقلاً عن التفسير المنسوب للامام العسكري عليه السلام، قال فيه:

ثم ينادي من آخر عرصات القيامة: ألا فسوقوهم إلي الجنة لشهادتهم لمحمد صلي الله عليه وآله بالنبوة. فإذا النداء من قبل الله تعالي: لا، بل، وقفوهم إنهم مسؤلون. يقول الملائكة الذين قالوا سوقوهم إلي الجنة، لشهادتهم لمحمد صلي الله عليه وآله بالنبوة: لماذا يوقفون يا ربنا؟ فإذا النداء من قبل الله تعالي: إنهم مسؤلون عن ولاية علي بن أبي طالب وآل محمد، يا عبادي وإمائي إني أمرتهم مع الشهادة بمحمد بشهادة أخري، فإن جاءوا بها فعظموا ثوابهم، وأكرموا مآبهم، وإن لم يأتوا بها لم تنفعهم الشهادة لمحمد صلي الله عليه وآله بالنبوة ولا لي بالربوبية، فمن جاء بها فهو من الفائزين، ومن لم يأت بها فهو من الهالكين.

قال: فمنهم من يقول: قد كنت لعلي بن أبي طالب بالولاية شاهداً، ولآل محمد محباً، وهو في ذلك كاذب يظن أن كذبه ينجيه، فيقال له: سوف نستشهد علي ذلك علياً. فتشهد أنت يا أبا الحسن، فتقول: الجنة لأوليائي شاهدة

ص: 243

، والنار علي أعدائي شاهدة. فمن كان منهم صادقاً خرجت إليه رياح الجنة ونسيمها فاحتملته، فأوردته علالي الجنة وغرفها وأحلته دار المقامة من فضل ربه لا يمسه فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب. ومن كان منهم كاذباً جاءته سموم النار وحميمها وظلها الذي هو ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب فتحمله، فترفعه في الهواء، وتورده في نار جهنم.قال رسول الله صلي الله عليه وآله: فلذلك أنت قسيم الجنة والنار، تقول لها: هذا لي وهذا لك.

فكتب (فرات) بتاريخ 22-4-2000، الخامسة مساءً:

ومما يدل علي صدق هذه القضية هو أن رواها من خالف علياً عليه السلام في كتبهم:

1 - الصواعق المحرقة لأبن حجر ص 75 قال: وأخرج الدار قطني أن علياً عليه السلام قال للستة الذين جعل عمر الأمر شوري بينهم كلاماً طويلاً من جملته: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم: يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري؟ قالوا: لا.

قال: ومعناه ما رواه غيره عن علي الرضا عليه السلام: أنه صلي الله عليه [وآله] وسلم قال له: أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار هذا لي وهذا لك.

2 - كنز العمال ج6 ص402 قال: عن علي عليه السلام قال: أنا قسيم النار، قال: أخرجه شاذان الفضيلي، في رد الشمس.

3 - كنوز الحقائق للمناوي ص92 ولفظه: علي قسيم النار، قال: أخرجه الديلمي، يعني عن رسول الله صلي الله عليه [وآله] وسلم.

ومما يؤكد هذه الحقيقة الحديث الذي أخرجه الأئمة والحفاظ كمسلم في صحيحه والترمذي في جامعه وأحمد في مسنده وغيرهم وهو (عن أمير

ص: 244

المؤمنين علي عليه السلام قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلّي، إنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق).

من مكابرات النواصب

وردّ (عمر) بتاريخ 23-4- 2000، التاسعة مساءً:

من الغباء الاعتقاد بهذا الحديث، وإليك السبب العقلاني:

لو كانت الولاية لعلي (رضی الله عنه) شرط (كذا) أساسي في دخول الجنة، فلماذا استغربت الملائكة في بداية الأمر؟؟ (لماذا يوقفون يا ربنا؟). لاحظ الاستغراب من الملائكة. إذاً كيف علمت الملائكة بشهادتهم للنبي بالنبوة ولم يعلموا بالولاية. الأمر يحتاج الي عقل، لنبيّن الخبيث من الطيب.

وكتب (أبو سمية)، التاسعة والنصف مساءً:

ولماذا يسأل الله تعالي النبيين: ماذا أجبتم؟؟ ولماذا يقول النبي صلوات الله تعالي عليه وآله: (... أصحابي... لا تدري...)؟؟

وكتب (أبو فراس)، العاشرة إلا ربعاً ليلاً:

لن يقتنعوا أبداً مهما أتيت لهم بالدليل. ومهما جئت من أمهات كتبهم من أمور مستنكرة. ويكفي علي هذا ما ينشره الإخوان من خلال صفحات الإنترنت من صورة بصوت وصورة عن مشايخهم، والمهاترات التي تحدث في الحسينيات التي أصبحت وكأنها كنائس. مع ذلك لن يقتنعوا!

إذا أصبح الأمر عناداً، فماذا سيجدي النقاش معهم؟؟

ص: 245

فكتب (العاملي) بتاريخ 23-4-2000، العاشرة ليلاً:

الي متي تبقي يا عمر أنت وصاحبك، في التعصب والنصب، والتخريف والجهالة؟! ثم نراك لا تنكسر عينك أمام دليل وحجة!!

علي عليه السلام قسيم الله بين الجنة والنار:

قال القاضي عياض في الشفا: 1 / 294: (وأخبر النبي)... وما ينال أهل بيته وتقتيلهم وتشريدهم، وقتل علي، وأن أشقاها الذي يخضب هذه من هذه، أي لحيته من رأسه، وأنه قسيم النار، يدخل أولياؤه الجنة، وأعداءه النار...

- وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / 72: قال محمد بن منصور الطوسي: كنا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: ما تقول في هذا الحديث الذي يروي أن علياً قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟! أليس روينا أن النبي قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلي. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار!!

ونقل هذه الحكاية عن أحمد، في إحقاق الحق: 17 / 209، عن مجمع الآداب للبخاري الفوطي: 3 ق / 1 / 594 ط. بغداد.

ونقلها في: 30 / 402، عن مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة للصفوري / 167 ط. دار ابن كثير، دمشق وبيروت، تحقيق محمد خير المقداد ونقلها في: 4/ 259، عن طبقات الحنابلة لأبي يعلي: 1 / 320 طبع القاهرة.

وروي الحديث في صحيفة الأمام الرضا / 115، من عدة مصادر، بعدة أسانيد، عن الامام الرضا عليه السلام عن آبائه، عن النبي صلي الله عليه وآله قال: يا علي إنك قسيم النار والجنة، وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب. وقال في هامشه:

ص: 246

أخرجه محب الدين الطبري في الرياض النضرة: 2/ 160 و211. وذخائر العقبي: 61. وابن المغازلي في المناقب: 7 6 ح 97، عنه ابن طاووس في الطرائف: 76 ح 100. وعنه البحار: 39 / 209 ح 31. وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة: 84 من طريق ابن المغازلي، عن ابن مسعود وفيه: وتدخلها أحباءك. وفي / 303 وص 257 عن علي. ورواه الخوارزمي في مناقبه: 209. والحمويني في فرائد السمطين: 1 / 142 ح 105. وقال في إحقاق الحق: 7 / 172: حديث حذيفة رواه القوم: منهم العلامة الامرتسري في أرجح المطالب / 32 ط. لاهور، روي من طريق الديلمي وابن المغازلي والقاضي عياض عن حذيفة قال: قال رسول الله عليه صلي الله عليه وآله: يا علي أنت قسيم النار والجنة، وأنت تقرع باب الجنة وتدخلها أحباءك بغير حساب. وفي الصواعق المحرقة لابن حجر / 126: عن علي الرضا أنه (صلی الله علیه و آله) قال له: أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا لك.. وفي فردوس الأخبار: 3 / 90، عن حذيفة: علي قسيم النار. وفي بغية الطلب لابن العديم: 1 / 289: قال الأعمش: وإنما يعني بقوله أنا قسيم النار: من من كان معي فهو علي الحق. ورواه في إحقاق الحق: 20 / 251، عن مخطوطة كتاب (آل محمد) لحسام الدين المردي الحنفي ص 32، عن أبي سعيد الخدري. وأورد في إحقاق الحق: 4 / 259، و30 / 402، أسماء عدد من المؤلفين السنيين الذين رووا الحديث أو ذكروه في مؤلفاتهم، منهم: أحمد بن أبي عبيد العبدي الهروي في كتابه الغريبين / 307 في مادة القاف مع السين، مخطوط.

وابن المغازلي في كتابه مناقب أمير المؤمنين - مخطوط، قال: قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي عليه السلام: إنك قسيم الجنة والنار، وأنت تقرع

ص: 247

باب الجنة وتدخلها بغير حساب. والخوارزمي في المناقب / 234 ط. تبريز.

وأبو يعلي الحنبلي في طبقات الحنابلة: 1 / 320 ط. القاهرة، ذكر حكاية أحمد المتقدمة. وابن الأثير في نهاية اللغة: 3 / 284.

والحمويني في فرائد السمطين، قال: أخبرنا الشيخ شرف الدين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر سماعاً عليه قال: أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمان الشعري الجرجاني إجازة، أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، نبأ أبي أحمد بن عامر بن سليمان، نبأ أبوالحسن علي بن موسي الرضا، حدثني أبي موسي بن جعفر بن محمد، حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال النبي (صلی الله علیه و آله): يا علي إنك قسيم النار، وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب. وقال: أنبأني أبو الفضل بن أبي العباس مودود بن محمود عبد الله بن محمود الحنفي رحمه الله، قال: أنا أبو جعفر عمر بن محمد بن معمر بن طرزة الدارمي، قال: أنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمان بن أبي نصر المستملي الشحامي إجازة، قال: أنبأ أبو بكر بن الحسين الحافظ، قال: أنا أبو الحسين بن الفضل القطامي، قال: أنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يعقوب: قال حدثني يحيي بن عبد الحميد، قال: ثنا علي بن معمر عن موسي بن طريف، عن عبايه، عن علي قال: أنا قسيم النار، إذا كان يوم القيامة، قلت هذا لك وهذا لي.

وابن كثير في البداية والنهاية / 355: 7 ط. مصر، قال: لفظ عبد الله بن أحمد يعقوب بن سفيان: ثنا يحيي بن عبدالحميد، ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن موسي بن طريف، عن عباية، عن علي قال: أنا قسيم النار، إذا كان يوم القيامة، قلت هذا لك، وهذا لي.والعسقلاني في لسان الميزان: 3 /

ص: 248

247 و248 ط. حيدر آباد الدكن، و6 / 113 والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال (المطبوع بهامش المسند: 5 / 52 ط القديم بمصر) قال: عن علي قال: أنا قسيم النار. والصديقي في مجمع بحار الأنوار (: 3 / 144 ط نول كشور) قال: وفي الحديث: علي قسيم النار.

والكشفي الترمذي في المناقب المرتضوية / 91 ط. بمبئي، عن سنن الدارقطني والصواعق المحرقة لابن حجر المكي. والمناوي في كنوز الحقايق / 98، ط. بولاق بمصر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: علي قسيم النار.

والبدخشي في مفتاح النجا / 46 - مخطوط، قال: وأخرج الدارقطني عن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا علي أنت قسيم النار يوم القيامة. والزبيدي في تاج العروس: 2 / 25 ط. القاهرة، ذكر قول علي رضي الله عنه: أنا قسيم النار.

والقندوزي في ينابيع المودة / 84 ط اسلامبول، قال: وفي جواهر العقدين: قد أخرج الدارقطني، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني: أن علياً قال حديثاً طويلاً في الشوري، وفيه أنه قال لأهل الشوري: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: أنت قسيم النار والجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. وفي ص 85: وفي المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، وفيه (يا علي لو أن رجلاً أحبك وأولادك في الله، لحشره الله معك ومع أولادك. وأنتم معي في الدرجات العلي، وأنت قسيم الجنة والنار، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار.

والصفوري، في مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة / 167 ط. دار ابن كثير، دمشق وبيروت.

ص: 249

والعدوي الحمراوي في مشارق الأنوار / 122 ط. مصر، عن جواهر العقدين أن المأمون قال لعلي الرضا... انتهي.

وقال في هامش مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: 2 / 527 وروي ابن قتيبة في آخر غريب كلام أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب غريب الحد يث: 2 / 150، ط 1، قال: وقول علي أنا قسيم النار، يرويه عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن موسي بن طريف. قال ابن قتيبة: أراد علي أن الناس فريقان: فريق معي فهم علي هدي، وفريق علي فهم علي ضلال كالخوارج فأنا قسيم النار. معناه نصف الناس في الجنة معي، ونصف في النار. وقسيم: في معني مقاسم، مثل جليس وأكيل وشريب.

وليلاحظ مادة قسم من الغريبين والنهاية والفائق ولسان العرب.

وروي المرشد بالله يحيي بن الحسن الشجري في فضائل علي عليه السلام كما في ترتيب أماليه / 134، ط. مصر، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ المقريء المعروف بابن العلاء بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن ميثم، قال: أخبرنا أبو أحمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عبدالله، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه: الحسين بن علي، قال: قال لي أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا قسيم النار. فقال عمار بن ياسر: إنما عني بذلك أن كل من معي فهو علي الحق، وكل من مع معاوية علي الباطل ضالاً مضلاً...

ثم قال المرشد بالله يحيي بن الحسين الشجري: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقريء ابن الكوفي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن

ص: 250

ابراهيم بن أحمد الكناني المقريء قال: حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسن القاضي الأشناني، قال: حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي، قال: كنا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: يا أبا عبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يروي أن علياً عليه السلام قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكر من ذا؟! أليس روينا أن النبي صلي الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: لا يحبك إلا مؤمن ولا ببغضك إلا منافق؟! … وانظر الحكاية 7 و9 من خاتمة أربعين منتجب الدين.

رواه أيضاً ابن القاضي أبي يعلي الحنفي في كتاب طبقات الحنابلة: 1 / 320. وقريباً منه رواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: 775 من ترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 253 ط 2، وفيما قبله وما بعده شواهد جمة للمقام.

وكتب (عمر) بتاريخ 24-4-2000، الواحدة صباحاً:

عزيزي العاملي: يكفكيك أن تستشهد بأحد الكتب الصحاح، فإذا وجدت شيئاً فهاته، أما البحث في التخاريف والضعاف فهذا كغثاء السيل.

وأقولها لك صريحة: من يعتقد بهذا الشئ فهو خارج الملة، فلا تتعب نفسك في البحث عن الضعيف والمكذوب. نحن نعتقد بأن الله وحده قسيم النار والجنة، ولا علاقة لبشر أو نبي بهذا الشئ، ويمكنك العودة للقرآن لتجد ما تريده!

فكتب (أبو زهراء)، الثالثة صباحاً:

حريّ بمن كاناسيدا شباب أهل الجنة أن يكون والدهم قسيم النار والجنة.

علي حبه جنة قسيم النار والجنة

وصي المصطفي حقاً إمام الإنس والجنة

وكتب (عمر)، الواحدة ظهراً:

ص: 251

وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَي أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ. صدق الله العظيم.

فكتب (محمد الهجري)، الرابعة عصراً:

الأخ عمر، بعد التحية والسلام:

إليك هذه الملاحظات علي ردك الملئ بالفراغات:

أ – قلت: (نحن نعتقد بأن الله وحده قسيم النار والجنة، ولا علاقة لبشر أو نبي بهذا الشئ). الملاحظة:

1 - الله عز وجل يقول: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ). ق: 24، فمن المعنيان بقوله (أَلْقِيَا)؟ أليسا من خيار خلقه؟

2 - إن قلت: (ألقيا) عني الله بها ذاته. فالرد هو أن الله لم يُشِر الي أوامره بغير صيغتي الجمع والمفرد، أما التثنية فلم ترد في أي مكان.

ب – قلت: (لو كانت الولاية لعلي (رضی الله عنه) شرط أساسي في دخول الجنة. فلماذا استغربت الملائكة في بداية الأمر؟). الملاحظة:

1 - الله يقول: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) البقرة: 30، ألم تستغرب الملائكة في بداية الأمر؟

2 - روي مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش، وحدثنا يحيي بن يحيي واللفظ له، أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر قال: قال علي: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلي الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا

ص: 252

منافق) (جزء 1، صفحة 86، حديث 78).

بما أنك تعرف ولاية أمير المؤمنين بأنها: المحبة والمودة. والحديث واضح بأن مبغضه منافق، فهل للمنافق مكان في الجنة؟

ج – قلت: (يكفكيك أن تستشهد بأحد الكتب الصحاح، فاذا وجدت شيئاً فهاته، أما البحث في التخاريف والضعاف فهذا كغثاء السيل). الملاحظة:

1 - هل من دليل مقبول علي كون الحديث بأسانيده المتعددة من (التخاريف والضعاف)؟

2 - هل تعني بأن القاضي عياض، وأحمد بن حنبل، ومحب الدين الطبري، وابن حجر العسقلاني، وابن قتيبة، والطحاوي، وغيرهم قد قاموا بتصحيح (التخاريف والضعاف)؟

3 - الظاهر من قولك هو أنك لا تقبل إلا بالأحاديث الواردة في صحاحكم الستة، لا غير. مما يعني أنك لا تعتمد إلا عليها. فكيف تناقض كلامك الواضح وتستشهد بغيرها في الحوارات؟

وأجاب (العاملي) بتاريخ 24-4- 2000، الخامسة والنصف مساءً:

الحمد لله الذي أنك شهدت علي نفسك بالضلال وأنك تتبع المخرفين!!

فقد رفضت الأحاديث من غير الصحاح، التي تمتليء منها كتب إمامك ابن تيمية!! واتهمت إمام مذهبك أحمد بن حنبل بأنه صاحب تخاريف!!! تعليقاً علي مانقلته لك عنه: قال محمد بن منصور الطوسي: كناّ عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: ما تقول في هذا الحديث الذي يروي أن علياً قال: أنا قسيم النار؟

فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟! أليس روينا أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا بغضك إلا منافق؟ قلنا: بلي. قال: فأين المنافق؟

ص: 253

قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار!!. انتهي.

راجع كلامك ياعمر، وراجع ماذكرناه لك من أحاديث صحيحة في أن علياً عليه السلام قسيم بأمر الله تعالي لأهل الجنة والنار.

فكتب (صبي الشيعة)، السادسة مساءً:

أحسنت أستاذنا العاملي.

اللهم صل علي محمد وآل محمد. وجولة أخري رابحة.

وكتب (عمر)، التاسعة مساءً:

عزيزي العاملي: لقد بينت لك رأيي في الجملة بدون شرح. وعندما عدت للحديث في كتب الشيعة فتعجبت من جرأتهم علي الله وتعجبت أكثر من مدي تقيتكم عندما سألناكم عن معني الحديث وأنتم تتهربون من الاجابة. أما أحاديث الصحاح فهي معروفة وآراء العلماء موجودة في هذه الأحاديث، ولقد خلطت حديث أحمد مع قسيم النار وجعلتم احتجاجكم في أحمد ابن حنبل، ولا اعتراض علي حديث أحمد بل استهويتم خلط الأمور.

وأما من استشهد بالآية وأن الكلمة للمثني فهذا يخالف الواقع، فالملائكة هم الذين يلقون الكافرين وليس الله، وأخيراً استغراب الملائكة من أمر الولاية وتشبيهه بكلام الله (إني جاعل)، فالله يتكلم عن غيب وليس خبر مضي، والتشبيه بين الأمرين يجحده أي عاقل. والخلاصة التي وجدناها بأنكم لا تريدون التصديق.

ص: 254

احمد بن حنبل يعترف و أتباعه ينكرون

وكتب (العاملي) بتاريخ 24-4-2000، الحادية عشرة ليلاً:

لا تهرب ياعمر، جملة (قسيم الجنة والنار) لها معنيان، وقد أيّد إمامك أحمد أحدهما، فهل تؤيده أم لا؟ فإن قلت: نعم، فلماذا تدلس وتنفيه ولا تقول أقبله بالمعني الذي قبله أحمد، وأنفيه بالمعني الثاني؟!!

وكتب (عمر)، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

عزيزي العاملي: لقد خلطتم الموضوعين وألبستموه أحمد. هل يوجد هذا الحديث في مسند أحمد أم في كتبكم؟ أما أنا لا أقبله لتعارضه مع ما أمرنا الله به.

وكتب (محمد الهجري) بتاريخ 25-4- 2000، الثانية صباحاً:

الأخ عمر... بعد التحية والسلام، فمن الجلي أنك في معزل عن الصواب وذلك واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار.

الحديث الي الآن صحيح كل الصحة، وكل ما رددت به ليست إلا نواقص أظهرتك بمظهر العاجز.

يا حبيبي، أنظر في أقوال علماء أهل الجماعة الذين صرحوا بصحة الحديث، ثم أنقض أقوالهم، وإلا فعليك بالصمت. وإنني علي تمام الثقة في قدرتك علي ذلك، فلا تحرج نفسك علي رؤوس الاشهاد!

وكتب (العاملي) بتاريخ 25-4- 2000، التاسعة صباحاً:

قلت يا عمر: (لقد خلطتم الموضوعين وألبستموه أحمد بن حنبل). لابأس، إفصل الموضوعين أنت، وأثبت عدم صحة الحديث النبوي، ثم أثبت عدم

ص: 255

صحة شهادة أحمد. أما نفيك لشهادة أحمد بمعني الحديث، واحتجاجك بأنها لم ترد في مسنده، فهل تلتزم بتكذيب كل راوي عنه لأنه لم يذكر في مسنده؟!! فتطيِّر بذلك نصف مذهبك؟!!

وأما تصورك أن كون علي عليه السلام قسيم الجنة والنار كما شهد أحمد، يتعارض مع القرآن.. فنبارك للحنابلة أنه نبغ فيهم شخص أعلم بالقرآن وما يتعارض معه من إمامهم أحمد. أيها الحنابلة وأتباع ابن تيمية.. أتركوا ابن حنبل، وعليكم بهذا الامام الجديد الذي هو موظف في الكويت، ووظيفته تحطيب المواضيع ضد الشيعة مهما كانت واهية وخرافية، ورد الأدلة والأحاديث مهما كانت صحيحة!!!

وكتب (عمر)، الثانية ظهراً:

عزيزي العاملي: يكفيكم ما نقلتموه زوراً وبهتاناً عن أئمتكم فكيف الحال بمن خالفكم. أعتقد بأن الامام أحمد بريء من هذه المقولة. والدليل بأنه لم ينقل حديث قسيم النار والجنة في مسنده وأهل السنة لهم حاسة ضد الأحاديث المزورة، والسبب بأن كل ما يتعارض مع أمر الله فهو كذب وتزوير.

أما الشيعة فلا فرق لديها في مخالفة أمر الله إذا كان الأمر يتعلق بالأئمة، وهذا الحديث أحد الحالات! كما أحرق الامام علي (رضی الله عنه) من ادعي بمثل دعواكم! وأقسم بالله بأنكم لا تختلفون عنهم، لقد أعماكم الباطل عن الحقيقة وتركتم الله ورسوله واتجهتم الي علي! والتاريخ يذكر حادثة العجل ووجه الشبه بينها وبينكم، والقرآن صريح في هذا الأمر!! سورة الرعد - 16: قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمي والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا

ص: 256

لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار.

فأجابه (العاملي) بتاريخ 5-4- 2000، الرابعة عصراً:

إن كان لك شيخ أو مرجع أو إمام، فاسأله عما نقلناه عن إمامك أحمد..

وإن كنت إمام نفسك، فعلي الإمام عمر ومذهبه السلام.

وكتب (السبطين)، السابعة مساءً:

نوجه سؤالاً لعمر: هل هذا الحديث موجود في كتب أهل السنة أم لا؟ فنحن كشيعة نذكره من مصادركم لا أكثر ولا أقل لغرض الاستئناس. أما في رواياتنا فهو صحيح الثبوت والدلالة، فإذا كنت غير مقتنع به فهذا ليس ذنبنا كشيعة من حيث قبولك ورفضك له. فالرجاء جعل الموضوعية نصب عينك دوماً.

حب آل البيت قربه وهو أسمي الحب رتبه

ذنب من والآهمُ تغسله مزن المحبه

والذي يبغضهم لا يسكن الإيمان قلبه

علمه والنسك رجسٌ عسل في ضرع كلبه

لعن الله عدو الآل إبليس وحزبه

وكتب (عمر)، التاسعة مساءً:

عزيزي السبطين: لا أثر لوجود حديث قسيم النار في كتبنا المعتمدة. أما إذا أردت الصواعق المحرقة وما يشابهها فهذه الكتب اهتمت بنقل ما هو مسموع بدون التحقق من السند، أما إذا كان قصدك حديث: بغض المنافق لعلي. فهناك

ص: 257

حديث مشابه لبغض المنافق للأنصار. واذا أردنا أن نحتج مثل الشيعة فهم أيضاً قسيموا الجنة والنار.

وملاحظة أخيرة: من استشهد بالآية وكلمة (ألقيا) فهو افتراء أيضاً، وإليك الآية وما قبلها لتكتشف بأن القصد غير ما ذهب إليه الشيعة. بسم الله الرحمن الرحيم. إِذْ يَتَلَقَّي الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ. وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ. وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ. لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ. وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ. صدق الله العظيم.

وأجابه (العاملي) بتاريخ 26-4-2000، الثانية عشرة صباحاً:

حديث (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) صحيح عندكم. بل صح عندكم أيضاً أن المؤمنين علي عهد النبي صلي الله عليه وآله كانوا يعرفون المنافقين ببغضهم لعلي عليه السلام.. وهذا المعني من معاني قسيم الجنة والنار قَبِله إمامك أحمد، بينما رددته أنت لنُصبِك!! وإن أردتَ مصادره وأقوال علمائكم فيه أتينا لك بها.. ولكنك تكره علياً عليه السلام، وتريد مصادرة ماخصه الله به، واعترفَ به حتي إمامك.. وهذا من أسوأ أنواع النصب!!

ولو صح ماروي في الأنصار، فحديث علي خاص، وقد كان ميزاناً عملياً لمعرفة المنافقين، فهو حاكمٌ علي حديث الأنصار، حكم الخاص علي العام، وحكم الميزان بشخص، علي الميزان بأمة أو طائفة.

ثانياً.. أراك تكتب القرآن ولا تفهم معناه.. فمن هو المخاطب بقوله تعالي: (ألقيا في جهنم كل جبار عنيد.. فألقياه..)؟! أجب إن كنت عربياً أو عجمياً

ص: 258

تفهم العربية.. ولا تنقل عشرين وجهاً.. قال فلان: يحتمل، وقال علان: لعله!!! ولن تجد لها تفسيراً إلا أن المخاطب سيد الخلق رئيس المحشر صلي الله عليه وآله، ومعاونه علي عليه السلام.

وكتب (عمر)، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

عزيزي العاملي: إذا كنت لا تفهم المراد من الآيات، وقبلت بأن هناك شخص يأمر بالناس في النار، فمن هو الشخص حسب الآيات. يمكن أن يحتج أي إنسان بأي اسم ولا دليل لك عليه. وهذه الآية من المتشابهات التي يريد الشيعة بها بناء حقيقة غير موجودة، كما حدث بالعصمة. أما حديث قسيم النار فلا وجود له، كما لا وجود لاعتراف أحمد به، إلا في كتبكم المزورة، ألا تعتقد بأنه عدم أمانة في أن يترك حديث في مسنده، وهو يعتقد بأنه صحيح! وياحبذا لو تخالفني وتذكر اسم الناقل عن أحمد، بشرط أن لا يكون شيعي، والسبب بأنهم نقلوا زوراً عن الأئمة فما بالك عن أحمد؟ أما في مسند أحمد ما يخالف رأيكم فيه، وله حديث بأن الله وحده هو القسيم بين النار والجنة، وإليك الحديث لتفنيد مزاعمكم عن أحمد: حديث شداد بن أوس رضي الله تعالي عنه، مسند الشاميين: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: قال: شهر بن حوشب، قال: ابن غنم: لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت، فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه، فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم فيما نتناجي، وذاك قوله، فقال عبادة بن الصامت: لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما، ليوشكن أن تريا الرجل من ثبج المسلمين (يعني من وسط) قرأ القرآن علي لسان محمد صلي الله عليه وسلم، فأعاده وأبداه وأحل حلاله وحرم حرامه، ونزل عند منازله أو

ص: 259

قرأه علي لسان أخيه قراءة علي لسان محمد صلي الله عليه وسلم، فأعاده وأبداه وأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله، لا يحور فيكم إلا كما يحور رأس الحمار الميت.

قال: فبينا نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إلينا.

فقال شداد: إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لَمَا سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من الشهوة الخفية والشرك. فقال: عبادة بن الصامت وأبو الدرداء: اللهم غفراً، أولم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب، أما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد؟ فقال شداد: أرأيتكم لو رأيتم رجلاً يصلي لرجل أو يصوم له أو يتصدق له، أترون أنه قد أشرك. قالوا: نعم والله، إنه من صلي لرجل أو صام له أو تصدق له لقد أشرك. فقال شداد: فإني قد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من صلي يرائي فقد أشرك. ومن صام يرائي فقد أشرك. ومن تصدق يرائي فقد أشرك. فقال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد إلي ما ابتغي فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما يشرك به.فقال شداد عند ذلك: فإني قد سمعت رسول الله صلي الله عليǠوسلم يقول: إن الله عز وجل يقول أنا خير (قسيم) لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً، فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به وأنا عنه غنيّ. انتهي.

فكتب (العاملي) بتاريخ 26-4-2000، الثانية عشرة ظهراً:

مازلت تهرب من الحق يا عمر كعادتك! وإني أسأل الحق سبحانه أن يجزيك بعملك.. وقد زدت الطين بلة بكذبك وبهتانك علينا، وكذبك الصريح علي

ص: 260

إمامك أحمد، فقلت: (أما حديث قسيم النار فلا وجود له. لاوجود لاعتراف أحمد به إلا في كتبكم المزورة. ألا تعتقد بأنه عدم أمانة في أن يترك حديث في مسنده وهو يعتقد بأنه صحيح. وياحبذا لو تخالفني وتذكر اسم الناقل عن أحمد بشرط أن لا يكون شيعي. والسبب بأنهم نقلوا زوراً عن الأئمة فما بالك عن أحمد. أما في مسند أحمد ما يخالف رأيكم فيه. وله حديث بأن الله وحده هو القسيم بين النار والجنة. واليك الحديث لتفنيد مزاعمكم عن أحمد.... إن الله عز وجل يقول أنا خير (قسيم) لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به). انتهي كلامك.

تقول هذا ياعمر بجرأة وعدم حياء، بعد أن نقلت لك شهادة القاضي عياض في الحديث وهو سني! ونقلت قول أحمد المتقدم عن مجمع الآداب للبخاري الفوطي: 3 ق / 1 / 594 ط. بغداد. وهو سني!

- وعن مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة للصفوري / 167 ط. دار ابن كثير، دمشق وبيروت، تحقيق محمد خير المقداد.. وهو سني!

- وعن طبقات الحنابلة لأبي يعلي: 1 / 320 طبع القاهرة. وهو سني!

- وكتبت لك أنه روي حديث: أن علياً قسيم الجنة والنار ابن المغازلي في المناقب: 7 6 ح 97. وهو سني!

- ورواه الخوارزمي في مناقبه: 209، وهو سني!

- وابن حجر في الصواعق المحرقة لابن حجر / 126، وهو سني!

- ورواه الديلمي في فردوس الأخبار: 3 / 90، عن حذيفة، وهو سني!

- ورواه ابن العديم في بغية الطلب: 1 / 289، وهو سني!

- وأورد في إحقاق الحق: 4 / 259، و30 / 402، أسماء عدد من المؤلفين

ص: 261

السنيين الذين رووا الحديث، أو ذكروه في مؤلفاتهم، منهم:

- أبو عبيد العبدي الهروي في كتابه الغريبين / 307 في مادة القاف مع السين، وهو إمام للسنيين.

- وابن الأثير في نهاية اللغة: 3 / 284، وهو سني!

- وابن كثير في البداية والنهاية / 355: 7 ط. مصر، وهو سني!

- والعسقلاني في لسان الميزان: 3 / 247 و248 ط. حيدر آباد الدكن،

و6 / 113، وهو سني!

- والمناوي في كنوز الحقايق / 98، ط. بولاق بمصر، وهو سني!

- والبدخشي في مفتاح النجا / 46 عن الدار قطني، وهو سني.

- وقال القندوزي في ينابيع المودة / 84 ط اسلامبول، قال: وفي جواهر العقدين: قد أخرج الدارقطني، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني: أن علياً قال حديثاً طويلاً في الشوري، وفيه أنه قال لأهل الشوري: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: أنت قسيم النار والجنة غيري؟

قالوا: اللهم لا.

- والصفوري، في مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة / 167 ط. دار ابن كثير، دمشق وبيروت. وهو سني!

- وروي ابن قتيبة في كتابه غريب الحد يث، في آخر غريب كلام أمير المؤمنين عليه السلام: 2 / 150، وهو سني مجسم مثلك!

- ورواه الشجري في ترتيب أماليه / 134، ط. مصر، وهو سني!

- أما زعمك أن الحديث لو كان صحيحاً لرواه أحمد في مسنده، فيضحك منه الطالب المبتدي، لأن أحمد عنده كتب أخري روي فيها ما ليس في مسنده،

ص: 262

فهل رواياته فيها باطلة؟!!

وقد روي في فضائل الصحابة: 2 / 639: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

- ورواه الحاكم: 3 / 129 وقال: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم، ولم يخرجاه. ورواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف.

لاحظ يا عمر أن الحديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يروياه؟

فهل تعرف لماذا لم يروياه؟!!!

اتق الله ياعمر. فأمامك آخرة وحساب، فلا تكن تابعاً لمن ظلم وآل محمد، وأنت تصلي عليهم في صلاتك!!!

صلوات الله عليهم، ولعن الله أول ظالم ظلمهم، وآخر تابع له علي ذلك.

وكتب (عمر)، الثانية إلا ربعاً ظهراً:

عزيزي العاملي: بدأ التخبط واضحاً في كلامك ولقد طلبت منك بعدم الاستشهاد بضعاف الكتب، وها أنت تعود لما بدأنا! أهل السنة لهم حاسة فريدة في الكشف عن الغريب من الأحاديث، والسبب هو ما يخالف كتاب الله. ولقد بينت لك من مسند أحمد عكس ما تقول. والغريب بأن مثل هذا الحديث وأهميته لا يوجد في الكتب المعتمدة مع أنه شهادة ثالثة بعد الله ورسوله (صلی الله علیه و آله) والأغرب بأنه لم يذكر بالأذان والصلاة عند التشهد.

أما من استشهد بالآيات التي عجز عقلك عن فهمها، فلك التفسير: (إِذْ يَتَلَقَّي الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ) من هما عن يمينك وشمالك؟؟ إنهما منكر ونكير ويستمر السياق في المثني (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ)

ص: 263

ولا زال الخطاب للمثني (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) إذاً من هما الذين قررا بأنه يستحق النار؟؟ إنه عملك وما صنعت وما كتبا (كذا) الملكان منكر ونكير. اتقوا الله فقط فلقد تماديتم في أفعالكم.

فكتب (العاملي) بتاريخ 26-4-2000، الرابعة إلا ربعاً عصراً:

أسأل الله أن يجعل ابتلائي بمناقشة عمر كفارةً لذنوبي..

ياعمر أنت تزعم أن كل المصادر التي ذكرتها لك ضعيفة!

وأغلبها مصادر لائمة معترف بهم في مذهبك.. وفيها كتاب فضائل الصحابة لامامك أحمد! فاذكر لي عالماً واحداً أو نصف عالم يوافقك علي رأيك!!!

فإن لم تفعل فأنت مفترٍ..

أما ماذكرته من مسند أحمد (أنا خير قسيم)، وأنه تعالي يعطي العمل الذي فيه شرك لمن شركه فيه ولا يقبله.. فهو خارج عن الموضوع، فهو تعالي صاحب الجنة والنار وقسيمهما، ولا ينافي أنه يوكل بذلك ملائكته ومن شاء من عباده ليقسم الناس للجنة والنار كما يعلمه!!

أما المخاطب بآية (ألقيا في جهنم) فلا يصح أن يكون الرقيب والعتيد، ولا السائق والشهيد، ولا قرين السوء.. لقد خلطت الملكين الشاهدين، بالسائق والشهيد، وبالقرين.. ولو تأملت لفهمت. ولكنك كأنك حلفت أن لا تفعل!!

وكتب (السبطين)، السابعة مساءً:

عزيزي عمر: يجب عليك أن لاتطعن في الرواية ابتداءً دون النظر في أسانيدها وطرقها، وهذا أساس ومنهج علمي، فلا يعني أن الرواية غير موجودة في كتب الصحاح أنها موضوعة أو ضعيفة!! فيجب أن تذكر أقوال الحفاظ.

ص: 264

والقاعدة الحديثية المعروفة تقول: من أسندك فقد أحالك، فيلزمك التحقق. أما صحته عند بعض الحفاظ وضعفه عند البعض فليس ملزماً للكل الالتزام به. فتدبر أرشدك الله.

وكتب (عمر)، التاسعة مساءً:

عزيزي السبطين: مثل هذا الموضوع والذي أعتقد بأنه يحدد مصير الانسان بين الشرك والتوحيد فلا بد أن يكون له ذكر في الصحاح. أما غير هذا فنحن نعتمد علي القرآن ونترك المتشابهات من الآيات.كما أعتقد بأن من يصدق هذه الروايات فهو في الشرك أو قريب منه. ولا أعتقد بأن أحد العلماء من أهل السنة يوافق علي هذا الحديث.

كما أكتفي بهذا القدر من المناقشة، ونترك القراء للحكم.

ص: 265

ص: 266

الفصل الثامن: بعض الأدلة علي إمامة علي و عصمته

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

سؤالهم عن الأدلة علي إمامة علي وعصمته؟

اعترافهم بحديث الغدير ومحاولاتهم ليَّ عنقه!!

ص: 267

ص: 268

سؤالهم عن الأدلة علي إمامة علي و عصمته

كتب (محب السنة) في شبكة هجر، بتاريخ 9-11-1999، الواحدة ظهراً موضوعاً بعنوان (ما الأدلة التي تستدلون بها علي أن علياً إمام معصوم، وأنه وصي النبي صلي الله عليه وسلم)، قال فيه:

تقولون إن علياً رضي الله عنه هو الوصي للنبي صلي الله عليه وسلم وإنه إمام معصوم وهذا أمر علي درجة كبيرة من الأهمية، لأنه مادام وصيا فإنه مشرع بعد النبي صلي الله عليه وسلم، وأن ما يقوله ويفعله دين يجب الأخذ به وتحرم مخالفته والخروج عن أمره، وقد يصل الأمر بالمخالف له إلي الكفر والخروج من الإسلام. وما دام الأمر علي هذه الدرجة من الأهمية فلا بد أن تكون أدلته ظاهرة جلية صريحة يعرفها الجاهل والعالم، لأن رحمة الله تقتضي أنه كلما كانت حاجة العباد إلي معرفة حكم شرعي عظيمة كلما كثرت الأدلة التي تبين هذا الأمر فلا تدع لأحد حجة يحتج بها.

فما الأدلة التي تستدلون بها، ولابد أن تكون من كلام الله وكلام رسوله صلي الله عليه وسلم، كما أنه لا بد أن تكون صريحة لاتحتمل التأويل.

وأجاب (العاملي) بتاريخ 9-11-1999، السابعة مساءً:

ص: 269

يكفينا ماصح عندنا وعندكم من أن النبي الذي لا ينطق عن الهوي صلي الله عليه وآله، قد أمر الأمة بالتمسك بعده بالثقلين القرآن والعترة، وأول العترة علي عليه السلام. وعندما يأمر الله ورسوله باتباع شخص أو أشخاص، لا بد أن يكونوا دائماً مصيبين عاملين بطاعته.. وإلا كان أمره بطاعتهم مع علمه بمعصيتهم، أو احتمال ارتكابهم معصية.. إغراءً لعباده بالجهل، تعالي الله عن ذلك.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 9-11-1999، الحادية عشرة ليلاً:

ألا تتفق معي ياعاملي أن الأمر علي درجة كبيرة من الأهمية، وما دام كذلك فلا بد أن تكون أدلته صريحة لا تحتمل التأويل، وما ذكرته من أدلة تعتبر مجملة لا تكفي للاستدلال علي هذه المسألة.

والذي يفهم من الأدلة التي تحتج بها: الوصية بالإحسان إلي آل البيت، ومودتهم، وموالاتهم، ومعرفة ما لهم من الفضل.

ولو سلمنا جدلاً بصحة الاستدلال بها علي عصمتهم والاقتداء بهم، لكان في الأمة غيرهم يشاركهم بهذه الخاصية، لما ورد من النصوص الصريحة التي تأمر باتباعهم والاقتداء بهم مثل قول النبي صلي الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ.

وقوله: اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر.

ولكن أهل السنة لم يفهموا من هذه الأحاديث أنهم معصومون، بل فهموا أنهم أقرب الناس للحق، وأحرصهم عليه، وأعلمهم به.

فكتب (العاملي) بتاريخ 9-11-1999، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

نعم الأمر خطير ومهم يا أخ محب السنة.. والدليل الذي ذكرته لك قوي وصحيح عندكم بل متواتر. ونصوصه قوية صريحة صارخة: (إني تاركٌ فيكم

ص: 270

الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.. إنكم واردون علي وسائلكم كيف خلفتموني فيهما.. من لم يحبهم لا يرد الحوض علي، لا والله.. يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق..) وعشرات النصوص الصحيحة القوية لفظاً ودلالة.. التي لو صدر بعضها عن نبي وهو يودع أمته، لكان كافياً.

وأعيذك بالله أن تميع معانيها كما فعلت بطون قريش، فتجعلها دعوة للمسلمين للاحسان والصدقة علي آل الرسول!!

فقد شرف الله آل محمد حتي عن الزكاة وعن الصدقات أوساخ الناس، وشرع لهم مالية خاصة في ميزانية الدولة الاسلامية الي يوم القيامة!!

أما أحاديث الاقتداء بأبي بكر وعمر والخلفاء فهي عندنا غير صحيحة، وإن صحت عندكم فهي معارضة لأحاديثه في أهل بيته، ولا يمكن الجمع بينها، فلا بد من إسقاط إحدي الطائفتين.. لأن الرسول لا يمكن أن يأمر باتباع المختلفين.

وأحاديث التمسك بأهل البيت عندكم أقوي سنداً، وهي مجمع عليها من جميع الامة.. ولا يقدم الاضعف سنداً علي الأقوي، ولا المختلف فيه علي المجمع عليه.

وكتب (عمار) بتاريخ 10-11-1999، الواحدة صباحاً:

الأخ محب السنة السلام عليكم، تقول: (والذي يفهم من الأدلة التي تحتج بها الوصية بالإحسان إلي آل البيت ومودتهم وموالاتهم ومعرفة ما لهم من الفضل)

أن أحاديث الثقلين أوصت بأكثر من الإحسان إلي آل البيت ومودتهم، بل

ص: 271

نصّت علي إتباعهم والتمسك بهم وبكتاب الله تعالي.. وإليك أحد هذه الأحاديث من سنن الترمذي:

3718 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ الأَنْمَاطِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَي نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. قَالَ: وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي سَعِيدٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَحُذَيْفَةَ ابْنِ أَسِيدٍ قَالَ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. قَالَ: وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ قَدْ رَوَي عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.

وقد تواترت أحاديث الثقلين، وألفت الكثير من الكتب في خصوص هذا الحديث! فبالله عليك أتري في هذه الأحاديث ما يدعو فقط الي الإحسان والمودة والموالاة؟! أم أنه نصٌ صريحٌ باتباعهم؟

ولنعد الآن إلي الأحاديث التي تحتجون بها وأقول:

يا زميلي إنه من الجهل أن يحتجَّ أي سني علي أحد الشيعة بهذا الحديث، وذلك لانفراد أهل السنة به، ولا يمكن إلزام الشيعة بما لم يروونه في مصادرهم التي يثقون بها. ولكن وبالرغم من هذا فسنحاول الرد علي هذه الأحاديث، وما توفيقي إلاّ بالله:

إن أول إشكال يوجه للحديث (عليكم بسنتي..) أنه مما أعرض عنه الشيخان البخاري ومسلم ولم يخرجاه. وهذا يعني النقصان في درجة صحته، وذلك لأن أصح الأحاديث (عندكم) ما أخرجه الشيخان، ثم ما انفرد في إخراجه البخاري ثم ما انفرد في إخراجه مسلم، ثم ما كان علي شرطيهما، ثم ما كان

ص: 272

علي شرط البخاري، ثم ما كان علي شرط مسلم. وهذه المميزات لاتوجد في هذا الحديث... الي آخر ما كتبه عمار (وسيأتي البحث في هذا الحديث المزعوم الذي ضعفوه هم).

وكتب (محب السنة) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 22-11-1999، التاسعة مساءً موضوعاً بعنوان (أيها الشيعة ما الأدلة التي تستدلون بها علي أن علياً إمام معصوم وأنه وصي النبي)، قال فيه:

يقول ابن المطهر الحلي في كتابه منهاج الكرامة:

إثبات الإمامة: فهي أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسائل المسلمين، وهي مسألة الإمامة التي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة، وهي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه الخلود في الجنان والتخلص من غضب الرحمن، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من مات ولم يعرف إمام زمانه ميتة جاهلية.

فقد جعلها ابن المطهر أحد أركان الإيمان، والمؤمن بها ينال أعظم الثواب، فهل يعقل أن تكون أدلتها مختلف (كذا) فيها بين أهل الإسلام، وهي بهذه المنزلة الرفيعة من الدين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض رده علي ابن المطهر حين استدل بقول النبي صلي الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض، وقال: أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وهذا يدل علي وجوب التمسك بقول أهل بيته وعلي سيدهم فيكون واجب الطاعة علي الكل فيكون هو

ص: 273

الإمام..

قال: الجواب من وجوه:

أحدها، أن لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم: قام فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم خطيباي بماء يدعي خُماًّ بين مكة والمدينة فقال: أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي، وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث علي كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.

وهذا اللفظ يدل علي إن الذي أمرنا بالتمسك به، وجعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله، وهكذا جاء في غير هذا الحديث، كما في صحيح مسلم عن جابر في حجة الوداع لما خطب يوم عرفة وقال: قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟

قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.

فقال بِإصبعه السبابة يرفعها إلي السماء وينكبها إلي الناس: اللهم اشهد ثلاث مرات.

وأما قوله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض. فهذا رواه الترمذي وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه، وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح. وقد أجاب عنه طائفة بما يدل علي أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون علي ضلالة، قالوا ونحن نقول بذلك، كما ذكر القاضي أبو يعلي وغيره، ولكن أهل البيت لم يتفقوا ولله الحمد علي شئ من خصائص مذهب الشيعة.

ص: 274

وأما قوله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، فهذا لا يعرف له إسناد لا صحيح ولا هو في شئ من كتب الحديث التي يعتمد عليها، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطاب الليل، الذين يروون الموضوعات، فهذا ما يزيده إلا وهنا.

ويبين رحمه الله (يقصد ابن تيمية) أن المراد بالعترة آل البيت كلهم فيقول:

الوجه الثاني: إن النبي صلي الله عليه وسلم قال عن عترته: إنها والكتاب لن يفترقا حتي يردا عليه الحوض، وهو الصادق المصدوق، فيدل علي إن إجماع العترة حجة. وهذا قول طائفة من أصحابنا، وذكره القاضي في المعتمد، لكن العترة هم بنو هاشم كلهم ولد العباس وولد علي وولد الحارث بن عبدالمطلب، وسائر بني أبي طالب، وغيرهم. وعلي وحده ليس هو العترة، وسيد العترة هو رسول الله صلي الله عليه وسلم، يبين ذلك أن علماء العترة كابن عباس وغيره لم يكونوا يوجبون اتباع علي في كل مايقوله، ولا كان علي يوجب علي الناس طاعته في كل ما يفتي به.،ولا عرف أن أحدا من أئمة السلف لا من بني هاشم ولا غيرهم قال إنه يجب اتباع علي في كل ما يقوله.

الوجه الثالث: أن العترة لم تجتمع علي إمامته ولا أفضليته، بل أئمة العترة كابن عباس وغيره يقدمون أبا بكر وعمر في الإمامة والأفضلية، وكذلك سائر بنوهاشم من العباسيين والجعفريين وأكثر العلويين. وهم مقرون بإمامة أبي بكر وعمر وفيهم من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم، أضعاف من فيهم من الإمامية.

والنقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن وغيرهما، أنهم كانوا يتولون أبا بكر وعمر

ص: 275

وكانوا يفضلونهما علي علي. والنقول عنهم ثابتة متواترة، وقد صنف الحافظ أبو الحسن الدارقطني كتاب ثناء الصحابة علي القرابة وثناء القرابة علي الصحابة، وذكر فيه من ذلك قطعة، وكذلك كل من صنف من أهل الحديث في السنة، مثل كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للخلال، والسنة لابن بطة، والسنة للآجري، واللالكائي والبيهقي، وابن ذر الهروي، والطلمنكي، وابن حفص بن شاهين، وأضعاف هؤلاء (كذا) الكتب التي يحتج هذا بالعزو إليها، مثل كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد، ولأبي نعيم، وتفسير الثعلبي، وفيها من ذكر فضائل الثلاثة ما هو من اعظم الحجج عليه، فإن كان هذا القدر حجة فهو حجة له وعليه، وإلا فلا يحتج به.

الوجه الرابع: إن هذا معارض بما هو أقوي منه، وهو أن إجماع الأمة حجة بالكتاب والسنة والإجماع والعترة بعض الأمة، فيلزم من ثبوت إجماع الأمة إجماع العترة. وأفضل الأمة أبو بكر.

وكتب (عبد الله) بتاريخ 23-11-1999، الثامنة مساءً:

ملاحظات علي كلامك:

1 - الدين كامل قبل وفاة النبي صلي الله عليه وآله. نعم وقد وعاه المسلمون: هذه دعوي تحتاج إلي دليل، فهلا تفضلت علينا بدليل يثبت هذه الدعوي، لأنه من المعروف أن الصحابة اختلفوا في كل شئ ولاتجد مسألة إلا وتجد قول (كذا) لابن عباس وقول لجابر وقول لعائشة وهكذا.. حتي في أبسط المسائل!

فنحن من نصدق وبقول من نأخذ؟

نعم وعاه رجل واحد فقط هو علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي نزلت فيه الآية (وتعيها أذن واعيه).

ص: 276

وتولي الله عز وجل حفظه: بأي طريق؟ بطريق غيبي أم بطريق طبيعي سببي، يعني بعبارة أخري، الله عزوجل يحفظ لنا هذا الدين بأمور خارجة عن المتعارف أي أمور خارقة للعادة، أم أنه يحفظ هذا الدين عن طريق طبيعي حسب الأمور المتعارفة، أجب علي هذا السؤال لوسمحت.

2 - الوصي يقوم مقام النبي صلي الله عليه وآله فهو مبلغ عن النبي صلي الله عليه وآله، والتبليغ يقتضي أن يكون معصوماً كما كان النبي صلي الله عليه وآله معصوماً عندما كان يبلغ عن الله عز وجل.. لأنه لو لم يكن معصوما لاحتمل أن ينسي فلا يبلغ الرسالة كاملة، والحال أن يجب عليه أن يبلغها كاملة.

3 - وقولك إن الوصي لماذا كان بعد النبي صلي الله عليه وآله فقط؟ أو إلي وقت الأئمة الاثنا عشر؟ وباقي الناس أليس لهم حق؟

نقول: إن الامامة مستمرة الي يوم القيامة، والامام الثاني عشر وإن كنا لانراه إلا أنه موجود بيننا يرعي الأمة من الاضمحلال والزوال. وهو قبل أن يغيب عن أنظارنا كلفنا بمهمة واحدة وهي أن نتبع الفقهاء العدول.

ثم نحن لانعلمه مسئوليته وما المفروض أن يقوم به! لأنه أعرف بمسئوليته، وهو مكلف من قبل الله عز وجل.

4 - وأما قولك هذا أمر عظيم. فنعم، هو كذلك ويحتاج الي برهان واضح وأدلة ساطعة. نعم، نحن معك، وهذه الأدلة من الكثرة بحيث أن الانسان يعجز عن إحصائها، وما يقوم به الأخوة في المنتدي جميعاً هو هذا!! أي إثبات الامامة.

والحمد لله رب العالمين.

وكتب (المسلم الحر) بتاريخ 23-11-1999، التاسعة مساءً:

ص: 277

إلي محب السنة.. أما عن قولك بنسخ شريعة النبي بالوصي.. فهذا ليس من معتقدات الشيعة..

فالوصي ليس نبياً ليأتي بتشريع جديد بل هو موضح ومكمل لتشريع النبي..

أما قولك بأن النبي ترك فينا الكتاب والسنة.. فلماذا حارب الخلفاء السنة إذا كان النبي وصي بها؟؟ وفي موضوعي الأخر أدلة علي حرب الخلفاء للسنة النبوية الشريفة..

وأما من قال بتحرف القرآن.. فيضرب بكلامه عرض الحائط لمخالفته قوله تعالي: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. سواء أكان القائل سنياً أم شيعياً.. عالماً أم غير عالم..

لقد بينت في موضوعي: (كتاب الله وسنتي.. أم كتاب الله وعترتي) وبين الإخوان مشكورين مدي صحة الكتاب والعترة مقارنة بالكتاب والسنة..

وكتب (محب السنة) بتاريخ 24-11-1999، التاسعة صباحاً:

إلي عبد الله تقول: غاية مانبتغيه هو أن يعتقد الغير أن عندنا أدلة تسند آراءنا كما قلت أنت.

هذا ما نعتقد جازمين أنكم تفتقدونه والأدلة ينبغي أن تكون صريحة صحيحة من الكتاب والسنة تصرح بما تدعون وهذا ما لن تستطيعوا أن تأتوا به.

أما ملاحظاتك، فدليل كمال الدين قول الله تعالي (اليوم أكملت لكم دينكم) فهل بعد هذا دليل أما اختلاف الصحابة فكان في الفروع أي في المسائل الفقهية فقط وهي تقبل الاختلاف.

أما قولك وعاه رجل واحد فقط هو علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نزلت فيه الآية: (وتعيها أذن واعيه).

ص: 278

فهذا مثال علي تخبطكم وأخذك بالظن، فالأمر الذي بهذه الأهمية لا يكون دليله مبهماً والآية التي ذكرت لا تؤيدك فيما تقول.

أما حفظ الدين فالله تعالي يتولي حفظه بنفسه ولا يمنع أن يكون من حفظ الله تعالي للدين أن يهيء من يحفظه.

أما قولك: إن الامامة مستمرة الي يوم القيامة والامام الثاني عشر وإن كنا لانراه الا أنه موجود بيننا يرعي الأمة من الاضمحلال والزوال. وهو قبل أن يغيب عن أنظارنا كلفنا بمهمة واحدة وهي أن نتبع الفقهاء العدول، ثم نحن لانعلمه مسئوليته وما المفروض أن يقوم به لأنه أعرف بمسئوليته وهو مكلف من قبل الله عز وجل.

فأقول حبذا لو أخبرتنا كيف يرعي الغائب الأمة، وليكن قولك مؤيد بأدلة من الكتاب والسنة.

أما قولك: وهذه الأدلة من الكثرة بحيث أن الانسان يعجز عن احصائها وما يقوم به الأخوة في المنتدي جميعاً هو هذا أي اثبات الامامة.

فأقول: ليس العبرة بالكثرة العبرة بالصحة فعندنا مجلدات تتضمن أحاديث حكم عليها علمائنا بأنها موضوعة مكذوبة علي النبي صلي الله عليه وسلم. أكرر القول نريد أدلة من الكتاب والسنة أدلة صريحة يفهمها كل من قرأها لأن مضمونها مطالوب من الجميع الإيمان به فالأمر أعظم مما تتصورون فهذا دين الله والله لايكلف عباده الإيمان بأمر إلا بعد أن يقيم عليهم الحجة كاملة.

وكتب (بالدليل) بتاريخ 25-11-1999، السابعة مساءً:

الزميل محب السنة، الزملاء الأعزاء، السلام عليكم.

الأدلة في اثبات ولاية أمير الؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كثيرة جداً

ص: 279

في كتب الأخوة أهل السنة وكتب أهل الشيعة، الدليل العقلي واضح للجميع: ضرورة وجود قائد للأمة الإسلامية يدير شؤونها وأمورها، فغير معقول أن يهمل مثل هذا الأمر والله سبحانه حكيم وترك الأمة بلا خليفة أمر ينافي الحكمة، إذن لا بد من وجود خليفة. والأدلة النقلية كثيرة جداً وأهمها حديث الغدير وإليكم التفصيل الآتي:

أجمع رسول الله صلي الله عليه وآله الخروج إلي الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذن في الناس بذلك، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع. وحجة الاسلام. وحجة البلاغ. وحجة الكمال. وحجة التمام (1) ولم يحج غيرها منذ هاجر إلي أن توفاه الله، فخرج صلي الله عليه وآله من المدينة مغتسلاً متدهناً مترجلاً متجرداً في ثوبين صحاريين إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساء ه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامة المهاجرين والانصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس (2).

وعند خروجه صلي الله عليه وآله أصاب الناس بالمدينة جُدَري (بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما) أو حصبة منعت كثيراً من الناس من الحج معه صلي الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالي، وقد يقال: خرج معه تسعون الف، ويقال: مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفاً، وقيل: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، ويقال أكثر من ذلك، وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي (أميرالمؤمنين) وأبي موسي (3).

أصبح صلي الله عليه وآله يوم الأحد بيلملم، ثم ارح فتعشي بشرف السيالة، وصلي هناك

ص: 280


1- الذي نظنه (وظن الألمعي يقين) أن الوجه في تسمية حجة الوداع بالبلاغ هو نزول قوله تعالي: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، الآية كما أن الوجه في تسميتها بالتمام والكمال هو نزول قوله سبحانه: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، الآية.
2- الطبقات لابن سعد ج3 ص225، امتاع المقريزي ص510، ارشاد الساري ج6 ص429.
3- السيرة الحلبية ج 3 ص 283، سيرة أحمد زيني دحلان ج 3 ص 3، تاريخ الخلفاء لابن الجوزي في الجزء الرابع، تذكرة خواص الأمة ص 18، دائرة المعارف لفريد وجدي ج 3 ص 542.

المغرب والعشاء، ثم صلي الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلي العصر بالمنصرف، وصلي المغرب والعشاء بالمتعشي وتعشي به، وصلي الصبح بالاثابة، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحي جمل (وهو عقبة الجحفة) ونزل السقياء يوم الاربعاء، وأصبح بالأبواء، وصلي هناك ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجحفة، ومنها إلي قديد وسَبَت فيه، وكان يوم الأحد بعسفان، ثم سار فلما كان بالغميم إعترض المشاة فصفو صفوفاً فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا باليسلان (مشي سريع دون العدو) ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتي أمسي وغربت له الشمس بسرف، فلم يصل المغرب حتي دخل مكة، ولما انتهي إلي الثنيتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء.

فلما قضي مناسكه وانصرف راجعاً إلي المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات، ووصل إلي غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين

ص: 281

والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك. الآية. وأمره أن يقيم علياً علماً للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة علي كل أحد، وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهي عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتي إذا أخذ القوم منازلهم فقم ما تحتهن حتي إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلي بالناس تحتهن، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه علي رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب علي شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلي الله عليه وآله من صلاته قام خطيباً وسط القوم علي أقتاب الإبل وأسمع الجميع، رافعاً عقيرته فقال:

الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدي، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله - أما بعد:

أيها الناس: قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن ادعي فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلي نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد.

ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإني فرط علي الحوض،

ص: 282

وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصري فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادي منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عزوجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتي يراد علي الحوض. فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد علي فرفعها حتي رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال:

أيها الناس: من أولي الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: ألله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولي المؤمنين وأنا أولي بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلث مرات (وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات)!

ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب، ثم لم يتفرقوا حتي نزل أمين وحي الله بقوله: أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، الآية. فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: الله اكبر علي إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضي الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان: إئذن لي يارسول الله أن أقول في علي أبياتاً تسمعهن، فقال: قل علي بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش

ص: 283

أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية، ثم قال:

يناد بهم يوم الغدير نبيهم *** بخمٍ فاسمع بالرسول منادي

إلي آخر الأبيات..

وكتب (بالدليل) بتاريخ 26-11-1999، العاشرة ليلاً:

الأخوة الأعزاء السلام عليكم، سؤال إلي محب السنة: هل تعتبرون النص التالي غير كافي (كذا)؟ (أيها الناس من أولي الناس بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولي المؤمنين وأنا أولي بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: (أربع مرات)؟!!

ومن نقل حديث الغدير: 120 صحابياً من معتمدي أهل السنة، 84 من التابعين من أهل السنة، 260 حافظاً من أهل السنة!!

وإن طلبتم إيرادهم بالاسم، أوردناهم. وشكراً.

ص: 284

اعترافهم بحديث الغدير و محاولاتهم لي عنقه

وكتب (محب السنة) بتاريخ 27-11-1999 الخامسة عصراً:

إلي بالدليل: أما الحديث فقد رواه الامام أحمد ووالترمذي بألفاظ مختلفة واختلف في صحة بعضها. ولسنا نناقش في صحة الحديث من عدمها بل نفترض صحة الحديث لكنه مع ذلك لا تقوم به الحجة فهو لا يصرح بأن علياً وصي النبي ولا أنه معصوم.

وأجاب (بالدليل) بتاريخ 30-11-1999، الثالثة والنصف ظهراً:

الأخوة الأعزاء، السلام عليكم. إلي الزميل محب السنة:

أرجو الإجابة علي هذين السؤالين:

1 - هل حديث الغدير ثابت عندكم؟

2 - ماذا تفهم من نص حديث الغدير؟

وللتذكير نص الغدير: أيها الناس من أولي الناس بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: ألله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولي المؤمنين وأنا أولي بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات. ومن نقل حديث الغدير:120 صحابياً من معتمدي أهل السنة 84 من التابعين من أهل السنة 260 حافظاً من أهل السنة ….

وكتب (محب السنة) بتاريخ 30-11-1999، الخامسة عصراً:

إلي الزميل بالدليل مع التحية:

أنا أعترف بأن هذا الحديث صحيح، بل عندي غيره كثير من الأدلة التي

ص: 285

تثبت كثيراً من الفضائل لعلي، لكن هذا الحديث لا تقوم به الحجة لإثبات أمر علي هذه الدرجة من الأهمية.

أليس اعتقاد عصمة علي وأنه وصي النبي صلي الله عليه وسلم يلزم اعتقاده من كافة الأمة. الأمر الذي علي هذه الدرجة من الأهمية يحتاج إلي أدلة صريحة من الكتاب والسنة.

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 30-11-1999، السادسة مساءً:

ألم تجعل آية المباهلة رسول الله صلي الله عليه وآله وعلياً عليه السلام نفس واحدة (وأنفسنا)؟!!

وكتب (بالدليل) بتاريخ 30-11-1999 السادسة والربع مساءً:

الأخوة الأعزاء، السلام عليكم. الأخ محب السنة، شكراً لك علي إجابة السؤال الأول، حيث أجبت أن حديث الغدير صحيح.

أرجو الإجابة علي السؤال الثاني: ماذا تفهم من حديث الغدير؟

وبالأخص قوله (صلی الله علیه و آله): ألست أولي بالمومنين من أنفسهم، وعلاقتها بالآية الكريمة: النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟؟.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 30-11-1999، الثامنة والنصف مساءً:

أفهم منها إثبات ولاية علي رضي الله عنه وأنه ولي من أولياء الله تعالي، وتزكية النبي صلي الله عليه وسلم له. لكن ليس فيها دليل علي أنه وصي أو معصوم.

وكتب (بالدليل) بتاريخ 2-12-1999، الواحدة ظهراً:

في قوله سبحانه في سورة الأحزاب - 6: (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) أنفس المؤمنين هم المؤمنون، فمعني كون أولي بهم من أنفسهم: أنه أولي

ص: 286

بهم منهم فالنبي (صلی الله علیه و آله) أولي بهم فيما يتعلق بالأمور الدنيوية أو الدينية، ويجب علي المؤمنين السمع والطاعة للنبي (صلی الله علیه و آله) فيما أمرهم، وقوله (من يطع الرسول فقد أطاع الله)

وفي مسند أحمد: أن النبي (صلی الله علیه و آله) أخذ بيد علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه، قالوا: بلي، قال: فأخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة.

فلاحظ تذكير النبي (صلی الله علیه و آله) لهم بقوله: أني أولي بكل مؤمن من نفسه، ثم بيانه أنه كذلك علي، فيكون علي أيضاً أولي بالمؤمنين من أنفسهم والنبي معصوم وهل سيمنح مثل هذا الحق الخطير إلا أن يكون معصوماً، ففي هذا النص وضوح الشمس في كبد السماء أن النبي (صلی الله علیه و آله) قد نص أن علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم.

فهو نص أن لعلي (علیه السلام) من الطاعة مثل ما للنبي (صلی الله علیه و آله) ثم انظر في ظروف الزمن والمكان، في حجة الوداع والمكان في الصحراء في حر الهجير.

فتأويل الحديث إلي معني معني المحب والنصير لصرفه عن معناه الأصلي الذي قصده الرسول (صلی الله علیه و آله) وذلك حفاظاً علي كرامة الصحابة أمر غير مقبول لمخالفته للنص الصريح، ثم ماذا عن كرامة الرسول (صلی الله علیه و آله) الذي يجمع حشود الناس في الحر والهجير الذي لا يطاق ليقول لهم بأن علي محب وولي من أولياء الله.

فالنص صريح بوجوب طاعة الإمام علي (علیه السلام)، وانظر كذلك إلي امتناع علي عن البيعة لأبي بكر وبقائه ما يقارب الستة أشهر بعيدأ عنهم.

ص: 287

وكتب (بالدليل) بتاريخ 4-12-1999، التاسعة مساءً:

إلي الزميل محب السنة. للتذكير فقط. وشكر

وكتب (فرزدق) بتاريخ 04-12-1999 الحادية عشرة ليلاً:

المعذرة لهذه المداخلة.. تقول يا محب السنة بأنك تفهم من حديث الغدير بأن علياً ولي من أولياء الله تعالي..

فنقول: أن كون الامام علي من أولياء الله في حياة النبي وبعد وفاته من المسلّمات، ولكن حديث الغدير يريد بيان أمرأ آخر وهو ولاية أمور المسلمين والخلافة. والدليل علي ذلك هو أن كثيراً من نصوص حديث الغدير وردت بهذه الصيغة: (هو ولي كل مؤمن بعدي).. ومما لا يخفي أن كلمة (بعدي) في الحديث ترد كل التفسيرات الاخري التي ذُكرت في معني (الولي) من حديث الغدير مثل: الناصر والمحب وابن العم.. أو المعني الذي ذكرته وهو كونه من أولياء الله.. وذلك لأن كل هذه المعاني وإن كانت صحيحة ولكنها شاملة لزمان حياة النبي (صلی الله علیه و آله) ولزمان ما بعده (صلی الله علیه و آله).وبذلك تكون كلمة (بعدي) لغواً! وحاشا رسول الله أن يتكلم لغواً!!

وحينئذ لا يبقي معني صحيح لكلمة (الولي) إلاّ ولاية أمور المسلمين بعد النبي، لأن ولي أمور المسلمين في حياة النبي هو النبي نفسه (صلی الله علیه و آله) ولذلك ذكر كلمة بعدي ليبن ولي الأمر من بعده..

وإليك بعض مصادر حديث النبي (صلی الله علیه و آله) في علي (علیه السلام): (هو ولي كل مؤمن عدي):

1 - الترمذي في صحيحه ج5 ص296 حديث 3796 وفي طبعة أخري ج5 ص632 حديث 3712، وقال عنه: حديث حسن.

ص: 288

2 - الحاكم في المستدرك علي الصحيحين ج3 ص110، وحكم بصحته.

3 - صحيح ابن حبّان ج15 ص373 حديث 6929.

4 - الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ج5 ص261حديث 2223 حيث قال بعد أن حكم بصحة الحديث: فمن العجيب حقاً ان يتجرأ شيخ الاسلام ابن تيمية علي انكار هذا الحديث وتكذيبه …!!!

5 - مسند أحمد بن حنبل ج4 ص437 وج5 ص356.

6 - مسند أبي داود الطياليسي ص111 حديث 829.

7 - المصنف لأبي شيبة ج6 ص375 حديث 32112.

8 - حلية الأولياء لأبي نعيم ج6 ص294.

9 - البداية والنهاية لابن الأثير ج7 ص351 و356 و358.

10 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص74 وفي طبعة أخري ص122.

11 - كنز العمال للمتقي ج15 ص125 حديث 359.

12 - مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص127.

13 - الاصابة لابن حجر ج2 ص509.

14 - مصابيح السنة للبغوي ج2 ص243.

15 - مشكاة المصابيح ج3 ص243.

16 - الفتح الكبير للنبهاني ج3 ص88.

17 - جامع الأصول لابن الاثير ج9 ص470 حديث 6480.

18 - اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص143 وفي طبعة أخري بمصر أيضاً ص 158.

19 - مختصر اتحاف السادة المهرة ج9 ص170 حديث 7410، قال البوصيري: رواه أبو داود الطياليسي بسند صحيح.

هذا بالاضافة الي الأحاديث الأخري التي نصّت علي أن الامام علي (علیه السلام) خليفة ووصي للنبي المصطفي ومن أشهرها حديث الدار الذي قال النبي فيه

ص: 289

لعلي بن أبي طالب: (إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأسمعو له وأطيعوا). والذي ذكره المفسرون في ذيل آية { وأنذر عشيرتك الاقربين } وكذلك ذكره المؤرخون والمحدّثون أمثال:

1 - الطبري في تأريخه ج2 ص319 طبع دار المعارف بمصر.

2 - ابن الأثير في الكامل ج2 ص62 طبع دار صادر ببيروت.

3 - الحلبي في سيرته ج1 ص311 طبع البهية بمصر.

4 - المتقي الهندي في كنز العمال ج15 ص115 حديث 334 طبع حيدر آباد.

5 - ابن عساكر في تأريخ دمشق ترجمة الامام علي ج1 ص85 حديث 139 - 141 طبع بيروت.

6 - تفسير الخازن ج3 ص371 و390 طبع مصر.

7 - تفسير المنير للجاوي ج2 ص118 طبع الحلبي بمصر.

ولو رغبت ببقية الأحاديث التي تنص علي أن علياً (علیه السلام) خليفة ووصي للنبي (صلی الله علیه و آله) فسنوافيك بها بإذنه تعالي..

والسلام علي من اتبع الهدي...

وكتب (بالدليل) بتاريخ 6-12-1999، التاسعة والنصف مساءً:

الأخ فرزدق، شكراً كثيراً.

وكتب (فرزدق) بتاريخ 8-12-1999، السادسة صباحاً:

ولك الشُكر الجزيل أيضا.. ولكن قل لي أين المحب؟؟!!

وكتب (محب السنة) بتاريخ 8-12-1999، العاشرة مساءً:

إلي بالدليل وفرزدق: إليكما ما قاله أهل العلم في شرح الأحاديث الواردة في ولاية علي رضي الله عنه ومعناها الحقيقي مما يدفع الإشكال الذي توهمتموه من معناه، وسيلاحظ المنصف أن كلامهم كلام علمي بعيد عن التعصب

ص: 290

والهوي فهم يثبتون ماصح من الألفاظ ويردون ما لم يصح ويفسرون الألفاظ وفق ما تقتضيه قواعد الفهم في اللغة العربية التي وردت بها النصوص الشرعية...

ثم نقل محب السنة مقطعاً من كلام ابن حجر وابن تيمية، يظهر فيه تحيرهما في تفسير الحديث وتأويله!!

قال: عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلي الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلي الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالي عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم. قالوا: بلي. قال: ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه. قالوا: بلي. قال: فأخذ بيد علي. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة. رواه الإمام أحمد قِيلَ سَبَب ذَلِكَ أَنَّ عَلِيًّا تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْض مِنْ كَانَ مَعَهُ فِي الْيَمَن فَأَرَادَ صَلَّي اللَّه تَعَالَي عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا أَنْ يُحَبِّب إِلَيْهِمْ قُلْت فَفِي جَامِع التِّرْمِذِيّ عَنْ الْبَرَاء بَعَثَ النَّبِيّ صَلَّي اللَّه تَعَالَي عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَي أَحَدهمَا عَلِيًّا وَعَلَي الْآخَر خَالِدًا وَقَالَ إِذَا كَانَ الْقِتَال فَعَلِيٌّ فَافْتَتَحَ حِصْنًا وَأَخَذَ مِنْهُ جَارِيَة فَكَتَبَ لِي خَالِد كِتَابًا إِلَي النَّبِيّ صَلَّي اللَّه تَعَالَي عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي بِهِ قَالَ فَقَدِمْت إِلَي النَّبِيّ صَلَّي اللَّه تَعَالَي عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ الْكِتَاب فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ ثُمَّ قَالَ مَا تَرَي فِي رَجُل يُحِبّ اللَّه وَرَسُوله وَيُحِبّهُ اللَّه وَرَسُوله قَالَ قُلْت أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ غَضَب اللَّه وَغَضَب رَسُوله وَإِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ فَسَكَتَ. قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن، وَعَلَي هَذَا أَلَسْت أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مَعْنَاهُ أَلَسْت أَحَقّ بِالْمَحَبَّةِ وَالتَّوْقِير وَالْإِخْلَاص بِمَنْزِلَةِ الْأَب لِلْأَوْلَادِ؟!

ص: 291

يُنَبِّهُ عَلَي ذَلِكَ قَوْله تَعَالَي: وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ. وَقَوْله: فَهَذَا وَلِيّ مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ مَعْنَاهُ مَحْبُوب مَنْ أَنَا مَحْبُوبه.

قُلْت: وَيَدُلّ عَلَي هَذَا الْمَعْنَي قَوْله: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَلَاهُ أَيْ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ بِقَرِينَةِ اللَّهُمَّ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَعَلَي هَذَا فَهَذَا الْحَدِيث لَيْسَ لَهُ تَعَلُّق بِالْخِلَافَةِ أَصْلًا كَمَا زَعَمَتْ الرَّافِضَة وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَنَّ الْعَبَّاس وَعَلِيًّا مَا فَهِمَا مِنْهُ ذَلِكَ كَيْف وَقَدْ أَمَرَ الْعَبَّاسُ عَلِيًّا أَنْ يَسْأَل النَّبِيّ صَلَّي اللَّه تَعَالَي عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ هَذَا الْأَمْر فِينَا أَوْ فِي غَيْرنَا فَقَالَ لَهُ عَلَي إِنْ مَنَعَنَا فَلَا يُعْطِينَا أَحَد أَوْكَمَا قَالَ.

وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ: (دَعُوا عَلِيًّا دَعُوا عَلِيًّا) (إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ) أَيْ فِي النَّسَبِ وَالصِّهْرِ وَالْمُسَابَقَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْمَزَايَا وَلَمْ يُرِدْ مَحْضَ الْقَرَابَةِ وَإِلَّا فَجَعْفَرٌ شَرِيكُهُ فِيهَا.

قَالَهُ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ قَوْلِهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ جُلَيْبِيبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ)، مَعْنَاهُ الْمُبَالَغَةُ فِي اِتِّحَادِ طَرِيقَتِهِمَا، وَاتِّفَاقِهِمَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَي تَنْبِيهٌ: اِحْتَجَّ الشِّيعَةُ بِقَوْلِهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ) عَلَي أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَفْضَلُ مِنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ زَعْمًا مِنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ عَلِيًّا مِنْ نَفْسِهِ حَيْثُ قَالَ: (إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي) وَلَمْ يَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ فِي غَيْرِ عَلِيٍّ.

قُلْت: زَعْمُهُمْ هَذَا بَاطِلٌ جِدًّا فَإِنَّهُ لَيْسَ مَعْنَي قَوْلِهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي) أَنَّهُ جَعَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَقِيقَةً، بَلْ مَعْنَاهُ هُوَ مَا قَدْ عَرَفْت آنِفًا، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لَمْ يَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ فِي غَيْرِ عَلِيٍّ فَبَاطِلٌ أَيْضًا فَإِنَّهُ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ فِي شَأْنِ جُلَيْبِيبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَي عَنْهُ، فَفِي حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَغْزًي لَهُ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: (هَلْ

ص: 292

تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ)؟ قَالُوا نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا الْحَدِيثَ وَفِيهِ قَالَ: (لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ) فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَي فَوَجَدُوهُ إِلَي جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ. فَأَتَي النَّبِيُّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: (قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ) وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْقَوْلَ فِي شَأْنِ الْأَشْعَرِيِّينَ. فَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرَمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اِقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ).

رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَالَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْقَوْلَ فِي شَأْنِ بَنِي نَاجِيَةَ، فَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي نَاجِيَةَ: أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي.

اِسْتَدَلَّ بِهِ الشِّيعَةُ عَلَي أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ، وَاسْتِدْلَالُهُمْ بِهِ عَنْ هَذَا بَاطِلٌ فَإِنَّ مَدَارَهُ عَنْ صِحَّةِ زِيَادَةِ لَفْظِ بَعْدِي وَكَوْنُهَا صَحِيحَةً مَحْفُوظَةً قَابِلَةً لِلِاحْتِجَاجِ وَالْأَمْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِنَّهَا قَدْ تَفَرَّدَ بِهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَهُوَ شِيعِيٌّ بَلْ هُوَ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ، قَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ: قَالَ الدُّورِيُّ كَانَ جَعْفَرٌ إِذَا ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ شَتَمَهُ وَإِذَا ذَكَرَ عَلِيًّا قَعَدَ يَبْكِي.

وَقَالَ اِبْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي كَامِلٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَنِي أَبِي إِلَي جَعْفَرٍ فَقُلْت بَلَغَنَا أَنَّك تَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ أَمَّا السَّبُّ فَلَا وَلَكِنْ الْبُغْضُ مَا شِئْت فَإِذَا هُوَ رَافِضِيٌّ الْحِمَارُ. انْتَهَي. فَسَبُّهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَي عَنْهُمَا يُنَادِي بِأَعْلَي نِدَاءٍ أَنَّهُ كَانَ غَاليا فِي التَّشَيُّعِ، لَكِنْ قَالَ اِبْنُ عَدِيٍّ عَنْ زَكَرِيَّاءَ السَّاجِيِّ:

ص: 293

وَأَمَّا الْحِكَايَةُ الَّتِي حُكِيَتْ عَنْهُ فَإِنَّمَا عَنَي بِهِ جَارَيْنِ كَانَا لَهُ قَدْ تَأَذَّي بِهِمَا يُكَنَّي أَحَدُهُمَا أَبَا بَكْرٍ وَيُسَمَّي الْآخَرُ عُمَرُ فَسُئِلَ عَنْهُمَا فَقَالَ أَمَّا السَّبُّ فَلَا وَلَكِنْ بُغْضًا مَا لَك وَلَمْ يَعْنِ بِهِ الشَّيْخَيْنِ أَوْ كَمَا قَالَ. انْتَهَي.

فَإِنْ كَانَ كَلَامُ اِبْنِ عَدِيٍّ هَذَا صَحِيحًا فَغُلُوُّهُ مُنْتَفٍ وَإِلَّا فَهُوَ ظَاهِرٌ، وَأَمَّا كَوْنُهُ شِيعِيًّا فَهُوَ بِالِاتِّفَاقِ. قَالَ فِي التَّقْرِيبِ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيِّ صَدُوقٌ زَاهِدٌ لَكِنَّهُ كَانَ يَتَشَيَّعُ اِنْتَهَي، وَكَذَا فِي الْمِيزَانِ وَغَيْرِهِ، وَظَاهِرٌ أَنَّ قَوْلَهُ بَعْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِمَّا يَقْوَي بِهِ مُعْتَقَدُ الشِّيعَةِ وَقَدْ تَقَرَّرَ فِي مَقَرِّهِ أَنَّ الْمُبْتَدِعَ إِذَا رَوَي شيئاً يُقَوِّي بِهِ بِدْعَتَهُ فَهُوَ مَرْدُودٌ. قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَقِّ الدَّهْلَوِيُّ فِي مُقَدِّمَتِهِ: وَالْمُخْتَارُ أَنَّهُ إِنْ كَانَ دَاعِيًا إِلَي بِدْعَتِهِ وَمُرَوِّجًا لَهُ رُدَّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ قُبِلَ إِلَّا أَنْ يَرْوِيَ شيئاً يُقَوِّي بِهِ بِدْعَتَهُ فَهُوَ مَرْدُودٌ قَطْعًا. انْتَهَي.

فَإِنْ قُلْت: لَمْ يَتَفَرَّدْ بِزِيَادَةِ قَوْلِهِ بَعْدِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بَلْ تَابَعَهُ عَلَيْهَا أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ فَرَوَي الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ أَجْلَحَ الكندي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثَيْنِ إِلَي الْيَمَنِ عَلَي أَحَدِهِمَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَعَلَي الْآخَرِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ: (لَا تَقَعُ فِي عَلِيٍّ فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي وَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي).

قُلْت: أَجْلَحُ الكندي هَذَا أَيْضًا شِيعِيٌّ قَالَ فِي التَّقْرِيبِ: أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ حُجَيَّةَ يُكَنَّي أَبَا حُجَيَّةَ الكندي يُقَالُ اِسْمُهُ يَحْيَي صَدُوقٌ شِيعِيٌّ اِنْتَهَي، وَكَذَا فِي الْمِيزَانِ وَغَيْرِهِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ زِيَادَةَ بَعْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَهْمِ هَذَيْنِ الشِّيعِيَّيْنِ، وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ الْإِمَامَ أَحْمَدَ رَوَي فِي مُسْنَدِهِ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ لَيْسَتْ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ. فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ

ص: 294

حَدَّثَنَا اِبْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ غَزَوْت مَعَ عَلِيٍّ الْيَمَنَ فَرَأَيْت مِنْهُ جَفْوَةً الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ فَقَالَ: (يَا بُرَيْدَةُ أَلَسْت أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)؟ قُلْت بَلَي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ (مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فَعَلَيَّ مَوْلَاهُ). وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ اِبْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ الْحَدِيثَ. وَفِي آخِرِهِ: (مَنْ كُنْت وَلِيُّهُ فِعْلِيٌّ وَلِيُّهُ).

وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ، وَكِيعٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ اِبْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ مَرَّ عَلَي مَجْلِسٍ وَهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَلِيٍّ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ: مَنْ كُنْت وَلِيُّهُ فِعْلِيٌّ وَلِيُّهُ. فَظَهَرَ بِهَذَا كُلِّهِ أَنَّ زِيَادَةَ لَفْظِ بَعْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَتْ بِمَحْفُوظَةٍ بَلْ هِيَ مَرْدُودَةٌ، فَاسْتِدْلَالُ الشِّيعَةِ بِهَا عَلَي أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ بَاطِلٌ جِدًّا. هَذَا مَا عِنْدِي وَاَللَّهُ تَعَالَي أَعْلَمُ.

وَقَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ فِي مِنْهَاجِ السُّنَّةِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: هُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَذِبٌ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ هُوَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلُّ مُؤْمِنٍ وَلِيُّهُ فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، فَالْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ ضِدُّ الْعَدَاوَةِ لَا تَخْتَصُّ بِزَمَانٍ، وَأَمَّا الْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ الْإِمَارَةُ فَيُقَالُ فِيهَا وَالِي كُلَّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَمَا يُقَالُ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ إِذَا اِجْتَمَعَ الْوَلِيُّ وَالْوَالِي قُدِّمَ الْوَالِي فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِ وَقِيلَ يُقَدَّمُ الْوَلِيُّ.

وَقَوْلُ الْقَائِلِ عَلِيٌّ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَلَامٌ يَمْتَنِعُ نِسْبَتُهُ إِلَي النَّبِيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ إِنْ أَرَادَ الْمُوَالَاةَ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَقُولَ بَعْدِي وَإِنْ أَرَادَ الْإِمَارَةَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ وَالٍ عَلَي كُلِّ مُؤْمِنٍ. انْتَهَي.

ص: 295

فَإِنْ قُلْت: لَمْ يَتَفَرَّدْ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِقَوْلِهِ: (هُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي) بَلْ وَقَعَ هَذَا اللَّفْظُ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ فَفِي آخِرِهِ لَا تَقَعُ فِي عَلِيٍّ (فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي وَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي). قُلْت: تَفَرَّدَ بِهَذَا اللَّفْظِ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ وَهُوَ أَيْضًا شِيعِيٌّ.

وكتب (بالدليل) بتاريخ 8-12-1999، العاشرة والثلث ليلاً:

معاني الولي منها: ولي القاصر أبوه وجده لأبيه، ثم وصي أحدهما، ثم الحاكم الشرعي، فإن معناه أن هؤلاء هم الذين يلون أمره، ويتصرفون بشؤونه. والقرائن علي إرادة هذا المعني من الولي في تلك الأحاديث لا تكاد تخفي علي أولي الالباب، فإن قوله صلي الله عليه وآله: وهو وليكم بعدي، ظاهر في قصر هذه الولاية عليه، وحصرها فيه. وهذا يوجب تعيين المعني الذي قلناه، ولا يجتمع مع إرادة غيره، لأن النصرة والمحبة والصداقة ونحوها غير مقصورة علي أحد، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، وأي ميزة أو مزية أراد النبي إثباتها في هذه الأحاديث لأخيه ووليه، إذا كان معني الولي غير الذي قلناه، وأي أمر خفي صدع النبي في هذه الأحاديث ببيانه، إذا كان مراده من الولي النصير أو المحب أو نحوهما، وحاشا رسول الله صلي الله عليه وآله، أن يهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين البديهيات، إن حكمته البالغة، وعصمته الواجبة، ونبوته الخاتمة، لأعظم مما يظنون، علي أن تلك الأحاديث صريحة في ان تلك الولاية إنما تثبت لعلي بعد النبي صلي الله عليه وآله، وهذا أيضاً يوجب تعيين المعني الذي قلناه، ولا يجتمع مع إرادة النصير والمحب وغيرهما، إذ لا شك باتصاف علي بنصرة المسلمين ومحبتهم وصداقتهم منذ ترعرع في حجر النبوة، واشتد ساعده في حضن الرسالة، إلي أن قضي نحبه عليه السلام، فنصرته ومحبته وصداقته للمسلمين غير

ص: 296

مقصورة علي ما بعد النبي صلي الله عليه وآله، كما لا يخفي.

وحسبك من القرائن علي تعيين المعني الذي قلناه، ما أخرجه الامام أحمد في ص 347 من الجزء الخامس من مسنده بالطريق الصحيح عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة، قال: (غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت علي رسول الله (صلی الله علیه و آله) ذكرت علياً فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلي يا رسول الله، قال من كنت مولاه فعلي مولاه (531)). اه. وأخرجه الحاكم في ص 110 من الجزء الثالث من المستدرك، وصححه علي شرط مسلم. وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلماً بصحته علي شرط مسلم أيضاً.

وأنت تعلم ما في تقديم قوله: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم، من الدلالة علي ما ذكرناه.. ومن أنعم النظر في تلك الأحاديث وما يتعلق بها لا يرتاب فيما قلناه. والحمد لله. انتهي.

وغاب محب السنة وزملاؤه ولم يعودوا، كالعادة!!

ص: 297

ص: 298

الفصل التاسع: اثبات نصب ابن تيمية و مقلديه

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

إثبات أن ابن تيمية ناصبي مبغض لعلي عليه السلام.

إنكار ابن تيمية لحديث: علي مع الحق!

ابن تيمية يكذب بغضاً لعلي!

تناقض أقوال ابن تيمية في علي!

إنكار ابن تيمية حديث: علي مني وأنا منه!

ص: 299

ص: 300

إثبات أن ابن تيمية ناصبي مبغض لعلي عليه السلام

كتب (التلميذ) في شبكة هجر الثقافية، بتاريخ 26-11-1999، الثانية ظهراً، موضوعاً بعنوان (هذا رأي ابن تيمية في علي!!)، قال فيه:

يقول ابن تيميّة في كتابه منهاج السنّة ج 4 ص 138: (وأمّا قوله: قال رسول الله صلّي عليه وسلّم: (أقضاكم علي) والقضاء يستلزم العلم والدّين، فهذا الحديث لم يثبت وليس له إسناد تقوم به الحجة).

أقول: أولاً: لينظر إلي قول ابن تيميّة: (والقضاء يستلزم العلم والدّين) إنه أكبر انتقاص من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث يلزم قوله هذا إلي أن علياً عليه السلام يفقدهما، إنّ مثل هذا القول لو قاله عالم شيعي في حق أي صحابي من صحابة رسول الله صلي الله عليه وآله لأقام عليه أتباع ابن تيمية الدنيا ولم يقعدوها، ولشهروا به في كل منتدي ومحفل، بل ولمزوه بالضلال وربما بالكفر، ولكن لأن قائله - ابن تيمية - فهو مرضي ومقبول عندهم ويدافعون عنه بالغالي والنفيس، ولن يلمزوه لا بكفر ولا بضلال بل هو عندهم شيخ الإسلام، وصدق الشاعر عندما قال:

وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ ولكن عين السخط تبدي المساوي

ص: 301

ثانياً: لقد اعترف الصحابة وعلي رأسهم عمر بن الخطاب بأن علياً عليه السلام هو (أقضاهم) فقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (أقرؤنا أبيّ، وأقضانا عليّ). (انظر صحيح البخاري ج4 ص 1628، السنن الكبري للنسائي). قال ابن حجر في فتح الباري (ج 8 ص 167) في شرحه الحديث المذكور: (وأما قوله: وأقضانا عليّ، فورد في حديث مرفوع أيضاً عن أنس رفعه: أقضي أمتي علي بن أبي طالب. أخرجه البغوي.

فكتب (العاملي) بتاريخ 26-11-1999، الخامسة مساءً:

الأخ الفاضل التلميذ، بعد السلام عليكم، أضيف الي موضوعك بعض مصادر للحديث كنت جمعتها، ولكن يوجد ناسٌ لو جئتهم بكل حديث وآية.. ولو ضربت خيشومهم بالسيف.. لما أحبوا علياً عليه السلام، لأن حبه حرَّمه الله عليهم بنص رسوله صلي الله عليه وآله!!

- في مسند أحمد ج 5 ص 113: عبدالله، حدثني أبي، ثنا يحيي بن سعيد، عن سفيان، حدثني حبيب يعني ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر: علي أقضانا، وأبيّ أقرؤنا...

حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا سويد بن سعيد في سنة ست وعشرين ومائتين، ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: خطبنا عمر رضي الله عنه علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال: علي رضي الله عنه: علي أقضانا، وأبيّ رضي الله عنه أقرؤنا...

- وفي فتح الباري ج 7 ص 60: أخرج المصنف من مناقب علي أشياء في غير هذا الموضع منها حديث عمر علي أقضانا، وسيأتي في تفسير البقرة، وله

ص: 302

شاهد صحيح من حديث بن مسعود عند الحاكم.

- وفي مصنف ابن ابي شيبة ج 7 ص 183: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: علي أقضانا وأبي أقرأنا.

- وفي تاريخ المدينة لابن شبة: 2 / 706:

حدثنا يحيي بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن الزبير، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر رضي الله عنه: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي.

- وفي الطبراني الأوسط ج 7 ص 357: محمد بن عيسي بن السكن نا عبيد بن محمد ابن عائشة التيمي نا عبد الواحد بن زياد [ثنا] أبو فروة مسلم بن سالم، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلي يقول: سمعت عمر: يقول أقضانا علي وأبيّ أقرؤنا. لم يرو هذا الحديث عن أبي فروة، إلا عبد الواحد بن زياد.

- وفي مناقب الخوارزمي ص 92: وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرناأبو محمد الحسن بن علي ابن المؤمل الماسرجسي، حدثني ابوعثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا أبوأحمد محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا يعلي بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: علي أقضانا، وأبي أقرأنا.

- وفي كشف العجلوني ج 1 ص 162: (أقضاكم علي) تقدم بمعناه في حديث أرحم أمتي، ورواه البغوي في شرح السنة والمصابيح عن أنس، ورواه البخاري وابن الإمام أحمد عن ابن عباس بلفظ قال: قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا وأبي أقرؤنا، والحاكم، وصححه عن ابن مسعود بلفظ: كنا نتحدث أن

ص: 303

أقضي أهل المدينة علي... وروي البغوي في المرفوع عن أنس أيضاً: أقضي أمتي علي، وعزاه الطبري في الرياض النضرة للحاكم بسند واهٍ عن معاذ بن جبل مرفوعاً، في حديث أوله: يا علي تخصم الناس بسبع.. وذكر منها: وأبصرهم بالقضية. لكن أوردها ابن الجوزي في الموضوعات! ونحوه عند أبي نعيم عن أبي سعيد: يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيها أحد. وأثبت منها كلها ما رواه الحاكم وابن ماجه والترمذي والبزار من طرق عن علي. أحسنها رواية البزار عنه بسند واه أنه صلي الله عليه وسلم لما بعثه إلي اليمن قاضياً قال: يا رسول الله بعثتني أقضي بينهم وأنا شاب لا أدري ما القضاء، فضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم في صدره وقال: اللهم اهده، وثبت لسانه. قال فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين. وقد رواه ابن حبان عن أبن عباس عنه، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضاً.

نعم، روي البخاري في التفسير وأبو نعيم عن ابن عباس قال قال عمر: أقضانا علي وأقرؤنا أبي، ونحوه عن أبي وآخرين، وللحاكم عن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة علي، وقال صحيح.

ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع علي الصحيح، وكذا قاله في الأصل. ونظر فيه القاري في الموضوعات، أي لأنه مما يمكن أن يكون للرأي فيه مجال. فليتأمل.

- وفي فتح الملك العلي لابن الصديق المغربي ص 70:

شهادة عمر بن الخطاب:

قال البخاري في تفسير البقرة من صحيحه: حدثنا عمرو بن علي، ثنا يحيي، ثنا سفيان، عن حبيب سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه:

ص: 304

أقرؤنا أبي وأقضانا علي (ميزان الاعتدال 4: 99) وقال: قاسم بن أصبغ في مصنفه: حدثنا أبو بكر أحمد بن زهير، ثنا ابوخيثمة، ثنا أبوسلمة التبوذكي، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا أبوجروة، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: قال عمر رضي الله عنه: علي أقضانا، واخرجه ابن أبي خيثمة من وجه آخر أيضاً قال: حدثنا أبي، ثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قال: قال عمر: علي أقضانا. وأسنده الذهبي في ترجمة الحافظ أبي بكر بن زياد من التذكرة من هذا الوجه وزاد: وأبي أقرؤنا.

وقال ابن ابي خيثمة، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا مؤمل ابن اسماعيل، ثنا سفيان الثوري، عن يحيي بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبوحسن، وكان عمر يقول: لولا علي لهلك عمر. وقال ابن الأثير في أسد الغابة بعد إيراده آثاراً في علم علي: ولو ذكرنا ما سأله الصحابة مثل عمر وغيره رضي الله عنهم لأطلنا. انتهي.

شهادة عبد الله بن مسعود:

قال أبونعيم في الحلية: ثنا أبوالقاسم نذير بن جناح القاضي، ثنا اسحاق بن محمد بن مروان، ثنا أبي، ثنا عباس بن عبيدالله، ثنا غالب بن عثمان الهمداني أبومالك، عن عبيدة، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن أنزل علي سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وأن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن.

قال الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة له: حدثنا يحيي بن آدم قال: ثنا ابن ابي زائدة، عن أبيه، عن أبي اسحاق، عن ابن ميسرة قال: قال ابن مسعود: إن أقضي أهل المدينة علي بن أبي طالب. قال الحلواني أيضاً: ثنا يحيي

ص: 305

بن آدم، ثنا مبذو، عن مطرف، عن أبي اسحاق، عن سعيد بن وهب قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب.

شهادة ابن عباس:

قال ابن عبد البر: ثنا خلف بن القاسم، ثنا عبد الله بن عمر الجوهري، ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج، ثنا محمد ابن أبي السري، ثنا عمرو بن هاشم الجنبي، ثنا جويبر، عن الضحاك ابن مزاحم، عن عبد الله بن عباس قال: والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر، وروي طاووس عنه أيضاً، قال: كان علي والله قد ملئ علماً وحلماً.

قال ابن أبي خيثمة: حدثنا فضيل عن عبد الوهاب قال: ثنا شريك، عن ميسرة، عن المنهال، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به.

قال أبونعيم في الحلية: حدثنا احمد ابن ابراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن يونس السامي، ثنا أبونعيم، ثنا حبان بن علي، عن مجاهد، عن الشعبي، عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله إلي زيد بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين إني ما علمتك لبذات الله عليم وإن الله لفي صدرك لعظيم.

شهادة عائشة:

قال ابن أبي خيثمة: ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن قليب، عن جابر قال: قالت عائشة: من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا: علي، قالت: أما انه أعلم الناس بالسنة، وكانت كثيراً ما ترجع إليه في المسائل.

ص: 306

- مصادر ذكرها بهامش كتاب النص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص 389:

عمر بن الخطاب: علي أقضانا:

يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 / 27 ح 1054 و1055 و1056 و1057 و1058 و1059 و1060 و1061 و1062 ط بيروت، حلية الأولياء ج 1 / 65، صحيح البخاري ك التفسير ج 6 / 23، المستدرك للحاكم ج 3 / 305، أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 97 ح 21 و23، احقاق الحق ج 8 / 61، الاستيعاب بهامش الاصابة ج 3 / 39 و40، الطبقات الكبري لابن سعد ج 2 / 339 و340، تذكرة الحفاظ ج 3 / 38، أخبار القضاة ج 1 / 88، المناقب للخوارزمي ص 47، أسني المطالب للجزري ص 72، البداية والنهاية ج 7 / 359، تاريخ الخلفاء ص 115، الغدير ج 3 / 97.

قول عبدالله بن مسعود: أقضي أهل المدينة علي بن أبي طالب:

يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 / 34 ح 1063 و1064 و1065 و1066 و1067 و1068 و1069 ط بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 97 ح 22، الطبقات الكبري ج 2 / 338، الاستيعاب بهامش الاصابة ج 3 / 39 و41، شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 / 24 ح 20، المستدرك للحاكم ج 3 / 135، أخبار القضاة ج 1 / 89، احقاق الحق ج 8 / 57، الرياض النضرة ج 2 / 209 ط 1، مجمع الزوائد ج 9 / 116، فتح الباري ج 8 / 59، المناقب للخوارزمي ص 47، أسني المطالب للجزري ص 73، تمييز الخبيث من الطيب ص 25.

- وفي مقام الامام علي (علیه السلام) لنجم الدين العسكري ج 1 ص 26:

(الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 78) في الفصل الذي ذكر فيه ثناء الصحابة لعلي عليه السلام (قال): أخرج ابن سعد (أي في الطبقات) بسنده عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب، علي أقضانا، وفي الرياض النضرة ج 2 (

ص: 307

ص 198): عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: أقضانا علي بن أبي طالب.

(قال المؤلف) اخرج جلال الدين السيوطي الشافعي في (تاريخ الخلفاء ج 1 ص 66) نحوه في الباب الذي ذكر فيه فضائل علي عليه السلام، وقال: أخرج ابن سعد عن علي أنه قيل له: مالك أنت أكثر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله حديثاً (قال): إني كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني.

(ثم قال) وأخرج عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب، علي أقضانا، وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة علي. (قال) عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن.

(قال المؤلف) إن تعوذ عمر (رضی الله عنه) بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام ذكره جمع كثير من علماء السنة الشافعية والحنفية (منهم): ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 ص 484) حيث أخرج عن سعيد ابن المسيب أنه قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.

(ومنهم) محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص 82) فإنه قال بعد ذكره مراجعة عمر إلي علي عليه السلام في حكم المرأة التي ولدت لستة أشهر (قال) وعن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها ابوالحسن (أخرجه أحمد بن حنبل وابو عمر).

(ومنهم) أبو المظفر يوسف بن قزاغلي الحنفي في كتابه (تذكرة خواص الائمة ص 87) طبع ايران (قال) قال عمر في فضية المرأة التي ولدت لستة

ص: 308

أشهر فأمر برجمها فمنعهم من ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام بعد ما بين سببه، قال: عمر اللهم لا تبقتي لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب.

(ومنهم) علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 3 ص 53) فانه اخرج ما بمعناه، وهذا نصه قال عمر: اللهم لا تنزل بي شدة إلا وابو الحسن إلي جنبي.

(ومنهم) محب الدين الطبري فانه اخرج في ذخائر العقبي (ص 82) مراجعة عمر إلي علي عليه السلام في قضاياه المشكلة وقوله: اللهم لا تنزلن بي شديدة إلا وأبو الحسن إلي جنبي، وذكر أيضاً عن يحيي بن عقيل قال: كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه: لا أبقاني الله بعدك ياعلي (قال) وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شئ فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه ياأبا الحسن. (وقال المؤلف) أن لعمر مع علي عليه السلام عندما كان يفرج عنه كلمات عديدة بعبارات مختلفة، وقد جمعنا بعضها في كتابنا (علي والخلفاء ص 114 وص 118 وص 126 وص 127) راجع الكتاب لكي تعرف أن علياً عليه السلام كان مقدراً عند معاصريه من الخلفاء وغيرهم، وأنه عليه السلام مع أنه كان جليس داره كان هو المرجع في حل مشكلات المسلمين، وقد ذكرنا في كتابنا المشار إليه ما يقرب من (140) قضية مشكلة راجعوا فيها أمير المؤمنين عليه السلام فحلها عليه السلام حلاً مرضياً. (وقال المؤلف) ومن جملة علماء الشافعية الذين ذكروا قول عمر في حق علي عليه السلم (علي أقضانا) الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 130) (قال) روي سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر قال: علي أقضانا، (ثم قال: عمر) أخذت ذلك من رسول الله فلا أتركه أبداً. (قال المؤلف) قول عمر أخذا ذلك من رسول الله أشار به إلي أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: علي أقضاكم، يقول فإني أخذت قولي في علي: علي أقضانا، من قول ابن عمه

ص: 309

رسول الله صلي الله عليه وآله. وأخرجه أيضا ابن الصباغ المالكي في كتابه (الفصول المهمة (ص 17). وخرج الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 104) بعد أن قال: كان علي أعلم الصحابة قال: ويدل علي أن علياً كان أعلم الصحابة وجوه، (الأول) قوله صلي الله عليه وآله: أقضاكم علي، والقاضي محتاج إلي جميع أنواع العلوم فلما رجحه (صلي الله عليه وآله وسلم) علي الكل في القضاء لزم ترجيحه عليهم في العلوم، أما ساير الصحابة فقد رجح كل واحد منهم علي غيره في علم واحد كقوله صلي الله عليه وآله أفرضكم زيد وأقرأكم أبيّ، (قال) فلما ذكر النبي صلي الله عليه وآله لكل واحد فضيلة وأراد ان يجمعها لابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) بلفظ واحد كما ذكر لأولئك ذكره بلفظ يتضمن جميع ما ذكره في حقهم وهو قوله صلي الله عليه وآله: (أقضاكم علي) انتهي باختصار. وفي الرياض النضرة ج 2 ص 198) عن أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: أقضي أمتي علي، أخرجه في المصابيح.

- وفي كتاب أضواء علي الصحيحين للشيخ محمد صادق النجمي ص 341: أقول: هذه الكلمة التي أقر بها الخليفة الثاني واعترف بها، اقتبسها من كلمة النبي صلي الله عليه وآله التي طالما كان يكررها في مواقف عديدة، فمرة قال صلي الله عليه وآله: أقضاهم علي أي أقضي الأصحاب، وأخري قال: أقضاها علي الأمة جمعاء.

ولا يخفي أن مسألة القضاء وإن كانت تستلزم التقوي والورع، فإنها تحتاج ضرورة الي العلم الكافي والمعرفة التامة بالمسائل، بحيث لو لم تحصل تلك العلوم لاستحال القضاء الصحيح.

وبناء علي هذا، إن معرفة الامام علي التامة بعلم القضاء، الذي أمضاه الرسول وهو في الواقع إشارة الي أن الامام علي له المعرفة التامة بجميع العلوم، وكأن كلمة الرسول (أقضاهم علي) حلت محل (علي أعلمهم وأتقاهم و... و...).

ص: 310

وكتب (التلميذ) بتاريخ 27-11-1999، السادسة صباحاً:

أحسنتم أخي العزيز العاملي وبارك الله فيكم، وجعله في ميزان عملك إن شاء الله تعالي. تقبل تحياتي. أخوكم في العقيدة. التلميذ.

وكتب (الصارم المسلول)، السابعة صباحاً:

عجيب أمركم!

وأجاب (التلميذ)، الثامنة صباحاً:

ماهو العجيب من أمرنا يا مسلول؟ لماذا لا تتعجب من كلام من سميّتموه شيخ الإسلام وهو ينفي عن أمير المؤمنين عليه السلام العلم والدّين؟!

أليس علي صحابياً؟ لماذا لا توجه اللوم لهذا الشيخ الذي ينتقص علي؟

لماذا تتعجب من أمرنا؟ والله إن أمركم لأعجب يا مسلول؟

وكتب (مشارك) بتاريخ 28-11-1999، السادسة والنصف مساءً:

ذكرت التلميذ بكلامي فهو يدعي أنه لن يتحاور معي بعد الآن!!!!

سأذكر لك بعض من أورد هذا الحديث المرفوع في الضعاف والموضوعات ودعك من تلبيس العاملي الذي يحتج ببعض الآثار فكلامنا عن الحديث المرفوع للنبي صلي الله عليه وهو لا يثبت فتجد من ضعفه في المراجع التالية:

1) أسني المطالب (الحوت) جزء 1 ص 240

2) الأسرار المرفوعة (ملا علي القاري) ج1 ص 52

3) التمييز (ابن الديبع) ج1 ص 29

4) الشذرة (ابن طولون) ج1 ص 127

5) اللؤلؤ المرصوع (ابن القاوقجي) ج1 ص 56

6) المقاصد الحسنة (السخاوي) ج 1 ص 142

ص: 311

7) كشف الخفاء (العجلوني) ج1 ص 489

والآن هل لا زلت متذكراً لوعدك بعدم الحوار معي؟

وكتب (العاملي) بتاريخ 28-11-1999، السابعة مساءً:

احتجاجنا علي ابن تيمية يامشارك بكلام عمر، وشهادته القاصعة لك ولابن تيمية بأن علياً عليه السلام أقضي الصحابة، فهو أفقههم وأعلمهم!!

وكلام عمر دائماً عندك مقبول يامشارك.. فلما صار مدحاً لعلي عليه السلام وشهادة بأنه أعلم الصحابة، صار (أثراً) لا قيمة له!! ونزل علي قلبك غمة!! وصرت مهتماً بتضعيف الحديث النبوي في ذلك؟!!

وتصف من احتج عليك بقول عمر أنه يستعمل التلبيس؟!!

إياك يامشارك أن تكون مبغضاً لعلي بن أبي طالب!! فأنت تعرف حكم الاسلام في مبغض علي ورأيه في حسبه ونسبه!! انتهي.

وكتب (صريح)، الثامنة والثلث مساءً:

علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يحب أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة ولا يكفرهم. هذا تكفره الإمامية وتلعنه ولا تحبه.

علي الشخصية الوهمية الموجودة في كثير من رواياتهم الذي يكفر الصحابة ولا يحبهم ويراهم مغتصبين للإمامة، وله قدرات خارقة ومعاجز كثيرة، كإحياء الموتي ومعرفة الغيب وغير ذلك. هذا الذي تعبده الإمامية وتتولاه وتتابعه! وهنا يتبين للمنصف أنهم يعبدون ويتابعون معدوماً لا حقيقة له لا هو ولا للأئمة من بعده، فكلهم لهم صورتان: صورة حقيقية وهي تخالف معتقدات الإمامية، وصورة وهمية نسجتها أيدٍ مفسدة مخرّبة، ويوم القيامة سيتبرأ علي وفاطمة وذريّته رضي الله عنهم من هؤلاء الإمامية. وعندها سيقول الأتباع المغرر بهم:

ص: 312

ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً. فليفهم من قدر له الفهم هذه الحقيقة، وليتدارك نفسه قبل حلول رمسه.

وكتب (عمار)، الثامنة والنصف مساءً:

الأخ صريح. لا تخرج عن الموضوع يرحمكم الله، واترك الأخوة يتناقشون. وكذلك زميلي وحبيبي الفاطمي حفظه الله ورعاه. والسلام عليكم.

وكتب (مشارك) بتاريخ 29-11-1999، الخامسة مساءً:

يا عاملي: نحن أولي بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه منكم، ونحن لا ننكر فضله وسابقته وهو من المبشرين بالجنة، ولا ينكر أحد علم علي بالقضاء، ولكن أنتم عبتم علي شيخ الاسلام تضعيفه لهذا الحديث المرفوع،، فبينا لكم أن هذا ما عليه علماءنا. لم يبق إلا الروافض ليتكلموا في النسب ونسوا أن نساءهم عندهم من المستأجرات. ولكن لعلكم لم تنسوا ليلة الطفية والمتعة الدورية وقرة العين، والملا صاحب المتعة (تأدب يا عاملي).

وكتب (التلميذ)، السابعة مساءً:

وما هو القول في نفي ابن تيمية الدين والعلم عن أمير المؤمنين عليه السلام؟

فأجاب (العاملي) بتاريخ 30-11-1999، العاشرة صباحاً:

أشكرك علي أنك توصيني بالأدب يامشارك، وأنا أكرر وصيتي أن تنتبه حتي لاتقع في هاوية بغض علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقد صح عندكم وعندنا أن مبغضه منافق درجة أولي!! فهو إذن خارج عن الاسلام وفي الدرك الأسفل من النار!! كما ورد في مصادرنا ومصادركم الطعن

ص: 313

في نسب مبغض علي عليه السلام!!

فما قلته أنا ليس من عندي بل من عند نبيك صلي الله عليه وآله، فهو وحي يوحي، ويلبس صاحبه لبساً!! وما قلته أنت فهو من عندك وافترائك، ولايضر الشيعة ولا يضيرهم!

وسؤالي: هل ثبت عندك أن مبغض علي منافق خارج عن الاسلام أم لا؟ أرجو أن تجيبني؟. انتهي.

ولم يجب مشارك علي السؤال مع أنه عن قاعدة كلية، ولا أجابوا عن سؤال التلميذ حول نصب ابن تيمية!!

قال (العاملي): بعد مدة من هذا النقاش تتبعت حديث (أقضاكم علي) وما في معناه، فرأيته مسنداً الي النبي صلي الله عليه وآله في مصادر السنيين بثلاث طرق، ومؤيداً بأحاديث صحيحة عندهم، وأن بعضهم رفعه ونسبه بصيغة القطع!

فقد رواه ابن وكيع في أخبار القضاة: 1 / 88، بطريقين، قال:

أخبرني محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا محمد بن يحيي بن فياض قال: حدثنا محمد بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (أقضي أمتي علي).

وقال أيضاً:

حدثنا السري بن عاصم أبو سهل قال: حدثنا بشر بن زاذان أبو أيوب قال: حدثنا عمر بن الصبح، عن بريد بن عبد الله، عن مكحول، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): (أقضي أمتي علي).

ورواه ابن عساكر في تاريخه: 42 ص 241 ح 8753، بطريق ثالث، قال:

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، وأبو بكر محمد بن الحسين وأبو عبدالله

ص: 314

البارع، وأبو غالب عبد الله بن أحمد بن بركة ومحمد بن قريس قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الحربي نا العباس بن علي بن العباس، أنا الفضل المعروف بالنسائي، نا محمد بن علي بن خلف العطار، نا أبو حذيفة عن عبدالرحمن بن قبيصة، عن أبيه، عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلی الله علیه و آله):

(علي أقضي أمتي بكتاب الله) فمن أحبني فليحبه، فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي.

وممن نسبه بصيغة القطع الي النبي صلي الله عليه وآله وأرسله إرسال المسلمات:

القرطبي في تفسيره، قال في: 15 / 162:

قال القاضي أبو بكر بن العربي: فأما علم القضاء فلعمر إلهك إنه لنوع من العلم مجرد، وفصل منه مؤكد، غير معرفة الأحكام والبصر بالحلال والحرام، ففي الحديث (أقضاكم علي وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل).

- وقال الغزالي في المستصفي ص 170:

وقال (صلی الله علیه و آله) في حق علي: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار.

وقال صلي الله عليه وسلم: أقضاكم علي، وأفرضكم زيد، وأعرفكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل.

- وقال الآمدي في الاحكام: 4 / 237:

وقال عليه السلام: أقضاكم علي، وأفرضكم زيد، وأعرفكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل.

- وقال النقوي في خلاصة عبقات الأنوار: 4 / 299:

قال القاري: والمعضلات التي سأله كبار الصحابة ورجعوا إلي فتواه فيها فضائل كثيرة شهيرة. تحقق قوله عليه السلام: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقوله عليه السلام،

ص: 315

أقضاكم علي.

- وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: 51 / 300:

ومنزلة أحمد من الفقهاء كمنزلة عمر في صلابته، لأنه لم يتكلم في القرآن إلا بحق.. ومنزلة الشافعي في العلماء كمنزلة علي في الصحابة، فإنه كان أعلمهم وأفضلهم وأقضاهم، وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: أقضاكم علي.

- وقال ابن جبر في نهج الايمان ص 661:

وكان لداود سلسلة الحكومة، وقال النبي صلي الله عليه وآله: أقضاكم علي.

- وقال ابن الدمشقي في جواهر المطالب في مناقب علي: 1 / 76:

السابعة: أنه أقضي القضاة من الصحابة، لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: أقضاكم علي. وقد بعثه النبي إلي اليمن وهو شاب فقال: والله يا رسول الله ما أدري القضاء. قال: فمسح بيده صدري وقال: اللهم اهد قلبه وسدد لسانه. قال: فوالله ما أشكلت علي قضية بعدها.

- وقال الشيخ كاظم آل نوح في طرق حديث الأئمة الإثنا عشر ص 76:

(80) فضل ابن روزبهان ذكره في الرد علي نهج الحق للعلامة الحلي متسالماً عليه بلا أي غمز في سنده، وقال في رد حجاج العلامة بأعلمية أمير المؤمنين بحديثي أقضاكم علي وأنا مدينة العلم، من طريق الترمذي:

وأما ما ذكره المصنف من علم أمير المؤمنين فلا شك، فإنه من علماء الامة والناس محتاجون إليه فيه، وكيف وهو وصي النبي (صلی الله علیه و آله) في إبلاغ العلم وودائع حقائق المعارف، فلا نزاع لأحد فيه. انتهي.. وغيرهم.. وغيرهم.

وقد أجاد العجلوني حيث اعتبر أن قول عمر في أصله مرفوع وهو نفس حديث النبي صلي الله عليه وآله.. قال في كشف الخفاء: 1 / 162:

ص: 316

489 - (أقضاكم علي) تقدم بمعناه في حديث أرحم أمتي، ورواه البغوي في شرح السنة والمصابيح عن أنس، ورواه البخاري وابن الإمام أحمد عن ابن عباس بلفظ قال، قال عمر بن الخطاب علي أقضانا وأبي أقرؤنا. والحاكم وصححه عن ابن مسعود بلفظ: كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة علي.

ورواه الملا في سيرته عن ابن عباس في حديث مرفوع أوله (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر). ورواه عبد الرزاق عن قتادة رفعه مرسلاً بلفظ (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقضاهم علي..) الحديث، وهو موصول في فوائد ابن أبي نجيح عن أبي سعيد الخدري.

وروي البغوي في المرفوع عن أنس أيضاً (أقضي أمتي علي).

وعزاه الطبري في الرياض النضرة للحاكم بسند واه عن معاذ بن جبل مرفوعاً في حديث أوله (يا علي، تخصم الناس بسبع)، وذكر منها (وأبصرهم بالقضية) لكن أوردها ابن الجوزي في الموضوعات (أي الحديث عن معاذ الذي فيه سبع خصال وليس حديث أقضاكم علي). ونحوه عند أبي نعيم عن أبي سعيد (يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيها أحد).

وأثبت منها كلها ما رواه الحاكم وابن ماجه والترمذي والبزار من طرق عن علي، أحسنها رواية البزار عنه بسند واه أنه صلي الله عليه وسلم لما بعثه إلي اليمن قاضيا قال (يا رسول الله بعثتني أقضي بينهم وأنا شاب لا أدري ما القضاء) فضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم في صدره وقال اللهم اهده وثبت لسانه، قال: فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين.

وقد رواه ابن حبان عن أبن عباس عنه، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضاً.

نعم روي البخاري في التفسير وأبو نعيم عن ابن عباس قال قال عمر: (أقضانا

ص: 317

علي وأقرؤنا أبي) ونحوه عن أبي وآخرين، وللحاكم عن ابن مسعود قال: (كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة علي)، وقال صحيح، ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع علي الصحيح. انتهي.

انكار ابن تيمية لحديث: علي مع الحق

وكتب (فرات) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 29-12-1999، العاشرة مساءً، موضوعاً بعنوان (ابن تيمية وحديث علي مع الحق والحق مع علي!!!)، قال فيه:

إن حديث (علي مع الحق والحق مع علي) من الأحاديث القطعية الثابتة عن رسول الله صلي الله عليه وآله، رواه أكثر من عشرين صحابي (كذا)، ورواه أكثر من مائة حافظ ومحدث وعالم.

أخرج الحاكم النيسابوري أن الرسول صلي الله عليه وآله قال: رحم الله علياً، اللهم أدر الحق معه حيث دار. هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه). المستدرك: 3 / 124. وكذلك الترمذي في صحيحه: 5 / 592 وأخرج (لما سار علي الي البصرة دخل علي أم سلمة زوج النبي يودعها فقالت: سر في حفظ الله وفي كنفه، والله أنك لعلي الحق والحق معك، ولولا أني أكره أن أعص الله ورسوله فإنه أمرنا أن نقر في بيوتنا لسرت معك، ولكن والله لأرسلت معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي، إبني عمر.

قال الحاكم بعد أحاديث هذا ثالثها: هذه الأحاديث كلها صحيحة علي شرط الشيخين ولم يخرجاها!!. ووافقه الذهبي المستدرك:3 /119.

ص: 318

والعجيب غن بعض من يدي العلم، واتخذته طائفة من المسلمين شيخاً لها، يقول: إنهم رووا جميعاً، أن رسول الله قال: علي مع الحق والحق مع علي يدور معه، من أعظم الكلام كذباً وجهلاً، فإن الحديث لم يروه أحد عن النبي لا بإسناد صحيح ولا ضعيف) منهاج السنة.

فهل بعد هذا إلا إبطال لسنة رسول الله الصحيحة.

ابن تيمية يكذب بغضا لعلي

وكتب (مالك الأشتر) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 14-2-2000، التاسعة والنصف صباحاً موضوعاً بعنوان (ابن تيمية يكذب! بغضاً لعلي عليه السلام -2-)، قال فيه:

قال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة ص 167، 168: حديث أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (علي مع الحق والحق معه يدور حيث دار ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض) من أعظم الكلام كذباً وجهلاً فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلي الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف وهل يكون أكذب ممن يروي عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثاً والحديث لا يعرف عن أحد منهم أصلاً؟ بل هذا من أظهر الكذب ولو قيل:رواه بعضهم وكان يمكن صحته لكان ممكناً، وهو كذب قطعاً علي النبي صلي الله عليه وسلم فإنه كلام ينزه عنه رسول الله. انتهي.

فنقول: اما الحديث فأخرجه جمع من الحفاظ والأعلام منهم الخطيب في التاريخ (14/321) من طريق يوسف بن محمد المؤدب قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن سليمان السراج، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا علي بن هاشم بن

ص: 319

البريد عن ابيه عن ابي سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولي أبي ذر، قال دخلت علي أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً وقالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض يوم القيامة) هذه أم المؤمنين أم سلمة سيدة صحابية! وقد نفي الرجل أن يكون أحد الصحابة قد رواه!! كما نفي ان يكون أحد من العلماء يرويه إلا أن يقول: إن الخطيب - وهو هو - ليس من العلماء! او لم يعتبر أم المؤمنين صحابية!! وهذا اقرب الي مبدأ ابن تيمية لأنها علوية النزعة علوية الروح علوية المذهب.

وحديث أم سلمة سمعه سعد بن أبي وقاص في دارها قال:سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول علي مع الحق، أو الحق مع علي حيث كان). قاله في بيت أم سلمة فأرسل أحد الي بيت أم سلمة فسألها فقالت: قد قاله رسول الله في بيتي. فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن.فقال:و لِم َ؟ قال: لو سمعت من النبي صلي الله عليه وسلم لم أزل خادماً لعلي حتي أموت. أخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/236) وقال: رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.

قال العلامة الأميني رحمه الله: الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شعيب الحضرمي قد خفي عليه لمكان التصحيف.ترجمه غير واحد بما قال شمس الدين ابراهيم الجوزجاني: إنه كان شيخاً صالحاً صدوقاً كما في خلاصة الكمال (خلاصة الخزرجي: 1/382 رقم 02479) وتهذيب التهذيب: 4/42.

وكيف يحكم الرجل بأن الحديث لم يروه أحد من الصحابة والعلماء أصلاً؟

وهذا الحافظ بن مردويه في المناقب والسمعاني في فضائل الصحابة، أخرجا بالاسناد عن محمد بن أبي بكر عن عائشة...

ص: 320

وروي ابن قتيبة في الامامة والسياسة:1/73 عن محمد بن أبي بكر: أنه دخل علي أخته عائشة...

وروي الزمخشري في ربيع الأبرار: 1/828 قال: استأذن أبو ثابت مولي علي علي أم سلمة رضي الله عنها فقالت: مرحباً بك يا أبا ثابت، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟ قال: تبع علي بن أبي طالب.قالت: وفّقت والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول (علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض).

وبهذا الفظ أخرجه أخطب الخطباء الخوارزمي في المناقب ص176ح214من طريق الحافظ بن مردويه وكذا شيخ الاسلام الحموئي في فرائد السمطين: 1/177 ح140، في الباب (37) من طريق الحافظين أبي بكر البيهقي والحاكم أبي عبد الله النيسابوري.

وأخرج ابن مردويه في المناقب عن أبي ذر أنه سئل عن اختلاف الناس فقال: عليك بكتاب الله والشيخ علي بن ابي طالب، فإني سمعت النبي صلي الله عليه وآله يقول (علي مع الحق والحق معه وعلي لسانه والحق يدور حيثما دار علي)... وصح عنه صلي الله عليه وآله قوله: رحم الله علياً، اللهم أدر الحق معه حيث دار. مستدرك الحاكم3/135 ح 4629. جامع الترمذي 5/592ح3714، جامع الأصول 9 / 420 ح 6372 كنز العمال11/642ح33124

وقال الرازي في التفسير الكبير 1/205: (وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر. ومن اقتدي في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدي والدليل عليه قوله عليه السلام (اللهم أدر الحق مع علي حيث دار)... الي آخر بحث الأشتر الذي اضطررنا لاختصاره.

ص: 321

تناقض أقوال ابن تيمية في علي

وكتب (العاملي) في شبكة هجر الثقافية، بتاريخ 29-8-1999، الرابعة عصراً، موضوعاً بعنوان (بغض ابن تيمية لأمير المؤمنين علي عليه السلام!!)، قال فيه: بحث من كتاب (دراسات في منهاج السنة لابن تيمية) للعلامة الباحث السيد علي الميلاني: ابن تيمية وإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

نستعرض في هذا الباب ما جاء في (منهاج) ابن تيمية حول أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم آلاف الصلاة والتحية، لنعرف مدي صحة ما ذكروه من نسبة ابن تيمية إلي النصب والنفاق والعداء لهم!

قال الحافظ ابن حجر بترجمته - الدرر الكامنة 1/155: (وافترق الناس فيه شيعاً، فمنهم من نسبه إلي التجسيم... ومنهم من ينسبه إلي الزندقة... ومنهم من ينسبه الي النفاق، لقوله في علي ما تقدم [يعني ما نقله سابقاً أنه قال في حق علي: أخطأ في سبعة عشر شيئاً، ثم خالف فيها نص الكتاب، منها: إعتداد المتوفي عنها زوجها أطول الأجلين] ولقوله: إنه كان مخذولاً حيث ما توجه، وإنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها، وإنما قاتل للرياسة لا للديانة، ولقوله: إنه كان يحب الرياسة وإن عثمان كان يحب المال، ولقوله: أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول وعلي أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه علي قول، وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ومات وما نسيها من الثناء (هنا بياض في المطبوع) وقصة أبي العاص بن الربيع وما يؤخذ من مفهومها، فإنه شنع في ذلك، فألزموه بالنفاق لقوله صلي الله عليه وسلم: ولا يبغضك إلا منافق).

ص: 322

ومن درس كتاب (منهاج السنة) وجده يطعن ويقدح في جميع شئون أمير المؤمنين عليه السلام، وينكر فضائله ومناقبه كلها، من إسلامه، ومن صفاته النفسانية كالعلم والعدالة والشجاعة والزهد، ومن فضائله ومناقبه الواردة في الصحاح والسنن وغيرها من كتب أهل السنة، وحتي في إمامته وخلافته بعد عثمان!! بل يكذب عليه، ويطعن فيه، وينال منه...!!

ولكن في كلماته تناقضات لا تحصي... وهذه جملة من كلماته نذكرها في فصول تحتها عناوين:

1 - حول إسلامه وجهاده إسلامه وصلاته قبل الناس:

إن علياً عليه السلام أول من أسلم، بالأدلة الثابتة عند الفريقين، وهذا مما اعترف به كبار الأئمة المتقدمين علي ابن تيمية والمتأخرين عنه (منهاج السنة 8/389)، وهذه فضيلة لم يشركه فيها أحد. ويريد ابن تيمية إنكار هذه الفضيلة، لكنه يضطرب!! فنحن نورد كلماته في المسألة وعليك أن تقارن بينها:

يقول: قول علي: صليت ستة أشهر قبل الناس، فهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة، فإن بين إسلامه وإسلام زيد وأبي بكر وخديجة يوما أو نحوه، فكيف يصلي قبل الناس بستة أشهر. منهاج السنة 5/19.

فهنا يعترف بإسلامه قبل أبي بكر، ولا ينقل قولا علي الخلاف.

وفي موضع آخر يشكك في ذلك ويقول: (وتنازعوا في أول من نطق بالأسلام بعد خديجة، فإن كان أبو بكر أسلم قبل علي، فقد ثبت أنه أسبق صحبة كما كان أسبق إيمانا.وإن كان علي أسلم قبله فلا ريب أن صحبة أبا بكر للنبي كانت أكمل وأنفع من صحبة علي ونحوه).

فيردد الأمر مع التصريح بدعوي كون إسلامه بعد خديجة، ثم يفضل إسلام

ص: 323

أبي بكر علي كل تقدير.

وفي موضع ثالث ينسب القول بتقدم إسلام أبي بكر إلي أكثر الناس، فيقول: قول القائل: علي أول من صلي مع النبي، ممنوع، بل أكثر الناس علي خلاف ذلك، وأن أبا بكر صلي قبله (منهاج السنة: 7/273).

فلاحظ كيف يضطرب!

ومما يبين شدة اضطرابه وقوة نصبه وعدائه: تشكيكه في أصل قبول إسلام الامام عليه السلام، إنه يقول: قوله: وهذه الفضيلة لم تثبت لغيره من الصحابة ممنوع، فإن الناس متنازعون في أول من أسلم، فقيل: أبو بكر أول من أسلم، فهو أسبق إسلاماً من علي، وقيل: إن علياً أسلم قبله، لكن علي كان صغيراً وإسلام الصبي فيه نزاع بين العلماء، ولا نزاع في أن إسلام أبي بكر أكمل وأنفع، فيكون هو أكمل سبقا بالأتفاق، وأسبق علي الإطلاق علي القول الاخر. فكيف يقال: علي أسبق منه بلا حجة تدل علي ذلك (منهاج السنة: 7/155).

ولا يكتفي ابن تيمية بهذا القدر، بل يحاول إثبات كفر علي عليه السلام قبل إسلامه، والتشكيك في إسلامه وهو غير بالغ، انظر إلي كلامه: (قبل أن يبعث الله محمداً لم يكن أحد مؤمناً من قريش، لا رجل ولا صبي ولا امرأة، ولا الثلاثة ولا علي! وإذا قيل عن الرجال: إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك، علي وغيره!! وإن قيل: كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ. قيل: ولا إيمان الصبي مثل ايمان البالغ. فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغون وعلي يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ. والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين، وإذا أسلم قبل البلوغ فهل يجري عليه حكم الإسلام قبل البلوغ؟ علي قولين للعلماء. بخلاف

ص: 324

البالغ فإنه يصير مسلماً باتفاق المسلمين. فكان إسلام الثلاثة مخرجاً لهم من الكفر باتفاق المسلمين. وأما إسلام علي فهل يكون مخرجاً له من الكفر؟ علي قولين مشهورين، ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر.(منهاج السنة: 8/285).

الرافضة تعجز عن إثبات إيمان علي!!:

قال ابن تيمية: (إن الرافضة تعجز عن إثبات إيمان وعدالته، فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده، فقد تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم الكفار. (منهاج السنة: 2/62).

أقول: وهل كان إيمان أمير المؤمنين وعدالته بحاجة إلي إثبات؟ وكيف يقاس إيمانه بإيمان غيره مطلقاً، فضلاً عن معاوية وغيره ممن ذكر؟ أما معاوية فقد حارب أمير المؤمنين، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (حرب علي حربي وسلمه سلمي وطاعته طاعتي ومن فارقه فارقني).

(مسند أحمد: 3/442، المستدرك: 3/124، الصواعق: 114 وغيرها).

ولا ريب في أنه كان مبغضاً لأمير المؤمنين، الذي قاله رسول الله (بغضه نفاق) في حديث صحيح متفق عليه بين الجميع، ومن رواته من الجمهور: مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، والترمذي في صحيحه، والنسائي في خصائصه، وأو نعيم في حليته، وغيرهم.

وإذا كان هذا حال معاوية فما ظن بحال يزيد وغيره!! فهل عرفت لماذا نسبه بنو قومه إلي النفاق؟! بين علي وبين الكفار والمنافقين يقول ابن تيمية: (لم يعرف أنه كان يبغضه الكفار والمنافقون. منهاج السنة: 7/461).

وفي موضع آخر يقول: (لم يكن لعلي إلي أحد منهم إساءة، لا في الجاهلية

ص: 325

ولا في الأسلام، ولا قتل أحدا من أقاربهم، فإن الذين قتلهم علي لم يكونوا من أكبر القبائل، وما من أحد من الصحابة إلا وقد قتل أيضاً. وكان عمر - رضي الله عنه - أشد علي الكفار وأكثر عداوة لهم من علي، فكلامهم فيه وعداوتهم له معروفة. منهاج السنة: 4/361).

إذن! لم يكن لعلي إلي أحد منهم إساءة، والذين قتلهم لم يكونوا من (أكبر القبائل)!! فأنصف ولم يقل: كانوا (من الموالي)!! أما عمر فكان (أشد علي الكفار وأكثر عداوة لهم) بأي شئ؟ ومتي؟ لا يصرح بالقتل والقتال، لأنه يعلم بواقع الحال!!

لكنه في موضع آخر لا يستحي فيقول: (وقوله: إن علياً قتل بسيفه الكفار. فلا ريب أنه لم يقتل إلا بعض الكفار، وكذلك سائر المشهورين بالقتال من الصحابة، كعمر والزبير وحمزة والمقداد وأبي طلحة والبراء بن مالك وغيرهم رضي الله عنهم، ما منهم من أحد إلا قتل بسيفه طائفة من الكفار).

وهل قتل عمر بسيفه طائفة من الكفار؟!

فهو يضطر إلي أن يقول: (والقتال يكون بالدعاء كما يكون باليد! (منهاج السنة 4/480 - 484). إذن! قتل عمر طائفة من الكفار بالدعاء!! وقد كرر هذا الكلام في موضع آخر، إذ قال: (وهؤلاء لم يقتل علي أحدا منهم ولا أحدا من الأنصار، وقد كان عمر رضي الله عنه أشد عداوة منذ أسلم للمشركين من علي، فكانوا يبغضونه أعظم من بغضهم لسائر الصحابة، وكان الناس ينفرون عن عمر لغلظته وشدته أعظم من نفورهم عن علي. منهاج السنة 6/321.

لكنه علي كل حال لم يدع (قتالاً) لأبي بكر، لا (بسيفه) ولا (بالدعاء)! بل لما أراد ذكره بدل التعبير من القتال إلي (الجهاد) فكان جهاد أبي بكر وغيرهم

ص: 326

أعظم من جهاد علي! يقول: (وأما علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله ويحبه الله، لكن ليس بأحق بهذه الصفة من أبي بكر وعمر وعثمان، ولا كان جهاده للكفار والمرتدين أعظم من جهاد هؤلاء، ولا حصل به من المصلحة للدين أعظم مما حصل بهؤلاء. منهاج السنة 7 / 218.

جهاده الكفار بسيفه وكونه أشجع الناس بعد النبي:

يقول العلامة الحلي: (إنه كان أشجع الناس، وبسيفه ثبتت قواعد الإسلام، وتشيدت أركان الأيمان، ما انهزم في موطن قط...).

فاستمع إلي جواب ابن تيمية: (أما قوله: إنه كان أشجع الناس، فهذا كذب، بل كان أشجع الناس رسول الله... منهاج: 8/76.

بالله عليك! فهل كان العلامة يدعي كون أمير المؤمنين أشجع من النبي، صلي الله عليهما وآلهما وسلم؟ إن هذا الجواب أليق بالحمقي منه بأهل العلم! إلا أن السر في هذه المغالطة هو عدم تمكنه من دعوي أشجعية أبي بكر وعمر... لكنه كما جعل (القتل) يكون (بالدعاء) كذلك جعل (الشجاعة) تكون (بالقعود) عن الحرب والقتال... قال: (وإذا كانت الشجاعة المطلوبة من الأئمة شجاعة القلب، فلا ريب أن أبا بكر كان أشجع من عمر، وعمر أشجع من عثمان وعلي وطلحة والزبير... وكان يوم بدر مع النبي في العريش..منهاج السنة 8/79.

إذن: كان أبو بكر وغيره فاقدين للشجاعة البدنية، لكن الشجاعة المطلوبة من الأئمة هي (شجاعة القلب) ولا ريب في أن أبا بكر وعمر كانا أشجع من علي.

ألا سائل يسأله بعد التنزل عن كل ما هنالك: هل الشجاعة البدنية تكون بلا

ص: 327

شجاعة القلب؟! وإذا كانوا واجدين لشجاعة القلب وثباته فلماذا انهزموا وفروا؟

يقول: (وأما قوله: ما انهزم قط. فهو في ذلك كأبي بكر وعمر وطلحة والزبير وغيرهم من الصحابة، فالقول في أنه ما انهزم كالقول في أن هؤلاء ما انهزموا قط، ولم يعرف لأحد من هؤلاء هزيمة. والمسلمون كانت لهم هزيمتان: يوم أحد ويوم حنين. ولم ينقل أن أحدا من هؤلاء انهزم، بل المذكور في السير والمغازي أن أبا بكر وعمر ثبتا مع النبي صلي الله عليه وسلم يوم أحد ويوم حنين، ولم ينهزما مع من انهزم. ومن نقل أنهما انهزما يوم حنين فكذبه معلوم. وإنما الذي انهزم يوم أحد عثمان، وقد عفا الله عنه، وما نقل من انهزام أبي بكر وعمر بالراية يوم حنين فمن الأكاذيب المختلقة التي افتراها المفترون. منهاج السنة: 8/91.

ثم إذا طالبته بأحسن مورد ظهرت فيه شجاعة أبي بكر، ذكر في الجواب مافي الصحيحين! عن عروة بن الزبير! عن عبد الله بن عمرو بن العاص!...

يقول ابن تيمية: (ومن شجاعة الصديق مافي الصحيحين، عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو، عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلي الله عليه وسلم قال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه... فهذه شجاعة أبي بكر عند أشد ما صنع المشركون برسول الله!!

تكميل: من الأمور الثابتة بالضرورة فرار أبي بكر وعمر يوم أحد ويوم خيبر، أما في احد فروي الخبر: أبو داود الطيالسي، وابن سعد، والبزار، والطبراني، وابن حبان، والدارقطني، وأبو نعيم، وابن عساكر، والضياء المقدسي، وغيرهم من الأئمة الأعلام. (كنز العمال: 10/424 رقم 30025).

ص: 328

وأما في خيبر فرواه: أحمد، وابن أبي شيبة، وابن ماجة، والبزار، والطبري، والطبراني، والحاكم، والبيهقي، والضياء، والهيثمي، وجماعة غيرهم فراجع كنز العمال: 10/461 عدة أحاديث.

وأما في حنين، فالذي صبر مع النبي صلي الله عليه وآله، وعد من خصائصه كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس: هو علي عليه السلام. المستدرك: 3/111. وأما في الخندق فقد عرف الناس حال القوم، وقعودهم عن البراز إلي ابن عبد ود، بما لا يحتاج إلي ذكر!! وعلي هذه فقس ما سواها!

ومع كل ما جاء في مواقفه في الغزوات.. كذب وأنكر ابن تيمية كل ما ذكره العلامة من مواقف ومشاهد أمير المؤمنين عليه السلام في حروب رسول الله وغزواته صلي الله عليه وآله، فراجع كلماته في (غززة بدر) و(أحد) و(الأحزاب) و(خيبر) و(حنين) وغيرها. منهاج السنة: 8/94 - 127). كما أنه أنكر فرار المشايخ في غير واحد من المشاهد!!

والعجيب أنه في جميع إنكاراته ينسب الانكار إلي (أهل العلم بالمغازي والسير)! ولا ندري ما إذا كان يقصد من (أهل العلم) نفسه وبعض من حوله فقط!!

والأعجب من ذلك مطالبته بالنقل المعتبر لما يقوله العلامة قائلاً (بين لنا سند هذا)! و (لابد من بيان إسناد كل ما يحتج به من المنقول أوعزوه إلي كتاب تقوم به الحجة وإلا فمن أين يعلم أن هذا وقع)!

قلت: قد ذكرنا في (الشرح) الأسانيد في كل مورد، كما ذكرنا بعض من روي فرار القوم في (احد) و(خيبر) وغيرهما من الغزوات، من أعلام الأئمة الثقات... وفيهم من يعتمد عليه ابن تيمية ويحسبه من كبار الأئمة الحفاظ لسنة

ص: 329

رسول الله صلي الله عليه وآله، كأحمد بن حنبل والدار قطني وأمثالهما...

لكنه مع ذلك يقول في جواب قول العلامة (وفي غزاة أحد لما انهزم الناس كلهم) يقول: (قد ذكر في هذه من الأحاديث العظام التي لا تنفق إلا علي من لم يعرف الأسلام، وكأنه يخاطب بهذه الخرافات من لا يعرف ما جري في الغزوات)!

إنه يذكرك بما اتفق علي روايته المسلمون من قوله صلي الله عليه وآله:

(إذا لم تستح فاصنع ما شئت)!!!

فكتب (ياسين داود) بتاريخ 29-8-1999، الخامسة مساءً:

أشكرك أيها الأستاذ العاملي. إنه نعم الرد علي من يبغض أمير المؤ منين عليه السلام:

http://www.sahab.net/sahab_html/Forum1/HTML/001969.html

وكتب (الكاتب) بتاريخ 29-8-1999، السادسة مساءً:

أسأل الله أن يهديهم لقراءة هذا الإستعراض بعبرة.

و (إنك لا تهدي من أحببت).

وكتب (بوعبدالرحمن) بتاريخ 30-8-1999، التاسعة مساءً:

إنك تتكلم كثيراً، وتكتب كثيراً، وتحشو كثيراً، وتسب الصحابة كثيراً، وتقول قال ابن تيمية في نصف سطر، (وأقول) في عشرين سطر، فمن أنت حتي تفهم النصوص بهذا الفهم البديع.

إياك وسب الصحابة رضوان الله عليهم، فإن سبهم نفاق وكفر. إياك والافتراء علي ابن تيمية، وليس عندي مزيد قول سوي: (اتقوا الله).

فكتب (العاملي) بتاريخ 30-8-1999، العاشرة ليلاً:

ص: 330

يا أخ أبا عبد الرحمن.. لا يناسبك أن تتهم وتشتم الناس، فالمسألة جدية وعلمية.. فإن كان عندك علمٌ فردَّ علي حديث واحد من الأحاديث التي كذبها ابن تيمية في علي عليه السلام، وهي صحيحة عند علماء الحديث!!

وكتب (العاملي) بتاريخ 30-8-1999، العاشرة والربع ليلاً موضوعاً بعنوان (القسم الثالث من موضوع: بغض ابن تيمية لأمير المؤمنين علي عليه السلام):

حديث يوم الدار كذب!!

قال العلامة: (المنهج الثالث، في الأدلة المستندة إلي السنة المنقولة عن النبي صلي الله عليه وآله، وهي اثنا عشر، الأول: ما نقله الناس كافة: إنه لما نزل قوله تعالي: (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع رسول الله صلي الله عليه وآله بني عبد المطلب في دار أبي طالب...).

قال ابن تيمية: (هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث، فما من عالم يعرف الحديث إلا وهو يعلم أنه كذب موضوع، ولهذا لم يروه أحد منهم في الكتب التي يرجع إليها في المنقولات، لأن أدني من له معرفة بالحديث يعلم أن هذا كذب... منهاج السنة: 7/302.

أقول: تري كيف يقول ابن تيمية هذا، وقد أخرجه إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل في المسند بسند صحيح؟!! … الي آخر الموضوع من بحث السيد الميلاني (دراسات في منهاج السنة) ولا يتسع المجال، لايراده.

ص: 331

انكار ابن تيمية حديث علي مني و أنا منه

وكتب (فرات) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 28-12-1999، العاشرة والنصف، موضوعاً بعنوان (ابن تيمية وحديث: إن علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي)، قال فيه:

هذا الحديث نقله الكثير من أصحاب السنن كالإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم بأسانيد صحيحة. وهو يدل دلالة واضحة علي تقدم أمير المؤمنين عليه السلام علي غيره فضلاً ومكانة من رسول الله صلي الله عليه وآله، خصوصا بالنظر الي قوله صلي الله عليه وآله: إن علياً مني وأنا منه، فنفس علي عليه السلام وذاته من نفس وذات الرسول صلي الله عليه وآله فهو وارثه فضلاً وعلماً وعملاً، ومن حضي بتلك الكرامات غير علي عليه السلام؟!! ولأجل أن يستمر الإسلام علي نهج رسول الله صلي الله عليه وآله بعد وفاته فهو يري ان نهجه لايستمر إلا بعلي فيقول قوله وأمام الملأ: (وهو ولي كل مؤمن بعدي). ولكن هذا لايروق لمزاج بعضهم!!

ولما كانت قدسية الرجال عندهم أعظم من قدسية النص، رغم ثبوته عندهم وصحته، أطلقوا ألسنتهم بالتكذيب والتأويل!! فقال بعضهم إسناد صحيح مع نكاره في متنه، لشذوذ كلمة (بعدي)!!

ثم جاء شيخ الإسلام ليقول: فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث!!

فلو كان في غير علي عليه السلام فهل كان فيه نكارة..؟!!!!

ص: 332

الفصل العاشر: من إشكالات النواصب علي أميرالمؤمنين

اشاره

عناوين مواضيع الفصل:

زعمهم أن أمير المؤمنين عصي النبي صلي الله عليه وآله!

زعمهم أن أمير المؤمنين صرح بأنه ليس له حق في الخلافة!

زعمهم أن أمير المؤمنين عليه السلام لا يصلح للخلافة!

زعمهم أن أمير المؤمنين أغضب فاطمه عليها السلام!

زعمهم أن أمير المؤمنين عليه السلام أقر بخلافة أبي بكر وعمر.

زعمهم أن أمير المؤمنين أقر سيرة أبي بكر وعمر.

زعمهم أن علياً عليه السلام فضل أبا بكر علي نفسه!

زعمهم أن أمير المؤمنين عليه السلام مدح أبا بكر وعمر

لماذا سمي الائمة بعض أولادهم بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان؟

هل زوج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته أم كلثوم لعمر؟

زعمهم أن علياً عليه السلام مدح عمر عند موته!

ص: 333

ص: 334

زعمهم أن أميرالمؤمنين عصي النبي صلي الله عليه وآله

كتب (مشارك) في شبكة هجر، بتاريخ 26-9-1999، الثالثة ظهراً، موضوعاً بعنوان (علي رضي الله عنه لم ينفذ أمر النبي صلي الله عليه وسلم له!)، قال فيه:

إلي أتباع ابن سبأ فقط.. علي رضي الله عنه في الجنة وهو من الخلفاء الراشدين، ومن آل البيت الذين نحبهم ونتولاهم كما نحب أبا بكر وعمر. ولكنكم اعتدتم أن تأتوا بأشياء ثابتة وأخري كاذبة وتفسرونها علي ما لا تحتمل. روي البخاري في صلح الحديبية: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعلي في شأن كتابة محمد رسول الله: امحه، فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه. فمحاه رسول الله بيده.

وهذا ليس فيه مطعن علي علي رضي الله عنه لمن تأمله، ولكن لو كان عمر رضي الله عنه هو الذي قال ذلك لشرقتم وغربتم يا سبئية!

فكتب (أبو زهراء القطيفي)، الخامسة مساءً:

نعم ليس هناك مطعن علي فعل علي عليه السلام، لأنه رفض أن يمسح الرسالة عن الرسول، (ولم يمنعه) من كتابة الكتاب الذي يدعو الي العصمة وعدم الضلال.

وكتب (شعاع)، الخامسة والربع مساءً:

ص: 335

معصية الرسول من كبائر الذنوب. ومن عصي رسول الله فقد عصي الله (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيداً) (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً).

هذا مايريدنا الرافضة أن نقول في علي رضي الله عنه، ولكن هذا الحكم يتم تطبيقه علي أبو بكر (كذا) وعمر فقط... فياليتكم حين تدعون أن عمر يعص الله... تطبقون ذلك علي الجميع..؟؟؟

وكتب (مشارك)، الخامسة والثلث مساءً:

هؤلاء السبئية لا عقل، ولا نقل.

فكتب (جميل50)، الخامسة والنصف مساءً:

إلي أتباع السامري وعجله فقط. فكل مرة لاتحسن أن تنقل الخبر جيداً يا مشارك. واخترت رواية البخاري أقل المحدثين (حباً) لأهل البيت.كيف وهناك من الدراسات حوله ما كشفت عن طريقته ومنهجه اللامتوازن مع أهل البيت عليهم السلام، هذا إذا كان نقلك صحيح (كذا)!! وكيف كان، فالذي رواه ابن الأثير أن سهيل ابن عمرو لما بعثته قريش للصلح وتم الإتفاق مع النبي صلي الله عليه وآله وأرادا أن يكتباه أمر النبي علياًّ فقال: أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم فاعترض سهيل وقال: لانعرف هذا... ولكن أكتب باسمك اللهم.

فلما قال النبي صلي الله عليه وآله: أكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلي الله عليه وآله سهيل بن عمرو. فقال سهيل: لو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك. ولكن أكتب اسمك واسم أبيك، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي: أمحُ رسول الله، فقال علي: لا أمحوك أبداً، فأخذه رسول الله صلي الله عليه وآله وليس يحسن أن يكتب، فكتب موضع رسول الله: محمد بن عبد الله.. وقال لعلي: لتبلين بمثلها!!!

ص: 336

فإذا أردت أن تستدل بهذه الحادثة فانظر إلي أمور ثلاثة:

الأول: أن علي عليه السلام ورغم صعوبة الموقف التي دعت بعض الصحابة إلي أن يشكك في النبي صلي الله عليه وآله ذلك اليوم، وأخذ يردد القول علي النبي: علام نعطي الدنية في ديننا..علام نعطي الدنية في ديننا..علام نعطي الدنية في ديننا.. حتي نهاه أبو عبيدة الجراح؟!!! فإن علي لايزال متمسكاً بالرسالة للنبي صلي الله عليه وآله (ويأبي أن يمحوها) علي مستوي الحبر علي الورق، فضلاً من أن يحدث كلاماً؟!!

الثاني أن النبي صلي الله عليه وآله لم يبدو (كذا) عليه شئ من الوجد والغضب ولا حتي بكلمة فاردة، بل أخذ الكتاب بنفسه ثم عاد إلي علي ولم ينتدب غيره … أتلاحظ؟!!!.

الثالث: أن النبي صلي الله عليه وآله أخبر عن أمرٍ مُغيَّب (وهذا من خصائصه) بأنّ: علي سيبتلي بمثلها. أي يوم الحكمين في حرب صفين!!!

وكتب (مالك الأشتر)، السادسة إلا ربعاً مساءً:

إن علياًّ عليه السلام أراد أن يبين أن كلمة (رسول الله) صلي الله عليه وآله كلمة مقدسة، فكيف برسول الله نفسه صلي الله عليه وآله. ولذلك قال له الرسول صلي الله عليه وآله: إن لك مثلها يا علي. فأراد النبي صلي الله عليه وآله أن يبين أن كلمة (أمير المؤمنين) هي كلمة مقدسة ومقام مقدس وليس ادعاء.

فكما أن كلمة (رسول الله) لا يمكن أن تقال لأحد سوي الرسول المبعوث من الله، كذلك كلمة (أمير المؤمنين) كلمة لا يمكن أن تقال لأحد سوي من سماه الله ورسوله، لأنها منصب إلهي.

أما تقرأوا (كذا) قول عمر لعلي عليه السلام: بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة. بعدما قال الرسول صلي الله عليه وآله في غدير خم

ص: 337

بعد خطبته العصماء: من كنت مولاه فهذا علي مولاه … قال: سلموا علي علي بإمرة المؤمنين. ولكنكم أبيتم إلا عناداً!!

وكتب (الصارم المسلول) السادسة مساءً:

صدقت يا مشارك.. لو كان عمر الذي فعلها لجعلوها أكبر الكبائر والمطاعن عليه.

وكتب (جميل50)، السادسة والربع مساءً:

إلي المسلول... لا داعي للتهريج.

أما أولاً: فجئنا لعمر بمثلها إن استطعت، وستري أننا لانؤولها حيث لم نكن مؤولة؟!! وليكن في محفوظك أن الشيعة لاتنكر المواقف الحسنة للصحابة وهي تعرف بعض المواقف المثلجة للصدور مما صدر من الصحابة.. فليست قضيتنا أنّ فلان يرعي حكم الله مطلقاً أولا يرعاه مطلقاً. ولكنك تعلم أن للعمل ميزان (كذا) ولا يكفي مجرد تحقيقه خارجاً، فالأشد من العمل الإبقاء علي العمل. وأن (الأعمال بالنيات) وهذا ما نبحثه في خصوص بعضهم...

وأما ثانياً: فقد وافاك التحليل والجواب الجزيل فانظره وعلق عليه، إن أمكنك الفهم وأسعفك العلم..

وكتب (مشارك)، السادسة والثلث مساءً:

ماذا تقصد بأتباع السامري يا جميل 50؟

فأجاب (جميل50)، السادسة والنصف مساءً:

أنا لا أعرف ابن سبأ....وأنت لا تعرف السامري.. إذا ما الفرق؟!!

وكتب (مشارك)، السابعة والنصف مساءً:

ص: 338

لا تقل كلمة أكبر منك يا جميل، عبد الله بن سبأ اليهودي رأس فرقة السبئية، فهل تستطيع أن تقول من هو السامري الذي تدعي أننا أتباعه؟

فكتب (جميل50)، الثامنة مساءً:

أكبر مني أكبر منك..ولا عكس.. هنالك رد للدكتور الفرحان علي آخر استنتاج لكم حول ابن سبأ، حاول أن تنغمر في مناقشته أولاً، ودعْك عنا نحن!! ثم هل تعرف هارون هذه الأمة.. إذا توصلت إليه فسوف يسقط منك النظر علي سامريها وعجله؟!!! الآن عليك أن تمر بمرحلة تفكير ولا تعجل..

وكتب (مالك الأشتر)، العاشرة والنصف مساءً:

مالي أراكم يا شيعة علي عليه السلام والدرر تخرج من أفواهكم. خيب الله شانئيكم، وأسعدكم كما أسعد بكم.

قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي.

وكتب (مشارك) في اليوم التالي، السابعة والنصف صباحاً:

لم تستطع أن تقول شيئاً يا جميل. فهلاّ خنست إلي السراديب والجحور المظلمة حيث القذارات والفئران.

وأجابه (جميل50)، التاسعة والنصف صباحاً:

قال تعالي: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)...

ولقد أمر علي اللئيم يسبني...... فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

وكتب (عمار)، العاشرة إلا ربعاً صباحاً:

سبحان الله! بحثتم في سيرته سلام الله عليه ولم تجدوا إلاّ هذا؟

إنا لله وإنا إليه راجعون!

ص: 339

وكتب (جميل50)، العاشرة صباحاً:

مشارك: لقد طرحت شبهتك مقابل الأمر البدهي في سيرة المولي علي وأجبتُك. هلاّ نقضتَ؟!! أم تريد أن تذوّب قيمة الإجابة بأن تتشبث بعبارة ليست من صلب الطرح الذي طُرح، وتُغفل أصل الموضوع؟!!

أما السبئية فقد قلت لك أنكم غير قادرين علي إثبات ذلك لا بالرواية ولا بالدراية من طرقكم!!! وأما من طرقنا فحاله معلوم، وأمره موضح في تلك الروايات نفسها التي تعرض ماجري عليه في وقته.. هذا علي تقدير قبول الروايتين أو الأكثر للإعتماد عليها فعلاً!

وكيف كان.. فهذا غير البحث الذي عقدت أنت له الذكر هنا؟!!

وأما السامرية، والسامري، وعجله، فما لايستطع أحد إنكاره أبداً، ولكن حتي لايضيع معقد الكلام في هذه الصفحة أجبنا علي الرد الموفي إليك أولاً، ثم سأنعمنّك عيناً فيما تنتظره مني!!

عجل بذلك فأنا لست ممن يلازم الساحة ليل نهار...

وكتب (عمار)، العاشرة والثلث صباحاً:؟؟

إلي من لايعرف السامري وعجله: لوكنتم ممن يقرأ القرآن لعلمتم كل هذا. ولكن للأسف.. الظاهر البخاري مو ذاكر عنه شئ، لهذا أنتم لاتعلمون.

أخذتم البخاري وهجرتم كتاب الله؟؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!

وكتب (الصارم المسلول)، الخامسة مساءً:

والله إن في كتبكم أكبر الطعن بآل البيت. وأنا قلت لكم: هاتوا برهانكم علي ارتداد واحد من الصحابة، ولكنكم عاجزون.

ص: 340

فكتب (جميل50) بتاريخ 29-9-1999الحادية عشرة والنصف صباحاً:

مشارك..لاداعي أن تتغافل عن الموضوع، لكي يرجع إلي الخلف، وكأن شيئاً لم يكن؟!! لقد أجبناك بأوسط محتمل، لأوسط عاقل، في أوسط إشكال.

أجب ولا تتهرب؟؟!

وكتب (مشارك) بتاريخ 1-10-1999، الحادية عشرة والنصف صباحاً:

إلي أتباع ابن سبأ. سبق أن قلت أن الموضوع ليس فيه طعن لعلي رضي الله عنه، ولكن من هو السامري؟

وكتب (عزام الربيعي) بتاريخ 2-10-1999، الخامسة والنصف مساءً:

لكل كلام يصدر من عاقل هدف معين. فهل يبين لنا مشارك هدفه من هذا الموضوع؟؟ أم أنه يتنازل عن عقله؟ أم أنه يري أن علياًّ ليس من الصحابه فيجوز له القدح فيه؟؟ مع كثرة دفاعه عن يزيد وابن تيميه؟؟...فليراجع كل منا عقيدته وليتفحص إمامه الذي يتبعه!!!

وكتب (الصارم المسلول)، السابعة مساءً:

لم يدافع أحد عن يزيد، بل دافعنا عن معاوية، فإن لو تكن متابع (كذا) للموضوع يا ربيعي، أرجو أن يحل خريفك وترحل أفضل لك.

فأجاب (عزام الربيعي)، السابعة والربع مساءً:

وهل يجرؤ أحد منكم أن يتحدث عن يزيد الفاسق وأتباعه، كجرأتكم علي إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام؟؟!!

وكتب (الجبهان)، السابعة والثلث مساءً:

الأخ الحبيب مشارك الخير... الباطنية لها مصطلحات لايفهمها إلا الباطنية

ص: 341

أنفسهم ومن هذه المصطلحات:

يقصدون بأبي بكر بهذه الألفاظ: (زريق، الجبت، الأول، السامري.. الخ)

ويقصدون عمر بهذه الألفاظ: (الطاغوت، الثاني، العجل، رمع، ابن صهاك)

ويقصدون عثمان بهذه الألفاظ: (الميسر، نعثل، الثالث).

وهذه الألفاظ كان يستخدمها الباطنية في أدوار الستر والتقية، ومتي ما لزم الأمر حتي لا يثيروا الجمهور الأعظم من المسلمين!! ولهذه التسميات أسباب ورموز لا نريد أن نطيل الوقوف عندها!

فكتب (العاملي)، الثامنة والنصف مساءً:

ما معني الباطنية عندك؟! ومتي صارت تسمية المعارضة للحكام بأسماء رمزية، مذهباً باطنياً، وهي باصطلاح اليوم ثورية تقدمية؟!!

الباطنية: هي الاعتقاد بغير ظواهر القرآن والحديث والنصوص كما يفهمها العرب وتقررها موازين النحاة والبيانيين والأصوليين والفقهاء.. وتفسيرها تفسيراً رمزياً لا تدل عليه اللغة.. فافهم معناها.

زعمهم أن أميرالمؤمنين صرح بأنه ليس له حق في الخلافة

كتب (عمر) في الموسوعة الشيعية، بتاريخ 22-2-2000، العاشرة ليلاً، موضوعاً بعنوان (علي (رضی الله عنه) يتبرأ من الخلافة في نهج البلاغة)، قال فيه:

92 - ومن خطبة له عليه السلام لما أريد علي البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه: دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان. لا تقوم له القلوب

ص: 342

ولا تثبت عليه العقول. وإن الآفاق قد أغامت، والمحجة قد تنكرت. واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ماأعلم ولم أصغَ إليقول القائل وعتب العاتب.

وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم. وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أمير. انتهي.

أين الوصايا ورغبته بالخلافة؟؟ فها هو يطبق قصة هارون من موسي في الوزارة كما وصفه رسولنا (صلی الله علیه و آله)، وهذا أكبر دليل علي القصة!

فكتب (العاملي)، الحادية عشرة ليلاً:

كن عاقلاً يا عمر.. إن كنت تريد معرفة عقيدة أمير المؤمنين عليه السلام بأنه وصي النبي صلي الله عليه وآله، وخليفته الشرعي، وأن قريشاً دبرت مؤامرة غصب الخلافة منه.. فعليك أن تراجع خطبه ورسائله الكثيرة في نهج البلاغة وغيره، التي تنص علي ذلك.. إبحث مثلاً كلمة (قريش) وكلمة وصيه، وكلمة أهل بيته، آل محمد.. الي آخره، لتعرف رأيه الصريح عليه السلام..

أما أن تتشبث بكلمة مجملة رأيتها، وتفسرها علي هواك، فهذا ظلمٌ لعلي عليه السلام، وقلةُ علم!!

إن علياًّ كان يعلم أنه سيقاتل علي تأويل القرآن الناكثين والفاسطين والمارقين، عهدٌ معود إليه من رسول الله صلي الله عليه وآله، وكان يريد إتمام الحجة علي الأمة.. ولا يتسلم أمرهم إلا باختيارهم وإصرارهم.. وهذا لاينافي أن يكون مفروضَ الطاعة عليهم.. فقد كان النبي مفروضَ الطاعة، ومع ذلك كان يشاورهم، ويقيم الحجة عليهم، ويطلب منهم البيعة!!

إن طلب المعصوم للبيعة طلب التزامٍ من الأمة، وليس طلب إنشاء حقٍ له غير موجود. وإن عصت الأمة ربها ولم تطعه، يجوز له أن يبايع من تختاره، ويطيعه

ص: 343

في غير معصية الله، لمصلحة الاسلام العليا. هل فهمت؟!

وكتب (مظاهر)، الحادية عشرة والربع ليلاً:

الي الزميل: عمر. لا أدري فيما الإشكال وأين موضع السؤال، هل في قوله: دعوني والتمسوا... أم عند قوله: أنا لكم وزير خيرمني... كما لست أدري أين شاهد القصة الهارونية في حنايا هذا الكلام؟!!

طبعاً التصيد في نهج البلاغة حيلة العاجز المفلس.. هذه هي الحقيقة. ولكن لابأس أن أجيب بأخصر مايكون الجواب هنا:

فاعلم أيها الزميل (عمر) أن الإمامة هي أول ما ينشد في حياة وسيرة هذا الرجل الإلهي العظيم. وأما الخلافة بما لها من معني اليد السلطوية، والإمرة المادية فليست من مهمات الأنبياء والأوصياء إلا أن يقيموا حداً ويحقوا بعدالتهم حقاً..

وهذا ما ذكره هو أيضاً عليه السلام في خطبه الأخري..

إذاً فالمنشود الأول هو الإمامة التشريعية، وأتحداك أن تجد نصاًّ واحداً يتنازل فيه عن هذا الحق.. ومن المؤكد أنهم لم يدعونه إليها حتي تقول: كيف يتسني له رفضها مع أنها حق إلهي قد أمر به من قبل النبي صلي الله عليه وآله، بل إنهم دعوه للخلافة التي تجمع وطنهم وتحمي حماهم، وتكفل أمور دنياهم..

وبعبارة ثانية: إن علياًّ دعي كرجل من أكبر رجالات الصحابة، ولم يدعي (كذا) بنداء الولاية التي نادي بها النبي صلي الله عليه وآله في موقعة الغدير الشهير، إلا أن تكون مشككاً في الغدير أيضاً؟!! وأنه بويع علي ما بويع به غيره، لا كما بويع به في خيمة الغدير، والتي قال فيها عمر: بخٍِ بخٍ لك ياعلي فقد أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة؟!!

ص: 344

فإذا تقرر أن محل الدعوة وموضوعها مجرد خلافة مادية وإمرة ظاهرية، فإنها لاتنجز شيئاً من حقه الذي أوجبه الله عليهم، ولذا وصفها في بعض خطبه الأخري بأنها (أهون عليه من عفطة عنز).

وأخيراً: إن في تأبِّيهِ عن قبولها وقوله عليه السلام: فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان. لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول. وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت. واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلي قول القائل وعتب العاتب. (قول من يعلم، لأننا إذا ربطناه بما حدث بعد توليه سوف نبهر لقوة حاسته وحدسه، وهذا مما يؤكد أنه مساند بعلم الله الذي علمه رسوله صلي الله عليه وآله وعلمه الرسول لعلي عليه السلام.

ولأرجع وأقول أين محل الإشكال بعد هذا الجواب؟؟؟

وكتب (عمر)، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

(وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم. وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أمير). انتهي.

أما الدليل بالقسم من علي فلك الخطبة الثانية: (والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة. ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها). انتهي.

ماذا تقول الآن بهذا القسم؟؟

فكتب (العاملي) بتاريخ 22-2-2000، الثانية عشرة ليلاً:

أحسنت يا أخ مظاهر.. لقد ابتلينا بجهلة حتي عن أبسط أصول البحث والمنهج الاستدلالي الانساني!

فهؤلاء لا يقبلون نهج البلاغة، ولا ماثبت عندهم في مصادرهم عن أمير

ص: 345

المؤمنين علي عليه السلام إذا خالف هواهم.. ثم يفرحون إذا رأوا جملة فيه يتشبثون بها، ويحملونها غير معناها ليحاجونا بها!!

فلنسأل عمر: إذا ثبت لك أن علياًّ عليه السلام والعباس قد اتهما عمر، وشهدا بخيانته، هل تقبل شهادتهما؟! فإن قبلت خسرت أبا بكر وعمر.. وإن رفضت فقد رددت البينة الشرعية، وخسرت علياًّ والعباس، وكذبت ادعاءك بعدالة الصحابة!! فأجب، ولا تهرب.

وكتب (عمر) بتاريخ 23-2-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

لا أراك إلا تهربت كعادتك، ما علاقة موضوعك بقسم علي (رضی الله عنه) بأنه لا رغبة له بالخلافة. السؤال: هل هذا القسم معتمد أم من قبيل التقية؟؟

هل تعرف كيف ندينكم وندين ما تدعون إليه. لا يوجد في نهج البلاغة أوصياء علي هذا الدين، كما لا توجد عصمة، بل في خيالكم.

فأجاب (العاملي)، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

هل صارت معاني الكلمات العربية مقلوبة عندك ياعمر؟! متي كانت (لا رغبة له) بمعني لا حق له؟!! إذا جعلوا عليك مديراً فشاكسته وآذيته، فقال لك: لا رغبة لي بالإمرة عليك، فهل معناها أني لا حق لي!!

وكتب (عمر)، الواحدة صباحاً:

(والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة. ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها).

إنه القسم يا العاملي وإذا كان له حق وهو يرفضه فهذا عصيان لأمر الله!

وتخيل موقف الرسول (صلی الله علیه و آله) في الطائف حين طردوه وهو يقول، إذا كان

ص: 346

ليس بك غضب فلا يهمني، وهنا يتقاعس علي (رضی الله عنه) بالخلافة، أي لو كانت أمراً ربانياً فهنا يقبل رأي القوم بالخلافة ويرفض الوصية الربانية. لا مخرج لكم إلا بالتكذيب كالعادة والرجوع الي السند والمتن، هذا ما تعودناه منكم.

لاحظ القسم ولاحظ ادعائكم بالوصية له، وستجد بأنه خان القضية، هذا من نظر الشيعة! أما نحن فنقر كلامه، وأنه لم يحرص علي الخلافة أكثر من غيره، وكان يري بها خدمة الاسلام ليس إلاّ.

وكتب (أبو حسين)، الواحدة والنصف صباحاً:

يا عمر... يا عمر... لقد شرحت لك هذه الخطبة قبل أيام ليست بعيدة، وأوضحت لك معناها المتجلي في بلاغتها، ولكن لست أدري لماذا تجاهلتها.

علي كل حال سأذكرك ببعضها: الإمام علي عليه السلام لم يوجِّه خطبته هذه الي الخُلَّص من أصحابه، بل وجهها الي القوم الذين ركنوا الي الأول والثاني والثالث، والذين أنكروا عليه إمامته، وقد جاؤوه في زمن يصعب معه إرجاع القوم الي ماكان عليه الإسلام أيام رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وهو يعلم أنهم لايطيقون الرجوع فقال كلمته: أني لكم وزير خير لكم مني أمير، لأنكم لاتحتملون إمارتي عليكم لأنكم تعوَّدتم علي نمط من الأمور هو غير الخط الذي رسمه صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، وأوضح لهم بأنه لإإربة له بالخلافة أي لا حاجة دنيوية له فيها كما كان للذين سبقوه إلا أن يحق حقاً أو يبطل باطلاً.

ولهذا عندما قام بتغييرات جذرية فعزل الولاة وبدّل القادة، ونقل مركز الخلافة من المدينة الي الكوفة وغير التوزيع المالي فأخذ يساوي في العطاء، فتبين أن هذا الوضع الجديد لم يكن يعجبهم، لهذا خرج عليه الخوارج من

ص: 347

المارقين والقاسطين والناكثين، ولم يعطوا له فرصة طيلة فترة خلافته الي أن قتلوه في محراب صلاته، صلوات الله وسلامه عليه..

فهل تنتهي بك الجرأة الي هذا الحد، أم أنك ستواصل الطعن في آل محمد.

وكتب (عمر)، الثانية إلا الربع صباحاً:

(والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة. ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها).

وما علاقة القسم هنا بالنيات والتأويل، إنه يتبرأ من الخلافة ويقسم بالله، أي هناك حالتين، إما أن يكون غير ملزم بتولي الخلافة، أو يكون ملزماً بأمر ربانياً وهو لا يطيع هذا الأمر، بحيث يقسم بأنه لا يريده.

فكتب (أبو حسين)، السادسة صباحاً:

لقد أوضحت لك ياعمر هذه الفقرة من الخطبة رداً علي موضوع سابق لك، ولكنك تحب أن تكثر من الكتابة والقفز هنا وهناك. أنا أعذرك ياعمر لعدم فهمك كلام أمير المؤمنين، ومثلك أجدر به أن لايعرف حتي حدود الله.…

ونريد منك الآن ياعمر أن تبهتنا بعد أن وضعت إمامك المفترض عليك طاعته بين حالتين وكلاهما معضلة، فهلاَّ أخرجتنا منها ياحضرة البليغ، وهاتين الحالتين علي حد زعمك هي: إما أن يكون غير ملزم بتولي الخلافة، أو يكون ملزماً بأمر ربانياً وهو لا يطيع هذا الأمر، بحيث يقسم بأنه لا يريده.

وكتب (عمر)، الواحدة ظهراً:

المعضلة الشيعية موجودة بقسم علي (رضی الله عنه) بأنه لا رغبة له بالخلافة، كمن يقول والله لا رغبة لي بالصلاة ولكن أصلي، هل فهمت؟

ص: 348

أنتم تدعون بأنه ملزم بالخلافة كما وصاه الرسول (صلی الله علیه و آله) بأمر إلهي. كيف يتقاعس ويجبر ملزماً ويؤكد تقاعسه بالقسم. هذا ما نريد فهمه؟

وكتب (مظاهر) بتاريخ 24-2-2000، السادسة صباحاً:

دع عنك الضوضاء والغش في الكلام، وأجبني عن الإشارات التي وجهتها إليك في أعلاه؟؟

وكتب (المسلم المسالم)، السادسة والنصف صباحاً:

دع عنك الهروب وحيلة الضغفاء، وجاوب علي سؤال الآخ الكريم عمر حفظه الله، هل كان علي رضي الله عنه كاذباً في يمنيه؟؟

فكتب (أبو حسين)، السادسة والربع مساءً:

إنظر ياعمر الي كلام الإمام عليه السلام بدقة: والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة. فلم يقل والله لا أرغب بالخلافة، بل قال ماكانت لي فيها... وشتان بين: أن لا أرغب بالشئ، وبين: ماكان لي فيه (حق)..

فردّ (عمر)، الثامنة مساءً:

نفس القصة: إنكم تدعون بأن علي (رضی الله عنه) غير كفؤ بالخلافة أو الوصايا (كذا) علي المسلمين، فهو يتقبل الأمر الإلهي بدون رغبة ويقسم بأنه ليس له رغبة، وتارة أخري يتبرأ من الخلافة ويطلب أن يكون وزيراً، لا مجال للتأويل في هذا الأمر نعم علي (رضی الله عنه) لم يكن لديه وصاية علي المسلمين.

ولما أحس بأن الفتنة قادمة أراد الابتعاد عن الفتنة، وعندما أصروا عليه قبل لرغبتهم وليس هناك تكليف رباني، هذا هو المنطق.

وكتب (أبو حسين) بتاريخ 25-2-2000، الثامنة والربع صباحاً:

ص: 349

لوكان الخط الرسالي علي مساره الصحيح في عهود الثلاثة ماكانت الفتن التي طفحت علي الساحة أن يكون لها هذا التواجد الخطير الذي اراق دماءهم...

إذن الخط منحرف تماماً والذي حدث هو نتيجة لهذا الإنحراف...

وأما خطب الإمام علي عليه السلام التي لم تفهم معانيها البلاغية التي شرحناها لك فأنت معذور، لأن هذا هو مستوي فهمك.

فمعذرة لعدم الرد عليك لو عاودت التساؤل.

وكتب (المسلم المسالم)، التاسعة صباحأ:

من الذي جعل الخلافة وراثة في بنيه؟. أبو بكر أوصي بها لعمر رضي الله عنهما، ولم يوصِ بها لابنه. وعمر الفاروق كذلك.

أما نحن أهل السنة فنعتقد أن الخلفاء الراشدين كلهم لم يوصوا بها لأبنائهم..

فكتب (أبو حسين)، الخامسة والنصف مساءً:

لله سبحانه وتعالي جعل خلافة الأرض في ذرية بعضها من بعض، جرت في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، فمن آدم الي ولده هابيل، ومن ابراهيم الي ولده إسماعيل ومن إسحاق الي ولده يعقوب، ومن يعقوب الي ولده يوسف، ومن زكريا الي ولده يحيي. علي نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة. والسلام.

وكتب (عمر)، السابعة مساءً:

ألا تعتقد بأن الأرحام المطهرة أتت بابن نوح العاصي كما أتت بأبو (كذا) إبراهيم المشرك، كما أتت بعم النبي (صلی الله علیه و آله) أبو لهب، كما أتت بجعفر الصادق والكاذب، إن نظرية الوصايا بالنسب لا علاقة لها بالدين.

ص: 350

فنحن جميعاً من نوح ونوح من آدم. هل تعتقد بأن الأرحام تعرف من هو المطهر ومن غير ذلك؟؟. سورة الأعراف- 188: قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون. صدق الله العظيم.

وكتب (أبو حسين) بتاريخ 29-2-2000، الخامسة والنصف صباحاً:

الأصلاب شامخة والأرحام مطهرة، ولا ذنب للأصلاب ولا للأرحام إذا شذ الخارج منها...

ثم كتب (عمر) بتاريخ 27-3-2000، الثامنة والنصف مساءً:

(والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة. ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها)

للرفع بمناسبة يوم الغدير.

فكتب (بالدليل)، التاسعة والنصف مساءً:

نهج البلاغة خطبة رقم: 3 - ومن خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية:

أما والله لقد تقمصها فلانٌ (وفي رواية ابن أبي قحافة) وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحي، ينحدر عني السيل ولا يرقي إلي الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر علي طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتي يلقي ربه. فرأيت أن الصبر علي هاتا أحجي، فصبرت وفي العين قذي، وفي الحلق شجا، أري تراثي نهباً!!

حتي مضي الأول لسبيله فأدلي بها إلي فلان بعده (ثم تمثل بقول الاعشي:)

ص: 351

شتان ما يومي علي كورها.... ويومِ حيانَ أخي جابر

فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته! لشدَّما تشطرا ضرعيها!!

حتي إذا مضي لسبيله، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم!! فيا لله وللشوري.. متي اعترض الريب في مع الأول منهم، حتي صرت أقرن إلي هذه النظائر؟!! لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا.. فصغي رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره.. مع هن وهن!

الي أن قام ثالث القوم، نافجاً حضنيه.. ما بين نثيله ومعتلفه!! ….

هل رأيت بيان الامام علي عليه السلام لحقه، وغصب الغاصبين له؟! انتهي.

وغاب عمر وجماعته!

ص: 352

زعمهم أن أميرالمؤمنين علیه السلام لا يصلح للخلافة

كتب (الملاك الطائر) في شبكة هجر، بتاريخ 15-8-1999، العاشرة صباحاً، موضوعاً بعنوان (الصحابي علي (رضی الله عنه) هل يصلح خليفة؟ عرض ونقد علي ميزان العقل!!!)، قال فيه:

الزملاء: من السهل أن يدعي شخص ما أن فلان خليفة أو معصوم أو مهدي أو غيره. ويكون استناده علي أحاديث يظن يجزم أنها صحيحة، فيروي أحاديث موثقة من كتاب الخركوشي، وابن الصباغ، والنيهقي والبرياني وابن شبط والفكهاني، والخضرجي البطاطسي، والقندوري، وغيرهم الكثير ممن ثبتت صحة أحاديثه عند من يدعي الإجماع علي شخص معين!

وفي حين أن طائفة تدعي ذلك الإجماع وتستدل من كتب خصومها ماتظن أنه يدل علي مقصودها، فإن خصومها لا يسلِّمون بذلك، بل يردون عليهم بنفس منطقهم ومنطوقهم، والعكس كذلك. وهكذا نسير في حلقة مفرغة ندور وندور وننتهي حيث ابتدأنا.. وهذا ما يسمي في المنطق بالدور والتسلسل... وهو باطل.

وحيث أن النص الثابت علي تعيين شخص معين كمثل لو جاء في القرآن إن الله يأمركم أن تتخذوا أباهريرة خليفة عليكم، إمام صدق وحق من بعد رسول الله، والله علي ذلكم شهيداً (كذا). إن الذين يكذبون بإمامة أبي هريرة لعنهم الله وأعد لهم سعيراً. خالدين في جهنم وساءت مصيراً. يا أبا هريرة إنا جعلناك في الأرض خليفة فاحكم بين الناس بالحق ولا تشطط والله كان للمؤمنين نصيراً). فنحن هنا أمام نص صريح، يدل دلالة قطعية علي إمامة أبي هريرة (رضی الله عنه).

لو كان في القرآن نص مثل ذلك نزل علي (كذا) أحد الصحابة....

ص: 353

فأجابه (السفير)، الحادية عشرة صباحاً:

أخبرني بالمصادر التاريخية التي تعتمد عليها وكذلك الروائية، وسأثبت لك أحقية علي بالخلافة من منظورين: الأول: المنظور النقلي الذي تعتمد عليه أنت. الثاني: المنظور العقلي. وأناقشك بشرط أن تكون ألفاظك محترمة ومهذبة. فماذا قلت؟

فردّ (الملاك الطائر)، الحادية عشرة والنصف صباحاً:

إلي المدعو بالسفير: أنا لا أريد إلا التحاكم للعقل، العقل فقط. ولكي يكتمل التحاكم للعقل لايلزم الرجوع إلي النقل، وإلا وقعنا في الدور والتسلسل.

فقط يكفي أن تقر أو تنكر هذه الأمور. وعليها نبني أو نهدم ما تشاء أو مالا تشاء وهذه الأمور هي:

(1) هل تعتقد بأن النبي (صلی الله علیه و آله) أوصي لعلي بالأمر؟

(2) هل تعتقد بنفاق الشيخان (كذا)؟

(3) هل تعتقد أن النبي (صلی الله علیه و آله) كان مهتم (كذا) بالوصاية علي علي؟

(4) هل تعتقد أن النبي (صلی الله علیه و آله) نص علي علي في غدير خم؟

(5) هل تعتقد أن حضور الغدير كان حوالي مئة ألف صحابي؟

(6) هل تعتقد بأن علي (كذا) كان وقت وفاة النبي في بيت زوجته ثم انشغل بعد ذلك بجهاز النبي الكريم؟

(7) هل تعتقد أن ابو بكر (كذا) وعمر أحرقا بيت فاطمة؟

(8) هل تعتقد أن الشيخان (كذا) وبالأخص عمر قد ضرب فاطمة وحجرها بين الباب فقتل طفلها محسن (كذا)؟

(9) هل تعتقد أن علي بايع مكره (كذا) لأبي بكر بعد وفاة فاطمة؟

ص: 354

(10) هل تعتقد أن فاطمة ماتت وهي غاضبه علي الشيخان (كذا)؟

(11) كم كان عدد أنصار الشيخان (كذا) قبل السقيفة؟

(12) كم كان عدد المتشيعين لعلي (لا تنسي (كذا) ما قاله عبد الحسين وجعفر السبحاني وآل كاشف الغطاء)

(13) هل علي يعلم الغيب ومستقبله بتعليم النبي له؟

(14) هل الشيخان جبناء ويفرون من المعارك؟

(15) أيهما أقوي إيماناً وقوة، قلب وجسد علي أم الفاروق؟

(16) هل يمكن أن تتواطأ أمة محمد خير أمة علي كتمان نص جلي؟

(17) هل تقر أن علي كان يناصح الشيخان؟ (كذا)

(18) هل تقر أن علي (كذا) كان يأخذ الأعطيات والمخصصات والنساء من السبايا من الشيخان؟ (كذا)

(19) ماتفسيرك لرفض علي الخلافة بعد وفاة عثمان؟

(20) ماتفسيرك لتصلب علي في عزل معاوية؟

(21) ما تفسيرك لرضوخ علي للتحكيم؟

(22) ماتفسيرك لفعل علي يقاتل الأعداء ولا يسبي نساءهم ولا يأخذ أموالهم! هل هم مسلمين (كذا) أم هم كفار؟

هذا بعض الأسئلة والتي ستبين موقفك وموقفي.... ويكفي في جوابك علي كل سؤال بكلمة أو كلمتين (نعم أو لا). وما يحتاج إلي توضيح وضحه في سطر أو نحوه. ولا تهمني الروايات بقدر مايهمني مايعتقده المقابل. وما دام أنك تجشمت عناء التصدر للجواب. فأنا أمنع من دخول غيرك معي في النقاش فإذا انتهيت منك سأبدأ بمن يريد. هل اتفقنا. أنا أنتظرك عجل الله فرجك.

ص: 355

فكتب (العاملي)، الثانية عشرة ظهراً:

يظهر أن من شروط الصحابي حتي يكون خليفة برأيك، أن يكون ملعوناً علي لسان النبي صلي الله عليه وآله لعنة شاملة له ولذريته!!

وعلي عليه السلام ليس فيه هذا الشرط، لأنه كان وزير النبي وعضده، وحامل لوائه، ومحقق انتصاراته، وفاديه بنفسه.. ولم يصدر من النبي مدح بحق مجموع الصحابة عشر معشار ما صدر في حق علي، مضافاً الي الآيات التي أنزلها الله في مدحه!!

ولكن هذا لا يكفي عند تحالف قبائل قريش وعبَّادهم، في عصرهم وعصرنا!!

فهم يفضلون الذين صدر اللعن بحقهم علي لسان النبي، لأنه يجب أن يحكم هذه الأمة بعد نبيها الملعونون علي لسانه!!!

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. انتهي.

وغاب الطائر ولم يجب علي هذا الموضوع.. وطار معه النواصب!

ص: 356

زعمهم أن أميرالمؤمنين أغضب فاطمه علیها السلام!

كتب (عمر) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 4-12-1999، الواحدة صباحاً، موضوعاً بعنوان (علي يغضب فاطمة)، قال فيه:

من البخاري: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين: أن المسور بن مخرمة، قال: إن علياًّ خطب بنت أبي (جهل) فسمعت بذلك فاطمة. فأتت رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقالت: يزعم قومك أنك لاتغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي (جهل). فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول: أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها. والله لا تجتمع بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة.

وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن مسور: سمعت النبي صلي الله عليه وسلم وذكر صهراً له من بني عبد شمس فأثني عليه في مصاهرته إياه فأحسن. قال: حدثني فصدقني، ووعدني فوفي لي.

فتح الباري بشرح صحيح البخاري: قوله: (إن علياًّ خطب بنت أبي جهل) اسمها جويرية كما سيأتي، ويقال: العوراء ويقال: جميلة، وكان علي قد أخذ بعموم الجواز، فلما أنكر النبي صلي الله عليه وسلم أعرض علي عن الخطبة، فيقال تزوجها عتاب بن أسيد، وإنما خطب النبي صلي الله عليه وسلم ليشيع الحكم المذكور بين الناس ويأخذوا به، إما علي سبيل الإيجاب وإما علي سبيل

ص: 357

الأولوية.

وغفل الشريف المرتضي عن هذه النكتة فزعم أن هذا الحديث موضوع. لأنه من رواية المسور وكان فيه انحراف عن علي، وجاء من رواية ابن الزبير وهو أشد في ذلك، ورد كلامه بأطباق أصحاب الصحيح علي تخريجه، وسيأتي بسط ما يتعلق بذلك في كتاب النكاح إن شاء الله تعالي.

قوله: (وهذا علي ناكح بنت أبي جهل) في رواية الطبراني عن أبي اليمان (وهذا علي ناكحاً) بالنصب، وكذا عند مسلم من هذا الوجه، أطلقت عليه اسم ناكح مجازاً باعتبار ما كان قصد يفعل، واختلف في اسم ابنة أبي جهل. فروي الحاكم في (الإكليل) جويرية وهو الأشهر، وفي بعض الطرق اسمها: العوراء أخرجه ابن طاهر في (المبهمات)، وقيل اسمها: الحنفاء ذكره ابن جرير الطبري، وقيل: جرهمة حكاه السهيلي، وقيل: اسمها جميلة. ذكره شيخنا ابن الملقن في شرحه. وكان لأبي جهل بنت تسمي صفية، تزوجها سهل بن عمرو. سماها ابن السكيت وغيره وقال: هي الحيفاء المذكورة.

قوله: (حدثني فصدقني) لعله كان شرط علي نفسه أن لا يتزوج علي زينب، وكذلك علي، فإن لم يكن كذلك فهو محمول علي أن علياًّ نسي ذلك الشرط فلذلك أقدم علي الخطبة، أو لم يقع عليه شرط إذ لم يصرح بالشرط لكن كان ينبغي له أن يراعي هذا القدر فلذلك وقعت المعاتبة، وكان النبي صلي الله عليه وسلم قل أن يواجه أحداً بما يعاب به، ولعله إنما جهر بمعاتبة علي مبالغة في رضا فاطمة عليها السلام، وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة، ولم يكن حينئذ تأخر من بنات النبي صلي الله عليه وسلم غيرها، وكانت أصيبت بعد أمها بإخوتها، فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها، وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة - بمهملتين

ص: 358

مفتوحتين ولامين الأولي ساكنة - وقد تقدم هذا الحديث من روايته موصولاً في أوائل فرض الخمس مطولاً وفيه ذكر بعض ما يتعلق به.

حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد علياًّ في البيت. فقال: أين ابن عمك؟. قالت: كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج. فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو. فجاء، فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه (تراب) فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم أبا (تراب) قم أبا (تراب).

أما الموقف الثالث: فنستخلصه من روايات الشيعة الكاذبة التي تدعي بأن عمر (رضی الله عنه) أسقط جنين فاطمة (رضی الله عنه) وآذاها، ثم يأتي علي (رضی الله عنه) ويزوجه بنتها، إما أن تكون روايات الشيعة صادقة ويكون عاصي، أم تكون روايات الشيعة كاذبة ونبرأه من المعصية.

وكتب (الفاطمي)، الرابعة عصراً:

لا نستغرب عندما تطعنون في علي عليه السلام. فلقد طعنتم وتطعنون في رسول الله صلي الله عليه وآله، وتقولون بأنه كان يشتم ويلعن المسلمين بغير سبب. فليس بالمستغرب منكم أن تتقولوا علي علي عليه السلام. في حين أنكم تتقولون علي خير خلق الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله. فهل عرفتم الفرق بين قولنا في رسول الله صلي الله عليه وآله وقولكم فيه؟؟

ولأي الأمور تدفن ليلاً،،، بضعة المصطفي ويعفي ثراها؟؟

وكتب (عمار)، الخامسة مساءً:

ص: 359

لا يمكنك يا عمر أن تحتج بالبخاري علينا، أيمكن للشيعي أن يحتج عليك بنهج البلاغة؟ بل إنكم ترفضون الاحتجاج شرح النهج للمعتزلي! أم أنها قلة الحجة والتمسك بالطحالب مثلما يقال؟!

وما بالك أيها الزميل، تغير موضوعك وتتهرب الي موضوع آخر بعيد كل البعد عن موضوعك الأول؟

يمكنكم طبعاً الاحتجاج بالكافي والبحار، ولكن بما صح عنهم، ولا تأتوا بالضعيف والنادر والمتروك كما هو ديدنكم يا أخوة.

كيف لو نحتج بالروايات التي أوردها الطبري في تأريخه؟

أم باؤكم تجر وباؤنا لا تجر؟

عمر: بإمكانك فتح موضوع خاص عن تزويج علي سلام الله عليه ابنته لعمر، أما هنا في هذا الموضوع... لا تحاول الهروب ولا تغير الموضوع.

وكتب (سمير)، السابعة والنصف مساءً:

الزهراء عليها السلام لم تغضب من علي بل غضبت علي أبو بكر وعمر، حيث قالت: (نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله يقول: رضي فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة فقد أحبني ومن أرضي فاطمة فقد أرضاني، فمن أحب فاطمة أحبني ومن أرضي فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟

قالوا: نعم!! سمعناه من رسول الله!!!

قالت: فإني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه). الامامة والسياسة 1/14.

فكتب (عمر)، العاشرة والربع مساءً:

ص: 360

لقد بينّا إغضابها أولاً وأخيراً، أي في حياتها وبعد وفاتها بتزويج بنتها الي عمر (رضی الله عنه). أما ما تدعوه (كذا) من إغضاب أبو (كذا) بكر (رضی الله عنه) لها. فهو لأجل الله، وإذا أردتم الأحاديث التي تبين رجاحة الحكم عند أهل البيت، نحن لا نحسبها معصية، ولكن حسب وصف الشيعة للمعصية، فهو أول وآخر من أغضبها وعصاها.

وكتب (الفاطمي) بتاريخ 5-12-1999، الثالثة والنصف صباحاً:

الي عمر:

ولأي الأمور تدفن ليلاً؟؟؟ بضعة المصطفي ويعفي ثراه

فمضت وهي أعظم الناس شجواً؟؟؟ في فم الدهر غصة من جواه

وثوت لا يري لها الناس مثوي؟؟؟ أي قدسٍ يضمه مثواه

فلماذا إذ جهزت للقاء الله؟؟؟ عند الممات لم يحضراه

شيّعت نعشها ملائكة الرحمن؟؟؟ رفقاً بها وما شيعاه

كان زهدا في أجرها أم عناداً؟؟؟ لأبيها النبي لم يتبعاه

أم لأن البتول أوصت بأن لا؟؟؟ يشهدا دفنها فما شهداه

أم أبوها أسر ذاك إليها؟؟؟ فأطاعت بنت النبي أباه

كيف ما شئت قل كفاك فهذي؟؟؟ فرية قد بلغت أقصي مداه

أغضباها وأغضبا عنا ذاك؟؟؟ الله رب السماء إذ أغضباه

وكذا أخبر النبي بأن الله؟؟؟ يرضي سبحانه لرضاه

وكتب (مالك الأشتر)، الثانية ظهراً:

إغضاب أبي بكر وعمر لفاطمة عليها السلام مما صرحت به هي، وماتت وهي غاضبة عليهما. ولم تصرح بغضبها علي علي بل علي العكس من ذلك، وإن كذبت

ص: 361

ذلك فقد كذبت صحيح البخاري ومسلم وغيرهما، ولا أظنك تجرؤ علي ذلك، حتي وإن تجرأت علي الإمام علي عليه السلام.

بالنسبة لإغضاب علي لها عليها السلام: الحمد لله الذي يكشفك علي حقيقتك لكي لا تقول نحن لا نتجاسر علي الصحابة. فإن الذي أغضب فاطمة عليها السلام هو الشقي الذي أخبرها كذباً بأن علي خطب بنت أبي جهل، وعلي لم يصدر منه هذا الفعل.

وكتب (عمر) بتاريخ 6-12-1999، العاشرة ليلاً:

رواية الشيعة أتت بها من الحسينيات. أما رواية البخاري في (من أغضب فاطمة فقد أغضبني) فكانت بحق علي(رضی الله عنه). وأما بعد مماتها (رضی الله عنه) فعلي (رضی الله عنه) أغضبها بعد زواج بنتها أم كلثوم (رضی الله عنه) لعمر (رضی الله عنه) حسب ما تدعي الشيعة بحق عمر (رضی الله عنه) من ردة وتجرئه لبنت رسول الله (صلی الله علیه و آله) لا يمكن تفند الكذب بالكذب يا شيعة إرجعوا الي أهل السنة في فضائل علي (رضی الله عنه) تجدونها أقل، ولكن لا تجدون الاساءة له كما في كتبكم.

فأجاب (مالك الأشتر) بتاريخ 7-12-1999، الواحدة والثلث صباحاً:

قال صلي الله عليه وآله: لعن الله الكاذب ولو كان مازحاً.

وكتب (الفاروق)، الخامسة صباحاً:

الي عمار:

الذي يقرأ جوابك يري أنه هو الهروب بعينه تريد إثبات اللواصق بمكان آخر.

موضوع إغضاب سيدنا علي عليه السلام لفاطمه عليها السلام مرتبط كلياً وجزئياً بزواج

ص: 362

الخليفة الثاني عليه السلام من بنت الخليفه الرابع عليه السلام، وأمها فاطمة عليها السلام بنت النبي صلي الله عليه وعلي وآله وسلم.

المعادله كالآتي: أنتم تزعمون بأن عمر عليه السلام أسقط جنين فاطمة عليها السلام الذي اسمه محسن،،، فكيف يزوج علي ابنته من قاتل أمها وأخيها وغاصب حق أبيها؟؟

إما أن يكون الامام علي عليه السلام لا يعلم بما يدور حوله وأنتم أعلم منه.

وإما ان يكون الامام علي عليه السلام أعلم منكم فيجب الاقتداء به بمصاهره سيدنا عمر عليه السلام.

عملية الاغضاب عملية مستمرة فتنقطع بانقطاع السبب أو ما يظهر بما يظهر من مصالحه. فإن قلتم بأن الامام علي أرغم علي هذا الزواج خوفاً علي بيضة الاسلام فنقول أي إمام هذا يحرق الدين لديه ويغضب به آل بيت الرسول ويسحق به الاسلام ويحرف، وهو ساكت لا يحرك ساكناً. فأين بيضه الاسلام عندما قاد الحروب ضد معاوية رضي الله عنه.

وهل هناك فرق بين معاوية وأبو بكر (كذا) وعمر رضوان الله عليهم مما يستدعيه للمحافظه علي بيضه الاسلام،،، أما آن لهذه البيضه أن تفقس؟؟؟؟.

هذه هي الأسئله التي تقض مضجعك يا عمار، والتي لطالما تتهرب منها.

وإن كنت مدافعاً هات ما عندك.

توضيح هام: الامام علي بن أبي طالب سلام الله عليه هو أحد سادات العرب وزهادها، هو ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم، وهو الذي دافع عن الاسلام خير دفاع.

أبناءه عليهم السلام الحسن والحسين سبطا رسول الله عليه الصلاه والسلام من ابنته

ص: 363

فاطمة عليه السلام أهل الكساء. ولعن الله من عاداهم ووهن من شأنهم. وضعف من عقولهم ونسب إليهم ما يهين به عقائدهم. والسلام علي أهله.

وكتب (الناصر لدين الله)، السادسة والنصف صباحاً:

غضب فاطمة عليها السلام علي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليست في كتب السنة وحدهم.. بل هي موجودة كذلك في كتب الرافضة أيضاً... وتنص علي أن سبب قول النبي صلي الله عليه وسلم (فاطمة بضعة مني وأنا منها فمن آذاها فقد آذاني) هو خطبة علي رضي الله عنه بنت أبي جهل.. فقد ذكر ذلك الصدوق في كتابه علل الشرائع ص 185 (وجاءت رواية أخري تدل علي غضب فاطمة رضي الله عنها علي علي رضي الله عنه عندما رأته واضعاً رأسه في حجر جارية أهديت له) ذكرها القمي في علل الشرائع: 163، والمجلسي في باب كيفية معاشرتها مع علي.

وغضبت علي علي رضي الله عنه مرة ثالثة كما يذكر الرافضة عندما لم يناصرها في طلبها فدك من أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد ذكر ذلك المجلسي في حق اليقين بحث فدك: 203.

وغير ذلك من الحوادث التي تدل علي غضب فاطمة رضي الله عنها علي زوجها. فهذه رواياتكم من كتبكم وليست من صحيح البخاري.

أما غضبها علي الصديق رضي الله عنه، فكتبنا غير صحيحة عندكم.. لكن كتبكم هي الصحيحة!!! فما تقول عن هذه المسألة: ذكر المجلسي في حق اليقين: أنها قبل موتها رضيت عن الشيخين وذلك بعدما مشيا إليها وزارها عند موتها. ص 180 وكذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.. هل كتبكم تكذب أيضاً؟

ص: 364

وكتب (الفاروق)، الثامنة والنصف صباحاً:

الأخ الكريم الناصر لدين الله، الحمد لله علي سلامتك ونور المنتدي بوجودك معانا، جزاك الله خير (كذا) علي المداخله والتي أسهمت في إيضاح الأمر المتعلق في غضب فاطمه رضي الله عنها وأرضاها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكتب (عمر)، العاشرة والنصف ليلاً:

كما يوجد هناك بعض الشبهات لدي الشيعة كيف يتزوج علي (رضی الله عنه) من زوجة أبو بكر (كذا) (رضی الله عنه) بعد وفاته.

وكذلك تسميته أبنائه بأبو بكر (كذا) أو عمر وعثمان حسب روايات الشيعة، كيف يخون فاطمة بتسميته هذه الأسماء. وزواجه من زوجة أبو بكر (رضی الله عنه)؟

وكتب (فرات) بتاريخ 9-12-1999، السابعة والثلث مساءً:

هل أن الاسماء احتكار؟! حتي لا يسمي أحد بأسماء معينة؟!

وكتب (مالك الأشتر)، الثامنة إلا ربعاً مساءً:

كما تزوج النبي صلي الله عليه وآله أم حبيبة وزوجها مرتد كافر، وأبوها مشرك محارب للاسلام، وكما تزوج صفية بنت حيي وأبوها يهودي وزوجها يهودي، قتلا في المعركة ضد الرسول صلي الله عليه وآله.

وأما الأسماء: فهاشم اسمه عمرو العلا.

عثمان: الامام يقول هذا سمي أخي عثمان بن مضعون (كذا).

وأبو بكر كنية وليس اسم، وكان اسمه محمد، قتل في كربلاء قتله زحر بن بدر النخعي لعنة الله عليه.

ص: 365

وكتب (الناصر لدين الله)، الحادية عشرة ليلاً:

إذا كانت هذه الأسماء تدل علي هذه المعاني... فلماذا لا تقتدي الرافضة بأهل البيت وتسمي أولادها بهذه الأسماء (أبو بكر وعمر وعثمان)؟؟

هل ترغبون عن سنة أهل البيت؟؟!

وكتب (عمر) بتاريخ 10-12-1999، الواحدة ظهراً:

ولماذا زوج علي (رضی الله عنه) بنت فاطمة الزهراء (رضی الله عنه) لعمر (رضی الله عنه)؟؟

السؤال غريب عليكم وأعتقد بأن الشيعة لا تؤمن بالاجابة!

فكتب (مالك الأشتر)، الثانية والربع ظهراً:

بعد مرور السنين أخذت القضية بعد سياسي. ورأينا أن أئمتنا المتأخرين صلوات الله عليهم لم يسموا أولادهم بهذه الأسماء لأنها أصبحت لها مداليل لم تكن من قبل في زمن علي والحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام.

وقد أصبح الأسم يرمز لمعني (والمعني هو أن الخليفة الأول والثاني والثالث علي حق وخلافتهم صحيحة). وأصبحت هذه الأسماء نادرة عند الشيعة الي أن أصبحت أندر من النادرة.

أما تزويج أم كلثوم من عمر فقد أثبت لكم كذب هذا الأدعاء بموضوع منفرد ولكن أبيتم إلا عناداً. ولا تحتجوا علينا بروايات ضعيفة من كتبنا، فنحن ليس عندنا كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إلا القرآن. والسلام لمن أحب الهداية.

زعمهم أن أميرالمؤمنين علیه السلام أقر بخلافة أبي بكر و عمر

ص: 366

كتب (الصارم) في شبكة هجر، بتاريخ 16-9-1999، العاشرة صباحاً، موضوعاً بعنوان (علي بن أبي طالب يقرّ بخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما!!)، قال فيه:

هل يقر الشيعة بذلك؟. أجب بنعم أو لا، لنتحاور.

فكتب (كميل)، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

الي الصارم، قال أمير المؤمنين عليه السلام: (أما والله لقد تقمصها إبن أبي قحافة وأنه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحي، ينحدر عني السيل ولا يرقي اليّ الطير، فسدلت عنها ثوباً وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر علي طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتي يلقي ربه، فرأيت أن الصبر علي هذا أحجي فصبرت وفي العين قذي وفي الحلق شجي، أري تراثي نهبا).

مما سبق تستطيع بنفسك معرفة موقف الإمام من خلافة أبي بكر.

علي أن الفاروق نفسه لم يري (كذا) شرعيتها بقوله: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي الله شرها، فمن عاد لمثلها فاقتلوه!!

وكتب (شعاع) في اليوم التالي، الرابعة صباحاً:

الي كميل، هل تعرف الكتاب الذي أخذت منه هذه العبارة.. هو نفس الكتاب الذي يقول: (لله بلاد فلان فقد قوم الأود وداوي العمد وخلف الفتنة وأقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها أدي الي الله طاعته وأنقاه بحقه وتركهم في طرق متشعبة لايهتدي بها ضال ولا يستيقن المهتدي) نهج البلاغة ص350. تحقيق صبحي صالح.

ص: 367

هل تعلم من المقصود ولماذا حذف اسمه ووضعت كلمة (فلان)؟؟؟. أظنك تعرف ذلك؟ وإن كنت لاتعلم من هو فراجع كتب الشرح الشيعيه مثلاً: ابن الميثم البحراني: 4 / 96، 97 والدنبلي. وأيضا الدرة النجفية ص257، وشرح النهج الفارسي ج 4 ص 712. هذا مما بقي ولم يتعرض للتحريف والحذف؟؟؟

فكتب (مالك الأشتر)، السادسة صباحاً:

أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وأنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحي، ينحدر عني السيل ولا يرقي إليّ الطير، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر علي طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتي يلقي ربه، فرأيت أن الصبر علي هاتا أحجي، فصبرت وفي العين قذي وفي الحلق شجاً، أري تراثي نهباً.... الخ. هذه هي الخطبة الشقشقية لفحل الفحول أسد الله الغالب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. رواها:

ابن قبة الرازي في كتابه الانصاف في الإمامة. ابن عبد ربه المالكي في العقد الفريد. القاضي عبد الجبار في المغني. أبو سعيد الآبي في كتابيه نثر الدرر ونزهة الأديب. سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص. وصححها الشيخ محمد عبده.

وكتب (الصارم) بتاريخ 17-9-1999، الواحدة ظهراً:

أريد جواباً بنعم، أو لا. طلبي واضح.

فكتب (الاشتر)، الواحدة والنصف ظهراً:

الصارم. بايع... نعم. لكن رضي بذلك... فلا.

ص: 368

وكتب (شعاع)، الثانية ظهراً:

ما معني أنه يمدح أبو بكر (كذا) أو عمر في مكان ويخونه في مكان آخر؟!!

هل هذا كلام رجل مسلم فضلاً عن إمام من أئمة المسلمين تزعمون عصمته؟؟ والروايات من النهج وغيره من كتبكم تثني علي الخلفاء الثلاثة.. فلا أدري ما هذا التناقض!!

وكتب (العاملي) 17-9-1999، الخامسة مساءً:

راجع ما فعله أوصياء الأنبياء عندما انقلبت أممهم علي أعقابها.. لتجد أن علياً عليه السلام فعل ما يجب عليه تماماً.. فبينما كان أهل بيت النببي صلي الله عليه وعليهم يعيشون أعظم حزن عاشه ناس في التاريخ.. وكانوا مشغولين في مراسم تجهيز جنازة النبي صلي الله عليه وآله.. سارع تحالف قبائل قريش خفية وغيلة مع الذين ائتمروا معهم، بدون إخبار أهل البيت!! الي عقد بيعة أبي بكر!!! ثم جاؤوا به يزفونه ويهددون من في طريقهم أن يبايع وإلا ضربت عنقه!!

لقد أكمل علي مراسم دفن النبي وهم غائبون مشغولون بإجبار المسلمين علي البيعة!! ثم أكملوا مؤامرتهم بتهديد علي بالقتل أو البيعة!!

وعندما اجتمع الممتنعون من الصحابة من المهاجرين والأنصار في بيت علي، هاجموا بيته وأحرقوا بابه.. وحصلت أحداث كثيرة...!!

ثم بايع علي بعد أيام ستة أشهر كما تقول صحاحكم! فبالله عليك هل تعتبر هذه بيعة شرعية عن رضا؟! وبالله عليك لو أجبروك علي بيع بيتك تحت السلاح، هل يكون ذلك بيعاً شرعياً، ويكون بيتك لهم حلالاً؟!!

فما بال فقهائكم يفتون ببطلان بيع المكره والمجبور.. حتي إذا دخلت علي

ص: 369

البيع تاء التأنيث صار حلالاً زلالاً؟!!

الأفضل لكم أن تتركوا هذه المواضيع.. فقد سكت علي عليه السلام من أجل حفظ الاسلام ونصرته.. ونحن حاضرون أن نسكت لسكوته!! أوما يكفيكم مؤامرة تحالف قريش علي علي وأهل بيت نبيكم؟! وتصرفهم الخشن الوحشي معهم؟!! حتي تريدون أن يمضي لكم علي علي شرعية عملهم؟!!

وكتب (الصارم)، الخامسة والنصف مساءً:

الشطري والعاملي:

أشكركم علي الشجاعة والإجابة، أظهر الله الحق لنا ولكم.

ما دمتم تقرون بالبيعة وأنه كان مكرهاً علي حد زعمكم!! أسألكم عن أم محمد بن الحنفية رحمه الله ورحمها الذي هو ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أهي حرة أم أمة؟ أجب علي السؤال فقط لا أريد الإطالة. قل هي حرة أم أمة فقط. وشكراً لك.

فكتب (الاشتر)، السابعة إلا الثلث مساءً:

يا صارم، إذا كنت ترنو الي الاستفسار عن كيفية قبول الامام علي أم محمد بن الحنفية من الخليفة وكيف رضي أن يأخذها.

فنقول لك لنا في هذا الكلام نظر، لأن البلاذري روي في كتابه تاريخ الاشراف أن علياً اشتراها منهم ثم اعتقها وأمهرها وتزوجها وولدت له محمداً، فلا تحاول إيجاد التناقضات الميؤوس منها.

وكتب (الصارم)، السابعة مساءً:

أجب عن سؤالي يا رجل، ثم إذا وصلنا إلي هذه النقطة أتحفنا بما عندك.

ص: 370

لا تغلق الطريق من أوله نريد أن نصل إلي شئ.

فكتب (العاملي)، التاسعة مساءً:

أشكل بعض الناس قبلكم: إذا كانت خلافة أبي بكر في نظر علي عليه السلام غير شرعية، فكيف ساعده في الفتوحات، وقبل أن يأخذ عطاءه من بيت المال، وكيف أخذ جارية من سبي بني حنيفة، هي أم ولده محمد المعروف بابن الحنفية؟

والجواب: أنه عليه السلام ولي المسلمين بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، فله الحق أن يجيز حروبهم وفتوحاتهم، حتي لو قادها غيره.. وله الحق أن يأخذ من الغنائم والسبي سهمه، أو يشتري.. وليس في ذلك أي إمضاء أو إعطاء شرعية لنظام الحكم!

علي أنك تعرف أن الأنبياء وأوصياءهم عليهم السلام، ربما كانوا يقبلون هدايا الناس وحتي الطغاة في زمانهم!

أما عندنا فهذا الاشكال غير وارد من أساسه، لأن علياًّ عليه السلام مع الحق بالنص وهو مطهر معصوم بالنص.. فعمله حجة ودليل علي الجواز.

وأزيدك، أننا نروي أن كل الأئمة المعصومين عليهم السلام كان في عنقهم بيعة أجبروا عليها بشكل وآخر من حكام عصرهم.. إلا الامام المهدي عليه السلام. وهذا يعني أنهم مأمورون بمداراة السلطة، وعدم الخروج عليها.. وقد روينا ورويتم أن النبي صلي الله عليه وآله أخبر علياً بأن الأمة ستغدر به، وأنك ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين!! ووجّهه ماذا يفعل.

وكتب (الصارم) بتاريخ 18-9-1999، الثانية ظهراً:

قلت يا عاملي: (أنه عليه السلام ولي المسلمين بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، فله الحق أن يجيز حروبهم وفتوحاتهم، حتي لو قادها غيره.. وله الحق أن يأخذ من الغنائم

ص: 371

والسبي سهمه، أو يشتري..وليس في ذلك أي إمضاء أو إعطاء شرعية لنظام الحكم!).

سبحان ربي فقه عجيب فات علماء الفقه والاجتماع والقانون، واكتشفه العاملي! خليفة بلا خلافة!! إذاً أنا أعلن من هذه الساحة أني خليفة المسلمين، وأجيز ما يفعله حكامهم!! ومن أراد أن يعلن منكم الآن فليفعل، فهذه مكرمة من العاملي تفضل بها علينا! لا أظنها ستتكرر.

أيها العاملي أشكرك علي اختصار الطريق، وهذا ما أريده بالضبط، لكن لِمَ المكابرة؟! أيعقل أن يكون الإنسان خليفة بلا خلافة أهذه حجة!!

ولنتنزل معك علي هذه الدعوي المتهافتة أن علياًّ هو الخليفة، وأن أبا بكر هو الخليفة التنفيذي، فقد قلت: بأنه راض عن ذلك. فما الخلاف إذاً؟

ما دام راضياً بصنيعهم فالحمد لله، ولماذا تخالفونه؟ وما الذي حمل علياًّ رضي الله عنه علي السكوت مدة ولاية أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه؟. أتعرفون الحق أكثر منه؟!!

سبحانك ما أحلمك علي عبادك. هدانا الله وإياك للصواب.

وكتب (المقدام)، الثانية وعشر دقائق ظهراً:

والأدهي أخي الصارم أنه عندما أصبح خليفة المسلمين... تخاذلوا عنه فقال فيهم: (ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها وأصبحت أخاف ظلم رعيتي، استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، شهود كغياب، وعبيد كأرباب، وأحثكم علي جهاد أهل البغي فما آتي علي آخر قولي حتي أراكم متفرقين أيادي سباً… منيت منكم بثلاث واثنتين، صم ذووأسماع، وبكم ذوو كلام،

ص: 372

وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء.

والله لكأني بكم فيما إخالكم: أن لو حمس الوغاء وحمي الضراب، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها. نهج البلاغة 141-142

وكتب (البيان)، الحادية عشرة ليلاً:

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم فكيف بذاكَا والمشيرون غُيَّبُ

وإن كنت بالقربي حججت خصيمهم فغيرك أولي بالنبيَِ وأقرب

زعمهم أن أمير المؤمنين علیه السلام أقر سيرة أبي بكر وعمر

كتب (عمر) في شبكة هجر، بتاريخ 20-9-1999، الثانية صباحاً، موضوعاً بعنوان (لماذا رفض علي بن ابي طالب الخلافة حينما عرضت عليه مع شرط العمل بسيرة الشيخين؟)، قال فيه:

وهو يعلم أنها من حقوقه الخاصة بنص الولاية في طريق الرجوع من حجة الوداع.. ومع علمه أنها إن وصلت الي عثمان بن عفان زعيم الأمويين.. فإنها ستصل الي غلمان بني أمية وصبيانهم يلعبون بها كلعبهم بالكرة؟؟

فأجابه (العاملي) بتاريخ 20-9-1999، الحادية عشرة صباحاً:

أخبر النبي صلي الله عليه وآله عليا والزهراء والحسنين عليهم السلام بكل ما سيحدث بعده، ووجههم بما أمره الله تعالي.

ومن الخطوط التي سار عليها علي عليه السلام، ما يمكن أن نسميه: سياسة الحدية

ص: 373

في النظرية والمرونة في التطبيق. فقد كان المهم عنده أن يبقي الاسلام في أصوله وحدوده محفوظاً سالماً من التحريف، حتي لو لم يطبق فعلاً.

واشتراطهم عليه أن يسير بسنة وسيرة أبي بكر وعمر، محاولة منهم لانتزاع الاعتراف بأنها جزء من الاسلام! وهذا تحريف للاسلام وإضرار (بنظريته) لا يمكن لعلي القبول به. بل من مصلحة الاسلام أن يسجل التاريخ أن علياًّ عليه السلام رفض أن يعطي الشرعية لسيرتهما، وأعلن أنها ليست جزء من الاسلام!!!

وهو موقف مشرف من أمير المؤمنين عليه السلام، كشف أنه ليس حريصاً علي الملك والخلافة كما اتهموه، لأنه رفضها عندما كان ثمنها أن يدخل في الدين ما ليس منه!! كما رفض استعمال الحيلة والغش السياسي والاجبار لأخذ الخلافة.

ولو كان غيره لقال: نعم قبلت، وعندما يصير خليفة يعمل ما شاء!!

إنه علي وزير النبي وأخوه ووصيه، وجوهره من جوهره.. وقد كشف هذا الموقف سمو هذا الجوهر الرباني!!

وكتب (الصارم المسلول)، الحادية عشرة ليلاً:

أتمني من الأخوه الكرام أن يأتوا بالدليل علي ذلك.كما أني أسال:

هل في سيرة الخلفاء كفر؟.

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 21-9-1999، الرابعة عصراً:

يا مسلول.. قبل أن تسأل هل في سيرة الخلفاء كفر، أنظر التواريخ في قصة الشوري وبيعة عثمان وانظر هل هذا الكلام صحيح أم لا؟ فإن كان الكلام صحيح راجع سيرتهم بتجرد واجعل الميزان رسول الله صلي الله عليه وآله.

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضي.

ص: 374

وكتب (شعاع)، الخامسة مساءً:

لا أدري أي مصلحة وأنتم تكفرون من والي الشيخين، فأي إسلام بقي حتي يحافظ علي كيانه إذا كان كل من أسلم قد ارتد إلا نفر قليل... واقرأوا في نهج البلاغة نصيحة علي لعثمان رضي الله عنهما.... وتعرفون هل كان علي يعتقد بالنص الذي ادعاه ابن سبأ وشيعته... ويقول علي: (والله ماكان لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ولكن دعوتموني اليها وحملتوني عليها) نهج البلاغة. فلا أدري هل من قال هذا الكلام كان يعتقد بالنص... ويقول: (دعوتموني... حملتوني) ولماذا لم يقل: حملنيها الله ورسوله... تناقضات تمتليء بها كتبكم. ففي الشقشية يذم الراشدين وفي مواطن أخري يمدحهم. وذلك في نفس الكتاب ومنها (لله بلاء فلان...) الخ... وهو يعني بذلك عمر كما قال به شراح النهج من الشيعة... فلا أدري أيهما التي قال علي؟

وكتب (الشيباني)، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

ماذا تتأمل من كتاب بين الراوي فيه (الشريف الرضي) والمروي عنه (علي رضي الله عنه) أكثر من ثلاثمائة سنة؟؟!!. مثل هذا عندنا معشر أهل السنة والحديث لا يُستحق النظر فيه أصلاً فضلاً عن الأخذ عنه ومنه!!!.

فكتب (العاملي) بتاريخ 22-9-1999، الثانية والربع صباحاً:

لا تظلم نهج البلاغة ياشيباني.. فقد ذكرنا لك أن الشريف الرضي أسقط الأسانيد وأن اعتماد علمائنا علي الأسانيد الواردة لخطب نهج البلاغة ورسائله وكلماته في مصادر أخري، ونصفها علي الأقل في مصادركم..

بالله عليك لو رأيت كتاباً جمع فيه مؤلفه مختارات كلام عمر وأسقط

ص: 375

أسانديها.. هل كنت تقول عنه هذا لكلام، أم تقول: إنه موجود بأسانيده في المصادر؟!!

ثم.. إذا رأيت لعمر عدة أقوال لعمر في شخص، بعضها يظهر منه المدح وبعضها صريح في الذم.. ألا تقوم بتتبعها والجمع بينها، لتخرج بنتيجة رأيه الحقيقي في ذلك الشخص؟. فلماذا لا تفعل ذلك في كلمات علي عليه السلام في الخلفاء الذين قبله، وفي معاوية؟!

وكتب (الشيباني)، السابعة صباحاً:

لا تكذب يا عاملي!!! أنت بنفسك اعترفت بأن ما في نهج البلاغة هو من قبيل المرسل والمنقطع، وإن شئت نقلت لك كلامك!!

أما قولك: بالله عليك لو رأيت كتاباً جمع فيه مؤلفه مختارات كلام عمر وأسقط أسانديها.. هل كنت تقول عنه هذا لكلام؟

فأقول: أريدك أن تذهب أبعد من ذلك!! لو رأيتُ كتاباً جمع فيه مؤلفه أقوال الرسول صلي الله عليه وسلم (وليس عمر رضي الله عنه) وأسقط أسانيدها فلا أعدّه شيئاً ولا أنظر فيه! فهل تقتنع الآن؟؟.

وكتب (العاملي) بتاريخ 22-9-1999، الثامنة صباحاً:

لا تناقض في رأيي في نهج البلاغة ولا كذب.. ولكنك عجول.. متهم! فقد قلت لك إن اعتمادنا علي مصادر نهج البلاغة، لأنه مرسل. وإن كنت من أهل العلم، فإن الفرق بين الرد.. وبين التوقف من أجل التثبت من المصادر، كبير!!

وكتب (كميل)، الرابعة عصراً:

الي شعاع. قال أمير المؤمنين كلمته تلك، بعد أن هزلت حتي بدا من هزالها

ص: 376

كلاها واستامها كل مفلس! ليس لعدم إيمان منه بحقه فيها، ولكن لعلمه بنتيجة أخذه لهم بالحق.

إرجع الي التاريخ واقرأ كلامه عليه السلام مع طلحة والزبير حين بايعاه.

وكتب (شعاع)، الرابعة والثلث عصراً:

كميل: لا أدري هل يقول هذا من نص الله عليه؟؟ ولا أدري كيف يدعي أن المسلمون (كذا) هم من حمله الأمر، وهم من دعوه الي ذلك؟؟ فإنك بتفسيراتك تخاصم نفسك!! فإن رسول الله أوذي أكثر من عشر سنوات ولم يقل مثل هذا الكلام....وأظن من خلال قراءتي لكتبكم أن الامامة كالنبوة تكون بالنص، وأن أئمتكم أفضل من الأنبياء والملائكة كما يدعي الخميني وغيره... فيا تري أين النص؟؟

أنا اطلعت علي النهج.... واعتقد أنه هو الكتاب الوحيد الذي يستاهل أن يقرأ من كتبكم... ومع ذلك فإنكم تخالفون كثيراً مما فيه، فأنتم تكفرون معاوية ومن معه، وهو في الكتاب يصفهم أكثر من مرة بأنهم إخوانهم في الدين، وأن الخلاف كان في دم عثمان، وينهي أتباعه عن سب معاوية ومن معه ويأمرهم بأن يدعوا الله أن يحقن دماء الطرفين... فلا أدري أين أنتم من تطبيق هذا؟؟.

وكتب (الصارم المسلول)، الثامنة مساءً:

الي العاملي: أريد منك مصدر واحد (كذا) علي اشتراط اتباع سنة الخلفاء؟

وأجابه (العاملي)، الحادية عشرة ليلاً:

نفي ابن تيمية في منهاج السنة ج 2 ص 351، أن يكون عبد الرحمن بن عوف قد عرض الخلافة علي علي عليه السلام بشرط أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله

ص: 377

وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر. وقال إنه لم يثبت. ولكن ابن عبد البر رواه في العقد الفريد ج2 ص260، ورواه الشريف المرتضي في الشافي ج 4 ص 209.

ويؤيده أن المنكرين علي عثمان أنكروا عليه مخالفة ما اشترط عليه في الخلافة من السير بسيرة الشيخين، كما في السيرة الحلبية ج 2 ص 87، وغيرها كثير.

وكتب (الصارم المسلول)، الحادية عشرة والثلث ليلاً:

يعني يا عاملي لم يصل الي حد التواتر، وأنتم تحاجونا بالمتواتر، ولكن هل ذكرت لي الرواة من المصدرين؟ خلاصة الكلام: لم يقل أحد بأن علي رفض الخلافه لهذا الشرط. انتهي.

قال (العاملي):

ولكنهم عندما يعترفون بأن ابن عوف عرض الخلافة علي علي قبل عثمان بشرط، فلم يقبلها.. فعليهم أن يبينوا هذا الشرط الذي رفضه أمير المؤمنين عليه السلام.. ولا وجود لرواية تبينه إلا هذه؟!!

ص: 378

زعمهم أن عليا علیه السلام فضل أبابكر علي نفسه!

وكتب (الحبيب) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 25-7-1999، العاشرة صباحاً، موضوعاً بعنوان (علياً (كذا) يقول لا يفضلني أحد علي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلا جلدته حد المفتري)، قال فيه:

إذا وجد السبب بطل العجب!!! قال شيخ الإسلام (شاؤوا الرافضة أو لم يشاؤوا) في كتابه الصارم المسلول:

1- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله عليه الصلي والسلام (يظهر في أمتي في أخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام). هكذا رواه عبد الرحمن بن أحمد في مسند أبيه...

2- قال علي أبن أبي طالب: قال رسول الله عليه الصلي والسلام (ألا أدلك علي عمل إن عملته كنت من أهل الجنة؟ وأنك من أهل الجنة، سيكون بعدنا قوملهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون).

قال علي: سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا، مارقة، أية ذلك أنهم يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهم.

3- ورواه أبو القاسم البغوي عن علي رضي الله عنه قال: يخرج في أخر الزمان قوم لهم نبز (أي لقب) يقال لهم الرافضة يعرفون به، وينتحلون شيعتنا وليسوا من شيعتنا، وأية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر أينما أدركتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون.

4- عن أنس قال: قال رسول اله عليه الصلي والسلام (أن الله أختارني وأختار لي أصحابي فجعلهم أنصاري وجعلهم أصهاري وأنه سيجئ في آخر الزمان قوم

ص: 379

يبغضونهم، أل افلا تواكلوهم ولا تشاربهم، ألا فلا تناكحهم ألا فلا تصلون معهم ولا تصلون عليهم،عليهم حلت اللعنة).

5- بلغ علي أبن أبي طالب أن عبد الله بن السوداء يبغض أبا بكر وعمر فهمّ بقتله فقيل له: تقتل رجلاً يدعوا إلي حبكم أهل البيت؟ لا يساكني في دار أبداً.

ويؤيد ذلك ما روي الحكم بن حجل قال: سمعت علياًّ يقول: لا يفضلني أحد علي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ألا جلدته حد المفتري...

هذا ما جاء في كتاب (الصارم المسلول) لشيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله ص582 إلي ص 585.

(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ).

وكتب (الاشتر) بتاريخ 25-7-1999، الواحدة ظهراً:

رد سريع:

1- حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني في سنة سبع وعشرين ومائتين، حدثنا أبو عقيل يحيي بن المتوكل وحدثنا محمد بن سليمان لوين في سنة أربعين ومائتين، حدثنا أبو عقيل يحيي بن المتوكل، عن كثير النواء، عن إبراهيم ابن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يظهر في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الاسلام.

الرد: يحيي بن المتوكل ابو عقيل المدني ضعيف. وأخرجه عبد الله بن أحمد في (زوائد المسند) ج1 ص103، يحيي منكر الحديث وكثير النواء ضعيف

2- قال علي أبن أبي طالب:قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ألا أدلك

ص: 380

علي عمل أن عملته كنت من أهل الجنة؟. وأنك من أهل الجنة، سيكون بعدنا قوم لهم نبز يقال لهم: الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون.

الرد: أورده ابن الجوزي في (الواهيات) راجع كنز العمال للمتقي الهندي ج11 الحديث 31631 (راجع الهامش). وروي في مجمع الزوائد للهيثمي حديثاً بنفس اللفظ وهو:

3- عن أم سلمة قالت: كانت ليلتي وكان النبي صلي الله عليه وسلم عندي، فأتته فاطمة فسبقها علي، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: يا علي أنت وأصحابك في الجنة إلا أنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون قلت: يا رسول الله ما العلامة فيهم؟. قال: لا يشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون علي السلف الأول. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن غانم وهو ضعيف (راجع مجمع الزوائد الحديث رقم 15660)

أما بقية الروايات التي ذكرتها فلم أجد لها ذكر كتب الأحاديث. فيا ليتك تذكر لنا مصدر هذه الأحاديث وتذكر السند. والله الموفق.

وكتب (جايكل)، السابعة مساءً:

سبحان الله. راجع كتاب ابن تيميه وستجد السند. مع أطيب تحياتي.

فكتب (العاملي) بتاريخ 25-7-1999، التاسعة مساءً:

نصَّ علماؤكم والحمد لله علي أن أحاديث ذم الرافضة موضوعة..

أما الحديث المزعوم في مدح علي عليه السلام لأبي بكر، فلا يصح لا سنداً ولا متناً. وأكبر دليل علي ذلك أنه صح عن علي عليه السلام عند الطرفين ما هو ضده، بل

ص: 381

روت الصحاح اتهامه لأبي بكر وعمر بالغدر والخيانة! فلوكان القول المذكور صدر منه لروته صحاح الخلافة القرشية التي كانت تبحث عن شبيه له!!

بينما لم يروه واحد من الصحاح ولا المجاميع المعتبرة عند السنيين، ولم أجد من صححه غير ابن التيمية!! وعلماء الجرح والتعديل لا يعتبرون تصحيح ابن الست تيمية وتضعيفه، لأنه ليس من أهل الخبرة، ولأنه كان متحاملاً علي علي عليه السلام!!

بل حتي أتباع ابن تيمية لا يعتبرون تصحيحه! ولذا خطأه الألباني في تضعيفه حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) وصححه واعترف أن ابن تيمية كان يتسرع في رده علي الشيعة بتضعيف الأحاديث الصحيحة!!

وقد روي هذا الحديث الهندي في كنز العمال ج: 13 / 9، عن الخطيب في تلخيص المتشابه، وفي ص 27 عن ابن أبي عاصم وخيثمة في فضائل الصحابة).

وقد طبَّل ابن تيمية كثيراً لهذا لحديث، واستشهد به في عدد من كتبه، مثل كتاب النبوات ص 130 فقال: (والشيعتان وفي مع سائر الأمة متفقة علي تقديم أبي بكر وعمر. قيل لشريك بن عبدالله القاضي: أنت من شيعة علي وأنت تفضل أبا بكر وعمر؟ فقال: كل شيعة علي علي هذا، هو يقول علي أعواد هذا المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. أفكنا نكذبه والله ما كان كذاباً!! انتهي.

والمعروف عن شريك خلاف ذلك، كما تري في ترجمته في مصادر السنيين.

كما استشهد ابن تيمية بهذا الحديث المزعوم في الصارم المسلول ص 1105 بشكل مؤيد وليس أساسياً، فقال: (ويؤيد ذلك ما روي الحكم بن جحل قال: سمعت علياًّ يقول.. ثم قال: وروي ذلك ابن بطة اللالكائي من حديث سويد بن

ص: 382

غفلة عن علي في خطبة طويلة خطبها..

ثم نقل ابن تيمية ذلك عن عمر فقال: وروي الامام أحمد باسناد صحيح عن ابن أبي ليلي قال: تداروا في أبي بكر وعمر. فقال رجل من عطارد: عمر أفضل من أبي بكر. فقال الجارود: بل أبو بكر أفضل منه. قال: فبلغ ذلك عمر، قال: فجعل يضربه ضرباً بالدرة حتي شغر برجليه. ثم أقبل الي الجارود فقال: إليك عني. ثم قال عمر: أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم في كذا وكذا. ثم قال عمر: من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم علي المفتري! انتهي. وهذا هو أصل الحديث، فهو عن عمر، ثم نسبوه زوراً الي علي عليه السلام!!

ونقله ابن تيمية في الصارم المسلول ص 1106، عن ابن بطة اللالكائي من حديث سويد بن غفلة عن علي في خطبة طويلة خطبها. انتهي.

وكرر الحديث في منهاج سنته: 1/ 308، وادعي أنه متواتر!! فقال: (وقد ثبت عن علي رضي الله عنه الأحاديث الثابتة بل المتواترة أنه قتل الغالية كالذين يعتقدون إلهيته بعد أن استتابهم ثلاثاً كسائر المرتدين، وأنه كان يبالغ في عقوبة من يسب أبا بكر وعمر وأنه كان يقول أنهما خير هذه الأمة بعد نبيها وهذا مبسوط في مواضع)!!. انتهي.

وهذه دعوي غريبة يضحك منها طلبة علم الحديث المبتدئون!!

ولعل ابن تيمية دلس في كلامه، فنسب التواتر الي قتل علي للغلاة الذين ألهوه، ثم عطف عليه عقوبة علي المزعومة لمن كان يفضله علي أبي بكر!!

وقال ابن تيمية في جامع الرسائل ص 261: (ولما بلغ علياً أن أقواماً يفضلونه علي أبي بكر وعمر قال: لا أوتي بأحد يفضلني علي أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري). انتهي. ولم يذكر له ابن تيمية سنداً! وبذلك يعلم أن أصل

ص: 383

الحديث عن عمر، وأنهم وضعوه علي لسان علي عليه السلام. وإن أردت مايضاده من الصحاح، قدمناه لك، وإنما لم نذكره لأنه ثقيل عليك.

وكتب (الأشتر) بتاريخ 26-7-1999، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

أخي العاملي... رحم الله والديك. تحياتي.. أخوك الاشتر

وكتب (علي 110)، الرابعة عصراً:

لا فُضّ فوك أيها العاملي، وأحسنت أيها الأشتر، أما الرد:

أولاً: كن عارفاً باللغة العربية وأحسن كتابتها، ومن ثم دافع أو هاجم، فكلمة ابن تحذف ألفها عند وقوعها بين اسمين.

ثانياً: إن الحديث يصرخ بأعلي صوته بأنه من الأحاديث الموضوعة، وأنه لم يعتمده أصحاب الصحاح، وشيخ الاسلام هذا من مصاديق: نرده الي أرذل العمر.

ثالثاً: كيف تفسر انقطاع الامام علي عليه السلام عن الذين تدعي أنه رفض أن يفضل عليهم وعدم مشاركته عليه السلام لهم في اجتماعاتهم، أوليس هذا من العجاب؟.

رابعاً: كيف تفسر حكم معاوية بسبّ وشتم ولعن الامام علي عليه السلام أكثر من ثلاثين سنة علي المنابر في استفتاحية الخطب، أليس هذا دليل علي بغضه لأحد أصحاب الرسول صلي الله عليه وآله، وأنه يرفض الاسلام لخروجه علي خليفة رسول الله صلي الله عليه وآله؟ غفر الله لنا ولكم. والسلام.

وكتب (شريفي)، التاسعة مساءً:

هل تعرف من قائل هذا الحديث: لا يفضلني أحد علي أبو بكر وعمر رضي

ص: 384

الله عنهما إلا جلدته حد المفتري... إنهم أجداد ابن تيمية الذي كانوا يقتلون ويجلدون الموالين لأهل بيت الرسول ويفضلونهم علي كل الطغاة والظلمة!! فكان هؤلاء الظلمة يكتبون أحاديث يبررون بها جلدهم وقتلهم لهؤلاء الموالين المظلومين!

زعمهم أن أميرالمؤمنين علیه السلام مدح أبابكر و عمر

كتب (محب السنة) في شبكة هجر، بتاريخ 30-11-1999، الرابعة عصراً، بعنوان (هل أثر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الطعن في أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما)، قال فيه:

أولاً: أحيّ جميع الزملاء بتحية الإسلام بعد طول غياب، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثانياً: أرجو الله تعالي أن يكون هدفنا من النقاش الرغبة في إحقاق الحق والتمسك به وليس حب الغلبة والظهور بمظهر المنتصر لأهداف شخصية ومآرب ذاتية، فليس هذا شأن الدعاة إلي الله تعالي السائرون علي نهج نبيه صلي الله عليه وسلم إن كنا نري أنفسنا كذلك.

ثم أقول: من المعلوم المتفق عليه عند المسلمين كافة أن علي بن أبي طالب رضي الله مشهور بالشجاعة والقوة في الحق وأنه لا يداهن في دين الله تعالي ولو كلفه ذلك حياته. والشواهد علي شجاعة علي رضي الله عنه أكثر من أن تحصر. ومن عرف بهذه الشجاعة، هل يعقل أن يسكت حين يغصب حقه بل أعظم حقوقه ألا وهو الخلافة، بل المأثور عنه أنه علي العكس من ذلك يثني علي من

ص: 385

يُزعم أنه غصبه حقه ويمدحه ويعترف له بالفضل. وهذا ماروي عن علي رضي الله عنه بالتواتر، وهي أصح طرق الرواية التي تثبت بها الأخبار. فقد روي عنه بطرق أكثر من أن تحصر التصريح بفضل أبي بكر ثم عمر.

فعن محمد بن الحنفية، قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟. قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان. قلت: ثم أنت؟. قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. رواه البخاري.

وروي الإمام أحمد، عن أبي جحيفة، قال: سمعت علياًّ رضي الله عنه يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر: عمر رضي الله عنه.

وروي الإمام أحمد، عن الشعبي، حدثني أبو جحيفة الذي كان علي يسميه وهب الخير، قال: قال علي رضي الله عنه: يا أبا جحيفة ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: قلت: بلي. قال ولم أكن أري أن أحداً أفضل منه، قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه. وبعدهما آخر ثالث ولم يسمه.

وروي الإمام أحمد، أيضاً عن عبد خير الهمداني، قال: سمعت علياًّ رضي الله عنه يقول علي المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟. قال: فذكر أبا بكر. ثم قال: ألا أخبركم بالثاني؟ قال: فذكر عمر رضي الله عنه. ثم قال: لو شئت لأنبأتكم بالثالث. قال: وسكت. فرأينا أنه يعني نفسه. فقلت: أنت سمعته يقول هذا؟. قال: نعم ورب الكعبة وإلا صمتاً.

وروي أبو داود، عن محمد ابن الحنفية، قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد

ص: 386

رسول الله صلي الله عليه وسلم؟. قال: أبو بكر. قال: قلت: ثم من؟. قال: ثم عمر. قال: ثم خشيت أن أقول ثم من؟. فيقول: عثمان. فقلت: ثم أنت يا أبة؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.

(حذفت أسانيد هذه الأحاديث رغبة في الاختصار).

والمشهور عند الشيعة أن العلاقة بين علي رضي الله عنه وسائر الصحابة وخصوصاً الشيخين علاقة خصومة وشقاق. فهل يستطيع الشيعة أن يثبتوا دعواهم هذه بأدلة صحيحة ثابتة عن علي رضي الله عنه يصرح فيها ببغض الشيخين أو تفسيقهما أو بما يناقض ما أردنا الاستدلال له.

وكتب (فرات) بتاريخ 30-11-1999، السادسة مساءً:

الأخ الكريم محب السنة، السلام عليكم: في البدء أشكر لك روحك المنفتحه في النقاش، وأرجو أن يدوم ذلك إلي النهاية.

إن الموضوع الذي طرحته من المواضيع الحساسة التي كنا نتجنب الخوض فيها حرصاً علي الوحدة الإسلامية وعدم الخدش في مشاعر الأخوة من أهل السنة وخصوصاً فيما يتعلق بأبي بكر وعمر حيث أن لهما المقام السامي والمرموق في قلوب أبناء السنة والجماعة، فاحتراماً لمشاعرهم ومقدساتهم كنا لا ندخل في مثل هذه المواضيع، ولكن إذا أحبت التلميح وليس التصريح نعرض عليك بعضاً من ذلك. ولا بد قبل ذلك من وضع محطات للحوار وأسس للمناقشة، لابد من الالتفات إليها جيداً لكي نشترك فيها وننطلق منها.

وأول هذه المحاور وأهمها: هي تقبل الأحاديث الصحيحة من كتب الشيعة ومن أسانيدهم؟ أعتقد أن جوابك سوف يكون بالنفي والسلب لا بالإثبات والقبول.

ص: 387

فإذا كان كذلك فما الداعي وماالفائدة في طلب أدلة صحيحة من الشيعة، وأما الأحاديث التي تفضلت بها فهي كذلك من كتبكم وهي حجة عليكم ولا يمكن الاحتجاج بها علينا لعدم قبولها عندنا لكني أقول: إن خطبة الشقشقية لهي خير دليل علي مظلومية أمير المؤمنين عليه السلام التي ذكرها أهل السنة في مصادرهم ونسبوها إلي علي عليه السلام قبل خلق الشريف الرضي وممن يرتضيها أيضاً من أهل السنة من المتأخرين عن الشريف الرضي هو ابن أبي الحديد في شرحه علي نهج البلاغة.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 30-11-1999، الثامنة مساءً:

علي رضي الله عنه تولي الخلافة وأصبح أميراً للمؤمنين وكان بإمكانه أن يظهر ما عنده من اعتقاد في الصحابة ومنهم الشيخين فترة خلافته، ولو أنه فعل ذلك لاشتهر عنه كما اشتهر عن بعض بني أمية سب علي رضي الله عنه، ولكن ذلك لم يحدث ولا يكفي في ذلك خبر بلا إسناد أو إسناد واهٍ لا يعول عليه، فأخبارنا التي نرويها عنه في الثناء علي الشيخين متواترة لا مجال للطعن فيها.

وكتب (المأمن بالله)، الثامنة والنصف مساءً:

أما بعد، أخي الفرات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إسمح لي يا أخي العزيز أن أزيد علي الموضوع تعقيباً علي ما قلته حتي يتسني للأخ محب السنة أن يستدل بصورة أكثر توضيحاً... ووفقكم الله. لماذا قعد علي (علیه السلام) ولم يطالب بحقه؟.

وذلك لأن الإمام (علیه السلام) كان متفانياً في الله سبحانه وتعالي، فلا يريد شيئاً لنفسه ولا يطلب المصالح الشخصية، بل أثبت في حياته وسلوكه أنه (علیه السلام) كان وراء المصالح العامة، وكان يبتغي مرضات الله تعالي بالحفاظ علي الدين،

ص: 388

وإبقاء شريعة سيد المرسلين. ولا يخفي أن الإسلام في ذلك الوقت كان يعد جديداً ولم ينفذ في قلوب أكثر معتنقيه، فكانوا مسلمين بألسنتهم، ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم، لذا كان الإمام علي (علیه السلام) يخشي من حرب تقع بين المسلمين إذا جرّد السيف لمطالبة حقه بالخلافة والتي كانت له لا لغيره، أو المطالبة بفدك لفاطمة الزهراء (علیها السلام) أو مطالبة إرثها من أبيها رسول الله (صلی الله علیه و آله) الذي منعوها من ذلك بحجة الحديث (ونحن معاشر الأنبياء لا نورث) وكأن الرسول (صلی الله علیه و آله) لا يعلم بذلك فتركها هكذا دون علم ومعرفة فسكت علي (علیه السلام) وسكن لكي لا تقع حرب داخلية، لأنه كان يري في المطالبة بحقه في تلك الظروف الزمنية زوال الدين وإفناء الإسلام لو وقعت حرب بين المسلمين. وقد كان أكثرهم ينتظرون الفرصة حتي يرتدوا إلي الكفر.

جاء في روايات أهل البيت والعترة الطاهرة (علیها السلام) أن فاطمة الزهراء (علیها السلام) لما رجعت من المسجد بعدما خطبت خطبتها العظيمة وألقت الحجج علي خصومها، خاطبت أبا الحسن (علیه السلام) وهو جالس في البيت فقالت: يابن أبي طالب، إشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، وخانك ريش الأعزل فأجابها علي (علیه السلام): نهنهي عن نفسك ياابنة الصفوة وبقية النبوة، فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري. فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون. وما أعد لك أفضل مما قطع عنك.

قالوا: فبينما علي (علیه السلام) يكلمّها ويهدؤها وإذا بصوت المؤذن إرتفع، فقال لها علي (علیه السلام): يا بنت رسول الله (صلی الله علیه و آله) إذا تحبين أن يبقي هذا الصوت مرتفعاً ويخلد ذكر أبيك رسول الله (صلی الله علیه و آله) فاحتسبي الله عز وجل واصبري. فقالت (علیه السلام): حسبي الله. وأمسكت.

ص: 389

وأقرب تأكيد وإعتبار علي ما أقوله هو ما نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:1/307، ط. إحياء الكتب العربية عن المدائني عن عبد الله بن جنادة، أنه (علیه السلام) خطب في أول إمارته وخلافته بالمدينة المنورة. فحمد الله وأثني عليه (عز وجل)، وذكر النبي وصلي عليه ثم قال: أما بعد، فإنه لمّا قبض الله نبيه (صلی الله علیه و آله) قلنا: نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقنا طامع، إذ انبري لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا، فصارت الإمرة لغيرنا وسرنا سوقة، يطمع فينا الضعيف، ويتعزز علينا الذليل، فبكت الأعين منّا لذلك، وخشنت الصدور وجزعت النفوس، وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعود الكفر ويبور الدين، لكنا علي غير ما كنّا لهم عليه … إلخ.

ونقل ابن أبي الحديد أيضاً بعد هذه الخطبة في صفحة 308، عند مسيره للبصرة، قال: (إستأثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصبر علي ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم، والناس حديثوا عهد بالإسلام، والدين يمخض مخض الوطب، يفسده أدني وهن، ويعكسه أقل خلف... إلخ.

ولعلي(علیه السلام) في نهج البلاغة كتاب إلي أهل مصر، بعثه مع مالك الأشتر رحمه الله جاء فيه: أما بعد، فإن الله سبحانه وتعالي بعث محمد (صلی الله علیه و آله)، نذيراً للعالمين ومهيمناً علي المرسلين، فلما مضي (صلی الله علیه و آله) تنازع المسلمون الأمر بعده، فوالله ما كان يلقي في روعي، ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده (صلی الله علیه و آله) عن أهل بيته، ولا أنه منحوه عني من بعده (صلی الله علیه و آله)، فما راعني إلا إنثيال الناس علي فلان يبابعونه، فأمسكت بيدي حتي رأيت راجعة الناس قد رجعت عن

ص: 390

الإسلام، يدعون إلي محق دين محمد (صلی الله علیه و آله) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أري فيه ثلماً أو هدماً، تكون مصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان … إلخ..

ونقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج9/94، ط إحياء الكتب العربي تحت عنوان: خطبة الإمام علي (علیه السلام) بعد مقتل محمد بن أبي بكر، قال: وروي إبراهيم صاحب كتاب الغارات عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندل عن أبيه... (كما ذكر أعلاه). فإنه لمّا قبض الله نبيه (صلی الله علیه و آله) قلنا: نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه... وبالله التوفيق...

وكتب (محب السنة)، التاسعة مساءً:

الدين ليس فيه مجاملة فلو كان علي رضي الله عنه يعتقد كفر الصحابة أو فسقهم لبيّن ذلك، ولأظهره. كيف لا يفعل ذلك وهو الوصي المعصوم كما تدعون هل يليق به أن يترك الناس يضلون ويتخبطون ولا يبين لهم!!

فكتب (متعلم) العاشرة ليلاً:

الإخوان بعد إذنكم مداخلة:

ماذا فعل النبي هارون (علیه السلام) عندما غاب عن بني اسرائيل النبي موسي (علیه السلام) 40 يوما فقط، وهل أطاع بني اسرائيل النبي هارون (علیه السلام)؟؟!!

الجواب معروف. لقد عصوه سوي قلة لا تكاد تذكر. ولقد كان مستخلف (كذا) فيهم بأمر من النبي موسي (علیه السلام). ألم يقل: إن القوم استضعفوني.... فالخطأ ليس في المستخلف، الخطأ في الناس الذين يعاهدون ثم ينبذون العهد والميثاق. فماذا يفعل إمام بلا مأمومين (سوي أفراد قلائل) والسواد الأعظم ما بين عاص وخائف من السلطة. أليس الصبر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو عين الحكمة؟

ص: 391

وكتب (فرات) بتاريخ 1-12-1999، الثالثة ظهراً:

الأخ الكريم محب السنة، السلام عليكم.

لي عدة ملاحظات علي ما تفضلت به:

1 - أخي الكريم، أراك في البدء تريد محاورة تتسم بالانفتاح والأخوة الصادقة ويطفح في معالمها الخلق العالي وهذا حق لك. لكن وللأسف الشديد في محاورتك الثانية لم تكن مستعداً حتي لتحية الإسلام.

فهل هذا دليل علي صدقك في المحاورة، أم ماذا؟.

2 - ما ذكرته من أن علياً عليه السلام لو أثر عنه السب والطعن لأشتهر ذلك بين المسلمين. فأقول: هل أن علياً عليه السلام عرفه الإسلام سباباً علي المنابر منتهزاً للفرص. أعتقد أنك لاتوافق علي ذلك. ثم أن علياً عليه السلام كان عنده المصلحة الكبري في حفظ نظام المسلمين وعدم تشتت كلمتهم وسكوته - لو سلمنا به - لايعني عدم أحقيته في الخلافة وأنه الوصي المباشر بعد النبي صلي الله عليه وآله.

3 - إنك ذكرت في ضمن كلامك أن بعض بني أمية كان يسب علياً عليه السلام واشتهر بين المسلمين ذلك. فهل تذكر لنا لو سمحت أسماء هؤلاء وما هو حكمهم في المنظور الإسلامي؟.

4 - ثم إنك قد قطعت أسس المحاورة حينما قلت: أن الروايات المنقولة في كتبكم متواترة لا يربو إليها الشك. فكيف تريدنا أن نتحاور ونناقش وأنت من البداية تريدنا أن نسلم بما عندكم.

5 – إ ئتنا بخبر واحدمن طرقكم أن علياً كان يثني علي الشيخين بشرط التواتر.

وكتب (عمار)، الثامنة والنصف مساءً:

ص: 392

السلام عليكم. إضافة الي ما قاله الأخ فرات: لقد طعن سيّد الأنصار سعد بن عبادة بأبي بكر وبخلافته. طعنت سيّدة النساء بهم حيث أنها أمرت أن تدفن ليلاً وأن لا يصلي عليها أبو بكر، بل وأنها رفضت أن تكلمه، بل وهناك روايات كثيرة خاصة في كتب الامامة والسياسة لابن قتيبة. وأيضاً الكامل لابن الأثير وتاريخ الأمم والملوك لابن جرير. أحيلكم اليها وأترفّع من نقلها احتراماً لمشاعركم.

رفض الإمام سلام الله عليه بيعته الي أن سلمت سيدة النساء الأمانة.

ويقول البخاري: فاستنكر علي وجوه الناس فافهم.

كما وقال عمر: أن علي والزبير ومن معه تخلفوّا عنهم.

كما وقد ورد طعن من الامام سلام الله عليه في خلافة أبو بكر في الأبيات التالية: فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم....فكيف بهذا والمشيرون غيّبُ

وإن كنت بالقربي حججت خصيمهم.... فغيرك أولي بالنبي وأقربُ

وكتب (العاملي) بتاريخ 1-12-1999، العاشرة ليلاً:

تصورت يا محب السنة أنك تستطيع إحراج شيعة علي عليه السلام في أمر الصحابة؟ وأن تصور للناس أن علياً أن يتولي أبا بكر أو عمر ويعتقد بصلاحهما!

إنك تعرف أن علياً وفاطمة والعباس وكل بني هاشم، وعدداً كبيراً من شخصيات الصحابة كانت عقيدتهم أن بطون قريش فعلوها واستغلوا فرصة انشغال بني هاشم بجنازة النبي صلي الله عليه وآله!! وأنهم كانوا يرون أن خلافة أبي بكر وعمر مؤامرة لا شرعية لها.. ولو وجدوا أنصاراً لجاهدوهم!!

ولكنك تتبع مجري التاريخ، وما نشأت عليه وتلقنته!! فما رأيك بشهادة عمر بأن علياً والعباس كان رأيهما فيه وفي أبي بكر أنهما آثمان غادران خائنان؟!!

ص: 393

فمن تصدق ومن تكذب؟!!!: روي مسلم ج 5 ص 152 من كلام عمر لعلي والعباس أن رأيهما في أبي بكر أنه كان: كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً! والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق. انتهي.

- وقال البيهقي في السنن الكبري: 6 / 298: رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن اسماء. ورواه البخاري عن اسحاق ابن محمد الفوري عن مالك. انتهي. ورواية البخاري ملطفة أكثر!! فإن كنت غير متناقض، فأخبرنا من تصدق ومن تكذب؟!! وإلا فاسكت علي عقيدة تجمع التناقضات!!

وكتب (محب السنة)، الحادية عشرة ليلاً:

الأخ فرات. أما قولك: ثم أن علياً عليه السلام كان عنده المصلحة الكبري في حفظ نظام المسلمين وعدم تشتت كلمتهم وسكوته - لو سلمنا به - لايعني عدم أحقيته في الخلافة وأنه الوصي المباشر بعد النبي صلي الله عليه وآله.

فأقول: لقد تولي علي الخلافة وأصبح أمير المؤمنين ولم يعرف عنه أنه تبرأ من الصحابة لا هو ولا أبناءه ولا أتباعه من الصحابة كعمار بن ياسر وعدي بن حاتم، ولو كان التبرؤ منهم وبيان ردتهم دينا لبينه للناس حتي يعتقدوه. أما من يسب علياً من بني أمية: فقد نقل في كتب التاريخ ولا شك أنها بين يديك ومن سب علياً فإنه ظالم مخطئ. أما جزاؤهم علي ذلك فلست بالذي يتولي محاسبتهم فأمرهم جميعاً إلي الله وهو الحكم العدل وعنده تجمع الخصوم. وقد عصم الله سيوفنا من دمائهم فلنكف ألسنتنا عنهم.

أما قولك: ثم إنك قد قطعت أسس المحاورة حينما قلت أن الروايات

ص: 394

المنقولة في كتبكم متواترة لا يربو إليها الشك. فكيف تريدنا أن نتحاور ونناقش وأنت من البداية تريدنا أن نسلم بما عندكم. فهذا اعتقادي الذي تؤيده الروايات المبثوثة في كتب السنة بطرق متعددة متصلة صحيحة ولست بالذي يلزمك باعتقاد ما تبين لي أنه الحق.

أما قولك: إئتنا بخبر واحد من طرقكم أن علياً كان يثني علي الشيخين بشرط التواتر. فالحديث الذي أوردته وهو وروي الإمام أحمد عن أبي جحيفة قال: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر. ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر: عمر رضي الله عنه. وبإمكانك أن تتبع الروايات في كتب السنة وهي ولله الحمد بمتناول الجميع وبرامج الكمبيوتر قد سهلت المهمة كثيراً. أسأل الله لي ولك ولجميع الزملاء الهداية والتوفيق.

أما ماذكره الأخ عمار من مخالفة سعد بن عبادة لأبي بكر أو عمار فلم تقتضي هذه المخالفة تكفيراً أو تبديعاً ولو كان الأمر كذلك لكان ما يجري في إيران الآن بين علماء الشيعة وساستهم تكفيراً من بعضهم لبعض.

وكتب (عمار) بتاريخ 2-12-1999، الثانية عشرة ظهراً:

السلام عليكم. أنت الآن أخي محب غيرت سؤالك وتريد نصاً علي تكفير الشيخين وهذا ما لا نعتقده حتي نحن. فانتبه لهذا يرحمك الله. أنت قلت: طاعنٌ في أبو بكر وسعد وغيره، قد طعنوا به سواء بخلافته أو بأشياء أُخري آخذوها عليه. (راجع الردود) نرجوا أنلا تتلاعب بالكلمات يا أخي.

والسلام عليكم.

فكتب (العاملي) بتاريخ 2-12-1999، الثامنة صباحاً:

ص: 395

ولماذا عبرْتَ عن جوابي يامحب السنة؟!

وكتب (محب السنة)، السابعة مساءً:

لم أفهم سؤالك يا عاملي، فحبذا لو بينت مرادك من السؤال.

أما ما ذكره عمار من عدم تكفير الشيعة للشيخين، فيبدوا أنه لم يطلع علي ما كتبه علماء الشيعة من تكفير الصحابة وأولهم الشيخين، فإن تكن أنت لا تكفر الشيخين فهذا اعتقادك أنت، وإن شئت أورت لك من كلامهم موثقاً ما يصرحون به بتكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

وكتب (عمار)، التاسعة مساءً:

سؤالك كان حول الطعن، وأوردنا لك مواقف بعض الصحابة، وكلام الله عز وجل فيما يخص الطعن. فلا تغيّر الموضوع يا عزيزي. وأنا والأخوة الشيعة نعتقد أنهم ارتدوا عن بيعتهم لأمير المؤمنين ولا نقول أنّهم كفار أبداً. كيف ذلك والرسول صلي الله عليه وآله يقول من: قال لاإله الاّ الله عصم دمه وماله؟

علي العموم أجب عن الردود التي أوردناها لكم فيما يخص الطعن بهم وإن أردت افتح موضوع خاص عن تكفيرهم. سؤالك كان عن الطعن، صحيح؟ والسلام. ملاحظة: أنتظر أري ردودكم علي ما أورده الأخ العاملي أيضاً.

وكتب (العاملي) بتاريخ 2-12-1999، التاسعة والنصف مساءً:

كلام الأخ عمار قوي يا أخ محب السنة.. أعد قراءة عنوان موضوعك لتعرف أن المشاركين الشيعة أجابوا علي موضوعك بعينه، بنعم، وذكروا لك المصادر التي تعتقد بها.. فاعترف بأن الحق في المسألة غير ما كنت تتصوره، ولا تطفر الي موضوع التكفير أو غيره.

ص: 396

وكتب (فرات) بتاريخ 4-12-1999، الرابعة عصراً:

الأخ الكريم محب السنة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كتبت لك جواباً مختصراً قبل يومين علي تعقيبك علي كلامي الأخير ولكنها لخلل فني لم تبث في الإنترنت. وهنا أحاول الإجابة عما تفضلت به بشئ من الاختصار.

ذكرت في بداية كلامك أن لدينا أخبار متواترة عن علي في تفضيل الشيخين وجئت برواية (محمد بن الحنفية عن علي عليه السلام).

أخي العزيز: إن هذه الرواية وإن كانت موجودة في صحيح البخاري، وأنتم كما هو معلوم تصححون جميع ما في الصححاح الستة. لكن هناك فرق قد غفلت عنه بين الحديث المتواتر وبين الصحيح، فليس كل صحيح متواتر، فإن الصحيح هو الذي كل رجاله ثقات عدول عندكم وأما المتواتر فهو الذي رواه جماعة يمتنع تواطئهم علي الكذب، ويتولد من ذلك القطع واليقين بالحديث، بخلاف الحديث الصحيح فأنه لايعدو الظن، مضافاً إن الحديث المذكور ضعيف سنداً. فإن البخاري يرويه عن (محمد بن كثير) وهو (العبدي)، وهذا مجروح كما ذكره الذهبي في ترجمته حيث قال: وروي أحمد بن ابي خيثمة قال لنا ابن معين: لا تكتبوا عنه لم يكن بالثقة. (راجع ميزان الاعتدال 4 / 18).

وكذلك قال العسقلاني: وفي طريقه أيضاً سفيان الثوري وقد كان يدلس عن الضعفاء كما ذكره الدهبي وابن حجر العسقلاني وغيرهما.

والتدليس كما هو واضح لديكم من أفحش الأمور من النقل، إلا أن تكون أخي محب السنة من القائلين بصحة جميع ما في الصحاح، فهل هو كذلك؟؟؟. وهنالك نقطة ثانية أحببت بيانها فيما تفضلت به. قلت: (أما من يسب علياً من

ص: 397

بني أمية فقد نقل في كتب التاريخ ولاشك بين يديك ومن سب علياً فإنه ظالم مخطئ، أما جزائهم علي ذلك فلست...)

أقول: اعطيتنا رأيك الكريم وجزاك الله خيراًَ في من يسب علياً عليه السلام وإنه ظالم مخطئ فقط حكمت عليهم بالظلم، والظالم بعيد عن هداية الله قال الله تعالي: (إن الله لايهدي القوم الظالمين) الأنعام: 144. والظالم ملعون من قبل الله قال الله تعالي: (ألا لعنة الله علي الظالمين) هود: 18. فأراك قد لعنتهم من حيث تدري أو لا تدري، ثم تعاتبنا أذ فسقناهم وهو أقل مراتب الظلم.

هذا وهنالك نقاط كثيرة وملاحظات لا تتحملها لغة الإنترنت فقد بنيت علي الإختصار والدقة. ولك مني الشكر والتقدير.

ثم كتب: فاتني أن أشكر كلاًّ من الأخوة العاملي وعمار وغيرهم، علي مداخلاتهم القيمة، فأجدد شكري لهم سائلاً المولي لهم دوام التوفيق.

وكتب (محب السنة)، الحادية عشرة ليلاً:

إلي الزميل فرات مع التحية. أولاً قولك: إن هذه الرواية وإن كانت موجودة في صحيح البخاري وأنتم كما هو معلوم تصححون جميع ما في الصححاح الستة، لكن هناك فرق قد غفلت عنه بين الحديث المتواتر وبين الصحيح، فليس كل صحيح متواتر، فإن الصحيح هو الذي كل رجاله ثقات عدول عندكم، وأما المتواتر فهو الذي رواه جماعة يمتنع تواطئهم علي الكذب، ويتولد من ذلك القطع واليقين بالحديث، بخلاف الحديث الصحيح فإنه لايعدو الظن.

ما تقدم من كلامك يدل علي أنه يخفي عليك كثير من منهجنا في رواية الأحاديث وحكمنا علي ما في كتب السنة وهذا للأسف ما لا أستطيع بيانه لك مفصلاً، ولكن حسبي أن أشير إشارات موجزة:

ص: 398

أ - لم أحكم علي الحديث بأنه متواتر لرواية البخاري له، وإنما لأنه له طرق كثيرة جداً تبلغ حد التواتر ومن ثم لاحجة لمن ضعف طريقاً منها أو جرح راوياً من الرواة.

ب- ما نعتبره صحيحاً من الأحاديث ما جاء في الصحيحين البخاري ومسلم، أما بقية الكتب ففيها ما هو دون الصحيح.

أما قولك: والظالم بعيد عن هداية الله قال الله تعالي: (إن الله لايهدي القوم الظالمين) والظالم ملعون من قبل الله قال الله تعالي: (ألا لعنة الله علي الظالمين)، فأراك قد لعنتهم من حيث تدري أو لا تدري.

فأقول: طريقتك في الاستدلال وضرب الآيات بعضها ببعض، هي التي اتبعها الخوارج وكانت سبباً في ضلالهم، كما أن لازم القول ليس بقول، والظلم درجات والذين ورد لعنهم في القرآن هم المشركون لقول الله تعالي: إن الشرك لظلم عظيم. وارجع إلي سياق الآيات.

ومثلما قلتَ: فإن لغة الإنترنت لا تسمح بالتفصيل.

فكتب (فرات) بتاريخ 5-12-1999، الرابعة عصراً:

الأخ الكريم محب السنة، السلام عليكم:

أعجبني كثيراً أسلوبك في الحوار وأرجو أن تدوم الأخوة والمحاورة الهادئة وإن اختلفنا في بعض وجهات النظر، ولك مني خالص التقدير.

أخي الكريم: لي عدة ملاحظات علي ما تفضلت به: أولاً: إن قولك إن هذه الأخبار متواترة هي دعوي بلا دليل لذا نرجو أن تتفضل علينا بأسانيدها ورواتها الكثيرين لكي يتم بعد ذلك النقاش ويكون أبعد عن الادعاءات.

ثانياً: لا أريد أن أدخل في تفسير الآيات وادعاءك إنما ماذهبت عليه هو

ص: 399

منهج الخوارج. لكني هنا أسألك فقط ماذا تقصد من الظلم؟؟ وما هي أقل مراتب الظلم؟؟ وهي يخرج الظلم عن العدالة؟؟

ثالثاً: نعم ماقلت بأنكم تصححون (جميع ما في صحيح البخاري ومسلم). وهنا أقول: إن ما سألته في بداية المحاورة (هل أثر عن علي) تجده موجوداً عندك في صحيح مسلم. فلماذا تسألنا إذن؟؟. وإليك الرواية:

أخرج مسلم في (الصحيح) في كتاب الجهاد، عن مالك بن أوس في حديث طويل، أنه قال عمر بن الخطاب لعلي والعباس ما هذا نصه: (قلما توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفي أبو بكر فكنت أنا ولي رسول الله صلي الله عليه وسلم وولي أبي بكر، فرأيتماني كاذباً غادراً خائناً، والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق)

(5 / 152) فبناءاً علي قولك من صحة ما في الصحيحين يلزمك الاعتراف بصحة هذه الرواية، وإلا فيجب عليك الخدش في صحة المدعي.

وكتب (فرات) بتاريخ 7-12-1999، الرابعة والنصف عصراً:

الأخ الكريم محب السنة. السلام عليكم ك

كنت أراك قوي العارضة، وشديد الشكيمة، علمياً في محاوراتك، مؤدباً في مناقشتك فلذلك أحببت الإستمرار معك، ولكن: ما حدا مما بدا، عسي أن يكون المانع خير. عافاك الله من كل سوء.

ص: 400

لماذا سمي الائمة بعض أولادهم بأسماء أبي بكر و عمر و عثمان؟

كتب (سيف الله المسلول) في الموسوعة الشيعية، بتاريخ 25-3-2000، الثالثة صباحاً،موضوعاً بعنوان (تسمية أهل البيت لأولادهم بأسماء الخلفاء الراشدين)، قال فيه:

قد يشعر الكثير بالصدمة عندما يطلعون علي حقيقة ظلت مخفية عن البعض وهي وجود ابن لعلي وابن للحسين اسم كل منهما أبو بكر وعمر!!! فقد ذكرت المصادر الشيعية أن ممن ماتوا مع الحسين: أبو بكر بن علي أخو الحسين. وكذلك أبو بكر بن الحسين (1).

يقول المجلسي: كان عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب ممن استشهد مع الحسين في كربلاء) (2) وخالفه في ذلك الأصفهاني، فقال: بأن عمر بن الحسين لم يقتل وإنما كان أسيراً) (3) أما أسماء بعض أهل البيت فهي:

الخليفة علي رضي الله عنه: فقد سمي بعض أولاده بأبي بكر وعمر وعثمان. (4).

الحسنان رضي الله عنهما: فقد سمي كل واحد منهم أولاده بأبي بكروعمر. (5).

موسي بن جعفر رحمه الله: سمي ولده بأبي بكر وابنته بعائشة. (6).

زين العابدين رضي الله عنه: قد سمي ابنته بعائشة. (7).

علي بن محمد الهادي: سمي ابنته بعائشة. (8).

وهذا إن دل فإنما يدل علي محبة أهل البيت عليهم السلام لأصحاب الرسول صلي الله عليه وآله.

ص: 401


1- جلاء العيون: المجلسي - ص 582. كشف الغمة: الأربيلي - ج2 ص 64. مقاتل الطالبيين: الأصفهاني - ص 87و142. التنبيه والإشراف: المسعودي - ص 263.
2- جلاء العيون:ص 582.
3- مقاتل الطالبيين: ص 119.
4- إعلام الوري: الطبرسي - ص 203. الإرشاد: للمفيد - ص 186. تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 213. جلاء العيون: ص182. كشف الغمة: ج2 ص 64. مقاتل الطالبيين: ص 142.
5- إعلام الوري:ص 213. جلاء العيون: 582. مقاتل الطالبيين:78 و119. تاريخ اليعقوبي: ص 228 التنبيه:ص 263.
6- كشف الغمة: ج2 ص 90 و217. مقاتل الطالبيين: ص 561.
7- كشف الغمة: ج2 ص 334. الفصول المهمة: ص 283.
8- نفسه.

وأما زعم الرافضة بأن هذه مجرد تسميات، فنقول: ولماذا لا يسمون أولادهم أبو جهل وأبو سفيان ووحشي وعبد الرحمن بن ملجم ويزيد والحجاج وزياد وفرعون وهامان؟ ثم لماذا لا يقتدي الرافضة بأهل البيت فيسمو أبنائهم بأبي بكر وعمر وعثمان؟! يقول جعفر الصادق لامرأة سألته عن أبي بكر وعمر: أأتولهما؟! فقال: توليهما. فقالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟ فقالها: نعم. (1) وتعجب رجل من أصحاب الباقر حين وصف الباقر أبا بكر بالصديق!! فقال الرجل: أتصفه بذلك؟؟؟!!! فقال الباقر: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الآخرة. (2) فما رأي الشيعة بأبي بكر الصديق؟.

ص: 402


1- روضة الكافي: ج8 ص 101.
2- كشف الغمة:ج 2 ص 174.

وكان (أبو صالح) كتب نفس الموضوع في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 10-12-1999، الثالثة ظهراً، بعنوان (لماذا سمي الإمام علي (علیه السلام) بعض أبناءه بأسماء الخلفاء؟؟؟)، قال فيه:

لماذا سمي الإمام علي (علیه السلام) بعض أبناءه بأسماء الخلفاء؟؟؟ سؤال وجيه. ولكن للأسف لا أحد يستطيع الرد علي هذا السؤال إلا الإمام علي بنفسه.

لماذا؟!!! لأننا لانعلم ما في قلبه.. هل هو لأجل أنه كان يحبهم، أم أنه قد سماهم بأسماء عربية قديمة وشائعة.. أم أنه قد سماهم بأسماء أشخاص آخرين غير الخلفاء. (رواية عثمان بن مظعون).

المهم... أن من يدعي بأنه يعرف فهو يكذب … إلا إذا كان عنده تصريح من الامام بمعني هذه التسمية. ولكن قد يقول قائل: أنا لا أعرف السبب الحقيقي أو أنا غير متأكد.. ولكن أضع أقرب التفاسير للواقع.. أو أنني أخمن أن هذا التفسير هو الحقيقي بناءاً علي سيرة الإمام وأفعاله وأقواله.

وماذا حدث في تلك الفترة الزمنية من التاريخ.

وكان (العاشر من رمضان) كتب في شبكة أنا العربي، بتاريخ 8-7-1999، الرابعة عصراً، موضوعاً بعنوان (لماذا سمي علي والحسين رضي الله عنهما بعض أولادهما بأبي بكر وعمر)، قال فيه:

ص: 403

سؤال إلي الشيعة... أجيبوني لماذا سمي علي والحسين رضي الله عنهما بعض أولادهما بأسماء مثل أبي بكر وعمر وعثمان؟ أم أن هذه كذبة وفرية؟؟..

أعتقد أنكم تحفظون شجرة أهل البيت جيداً أم أن علياً والحسين رضي الله عنهما كانا تحت القهر ولهذا سمياهم بهذه الأسماء ماهي دلالة هذه التسميات؟. أين الإجابات؟

وكتب (حسين الشطري) بتاريخ 17 –7-1999، الخامسة مساءً:

الأخ العاشر من رمضان، السلام عليكم.

لماذا تطبل وتزمر وكأنك فتحت فتحاً، وهل هذا موضوعاً علمياً ينبغي النقاش فيه وهل الأسماء حكراً علي الأشخاص. ثم من قال إن التسمية بهذه الأسماء حرام، فلماذا هذه الضجة التي افتعلتها، وتسمية شخص باسم قد سبقه بهذه الإسم شخص آخر ليس فيه أي دلالة علي ماتذهب اليه، والتسمية نوع اعتبار، فلو سميت الجميل باسم قبيح لا يجعله قبيحاً، وإذا سميت القبيح باسم جميل لا يجعله جميلاً، علي أي حال نحن لا ننكر وليس حرام التسمية بها عندنا ولا مكروه. وشكراً.

وكتب (العاشر من رمضان) في 18-7-1999، الرابعة والثلث عصراً:

نحن لا نطبل ولا نزمر لأننا لا نعرف التطبيل ولا التزمير. إنما نريد أن أن نقول بمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد، لمن أراد أن يفهم الحقيقة أن هذه التسمية تدل علي ما كان بين هؤلاء الأخيار من محبة ومودة، وأنكم حشرتم أنفسكم في ما ليس لكم أن تدخلوا فيه.. فلا يمكن أن يكون بين هؤلاء الصفوة إلا كل حب لأنهم هم الذين كانوا يقرأون كل يوم وليلة قوله تعالي (ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم). فهمت يا

ص: 404

شطري!!!

وكتب (أبو زهراء)، السادسة مساءً:

أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل ولا يرقي إلي الطير، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر علي طخية عمياء، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتي يلقي ربه.. فرأيت أن الصبر علي هاتا أحجي، فصبرت وفي العين قذيً، وفي الحلق شجا، أري تراثي نهباً...

حتي مضي الأول لسبيله فأدلي بها الي ابن عدي بعده، ثم تمثل بقول الأعشي:

شتان ما يومي علي كورها ويوم حيان أخي جابر

فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته؟!! لشد ما تشطرا ضرعيها! فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم!! فمني الناس، لعمر الله، بخبط وشماس وتلون واعتراض، فصبرت علي طول المدة، وشدة المحنة..

حتي إذا مضي لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم!! فيا لله وللشوري متي اعترض الريب فيّ مع الأول منهم، حتي صرت أقرن إلي مثل هذه النظائر؟!

لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا، فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن!!

إلي أن قام ثالث القوم، نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه

ص: 405

يجضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع!! إلي أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته. نهج البلاغة - الخطبة الثالثة

وكتب (العاشر من رمضان)، السابعة مساءً:

نهج البلاغة لايعتد به عندنا، لأننا نوقن أن الكتاب قد حشي ومليء بما هو مكذوب ومفتري علي أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.

نحن نقول لكم دلالة التسمية هي عمق المحبة الموجودة في قلب علي والحسين رضي الله عنهما لأبي بكر وعمر وعثمان، وإن كره الكارهون، وإن رفض الرافضون. والسلام.

وكتب (الشيباني)، العاشرة ليلاً:

إلي الشطري.

إذا كنت تقول: ثم من قال إن التسمية بهذه الأسماء حرام... فلماذا لم نسمع أحداً من الشيعة في زماننا هذا من سمي ابنه أبا بكر وعمر وعثمان؟.

وأنتم تقولون إنهم أئمة معصومون. فلماذا لا تسمون أبناءكم بما سمي به المعصمون أبناءهم؟

وكتب (عمار)، الحادية عشرة ليلاً:

مسألة التسمية ليست مسألة تعبّدية. وهل تعتقد أننا ننظر اليوم إلي التسمية بنفس الطريقة التي كان يُنظر اليها في زمن الرسول (صلی الله علیه و آله)؟.

وكتب (ايتو) بتاريخ 19-7-1999، الحادية عشرة صباحاً:

هل تري اليوم من يسمي ابنه إسرائيل؟

وكتب (العاملي) بتاريخ 19-7-1999، الثالثة ظهراً:

ص: 406

ما هو مقصود هؤلاء (الباحثين العلميين) الذين طرحوا هذا الموضوع في عدة شبكات؟

إذا كان قصدهم أن موقف علي وفاطمة والحسنين والذرية الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام، الذين هم أعظم وأفضل بيت نبوة في تاريخ الأنبياء جميعاً -أن موقفهم الواضح القاطع الحاسم الحازم - من خلافة أبي بكر وعمر، قد تزلزل قيد أنملة، وأنهم أعطوها ذرة من الشرعية.. فهم واهمون!

فهذه هي نصوص الحديث والتاريخ والسيرة وما عرفه القاصي والداني من موقفهم الذي يستند الي نصوص النبي صلي الله عليه وآله، بأن الله تعالي قد جعل حق الحكم والامامة في هذه الأمة بعد نبيه لعترته وأورثهم الكتاب، كما كانت سنته سبحانه في الأنبياء من بعد إبراهيم.. ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

وإن كان قصدهم إثبات مراعاة علي عليه السلام لهم بتسميته بعض أولاده بأسمائهم، لغرض أن يعطوه مجالاً لخدمة الاسلام، والتقليل من زاوية الانحراف..

فهذا عمل ممكن وليس حراماً، ولا يدل علي اعترافه بحكومتهم، ولا علي حبه لهم، ولا يصح جعله شهادة بعدالتهم وعدم ظلمهم.

وها نحن نري في عصرنا كثيراً من المخالفين للحكام والدول يسمون أولادهم بأسماء العائلة المالكة، مراعاة لهم، أو للتقرب اليهم، أو لدفع خطرهم عنهم.. أو لأغراض أخري كثيرة، ولا يدل شئ منها علي قولهم بشرعية حكمهم، ولا شهادتهم بعدالتهم.

ويكفي أن تنظروا الي كثرة التسمي بأسماء العوائل المالكة في الخليج والمملكة العربية السعودية، ومنهم معارضون لهذه الدول، ومنهم خارجون عليها!!

ص: 407

علي أني لا أستبعد أن علياً وبقية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا يضعون أسماء أولادهم الائمة عليهم السلام بوصية وعلم من جدهم صلي الله عليه وآله.

وأما غير الائمة من أولادهم فيضعون أسماءهم حسب ماهو المتعارف في عصرهم، وقد تختار الأم اسم ولدها فيقبل به والده.

ومن الواضح أن الحساسية الدينية حول اسم الشخص لا تتكون بسرعة إلا بعد أحداث وسنين.. فكان في أسماء أولادهم من ذكرتم، حتي صارت التسمية تعني نوعاً من التزكية للمسمي به المعروف، فتركوها.

والنتيجة أن التسميات المذكورة، لا يثبت بها ما يريدون إثباته.. والعجيب أننا قد نأتيهم بعشر أحاديث شريفة، فيقول مشاركهم أثبتوا صحتها أثبتوا دلالتها!!

بيمنا هم يريدون منا أن نصدق بكل احتمال واهم يأتون به، ونرد به الثابت القطعي عندنا وعندهم!!

وكتب (العاشر من رمضان) بتاريخ 20 –7-1999، الواحدة ظهراً:

والله كل ردودكم لا تزيدكم إلا بعداً عن الحق، ولا تزيد القاريء المحايد إلا شكاً في مصداقيتكم ويقيناً في مصداقيتنا، فنحن الذي نحب الطرفين [أهل البيت والصحابة] وأنتم الذين تبغضون أحدهما إلي حد اللعن والتكفير وتغلون في الآخر إلي حد ادعاء العصمة. نحن أهل الوسطية فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء.. فأهل البيت عندنا محترمون ومن صميم عقيدتنا أن نحبهم ونترضي عليهم أما أنتم... سأترك للقاريء أن يكمل هو بنفسه. والسلام.

وكتب (جميل 50) بتاريخ 20-7-1999، الرابعة عصراً:

الأخ العاشر من رمضان، بعد التحية.

ص: 408

إن عجبي لاينقضي من هذه الأساليب المتخذة من قبلك وسائر الأخوة (هداكم الله) إن مع وجود مواضيع تأريخية وعقائدية أكثر دقة وأشد حرجاً لاينبغي النزول في حومة هكذا موضوعات لا تغني ولا تسمن من جوع، وسوف أجيبك جواباً مختصراً علي سؤالك هذا ولست براغب في ذلك طبعاً، حيث لا أستشعر وراء هذه الطريقة من النقاش مزيد فائدة، ولا أتوخي غير الجدل والجدل الممل حقاً.

أخي (مع سابق العذر) إذا كان إتخاذ الإسم دليلاً علي المحبة فأجبني علي ما يلي:

لماذ ا لم يكن هذا التبادل فاشياً بين الصحابة ولماذا لم يسمي الذي يشكون فيهم الشيعة أبنائهم بِ(علي) مثلاً علماً بأن الأمم كانت تفتخر بأبطالها فهل أحد الخلفاء الثلاثة قام بذلك؟....

ومن المعلوم أنك لو تجد تبادل التسمية فاشياً بين الصحابة أجمع لما صح ذلك دليلاً علي تبادل المحبة، إلا إذا كان مشفوعاً بتصريح واضح أو قرينة مدللة، فأينها هنا يا أخي؟؟؟؟

أم هل يحق لنا علي ميزانك هذا أن نعتبر عدم التسمية بإسم علي وأولاده آية البغض لعلي وآل علي؟!!!! أم هل كانت التسمية بعمر وعثمان غير معروفة عند العرب قبل الخليفتين الثاني والثالث؟!!!!!.وهل ذي لب من يستدل بأسماء ومسميات، ويذر ذكر الأدلة القاطعة كما نوّه بذلك الأخ العاملي.

ثم ما هو الصفاء الذي تتحدث عنه وتغالطنا به؟

هل تعني الصفاء الذي ألب الأمة وحرضها علي دم عثمان؟!

أم الصفاء الذي أمسك لجام الجمل في حرب الجمل؟!

ص: 409

أم الصفاء الذي أجج الحرب العوان في صفين؟!

أم الصفاء الذي أردي علياً صريعاً في محرابه في ليلة القدر؟!

ص: 410

هل زوج أميرالمؤمنين علیه السلام ابنته ام كلثوم لعمر؟

كتب (محمد ابراهيم) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 14-2-2000 الحادية عشرة ليلاً، موضوعاً بعنوان (مسلسل الإشكاليات: هل يمكن أن يبايع الإمام المعصوم منافقاً كافراً علي الخلافة؟)، قال فيه:

سيدنا علي وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد بايع سيدنا أبي بكر علي الخلافة وعاش تحت إمامته وخلافته كأحد رعاياه. وكذلك فإن الإمام المعصوم قد بايع سيدنا عمر علي الخلافة وعاش تحت خلافته وإمامته كأحد رعاياه، وفوق هذا قد صاهره ووافق علي زواجه من ابنته المؤمنة الطاهرة أم كلثوم الكبري بنت فاطمة عليها السلام. هل يمكن أن يكون كل من أبي بكر وعمر منافقين كافرين؟؟؟.

لا أريد ذكر روايات، ولكن إمكانية أن يكونا كافرين أو منافقين من هذه الناحية أم لا؟

بحسب عقيدة الشيعة هل يمكن أن يبايع الشيعي من يعلم بأنه منافق كافر علي الخلافة؟. هل يمكن أن يبايع الإمام المعصوم منافقاً كافراً علي الخلافة، ويعيش تحت حكمه كأحد رعاياه؟

فأجابه (العاملي) بتاريخ 14-2-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

إن كنت تريد معرفة وجه الحق، لوجه الحق تعالي.. فهل انتهيت الي نتيجة من موضوعك السابق حتي فتحت هذا الموضوع؟! أم لا تريد إلا فتح الموضوعات؟!!

فاعلم أنه ما من نبي ولا وصي ولا عالم من أولياء الله عاش في دولة جبار

ص: 411

يجبر الناس علي ولائه وبيعته.. إلا وبايعه وداراه حتي يستطيع تبليغ رسالته، عسي الله أن يهدي شخصين أو ثلاثة يوحدونه في أرضه.. وقد كان أبو بكر وعمر جباري قريش، حيث أجبرا الناس علي البيعة بالسيف!! وهددا أميرهم وسيدهم ومن بايعاه في يوم الغدير، هدداه بالقتل إن لم يبايع!!

فاستحِ لفعل إماميك القرشيين يا هذا!! فوالله لو أن أحداً جاءك ووقف فوق رأسك بمسدسه وقال لك وقع معاملة بيع بيتك لي، فوقعت له.. لقلت: إني أجبرت، والبيع باطل.. فمالكم أيها (المبصرون) تحكمون ببطلان بيع بيت بالجبر، وتحكمون بصحة بيعة علي المسلمين بالسيف؟!!

إن أمير المؤمنين عليه السلام عمل بوصية النبي صلي الله عليه وآله، وداري الجبابرة الغاصبين.. حتي يكمل إقامة الحجة علي الأمة بعد نبيها، وحتي يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتل علي تنزيله.. ويبلغ الله أمراً في هذه الأمة هو بالغه..

وكتب (مظاهر) بتاريخ 15-2-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

الكلام هذا خال من أي توجيه مباشر، فلم نتعرف إن كان المقصود باللازم هو بطلان العصمة، أو هو الشهادة للشيخين من خلال أن العصمة لاتوافق من هو علي غير الجادة المستقيمة...

وعلي كل تقدير ليس لك حظ نجاح في طريقتك هذه أيها الزميل العزيز، وذلك للبيان الآتي:

إن كان إشكالك علي أصل العصمة فأنت تحتاج إلي استفسار أولي وشرح بدائي لمعني العصمة ومدركها، ولكن لابهذه الطريقة من العرض التي تعمدتها.

وإن كان مرامك من هذا الكلام هو إلزام الشيعة بأحقية الخليفتين لأن علياً قام بمبايعتهما فإليك الجواب:

ص: 412

إن دور البيعة الذي قام به المسلمون للخلفاء الثلاثة ومن ثم الإمام علي عليه السلام دور له تأريخه وظروفه الخاصة جداً، وليس يصح التغافل عنها ثم المجيء بمثل هذا التسائل الساذج (معذرة) ولذا فنحن نسأل أيضاً: هل تقصد من البيعة التي تبرئ ساحة من وقعت علي يده البيعة.. البيعة الطوعية، أو الكرهية أو الأعم منهما؟!

إذا أجبت علي هذا التساؤل فسوف أحيلك إلي الخبر الأكيد من دور علي عليه السلام في تلك المرحلة بالذات...

وكتب (محمد ابراهيم)، التاسعة والنصف مساءً:

أعزائي الإشكالية واضحة: الجميع متفق علي أن الإمام المعصوم قد بايع أبو بكر وعمر. ولا نريد الآن أن نتكلم عن أي أمور أخري سوي بيعة الإمام المعصوم لأبي بكر وعمر وعيشه تحت حكمهما.

نحن لا نقول بأن أبو بكر وعمر هما كافرين أو منافقين حاشاهما. ولكن هل يمكن أن يكونا كذلك بحسب عقيدة الشيعة؟

هل يمكن أن يبايع الإمام المعصوم علي الخلافة من يعلم بأنه منافق وكافر، وأن يعيش تحت حكم منافق وكافر؟ هل يمكن أم لا يمكن؟

وكتب (ذو الشهادتين)، العاشرة ليلاً:

لعل ما حصل لنبي الله هارون (علیه السلام) يحل إشكالياتك، إذا كنت تريد أن تصل إلي الحق.

فكتب (العاملي) بتاريخ 15-2-2000، الحادية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

أولاً:لم تجبني عن الجبارين الذين أجبروا المسلمين وخاصةً علياً وبني هاشم

ص: 413

علي البيعة! وستهرب كالعادة، لأنك ليس عندك جواب!!

ثانياً: إذا أجبر أحد النبي المعصوم أو الامام المعصوم علي البيعة، فقد يجوز له أو يجب عليه أن يبايع، كما فعل علي، أو لا يبايع، كما فعل الحسين.. وقد ثبت عندنا أن فعلهما كان بوصية رسول الله صلي الله عليه وآله.

ثالثاً: المعصوم عمله هو المقياس.. فبعد أن ثبتت عندنا عصمة علي والأئمة عليهم السلام، بدليل أن الله أمر بطاعتهم، ويستحيل أن يأمر بطاعة غير المعصوم لأنه يكون تضليلاً.. فعملهم سلام الله عليهم يدل علي الجواز أو الوجوب.

وكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 16-2-2000، الثانية عشرة وخمس دقائق صباحاً:

أنا لا أتكلم عن البيعة بالرضا أو بالغصب. ليس حديثنا عن عن البيعة لمسلم. الإشكالية هي بمن يقول بأن أبو بكر (كذا) وعمر كانا منافقين وكافرين... هل يمكن أن يكون ذلك؟. هل يمكن أن يبايع الإمام المعصوم من يعلم بأنه منافق كافر؟. وأن يعيش الإمام المعصوم تحت حكم وشرع الكفر؟

وأجاب (العاملي) بتاريخ 16-2-2000، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

أيها الفاهم، الأنبياء كلهم معصومون، وكان أكثرهم بمن فيهم أب الأنبياء ابراهيم عليهم السلام يعيشون تحت سلطة الجبابرة!! لقد رخص الله لهم إن أجبروا أن لا يعرضوا أنفسهم للقتل!! ولقد أجبر جبابرة قريش علياً علي البيعة، فعمل بالرخصة وبوصية النبي صلي الله عليه وآله.. فهذا جواب إشكاليتك؟

وكتب (محمد ابراهيم)، الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

هل بايع أحد من الأنبياء كافراً علي حكم المسلمين؟؟

ص: 414

لقد زدت الإشكالية إشكالاً.

فكتب (العاملي)، الثانية إلا ربعاً صباحاً:

ولماذا هذا الاصرار علي تسميتها بيعة، وإعطائها صفة الشرعية؟!!

ما دام المعصوم مجبوراً من جبار دموي، ورخص له الله تعالي باتقاء شره وعدم تعريض نفسه للقتل، لكي يبلغ دين الله ولو لأفراد معدودين.. فمعناه أنه قال له: اتق شر هذا الجبار، وأعطه ما يريد، حفظاً لدمك ودماء المؤمنين منه..

وهكذا فعل الأنبياء، وكان يوجد في زمنهم مؤمنون، فهل معناه أنهم بايعوا كافراً بيعة شرعية ليحكم بالكفر علي المؤمنين..

إنها إجبار.. وتسميها بيعة!!! لقد ضربت لك مثلاً ببيع بيتك إجباراً تحت تهديد السلاح! ولكنك تحب الجدل!!

وكتبت (طبيعي)، الثالثة إلا ربعاً صباحاً:

نعم لقد صبر أمير المؤمنين عليه السلام علي سلب وظلم من ذكرت صفتهم وهو رضي وقبول ببيعة كما يقيس الجاهلون وزهد، كما يعرفه الموالون و (صبر واحتساب) عند الله ورسوله. ثم لماذا المغالطة في وصف خلافة عمر بالبيعة إن سلمنا جدلاً بكون خلافة أبو بكر (كذا) بالبيعة؟؟.

هل كانت إلا وصية (من أبي بكر)؟؟ اثبت أنها غير ذلك؟؟.

هل يمكن أن يبايع المعصوم (منافق وكافر)؟؟.

إجابته: أعرف الحق تعرف أهله، وإن عرفت من أمير المؤمنين عليه السلام عرفت أعداءه، وإن عرفت أعداءه ستعرف أي صفة تلحق بهم.

اللهم صل علي محمد وآل محمد.

ص: 415

وكتب (رؤوف)، التاسعة والنصف صباحاً:

قال الشيخ المفيد عليه الرحمة في كتاب (الفصول المختارة) ص 56 ما هذا نصه: (والمحققون من أهل الإمامة يقولون لم يبايع ساعة قط).

وكتب (محمد ابراهيم)، الرابعة عصراً:

إذا أخذنا برأي المفيد فإن معني ذلك أن كل الروايات الشيعية التي تقول أن سيدنا علي قد أُجبر علي بيعة سيدنا أبي بكر هي روايات كاذبة...!!! ومعني هذا أن كل الأحداث التي جاءت في هذه الرويات من حرق الباب وكسر الضلع وغيرها هي كلها أكاذيب (حسب رأي الشيخ المفيد).

لقد أضفت إشكالاً جديداً علي الإشكال الذي كان عويصاً في الأصل.

ما رأي الزميل رؤوف: هل كل الروايات الشيعية التي تقول أن سيدنا علي قد أُجبر علي البيعة هي روايات كاذبة؟.

وكتب (ذو الشهادتين)، الخامسة والنصف مساءً:

السلام عليكم: يقول أمير المؤمنين (علیه السلام) في خطبته الشقشقية:

ولولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله تعالي علي أولياء الأمر، أن لا يقروا علي كظة ظالم، أو سغب مظلوم، لألقيت حبلها علي غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها...

فأمير المؤمنين لم يجاهد ويقاتل الذين اغتصبوا الخلافة منه لقلة الأنصار والأتباع. وله بذلك أسوة حسنة ببعض أنبياء الله:

الأول: نوح (علیه السلام) قال الله تعالي مخبراً عنه في سوره القمر آية10: (ربي إني مغلوب فانتصر) فإن قالوا لم يكن مغلوباً فقد كذبوا القرآن. وإن قالوا كان

ص: 416

كذلك فعلي (علیه السلام) أعذر. الثاني: ابرهيم الخليل... الثالث: ابن خالة ابراهيم نبي الله تعالي لوط.. الرابع: نبي الله يوسف... الخامس: كليم الله موسي ابن عمران.. السادس: نبي الله هارون بن عمران (علیه السلام) إذ يقول علي ما حكاه الله تعالي في سورة الأعراف آية 150: (يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني)، فإن قالوا: إنهم ما استضعفوه فقد كذبوا القرآن! وإن قالوا: إنهم استضعفوه وأشرفوا علي قتله، فعلي (علیه السلام) أعذر.

الإمام علي (علیه السلام) لم يبايعهم كخلفاء وأولياء الأمر علي الأمة، ولكنه دخل فيما دخل فيه الناس حقنا لدمه ودماء بني هاشم من الجبابرة... فهل قبل نبي الله هارون (علیه السلام) بالعجل كإله؟؟ حاشاه، ولكن المصلحة العامة إقتضت أن لا يفعل شيئاً فيه تفرقة لبني إسرائيل.

عجبت من قوم أتوا أحمداً *** بخطة ليس لها موضع

قالوا لو شئت أعلمتنا *** إلي من الغاية والمفزع

إذا توفِيت وفارقتنا *** وفيهم في الملك من يطمع

فقال لو أعلمتكم مفزعاً *** ماذا عسيتم فيه أن تصنعو

صنيع أهل العجل إذ فارقوا *** هارون فالترك له أوسع

وفي الذي قال بيان لمن *** كان له أذن بها يسمع

يقول والأملاك من حوله *** والله فيهم شاهد يسمع

من كنت مولاه فهذا له *** مولي فلم يرضوْا ولم يقنعو

فاتهموه وانحنت منهم *** علي خلاف الصادق الأضلع

وضل قوم غاظهم قوله *** كأنما آنافهم تجدع

حتي إذا واروه في قبره *** وانصرفوا من دفنه ضيعو

ص: 417

ما قال بالأمس وأوصي به *** واشتروا الضر بما ينفع

وقطَعوا أرحامه بعده *** فسوف يجزون بما قطَعو

وأزمعوا غدرا بمولاهم *** تباًّ لما كانو به أزمعو

(السيد الحميري رحمه الله)

وكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 16-2-2000، العاشرة والنصف ليلاً:

الزميل ذو الشهادتين: أنت تبرر سكوت علي المزعوم عن كفر أبو بكر (كذا) وعمر، بأنه مثل سكوت سيدنا هارون عليه السلام عن عبادة بني إسرائيل للعجل. هذا تبرير ساقط...!!!

هل كان سكوت هارون عن عبادة العجل صحيحاً أم خطأ؟

إن كان صحيحاً: فلماذا غضب عليه نبي الله موسي غضباً شديداً حتي أنه ألقي الألواح التي فيها كلام الله تعالي وأخذ برأس هارون ولحيته من شدة الغضب؟ وإن كان سكوت هارون خطأ فإن استشهادك بهذا ساقط.

أرجو أن تلاحظ أن الموضوع هو عن أنه: هل يمكن أن يبايع الإمام المعصوم شخصاً كافراً منافقاً علي حكم المسلمين؟ كيف تخرج من هذا الإشكال بدون أن تغير الموضوع؟

الزميل رؤوف: وما الفائدة من نقل النصوص؟ لماذا تقفز فوق كلامك؟.

ألست أنت الناقل بأن الشيخ المفيد قال: أنه لم يبايع؟.

هل تراجعت عن تأييدك لكلام الشيخ المفيد؟ إن كنت أنت والشيخ المفيد ترون بأن سيدنا علي لم يبايع سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر علي الخلافة، فمعني هذا أن جميع الروايات التي تقول بأنه أُجبر علي البيعة هي روايات باطلة، وبالتالي فإن كل ما جاء في هذه الروايات باطل، بما فيها الأخبار عن كسر

ص: 418

الضلع وحرق الباب وإسقاط الجنين وضرب علي وغير ذلك مما تقولون.

هذه إشكاليتك أيها الزميل رؤوف أنت والشيخ المفيد، وعليك أن تحلها وخصوصاً أنك تعارض في هذه الصفحة زميلاً شيعياً آخر هو (العاملي) الذي يقول بأن علي أُجبر علي البيعة...!!!

أحدكما أو كلاكما علي خطأ ولكن لا يمكن أن يكون كلاكما علي حق، لأنكما علي طرفي نقيض. أنت والزميل العاملي عليكما أن تحلا الإشكال بينكما في هذه الصفحة، حتي نري نحن جميعاً النتيجة ثم بعد ذلك تعودان للإشكال الأكبر في البيعة. بقية الزملاء الأفاضل:

كما ترون أن هذه إشكالية سقط أمامها بعض الزملاء في محاولة حلها بأسلوب خطأ. هل هناك منكم من لديه حل أفضل لهذه الإشكالية؟

فكتب (العاملي) بتاريخ 16-2-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

باع محمد ابراهيم بيته لعصابة المافيا تحت التهديد بالقتل!! واختلف الناس هل أنه باع بيته أم لا؟ فحكمت المحكمة الشرعية بأن البيع غير شرعي، وأنه لم يبع بيته أصلاً ولا ساعة واحدة!!

وبايع علي أبا بكر تحت التهديد بالقتل! واختلف الناس هل بايع شرعاً أم لا؟

(والمحققون من أهل الإمامة يقولون لم يبايع ساعة قط)!! فأين التناقض والاشكالية أيها المتصيد للاشكاليات الخيالية علي أهل بيت نبيه، الهارب من الاشكاليات الحقيقية في بيوت أعدائهم؟!!

وكتب (محمد ابراهيم)، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

محاولة غير موفقة عزيزي العاملي. عليك أن تحل هذه الإشكالية بينك وبين الزميل رؤوف: فهو لم يقل أنه كانت هناك بيعة شرعية أم لم تكن، ولكنه نقل

ص: 419

أن المفيد قال: إنه لم يبايع، وأنت تقول: أن بايع مجبراً..!!! حظاً موفقاً في المرة القادمة. حتي يرسي الزميلان علي بر: ما رأي بقية الزملاء في هذه الإشكالية؟

فأجاب (العاملي) بتاريخ 16-2-2000، الثانية عشرة ليلاً:

ومتي كان موضوعك ياأخ محمد ابراهيم، أو كان يهمك، أن نتفق أنا والأخ رؤوف ونرسو علي بر؟! فموضوعك بيعة علي لأبي بكر علي فرض وقوعها، ولا علاقة له بتفسيرنا لكلام المفيد رحمه الله.. فإن لم يبايع أصلاً فقد انتفي موضوعك، وإن بايع فقد أجبناك بأنها بيعة باطلة لعنصر الجبر! وأن مثلها كثير بين المعصومين والجبابرة. وأيهما اخترت منهما فقد بطلت حجتك وإشكاليتك!!

فنحن راسون علي بر والحمد لله، وبقي عليك أن ترسو علي بر، أو في بحر، ولا تبقي معلقاً من شاهق!!

وكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 17-2-2000، الثانية عشرة وخمس دقائق ليلا ً:

هل تنكر جميع الروايات التي قالت بأن سيدنا علي قد بايع. إذا أنكرت هذه الروايات فيجب أن تنكر كل ما جاء فيها من أخبار. وإن لم تنكرها فأنت تناقض نفسك حينما تقول بأنه لم يبايع ومع ذلك تتمسك بروايات البيعة.

ما رأي بقية الزملاء: هل روايات البيعة هي صحيحة أم باطلة؟

هل روايات تكفير أبي بكر وعمر هي صحيحة أم باطلة؟.

(يا لها من إشكالية لم يستطع أحد حلها بشكل مرضِ حتي الآن)!

فكتب (العاملي) في 17-2-2000، الثانية عشرة وعشر دقائق صباحاً:

اعتقادي أن علياً عليه السلام قد بايع مجبراً، وأنه كان يعامل أبا بكر وعمر معاملة

ص: 420

المسلمين الضُّلاَّل وإن كان حسابهم يوم القيامة أصعب من حساب بعض الكفار..

وكل ذلك بوصية من النبي صلي الله عليه وآله. وليس فيه الاشكالية المدعاة.

وكتبت (طبيعي)، الواحدة صباحاً:

دع عنك كل ما نقول وأثبت لنا من كتبكم وليس من كتبنا أن علي (كذا) عليه السلام بايع أبو بكر (كذا) يوم السقيفة راضياً مرضياً، وأنه بايع عمر وكانت بيعة عمر شوري أيضاً راضياً مرضياً، كما بايع جميع المؤمنين وصحابة رسول الله لهما.. وحل لنا أنت هذه الاشكالية؟؟؟؟؟

اللهم صل علي محمد وآل محمد.

وكتب (فرزدق)، التاسعة صباحاً:

المعذرة للأخوة الأعزاء بهذه المداخلة، واسمحو لي بجواب محمد ابراهيم..

ولعمري فإنه لو أراد الحق والهدي لاكتفي بما أجبتموه، ولكن.

أولاً. تقول في كلامٍ سابق: (هل كان سكوت هارون عن عبادة العجل صحيحاً أم خطأ؟ إن كان صحيحا فلماذا غضب عليه نبي الله موسي و.. الخ).

أقول: إنّ إشكالك هذا ناتج عن عدم التدبّر في كتاب الله، ولو تدبرت جيداً لما وقعت في هذا الاشتباه ولما أشكلت هكذا الإشكال، وذلك لأن موسي إنما غضب علي أخيه قبل أن يعلم السبب فلما أخبره هارون بالسبب دعا لأخيه هارون كما في سورة الأعراف، وترك هارون وتوجه باللوم علي السامري كما في سورة طه وللتأكد من ذلك اقرأ معي: قال تعالي في سورة الأعراف آية 150- 151: (ولما رجع موسي الي قومه غضبانَ أسفاً قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقي الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه، قال ابن أمّ

ص: 421

إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تُشمت بيَ الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين. قال ربّ اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحمُ الراحمين..)..

وقال تعالي في سورة طه 90 - 95: (ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتي يرجع الينا موسي. قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا. ألاّ تتبعنِ أفعصيت امري. قال يا ابنَ أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي. قال فما خطبك يا سامري..)..

إذن.. فموسي لم يغضب علي أخيه بعد علمه بالسببين كما هو واضح، وظاهر القرآن أنه قد أقرّ فعل أخيه لذلك دعا له بعد ذلك، إذ ان سكوت هارون كان اضطراراً.. والعجيب.. إن أمير المؤمنين (علیه السلام) حينما قيل له: بايع،، قال: فإن لم أفعل!! قالوا: إذن تُقتل!! قال: إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله.. فأجابوه: أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا …

وبعد ذلك التفت الي قبر رسول الله وقال (علیه السلام): يا ابنَ امّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.. أي إنه ردد نفس كلام نبي الله هارون ليبين إن موقفه يشابه موقف نبي الله هارون.. أو إن قول علي (علیه السلام) إشارة للسبب الثاني الذي ذكره هارون من عدم تفريق كلمة المسلمين: (لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين وكان الجور علي خاصّة).. وكأنّ النبي (صلی الله علیه و آله) أراد أن يؤكد لنا هذا التشابه بينهما أيضاً حينما قال لعلي (أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي) وقال أيضاً: (علي وهارون كالفرقدين). أو حينما قال له (إن الأمة ستغدر بك بعدي). أو قوله له (أما أنت ستلقي بعدي جهداً). أو قوله لأهل بيته

ص: 422

(أنتم المستضعفون بعدي)..

ولقد استفاض في الروايات بأن امير المؤمنين لم يبايع القوم حتي هجموا علي داره وجمعوا حطباً وأشعلوا النار وأرادوا إحراقها.. حتي قيل لعمر: إن في الدار فاطمة!! قال: وإن.. أو قول الزهراء لعمر: أجئت لتحرق علينا دارنا … الي غير ذلك.. وهناك الكثير من المصادر السُنية التي ذكرت هذه الحادثة.. حتي إن شاعر مصر حافظ ابراهيم ذكرها في قصيدته العُمرية مفتخراً بذلك!! وهي موجودة في ديوانه حيث قال:

وقولةٍ لعليٍ قالها عمرٌ أكرمْ بسامعها أعظمْ بُملقيه

حرّقت داركَ لا أُبقي عليك بها إن لم تبايع وبنتُ المصطفي فيه

رغم أن النبي (صلی الله علیه و آله) قد قال مراراً وتكراراً (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني). وقد قال الله تعالي: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم). وقال أيضاً: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنوا في الدنيا والآخرة). وقال (صلی الله علیه و آله): (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضي لرضاها).

وقد صرح البخاري بأنّ فاطمة ماتت وهي غاضبة علي أبي بكر! والله تعالي يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم)!!

فهلاّ رحمتم أنفسكم وتداركتموها قبل فوات الأوان، ولات حين مندم!

ثانياً: تذكر موضوع التعارض في الروايات وتريد إسقاطها بسبب ذلك وتدعو قائلاً: (هل هناك منكم من لديه حل أفضل لهذه الإشكالية؟). فأقول:

أولاً: لا أدري هل تجهل أم تتجاهل بأنه لا يخلو موضوع من المواضيع في الفقه وغيره من وجود روايات متعارضة لأسباب مختلفة:

منها.. لأن بعضها عام والبعض الآخر خاص..

ص: 423

ومنها.. لأن بعضها مطلق والآخر مقيد..

ومنها.. لأن بعضها مجمل والآخر مفصل..

ومنها.. لأن بعضها منسوخ وبعضها ناسخ..

ومنها.. لأن بعضها صحيح وبعضها مكذوب..

ومنها.. لأن بعضها مضبوطة في النقل، والأخري حصل الاشتباه فيها، من نسيان الرواة أو غيره.. وهكذا، وهكذا.. فهل سمعت أحداً من المسلمين قبلك قال يوماً: إذن لنسقط الروايات عن الاعتبار بسبب تعارضها!!!

وكأنك سمعت بقول الأصوليين أن القاعدة الأوليّة عند التعارض هي التساقط هكذا.. ولكنك لم تلتفت بأن ذلك إنما يتحقق بعد تماميّة شرائط التعارض.. ومنها اعتبار كلا الخبرين، وعدم إمكان الجمع ووو.. فافهم.

وأذكر لك من باب المثال أنه قد وردت عن عمر فقط في مسألة ميراث الجدة روايات كثيرة ومتناقضة جداً، فهل تسقط في رأيك روايات ميراث الجدة بسبب ذلك، أو نعطل حكماً من أحكام الله بسبب هذا (العلم!!).

وهكذا الأمر في جميع الأبواب والمواضيع!!

فلو أخذنا بخطتك العظيمة لسقط الفقه كله عن الاعتبار..

ثالثاً: لا أدري هل غاب عنك وجهُ الجمع بينهما حقاً؟ أم أن الأمر غير ذلك! فمن الواضح لمن ألقي جلباب التعصب جانباً أن أمر الجمع سهل، وذلك لأن الناظر بعقله الي القضية تارة يلاحظ ظاهر الأمر وتارة يلاحظ واقع الأمر وحقيقته.

فإذا قصد الأمر الظاهر قال: لقد وقعت البيعة منه عليه السلام.. واذا قصد الأمر الواقع قال: لم تقع البيعة منه عليه السلام.. وذلك لأن الفقهاء ذكروا في أبواب الفقه مثلاً: إن

ص: 424

بيع المُكرَه كَلابيع.. ولما كانت بيعته عليه السلام وقعت لهم الإكراه، أمكن القول بأنه لم يبايع حقيقة.. وهذا أمر يُدركه الوجدان ويفهمه الانسان غير المتعصب، ولا يحتاج الي مؤنة كبيرة لمعرفته، وعليه فلا تناقض بينهما.. ولكن وكما قال الشاعر:

وعينُ الرضا عن كلِ عيبٍ كليلة *** ولكنّ عين السخط تُبدي المَساوي

ثم حتي لو فرضنا أن عالماً من العلماء تتبّع روايات البيعة فوصل تحقيقه إلي ضعفها، فهل أن وجود مثل ذلك يؤدي الي إسقاط جميع الروايات في هذا الباب. اللهم إننا لم نسمع بمثل هذا العِلم!! من غيرك.

وإلاّ لو مشينا علي رأيك وأسلوبك فسوف لا تبقي مسألة عند أحدٍ من المسلمين لأنه لابد من وجود علماء مخالفين.. وهذا الأمر موجود لدي جميع فرق المسلمين ولذلك فإنك تجد الفوارق العجيبة في كل مسألة فقهية بين مذاهب أهل السنة الأربعة بل إن للمذهب الواحد عدّة آراء، فمثلاً: يقال علي أحد رأيي الشافعي او علي أحد رأيي أبي حنيفة وهكذا، فلو كان هذا سبباً لسقوط جميع الآراء المتخالفة لم تبق مسألة لمذهب من المسلمين، وهذا ما لم يدّعه أحد قبلك.. فلاحظ. والحمد لله رب العالمين، علي نعمة الولاية لأمير المؤمنين.

وكتب (ذو الشهادتين) بتاريخ 17-2-2000، الواحدة والنصف ظهراً:

السلام عليكم. أحسنت أخي العزيز الفرزدق، فوالله لقد كفيت ووفيت. أحسنت علي إيضاح أوجه الشبه بين قضية نبي الله هارون (علیه السلام) وبيعة أمير المؤمنين. هل علمت يا محمد إبراهيم بعد هذه الردود من إستدلالاته متهافته وغير موضوعية وغير منطقية؟؟

ص: 425

أنت تقول: (أرجو أن تلاحظ أن الموضوع هو عن أنه هل يمكن أن يبايع الإمام المعصوم شخصاً كافراً منافقاً علي حكم المسلمين؟ كيف تخرج من هذا الإشكال بدون أن تغير الموضوع؟).

أقول: ما ذكرته أنا وأخي العزيز الفرزدق يدخل في صلب الموضوع ويحل إشكاليتك لو كنت تفهم ما نكتب وتريد أن تصل إلي الحق ولا تريد العناد والمكابرة.

نصيحة لوجه الله: تدارك أمرك قبل فوات الفوت حيث لا ينفع الندم. أقرأ ردود الإخوة الأعزاء بإنصاف وبدون تعصب فإنك ستري الردود موضوعية ومنطقية وتحل إشكالاتك.

وكتب (محمد ابراهيم)، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

الزميل العاملي: لم تحل مع الزميل رؤوف التضارب بينكما حول الإجبار علي البيعة من عدمه...

الفاضلة طبيعي: حديثنا هنا هو ليس حول كيف بايع سيدنا علي وحول ماذا نقول في بيعة علي؟ لأنه لا يوجد تناقض عندنا، ولا نقول نحن أبداً بأن سيدنا علي (كذا) قد بايع كافراً مرتداً علي حكم المسلمين. إن حديثنا هنا هو حول: إشكالية مبايعة الإمام المعصوم لمن تقولون بأنه كافر مرتد علي حكم المسلمين.

الزميل رؤوف: لنبدأ أولا بحل إشكالية كيف أن الإمام المعصوم يبايع كافراً مرتداً علي حكم المسلمين، ومن ثم بطلان الروايات التي تقول بأنه بايع كافراً مرتداً بكل ما فيها، ثم نبحث في الروايات الأخري...

ولكن لا يمكن أن نبحث في الروايات الأخري الآن، في حين أن هناك أمر

ص: 426

كبيراً في عقيدتكم مرتبط بهذه الإشكالية الكبيرة.

الزميل فرزدق: هل النبي موسي معصوم بحسب عقيدتكم أم لا؟

إن كان معصوماً. فلماذا غضب علي هارون وأخذ بشعر رأسه ولحيته بينما هارون علي حق وليس علي خطأ؟ وفي الحقيقة فإنك لو قرأت الآيات جيداً فإن غضب موسي لم يسكت قبل أن يجر بشعر هارون ولحيته ولا بعد أن أخبره بأنه قد أُجبر علي السكوت علي قومه وما يفعلون، وليس بعد أن شرح له أخوه سبب سكوته ودعائه لنفسه ولأخيه بالرحمة والمغفرة. ولكن بعد ذلك كما تري من سياق القصة في القرآن الكريم: (ولما سكت عن موسي الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدي ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) - الأعراف 154.

فقد سكت الغضب عن موسي لاحقاً. إذاً موسي ظل غاضباً علي أخيه حتي بعد أن عرف السبب وحتي بعد أن دعا لأخيه ولنفسه خوفاً من غضب الله تعالي.

الآن أنت يا عزيزي فرزدق تتحدث عن هل بايع الإمام مجبراً، أم لا؟. حتي لو سايرنا رواياتكم التي تقول بأن سيدنا علي قد بايع مجبراً، فإن هذا لا يعفي من القول بأنه قد بايع كافراً منافقاً مرتداً علي حكم المسلمين. وإن كنتم تقولون بأنه قد بايع سيدنا أبو بكر مجبراً حسب زعمكم؟؟ فهل بايع سيدنا عمر مجبراً أيضاً؟

ثانياً: أنت تقول أن هناك تعارض في الروايات، وأنا أسألك: أليست الإشكالية في هذه الروايات أنها تجمع بين أن سيدنا علي قد بايع كافرين منافقين مرتدين علي حكم المسلمين؟؟ ما هي الجزئية التي تريد أن تزيلها وما هي التي تريد أن تبقيها؟

هل تبغي أن نعيد تفصيل الروايات حتي لا تبقي هناك إشكالية؟ لماذا لا

ص: 427

تنكرون الروايات التي تقول بأن أبوبكر وعمر هما منافقين ومرتدين وكافرين (كذا) وتأخذون بالروايات التي لاتقول ذلك وتحلون بذلك الإشكالية، بدلاً من التلاعب بتاريخكم كله في سبيل تثبيت كفر ونفاق وارتداد من بايعهما الإمام المعصوم علي حكم المسلمين؟.

الزميل ذو الشهادتين: أشكرك حقيقة علي النصيحة، ولكنني أدعوك وغيرك للتدبر في هذه الإشكاليات، وسوف تشكرني يوم القيامة.. هل يمكن للإمام المعصوم أن يبايع كافراً مرتداً منافقاً علي حكم المسلمين مهما كانت الأسباب؟.

وكتبت (طبيعي) بتاريخ 18-2-2000، الثانية عشرة والنصف ظهراً:

الامام علي عليه السلام إما معصوم أو غير معصوم. فإن كان معصوماً ففعله حجة. إن كان بايع وفعله حجة إن لم يكن بايع. وحقيقة كون من بايعه كافر أو منافق (كذا) أو علة المبايعة غير ذي أهمية في ذا المقام.

أما إن كان ليس بمعصوم ففعله في ما تسميه بيعة كفعل الصحابة الذين لم يبدلوا ولم ينقلبوا علي أعقابهم. وعليك أنت أن تثبت أنه بايع راضياً مرضياً أو أنه لم يبايع وخالف بذلك (إجماع) الصحابة. وقد تم شرح حقيقة بيعته لك.

ولعلمنا بأنك تبحث مخلصاً عن حل لهذه الاشكالية، لذا لا بد من مناقشة أمر عصمته أولاً، فإن ثبت لك ذلك ثبت ما دونه، وإن لم يثبت لك ذلك فلن تحل هذه الاشكالية عندك للأسف، وإن كانت لا توجد لدينا نحن الامامية.

اللهم صل علي محمد وآل محمد.

وكتب (ذو الشهادتين)، الواحدة ظهراً:

يقول محمد إبراهيم: هل النبي موسي معصوم بحسب عقيدتكم أم لا؟ إن كان معصوماً فلماذا غضب علي هارون وأخذ بشعر رأسه ولحيته بينما هارون

ص: 428

علي حق وليس علي خطأ.

أقول: إشكالك باطل يا محمد إبراهيم لأن نبي الله هارون (علیه السلام) هو أيضاً معصوم بحسب عقيدة الشيعة فكيف له أن يخطئ، حاشاه. النبي هارون (علیه السلام) معصوم عند الشيعة وما فعله في قضية العجل كان عين الصواب إذ أنه إستضعف وكاد يقتل من قبل بني إسرائيل، ولم يرد أن يفرق كلمتهم.

أما بالنسبة لغضب النبي موسي (علیه السلام) فهل أجلب عليه ذنباً أو معصية جعلت العصمة تنتفي منه؟!

لأساعدك علي الجواب، هل انتفت العصمة من الرسول محمد (صلی الله علیه و آله) عندما حرم علي نفسه العسل فنزلت سورة التحريم؟؟ نحن هنا لسنا بصدد إثبات عصمة الأنبياء، ولكن بصدد إثبات أن إشكالك باطل.

يقول محمد إبراهيم: أشكرك حقيقة علي النصيحة ولكنني أدعوك وغيرك للتدبر في هذه الإشكاليات وسوف تشكرني يوم القيامة.

أقول: لقد تدبرنا في إشكالياتك، ولم نرها سوي محاولات يائسة، لإخفاء الحقائق وتبديلها!!

وكتب (رؤوف)، الرابعة عصراً:

محمد ابراهيم: هل أنت تستهبل أم أنك فعلاً أهبل؟.

أقول لك لم يبايع؟. وتعترض عليّ في (الأدلة الدامغة..) بأن علياً قد بايع.

تدعي أن إنكار البيعة الاكراهية يعني إنكار حرق الباب، وكسر الضلع، فلما أطالبك بالدليل تتهرب!!

أقولها وبصراحة: إما أن تثبت لنا أن إنكار البيعة الإكراهية يعني إنكار حرق الباب وكسر الضلع، وإما تعلن أن كلامك هذا مخالف للحق، وأنك قلته للتمويه

ص: 429

علي القرّاء، أو جهلاً مركباً منك!

فردّ (محمد ابراهيم) بتاريخ 18-02-2000 – التاسعة مساءً:

الفاضلة طبيعي: لقد قلت في عنوان الصفحة الإمام المعصوم علي أساس أنني أسايركم جدلاً بأن الإمام علي معصوم بحسب عقيدتكم، أي أن النقاش مبني علي عقيدتكم في عصمة الإمام علي. وأنت تقولين إن كان معصوماً وبايع فإن فعله حجة؟؟؟ ولا يهم كون من بايعه كافراً أو منافقاً؟

أرجو أن تجيبي بصراحة: هل يجوز في عقيدة الشيعة مبايعة من عُلم كفره علي حكم المسلمين؟

الزميل ذو الشهادتين: لقد أثبتُّ للزميل فرزدق بأن موسي غضب من هارون لأنه سكت عن عبادة بني إسرائيل للعجل، وجر شعر رأسه ولحيته، وسمع منه عذره ودعا الله تعالي أن يغفر لهما: كل هذا وموسي غضبان، ولم يسكت غضبه إلا لاحقاً، حسب ما جاءت القصة في سورة الأعراف. لماذا إذاً قال موسي (قال ربّ اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحمُ الراحمين) بعد أن علم بما فعله هارون؟

الزميل رؤوف: هل دفعك عجز الحجة إلي أن تسبني. لن أدع مسبتك هذه تفسد القضية لأهميتها لغيرك من القراء عسي الله أن ينفع أحداً فيها.

لقد قلت صراحة بأن المقصود هو حل الإشكالية التالية في بعض معتقدات الشيعة: هل يمكن أن يكون كل من أبي بكر وعمر منافقين كافرين؟؟؟. لا أريد ذكر روايات، ولكن إمكانية أن يكونا كافرين أو منافقين من هذه الناحية أم لا؟ بحسب عقيدة الشيعة هل يمكن أن يبايع الشيعي من يعلم بأنه منافق كافر علي الخلافة؟. هل يمكن أن يبايع الإمام المعصوم منافقاً كافراً علي الخلافة،

ص: 430

ويعيش تحت حكمه كأحد رعاياه؟.

حتي الآن لم يجب أي من الشيعة عن حل لهذه الإشكالية التي تمس جزءاً مهما من عقيدته، ومعظم الذين تحدثوا (فيما عدا الزميلة الفاضلة طبيعي) يلفون حول الموضوع من غير أن يخوضوا فيه: لماذا يا تري؟

ألا تريدون أن تكون عقيدتكم في هذه الأمور الخطيرة عن بينة؟.

وكتب (ذو الشهادتين)، الحادية عشرة ليلاً:

لقد جاوبناك يا محمد إبراهيم وحللنا عقدك وإستشكالاتك لو كنت تفقه ما نقول ولكن... أنت تنظر إلي الموضوع بعين التعصب العمياء فلهذا تري أن إشكالك لم يحل!!

نقول لك أن أمير المؤمنين(علیه السلام) كانت له بهارون (علیه السلام) أسوة عندما استضعف وكاد يقتل، فتظن أننا نحيد عن الحوار، ثم تدخل معنا في نقاش عن هارون وهل إذا كان فعله صحيحاً أم خاطئاً. نثبت لك أن فعل هارون كان صحيحاً، فتقول لم غضب موسي عليه؟ وهو معصوم عندكم؟؟.

أثبتنا لك أن سؤالك عن غضب موسي (علیه السلام) وإشكالك أن موسي معصوم وأن غضبه يدل علي خطأ النبي هارون (علیه السلام) أثبتناه إنه باطل وساقط، لأن هارون (علیه السلام) هو نبي معصوم أيضاً وحاشاه أن يخطئ.

فإذا كان نبي الله هارون (علیه السلام) قد سكت عن فعل بني إسرائيل واتخاذهم العجل لكي يحفظ دين موسي ولا يفرق بينهم، وبسبب إستضعافهم له، فعلي (علیه السلام) أعذر لأنه استضعف وكاد أن يقتل، وداره كادت أن تحرق من قبل الجاهل عمر وزبانيته وجلاوزته. فدخل فيما دخل فيه القوم صوناً لنفسه وعشيرته المستضعفة، من قبل أناس نقضوا عهد نبيهم في أهل بيته، وأذاقوا البتولة ما

ص: 431

أشجاها.

يقول أمير المؤمنين (علیه السلام) في خطبته الشقشقية:

لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله تعالي علي أولياء الأمر، أن لا يقروا علي كظة ظالم، أو سغب مظلوم، لألقيت حبلها علي غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها...فوالله يا محمد إبراهيم لوكان لأمير المؤمنين (علیه السلام) أنصاراً لما جعل أناس جهلة من أمثال أبي بكر وعمر يحكمون ويدبرون أمور المسلمين. يا محمد إبراهيم تمعن جيداً بردود الإخوة الكرام، فستجد أن إشكالك قد حل لو كنت تفقه ما نقول.

وكتب (فرزدق) بتاريخ 22-2-2000، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

أود أن ألفت نظر الإخوة الكرام المتحاورين عموماً الي عقيدة محمد ابراهيم وأنه لا يمثل إخواننا أهل السنة وسأثبت ذلك من خلال الجواب.. فإن مما يثير العجب والاستغراب لدي كل مسلم غيور علي دينه أنّ هذا الشخص عندما يذكر أنبياء الله ورسله ينسب اليهم التقصير ويتهمهم بما لا يليق بأنبياء الله ورسله كما تلاحظون هنا، فتارة ينسب الخطأ الي كليم الله وأخري ينسبُه الي نبي الله هارون.. مع أن أهل السنة يُجمعون علي عصمة الأنبياء في التبليغ، ومن المعلوم أن هذا أمر تبليغي.. وإذا لم يكن صاحبنا سنياً ولا شيعياً. فماذا يكون!!! وكأنّه يتّبع في ذلك التوراة المحرّفة، التي نسبت الي أنبياء الله كلّ قبيح!!! … الي آخر ما كتبه الفرزدق دفاعاً عن عصمة نبي الله موسي وعن أمير المؤمنين عليهما السلام.

وكتب (فاتح) شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 29-12-1999، السادسة صباحاً، بعنوان (تعليل أمير المومنين بيعة عمر لأبي بكر)، قال فيه:

ص: 432

ما هو السبب علي مبايعة عمر لصاحبه لنستمع لتعليل علي عليه السلام. قال ابن قتيبة الدنيوري في إباية علي لمبايعة أبي بكر حين أتي به قال علي: أنا عبد الله وأخو رسوله. فقيل له: بايع أبا بكر. فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولي بالبيعة لي!! أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي، وتأخذونه منا أهل البيت غصباً؟ ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولي بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم، فأعطوكم المقادة وسلموا اليكم الأمارة؟

وأنا احتج عليكم بمثل ما احتججتم علي الأنصار: نحن أولي برسول الله حياَّ وميتاً، فأنصفونا إن كنتم تومنون، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون.

فقال عمر: إنك لست متروكاً حتي تبايع!!

فقال علي لعمر: إحلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم يردده عليك غداً. المصادر: الإمامة والسياسة: 1/11.

وكتب (عمر) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 12-2-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً، موضوعاً بعنوان (تزويج أم كلثوم (رضی الله عنه) لعمر (رضی الله عنه))، قال فيه:

فأقدم رواة هذا الخبر ومخرجيه - فيما نعلم - هو: محمد بن سعد بن منيع الزهري - المتوفي سنة 230ه- - صاحب كتاب «الطبقات الكبري».

«أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي. وأمها فاطمة بنت رسول الله، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي. تزوجها عمر بن الخطاب، وهي جارية لم تبلغ، فلم تزل عنده إلي أن قتل. وولدت له: زيد بن عمر، ورقيّة بنت عمر. ثم خلف علي أم

ص: 433

كلثوم - بعد عمر- عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب. فتوفي عنها.

ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها. فخلف عليها أخوه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب.

فقالت أم كلثوم: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، إن ابنيها ماتا عندي، وإني لأتخوف علي هذا الثالث. فهلكت عنده. ولم تلد لأحد منهم شيئاً.

أخبرنا أنس بن عياض الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر ابن الخطاب خطب إلي علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم. فقال عليّ: إنما حبست بناتي علي أولاد جعفر. فقال عمر: أنكحنيها يا عليّ، فو الله ما علي ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها ما أرصد. فقال عليّ: قد فعلت. فجاء عمر إلي مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر- وكانوا يجلسون ثم عليّ وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف، فإذا كان الشئ يأتي من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك واستشارهم فيه - فجاء عمر فقال: رفئوني، فرفؤوه وقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ قال: بابنة علي بن أبي طالب. ثم أنشأ يخبرهم فقال: إن النبي صلي الله عليه [وآله] وسلم قال: كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي.

وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضاً.

أخبرنا وكيع بن الجراح، عن هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني: أن عمر أمهر أم كلثوم بنت عليّ أربعين ألفاً. قال محمد بن عمر(الواقدي) وغيره: لما خطب عمر بن الخطاب إلي علي ابنته أم كلثوم قال: يا أمير المؤمنين: إنها صبية فقال: إنك والله ما بك ذلك، ولكن قد علمنا ما بك. فأمرعلي بها فصنعت. ثم أمر ببرد فطواه وقال: إنطلقي بهذا إلي أمير المؤمنين فقولي: أرسلني أبي يقرؤك

ص: 434

السلام ويقول: إن رضيت البرد فامسكه وإن سخطته فردّه. فلما أتت عمر قال: بارك الله فيك وفي أبيك، وقد رضينا. قال: فرجعت إلي أبيها فقالت: ما نشر البرد ولا نظر إلا إليّ، فزوّجها إيّاه. فولدت له غلاماً يقال له زيد.

أخبرنا وكيع بن الجراح، عن أسماعيل بن أبي خالد، عن عامر (الشعبي) قال: مات زيد بن عمر وأم كلثوم بنت علي، فصل عليهما ابن عمر. فجعل زيداً مما يليه وأم كلثوم مما يلي القبلة، وكبر عليهما أربعاً.

أخبرنا عبيدالله بن موسي، قال: أخبرنا اسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر، عن ابن عمر، أنه صلي علي أم كلثوم بنت عليّ وابنها زيد وجعله مما يليه وكبر عليهما أربعاً.

أخبرنا وكيع بن الجراح، عن زيد بن حبيب، عن الشعبي بمثله وزاد فيه: وخلفه الحسن والحسين ابنا عليّ ومحمد بن الحنفية وعبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر.

أخبرنا عبيدالله بن موسي، أخبرنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن عبدالله بن عمر: أنّه كبر علي زيد بن عمر بن الخطاب أربعاً وخلفه الحسن والحسين، ولو علم أنه خير أن يزيده زاده.

أخبرنا عبيدالله بن موسي، اخبرنا إسرائيل، عن السدي، عن عبدالله البهي قال: شهدت ابن عمر صلّي علي أمّ كلثوم وزيد بن عمر بن الخطاب، فجعل زيداً فيما يلي الإمام، وشهد ذلك حسن وحسين.

أخبرنا وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار - مولي بني هاشم - قال: شهدتهم يومئذ وصلي عليهما سعيد بن العاص، وكان أمير الناس يومئذ، وخلفه ثمانون من أصحاب محمد صلي الله عليه [وآله] وسلم.

ص: 435

أخبرنا جعفر بن عون، عن ابن جريج، عن نافع، قال: وضعت جنازة أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب - امرأة عمر بن الخطاب - وابن لها يقال له زيد، والإمام يومئذ سعيد بن العاص.

أخبرنا عبدالله بن نمير، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، قال: صلي ابن عمر علي أخيه زيد وأم كلثوم بنت عليّ، وكان سريرهما سواء، وكان الرجل مّما يلي الإمام»

http://www.rafed.net/book/rasae-10/rasa21.htmlh1

وكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 12-2-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً: أخي عمر: أشكرك... وجزاك الله خيراً.

وكتب (الفاطمي)، الثانية صباحاً، محولاً إياه علي بحث السيد الميلاني في شبكة رافد:

http://www.rafed.net/book/rasael-10/rasa22.htmlh9

http://www.rafed.net/book/rasael-10/rasa23.htmlh41

السلام عليك يا بضعة المصطفي يا فاطمة الزهراء

وكتب (رائد جواد)، الثانية والثلث صباحاً:

جزاك الله خيراً مولانا الفاطمي وأبعد عنك كل مكروه، والغريب من هؤلاء استشهادهم بهذا الموضوع بروايات السنة لا الشيعة!!

والأغرب من ذلك أن عمر المسكين نقل الموضوع من مصدرٍ اسمه (الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة) للعلامة الفاضل (علي الميلاني)، فهو أعزه الله يذكر الأحاديث الموضوعة، وعمر يحتج بهذه الأحاديث!!!

فأقرأ واعجب!!!!

ص: 436

وكتب (محمد ابراهيم)، العاشرة ليلاً:

جاء في بحار الأنوار للمجلسي في: 42 / 93: (وأما أم كلثوم فهي التي تزوجها عمر بن الخطاب).

وفي الكافي: 6 / 115: حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان ومعاوية بن عامر عن أي عبد الله (علیه السلام) قال سألته عن المرأة المتوفي عنها زوجها أتعتد في بيتها أو حيث شاءت، قالت: بل حيث شاءت، إن علياً (علیه السلام) لما توفي عمر أتي أم كلثوم فانطلق بها إلي بيته. وفي رواية أخري في الكافي: فأخذ بيدها فانطلق بها إلي بيته. وهناك رواية مشابهة في التهذيب للطوسي ج 8 ص 161. وفي الاستبصار للطوسي: 3 / 352.كما جاء في التهذيب: 2 / 362.

الرواية التالية: (محمد بن أحمد بن يحيي عن جعفر بن محمد القمي عن القداح عن جعفر عن أبيه (علیه السلام) قال: ماتت أم كلثوم بنت علي (علیه السلام) وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة، لا يدري أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدها الآخر وصلي عليهما جميعاً). وكذلك راجع كتاب أعيان الشيعة:3 / 484، في خبر أم كلثوم الكبري بنت علي بن أبي طالب حيث يؤكد زواجها من سيدنا عمر بن الخطاب.

إذاً خبر زواج سيدنا عمر من السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب خبر مثبت في كتب الشيعة. وطبعاً الزواج هذا حصل في فترة خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وكتب (فاتح) بتاريخ 14-2-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

لماذ يا محمد ابراهيم؟!!

ص: 437

أيها الأخوة، لاحظوا هذا التدليس!! إن محمد ابراهيم دلس في المصدر وذلك ان جعل الاستشهاد بالبحار علي زواج أم كلثوم من عمر ففي صفحة 93، من الجزء 42، قال وأما أم كلثوم التي تزوجها عمر … ولم يكمل في حين أن المجلسي كان يذكر كلام النوبختي الشافعي النسابة. ولم يكمل محمد ابراهيم ذيل الصفحة، لماذ؟! لأن فيها استبعاد زواجها لأنهم يدعون أنها ولدت لعمر ولدين، بينما في ذيل الصفحة أن عمر مات عنها ولم يدخل بها فعليكم بمراجعة البحار للتأكد!

وأيضا من الأشياء التي تركها ما هو في الجزء 42، في الصفحات السابقة وبالتحديد ص 88، هناك رواية تنفي الزواج من أم كلثوم من عمر، وأن علي عليه السلام لم يقبل لما طلب منه العباس أن يزوجها منه وأبي أشد الإباء (كذا) رغم تهديد عمر.

وكتب (فاتح) أيضاً بتاريخ 14-2-2000، الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

هناك محاولة لإثبات الزواج من الأخ محمد ابراهيم وعمر، ولكن لنتأمل في الروايات. بعض الروايات تقول: إنها لم تتزوج. وبعض الروايات تقول: إنها كانت جنية دفعت لعمر كما رواها المجلسي.

وبعض الروايات تقول: إن عمر دخل بها وله منها ولدين. وبعض الروايات تقول: مات عمر ولم يدخل بها، كما ذكره البحار عن النسابة الشافعي النوبختي.

وبعض الروايات تقول: بأن علي (كذا) أخذها بعد موت عمر مباشرة.

فهل مع هذا التعارض بين الروايات يحق لك يامحمد ابراهيم أن تأخذ الزواج بضرس قاطع؟

ص: 438

إذا كان الهدف الدفاع عن عمر، فإن زواج أم كلثوم علي فرض حصوله وإن كان دون إثباته خرط القتاد.. إلا أنه لو تم فإنه لايغير من سوء عمر، ويبقي عمر هو عمر، من لعَنَته الزهراء عليها السلام، وماتت وهي واجدة عليه من سوء عمله وظلمه.

وكتب (أبو حسين) بتاريخ 16-2-2000، الثامنة صباحاً:

إن أئمتنا صلوات الله وسلامه عليهم ليسوا بأناس عاديين. فلا يمكن أن نقيس تصرفاتهم بتصرفاتنا نحن. فهم ينظرون الي الأمور نظرة بعيدة، ولا يخفي علي أحد أن آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم بالغوا في طاعة الله حتي أوجب الله سبحانه وتعالي ذكرهم في صلاتنا اليومية وسيبقي ذكرهم هذا الي أن تقوم الساعة، وفرض مودتهم علي المسلمين جميعاً، ولم يوجب هذه المودة لأنبياءه بل اكتفي بالإيمان بهم والتصديق برسالاتهم وكتبهم!! ولاشك أن هذا التكريم لم يأتي (كذا) إعتباطاً لولا علم الله بإخلاصهم لطاعته... ونحن نعلم أن تزويج البنت ليست أعظم من الصبر علي إغتصاب الخلافة، لقد عمل مولانا بأفضل ما يمكن أن يتصرفه عبد امتحن الله قلبه للإيمان، فكان مصداقاً للقرآن وكان العين الساهرة علي الرسالة المحمدية الخالدة طيلة الفترة الحرجة التي قضاها صلوات الله وسلامه عليه في عهد الثلاثة الذين اعتلوا أمره والتي سلموها الي من حاربه وشهر السيف في وجهه ووجه أبناءه من بعده، فكانت النتيجة ان تحوَّل الخلافة الرسالية الي ملك عضوض كان نتيجته تقتيل آل محمد الواحد تلو الآخر ومحاربة مواليهم قتلاً وتشريداً وتشويه سمعةً، والي يومنا هذا..

كفاكم أيها المخالفين (كذا) عناداً... أقول لكم آل محمد... تقولون لي... صحابة... أقول لكم قال الله فيهم قولاً عظيماً... تقولون لي... أحاديث البخاري.. أقول لكم أوجب الله ذكرهم في الصلاة... تقولون...!!!!

ص: 439

أقول لكم فرض مودتهم علينا فرضاً ولم يفرض علينا مودة أنبيائه (السابقين)

... تقولون خطائين ويخطؤون...

وكتب (محمد ابراهيم)، الحادية عشرة ليلاً:

الزميل أبو حسين: الكلام هو عن زواج سيدنا عمر بالسيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. لا أري في رسالتك ذكر لهذا الموضوع سوي العبارة التالية:

ونحن نعلم أن تزويج البنت ليست أعظم من الصبر علي إغتصاب الخلافة، لقد عمل مولانا بأفضل ما يمكن أن يتصرفه عبد امتحن الله قلبه للإيمان. أي أنك تقول بأن تزويج سيدنا علي ابنته الطاهرة السيدة أم كلثوم بنت علي إلي سيدنا الفاروق عمر هو أفضل ما يمكن أن يتصرفه عبد امتحن الله قلبه للإيمان.

الحمد لله رب العالمين: هذه تزكية منك في سيدنا الفاروق عمر هو في غني عنها ولكنني أقدرها لك عموماً... وحظاً موفقاً في المرة القادمة.

وكتب (العاملي) بتاريخ 17-2-2000، الواحدة إلا الثلث صباحاً:

جعلتم البيعة بالتهديد والاجبار فضيلة لأبي بكر وعمر.. ونسيتم أنهما صارا بذلك جبارين!! وجعلتم تزويج علي لعمر - لو صح - بالاجبار والتهديد فضيلة له.. ونسيتم أنه صار بذلك جباراً!! فقد كثرت عندكم فضائل الجبارين الذين يجبرون الناس علي بيعتهم وانتخابهم!! وصار قوم لوط أصحاب فضيلة عندكم!! لأن آذوا لوطاً عليه السلام وجبروه أن يعرض عليهم بناته، وكان مستعداً أن يزوجهم!! وذلك قبل أن يخسف الله فيهم بساعات!!

فطوبي لكم علي هذا المنطق الأعوج، من أجل إثبات فضائل أئمتكم!!

وكتب (عمر)، الثانية والثلث صباحاً:

ص: 440

المنطق الأعوج يقول: كيف يكون عمر (رضی الله عنه) جباناً ثم يأخذ البيعة بالقوة، لا أعرف أي منطق يكون هذا؟

وكيف يقتحم بيت فاطمة (رضی الله عنه) ولا يخاف من زوجها المغوار؟ من هو الجبان في هذا المنطق الأعوج؟؟؟؟؟.

وكتب (محمد ابراهيم) آخر أيضاً في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 11-2-2000، الحادية عشرة ليلاً، موضوعاً بعنوان (مسلسل الإشكاليات: زواج ابنة المعصوم من كافر؟)، قال فيه:

بعض الروايات الشيعية تعتبر سيدنا عمر كافراً (حاشاه). ومن المعروف أن سيدنا علي قد زوج ابنته أم كلثوم لسيدنا عمر.فإذا كان عمر كافراً بحسب روايات الشيعة فإن سيدنا علي قد زوج ابنته إلي كافر...!!!

هل يجوز للمعصوم أن يزوج أبنته من كافر؟

وهل يجوز للكافر أن يتزوج من مؤمنة ابنة مؤمن؟

إما أن المعصوم قد أخطأ وخالف الآية الكريمة...

وإما أن سيدنا عمر هو غير كافر...

وإما أن المعصوم لا يعلم بأن عمر كافر وبذلك فهو لا يعلم الغيب...

(لاحظ أن الشيعة يقولون بأن المعصوم كان يعلم موعد موته، ولذلك فإن تزويجه لابنته ليس خوفاً علي حياته).

وإما أن جميع الروايات الشيعية التي تقول بأن عمر كافر، هي روايات باطلة.

فما هو المخرج المناسب من هذه الإشكالية؟

وكتب (عالم نجد والحجاز) بتاريخ 11-2-2000، الحادية عشرة ليلاً:

يا أخي لو تعلم ما أعلم... إنها منقبة لسيدنا علي كرم الله وجهه، ومنقبة لعمر

ص: 441

أفضل الخلق في زمنه.

وكتب (محمد ابراهيم)، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

أخي عالم نجد والحجاز: أشكرك علي هذه الالتفاتة الطيبة... بالفعل إن هذه منقبة لسيدنا علي ولسيدنا عمر معاً.. ولكن واأسفاه: من الذي يستطيع أن يقنع بعض الشيعة بذلك!!! المهم: هل يري الشيعة مخرجاً مناسباً لهذه الإشكالية؟

وكتب (رائد جواد) بتاريخ 12-2-2000، الثانية والنصف صباحاً:

الزميل العزيز محمد إبراهيم،، عجباً منك - زميلي العزيز - تنقل الروايات دون تفكرٍ ونظر!!!! ألم تقرأ أسم الكتاب الذي نقلت منه هذا الموضوع؟!!!

ألم تعلم أن أسم الكتاب هو (الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة)؟!!! حيث أن سماحة السيد الميلاني –مؤلف الكتاب – ذكر في رسائله هذه الأحاديث الموضوعة!!!

ثم إن كل هذه الأحاديث التي أشرت أليها هي من كتب السنة لا الشيعة فتدبر! وأنا لست بصدد التطرق لايمان الخليفة عمر بن الخطاب، لأنني لم ولن أتعرض لأمورٍ كهذه مهما كلفني ذلك،، لكن الذي أريد التحدث به هو وقوع هذا الزواج أو عدم وقوعه، ولا يفوتني أن أدلك علي مصدر مهم من مصادر الشيعة وهو كتاب بحار الأنوار للمجلسي، والذي قال في: 42 / 88، بعدم وقوع هذا الزواج.

وكتب (محمد ابراهيم)، العاشرة ليلاً:

الرواية التي يعتمد عليها الزميل الكريم صلي الله عليه وآله رائد الشيخ جواد عليهما السلام في إنكار زواج سيدنا عمر من أم كلثوم بنت علي، سوف أوردها حتي يحكم عليها القراء

ص: 442

بأنفسهم: في بحار الأنوار ج 42 ص 88:

الصفار عن أبي بصير، عن جذعان بن نصر، عن محمد بن مسعده، عن محمد بن حسويه، عن اسماعيل، عن أبي عبد الله الربيبي، عن عمر بن أذينة قال: قيل لأبي عبد الله (علیه السلام) إن الناس يحتجون علينا ويقولون أن أمير المؤمنين زوّج فلاناً؟؟ ابنته أم كلثوم، وكان متكئاً فجلس وقال: أيقولون ذلك؟! إن قوماً يزعمون ذلك لا يعتدون إلي سواء السبيل! سبحان الله، ما كان يقدر أمير المؤمنين أن يحول بينه وبينها فينقذها؟ كذبوا ولم يكن ما قالوا!

إن فلاناً خطب إلي علي بنته أم كلثوم، فأبي علي فقال للعباس: والله لئن لم تزوجني لأنتزعن منك السقاية وزمزم، فأتي العباس علياًّ فكلمه فأبي عليه فألح العباس، فلما رأي أمير المؤمنين مشقة كلام الرجل علي العباس وأنه سيفعل بالسقاية ما قال، أرسل أمير المؤمنين إلي جنية؟؟ من أهل نجران يهودية يقال لها سحيفة بنت جريرية، فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم وبعث بها إلي الرجل، فلم تزل عنده حتي أنه استراب بها يوماً فقال: مافي الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم، ثم أراد أن يظهر ذلك للنا س فقتل وحوت الميراث وانصرفت إلي نجران، وأظهر أمير المؤمنين أم كلثوم.

هذه هي رواية بحار الأنوار التي يحتج بها الزميل رائد الشيخ جواد: سيدنا علي يستعين بجنية، حتي لا تطير السقاية وبئر زمزم من العباس؟ وقد تناست هذه الرواية باقي الروايات الشيعية التي تتكلم عن عدة السيدة أم كلثوم بعد وفاة عمر، وكذلك أخبار أولادها من عمر. كما أن هذه الرواية تؤكد بطريق غير مباشر زواج سيدنا عمر من أم كلثوم بنت علي، وإن حاول البعض من وضاع الأحاديث بالتغطية علي الموضوع باختلاق قصة استعانة سيدنا علي بجنية!!!

ص: 443

وعلي ذكر بحار الأنوار، فقد جاء في البحار في ج 42 ص 93: وأما أم كلثوم فهي التي تزوجها عمر بن الخطاب.

وفي الكافي ج 6 ص 115: حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن سنان ومعاوية بن عامر، عن أي عبد الله (علیه السلام) قال سألته عن المرأة المتوفي عنها زوجها أتعتد في بيتها أو حيث شاءت؟. قالت: بل حيث شاءت. إن علياً (علیه السلام) لما توفي عمر أتي أم كلثوم فانطلق بها إلي بيته.

وفي رواية أخري في الكافي: فأخذ بيدها فانطلق بها إلي بيته.

وهناك رواية مشابهة في التهذيب للطوسي ج 8 ص 161 وفي الاستبصار للطوسي ج 3 ص 352. كما جاء في التهذيب ج 2 ص 362 الرواية التالية:

محمد بن أحمد بن يحيي، عن جعفر بن محمد القمي، عن القداح، عن جعفر عن أبيه (علیه السلام) قال: ماتت أم كلثوم بنت علي (علیه السلام) وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة، لا يدري أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدها الآخر وصُلي عليهما جميعاً.

وكذلك راجع كتاب أعيان الشيعة:3 / 484، في خبر أم كلثوم الكبري بنت علي بن أبي طالب حيث يؤكد زواجها من سيدنا عمر بن الخطاب.

إذاً خبر زواج سيدنا عمر من السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب خبر مثبت في كتب الشيعة. فإذا كان عمر كافراً بحسب روايات الشيعة فإن سيدنا علي قد زوج ابنته إلي كافر...!!!

وكتب (العاملي) بتاريخ 12-2-2000، العاشرة والنصف ليلاً:

مضافاً الي حوالة الأخوة علي بحث السيد الميلاني.. أسألكما هذا السؤال:

هل الذين عرض عليهم نبي الله المعصوم لوط عليه السلام، أن يزوجهم من بناته،

ص: 444

فقال لهم: (هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين) كانوا مؤمنين، أم كانوا من أعداء الله الذين عمهم العذاب بعد ساعات..؟!!

إذن، حتي لو ثبت الزواج المزعوم، فلا دلالة فيه علي ما تزعمان.

وكتب (محمد ابراهيم)، الحادية عشرة والنصف مساءً:

الزميل العاملي: هل تردّ جميع الروايات الشيعية التي تقول بأن الزواج صحيح؟!

هل يجوز في عقيدة الشيعة بأن يزوج الرجل المؤمن ابنته المؤمنة من كافر منافق؟

وكتب (رائد جواد)، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

لقد ذكر مولانا العاملي أعلاه نقطة مهمة حفظه الله. وأود أن أضيف أن

(آسيا بنت مزاحم) رضوان الله عليها كانت زوجة فرعون!! والكل يعلم أنها إحدي زوجات الرسول (صلی الله علیه و آله) في الجنة، وكذلك لها قصراً في الجنة، فبماذا تُجيب زميلي العزيز؟؟؟

وكتب (محمد ابراهيم)، الثانية عشرة إلا عشرة دقائق ليلاً:

هل يجوز في عقيدة الشيعةبأن يزوج الإمام المعصوم ابنته المؤمنة من كافر منافق؟

إجابة هذا السؤال فيه الجواب عن أسئلتكم جميعها. وحيث أنكم شيعة فإنكم أنتم أحق بجواب هذا السؤال مني. أنا الذي لا يؤمن بشئ إسمه عصمة الأئمة.

هل يجوز أم لا يجوز؟

ص: 445

وكتب (رائد جواد) بتاريخ 13-2-2000، الواحدة صباحاً:

زميلي العزيز محمد ابراهيم،،

أثبت لنا أولاً حديث الأرتداد الذي ذكرته،، بشرط أن يكون بسند صحيح،، وبعدها نبحث معك مسألة الزواج.. مع فائق الإحترام والتقدير.

فكتب (العاملي) بتاريخ 13-2-2000، الواحدة والنصف صباحاً:

- الأخ محمد ابراهيم، هناك مسلمات عندكم في تاريخنا الاسلامي وسيرة النبي صلي الله عليه وآله، يجب أن تعيدوا النظر فيها.

- من هذه الأمور: أنه يجب أن تعرفوا - ولا تريدون أن تعرفوا - أن قريشاً المشركة المحكوم عليها من رب العالمين بجهنم، صارت (مسلمة الفتح) وسرعان ما سيطرت علي دولة محمد بعده.. فماذا تنتظرون منها؟!!

- ومن هذه الأمور: حديث بدء الوحي ودور القسيس ورقة بن نوفل المكذوب، الذي روته مصادركم.

- ومنها: حديث الغرانيق..

- ومنها: أن أيتام خديجة وبنات أختها هم بنات حقيقيات للنبي صلي الله عليه وآله..

- ومنها: زعم أن خديجة كانت متزوجة قبل النبي.. وأن عائشة كانت غير متزوجة قبله.. وأن.. وأن..

وعندما يصل الي الانسان الباحث الي حقائق مدهشة قلبتها السلطة وإعلامها ومحدثوها، فمن حقه أن يشك..

فاسمح لي أن أشك في الموضوع، لأني وجدت نصاً يقول إن عمر خطب أم كلثوم بنت أبي بكر وأصرت عليها عائشة، فرفضت وهددت بأنها ستلجأ الي قبر النبي صلي الله عليه وآله وتكشف شعرها وتصيح.. فتركها عمر.

ص: 446

من يضمن لي أن هذه القصة لم تكن في الواقع مع أم كلثوم بنت علي.. وأن إعلام الدولة أراد أن يصور أن الخليفة صار صهر النبي علي حفيدته أم كلثوم؟!!

ثم.. عندما أجد عندكم حديثاً صحيحاً أن عائشة سألت النبي: بم أتكني؟

فقال لها: تكني باسم ابنك عبدالله!! فماذا تريدني أن أقول؟!!

أنت لا تتحمل البحث لمعرفة الواقع يا محمد ابراهيم!! فلنكتفِ بهذا!!

وكتب (الفاروق)، الثانية صباحاً:

يا سبحان الله، بالأمس العاملي يقول بأن التاريخ ثابت وأنه صريح عندما تعرض لأمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أباها، واليوم يقول إن التاريخ مدلس ومكتوباً كذباً عندما نذكر له أمر تزويج أم كلثوم من عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

العاملي: هل هذا التاريخ هو نفس تاريخ أمس الذي تتحدث عنه، أم أن العمليه هي مجرد ميزان ذو ثلاث قرءات، بل وربما عشر قراءات (كذا).

والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

وكتب (محمد ابراهيم)، الخامسة مساءً:

الزميل العاملي: إن خبر زواج سيدنا عمر من السيدة أم كلثوم ثابت من روايات الفريقين، وليس تخريصاً مثل الأشياء التي جئت أنت بها. سأذكر مثالاً واحداً علي ماجئت أنت به في رسالتك لأبين لك أنك ما جئت إلا بتخريصات وقس الباقي عليها:

السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كانت تكني بأم عبد الله أي عبد الله

ص: 447

بن الزبير ابن أختها أسماء وهو في مقام ابنها، وهي كانت تكني بذلك، لأنها لم يكن لها أولاد، فاختار لها الرسول صلي الله عليه وسلم هذه الكنية.

روايات الشيعة المثبتة في الكافي وغيرها من أمهات الكتب عندكم ليست من إعلام الدولة الأموية أو غيرها، بل هي من إعلام الدولة الشيعية التي تتبعها أنت ولذلك فهي ملزمة لك. المهم الآن ما هو المخرج من هذه الإشكالية...!!! كيف يزوج الإمام المعصوم المطهر ابنته المؤمنة من رجل يعلم علم اليقين بأنه كافرومنافق، وأنه كاسر ضلع زوجته ومجهض ابنهما وضاربه (حسب روايات الشيعة)؟؟؟

الزميل رائد الشيخ جواد: هل تقصد أنك تشكك في روايات ارتداد سيدنا عمر وكفره؟

فكتب (رائد جواد) بتاريخ 14-2-2000، الواحدة صباحاً:

الزميل الكريم (محمد ابراهيم) مالي أراك ترد علي سؤالي بسؤال؟!!!

لقد أدعيت بأن الشيعة يقولون بارتداد الصحابة، والبينة علي من ادعي،، فأحضر لنا هذه البينة بشرط أن تكون رواية موثوقة بسندٍ صحيح..

ونحن بانتظار ذلك.

وكتب (مالك الأشتر)، العاشرة صباحاً:

رداً علي محمد ابراهيم حول كلامه للأخ العاملي:

يروي ابن سعد في طبقاته ج 8، ترجمة عائشة:

أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) لما خطب عائشة من أبي بكر. قال أبو بكر: يا رسول الله إني كنت أعطيتها مطعماً لابنه جبير، أي زوجها جبير، فدعني حتي أسلها منه بحكم أن جبير كان علي جاهليته فهي بحكم الطالق فاستسلها منهم فطلقها

ص: 448

فتزوجها رسول الله. انتهي كلام ابن سعد.

ويروي ابن سعد في طبقاته أيضاً ج 8: عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله إن النساء قد إكتنين فكنني. قال (صلی الله علیه و آله): تكني بابنك عبدالله.

وقد حاول الفقهاء احتواء هذه الرواية. فقالوا: عبدالله الذي كنت به عائشة هو ابن اختها أسماء وهو ابن الزبير.

أقول: كم كان عمر عبد الله بن الزبير حينما أمر النبي صلي الله عليه وآله عائشة أن تتكني به؟ وكم كان عمرها؟!! ويروي عن أم سلمة أيضاً في طبقات ابن سعد باب في المقام عند البكر، يروي أبو داود عن أم سلمة أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) لما تزوج بها أي عائشة أقام عندها ثلاثاً!!!!

ثم قال: ليس بك علي أهلك هوان إن شئت سبعت لك... وكان رسول الله (صلی الله علیه و آله) إذا تزوج البكر أقام عندها سبعاً، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً!!

وكتب (العاملي) بتاريخ 14-2-2000، العاشرة والنՙ`صباحاً:

تأخرت حتي رأيت الآن مداخلات الأخوة، فجزاهم الله خيراً وخاصة الأخ مالك الاشتر، فقد أجابك يامحمد إبراهيم ويا عمر.. وليس عندكما جواب..

كما أني أجبتكما ببنات نبي الله لوط عليه السلام.. وهذا علي فرض وقوع هذا الزواج، لأني متوقف فيه. فأين جوابك يامحمد ابراهيم؟

أما عمر فهو لا يجيب، بل شغله عصفور طيار..

وكتب (محمد ابراهيم)، الحادية عشرة ليلاً:

ليسمح لي الزميل مالك الأشتر بأنني سوف أتجاهل التخرصات التي جاء بها لأنها خارج الموضوع، وهذا هو الأهم حتي لا يتشتت الموضوع، ويمكنك

ص: 449

عزيزي مالك الأشتر أن تفتح صفحة مستقلة بهذه التخرصات إن أردت، ولكن دعنا نكون هنا في موضوع الصفحة.

الزميل العاملي: أجبتك عن سؤالك من قبل وقلت لك: إن كان سيدنا لوط

(كذا) وسيدنا نوح (كذا) متزوجين من كافرتين، فهل معني هذا أن المعصوم المطهر يمكن أن يزوج ابنته المؤمنة من كافر؟ هل هذا ممكن في عقيدة الشيعة؟ إذا لم يكن عمر كافراً فليس هناك مشكلة، ولكنكم تكفرون عمر، أليس كذلك؟ أم أنكم لا تكفرون عمر؟!

الزميل الكريم رائد الشيخ جواد: أري أنك تتحاشي صلب الموضوع بطلب الروايات؟ هل تريد أن تقول إن الصحابة غير مرتدين؟.

إذا لم آتي (كذا) بأي رواية صحيحة من كتب الشيعة بأن الصحابة مرتدين

(كذا) فهل تقبل أنت بأن الصحابة ليسوا مرتدين؟

أو بمعني آخر: حسب علمك أنت أيها الشيعي، هل توجد عندكم رواية صحيحة بأن الصحابة بما فيهم سيدنا عمر هم مرتدون عن الإسلام؟.

إذا كانت توجد عندكم رواية صحيحة بهذا المعني وتأخذون أنتم بها فهذه إشكالية كبيرة حيث أن هذا الذي تقولون عنه أنه مرتد وكافر ومنافق قد زوجه الإمام المعصوم ابنته المؤمنة أم كلثوم.

وإن لم تكن هناك رواية صحيحة بهذا المعني وأنكرتم كل الروايات التي هي بهذا المعني، فإن الإشكال ينتهي بالنسبة لكم عندئذ.

فهل لديكم رواية صحيحة عن ارتداد سيدنا عمر، أم أنكم تنكرون كل روايات ارتداد سيدنا عمر، حتي لا يكون في هذا الأمر تجريح للإمام المعصوم وابنته الطاهرة؟

ص: 450

في جواب هذا السؤال مخرج الشيعة من هذه الإشكالية.

وكتب (مالك الأشتر)، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

يا محمد ابراهيم هل تعلم معني كلمة تخرص، أو أنك لا تعلم؟

إن كنت تعلم فتأدب، وإن كنت لا تعلم فلا تقل ما لا تعلم.

وأنا قلت روي فلان وفلان عالم سني. وإذا كنت تريد صفحة مستقلة، فسوف تأتيك إن شاء الله. وعلي أهلها جنت براغش.

فكتب (العاملي) في 15-2-2000، الثانية عشرة وخمس دقائق ليلاًً:

أعطني رأيك إن كنت شجاعاً وطالب حق يا محمد ابراهيم.. فقد سألتك عن بنات لوط عليه السلام، لاعن زوجته، حيث عرض زواج بناته علي أعداء الله تعالي!! وأجب عن غيرها من النقاط في كلامي وكلام الأخوة، التي هربت من جوابها!! لقد ترك محمد ابراهيم الموضوع، وفتح غيره!! وكذا كان يفعل زملاؤه منذ سنة كاملة!! أتواصَوا به؟ بل هم قوم فرّارون!!

وكتب (رائد جواد)، الثانية إلا ربعاً صباحاً:

أي موضوعٍ هذا الذي أتحاشي صلبه؟؟

ألم يكن سؤالي الذي طرحته من صلب الموضوع؟؟

أنت قلت أن الصحابة ارتدوا، وبنيت ما سميته إشكالية علي هذا الأساس،، فكيف يكون طلبي لروايات الأرتداد التي أستندت عليها خارجاً عن صُلب الموضوع؟!! الأفضل أن تقوم بمحو ما ذكرته هنا وهناك – في موضوع ارتداد الصحابة – وإن لم تكن لديك الجرأة علي ذلك فسأبادر أنا بهذه الخطوة!

وكتب (محمد ابراهيم)، الثانية عشرة ظهراً:

ص: 451

ليس الهدف هنا هو مناقشة الروايات التي تتحدث عن كفر ونفاق أبو بكر (كذا) وعمر من ناحية الصحة والضعف، بل الهدف هو إنكارها كلية.

طبعاً أنتم أدري مني بالروايات في كتب الشيعة في تكفير أبي بكر وعمر، سواء بالإشارة أم بشكل مباشر. فمثلاً بالإشارة إلي كفر عمر تقول هذه الرواية من كتاب الكافي (ج1 ص 411): محمد بن يحيي، عن جعفر بن محمد، قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الدينوري، عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: لا، ذلك إسم سمي الله به أمير المؤمنين عليه السلام لم يسم به أحد قبله ولا يتسمي به بعده إلا كافر.

ومن المعروف أن سيدنا عمر هو أو من تسمي بإسم أمير المؤمنين، وذلك قبل سيدنا علي، ولذلك فهو بحسب هذا الحديث كافر.

مثال آخر علي روايات تكفر أبي بكر (كذا) وعمر بشكل مباشر، هذه الأخبار التي أنقلها بتصرف من كتاب بحار الأنوار للمجلسي ج 85 ص 260، وما بعدها:

[البعد الأمين وجنة الأمان] هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة ورواه عبد الله بن عباس عن علي (علیه السلام) أن كان يقنت به، وقال: أن الداعي به كالرامي مع النبي (صلی الله علیه و آله) في بدر وأحد وصفين بألف ألف سهم، الدعاء:

اللهم العن (ما أكثر ما يحب بعض الشيعة اللعن!) صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتهيهما وإفكيهما (يقصدون أبو بكر (كذا) وعمر كما سيأتي في الشرح (لاحقاً) وابنتيهما (يقصدون أمهات المؤمنين زوجات الرسول ص عائشة وحفصة) الذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا أنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في

ص: 452

آياتك وعاديا أولياءك، وواليا أعداءك، وخربا بلادك، وأفسدا عبادك، اللهم العنهما وأنصارهما.

إلي آخر الدعاء الطويل، المليء باللعن والسباب للشيخين وأنصارهما.

ويقول المجلسي بعد ذلك: والصنمان هما الفحشاء والمنكر.

قال شارح هذا الدعاء: الصنمان الملعونان هما الفحشاء والمنكر (في بعض التفاسير الشيعية فإن الفحشاء والمنكر والبغي تعني أبو بكر (كذا) وعمر وعثمان) ويستمر في شرح الدعاء حتي يقول... وأما المنكرات التي أتوها فكثيرة جداً وغير محصورة عدّاً، حتي رُوي أن عمر قضي في الجده بسبعين قضية غير مشروعة. ويستمر في ذكر الحوادث المزعومة من إيذاء علي وفاطمة، وحرق الدار، وضرب علي، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، حتي يقول وهنا بيت القصيد:

والكفر المنصوب هو أن النبي ص نصب عليا عليهما علماً للناس هادياً فنصبوا كافراً وفاجراً... (حتي يقول)... والنفاق الذي أسرّوه هو قولهم في أنفسهم لما نصب النبي ص علياً (علیه السلام) للخلافة قالوا والله لا نرضي أن تكون النبوّة والخلافة لبيت واحد، فلما توفي النبي ص أظهروا ما أسرّوه من النفاق!!

ولهذا قال علي عليه السلام: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا أسرّوا الكفر فما رأوا أعواناً عليه أظهروه!!.

والكلام طويل، وفيه إصرار منهم علي تكفير أبي بكر وعمر، وآخرين من الصحابة المقربين من الرسول صلي الله عليه وسلم. وهناك في نفس بحار الأنوار روايات أخري وأدعية أخري، جمعها المجلسي من كتب متفرقة، من كتب الشيعة، وكلها في تكفير ولعن أبي بكر وعمر.

ص: 453

هل يمكن أن تكون هذه الروايات صحيحة؟

هل يجوز للمعصوم أن يزوج ابنته من كافر؟

وكتب (العاملي) في 16-2-2000، الثانية عشرة وعشرة دقائق ليلاًً:

نحدث محمد ابراهيم عن نبي الله المعصوم لوط، حيث عرض زواج بناته المؤمنات علي أعداء الله الذين خسف بهم الله الارض بعد ساعات.. فيحدثنا عن زوجة لوط!! ما هذا؟!

نحن نقول: إن النبي صلي الله عليه وآله أخبر علياً عليه السلام بأن الأمة ستغدر به من بعده.. فسأله علي: أَوَأنزلهم في ذلك بمنزلة ردة أم بمنزلة ضلالة؟

فقال له: بل بمنزلة ضلالة. ولذلك عاملهم علي معاملة المسلمين.. فلا يرد إشكالك علي تزويجه أم كلثوم لعمر لو صح.

كما أنه لو صح أن علياً يعتقد بكفر عمر، فجواب إشكاليتك أن لوطاً النبي المعصوم عليه السلام عرض تزويج بناته علي أرذل خلق الله الذين حاصروا داره!!

أرجو أن تكون فهمت المسألة، وجواب إشكاليتك!

وكتب (الفاروق)، السادسة صباحاً:

يبدو والله أعلم أن الأستاذ العاملي قد تمسك ببنات نبي الله لوط من وحي الآية والذي يعتقده بأنهن فعلاً بنات نبي الله لوط عليه السلام. والآية كما هي (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ).من المعلوم بأن نبي الله لوط أراد في حديثه مع قومه زوجاتهم اللائي في بيوتهم، وأن الأنبياء بمنزله الوالد من أقوامهم، وإلا لما قال الله في الآية الأخري (أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم

ص: 454

عادون) ومن الواضح هنا بأن نبي الله لوط أراد زوجاتهم لكي يرشدهم لما هو أنفع لهم وأصلح، وليس كما يعتقد الزميل العاملي لكي يبتعد عن صلب الموضوع والتمسك بما هو غير مجدي.

الأخ محمد أتي بهذا الإشكال لكي تردوا عليه، فعلاً إنه إشكال ذو ثلاث عقد: الأولي منها: تمس العصمة، والثانية: تمس العدل والفضل، والأخيرة: تتعلق بحقيقة التشيع. فهل يوجد من الزملاء الشيعة من يمكننا أن نطلق عليه حلال العقد؟

والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

وكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 17-2-2000، الخامسة صباحاً:

أشكر الأخ الحبيب الفاروق علي توضيحه... ولكن رغم هذا التوضيح الدامغ لا نري من يتطوع ليزيل هذه الإشكالية عن معتقداته. والزميل العاملي يتمسك بمقولته عن زوجة نوح وزوجة لوط... ولكنه يتحاشي الكلام عن تزويج الإمام المعصوم لابنته الطاهرة إلي من يدعي الشيعة بأنه كافر منافق مرتد.

هل من غير العاملي من يستطيع أن يجلي هذه الإشكالية المعضلة.

وكتب (مشارك)، السادسة مساءً:

الأخ الحبيب محمد ابراهيم حفظه الله: لقد أوقعت الامامية في حيرة عظيمة، وهم لا يزالون يحاولون فك الطلاسم والألغاز والاشكالات والتناقضات الموجودة في رواياتهم. وهذه عقائدهم الباطنية تخبر بذلك...

وكتب (أبو حسين)، السابعة مساءً:

ص: 455

أخي الكريم: إن موضوع الزواج الذي دارت رحي الحوار عليه، ليس هو الخطر الداهم علي الطريق، ولا التحقق منه يورث إنكشاف الطريق السالكة، بل إن في تزويج النبي لعثمان مرتين أكبر... ولكن هذه الشوكات لا أثر لها في التصويب، لأن من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه، خصوصاً اذا عرفنا أننا في دنيا اختبار، وقد اختبر الله سبحانه وتعالي هذه الأمة بآل محمد في قوله تعالي (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي)..

وقوله صلي الله عليه وآله (معناً (كذا) لا نصاً): (أوصيكم الله في أهل بيتي، أوصيكم الله في أهل بيتي، أوصيكم الله في أهل بيتي). وقول حفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (معناً (كذا) لا نصاً): (والله لو كان جدي رسول الله صلي الله عليه وآله قد أوصاهم بتقتيلنا وتشريدنا مازادوا عما فعلوا).

أيها الحبيب.. دلني علي طريق هو خير من طريق آل محمد فإن عرفته فأرشدني وأنا بدوري سأقوم بواجبي إتجاهكم، وغايتي وغايتك هو النجاة والفوز برضي الله سبحانه وتعالي... ومن ناحية أخري نحن لا نستطيع أن نفسر كل خطوات أئمتنا عليهم السلام، ففي تصرفهم حكمة نجهلها، وما قاموا به هو عين الصواب، بل هو أفضل ما يمكن أن يتصرفه عبد امتحن الله قلبه للإيمان.

فإن كنا لا نستطيع أن نفسر هذا التصرف، فنحن معذورون فقد عجز من هو أفضل منا (موسي عليه السلام) عن تفسير أعمال عبد من عباد الله (الخضر عليه السلام) ولم يستطع عليه صبراً.

وكتب (محمد ابراهيم) بتاريخ 18-2-2000، الثانية عشرة صباحاً:

أشكر الأخ العزيز (المشارك) علي هذا الإطراء الذي لا أستحقه.

السيد الفاضل (أبو حسين): أشكرك أيضاً علي الإطراء الذي لا أستحقه.

ص: 456

في الحقيقة أحب أولاً أن أوضح لك بأننا نحن أهل السنة والجماعة نتمسك بمحبة أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم من دون استثناء كما يفعل الشيعة.

فالشيعة يعتبرون أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم هم آل علي فقط، بينما في الحقيقة فإن أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين، ومن ثم آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل.

ذكرت في قولك: (إن موضوع الزواج الذي دارت رحي الحوار حوله، ليس هو الخطر الداهم علي الطريق ولا التحقق منه يورث إنكشاف الطريق السالكة، بل إن في تزويج النبي لعثمان مرتين أكبر...)

ماذا تقصد بالضبط: هل تكفير من زوجه سيدنا علي ابنته ليس هو الخطر الداهم علي الطريق، ولا التحقق منه يورث انكشاف الطريق السالكة؟ هل ترضي أنت بتكفير أبويك؟ فلماذا ترضاها علي أحد أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم وعلي من زوجه الإمام المعصوم ابنته الطاهرة.

وماذا تقصد بقولك أن (في تزويج النبي لعثمان مرتين أكبر...) هل تقصد بأن عثمان صهر الرسول صلي الله عليه وسلم كان كافراً؟؟؟ لقد زدت الإشكالية إشكاليةً! هل الرسول صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوي والذي لا يفعل شيئاً إلا بوحي من السماء والذي يعلم الغيب (بحسب عقيدتكم) والمعصوم يخطئ بتزويج ابنتين من بناته لكافر؟؟.

هل هذا هو ما تقصده بقولك؟.

وقلت أيضاً: (ومن ناحية أخري نحن لا نستطيع أن نفسر كل خطوات أئمتنا عليهم السلام ففي تصرفهم حكمة نجهلها، وما قاموا به هو عين الصواب بل هو أفضل ما يمكن أن يتصرفه عبد امتحن الله قلبه للإيمان).

ص: 457

فالرد علي أقوالك هو: هل من يراعي الله في أموره يزوج ابنته الطاهرة المؤمنة من كافر منافق مرتد؟! هل يجوز أن تتزوج المسلمة من كافر مرتد، فما بالك بالمؤمنة الطاهرة ابنة الإمام المعصوم؟! أم أن كل الروايات التي تقول بأن عمر هو كافر منافق مرتد هي روايات باطلة؟!.

في الخاتمة أود أولاً أن أشكرك علي كلامك المهذب، ولكن للأسف أنك لم تحل الإشكالية، بل زدتها تعقيداً بذكرك تزويج النبي صلي الله عليه وسلم ابنتين من بناته لسيدنا عثمان ذي النورين. هل هناك من لديه الحل الوافي لهذه الإشكالية التي تمس سيدنا علي وأحد أفعاله المثبتة في كتبكم.

وكتب (العاملي) بتاريخ 18-2-2000، الواحدة صباحاً:

أولاً، نحن لا نحكم بكفر من خالف أهل البيت عليهم السلام، إلا النواصب منهم. وثانياً، لو صح أن علياً عليه السلام زوج ابنته لعمر، فلا يدل ذلك علي اعترافه له بدرجة من الايمان، لأن نبي الله لوط عرض زواج بناته علي كفار فجار ومحاولة الفاروق تأويل (بناتي) بنسائهم مخالفة لظاهر القرآن، ولمفسريكم.

وثالثاً، مسألة عثمان حجة عليك لا لك.. لأن عائشة كفَّرته، ولأن الصحابة العدول عندكم شهدوا بخيانته للأمة وقتلوه ورفضوا الصلاة عليه ودفنه!

فلا ينفعه أنه صهر النبي صلي الله عليه وآله.

ورابعاً، الصحيح عندنا أن (بنات) النبي غير فاطمة الزهراء عليها السلام، هن ربيباته، وهن بنات أخت خديجة.

وخامساً، إن كان مؤيدوك من أهل العلم، فليأتوا بنص يرد قصة بنات لوط عليه السلام.

وكتب (أبوحسين)، التاسعة صباحاً:

ص: 458

الأخ الكريم محمد ابراهيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

لقد ورد في جوابكم العبارات التالية: (نحن أهل السنة والجماعة نتمسك بمحبة أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم).

أقول: إن الحب اللفظي لا اعتبار له بل المطلوب هو الحب العملي المتمثل بالإتباع والإقتداء، ثم ألا تري أن كتاباتي عن أهل البيت تختلف عن كتاباتك عنهم...

وأما قولك: (فالشيعة يعتبرون أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم هم آل علي فقط، بينما في الحقيقة فإن أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين ومن ثم آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل).

أقول: ليست الشيعة التي تقول هذا الكلام بل الله ورسوله، وأرجو منك ان تطالع حديث الكساء المشهور عندكم لتعرف من هم أهل البيت....

وأما تقديمك أمهات المؤمنين علي آل علي فلي هنا معك وقفة... ثبت عندكم ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما).

وقال صلوات الله وسلامه عليه عن إبنته فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها أنها سيدة نساء العالمين. فهل لديكم حديث يثبت لأمهات المؤمنين منزلة السيادة هذه؟.

وهل عندما تذكر في صلاتك لفظة (آل محمد) في قولك اللهم صلي علي محمد وآل محمد، تقولها وأنت تقصد بها أمهات المؤمنين أولاً ومن ثم آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل)؟؟؟.... إن هذا الإعتقاد خطير....

وأما موضوع الزواج: فليس له قيمة تاريخية معتبرة حتي تبني عليه أمور

ص: 459

خطيرة، لأن حكم الخلفاء هو حكم الغاصبين لحق أمير المؤمنين، وليس حكمهم حكم الكافر او الخارج عن ربقة الإسلام كي لايصح تزويجه.

ثم كتب (فرات) في 18-4-2000، الرابعة عصراً، جواباً علي سؤال:

حقيقة خبر تزويج أم كلثوم من عمر:

يروي بعض أهل السنة في كتبهم أن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) زوج ابنته أم كلثوم ممن عمر بن الخطاب. وممن روي ذلك هو ابن سعد في الطبقات والدولابي في الذرية الطاهرة والحاكم في المستدرك والبيهيقي في سننه.. ولكن من يتبع أسانيد هذا الخبر يتبين له أن هذا الخبر مكذوب ولا أصل له، بالنظر الي أصول أهل السنة وقواعدهم في علم الحديث، واستناداً الي كلمات علمائهم في علم الرجال وذلك لأن:

أولاً: إعراض البخاري ومسلم عنه، وكم من حديث لم يأخذ به في بحوثهم معتذرين بعدم إخراجها إياه، بل إنه غير مخرج في شئ من الكتب المعروفة عندهم بالصحاح، فهو متفق علي تركه بين أرباب الصحاح الستة، وفوق ذلك أنه لم يخرج في المسانيد المعتبره عندهم، كمسند الامام أحمد بن حنبل الذي قال هو وجماعته بأن ما ليس في مسند أحمد فليس بصحيح، هذا من جهة عامة.

ثانياً: ومن جهة خاصة، فان ابن سعد الطبقات يخرجه عن الامام جعفر ابن محمد (عليه السلام) وابن سعد بنفسه يتجاسر عليه ويصفه بالضعف. راجع تهذيب التهذيب ج 2 ص 89، وفي أخباره (وكيع بن الحجاج) وقد أورده الذهبي في (ميزانه) (فذكر أن أحمد ابن حنبل يقدح فيه بامور هي: سب السلف، وشرب المسكر، والفتوي بالباطل) ميزان الاعتدال ج 4 ص 336 وذكر ابن حجر عن أحمد: (أخطأ وكيع في خمسمائة حديث). تهذيب

ص: 460

التهذيب 11/110 وغيرها من كلمات القدح.

وأما الذي أخرجه الحاكم في المستدرك فقد قال عنه الذهبي متعقباً إياه (منقطع) تلخيص المستدرك ج 3 ص 142. وقال عنه البيهيقي (مرسل) سنن البيهيقي 7/64. وكذلك الحديث الذي في الذرية الطاهرة عن الحسن ابن الحسن ورجاله ضعفاء. وأما الحديث الذي في سنن البهيقي فهو ساقط السند فيه (ابن ابي مليكه) ويكفي في سقوطه (أنه كان قاضياً لابن الزبير ومؤذن له). تهذيب التهذيب 5/ 268. وكذلك بقية الاسناد والنتيجة أنه لايوجد لهذا الخبر سند يمكن الاعتماد عليه وفق قواعدهم، فهو حديث مكذوب عند أهل السنة فضلاً عن الشيعة.

زعمهم أن عليا علیه السلام مدح عمر عند موته!

كتب (عمر) في الموسوعة الشيعية، بتاريخ 17-2-2000، التاسعة مساءً، موضوعاً بعنوان (ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك)، قال فيه:

من فضائل عمر رضي الله عنه فضائل الصحابة صحيح مسلم: عن ابن أبي مليكة، قال سمعت أن عباس يقول: أوضع عمر بن الخطاب علي سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع، وأنا فيهم. قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي. فالتفت إليه. فإذا هو علي ترحم علي عمر وقال: ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك. وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر. ودخلت أنا وأبو بكر وعمر.

ص: 461

وخرجت أنا وأبو بكر وعمر. فإن كنت لأرجو أو لأظن أن يجعلك الله معهما.

وكتب (مالك الأشتر)، التاسعة والنصف مساءً:

موضوعٌ، ومفتريً علي أمير المؤمنين.

وكتب (ذو الشهادتين)، العاشرة إلا ربعاً مساءً:

سبحان الله: أمير المؤمنين صاحب الفضائل والمناقب يطلب من الله أن يكون له مثل عمل عمر؟! ما هي أعمال عمر: فراره في أحد وحنين؟ جهله بأبسط الأمور والمسائل الفقهية؟ تغيير سنة رسول الله (صلی الله علیه و آله)؟ إغضاب الزهراء وحرق دارها. و.... وبعد كل هذا يأتي أمير المؤمنين ويطلب من الله أن تكون أعماله كعمر حين يلقي الله!!!!

إلعب غيرها يا عمر، وانشر هذا المقال في ساحات النواصب، الذين يصدقون كل سخيف، وهم كالأنعام بل هم أضل.

وكتب (العاملي) بتاريخ 17-2-2000، الحادية عشرة ليلاً:

إذا صحّ أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام تكلم بهذا الكلام عند وفاة عمر، فقصده أنه يحب أن يلقي الله تعالي بالصحيفة التي وقعها عمر وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولي أبي حذيفة، وتعاقدوا فيها أن لا يطيعوا محمداً في أهل بيته، ويجعلوا خلافته بين قبائل قريش!!

فقد تآمر هؤلاء في حجة الوداع وكتبوا هذه الصحيفة ووقعوها عند الكعبة!!

ثم وسعوا الموقعين عليها في المدينة!!

وكانت الصحيفة عند أبي عبيدة، ولذلك سموه أمين هذه الأمة؟!

كما كان عند بني هاشم صحيفة أخري لعمر، وقعها جده نفيل عندما زني

ص: 462

بصهاك السوداء أمة عبد المطلب فحملت، فخاف نفيل وهرب الي الطائف فلحقه الزبير بن عبد المطلب وجاء به مكتوفاً الي مكة، وكتب عليه أن الحمل وذريته عبيد لبني هاشم، وأشهد عليها زعماء قريش في دار الندوة!!

وكان حملها الخطاب والد عمر!!

وكانت الصحيفة عند النبي صلي الله عليه وآله، ثم عند علي وذريته، ولم يخرجوها حسب وصية النبي صلي الله عليه وآله ليكمل امتحان هذه الأمة!!

وأخرجها الامام الصادق عليه السلام في حادثة قتل الهاشميين لعمري تعرض بامرأة من بني هاشم.. الي آخر القصة...!!!

وكتب (عمر) بتاريخ 18-2-2000، الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

كنت أتمني من غير العاملي يأتي بهذه الخرافات، ولكن المثل يقول:

إذا كان رب البيت بالدف ضارب (كذا) فشيمت (كذا) أهل البيت الرقص

وإليكم المزيد من الفضائل لفاتح بيت المقدس: من فضائل عمر رضي الله عنه فضائل الصحابة صحيح مسلم: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال: أُرِيتُ كَأَنِّي َنْزِعُ بِدَلْو بَكْرَةٍ عَلَي قَلِيبٍ فَجَاءَ أَبُو بَكْر فَنَزَع ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَي يَغْفِرُ لَهُ. ثُمَّ جَاء عُمَر فَاسْتَقَي فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنْ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَه حَتَّي رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا الْعَطَنَ.

فكتب (العاملي) بتاريخ 18-2-2000، الواحدة صباحاً:

لو كنت من طلبة العلم لاهتميت بما كتبته لك وسألتني عن مصادره، لأنه يهز وجدان طالب العلم والحق!! ولكنك فرّار يا عمر!!

ص: 463

وكتب (عمر)، الواحدة والربع صباحاً:

الي العاملي: بما أنك من طالبي العلم وحريص علي توضيح الحقيقة وخاصة إذا كانت من الامام علي (رضی الله عنه) فلي طلب صغيرجداً. هل تستطيع أن تأتي لنا من نهج البلاغة مايفيدنا بهذه القضية، وما أقصده كلام علي (رضی الله عنه) في مدح عمر

(رضی الله عنه)، هل تستطيع أم لا؟؟؟ أنا بانتظار الجواب من طالب العلم والحق معاً.

وكتب (ذو الشهادتين)، الثالثة ظهراً:

السلام عليك يا شيخنا الجليل العاملي: هل من الممكن أن تأتي بمصادر المعاهدة المشؤومة التي كتبها الصحابة في حجة الوداع وتركوها مع بن الجراح؟؟. وكذلك الصحيفة التي أخرجها الإمام الصادق (علیه السلام). وجزاك الله خير الجزاء.

يا عمر لا تلم الأخ الموحد، بل لمُِ البخاري في نقله تلك الأحاديث العجيبة الغريبة.

وكتب (العاملي) بتاريخ 18-2-2000، الخامسة مساءً:

موقف أمير المؤمنين علي عليه السلام من خلافة أبي بكر وعمر أوضح من رابعة النهار، ويكفي أنه أدان عملهم، وامتنع عن البيعة حتي هددوه بالقتل.

فارجع الي كل مصادر السقيفة يا عمر..

وأما نهج البلاغة فأنت تريد التشبث بعبارة فيه يمدح فيها الامام عليه السلام شخصاً غير مسمي، فزعمتم أنه يقصد به عمر!!

فإن صح سند ذلك، فهو تشبث منكم بالمتشابه المجمل مع وجود المحكم

ص: 464

المبين!

ومن المحكم الخطبة الشقشقية التي لم يبق فيها لابي بكر وعمر قائمة!! يقول فيها عليه السلام: والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أني محلي منها محل القطب من الرحي، ينحدر عني السيل ولا يرقي اليَّ الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر علي طخية عمياء، يشيب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، ويكدح فيها مؤمن حتي يلقي ربه، فرأيت أن الصبر علي هاتي أحجي، فصبرت وفي العين قذي وفي الحلق شجي.. أري تراثي نهباً.. الخ.!!

ويقول فيها عليه السلام عن أبي بكر وعمر بصراحة: فواعجبا، بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها آخر بعد وفاته!! لشد ما تشطرا ضرعيها!!

الأخ ذا الشهادتين.. سأذكر لك بعض المصادر إن شاء الله.

وكتب (عمر)، الثامنة مساءً:

الي العاملي: لا زلت أنتظر منك الجواب من كتابكم الذي أشار اليه الخميني بأنه بعد القرآن. أرأيت بأنكم لا تستطيعون الصمود أمام الحقيقة، بل تسعون بالأرض فساداً. لماذا لم تذكر ما استشهد به علي (رضی الله عنه) في صالح عمر (رضی الله عنه) أي أمانة لديكم اذا كان الجحود والتدليس أصاب الامام علي (رضی الله عنه) وأقواله هل تعارضونه في ما قال؟؟ ومن توافقون إذا عارضتموه؟؟.أو أن بحثكم يكون دائماً في فساد هذه الأمة وما يعطبها ويفرقها وتستحون من ما يجمعها؟

لا زال السؤال قائماً للعاملي: هل تستطيع أن تذكر لنا الحديث الذي يثبت فضائل عمر (رضی الله عنه) من نهج البلاغة الذي استشهدت أنت منه؟؟

وكتب (عمر) بتاريخ 22-2-2000، التاسعة والثلث ليلاً:

ص: 465

من كلام له في الثناء علي عمر ابن الخطاب:

228 - ومن كلام له عليه السلام: لله بلاء فلان، فقد قوم الاود وداوي العمد. خلف الفتنة وأقام السنة. ذهب نقي الثوب، قليل العيب. أصاب خيرها وسبق شرها. أدي إلي الله طاعته واتقاه بحقه. رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي.

(هامش: هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقوم الأود عدل الاعوجاج. والعمد بالتحريك -: العلة. وخلف الفتنة تركها خلفاً لا هو أدركها ولا هي أدركته عبارة عن الاختلاف.

6 - (ومن كتاب له عليه السلام إلي معاوية): إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان علي ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشوري للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا علي رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضي، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلي ما خرج منه فإن أبي قاتلوه علي أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولي. انتهي.

فكتب (العاملي) بتاريخ 24-2-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

الأخ ذا الشهادتين.. هذا ماوعدتك به:

- روي الكليني رحمه الله في الكافي: 8 / 258: عن أحمد بن هلال، عن زرعة، عن سماعة قال: تعرض رجل من ولد عمر بن بن الخطاب بجارية رجل عقيلي فقالت له: إن هذا العمري قد آذاني فقال لها: عديه، وأدخليه الدهليز، فأدخلته، فشد عليه فقتله وألقاه في الطريق!! فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون وقالوا: ما لصاحبنا كفو، لن نقتل به إلا جعفر بن محمد، وما قتل صاحبنا غيره!!

ص: 466

وكان أبو عبد الله عليه السلام قد مضي نحو قبا، فلقيته بما اجتمع القوم عليه فقال: دعهم قال: فلما جآء ورأوه وثبوا عليه، وقالوا: ما قتل صاحبنا أحد غيرك، وما نقتل به أحدا غيرك! فقال: لتكلمني منكم جماعة، فاعتزل قوم منهم فأخذ بأيديهم فأدخلهم المسجد، فخرجوا وهم يقولون: شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد، معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا، ولا يأمر به! انصرفوا.

قال: فمضيت معه فقلت: جعلت فداك ما كان أقرب رضاهم من سخطهم!

قال: نعم دعوتهم فقلت أمسكوا وإلا أخرجت الصحيفة.

فقلت: وما هذه الصحيفة، جعلني الله فداك؟.

فقال: أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب فسطر بها نفيل فأحبلها، فطلبه الزبير، فخرج هارباً إلي الطائف، فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف فقالوا: يا أبا عبد الله ما تعمل ههنا؟ قال: جاريتي سطر بها نفيلكم!! فخرج منه إلي الشام، وخرج الزبير في تجارة له إلي الشام، فدخل علي ملك الدومة فقال له: يا أبا عبد الله لي إليك حاجة. قال: وما حاجتك أيها الملك؟ فقال: رجل من أهلك قد أخذت ولده فاحب أن ترده عليه! قال: ليظهر لي حتي أعرفه فلما أن كان من الغد دخل علي الملك فلما رآه الملك ضحك: فقال: ما يضحكك أيها الملك؟ قال: ما أظن هذا الرجل ولدته عربية لما رآك قد دخلت لم يملك استه أن جعل يضرط. فقال (الزبير): أيها الملك إذا صرت إلي مكة قضيت حاجتك.

فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه (أي الخطاب، لأنه ابن أمته صهاك) فأبي.

ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال: ما بيني وبينه عمل، أما علمتم ما فعل في

ص: 467

ابني فلان، ولكن امضوا أنتم إليه. فقصدوه وكلموه فقال لهم الزبير: إن الشيطان له دولة وإن ابن هذا ابن الشيطان ولست آمن أن يترأس علينا، ولكن أدخلوه من باب المسجد عليَّ، علي أن أحمي له حديدة وأخط في وجهه خطوطاً، وأكتب عليه وعلي ابنه ألا يتصدر في مجلس، ولا يتأمر علي أولادنا، ولا يضرب معنا بسهم. قال ففعلوا وخط وجهه بالحديدة وكتب عليه الكتاب! وذلك الكتاب عندنا! فقلت لهم: إن أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم فامسكوا!

وكتب (ذو الشهادتين)، الثامنة والنصف صباحاً:

السلام عليك أيها الشيخ العاملي الجليل:

أحسنت علي إيرادك لهذه الرواية. إذاً ليس بمستغرب من شخص هذا نسبه أن يأمر بحرق دار الزهراء سلام الله عليها. إذ لا يتجرأ علي قتل المؤمن إلا... فما بالك بمن يريد حرق دار سيدة النساء. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وكتب (عمر)، الثانية عشرة ظهراً:

الي العاملي: الاستشهاد لا يكون بكتاب ألف ليلة وليلة (الكافي). وإذا قبلت الاستشهاد منه، فأنا علي استعداد لأبين لك كفرك من هذا الكتاب الذي تتبعه. هل توافق؟؟

وكتب (الفاروق)، الخامسة مساءً:

العاملي: ما أشد تحاملك علي الصحابة لأمر في نفسك. هل أصبح الكافي معتمد (كذا) لديكم؟ لطالما سمعنا أنكم لا تعتمدون علي الكثير منه، وها أنت تورد لنا حكاية قبل النوم منه. الآن قد عرفنا ما هو الصحيح في كافيكم وما نوعه!

فكتب (العاملي) بتاريخ 24-2-2000، العاشرة والنصف ليلاً:

ص: 468

هذه الرواية من الكافي الشريف ضعفها بعض علمائنا، ولكني أعتقد أنها لم تولد من عدم!! وإن كان الكافي كتاب ألف ليلة وليلة ياعمر، فالبخاري قصة راسبوتين، لكثرة مافيه من الروايات التي يخحل منها الانسان، لأنها تتحدث عن أمور جنسية بلا حياء!!

أما أني أتحامل علي بعض الصحابة المبغضين لأهل البيت النبوي، لأمر في نفسي.. فهذا صحيح. لكن يعلم الله تعالي أنه لا يوجد لي دافع علي ذلك إلا أني اكتشفت أنهم تحالفوا وتآمروا في حياة النبي صلي الله عليه وآله، لسرقة خلافته، وعزل عترته الذين أمر الله الأمة بإطاعتهم بعد نبيه!!

ثم اكتشفت أنهم مشروع يهودي كامل، عمل في حياة النبي وبعد وفاته!!

فلو كانت هذه رؤيتك، فهل تبقي تحبهم؟!!

وكتب (عمر) بتاريخ 25-2-2000، الثانية والنصف ظهراً:

الي العاملي والجواد: لكم هذا الحديث من كتبكم الذي يصف أخلاقكم ونتائج أفعالكم: قد يستحلي البعض تلفيق الأكاذيب الساخرة، للتندّر علي الناس، والسخرية بهم، وهو لهو عابث خطير، ينتج الأحقاد والآثام. قال الصادق عليه السلام «من روي علي مؤمن رواية، يريد بها شينه، وهدم مروتّه ليسقط من أعين الناس، أخرجه اللّه تعالي من ولايته الي ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان».

ثم (كتب الحربي) بتاريخ 21-4-2000، الحادية عشرة صباحاً:

العاملي يقول: هذه الرواية من الكافي الشريف ضعفها بعض علمائنا، ولكني أعتقد أنها لم تولد من عدم!! سبحان الله. لأنها في صالحك. مارأيك أن تعمل بهذا أيضاً في جميع ما تدعون أنه ضعيف عندكم. اتباع الهوي يعمي ويصم.

ص: 469

ص: 470

الفصل الحادي عشر: تشكيك ابن تيمية و أتباعه في مكان قبر أميرالمؤمنين علیه السلام

ص: 471

ص: 472

تشكيك ابن تيمية و أتباعه في مكان قبر أميرالمؤمنين علیه السلام

كتب (محب السنة) في شبكة هجر، بتاريخ 23-9-1999، السادسة مساءً، موضوعاً بعنوان (الشيعة يعظمون قبر المغيرة بن شعبة ظناً منهم أنه قبر علي رضي الله عنه)، قال فيه:

التشبه بأهل الكتاب:

مع أن الله قد حذرنا سبيل اليهود والنصاري، فقضاؤه نافذ بما أخبر به رسوله مما سبق في علمه، حيث قال فيما أخرجاه في الصحيحين، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتي لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه. قالوا يا رسول الله اليهود والنصاري؟ قال: فمن؟

وروي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتي تأخذ أمتي مأخذ القرون شبراً بشبر وذراعاً بذراع. فقيل يا رسول الله كفارس والروم؟ قال ومن الناس إلا أولئك؟!

فأخبر أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود والنصاري وهم أهل الكتاب ومضاهاة لفارس والروم وهم الأعاجم، وقد كان صلي الله عليه وسلم ينهي عن التشبه بهؤلاء وهؤلاء.

ص: 473

وليس هذا إخباراً عن جميع الأمة، بل قد تواتر عنه أنه قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة علي الحق حتي تقوم الساعة....

ومن الأمور التي نهي النبي صلي الله عليه وسلم عنها وحذر أمتها من فعلها إقامة المساجد علي القبور، وبين أن ذلك من فعل أهل الكتب مثل قوله الذي رواه مسلم في صحيحه عن جندب بن عبدالله، قال سمعت النبي صلي الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك. وقال: لعن الله اليهود والنصاري إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

وقد اتفق أئمة الإسلام علي أنه لا يشرع بناء هذه المشاهد علي القبور، ولا يشرع إتخاذها مساجد ولا يشرع الصلاة عندها ولا يشرع قصدها لأجل التعبد عندها بصلاة أو إعتكاف أو استغاثة أو ابتهال أو نحو ذلك...

وإنما دين الله تعظيم بيوت الله وحده لا شريك له، وهي المساجد التي تشرع فيها الصلاة جماعة وغير جماعة والاعتكاف وسائر العبادات البدنية والقلبية من القراءة والذكر والدعاء لله...

متي ظهر في المسلمين بناء المشاهد علي القبور:

وأما اتخاذ القبور أوثاناً فهو دين المشركين الذي نهي عنه سيد المرسلين، ولم يكن علي عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم من ذلك شيء في بلاد الإسلام، لا في الحجاز ولا اليمن ولا الشام ولا العراق ولا مصر ولا خراسان ولا المغرب. ولم يكن قد أحدث مشهد لا علي قبر نبي ولا صاحب ولا أحد من أهل البيت، ولا صالح أصلاً. بل عامة هذه المشاهد محدثة بعد ذلك، وكان ظهورها وإنتشارها حين ضعفت خلافة بني العباس وتفرقت الأمة وكثر فيهم الزنادقة

ص: 474

الملبسون علي المسلمين وفشت فيهم كلمة أهل البدع في أواخر المائة الثالثة، فإنه إذ ذاك ظهرت القرامطة العبيدية القداحية بأرض المغرب، ثم جاءوا بعد ذلك إلي أرض مصر، وقريبا من ذلك ظهر بنو بويه، وكان في كثير منهم زندقة وبدع قوية، وفي دولتهم قوي بنو عبيد القداح بأرض مصر.

متي ظهر المشهد الذي علي قبر علي رضي الله عنه ومن الذي أظهره:

وفي دولة بني بويه أظهر المشهد المنسوب إلي علي رضي الله عنه بناحية النجف، وإلا قبل ذلك لم يكن أحد يقول إن قبر علي هناك، وإنما دفن علي رضي الله عنه بقصر الإمارة بالكوفة.

الرافضة يقدسون قبر المغيرة بن شعبة ظناً منهم أنه قبر علي:

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما مشهد علي فعامة العلماء علي أنه ليس قبره بل قد قيل إنه قبر المغيرة بن شعبة، وذلك انه إنما أظهر بعد نحو ثلاثمائة سنة من موت علي في إمارة بني بويه. وذكروا أن أصل ذلك حكاية بلغتهم عن الرشيد أنه أتي إلي ذلك المكان وجعل يعتذر إلي من فيه مما جري بينه وبين ذرية علي.

وبمثل هذه الحكاية لا يقوم شيء فالرشيد أيضاً لا علم له بذلك، ولعل هذه الحكاية إن صحت عنه فقد قيل له ذلك كما قيل لغيره. وجمهور أهل المعرفة يقولون إن علياً إنما دفن في قصر الإمارة بالكوفة أو قريباً منه، وهكذا هو السنة، فإن حمل ميت من الكوفة إلي مكان بعيد ليس فيه فضيلة وأمر غير مشروع، فلا يظن بآل علي رضي الله عنه أنهم فعلوا به ذلك، ولا يظن أيضاً أن ذلك خفي علي أهل بيته والمسلمين ثلاثمائة سنة حتي أظهره قوم من الأعاجم الجهال ذوي الأهواء. أين دفن علي رضي الله عنه، ولماذا.

ص: 475

المعروف عند أهل العلم أن علياً دفن بقصر الإمارة بالكوفة كما دفن معاوية بقصر الإمارة من الشام ودفن عمرو بقصر الإمارة خوفاً عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم؟ من أراد أن يجيب إجابة علمية فليجيب (كذا) علي هذين السؤالين:

1- لماذا أقيم المشهد في النجف مع أن المشهور، والمعلوم أن علياً قتل في الكوفة؟

2- لماذا لم عرف هذا المشهد ولم يقام (كذا) إلي في القرن الثالث الهجري؟

وكتب (الصارم المسلول)، الثامنة مساءً:

المعروف أن قبر أمير المؤمنين علي غير معروف أصلاً، ودفن سراً ولم يعرف مكان قبره، خوفاً من الخوارج من نبش قبره الطاهر، وإن كان ما قلت يا محب السنة هو الصحيح، وان أجابوك أجابوك بكلام بلا سند ولا دليل.

وكتب (شعاع)، الثامنة والنصف مساءً:

نسيتوا (كذا) هناك من يعلم الغيب عندهم... علي حسب افتراءاتهم... فهم عرفوا القبر بهذه الطريقة...

وكتب (الصارم المسلول)، التاسعة مساءً:

نعم قد نسيت العصمة، ولكن ماداموا معصومين، لماذا ينسبون الخطأ الي أئمتهم؟

فكتب (العاملي) بتاريخ 23-9-1999، التاسعة والربع مساءً:

أولاً: نعم أخبر النبي صلي الله عليه وآله أن أمته ستتبع سنن اليهود، وأن طائفة منها لاتزال

ص: 476

علي الحق حتي يظهر المهدي وينزل عيسي عليهما السلام. وهو إخبار رباني صادق.. يقرر أن الخط العام للامة سيكون منحرفاً مثل اليهود!! وأن طائفة فقط من الأمة تثبت علي الحق!! ومع الأسف يامحب السنة، لا يمكن تفسير هذه الأحاديث المتواترة إلا بالقول بانحراف الحكم في الأمة وانحراف أكثريتها، كما انحرفت أكثرية اليهود بعد أنبيائهم، فتركوا أوصياء أنبيائهم! وأطاعوا زعمائهم الذين سموهم القضاة!! واستمرت دولة القضاة فيهم مثل دولة الخلافة!

أما الطائفة الثابتة علي الحق فهي تعني القلة، بينما أنت تريد تفسيرها بالكثرة!

ثانياً: حديث النهي عن البناء علي القبور والتجمع والصلاة عندها.. لم يظهر إلا بعد وفاة النبي صلي الله عليه وآله، وقد حكم أهل البيت عليهم السلام بأنه موضوع مكذوب علي رسول الله صلي الله عليه وآله.. فقد خافت السلطة أن يقيم أهل البيت مراسم، أو يستجير علي أو فاطمة بقبر الرسول لرفع ظلامتهم، ومن عادة العرب أنهم لا بد أن يستجيبوا للمستجير بالقبر!! فظهرت هذه الأحاديث!! وقد كان النبي صلي الله عليه وآله والزهراء وعلي وكل أهل البيت عليهم السلام، يزورون القبور، ويبنونها، ويصلون عندها.. وأحاديث قبر حمزة شاهدة!! ولو تتبعت موقف أهل البيت عليهم السلام من أحاديث النهي عن بناء القبور، لعرفت كثيراً من الحقائق، إن كنت تريد أن تعرف! ولكنك مع الأسف تعرض عن أهل بيت نبيك الذين أمرك بأخذ دينك عنهم وتأخذه من فلان وفلان!

ثالثاً: أين الاثبات علي كلامك أن زيارة القبور وبناءها ظهر متأخراً..

هل نسيت ما ورد في قبر حمزة وغيره؟!

رابعاً: متي صار النواصب أعرف وأخبر بمكان قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام من ذريته الطاهرة، وشيعته؟ وهل الروافض أعرف منك بقبر أبيك وجدك؟!!

ص: 477

وكتب (مالك الأشتر)، العاشرة إلا ربعاً مساءً:

جزاك الله يا عاملي خير الجزاء. وأسمح لي أن أضيف اشكال بسيط (كذا):

إن علي بن أبي طالب عليه السلام لم يسكن في حياته بقصر الامارة. فهل تراه يدفن فيه؟! ثم من هؤلاء المسلمون الذين اتفقوا علي حرمة بناء المساجد علي قبور الأنبياء والأولياء؟ وها نحن نري المسلمين في كل الوطن الاسلامي، في مصر قبر رأس الحسين وقبور أهل البيت عليهم السلام وقبور الأولياء كلها مساجد. وهذي الشام وذاك المسجد الأموي فيه قبر يحيي عليه السلام. وهكذا في كل مكان إلا اللهم الوهابية، فقد هدموا قبور الأولياء من أهل البيت وغيرهم وذلك قبل (100 عام).

1300 سنة والمشاهد موجودة!! 1300 كانت المسلمون في حالة شرك، وأسلموا بالسيف قبل مئة سنة فقط؟!!! من أين حّرمتم والقرآن في حديث أهل الكهف يقول كما قال المؤمنون (اتخذوا عليهم مسجدا)؟!!

وبالنسبة لقبر سيد الكائنات بعد رسول الله صلي الله عليهما وآلهما، أعتقد أن أهل البيت أدري بالذي فيه، أوَ هذه تريدون أن تسحبوها من أهل البيت أيضاً؟!

(قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي).

وكتب (محب السنة) بتاريخ 24-9-1999، العاشرة والنصف مساءً:

الوهابية لم ينهوا عن البناء علي القبور واتخاذها مساجد من تلقاء أنفسهم، ولكنهم فعلوا ذلك اتباعاً لأمر النبي صلي الله عليه وسلم كما جاء ذلك عنه في الأحاديث الصحيحة، ومنها ما يلي:

عن عائشة أم المؤمنين أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا علي قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك

ص: 478

شرار الخلق عند الله يوم القيامة. رواه البخاري ومسلم.

وعن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله صلي الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له علي وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه. فقال وهو كذلك: لعنة الله علي اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا...

وعن جندب قال سمعت النبي صلي الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: إني أبرأ إلي الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالي قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك. رواه مسلم.

وهذه الأحاديث قد رواها عن النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه قبل ظهور التشيع، وقبل محمد بن عبد الوهاب، فكيف ينسب القول بالنهي عن اتخاذ القبور مساجد إلي الوهابية.

ثم ما مصلحة الصحابة من رواية مثل هذه الأحاديث؟ إن قلتم لعداوتهم لآل البيت؟ قلنا: ما وجه العداوة هنا، ولم يكن في ذلك الوقت بناء علي القبور. بل إن مما ورد من الأحاديث في النهي عن البناء علي القبور ما روي عن علي رضي الله عنه، فعن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك علي ما بعثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم: أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته. رواه مسلم.

أما ما من يعترض علي كون علي رضي الله عنه دفن بقصر الإمارة، فنقول له لا يذهب خيالك بعيدا، ولا تظن أن القصر مثل قصور الأمراء الآن، فقد كان

ص: 479

يسمي مكان الأمير بهذا الاسم قبل علي، عندما كان أمير الكوفة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. ونحن لا ننكر زيارة القبور، ولكن ننكر البناء عليها، وعبادتها التي تعدونها تعظيما لآل البيت ومحبة لهم.

ثم إنكم لم تجيبوا علي الإشكال المهم وهو: لماذا نقل قبر علي إلي النجف، مع أنه مات في الكوفة. ثم لماذا لم يعرف مكانه إلي بعد موته بقرابة ثلاثة قرون؟ وابحثوا في مصادركم التي ألفت في بداية القرن الثالث الهجري، فهل تجدون فيها ذكر قبر لعلي في النجف؟

أما قبر الحسين وكونه في مصر فهذه من الأدلة الكبيرة علي خطأ عباد القبور، فالحسين قتل عام 61ه- والقاهرة بنيت عام 540، والقبر نقل من عسقلان في عام 540 بعد قتل الحسن ب- 470 سنة، ومن المعلوم تاريخياً أن الحسين لم يقبر في عسقلان. ثم الذين بنوا المشهد الحسيني هم القرامطة الذين تسموا بالفاطميين.

وكتب (الصارم المسلول)، الحادية عشرة إلا ربعاً مساءً:

مادام المهدي قد ظهر من 1200 سنة، لماذا لم يظهر سيدنا عيسي بعد؟

فأجاب (العاملي) بتاريخ 24-9-1999، الحادية عشرة ليلاً:

خلطت الموضوعات يا محب السنة، ولم تجب علي ماذكرته أنا ومالك الأشتر.

- متي اتهمنا الوهابية بوضع الأحاديث في النهي عن البناء علي القبور والصلاة عندها؟ لقد قَوَّلتنا مالم نقل كعادتك! بل قلنا إنها ظهرت بعد وفاة النبي صلي الله عليه وآله! أما استشهادك بأمر النبي لعلي أن يسوي قبور معبودات المشركين، إن صحت روايته، فلا يصح الاستشهاد به. وإنما رددنا أحاديثكم المزعزمة لأن

ص: 480

أهل البيت عليهم السلام ردوها!!

فما رأيك بحديث رده الصادقون المطهرون الذين أمرنا النبي بالتمسك بهم؟!!

- توجد طريقان لتعيين قبر علي عليه السلام: النصوص الموثقة. وشهادة أبنائه وذريته وشيعته. وأنت هربت من الاثنتين!! فاذكر النصوص التي رويتم وروينا، لنري! أو أجبنا عن سؤالنا: هل أن الروافض أعرف منك بقبر أبيك وجدك؟!

- أما نصوصنا الصحيحة المتواترة فتقول إن عليا عليه السلام أوصي أن يدفن سراً ويخفي قبره، لأنه عرف مما أخبره النبي صلي الله عليه وآله أن بني أمية سوف يسيطرون، ولو عرفوا قبره لنبشوه وأحرقوه! فدفنه الحسنان عليهما السلام حسب وصيته في الغريين في مكان مميز، وحفظ أبناؤه قبره وكانوا يزورونه سراً حتي زالت دولة بني أمية، فأظهره هارون الرشيد وبني عليه.

وما أكثر النصوص في ذلك، ومنها نصوص من عصر بني أمية!!

- أما مشهد رأس الحسين الذي في مصر فلم يدع أحد أنه قبر الحسين عليه السلام، إلا أنت، حيث قوَّلت الشيعة والتاريخ ما تهوي!! فأين مصدرك!! وإنما هو مشهد رأس الحسين الذي حملوه لإمامك يزيد! وقالت رواية إنه حفظه في خزائن بني أمية، ثم أخذوه ودفنوه في عسقلان، وله مزار هناك. ثم نقله الفاطميون، الذين سميتهم القرامطة ظلماً، الي مصر! فما الذي يغيظك من ذلك؟ ولماذا أضفته الي الموضوع؟!!!

وكتب (محب السنة) بتاريخ 25-9-1999، الخامسة صباحاً:

يبدو أنك يا عاملي لم تقرأ كلام صاحبك مالك الأشتر. ثم إن كلامك ليس علمي (كذا) وإنما مبني علي أماني وظنون، وأنا أعلم علم اليقين أن ذرية علي رضي الله عنه لم يكونوا روافض، بل كانوا من أئمة أهل السنة والجماعة،

ص: 481

ولذلك فهم أحرص الناس علي اتباع أمر النبي صلي الله عليه وسلم. وأنا قد بنيت كلامي علي أدلة من كلام النبي صلي الله عليه وسلم أعتقد أنها حق وصدق. أما أنت فلم تذكر أدلة علي ما تقول.

أما القرامطة العبيديون أبناء عبيد الله بن ميمون القداح، الذين سموا أنفسهم الفاطميين، فهل تقول إنهم منكم وإنهم إمامية، وتعتقد عقيدتهم وتؤيد أفعالهم؟ وللمعلومية منهم الحاكم بأمر الله، والمعز لدين الله الفاطمي.

وكتب (مالك الأشتر)، السادسة صباحاً:

اذا كانت الأحاديث التي ذكرتها أنت صحيحة فلماذا لم يتقيد بها المسلمون؟ أم أن الشيعة كانت تحكمهم؟! هذه الشام وهذا المسجد الأموي لماذا اتخذ الأمويون قبر يحيي عليه السلام مسجداً؟! ألا تأتني بهذه الرواية التي تقول بأن الفاطميين قرامطة مع سندها واسم الكتاب ومؤلفه لو سمحت.

وفقنا الله وإياك لمرضاته.

وكتب (محب السنة)، السادسة صباحاً:

كل كتب التاريخ التي كتبت عن تاريخ العبيديين، ذكرت ذلك.

ثم إننا أهل السنة مع خلافنا مع الشيعة نفرق بين الشيعة والمتسمين بالفاطميين ونعتقد أن معتقدات العبيديين لا تمت للإسلام بصلة، ولو أنك قرأت في تاريخ العبيديين وعرفت معتقداتهم الباطنية لتبرأت منهم ولم تدافع عنهم.

أما المسجد الأموي فقد كان كنيسة قبل فتح المسلمين لدمشق، وليس مؤكداً أن يحي عليه السلام مدفون فيه، ومن المعلوم أن يحيي قد عاش في فلسطين وليس دمشق. ثم إن عمل الأمويين ليس عندنا حجة. الحجة قال الله، قال رسوله فقط.

ص: 482

وكتب (مالك الأشتر)، السادسة والنصف صباحاً:

أنا لا أدافع عن الفاطميين، ولكن أريد أن أعرف من أن لك هذه الرواية وكلمة (كل كتب) لاتجزي في النقاش!

وأنا حينما استشهد بالأمويين لأنكم تعتبرونهم خلفاء صالحين، وهم أقرب الي عهد الرسول صلي الله عليه وآله، فلو كانوا يعلمون هذا (أي حرمة البناء علي قبور الأنبياء) أليس من الأجدر أن لا يبنوا علي القبر مسجداً؟!

ثم هذا قبر يحيي أو غير يحيي (وطبعاً هو قبر يحيي) فقد بنوا عليه مسجداً. أما انه كان كنيسة فنحن نعلم ذلك، ولكن كان بإمكانهم هدم الكنيسة وبناء المسجد في مكان ثاني (كذا)، لكنهم جعلوا المسجد في هذا المكان، وهذا دليل كذب الحديث!! وهذا قبر أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد بن حنبل كل قبورهم مساجد، فأتباعهم كلهم خالفوا الرسول صلي الله عليه وآله بأن اتخذوا قبور أئمتهم مساجد؟!! انتهي.

وغاب محب السنة ليفتح نفس الموضوع من جديد!!

وكتب (العاملي) في شبكة هجر، بتاريخ 3-9-1999، الرابعة والنصف عصراً، موضوعاً بعنوان (الي محب السنة.. هذا بعض ما ورد في مصادركم ومصادرنا عن مكان قبر علي عليه السلام)، قال فيه:

طلبتَ مني نصوصاً من مصادرنا في تعيين مكان قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام، وهي كثيرة في الأصول المؤلفة عندنا من معاصرين للأئمة عليهم السلام، ثم في زمن الغيبة.. وقد نصت علي أنه دفن ليلاً خارج الكوفة بوصية منه، حتي لا تعرف بنو أمية فقبره فتنبشه! وأن الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، المتوفي 94،

ص: 483

قد زار قبر جده في نجفة الكوفة، وكذا ولده محمد بن علي الباقر عليه السلام، المتوفي سنة 114، وكذلك الامام جعفر الصادق عليه السلام المتوفي سنة 148، وكان القبر معروفاً للأئمة، وجملةٍ من الشيعة، الي أن أظهره هارون الرشيد... ففي كامل الزيارات ص92:

عن أبي علي مهدي بن صدقة الرقي، قال حدثني علي بن موسي، قال حدثني أبي موسي بن جعفر عليهما السلام، عن أبيه جعفر عليه السلام، قال زار زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ووقف علي القبر، فبكي ثم قال:

السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته علي عباده.

أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلي الله عليه وآله، حتي دعاك الله الي جواره، وقبضك اليه باختياره، والزم أعداءك الحجة في قتلهم إياك، مع ما لك من الحجج البالغة علي جميع خلقه.

اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك، مشتاقة الي فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك.

ثم وضع خده علي القبر وقال: اللهم إن قلوب المخبتين اليك والهة، وأعلام القاصدين اليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة...

وفي هامش نظم درر السمطين ص 138: أجمع المؤرخون في تعين قبر الامام أنه دفن بالحيرة أو في موقع يقال له: النجف الغري، كما ذكره ابن سعد

ص: 484

في الطبقات والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 42 ص 2، والمسعودي في مروج الذهب 106 ونور الأبصار ص 25، والمحب الطبري 189 ص 2، واليعقوبي في تاريخه 118، والشبلنجي في ص 114، وفي ذخاير العقبي ص 247 ص 2، وفي الرياض النضرة، وغيرهم من أئمة التاريخ والسير.

وهناك مؤلفات في تعيين قبر أمير المؤمنين وأنه مدفون في النجف. أما ما أشاعه النواصب من أن قبره هو قبر المغيرة بن شعبة، فاسمع ما قاله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج6 ص121: قال أبو الفرج وحدثني أحمد بن سعيد، قال حدثنا يحيي بن الحسن العلوي، قال: حدثنا يعقوب بن زيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن علي الخلال، عن جده، قال قلت للحسين بن علي عليه السلام: أين دفنتم أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: خرجنا به ليلاً من منزله حتي مررنا به علي منزل الأشعث بن قيس، ثم خرجنا به إلي الظهر بجنب الغري.

قلت: وهذه الرواية هي الحق وعليها العمل، وقد قلنا فيما تقدم أن أبناء الناس أعرف بقبور آبائهم من غيرهم من الاجانب، وهذا القبر الذي بالغري، هو الذي كان بنو علي يزورونه قديماً وحديثاً، ويقولون: هذا قبر أبينا، لا يشك أحد في ذلك من الشيعة ولا من غيرهم، أعني بني علي من ظهر الحسن والحسين وغيرهما من سلالته المتقدمين منهم والمتأخرين، ما زاروا ولا وقفوا إلا علي هذا القبر بعينه.

وفي الكافي: 1 / 456 بسند صحيح: أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن سنان قال: أتاني عمر بن يزيد فقال لي: اركب فركبت معه، فمضينا حتي أتينا منزل حفص الكناسي فاستخرجته فركب معنا، ثم مضينا حتي أتينا الغري فانتهينا إلي قبر، فقال: انزلوا هذا قبر أمير

ص: 485

المؤمنين عليه السلام. فقلنا: من أين علمت؟ فقال: أتيته مع أبي عبد الله عليه السلام حيث كان بالحيرة غير مرة وخبرني أنه قبره!

- ومما يؤيد أنه ليس في الكوفة، ما ذكره في عون المعبود:8 /310: وقال العيني وأما نقل الميت من موضع إلي موضع فكرهه جماعة وجوزه آخرون. وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء في خلافة علي قال شريك: نقله ابنه الحسن إلي المدينة.

وقال المبرد عن محمد بن حبيب أول من حول من قبر إلي قبر علي رضي الله عنه. وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز قال لما قتل علي بن أبي طالب حملوه ليدفنوه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم. انتهي. فهذه الروايات تشير الي أنه ليس في الكوفة، كما تشير الي إخفاء الامام الحسن لقبره، محافظة عليه لما كان يعلم من تسلط بني أمية!! وانظر الي هذه الرواية التي تدل أن معاوية هم أن يفتش عن القبر حتي يعرفه فينبشه! في شرح الأخبار للقاضي النعمان:3 /161:

ثم استشار معاوية في نبش قبر علي عليه السلام عبد الله بن عامر بن كريز، فقال: ما أحب أن تعلم مكان قبره، ولا أن تسأل عنه، ولا أحب أن تكون هذه العقوبة بيننا وبين قومنا، فقبل معاوية من عبد الله ما أشار به عليه، وأعرض عن رأي مروان فيما أشار به من نبش قبر علي!!!

وكتب (محب السنة) بتاريخ 1-10-1999، السادسة والنصف مساءً:

أما رواية محمد بن يعقوب الكليني فلا يعتمد عليها لتأخر وفاته، فقد توفي عام 329 ه-، وما ذكر في عون المعبود وتاريخ الخلفاء ليس فيه دليل علي ما تريد، وإنما هو خبر ظني وغاية ما يفيد لو صح أن القبر في المدينة، وهو دليل

ص: 486

علي عدم التيقن من مكان القبر.

وقولك: وهذه الروايات تشير الي أنه ليس في الكوفة، كما تشير الي إخفاء الامام الحسن لقبره، محافظة عليه لما كان يعلمه من تسلط بني أمية، اعتراف منك ببعض الحق، وهو عدم معرفة مكانه بسبب إخفاء الحسن له.

أما أن معاوية أراد نبش قبر علي فلا نظن ذلك بمعاوية، فنحن عندنا روايات علي الضد مما تقول، وإن كنا نقول إن الحق مع علي، وإنه أفضل من معاوية، منها ما رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 84-8) أن رجلا من أصحاب علي ومحبيه وهو ضرار بن ضمرة الكناني دخل مجلس معاوية وهو يعلم حبه لعلي ونصرته له فيستنطقه معاوية ليسمع منه وصفاً لعلي وتعداداً لفضائله فقال له: صف لي علياً، فقال: أو تعفيني با أمير المؤمنين قال: لا أعفيك، قال: أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلم، كان والله غزير العبرة طويل الفكرة، يقلب كفه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله. فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله وغارت نجومه يميل في محرابه قابضاً علي لحيته يتملل تململ السليم ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا - يتضرع إليه - ثم يقول للدنيا: إليَّ تعرضتِ، إلي تشوفتِ، هيهات هيهات، غري غيري، قد بتتك ثلاثاً فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير.. آهٍ

ص: 487

من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق!! فوكفت دموع معاوية علي لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال: كذا كان أبو الحسن رحمه الله، كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: وجد من ذبح واحدها في حجرها، لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها، ثم قام فخرج.

فما أنكر معاوية شيئاً مما سمع، بل أقر ضراراً وترحم علي علي.

- وقال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء:5 الصفحة:436: والمقصود أن علياً رضي الله عنه لما مات صلي عليه ابنه الحسن فكبر عليه تسع تكبيرات، ودفن بدار الإمارة بالكوفة خوفاً عليه من الخوارج أن ينبشوا عن جثته، هذا هو المشهور. ومن قال إنه حمل علي راحلته فذهبت به فلا يدري أين ذهب فقد أخطأ وتكلف ما لا علم له به، ولا يسيغه عقل ولا شرع.

وما يعتقده كثير من جهلة الروافض من أن قبره بمشهد النجف فلا دليل علي ذلك ولا أصل له، ويقال إنما ذلك قبر المغيرة بن شعبة، حكاه الخطيب البغدادي عن أبي نعيم الحافظ عن أبي بكر الطلحي عن محمد بن عبد الله الحضرمي الحافظ عن مطر أنه قال: لو علمت الشيعة قبر هذا الذي يعظمونه بالنجف لرجموه بالحجارة، هذا قبر المغيرة بن شعبة.

قال الواقدي: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن أبي فروة قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر كم كان سن علي يوم قتل؟ قال: ثلاثاً وستين سنة. قلت: أين دفن؟ قال: دفن بالكوفة ليلاً وقد غبي عني دفنه، وفي رواية عن جعفر الصادق أنه كان عمره ثمانياً وخمسين سنة، وقد قيل إن علياً دفن قبلي المسجد الجامع من الكوفة، قاله الواقدي، والمشهور بدار الإمارة، وقيل بحائط جامع الكوفة...

ص: 488

وقد حكي الخطيب البغدادي عن أبي نعيم الفضل بن دكين أن الحسن والحسين حولاه فنقلاه إلي المدينة فدفناه بالبقيع عند قبر فاطمة. وقيل إنهم لما حملوه علي البعير ضل منهم فأخذته طيء يظنونه مالاً، فلما رأوا أن الذي في الصندوق ميت ولم يعرفوه دفنوا الصندوق بما فيه، فلا يعلم أحد أين قبره، حكاه الخطيب أيضاً. وروي الحافظ ابن عساكر عن الحسن بن علي قال: دفنت علياً في حجرة من دور آل جعدة. وعن عبد الملك بن عمير قال: لما حفر خالد بن عبد الله أساس دار ابنه يزيد استخرجوا شيخاً مدفوناً أبيض الرأس واللحية كأنما دفن بالأمس فهم بإحراقه ثم صرفه الله عن ذلك، فاستدعي بقباطي فلفه فيها وطيبه وتركه مكانه. قالوا وذلك المكان بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد في بيت إسكاف. وما يكاد يقر في ذلك الموضع أحد إلا انتقل منه.

وعن جعفر بن محمد الصادق قال: صلي علي علي ليلاً ودفن بالكوفة، وعمي موضع قبره، ولكنه عند قصر الإمارة.

وقال ابن الكلبي: شهد دفنه في الليل الحسن والحسين وابن الحنيفة وعبد الله بن جعفر وغيرهم من أهل بيتهم، فدفنوه في ظاهر الكوفة، وعموا قبره خيفة عليه من الخوارج وغيرهم.

وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 1-10-1999، الثامنة مساءً:

أنا أسال إن كان علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام دفن في هذا المكان أو غيره، فهل هذا يغير موضوع أنه علي حق أو علي باطل؟ هل يغير هذا أن علي ظلم أم لم يظلم؟ هل يغير أن الذين ظلموا علياً سيدخلون الجنة أو النار؟ هل يغير واقع من مظلومية الرسول وأهل بيته أو عدم مظلوميتهم؟

يعني إذا دفن في هذا المكان أو غيره تغير من شهادة لا اله إلا الله؟

ص: 489

أعتقد أنا أن المهم هو: ظُلِمَ الرسول أم لم يظلم؟ وظلموا أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين أم لا؟ بعبارة أوضح تآمروا علي النبي وأهل بيته ام لا؟

واتركوا الشيعة وغالبية سنة العراق يزورون قبر علي بن أبي طالب في النجف، لأنهم يعتقدون هذا هو قبر علي بن أبي طالب! واذهبوا أنتم وزوروا قبر معاوية في الشام، وانكم ترون أن زيارة القبور حرام (كذا) فهذا كلام (ماخوذ خيره)! فالمهم هل سرقت الخلافة أم لا؟ وهل ظلموا أهل الكساء عليهم السلام أم لا؟

وكتب (العاملي) بتاريخ 2-10-1999، الثانية عشرة والربع صباحاً:

أولاً، إن الوضع الطبيعي أن يدفن المغيرة بن شعبة في مقبرة ثقيف في حي ثقيف لانه ثقفي، وقد أتيت لك بنص في ذلك.. ومقبرة ثقيف في الكوفة وليست في النجف، والمسافة بينهما نحو عشرة كيلو متر.

ثانياً، الروايات في مكان قبره في مصادركم متعارضة لا يمكن قبولها؟! علي أن منها الضعيف ومنها المغرض! ومتي كنتم أنتم، تثقون أنتم بابن الكلبي والواقدي ومطر؟! إلا عند الاشكال علي الشيعة؟!!

ثالثاً، رواياتكم المتعارضة لا تنهض لمعارضة روايات أهل البيت المتفق عليها والصحيحة السند، والكثيرة الي حد التواتر، في أن قبره عليه السلام في ظهر الكوفة عند الغري أو الغريين. وظَهْر الكوفة اسمٌ للنجف الفعلية. وفي رواياتكم ما يوافق ماقاله الائمة من أهل البيت عليهم السلام.

وعندما يتفق أولاد شخص وذريته كابراً عن كابر علي مكان قبر أبهم، ويقول آخرون بخلافه وتضطرب أقوالهم.. لا يمكن ترجيح قول من أقوال البعداء المتناقضة، ورد قول أولاد الميت المتفق عليه عندهم وعند شيعتهم!

ص: 490

ورابعاً، كما ذكر لك الاخ الاشتر، أهل البيت وشيعتهم متفقون قديما وحديثا علي مكان قبر أمير المؤمنين عليه السلام، وأنت تعتقد أنه في مسجد الكوفة أو في جانب قصر الامارة.. فإذا ذهبت الي هناك فزره هناك.. ولكن المهم مكانة علي الشرعية التي جعلها الله له ورسوله، وظلم تحالف قبائل قريش له، ولأهل بيته ومعصيتهم لنبيهم فيهم!! والمهم لنا اليوم: عمن نأخذ معالم ديننا؟!

ها نأخذه عن تحالف القبائل ضد أهل البيت، ومن رواتهم وعلماء دولهم، أم من الذين أوصانا بهم نبينا صلي الله عليه وآله وجعلهم عدل القرآن؟!

وكتب (محب السنة) بتاريخ 2-10-1999، السابعة والنصف صباحاً:

لم نتحدث عن مكانة علي وفضله. ويعلم الله أني أحب علياً أكثر مما تحبونه وأفديه بنفسي وأهلي. ولكني أوردت هذا مثالاً علي تخبطكم وبناء دينكم علي الظنون، دون مستند من عقل أو شرع، وقد حاول التدليس كعادته ليثبت صحة مكان القبر ولكنه لم يستطع.

فأجاب (العاملي) بتاريخ 2-10-1999، العاشرة إلا ربعاً صباحاً:

عندما يقرر محب السنة الاعراض عن عمد عن كل ما روي عن أهل البيت وشيعتهم عليهم السلام في مكان قبر علي عليه السلام.. ولا يحب أن يري شيئاً منه، ولا يسألني كم عدد هذه الآثار ومدي صحتها..

ثم يقرر أن يغمض عينيه (البصيرتين) عن تعارض مصادرهم وتضاربها في مكان القبر الشريف.. تكون النتيجة: أن النواصب وأتباع ابن تيمية أخبر بمكان قبر علي عليه السلام من ذريته وأولاده الأئمة وشيعتهم، الذين زاروه في النجف من بعد وفاته جيلاً فجيلاً الي الآن!! وتكون النتيجة أيضاً: أن الروافض أخبر من محب ا لسنة بقبر أجداده المحبين للسنة أو المحبين لشئ آخر!!

ص: 491

ثم كتب (العاملي) في شبكة هجر، بتاريخ 2-10-1999، الرابعة عصراً موضوعاً بعنوان (الي محب السنة.. من أدلتنا علي أن قبر علي عليه السلام في نجف الكوفة) قال فيه:

الي الأخ محب السنة.من أدلتنا علي أن قبر علي عليه السلام في نجفة الكوفة: خلاصة من كتاب (فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي) تأليف السيد عبد الكريم بن طاووس الحسني- المتوفي سنة 693 هجرية.

ونشر منه العاملي مقدمة الكتاب، وفهرس فصوله.. تركناها اختصاراً.

فكتب (محب السنة) بتاريخ 2-10-1999، العاشرة مساءً:

يا عاملي لا شك عندي أنك باحث مطلع، ولكني ألمس مما تنقله وتتوصل إليه من نتائج أنك لا تستطيع التخلص من موروثاتك العقدية، فأنت أسير لها دوماً وهذا مشكلة يشاركك فيها كثير من الباحثين وما نقلته من كتاب فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي تأليف السيد عبد الكريم بن طاووس الحسني- المتوفي سنة 693 هجرية يخالف الشرط الذي ذكرته سابقاً، وهو ذكر مصادر متقدمة ترجع إلي بداية القرن الثالث الهجري، وتسبق وقت الرواية المنسوبة للرشيد التي لا شك عندي أنها هي المستند الوحيد لدي الشيعة حين ظنوا أن ذلك القبر هو قبر علي، مع أني أيضاً استبعد أصلاً صحة الرواية.

ثم إن ما نقلته من هذا الكتب الذي يدعي مؤلفه تأكيد الخبر ويزعم أنه متواتر يظهر في الحقيقة اختلاف الفهم لمعني المتواتر بين السنة والشيعة، فالمتواتر عندنا ما رواه جماعة يستحيل في العادة أن يتواطئوا علي الكذب فيكون الخبر له طرق عديدة يختلف كل طريق منها عن الآخر وهذا مالم يورده

ص: 492

المؤلف، فهو أولا أقر بأنه دفن سراً فقال: نقول: لاخلاف بيننا وبينكم انه عليه السلام دفن سراً، ثم بني قوله بالتواتر علي ما يروي عن آل البيت مما أخبروا به أتباعهم بمكان قبره، وفي هذه الحالة يشترط اتصال السند إليهم بطرق متعددة وهذا مالم يورده المؤلف، ومن ثم ينتفي القول بتواتر الخبر، ثم أدلة عقلية سبق أن ذكرتها أنت سابقاً، وهي قوله وأقول أيضاً: ان كل ميت أهله أعلم بحاله في الغالب، وهم أولي بذلك من الأباعد الأجانب إلي آخره... ثم ذكر روايات نسبها إلي النبي صلي الله عليه وسلم لا يعرف لها صحة لمخالفتها العقل والشرع، وليس هذا موضع بيان ذلك.

وأحب التنبيه هنا رداً علي ما كتبه أحد المشاركين من قوله إننا لا نري زيارة القبور ودعوته لأهل السنة بزيارة قبر علي، فأقول نحن نري زيارة القبور امتثالاً لأمر نبينا صلي الله عليه وسلم حيث قال: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، وقد كان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك، ولو أننا عرفنا قبر علي رضي الله عنه وكنا بالقرب منه لزرناه ونحن نتشرف بذلك، ولكن دون دعاء له من دون الله أو طواف علي قبره، أو أن نطلب منه تفريج الكربات وتحقيق الرغبات، لأن ذلك لا يطلب إلا من الله تعالي، ونعلم كذلك أنه لن ينتفع بمعرفتنا لقبره وأنه ليس بحاجة لزيارتنا فهو من هو في الشرف والمكانة، وأنه من المشهود لهم بالجنة ونحن بذلك متبعون لكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.

وكتب (العاملي) بتاريخ 3-10-1999، العاشرة والنصف صباحاً:

أولاً، لم تصبر حتي تري بقية استدلال السيد ابن طاووس، مع أني وضعت لك فهرس أبواب بحثه في أول البحث..

ثانياً، من أين حكمت أن أصل مستندنا في تعيين مكان قبر أمير المؤمنين هو

ص: 493

الرواية عن هارون الرشيد؟!! ألم تلاحظ بقية روايات ابن طاووس؟! وهي جزء قليل مما في مصادرنا!!

ثالثاً، الظاهر أن المتواتر عندكم وعندنا بمعني واحد.

رابعاً، هذا قسم آخر من كتاب فرحة الغري أرجو ان تلاحظه، ولا تتعجل بالحكم …ونقل له من فرحة الغري أكثر من عشرين نصاً مسنداً … منها:

الباب الثالث: فيما ورد في ذلك عن الحسن والحسين عليهما السلام:

13- وبالاسناد عن جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن الحسين الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين الخلال، عن جده، قال: قلنا للحسن بن علي أين دفنتم امير المؤمنين صلوات الله عليه؟ فقال: خرجنا به ليلاً حتي مررنا علي مسجد الأشعث، حتي خرجنا الي ظهر ناحية الغري.

14 - عن الطوسي (ومن خطه نقلت) عن محمد بن النعمان، عن (محمد بن أحمد بن داود)، عن محمد بن نكار النقاشي، قال: حدثنا الحسن ابن محمد الفزاري، قال: حدثني الحسن بن علي النحاس، قال: حدثنا جعفر بن الرماني، قال: حدثني يحيي الحمامي، قال: حدثني محمد بن عبيد الطيالسي، عن مختار التمار، عن أبي مطر قال: لما ضرب ابن ملجم الفاسق أمير المؤمنين، قال له الحسن: أقتله؟ قال: لا، ولكن احبسه، فإذا مت فأقتلوه، فإذا مت فأدفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود وصالح. انتهي.

ولكن محب السنة غاب، ولم يعلق بشئ!!

غير أن (محب السنة) بقي مصراً علي إثارة التشكيك في مكان قبر أمير

ص: 494

المؤمنين عليه السلام، فكتب في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 25-3-200، السابعة مساءً موضوعاً بعنوان (أفيقوا أيها الشيعة الذي بالنجف قبر المغيرة ليس قبر علي!!) ونشر فيه كلامه السابق في شبكة هجر، دون ردود الشيعة عليه!!

فأجابه (ناصر) بتاريخ 25-3-2000، العاشرة إلا ربعاً مساءً:

ماهذا الاكتشاف المذهل يا رجل!

وبما أن ابن تيميه هو القائل فالقول ماقال ابن تيمية! أنصحك بتسجيل براءة الاكتشاف باسمك، أو باسم ابن تيميه قبل أن يطير منك!

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب

وإن كنت بالقربي حججت خصيمهم فغيرك أولي بالنبي وأقرب

وكتب (متي اللقيا) بتاريخ 25-3-2000، العاشرة والثلث ليلاً:

المقدمه الطويله العريضه اللي كاتبنها ليش.. حرام بناء القبور واستدلالات.. بعدين القبر اللي في النجف قبر شخص آخر غير الامام علي... اكتشافك خطير! سجل براءة الاختراع، مثل ما سبقني الأخ في اقتراحه!!

وكتب (العاملي) بتاريخ 25-3-2000، العاشرة النصف ليلاً:

أضيف.. أن ابن تيمية صار أخبر بمكان قبر أمير المؤمنين عليه السلام من أولاده وذريته وشيعته!! لقد تتبعوا أمير المؤمنين بالاذي في حياته.. وبقي عليهم أن يتتبعوه بعد مماته، ليشككوا الناس في قبره، ويمنعوا الشيعة والسنة ن زيارته!!

وكتب (محب السنة) في 25-3-2000، الحادية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

سبق يا عاملي أن ناقشنا هذا الموضوع في ساحة هجر، ولم تستطع أن تأتي بأي رواية كتبت قبل القرن الثالث الهجري ولو من مصدر شيعي تثبت أن علياً

ص: 495

دفن بكربلاء (يقصد النجف، وهكذا كان كتبها في العنوان فصححناه) ولا زال التحدي قائماً.

وكتب (العاملي) بتاريخ 25-3-2000، الحادية عشرة والربع ليلاً:

نعم يامحب السنة، وأتيتك بعدة أحاديث صحيحة من كتاب فرحة الغري لابن طاووس وغيره، مسندة الي الامامين الحسنين، والامام الصادق والامام الباقر عليهم السلام، فرددتها بحجة أنها أحاديث لم تدون قبل الوقت الذي تريده!!

وإذا جئت لي أنت برواية صحيحة علي مكان قبر جدك، فيمكنني أن أردها وأقول إنه قبر شخص سيخي، لأن روايتك لم تسجل في المحكمة الشرعية!!!

وكنت أحب أن أسألك عن معني اسمك، فهل السنة التي تحبها هي التي قال عنها إمامك عمر: لاحاجة لنا بها! حسبنا كتاب الله!!

وكتب (محب السنة) بتاريخ 26-3-2000، التاسعة صباحاً:

وهل يقبل العقل يا عاملي أن تخلو كتب العلم لمدة ثلاثة قرون من ذكر قبر علم من الأعلام وليس كأي علم!! وعلي فرض خلو كتب السنة الذين لا يهتمون بالبناء علي القبور والطواف عليها، فما بالك بمن يعتقدون في علي من الشيعة أيعقل أن يهملوا في مدوناتهم ذكر قبر علي، ولا يشيرون إليه ولو مجرد إشارة ثلاثة قرون متتالية، أم أن عقيدة الشيعة المتقدمين غير عقيدة المتأخرين، فلم يُعرف الغلو والطواف علي القبور ودعوة الأموات من دون الله إلا بعد القرون الثلاثة.

أما السنة التي أحبها فهي التي يحبها الفاروق عمر رضي الله عنه ويقضي بها، والتي أخذها من مشكاة النبوة. ولكل مقام مقال، والمنصف يعرف مراد عمر رضي الله عنه.

ص: 496

وكتب (عراقي) بتاريخ 26-3-2000، العاشرة والنصف صباحاً:

سؤالك هذا جيد يامحب: فهل لك أن تجبني عليه، السؤال: (وهل يقبل العقل أن تخلو كتب العلم لمدة ثلاثة قرون من ذكر قبر علم من الأعلام وليس كأي علم)، فأين تعتقد يامحب قبر أمير المؤمنين؟ وما هو دليلك؟ ولماذا خلت كتب العلم من ذكره ثلاثة قرون؟

فأجاب (العاملي) بتاريخ 26-3-2000، الواحدة ظهراً:

أولاً، لا أنت يا محب السنة ولا إمامك ابن تيمية من أهل التتبع والتحقيق والحمد لله.. فلاحظ أنه فيما نقلته عنه وقلدته به أنه مثلك لم يسند كلامه الي مصدر!! بل تراه يقول (المعروف عند أهل العلم.. المتفق عليه.. أجمع أهل السنة) وكل كلامه ادعاء أجوف، أو ادعاء كاذباً!!

وأنت.. أثرت شبهة علي مكان قبر أمير المؤمنين عليه السلام بدون أن تذكر لها مصدراً واحداً وتبحث تعارض الروايات؟!! وهذا يدل علي أنك غير موضوعي وأن هدفك فقط إثارة الشبهة، لعلها تؤثر في صرف الشيعة والسنة عن زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام في النجف، فتفرح بذلك ويفرح معك أصحابك النواصب!!

ثانياً، لماذا تريد مصدراً مؤلفاً في القرون الثلاثة الاولي، وليس بعدها؟! وأنت تعرف أن كثيراً من الحقائق ذكرت في مؤلفات بعد القرون الثلاثة، ولكنها مسندة عن رواة ثقات الي القرن الأول. وإذا فتحت هذا الباب الذي تتصوره علمياً، لسألناك عن كثير من الأشياء لا وجود لها في مؤلف قبل القرن الثاني، وحتي الخامس.. ومن ذلك: أعطني مصدراً يذكر الصلاة علي الصحابة مع النبي صلي الله عليه وآله.. أعطني مصدراً يثبت أن اسم أهل السنة والجماعة اسم لمخالفي أهل البيت وشيعتهم من القرن الأول.. الخ.

ص: 497

ثالثاً، وجدت لك ثلاثة كتب مؤلفة قبل القرن الثالث، تذكر أن قبر أمير المؤمنين عليه السلام في ظهر الكوفة بالنجف.. فهل تقنع؟! لا أظنك!!

الأول، كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري المتوفي سنة 212

والثاني، كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي المتوفي سنة 283

والثالث، وهو أبلغ لأن مؤلفه سني! وهو: كتاب مقتل الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد المعروف بابن أبي الدنيا، المولود سنة 208 والمتوفي سنة 281.. قال في ص 79 تحت عنوان (موضع دفن علي رحمة الله عليه): حدثني أبي رحمه الله، عن هشام بن محمد، قال: قال لي أبو بكر بن عياش: سألت أبا حصين وعاصم بن بهدلة والأعمش وغيرهم فقلت: (هل) أخبركم أحد أنه صلي علي علي أو شهد دفنه؟ قالوا: لا. فسألت أباك محمد بن السائب فقال: أخرج به ليلا خرج به الحسن والحسين وابن الحنفية وعبد الله بن جعفر وعدة من أهل بيتهم فدفن في ظهر الكوفة. قال (أبو بكر ابن عياش): فقلت لابيك: لم فعل به ذلك؟ قال: مخافة أن تنبشه الخوارج أو غيرهم. ورواه ابن عساكر في تاريخه: 3 / 376 برقم 1438، من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي الغارات للثقفي: 2 / 846: لما حضرت أمير المؤمنين عليه السلام الوفاة قال للحسن والحسين عليهما السلام: إذا أنا مت فاحملاني علي سريري ثم أخرجاني واحملا مؤخر السرير فانكما تكفيان مقدمه ثم ائتيابي الغريين فإنكما ستريان صخرة بيضاء فاحتفرا فيها فإنكما ستجدان فيها ساجة فادفناني فيها، فلما فعلا ما أمرهما ووجدا الساجة مكتوبا فيها: (هذا ما ادخر نوح عليه السلام لعلي بن أبي طالب) فدفناه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله تعالي لامير المؤمنين عليه السلام، فلحقنا قوم

ص: 498

من الشيعة لم يشهدوا الصلوة عليه، فأخبرناهم بماجري فقالوا: نحب أن نعاين من أمرها ماعاينتم. فقلنا لهم: إن الموضع قد عفي أثره لوصية منه عليه السلام، فمضوا وعادوا.

ويؤيده مارواه الطبراني في المعجم الكبير: 4 / 56: محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا طلق بن غنام عن يونس بن عكرمة أن خبابا أوصي أن يدفن في ظهر أهل الكوفة. وراجع الاستيعاب 1: 438.

ومن المعروف أن الصحابي خباباً رحمه الله من خاصة شيعة علي عليه السلام وأنه توفي قبله بأقل من سنة، فلا أن يكون عرف أن أمير المؤمنين سيدفن هناك وأراد أن يكون في جواره. انتهي.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 26-3-2000، السابعة مساءً:

لعلنا نستفيد الموضوعية والمنهج العلمي السليم والأمانة في النقل منك ياعاملي! إن شيخ الإسلام وهو العالم المحقق الأمين في النقل والنقد، والمشهور بإنصافه وتحريه للحق حين يقول: (المعروف عند أهل العلم.. المتفق عليه.. أجمع أهل السنة) يعرف مدلولات هذه الألفاظ، ويعلم علم اليقين أنه لو لم يكن قوله موافقاً للحق لانبري له من يرد عليه، وهذا ما لم يحصل (!!) فرغم تتابع القرون لم يعلم أحد ممن يعتد بقوله قال بتخطئة شيخ الإسلام (!!!).

أما قولك: أثرت شبهة علي مكان قبر أمير المؤمنين عليه السلام بدون أن تذكر لها مصدراً واحداً؟ فأقول: أي إنصاف أعظم ممن يكتفي بأي إشارة لمكان القبر وأنه في النجف بغض النظر عن مصدر الخبر، سواء كان في كتب الشيعة أو السنة ويفتح المجال للباحث في أن يبحث فيما كتب عبر ما يقارب 300 سنة.

ص: 499

أما قولك: إن هدفك فقط إثارة الشبهة لعلها تؤثر في صرف الشيعة والسنة عن زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام في النجف، فتفرح بذلك ويفرح معك أصحابك النواصب.

فأقول: إن الدليل علي محبة علي رضي الله عنه ليس في زيارة قبره والطواف عليه ودعائه من دون الله كما يفعل الشيعة، ولكن في اقتفاء أثره والاهتداء بهديه.

أما قولك: لماذا تريد مصدراً مؤلفاً في القرون الثلاثة الأولي، وليس قبلها؟!

فأقول: لأن قبر علي رضي الله لم يعرف قبل هذا التاريخ، ولأن فيها دليل علي أن الشيعة يبنون معتقداتهم علي الأوهام والظنون ويقبلون كل ما يوافق أهواءهم وإن كان مخالفاً للعقل والشرع، فلم يذكر أن قبر علي في النجف إلا استناداً للحكاية المنسوبة للرشيد، ولم تثبت عنه كما قال شيخ الإسلام (إنما أظهر بعد نحو ثلاثمائة سنة من موت علي في إمارة بني بويه، وذكروا أن أصل ذلك حكاية بلغتهم عن الرشيد أنه أتي إلي ذلك المكان وجعل يعتذر إلي من فيه مما جري بينه وبين ذرية علي) ومعروف أن دولة بني بوية دولة شيعية.

أما قولك: وأنت تعرف أن كثيراً من الحقائق ذكرت في مؤلفات بعد القرون الثلاثة، ولكنها مسندة عن رواة ثقات الي القرن الأول.

فأقول: إن التدوين للعلم بمختلف فروعه قد بدأ حتي قبل المائة الأولي والأحاديث مثلا قد بدأ جمعها وتدوينها علي رأس المائة كما هو معلوم.

وقولك: إذا فتحت هذا الباب الذي تتصوره علمياً، لسألناك عن كثير من الأشياء لا وجود لها في مؤلف قبل القرن الثاني، وحتي الخامس..

فأقول: نحن أهل السنة لا نبني ديننا علي الظنون كما هو الحال بالنسبة لكم،

ص: 500

ولذك عندنا النقد للروايات والأسانيد، فما صح قبلناه وما لم يثبت رفضناه.

أما قولك: أعطني مصدراً يذكر الصلاة علي الصحابة مع النبي صلي الله عليه وآله.

فهذا من الدعاء ونحن لا نفرد الصحابة بالدعاء، والصلاة عليهم تبعاً وليست استقلالاً، والأمر في هذا واسع. ونحن لا نخالف آل البيت، فآل البيت من أئمة أهل السنة والجماعة، ونحن أولي بهم منكم!! ثم إن هذه المسائل التي أثرتها ليست داخلة فيما نحن بصدده، ويمكنك أن تفتح فيها موضوعاً خاصاً، ونحن علي استعداد لمناقشتها.

أما ما نقلته من المصادر التي زعمت أنها تثبت أن قبر علي في النجف فهي دليل علي عجزك، وكل من قرأها وهو منصف يستنتج ذلك. فالأول ورد فيه: عن هشام بن محمد، قال: قال لي أبو بكر بن عياش: سألت أبا حصين وعاصم بن بهدلة والأعمش وغيرهم فقلت: (هل) أخبركم أحد أنه صلي علي علي أو شهد دفنه؟ قالوا: لا. فسألت أباك محمد بن السائب فقال: أخرج به ليلا خرج به الحسن والحسين وابن الحنفية وعبد الله بن جعفر وعدة من أهل بيتهم فدفن في ظهر الكوفة. قال (أبو بكر ابن عياش) فقلت لأبيك: لم فعل به ذلك؟

قال: مخافة أن تنبشه الخوارج أو غيرهم. وهو يؤيد ما ذكرنا من أنه عمي قبره مخافة أن تنبشه الخوارج.

والثاني ورد فيه …:(هذا ما ادخر نوح عليه السلام لعلي بن أبي طالب)!! مثال علي تعلق الشيعة بالخرافات وولعهم بها.

والثالث ورد فيه: محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا طلق بن غنام عن يونس بن عكرمة أن خباباً أوصي أن يدفن في ظهر أهل الكوفة.

ص: 501

وهذه الروايات كلها تؤيد ما قاله شيخ الإسلام وتثبت صدق قوله، وأنه عالم منصف محقق. وتثبت أن القبر الذي في النجف لادليل علي أنه قبر علي رضي الله عنه. أما أنت فلم تستطع أن تحل الإشكال ولن تستطيع، فالأولي لك ولقومك الاعتراف بهذا الخطأ التاريخي، والرجوع إلي الحق.

وكتب (الخزاعي) بتاريخ 26-3-2000، السابعة والنصف مساءً:

يا محب السنة: إنك والله تكابر.. يا محب السنة أنا أدلك علي قبر علي (علیه السلام) ولا مجال لك أن تشكك. إن قبر علي في قلوب محبيه:

لا عذب الله أمي أنها شربت حب الوصي وغذتنيه باللبن

وكان لي والد يهوي أبا حسن فصرت من ذي وذا أهوي أبا حسن

وكتب (محب السنة) بتاريخ 26-3-2000، التاسعة والنصف مساءً:

أي مكابرة يا خزاعي وأنا أطلب دليلاً ولو من مصادركم (!!)

هذا منتهي الإنصاف.

وكتب (عراقي) بتاريخ 26-3-2000، التاسعة والنصف مساءً:

إن الذي يدلنا علي الموضع الحقيقي لقبر سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هم الأئمة من بعده من آل محمدٍ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، الذين دأبوا علي زيارته وعرفوا بذلك شيعتهم ومواليهم.

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الي ولاء آل بيت نبيه واتباع الحق الذي جاؤوا به، نحمده حمداً كثيراً إذ لم يجعلنا من فرق الضلالة التي ستدخل جهنم بسوء ما اختاروا أئمةً لهم من أعداء آل بيت نبيهم.

وكتب (العاملي) بتاريخ 26-3-2000، التاسعة وأربعين دقيقية مساءً:

ص: 502

لماذا رددت رواية ابن أبي الدنيا وهو عندكم من الأئمة الموثوقين؟! هل أنت خبير بالجرح والتعديل فوجدت فيها ما يوجب ضعفها؟!! وهل تعرف أنه أورد في كتابه المذكور روايات عديدة مسندة غيرها؟! ثم كيف قلت إنها تؤيد قول ابن تيمية؟! أليس هذا تحكماً ومكابرة؟!!

وكتب (محب السنة) بتاريخ 26-3-2000، العاشرة إلا ربعاً مساءً:

ماذا في رواية ابن أبي الدنيا أعد قراءتها لتري أنها تؤيد ما قاله شيخ الإسلام …

وأجابه (العاملي) بتاريخ 26-3-2000، العاشرة والنصف مساءً:

(ظهر الكوفة) اسم للنجف أو نجفة الكوفة، وفيها علمان اسمهما (الغريان) وهما بناءان مصبوغان بناهما النعمان بن المنذر، وهما عند الذكوات البيض، وعند الطور أو الطارات.. وتاريخ المنطقة مدون مفصل أيها الأخ.. ولو كنت منصفاً لسألتني عما عندنا من روايات، وقرأت مصادرنا التي تتضمن تفاصيل كثيرة، وهي علي الأقل تصلح لك شواهد توجب رفع كثير من المجهولات لديك..

أما إذا كنت مقلداً ابن تيمية وقررت أن لا تغير رأيك، حتي لو حاصرتك الأدلة.. فهذا مرض ماله دواء!!!

وكتب (محب السنة) في 26-3-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

حبذا لو أيدت قولك بالرجوع إلي معجم البلدان للحموي مثلاً، لأنه متخصص في هذا المجال.

وكتب (العاملي) بتاريخ 27-3-2000، الواحدة صباحاً:

ص: 503

غفر الله لك إن كنت أهلاً يامحب السنة، فقد أسهرتني لقلة اطلاعك:

- قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: 4 / 196: الغريان: تثنية الغري، وهو المطلي، الغراء، ممدود: وهو الغراء الذي يطلي به، والغري فعيل بمعني مفعول، والغري: والحسن من كل شئ، يقال: رجل غري الوجه إذا كان حسنا مليحا، فيجوز أن يكون الغري مأخوذاً من كل واحد من هذين. والغري: نصب كان يذبح عليه العتائر، والغريان: طربالان وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

- وقال في: 5 / 271: النجف: بالتحريك، قال السهيلي: بالفرع عينان يقال لأحداهما الربض وللاخري النجف تسقيان عشرين ألف نخلة، وهو بظهر الكوفة كالمسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها، والنجف: قشور الصليان، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقد ذكرته الشعراء في أشعارها فأكثرت، فقال علي بن محمد العلوي المعروف بالحماني الكوفي:

فياأسفي علي النجف المعري *** وأودية منورة الأقاحي

وما بسط الخورنق من رياض *** مفجرة بأفنية فساح …

وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي يمدح الواثق ويذكر النجف:

يا راكب العيس لا تعجل بنا وقف *** نحي داراً لسعدي ثم ننصرف …

ما إن أري الناس في سهل ولا جبل *** أصفي هواء ولا أعذي من النجف

كأن تربته مسك يفوح به *** أو عنبر دافه العطار في صدف

حفت ببر وبحر من جوانبها *** فالبر في طرف والبحر في طرف

وبين ذاك بساتين يسيح بها *** نهر يجيش بجاري سيله القصف

ص: 504

وقال في: 5 / 272: خطبهم زياد ودعاهم إلي بيعة أبي بكر، رضي الله عنه، فنكص الأشعث عن بيعة أبي بكر، رضي الله عنه، ونهاه ابن امرئ القيس بن عابس فلم ينته فكتب زياد إلي أبي بكر بذلك فكتب أبو بكر إلي المهاجر بن أبي أمية وكان علي صنعاء بعد قتل العنسي أن يمد زياداً بنفسه ويعينه علي مخالفيه..

- وقال الخليل في كتاب العين: 4 / 38: ورجل ظهري: من أهل الظهر. ولو نسبت رجلاً إلي ظهر الكوفة لقلت: ظهري، وكذلك لو نسبت جلداً إلي ظهر قلت: جلد طهري. والظهران من قولك: أنا بين ظهرانيهم وظهريهم.

- وقال ابن سلام في غريب الحديث: 1 / 240: وروي عن بيان قال: كنت أمشي مع الشعبي بظهر الكوفة فالتفت إلي بيوت الكوفة فقال: هذه كفات الأحياء، ثم التفت إلي المقبرة فقال: وهذه كفات الأموات يريد تأويل قوله: ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياء وأمواتاً.

- وقال الحربي في غريب الحديث: 3 / 998: حدثني ربعي بن الجارود: سمعت الجارود أن أبا الفرزدق نافر رجلا بظهر الكوفة علي أن يعقر هذا مائة إذا وردت الماء فغذوا عليها، وغدا الناس يلتمسون اللحم، فخرج عليهم علي وعبد الله فقالا: لا تأكلوا فإنها أهل بها لغير الله.

- وقال الجوهري في الصحاح: 2 / 689: سنمار: اسم رجل رومي بني الخورنق الذي بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فخر ميتا كيلا يبني لغيره مثله، فضربت به العرب المثل فقالوا: جزاء سنمار. قال الشاعر: جزتنا بنو سعد بحسن..... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب

وقال البكري في معجم ما استعجم: 1 / 203: أنقرة، بفتح أوله وسكون ثانيه

ص: 505

وكسر القاف، بعدها راء مهملة، علي وزن أفعلة: موضع بظهر الكوفة، أسفل من الخورنق، كانت إياد تنزله في الدهر الأول، إذا غلبوا علي ما بين الكوفة والبصرة، وفيه اليوم طيئ وسليح. انتهي.

ولعل اسم أنقره التركية جاء من هنا لان جند طي فتحوت أرضها؟

- وقال ابن منظور في لسان العرب ج 2 ص 153: حديث الشعبي: أنه كان بظهر الكوفة فالتفت إلي بيوتها، فقال: هذه كفات الأحياء، ثم التفت إلي المقبرة، فقال: وهذه كفات الأموات، يريد تأويل قوله، عز وجل: ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا.

- وقال ابن منظور في لسان العرب: 9 /624: الأعرابي: النجفة المسناة، والنجف التل. ال الأزهري: والنجفة التي بظهر الكوفة، وهي كالمسناة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها.

- وقال الزبيدي في تاج العروس: 4 / 58: الغريان: مثني هما بظاهر الكوفة حيث قبر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، زعموا أنهما بناهما بعض ملوك الحيرة.

- وقال في: 6 / 251: السهلي بالفرع عينان يقال لأحدهما الغريض وللآخر النجف يسقيان عشرين ألف نخلة، وهو بظهر الكوفة كالمسناة، وبالقرب من هذا الموضع قبر أميرالمؤمنين علي بي أبي طالب رضي الله عنه.

- وقال في:10 / 264: ومنه الغريان) وهما (بنا آن مشهوران بالكوفة) عند الثوية حيث قبر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه زعموا أنهما بناهما بعض ملوك الحيرة قاله نصر: وفيهما يقول الشاعر:

لو كان شئ له ألا يبيد علي طول الزمان لما باد الغريان

ص: 506

وقال الجوهري: هما بناآن طويلان يقال هما قبرا مالك وعقيل نديمي جذيمة الأبرش وسميا غريين لأن النعمان بن المنذر كان يغريهما بدم من يقتله إذا خرج في يوم بؤسه، فسياق الجوهري يقتضي أنهما سميا بالتغرية وهو الالصاق، وسياق

المصنف أنه من الحسن (ولا غرو ولا غروي).

وكتب (عمار الدهني) بتاريخ 27-3-2000، الحادية عشرة صباحاً:

لا شك في أن قبر الامام علي (علیه السلام) أخفي فترة من الزمن خوفاً من أن تهتك حرمته من قبل أعدائه، أمثال الخوارج وبني أمية، وكان معروفاً عند ولده وخواص شيعته، قبل أن يظهره البويهيون كما ادعاه الكاتب!

فقد نص علي ذلك أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين عن الحسن بن علي بسنده عن الحسن الخلال. ونقل مثله عن الحسن بن علي ابن اعثم الكوفي في تاريخه. ونقل مثل ذلك الحافظ الكنجي في كفاية الطالب بسنده عن الحاكم. ونقل في مقاتل الطالبيين ذلك عن زيدبن علي. وذكر مثل ذلك الحافظ الصاغاني في الشمس المنيرة، وكان أبناؤه وذريته يزورونه في نفس المكان المعروف.

فليراجع في ذلك روايات أهل البيت التي نقلها شيعتهم مثل ابن قولويه المتوفي 367، في كامل الزيارة، والكليني المتوفي 329، وغيره.

وليراجع كتب السنة مثل منتظم ابن الجوزي، فقد ذكر أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون الرسي المقري فقال توفي ابو الغنائم هذا في سنة عشر وخمسمأة وكان محدثاً من أهل الكوفة ثقة حافظاً، وكان من قوام الليل ومن أهل السنة، وكان يقول ما بالكوفة من هو علي مذهب أهل السنة واصحاب الحديث غيري،

ص: 507

وكان يقول مات بالكوفة ثلاث ماة صحابي ليس قبر أحد منهم معروفاً إلا قبر أمير المؤمنين، وهو هذا القبر الذي يزوره الناس الي أن جاء جعفر بن محمد وأبوه محمد بن علي بن الحسين فزاراه الخ. كما زاره أمثال المنصور والرشيد والمقتفي والناصر والمستنصر والمستعصم وغيرهم، فراجع الحوادث الجامعة لابن الفوطي وغيره.

ويؤكد ذلك أن عمارة القبر الأولي أقامها الرشيد، وقد خربها المتوكل وعمرها بعد ذلك محمد بن زيد الداعي الحسني المقتول 287، ثم عمرها عمربن يحيي من أحفاد زيد الشهيد، وهو الذي استرد الحجر الاسود من القرامطة. وكلها سابقة علي عمارة البويهيين!!

هذا وقد صرح بموضع قبره المذكور اليعقوبي المتوفي 292، وابن الطقطقي في الفخري والحموي في معجم البلدان، ومراصد الاطلاع، وابن الأثير، وقال أبو الفداء في المختصر: والأصح - وهو الذي ارتضاه ابن الأثير وغيره - أن قبره هو المشهور بالنجف، وهو الذي يزار اليوم.

وأقر بذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج، وصرح بزيارة سلالة علي المتقدمين والمتأخرين له وأنهم ما زاروا ولا وقفوا إلا علي هذا القبر بعينه. وقال وأولاده أعرف بقبره، وأولاد كل أناس أعرف بقبور آبائهم من الأجانب.

وصرح بذلك القلقشندي في صبح الاعشي، والفخري في تاريخ الوزراء، والكرماني في عمدة الطالب، والدينوري وابن طلحة في مطالب السؤول، وابن الصباغ في الفصول المهمة، وابن شحنة في روضة المناظر، والشبلنجي في نور الأبصار، وصاحب القاموس، وصاحب تاج العروس، وابن كثير، وغيرهم من النسابين وأهل السير. هذا من أهل السنة.. أما الشيعة، فالأمر عندهم أوضح

ص: 508

حتي أنهم ألفوا المؤلفات المستقلة لاثبات هذا الأمر.

وأما ادعاء أنه قبر المغيرة فقد جاء في تاريخ بغداد حاكياً ذلك عن أبي نعيم عن الطلحي عن الحضرمي، ولكن سبط ابن الجوزي عد ذلك من أغلاط أبي نعيم، وقال: إن المغيرة بن شعبة لم يعرف له قبر، وقيل إنه مات بالشام. وراجع ما ذكره ابن أبي الحديد في المقام، وراجع تعيين قبر المغيرة في الأغاني، وما ذكره ابن حبان والحموي وابن الأثير وأنه بالثوية.

وهل تحدث تلك الكرامات التي تحدث عن بعضها ابن بطوطة والحكيم السنائي والشاعر الفردوسي والسيد محمد صالح الترمذي الكشفي وكلهم من أهل السنة من قبر المغيرة المعادي لعلي؟!! أم أن حقه علي التاريخ ان يكون قبره كقبر سيده معاوية لا أزيد.

أما رأي ابن تيمية فلا يعدو أن يكون رأياً انفعالياً كسائر آراءه تجاه الشيعة!! لذلك لايصح أن تؤخذ آراؤه كقضايا مسلمة، بل كما من حقه أن يناقِش، كذلك من حق غيره ذلك أيضاً. والسلام علي من اتبع الهدي.

وكتب (محب السنة) بتاريخ 28-3-2000، الرابعة مساءً:

أشكرك علي هذا الإطراء حين وصفتني بقلة الاطلاع.

ولعلمك أني ذكرتك بكتب المعاجم لسابق علمي بأنك ستجد فيها ما تظن أنه يؤيدك. وقد كان توقعي في محله. لكن ما تمخض عنه بحثك أشبه بحال غريق يتشبث بخيط واه عله يكون سبباً في نجاته، ولم أجد فيما نقلت ما يؤيد ما تريد إثباته، فليس فيه قول فصل مؤكد لقضية بمثل هذه الأهمية. ويبدو لي أنك تريد أن تثبت من خلال ما نقلت أن ظاهر الكوفة يراد به النجف، وهذا احتمال، وإذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال. ومعلوم أن الاسم الواحد قد يشترك فيه أكثر من

ص: 509

مكان.

كما أنك أردت ببعض ما نقلت أن تثبت أن ثمة مكان يقال له النجف، وليس هذا موضع اختلاف. وأشكرك بالمناسبة علي نقل قصيدة إسحاق الموصلي لأني في الحقيقة استمتعت بقراءتها.

هذه الكتب ينقل أصحابها مما وجدوه مدوناً قبلهم، وقد أشار بعضهم إلي النجف، والمؤلفات التي استشهدت بها لا ينطبق عليها الشرط الهام وهو أن يكون المؤلف قد كتب قبل نهاية القرن الثالث، وقبل شيوع الحكاية التي رويت عن الرشيد وØϘʠإلي أن يظهر بنو بويه القبر ويشيعوا ذكره، وهذا كله بعد القرن الثالث الهجري. ثم أين كتب الشيعة المتقدمين المؤرخين منهم أو الفقهاء، ألا يوجد أحد منهم عاصر الحدث أو أتي بعده بفترة وجيزة فتطرق له، أم أن الغلو في الأموات نشأ عند الشيعة متأخراً!

ولعلمك ليس لأهل السنة مصلحة في إنكار مكان قبر علي رضي الله عنه، فهو ليس القبر الوحيد الذي يطاف عليه أو يدعي صاحبه من دون الله، فغيره كثير، ومنها قبر المصطفي صلي الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، وغيرها كثير. ولكنه البحث العلمي الذي يقتضي منا التحري والدقة.

ثم أعاد ما نقله سابقاً عن الطبري من روايات متناقضة!!

وكتب (العاملي) بتاريخ 28-3-2000، الخامسة مساءً:

ما أسهل الجدل والانكار في أمثال موضوعنا وغيره!! ألا تدرك يامحب السنة، أنه من الطبيعي عندما يتوفي شخص مثل أمير المؤمنين علي عليه السلام، ويتعمد آله إخفاء قبره حتي لا يسئ اليه الخوارج الموتورون منه، والامويون الذين أخبر هو أنهم سيتسلطون علي الأمة من بعده.. من الطبيعي أن تكثر الأقاويل في موضع

ص: 510

دفنه، وأن الفيصل في مثل هذه الحالة هو قول أبنائه وخاصته، لأنهم أخبر بالمكان الحقيقي لقبره. علي هذا الاساس، لا شك عندنا في أن قبره عليه السلام في النجف الذي كان يسمي (ظهر الكوفة) ويسمونه أيضاً (الغري والغريين والثوية). وحجتنا في ذلك أن الائمة من أبنائه أجمعوا علي ذلك وزاروا قبره هناك، والزيارة الدعاء التي يقرؤها الشيعة اليوم هي دعاء الامام زين العابدين علي بن الحسين عند قبر جده علي عليهما السلام!!

ثم زاره الامام الباقر والصادق عليهما السلام، ودلوا عليه خاصة الشيعة وعرف بينهم وزاروه خاصة في فترة ضعف دولة بني أمية.. حتي كانت قصة هارون الرشيد وأتي للصيد في تلك المنطقة، وطارد غزالاً فدخل الي ربوة ورجعت الكلاب عن مطاردته أكثر من مرة، فتعجب وسأل، فأخبره شيخ من أهل المنطقة بأن في تلك الربوة قبر علي بن أبي طالب، فأمر بالبناء عليه، وأظهره رسمياً، بعد أن كان ظاهراً معروفاً لذرية علي وخاصة الشيعة..

إن مشكلتك أنت وابن تيمية، أنكم تصورتم أن حكاية هارون الرشيد هي الأساس في تعيين قبر علي عليه السلام! وتصورتم أنه لا يوجد دليل غيرها عند الشيعة فضلاً عن السنة.. وهذا غلطٌ وتعصب!! فقد رويت أنت عن الطبري وغيره أقوالاً مختلفة في مكان قبره، وفيها روايات تؤيد إجماع الشيعة، ومنها الرواية الاخيرة التي نقلتها أنت عن ابن الكلبي، والأخري التي نقلتها لك عن ابن أبي الدنيا، وكلتاهما مع غيرهما تؤيد إجماع الشيعة علي ذلك!!

فكان الأحري بك أن تقول: هناك قول واحد أجمع عليه الشيعة..بينما روي غيرهم أقوالاً متعددة منها ما يوافق رأي الشيعة ومنها ما يخالفه، وما يوافقهم أقوي لانها روايات سنية تامة السند، معتضدة بإجماع أهل الخبرة وأهل القضية،

ص: 511

الذين هم أئمة أهل البيت وشيعتهم!!

وأعيد عليك رواية ابن أبي الدنيا المولود 208 والمتوفي 283، وفقد رددتها أنت بدون حجة إلا لهوي!! قال في كتابه مقتل علي: (موضع دفن علي رحمة الله عليه): حدثني أبي رحمه الله، عن هشام بن محمد، قال: قال لي أبو بكر بن عياش: سألت أبا حصين وعاصم بن بهدلة والاعمش وغيرهم، فقلت: (هل) أخبركم أحد أنه صلي علي علي أو شهد دفنه؟ قالوا: لا. فسألت أباك محمد بن السائب فقال: أخرج به ليلا خرج به الحسن والحسين وابن الحنفية وعبد الله بن جعفر وعدة من أهل بيتهم فدفن في ظهر الكوفة. قال (أبو بكر ابن عياش): فقلت لابيك: لم فعل به ذلك؟ قال: مخافة أن تنبشه الخوارج أو غيرهم.

ورواها ابن عساكر في تاريخه: 3 / 376 برقم 1438من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام …

وطالت مناقشة محب السنة، وظل يكابر ويكرر ما قاله، ولا يأتي يجديد!!

ص: 512

الفصل الثاني عشر: حكم الذين حاربوا عليا

اشارة

ص: 513

ص: 514

الذين قاتلوا عليا ملعونون علي لسان النبي صلي الله عليه وآله

كتب (العاملي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 21-3-2000، الحادية عشرة ليلاً، موضوعاً بعنوان (هل لعن النبي صلي الله عليه وآله من قاتل علياً عليه السلام؟!) قال فيه:

- روي الصدوق في من لايحضره الفقيه ج 4 ص 419: عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في بعض خطبه: أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني، فإن الفراق قريب. أنا إمام البرية، ووصي خير الخليقة، وزوج سيدة نساء الأمة، وأبو العترة الطاهرة، والائمة الهادية.

أنا أخو رسول الله صلي الله عليه وآله، وصيه ووليه ووزيره، وصاحبه وصفيه، وحبيبه وخليله.

أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين، حربي حرب الله، وسلمي سلم الله، وطاعتي طاعة الله، وولايتي ولاية الله، وشيعتي أولياء الله، وأنصاري أنصار الله.

والذي خلقني ولم أك شيئاً:لقدعلم المستحفظون من أصحاب محمد صلي الله عليه وآله أن الناكثين، والقاسطين، والمارقين، ملعونون علي لسان النيي الأمي، وقد خاب من افتري!!

- وفي شرح الأخبار: 1/ 396: أنه قال يوم الجمل: قد علم أولوا العلم من آل محمد صلوات الله عليه وآله، وعلمت عائشة بنت أبي بكر! وها هي ذه فاسألوها. إن أصحاب الجمل، وأصحاب الأسود ذي الثدية، ملعونون علي لسان النبي صلوات الله عليه وآله، وقد خاب من افتري.

وفي الاحتجاج للطبرسي:1/ 376: عن سليم بن قيس الهلالي قال: لما التقي

ص: 515

أمير المؤمنين عليه السلام أهل البصرة يوم الجمل نادي الزبير:

يا أبا عبد الله أخرج اليَّ، فخرج الزبير ومعه طلحة. فقال لهما: والله إنكما لتعلمان وأولوا العلم من آل محمد، وعائشة بنت أبي بكر، أن كل أصحاب الجمل ملعونون علي لسان محمد صلي الله عليه وآله، وقد خاب من افتري.

قالا: كيف نكون ملعونين ونحن أصحاب بدر وأهل الجنة؟! فقال عليه السلام: لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم!

فقال له الزبير: أما سمعت حديث سعيد بن عمرو بن نفيل وهو يروي أنه سمع من رسول الله يقول: عشرة من قريش في الجنة؟!

قال علي عليه السلام: سمعته يحدث بذلك عثمان في خلافته!

فقال الزبير: أفتري كذب علي رسول الله؟!

فقال له علي عليه السلام: لست أخبرك بشئ حتي تسميهم.

قال الزبير: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن عمرو بن نفيل. فقال له علي عليه السلام: عددت تسعة، فمن العاشر؟

قال له: أنت.

قال علي عليه السلام: قد أقررت أني من أهل الجنة، وأما ما ادعيت لنفسك وأصحابك فأنا به من الجاحدين الكافرين.

قال له: أفتراه كذب علي رسول الله؟!!

قال عليه السلام: ما أراه كذب، ولكنه والله اليقين.

فقال علي عليه السلام: والله إن بعض من سميته لفي تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم، علي ذلك الجب صخرةٌ إذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع

ص: 516

تلك الصخرة!! سمعت ذلك من رسول الله صلي الله عليه وآله، وإلا أظفرك الله بي وسفك دمي علي يديك، وإلا أظفرني الله عليك وعلي أصحابك وسفك دمائكم علي يدي، وعجل أرواحكم إلي النار!!!

فرجع الزبير إلي أصحابه وهو يبكي!!!

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: 7 / 336: الحديث الرابع عشر عن أم المؤمنين عائشة قال الحافظ البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ وأبوسعيد بن أبي عمرو، ثنا أبوالعباس الاصم، ثنا السري بن يحيي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا علي بن عياش عن حبيب بن مسلمة. قال قال علي: لقد علمت عائشة أن جيش المروة وأهل النهروان، ملعونون علي لسان محمد صلي الله عليه وسلم!!

ورواه في كنز العمال: 11/ 289، برقم 31547 عن الطيالسي، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر.

كتب (كمال) بتاريخ 26-3-2000، الخامسة مساءً:

ليت من يستشهد بابن كثير يقرأ هذا الموضوع، ليقل لنا رأيه فيه.

ص: 517

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.