موسوعة طبقات الفقهاء المجلد 10

اشارة

سرشناسه : سبحاني تبريزي، جعفر، - 1308

عنوان و نام پديدآور : موسوعه طبقات الفقهاآ: المقدمه الفقه الاسلامي منابعه و ادواره/ تاليف جعفر السبحاني

مشخصات نشر : قم: موسسه الامام الصادق(ع)، 1418ق. = 1376.

مشخصات ظاهري : ج 2

شابك : 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-25-8(ج.1) ؛ 964-6243-26-6(ج.2)

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : اين كتاب مقدمه ايست بر كتاب موسوعه طبقات الفقها

يادداشت : عربي

يادداشت : كتابنامه

موضوع : مجتهدان و علما -- سرگذشتنامه

موضوع : نويسندگان اسلامي -- سرگذشتنامه

موضوع : محدثان شيعه -- سرگذشتنامه

شناسه افزوده : موسسه امام صادق(ع)

رده بندي كنگره : BP55/2/م 83س 2

رده بندي ديويي : 297/996

شماره كتابشناسي ملي : م 78-2149

[الفقهاء الذين ظفرنا لهم بترجمة وافية]

3072 دده خليفة «1» «2»

(..- 973 ه) إبراهيم بن بخشي بن إبراهيم السونسي الرومي، الحنفي، كمال الدين المعروف بدده خليفة، نزيل حلب.

روي أنّه كان دبّاغا في أماسية، فجاء بلدته مفت، و اتفق أهل البلدة علي ضيافته، فطلبوا حطبا، فأشار المفتي إلي المترجم- و هو في زي الدبّاغين- أن ليذهب هذا الجاهل لجمع الحطب، ففهم المترجم ازدراءه له لجهله، فذهب و تضرّع إلي اللّه للخلاص من ربقة الجهل، و طلب ذلك من المفتي فوافق بعد لأي، و خدمه حتي حصل منه علي مباني العلوم.

ثم صار معيدا لدرس سنان الدين الشهير بألق بمدينة بروسة.

و تولي التدريس بعدّة مدارس ثم فوّضت إليه الفتوي بحلب، قيل: و هو أوّل من درّس بمدرسة خسرو باشا بحلب، و أوّل من أفتي بحلب من الروميين.

قال في «العقد المنظوم»: كان مجتهدا في اقتناء العلوم و جمع المعارف، آية في الحفظ و الإحاطة، له اليد الطولي في الفقه و التفسير.

______________________________

(1) ترجمة علي منق في «العقد المنظوم» بلقبه فقط و تبعه الشذرات، كما ترجمه الغزي في «الكواكب السائرة» باسمه مصحّفا لكن بدون

ذكر تاريخ وفاته، و تبعه الشذرات مرّة أخري مقرّبا تاريخ وفاته ب (966 ه)، و الصحيح ما ذكرناه عن «إعلام النبلاء» للطباخ.

(2) العقد المنظوم 374، الكواكب السائرة 2/ 79، شذرات الذهب 8/ 374، إعلام النبلاء 6/ 72 برقم 902، معجم المؤلفين 4/ 144.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 6

و قد كتب المترجم حاشية علي شرح التفتازاني في الصرف، و منظومة في الفقه، و رسالة في بيان أقسام الأموال و أحكامها و مصارفها، و رسالة في تحريم البنج و الحشيشة، و غير ذلك من الرسائل.

توفّي في- سنة ثلاث و سبعين و تسعمائة.

3073 ابن العمادي «1»

(بعد 880- 954 ه) إبراهيم بن حسن بن عبد الرحمن بن محمد، برهان الدين الحلبي الشهير بابن العمادي.

ولد بحلب بعد الثمانين و ثمانمائة.

و أخذ بها و بالقاهرة و مكة و غزّة عن جماعة، منهم: والده، و الشمس البازلي، و مظفر الدين الشيرازي، و إبراهيم فقيه اليشبكية، و البدر ابن السيوفي، و عبد القادر الأبّار، و عبد الحقّ السنباطي، و البرهان بن أبي شريف، و الشيخ زكريا، و الشهاب بن شعبان، و أصيل الدين الإيجي.

و جدّ، حتي تقدّم في العلوم.

ثم أكبّ علي إفادة الوافدين إليه في علوم شتّي من الفقه و أصوله و الحديث

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 79- 80، شذرات الذهب 8/ 300- 301، إعلام النبلاء 5/ 513 برقم 833، معجم المفسرين 1/ 11.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 7

و علومه و التفسير و القراءات و العربية.

و أفتي، و وعظ، و انتهت إليه رئاسة الشافعية بحلب.

توفّي في- شهر رمضان سنة أربع و خمسين و تسعمائة.

3074 القطيفي «1»

(..- بعد 945 ه) إبراهيم بن سليمان، الفقيه الإمامي المجتهد، حسام الدين أبو إسماعيل القطيفي ثم النجفي.

أخذ عن: إبراهيم بن الحسن الدرّاق (الوراق)، و علي بن جعفر بن أبي سميط.

و أجاز له معاصره المحقق علي الكركي.

و تبحّر في الفقه، و درّس، و صنّف، و أفاد.

قال الحر العاملي في المترجم له: الفاضل العالم الفقيه المحدّث.

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 8 برقم 5، رياض العلماء 1/ 15، لؤلؤة البحرين 159 برقم 63، روضات الجنات 1/ 25 برقم 3، هدية العارفين 1/ 26، إيضاح المكنون 1/ 299، أنوار البدرين 282 برقم 3، أعيان الشيعة 2/ 141، الكني و الألقاب 3/ 76، ريحانة الأدب 4/ 480، طبقات أعلام الشيعة 4/ 4، الذريعة 12/ 164 برقم 1092، معجم

رجال الحديث 1/ 230 برقم 167، الأعلام 1/ 41، معجم المؤلفين 1/ 36.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 8

و قال الأفندي التبريزي: الإمام الفقيه الفاضل العالم الكامل المحقق المدقق.

و كان القطيفي قد انتقل من القطيف إلي النجف الأشرف في سنة (913 ه) فأخذ عنه القاطنون فيها و القادمون إليها لزيارة مشهد أمير المؤمنين عليه السّلام، و سكن الحلة مدة.

و اشتهر، و ناظر الفقيه الكبير علي «1» بن الحسين بن عبد العالي الكركي في بعض المسائل الاجتهادية، و عارضة فيها.

قرأ عليه الفقه جماعة، و أجاز لهم و لغيرهم، و من هؤلاء: شمس الدين محمد ابن الحسن الأسترآبادي، السيد شريف «2» بن جمال الدين نور اللّه التستري قرأ عليه «إرشاد الأذهان» للعلّامة الحلّي، و شاه محمود الخليفة الشيرازي، و شمس الدين محمد بن تركي، و منصور بن محمد بن تركي، و كريم الدين الشيرازي، و السيد معز الدين محمد بن تقي الدين محمد الحسيني الأصفهاني، و علي بن أحمد ابن محمد بن هلال الكركي (المتوفّي 984 ه)، و السيد نعمة اللّه الحلّي الوزير «3».

و صنّف كتبا و رسائل عدة، منها: نفحات الفوائد و مفردات الزوائد، السراج الوهاج في تحريم الخراج، إيضاح النافع في شرح «النافع في مختصر الشرائع» للمحقق الحلّي، الرسالة النجفية في مسائل العبادات الشرعية، الهادي إلي الرشاد في شرح «الإرشاد» في الفقه للعلّامة الحلّي، إثبات الفرقة الناجية و تعيينها، الرسائل الرضاعية (مطبوع)، الرسالة الحائرية في تحقيق المسألة السفرية، حاشية

______________________________

(1). المتوفّي (940 ه) و ستأتي ترجمته.

(2). و هو والد الشهيد السيد نور اللّه التستري مؤلف «مجالس المؤمنين».

(3). أجاز المترجم لمحمد بن تركي في (915 ه)، و للأسترابادي في (920 ه)، و للسيد شريف في (944 ه). انظر

بحار الأنوار 105/ الإجازات (43، 44، 45، 46، 47).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 9

علي «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، شرح الأسماء الحسني، الأربعون حديثا، و الأمالي، و له شعر.

توفي بالغري (النجف) و لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنه فرغ من «نفحات الفوائد» في- سنة خمس و أربعين و تسعمائة، و نقدّر أنّه مات بعد ذلك بيسير.

3075 العلقمي «1»

(923- 994 ه) إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر، برهان الدين العلقمي ثم القاهري، الشافعي.

ولد سنة ثلاث و عشرين و تسعمائة ببلدة العلاقمة (من قري بلبيس بمصر) و نشأ بها.

ثم رحل إلي القاهرة، و تفقّه علي: أخيه شمس الدين محمد «2»، و شهاب الدين البلقيني و أجازه بالفقه و النحو.

و حضر دروس شهاب الدين أحمد الرملي.

و أخذ عن: يحيي الوفائي، و أحمد بن داود النسيمي، و السيد يوسف بن عبد

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 87، ريحانة الأدب 2/ 77 برقم 97 و 98، شذرات الذهب 8/ 433، معجم المؤلفين 1/ 45.

(2). المتوفّي (969 ه)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 10

اللّه الارميوني، و شهاب الدين أحمد بن عبد الحق السنباطي، و القاضي شهاب الدين أحمد بن العزيز ابن النجار الفتوحي «1».

و أقرأ، و أفتي.

أخذ عنه: منصور الطبلاوي، و شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي، و مدحه بأبيات لما حضر عنده و هو يفتي.

و صنّف كتاب تهذيب «الروضة» في الفقه للنووي.

توفّي- سنة أربع و تسعين و تسعمائة.

3076 ابن الكركي «2» (835- 922 ه)

إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل، برهان الدين أبو الوفاء القاهري، الكركي الأصل، المعروف بابن الكركي، الفقيه الحنفي.

ولد سنة خمس و ثلاثين و ثمانمائة بالقاهرة.

و سمع علي زين الدين الزركشي.

______________________________

(1). و في معجم المؤلفين: أنّ المترجم تلمذ علي السيوطي (المتوفّي 911 ه)، و هو وهم.

(2): الضوء اللامع 1/ 59- 64، الطبقات السنية 1/ 204 برقم 48، النور السافر 101، كشف الظنون 1/ 155، شذرات الذهب 8/ 102- 103، هدية العارفين 1/ 25، الأعلام 1/ 46، معجم المؤلفين 1/ 46.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 11

و أخذ عن: نجم الدين القرمي قاضي العسكر، و

عز الدين عبد السلام البغدادي، و شمس الدين إمام الشيخونية، و غيرهم.

و لازم تقي الدين الحصني، و تقي الدين الشّمنّي، و الكافيجي، و انتفع بهم كثيرا.

و اتصل بقايتباي في أيام إمارته، فلما ولي السلطنة كان المترجم من خاصته، يصحبه في إقامته و أسفاره، و دخل معه دمشق و حلب و بيت المقدس و الحرمين، و ولاه التدريس في أماكن متعددة، و خطابة بعض المدارس.

ثم تغيّر عليه السلطان سنة (886 ه) فاعتزل في بيته يفتي و يدرّس.

ثم ولي قضاء الحنفية سنة (903 ه) في أيام الناصر ابن الأشرف، و عزل سنة (906 ه).

و توفّي- سنة اثنتين و عشرين و تسعمائة غريقا في بركة الفيل.

و قد صنّف من الكتب: فتاوي مبوّبة في مجلدين، سماها: فيض المولي الكريم علي عبده إبراهيم، و حاشية علي توضيح ابن هشام.

و له نظم، و نثر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 12

3077 تاج الدين الحميدي «1»

(900- 973 ه) إبراهيم بن عبد اللّه بن موسي، تاج الدين الحميدي الرومي، الفقيه الحنفي.

ولد علي رأس التسعمائة في ولاية حميد.

و أخذ عن: نور الدين الشهير بصاري كرز، و محمد بن إلياس.

و درّس بعدة مدارس حتي كتب حاشية علي «شرح الوقاية» لصدر الشريعة و ردّ فيها علي ابن كمال باشا في مواضع كثيرة ممّا أغضب الوزير عليه، و منعه من وظيفة التدريس.

ثم تولّي بعد ذلك التدريس بسلطانية بروسة، فبيّض الحاشية التي كتبها، و فوّض إليه منصب الفتوي بأماسية، فلم تمض خمس سنوات حتي تعلّل و توفّي في ربيع الأوّل سنة ثلاث و سبعين و تسعمائة.

أخذ عنه علي بن بالي، و ذكره في كتابه «العقد المنظوم» و قال: إنّه مشارك في العلوم العقلية، بارع في الفنون النقلية خصوصا الفقه.

و للحميدي- بالإضافة إلي حاشيته

المزبورة-: تعليقات علي «شرح المفتاح» و «حاشية التجريد» و كلاهما للجرجاني، و شرح علي «مراح الأرواح» في التصريف.

______________________________

(1): العقد المنظوم 371 (ذيل الشقائق النعمانية)، الطبقات السنية 1/ 202 برقم 45، كشف الظنون 2/ 2022، شذرات الذهب 8/ 369، هدية العارفين 1/ 27- 28، معجم المؤلفين 1/ 52، 55، 56.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 13

3078 الكفعمي «1» (..- 905 ه)

إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح الحارثي الهمداني، العالم الزاهد، العابد، تقي الدين الكفعمي «2»، اللويزي «3» محتدا، أحد مشاهير علماء الإمامية و محدثيهم.

ولد في قرية كفرعيما «4».

______________________________

(1): كشف الظنون 2/ 1982، أمل الآمل 1/ 28 برقم 5، رياض العلماء 1/ 21، روضات الجنات 1/ 20، إيضاح المكنون 1/ 192، 369، 570 و..، نفح الطيب 7/ 343، تنقيح المقال 1/ 27 برقم 154، الكني و الألقاب 3/ 116، أعيان الشيعة 2/ 184، ريحانة الأدب 5/ 66، طبقات أعلام الشيعة 4/ 6، الذريعة 3/ 143 و 5/ 156 برقم 661، الغدير 11/ 211، الأعلام 1/ 53، معجم رجال الحديث 1/ 260 برقم 220، معجم المؤلفين 1/ 65.

(2). نسبة إلي كفرعيما: قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت، هي اليوم خراب و آثارها و آثار مسجدها، باقية. أعيان الشيعة.

(3). نسبة إلي لويزة: قرية في جبل عامل من عمل لبنان. أعيان الشيعة.

(4). قال في «أعيان الشيعة»: ولد سنة (840 ه)، كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع ذكر فيها أنّه نظمها و هو في سنّ الثلاثين و كان الفراغ من الأرجوزة سنة (870 ه). أقول: ولد المترجم قبل هذا التأريخ بزمن ليس بالقصير، فكتابة مجموعة كبيرة من المؤلفات في سنوات (848، 849، 852 ه) و فيها عدة كتب

من مؤلفات المترجم كما يقول صاحب الرياض، و كتابة نسخة من «الدروس»، في سنة (850 ه) و قراءتها و كتابة بعض الحواشي عليها كما يقول السيد حسن الصدر، كل ذلك لا يمكن أن ينهض به من بلغ الثامنة من عمره أو أزيد من ذلك بقليل.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 14

و عاش في كنف والده الفقيه زين الدين علي «1»، و روي عنه، و عن الفقيه زين الدين علي «2» بن يونس البياضي العاملي، و العالم النسابة الحسين بن مساعد ابن الحسن الحسيني الحائري.

و نسخ بخطّه كتبا كثيرة، منها كتاب «الدروس الشرعية في فقه الإمامية» الذي فرغ منه سنة (850 ه) و قرأه علي بعض أساتذته، و كتب عليه حواشي.

و كان جمّاعة للكتب، واسع الاطّلاع، غزير العلم، كثير البحث و التصنيف، ذا باع طويل في الأدب، سريع البديهة في الشعر و النثر.

قال المقّري في «نفح الطيب»: ما رأيت مثله في سعة الحفظ و الجمع.

و وصفه الأفندي التبريزي بالعالم الفاضل الكامل الفقيه، و قال: له يد طولي في أنواع العلوم سيما العربية و الأدب.

سكن كربلاء مدة، و زار النجف الأشرف، و طالع في كتب خزانة مشهد أمير المؤمنين عليه السّلام.

و صنّف كتبا كثيرة، عدّ منها السيد محسن الأمين تسعة و أربعين مؤلّفا، منها:

الجنّة الواقية و الجنّة الباقية (مطبوع) المعروف بمصباح الكفعمي، البلد الأمين و الدرع الحصين (مطبوع)، التلخيص في مسائل العويص من الفقه، الرسالة الواضحة في تفسير سورة الفاتحة، رسالة محاسبة النفس اللوامة و تنبيه الروح اللوامة (مطبوعة) و ترجمت إلي الفارسية، فروق اللغة، نور حدقة البديع و نور حديقة الربيع في شرح بعض قصائد العرب المشهورة، اللفظ الوجيز في قراءة الكتاب العزيز،

______________________________

(1). المتوفّي (861 ه) و

قد ذكرناه في الجزء التاسع في نهاية الكتاب تحت عنوان (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بترجمة وافية).

(2). المتوفّي (877 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء التاسع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 15

حياة الأرواح و مشكاة المصباح في اللطائف و الأخبار و الآثار، تاريخ وفيات العلماء، تلخيص «جوامع الجامع» في التفسير للطبرسي، تلخيص «القواعد و الفوائد» في الفقه للشهيد الأوّل، تلخيص «المجازات النبوية» للشريف الرضي، و تلخيص «نزهة الألباء في طبقات الأدباء» لكمال الدين عبد الرحمن الأنباري.

و له شعر كثير و نثر و قصائد طوال و أراجيز.

فمن شعره قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام و وصف يوم الغدير، أوّلها:

هنيئا هنيئا ليوم الغدير و يوم الحبور و يوم السرور

و يوم الكمال لدين الإله و إتمام نعمة رب غفور

و منها:

علي الوصي وصي النبيّ و غوث الولي و حتف الكفور

و غيث المحول و زوج البتول و صنو الرسول السراج المنير

أمان البلاد و ساقي العباد بيوم المعاد بعذب نمير

و سل عنه بدرا و أحدا تري له سطوات شجاع جسور

و سل عنه عمرا و سل مرحبا و في يوم صفين ليل الهرير

أمير السرايا بأمر النبي و ليس عليه بها من أمير

و له:

و إذا السعادة لفّعتك ثيابها نم فالتعازي كلهن هناء

فاذبح بها الأعداء فهي مهنّد و امتح بها الآبار فهي رشاء

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 16

توفّي سنة خمس و تسعمائة «1»، و دفن بوصية منه في جوار الإمام الحسين عليه السّلام بكربلاء «2».

و للمترجم أخوان عالمان هما: جمال الدين أحمد صاحب «زبدة البيان في عمل شهر رمضان»، و شمس الدين محمد (المتوفّي 886 ه) و هو جدّ والد الشيخ البهائي.

3079 إبراهيم الميسي «3» (..- 979 ه)

إبراهيم بن علي بن عبد العالي بن محمد بن أحمد، ظهير

الدين «4» أبو إسحاق الميسي العاملي، الإمامي.

قال الحر العاملي: كان عالما فاضلا حييا زاهدا عابدا ورعا محققا مدققا

______________________________

(1). كشف الظنون: 2/ 1982، و نقل السيد محسن الأمين عن «الطليعة» للسماوي أنّه توفّي سنة (900 ه) بكربلاء.

(2). و قيل: إنّ مزارعا كان يحرث أرضا في قرية (كفرعيما) بعد ما خرّبت، فظهرت له صخرة مكتوب عليها: هذا قبر إبراهيم بن علي الكفعمي. انظر القصة في «أعيان الشيعة».

(3): أمل الآمل 1/ 29 برقم 7، بحار الأنوار 105/ 129 (الاجازة 49) 137 (الاجازة 50) 180 (الاجازة 59)، رياض العلماء 1/ 19، لؤلؤة البحرين 170 برقم 67، الفوائد الرضوية 8، أعيان الشيعة 2/ 195، طبقات أعلام الشيعة 4/ 6، الذريعة 3/ 396 برقم 1424.

(4). و لقبه الشهيد الثاني بتقي الدين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 17

فقيها محدثا ثقة جامعا للمحاسن.

تلمّذ علي والده الفقيه الشهير علي الميسي المعروف بابن مفلح (المتوفّي 938 ه)، و أخذ عنه الفقه هو و رفيقه في القراءة و البحث الشهيد الثاني، و حصلا منه علي إجازة.

و أجاز له مع والده المحقق علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي من بغداد في سنة (934 ه)، كما أجاز له الشهيد الثاني في سنة (957 ه).

و مهر في العلوم، و درّس، و حدّث، و صار من كبار علماء عصره.

و انتقل إلي إيران، و زار النجف الأشرف، و أجاز بها لولده عبد الكريم في سنة (975 ه).

قرأ عليه و روي عنه جماعة، منهم: ولده عبد الكريم، و الحسن بن علي الحانيني العاملي، و محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي، و شهاب الدين عبد اللّه ابن محمود بن سعيد التستري الشهيد، و محمود بن محمد اللاهيجي، و مكي بن عيسي بن حسن

العاملي، و أحمد بن محمد المعروف بالمقدّس الأردبيلي (المتوفّي 993 ه).

و صنّف كتاب تحصيل السداد في شرح «واجب الاعتقاد» في الأصول و الفروع للعلّامة الحلّي.

و كان حسن الخط جدا، كتب بخطّه مصحفا في غاية الحسن و الصحة «1».

توفي في- السادس عشر من شهر المحرم سنة تسع و سبعين و تسعمائة ببلدة سبزوار، و دفن بمشهد الإمام الرضا عليه السّلام «2».

______________________________

(1). قاله الحر العاملي الذي رأي النسخة الشريفة.

(2). تراجم الرجال للحسيني: 1/ 19 برقم 21.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 18

3080 برهان الدين ابن مفلح «1» (903- 969 ه)

إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مفلح، القاضي برهان الدين الراميني الأصل، الدمشقي، الشهير بابن مفلح.

كان رئيس الحنابلة في عصره، و فقيههم و مفتيهم، أصوليا، مستحضرا لفروع مذهبهم.

ولد بدمشق سنة ثلاث و تسعمائة.

و أخذ الفقه عن والده و عن غيره من العلماء كالبدر ابن الغزّي و له منه إجازة.

و ولي تدريس دار الحديث المخصوصة بالحنابلة في الصالحية و الإشراف عليها، و ناب في القضاء مرارا، و أفتي.

و انتهت إليه رئاسة الحنابلة بدمشق.

و كانت وفاته في- شعبان سنة تسع و ستّين و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 90، شذرات الذهب 8/ 355، مختصر طبقات الحنابلة 94، النعت الأكمل 128.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 19

3081 ابن المعتمد «1» (843- 902 ه)

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي القرشي، برهان الدين الدمشقي، الفقيه الشافعي، المعروف بابن المعتمد.

ولد سنة ثلاث و أربعين و ثمانمائة بدمشق.

و تفقّه علي: البدر ابن قاضي شهبة، و النجم ابن قاضي عجلون.

و درس علي: الشهاب الزرعي، و الشمس بن حامد.

و سمع الحديث علي جدّته ابنة ابن زريق، و عمر بن عبد الهادي، و الشمس أبي خوارش.

و أذن له بالإفتاء، و ناب في القضاء سنة (871 ه)، و درّس بالجامع الأموي و الظاهرية الجوانية و العذراوية و غيرها، فأخذ عنه: برهان الدين الأخنائي، و تقي الدين القاري.

ثم حجّ و جاور سنة (882 ه) و لازم النجم ابن فهد و سمع عليه و علي غيره.

و صنّف: مفاكهة الخلّان في طبقات الأعيان، و ذيلا علي «طبقات الشافعية»

______________________________

(1): الضوء اللامع 1/ 123، الكواكب السائرة 1/ 100، شذرات الذهب 8/ 13، هدية العارفين 1/ 24، إيضاح المكنون 1/ 476، 2/ 522، الأعلام 1/ 65، معجم المؤلفين 1/

83.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 20

للسبكي «1»، و حاشية علي «العجالة» سمّاها الدلالة.

توفّي بدمشق في شعبان سنة اثنتين و تسعمائة.

3082 إبراهيم الحلبي «2» (قبل 866- 956 ه)

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي ثم القسطنطيني، الحنفي.

قرأ علي علماء عصره بحلب و مصر.

ثم انتقل إلي القسطنطينية، فسكنها، و ولي بها إمامة و خطابة جامع السلطان محمد خان، و درّس بدار القرّاء، و انتفع به كثيرون.

و كان فقيها، أصوليا، مقرئا، كثير الانتقاد لابن عربي، و قد صنّف في الردّ عليه كتابا سمّاه: تنبيه الغبي في الرد علي ابن عربي.

قال ابن الحنبلي: كان سعدي جلبي مفتي الديار الرومية يعوّل عليه في مشكلات الفتاوي.

و للمترجم عدة تصانيف، منها: ملتقي الأبحر (مطبوع) في الفقه و هو

______________________________

(1). اعتبر صاحب «إيضاح المكنون» كتاب مفاكهة الخلان هو الذيل علي طبقات الشافعية.

(2): الشقائق النعمانية 295، الكواكب السائرة 2/ 77، كشف الظنون 2/ 1814، شذرات الذهب 8/ 308، إيضاح المكنون 1/ 461، هدية العارفين 1/ 27، إعلام النبلاء 5/ 534 برقم 845، الأعلام 1/ 66، معجم المؤلفين 1/ 80.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 21

أشهرها و عليه شروح كثيرة، غنية المتملي في شرح «منية المصلي» للكاشغري (مطبوع)، تلخيص الفتاوي التاتارخانية، الرهص و الوقص لمستحل الرقص، تلخيص الجواهر المضية في طبقات الحنفية، منتهي الكفاية، و واقعات المفتيين.

توفّي سنة ست و خمسين و تسعمائة، و قد جاوز التسعين.

3083 ابن أبي شريف «1» (836- 923 ه)

إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود، برهان الدين أبو إسحاق المقدسي ثم القاهري المصري، المعروف بابن أبي شريف، أحد أعيان الشافعية.

ولد بالقدس سنة ست و ثلاثين و ثمانمائة.

و درس علي: العلم البلقيني، و السراج الرومي، و الشمس بن عمران، و الجلال المحلّي، و الشمس القاياتي، و البوتيجي، و ابن الديري، و الأمين الأقصرائي، و التقي ابن فهد، و أبي الفتح المراغي، و غيرهم.

و برع في عدّة فنون، و درّس الفقه و التفسير، و

ولي المناصب بالقاهرة، حتي اشتهر و صار المعوّل عليه في الفتيا بالديار المصرية.

______________________________

(1): الضوء اللامع 1/ 134، نظم العقيان في أعيان الأعيان 26 برقم 11، الكواكب السائرة 1/ 102، شذرات الذهب 8/ 118، البدر الطالع 1/ 26، معجم المصنفين 4/ 419، الأعلام 1/ 66، معجم المؤلفين 1/ 88، معجم المفسرين 1/ 20.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 22

و فوّض إليه قضاء مصر عام ستة و تسعمائة، و ولي مشيخة القبّة الغورية ثم عزل عنهما، و بقي ملازما لتدريس العلوم العقلية و النقلية حتي توفّي في المحرم سنة ثلاث و عشرين و تسعمائة.

و قد كتب شروحا كثيرة، منها: شرح علي «الحاوي» و آخر علي «المنهاج» و ثالث علي «العقائد» لابن دقيق العيد، و رابع علي «النفحة القدسية» و غير ذلك.

و نظم «النخبة» لابن حجر، و «لقطة العجلان» للزركشي، و «الورقات» في أصول الفقه لإمام الحرمين، و «جامع المختصرات» في الفقه لأحمد بن عمر النشائي، و «شذور الذهب» في النحو.

و له حواش، و مختصرات، و ديوان خطب، و شعر.

3084 ابن عون الشاغوري «1» (855- 916 ه)

إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عون الهلالي، برهان الدين أبو إسحاق الشاغوري الطيبي الدمشقي، المعروف بابن عون.

ولد سنة خمس و خمسين و ثمانمائة بدمشق.

و رحل إلي مصر، و درس علي: السخاوي، و الديمي، و قاسم بن قطلوبغا، و أمين الدين الأقصرائي، و زين الدين ابن العيني.

______________________________

(1): الضوء اللامع 1/ 146، الطبقات السنية 1/ 228 برقم 78، الكواكب السائرة 1/ 101، كشف الظنون 2/ 1796، شذرات الذهب 8/ 73، الأعلام 1/ 66، معجم المؤلفين 1/ 95.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 23

و أفتي و درّس و تحدّث في مسائل الخلاف، حتي برع في مذهب الحنفية، و صار مفتيهم بدمشق.

أخذ عنه:

شمس الدين ابن طولون، و جمع له فتاوي سمّاها النفحة الأزهرية في الفتاوي العونية، و ذكره في كتابه «الغرف العليّة».

توفّي ابن عون في شوّال سنة ست عشرة و تسعمائة، و ترك من مصنّفاته شرحا علي «المقدمة الأجرومية» و مناسك عرفت بمناسك الشاغوري.

3085 الوزيري «1»

(834- 914 ه) إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن الهادي بن إبراهيم الحسني، السيد صارم الدين اليمني، الوزيري، الفقيه الزيدي.

ولد سنة أربع و ثلاثين و ثمانمائة.

و قرأ في الفقه و الأصول و العربية و غيرها علي جماعة من العلماء في صنعاء و صعدة، منهم: السيد علي بن محمد بن المرتضي، و السيد عبد اللّه بن علي بن المهدي، و المتوكل علي اللّه المطهر بن محمد بن سليمان، و القاضي علي بن موسي الدوّاري، و الغزولي المصري.

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 31 برقم 17، الأعلام 1/ 65، معجم المؤلفين 1/ 101، مؤلفات الزيدية 1/ 206، 324، و 2/ 321، 328 و 3/ 159، أعلام المؤلفين الزيدية 1/ 43- 44 برقم 30 (مخطوط).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 24

قال الشوكاني: و برع في جميع الفنون، و صار المرجع في عصره.

و للوزيري مصنّفات، منها: هداية الأفكار إلي مذهب الأئمة الأطهار و هو شرح مختصر علي «الأزهار» في الفقه للمهدي لدين اللّه، الفصول اللؤلؤية و العقود الجوهرية في أصول الفقه، الفلك الدوّار المحيط بأطراف دليل المختار في الحديث و لم يتمّ، و التلخيص عن التلخيص في البلاغة.

و نظم قصيدة ضمنها طرفا من أخبار الصحابة و استوفي جميع الدعاة من الفاطميين سماها: جواهر الأخبار في سيرة الأئمّة الأخيار (و تعرف بالبسامة).

و له شعر، منه:

و إنّي و حبّي للنبي و آله و ما اشتملت مني عليه ضلوع

و ان أفلت منهم

شموس طوالع يكون لها بعد الأفول طلوع

بني المصطفي لي أسرة و جماعة و مذهبهم لي روضة و بديع

أصمّ إذا حدّثت عن قول غيرهم و إن حدّثوني عنهم فسميع

و قال المحقّق- أبو أسد البغدادي- في هذا المعني:

رسول الهدي روحي بذكرك عامر و قلبي بأزهار المودّة عاطر

و هل نافعي إلّا النبيّ و آله إذا الأرض رجّت و النجوم تناثر

بآل رسول اللّه كان تبصّري و هيهات يشقي في البرية باصر

سكرت بحبّيهم لأنجو في غد إذا الناس سكري و الخطوب عساكر

توفي المترجم بصنعاء- سنة أربع عشرة و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 25

3086 الطرابلسي «1» (853- 922 ه)

إبراهيم بن موسي بن أبي بكر بن علي، برهان الدين الطّرابلسي ثم القاهري، الفقيه الحنفي.

ولد في طرابلس الشام سنة ثلاث و خمسين و ثمانمائة.

و أخذ بدمشق عن جماعة، منهم شرف الدين ابن عيد.

و انتقل إلي القاهرة، فسكنها، و لازم بها صلاح الدين الطرابلسي.

و درس عند: عثمان بن محمد الديمي، و السنباطي، و السخاوي، و غيرهم.

و علت مكانته عند الأتراك، و تولّي مشيخة القحماسية.

و صنّف كتبا، منها: الإسعاف لأحكام الأوقاف (مطبوع)، مواهب الرحمن في مذهب النعمان، و البرهان في شرح مواهب الرحمن.

توفّي بالقاهرة سنة اثنتين و عشرين و تسعمائة.

______________________________

(1): الضوء اللامع 1/ 178، النور السافر 104، كشف الظنون 1/ 85، 2/ 1895، شذرات الذهب 8/ 105، الأعلام 1/ 76، معجم المؤلفين 1/ 117.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 26

3087 ابن هلال «1» (817- 903 ه)

إبراهيم بن هلال بن علي الصّنهاجي «2»، أبو إسحاق الفلالي السّجلماسي «3» المغربي.

ولد سنة سبع عشرة و ثمانمائة.

و أخذ عن محمد بن القاسم القوري الفاسي، و غيره.

و تميّز، حتي صار عالم المالكية بسجلماسة و مفتيها.

و قد صنّف كتبا، منها: التوازل (مطبوع)، الدر النثير علي أجوبة أبي الحسن الصغير (مطبوع)، الأجوبة (مطبوع) في الفقه، تعليق علي «المختصر» لخليل الجندي و لم يتم، المناسك، شرح البخاري، اختصار «الديباج المذهب» لابن فرحون.

قال التّنبكتي: كان آية في النظم و النثر و نوازل الفقه.

توفّي بسجلماسة- سنة ثلاث و تسعمائة.

______________________________

(1): نيل الابتهاج 66 برقم 33، شجرة النور الزكية 268 برقم 992، معجم المطبوعات العربية 1/ 277 و 278، الأعلام 1/ 78، معجم المؤلفين 1/ 124.

(2) نسبة إلي صنهاجة (بضم الصاد و كسرها): قبيلة مشهورة من حمير، و هي بالمغرب. اللباب:

2/ 249.

(3) نسبة إلي سجلماسة: مدينة في جنوب المغرب، بينها و بين فاس عشرة أيام

تلقاء الجنوب. معجم البلدان: 3/ 192.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 27

3088 ابن قاضي عجلون «1» (841- 928 ه)

أبو بكر بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد، تقي الدين أبو الصدق الزرعي الدمشقي المعروف بابن قاضي عجلون.

ولد بدمشق سنة إحدي و أربعين و ثمانمائة.

و درس علي: والده، و أخيه نجم الدين محمد، و زين الدين خطاب، و علم الدين صالح بن عمر البلقيني، و شمس الدين المناوي، و جلال الدين محمد بن أحمد المحلّي، و الشرواني، و أبي الحسن علي بن بردس البعلي، و غيرهم بالقاهرة و دمشق.

و تميّز في الفقه مع مشاركته في غيره، و درّس بعدّة مدارس، و أفتي.

و انتهت إليه رئاسة الشافعية و مرجعية الفتوي ببلاد الشام.

قال الزركلي: و كان شديد الإنكار علي ما يخالف ظاهر الشرع من أعمال الصوفية.

أخذ عن ابن قاضي عجلون جماعة، منهم: رضي الدين محمد و ابنه بدر الدين محمد الغزّيان، و علاء الدين القيمري، و شرف الدين يونس العيثاوي، و كمال الدين ابن حمزة، و شمس الدين الكفرسوسي، و تقي الدين البلاطنسي.

______________________________

(1): الضوء اللامع 11/ 38، الدارس في تاريخ المدارس 1/ 296، الكواكب السائرة 1/ 114، كشف الظنون 2/ 1189، شذرات الذهب 8/ 157، الأعلام 2/ 66، معجم المؤلفين 3/ 65.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 28

و صنّف من الكتب: إعلام النبيه بما زاد علي البهجة و أصلها و التنبيه، و منسكا.

و له فتاوي جمعها شهاب الدين ابن طوق و ذيل عليها ما قاله نجم الدين ابن شكم.

توفّي في- شهر رمضان سنة ثمان و عشرين و تسعمائة.

3089 البلاطنسي «1» (851- 936 ه)

أبو بكر بن محمد بن محمد بن عبد اللّه، تقي الدين البلاطنسي ثم الدمشقي، الشافعي.

ولد سنة إحدي و خمسين و ثمانمائة.

و أخذ العلم عن: والده، و زين الدين خطّاب، و بدر الدين ابن قاضي شهبة، و التقي بن

قاضي عجلون، و جمال الدين ابن الباعوني، و برهان الدين الناجي، و شهاب الدين الأذرعي، و عبد الوهاب الكفر بطنائي، و آخرين.

و كان قد رحل إلي دمشق، و درس علي علمائها المذكورين، ثم استوطنها، و درّس بها.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 87، شذرات الذهب 8/ 213.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 29

و كان عالما، حافظا، له مكانة عند الفقهاء و الحكّام، يرجع إليه في المشكلات.

و له نظم.

توفّي في- المحرّم سنة ست و ثلاثين و تسعمائة.

3090 القاري «1» (880- 945 ه)

أبو بكر بن محمد بن يوسف، تقي الدين القاري ثم الدمشقي، الشافعي.

ولد سنة ثمانين و ثمانمائة.

و درس الفقه علي: تقي الدين أبو بكر بن عبد اللّه ابن قاضي عجلون، و تقي الدين أبو بكر بن محمد البلاطنسي، و كمال الدين ابن حمزة الحسيني.

و أخذ عن: برهان الدين إبراهيم بن محمد ابن أبي شريف، و زكريا بن محمد الأنصاري، و برهان الدين الناجي، و غيرهم من علماء مصر و الشام.

قال نجم الدين الغزي: كان عالما بالنحو و القراءات و الفقه و الأصول.

ولي إمامة المقصورة بالجامع الأموي، و نظر الحرمين و غيره.

و درّس بالشامية البرانية.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 89، شذرات الذهب 8/ 260، معجم المؤلفين 3/ 75.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 30

و قصد بالمسائل، و اجتمع عليه الطلبة.

أخذ عنه: شهاب الدين الطيبي، و علاء الدين بن عماد الدين، و غيرهما.

و نظم أرجوزة في العقيدة، و غير ذلك.

توفّي- سنة خمس و أربعين و تسعمائة.

3091 أبو الفتح بن مخدوم «1» (..- 976 ه)

أبو الفتح بن محمد (المعروف بالميرزا مخدوم) بن عبد الباقي الشيرازي ثم الأردبيلي، من أسباط السيد الشريف «2» الجرجاني «3».

______________________________

(1): رياض العلماء 5/ 486، 492، روضات الجنات 1/ 180، الفوائد الرضوية 622، أعيان الشيعة 2/ 394، الذريعة 4/ 277 برقم 1278 و 21/ 314 برقم 5242، طبقات أعلام الشيعة 4/ 176.

(2) هو السيد علي بن محمد بن علي المعروف بالشريف الجرجاني: كان فيلسوفا، عالما بالعربية، له نحو خمسين مصنّفا أكثرها شروح و حواش، توفّي بشيراز سنة (816 ه). الأعلام: 5/ 7، طبقات أعلام الشيعة: 4/ 90.

(3) جعل السيد العاملي في «أعيان الشيعة» و الطهراني في «الذريعة» جعلا الجرجاني جدّ أبي المترجم، حيث قالا في نسبه: (أبو الفتح بن مخدوم بن شمس الدين محمد بن

الشريف الجرجاني)، و لكن الطهراني عاد فصرّح في «طبقات أعلام الشيعة» بأنّه جدّه لأمه، أمّا عبد النبي الطسوجي فذكر في «رد الرد» أنّ مخدوم (والد المترجم) كان سبط الجرجاني، و أنّه ليس علويا. انظر هامش طبقات أعلام الشيعة: 4/ 176.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 31

كان أبوه مخدوم «1» من علماء الشافعية، ناصبيا.

و تلمّذ هو علي عصام الدين إبراهيم «2» بن محمد الأسفراييني بسمرقند، ثم سكن أردبيل.

و كان فقيها، متكلما، محدثا، أصوليا، مفسرا «3»، ذا منزلة عند السلطان طهماسب الصفوي، معظّما عنده.

ألّف كتبا أكثرها حواش، منها: شرح آيات الأحكام بالفارسية سمّاه التفسير الشاهي (مطبوع)، مفتاح الباب في شرح الباب الحادي عشر للعلّامة الحلّي في أصول الدين و عليه حواش منه، شرح آخر علي الباب الحادي عشر بالفارسية، حاشية علي الحاشية الجلالية علي الحاشية الشريفية علي شرح الرسالة القطبية، رسالة في تحقيق معني الأقوال الشارحة في المنطق فرغ منها في مشهد الرضا عليه السّلام سنة (954 ه)، حاشية علي حاشية العلّامة الدواني علي تهذيب المنطق، رسالة في أصول الفقه، حاشية علي الحاشية الكبري للسيد الشريف في المنطق.

توفّي بأردبيل- سنة ست و سبعين و تسعمائة.

______________________________

(1) له ترجمة في «هدية العارفين»: 2/ 258.

(2) انظر ترجمته في الأعلام: 1/ 66.

(3) رياض العلماء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 32

3092 أبو المعالي الحسيني «1»

(..- حيا 935 ه) أبو المعالي بن بدر الدين الحسن الحسيني، الأسترآبادي ثم الغروي.

كان فقيها إماميا، مشاركا في عدة علوم.

سكن النجف الأشرف.

و تلمذ علي المحقق علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه)، و مهر في حياته.

أخذ عنه منصور بن محمد بن تركي الغروي.

و صنّف كتبا، منها: العشرة الكاملة (مخطوط) و هو في عشرة مسائل الأولي في المنطق و الثانية في الكلام و

البقية في الفقه، كد اليمين و عرق الجبين (مخطوط) و هو في ست مسائل فقهية كتبه ببغداد سنة (935 ه)، شرح «2» الرسالة النصيرية في الحساب و الجبر و المقابلة.

و ترجم إلي الفارسية من مصنفات استاذه: الرسالة الجعفرية في فقه الصلاة، و نفحات اللاهوت.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1): رياض العلماء 5/ 514، أعيان الشيعة 2/ 454، طبقات أعلام الشيعة 4/ 249، الذريعة 15/ 265 برقم 1722 و 17/ 286 برقم 323 و 13/ 285 برقم 1032.

(2) فرغ منه في شهر رمضان سنة (929 ه) بالغري (النجف الأشرف).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 33

3093 الطّيبي «1» (910- 979 ه)

أحمد بن أحمد بن إبراهيم الطيبي، شهاب الدين الدمشقي، الشافعي.

ولد سنة عشر و تسعمائة.

و أخذ عن: شمس الدين محمد بن عبد الرحمن الكفرسوسي، و السيد كمال الدين محمد بن حمزة الحسيني، و تقي الدين أبو بكر بن محمد البلاطنسي، و تقي الدين القاري و لازمه، و بدر الدين محمد بن محمد الغزّي، و مغوش المغربي، و كريم الدين بن عمر الجعبري.

و كان فقيها، مقرئا، نحويا.

درّس بالجامع الأموي أكثر من ثلاثين سنة، و خطب به مدة يسيرة.

و درّس بدار الحديث الأشرفية، و الرباط الناصري، و العادلية، و الجامع المنجكي.

أخذ عنه: الأيدوني، و ولده أحمد الطيبي، و أحمد العيثاوي الشافعي، و أحمد الوفائي الحنبلي، و غيرهم.

و صنّف كتبا، منها: مختصر «هداية السالك» في مناسك الحج علي المذاهب الأربعة لعز الدين ابن جماعة، نظم مناسك الحجّ، الإيضاح التام في تكبيرة الإحرام

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 114، كشف الظنون 2/ 1778، شذرات الذهب 8/ 393، إيضاح المكنون 1/ 154، 195، 576، 615، 2/ 19، 65، الأعلام 1/ 91، معجم المؤلفين 1/ 146.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 34

و السلام، الصحيفة

فيما يحتاج إليه الشافعي في تقليد أبي حنيفة، تفسير كفاية المحتاج للدماء الواجبة علي المعتمر و الحاج، الزوائد السنية علي «الألفية»، منظومة في القراءات سمّاها بلوغ الأماني، المواعظ السنية في الخطب المنبرية، و زاد الأبرار و سلاح الأخيار في الأدعية.

توفّي في شهر ذي القعدة سنة تسع و سبعين و تسعمائة «1».

أقول: و هم الزركلي، فترجم له في «الأعلام» مرتين، و جعل وفاته في الأولي سنة (979 ه)، و في الثانية سنة (981 ه).

3094 الرّملي «2» (..- 957 ه)

أحمد بن حمزة الأنصاري، شهاب الدين الرملي «3» ثم القاهري، أحد أعيان الشافعية.

تلمّذ علي القاضي زكريا بن محمد الأنصاري و لازمه و انتفع به، و أذن له أن يصلح في كتبه في حياته و بعد مماته و لم يأذن لأحد سواه في ذلك.

و تقدّم في العلوم، و درّس كثيرا، و أفتي، و اشتهر، و وردت إليه الأسئلة من

______________________________

(1) و في بعض المصادر (981 ه).

(2): الكواكب السائرة 2/ 119، شذرات الذهب 8/ 316، الأعلام 1/ 12، معجم المؤلفين 1/ 224.

(3) نسبة إلي قرية الرملة بمنوفية مصر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 35

سائر الأقطار، و انتهت إليه رئاسة المذهب.

أخذ عنه طائفة من العلماء، منهم: ابن حجر الهيتمي، و عبد الوهاب بن أحمد الشعراني، و نور الدين علي الطنتدائي، و برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن علي العلقمي القاهري، و ولده محمد الرملي، و شمس الدين محمد الخطيب الشربيني، و شهاب الدين الغزي.

و قرأ عليه فقيه الإمامية الشهيد الثاني زين الدين بن علي في الفقه و أصوله، و سمع عليه كتبا كثيرة في الفنون العربية و العقلية، و له منه إجازة عامة تاريخها سنة (943 ه).

و صنّف كتبا، منها: فتح الجواد بشرح منظومة ابن العماد

(مطبوع) في المعفوّات، شرح منظومة «صفوة الزبد» في الفقه لشهاب الدين أحمد «1» بن الحسين الرملي، شرح «2» «الورقات» في أصول الفقه لإمام الحرمين الجويني.

و له فتاوي جمعها تلميذه الخطيب الشربيني.

توفّي بالقاهرة في- جمادي الآخرة سنة سبع و خمسين و تسعمائة.

______________________________

(1) المتوفّي (844 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء التاسع تحت رقم 2867.

(2) قرأه عليه الشهيد الثاني. انظر أعيان الشيعة: 7/ 148 (ترجمة الشهيد الثاني).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 36

3095 ابن كمال باشا «1» (..- 940 ه)

أحمد بن سليمان بن كمال باشا الرومي، الحنفي.

أخذ عن: لطفي الرومي، و خطيب زاده، و معرف زاده، و المولي القسطلاني.

و جدّ، حتي برع في الفقه و التفسير و الحديث و العربية و الكلام.

و درّس بعدة مدارس بأدرنة، و ولي قضاءها، ثم قضاء العسكر في ولاية أناطولي.

ثم ولي الإفتاء بالقسطنطينية (سنة 932 ه) إلي أن توفّي سنة أربعين و تسعمائة.

و كان يجيد اللغتين الفارسية و التركية.

و قد صنّف كتبا كثيرة، منها: طبقات الفقهاء، طبقات المجتهدين، مجموعة رسائل (مطبوعة)، تغيير التنقيح (مطبوع) في أصول الفقه، إيضاح الإصلاح في فقه الحنفية، تفسير القرآن العزيز، حواش علي «الكشاف»، تجريد التجريد في أصول الدين، شرح «الهداية»، و شرح «المفتاح»، دقائق الحقائق بالفارسية، تاريخ آل عثمان بالتركية.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 226، الطبقات السنية 1/ 355 برقم 199، كشف الظنون 1/ 439 و..، شذرات الذهب 8/ 238، الفوائد البهية 21، هدية العارفين 1/ 141، إيضاح المكنون 1/ 96 و..، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 345، الأعلام 1/ 133، معجم المؤلفين 1/ 238، معجم المفسرين 1/ 39.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 37

3096 ابن الصيرفي «1» (828، 829- 905 ه)

أحمد بن صدقة بن أحمد بن حسين، شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني المكي الأصل، القاهري، المعروف بابن الصيرفي، الشافعي.

ولد سنة ثمان أو تسع و عشرين و ثمانمائة.

و نشأ فحفظ كتبا في الفقه و العربية، و جدّ في تحصيل العلوم، فأخذ الفقه و أصوله عن المحلّي، و القراءات عن الزين طاهر، و العربية عن الخوّاص، و الحكمة و الجبر عن الحناوي و الأبدي، و الفرائض عن البوتيجي، كما أخذ عن كثير غيرهم.

و برع في مذهبه و تميّز و أذن له بالإفتاء و التدريس، فدرّس الفقه و التفسير، فأخذ عنه الطلبة بمكة و القاهرة،

و ناب في القضاء.

و صنّف كتبا، منها: تفسير القرآن العظيم، مقدّمة في الفلك، شرح «الورقة» في أصول الفقه لابن جماعة، منظومة في العروض و أخري في أصول الفقه.

و نظم «النخبة» لابن حجر و سمّاها عنوان معاني نخبة الفكر في مصطلح

______________________________

(1): الضوء اللامع 1/ 316، طبقات المفسرين للداودي 1/ 45 برقم 41، كشف الظنون 1/ 69، إيضاح المكنون 1/ 486، هدية العارفين 1/ 137، معجم المؤلفين 1/ 253، معجم المفسرين 1/ 41.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 38

أهل الأثر، و نظم «الإرشاد» في الفقه لابن المقري و سمّاه عين نخبة الرشاد ثم شرحه، و له ديوان شعر، و كتابة علي ديوان ابن الفارض.

توفّي في شعبان سنة خمس و تسعمائة.

3097 ابن النجار «1» (862- 949 ه)

أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم، القاضي شهاب الدين الفتوحي المصري الشهير بابن النجّار.

كان فقيها حنبليا، محدّثا، من العلماء.

ولد سنة اثنتين و ستين و ثمانمائة.

و درس علي: بدر الدين الصفدي، و أحمد بن علي الشيشني، و غيرهما، قيل:

و مشايخه تزيد علي مائة و ثلاثين شيخا و شيخة.

و تميّز حتي انتهت إليه الرئاسة في تحقيق نقول مذهبه و الحديث و المعقولات.

و قد ولي قضاء قضاة الحنابلة بالديار المصرية، ثم تخلّي عنه، و أقبل علي العبادة في آخر عمره، و أكبّ علي الاشتغال بالعلم.

أخذ عنه: رضي الدين ابن الحنبلي، و شمس الدين الرملي القاهري، و سراج

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 112، شذرات الذهب 8/ 276، النعت الأكمل 113، مختصر طبقات الحنابلة 91.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 39

الدين عمر بن محمد بن أبي اللطف المقدسي، و الفقيه الإمامي الشهيد الثاني زين الدين العاملي و قرأ عليه كتبا في العروض و القوافي و الحديث و غير ذلك، و حصل منه علي

إجازة «1».

توفّي المترجم- سنة تسع و أربعين و تسعمائة.

و له ابن اسمه محمد، و لقبه تقي الدين. ولد سنة ثمان و تسعين و ثمانمائة و درس علي أبيه و غيره حتي حاز علي رئاسة المذهب الحنبلي بمصر و ولي قضاء الحنابلة، و صنّف كتاب منتهي الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح و زيادات (مطبوع)، و كانت وفاته في حدود سنة ثمان و سبعين و تسعمائة «2».

3098 ابن العسكري «3» (..- 912 ه)

أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، شهاب الدين أبو العباس الدمشقي الصالحي الشهير بابن العسكري.

حفظ القرآن، و درس علي التقي بن قندس و علاء الدين المرداوي، و تصدّر للإقراء بمدرسة أبي عمر.

______________________________

(1) راجع أعيان الشيعة: 7/ 148 ترجمة الشهيد الثاني.

(2) راجع ترجمته في النعت الأكمل 141، شذرات الذهب: 8/ 390، الأعلام: 6/ 6.

(3): الكواكب السائرة 1/ 149، شذرات الذهب 8/ 57، النعت الأكمل 78، هدية العارفين 1/ 138، إيضاح المكنون 1/ 358، مختصر طبقات الحنابلة 87، معجم المؤلفين 1/ 284.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 40

و برع بعد ذلك و درّس و أفتي، و ناب في القضاء حتي صار مرجع الحنابلة بدمشق و مفتيهم.

و كان ملازما لتدريس «تفسير البغوي»، دائم التحريض علي مطالعة «الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم».

قرأ عليه ابن طولون القرآن و أخذ عنه التفسير و فوائد في علم الميقات و حضر دروسه كما كتب عنه المترجم أشياء.

و قد صنّف ابن العسكري كتابا في الفقه جمع فيه بين «المقنع» و «التنقيح».

و كانت وفاته في- ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و تسعمائة، و قيل في- ذي القعدة من سنة عشر و تسعمائة.

3099 أحمد بأفضل «1» (877- 929 ه)

أحمد بن عبد اللّه «2» بن عبد الرحمن بن أبي بكر بأفضل السعدي المذحجي،

______________________________

(1): النور السافر 125، شذرات الذهب 8/ 162، هدية العارفين 1/ 139، إيضاح المكنون 2/ 487، الأعلام 1/ 160، معجم المؤلفين 1/ 295.

(2) المتوفّي (918 ه)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 41

شهاب الدين الشّحري «1» الحضرمي، الشافعي.

ولد سنة سبع و سبعين و ثمانمائة.

و تفقّه علي والده، و محمد بن أحمد بأفضل.

و أخذ عن القاضيين: يوسف بن يونس المقري، و أحمد بن عمر المزجّد.

و برع في فقه الشافعية، و

درّس و أفتي في حياة والده، ثم قام مقامه في التدريس بجامع الشحر، و كان والده يثني عليه و يشير إليه بالمعرفة في الفقه.

و للمترجم تصانيف، منها: النكت علي «الروض» في الفقه لإسماعيل بن أبي بكر ابن المقري، النكت علي «الإرشاد» في الفقه، مشكاة الأنوار في الأوراد و الأذكار «2».

و له وصية مختصرة.

استشهد عند غزو الإفرنج لبلدته في شهر- ربيع الأوّل سنة تسع و عشرين و تسعمائة.

و من كلامه: من كان همّه المعالف، فاتته المعارف.

______________________________

(1) نسبة إلي الشّحر: صقع علي ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، قال الأصمعي: هو بين عدن و عمان. معجم البلدان: 3/ 327.

(2) و ذكر له في «هدية العارفين» من الكتب: الحجج القواطع، و لوامع الأنوار، و ليس بصحيح، بل هما من تأليف والده عبد اللّه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 42

3100 فوري أفندي «1» (..- 978 ه)

أحمد بن عبد اللّه الرومي، الفقيه الحنفي، الشهير بفوري أفندي.

حضر مجلس أحمد طاشكبري زاده، و قرأ علي عبد الباقي بن علاء الدين، و لازم مصلح الدين المعروف ببستان.

و درس في عدّة مدارس، و أكب علي طلب العلم.

ثم ولي التدريس ببروسة في مدرسة قبلوجه، و بالقسطنطينية في مدرسة علي باشا، و الخاصكية، و إحدي المدارس الثمان بها.

ثم نقل إلي دمشق: فقلّد الإفتاء فيها، و التدريس في المدرسة السليمانية.

و قد كتب حواشي علي مواضع من «التفسير» للبيضاوي، و حواشي علي «درر الحكام في شرح غرر الأحكام» «2» في فقه الحنفية لخسرو.

و له نظم و نثر باللغة التركية.

توفّي بدمشق في شهر شوال سنة ثمان و سبعين و تسعمائة.

______________________________

(1): العقد المنظوم 402، الكواكب السائرة 3/ 117، كشف الظنون 2/ 1199، شذرات الذهب 8/ 385، معجم المؤلفين 1/ 297.

(2) و متن الكتاب- أي «غرر الدرر»

- من تأليف خسرو أيضا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 43

3101 أحمد بن عز الدين «1» (873- 941 ه)

ابن الحسن بن علي بن المؤيد الحسني، الفللي اليمني، القاضي الزيدي.

ولد سنة ثلاث و سبعين و ثمانمائة.

و رحل لطلب الحديث إلي المدينة المنورة.

و كان عالما كبيرا محققا، ماهرا في النحو.

ولي القضاء لأخيه الناصر للدين الحسن «2» بن عز الدين، و لابن أخيه مجد الدين بن الحسن و كتب حاشية علي «التذكرة الفاخرة في فقه العترة الطاهرة» للحسن «3» بن محمد المذحجي.

و صنّف كتابا في أحوال الإمامة و ما يلزم الإمام و ما يلزمه.

و له أسئلة علي خطبة كتاب «الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار» للمتوكل علي اللّه.

توفّي بقرية فللة في شهر صفر سنة إحدي و أربعين و تسعمائة.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 38 برقم 64، معجم المؤلفين 1/ 312، مؤلفات الزيدية 1/ 398 برقم 1156.

(2) المتوفّي (929 ه)، و ستأتي ترجمته.

(3) المتوفّي (791 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2708.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 44

3102 المنجور «1» (926- 995 ه)

أحمد بن علي بن عبد اللّه (عبد الرحمن)، أبو العباس الفاسي المعروف بالمنجور.

كان من فقهاء المالكية بالمغرب بل شيخهم، مشاركا في الحديث و الأصول و العربية و غير ذلك.

ولد سنة ست و عشرين و تسعمائة.

و درس علي جماعة، منهم: سقين، و ابن هارون، و عبد الواحد الونشريسي، و ابن جلال، و اليسيتني.

و تتلمذ عليه جماعة حينما تصدّي للتدريس، كعبد الواحد الفيلالي، و أبي عبد اللّه الرجراجي، و إبراهيم الشاوي، و ابن عرضون، و يوسف الفاسي، و أحمد بن أبي العافية.

و صنّف: مراقي المجد في آيات السعد، شرح منظومة «المنهج المنتخب إلي أصول المذهب» لعلي بن قاسم الزقاق «2»، حاشية علي شرح السّنوسي «3» لكتابه

______________________________

(1): نيل الابتهاج 143 برقم 146، شجرة النور الزكية 287 برقم 1095، الأعلام 1/ 180،

معجم المؤلفين 2/ 10.

(2) المتوفي (912 ه)، و ستأتي ترجمته.

(3) هو محمد بن يوسف بن عمر السنوسي (832- 895 ه): من كبار علماء تلمسان، له تصانيف كثيرة في أصول الدين و المنطق و الحديث و النحو. انظر الأعلام: 7/ 154.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 45

«عقيدة أهل التوحيد» «1»، و شرحا مختصرا علي «عقيدة» ابن ذكري، و غير ذلك.

و توفّي في- ذي القعدة سنة خمس و تسعين و تسعمائة.

3103 المزجّد «2» (847- 930 ه)

أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الرحمن السيفي المذحجي المرادي، صفي الدين و شهاب الدين أبو السرور الزبيدي الشهير بالمزجّد، أحد كبار فقهاء الشافعية باليمن.

ولد سنة سبع و أربعين و ثمانمائة.

و حفظ «جامع المختصرات»، ثم درس الفقه و الحديث و الأصول و الفرائض علي علماء عصره، مثل: أبي القاسم بن محمد بن مريفد إبراهيم بن أبي القاسم جغمان، و أبي حفص عمر الفتي، و نجم الدين يوسف المقري، و الموفّق الناشري، و يحيي العامري، و غيرهم.

قال عبد القادر العيدروسي: و برع في علوم كثيرة، و تميز في الفقه حتي كان فيه أوحد وقته.

______________________________

(1) و يسمي العقيدة الكبري.

(2): شذرات الذهب 8/ 69، النور السافر 127، إيضاح المكنون 1/ 227، هدية العارفين 1/ 140، الأعلام 1/ 188، معجم المؤلفين 2/ 34.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 46

و ولي المترجم قضاء عدن ثم قضاء زبيد، و تفقّه به كثيرون، منهم: أبو العباس الطنبداوي، و الحافظ عبد الرحمن بن علي الديبع، و صالح «1» النمازي، و محمد بن عمر بحرق.

و صنّف كتابه المشهور، العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعي و الأصحاب، و تجريد الزوائد و تقريب الفوائد في فقه الشافعية، و منظومة «الإرشاد» في الفقه و زاد عليه.

و له فتاوي جمعها ولده

القاضي حسين، ثم جمعها ابن النقيب.

توفّي في ربيع الآخر بزبيد سنة ثلاثين و تسعمائة.

و من شعره:

قلت للفقر أين أنت مقيم قال لي في محابر العلماء

إنّ بيني و بينهم لإخاء و عزيز عليّ قطع الإخاء

3104 ابن قاسم «2» (..- 994 ه)

أحمد بن قاسم الصبّاغ العبّادي ثم القاهري الأزهري، الشافعي، الملقب

______________________________

(1) المتوفّي (975 ه)، و ستأتي ترجمته.

(2): الكواكب السائرة 3/ 124، كشف الظنون 1/ 152، 476، 596، 2/ 1139، 1373، 2006، شذرات الذهب 8/ 434، هدية العارفين 1/ 149، إيضاح المكنون 1/ 423، 2/ 136، 448، الأعلام 1/ 198، الفتح المبين 3/ 81، معجم المؤلفين 2/ 48.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 47

بشهاب الدين.

أخذ عن: ناصر الدين محمد بن الحسن اللقاني، و شهاب الدين البرلسي المعروف بعميرة، و قطب الدين عيسي الإيجي الصفوي المكي.

و كان فقيها، أصوليا، ماهرا في العربية.

أخذ عنه: محمد بن داود المقدسي، و منصور الطبلاوي «1» (المتوفّي 1014 ه)، و عبد اللّه بن عبد الرحمن الدّنوشري «2»، و أبو بكر بن إسماعيل بن شهاب الدين الشّنواني «3».

و صنّف كتبا، منها: شرح كبير علي «الورقات» في أصول الفقه لأبي المعالي الجويني و شرح صغير عليه، الآيات البينات (مطبوع) في شرح «جمع الجوامع» في أصول الفقه للسبكي، فتح الغفار بكشف مخبأة «غاية الاختصار» في الفقه لأبي شجاع الأصفهاني، شرح «المختصر» في الفقه لأبي شجاع، حاشية علي «الألفية» في النحو لابن مالك، حاشية علي «شرح تلخيص المفتاح» في المعاني و البيان للتفتازاني، حاشية علي شرح ابن حجر علي «منهاج الطالبين» في الفقه للنووي، و حاشية علي «شرح البهجة» لزكريا الأنصاري (مطبوع).

توفّي بالمدينة المنورة عائدا من الحج- سنة أربع و تسعين و تسعمائة.

______________________________

(1). ريحانة الألبّا: 2/ 215، 85، 1/ 302.

(2). ريحانة الألبّا: 2/ 215،

85، 1/ 302.

(3). ريحانة الألبّا: 2/ 215، 85، 1/ 302.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 48

3105 ابن حمارة «1» (871- 953 ه)

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد، شهاب الدين الأنطاكي ثم الحلبي، الحنفي، المعروف بابن حمارة.

ولد بأنطاكية سنة إحدي و سبعين و ثمانمائة، و نشأ بها، فحفظ القرآن و أتقن صنعة التوقيع.

و درس النحو و الصرف علي علاء الدين علي العداس الأنطاكي، و المنطق و الكلام و الأصول علي محيي الدين محمد بن صالح ابن الجام كما درس علي رمضان الأنطاكي.

و سكن حلب، و لازم بدر الدين السيوفي، و أخذ القراءات عن محمد الداديخي.

و تعاطي صنعة الشهادة أوّلا ثم درّس في توسعة جامع الصروي بحلب، و ولي الخطابة في الجامع المذكور في الجامع الكبير، ثم ضمّ إليه مع الخطابة تدريس الحلاوية و الإفتاء بحلب بحكم سلطاني يتضمّن انفراده في الفتوي.

صنّف كتابا في المناسك.

و توفّي- يوم عرفة سنة ثلاث و خمسين و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 97، شذرات الذهب 8/ 294، إعلام النبلاء 5/ 510 برقم 830، معجم المؤلفين 2/ 62.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 49

3106 القسطلاني «1» (851- 923 ه)

أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد، شهاب الدين أبو العباس القسطلاني الأصل المصري، الشافعي، المعروف بالقسطلاني.

وصفه نجم الدين الغزي بالعلامة الرحلة الفقيه المقرئ المسند المحدّث.

ولد سنة إحدي و خمسين و ثمانمائة بمصر.

و أخذ الفقه عن: الفخر المقسي، و الشهاب العبادي، و البرهان العجلوني، و الشمس البامي، و أخذ عن العجلوني النحو أيضا.

و سمع علي: السخاوي، و النشاوي، و زينب ابنة الشويكي، و النجم بن فهد، و البرهان المتبولي.

و وعظ، و تميّز في علم القراءات، و شرح كتب الأحاديث، و أقرأ الطلبة و حج و جاور غير مرّة بمكة.

و كان السيوطي يغضّ منه و يدّعي أنّه يأخذ من كتبه و لا ينسب النقل إليها.

و للمترجم عدة

كتب، منها: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

______________________________

(1): الضوء اللامع 2/ 103 برقم 313، النور السافر 105، الكواكب السائرة 1/ 126، كشف الظنون 69، شذرات الذهب 8/ 121- 123، البدر الطالع 1/ 103 برقم 60، إيضاح المكنون 2/ 484، هدية العارفين 1/ 139، الكني و الألقاب 3/ 64، ريحانة الأدب 4/ 458، الأعلام 1/ 232، معجم المطبوعات العربية 2/ 1511، معجم المؤلفين 2/ 85- 86.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 50

(مطبوع)، منهاج الابتهاج لشرح الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج، مدارك المرام في مسالك الصيام، تلخيص «الإرشاد» في فروع الشافعية، العقود السنية في شرح «المقدمة الجزرية»، شرح «الشاطبية»، و المواهب اللدنية في المنح المحمدّية (مطبوع) في السيرة النبوية.

و كانت وفاته في- المحرّم سنة ثلاث و عشرين و تسعمائة.

3107 الشّويكي «1» (875- 939 ه)

أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر، شهاب الدين أبو الفضل النابلسي الشويكي ثم الدمشقي الصالحي، فقيه الحنابلة و مفتيهم بدمشق.

ولد سنة خمس و سبعين و ثمانمائة بالشويكة (قرية بنابلس).

و قدم دمشق و سكن صالحيتها، و حفظ القرآن و كتبا، ثم درس الفقه علي أحمد بن عبد اللّه العكري، و النحو علي الشهاب بن الشكم، و الحديث علي ناصر الدين ابن زريق.

و لزم شهاب الدين العسكري إلي أن أذن له بالإفتاء و التدريس، فدرّس و أفتي، و أخذ عنه جماعة منهم ولده شمس الدين محمد، و صار المعوّل عليه في

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 99، شذرات الذهب 8/ 231، النعت الأكمل 105، إيضاح المكنون 1/ 338، مختصر طبقات الحنابلة 90، الأعلام 1/ 233، معجم المؤلفين 2/ 69، أعلام فلسطين 1/ 252.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 51

مذهب الحنابلة.

و حجّ و جاور بمكة، ثم جاور بالمدينة سنتين.

و صنّف كتاب التوضيح (مطبوع) في الفقه

الحنبلي، جمع فيه بين «المقنع» لابن قدامة و «التنقيح» للعلاء المرداوي و زاد عليهما أشياء.

توفّي بالمدينة في صفر- سنة تسع و ثلاثين و تسعمائة.

3108 نشانجي زاده «1» (934- 986 ه)

أحمد بن محمد بن رمضان الرومي، الشهير بنشانجي زاده، القاضي الحنفي.

ولد بالقسطنطينيّة سنة أربع و ثلاثين و تسعمائة.

و تتلمذ علي: شيخ زاده، و عبد الكريم زاده، و برويز، و سنان.

قال في «العقد المنظوم»: و تمهر في علم المفروض و المسنون، و شارك الفحول في علم الفروع و الأصول، طويل الباع في العلوم العربية.

و درّس بعدة مدارس، و ولي قضاء مكّة ثم مصر، و توجّه لقضاء المدينة فتغيّر عليه السلطان و عزله و أمره بالخروج عن البلدة، فخرج للحج و عاد فتوفّي بقرب

______________________________

(1): العقد المنظوم 491 (ذيل الشقائق النعمانية)، كشف الظنون 1/ 123، شذرات الذهب 8/ 409، إيضاح المكنون 1/ 142، هدية العارفين 1/ 148، معجم المؤلفين 2/ 165، معجم المفسرين 1/ 73.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 52

دمشق و حمل إليها و ذلك في- سنة ست و ثمانين و تسعمائة.

و لنشانجي زاده تصانيف، منها: إعراب القرآن الكريم و لم يكمل، و شرح دعاء الصباح المنسوب للإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام الذي أوّله: يا من دلع لسان الصباح..، و حواش علي «التفسير» للبيضاوي و «الهداية» في الفقه، و شرح «المواقف» و «المفتاح».

و له رسائل كثيرة، و نظم.

3109 ابن خاتون «1» (..- حيا 934 ه)

أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن خاتون، جمال الدين «2» أبو العباس العاملي العيناثي، العالم الإمامي. و (آل خاتون) بيت علم قديم في جبل عامل.

تلمّذ علي والده شمس الدين محمد، و روي عنه.

و أجاز له السيد بدر الدين الحسن بن جعفر الأعرجي العاملي الكركي (المتوفّي 933 ه)، و المحقق علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي في سنة (931 ه)، و كان شريكه في الرواية عن والده شمس الدين محمد.

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 33، برقم 18،

تتمة أمل الآمل 100 برقم 36، رياض العلماء 1/ 61، روضات الجنات 1/ 76، الفوائد الرضوية 17، أعيان الشيعة 2/ 584، طبقات أعلام الشيعة 4/ 12، معجم رجال الحديث 2/ 108.

(2) و كني أيضا بشهاب الدين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 53

و كان فقيها، حافظا، محققا، رحلة، من أجلّة العلماء.

أخذ عنه: ابنه نعمة اللّه علي «1»، و الشهيد الثاني زين الدين بن علي، و محيي الدين بن أحمد بن تاج الدين الميسي، و علي بن هلال الكركي (المتوفّي 984 ه).

و أجاز للحسن بن محمد بن محمد بن يونس النباطي في سنة (934 ه).

قال نعمة اللّه علي في شأن والده: الفقيه النبيه البدل الصالح الدّين «2».

و قال الشهيد الثاني: الإمام الحافظ المتقن، خلاصة الأتقياء و الفضلاء و النبلاء «3».

لم نظفر بوفاة المترجم.

3110 ابن عبد السلام المنوفي «4» (847- 927 ه)

أحمد بن محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسي، شهاب الدين أبو الخير

______________________________

(1) ستأتي ترجمته في هذا الجزء.

(2) بحار الأنوار: 106/ 95 (ضمن الإجازة 68).

(3) بحار الأنوار: 105/ 151 (ضمن الإجازة 53).

(4): الكواكب السائرة 1/ 154، كشف الظنون 2/ 1089، 1304، شذرات الذهب 8/ 150، الضوء اللامع 2/ 181 برقم 506، هدية العارفين 1/ 140، إيضاح المكنون 2/ 315، 653، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 314 برقم 2، معجم المطبوعات العربية 2/ 1807، الأعلام 1/ 232، معجم المؤلفين 2/ 150، 151، 184.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 54

المنوفي، القاهري الشافعي.

ولد سنة سبع و أربعين و ثمانمائة.

و تفقه علي جماعة، منهم: - علم الدين صالح بن عمر البلقيني، و- جلال الدين محمد بن عبد الرحمن البكري، و- سراج الدين عمر بن حسين العبادي، و- بدر الدين أبو السعادات محمد بن محمد بن عبد الرحمن البلقيني، و-

بدر الدين حسن الأعرج و عنه أخذ أيضا الفرائض، و الحساب.

و سمع أباه، و شمس الدين السخاوي.

و برع في الفقه، و شارك في غيره.

و ناب في القضاء ببلده منوف و القاهرة «1».

و صنّف كتبا، منها: الإقناع في شرح مختصر أبي شجاع في الفقه، شرح الستين مسألة للزاهد «2» في الفقه، النخبة العربية في حل ألفاظ الأجرومية، الفيض المديد في أخبار النيل السعيد، و البدر الطالع اختصر به «الضوء اللامع» لأستاذه السخاوي.

و له نظم و نثر.

توفّي في- شهر شوال سنة سبع و عشرين و تسعمائة.

______________________________

(1) و قال في «الكواكب السائرة»: إنّ المترجم ولي قضاء بلدة منوف العليا.

(2) هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن سليمان القاهري (المتوفّي 819 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء التاسع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 55

3111 ابن حجر الهيتمي «1» (909- 973 ه)

أحمد بن محمد بن محمد بن علي السعدي الأنصاري، شهاب الدين أبو العباس الهيتمي المصري ثم المكي، المعروف بابن حجر.

كان من كبار فقهاء الشافعية، محدثا، مشاركا في عدة علوم.

ولد سنة تسع و تسعمائة في محلة أبي الهيتم (من غربية مصر).

و نقله كافله شمس الدين الشناوي إلي القاهرة سنة (924 ه)، فتلقي العلم في الجامع الأزهر، و أخذ عن: القاضي زكريا بن محمد الأنصاري، و زين الدين عبد الحق السنباطي، و أبي الحسن علي بن محمد البكري، و شهاب الدين أحمد الرملي، و ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي، و شمس الدين السمهودي، و غيرهم.

و أذن له بالإفتاء و التدريس و لمّا يبلغ العشرين.

و حجّ سنة (940 ه) فجاور بمكة المكرمة، و أقام بها يؤلّف و يدرّس و يفتي إلي أن مات- سنة ثلاث و سبعين و تسعمائة «2».

______________________________

(1): النور السافر 258، كشف الظنون 1/ 57،

60، 128، 307، 620، 730، 1059، ريحانة الألبّا 435 برقم 70، شذرات الذهب 8/ 370، البدر الطالع 1/ 109 برقم 67، إيضاح المكنون 3/ 15، 77، 81، 128، 161، 230، هدية العارفين 1/ 146، الأعلام 1/ 234، معجم المؤلفين 2/ 152.

(2) و في الكواكب السائرة: سنة أربع و سبعين و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 56

و قد أخذ عنه جماعة، منهم: برهان الدين بن الأحدب، و محمد بن عمر الخفاجي والد أحمد مؤلف «ريحانة الألبّا».

و صنّف كتبا كثيرة، منها: تحفة المحتاج لشرح المنهاج (مطبوع)، الإمداد في شرح «الإرشاد» للمقري و هو كبير، فتح الجواد في شرح «الإرشاد» و هو صغير، كفّ الرعاع عن استماع آلات السماع (مطبوع)، الفتاوي الهيتمية، شرح مختصر أبي الحسن البكري في الفقه، مبلغ الأرب في فضائل العرب (مطبوع)، شرح الأربعين النووية (مطبوع)، المنح المكية (مطبوع) في شرح همزية البوصيري، شرح «مشكاة المصابيح» في الحديث لمحمد بن عبد اللّه التبريزي، و لم يتم، و الصواعق المحرقة علي أهل البدع و الضلال و الزندقة (مطبوع).

أقول: لقد أظهر المترجم في كتابه الأخير من التعصب المقيت ما يفوق حدّ الوصف، و هو و إن أورد فيه من الكلام ما يعتبر حجّة عليه، و دليلا علي صحّة اعتقادات الشيعة و رؤيتهم لمسألة الإمامة و الخلافة، و نقل فيه من الأحاديث الشريفة في فضائل و مناقب الإمام علي و أهل بيته عليهم السّلام ما تخبت له النفس، إلّا أنّه نبذ كلّ ذلك وراء ظهره، و كأن تلك الأحاديث لم تمسّ شغاف قلبه، فراح يملأ كتابه بالتناقضات و الافتراءات، و يسمع شيعة أهل البيت أذي كثيرا، و كان الأولي به و هو بهذه المكانة العلمية أن لا ينساق

وراء النعرات الطائفية التي تمزق كلمة المسلمين و تصدع وحدتهم، و إنّ العنوان غير اللائق الذي سمّي به كتابه ليدلّ علي نيّة الطعن و التشهير منذ أوّل لحظة باشر فيها بالكتابة، و لا أدري كيف سوّغ لنفسه أن يحكم علي أمّة تمسّكت بالثقلين: كتاب اللّه و عترة النبي بأنّها من أهل البدع..؟!

هذا، و قد صنّف القاضي السيد نور اللّه التستري (الشهيد 1019 ه) كتابا في الردّ عليه سمّاه: الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة (مطبوع).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 57

3112 المحقق الأردبيلي «1»

(..- 993 ه) أحمد بن محمد الأردبيلي ثم النجفي، الشهير بالمحقّق و بالمقدّس الأردبيلي، أحد كبار مجتهدي علماء الإمامية و ربّانييهم.

ولد في أردبيل، و نشأ بها.

و استفاد من خاله الذي كان من كبار العلماء في الفلك و الرياضيات.

و أخذ بشيراز العلوم العقلية عن جمال الدين محمود تلميذ جلال الدين الدواني.

و ارتحل إلي النجف الأشرف، و أقام بها، و أكمل دراسته في الفقه و الأصول و غيرهما، و برع في العلوم لا سيما في الفقه، حتي بلغ درجة الاجتهاد، و قد أجازه به السيد علي بن الحسين الحسيني الصائغ.

قال السيد مصطفي الحسيني التفريشي في حق المترجم: كان متكلما، فقيها، عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه و أعبدهم و أتقاهم.

______________________________

(1): نقد الرجال 29، أمل الآمل 2/ 23 برقم 57، رياض العلماء ج 1/ 56، لؤلؤة البحرين 149، منتهي المقال 1/ 311، روضات الجنات 1/ 79، خاتمة مستدرك الوسائل 3/ 392، إيضاح المكنون 1/ 398، 609، الكني و الألقاب 3/ 200، أعيان الشيعة 3/ 80، ريحانة الأدب 5/ 369، طبقات أعلام الشيعة 4/ 8، الذريعة 6/ 385، الأعلام 1/ 234، معجم رجال الحديث 2/ 225

برقم 784، معجم المؤلفين 2/ 79، مفاخر آذربيجان 1/ 75 برقم 21.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 58

و امتاز المترجم بدقة النظر و التحقيق، و بأسلوبه الفقهي الخاص، و استقلاليته في استنباط الأحكام، و أصالته الكاملة في التفكير و الاجتهاد «1».

درّس شتي العلوم، فأخذ عنه جماعة من العلماء، منهم: السيد محمد بن علي العاملي صاحب «المدارك»، و الحسن بن الشهيد الثاني زين الدين العاملي صاحب «المعالم» و كانا من أبرز تلامذته، و محمد بن محمد البلاغي، و عبد اللّه بن الحسين التستري، و علّام التفريشي، و فيض اللّه بن عبد القاهر التفريشي، و السيد فضل اللّه، و محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي، و غيرهم.

و صنّف كتبا، قال عنها المجلسي: إنّها في غاية التدقيق و التحقيق، منها:

زبدة البيان في أحكام القرآن (مطبوع) و هو تفسير لآيات الأحكام، مجمع الفائدة و البرهان في شرح «إرشاد الأذهان» للعلّامة الحلّي (مطبوع) في اثني عشر جزءا (و قد شمل معظم أبواب الفقه)، حديقة الشيعة (مطبوع)، تعليقات علي «قواعد الأحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي، تعليقات علي «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي، حاشية علي إلهيات «شرح تجريد العقائد» للقوشجي (مطبوع).

و له رسائل و تعليقات، منها (و هي مطبوعة): رسالة الخراجية الأولي، رسالة الخراجية الثانية، رسالة في أنّ الأمر بالشي ء يقتضي النهي عن ضده الخاص، رسالة في أصول الدين بالفارسية، تعليقة علي ما قال الزمخشري من تفسير سورة الكافرون، تعليقة علي ما قال البيضاوي من تفسير الآية (77) من سورة الحج،

______________________________

(1) الكريمي الجمهري، المقدس الأردبيلي.. أضواء علي حياته و شخصيته: ص 37 (ترجمة إلي العربية كمال السيد).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 59

و تعليقة علي بحث الإجماع من شرح العضدي «1».

توفّي بالنجف

الأشرف في- صفر سنة ثلاث و تسعين و تسعمائة، و دفن في إحدي حجرات الصحن المبارك لمرقد الإمام عليّ عليه السّلام.

3113 ابن الفرفور «2» (852- 911 ه)

أحمد بن محمود بن عبد اللّه بن محمود، القاضي شهاب الدين أبو العباس الدمشقي الشهير بابن الفرفور.

ولد- سنة اثنتين و خمسين و ثمانمائة.

و درس النحو و المنطق و أصول الفقه عند مولي حاجي.

و أخذ عن جماعة ببلده و بمكة و القاهرة، منهم: برهان الدين الباعوني، و الزين ابن خليل القابوني، و خطّاب الغزّاوي، و نجم الدين ابن قاضي عجلون، و البدر ابن قاضي شهبة، و العبادي، و عبد المعطي المغربي.

______________________________

(1) ضمن سعيها الدؤوب لتخليد ذكري الشخصيات العلمية المتميزة، و توخيا لنشر آثارهم و مآثرهم، أقامت الجمهورية الإسلامية في إيران مؤتمرا كبيرا، قدّمت فيه بحوث و مقالات تصدّت للحديث عن شخصية المحقق الأردبيلي و عن آرائه و تحقيقاته في الفقه و الأصول و التفسير و غيرها، و قد تم طبعها مع عدد من مؤلفات المترجم في ثلاثة عشر مجلدا، يذكر أنّ المؤتمر عقد في مدينتي أردبيل و قم في شهر ربيع الثاني سنة (1417 ه).

(2): الضوء اللامع 2/ 222 برقم 621، الكواكب السائرة 1/ 141- 145، شذرات الذهب 8/ 49.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 60

و برع في مذهبه، و جمع بين العلم و الفقه و الرئاسة، و تولّي قضاء دمشق ثم أضيف له قضاء مصر.

و توفّي بالقاهرة في- جمادي الآخرة سنة إحدي عشرة و تسعمائة.

و لابن الفرفور توضيح علي «الخزرجية» في العروض، و له نظم.

3114 قاضي زاده «1» (..- 988 ه)

أحمد بن محمود (قودر) الأدرنوي الرومي، الحنفي، الملقب بشمس الدين، و المعروف بقاضي زاده أخذ عن: سعدي جلبي، و محمد المعروف بجوي زاده.

و لازم عبد القادر الحميدي، و تخرّج به.

و درّس في مدارس بروسة و أدرنة و القسطنطيني.

و قلّد قضاء حلب، فقضاء القسطنطينية، ثم قضاء عسكر الروم إيلي.

و عزل في أواخر

عهد السلطان سليم خان، و أعيد في عهد السلطان مراد خان، فاستمر مدة، ثم قلّد الفتوي بدار السلطنة إلي أن توفّي في- سنة ثمان

______________________________

(1): الطبقات السنية 2/ 104 برقم 386، الكواكب السائرة 3/ 109، كشف الظنون 1/ 348، شذرات الذهب 8/ 414- 415، إيضاح المكنون 2/ 620، هدية العارفين 1/ 148، الأعلام 1/ 254، معجم المطبوعات العربية 2/ 1488، معجم المؤلفين 2/ 171.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 61

و ثمانين و تسعمائة.

و قد صنّف من الكتب: نتائج الأفكار في كشف الرموز و الأسرار «1» (مطبوع) حاشية علي «شرح المفتاح» للشريف الجرجاني لم يتمها، و حاشية علي «شرح الوقاية» لصدر الشريعة.

و له رسائل في فنون عديدة.

3115 طاشكبري زاده «2» (901- 968 ه)

أحمد بن مصطفي بن خليل، عصام الدين أبو الخير الرومي المعروف بطاشكبري زاده.

كان من علماء الدولة العثمانية و قضاتها، و أعيان الحنفية، مؤرخا شهيرا، مدرسا للفقه و الفرائض و أصول الدين و غيرها.

ولد في بروسة سنة إحدي و تسعمائة.

و نشأ بأنقرة، و درس الأدب و الفقه و الحديث و التفسير و المنطق علي أبيه و عمّه قاسم بن خليل، و محمود الشهير بميرم جلبي، و محمد التونسي الشهير

______________________________

(1) هو تكملة لشرح ابن الهمام علي «الهداية» في فقه الحنفية المسمي ب «فتح القدير».

(2): الشقائق النعمانية 325، العقد المنظوم 336، كشف الظنون 1/ 11، شذرات الذهب 8/ 352، البدر الطالع 1/ 121، الكني و الألقاب 2/ 436، ريحانة الأدب 4/ 14، الأعلام 1/ 257، معجم المؤلفين 2/ 177، معجم المفسرين 1/ 79.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 62

بالمغوشي، و محيي الدين الفنري، و محمد القوجري و غيرهم.

ثم درّس في مدارس متعددة من بلاد الروم، و ولي القضاء ببروسة سنة (952 ه) ثم القضاء بالقسطنطينية

سنة (958 ه) فاستمر إلي أن عمي في سنة (961 ه)، فاستعفي عن المنصب، و عكف علي التأليف، و تبييض بعض مؤلفاته.

و قد صنف: الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية (مطبوع)، مفتاح السعادة (مطبوع)، الشفاء لأدواء الوباء (مطبوع)، نوادر الأخبار في مناقب الأخبار، شرح «الفوائد الغياثية» في علمي المعاني و البيان، شرح «آداب البحث»، شرح «العوامل المائة» في النحو للجرجاني، المعالم في الكلام، حاشية علي «تفسير الكشاف» رسالة في تفسير آية الوضوء، الرسالة الجامعة لوصف العلوم النافعة، و رسالة التعريف و الأعلام في مشكلات الحد التام.

توفّي- في شهر رجب سنة ثمان و ستين و تسعمائة.

3116 الونشريسي «1» (حدود 834- 914 ه)

أحمد بن يحيي بن محمد بن عبد الواحد، أبو العباس التلمساني الونشريسي،

______________________________

(1): نيل الابتهاج 135 برقم 130، إيضاح المكنون 3/ 112 و 4/ 94، 517، 592، هدية العارفين 1/ 138، شجرة النور الزكية 274 برقم 1022، الأعلام 1/ 269، معجم المؤلفين 2/ 205.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 63

الفقيه المالكي.

ولد في حدود سنة أربع و ثلاثين و ثمانمائة.

و أخذ عن شيوخ تلمسان: القاسم العقباني، و ولده أبي سالم العقباني، و أبي عبد اللّه الجلّاب، و الغرابلي، و المري، و غيرهم.

و نقم عليه السلطان أمرا ما، فانتهبت داره و فرّ إلي فاس سنة (874 ه) فاستوطنها، و أكبّ علي تدريس الفقه و غيره، فتتلمذ عليه: محمد بن عبد الجبار الوتد غيري، و عبد السميع المصمودي، و أبو زكريا السوسي، و ولده عبد الواحد، و أبو عباد بن مليح الملطي.

و صنّف: المعيار المعرب عن فتاوي علماء إفريقية و الأندلس و بلاد المغرب (مطبوع)، غنية المعاصر و التالي علي وثائق الفشتالي (مطبوع)، عدة البروق في جمع ما في المذهب من المجموع و الفروق، إيضاح

المسالك إلي قواعد الإمام مالك، نوازل المعيار (مطبوع)، الولايات في مناصب الحكومة الإسلامية و الخطط الشرعية (مطبوع)، المنهج الفائق و المنهل الرائق في أحكام الوثائق (مطبوع)، و إضاءة الحلك في الرد علي من أفتي بتضمين الراعي المشترك (مطبوع).

توفّي في صفر سنة أربع عشرة و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 64

3117 حفيد التفتازاني «1» (..- 916 ه)

أحمد بن يحيي بن محمد بن العالم الشهير سعد الدين مسعود «2» التفتازاني، سيف الدين الهروي، الشهير بشيخ الإسلام و بحفيد التفتازاني.

كان فقيها حنفيا، من كبار العلماء.

ولي القضاء بهراة في عهد السلطان حسين ميرزا بايقرا مدّة ثلاثين سنة.

و صنّف كتبا في فنون كثيرة، منها: حاشية علي «وقاية الرواية في مسائل الهداية» في فقه الحنفية لبرهان الشريعة محمد بن عبيد اللّه المحبوبي، شرح «الفرائض» لسراج الدين محمد السجاوندي الحنفي، الفوائد و الفرائد في الحديث، تعليق علي «الكشاف» في التفسير وصل فيه إلي أواسط سورة البقرة، شرح «تهذيب المنطق» لجده سعد الدين، حاشية علي شرح «3» التلخيص (مطبوع) في المعاني و البيان، و حاشية علي «العقائد» لعضد الدين عبد الرحمن الإيجي، و غير ذلك.

______________________________

(1): كشف الظنون 1/ 470، 476، 1144، 1480، روضات الجنات 1/ 342 برقم 120، هدية العارفين 1/ 138، الكني و الألقاب 2/ 121 (ضمن ترجمة جدّه)، ريحانة الأدب 3/ 293، الأعلام 1/ 270، معجم المؤلفين 2/ 205، معجم المفسرين 2/ 83.

(2) كان من كبار علماء العربية و البيان و المنطق، و له فيها و في غيرها مؤلفات. ولد بتفتازان (من بلاد خراسان) سنة (712 ه)، و أقام بسرخس، و أبعده تيمورلنك إلي سمرقند، فتوفي فيها سنة (793 ه). انظر الأعلام: 7/ 219.

(3) هو من تأليف سعد الدين، جدّ المترجم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 65

و

له مجموعة في العلوم الشرعية و العربية سميت الدر النضيد في مجموعة الحفيد (مطبوع).

توفي مقتولا عند دخول الملك إسماعيل الصفوي هراة سنة (916 ه)، و ذلك أنّه اتّهم عند الملك المذكور بالتعصب، فأمر بقتله.

و تألّم لقتله فقيه الإمامية المحقق علي بن عبد العالي الكركي- و كان قد ورد هراة في ذلك الوقت- و خطّأهم في فعلهم، معتقدا أن المحاجة بالأدلة و البراهين العقلية و النقلية كان أجدي و أنفع، و كان المحقق المذكور يظهر التأسف دائما «1».

3118 شاه مير «2» (..- 966 ه)

أسد اللّه بن زين الدين علي بن شمس الدين محمد شاه بن مبارز الدين مندة المرعشي الحسيني، التستري، الآملي الأصل، الفقيه الإمامي، المعروف بشاة مير.

أخذ عن المحقق علي بن عبد العالي الكركي- (المتوفّي 940 ه).

و برّز في العلوم.

و ولي نظر مشهد الإمام الرضا عليه السّلام.

______________________________

(1) انظر مستدرك الوسائل: 3/ 432 (ط. دار الخلافة بطهران).

(2): أعيان الشيعة 3/ 285، ريحانة الأدب 5/ 288، طبقات أعلام الشيعة 4/ 20.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 66

ثم تقلّد منصب الصدارة في البلاد الإيرانية في عهد طهماسب الصفوي بعد عزل السيد معز الدين محمد «1» بن تقي الدين محمد الحسيني الأصفهاني في حدود سنة (946 ه).

و كان فقيها، متكلما، محدثا، زاهدا، شاعرا.

روي عنه السيد حسين «2» بن ضياء الدين أبي تراب حسن بن أبي جعفر محمد الموسوي الكركي المجتهد (المتوفّي 1001 ه).

و كتب حواشي علي عدة كتب، منها: «قواعد الأحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلي، «شرائع الإسلام» للمحقق الحلّي، «الكافي» للكليني، «شرح تجريد الاعتقاد»، و «شرح الجغميني» في الهيئة.

توفّي- سنة ست و ستين و تسعمائة، و قبره بأصفهان في مقبرة السيدة فاطمة مزور معروف.

و هو ابن عم والد نور اللّه التستري (الشهيد

1019 ه) مؤلف «مجالس المؤمنين».

و للمترجم ابن يسمي عليا، تصدّر البلاد بعد أبيه، و السادة المرعشية بتستر اليوم جلّهم من ذرية عليّ هذا.

______________________________

(1) ستأتي ترجمته.

(2) ستأتي ترجمته في الجزء الحادي عشر إنّ شاء اللّه تعالي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 67

3119 النابلسي «1»

(937- 993 ه) إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم النابلسي، الدمشقي، الشافعي.

ولد سنة سبع و ثلاثين و تسعمائة.

و درس النحو و الصرف، و حفظ القرآن الكريم، و ألفية ابن مالك.

ثم لازم أبا الفتح الشبستري في التفسير و الأصول و المنطق و العربية، و تخرّج به.

و أخذ في المعقولات عن علاء الدين علي بن إسماعيل الدمشقي الشهير بابن عماد الدين، و في الفقه عن نور الدين علي النسفي (السنفي) المصري ثم الدمشقي.

و حضر دروس بدر الدين محمد الغزّي والد نجم الدين مؤلف «الكواكب السائرة».

و كان فقيها، مفتيا، نحويا، جمّاعة للكتب، صاحب جاه و كلمة نافذة.

درّس بالجامع الأموي و دار الحديث الأشرفية و الدرويشية و العادلية الكبري، و أفتي، و صار مرجع الشافعية بدمشق بعد موت استاذه الغزي (سنة 984 ه).

أخذ عنه: القاضي زين الدين عمر بن أبي بكر ابن الموقع، و غيره.

و توفّي- سنة ثلاث و تسعين و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 130، شذرات الذهب 8/ 429، أعلام فلسطين 1/ 335.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 68

3120 برويز الرومي «1»

(..- 996 ه) برويز بن عبد اللّه الرومي، القاضي الحنفي.

قرأ علي علماء عصره مثل أحمد بن سليمان بن كمال باشا.

و درّس في عدة مدارس.

ثم ولي القضاء ببغداد و حلب، و دمشق، و أدرنة، و استنبول، ثم قضاء العسكر في ولاية أناطولي، فقضاء مكة حتي توفّي بها- سنة ست و تسعين و تسعمائة «2».

من مصنّفاته: حاشية علي «تفسير القرآن» للبيضاوي، حاشية علي «الهداية»، تلخيص «تلخيص المفتاح» للقزويني في المعاني و البيان، و شرح التلخيص المذكور، و غير ذلك.

______________________________

(1): الطبقات السنية 2/ 228 برقم 562، كشف الظنون 1/ 478، 899، شذرات الذهب 8/ 437، هدية العارفين 1/ 231، معجم المؤلفين 3/ 43، معجم

المفسرين 1/ 105.

(2) و في كشف الظنون أنّه توفي سنة سبع و ثمانين و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 69

3121 حامد أفندي «1»

(..- 985 ه) حامد بن محمد الرومي، مفتي الديار الرومية الشهير بها بحامد أفندي و يعرف أيضا بابن شيخ دوروز.

أخذ عن سعدي (محشّي تفسير البيضاوي)، و لازم عبد القادر الحميدي، و تنقّل في التدريس بين مدارس تلك البلاد.

و تولّي القضاء بدمشق، و مصر، و بروسة، و القسطنطينية، و قضاء العساكر في روم إيلي.

ثم تولّي الإفتاء بالقسطنطينية.

و كان من أعيان علماء الحنفية، معروفا بكثرة الاطّلاع خصوصا في فقه مذهبه.

له كتاب جمع فيه كثيرا من الفتاوي، و كتب علي حواشيه شيئا من أبحاثه.

و كانت وفاته في- شعبان سنة خمس و ثمانين و تسعمائة.

______________________________

(1): العقد المنظوم 487، الطبقات السنية 3/ 24 برقم 631، شذرات الذهب 8/ 407.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 70

3122 حرز بن علي «1»

(..- حيا 976 ه) ابن الحسين بن محمود بن سعيد بن محمد «2» الشاطري العسكري الأوالي البحراني.

أخذ الفقه عن علماء عصره.

و تصدّر للإفتاء ببلده.

و كان فقيها، متكلما، نحويا، من شيوخ الإجازات.

صنّف كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السّلام، و رسالة في ذكر القائم و غيبته (مخطوطة)، فرغ منها في شهر ذي الحجة سنة ست و سبعين و تسعمائة.

قيل: و له مناقب عظيمة و فضائل كريمة.

أقول: و هم مؤلف «تاريخ البحرين» فذكر أنّ المترجم مات سنة (1111 ه) «3»، فقد مرّ آنفا أنّه ألف رسالته سنة (976 ه)، و يؤيد هذا أنّه ترجم له في «أنوار البدرين» المرتّب حسب الطبقات قبل داود بن أبي شافيز

______________________________

(1): أنوار البدرين 79 برقم 22، أعيان الشيعة 4/ 615، طبقات أعلام الشيعة 4/ 47، الذريعة 22/ 30 برقم 5885، مستدركات أعيان الشيعة 2/ 79.

(2) المذكور بعد محمود في سلسلة نسب المترجم أخذناه من «تراجم الرجال» للسيد أحمد الحسيني عند ترجمته لأبيه علي في

ج 1/ 367 برقم 669.

(3) كما نقله السيد حسن الأمين في «مستدركات أعيان الشيعة».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 71

المعاصر للحسين بن عبد الصمد الحارثي (المتوفّي 984 ه).

و ستأتي ترجمة أبيه علي بن الحسين العسكري (حيا 931 ه) لاحقا.

3123 بدر الدين الأعرجي «1»

(..- 933 ه) الحسن بن جعفر بن فخر الدين بن الفقيه المشهور الحسن «2» بن أيوب الأعرجي الحسيني، العالم الربّاني، السيد بدر الدين «3» العاملي الكركي، أحد أكابر فقهاء الإمامية.

تلمّذ علي الفقيه الكبير علي بن عبد العالي الميسي، و روي عنه.

و تقدّم في الفقه و أصوله و النحو و القراءات، و شارك في غيرها.

و درّس في بلده كرك نوح، و حضر دروسه الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي، و أخذ عنه في الفقه، و قرأ عليه جملة من الفنون، و كان مما قرأه عليه:

«قواعد المرام في علم الكلام» لميثم «4» بن علي البحراني، و «تهذيب الوصول» في

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 56 برقم 44، رياض العلماء 1/ 165، روضات الجنات 2/ 294 برقم 203، إيضاح المكنون 2/ 89، 442، 548، تنقيح المقال 1/ 270 برقم 2493، أعيان الشيعة 5/ 34، طبقات أعلام الشيعة 4/ 49، الفتح المبين 70، معجم المؤلفين 3/ 212.

(2) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2702.

(3) و لقّبه تلميذه علي بن هلال الكركي بتاج الدين. بحار الأنوار: 6/ 81 (ضمن الإجازة 64).

(4) مضت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2627.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 72

أصول الفقه للعلّامة الحلّي، و «العمدة الجلية في الأصول الفقهية» للسيد المترجم، و «الكافية» في النحو، و أثني علي أستاذه ببالغ الثناء، و قال في وصفه:

شيخنا الفقيه الكبير العالم فخر السادة و بدرها و رئيس الفقهاء و أبي عذرها

«1».

و أخذ عنه: عز الدين الحسين بن عبد الصمد العاملي والد بهاء الدين العاملي، و الحسين بن محمد بن أبي الحسن الموسوي «2»، و علي بن هلال الكركي.

و أجاز لجمال الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن خاتون العاملي.

و صنّف كتبا، منها: العمدة الجلية في الأصول الفقهية و لم يتم، المحجّة البيضاء و الحجّة الغرّاء جمع فيه بين فروع الشريعة و الحديث و التفسير للآيات الفقهية، شرح «طيبة النشر في القراءات العشر» لمحمد بن محمد ابن الجزري الشافعي، و مقنع الطلاب فيما يتعلق بكلام الأعراب في النحو و الصرف و المعاني و البيان.

توفّي في شهر رمضان سنة ثلاث و ثلاثين و تسعمائة.

و هو ابن خالة المحقق علي بن عبد العالي الكركي.

______________________________

(1) بحار الأنوار: 105/ 156 (الإجازة 53).

(2) تكملة أمل الآمل: 173 برقم 134.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 73

3124 الحسن بن غياث الدين الجرجاني «1» (..- حيا [935 ه])

الحسن بن غياث الدين عبد الحميد الأسترآبادي، الجرجاني، نزيل كاشان، يلقّب تاج الدين.

قال الأفندي التبريزي: كان من أفاضل عصره، و من أكابر علماء الشيعة.

ارتحل إلي النجف الأشرف، و تلمذ علي المحقق علي بن عبد العالي الكركي، و قرأ عليه كتاب «شرائع الإسلام» للمحقق الحلّي، و له منه إجازة.

و عاد إلي بلاد إيران، و نزل كاشان، و درّس في حياة استاذه.

قرأ عليه شاه علي بن شمس الدين محمد اليزدي كتاب «شرائع الإسلام» فأجاز له في شهر صفر سنة خمس و ثلاثين و تسعمائة.

و صنّف كتابا في الفقه باللغة الفارسية، رآه صاحب «رياض العلماء».

لم نقف علي تاريخ وفاته.

______________________________

(1): رياض العلماء 1/ 295، طبقات أعلام الشيعة 4/ 48، الذريعة 16/ 294 برقم 1293.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 74

3125 الناصر للدين «1»

(862- 929 ه) الحسن بن عز الدين «2» بن الحسن بن علي بن المؤيد الحسني، الفللي اليمني، الملقّب بالناصر للدين، أحد أئمة الزيدية.

ولد سنة اثنتين و ستين و ثمانمائة.

و دعا لنفسه من حصن كحلان بعد وفاة والده سنة (900 ه) و خطب له بمدينة صعدة، ثم فسخت إمامته بعد نشوب نزاع بينه و بين خصومة، فتولّي عنه الناس إلّا قليلا منهم.

و كان فقيها، مفتيا، أديبا.

له مؤلفات، منها: القسطاس المقبول في شرح «معيار العقول» في أصول الفقه للمهدي «3» لدين اللّه، الرسالة الفائقة الرائقة المعاني و المحكمة الألفاظ و المباني، الفتاوي، و بحث حول المصالح و المصارف و تحويلها في ورقتين.

توفّي في مدينة فللة (شمالي صنعاء)- سنة تسع و عشرين و تسعمائة.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 72 برقم 111، الأعلام 2/ 199، مؤلفات الزيدية 1/ 269 و 2/ 35، 302، 344، معجم المؤلفين 3/ 245، أعلام المؤلفين الزيدية 1/ 208 برقم 314.

(2)

مرّت ترجمته في الجزء التاسع.

(3) هو أحمد بن يحيي بن المرتضي (المتوفّي 840 ه) و قد مضت ترجمته في الجزء التاسع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 75

3126 ابن شدقم «1»

(942- 999 ه) الحسن بن نور الدين علي بن الحسن بن علي بن شدقم الحسيني، السيد بدر الدين أبو المكارم المدني، أحد مشاهير علماء الإمامية، يعرف كسلفه بابن شدقم.

ولد بالمدينة المنورة سنة اثنتين و أربعين و تسعمائة.

و صرف همّته في تحصيل العلوم الشرعية و الأدبية، فأخذ ببلده و مكة و شيراز و غيرها عن جماعة من العلماء و الفقهاء، منهم: أبوه و قرأ عليه أكثر العلوم، و السيد حسن بن علي الحسيني الموسوي، و السيد محمد بن أحمد السديدي الحسيني، و نعمة اللّه بن أحمد بن خاتون العاملي، و السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي صاحب «مدارك الأحكام»، و جمال الدين محمد بن علي التولائي البصري، و عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الجبعي، و محمد البكري الصديقي، و آخرون.

و كان فقيها، محدثا، مؤرخا، كبير الشأن.

ولي النقابة بعد وفاة والده (سنة 960 ه) لكنه استعفي عنها بعد برهة.

و سافر إلي الدكن (من بلاد الهند) في سنة (962 ه) فلم يلبث إلّا قليلا

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 70 برقم 193، رياض العلماء 1/ 236، 248، هدية العارفين 1/ 290، إيضاح المكنون 1/ 618، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 337، تنقيح المقال 1/ 292 برقم 2637، أعيان الشيعة 5/ 175، طبقات أعلام الشيعة 4/ 52- 53، الذريعة 5/ 285 برقم 1329 و 12/ 70 برقم 491، الأعلام 2/ 204، معجم المؤلفين 3/ 251.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 76

لعدم استقرار الحكم فيها، و توجه إلي شيراز فأقام بها نحو

سنتين، و زار مرقد الإمام علي الرضا عليه السّلام في خراسان، و اتصل بالسلطان طهماسب، ثم طلبه سلطان الدكن حسين نظام شاه بن برهان نظام شاه، فلما وصلها استقبل بحفاوة، و بالغ السلطان في إكرامه، و زوّجه أخته، فلما قتل السلطان، و خلفه ابنه مرتضي نظام شاه و كان صغيرا، فوّضت أمور المملكة إلي صاحب الترجمة، فباشرها مدة يسيرة، ثم عاد إلي بلده في سنة (976 ه)، فأقام اثنتي عشرة سنة، التقي خلالها بكبار العلماء الذين كانوا يقصدون مكة للحجّ و تباحث معهم و استفاد منهم، و حصل منهم علي إجازات.

قال الحسين بن عبد الصمد في إجازته له: ثم إنّه استجازني.. و كأني بإجابته قد سلّمت القوس إلي باريها و رددت المياه إلي مجاريها لأنّ أصول العلوم منهم و قد ردّت إليهم و روايتها إنّما صدرت عنهم و قد خلفت عليهم..

و قال نعمة اللّه ابن خاتون في إجازته له: قطب الدولة، ركن الملّة، عماد الأمّة، عين القرّة، عمدة الشريعة، رئيس رؤساء الشيعة..

ثم إنّ المترجم عاد إلي الدكن في سنة (988 ه)، فأقام بها إلي أن توفي في- سنة تسع و تسعين و تسعمائة «1»، و دفن بها، ثم نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه، و قبر مع زوجته في البقيع.

و كان قد صنّف من الكتب: الجواهر النظاميّة من حديث خير البرية، زهر الرياض و زلال الحياض «2» في التأريخ و السير، نخبة الزهرة الثمينة في نسب

______________________________

(1) و في «هدية العارفين» و غيره: سنة (1046 ه)، و في «طبقات أعلام الشيعة»: سنة (995 ه)، و الصحيح ما ذكرناه، و قد كتب المترجم بخطه نسخة من «نهج البلاغة» و صوّر صاحب «الأعلام» الصفحة الأخيرة منه، و ظهر

فيها أنّه فرغ منه في التاسع عشر من محرم الحرام عام (996 ه)، و النسخة موجودة في (كتابخانه دانشگاه طهران).

(2) قال في «الأعلام»: اطلع الشيخ حمد الجاسر علي المجلد الثالث منه في المتحف البريطاني، و هو في أربعة مجلدات.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 77

سادات المدينة، و رسالة في الأخبار و الفضائل.

و له الأسئلة الشدقمية التي سأل عنها شيخه الحسين بن عبد الصمد و أجابه عنها.

و من شعره:

لا بدّ للإنسان من صاحب يبدي له المكنون من سرّه

فاصحب كريم الأصل ذا عفّه تأمن و إن عاداك من شرّه

3127 الحسن الكركي «1»

(..- حيا 972 ه) الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي العاملي الكركي ثم المشهدي، ابن المحقق علي «2» الكركي المشهور، و أخو عبد العالي «3»، و خال السيد الداماد.

قال الأفندي التبريزي في وصف المترجم: فاضل عالم فقيه متكلم، عظيم الشأن، من علماء دولة الملك طهماسب الصفوي.

______________________________

(1): رياض العلماء 1/ 260، أعيان الشيعة 5/ 186، طبقات أعلام الشيعة 4/ 57، الذريعة 3/ 146 برقم 501 و 23/ 172 و 15/ 341 برقم 2177.

(2) المتوفّي (940 ه)، و ستأتي ترجمته.

(3) المتوفّي (993 ه)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 78

صنّف كتبا، منها: البلغة «1» في اعتبار إذن الإمام عليه السّلام في شرعية صلاة الجمعة (مخطوط)، رسالة المنهاج «2» القويم في التسليم في الصلاة (مخطوطة)، مناقب أهل البيت عليهم السّلام و مثالب أعدائهم، عمدة المقال في كفر أهل الضلال.

قال في «رياض العلماء»: إنّ السيد الداماد نسب في حواشي شارع النجاة إلي خاله شرح «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي، و ينقل عنه بعض الفتاوي، فيمكن أن يريد به المترجم و يمكن أن يريد أخاه

عبد العالي.

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم، لكنه فرغ من تأليف كتابه «العمدة» في مشهد الإمام الرضا عليه السّلام سنة اثنتين و سبعين و تسعمائة.

3128 ابن السيوفي «3»

(851- 925 ه) الحسن بن علي بن يوسف بن المختار، بدر الدين الإربلي الأصل، الحصكفي الحلبي المعروف بابن السيوفي.

______________________________

(1) ألفه سنة (966 ه).

(2) ألفها في مشهد الإمام الرضا عليه السّلام سنة (964 ه).

(3): الضوء اللامع 3/ 118 برقم 455، الكواكب السائرة 1/ 178، شذرات الذهب 8/ 133، إيضاح المكنون 2/ 258، إعلام النبلاء 5/ 379 برقم 707، معجم المؤلفين 3/ 265.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 79

ولد سنة إحدي و خمسين و ثمانمائة بحصن كيفا، و نشأ به، و حفظ كتبا في الحديث و النحو.

و درس الفقه و العربية و العقائد و المنطق و الحديث و التفسير في حلب و القاهرة و دمشق و مكّة علي جملة من العلماء و المحدّثين، منهم: سليمان ابن مبارك شاه الهروي، و الشمس الجوجري، و الكمال بن أبي شريف، و الشمس السلامي، و علي قل درويش، و البرهان الحلبي، و عبد الرحمن الحلبي، و زاده الجرخي السمرقندي، و التقي بن فهد، و عبد الرحمن بن خليل الأذرعي.

و تصدّر للتدريس، و صار شيخ الشافعية ببلده و مفتيهم.

و قد صنّف من الكتب: حاشية علي «شرح المنهاج» للمحلّي، و حاشية علي «شرح الكافية» المتوسط للسيد ركن الدين.

توفّي بحلب في- ربيع الأوّل سنة خمس و عشرين و تسعمائة.

و من شعره:

إذا ما نالت السفهاء عرضي و لم يخشوا من العقلاء لوما

كسوت من السكوت فمي لثاما و قلت: نذرت للرحمن صوما

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 80

3129 ابن أبي جامع «1»

(..- حيا 930 ه) الحسن بن محمد بن أبي جامع العاملي، أخو جمال الدين أحمد «2» بن محمد، و لعلهما ابنا محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن أبي جامع الذي كتب بخطه «التنقيح الرائع» للمقداد في سنة (909

ه) «3».

قال الحر العاملي في حق المترجم: كان فاضلا فقيها صالحا صدوقا معاصرا للشهيد الثاني.

تلمّذ علي المحقّق علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه).

و قرأ عليه صدر الدين بن شمس الدين محمد الكاشاني رسالة «الجعفرية» في فقه الصلاة للمحقق الكركي، و كتب له في آخرها الإنهاء بالقراءة في جمادي الآخرة سنة ثلاثين و تسعمائة، و علّق التلميذ علي هامش النسخة كثيرا من الفوائد عن أستاذه المذكور.

و للمترجم فتاوي و فوائد رآها صاحب «رياض العلماء».

و لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 67 برقم 56، رياض العلماء 1/ 142، 305، أعيان الشيعة 4/ 628 و 5/ 237، طبقات أعلام الشيعة 4/ 50، 55، ماضي النجف و حاضرها 3/ 307، مع موسوعات رجال الشيعة 2/ 343.

(2) المجاز من المحقق الكركي في سنة (928 ه) و بعد أن قرأ عليه بالنجف الأشرف الرسالة «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل. بحار الأنوار: 105/ 60 (الإجازة 38).

(3) انظر طبقات أعلام الشيعة: 4/ 212 (القرن العاشر).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 81

3130 الزريقي «1»

(896- 960 ه تقريبا) الحسن بن محمد بن علي بن سليمان الزريقي «2» الهمداني، اليمني، الفقيه الزيدي.

ولد سنة ست و تسعين و ثمانمائة.

و سمع علي المتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني في الفقه و الحديث و التفسير، و علت مكانته عنده، و اعتمده في القيام ببعض الشؤون السياسية و غيرها.

و أجاز له الفقيه محمد «3» بن يحيي المعروف ببهران، و غيره.

قال ابن زبارة: كان علامة محققا حافظا للشوارد، صدرا من الصدور في المحافل.

صنّف من الكتب: سيرة الإمام شرف الدين، حاشية علي «الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار» لأستاذه المتوكل، و الإجازات في تصحيح أسانيد الروايات.

توفّي بالظفير- سنة

ستين و تسعمائة تقريبا.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 78 برقم 123، معجم المؤلفين 3/ 287، مؤلفات الزيدية 1/ 45، 393، 2/ 107.

(2) في ملحق البدر الطالع: الرزيقي.

(3) المتوفّي (957 ه)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 82

3131 الشقطي «1»

(..- حيا حدود 970 ه) الحسن بن محمد بن علي الحسيني، الشقطي «2» العاملي، الفقيه الإمامي، المعروف بالحسن بن نور الدين.

قال الحر العاملي: كان فاضلا صالحا فقيها.

روي عن الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي إجازة.

و كتب نسخة من «الكافي» بطلب من رفيقه عز الدين الحسين بن عبد الصمد والد بهاء الدين العاملي، و قد أتمّ كتاب الطلاق منها في شهر شوال سنة (944 ه).

و أجاز للسيد الحسين بن روح اللّه الحسيني الطبسي الملقب بصدر جهان.

هذا، و قد نبّه صاحب «طبقات أعلام الشيعة» في ترجمة الشقطي هذا إلي ترجمة جمال الدين الحسن «3» بن نور الدين علي الشهير بابن أبي الحسن الحسيني الموسوي التي قال فيها: إنّه قرأ علي الشهيد الثاني أكثر كتابه «الروضة البهية في

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 68 برقم 60، بحار الأنوار 105/ 178 (الاجازة 57)، رياض العلماء 1/ 348، تنقيح المقال 1/ 313 برقم 2781، أعيان الشيعة 5/ 325، الذريعة 1/ 173 برقم 873، معجم رجال الحديث 5/ 151 برقم 3176، تراجم الرجال للحسيني 1/ 159 برقم 672.

(2) و في «طبقات أعلام الشيعة»: الشفتي، و في «رياض العلماء»: السفطي، و في غيرهما: المسقطي.

(3) طبقات أعلام الشيعة: 4/ 51.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 83

شرح اللمعة الدمشقية» و سمع سائره، ثم أجاز له أستاذه كتابه المذكور و العمل بما اشتمل عليه من الفتاوي، و كذلك جميع ما صنّفه و ألّفه.

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم، و يظهر أنّه

كان حيا في حدود سنة سبعين و تسعمائة «1».

3132 صدر جهان «2»

(..- حيا 997 ه) الحسين بن روح اللّه الحسيني، الطبسي ثم الحيدرآبادي، الملقب بصدر جهان.

أجاز له الفقيهان، محمود بن محمد بن علي بن حمزة اللاهجاني في سنة (974 ه)، و السيد حسن بن نور الدين الشقطي، و أثني عليه كثيرا، و وصفه بجامع الكمالات من المعقولات و المنقولات.

و أقام في بلاد الدكن (جنوب الهند)، و علت رتبته عند ملكها إبراهيم قطب شاه (المتوفي 988 ه)، ثم سكن حيدرآباد «3» (من مدن الدكن).

______________________________

(1) فقد أجيز تلميذه صدر جهان من محمود اللاهيجي في سنة (974 ه)، كما أنّ رفيقه الحسين بن عبد الصمد مات في سنة (984 ه).

(2): بحار الأنوار 105/ 175 (الاجازة 56) 178 (الاجازة 57)، رياض العلماء 1/ 176 و 2/ 91، أعيان الشيعة 6/ 22، طبقات أعلام الشيعة 4/ 108، الذريعة 10/ 15 برقم 71 و 15/ 105 برقم 704 و..

(3) تأسست سنة 1589 م (997 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 84

و صنّف من الكتب: ذخيرة الجنة بالفارسية في أعمال السنة و الأدعية و الآداب، و رسالة في الصيد و الذبائح ذكر فيها أسماء الحيوانات و الطيور و الحشرات بالفارسية و العربية و التركية و الدكنية، و ذكر حكم كل واحد منها و حكمته و فائدته الطبية و غير ذلك.

لم نظفر بتاريخ وفاته، و قد ترجم له مؤلف «طبقات أعلام الشيعة» في القرن العاشر، و قال: لعلّه أدرك الحادية عشرة، و لذلك كررت ترجمته هناك أيضا.

3133 الإلهي «1»

(..- 950 ه) الحسين بن شرف الدين عبد الحق، كمال الدين الأردبيلي، المعروف بالإلهي.

كان من علماء الإمامية، فقيها، أصوليا، منطقيا، مشاركا في أنواع من العلوم.

ولد في أردبيل، و نشأ بها.

و ارتحل في طلب العلم إلي شيراز و هراة

و غيرهما.

______________________________

(1): كشف الظنون 2/ 716، رياض العلماء 2/ 98، روضات الجنات 2/ 319 برقم 214، أعيان الشيعة 6/ 51، طبقات أعلام الشيعة 4/ 60، الذريعة 2/ 7 برقم 16 و 4/ 261 برقم 1222 و 6/ 170 برقم 924، معجم المؤلفين 4/ 14.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 85

ثم عاد إلي أردبيل بعد أن مهر في العلوم، و أقبل علي الإفادة و التصنيف.

أخذ العلوم الشرعية عن علي الآملي.

و قرأ علي جلال الدين محمد بن أسعد الدواني كتابه «شواكل الحور في شرح هياكل النور»، و له منه إجازة تاريخها سنة (892 ه)، و قرأ أيضا علي غياث الدين منصور بن صدر الدين الثالث محمد الحسيني الدشتكي الشيرازي.

و سمع علي جمال الدين عطاء اللّه بن فضل اللّه الحسيني بعض كتاب «أنوار التنزيل و أسرار التأويل» للبيضاوي، و كتاب «مشكاة المصابيح» لولي الدين محمد ابن عبد اللّه التبريزي، فكتب له إجازة في سنة (899 ه)، وصفه فيها: بالعالم النحرير، الذي فاق أقران وقته في المعقول و المنقول، و أحرز قصبات السبق في مضمار الفروع و الأصول.

روي عنه كمال الدين إبراهيم الصفوي الأردبيلي إجازة.

و صنف في أنواع الفنون ما يزيد علي ثلاثين كتابا، منها: حاشية علي «قواعد الأحكام» للعلّامة الحلّي، خلاصة الفقه ألّفه سنة (842 ه) «1»، شرح «تهذيب الأصول» للعلّامة الحلّي، التفسير بالعربية «2»، التفسير بالفارسية في مجلدين، كتاب في فضائل الأئمّة الاثني عشر و أدلة إمامتهم بالفارسية، رسالة في الإمامة بالتركية، حاشية علي «شرح الشمسية» في المنطق لقطب الدين محمد بن محمد الرازي، حاشية علي «شرح مطالع الأنوار» في المنطق للقطب الرازي، حاشية علي «شرح تحرير إقليدس» في الهندسة، شرح «گلشن راز» للشبستري المشهور في

______________________________

(1) لقول صاحب

«رياض العلماء»: و من الغرائب أنّه اتفق أنّ صار تاريخ تأليفه أيضا لفظ خلاصة الفقه كاسمه.

(2) قال في «رياض العلماء»: و هو كبير جيد لكن لم يخرج منه إلّا تفسير الفاتحة و بعض الآيات من سورة البقرة، قد رأيته بخطه في أردبيل، و هو بقدر عشرة آلاف بيت تقريبا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 86

التصوف بالفارسية، و منهج الفصاحة في شرح «نهج البلاغة».

و كان له ميل إلي التصوف، و قد وقع بيه و بين المحقق علي الكركي مناظرات.

توفّي بأردبيل سنة خمسين و تسعمائة «1».

3134 الحارثي «2»

(918- 984 ه) الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي الحارثي الهمداني، عز الدين الجبعي العاملي، والد العالم المشهور بهاء الدين العاملي.

ولد في أوّل المحرم سنة ثمان عشرة و تسعمائة.

و عني بطلب العلم، و جدّ في تحصيله حتي بذّ أقرانه، و مهر في الفقه و في الحديث و علومه، و صارت له يد طولي في علم الكلام، و اللغة و العلوم الأدبية.

روي عن الفقيه السيد بدر الدين الحسن بن جعفر الأعرجي الحسيني الكركي.

و تلمّذ علي الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي، و لزمه لزوما شديدا،

______________________________

(1) و قيل: (905 ه)، و قيل: (940 ه)، و كلاهما خطأ.

(2): أمل الآمل 1/ 74 برقم 67، رياض العلماء 2/ 108، لؤلؤة البحرين 23، روضات الجنات 2/ 339، تنقيح المقال 1/ 332، الفوائد الرضوية 138، الكني و الألقاب 2/ 102، سفينة البحار 1/ 272، أعيان الشيعة 6/ 56، طبقات أعلام الشيعة 4/ 62، الذريعة 25/ 101، معجم المؤلفين 4/ 17.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 87

و قرأ عليه في الفقه و أصوله و المنطق و غير ذلك، و تخرّج به، و حصل منه علي إجازة تاريخها

سنة (941 ه) «1».

قال الحرّ العاملي: كان عالما ماهرا محققا مدققا متبحرا جامعا أديبا منشئا شاعرا، عظيم الشأن جليل القدر..

و قال الأفندي التبريزي: كان فاضلا عالما جليلا أصوليا متكلما فقيها محدثا شاعرا..

و قد رافق المترجم أستاذه الشهيد في سفره إلي إسلامبول (سنة 952 ه)، فأقاما بها ثلاثة أشهر و نصف، و توجها إلي اسكدار، ثم عادا إلي بعلبك في 15 صفر سنة (953 ه) «2» بعد أن زارا مشاهد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام بالعراق، و أقاما في بعلبك مدة، ثم فارقاها إلي بلدتهما (جبع).

ثم ارتحل المترجم بعد شهادة استاذه المذكور (سنة 966 أو 965 ه) و تشديد الضغوط علي علماء الشيعة إلي أصفهان، فسمع به «3» السلطان طهماسب الصفوي، فأرسل في طلبه، فلما حضر بين يديه في مقر سلطنته بقزوين، بجلّه غاية التبجيل، و فوّض إليه منصب شيخ الإسلام بقزوين، فأقام بها صلاة الجمعة،

______________________________

(1) و هي طويلة مذكورة في «بحار الأنوار» 105/ 146 (الإجازة 53).

(2) قال السيد محسن العاملي: و إذا كانت ولادة بهاء الدين في بعلبك في 18 ذي الحجة سنة 953 تكون ولادته قبل ورود الشهيد الثاني إليها بشهرين إلّا يومين، فيكون المترجم قد وردها في ذلك التأريخ أو قبله إلّا أن يكون بهاء الدين ولد في غياب أبيه أو..

أقول: و هذا سهو منه رحمه اللّه، فإنّ ولادة بهاء الدين كانت بعد ورودهما بعلبك بعشرة أشهر و ثلاثة أيام، لأنّ شهر صفر مقدّم علي شهر ذي الحجة، و العودة إلي بعلبك و الولادة إنّما حدثتا في نفس السنة.

(3) حيث أخبر علي بن هلال الكركي (المتوفّي 984 ه) السلطان طهماسب بورود المترجم إلي أصفهان و وصف له علمه و فضله، و كان الكركي

المذكور شيخ الإسلام بأصفهان.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 88

و وعظ، و درّس، و استمر علي ذلك سبع سنين، ثم نقل إلي مدينة مشهد المقدسة، فأقام فيها مدة، ثم أمره السلطان المذكور بالتوجه إلي هراة، و كان أكثر أهلها من غير الشيعة، و أمر حاكم خراسان بأن ينتهي إلي رأي المترجم و لا يخالفه، فعظمت حرمته، و تصدي للوعظ و الإرشاد و التدريس، و اشتهر، فقصده العلماء من الأطراف، و انتشر به مذهب أهل البيت عليهم السّلام، و أقام هناك ثماني سنوات.

ثم حجّ في سنة ثلاث و ثمانين و تسعمائة، و زار المدينة المنورة، ثم توجه إلي البحرين، فسكنها إلي أن مات بها في الثامن من ربيع الأوّل سنة- أربع و ثمانين و تسعمائة، و قبره بها مشهور مزور.

و كان قد أخذ عن المترجم جماعة، و روي عنه آخرون سماعا و إجازة، منهم:

ولده بهاء الدين محمد و قرأ عليه جملة من الكتب في المعقول و المنقول، و ولده أبو تراب عبد الصمد بن الحسين، و الحسن بن الشهيد الثاني، و السيد حسن «1» بن علي ابن شدقم الحسيني المدني، و شرف الدين بن إبراهيم الأصفهاني، و ملك علي، و أبو محمد الشهير ببايزيد البسطامي، و معاني التبريزي، و السيد محمد باقر بن محمد الأسترآبادي الشهير بالداماد.

و صنّف عدة كتب، منها: شرح «قواعد الأحكام» للعلّامة الحلّي، شرح «2» «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، شرح آخر علي الألفية، فيه مناقشات مع الشهيدين و المحقق الكركي، العقد الطهماسبي في الفقه، حاشية علي «إرشاد الأذهان» في الفقه للعلّامة الحلّي لم تتم، الغرر و الدرر، رسالة في الدراية (مطبوعة)، وصول الأخيار إلي أصول الأخبار في علم الدراية (مطبوع)، رسالة في

______________________________

(1)

مضت ترجمته في هذا الجزء، و كان قد التقي المترجم في موسم الحجّ عام (983 ه)، و استجازه، فأجازه.

(2) فرغ منه في هراة في شهر المحرم سنة (981 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 89

عينية صلاة الجمعة، الرسالة الرضاعية، رسالة في الاعتقادات الحقّة، رسالة في مناظرته مع بعض علماء حلب في مسألة الإمامة «1»، شرح الأربعين حديثا في الأخلاق، تعليقات علي «خلاصة الأقوال في معرفة الرجال» للعلّامة الحلّي، و تعليقات علي الصحيفة السجادية.

و له فتاوي كثيرة، و ديوان شعر كبير.

فمن شعره:

ما شممت الورد إلّا زادني شوقا إليك

و إذا ما مال غصن خلته يحنو عليك

لست تدري ما الذي قد حلّ بي من مقلتيك

إن يكن جسمي تناءي فالحشي باق لديك

كل حسن في البرايا فهو منسوب إليك

3135 ابن أبي سروال «2»

(..- حيا 956 ه) الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن أبي سروال الأوالي الهجري

______________________________

(1) و قد جرت المناظرة في مدينة حلب سنة (951 ه).

(2): أمل الآمل 2/ 97 برقم 263، رياض العلماء 2/ 142، أنوار البدرين 78 برقم 20، تنقيح المقال 1/ 338 برقم 2994، أعيان الشيعة 6/ 116، طبقات أعلام الشيعة 4/ 75، معجم رجال الحديث 6/ 42 برقم 3517، معجم المؤلفين 4/ 29.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 90

البحراني، الفقيه الإمامي.

تلمّذ علي المحقق علي بن عبد العالي الكركي، و روي عنه، و له منه إجازة.

و صنّف كتبا، منها: الأعلام الجلية «1» في شرح «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل «2»، الكواكب الدرية «3» في شرح «الرسالة النجمية» في علم الكلام، و مسائل الصلاة لاستاذه الكركي، و شرح «واجب الاعتقاد علي جميع العباد» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي «4».

و أجاز لتلميذه شمس الدين محمد بن إبراهيم النجار علي آخر «الأعلام الجلية»

في سنة ست و خمسين و تسعمائة.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3136 الحسين بن أبي الحسن الموسوي «5»

(906- 963 ه) الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن الموسوي،

______________________________

(1) ألّف سنة (950 ه).

(2) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2835.

(3) ألّفه سنة (948 ه).

(4) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2712.

(5): أمل الآمل 1/ 68، برقم 61، رياض العلماء 2/ 75، تكملة أمل الآمل 173 برقم 134، أعيان الشيعة 5/ 415 و 6/ 151، معجم رجال الحديث 6/ 77 برقم 3617.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 91

السيد عز الدين العاملي الجبعي، أحد أجلّة فقهاء الإمامية. و هو جد السيد محمد صاحب «المدارك» و يقال له الحسين بن أبي الحسن اختصارا، و كل هذه الأسرة تعرف ببني أبي الحسن.

ولد في جبع سنة ست و تسعمائة.

و قرأ أوّلا علي نور الدين علي بن أحمد العاملي المعروف بابن الحجّة والد الشهيد الثاني.

ثم قرأ علي جماعة منهم: الفقيه علي بن عبد العالي الميسي الشهير بابن مفلح ببلدة ميس، و الفقيه السيد بدر الدين الحسن بن جعفر الأعرجي الكركي بكرك نوح، و شمس الدين محمد بن مكي العاملي الشامي.

قال محمد بن علي بن العودي في وصفه: الإمام السيد البدل، أوحد الفضلاء، و زبدة الأتقياء «1».

و قال الحر العاملي: كان عالما فاضلا، فقيها جليلا، مقدّما.

أخذ عنه ولده الفقيه نور الدين علي «2» والد صاحب «المدارك».

و توفّي- ليلة التاسع من رجب سنة ثلاث و ستين و تسعمائة مسموما في صيدا (جنوب لبنان) و دفن في جبع.

قال في «أعيان الشيعة»: و له كتب الشهيد الثاني رسالة عدم جواز تقليد الميت.

______________________________

(1) تكملة أمل الآمل: 289 برقم 268 (ضمن ترجمة ولده نور الدين علي بن الحسين).

(2) هو

من تلامذة الشهيد الثاني و صهره علي ابنته، و ستأتي ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 92

3137 الميبدي «1»

(..- 911 ه) الحسين بن معين الدين «2» الحسيني، القاضي كمال الدين الميبدي «3» اليزدي، أحد أكابر العلماء في المنطق و الحكمة.

ولد في ميبد.

و ارتحل في طلب العلم إلي شيراز، فسكنها، و تلمذ بها علي جلال الدين محمد بن أسعد الدواني في أنواع من العلوم خصوصا في الأحكام الإسلامية، حتي برع و صار من أهل النظر.

ثم صحب استاذه إلي تبريز، و ناظر بها أبا إسحاق التبريزي، و بقي فيها إلي أن قلّده السلطان يعقوب القضاء بيزد، فتوجّه إليها، و باشر بها وظائفه.

و كان جامعا لعلوم كثيرة، ناثرا، ينظم الشعر بالعربية و الفارسية، و كان يتخلّص بكلمة (منطقي).

و قد صنّف كتبا كثيرة (بلغ الموجود منها في المكتبة الرضوية 33 كتابا)،

______________________________

(1): كشف الظنون 1/ 802 و 2/ 1371، رياض العلماء 2/ 181، روضات الجنات 3/ 235، هدية العارفين 1/ 316، الكني و الألقاب 3/ 215، أعيان الشيعة 6/ 174، ريحانة الأدب 6/ 48، طبقات أعلام الشيعة 4/ 74، الذريعة 13/ 200 برقم 703 و 266 برقم 986.

(2) و اسمه في (آينه دانشوران): علي.

(3) نسبة إلي (ميبد): قرية كبيرة بقرب مدينة يزد، علي بعد عشرة فراسخ منها تقريبا. روضات الجنات.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 93

منها: شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السّلام (مطبوع و هو بالفارسية)، ألفه سنة (890 ه)، شرح حديث (صعدنا ذري الحقائق) المروي عن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ألّفه سنة (908 ه)، شرح «هداية الحكمة» لأثير الدين مفضل بن عمر الأبهري (مطبوع)، شرح «الشمسية» في المنطق لنجم الدين الكاتبي، مرضي الرضي في شرح «الكافية» في النحو،

جام كيتي نما في الحكمة و الفلسفة ألّفه بشيراز سنة (897 ه)، و ديوان شعره.

توفّي- سنة إحدي عشرة و تسعمائة «1»، و قد أخطأ من قال أنّه توفي في سنة سبعين و ثمانمائة.

3138 الصيمري «2»

(حدود 850- 933 ه) الحسين بن مفلح بن الحسن بن رشيد (راشد) بن صلاح، العالم الإمامي الرّباني، نصير الدين الصيمري ثم البحراني.

قرأ علي أبيه الفقيه مفلح «3»، و تلمّذ عليه، و اجتمع في بعض أسفاره بفقيه

______________________________

(1) و في هدية العارفين: سنة عشر و تسعمائة.

(2): أمل الآمل 2/ 103 برقم 285، رياض العلماء 2/ 178، أنوار البدرين 7 برقم 17، تنقيح المقال 1/ 345 برقم 3075، الفوائد الرضوية 161، أعيان الشيعة 6/ 174، طبقات أعلام الشيعة 4/ 66، الذريعة 5/ 243 برقم 1169 و 20/ 127 برقم 2235، معجم رجال الحديث 6/ 94 برقم 3659، معجم المؤلفين 4/ 63.

(3) مضت ترجمته في الجزء التاسع، و قلنا هناك إنّه توفي في حدود سنة (880 ه) تخمينا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 94

عصره علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي، و استجاز منه فأجازه.

و كان فقيها، محدّثا، واسع العلم، من الأذكياء.

ملك هواه و اعتصم بالتقوي، فأعرض عن زينة الدنيا، و أنس بتلاوة القرآن و بالصلاة، و أحب أهل الحاجة و المسكنة، و رفدهم بالأموال.

و أقرأ الفقه، و أفتي، و صنّف.

و اشتهر، و علا صيته، و أجمعت علي تعظيمه النفوس، و انتشرت كلمة الإسلام في عصره.

قال سليمان الماحوزي البحراني في حق المترجم: الفقيه الزاهد العابد الورع، أورع أهل زمانه و أعبدهم و أفضلهم، كان مستجاب الدعوة كثير العبادات و الصدقات، قل أن يمضي له عام في غير حج أو زيارة لم يعثر له علي عثرة، و كان

للناس فيه اعتقاد و راج الشرع الشريف في زمانه غاية الرواج «1».

قرأ عليه يحيي بن الحسين بن عشيرة السلمابادي، فأجاز له بتاريخ (926 ه).

و اختص به يونس المفتي بأصفهان، و لازمه ما ينيف علي ثلاثين سنة و استفاد منه.

و صنّف كتبا، منها: المناسك الكبير، المناسك الصغير، محاسن الكلمات في معرفة النيّات، الإيقاظات في العقود و الإيقاعات، أجوبة مسائل و بعض الفتاوي، رسالة في جواز الحكومة الشرعية للمقلد مع عدم وجود المجتهد للضرورة، النواصب «2»، و الأسئلة الصيمرية، و هي مسائل فقهية أرسلها إلي المحقق الكركي

______________________________

(1) نقله البلادي في «أنوار البدرين».

(2) قال في «رياض العلماء»: وجدت عدة نسخ عتيقة منه في البحرين و بلاد الأحساء و غيرها و كان فيها أنّه من مؤلفات الشيخ حسين هذا، و قد يظن أنّه تأليف والده.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 95

فأجاب عنها.

و له فوائد و تعليقات علي كتب الفقه و غيرها.

توفّي مفتتح المحرم- سنة ثلاث و ثلاثين و تسعمائة، و قد جاوز الثمانين، و دفن قرب أبيه في سلماباد.

3139 الناشري «1»

(833- 926 ه) حمزة بن عبد اللّه بن محمد بن علي الناشري، تقي الدين أبو العباس الزّبيدي اليمني، الشافعي.

ولد في نخل وادي زبيد سنة ثلاث و ثلاثين و ثمانمائة.

و نشأ بزبيد، و قرأ علي علمائها في الفقه و الحديث و غيرهما، و تردد إلي مكة، و أخذ بها أيضا، و من جملة مشايخه: القاضي الطيب بن أحمد الناشري، و ولده القاضي عبد اللّه بن الطيب، و محمد بن أحمد حميش، و مجد الدين الشيرازي مؤلف «القاموس»، و محمد بن أبي الفتح المدني، و تقي الدين ابن فهد، و صديق بن المطيب الحنفي، و السخاوي.

______________________________

(1): الضوء اللامع 3/ 164، النور السافر 120،

كشف الظنون 1/ 175، شذرات الذهب 8/ 142، البدر الطالع 1/ 238 برقم 158، هدية العارفين 1/ 337، إيضاح المكنون 1/ 180، 229، 2/ 21، 94، و غيرها، الأعلام 2/ 278، معجم المؤلفين 4/ 79.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 96

و كان فقيها، أديبا، عارفا بالنبات و التأريخ.

ناب في قضاء زبيد، و أفتي.

و تفقه به جماعة منهم، إسماعيل بن إبراهيم العلوي، و أخوه أحمد العلوي، و الحافظ بن الربيع، و أبو البركات الناشري.

و صنّف كتبا، منها: ألفية في غريب القرآن، مجموع في الفقه يسمي «مجموع حمزة» من فتاوي علماء اليمن، البستان الزاهر في طبقات علماء آل ناشر، النبات، النعمة المشكورة في المسائل المنثورة، و انتهاز الفرص في الصيد و القنص.

توفّي- سنة ست و عشرين و تسعمائة.

و من شعره:

انظر إلي الفلّ في الأغصان و الورق و نزّه الطّرف في رؤياه بالحدق

تزهو حديقته فخرا ببهجتها في رفرف أخضر أو أبيض يقق

كأنّ خضرتها و الفلّ حين بدا صحن السماء و فيه أنجم الأفق

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 97

3140 ابن أفضل الدين «1» (..- 908 ه)

حميد الدين بن أفضل الدين «2» الحسيني، الرومي، الحنفي.

قرأ علي والده أفضل الدين ثم لازم المولي يكان، و درّس بعد ذلك ببروسة.

ثم ولّاه السلطان محمد خان التدريس بإحدي المدارس الثمان بالقسطنطينية، ثم جعله قاضيا بها.

و تصدي لمنصب الإفتاء في زمن السلطان بايزيد خان و استمر حتي توفّي- سنة ثمان و تسعمائة.

و كان حافظا للمسائل الشرعية و العقلية.

تلمّذ عليه: محيي الدين جلبي الفناري، و عبد الواسع بن خضر، و حسام الدين حسين بن عبد الرحمن.

و كتب حواشي علي الكتب التالية: «الهداية» في الفقه للمرغيناني، «شرح طوالع الأنوار» في الكلام لمحمود الأصبهاني، «شرح المختصر» للشريف الجرجاني، و «منتهي السؤل و الأمل في علمي

الأصول و الجدل» للعضد.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 105، الكواكب السائرة 1/ 186، شذرات الذهب 8/ 38، الفوائد البهية 69، معجم المؤلفين 4/ 84.

(2) و في «شذرات الذهب»: حميد الدين حمد اللّه بن أفضل الدين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 98

3141 القلتاوي «1»

(..- 902 ه) داود بن علي بن محمد القلتاوي، الأزهري، الفقيه المالكي.

ولد بقلتا (من قري المنوفية بمصر)، و قدم القاهرة فقطن الأزهر، و حفظ القرآن، و بعض الكتب في الفقه و النحو.

ثم أخذ العلوم الشرعية و العقلية عن جماعة، منهم: أبو القاسم النويري، و الزين الطاهر، و أبو الجود، و التقي الشّمنّي، و الأقصرائي، و التقي الحصني.

و تصدّي للإقراء و التدريس و الكتابة علي الفتيا، حتي صار من شيوخ المالكية.

درس عليه الشمس التتائي، و غيره.

و صنّف كتاب: إيضاح المسالك علي المشهور من مذهب مالك.

و شرح «المختصر» لخليل الجندي و «الرسالة» لابن أبي زيد القيرواني، و «الألفية» في النحو لابن مالك، و «الجرومية»، و «تنقيح الفصول» في أصول الفقه لأحمد القرافي، و غيرها.

توفّي في- رجب سنة اثنتين و تسعمائة.

______________________________

(1): الضوء اللامع 3/ 215 برقم 806، نيل الابتهاج 176 برقم 183، شجرة النور الزكية 258 برقم 941، الأعلام 2/ 333، معجم المؤلفين 4/ 139.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 99

3142 درويش محمد بن حسين «1» (..- حيا [بعد 960 ه])

الفقيه الإمامي، كمال الدين العاملي ثم النّطنزي «2» الأصفهاني، جدّ المجلسي الأوّل لأمّه، و المجلسي الأوّل هو والد محمد باقر المعروف بالمجلسي الثاني صاحب «بحار الأنوار».

تلمّذ المترجم علي المحقق الثاني نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه)، و قرأ عليه بأصفهان، و حصل منه علي إجازات «3»، منها الإجازة المؤرخة في سنة (939 ه).

و قيل إنّه تلمّذ علي الشهيد الثاني زين الدين العاملي (911- 966 ه) في بلاده (جبل عامل).

و كان من كبار علماء الإمامية، فقيها، محدثا، زاهدا.

حدّث كثيرا بأصفهان، و أخذ عنه الطلبة، و اشتهر حتي صار شيخ الطائفة

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 141 برقم 153، رياض العلماء 2/ 271، 274، تكلمة أمل الآمل 201

برقم 173، الفوائد الرضوية 177، أعيان الشيعة 6/ 359، طبقات أعلام الشيعة 6/ 395، الذريعة 1/ 214 برقم 1120، معجم رجال الحديث 15/ 263 برقم 1034.

(2) نسبة إلي نطنزة: بليدة من أعمال أصبهان بينهما نحو عشرين فرسخا. معجم البلدان: 5/ 292.

(3) قال المجلسي الأوّل: إنّ إجازات نور الدين علي بن عبد العالي لجدّه موجودة الآن. بحار الأنوار:

107/ 75 (الإجازة 93).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 100

في عصره «1».

أثني عليه سبطه محمد تقي المجلسي «2»، و وصفه برئيس الفقهاء و المحدثين «3».

قيل: و هو أوّل من نشر حديث الشيعة في الدولة الصفوية بأصفهان.

روي عنه: ولده محمد قاسم، و القاضي معز الدين بن القاضي جعفر، و الفقيه يونس الجزائري (المتوفي 1037 ه)، و عبد اللّه بن جابر بن عبد اللّه العاملي، و القاضي شرف الدين أبو الشرف الأصفهاني.

لم نظفر بوفاته، و الظاهر أنّه بقي إلي ما بعد الستين و تسعمائة لرواية الجزائري عنه.

و هو مدفون في نطنزة، و علي قبره قبة معروفة.

و كان أبوه حسن من العلماء الزهاد.

______________________________

(1) بحار الأنوار: 107/ 80 (الإجازة 94).

(2) قال بعضهم: إنّه يروي عن جدّه المترجم، و ليس هذا بصحيح، فقد ولد المجلسي في (سنة 1003 ه)، و لم يدرك جدّه بل روي عنه بالواسطة.

(3) بحار الأنوار: 107/ 75 (الإجازة 93).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 101

3143 زكريا الأنصاري «1»

(826- 926 ه) زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبو يحيي السنيكي، القاهري الأزهري.

كان فقيها، محدثا، مفسّرا، عالما بالعربية، من مشاهير الشافعية.

ولد سنة ست و عشرين و ثمانمائة في سنيكة (بشرقية مصر).

و انتقل إلي القاهرة سنة (841 ه) فقطن الأزهر و أخذ العلم عن جماعة، منهم: القاياتي، و العلم البلقيني، و الشرف السبكي،

و الشمس الونائي، و الكافيجي، و ابن الهمام، و الشّمنّي، و ابن المجدي، و ابن حجر، و الزين الزركشي، و الأبدي، و أبو الفتح المراغي.

و أذن له في التدريس و تقرير الفقه، فدرّس الفقه بعدة مدارس، و برع في علوم شتّي، و أخذ عنه الطلبة، و قصد بالفتاوي.

و ولّاه الأشرف قايتباي الجركسي قضاء القضاة، ثم عزله، و فقد بصره، و ظلّ ملازما للتدريس و الإفتاء، و التصنيف حتي توفّي في- ذي الحجّة سنة ست و عشرين

______________________________

(1): الضوء اللامع 3/ 234 برقم 892، نظم العقيان في أعيان الأعيان 113، النور السافر 111، الكواكب السائرة 1/ 196، شذرات الذهب 8/ 134، البدر الطالع 1/ 252 برقم 175، هدية العارفين 1/ 374، معجم المطبوعات العربية 1/ 483، الأعلام 3/ 46، الفتح المبين 68، معجم المفسرين 1/ 196.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 102

و تسعمائة.

و قد أخذ عن المترجم: عبد الوهاب بن أحمد الشعراني، و شمس الدين محمد ابن عبد الرحمن الكفرسوسي، و محمد بن محمد الحصكفي، و ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي، و غيرهم.

و قرأ عليه فقيه الإمامية المحقق علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه) بعض صحيح البخاري، و له منه إجازة.

و صنّف كتبا كثيرة، منها: فتح الرحمن (مطبوع) في التفسير، تحفة الباري علي صحيح البخاري (مطبوع)، شرح «إيساغوجي» في المنطق (مطبوع)، غاية الوصول (مطبوع) في أصول الفقه، شرح «شذور الذهب» في النحو، شرح ألفية العراقي (مطبوع)، الدقائق المحكمة (مطبوع) في القراءات، أسني المطالب في شرح «روض الطالب» في الفقه (مطبوع)، و تنقيح «تحرير اللباب» في الفقه (مطبوع)، و غير ذلك.

3144 ابن نجيم «1»

(926- 970،- 969 ه) زين الدين «2» بن إبراهيم بن محمد بن محمد المصري، الشهير

بابن نجيم.

______________________________

(1): الطبقات السنية 3/ 75 برقم 894، كشف الظنون 1/ 98، 566، شذرات الذهب 8/ 358، هدية العارفين 1/ 378، الأعلام 3/ 64، الفتح المبين 3/ 78، معجم المؤلفين 4/ 192.

(2) و في بعض المصادر: زين بن إبراهيم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 103

كان فقيها حنفيا كبيرا، أصوليا، مشاركا في علوم أخري.

أخذ عن: قاسم بن قطلوبغا، و البرهان الكركي، و أمين الدين بن عبد العال، و شرف الدين البلقيني.

و أخذ العلوم العقلية و العربية عن: نور الدين الديلمي المالكي، و شقير المغربي.

و دأب، و حصّل، و درّس، و أفتي.

و صنّف كتبا، منها: البحر الرائق في شرح «كنز الدقائق» (مطبوع) لم يكمله، الأشباه و النظائر (مطبوع)، فتح الغفّار في شرح «المنار» في أصول الفقه، الرسائل الزينية في فقه الحنفية (مطبوع)، الفتاوي الزينية (مطبوع)، التحفة المرضية في الأراضي المصرية، و حاشية علي «جامع الفصولين» في الفقه لمحمود بن إسرائيل.

و له رسائل كثيرة في فنون عديدة، و تعاليق علي هوامش الكتب و حواشيها.

توفّي في- رجب سنة سبعين و تسعمائة و قيل تسع و ستّين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 104

3145 الشهيد الثاني «1»

(911- 966 ه) زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين الجبعي العاملي، المعروف بالشهيد الثاني «2»، أحد أعيان الإمامية و كبار مجتهديهم.

ولد في جبع (بلبنان) في شهر شوال سنة إحدي عشرة و تسعمائة.

و قرأ في الفقه و العربية علي والده نور الدين علي إلي أن توفّي (سنة 925 ه).

و انتقل إلي ميس، و لازم زوج خالته علي بن عبد العالي الميسي ما يربو علي سبع سنوات، و قرأ عليه في الفقه، و انتفع به كثيرا.

ثم ارتحل إلي كرك نوح، فقرأ علي السيد بدر الدين الحسن بن جعفر

الأعرجي الكركي في الأصولين و النحو.

______________________________

(1): نقد الرجال 145 برقم 1، جامع الرواة 1/ 346، أمل الآمل 1/ 85 برقم 81، الوجيزة 216 برقم 791، رياض العلماء 2/ 365، لؤلؤة البحرين 28 برقم 7، روضات الجنات 3/ 352 برقم 306، تنقيح المقال 1/ 473 برقم 4520، إيضاح المكنون 1/ 111 و..، هدية العارفين 1/ 378، الفوائد الرضوية 186، أعيان الشيعة 7/ 143، ريحانة الأدب 3/ 280، طبقات أعلام الشيعة 4/ 90، الذريعة 11/ 290 برقم 1757، شهداء الفضيلة 132، الأعلام 3/ 64، معجم المؤلفين 4/ 193.

(2) في قبالة الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي الجزّيني (المتوفّي 786 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2835.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 105

و زار دمشق مرتين، و قرأ بها علي الفيلسوف محمد بن مكي الدمشقي في الطب و الهيئة و الفلسفة، و علي شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن طولون الحنفي جملة من الصحيحين.

و ورد مصر سنة (942 ه) و قرأ بها علي كثير من شيوخ أهل السنّة، منهم:

شهاب الدين أحمد الرملي المنوفي الشافعي (المتوفّي 957 ه)، و ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي الشافعي (المتوفّي 966 ه)، و أبو الحسن محمد بن محمد ابن عبد الرحمن البكري الشافعي (المتوفّي 952 ه)، و زين الدين الجرمي المالكي، و شمس الدين محمد بن أبي النحاس، و شمس الدين الديروطي، و غيرهم.

و أحاط إحاطة واسعة بمختلف المذاهب الإسلامية في الفقه و الحديث و التفسير.

و حجّ (بعد أن أقام بمصر ثمانية عشر شهرا)، و رجع إلي بلدته جبع (سنة 944 ه)، فازدحم عليه أولو العلم و الفضل و ظهر من فوائده ما لم يطرق الأسماع «1»،

و في هذه السنة آنس من نفسه الاجتهاد، و القدرة علي استنباط الأحكام الشرعية، إلّا أنّه لم يظهر ذلك حتي عام (948 ه).

و سافر إلي بلاد الروم، فدخل استانبول (سنة 952 ه)، و أقام بها ثلاثة أشهر و نصفا، و جعل مدرسا للمدرسة النورية ببعلبك، و قد صنّف هناك رسالة في عشرة فنون «2»، و جال في البلاد الرومية، و اجتمع بالعلماء.

______________________________

(1) قاله تلميذه ابن العودي. أعيان الشيعة.

(2) ذكر الشهيد الثاني أنّه لما وصل إلي استانبول، بقي (18) يوما لا يجتمع بأحد من الأعيان، و كتب في هذه الأيام رسالة تشتمل علي عشرة مباحث في الفنون العقلية و الفقهية و التفسير و غيرها، و أوصلها إلي قاضي العسكر محمد بن قطب بن محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي فوقعت منه موقعا حسنا و حصل له بسبب ذلك حظ عظيم. أعيان الشيعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 106

ثم توجه إلي العراق لزيارة المراقد الشريفة، و عاد إلي بلاده (سنة 953 ه)، فأقام ببعلبك، و درّس فيها مدّة في المذاهب الخمسة و كثير من الفنون، و أفتي كل فرقة بما يوافق مذهبها، و أظهر براعة لما كان يتمتع به من علم غزير، و نظر دقيق، و عقلية منفتحة، فانثال عليه العلماء، و انقادت له النفوس.

و عاد الشهيد الثاني إلي جبع، و عكف علي التدريس و التأليف، و الحكم بين المتخاصمين، و اشتهرت فتاواه و آراؤه الفقهية.

قال ابن العودي الجزّيني في حق شيخه المترجم: بلغ من كل فنّ منتهاه..

و أمّا الفقه فكان قطب مداره و فلك شموسه و أقماره و كأنّه هوي نجم سعوده في داره، و أما الحديث فقد مدّ فيه باعا طويلا، و ذلّل صعاب معانيه

تذليلا، أدأب نفسه في تصحيحه و إبرازه للناس حتي فشا.. و أما علوم القرآن العزيز و تفاسيره من البسيط و الوجيز فقد حصل علي فوائدها و حازها و عرف حقائقها و مجازها، و علم إطالتها و إيجازها.

و قال السيد مصطفي التفريشي: وجه من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها، كثير الحفظ، نقيّ الكلام، له تلاميذ أجلّاء، و له كتب نفيسة جيدة.

تلمّذ عليه جماعة، و قرءوا عليه في الفقه و الأصول و الحديث و المنطق و الأدب، منهم: السيد نور الدين علي بن الحسين الجزّيني الشهير بالصائغ (المتوفّي 980 ه)، و نور الدين علي بن الحسين بن محمد بن أبي الحسن الموسوي الجبعي، و عز الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد الحارثي الجبعي (المتوفّي 984 ه)، و محمد بن الحسن المشغري العاملي، و نور الدين علي بن عبد الصمد بن محمد الحارثي الجبعي، و بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي الجزّيني، و أجاز لنصير الدين إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي، و الحسن بن نور محمد بن علي الحسيني الشقطي، و تاج الدين بن هلال الجزائري، و محمود بن محمد بن علي

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 107

اللاهيجي، و عز الدين الحسين بن زمعة المدني.

و صنّف كتبا و رسائل كثيرة، و شرح بعض الكتب شرحا مزجيا (و لم يسبقه إلي ذلك أحد من علماء الإمامية) «1»، و تفرّد بالتأليف في مواضيع لم يطرقها غيره أو طرقها و لم يستوف الكلام فيها «2»، و قد عدّ له السيد الأمين العاملي (79) مؤلّفا، منها: الروضة البهية في شرح «اللمعة الدمشقية» «3» في الفقه (مطبوع) و قد عكف العلماء علي شرحه و التعليق عليه و تدريسه من

حين تأليفه إلي هذا الوقت، روض الجنان في شرح «إرشاد الأذهان» «4» في الفقه (مطبوع)، المقاصد العلية في شرح «الرسالة الألفية» «5» في فقه الصلاة (مطبوع)، مسالك الأفهام إلي «شرائع الإسلام» «6» في الفقه (مطبوع)، تمهيد القواعد الأصولية و العربية وصفه مؤلفه بأنّه كتاب واحد في فنه، البداية في علم الدراية و شرحه (مطبوعان)، منية المريد في آداب المفيد و المستفيد (مطبوع)، كفاية المحتاج في مناسك الحاج، مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبة و الأولاد (مطبوع)، غنية القاصدين في اصطلاحات المحدّثين، رسالة في ميراث الزوجة (مطبوعة)، رسالة في عدم جواز تقليد الأموات من المجتهدين، رسالة في حكم صلاة الجمعة حال الغيبة (مطبوعة)، حاشية علي «قواعد الأحكام» في الفقه للعلّامة الحلّي، رسالة في تفسير قوله تعالي و السابقون الأولون، رسالة في شرح البسملة، منظومة في النحو و شرحها، جوابات المسائل الهندية، و جوابات المسائل الشامية، و له شعر.

______________________________

(1). انظر أعيان الشيعة: 7/ 144.

(2). انظر أعيان الشيعة: 7/ 144.

(3) للشهيد الأوّل.

(4) للعلّامة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر (المتوفّي 726 ه).

(5) للشهيد الأوّل.

(6) للمحقق الحلّي جعفر بن الحسن (المتوفّي 676 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 108

قتل المترجم شهيدا- سنة ست و ستين و تسعمائة «1»، و كان قد أمضي السنوات العشر الأخيرة من عمره في خوف و ترقّب، فقد نشط أعداؤه و حسّاده في مراقبته و رصد تحركاته، بسبب المكانة المرموقة التي كان يحتلّها الشهيد في أوساط الأمّة و دوره المتميّز في توعيتها و تعريفها بمذهب أهل البيت عليهم السّلام.

فتي كان فيه ما يسرّ صديقه علي أنّ فيه ما يسوء الأعاديا

قالوا: كتب قاضي صيدا إلي سلطان الروم أنّه وجد ببلاد الشام مبدع خارج عن المذاهب الأربعة، فأرسل السلطان

رجلا يطلبه، فوجده في طريق الحجّ، و بعد أداء الحجّ أخذه إلي الروم و لكنّه بعد الوصول إلي ساحل البحر قتله، و أخذ برأسه إلي السلطان فأنكر عليه ذلك و قتل القاتل.

3146 سعدي جلبي «2»

(..- 945 ه) سعد اللّه بن عيسي بن أميرخان «3» الرومي، المعروف بسعدي جلبي، أحد

______________________________

(1) و قيل سنة (965 ه).

(2): الشقائق النعمانية 265، الكواكب السائرة 2/ 236، الطبقات السنية 4/ 27 برقم 906، كشف الظنون 1/ 191، شذرات الذهب 8/ 262، الفوائد البهية 78، هدية العارفين 1/ 386، الأعلام 3/ 88، معجم المؤلفين 8/ 21، معجم المفسرين 1/ 206.

(3) و في «الكواكب السائرة»: سعد الدين عيسي بن أميرخان، و نقل عن ابن طولون قوله: إنّ اسم المترجم أحمد.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 109

أكابر الحنفية.

ولد في ولاية قسطموني.

و انتقل مع والده إلي القسطنطينية، و نشأ علي طلب العلم، و قرأ علي علماء عصره، و لازم محمد بن الحسن الساميسوني.

ثم درّس في مدارس القسطنطينية و بروسة و أدرنة.

و ولي القضاء بالقسطنطينية، و عزل، ثم تقلّد منصب الإفتاء بها في أواخر حياته.

و كان جمّاعة للكتب، قوي الحافظة.

أخذ عنه: أحمد بن محمود الأدرنوي المعروف بقاضي زاده، و حامد بن محمد الشهير بحامد أفندي، و محمد بن إلياس الشهير بجوي زاده، و عبد الرحمن بن علي.

و صنّف: حاشية علي تفسير البيضاوي سمّاها الفوائد البهية، و حاشية علي «العناية في شرح الهداية» لمحمد البابرتي (مطبوعة)، و فتوي في مواضع من «فصوص الحكم» لابن عربي.

توفّي- سنة خمس و أربعين و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 110

3147 البحيري «1»

(بعد 836- 912 ه) سليمان بن شعيب بن خضر، علم الدين البحيري، القاهري المصري، المالكي.

ولد بعد سنة ست و ثلاثين و ثمانمائة.

و قدم القاهرة، فلازم النور السنهوري، و تفقّه عليه.

كما درس الفقه و أصوله و المنطق و العربية علي علماء عصره كالنور الورّاق، و التقي الحصني، و عبد اللّه الكوراني، و العلاء الحصني، و العلمي.

و سمع

الحديث علي: الجلال ابن الملقّن، و الشهاب الحجازي، و أمّ هانئ الهورينية، و غيرهم.

و برع في فقه مذهبه و تصدّي لتدريسه بالأزهر و البرقوقية و جامع طولون.

و كتب شرحا علي «إرشاد السالك» في الفقه لابن عسكر، و شرحا علي «اللمع» في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي، و حاشية علي «مختصر» الجلّاب.

و توفّي في- شعبان سنة اثنتي عشرة و تسعمائة، هكذا ذكر الغزّي في كواكبه واصفا إيّاه بشيخ المالكية و مفتيهم بمصر.

______________________________

(1): الضوء اللامع 3/ 264 برقم 1000، نيل الابتهاج 186 برقم 195، شذرات الذهب 8/ 58، الفتح المبين 3/ 67، معجم المؤلفين 4/ 265.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 111

3148 النمازي «1»

(..- 975 ه) صالح بن الصديق بن علي بن أحمد الأنصاري الخزرجي، نور الدين أبو المكارم اليمني، النمازي.

انتقل من بلدته إلي زبيد، و أخذ عن عبد الرحمن «2» بن علي الديبع الشافعي، و تفقه بأحمد «3» بن عمر المزجّد.

و عاد إلي بلدته، ثم نزح عنها قاصدا إمام الزيدية المتوكل علي اللّه يحيي «4» (شرف الدين) الحسني، فلازمه و حضر مجالسه.

و كان فقيها شافعيا «5»، أديبا.

صنّف من الكتب: الأنهار المتدفقة في رياض الأثمار و هو شرح علي «الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار» لأستاذه المتوكل علي اللّه، منظومة في العقائد سمّاها الفريدة الجامعة في العقيدة النافعة و تسمّي النمازية، الأنوار الساطعة في شرح

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 284 برقم 199، إيضاح المكنون 1/ 111، الأعلام 3/ 192، معجم المؤلفين 5/ 7، مؤلفات الزيدية 1/ 172، 177، 462، 2/ 319.

(2) كان محدثا مؤرخا، من مشاهير علماء اليمن، توفّي سنة (944 ه). انظر الأعلام: 3/ 318.

(3) المتوفّي (930 ه)، و قد تقدّمت ترجمته.

(4) المتوفّي (965 ه)، و ستأتي ترجمته.

(5) نصّ علي

كونه شافعيا مؤلف «البدر الطالع».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 112

«الفريدة الجامعة»، منظومة في المنطق سمّاها الدرر، القول الوجيز في شرح أحاديث الأبريز، الاقتصاد في شرح بانت سعاد.

توفّي ببلدة جبلة- سنة خمس و سبعين و تسعمائة.

3149 ابن الشّحنة «1»

(851- 921 ه) عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، سري الدين أبو البركات الحلبي ثم القاهري، المعروف كسلفه بابن الشحنة.

ولد في حلب سنة إحدي و خمسين و ثمانمائة.

و انتقل مع أبويه إلي القاهرة.

و أخذ عن: أبيه، و أمين الدين الأقصرائي، و تقي الدين الشّمنّي، و جلال الدين القمصي، و أمّ هانئ الهورينية، و هاجر القدسية، و قاسم بن قطلوبغا، و غيرهم.

و ناب في القضاء عن أبيه، و أفتي، و ولي الخطابة بجامع الحاكم، و درّس الحديث بالحسينية، و التفسير بالجمالية، و درّس في غيرهما.

______________________________

(1): الضوء اللامع 4/ 33 برقم 102، الطبقات السنية 4/ 259 برقم 1124، كشف الظنون 1/ 97 و 150 و 596 و..، شذرات الذهب 8/ 98، إيضاح المكنون 1/ 311، 602، هدية العارفين 1/ 498، معجم المطبوعات العربية 1/ 137، الأعلام 3/ 273، إعلام النبلاء 5/ 358 برقم 689، معجم المؤلفين 5/ 77.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 113

و ولي قضاء حلب، ثم قضاء القاهرة، و صار جليس السلطان الغوري و سميره.

و صنّف كتبا، منها: الذخائر الأشرفية في ألغاز الحنفية (مطبوع)، تفصيل عقد الفرائد و هو شرح لمنظومة ابن وهبان في فقه الحنفية، رسالة في الفقه سمّاها زهر الرياض، غريب القرآن، شرح «جمع الجوامع» في أصول الفقه للسبكي، عقود اللآلي و المرجان فيما يتعلق بفوائد القرآن، و شرح منظومة جدّه التي نظمها في عشرة علوم، و له شعر.

توفّي- سنة إحدي و عشرين و تسعمائة.

3150 ابن عبد الحق «1»

(842- 931 ه) عبد الحق بن محمد بن عبد الحق بن أحمد بن محمد، شرف الدين السنباطي ثم القاهري، الشافعي، المعروف كأبيه بابن عبد الحق.

ولد بسنباط سنة اثنتين و أربعين و ثمانمائة.

و سكن القاهرة مع

أبيه سنة (855 ه)، و درس يسيرا علي جلال الدين محمد بن أحمد المحلي، و كمال الدين محمد بن عبد الواحد ابن الهمام.

______________________________

(1): الضوء اللامع 3/ 37 برقم 117، النور السافر 141، الكواكب السائرة 1/ 221، شذرات الذهب 8/ 179.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 114

و أخذ الفقه و الأصولين و العربية، و غيرها عن جماعة، منهم: شرف الدين يحيي بن محمد المناوي و لازمه، و العبادي، و شمس الدين محمد بن عبد المنعم الجوجري، و تقي الدين أحمد بن محمد الشّمنّي، و عز الدين عبد السلام البغدادي، و زين الدين قاسم الحنفي، و شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، و الشرواني.

و أذن له بالتدريس و الإفتاء، فدرّس الحديث و التفسير و الفقه في عدة أماكن، و تصدي للإقراء بالجامع الأزهر و غيره.

و أقام بمكة و المدينة مدة، و أقرأ الطلبة بالمسجدين في فنون كثيرة.

و عاد إلي القاهرة، و عكف علي التدريس، و انتهت إليه رئاسة المذهب بمصر في الفقه و الأصول و الحديث.

أخذ عنه: بدر الدين العلائي، و ولده شهاب الدين أحمد السنباطي، و عبد الوهاب الشعراوي، و قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي المكي الحنفي، و زين الدين عبد اللطيف الديري الأزهري، و جار اللّه ابن فهد، و طائفة.

توفّي بمكة في- غرة رمضان سنة إحدي و ثلاثين و تسعمائة، و كان قدمها في موسم حج عام (930 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 115

3151 عبد الحي الأسترآبادي «1»

(..- نحو 960 ه أو بعدها بقليل) عبد الحي بن عبد الوهاب بن علي الحسيني الأشرفي، العالم الإمامي، السيد نظام الدين الأسترآبادي، الجرجاني، قاضي هراة.

كان أبوه عبد الوهاب «2» فقيها، قاضيا في جرجان.

و انتقل المترجم من أستراباد إلي هراة في

سنة (902 ه)، و درس العلوم العقلية و النقلية، و نبغ في مدة قليلة، و اشتهر من بين العلماء بالمهارة في العلوم، ففوّض إليه حاكم هراة حسين ميرزا بايقرا التدريس في مدرسة گوهرشاد.

و لما استولي إسماعيل الصفوي علي هراة، ارتفعت مكانة المترجم عنده، و قلّده القضاء فيها، فاستمر يقضي و يفتي و يفيد سنين طويلة.

ثم سكن كرمان، و درّس و صنّف إلي حين وفاته بها.

قال الأفندي التبريزي في حقّ المترجم: عالم فاضل حكيم متكلم فقيه أديب.

أجاز لبعض تلامذته في سنة (949 ه) رواية كتاب «إرشاد الأذهان إلي

______________________________

(1): رياض العلماء 3/ 87، روضات الجنات 4/ 190، هدية العارفين 5/ 508، الفوائد الرضوية 226، أعيان الشيعة 7/ 458، طبقات أعلام الشيعة 4/ 119، الذريعة 13/ 111 برقم 346، معجم المؤلفين 5/ 108.

(2) كان حيا سنة (883 ه)، و قد تقدمت ترجمته في الجزء التاسع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 116

أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي.

و صنّف عدة كتب، منها شرح كبير علي «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، شرح آخر متوسط علي «الألفية» قال في «رياض العلماء»: رأيته، و هو يدل علي غاية مهارته في العلوم و لا سيما في الفقه، حاشية علي «شرح الشمسية» في المنطق للقطب الرازي، حاشية علي «شرح الهداية الأثيرية» للميبدي، رسالة المعضلات و هي في إشكالات العلوم الحكمية و الفقهية، رسالة تشتمل علي علوم عديدة كالمنطق و الكلام و الفقه ألّفها سنة (959 ه).

و ترجم إلي الفارسية «الألفية».

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3152 السيوطي «1»

(849- 911 ه) عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر، جلال الدين أبو الفضل السيوطي الخضيري، و يعرف بالسيوطي.

______________________________

(1): الضوء اللامع 4/ 65 برقم 203، حسن المحاضرة 1/ 289 برقم 77،

كشف الظنون 1/ 5، شذرات الذهب 8/ 51، البدر الطالع 1/ 328 برقم 228، روضات الجنات 5/ 54 برقم 439، إيضاح المكنون 3/ 191، هدية العارفين 5/ 534، الكني و الألقاب 2/ 343، ريحانة الأدب 3/ 148، الأزهر في ألف عام 1/ 109، الأعلام 3/ 301، الفتح المبين 3/ 65، معجم المفسرين 1/ 264، معجم المؤلفين 5/ 128.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 117

كان فقيها شافعيا، مفسّرا، محدّثا شهيرا، أديبا، مؤرّخا، مصنّفا مكثرا.

ولد سنة تسع و أربعين و ثمانمائة، و توفّي والده و له خمس سنوات، فنشأ يتيما، و حفظ بعض الكتب و درس العلوم علي طائفة من المشايخ، منهم: محمد بن موسي الحنفي، و عثمان المقسي، و الشمس ابن الفالاتي، و البرهان العجلوني، و العلم البلقيني، و الشرف المناوي، و الشّمنّي، و الكافيجي، و الشهاب الشارمساحي، و العزّ الكناني، و الحجازي، و الشاوي، و غيرهم.

و أذن له بالتدريس و الإفتاء، فدرّس الفقه و الحديث و العربية، و أفتي، و برع في علوم قال عنها هو نفسه إنّها سبعة علوم رزق التبحّر فيها، ثم اعتزل الناس، و خلا بنفسه في روضة المقياس علي النيل، فألّف أكثر كتبه.

قال ابن العماد الحنبلي: كان أعلم زمانه بعلم الحديث و فنونه رجالا و غريبا و متنا و سندا و استنباطا للأحكام منه.

أمّا معاصره السخاوي فقد بالغ في ذمّه و التحامل عليه، و ذكر أنّ وصوله مرتبة الاجتهاد بهذه العلوم إنّما هي دعوي، و أنّه كان يأخذ كتب غيره و يغيّر فيها و ينسبها لنفسه.

هذا و للمترجم نحو ستمائة مصنّف (بين كتاب و رسالة)، نورد جملة من المطبوع منها، و هي: الإتقان في علوم القرآن، إتمام الدراية لقراء النقاية، الأشباه و

النظائر في الفقه، الألفية في النحو، بغية الوعاة في طبقات اللغويين و النحاة، تاريخ الخلفاء، تفسير الجلالين، الحاوي للفتاوي، الجامع الصغير في الحديث، حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، شرح شواهد المغني، طبقات الحفّاظ، طبقات المفسّرين، عقود الجمان في المعاني و البيان، لب اللباب في تحرير الأنساب، متشابه القرآن، المزهر في اللغة، همع الهوامع، تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك، الأشباه و النظائر في العربية،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 118

الإكليل في استنباط التنزيل، و الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، و له شعر.

و قد أورد في بعض كتبه و لا سيما في «الدر المنثور» كثيرا من فضائل و مناقب أهل البيت عامة و الإمام علي خاصة مما يكشف عن حبه و ولائه لهم عليهم السّلام.

توفّي المترجم في- جمادي الأولي سنة إحدي عشرة و تسعمائة.

3153 ابن زياد «1»

(900- 975 ه) عبد الرحمن بن عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن زياد الغيثي المقصري «2»، وجيه الدين أبو الضياء الزبيدي اليمني.

ولد سنة تسعمائة بزبيد، و حفظ القرآن و «الإرشاد» علي والده و غيره.

و درس علي أحمد بن الطيّب الطنبداوي، و أذن له بالإفتاء و التدريس، فأفتي و درّس في حياته و صحّح له أجوبته.

ثم درس التفسير و الحديث و السير علي: الحافظ ابن الديبع، و موسي بن عبد اللطيف المشرع، و الأصول علي يحيي قتيب، و الفرائض علي الصديق الحنفي، و العربية علي محمد مفضل اللحياني.

______________________________

(1): النور السافر 273- 282، كشف الظنون 1/ 608، 956، 2/ 1976، شذرات الذهب 8/ 377- 378، إيضاح المكنون 1/ 23، 28، 52، 78، 110 و..، هدية العارفين 1/ 545، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 353، الأعلام 3/

311، معجم المؤلفين 5/ 145.

(2). نسبة إلي المقاصرة من بطون عك بن عدنان. النور السافر.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 119

و رحل لمكة، و درّس في الحرمين ثم رجع لبلده فأفتي و درّس- بعد وفاة شيخه الطنبداوي- التفسير و الحديث و الفقه و السير، حتي صار من أعيان الشافعية و فقهائهم و مفتيهم.

و كانت طريقته في التدريس أنّه في الدرس الواحد يذكر المسألة و الدليل و العلّة، و ما تفهمه العبارة و ما يرد عليها و من وافق و من خالف في المصنّفات و الفتاوي و النكت و الحواشي، فكان يقول: أنا أدرّس المذهب لا كتاب.

توفّي في- رجب سنة خمس و سبعين و تسعمائة.

و قد خلّف مؤلفات كثيرة منها: فتح المبين في أحكام تبرّع المدين، الأدلّة الواضحة في الجهر بالبسملة و أنّها من الفاتحة، الجواب المحرر في أحكام المنشّط و المخدّر، مزيل العنا في أحكام الغناء، الأجوبة المرضيّة عن الأسئلة المكيّة، سمط اللآل في كتب الأعمال، كشف النقاب عن أحكام المحراب، النخبة في الأخوّة و الصحبة، و إيضاح النصوص المفصحة ببطلان تزويج الولي الواقع علي غير الحظ و المصلحة.

3154 سقين «1»

(873- 956 ه) عبد الرحمن بن علي بن أحمد، أبو محمد القصري ثم الفاسي السفياني،

______________________________

(1): نيل الابتهاج 264 برقم 313، شجرة النور الزكية 279 برقم 1047.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 120

المعروف بسقين.

كان فقيها مالكيا، محدّثا، مفتيا، مشاركا في الأدب و التصوّف و الطبّ.

ولد سنة ثلاث و سبعين و ثمانمائة.

و درس علي ابن غازي، و زروق، و الزواوي، و أبي مهدي الماواسي، و أبي فارس اليوقرجي، و أبي زيد الحميدي.

و رحل سنة تسع و تسعمائة، فدرس علم الحديث علي القلقشندي و غيره، و حصل علي الحديث الكثير، و

رحل إلي بلاد السودان و دخل كنو و عظّم هناك، ثم رجع إلي فاس سنة أربع و عشرين و تسعمائة، فتولّي الخطابة بجامع الأندلس، و الفتوي بعد وفاة القوري، ثم عزل.

و أكبّ علي رواية الحديث و إقرائه، فكان يقرئ «العمدة» و «الموطّأ» و الكتب الستّة و التفسير، حتي توفّي- سنة ست و خمسين و تسعمائة.

و قد روي عنه: اليسّيتني، و عبد الوهاب الزقاق، و غيرهما.

3155 ابن المؤيد الأماسي «1»

(860- 922 ه) عبد الرحمن بن علي بن المؤيد الأماسي الرومي، الحنفي.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 176، الكواكب السائرة 1/ 232، كشف الظنون 1/ 450، 857، 861 و غيرها، شذرات الذهب 8/ 109، الفوائد البهية 89، هدية العارفين 1/ 544، الأعلام 3/ 318، معجم المؤلفين 5/ 155، معجم المفسرين 2/ 269.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 121

ولد بأماسية (من مدن الروم) سنة ستّين و ثمانمائة.

و صحب في شبابه بايزيد ابن السلطان محمد خان- و كان أميرا علي بلدة أماسية- فوشي به جماعة إلي السلطان محمد خان بقتله، ففرّ بمعونة الأمير بايزيد إلي حلب، فلم ينتفع كثيرا بعلمائها، ثم رحل إلي شيراز قاصدا المحقق جلال الدين محمد بن أسعد الدواني، فقرأ عليه كثيرا من العلوم العقلية و العربية و الأحاديث و التفاسير، و أقام عنده سبع سنين حتي برع في هذه العلوم.

و لمّا ولي بايزيد السلطنة، رجع المترجم إلي بلاده، و فوّضت إليه مناصب التدريس و القضاء بعدّة أماكن فيها.

ثم سافر مع السلطان سليم خان بن بايزيد لمحاربة الشاه إسماعيل الصفوي، و أصيب في طريق عودتهم باختلال في عقله، فعزل عن قضاء العسكر سنة (920 ه)، و أتي القسطنطينية، فأقام بها إلي أن مات- سنة اثنتين و عشرين و تسعمائة.

و قد كتب عدة رسائل

منها: رسالة في الحج، رسالة في حلّ الشبهة العامة، رسالة في المواضع المشكلة من علم الكلام، رسالة في تحقيق الكرة المدحرجة، تفسير سورة القدر، و رسائل أخري شغله القضاء عن تبييضها.

و له مجموعة فتاوي، عرفت بفتاوي مؤيد زاده.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 122

3156 الأجهوري «1»

(..- 957 ه) عبد الرحمن بن علي «2» الأجهوري المصري، المالكي، الملقب بزين الدين.

أخذ عن: شهاب الدين الفيشي، و شمس الدين و ناصر الدين اللّقانيين و بهما تفقّه.

و برع في الفقه، و أفتي، و لازم تدريس «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، و كتب عليه حاشية.

قيل إنّ شيخه ناصر الدين إذا جاءته الفتيا يرسلها إليه من شدة إتقانه و حفظه للنقول.

تخرج به جماعة، منهم: محمد بن محمود الونكري، و بدر الدين القرافي، و علي ابن المرحّل.

توفّي- سنة سبع و خمسين و تسعمائة، قاله صاحب «نيل الابتهاج».

______________________________

(1): نيل الابتهاج 262 برقم 310، الكواكب السائرة 2/ 160، شذرات الذهب 8/ 329- 330، إيضاح المكنون 2/ 449، هدية العارفين 1/ 545، شجرة النور الزكية 280 برقم 1051، معجم المؤلفين 5/ 167.

(2) كذا في «نيل الابتهاج» و «شجرة النور الزكية»، و لم يسمّه مؤلفا «الكواكب السائرة» و «شذرات الذهب» و ترجم صاحب «معجم المطبوعات»: 1/ 364 لعبد الرحمن بن يوسف الأجهوري، و نقل أحواله عن «شذرات الذهب» و عدّ من كتبه: «القول المصان عن البهتان- مطبوع-». راجع أيضا الأعلام: 3/ 343.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 123

و قال في «الكواكب السائرة»: إنّ عبد الرحمن الأجهوري توفي- بعد الستين و تسعمائة.

3157 ابن زياد «1»

(943- 975 ه) عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن إبراهيم، عزّ الدين أبو نصر ابن زياد اليمني، الشافعي.

ولد سنة ثلاث و أربعين و تسعمائة.

و درس الفقه و غيره علي والده.

و درّس و أفتي في حياته، و برع حتي انفرد بالإفتاء بعد والده.

و درّس بأماكنه، و كتب معاصر و أبيه علي فتاويه.

له شرح علي «مولد الحسين بن الصديق الأهدل» و شرح «وداع» ابن الجوزي، تشنيف الأسماع بحكم الحركة في

الذكر و السماع، التحرير الواضح الأكمل في حكم الماء المطلق المستعمل، القول النافع القويم لمن كان ذا قلب سليم، و المطالع الشمسية في الأجوبة السنية.

توفّي في- شوّال سنة خمس و سبعين و تسعمائة و هي نفس سنة وفاة والده كما مرّ في ترجمته إلّا أنّ ذاك في رجب.

______________________________

(1): النور السافر 282- 283، شذرات الذهب 8/ 378- 379، إيضاح المكنون 1/ 291، هدية العارفين 1/ 571، معجم المؤلفين 5/ 225- 226.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 124

3158 عبد السميع بن فياض «1»

(..- بعد 918 ه) ابن محمد الأسدي «2»، الحلّي، أحد كبار علماء الإمامية.

اعتني بالفقه، و كتب بخطّه عدة كتب مؤلّفة فيه.

و دأب، و حصّل، حتي برع، و صنّف فيه و في علم الكلام كتبا.

قال صاحب «الرياض»: كان فقيها، فاضلا، عالما، متكلما، جليلا.

و قال السيد أحمد الحسيني: كان متبحرا في الفقه جيد التحرير.

أخذ عنه شهاب الدين أحمد خزعل، و قرأ عليه «قواعد الأحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي، و كتب له إجازة.

و صنّف من الكتب: كفاية الطالبين في الفقه، الفرائد الباهرة في الإمامة، تحفة الطالبين في معرفة أصول الدين.

______________________________

(1): رياض العلماء 3/ 121، أعيان الشيعة 8/ 16، طبقات أعلام الشيعة 4/ 75، 121، الذريعة 1/ 202 برقم 1054 و 3/ 448 برقم 1631 و 16/ 133 برقم 297 و 18/ 92 برقم 830.

(2) قيل إنّ عبد السميع الأسدي الحلّي تلمّذ علي ابن فهد (المتوفّي 841 ه)، و لهذا ذهب صاحب «طبقات أعلام الشيعة»، إلي أنّهما اثنان ترجم لأحدهما في القرن التاسع، و للثاني في القرن العاشر، و نحن عقدنا الترجمة بناء علي اتحادهما للتوافق في الاسم و اسم الأب (و هما اسمان غير شائعين) و اللقب، و غير ذلك،

أما تلمّذه علي ابن فهد فيمكن حمله علي سهو من قال بذلك. يذكر أنّ مؤلفي «الرياض» و «أعيان الشيعة» ترجما لشخص واحد.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 125

و له حاشية علي «قواعد الأحكام» للعلّامة الحلّي، و شرح علي «الألفية» في واجبات الصلاة و مندوباتها للشهيد الأوّل.

لم نظفر بوفاته، لكنه كتب نسخة من «التنقيح الرائع» للمقداد في سنة (918 ه)، فلعله توفّي بعد ذلك بقليل، لأنّه كان قد فرغ من كتابه نسخة من «إيضاح الفوائد» لفخر المحققين في سنة (876 ه).

3159 عبد العالي الكركي «1»

(926- 993 ه) عبد العالي بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي، الفقيه الإمامي المجتهد، تاج الدين أبو محمد الكركي.

ولد في تاسع عشر ذي القعدة سنة ست و عشرين و تسعمائة.

و أخذ عن والده المحقق علي «2» الكركي، و غيره.

______________________________

(1): نقد الرجال 188 برقم 1، جامع الرواة 1/ 458، أمل الآمل 1/ 110 برقم 100، بحار الأنوار 106/ 84 (الاجازة 1)، رياض العلماء 3/ 131، لؤلؤة البحرين 134 برقم 50، روضات الجنات 4/ 199 برقم 378، هدية العارفين 1/ 575، تنقيح المقال 2/ 154 برقم 1611، تكملة أمل الآمل 265 برقم 232، الفوائد الرضوية 232، أعيان الشيعة 8/ 17، ريحانة الأدب 5/ 248 (ضمن ترجمة والده المحقق الكركي)، الذريعة 13/ 78 و 111 برقم 350، طبقات أعلام الشيعة 4/ 122، معجم رجال الحديث 10/ 27 برقم 6535.

(2) (المتوفّي 940 ه)، و يعرف بعلي بن عبد العالي اختصارا، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 126

و أكبّ علي طلب العلم، حتي مهر في الفقه و الكلام، و صار رأس الإمامية في عصره.

درّس و حدّث و أفاد بكاشان- و كان أكثر إقامته بها- و

فصل في القضايا الشرعية، و عيّن وكلاء له للقيام بذلك، و راجت أقواله في الفروع و الأصول، و قصده العلماء و أذعنوا لاجتهاده، و كان السلطان طهماسب الصفوي يبالغ في تعظيمه و تكريمه.

أخذ عنه جماعة و روي عنه آخرون سماعا و إجازة، منهم: محمد بن أحمد الأردكاني، و بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي، و القاضي معز الدين الحسين الأصفهاني، و يونس الجزائري، و القاضي حبيب اللّه ابن علي الطوسي، و ابن اخته السيد محمد باقر بن محمد الحسيني الأسترآبادي الشهير بالداماد، و أبو الحسن الشريف القايني، و نور الدين محمد الأصفهاني النسابة.

و قرأ عليه السيد حسين بن حيدر بن قمر الكركي في الفقه، و أثني عليه كثيرا، و قال: كان أعلم أهل زمانه، ذا فطنة و قادة، و نفس قدسية، سريعة الانتقال من المبادئ إلي المطالب.

و لقيه السيد مصطفي الحسيني التفريشي، و قال في حقه: جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن، نقي الكلام، كثير الحفظ.

و للمترجم مؤلفات، منها: رسالة عملية في فقه الصلاة اليومية، شرح «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، رسالة في القبلة عامة و في قبلة خراسان خصوصا، حاشية علي رسالة «أبحاث في مسائل الطهارة» لعلي بن هلال الكركي، تعليقات علي «المختصر النافع» للمحقق الحلي، و المناظرات مع الميرزا مخدوم في الإمامة، و له علي احتمال شرح «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 127

الحلّي «1».

توفّي بأصفهان- سنة ثلاث و تسعين و تسعمائة و دفن في الزاوية المنسوبة إلي سيد الساجدين، ثم نقل إلي مشهد الإمام الرضا عليه السّلام، و دفن في دار السيادة.

3160 ابن أمّ ولد «2»

(..- 951 ه) عبد العزيز بن حسام الدين الحسين بن الحسن

بن حامد، زين العابدين التبريزي ثم الرومي، الحنفي، الشهير بابن أمّ ولد.

أخذ عن علماء عصره، و لازم ابن المؤيد.

ثم درّس بالقسطنطينية، و بروسة، و بدار الحديث في أدرنة.

و ولي القضاء في مغنيسا، و غيرها.

ثم ولي القضاء في حلب، فالتدريس و الإفتاء بأماسية.

و كان فقيها، ناظما، مشاركا في عدة علوم.

له حواش علي صدر الشريعة، و الرسالة السيفية.

______________________________

(1) ذلك أنّ السيد الداماد نسب إلي خاله هذا الشرح، و لكنه لم يذكر أيّ خالية هو الشارح: صاحب الترجمة، أم الحسن الذي تقدّمت ترجمته في هذا الجزء، فلاحظها.

(2): الشقائق النعمانية 244، الكواكب السائرة 2/ 168، هدية العارفين 1/ 583، معجم المؤلفين 5/ 245.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 128

توفّي بالقسطنطينية- سنة إحدي و خمسين و تسعمائة.

3161 المكناسي «1»

(..- 964 ه) عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن موسي الميموني، المغربي المكناسي ثم المدني.

كان فقيها مالكيا، مقرئا، أديبا، مشاركا في عدة علوم.

قرأ بفأس علي أبي العباس الزقّاق، و غيره.

و أقام بالمدينة.

و زار بيت المقدس، و دمشق في سنة (951 ه)، و ورد حلب و استجاز بها شمس الدين السفيري، و موفق الدين ابن أبي ذر.

ثم عاد إلي المدينة، و توفي بها- سنة أربع و ستين و تسعمائة.

و كان قد كتب أراجيز و منظومات شتي في ثمانية و عشرين علما، منها: نظم جواهر السيوطي في التفسير، درر الأصول في أصول الفقه، منهج الوصول في

______________________________

(1): نيل الابتهاج 275 برقم 329، الكواكب السائرة 2/ 169، كشف الظنون 1/ 361، 751، 2/ 1881 و غيرها، شذرات الذهب 8/ 342، هدية العارفين 1/ 584، إيضاح المكنون 1/ 463، شجرة النور الزكية 1/ 282 برقم 1067، الأعلام 4/ 22، معجم المؤلفين 5/ 252، معجم المفسرين 1/ 288.

موسوعة

طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 129

أصول الدين، نتائج الأنظار و نخبة الأفكار للنظار، تحفة الأحباب في الصرف، غنية الإعراب في النحو، الدرر في المنطق.

و له تقييد علي مختصر خليل في الفقه.

3162 عبد العلي الأسترآبادي «1»

(..- حيا 929 ه) عبد العلي بن نور الدين أحمد بن سعد الدين محمد، جمال الدين الأسترآبادي، الإمامي.

صحب فقيه الإمامية علي بن عبد العالي الكركي- لما ورد عليهم أستراباد- مدة من الزمان.

ثم ارتحل إلي النجف الأشرف، و جاور بها مدة، عاكفا علي الخوض في علوم الشريعة، فلازم الكركي المذكور، و قرأ عليه بعض الكتب الفقهية، و سمع بقراءة غيره جملة كثيرة، فممّا سمعه كتاب «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي، و حواشي استاذه علي الكتاب المذكور، و الجزء الأوّل من كتاب «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقق الحلّي، و غير ذلك.

ثم أجاز له في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و تسعمائة بالتدريس

______________________________

(1): بحار الأنوار 105/ 64 (الإجازة 39)، الذريعة 1/ 214 برقم 1121، طبقات أعلام الشيعة 4/ 124.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 130

و الإفادة، و رواية جميع ما للرواية فيه مدخل من معقول و منقول و فروع و أصول و فقه و حديث و تفسير، واصفا إيّاه بالشيخ الأجل.. قدوة الفضلاء، زبدة العلماء.

لم نظفر بوفاة المترجم.

3163 ابن الأبّار «1»

(843- 914 ه) عبد القادر بن محمد بن عثمان بن علي المارديني الأصل، محيي الدين الحلبي المعروف بابن الأبّار «2».

ولد سنة ثلاث و أربعين و ثمانمائة بحلب، و حفظ القرآن.

درس علي والده الفقه و الحديث، و علي يوسف الأسعردي، و أبي اللطف الحصكفي الفرائض و الحساب، و علي علي قل درويش العربية، و علي الشرف العجمي الهيئة، و علي محمد الأردبيلي المنطق.

و رحل إلي الشام و مصر و بيت المقدس، و درس علي: الجوجري، و السخاوي، و ابن أبي شريف.

و برع في فقه الشافعية و الفرائض و العربية، و تصدّي للإفتاء و التدريس

______________________________

(1): الضوء اللامع

4/ 290 برقم 772، الكواكب السائرة 1/ 241- 242، شذرات الذهب 8/ 65، إعلام النبلاء 5/ 346 برقم 674.

(2) نسبة إلي صنع الإبر، و هي حرفته و حرفة أبيه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 131

ببلده، و جاور بمكة (سنة 898 ه) و أقرأ بها الطلبة، ثم رجع إلي حلب و صار فقيها و مفتي الشافعية بها.

و قد أخذ عنه جماعة منهم: البرهان العمادي، و الزين ابن الشماع.

و توفّي في- ذي القعدة سنة أربع عشرة و تسعمائة.

3164 مفتي شيخ «1»

(..- 956 ه) عبد الكريم القادري، الرومي المعروف بمفتي شيخ.

ولد في قصبة كرماسي.

و قرأ علي علماء عصره، و حفظ القرآن، و لازم بالي الأسود المعروف بقرابالي.

ثم صحب الصوفي المعروف بإمام زاده، و سلك مسلك الصوفية، و اشتغل بإرشاد المتصوفة و وعظ الناس.

و أقبل علي دراسة الفقه، فأتقن مسائله و نصّبه السلطان سليمان خان مفتيا، فأفتي و ظهرت مهارته في الفقه.

و حج في سنة (930 ه) و دخل دمشق فرفعت إليه الأسئلة و أجاب عنها، و سئل الإمامة بها فاعتذر بأنّه انفرد بالإفتاء و أنّ السلطان أرسل يستعجله.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 314، الطبقات السنية 4/ 380 برقم 1303، الكواكب السائرة 2/ 179، شذرات الذهب 8/ 310.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 132

قيل: إنّ المترجم كان يحفر حفرة في الأرض و يقعد فيها و يصلي و لا يخرج إلي الناس حتي حكي أنّه كانت تتعطل حواسّه من شدّة رياضته! ثم يخرج إلي الناس و يعظهم.

و كانت وفاته في- سنة ست و خمسين و تسعمائة «1».

3165 بامخرمة «2»

(833- 903 ه) عبد اللّه «3» بن أحمد بن علي بن أحمد الحميري الشيباني، أبو محمد الهجراني الحضرمي العدني المعروف ب (بامخرمة).

ولد سنة ثلاث و ثلاثين و ثمانمائة بالهجرين.

و تفقّه بعدن علي محمد باحميش و أخذ عن محمد باشكيل الفقه و غيره، و لبس خرقة التصوّف من أبي مزهر عبد الرحمن الحضرمي.

و دأب علي التحصيل حتي تقدّم في عدّة فنون، و صار ممّن يرجع الشافعية إلي

______________________________

(1) كذا في «شذرات الذهب» و في «الكواكب السائرة» نقلا عن «الشقائق النعمانية»، لكن الموجود في المطبوع من الشقائق أنّه توفّي سنة (950 ه).

(2): الضوء اللامع 5/ 8، النور السافر 30، شذرات الذهب 8/ 20، هدية العارفين 1/ 471،

الأعلام 4/ 68، معجم المؤلفين 5/ 120 و 6/ 28.

(3) و سمّاه ابن العماد الحنبلي في شذراته: عبد الرحمن، و تبعه «معجم المؤلفين» في حين انّ المصادر كلّها تجمع علي تسميته عبد اللّه، ثم إنّ «معجم المؤلفين» ترجمة مرّة أخري بعنوان: عبد اللّه.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 133

قوله و فتواه.

ولّاه علي بن طاهر قضاء عدن، فمكث فيه نحو سنتين أو سنة و نصف، ثم هرب من البلد فرارا من القضاء، فعفاه السلطان منه، و أقبل علي التدريس، فأخذ عنه: عبد اللّه بن عبد الرحمن المعروف بابن الحاج، و محمد بن عمر باقضام، و محمد ابن عمر بحرق، و عثمان بن محمد المعمودي، و غيرهم.

و صنّف: نكتا علي «جامع المختصرات» في الفقه لأحمد بن عمر النشائي، نكتا علي «الألفية» في النحو، شرحا علي «الملحة» للحريري، تلخيصا علي «شرح الياسمينية» في الجبر و المقابلة لابن الهائم، الفتاوي، و ذيلا علي «طبقات الشافعية» لابن الملقّن.

توفّي في- المحرم سنة ثلاث و تسعمائة بعدن.

3166 عبد اللّه اليزدي «1»

(..- 981 ه) عبد اللّه بن الحسين اليزدي، نزيل النجف، العالم الإمامي، المنطقي،

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 160 برقم 465، رياض العلماء 3/ 191، هدية العارفين 1/ 474، تنقيح المقال 2/ 179 برقم 6822، روضات الجنات 4/ 228 برقم 386، سفينة البحار 2/ 132، الفوائد الرضوية 249، أعيان الشيعة 8/ 53، ريحانة الأدب 6/ 390، الذريعة 6/ 53 برقم 268، طبقات أعلام الشيعة 4/ 135، ماضي النجف و حاضرها 3/ 385، الأعلام 4/ 80، معجم رجال الحديث 10/ 170 برقم 6818، معجم المؤلفين 6/ 49.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 134

صاحب الحاشية علي «تهذيب المنطق» المعروفة بحاشية الملا «1» عبد اللّه، و يلقّب:

نجم الدين.

وصفه المحبّي في «خلاصة الأثر»

بعلامة زمانه، و قال: كان منهمكا علي المطالعة و الاشتغال بالعلم و منحه لمستحقيه، و كان مبارك التدريس ما اشتغل عليه أحد إلّا انتفع به.

و قال الأفندي التبريزي: العلّامة المتكلّم الفقيه المنطقي.

أخذ المترجم عن: جمال الدين محمود الشيرازي تلميذ الدواني، و الأمير غياث الدين بن منصور الشيرازي.

و برع في التعليقات، و صنّف فيها، و درّس.

و ارتحل إلي النجف الأشرف، و قرأ في الفقه و الحديث علي: الحسن بن الشهيد الثاني، و السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي صاحب «المدارك» و قرءاهما عليه في العقليات «2».

و كان شريكا و زميلا للمقدّس أحمد الأردبيلي.

و ممن أخذ عن المترجم: بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي، و ظهير الدين إبراهيم بن الحسين بن عطاء الهمداني.

و له تصانيف وصفها المحبي بأنّها مفيدة سهلة العبارة مع الوجازة، منها:

الحاشية علي الشرح المختصر لتلخيص المفتاح في البلاغة ألفها بشيراز (سنة

______________________________

(1) و إليه تنسب أسرة الملالي التي تمكنت طيلة ثلاثة قرون من سدانة الحرم العلوي المقدس في النجف الأشرف، و كان لبعضهم زمام الحكم المطلق في البلاد ثم نزحوا عن النجف (سنة 1289 ه)، فتلاشي صيتهم. ماضي النجف و حاضرها.

(2) و كان قد ورد النجف و درسا علي المقدس أحمد الأردبيلي (المتوفّي 993 ه)، رفيق المترجم في الأخذ عن جمال الدين محمود الشيرازي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 135

962 ه)، الحاشية علي «تهذيب المنطق» للتفتازاني (مطبوع)، ألّفها بالنجف (سنة 967 ه) و صارت مدارا للتدريس لزمن طويل، شرح القواعد في الفقه، و حاشية علي مبحث الجواهر من شرح التجريد.

توفّي بالنجف الأشرف- سنة إحدي و ثمانين و تسعمائة «1».

و كانت له مدرستان دينيتان إحداهما في النجف، و الأخري في أصفهان.

3167 بأفضل الحضرمي «2»

(850- 918 ه) عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر بأفضل السعدي المذحجي الحضرمي، أحد كبار الشافعية.

ولد سنة خمسين و ثمانمائة في تريم (بحضرموت).

و ارتحل لطلب العلم إلي عدن و الحرمين، و أخذ عن: محمد بن أحمد بأفضل، و عبد اللّه بن أحمد بامخرمة و لازمه و تخرّج به، و برهان الدين بن ظهيرة، و أبي الفتح المراغي، و غيرهم.

و عاد إلي حضر موت، و ولي التدريس بجامع الشحر، و تصدي للإفتاء

______________________________

(1) و في خلاصة الأثر: و كانت وفاته في سنة خمس عشرة بعد الألف بمدينة أصبهان.

(2): النور السافر 92، شذرات الذهب 8/ 88، هدية العارفين 1/ 475، إيضاح المكنون 2/ 543، الأعلام 4/ 96، معجم المؤلفين 6/ 68.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 136

و اشتهر ذكره، و انته إليه رئاسة الفقه في بلاده.

أخذ عنه جماعة، منهم: ابنه شهاب الدين أحمد «1»، و عبد اللّه بن محمد باقشير.

و صنّف كتبا، منها: المقدمة الحضرمية في فقه الشافعية (مطبوع)، الحجج القواطع في الواصل و القاطع، الفتاوي، رسالة في علم الفلك، حلية البررة و شعار الخيرة في أذكار الحج و العمرة، و لوامع الأنوار و هدايا الأسرار و ودائع الأبرار في فضل القائم بالأسحار.

توفّي في- شهر رمضان سنة ثمان عشرة و تسعمائة بالشحر.

3168 الطيّب بامخرمة «2»

(870- 947 ه) عبد اللّه الطيّب بن عبد اللّه بن أحمد بامخرمة، أبو محمد اليمني، الفقيه الشافعي، المؤرّخ.

ولد بعدن سنة سبعين و ثمانمائة.

و أخذ عن: والده، و الفقيه محمد بن أحمد بأفضل، و محمد بن حسين

______________________________

(1) المتوفّي (929 ه)، و قد تقدّمت ترجمته.

(2): النور السافر 204، شذرات الذهب 8/ 268، هدية العارفين 1/ 433، الأعلام 4/ 94، معجم المؤلفين 5/ 45.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص:

137

القمّاط، و أحمد بن عمر المزجّد.

و برع في العلوم، و تصدّر للتدريس و الإفتاء و القضاء بعدن، و عرف بحسن التدريس و حلّ المشكلات في الفقه.

و صار في آخر عمره عمدة الشافعية بعدن.

له شرح «صحيح مسلم»، أسماء رجال «صحيح مسلم» تاريخ ثغر عدن (مطبوع)، النسبة إلي المواضع و البلدان، و قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر.

و كانت وفاته بعدن سنة سبع و أربعين و تسعمائة.

3169 بامخرمة «1»

(907- 972 ه) عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن أحمد بامخرمة الحميري، تقي الدين اليمني.

كان فقيها، شافعيا، فلكيا، شاعرا مشاركا في علوم أخري.

ولد في الشحر سنة سبع و تسعمائة.

و درس علي والده الفقيه عمر، و عمّه الطيب، و القاضي عبد اللّه بن أحمد سرومي.

و برع في مذهبه، و درّس ببلده و زبيد و عدن و تعز و الحرمين، و انتصب للفتوي بحيث صار عمدة الشافعية في تلك البلاد.

______________________________

(1): النور السافر 250، شذرات الذهب 8/ 367، الأعلام 4/ 110، معجم المؤلفين 6/ 95.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 138

و كان قد ولي قضاء الشحر مرتين، و أقام في آخر عمره بعدن.

أخذ عنه: جمال الدين محمد بن عبد القادر الحباني، و محمد بن عبد الرحيم باجابر.

و صنّف كتبا، منها: كتاب ينكث فيه علي «شرح المنهاج» لابن حجر الهيتمي، الفتاوي الكبري، الفتاوي الصغري، المصباح لشرح العدة و السلاح، الدرّة الذهبية لشرح «الرحبية»، حقيقة التوحيد، اللمعة في علم الفلك، و ذيل علي «طبقات الشافعية» للأسنوي.

و من شعره مضمّنا قول أبي تمام:

الواو من صدغه في العطف يطمعني و السيف من لحظة يومي إلي العطب

فحينما حرت قام الهجر ينشدني «السيف أصدق إنباء من الكتب»

و قال مضمنا قول المتنبي:

و عاذلة أبدت لفقري توجّعا و قالت أتاك

الفقر من جانب النّدا

فقلت لها لا تطمعي في تغيّري «لكلّ امرئ من دهره ما تعوّدا»

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 139

3170 عبد اللّه بن القاسم «1»

(889- 980 ه) ابن الهادي بن إبراهيم العلوي، اليمني، أحد أكابر الزيدية.

ولد سنة تسع و ثمانين و ثمانمائة.

و أخذ عن: عبد اللّه بن مسعود بن صالح الحوالي، و السيد الهادي بن إبراهيم ابن محمد الحسني الوزير، و السيد أحمد بن علي بن الهادي الحسني الأهنومي، و المتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني، و آخرين.

ارتحل إلي مدن رداع و زبيد و صنعاء و نجران، و أقام في ظفير حجة.

قال ابن زبارة: إنّه كان محققا في الأصولين و علم العربية و الحديث و الفقه.

أخذ عنه جماعة، منهم: السيد أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحسني الوزير، و إبراهيم بن أحمد المحلي المعروف بالراغب، و صلاح بن يحيي بن محمد الشظبي، و عبد اللّه بن أحمد الناصح.

و صنّف رسالة في تفسير حديث «أنا مدينة العلم» «2».

و ذكر له عبد السلام الوجيه من المؤلفات: رسالة في التصوف، مجموع في

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 135 برقم 251، مؤلفات الزيدية 1/ 421 برقم 1235.

(2) و نصّ الحديث: أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابة. انظر الاستيعاب لابن عبد البرّ، ترجمة علي بن أبي طالب، و أسد الغابة: 4/ 22.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 140

الأدب و الحكمة، و مجموع مما أملاه في الفوائد و الشواهد النحوية «1».

توفّي- سنة ثمانين و تسعمائة.

3171 شهاب الدين التّستري «2»

(..- 997 ه) عبد اللّه بن محمود بن سعيد بن يوسف، شهاب الدين التستري ثم المشهدي الخراساني، الشهيد.

ولد في تستر.

و درس العلوم العقلية و النقلية بشيراز.

ثم توجه إلي الشام، و أكمل دراسته علي علماء و فقهاء جبل عامل و غيرهم.

و أخذ عن إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي.

و مهر في الفقه و الكلام و غيرهما

من الفنون.

و عاد إلي إيران و اتصل بالسلطان طهماسب الصفوي، ثم سكن مشهد الإمام الرضا عليه السّلام بخراسان مقبلا علي التدريس و الإفادة و الهداية و الإرشاد.

______________________________

(1) أعلام المؤلفين الزيدية (مخطوط): 386 برقم 633.

(2): رياض العلماء 3/ 248، روضات الجنات 4/ 230 برقم 387، الفوائد الرضوية 256، أعيان الشيعة 8/ 50، طبقات أعلام الشيعة 4/ 128، 134، الذريعة 1/ 161 برقم 803، شهداء الفضيلة 168، الأعلام 4/ 136، معجم المؤلفين 6/ 146.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 141

و كان أمّارا بالمعروف نهّاء عن المنكر، يعظ الناس في بعض الجمعات، فيجتمع إليه خلق كثير، و لم يزل أمره في ارتفاع حتي صار من مشاهير العلماء و أعيانهم، و قد عظم محلّه عند السلطان عباس «1» الكبير الصفوي، و كان ينصح له حينما يتشرف السلطان بزيارة المشهد المقدس.

قال محمد تقي بن مظفر القزويني في حق المترجم: الفاضل المجتهد الناسك الشهيد السعيد.

و قال الأفندي التبريزي: الفاضل العالم المتكلم الفقيه الجامع.

و قد أخذ عن المترجم و روي عنه جماعة، منهم: نظام الدين أبو الفتح عامر ابن فيّاض الجزائري، و تاج الدين الحسين بن شمس الدين الصاعدي، و عماد الدين علي بن نجم الدين محمود القاري الأسترآبادي، و أبو محمد علي بن عناية اللّه البسطامي الشهير ببايزيد.

و صنّف كتابا في الإمامة و أرسله إلي علماء ما وراء النهر، و كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام.

و لما استولي القائد الأوزبكي عبد المؤمن بن الملك عبد اللّه خان علي خراسان، وقع المترجم في الأسر، ثم قتل في بخاري و أحرق جسده في ميدانها لتشيّعه و ولائه لأهل بيت المصطفي صلّي اللّه عليه و عليهم أجمعين، و ذلك في- سنة سبع و

تسعين و تسعمائة.

______________________________

(1) أدرك المترجم أوائل حكم عباس الكبير الصفوي (الذي استتبّ له الأمر سنة 996 ه)، و نصح له و وعظه، فلا صحة إذن لظنّ صاحب الرياض (الذي اعتقد أنّ استشهاده كان قبل وصول عباس الكبير إلي الحكم) بالتباس بعض أحوال المترجم بأحوال عبد اللّه بن الحسين التستري (المتوفّي 1021 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 142

3172 الحوالي «1»

(869- 936 ه) عبد اللّه بن مسعود بن صالح بن علي الحوالي «2»، اليمني، الزيدي.

ولد سنة تسع و ستين و ثمانمائة.

و أخذ عن: السيد الهادي بن إبراهيم بن محمد الوزير، و والده السيد إبراهيم الوزير، و عز الدين «3» بن الحسن الفلكي الملقب بالهادي.

وصفه ابن زبارة بالقاضي العلامة، و قال: كان شيخ الشيوخ متبحّرا متفننا، إمام المعارف بلا مدافعة.

أخذ عنه: المتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) بن شمس الدين الحسني، و ولده عبد اللّه بن المتوكل علي اللّه، و السيد عبد اللّه بن القاسم بن الهادي العلوي، و عبد اللّه بن أحمد الناصح.

توفّي بصنعاء- سنة ست و ثلاثين و تسعمائة.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 138 برقم 255.

(2) نسبة إلي ذي حوال من أقيال اليمن، و قد ضبطت الحاء بالحركات الثلاث علي اختلاف أقوالهم.

انظر الأعلام: 8/ 193، ترجمة يعفر بن عبد الرحيم.

(3) المتوفّي (900 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء التاسع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 143

3173 الناظري «1»

(..- بعد 920 ه) عبد اللّه بن يحيي بن محمد الناظري، اليمني الظفيري، القاضي الزيدي، الفقيه.

قال ابن زبارة: كان غاية أهل زمانه في تحقيق شرح الأزهار و البحر الزخار، و خاتمة للمذاكرين.

قرأ علي شيوخ عصره.

و ولي القضاء للمتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) بن شمس الدين الحسني (المتوفّي 965 ه)، و دارت بينهما مذاكرات و مراجعات.

و تلمّذ عليه و أخذ عنه جماعة، منهم: المتوكل علي اللّه المذكور، و السيد عبد اللّه بن القاسم بن الهادي العلوي (المتوفّي 980 ه)، و محمد بن أحمد مرغم، و محمد بن أحمد بن مظفر، و السيد المرتضي «2» بن القاسم بن إبراهيم المؤيدي الحسني (المتوفّي 931 ه)، و غيرهم.

و صنّف شرحا علي المفتاح في

الفقه، و شرحا علي «الكافية» لابن الحاجب.

و له نظم.

توفّي في- نيّف و عشرين و تسعمائة بثلاء.

______________________________

(1): ملحق البدر الطالع 139 برقم 258، مؤلفات الزيدية 2/ 185 برقم 1995، أعلام المؤلفين الزيدية 400 برقم 658.

(2) ملحق البدر الطالع: 211 برقم 393.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 144

3174 ابن الونشريسي «1»

(بعد 880- 955 ه) عبد الواحد بن أحمد بن يحيي بن محمد الونشريسي، أبو محمد الفاسي المعروف بابن الونشريسي، الفقيه المالكي.

ولد بعد سنة ثمانين و ثمانمائة.

و درس علي: والده أبي العباس الونشريسي المتقدم، و ابن غازي، و الحبّاك، و الهبطي، و أبي زكريا السوسي و أبي الحسن الزقاق، و ابن هارون.

و جلس بعد وفاة أبيه (سنة 914 ه) للتدريس، فأقرأ في علوم شتّي، و ولي قضاء فاس، ثم انتصب للفتيا بعد ابن هارون.

أخذ عنه: المنجور، و عبد الوهاب الزقاق، و اليسّيتني، و غيرهم.

و صنّف كتبا، منها: شرح مختصر ابن الحاجب الفرعي، شرح «الرسالة» لابن أبي زيد، تعليق علي البخاري، نظم «التلخيص» لابن البنّاء في الحساب، نظم «إيضاح المسالك إلي قواعد الإمام مالك» لأبيه و سمّاه النور المقتبس.

و له خطب بليغة، و فتاوي محرّرة، و نظم كثير في مسائل فقهية.

توفّي قتيلا في- ذي الحجّة سنة خمس و خمسين و تسعمائة.

______________________________

(1): نيل الابتهاج 288 برقم 362، شجرة النور الزكية 282 برقم 1068، الأعلام 4/ 174، معجم المؤلفين 6/ 206.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 145

3175 الشعراني «1»

(898- 973 ه) عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد، أبو محمد الشعراني أو الشعراوي المصري، الفقيه الشافعي، الصوفي.

ولد في قلقشندة (بمصر) سنة ثمان و تسعين و ثمانمائة.

و نشأ بساقية أبي شعرة.

و انتقل إلي القاهرة سنة (911 ه)، فقطن بجامع الغمري، و حفظ بعض الكتب في الفقه و العربية، و قرأ علي أمين الدين إمام الجامع المذكور.

و أخذ عن: زين الدين المحلي، و نور الدين الجارحي، و القسطلاني، و نور الدين الأشموني، و القاضي زكريا الأنصاري، و شهاب الدين أحمد الرملي، و برهان الدين القلقشندي، و غيرهم.

ثم جاهد نفسه مدة و قطع

العلائق الدنيوية، و أخذ التصوف عن: الخوّاص، و المرصفي، و الشناوي.

و تصدي للتصنيف، فألّف كتبا، منها: الأجوبة المرضية عن الفقهاء و الصوفية، البحر المورود في المواثيق و العهود (مطبوع)، الدرر المنثورة في زبد العلوم المشهورة (مطبوع)، منح المنة في التلبس بالسنّة (مطبوع)، البدر المنير (مطبوع) في

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 176، كشف الظنون 1/ 67، 194، شذرات الذهب 8/ 372، هدية العارفين 1/ 641، إيضاح المكنون 1/ 323، الأعلام 4/ 180، معجم المؤلفين 6/ 218.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 146

الحديث، الأنوار القدسية في معرفة آداب العبودية (مطبوع)، درر الغوّاص (مطبوع) من فتاوي الشيخ علي الخوّاص، المنهج المبين في أدلة المجتهدين، لواقح الأنوار في طبقات الأخيار (مطبوع)، و اليواقيت و الجواهر في عقائد الأكابر (مطبوع).

و قد تحدّث في كتابه الأخير «1» عن الإمام المهدي عليه السّلام، و قال: إنّه من أولاد الإمام الحسن العسكري، و قد ولد في النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين، و إنّه باق إلي أن يجتمع بعيسي بن مريم عليه السّلام، ثم نقل عن «الفتوحات المكية» لابن عربي قوله: و هو من عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، من ولد فاطمة- رضي اللّه عنها-، جدّه الحسين بن علي بن أبي طالب و والده حسن العسكري، ثم ذكر أسماء آبائه عليهم السّلام.

أقول: و لكن الأيدي شاء لها أن تحذف من النسخة المطبوعة من الفتوحات «2» سلسلة آباء المهدي عليه السّلام، و تحرّف عبارة: جدّه الحسين بن علي بن أبي طالب إلي: جدّه الحسن بن علي.

إنّ المثقف الواعي المذعن لحكم الأمانة ليربأ بنفسه عن تحريف الكلم، أو حذف بعضه روما للتمويه علي الحق، و سعيا لإطفاء نوره الذي

يأبي اللّه إلّا أن يمتدّ و يخترق الحجب.

هذا، و قد توفي المترجم في- سنة ثلاث و سبعين و تسعمائة.

______________________________

(1) اليواقيت و الجواهر: 2/ 143 مبحث 65.

(2) ج 3/ 327.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 147

3176 عبد الوهاب الطباطبائي «1»

(..- 922،- 928 ه) عبد الوهاب بن عبد الغفار بن عماد الدين بن فخر الدين الحسن الطباطبائي الحسني «2»، العالم، العارف، الفقيه، السيد نور الدين «3» التبريزي، جدّ السادة عبد الوهابية بتبريز.

ولد في سمرقند، و قضي شطرا من حياته فيها.

ثم انتقل مع أبيه (و كان من العلماء) إلي تبريز، و تميّز حتي تقلّد منصب شيخوخة الإسلام بأذربيجان في عهد السلطان يعقوب، و ذاع صيته، و اشتهر أمره.

قيل: و كان متدينا متقيا في إجراء الأحكام الشرعية.

و لما ظهر السلطان إسماعيل الصفوي، فرّ منه المترجم إلي هراة خائفا، فأكرمه حاكمها حسين ميرزا بايقرا و قدّمه.

ثم استأذن حاكم هراة بديع الزمان بن حسين ميرزا في العودة إلي تبريز، فلما دخلها اعتني به إسماعيل الصفوي، ثم بعثه في سنة (921 ه) سفيرا إلي السلطان

______________________________

(1): رياض العلماء 3/ 287، طبقات أعلام الشيعة 4/ 136، شهداء الفضيلة 129، مفاخر آذربايجان لبخشايشي 1/ 69 برقم 15.

(2) و في بعض المصادر: الحسيني، و هو خطأ.

(3) و قيل: سراج الدين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 148

العثماني سليم للإصلاح بين الدولتين، إثر المجابهة التي حصلت بينهما في معركة جالدران (سنة 920 ه).

و هنا وقع الاختلاف فيما آل إليه مصير المترجم، فقال بعضهم: إنّه زجّ به في السجن حين وصوله، و مكث فيه إلي أن تولّي السلطان سليمان الحكم، فأطلق سراحه في سنة (927 ه) ثم توفي في- سنة (928 ه).

و قال آخرون: إنّه أكرم من قبل السلطان سليم، لكنه لم يأذن له

بالعودة، فأقام المترجم هناك آيسا من الرجوع إلي وطنه.

و قال غيرهم: إنّه نال الشهادة في سجن حصن ينكي حصار علي ثغر استنبول في- سنة (922 ه)، و هو المحقق الصحيح من تاريخ شهادته كما يقول السيد محمد علي القاضي الطباطبائي «1».

3177 عز الدين الآملي «2»

(..- بعد 944 ه) عز الدين بن جعفر بن شمس الدين الآملي، العالم الإمامي.

______________________________

(1) انظر تعليقاته علي «اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية» للمقداد السيوري: ص 570.

(2): رياض العلماء 3/ 312، الكني و الألقاب 2/ 8، هدية الأحباب 101، ريحانة الأدب 1/ 64، طبقات أعلام الشيعة 4/ 138، الذريعة 18/ 353 برقم 449 و 14/ 135 برقم 1975، معجم المؤلفين 6/ 279.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 149

قال الأفندي التبريزي: فاضل عالم فقيه محقق مدقق جامع للعلوم العقلية و النقلية.

تلمّذ علي الفقيه الكبير علي بن هلال الجزائري، و حضر دروسه.

و صنّف كتبا باللغة الفارسية، منها: اللمعة في نكاح الدوام و المتعة «1» (مخطوط)، الرسالة الحسنية «2» (مخطوطة) في الأصول الدينية و فروع العبادات، و شرح إحدي رباعيات السهروردي «3» (مطبوع).

و ترجم من العربية إلي الفارسية «شرح نهج البلاغة» لابن ميثم البحراني، و فرغ منه في شهر ذي القعدة سنة أربع و أربعين و تسعمائة.

أقول: لم نظفر بتاريخ وفاته، و قد وهم صاحب «ريحانة الأدب» و غيره فذكر وفاته في- سنة أربع و تسعمائة.

و للمترجم قبر في توابع بلدة ساري بمازندران من بلاد إيران.

______________________________

(1) عرّبه مير القاري الجيلاني، و أدرجه في كتابه «زبدة الحقائق» المؤلّف سنة (1000 ه)، الذريعة:

18/ 353 برقم 448.

(2) كذا في «الذريعة»: 7/ 20 برقم 90، و في عدة مصادر: الحسينية، و ما في «الذريعة» هو الصحيح، لأنّه ألّفها باسم تاج الدين حسن وكيل

سلطنة بمازندران.

(3) هو شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد البكري (المتوفّي 932 ه)، و هو غير السهروردي المشهور بيحيي بن حبيش المقتول (سنة 581 ه). الذريعة/ 92/ 478 برقم 2710.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 150

3178 علاء الملك المرعشي «1»

(..- بعد 986 ه) علاء الملك بن عبد القادر بن شكر اللّه بن عبد القادر بن منصور الحسيني المرعشي، القزويني، القاضي الإمامي.

تفقّه و سمع الحديث، و جدّ في التحصيل حتي فاق أهل عصره في أصول الفقه و الرجال، و مهر في علم الحديث.

قال سلطان حسين بن محمد الندوشني اليزدي (حيا 1026 ه) في وصفه:

السيد الفاضل الكامل في المعقولات و المنقولات، و لا سيما في دراية الحديث و تحقيق أحوال الرجال.

شارك أفضل الدين محمد تركه في قضاء العسكر في عهد الملك طهماسب الصفوي (المتوفّي 984 ه)، ثم ولّاه الملك المذكور منصب الصدارة في بلاد جيلان، و علت مكانته عنده.

قرأ عليه كتاب «تهذيب الأحكام» بفوت جمع من العلماء، منهم: السيد محمد بن مي ران الأسترآبادي، و ملك محمد السركاني.

و كتب علي التهذيب المذكور حواشي كثيرة في تنقيح أسانيده و تحقيق أحوال رجال السند.

______________________________

(1): رياض العلماء 3/ 313، أعيان الشيعة 8/ 149، طبقات أعلام الشيعة 4/ 142، مصفي المقال 262، الذريعة 6/ 52 برقم 259 و..، تراجم الرجال للحسيني 1/ 347 برقم 637.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 151

و صنّف كتابا في علم الرجال، و كتاب فهرس «الكافي» و أبوابه و أحاديثه و الجرح و التعديل لرواته.

و لم نقف علي تاريخ وفاته، لكنه فرغ من مقابلة التهذيب في شهر رمضان سنة ست و ثمانين و تسعمائة، و كان قد كتب مجموعة فيها «خلاصة الأقوال» و «رجال الكشي» في سنة أربع و ستين و تسعمائة.

3179 ابن الحجة «1»

(..- 925 ه) علي بن أحمد بن محمد بن علي بن جمال الدين، نور الدين العاملي الجبعي النحاريري، المعروف بابن الحجة، والد الشهيد الثاني.

أخذ عن الفقيه علي بن عبد العالي الميسي، و روي عنه و عن

الفقيه ظهير الدين محمد «2» بن علي بن الحسام العاملي.

و تقدّم في فنون العلم حتي صار من كبار أفاضل عصره.

وصفه الأفندي التبريزي بالفقيه الجليل العلامة.

أخذ عنه ولده زين الدين «3» (الشهيد الثاني) في الفقه و العربية، و قرأ عليه

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 118 برقم 118، رياض العلماء 3/ 362، مستدرك الوسائل 3/ 253، طبقات أعلام الشيعة 4/ 166، الذريعة 1/ 208 برقم 1085.

(2) مضت ترجمته في الجزء التاسع.

(3) تقدّمت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 152

مدة طويلة، و كان من جملة ما قرأه عليه «المختصر النافع» في الفقه للمحقق الحلي، و «اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الأوّل، بالإضافة إلي كتب الأدب «1».

و قرأ عليه أيضا الفقيهان: السيد الحسين بن محمد بن الحسين ابن أبي الحسن الموسوي الجبعي «2» (المتوفّي 963 ه)، و نجم الدين التراكيشي العاملي المشغري، و أجاز له أن يروي عنه جميع مصنفات المحقق الحلي و العلّامة الحلّي و غيرهما بطرقه إليهم.

توفّي- سنة خمس و عشرين و تسعمائة.

3180 ابن خاتون «3»

(..- بعد 988 ه) علي بن جمال الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن خاتون، الشيخ المعمّر، نعمة اللّه العاملي العيناثي، المشهور بلقبه (نعمة اللّه) «4»، و يعرف بابن

______________________________

(1) و كان المترجم قد اعتني بولده هذا، و حضّه علي طلب العلم و التفرّغ له، بحيث جعل له راتبا بأزاء ما كان يحفظه.

(2) تكملة أمل الآمل: 173 برقم 134.

(3): أمل الآمل 1/ 117 برقم 115 و 189 برقم 204، بحار الأنوار 106/ 94 (الإجازة 68)، رياض العلماء 3/ 340 و 5/ 257، مستدرك الوسائل 3/ 209، تكملة أمل الآمل 417 برقم 413، أعيان الشيعة 8/ 160، طبقات أعلام الشيعة 4/ 158، 267

(بعنوان نعمة اللّه علي)، معجم رجال الحديث 11/ 251 برقم 7884 و 19/ 172 برقم 13076، معجم المؤلفين 13/ 109.

(4) قال في «أعيان الشيعة»: فما في بعض الكتب من أنّه نعمة اللّه بن علي بن أحمد سهو من النساخ.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 153

خاتون.

عاش في كنف والده الفقيه أبي العباس أحمد، و أخذ عنه العلم.

و أجاز له و لأخيه جعفر و لوالدهما أحمد فقيه عصره علي بن عبد العالي الكركي بمشهد أمير المؤمنين في النجف الأشرف، و ذلك في سنة (931 ه).

و كان فقيها أديبا شاعرا، من أجلّاء علماء الإمامية.

حجّ في سنة (977 ه)، و لقيه السيد بدر الدين الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني (المتوفّي 999 ه)، و عقدا بينهما الإخاء في يوم الغدير «1» الثامن عشر من شهر ذي الحجة، و كتب له إجازة مختصرة، ثم كتب له المترجم إجازة مفصلة في سنة (983 ه).

و أجاز أيضا لعبد اللّه بن الحسين التستري (المتوفّي 1021 ه) الذي مرّ بقرية عيناثا في رجوعه من سفر الحجّ.

و قرأ عليه الفقيهان: ابنه أحمد «2» و تلمّذ عليه، و الحسن «3» بن علي الحانيني العاملي (المتوفّي 1035 ه).

و صنّف رسالة مختصرة في معني العدالة، و له مجموعة شعر.

لم نظفر بوفاته، لكنه أجاز للتستري المذكور في سنة (988 ه) و قد بلغ فيها

______________________________

(1) و هو اليوم الذي نصّ فيه الرسول الأعظم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم علي الإمام علي عليه السّلام بالولاية، حيث قال صلّي اللّه عليه و آله و سلّم: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاده، و انصر من نصره، و اخذل من خذله» و قد اتفق

الفريقان علي صحة هذا الحديث و تواتره. انظر ترجمة الإمام علي عليه السّلام في موسوعتنا هذه ج 1/ 11- 12.

(2) و لأحمد هذا ابنان عالمان هما: محمد، و سديد الدين علي المترجم في أمل الآمل: 1/ 118 برقم 120، و قال فيه: و قد تقدم ما يحتمل اتحاده به [يعني المترجم تحت رقم 115]، و هو سهو، لأنّ الذي تقدّم هو صاحب الترجمة (نعمة اللّه علي) المعاصر للشهيد الثاني.

(3) أمل الآمل: 1/ 64 برقم 49.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 154

من الكبر عتيّا. و كان قد جدّد المشهد المعروف بمقام الخضر في قريته عيناثا في سنة (957 ه)، و قال فيه مؤرّخا:

علي اللّه في يوم القيام جزاؤه و تأريخه خير يدوم لدائم

3181 علي بن هلال الكركي «1»

(..- 984 ه) علي بن أحمد بن محمد بن هلال الكركي العاملي ثم الأصفهاني، الشهير بعليّ بن هلال، أحد مشاهير علماء الشيعة، و يعرف والده بالمنشار.

أخذ عن جماعة من كبار الفقهاء، منهم: السيد بدر الدين الحسن بن جعفر الأعرجي الأطراوي العاملي (المتوفّي 933 ه)، و المحقق الثاني علي بن الحسين ابن عبد العالي الكركي، و له منه إجازة مؤرخة في (934 ه)، و جمال الدين أحمد ابن محمد بن علي بن خاتون العيناثي، و أخذ أيضا عن أحمد البيضاوي النباطي.

و أجاز له الفقيه حسام الدين إبراهيم بن سليمان القطيفي.

و كان فاضلا عالما فقيها جليلا محققا.

سكن أصفهان، و اشتهر، و صار شيخ الإسلام بها، و كان من المقرّبين عند

______________________________

(1): بحار الأنوار 106/ 80 (الإجازة 64)، رياض العلماء 4/ 283، روضات الجنات 4/ 356 برقم 413 (ذيل ترجمة علي بن هلال الجزائري)، تكملة أمل الآمل 315، سفينة البحار 1/ 251، أعيان الشيعة 8/ 369، طبقات أعلام

الشيعة 4/ 163، الذريعة 15/ 186 برقم 1245، معجم المؤلفين 7/ 258.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 155

السلطان طهماسب الصفوي.

روي عنه السيد الحسين بن ضياء الدين أبي تراب الحسن الموسوي الكركي (المتوفّي 1001 ه).

و قرأ عليه معز الدين ملك محمد بن سلطان حسين الأصفهاني «1» جملة من الكتب الفقهية و الأصولية، ثم أجاز له في شهر صفر سنة (984 ه).

و صنّف رسالة في أبحاث مسائل الطهارة، قال عنها صاحب الرياض:

حسنة الفوائد.

و له مسائل فتوائية استدعي من أستاذه المحقق الثاني أن يجيب عنها، ففعل.

و كان جمّاعة للكتب «2».

توفّي بأصفهان في- الثالث عشر من شهر ربيع الأوّل سنة أربع و ثمانين و تسعمائة، و نقل هو و الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني علي الكركي إلي مشهد الإمام علي الرضا عليه السّلام، فدفنا هناك.

هذا، و قد احتمل الأفندي في «رياض العلماء» اتحاد المترجم مع علي بن هلال بن عيسي بن محمد بن فضل المتكلّم الذي ينسب إليه كتاب «الأنوار الجالية لظلام الغلس من تلبيس مؤلف المقتبس»، لكن السيد حسن الصدر قال في «تكملة أمل الآمل»: إنّه لا وجه لهذا الاحتمال.

______________________________

(1) جعله صاحب «روضات الجنات» من تلامذة علي بن هلال الجزائري، و هو وهم فالجزائري هذا كان استاذ المحقق الكركي الذي هو من أساتذة صاحب الترجمة.

(2) و قد ورثت ابنته التي كانت زوجة بهاء الدين العاملي جميع كتب أبيها البالغة خمسة آلاف مجلد، فأوقفها بهاء الدين كسائر كتبه و جعلها في المكتبة الكبيرة التي ضاعت بعده. انظر أعيان الشيعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 156

3182 الجمالي «1»

(..- 932 ه) علي بن أحمد بن محمد، علاء الدين الجمالي الرومي، الفقيه الحنفي.

قرأ علي: علاء الدين ابن حمزة القراماني، و المولي خسرو، و رحل

إلي بروسة، و أخذ العلوم العقلية و الشرعية عن مصلح الدين بن حسام الدين، و صار معيدا لدرسه في مدرسة السلطانية.

و درّس بأماكن متعددة، و ولي الإفتاء في بلدة أماسية.

و حج، و أقام عاما في مصر.

ثم ولاه بايزيد خان الثاني منصب الإفتاء في القسطنطينية، و استمر بعده مدة حكم سليم الأوّل، ثم أقرّه سليمان القانوني، و مات في أيامه و ذلك في- سنة اثنتين و ثلاثين و تسعمائة.

و كان معظّما عند السلطان سليم الأوّل بحيث إنّه عفا عن مائة و خمسين رجلا من حفاظ الخزائن- كان قد أمر بقتلهم- لأجل تذكير و وعظ الجمالي له.

صنّف كتاب المختارات للفتوي، و مختصر «الهداية»، و أدب الأوصياء (مطبوع) في الفقه.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 173، الكواكب السائرة 1/ 267، كشف الظنون 2/ 1624، شذرات الذهب 8/ 184، البدر الطالع 1/ 430 برقم 209، هدية العارفين 1/ 742، الأعلام 4/ 258، معجم المؤلفين 7/ 25.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 157

3183 أبو الحسن الأبيوردي «1»

(..- 966 ه) علي بن أحمد الأبيوردي «2» ثم الكاشاني «3»، العالم الإمامي، الحكيم المنطقي، يكنّي: أبا الحسن.

قال الأفندي التبريزي في حقّه: الفاضل العالم الفقيه المتكلم.

قرأ عليه حبيب اللّه بن علي الطوسي، و حسن بيك روملو و أثني عليه، و قال:

إنّه كان أعلم علماء الزمان، جامعا للعلوم و الحكميات، حادّ الفهم، قديرا في المباحثة.

و للمترجم تصانيف، منها: روض الجنان في الكلام و الحكمة العقلية، رسالة في مقدار الديات و أحكامها بالفارسية، شرح رسالة «الفرائض» لنصير الدين الطوسي فرغ منه سنة (962 ه)، رسالة في إثبات الواجب فرغ منها سنة (963 ه) ببلدة سبزوار، رسالة في المنطق، و الشوارق في علم الكلام.

______________________________

(1): رياض العلماء 5/ 435، هدية العارفين 1/ 746، إيضاح المكنون

1/ 24، 594 و 2/ 59، أعيان الشيعة 2/ 322، طبقات أعلام الشيعة 4/ 144، الذريعة 1/ 102 برقم 503 و 11/ 12 ذيل رقم 51، معجم المؤلفين 7/ 10.

(2) في «هدية العارفين»: الأباوردي، قال في «اللباب»: 1/ 27: الأبيوردي: نسبة إلي أبيورد، و هي بلدة من بلاد خراسان، و قد نسب إليها الباوردي.

(3) و في «هدية العارفين»: نزيل المشهد الرضوي. و في «بحار الأنوار»: 106/ 175 (الفائدة 35):

القاييني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 158

توفي في- السادس و العشرين من شهر رمضان سنة ست و ستين و تسعمائة.

قال في «طبقات أعلام الشيعة»: إنّ السيد حسين بن حيدر بن قمر الكركي قرأ علي أبي الحسن بن أحمد القايني كتابه «روض الجنان» و ذكر أنّ القايني هذا متأخر عن صاحب الترجمة، و لذلك عمد إلي إعادة ترجمته في القرن الحادي عشر «1» (بعد أن ترجمه في القرن العاشر) «2» لأنّ أكثر أساتذة السيد حيدر الكركي قد بقوا إلي هذا القرن.

أقول: الصواب أنّ السيد حسين الكركي لم يقرأ علي أبي الحسن بن أحمد القايني بل قرأ علي تلميذه حبيب اللّه بن علي الطوسي كما هو مذكور في «بحار الأنوار» «3» و القايني هذا متحد مع صاحب الترجمة لتوافقهما في الكنية و اسم الأب و في عصريهما، إضافة إلي ذكر كتاب «روض الجنان» و غيره من الكتب في كلا الترجمتين.

3184 ابن عماد الدين «4»

(917- 971 ه) علي بن إسماعيل بن موسي بن علي، علاء الدين الدمشقي، الشافعي،

______________________________

(1) ج 5/ 145.

(2) ج 4/ 56.

(3) ج 106/ 174- 175.

(4): الكواكب السائرة 3/ 182، شذرات الذهب 8/ 363، معجم المؤلفين 7/ 37.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 159

الشهير بابن عماد الدين، و بابن الوسّ.

ولد سنة سبع عشرة

و تسعمائة.

و لازم في الفقه تقي الدين القاري، و غيره.

و أخذ الحديث و التفسير و العربية و الكلام عن جماعة، منهم: شمس الدين ابن طولون الحنفي، و كمال الدين ابن شقير، و تقي الدين القاري، و مغوش المغربي، و شمس الدين أحمد الشيرازي، و برهان الدين البقاعي، و بدر الدين الغزّي، و غيرهم.

و حجّ، و قرأ علي قاضي مكة ابن أبي كثير.

و ولي نيابة القضاء.

و سافر إلي بلاد الروم، و قلّدوه تدريس دار الحديث الأشرفية بدمشق.

ثم أعرض عن نيابة القضاء، و أقبل علي الإقراء و التدريس، فدرّس بالجامع الأموي و بالعادلية الصغري، و غيرهما.

و أفتي، و صنّف حواشي علي «شرح الألفية» لابن المصنّف، و نظم الشعر.

قرأ عليه أسد الشيرازي في الفقه و الأصول و التفسير و غير ذلك.

و أخذ عنه جماعة، منهم: إسماعيل النابلسي، و شمس الدين ابن المنقار، و شمس الدين الصالحي، و علاء الدين القبّاني، و آخرون.

و توفّي- سنة إحدي و سبعين و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 160

3185 ابن شدقم «1»

(915- 960 ه) علي بن الحسن «2» بن علي بن شدقم الحسيني، السيد نور الدين المدني، النقيب، العالم الإمامي.

ولد سنة خمس عشرة و تسعمائة.

و أخذ علوم الشريعة ببلده و مكة المكرّمة، و تقدّم فيها.

أخذ عنه ابنه الحسن، و قرأ عليه مختلف العلوم.

و درّس، و عقد مجالس للعلم، فأقبل عليه الناس، و اشتهر، و اختاروه للرئاسة عليهم، ففوّضت إليه النقابة، و باشرها مدة، ثم خلع نفسه تورّعا، و لازم المسجد النبوي الشريف.

قال ضامن «3» بن شدقم (و هو من أحفاد المترجم): كان عالما عاملا..

فقيها، محدثا، محققا مدققا، مدرسا، ورعا زاهدا.

و لم تزل شهرة المترجم في العلم و الفضل تزداد، حتي أنهي بعض العلماء خبره إلي

سلطان الدكن بالهند برهان نظام شاه، و رغّبوا إليه طلبه، ففعل، فسار إليه في سنة (954 ه) فاستقبله السلطان و جنوده، و بالغ في تعظيمه، و اعتقده،

______________________________

(1): أعيان الشيعة 4/ 167، طبقات أعلام الشيعة 8/ 185.

(2) الشهيد سنة (918 ه)، طبقات أعلام الشيعة: 4/ 167.

(3) هو ضامن بن شدقم بن علي بن الحسن بن علي النقيب (صاحب الترجمة).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 161

ثم رجع ابن شدقم إلي المدينة المنورة في سنة (956 ه)، و فرّق فيها أمواله التي حصل عليها من السلطان، و توفي بها في- سنة ستين و تسعمائة.

و قد تقدّمت ترجمة ابنه بدر الدين الحسن (المتوفّي 999 ه)، و ستأتي ترجمة حفيده زين الدين علي بن بدر الدين الحسن «1» (المتوفّي 1033 ه) في الجزء الحادي عشر إن شاء اللّه تعالي.

3186 الزواري «2»

(..- حدود 970 ه) علي بن الحسن الزواري الحافظ «3»، أحد مفسري الشيعة المشهورين، يكنّي أبا الحسن، و يلقّب فخر الدين.

درس المقدمات في مدينته زواره (من أعمال أصفهان بإيران).

و ارتحل إلي أصفهان و كاشان، و أكمل دراسته فيهما، و سافر إلي هراة، فأقام

______________________________

(1) لقّب العلّامة السيد محسن الأمين العاملي في «أعيان الشيعة» صاحب الترجمة بزين الدين و لقّب والده ببدر الدين، و الصحيح ما ذكرناه.

(2): رياض العلماء 3/ 394، روضات الجنات 4/ 376 برقم 415، هدية العارفين 1/ 745، الكني و الألقاب 2/ 300، أعيان الشيعة 8/ 186 و 368، ريحانة الأدب 2/ 393، طبقات أعلام الشيعة 4/ 152، الذريعة 4/ 100 برقم 472، مستدرك أعيان الشيعة 5/ 313.

(3) وصفه بذلك السيد حسين المفتي بن حيدر الحسيني الكركي. انظر بحار الأنوار: 106/ 73 (الفائدة 34).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 162

بها بضع سنين

ثم عاد إلي بلاده.

تلمّذ علي فقيه عصره علي بن عبد العالي الكركي المعروف بالمحقق الثاني (المتوفّي 940 ه).

و أخذ التفسير عن جمشيد الزواري، و روي عن السيد عبد الوهاب بن علي الحسيني الأسترآبادي و مهر في التفسير، و وقف عمره علي نشر علوم أهل البيت عليهم السّلام، و عقد مجالس الوعظ و الإرشاد.

قال الأفندي التبريزي في حقه: فاضل عالم مفسر فقيه محدث معروف.

تلمّذ عليه المفسر فتح اللّه بن شكر اللّه الكاشاني (المتوفّي 988 ه).

و صنّف عدة كتب بالفارسية، منها: تفسير ترجمة الخواص و يعرف بتفسير الزواري (مطبوع في حاشية القرآن الكريم)، مجمع الهدي في قصص الأنبياء و الأئمّة الاثني عشر و أحوالهم، أربعون حديث شريف، لوامع الأنوار في معرفة الأئمّة الأطهار و هو ملخص ل «أحسن الكبار في مناقب الأئمّة الأطهار» للسيد محمد بن أبي زيد بن عربشاه الوراميني، تحفة الدعوات في أعمال السنة، روضة الأسرار في ترجمة و شرح «نهج البلاغة».

و ترجم من العربية إلي الفارسية جملة من المؤلفات، منها: الاحتجاج للطبرسي و سمّاه كشف الاحتجاج، رسالة الاعتقادات للصدوق و سمّاها وسيلة النجاة، التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري عليه السّلام، كشف الغمة في معرفة الأئمّة للإربلي و سمّاه ترجمة المناقب (مطبوع)، و غير ذلك.

لم نظفر بوفاة المترجم، لكنه ترجم «كشف الغمة» سنة (938 ه)، و لخّص «أحسن الكبار» في سنة (968 ه) «1».

______________________________

(1) مستدركات أعيان الشيعة: 5/ 316.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 163

3187 المحقّق الكركي «1»

(868- 940 ه) علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي، زعيم الإمامية و مفتيها و مروّج مذهبها في عصره، نور الدين أبو الحسن الكركي العاملي، المعروف بالمحقّق الكركي و بالمحقق الثاني، و يقال له علي بن عبد العالي

اختصارا.

ولد في كرك نوح سنة ثمان و ستين و ثمانمائة.

و اختصّ بفقيه عصره زين الدين علي «2» بن هلال الجزائري، و لازمه أتمّ ملازمة، و قرأ عليه في الفقه و الأصول و المنطق، و حمل عنه كثيرا، و تخرّج به.

و قد أخذ أيضا عن: شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن داود ابن المؤذن الجزّيني، و شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن خاتون العاملي، و محمد ابن أحمد بن محمد الصهيوني العاملي.

و قالوا: إنّه روي عن جعفر بن الحسام، و أحمد بن الحاج علي العيناثيّين العامليّين.

أقول: لا تصحّ روايته عن الأوّل، و في روايته عن الثاني محلّ نظر، و ذلك

______________________________

(1): نقد الرجال 238، أمل الآمل 1/ 121، رياض العلماء 4/ 115 و 3/ 641، لؤلؤة البحرين 151، روضات الجنات 4/ 360، بهجة الآمال 5/ 457، سفينة البحار 2/ 247، الكني و الألقاب 3/ 161، هدية الأحباب 236، أعيان الشيعة 8/ 208، طبقات أعلام الشيعة 4/ 160، الذريعة 5/ 72، شهداء الفضيلة 108، الأعلام 4/ 299، 281، معجم المؤلفين 7/ 74.

(2) المتوفّي في حدود سنة (910 ه)، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 164

لتأخّر طبقته عن طبقتهما، فابن المؤذن الجزّيني (و هو استاذ المترجم) يروي عن ابن الحاج علي، و هذا يروي عن ابن الحسام، فكيف يروي المترجم عنهما؟

و سافر المحقق إلي مصر، و أخذ بها فقه و حديث مذاهب أهل السنّة، و حضر علي كبار علمائهم و حصل منهم علي إجازات، و من هؤلاء: أبو يحيي زكريا «1» بن محمد بن أحمد الأنصاري، و عبد الرحمن بن الأبانة الأنصاري و قد قرأ عليه في سنة (905 ه).

و سمع علي علاء الدين

علي بن يوسف بن أحمد البصروي (المتوفّي 905 ه) بدمشق معظم مسند الشافعي، و صحيح مسلم إلّا مواضع.

و قصد العراق في نحو سنة (909 ه)، و أقام بالنجف الأشرف يفيد و يستفيد.

و ارتحل إلي إيران، و اتصل بالسلطان إسماعيل الصفوي، و دخل معه هراة في سنة (916 ه) فأكرمه السلطان و عرف قدره، و عيّن له وظائف كثيرة بالعراق، فأقام بالنجف، و درّس بها و صنّف.

ثم توجه إلي أصفهان و قزوين في عهد السلطان طهماسب بن إسماعيل الصفوي (الذي ولي سنة 930 ه)، فعظّمه السلطان غاية التعظيم، و عيّنه حاكما في الأمور الشرعية لجميع بلاد إيران، فشمّر المحقق عن ساعد الجدّ، و أحسن التدبير في القيام بوظائف المرجعية الدينية، فأسّس المدارس، و أفاض العلم، و أفتي كثيرا، و نشر الفكر الإمامي، و أحيا شعائر الإسلام، و عيّن وكلاء له لإقامتها في المدن و القري، و وضع الأسس الشرعية الدستورية للدولة الصفوية، و أصبح صاحب الكلمة المسموعة في إيران.

قال الشهيد الثاني في حقّ المترجم: الشيخ الإمام المحقّق المنقّح، نادرة الزمان.

______________________________

(1) المتوفّي (926 ه)، و قد مضت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 165

و قال السيد مصطفي التفريشي: شيخ الطائفة، و علامة وقته، و صاحب التحقيق و التدقيق، كثير العلم نقيّ الكلام، جيّد التصانيف، من أجلّاء هذه الطائفة.

و قد دأب المحقق علي التدريس في حلّه و ترحاله، فأخذ عنه، و تفقّه به و روي عنه سماعا و إجازة طائفة من العلماء، منهم: كمال الدين درويش محمد بن حسن العاملي النّطنزي، و أحمد بن محمد بن أبي جامع، و علي بن عبد العالي الميسي و ولده إبراهيم الميسي، و زين الدين الفقعاني، و نور الدين علي بن عبد الصمد

العاملي، و الأمير نعمة اللّه الحلّي، و الحسن بن غياث الدين عبد الحميد الأسترآبادي، و برهان الدين إبراهيم بن علي الخانيساري الأصفهاني، و شمس الدين محمد المهدي بن السيد كمال الدين محسن الرضوي المشهدي «1»، و القاضي صفي الدين عيسي، و بابا شيخ علي بن حبيب اللّه بن سلطان محمد الجوزداني، و الحسين بن محمد الحر بن محمد بن مكي العاملي.

و له مؤلفات كثيرة، جلّها رسائل «2» و حواشي، منها: جامع المقاصد في شرح القواعد (مطبوع في 13 جزءا) و قد اشتهر هذا الشرح اشتهارا كثيرا و اعتمد عليه

______________________________

(1) حكي عن الشيخ محمد حسن النجفي صاحب «جواهر الكلام» أنّه قال: إنّ الفقيه إذا كان بين يديه «جامع المقاصد» و «وسائل الشيعة» و «الجواهر» استغني عن أي مصدر آخر، و كان بإمكانه استنباط الحكم الفقهي اعتمادا علي هذه المصادر الثلاثة. لاحظ مستدرك الوسائل: 3/ 431 (الفائدة الثالثة).

(2) طبعت ست و عشرون رسالة من رسائله في ثلاثة أجزاء حقّقها الشيخ محمد الحسون، و نشرت الجزءين الأوّل و الثاني مكتبة آية اللّه العظمي المرعشي النجفي، و نشرت الجزء الثالث جماعة المدرسين بقمّ المقدسة، و قد ضمّ الجزء الأوّل ست رسائل، و الثاني تسع عشرة رسالة مع جملة من الفتاوي و جوابات المسائل الفقهية، أمّا الجزء الثالث فاشتمل علي رسالة واحدة، و شرح علي «الألفية» للشهيد الأوّل، و حاشية علي ميراث «المختصر النافع» للمحقّق الحلي، و فتاوي، و اثنتي عشرة مسألة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 166

الفقهاء في أبحاثهم و مؤلفاتهم، رسالة في المنع عن تقليد الميت، رسالة في العصير العنبي، رسالة أحكام السلام و التحية، رسالة في العدالة، رسالة في صلاة و صوم المسافر، رسالة في السهو و الشك

في الصلاة، رسالة في الحجّ، رسالة الأرض المندرسة، الرسالة الجعفرية في فقه الصلاة، رسالة في صيغ العقود و الإيقاعات، رسالة في أقسام الأرضين، حاشية علي «شرائع الإسلام» للمحقق الحلّي، حواشي علي «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي، حاشية علي «ذكري الشيعة في أحكام الشريعة» للشهيد الأوّل، حاشية علي «الدروس الشرعية في فقه الإمامية» للشهيد الأوّل، و نفحات اللاهوت، و غير ذلك.

و له فتاوي و أجوبة مسائل كثيرة:

توفّي بالنجف الأشرف في شهر- ذي الحجة سنة أربعين و تسعمائة.

3188 علي بن أبي الحسن الموسوي «1»

(931- حيا 999 ه) علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن الموسوي، السيد نور الدين العاملي الجبعي، والد السيد محمد «2» صاحب

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 118 برقم 122 و 117 برقم 114، رياض العلماء 3/ 416، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 85، تكملة أمل الآمل 289 برقم 268، أعيان الشيعة 8/ 151، 188، طبقات أعلام الشيعة 4/ 164، بغية الراغبين 1/ 113.

(2) المتوفّي (1009 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 167

«المدارك»، و يقال له علي بن أبي الحسن الموسوي اختصارا.

ولد في جبع سنة إحدي و ثلاثين و تسعمائة.

و قرأ أوّلا علي أبيه «1»، ثم لازم فقيه عصره الشهيد الثاني (المتوفّي 966 ه)، و تلمّذ عليه، و حمل عنه علما كثيرا، و اصطفاه الشهيد لنفسه فزوجه كريمته، فولد له منها السيد محمد.

و تقدّم في العلوم، و علا قدره، و صار من أعيان علماء عصره.

ذكره بهاء الدين محمد بن علي ابن العودي في رسالته المختصة باستاذه الشهيد الثاني و أثني عليه ثناء بليغا و مدحه مدحا عظيما.

و قال السيد عبد الحسين شرف الدين: كان فسيح الخطوة في الفقه، غزير المادة في العلوم العربية و

الفنون الأدبية، طويل الباع فيهما، منقطع القرين في الورع عن محارم اللّه عزّ و جلّ، فاقد النظير في الزهد في الدنيا، كريم الأخلاق إلي الغاية.

و قد درّس و حدّث، فأخذ عنه: ولده السيد محمد، و ربيبه الحسن «2» بن الشهيد الثاني، و قرءا عليه جملة من العلوم الفقهية و العقلية و الأدبية و غيرها، و تخرّجا به و بالسيد علي الحسيني الصائغ.

و حجّ المترجم في سنة (954 ه) و زار المدينة المنورة، و جرت له هناك نادرة «3» طريفة مع مفتي الحجاز شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بابن حجر الهيتمي الشافعي (المتوفّي 974 ه)، بسبب شهابين أصابا زاويتي المسجد.

و زار في سنة (988 ه) مشهد الإمام علي الرضا عليه السّلام، و حدّث به فسمع

______________________________

(1) مضت ترجمته في هذا الجزء.

(2) المتوفّي (1011 ه) و هو صاحب «المعالم». و قد تزوّج صاحب الترجمة بعد وفاة الشهيد الثاني زوجته الثالثة، و هي أم صاحب «المعالم» فصاحبا «المدارك» و «المعالم» أخوان من الأمّ.

(3) و هي مذكورة في روضات الجنات: 1/ 361 (ضمن ترجمة ابن حجر تحت رقم 122).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 168

منه المحقق السيد محمد باقر الداماد و روي عنه إجازة، و وصف استاذه المترجم:

بالسيد الثقة الثبت المركون إليه في فقهه، المأمون في حديثه.

و روي عنه أيضا السيد فيض اللّه بن عبد القاهر الحسيني التفريشي النجفي.

و استجازه محمد بن فخر الدين الأردكاني، فكتب له الإجازة بخطه علي نسخة من «مصباح المتهجد» تأريخها سنة (999 ه).

3189 الصائغ الحسيني «1»

(..- 980 ه) علي بن الحسين بن محمد بن محمد الحسيني الموسوي، السيد نور الدين العاملي الجزيني، الشهير بالصائغ، أحد كبار الإمامية.

قال الحر العاملي: كان فاضلا عابدا فقيها محدثا محققا.

تلمّذ علي الشهيد

الثاني و أخذ عنه الفقه و الأصول و الحديث و الأدب و غير ذلك، و كان لاستاذه به خصوصية تامة.

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 119 برقم 123، بحار الأنوار 105/ 139 (الإجازة 51)، رياض العلماء 3/ 434، لؤلؤة البحرين 52 برقم 15، روضات الجنات 4/ 378 برقم 416، تكملة أمل الآمل 295، الكني و الألقاب 1/ 335، الفوائد الرضوية 6، 277، أعيان الشيعة 8/ 205، طبقات أعلام الشيعة 4/ 155، الذريعة 20/ 23 برقم 1772، معجم رجال الحديث 11/ 377 برقم 8074، معجم المؤلفين 7/ 79.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 169

أثني عليه استاذه الشهيد في إجازته له كثيرا، و وصفه ب: السالك الناسك، المترقّي بحدسه الصائب إلي أعلي المراتب، المستعد لتلقّي نتائج المواهب من الكريم الواهب.. و قال: قرأ علي [«الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية»] قراءة بحث و تحقيق و تنقيح و تدقيق.. دلّت علي جودة فهمه و استنارة قريحته، و استعداده للترقي من حضيض التقليد إلي أوج اليقين.

و درّس المترجم و حدّث، فأخذ عنه: الحسن بن الشهيد الثاني، و السيد محمد ابن علي بن أبي الحسن الموسوي صاحب «المدارك»، و قرءا عليه في كثير من العلوم و تخرّجا به و بالسيد علي والد صاحب «المدارك».

و روي عنه: المحقق أحمد الأردبيلي (المتوفّي 993 ه)، و محمد بن أحمد الأردكاني.

و صنّف كتاب مجمع البيان «1» في شرح «إرشاد الأذهان» في الفقه للعلّامة الحلّي، و شرحا «2» علي «شرائع الإسلام» للمحقّق الحلّي.

توفّي في- الحادي عشر من شهر رجب سنة ثمانين و تسعمائة، و دفن بقرية صدّيق شرقي تبنين، و رثاه تلميذه الحسن بن الشهيد الثاني بقصيدة، منها:

داعي الغواية بين العالمين دعا من شاب نجم الهدي من بعد

ما سطعا

و أصبحت سبل الأحكام مظلمة و كان من قبل فجر الحقّ قد طلعا

مضي الهدي و التقي لما مضي و غدا باب الجهالة في الآفاق متسعا

لا يعلم الجاهل الناعي بما صنعا نعي معالم دين اللّه حيث نعي

لا خير في مهجة لم تحترق أسفا منه و لا طرف عين بعده هجعا

______________________________

(1) قال في «رياض العلماء»: إنّه رأي نسخة مقروءة علي المصنّف و هو شرح جيد حسن، و كان تاريخ تأليفه سنة تسع و سبعين و تسعمائة، و إنّه يظهر من بعض مواضعه أنّ له شرحا آخر علي الإرشاد.

(2) قال في «رياض العلماء»: كان عندنا من بعض مجلداته نسخة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 170

3190 العسكري «1»

(..- حيا 931 ه) علي بن الحسين بن محمود بن سعيد بن محمد الشاطري العسكري «2» الأوالي البحراني، العالم الإمامي.

أخذ عن علماء عصره، و برع.

و سكن بمدينة كاشان مدة، ثم عاد إلي البحرين.

قال سليمان الماحوزي البحراني: كان أوحد عصره غير مدافع.

و وصفه علي البلادي بالفقيه الربّاني.

صنّف كتبا: منه: شرح «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، قال عنه الماحوزي: مفيد كثير المباحث و هو عندي.

و له حواشي مفيدة.

لم نظفر بوفاته، لكنه كتب نسخة من «تحرير الأحكام الشرعية» للعلّامة الحلّي بين سنتي (926- 931 ه).

و قد تقدمت ترجمة ابنه الفقيه حرز بن علي (حيا 976 ه) في هذا الجزء.

______________________________

(1): أنوار البدرين 79 برقم 21، أعيان الشيعة 8/ 206، طبقات أعلام الشيعة 4/ 154، تراجم الرجال للحسيني 1/ 367 برقم 669 (و منه أخذنا تمام نسبه).

(2) نسبة إلي العسكر: قرية من البحرين في طرفها الجنوبي، و هي الآن خراب غير مسكونة. أنوار البدرين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 171

3191 مظفر الدين الشيرازي «1»

(..- حيا 986 ه) علي بن شاه محمود الاينجو الحسيني، السيد مظفر الدين الشيرازي، القاضي الإمامي.

قال إسكندر المنشئ: كان هو و أخوه أبو الولي «2» و أبو محمد من فقهاء شيراز.

تقلّد المترجم منصب شيخ الإسلام بشيراز في عهد السلطان طهماسب الصفوي و صار وكيلا له في الحلاليات المختصة به.

و لما ولي محمد خدابنده «3» السلطنة، سافر معه المترجم إلي قزوين، فأولاه السلطان المذكور عنايته، و قلّده القضاء بمعسكره.

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم.

و كان والده المعروف بالخليفة شاه محمود من العلماء، و قد أجاز له الفقيه إبراهيم بن سليمان القطيفي بالنجف الأشرف «4»، و سنذكره في نهاية هذا الجزء لقلة أحواله.

______________________________

(1): رياض العلماء 3/ 377، 4/ 96، طبقات أعلام الشيعة 5/

625 (ضمن ترجمة أبي الولي الاينجو الشيرازي).

(2) ستأتي ترجمته في الجزء الحادي عشر إن شاء اللّه تعالي.

(3) لما توفّي السلطان طهماسب (سنة 984 ه)، تنازع أولاده الملك بعده، و تغلب إسماعيل الثاني علي إخوته، فحكم سنة واحدة و بضعة أشهر، ثم قام بعده محمد خدابنده.

(4) بحار الأنوار: 105/ 85 (الإجازة 43).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 172

3192 علي بن عبد الصمد «1»

(..- حيا 935 ه) ابن محمد بن علي الحارثي الهمداني، نور الدين أبو القاسم الجبعي العاملي، عمّ العالم الشهير بهاء الدين العاملي «2».

قرأ علي المحقق نور الدين علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي بالنجف الأشرف جملة من رسالته «الجعفرية» في فقه الصلاة و سمع معظمها، فأجاز له في سنة (935 ه) روايتها و رخّصه بالعمل بما تضمنته من الفتاوي.

و أخذ أيضا عن الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (المتوفّي 966 ه).

و كان فقيها محدثا شاعرا، من جلّة علماء الإمامية.

صنّف كتاب الدرة الصفية «3» في نظم «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل.

و لم نظفر بتاريخ وفاته.

و هو أكبر من أخيه الحسين (المتوفّي 984 ه) والد بهاء الدين، لكنّه أقلّ شهرة منه.

______________________________

(1): رياض العلماء 4/ 114، أعيان الشيعة 8/ 262، ريحانة الأدب 4/ 130، طبقات أعلام الشيعة 4/ 149، الذريعة 8/ 100 برقم 375.

(2) ستأتي ترجمته في الجزء الحادي عشر إن شاء اللّه تعالي.

(3) رآها صاحب «رياض العلماء» في بلدة ساري من بلاد مازندران.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 173

3193 ابن مفلح «1»

(..- 938 ه) علي بن عبد العالي بن محمد بن أحمد بن علي بن مفلح، زين الدين و نور الدين الميسي العاملي، الشهير بابن مفلح، أحد كبار فقهاء الإمامية و علمائها الربّانيين، و هو والد زوجة الشهيد الثاني الأولي.

عني بطلب العلم، فأخذ الفقه و غيره من علوم الشريعة عن جماعة من المشايخ، منهم: ظهير الدين محمد بن علي بن الحسام (حيا 870 ه)، و شمس الدين محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن المؤذن الجزيني و له منه إجازة تاريخها سنة (884 ه)، و محمد بن أحمد بن محمد الصهيوني و له منه إجازة تاريخها سنة

(879 ه).

و كتب- و هو شيخ كبير- إلي المحقق علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه) يستجيزه لنفسه و لولده إبراهيم، فأجاز لهما في سنة (934 ه) ببغداد، و أثني علي المترجم كثيرا، و قال فيه: علامة العلماء، و مرجع الفضلاء «2».

و مهر في الفقه، و درّس، و ألّف بعض الرسائل، و اشتهر.

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 123 برقم 131، رياض العلماء 4/ 116، لؤلؤة البحرين 170 برقم 67، روضات الجنات 4/ 373، تكملة أمل الآمل 302 برقم 283، الكني و الألقاب 3/ 163، الفوائد الرضوية 306، أعيان الشيعة 8/ 262، ريحانة الأدب 6/ 79- 80، طبقات أعلام الشيعة 4/ 165، الذريعة 13/ 287، معجم رجال الحديث 12/ 73 برقم 8246.

(2) بحار الأنوار: 105/ 40 (الإجازة 34).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 174

تفقّه به و روي عنه جماعة، منهم: نور الدين علي المعروف بابن الحجة والد الشهيد الثاني، و السيد بدر الدين الحسن بن جعفر بن الأعرج الحسيني الكركي و مات قبله، و جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن خاتون العيناثي.

و تلمّذ عليه ابن أخت زوجته الشهيد الثاني زين الدين و لازمه، و قرأ عليه «شرائع الإسلام» و «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» و غيرهما، و استفاد منه كثيرا، و قال عند ذكره له: شيخنا الإمام الأعظم بل الوالد المعظم شيخ فضلاء الزمان و مربّي العلماء الأعيان.. «1».

و قال الحر العاملي: كان فاضلا عالما متبحرا محققا مدققا جامعا كاملا ثقة زاهدا عابدا ورعا جليل القدر عظيم الشأن، فريدا في عصره.

و كان متواضعا، محبّا لتلامذته، و قد عرف عنه في جبل عامل أنّه كان ينقل الحطب ليلا علي حماره في قرية (ميس) لتلامذته و عياله.

له

من المؤلفات: الرسالة الميسية في الفقه، ينقل عنها العلماء في مصنفاتهم كثيرا و يعتنون بها، شرح رسالة العقود و الإيقاعات، شرح «الجعفرية» في فقه الصلاة للمحقق الكركي، و رسائل عديدة.

توفّي في- شهر جمادي الأولي سنة ثمان و ثلاثين و تسعمائة.

قال الفقيه الحسين بن عبد الصمد والد بهاء الدين العاملي: و ظهرت له كرامات كثيرة قبل موته و بعده، و هو ممن عاصرته و شاهدته، و لم أقرأ عليه شيئا لانقطاعه و كبره.

______________________________

(1) بحار الأنوار: 105/ 149 (ضمن الإجازة المرقمة 53).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 175

3194 السمهودي «1»

(844- 911 ه) علي بن عبد اللّه بن أحمد بن علي بن عيسي الحسني، السيد نور الدين أبو الحسن السمهودي، القاهري، ثم المدني، الفقيه الشافعي، المؤرخ.

ولد سنة أربع و أربعين و ثمانمائة في سمهود (بصعيد مصر)، و نشأ بها، و تتلمذ علي والده.

و قدم القاهرة، و قرأ في الفقه و الأصلين و الحديث و التفسير و غيرها علي جماعة، منهم: شمس الدين محمد بن عبد المنعم الجوجري، و شرف الدين يحيي بن محمد المناوي، و نجم الدين محمد بن عبد اللّه ابن قاضي عجلون، و زين الدين زكريا بن محمد الأنصاري، و سعد الدين محمد بن عبد اللّه ابن الديري، و شمس الدين الشرواني.

و قطن بالمدينة سنة (973 ه)، فأخذ عن شهاب الدين الأبشيطي، و أكثر من السماع علي أبي الفرج المراغي.

و تميّز في الفقه و الأصلين، و درّس كثيرا، و أفتي، و أكبّ علي الجمع و التأليف

______________________________

(1): الضوء اللامع 5/ 245 برقم 838، النور السافر 54، كشف الظنون 1/ 194، 210، 758، 1049، 1119، 1151، شذرات الذهب 8/ 50، إيضاح المكنون 1/ 127، 466، 2/ 417، 442، هدية العارفين

1/ 740، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 211، ريحانة الأدب 3/ 78، معجم المطبوعات العربية 1052، الأعلام 4/ 307، معجم المؤلفين 7/ 129.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 176

في عدة فنون، و من ذلك: العقد الفريد في أحكام التقليد، الأنوار السنية في أجوبة الأسئلة اليمنية، الفتاوي، حاشية علي الروضة للنووي سمّاها أمنية المقنين بروضة الطالبين لم تتم، حاشية علي الإيضاح في مناسك الحج للنووي سمّاها الإفصاح، رسالة في الحديث سمّاها الغماز علي اللماز، رسالة في شروط الوضوء سمّاها در السموط، وفاء الوفا بأخبار دار المصطفي (مطبوع)، خلاصة الوفا (مطبوع).

توفّي بالمدينة- سنة إحدي عشرة و تسعمائة.

3195 ابن راوع «1»

(..- 959 ه) علي بن عبد اللّه بن علي بن راوع اليمني، القاضي الزيدي.

أخذ عن المتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) بن شمس الدين، و غيره.

و برع في الفقه، و شارك في غيره.

تولّي القضاء بصنعاء.

و صنّف شرحا علي «الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار» لاستاذه المتوكل علي اللّه، و تفسير القرآن الكريم في عدة مجلدات.

و قيل إنّ له شرحا علي «الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار» للمهدي لدين اللّه أحمد بن يحيي (المتوفّي 840 ه).

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 471 برقم 227، مؤلفات الزيدية 1/ 310، معجم المؤلفين 7/ 138.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 177

توفّي في بلد عاشر من بلاد خولان- سنة تسع و خمسين و تسعمائة.

و له شعر.

3196 علي العربي «1»

(..- 901 ه) علي بن عبد اللّه العربي الحلبي ثم الرومي، علاء الدين الحنفي «2».

قال طاشكبري زاده: كان عالما بالعلوم العقلية و الشرعية سيما الحديث و التفسير و علم أصول الفقه.

قرأ علي علماء حلب.

و ارتحل إلي بلاد الروم، فأخذ عن: إسماعيل الكوراني، و خضر بك بن جلال الدين الرومي.

و صار معيدا بمدرسة دار الحديث بأدرنة، فمدرّسا ببروسة، و بها لقي علاء الدين الصوفي، فأكمل عنده الطريقة الصوفية، و أجاز له بالوعظ و الإرشاد.

و نفي هو و شيخه إلي مغنيسا، فدرّس بها المترجم، ثم ولي التدريس بأدرنة

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 92، كشف الظنون 498، 1146، شذرات الذهب 8/ 5، الفوائد البهية 146، هدية العارفين 1/ 739، إعلام النبلاء 5/ 334 برقم 660، معجم المؤلفين 7/ 149، معجم المفسرين 1/ 371.

(2) أخذنا اسم أبيه من «هدية العارفين» و فيه أنّ المترجم يعرف بابن اللجام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 178

و القسطنطينية، و مات و هو مفت بها سنة إحدي و تسعمائة.

و قد أخذ

عنه: مصطفي بن خليل والد طاشكبري زاده، و عبد الحليم بن علي القسطموني، و ولده القاضي عبد الرحيم العربي الملقب ببابك.

و كتب تعليقتين كبري و صغري علي المقدمات الأربع من «التوضيح» في أصول الفقه لعبيد اللّه المحبوبي البخاري، و حواشي علي «شرح العقائد» للتفتازاني.

3197 علوان «1»

(873- 936 ه) علي بن عطيّة بن الحسن بن محمد بن الحدّاد الهيتي الأصل، الحموي، الشافعي، المعروف بعلوان.

ولد سنة ثلاث و سبعين و ثمانمائة بحماة.

و سمع علي: الشمس البازلي، و نور الدين بن زهرة الحنبلي، و أخذ عن:

القطب الخيضري، و البرهان الناجي، و ابن السلامي و ابن الناسخ الطرابلسي، و عثمان الديلمي المصري، و محمود بن حسن البزوري.

و أخذ التصوّف عن علي بن ميمون المغربي.

______________________________

(1): كشف الظنون 1/ 266، 268، شذرات الذهب 8/ 217، إيضاح المكنون 1/ 82، 239، 246، هدية العارفين 5/ 742، 743، الأعلام 4/ 312، معجم المؤلفين 7/ 150.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 179

و كان فقيها، أديبا، صوفيا، واعظا.

صنّف كتبا عديدة، منها: الجوهر المحبوك في علم السلوك (مطبوع)، مصباح الهداية و مفتاح الولاية في الفقه، النصائح المهمّة للملوك و الأئمّة، بيان المعاني في شرح عقيدة الشيباني (مطبوع)، فتح اللطيف بأسرار التصريف، شرح تائية ابن الفارض، النفحات القدسية في شرح الأبيات الششترية، مختصر في السيرة النبوية، و عرائس الغرر و غرائس الفكر في أحكام النظر.

توفّي بحماة في- جمادي الأولي سنة ست و ثلاثين و تسعمائة.

3198 الزقّاق «1»

(..- 912 ه) علي بن قاسم بن محمد التّجيبي، أبو الحسن الفاسي المعروف بالزقّاق.

كان من مشاهير فقهاء المالكية بفأس، مشاركا في علوم شتّي كالتفسير و الأصول و العربية.

أخذ عن أبي عبد اللّه القوري.

و دخل غرناطة فأخذ التصوّف عن الموّاق، و غيره.

أخذ عنه: ابنه أحمد، و اليسيتني، و غيرهما.

______________________________

(1): نيل الابتهاج 243 برقم 444، هدية العارفين 5/ 740، إيضاح المكنون 2/ 398، شجرة النور الزكية 274 برقم 1020، الأعلام 4/ 320، معجم المؤلفين 7/ 169.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 180

و خطب آخر عمره بجامع الأندلس، و توفّي عن سنّ

عالية- سنة اثنتي عشرة و تسعمائة.

و قد صنّف من الكتب: لامية في الأحكام، تعرف بلامية الزقّاق (مطبوع)، و منظومة في أصول مذهب المالكية سمّاها المنهج المنتخب إلي أصول المذهب، و تقييدات علي «المختصر» في الفقه لخليل «1» بن إسحاق الجندي.

3199 منق الرومي «2»

(934- 992 ه) علي بن لالي بالي بن محمد، علاء الدين الرومي، الحنفي، المعروف بمنق.

ولد سنة أربع و ثلاثين و تسعمائة.

و نشأ بالقسطنطينية.

و تولي قضاء مرعش.

و كان فقيها، مؤرخا، أديبا.

صنّف كتبا، منها: العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم (مطبوع)، ذيّل به علي «الشقائق النعمانية» لطاشكبري زاده، نادرة الزمن في تاريخ اليمن، حاشية علي

______________________________

(1) المتوفّي (776 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء الثامن، تحت رقم 2721.

(2): كشف الظنون 2/ 1057، 1920، 2037، هدية العارفين 5/ 749، معجم المطبوعات العربية 2/ 1357، الأعلام 4/ 321، معجم المؤلفين 7/ 172.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 181

«الهداية» في الفقه للمرغيناني لم تتم، إفاضة الفتّاح في حاشية «تغيير المفتاح» في المعاني و البيان لابن كمال، و حاشية علي «شرح المفتاح» للشريف الجرجاني.

و له نظم.

توفّي- سنة اثنتين و تسعين و تسعمائة.

3200 أبو الحسن البكري «1»

(..- 952 ه) علي بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، علاء الدين أبو الحسن البكري الصديقي، المصري، أحد كبار الشافعية.

أخذ الفقه و سائر العلوم عن: القاضي زكريا بن محمد الأنصاري، و برهان الدين ابن أبي شريف، و القسطلاني، و غيرهم.

و أخذ التصوف عن رضي الدين محمد الغزي جدّ نجم الدين مؤلف «الكواكب السائرة».

و تبحّر في الفقه و الحديث و التفسير، و اشتهر ذكره في بلاده و اليمن و الشام و غيرها، و بلغ- كما قال هو للشعراني- درجة الاجتهاد المطلق، إلّا أنّه يكتم ذلك عن الأقران خوفا من الفتنة كما وقع للسيوطي.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 194، شذرات الذهب 8/ 292، هدية العارفين 1/ 744، معجم المؤلفين 7/ 208.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 182

أخذ عنه: صدر الدين محمد الإمام بجامع القلعة بمصر، و محمد بن أحمد الفاكهي المكي

الحنبلي، و الفقيه الإمامي الشهيد الثاني زين الدين بن علي الجبعي، و سمع عليه جملة من الكتب في الفقه و التفسير، و وقع له معه محاورات و لطائف أثناء المباحثات، و قد أثني علي استاذه كثيرا، و قال: كان له حافظة عجيبة، كأن التفسير و الحديث نصب عينيه، و كان له أبّهة و مهابة عند العوام و الدولة «1».

و للمترجم تصانيف، منها: شرح «الروض»، شرح «العباب» للمزجّد، و ثلاثة شروح علي «المنهاج» للنووي، هي: الكنز، و المطلب، و المغني، نبذة في فضائل النصف من شعبان، و رسالة الأحدية، و غير ذلك.

و له نظم، منه القصيدة التائية التي مطلعها:

بوجودكم تتجمل الأوقات و بجودكم تتنزّل الأقوات

توفّي بالقاهرة- سنة اثنتين و خمسين و تسعمائة، و دفن بالقرافة إلي جنب الإمام الشافعي.

______________________________

(1) انظر أعيان الشيعة: 7/ 148، ترجمة الشهيد الثاني.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 183

3201 حنّالي زاده «1»

(918- 979 ه) علي بن محمد «2» بن عبد القادر، علاء الدين الرومي الحميدي، الحنفي، الشهير بحنّالي «3» زاده.

ولد سنة ثمان عشرة و تسعمائة بأسبارطة (من لواء حميد).

و قرأ علي: محيي الدين المعلول، و سنان الدين (محشّي تفسير البيضاوي)، و محيي الدين مرحبا، و بدر الدين الغزي بدمشق.

و لازم محمدا الشهير بجوي زاده، و ابن كمال باشا.

و كتب رسالة حقّق فيها بحث «نفس الأمر» و عرضها علي أبي السعود، فقلّده المدرسة الجامية بأدرنة ثم درّس ببروسة و كوتاهية و القسطنطينية.

و ولي القضاء بدمشق و بروسة و أدرنة و القسطنطينية و العسكر.

و كان عالما بفنون العربية، مشاركا في التفسير، شاعرا.

______________________________

(1): العقد المنظوم 411، الكواكب السائرة 3/ 187، كشف الظنون 1/ 347، شذرات الذهب 8/ 388، هدية العارفين 1/ 748، الأعلام 4/ 264، 5/ 12، معجم

المؤلفين 7/ 193، معجم المفسرين 1/ 385.

(2) كذا في «العقد المنظوم»، و في «الكواكب السائرة»: إسرافيل، و في «كشف الظنون»: أمر اللّه. راجع هامش الأعلام: 4/ 265.

(3) و في بعض المصادر: حنائي. و في غيرها: حناوي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 184

له تآليف، منها: الإسعاف في علم الأوقات، تهذيب الشقائق في تقريب الحقائق، طبقات الحنفية، و رسالة ضخمة تتعلق بالتفسير، المنشآت، الأخلاق (مطبوع)، و حواش علي: «التجريد» للجرجاني، و «الكافية» للجامي، و «الدرر و الغرر» لخسرو، و كتاب الكراهية من «الهداية»، و «حاشية» حسن جلبي علي «شرح المواقف»، و غير ذلك.

توفّي بأدرنة- سنة تسع و سبعين و تسعمائة.

و من شعره بالعربية- و كانت له أشعار بالتركية و الفارسية أيضا-:

أري من صدغك المعوجّ دالا و لكن نقّطت من مسك خالك

فأصبح داله بالنقط ذالا فها أنا هالك من أجل ذلك

3202 ابن عراق «1»

(907- 963 ه) علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن، سعد الدين ابن عراق الشامي ثم المدني.

كان فقيها شافعيا، مشاركا في الحديث و القراءات و الفرائض و نظم الشعر و نقده.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 197، كشف الظنون 1/ 494، شذرات الذهب 8/ 337، هدية العارفين 1/ 746، إيضاح المكنون 2/ 648، الأعلام 5/ 12، معجم المؤلفين 7/ 218.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 185

ولد بدمشق سنة سبع و تسعمائة.

و حفظ القرآن و كتبا في فنون شتّي، و لازم والده محمد ابن عراق، و أخذ القراءات عن أحمد بن عبد الوهاب و غيره.

ثم رحل إلي الروم و بيت المقدس و مصر حتي استقرّ بالمدينة المنوّرة و ولي إمامتها و خطابتها، و توفّي بها- سنة ثلاث و ستّين و تسعمائة.

له شرح علي «صحيح مسلم» شرح علي «العباب» في الفقه الشافعي،

تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (مطبوع) في الحديث، نشر اللطائف في قطر الطائف، و تهذيب الأقوال و الأعمال.

و من اللّطيف ذكره أنّ المترجم روّج شرب القهوة بدمشق، و كثرت من يومئذ حوانيتها في حين أنّ والده كان ينكر شربها حتي أنّه خرّب بيتها بمكة.

3203 ابن أبي اللطف «1»

(856- 934 ه) علي بن محمد بن علي، أبو الفضل بن أبي اللطف المقدسي، نزيل دمشق.

ولد سنة ست و خمسين و ثمانمائة ببيت المقدس.

و أخذ الفقه و الحديث ببلده و مصر و دمشق و مكة عن عدّة من العلماء،

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 191، كشف الظنون 1/ 29، 909، شذرات الذهب 8/ 203، هدية العارفين 1/ 742، إيضاح المكنون 2/ 469، الأعلام 5/ 11، معجم المؤلفين 7/ 220.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 186

منهم: كمال الدين ابن أبي شريف، و الشهاب الحجازي، و ماهر المصري، و أمّ الخير المحدّثة، و سراج الدين العبادي، و زكريا الأنصاري، و تقي الدين المقرشندي، و محمد بن موسي الغزّي، و علاء الدين الإيجي، و زين الدين خطاب الغزاوي، و نجم الدين ابن قاضي عجلون.

ثم سكن دمشق، و درّس بها بالجامع الأموي، و أفتي.

أخذ عنه يونس العيثاوي.

و صنّف كتاب مرّ النسيم في فوائد التقسيم، و اختصر كتاب «رفع الإصر عن قضاة مصر» لابن حجر العسقلاني.

و بيّض كتاب التحرير في شرح «المنهاج» في الفقه للنووي لشيخه ابن قاضي عجلون، و زاد عليه فوائد.

و كانت وفاته في- صفر سنة أربع و ثلاثين و تسعمائة.

3204 الأشموني «1»

(838- بعد 920 ه) علي بن محمد بن عيسي بن يوسف، نور الدين أبو الحسن الأشموني الأصل

______________________________

(1): الضوء اللامع 6/ 5 برقم 10، الكواكب السائرة 1/ 284، كشف الظنون 2/ 1872، شذرات الذهب 8/ 165، هدية العارفين 1/ 739، معجم المطبوعات العربية 1/ 451، الأعلام 5/ 10، معجم المؤلفين 7/ 38.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 187

ثم القاهري، المعروف بالأشموني.

كان فقيها شافعيا، مقرئا، أصوليا.

ولد سنة ثمان و ثلاثين و ثمانمائة.

و حفظ القرآن و بعض الكتب، ثم أخذ الفقه عن: المحلّي، و

العلم البلقيني، و المناوي، و النور الجوجري، و البامي.

و درس الأصلين و العربية و الفرائض علي: الكافيجي، و سيف الدين، و التقي الحصني، و الشارمساحي، و القراءات علي ابن الجزري.

و تميّز، و تصدّي للإقراء، و سمع الحديث.

و تكسّب بالشهادة أوّلا، ثم أرسله الزين زكريا إلي دمياط فأقام هناك نائبا عنه في القضاء، و مدرّسا لأهل تلك الناحية.

و صنّف: شرح «الألفية» لابن مالك (مطبوع)، نظم «جمع الجوامع» في أصول الفقه للسبكي و شرحه، نظم «منهاج الدين» «1» للحليمي «2» و شرحه، نظم إيساغوجي في المنطق، حاشية علي «الأنوار لعمل الأبرار» في الفقه للأردبيلي «3»، و نظم «المجموع» في الفرائض لمحمد بن شرف الكلائي.

و كانت وفاة المترجم- بين العشرين و الثلاثين بعد التسعمائة كما قدّرها الغزّي في كواكبه.

______________________________

(1) و هو في نحو ثلاث مجلدات، فيه أحكام كثيرة و مسائل فقهية و غيرها مما يتعلق بأصول الإيمان.

كشف الظنون: 2/ 1872.

(2) المتوفّي (403 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء الخامس تحت رقم 1786.

(3) المتوفّي (799 أو 779 ه)، و قد مرّ ذكره في الجزء الثامن في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 188

3205 المنوفي «1»

(857- 939 ه) علي بن محمد بن محمد بن محمد بن خلف، نور الدين أبو الحسن المنوفي المصري.

كان فقيها مالكيا، مصنّفا في الحديث و العربية و التصوّف.

ولد بالقاهرة سنة سبع و خمسين و ثمانمائة.

و تفقّه بالنور السنهوري، و الشهاب ابن الأقطع، و السراج عمر التتائي.

و أخذ النحو و غيره عن: نور الدين الفيومي، و كمال الدين ابن أبي الشريف، و شمس الدين الجوجري، و جلال الدين السيوطي، و زين الدين عبد القادر بن شعبان، و شهاب الدين الصيرفي.

و صنّف في

الفقه: عمدة السالك علي مذهب مالك، تحفة المصلي، غاية الأماني في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني، كفاية الطالب الربّاني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني (مطبوع)، و شرح «المختصر» لخليل الجندي.

و له في غير الفقه: الأربعون حديثا، معونة القاري في شرح «البخاري»، صيانة القاري عن الخطأ و اللحن في «البخاري»، حاشية علي شرح «العقائد» للتفتازاني، الوافي لما في التيسير و الكافي في القراءة، زاد المسافر، روضة المتعبّدين،

______________________________

(1): نيل الابتهاج 344 برقم 447، إيضاح المكنون 3/ 557، هدية العارفين 1/ 743، شجرة النور الزكية 272 برقم 1007، الأعلام 5/ 11، معجم المؤلفين 7/ 230.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 189

حادي الأرواح، شفاء الغليل في شرح لغات خليل، الكواكب المضيّة في شرح الجرومية، و شرح «المدخل» في المعاني و البيان.

توفّي بالقاهرة في- صفر سنة تسع و ثلاثين و تسعمائة.

3206 ابن هارون «1»

(قبل 871- 951 ه) علي بن موسي بن علي بن هارون، أبو الحسن المطغري (المضغري) التلمساني المعروف بابن هارون.

كان فقيها مالكيا، فرضيا، خطيبا، مفتيا.

لازم ابن غازي تسعا و عشرين سنة، و درس عليه علوما كثيرة، و قرأ عليه كتب المالكية و شروحها حتي مات.

و درس أيضا علي: أبي العباس أحمد الونشريسي، و القاضي المكناسي، و أبي العباس الزاجني.

و أقرأ «المدونة» في حياة شيخه ابن غازي، فدرس عليه: عبد الواحد الونشريسي، و اليسّيتني، و عبد الوهاب الزقاق، و سعيد المقري، و آخرون.

قيل: و هو أفقه من عبد الواحد الونشريسي، و أنّه كان غاية في الحفظ.

توفّي في- ذي القعدة سنة إحدي و خمسين و تسعمائة، و قد ناف علي الثمانين.

______________________________

(1): نيل الابتهاج 345 برقم 448، شجرة النور الزكية 278 برقم 1046.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 190

3207 ابن ناصر الحجازي «1»

(841- بعد 916 ه) علي بن ناصر بن محمد بن أحمد، علاء الدين «2» أبو الحسن البلبيسي ثم المكي المعروف بالحجازي و بابن ناصر.

كان فقيها شافعيا، أصوليا، مفسّرا.

ولد سنة إحدي و أربعين و ثمانمائة بمكة.

و أخذ عن: عبد الرحيم الأسيوطي، و الشرف المناوي، و التقي بن فهد، و العبادي، و الجوجري، و المحيوي، و السخاوي، و المحبّ بن الشحنة، و البرهان بن ظهيرة.

و تكسّب بالشهادة و تولّع بالنظم، و حلّق فأخذ عنه الطلبة.

و صنّف كتبا، منها: مدارك الأصول في شرح «منهاج الوصول» للبيضاوي، النور الطالع من أفق الطوالع، إدراكات «الورقات» في الأصول، تفسير القرآن الكريم، و مختصر «المنهاج» في الفقه للنووي و شرحه.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنه فرغ من كتابه مدارك الأصول سنة (916 ه) «3».

______________________________

(1): الضوء اللامع 6/ 45 برقم 127، شذرات الذهب 8/ 71، إيضاح المكنون 3/ 383 و

4/ 453، 685، هدية العارفين 5/ 741، الأعلام 5/ 27، معجم المفسرين 1/ 389، معجم المؤلفين 7/ 252.

(2) و في «الضوء اللامع»: نور الدين.

(3) و وهم مؤلف «شذرات الذهب» فجعل وفاته في سنة (915 ه) بل هو أجاز في السنة المذكورة لبرهان الدين العمادي الحلبي. انظر الكواكب السائرة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 191

3208 الجزائري «1»

(..- حدود 910 ه) علي بن هلال، شيخ الإمامية، الفقيه المجتهد، المتكلّم، زين الدين أبو الحسن الجزائري مولدا، العراقي أصلا و محتدا.

ولد في جزائر خوزستان ببلاد إيران.

و ارتحل إلي العراق، و أدرك فقيه عصره أحمد بن محمد بن فهد الحلي (المتوفّي 841 ه)، و قرأ عليه، و أخذ عنه.

و أخذ أيضا عن تلميذي ابن فهد: جمال الدين الحسن بن الحسين بن مطر الأسدي الجزائري، و الحسن بن يوسف ابن العشرة الكسرواني (المتوفّي 862 ه) «2».

و مهر في علوم كثيرة.

و قد سكن كرك نوح.

و درّس، و صنّف، و طال عمره، و بعد صيته، و قصده الطلبة، و صار فقيه الإمامية في عصره.

______________________________

(1): غوالي اللآلي 9 (الطريق السادس)، أمل الآمل 2/ 210 برقم 633، بحار الأنوار 105/ 28 (الإجازة 31)، رياض العلماء 4/ 280، روضات الجنات 4/ 356 برقم 413، ريحانة الأدب 1/ 407، طبقات أعلام الشيعة 4/ 169.

(2) مضت تراجم أساتذة المترجم في الجزء التاسع.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 192

تفقه به جماعة و رووا عنه، منهم: محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي، و إبراهيم بن الحسن الدرّاق، و عز الدين بن جعفر بن شمس الدين الآملي، و بهاء الدين الأسترآبادي و له منه إجازة كتبها له المترجم سنة (889 ه) علي نسخة من «قواعد الأحكام» للعلّامة الحلّي «1».

و لازمه دهرا طويلا المحقق

علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه) و قرأ عليه في الفقه و الأصول و المنطق، و تخرّج به، و قد أثني عليه ثناء بليغا، من جملته أنّه قال: شيخ الإسلام، فقيه أهل البيت في زمانه «2».

و صنّف كتبا في المنطق و الكلام و الأصول، منها: كتاب الدر الفريد في التوحيد.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنه أجاز لتلميذه الكركي في شهر رمضان سنة تسع و تسعمائة.

و لم يستبعد غير واحد اتحاد المترجم مع علي «3» بن هلال بن عيسي بن محمد ابن فضل الذي صنّف في سنة (874 ه) كتاب الأنوار الجالية لظلام الغلس من تلبيس مؤلف «المقتبس» «4» و وصفه بعضهم علي نسخة من الكتاب المذكور بشيخ شيوخ الإسلام.

______________________________

(1) عدّ السيد الخوانساري في «روضات الجنات» معزّ الدين سلطان ملك محمد بن سلطان حسين الأصفهاني من تلامذة المترجم، و هو سهو، فإنّ الأصفهاني المذكور من تلامذة علي بن هلال الكركي ثم الأصفهاني (المتوفّي 984 ه).

(2) بحار الأنوار: 105/ 61 (ضمن الإجازة 38).

(3) رياض العلماء: 4/ 280.

(4) لأحد علماء السنّة، ألّفه ردا علي كتاب «قبس الأنوار في نصرة العترة الأطهار» للسيد حمزة بن علي ابن زهرة الحسيني (المتوفّي 585 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 193

3209 علي بن المتوكّل علي اللّه «1»

(927- 978 ه) علي بن المتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) بن شمس الدين بن أحمد الحسني، اليمني، العالم الزيدي المجتهد.

ولد في كوكبان سنة سبع و عشرين و تسعمائة.

و أخذ عن والده، و عن السيد عبد اللّه بن القاسم العلوي و جمع كتابا مما أملاه عليه أستاذه من الفوائد و الشواهد النحوية.

و فاق في فنون كثيرة، و اشتهر بالعلم.

و شارك والده في أمور الحكم.

أخذ عنه ابنه إبراهيم.

و صنّف كتبا، منها: تخريج

أحاديث «أصول الأحكام» لإمام الزيدية المتوكل علي اللّه أحمد «2» بن سليمان بن محمد، تخريج أحاديث «شفاء الأوام في أحاديث الأحكام» للأمير الحسين «3» بن محمد الحسني، الشموس و الأقمار في تخريج أحاديث «البحر الزخار» للمهدي أحمد «4» بن يحيي الحسني، كتاب في النحو،

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 458 برقم 222، مؤلفات الزيدية 2/ 92، أعلام المؤلفين الزيدية 1/ 470 برقم 799.

(2) المتوفّي (566 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء السادس تحت رقم 2066.

(3) المتوفّي (662 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2443.

(4) المتوفّي (840 ه)، و قد مضت ترجمته في الجزء التاسع تحت رقم 2895.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 194

و الزهر الباسم.

و صنّف بالاشتراك مع جماعة كتاب سفينة الآل لطلابها الموضحة لقوله «أنا مدينة العلم و عليّ بابها».

توفّي مسموما في حصن حب من مخلاف بعدان- سنة ثمان و سبعين و تسعمائة.

3210 الفناري «1»

(..- 903 ه) علي بن يوسف بالي بن محمد الفناري، علاء الدين الرومي، الحنفي.

نشأ بمدينة بروسة، و تعلّم بها ثم رحل إلي هراة و سمرقند، و بخاري، و قرأ علي علمائها، و درّس هناك.

و غلب عليه حبّ الوطن فعاد إلي بروسة، و درّس بها، و ولي قضاءها، ثم ولّاه السلطان محمد خان قضاء العسكر في ولاية الروم إيلي، فمكث فيه عشر سنين، و عزله، ثم أعاده السلطان بايزيدخان، و عزله بعد ثمان سنين، فعكف علي المطالعة و إقراء الطلبة.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 111، الكواكب السائرة 1/ 278، كشف الظنون 2/ 1767، شذرات الذهب 8/ 18، الفوائد البهية 139، البدر الطالع 1/ 504، هدية العارفين 1/ 739، الأعلام 5/ 34، معجم المؤلفين 7/ 264.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 195

و كان ماهرا

في العلوم الرياضية و الكلام و الفقه و الأصول و البلاغة.

أخذ عنه عبد العزيز بن يوسف الحسيني المعروف بعابد جلبي، و ابنه محمد الفناري.

و كتب شرحا علي «الكافية» في النحو، و شرحا علي «قسم التجنيس» من علم الحساب.

و توفّي- سنة ثلاث و تسعمائة.

3211 شرف الدين الأسترآبادي «1»

(..- حيا قبل 940 ه) علي الحسيني، السيد شرف الدين الأسترآبادي ثم النجفي.

كان فقيها، محدثا، من أجلّ علماء الإمامية.

سكن النجف الأشرف.

و تلمّذ علي فقيه عصره نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه)، و مهر في حياته، و شرح رسالته «الجعفرية» في فقه الصلاة و سمّاها الفوائد الغروية.

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 131 برقم 367 و 176 برقم 531، رياض العلماء 4/ 66، هدية العارفين 1/ 745، 747، أعيان الشيعة 8/ 227، طبقات أعلام الشيعة 4/ 145، الذريعة 16/ 45 برقم 188 و 352 ذيل رقم 6638، معجم رجال الحديث 11/ 188 برقم 7802، معجم المؤلفين 7/ 33.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 196

و صنّف كتاب الآيات الظاهرة «1» في فضل العترة الطاهرة «2».

و يقال إنّه ترجم كتاب «نفحات اللاهوت» لأستاذه المذكور إلي الفارسية.

قال في «هدية العارفين»: مات في- حدود سنة خمس و ستين و تسعمائة، و ذكره ثانية، و قال: مات في حدود- سنة سبعين و تسعمائة. و لا ندري مستنده في كلا القولين.

3212 ابن الشمّاع «3»

(حدود 880 ه- 936 ه) عمر بن أحمد بن علي بن محمود، زين الدين أبو حفص الحلبي المعروف بابن الشّماع.

كان فقيها شافعيا، أخباريا، صوفيا، محدّثا.

ولد في حدود سنة ثمانين و ثمانمائة.

و رحل إلي مكة و بيت المقدس و دمشق و حمص و صفد و بلبيس و القاهرة و غيرها من البلاد لطلب العلم و الحديث، فدرس علي: محيي الدين ابن الأبّار، و جلال الدين النصيبي، و الجلال السيوطي، و زكريا الأنصاري القاضي، و البرهان

______________________________

(1) و في بعض المصادر: الباهرة.

(2) انتخب منه علم بن سيف بن منصور الحلي النجفي كتابا سمّاه «جامع الفوائد و دافع المعاند» و فرغ منه بالمشهد الشريف

الغروي في سنة (937 ه). الذريعة: 5/ 66 برقم 261.

(3): الكواكب السائرة 2/ 224، كشف الظنون 1/ 252، 488، 992، 2/ 1089، 1130، 1748 و غيرها كثير، شذرات الذهب 8/ 218، هدية العارفين 1/ 795، إيضاح المكنون 1/ 19، 242، 450، 2/ 174، 605، و..، إعلام النبلاء 5/ 443، الأعلام 5/ 41، معجم المؤلفين 7/ 274.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 197

ابن أبي شريف.

و صحب الصوفيّين: محمد بن عراق و علوان الحموي، و تلقّن الذكر و لبس خرقة التصوّف عن الأوّل.

و نظم و نثر و صنّف كتبا كثيرة، و انتهت إليه رئاسة الحديث النبوي و معرفة طرقه.

من تصانيفه: مغني الراغب في روض الطالب في الفقه، بلغة المقتنع في آداب التمتّع، المنتخب المرضي من مسند الشافعي، الدرّ المنضّد من مسند أحمد، لقط المرجان من مسند أبي حنيفة النعمان، إتحاف العابد الناسك بالمنتقي من موطّأ مالك، الجواهر و الدرر في السيرة، نزهة العين في رجال الصحيحين، مورد الظمآن في شعب الإيمان، العذب الزلال في مناقب الآل، و القبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي.

توفّي بحلب- سنة ست و ثلاثين و تسعمائة.

3213 فتح اللّه الكاشاني «1»

(..- 988 ه) فتح اللّه بن شكر اللّه الكاشاني، المفسّر الإمامي.

______________________________

(1): رياض العلماء 4/ 318، روضات الجنات 5/ 345، هدية العارفين 1/ 815، إيضاح المكنون 2/ 592، الفوائد الرضوية 345، أعيان الشيعة 8/ 393، ريحانة الأدب 5/ 20، طبقات أعلام الشيعة 4/ 177، الذريعة 7/ 233 برقم 1130 و 23/ 193 برقم 8605، معجم المفسرين 1/ 417، معجم المؤلفين 8/ 51.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 198

قال الأفندي التبريزي: إنّه كان عالما جليلا فقيها متكلّما مفسّرا.

أخذ عن المفسّر المشهور أبي الحسن علي بن الحسن الزواري تلميذ المحقق علي الكركي (المتوفّي

940 ه) و تبحّر في التفسير.

و صنّف فيه و في غيره عدة كتب، منها: منهج الصادقين في تفسير القرآن المبين و إلزام المخالفين بالفارسية (مطبوع)، خلاصة المنهج (مطبوع) اختصر به «منهج الصادقين»، زبدة التفاسير بالعربية (مخطوط)، تنبيه الغافلين و تذكرة العارفين «1» (مطبوع) في شرح «نهج البلاغة»، ترجمة القرآن بالفارسية، و ترجمة «الاحتجاج» للطبرسي سمّاه كشف الاحتجاج (مخطوط).

روي عنه مرتضي بن محمود الكاشاني والد المحقق الفيض «2».

توفّي- سنة ثمان و ثمانين و تسعمائة.

و قد أرّخ بعضهم تاريخ وفاته بالفارسية بعبارة ملاذ الفقها- 988.

أقول: نسب السيد محسن العاملي للمترجم كتاب مادة التأريخ، و كتاب ملاذ الفقهاء، و هو ذهول منه رحمه اللّه، فإنّه ظنّ أنّ قولهم: - (مادة تأريخه ملاذ الفقها) هما كتابان للمؤلف.

______________________________

(1) جعله في «أعيان الشيعة» غير كتاب شرح «نهج البلاغة»، و الصواب ما أثبتناه.

(2) بحار الأنوار: 106/ 169.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 199

3214 فضل اللّه الأسترآبادي «1»

(..- حيا 945 ه) فضل اللّه بن محمد كيا الحسيني، الأسترآبادي، النجفي.

كان فقيها، متكلما، من علماء الإمامية.

أدرك الفقيه علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه)، و سأله عمّا إذا كان النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم متعبدا قبل البعثة بشريعة من قبله من الأنبياء، قال في «رياض العلماء»: فلعله من تلامذته.

و لهذا السيد مؤلفات، منها: رسالة في حل المغالطات، رسالة في حل شبهة علي كلمة التوحيد، رسالة تقليد الميت ردّ فيها علي رسالة الشهيد الثاني (المتوفّي 966 ه) في عدم جواز تقليد الميت، و رسالة جمع فيها اثني عشر حديثا من طرق أهل السنّة في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام: ألّفها بالنجف سنة (945 ه).

أقول: يظهر أنّ صاحب الترجمة هو غير المير فضل اللّه «2» تلميذ المقدس

أحمد الأردبيلي (المتوفّي 993 ه)، و قد صرح الأردبيلي المذكور حين حضرته الوفاة بالرجوع إليه في العقليات حين سئل عمن تؤخذ منه المسائل بعد وفاته.

______________________________

(1): رياض العلماء 4/ 363، أعيان الشيعة 8/ 401، الذريعة 7/ 69 برقم 368، و 76 برقم 407، طبقات أعلام الشيعة 4/ 181.

(2) رياض العلماء: 4/ 362، و استظهر فيه اتحادهما، لكنه قال: و قد يتأمل فيه لبعد بقائه [أي صاحب الترجمة] إلي ذلك الزمان، و ذهب صاحب «أعيان الشيعة» إلي اتحادهما، فجمع بين الترجمتين.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 200

و كان المير فضل اللّه فقيها، متكلما، له تآليف، منها: تعليقات علي إلهيات الشرح الجديد للتجريد، و تعليقات علي آيات الأحكام لشيخه الأردبيلي، و غير ذلك من التعليقات، و لم نظفر بوفاته، و لا بوفاة المترجم له.

3215 الجمالي «1»

(920- 991 ه) فضيل بن علي «2» بن أحمد بن محمد الجمالي، الأقصرائي المصري، الرومي الأصل.

كان فقيها حنفيا، فرضيا، نحويا، أصوليا.

ولد سنة عشرين و تسعمائة.

و ولي قضاء بغداد ثم شحلب.

و صنّف كتبا، منها: الضمانات في فقه الحنفية، عون الرائض في علم الفرائض، عون الفارض علي عون الرائض، تنويع الوصول إلي علم الأصول، توسيع الأصول في شرح تنويع الوصول، و الوظائف الوافية من كتب الأعاريب الكافية.

توفّي بالقسطنطينية سنة- إحدي و تسعين و تسعمائة «3».

______________________________

(1): كشف الظنون 1/ 503، شذرات الذهب 8/ 223، هدية العارفين 1/ 822، الأعلام 5/ 153، معجم المؤلفين 8/ 77.

(2) المتوفّي (932 ه)، و قد تقدمت ترجمته.

(3) و في «شذرات الذهب»: أنّه توفي سنة (937 ه) تقريبا، و هو وهم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 201

3216 فيض اللّه البغدادي «1» (..-..)

فيض اللّه البرمكي، البغدادي، الحائري، القاضي الشيعي، المتخلص في شعره بالحاجبي.

ولد في بغداد، و تعلم بها.

و قدم كربلاء لإكمال دراسته، فأخذ الفقه و الأصول عن علمائها.

ثم أولع بالعلوم العقلية، و سافر إلي كاشان، فتلمّذ علي المتكلّم شمس الدين محمد بن أحمد الخفري لمدة سنتين.

و انتقل إلي شيراز و حضر دروس عبد الصمد الشيرازي.

ثم استقر في تبريز، و درّس بها في المدرسة المظفرية، و التف حوله الطلبة، ثم ولي قضاء العسكر للشاه طهماسب الصفوي «2».

و كان أديبا، شاعرا، ينظم بالعربية و الفارسية.

له ديوان شعر، و كتاب الصيدية في بيان أنواع الصيد و آدابه.

قال في «طبقات أعلام الشيعة»: و لعل المترجم متحد مع فيض اللّه بن جعفر البغدادي مؤلف كتاب «تنزيه الأنبياء».

______________________________

(1): كشف الحجب و الأستار 143 برقم 713، طبقات أعلام الشيعة 4/ 182، الذريعة 3- 9/ 854 برقم 5705، مستدركات أعيان الشيعة 3/ 164.

(2) ولي الحكم سنة (930 ه)،

و استمر إلي حين وفاته في سنة (984 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 202

3217 الداعي لدين اللّه «1»

(886- 942 ه) مجد الدين بن الحسن «2» بن عز الدين بن الحسن بن علي بن المؤيد الحسني، الفللي اليمني، الملقب بالداعي لدين اللّه، أحد أئمّة الزيدية المجتهدين.

ولد سنة ست و ثمانين و ثمانمائة.

و أخذ عن علماء عصره.

و دعا إلي نفسه بعد وفاة والده سنة (929 ه) بفللة (من أعمال صعدة، شمالي صنعاء) فأجاب دعوته أهل صعدة و صنعاء و سائر علماء اليمن ما عدا أشياع الوشلي و المتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني.

و نشبت بينه و بين المتوكل علي اللّه معارك كثيرة انتهت بهزيمة صاحب الترجمة، فانقطع للعبادة في (الحرجة) و سلّم إليه أهلها الواجبات، و استمر إلي أن توفي فيها- سنة اثنتين و أربعين و تسعمائة.

و قد ترك من المؤلفات: شرح «جوهرة الأصول و تذكرة الفحول» في أصول الفقه لأحمد الرصاص، و شرحا علي «الموشح».

______________________________

(1): الأعلام 5/ 279، أعلام المؤلفين الزيدية 2/ 511 برقم 865.

(2) الملقب بالناصر للدين، و قد تقدّمت ترجمته في هذا الجزء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 203

3218 محسن الرضوي «1»

(..- 931 ه) محسن بن محمد بن علي بن حسين بن فادشاه «2» الرضوي الحسيني، السيد كمال الدين القمي ثم المشهدي، العالم الإمامي، النقيب.

انتقل أبوه السيد رضي الدين محمد «3» من قمّ إلي مشهد الإمام الرضا عليه السّلام.

و اشتغل المترجم هناك، و تميّز، و صار من أعيان أهل المشهد و أشرافهم.

و لما قدم عليهم ابن أبي جمهور الأحسائي، نزل في بيت السيد المترجم، و قرأ عليه هو و جماعة في الكلام و الفقه، و تأكّدت الصحبة بينهما، و لأجله صنّف ابن أبي جمهور بعض كتبه.

ثم سمع من ابن أبي جمهور كتابه «غوالي اللآلي ء العزيزية في الأحاديث الدينية»، فكتب له إجازة في سنة

(897 ه) أثني فيها عليه كثيرا، و قال في حقّه:

العالم بمعالم فقه آل طه و ياسين، و القائم بمراضي ربّ العالمين، مكمّل علوم المتقدمين و المتأخرين، و إنسان عين الفضلاء و الحكماء المحققين.

______________________________

(1): بحار الأنوار 105/ 3 (الإجازة 27)، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 2/ 157- 158، أعيان الشيعة 9/ 52، طبقات أعلام الشيعة 4/ 114، تراجم الرجال للحسيني 1/ 463.

(2) و في «طبقات أعلام الشيعة»: 4/ 114: محسن بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن حسين بن فادشاه.

(3) وصفه ابن أبي جمهور في إجازته لولده السيد محسن (صاحب الترجمة) بالسيد العالم العامل الحافظ المجوّد صدر الزهاد، و زين العبّاد.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 204

و كان المترجم من الأسخياء.

أخذ عنه ولده السيد محمد مهدي تلميذ المحقق الكركي.

توفّي- سنة إحدي و ثلاثين و تسعمائة، و تاريخ وفاته (ادخلوها بسلام آمنين).

3219 النكساري «1»

(..- 901 ه) محمد بن إبراهيم بن حسن، محيي الدين النكساري «2» الرومي، الحنفي.

درس علي حسام الدين التوقاتي، و يوسف بن محمد الفناري، و محمد بن أرمغان المدعو بيكان، و درس العلوم الرياضية علي فتح اللّه الشرواني.

ثم صار مدرّسا ببلدة قسطموني، و درّس التفسير بجامع آيا صوفيا.

و كان عالما بالعلوم الرياضية و الشرعية و العقلية، حافظا للقرآن، عارفا بتفسيره.

صنّف تفسير سورة الدخان، و أهداه للسلطان بايزيد خان، و استحسنه العلماء في عصره.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 165، الكواكب السائرة 1/ 23، كشف الظنون 1/ 211، 450، 2/ 1146، 1168، 2022، الفوائد البهية 155، شذرات الذهب 8/ 9، إيضاح المكنون 1/ 142، معجم المؤلفين 8/ 196.

(2) و في «الكواكب السائرة»: التكساري.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 205

كما كتب حواشي علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، و علي «شرح الوقاية» في الفقه لصدر

الشريعة، و شرحا علي «عمدة العقائد» للنفسي، و آخر علي «الإيضاح» في المعاني و البيان للقزويني.

و توفّي بمدينة القسطنطينية سنة- إحدي و تسعمائة.

3220 التتائي «1»

(..- 942 ه) محمد بن إبراهيم بن خليل، قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد اللّه التتائي «2» المصري، المالكي.

أخذ عن: النور السنهوري، و أحمد بن يونس القسنطيني، و برهان الدين اللقاني، و سبط المارديني.

و كان فقيها، ذا يد طولي في الفرائض.

أخذ عنه: الفيشي، و عبد الرحيم العبّاسي.

و شرح «المختصر» لخليل بشرحين: الأوّل كبير سمّاه: فتح الجليل، و الآخر:

______________________________

(1): نيل الابتهاج 588 برقم 720، الكواكب السائرة 2/ 20، كشف الظنون 2/ 1628، شذرات الذهب 8/ 224، إيضاح المكنون 1/ 201، هدية العارفين 2/ 236، شجرة النور الزكية 1/ 272 برقم 1008، الأعلام 5/ 302، معجم المؤلفين 8/ 194.

(2) نسبة إلي تتا: من قري المنوفية بمصر. و في «الكواكب السائرة»: الشنائي و في نسخة الشناوي، قال في «الأعلام»: كلاهما تصحيف التتائي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 206

جواهر الدرر.

و له أيضا تنوير المقالة في شرح «الرسالة» لابن أبي زيد، و خطط السداد و الرشد بشرح نظم «مقدمة» ابن رشد، و حاشية علي «شرح جمع الجوامع» للمحلي، و غير ذلك من الشروح و التصانيف في الفرائض و غيرها.

توفّي- سنة اثنتين و أربعين و تسعمائة.

3221 أبو الجود الخليلي «1»

(845- 902 ه) محمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم الأنصاري، شمس الدين أبو الجود الخليلي، الشافعي.

ولد في مدينة الخليل بفلسطين سنة خمس و أربعين و ثمانمائة.

و درس علي والده.

ثم أخذ عن جماعة من علماء مصر، منهم: شرف الدين المناوي، و الكمال ابن إمام الكاملية، و التقي الشّمنّي.

و تميز، و أجيز بالإفتاء و التدريس، و سكن القدس فأعاد بالصلاحية و أفتي بها علي مذهب الشافعية.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 1/ 26، شذرات الذهب 8/ 14، إيضاح المكنون 2/ 515، الأعلام 5/ 301، معجم المؤلفين 8/ 206.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10،

ص: 207

و صنّف: شرح «الجرومية»، شرح «الجزرية»، معونة الطالبين في معرفة اصطلاح المعربين، شرح «مقدمة الهداية في الرواية» لابن الجزري، و شرح قطعة من «شرح تنقيح اللباب» لولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي.

و كانت وفاته- سنة اثنتين و تسعمائة.

3222 ابن جماعة «1»

(833- بعد 901 ه «2») محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن الكناني، نجم الدين أبو البقاء المقدسي، الشافعي، المعروف كسلفه بابن جماعة.

ولد سنة ثلاث و ثلاثين و ثمانمائة- ببيت المقدس.

و سمع علي جدّه، و تفقه به قليلا.

و أخذ ببلده و بالقاهرة عن: تقي الدين ابن قاضي شهبة، و تقي الدين القلقشندي، و شمس الدين البرموني، و المحلي، و ابن حجر العسقلاني، و عز الدين الحنبلي، و غيرهم كثير.

______________________________

(1): الضوء اللامع 6/ 255، الكواكب السائرة 1/ 25، شذرات الذهب 8/ 9، إيضاح المكنون 2/ 627، الأعلام 5/ 301، معجم المؤلفين 9/ 101.

(2) و التبس الأمر علي مؤلف «إيضاح المكنون» فذكر وفاته في سنة (733 ه)، و هذه هي سنة وفاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد اللّه بن جماعة، و قد مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2789.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 208

ثم درّس بالصلاحية، و أضيف إليه بعد وفاة والده سنة (872 ه) قضاء القضاة و خطابة المسجد الأقصي، ثم صرف عن القضاء و التدريس، فأقبل علي التدريس و الإفتاء بمنزله، و أعيد إلي تدريس الصلاحية سنة (878 ه)، ثم ترك ذلك و انقطع عن الناس، و توفي- بعد سنة إحدي و تسعمائة.

و قد ترك من المصنفات: النجم اللامع في شرح «جمع الجوامع» للسبكي، تعليق علي «الروضة» في الفقه و لم يكمل، تعليق علي «المنهاج» في الفقه، و

الدر النظيم في أخبار موسي الكليم.

3223 ابن الحنبلي «1»

(908- 1- 97 ه) محمد بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحمن، رضي الدين أبو عبد اللّه القادري التاذفي الحلبي المعروف بابن الحنبلي، صاحب كتاب «در الحبب».

كان مؤرّخا شهيرا، فقيها حنفيا، مشاركا في الهيئة و الحساب و الأدب و غير ذلك.

ولد سنة ثمان و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 42، ريحانة الألبّا 1/ 69 برقم 22، شذرات الذهب 8/ 365، هدية العارفين 2/ 248، إعلام النبلاء 6/ 62 برقم 901، الأعلام 5/ 302، الفتح المبين 3/ 79، معجم المؤلفين 8/ 223.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 209

و قرأ كتب الحديث و الفقه و العربية علي جماعة منهم: محمد الخناجري، و إبراهيم العمادي، و أحمد الهندي الدلّوي، و موسي الرسولي، و شمس الدين محمد ابن شعبان الديروطي، و عبد الرحمن بن فخر النساء.

و أخذ التصوف و الذكر عن عبد اللطيف الجامي، و قرأ القرآن علي أحمد بن الحسين الباكزي.

و درّس، و أفتي.

و تتلمّذ عليه جماعة مثل: محمود البيلوني، و شمس الدين بن المنقار، و شهاب الدين أحمد بن الملا.

و صنّف نيفا و خمسين كتابا، منها: در الحبب في تاريخ أعيان حلب (مطبوع)، تعليقة علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، قفو الأثر في صفو علوم الأثر (مطبوع)، أنوار الحلك في «شرح المنار» لابن ملك (مطبوع) في الأصول، كحل العيون النجل في حلّ مسألة الكحل، حاشية علي «وقاية الرواية في مسائل الهداية» في الفقه الحنفي، حاشية علي «شرح اللباب» في الفقه الشافعي، ظلّ العريش في منع حلّ البنج و الحشيش، ذبالة السراج علي «رسالة السراج» في الفرائض، مغني الحبيب عن «مغني اللبيب»، حدائق الأزهار و مصابيح أنوار الأنوار، و ديوان شعر، و غير ذلك.

و كانت وفاة

ابن الحنبلي في- جمادي الأولي سنة إحدي و سبعين و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 210

3224 خطيب زاده «1»

(..- 901 ه) محمد بن إبراهيم، محيي الدين الرومي، الفقيه الحنفي، الأصولي، الشهير بخطيب زاده (ابن الخطيب).

أخذ عن والده تاج الدين العلوم الشرعية، و عن علي الطوسي، و خضر بك.

و درّس بمدرسة أزنيق (بقسطموني) ثم بالقسطنطينية و عزله السلطان محمد خان و أعاده ثم جعله معلّما لنفسه.

تلمّذ عليه جماعة، منهم: محيي الدين الفناري، و أحمد بن سليمان بن كمال باشا، و عبد الواسع بن خضر.

و قد جمعه السلطان بايزيد خان مع علاء الدين العربي و غيره من العلماء فتناظروا و انتهي الكلام إلي ما لا يحبّ السلطان فتغيّر عليه.

و للمترجم مؤلفات، منها: حواش علي أوائل «شرح الوقاية» لصدر الشريعة، و تعليقة علي مقدمات «التوضيح» في أصول الفقه، و حواش علي «حاشية شرح تجريد العقائد» للجرجاني، و علي «حاشية الكشاف» للجرجاني أيضا، و رسالة في فضل الجهاد، و أخري في بحث الرؤية، و ثالثة في اكفار من أسند الجبر

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 90، الكواكب السائرة 1/ 24، كشف الظنون 1/ 498، 848، 859، شذرات الذهب 8/ 9، الفوائد البهية 204، هدية العارفين 2/ 218، الأعلام 5/ 301، الفتح المبين 3/ 61، معجم المؤلفين 8/ 199.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 211

إلي الأنبياء «1».

توفّي- سنة إحدي و تسعمائة.

3225 الأشخر «2»

(945- 991 ه) محمد بن أبي بكر الأشخر، جمال الدين اليمني، الشافعي.

ولد سنة خمس و أربعين و تسعمائة في بيت الشيخ (قرية بقرب الضحي باليمن).

و أخذ عن أبيه، و تخرّج به.

و قرأ علي جماعة من العلماء، منهم: وجيه الدين عبد الرحمن بن عبد الكريم ابن زياد الزبيدي، و إبراهيم مطير، و ابن حجر الهيتمي بمكة.

و كان فقيها، عارفا بأصول الفقه و النحو و الأنساب.

درّس، و أفتي، و نظم كثيرا من المسائل

العلمية و القواعد الفقهية.

أخذ عنه: أخوه أحمد الأشخر، و محمد بن إسماعيل بأفضل، و جمال الدين بن

______________________________

(1) و قد وهم مؤلف «الفتح المبين في طبقات الأصوليين» فأورد في ترجمة خطيب زاده جملة من أحوال عبد الواسع بن خضر مثل توليه القضاء بعسكر روم إيلي و بالقسطنطينية. انظر ترجمة عبد الواسع في الشقائق النعمانية: 234.

(2): النور السافر 349، شذرات الذهب 8/ 425، البدر الطالع 2/ 146 برقم 424، هدية العارفين 2/ 257، إيضاح المكنون 2/ 363، الأعلام 6/ 59، معجم المؤلفين 9/ 106.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 212

محمد الطيب المكدش.

و صنّف كتبا، منها: منظومة «الإرشاد» في الفقه، منظومة في أصول الفقه و شرحها، مختصر «المحرر» في تعليق الطلاق للسمهودي، الفتاوي، شرح «بهجة المحافل و بغية الأماثل» ليحيي العامري (مطبوع)، منظومة في رجال الحديث، ألفية في النحو، و كشف العين عمّن بوادي سرده من ذرية السبطين، و غير ذلك.

و له نظم كثير.

توفّي بقريته- سنة إحدي و تسعين و تسعمائة.

3226 اليسّيتني «1»

(897- 959 ه) محمد بن أحمد بن عبد الرحمن اليسّيتني «2»، الفاسي.

كان فقيها مالكيا، مفتيا، جامعا بين المعقول و المنقول.

ولد سنة سبع و تسعين و ثمانمائة.

و قرأ علي: ابن غازي، و يحيي السوسي، و أبي عمران الزواوي، و ابن هارون، و سقين العاصمي، و عبد الواحد الونشريسي، و غيرهم.

______________________________

(1): نيل الابتهاج 594 برقم 728، شجرة النور الزكية 283 برقم 1070، الأعلام 6/ 6، معجم المؤلفين 8/ 274.

(2) نسبة إلي يسّيتن: إحدي قبائل البربر بالمغرب.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 213

ثم رحل إلي قسنطينية و تونس و مكة و مصر، و درس علي علماء تلك البلاد، مثل: محمد بن موسي المفتي، و ماغوش، و ابن علي، و شمس الدين و

أخيه ناصر الدين اللقانيين، و عبد الرحمن العجمي، و أبي عثمان سعيد المنوي، و آخرين.

و رجع إلي بلده فاس، و درّس بها إلي أن مات- سنة تسع و خمسين و تسعمائة.

أخذ عنه: القاضي أبو الحسن السكتاني، و أبو العباس المنجور، و قال: لازمته نحو إحدي عشرة سنة، فأخذت عنه الفقه و الأصلين و النحو و البيان و الحديث و التفسير.

له تآليف، منها: شرح «المختصر» لخليل لم يتم، كتاب في حقوق السلطان علي الرعية و حقوقهم عليه، و جزء في تصحيح قبلة فاس، و غير ذلك.

3227 الغيطي «1»

(قبل 910- 981 ه) محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر، نجم الدين أبو المواهب الغيطي الإسكندري ثم القاهري المصري، الشافعي.

ولد قبل سنة عشر و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 51، كشف الظنون 1/ 336، 2/ 1067، شذرات الذهب 8/ 406، إيضاح المكنون 1/ 29، 69، 2/ 251، 602، و..، معجم المطبوعات العربية 1/ 1422، الأعلام 6/ 6، معجم المؤلفين 8/ 293.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 214

و أخذ الفقه و الحديث و التفسير و غيرها عن عدة من العلماء، منهم: زكريا الأنصاري، و عبد الحق السنباطي، و أجازه بالإفتاء و التدريس، و كمال الدين ابن حمزة الشامي، و كمال الدين الطويل، و أبو الحسن البكري، و أمين الدين ابن النجار، و بدر الدين المشهدي.

قال الشعراوي: أفتي و درّس في حياة مشايخه، و انتهت إليه الرئاسة في علم الحديث و التفسير و التصوف، و تولي مشيخة الصلاحية، و مشيخة الخانقاه السرياقوسية.

و للمترجم كتب، منها: القول القويم في إقطاع تميم، قصة المعراج الصغري (مطبوع)، الأجوبة المفيدة علي الأسئلة العديدة، رسالة في الإسلام و الإيمان، أسباب النجاح في آداب النكاح، و تلخيص «شهاب

الأخبار» لمحمد بن سلامة القضاعي.

توفّي- سنة إحدي و ثمانين و تسعمائة، و قيل غير ذلك.

3228 ابن علي بأفضل «1»

(840- 903 ه) محمد بن أحمد بن علي بن عبد اللّه بن محمد السعدي، جمال الدين أبو عبد اللّه الحضرمي التريمي ثم العدني، الشهير بابن علي بأفضل.

______________________________

(1): الضوء اللامع 7/ 14 برقم 25، شذرات الذهب 8/ 19، إيضاح المكنون 2/ 92 و..، هدية العارفين 2/ 222، الأعلام 5/ 335، معجم المؤلفين 8/ 283.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 215

ولد سنة أربعين و ثمانمائة بتريم (من قري حضرموت).

و رحل إلي عدن فاستوطنها، و حفظ القرآن و «الحاوي»، و درس الفقه علي قاضييها: محمد بن مسعود باشكيل، و محمد بن أحمد باحميش، كما درس العربية علي غيرهما.

و برع في المذهب الشافعي، و تصدّر للتدريس و الفتوي، فانتفع به الطلبة، و كان هو و صاحبه عفيف الدين بامخرمة عمدة الفتوي بعدن.

له شرح «الألفية» للبرماوي، العدة و السلاح لمتولي عقود النكاح، نور الأبصار في مختصر «الأنوار»، شرح تراجم «البخاري»، و اختصار «المنثور» في أصول الفقه المعروف بقواعد الزركشي، و غير ذلك.

توفي- سنة ثلاث و تسعمائة.

و من نظمه:

إنّ العيادة يوما بين يومين و اجلس قليلا كلحظ العين بالعين

لا تبرمنّ مريضا في مساءلة يكفيك من ذاك تسآل بحرفين

3229 الفاكهي «1»

(923- 992 ه) محمد بن أحمد بن علي، أبو السعادات الفاكهي، المكّي، الفقيه الحنبلي،

______________________________

(1): شذرات الذهب 8/ 427، هدية العارفين 2/ 257، الأعلام 6/ 7، معجم المؤلفين 8/ 298.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 216

اللغوي.

ولد سنة ثلاث و عشرين و تسعمائة.

و حفظ كتبا في الفقه و النحو و الأصول، و قرأ كتب المذاهب الأخري، و أخذ عن: أبي الحسن البكري، و ابن حجر الهيتمي، و محمد الحطّاب.

و دخل الهند، فأقام بها مدّة، ثم رجع إلي وطنه مكّة، فحجّ، و عاد إلي الهند فمات بها في-

جمادي الآخرة سنة اثنتين و تسعين و تسعمائة.

و قد صنّف من الكتب: نور الأبصار في شرح «مختصر الأنوار» في فقه الشافعية، و رسالة في اللغة.

3230 ابن غازي «1»

(841- 919 ه) محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي العثماني، أبو عبد اللّه المكناسي الفاسي.

كان فقيها مالكيا، مؤرّخا، حاسبا، مشاركا في أنواع من العلوم.

ولد بمكناسة الزيتون سنة إحدي و أربعين و ثمانمائة.

______________________________

(1): نيل الابتهاج 581 برقم 709، هدية العارفين 2/ 226، إيضاح المكنون 1/ 17، 18، 188، 2/ 379، شجرة النور الزكية 276 برقم 1029، الأعلام 5/ 336، معجم المؤلفين 9/ 16.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 217

و درس بها و بفأس علي: القوري، و أبي زيد الكاواني، و أبي عبد اللّه السراج، و الورياجلي، و أبي العباس الحبّاك، و ابن مرزوق الكفيف، و النيجي، و غيرهم.

و ولي الخطابة بمكناسة ثم بفأس ثم بجامع القرويين مع الإمامة، و قيل: و لم يكن في عصره أخطب منه.

و درّس التفسير و الحديث و الفقه و العربية و غيرها، فأخذ عنه: ابن العباس الصغير، و أحمد الدقون، و علي بن هارون، و القدومي، و عبد الواحد الونشريسي، و عبد الرحمن بن أحمد القصيري، و اليسّيتني.

و صنّف كتبا، منها: شفاء الغليل في حل مقفل «مختصر» خليل، كليات فقهية علي مذهب المالكية (مطبوع)، غنية الطلّاب في شرح منية الحساب (مطبوع)، الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون، إتحاف ذوي الاستحقاق في شرح «الألفية» لابن مالك، تكميل التقييد و تحليل التعقيد علي «المدوّنة»، حاشية علي «البخاري»، نظم مشكلات «الرسالة»، و فهرست شيوخه، و غير ذلك.

و خرج في آخر عمره للمرابطة بقصر كتامة، فمرض و رجع لفاس، فاستمرّ به، إلي أن توفّي في- جمادي

الأولي سنة تسع عشرة و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 218

3231 النّهروالي «1»

(917- 990 ه) محمد بن أحمد بن محمد بن قاضي خان محمود النهروالي «2» الأصل ثم المكي، قطب الدين الحنفي.

ولد سنة سبع عشرة و تسعمائة.

و أخذ عن: والده، و ناصر الدين اللقاني، و أحمد بن يونس بن الشلبي، و عبد الحق بن محمد السنباطي، و غيرهم.

ولي الإفتاء بمكة.

و درّس الفقه و التفسير و العربية، و غيرها.

و كان مؤرّخا، شاعرا.

صنّف كتبا، منها: مناسك الحج، الجامع في الحديث، طبقات الحنفية (احترق في جملة كتبه)، الإعلام بأعلام بلد اللّه الحرام (مطبوع)، البرق اليماني في الفتح العثماني (مطبوع)، الفوائد السنية في الرحلة المدنية و الرومية، التذكرة،

______________________________

(1): النور السافر 342، الكواكب السائرة 3/ 44، كشف الظنون 1/ 126، 239، 2/ 1098، و..، شذرات الذهب 8/ 420، البدر الطالع 2/ 57 برقم 379، هدية العارفين 2/ 255، إيضاح المكنون 1/ 321، 2/ 78، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 324، الأعلام 6/ 6، معجم المؤلفين 9/ 17.

(2) و في عدة مصادر: النهرواني. و النهروالي: نسبة إلي قرية من الهند. هامش الأعلام: 6/ 7.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 219

و منتخب التواريخ.

توفّي بمكة- سنة تسعين و تسعمائة، و قيل غير ذلك.

و من شعره: زائيته المشهورة:

أقبل كالغصن حين يهتز في حلل دون لطفها الخز

مهفهف الخصر ذو محيّا بعارض الخدّ قد تطرّز

3232 محمد مرغم «1»

(836- 931 ه) محمد بن أحمد بن محمد مرغم الصنعاني اليمني، الزيدي.

ولد سنة ست و ثلاثين و ثمانمائة.

و أخذ عن مشايخ صنعاء، و غيرها.

و لازم الناصر للدين الحسن «2» بن عز الدين الحسني.

و برع و لا سيما في الفقه، و صار أحد العلماء المرجوع إليهم في زمانه.

و أقرأ في الفقه و الأصول و العربية و التفسير و غيرها، فأخذ عنه: عبد الهادي ابن محمد

السودي (المتوفّي 932 ه)، و ابن عقبة.

______________________________

(1): البدر الطالع 2/ 121 برقم 409، مؤلفات الزيدية 2/ 129.

(2) المتوفّي (929 ه) و قد مضت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 220

و أقام بالأبناء (قرب صنعاء) و توفي بها- سنة إحدي و ثلاثين و تسعمائة.

و قد صنّف شرحا علي الأربعين حديث السليقية، و نظم الشعر.

ذكر أنّ السلطان عامر بن عبد الوهاب لما صلّي بجامع صنعاء أوّل جمعة، أراد المؤذن أن يسقط من الأذان (حيّ علي خير العمل) فمنعه صاحب الترجمة، فأذّن المؤذن حتي بلغ (حيّ علي خير العمل) فالتفت إليه جميع من في المسجد من جند السلطان و هم ألوف مؤلّفه، و عدّ ذلك من تصلّبه في مذهبه.

3233 ابن فرفور «1»

(894- 937 ه) محمد بن أحمد بن محمود بن عبد اللّه، القاضي ولي الدين أبو اللطف و أبو زرعة الدمشقي المعروف كأبيه بابن فرفور.

ولد سنة أربع و تسعين و ثمانمائة.

و حفظ القرآن و بعض الكتب في الفقه و النحو.

ثم درس الفقه و الحديث ببلده و دمشق و مصر علي جماعة من العلماء، منهم:

والده شهاب الدين أحمد «2»، و تقي الدين ابن قاضي عجلون، و القاضي زكريا

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 22، شذرات الذهب 8/ 224، إعلام النبلاء 5/ 450 برقم 764.

(2) المتوفّي (911 ه) و قد تقدمت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 221

الأنصاري، و البرهان ابن أبي شريف، و برهان الدين الناجي، و أبو الفتح المزي، و عبد الرحيم الأوجاقي، و جمال الدين ابن عبد الهادي.

و ولي قضاء قضاة الشافعية بدمشق (سنة 912 ه)، و عزل ثم أعيد إليه مضافا إليه من غزّة إلي حمص.

و جرت له حوادث مع جان بردي الغزالي، و دخل علي كافل حلب للشكاية فولّاه قضاءها، ثم

عزل، فسافر إلي دمشق فولي قضاءها من جديد.

ثم سجن في قلعة دمشق في شهر شوال (سنة 936 ه)، فلبث فيه إلي أن مات في- جمادي الآخرة سنة سبع و ثلاثين و تسعمائة، قيل: مات مسموما.

3234 شمس الدين الدّيروطي «1»

(قبل 871- 921 ه) محمد بن أحمد الدّيروطي «2» ثم الدمياطي المصري، الشافعي، الملقب شمس الدين.

كان فقيها، زاهدا، من كبار الوعّاظ.

______________________________

(1): الطبقات الكبري للشعراني 2/ 182، الكواكب السائرة 1/ 84، إيضاح المكنون 2/ 218 (و فيه نسبة الكتاب إلي محمد شعبان)، الأعلام 3/ 176، 336، معجم المؤلفين 4/ 307.

(2) و في «الكواكب السائرة»: الضيروطي.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 222

رابط في ثغر دمياط، و وعظ بالجامع الأزهر أيام السلطان قانصوه «1» الغوري، و كان جريئا علي السلطان المذكور، عنيفا في وعظه، متعفّفا عن عطائه.

صنّف كتاب القاموس في الفقه.

و شرح: «المنهاج» للنووي، و قطعة من «الإرشاد» لابن المقري، و الستين مسألة لأحمد الزاهد.

و له قصيدة في التوسل بأسماء اللّه الحسني، تعرف ب «المنظومة الدمياطية» مخطوطة.

توفّي- سنة إحدي و عشرين و تسعمائة، عن نيف و خمسين سنة، و دفن بدمياط.

أقول: وهم صاحب «هدية العارفين» «2» فجمع بين ترجمة هذا، و بين ترجمة عالم شافعي آخر يعرف بشمس الدين الديروطي أيضا، هو: محمد بن شعبان بن أبي بكر بن خلف الشهير بابن عروس الذي أخذ عن ابن شقير المغربي، و نور الدين المحلي، و غيرها، و درّس بمقام الشافعي بمصر و بالخشابية، و أخذ عنه ابن الحنبلي، و العالم الإمامي الشهيد الثاني، و توفّي- سنة (949 ه) «3».

______________________________

(1) قانصوه بن عبد اللّه الغوري، الملقب بالملك الأشرف (850- 922 ه): جركسي الأصل مستعرب، خدم السلاطين، و ولي حجابة الحجاب بحلب، ثم بويع بالسلطنة بالقاهرة سنة

(905 ه)، و قصده السلطان سليم العثماني بعسكر جرار، فقاتله قانصوه في (مرج دابق) علي مقربة من حلب، و انهزم عسكر قانصوه فأغمي عليه و هو علي فرسه، فمات قهرا. الأعلام:

5/ 187.

(2) ج 2/ 237.

(3) له ترجمة في: الكواكب السائرة: 2/ 35، شذرات الذهب: 8/ 278.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 223

3235 الخطيب الشربيني «1»

(..- 977 ه) محمد بن أحمد الشربيني المصري، الملقب بشمس الدين، و المعروف بالخطيب الشربيني.

كان فقيها شافعيا، مفسّرا، نحويا، كثير النسك و العبادة.

أخذ عن: شهاب الدين أحمد بن حمزة الرملي، و نور الدين الطهوراني، و شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن خليل الكردي، و ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي، و نور الدين المحلي، و بدر الدين محمد بن أحمد المشهدي.

و أجازوه بالإفتاء و التدريس، فدرّس و أفتي في حياة أشياخه، و انتفع به الطلبة.

و صنّف كتبا، منها: السراج المنير في الإعانة علي معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير (مطبوع) في تفسير القرآن، مغني المحتاج إلي معرفة معاني ألفاظ «المنهاج» للنووي (مطبوع)، الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع (مطبوع) في الفروع، شرح «التنبيه» في الفقه لأبي إسحاق الشيرازي، مناسك الحج (مطبوع)، فتح الخالق المالك في حل ألفاظ كتاب ألفية ابن مالك، شرح شواهد القطر

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 79، كشف الظنون 1/ 492، 2/ 1139، شذرات الذهب 8/ 384، هدية العارفين 2/ 250، إيضاح المكنون 2/ 161، 587، 685، الأعلام 6/ 6، معجم المؤلفين 8/ 269، معجم المفسرين 2/ 485.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 224

(مطبوع)، نور السجية في حل ألفاظ الأجرومية، شرح «منهاج الدين» في شعب الإيمان للجرجاني، و الفتح الرباني في حل ألفاظ تصريف عز الدين الزنجاني.

و له فتاوي جمعها نور الدين

علي الطنتدائي «1».

توفّي- سنة سبع و سبعين و تسعمائة.

3236 جوي زاده «2»

(..- 954 ه) محمد بن إلياس، محيي الدين الرومي الشهير بجوي زاده.

قرأ علي سعدي جلبي ابن التاجي، و بالي الأسود، و غيرهما من علماء عصره، ثم درّس بأدرنة و بروسة و القسطنطينيّة.

و ولي قضاء مصر، فقضاء العسكر في ولاية أناطولي، ثم عيّن مفتيا بالقسطنطينية، ثم عزل لإنكاره علي محيي الدين ابن العربي الأمر الذي أثار حفيظة السلطان و غالب الأروام حيث كانوا يعتقدونه، و أعيد إلي القضاء في عسكر الروم إيلي، فمات بها.

قال طاشكبري زاده: كانت له يد طولي في الفقه و الحديث و التفسير

______________________________

(1) الكواكب السائرة: 3/ 195.

(2): الشقائق النعمانية 265- 266، الكواكب السائرة 2/ 28- 29، شذرات الذهب 8/ 303، الفوائد البهية 212، إيضاح المكنون 2/ 439، هدية العارفين 2/ 242، الأعلام 6/ 40، معجم المؤلفين 9/ 66.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 225

و الأصولين، مشاركا في سائر العلوم.

و قد صنّف كتبا، منها: فتاوي جوي زاده، ميزان المدّعيين في إقامة البيّنتين، الإيثار لحلّ المختار، حسن القاري في التجويد، رسالة في تحرير دعوي الملك.

و له تعليقات علي بعض الكتب لم تشتهر.

توفّي- سنة أربع و خمسين و تسعمائة.

3237 بهاء الدين زاده «1»

(..- 952 ه) محمد بن بهاء الدين بن لطف اللّه، محيي الدين الرحماوي البيرامي الرومي الشهير ببهاء الدين زاده، الحنفي، الصوفي.

قرأ علي: والده، و خطيب زاده، و مصلح الدين القسطلاني، و ابن المعرّف.

ثم أخذ التصوّف عن محيي الدين الاسكليبي.

و جلس للإرشاد في بلده بالي كسري و القسطنطينية، و أخذ عنه التصوّف كثير من المريدين.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 259- 260، الكواكب السائرة 2/ 29- 30، كشف الظنون 2/ 1034، 1287، شذرات الذهب 8/ 293، هدية العارفين 2/ 238، الأعلام 6/ 60، معجم المفسرين 2/ 505، معجم المؤلفين 9/ 120- 121.

موسوعة

طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 226

و لمّا مرض علاء الدين علي الجمالي المفتي اختار المترجم لينوب عنه في كتابة الفتوي.

قال طاشكبري زاده: كان عالما بالعلوم الشرعية الأصلية و الفرعية، و عالما بالتفسير و الحديث، ماهرا في العلوم العربية و العقلية.

له من المؤلفات: شرح «الفقه الأكبر» لأبي حنيفة، و شرح الأسماء الحسني، و تفسير القرآن، و رسائل كثيرة في التصوّف.

توفّي- سنة اثنتين و خمسين و تسعمائة ببلدة قيصرية بعد رجوعه من الحجّ.

3238 الجزائري «1»

(..- حيا قبل 940 ه) محمد بن الحارث المنصوري، الجزائري «2»، العالم الإمامي.

تلمّذ علي المحقق علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه).

و أخذ عنه السيد حسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي.

وصفه السيد حسين بن حيدر بن قمر الكركي بالفقيه المتكلم.

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 254 برقم 752، رياض العلماء 5/ 52، روضات الجنات 2/ 325 (ضمن ترجمة السيد الحسين بن الحسن الكركي برقم 215)، طبقات أعلام الشيعة 5/ 213، معجم رجال الحديث 15/ 183 برقم 10422.

(2) نسبة إلي جزائر خوزستان ببلاد إيران. أعيان الشيعة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 227

و قال الحر العاملي: كان فاضلا عالما شاعرا صدوقا محققا.

و للمترجم مؤلفات، منها: رسالة في مسائل الاجتهاد «1»، رسالة في تفسير قوله تعالي: لو كان فيهما آلهة إلّا اللّه، و رسالة في بعض الدلائل علي شرف المسائل أي الكلام.

و له نظم.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3239 شمس الدين اللّقاني «2»

(857- 935 ه) محمد بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن، شمس الدين أبو عبد اللّه اللقاني.

ثم القاهري، أحد كبار المالكية.

كان فقيها، حافظا للمذهب، انتهت إليه و إلي أخيه ناصر الدين الآتي رئاسة المذهب المالكي، قيل: و هو أكثر فقها و أخوه أكثر تحقيقا في العلوم العقلية.

ولد في لقانة (من قري مصر) سنة سبع و خمسين و ثمانمائة.

و حفظ القرآن و «الرسالة» و «الشاطبية».

______________________________

(1) قرظها الشيخ تاج الدين بن هلال الجزائري. انظر تراجم الرجال للحسيني: 1/ 117 برقم 190.

(2): الضوء اللامع 7/ 227 برقم 565، نيل الابتهاج 586 برقم 718، شجرة النور الزكية 271 برقم 1005.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 228

ارتحل إلي القاهرة، و درس علي أحمد بن أحمد الفاسي المعروف بزرّوق، و أبي المواهب التونسي، و النور السنهوري، و البرهان اللقاني، و

التقي الحصني، و الجوجري، و البدر المارداني، و الكمال ابن أبي شريف.

و أخذ معارف الصوفية و سلوكهم عن شيخه زروق و جماعة في مصر و المغرب.

ثم درّس و أفتي، و تزاحم عليه الناس، و انفرد بإقراء «المختصر» لخليل الجندي، و كتب عليه حواشي.

أخذ عنه: كريم الدين البرموني، و عبد الرحمن الأجهوري، و يحيي بن عمر القرافي، و محمد بن أحمد التازختي.

و توفّي- في ربيع الثاني سنة خمس و ثلاثين و تسعمائة.

3240 ناصر الدين اللّقاني «1»

(873- 958 ه) محمد بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن، ناصر الدين أبو عبد اللّه اللّقاني، أحد كبار علماء المالكية و مدرّسيهم.

ولد سنة ثلاث و سبعين و ثمانمائة، و شارك أخاه في غالب شيوخه، و أخذ.

المعقولات عن علي العجمي، و غيره.

و انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي بعد موت أخيه شمس الدين المتقدم،

______________________________

(1): نيل الابتهاج 590 برقم 625، شجرة النور الزكية 271 برقم 1006.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 229

و استفتي من سائر الأقاليم في العلوم العقلية و النقلية.

و درّس في الأزهر، فأخذ عنه العلماء من مختلف المذاهب، منهم: عبد الرحمن ابن علي الأجهوري المالكي، و محمد البنوفري، و محمد بن أحمد النهروالي الحنفي، و يحيي القرافي، و علي الديلمي، و خروب التونسي، و محمد بن عبد الرحمن العلقمي الشافعي، و العباس بن المحبّ، و أحمد بن عمر التنبكتي، و علي بن المرحل، و الشهيد الثاني زين الدين العاملي الإمامي، و أثني عليه، و قال: لم أر بالديار المصرية أفضل منه في العلوم العقلية و العربية.

و تجرّد في آخر عمره و فرّق أمواله، و توفّي في- شعبان سنة ثمان و خمسين و تسعمائة.

له حواش علي «التوضيح» و «شرح جمع الجوامع» للمحلّي، و «شرح العقائد» للسعد

التفتازاني، و له شرح خطبة «المختصر».

3241 الأسترآبادي «1»

(..- حيا 920 ه) محمد بن الحسن، شمس الدين الأسترآبادي، العالم الإمامي.

درس الفقه و التفسير و العلوم العقلية علي علماء عصره.

______________________________

(1): بحار الأنوار 105/ 108 (الإجازة 46)، لؤلؤة البحرين 165 (ضمن ترجمة إبراهيم القطيفي)، روضات الجنات 1/ 27 (ضمن ترجمة إبراهيم القطيفي)، الذريعة 1/ 134 برقم 628، طبقات أعلام الشيعة 4/ 205.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 230

و ورد النجف الأشرف، و لقي بها الفقيه الكبير إبراهيم بن سليمان القطيفي، و قرأ عليه «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» للمحقق الحلي و حواشيه، و أكثر «النافع في مختصر الشرائع» للمحقق أيضا، و الرسالة «الألفية»، في فقه الصلاة للشهيد الأوّل و حواشيها، و رسالة «النجفية» لأستاذه القطيفي.

ثم أجاز له في شهر المحرم سنة (920 ه) العمل بما نقله و قرأه من المؤلفات المذكورة، و أن ينقله إلي غيره، و أجاز له أيضا رواية كتب جميع الفتاوي للشيعة مثل كتب الشيخ المفيد (المتوفّي 413 ه) و السيد المرتضي (المتوفّي 436 ه) و المحقق الحلّي (المتوفّي 676 ه) و العلّامة الحلّي (المتوفّي 726 ه)، و الشهيد الأوّل (المتوفّي 786 ه) و غيرهم.

قال القطيفي في حقّ تلميذه المترجم: محقق العلوم العقلية و الآداب، عارف المحكمات و المتشابهات من الكتاب. ذاكرته في كتاب الشرائع مذاكرة شهدت له بالفضل و الاطلاع، و المعرفة و الاتساع، و كانت الإفادة منه أكثر من الاستفادة، بل ليس إلّا ما أفاده.

3242 ملك محمّد الأصفهاني «1»

(..- حيا 984 ه) ملك محمد بن سلطان حسين الأصفهاني، الملقب عز الدين، الفقيه

______________________________

(1): بحار الأنوار 106/ 80 (الإجازة 64)، طبقات أعلام الشيعة 4/ 253، الذريعة 1/ 223 برقم 1168 و 5/ 88 برقم 357 و 11/ 65 برقم 405 و..، كشف الحجب و

الأستار 23 برقم 96.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 231

الإمامي، المحقق.

ولد في أصفهان.

و أخذ عن جماعة من العلماء في الفقه و غيره، و أكبّ علي التحصيل حتي صارت له معرفة بمختلف الفنون.

ثم حضر دروس الفقيه الكبير علي بن هلال الكركي ثم الأصفهاني مدة من الزمان، و قرأ عليه و سمع بقراءة غيره جملة من الكتب الفقهية و الأصولية، مثل «من لا يحضره الفقيه» للشيخ الصّدوق «1»، و «قواعد الأحكام» للعلّامة الحلي «2»، و غير ذلك، ثم أجاز له في شهر صفر سنة (984 ه) إجازة عامة، وصفه فيها:

بالفاضل الوحيد الكامل الفريد النادر في الفنون العلمية من فقهية و حكمية، و توفي استاذه المذكور بعد نحو شهر من ذلك.

و للمترجم مؤلفات، منها: رسالة الجبر و المقابلة بالفارسية، و رسالة في استخراج سهام الميراث، و هي شرح للفصل الثالث من المقصد الثالث من كتاب الميراث من «إرشاد الأذهان» للعلّامة الحلّي.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1) مضت ترجمته في الجزء الرابع تحت رقم 1616.

(2) مضت ترجمته في الجزء الثامن تحت رقم 2712.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 232

3243 الحرّ المشغري «1» (..-..)

محمد بن الحسين المشغري العاملي، جد والد مؤلف «أمل الآمل» و والد زوجة الشهيد الثاني المتوفاة في حياته، و يعرف بالحرّ لانتهاء نسبه إلي شهيد الطف الحرّ الرّياحي «2».

تلمّذ عند الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي، و قرأ عليه، و له منه إجازة عامة، و كانت له به خصوصية و محبة صادقة.

قال في «أمل الآمل»: كان فاضلا عالما فقيها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كان أفضل أهل عصره في الشرعيات.

قرأ عليه ولده محمد بن محمد (المتوفّي 980 ه).

لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1): أمل الآمل 1/ 154 برقم 155، رياض العلماء 5/ 86، روضات الجنات 3/

359 (ضمن ترجمة الشهيد الثاني)، معجم رجال الحديث 16/ 24 برقم 10594.

(2) هو الحرّ بن يزيد الرياحي اليربوعي التميمي (..- 61 ه): قائد من أشراف تميم، أرسله الحصين ابن نمير التميمي في ألف فارس من القادسية لاعتراض الإمام الحسين عليه السّلام في قصده الكوفة، فالتقي به. و لما أقبلت خيل الكوفة تريد قتل الحسين و أصحابه أبي الحرّ أن يكون فيهم، فانصرف إلي الحسين، فقاتل بين يديه قتالا عجيبا حتي قتل. انظر الأعلام: 2/ 172.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 233

3244 ابن حمزة الحسيني «1»

(850- 933 ه) محمد بن حمزة بن أحمد بن علي بن محمد الحسيني، السيد كمال الدين الدمشقي، الشافعي.

ولد سنة خمسين و ثمانمائة.

و أخذ عن: والده، و خالية: نجم الدين و تقي الدين ابني قاضي عجلون.

و ورد مصر غير مرة لطلب العلم.

ثم صار أحد شيوخ دمشق فقها و أصولا و عربية.

و ولي إفتاء دار العدل، و التدريس بالجامع الأموي و الشاميتين البرانية و الجوانية، و العزيزية و التقوية و الأتابكية.

و استدعاه السلطان الغوري إلي مصر سنة (913 ه)، ثم عزله عن منصب الإفتاء بسبب فتوي أفتاها، فعاد إلي دمشق، و عكفت عليه الطلبة، و عظم شأنه.

و ممن حمل عنه الفقه و غيره: يونس العيثاوي، و يعقوب الواعظ، و جلال الدين البصروي، و شمس الدين الوفائي، و تقي الدين ابن القاري، و شهاب الدين أحمد الطيبي، و غيرهم.

توفّي في- شهر رجب سنة ثلاث و ثلاثين و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 1/ 40، شذرات الذهب 8/ 194.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 234

3245 البازلي «1»

(845- 925 ه) محمد بن داود بن محمد، شمس الدين أبو عبد اللّه البازلي الكردي، الحموي، الشافعي.

ولد سنة خمس و أربعين و ثمانمائة في جزيرة ابن عمر، و نشأ بها.

و انتقل إلي تبريز، فحفظ كثيرا من الكتب في الفقه و النحو، و درس المعقولات علي: ملا ظهير، و ملا محمد القنجفاني، و عثمان الباوي، و المنقولات علي والده نجم الدين الأشلوبي «2».

ثم قدم حلب و القصير، و قطن حماة، و درّس بها و أفتي، و صار شيخها في المعقولات.

و صنّف كتبا، منها: حاشية علي «شرح جمع الجوامع» للمحلّي، غاية المرام في رجال البخاري إلي سيد الأنام (مطبوع)، و تقدمة العاجل لذخيرة الآجل.

و له أجوبة عن أسئلة و

إشكالات كانت ترد إليه.

توفّي بحماة- سنة خمس و عشرين و تسعمائة.

______________________________

(1): الضوء اللامع 7/ 240 برقم 587، الكواكب السائرة 1/ 47، كشف الظنون 1/ 595، شذرات الذهب 8/ 138، هدية العارفين 2/ 228، الأعلام 6/ 120، معجم المؤلفين 9/ 297.

(2) كذا في «الكواكب السائرة».

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 235

3246 ناصر الدين الطبلاوي «1»

(..- 966 ه) محمد بن سالم بن علي، ناصر الدين الطبلاوي المصري، أحد كبار الشافعية.

أخذ عن: القاضي زكريا بن محمد الأنصاري، و الفخر بن عثمان الديلمي، و السيوطي، و البرهان القلقشندي.

و ولي تدريس الخشّابية (و هي مشروطة لأعلم علماء الشافعية) «2»، ثم انفرد بتدريس العلوم الشرعية في كبره.

و كان فقيها، مقرئا، مشاركا في أنواع من العلوم.

أخذ عنه ابن حجر الهيتمي، و غيره.

و قرأ عليه الفقيه الإمامي الشهيد الثاني القرآن الكريم، و رسالة في القراءة من تأليفاته «3».

و صنّف: شرحين علي «البهجة» في الفقه لعمر بن مظفر ابن الوردي، بداية القاري في ختم «البخاري»، شرح «الحاوي الصغير» للقزويني، و رسالة مرشدة

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 33، كشف الظنون 1/ 627، شذرات الذهب 8/ 348، إيضاح المكنون 1/ 168، هدية العارفين 2/ 247، الأعلام 6/ 134، معجم المؤلفين 10/ 17.

(2) انظر الكواكب السائرة: 2/ 111 (ترجمة أحمد بن عبد الحق السنباطي).

(3) أعيان الشيعة: 7/ 149 (ترجمة الشهيد الثاني زين الدين بن علي).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 236

المشتغلين في أحكام النون الساكنة و التنوين.

توفّي في- جمادي الآخرة سنة ست و ستين و تسعمائة، و قيل إنّه عمر نحو المائة.

3247 الغروي «1»

(..-..)

محمد بن صالح الغروي، الحلي، العالم الإمامي، الملقب بشمس الدين.

ارتحل إلي مشهد الإمام الرضا عليه السّلام، و إلي أستراباد.

و تلمّذ علي الفقيه المحدّث محمد «2» بن علي بن أبي جمهور الأحسائي، و قرأ عليه كتابه «المسالك الجامعية في شرح الرسالة الألفية» «3» في فقه الصلاة.

ثم قرأ عليه كتاب «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة ابن المطهّر الحلّي (المتوفّي 726 ه) و بحث عن جميع ما اشتمل عليه من المسائل و الدلائل و الفروع، و أجابه أستاذه المذكور عن كل ما

سأله، قائلا في إجازته له (سنة 898 ه): فأخذه عني أخذ فاهم، و علمه علم ماهر.

و درس المترجم أيضا علي السيد شمس الدين محمد بن حليت الحسيني.

______________________________

(1) بحار الأنوار 105/ 18 (الإجازة 29)، الذريعة 20/ 379 برقم 3521، طبقات أعلام الشيعة 4/ 228.

(2) كان حيا سنة (901 ه) و ستأتي ترجمته.

(3) و الرسالة الألفية هي من تصنيف الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي (المتوفّي 786 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 237

و مهر في الفقه، و باشر تدريسه.

قرأ عليه ربيع بن جمعة العبادي الجزائري كتاب «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» و أجاز له روايته.

لم نظفر بتاريخ وفاته، و قد ترجمه الطهراني في القرن العاشر.

3248 مصلح الدين اللّاري «1»

(..- 979 ه) محمد بن صلاح بن جلال بن كمال الملتوي الأنصاري السعدي العبادي، الشهير بمصلح الدين اللّاري.

كان فقيها شافعيا، مشاركا في العلوم العقلية و النقلية.

ولد في اللّار (مملكة بين الهند و الشيراز) «2»، و درس عند المير غياث بن صدر الدين محمد الشيرازي، و المير كمال الدين حسين تلميذ الدواني.

و ارتحل إلي بلاد الهند و اتصل بالأمير همايون.

و توجّه إلي بلاد الروم و اجتمع بعلماء القسطنطينية و تباحث معهم.

______________________________

(1): العقد المنظوم 419، الكواكب السائرة 3/ 60، كشف الظنون 1/ 60، 69، 191 و غيرها، شذرات الذهب 8/ 350، هدية العارفين 2/ 251، معجم المطبوعات العربية 2/ 1584، الأعلام 6/ 169، معجم المؤلفين 10/ 93.

(2) العقد المنظوم.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 238

و أقام في حلب مدة و استفتي بها.

ثم انتقل إلي آمد فسكنها، و عظّمه أميرها إسكندر باشا و عيّنه معلما لنفسه و أبنائه، و فوّض إليه تدريس المدرسة التي بناها خسرو باشا.

و توفّي في- ذي الحجّة سنة تسع و سبعين و

تسعمائة.

و قد شرح كتبا كثيرة مثل: «الأربعين» للنووي و «الإرشاد» في الفقه، و مواضع من «الهداية»، و «السراجية»، و «تهذيب المنطق» و «التذكرة» في الهيئة.

كما حشّي علي كتب أخري ك «أنوار التنزيل» للبيضاوي في التفسير و «المطوّل» و «شرح الهداية الحكمية» و «شرح الكافية» و «شرح الطوالع».

و جمع تأريخا باللغة الفارسية من بدء العالم إلي زمانه.

3249 الكفرسوسي «1»

(..- 932 ه) محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عمر، أبو عبد اللّه شمس الدين الكفرسوسي «2» الدمشقي، الفقيه الشافعي، المفتي.

درس علي: نجم الدين و تقي الدين ابني قاضي عجلون، و زكريا الأنصاري،

______________________________

(1): الضوء اللامع 7/ 287 برقم 740، الكواكب السائرة 1/ 54- 55، كشف الظنون 2/ 1875، شذرات الذهب 8/ 188، هدية العارفين 2/ 232، الأعلام 6/ 195، معجم المؤلفين 10/ 149- 150.

(2) نسبة إلي كفرسوسيّة: من قري دمشق. معجم البلدان: 4/ 469.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 239

و الشمس السخاوي، و غيرهم.

و سلك طريقة الوعظ مع الإفتاء و التدريس، و اشتهر عند أهل القري بحيث انّهم لا يستفتون غيره، و حصل علي دنيا واسعة.

أخذ عنه شهاب الدين أحمد بن أحمد الطيبي، و غيره.

و ألّف: إغاثة اللهاج في شرح فرائض «المنهاج» للنووي، التحفة المرضية في المسائل الشامية و هي أربعون جوابا عن مسائل فقهية، و تحفة الثقات بأسانيد ما لعمر الشّماع من المسموعات.

توفّي في- ربيع الأوّل سنة اثنتين و ثلاثين و تسعمائة.

3250 العلقمي «1»

(897- 969 ه) محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر، شمس الدين أبو عبد اللّه العلقمي ثم القاهري، الشافعي.

ولد سنة سبع و تسعين و ثمانمائة.

و أخذ عن جماعة، منهم: بدر الدين محمد بن محمد الغزّي، و شهاب الدين

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 41، كشف الظنون 1/ 445، 560، ريحانة الألبّا 2/ 77 برقم 97 و 98، شذرات الذهب 8/ 338، هدية العارفين 2/ 244، الأعلام 6/ 195، معجم المؤلفين 10/ 144.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 240

أحمد الرملي، و ناصر الدين محمد بن الحسن اللّقاني.

و كان فقيها، عارفا بالحديث.

درّس بالجامع الأزهر، و أفتي.

تفقّه به أخوه إبراهيم.

و صنّف كتبا، منها: قبس النيرين

علي «تفسير الجلالين»، ملتقي البحرين في الجمع بين كلام الشيخين، الكوكب المنير «1» بشرح «الجامع الصغير» في الحديث للسيوطي، و التحف الظراف في تلخيص «الأطراف» في الحديث.

توفّي- سنة تسع و ستين و تسعمائة.

3251 السّخاوي «2»

(831- 902 ه) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، شمس الدين أبو الخير السخاوي المصري، مصنّف «الضوء اللامع»، الحافظ الكبير و المؤرخ الشهير المعروف بالسخاوي.

______________________________

(1) فرغ منه سنة (968 ه)، و هو في ثلاثة مجلدات، طبع منه الجزء الأوّل. الأعلام.

(2) الضوء اللامع 8/ 2 برقم 1، نظم العقيان في أعيان الأعيان 152 برقم 156، كشف الظنون 1/ 12 و..، شذرات الذهب 8/ 15، البدر الطالع 2/ 184 برقم 457، إيضاح المكنون 1/ 27 و..، هدية العارفين 2/ 219، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 178، معجم المطبوعات العربية 1/ 1012، الأعلام 6/ 194، معجم المؤلفين 10/ 150، معجم المفسرين 2/ 548.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 241

ولد سنة إحدي و ثلاثين و ثمانمائة.

و تفقّه و أخذ القراءات عن النور البلبيسي و رضوان العقبي، و درس العربية و التفسير و التصوف، و جال في البلاد المصرية و مكة و حلب و بيت المقدس و أخذ عن جمّ غفير من المحدّثين و الفقهاء، منهم: البرهان ابن خضر، و الشهاب الحناوي، و الجمال ابن هشام الحنبلي، و الشمس الونائي، و ابن الهمام، و التقي الشّمنّي، و السعد ابن الديري، و أبو الفتح المراغي، و التقي ابن فهد، و صالح البلقيني، و الشرف المناوي.

و لازم ابن حجر، و حبّب إليه علم الحديث، فقرأ عليه كتبه و كتبا غيرها في الحديث و الرجال حتي صار أكثر أهل عصره سماعا و اعتناء بالتأريخ مع مشاركة في الفقه

و الأصول و التفسير و الفرائض و العربية مع أنّ السيوطي نفي معرفته بغير الحديث.

حدّث و درّس، و ذيّل علي كتب التراجم و التواريخ و شرح كتب الأحاديث، و جاور بمكة عدّة مرات آخرها سنة (898 ه) ثم اعتزل بعد رجوعه للقاهرة و امتنع من الإملاء و الإفتاء حتي توفّي- و هو في المدينة- في- شعبان سنة اثنتين و تسعمائة.

و للمترجم كتب كثيرة، منها: شرح ألفية الحديث (مطبوع) للعراقي، الابتهاج بأذكار المسافر الحاج، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (مطبوع)، الأصل الأصيل في تحريم النظر في التوراة و الإنجيل، القول المفيد في شرح العمدة لابن دقيق العيد، الكنز المدّخر في فتاوي ابن حجر، الجواهر المجموعة في الأدب، التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة (مطبوع)، الإعلان و التوبيخ لمن ذمّ التأريخ (مطبوع)، انتقاد مدّعي الاجتهاد، القول المعهود فيما علي أهل الذمّة من العهود، التأريخ المحيط، طبقات المالكية، الكوكب المضي ء في تراجم بعض

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 242

معاصريه، التبر المسبوك (مخطوط) ذيل علي «السلوك في معرفة دول الملوك» للمقريزي، شرح «التقريب» للنووي، و غير ذلك.

3252 المغيلي «1»

(..- 909 ه) محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي «2»، أبو عبد اللّه التلمساني.

كان فقيها، مفسرا، مناظرا، مشاركا في الحديث و غيره.

أخذ عن: عبد الرحمن الثعالبي، و يحيي بن بدير، و غيرهما.

و ارتحل إلي أهر و السودان و بلاد التكرور، و درّس و أفتي.

و كان مقداما علي الأمور، جريئا، اشتهر بمناوأته لليهود و هدمه كنائسهم في مدينة توات القريبة من تلمسان.

أخذ عنه جماعة، منهم: العاقب الأنصمني، و محمد بن عبد الجبار الفيجي.

و صنّف كتبا في عدة فنون، منها: البدر المنير في علوم التفسير، مغني النبيل في شرح مختصر خليل، أحكام أهل الذمة،

مصباح الأرواح في أصول الفلاح، التعريف فيما يجب علي الملوك، قال الزركلي: لعله رسالته المسماة تاج الدين فيما

______________________________

(1): نيل الابتهاج 576، كشف الظنون 1/ 845، هدية العارفين 2/ 224، إيضاح المكنون 1/ 127، شجرة النور الزكية 274 برقم 1017، الأعلام 6/ 216، معجم المؤلفين 10/ 191.

(2) نسبة إلي مغيلة، و هي قبيلة من البربر. اللباب: 3/ 242.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 243

يجب علي الملوك و السلاطين (مطبوع)، مفتاح النظر في علم الحديث، تنبيه الغافلين عن مكر الملبسين بدعوي مقامات العارفين، و منظومة في المنطق سمّاها منح الوهاب.

و له نظم، منه قصيدة عارض بها البردة.

توفّي في توات عائدا من بلاد التكرور- سنة تسع و تسعمائة.

3253 عبد الكريم زاده «1»

(حدود 915- 975 ه) محمد بن عبد الوهاب بن عبد الكريم، محيي الدين الرومي الشهير بعبد الكريم زاده، الحنفي.

نشأ طالبا للعلم، و درس عند إسرافيل زاده، و جوي زاده، و المفتي أبي السعود، و كمال باشا زاده.

و مهر في مذهبه و فاق أقرانه.

ثم درّس بكليبولي و أدرنة و القسطنطينية.

و تقلّد قضاء حلب و دمشق و مصر و العسكر.

و كان ينظم الشعر بعدّة لغات.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 63، كشف الظنون 1/ 191، شذرات الذهب 8/ 379، هدية العارفين 2/ 250، الأعلام 6/ 256، معجم المؤلفين 10/ 270.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 244

له مقامات علي منوال «المقامات» للحريري، و حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي في التفسير، و حواش علي «حاشية التجريد» للدواني.

توفّي في- رمضان سنة خمس و سبعين و تسعمائة عن عمر يناهز الستين.

و من شعره:

أ فلا يرثي لحالي أ فلا قمر في السحب عني أ فلا

قلت مرّ العيش و العمر انقضي قال لي مه كلّما مرّ حلا

3254 ابن أبي جمهور «1»

(..- حيا 901 ه) محمد بن علي بن إبراهيم بن حسن بن أبي جمهور، الفقيه الإمامي، المحدّث، العارف، أبو جعفر الأحسائي، المعروف بابن أبي جمهور، مؤلف «غوالي اللآلي».

______________________________

(1): مجالس المؤمنين 1/ 581، أمل الآمل 2/ 253 برقم 749، رياض العلماء 5/ 50، 115، لؤلؤة البحرين 166 برقم 64، روضات الجنات 7/ 26 برقم 594، مستدرك الوسائل (الخاتمة) 1/ 331 برقم 48، هدية العارفين 2/ 207، إيضاح المكنون 1/ 606 و 2/ 151، 270، 328، 625 و غيرها، أنوار البدرين 398 برقم 4، تنقيح المقال 3/ 151 برقم 11074، أعيان الشيعة 9/ 434، طبقات أعلام الشيعة 4/ 213، الذريعة 16/ 71 برقم 354، الأعلام 6/ 288، معجم رجال الحديث 16/

296 برقم 11257، معجم المؤلفين 10/ 299.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 245

قال يوسف البحراني: كان فاضلا، مجتهدا، متكلما.

أخذ عن جماعة من الفقهاء و العلماء، و هم: والده زين الدين علي، و شمس الدين محمد بن كمال الدين موسي الموسوي الحسيني، و حرز الدين الأوالي، و شمس الدين محمد بن أحمد الموسوي الحسيني، و الحسن بن عبد الكريم الفتال، و زين الدين علي بن هلال الجزائري، و وجيه الدين عبد اللّه بن فتح اللّه بن عبد الملك بن الفتحان الكاشاني القمي الواعظ.

و كان قد حجّ في سنة (877 ه)، و عرّج علي بلاد جبل عامل، فدرس عند زين الدين الجزائري المذكور شهرا كاملا، و عاد إلي وطنه، ثم ارتحل إلي العراق، فزار مراقد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، و منه توجّه إلي خراسان لزيارة مشهد الرضا عليه السّلام، و في الطريق صنّف رسالة «زاد المسافرين»، ثم أقام هناك في مدينة مشهد المقدسة، و لم يزل يدأب و يجتهد، و يتباحث مع السيد محسن الرضوي و غيره من العلماء في علمي الكلام و الفقه، حتي مهر في العلوم، و امتلك زمام الجدل، و انتشر صيته، و سمع به أهل هراة، فقصده أحد كبار علمائها من السنّة، للمناظرة في مسألة الإمامة، فاجتمع به المترجم و ناظره في مجالس ثلاثة، حضرها جمع من الطلبة و الأشراف.

و قصد المترجم مكة حاجا، و دخل النجف الأشرف، و صنّف عند مقامه بها بين سنتي (894- 895 ه) كتابه «المنجي»، ثم عاد إلي مدينة مشهد، و ورد أسترآباد في سنة (898 ه).

و هو في جميع تلك الأوقات مشتغل بالتدريس و البحث و التصنيف.

قرأ عليه جماعة الفقه و الأصول و الحديث و غيرها، منهم:

السيد كمال الدين

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 246

محسن بن محمد بن علي الرضوي المشهدي (المتوفّي 931 ه)، و له منه إجازة، و السيد شرف الدين محمود بن علاء الدين الطالقاني، و له منه إجازة، و محمد بن صالح الغروي الحلّي، و له منه ثلاث إجازات.

و صنّف نيفا و عشرين كتابا، منها: غوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية (مطبوع)، في أربعة أجزاء، درر اللآلي العمادية في الأحاديث الفقهية، الأقطاب الفقهية علي مذهب الإمامية (مطبوع)، المسالك الجامعية في شرح الرسالة الألفية الشهيدية، زاد المسافرين في أصول الدين، رسالة كاشفة الحال عن أحوال الاستدلال في أصول الفقه، مسالك الأفهام في علم الكلام، المجلي لمرآة المنجي (مطبوع) و هو شرح ل «مسالك الأفهام»، كشف البراهين في شرح «زاد المسافرين»، أسرار الحج (مطبوع ضمن كتابه المجلي)، مفتاح الفكر لفتح «الباب الحادي عشر» في أصول الدين للعلّامة الحلّي، معين الفكر في شرح «الباب الحادي عشر»، معين المعين، رسالة في مناظرة الملا الهروي، قبس الاقتداء (الاهتداء) في شرائط الإفتاء و الاستفتاء.

لم نظفر بتاريخ وفاته، لكنّه فرغ من تبييض بعض كتبه في سنة إحدي و تسعمائة، فما ذكره بعضهم من أنّه- توفّي في سنة (878 ه) أو بعدها ليس بصحيح، كما أنّنا نستبعد جدا أن يكون المترجم قد مات في- سنة (940 ه) كما قاله بعض كبار العلماء.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 247

3255 ابن القصّيف «1» (843- 909 ه)

محمد بن علي بن أحمد بن هلال «2» بن عثمان، محبّ الدين أبو الفضل الدمشقي المعروف بابن القصّيف.

ولد سنة ثلاث و أربعين و ثمانمائة.

و حفظ القرآن، و سمع الحديث من: أبي الفتح المدني، و التقي ابن فهد، و غيرهما.

و درس العلوم الشرعية، و برع في مذهب الحنفية، و أفتي و

درّس بمدرسة القصّاعية سنين كثيرة.

و ولي قضاء الحنفية بالشام مرات نيابة ثم وليه استقلالا.

و صنّف كتاب دليل المختار إلي مشكلات المختار، في الفقه.

و جاور بمكّة.

و توفّي- في ربيع الأوّل سنة تسع و تسعمائة.

______________________________

(1): الضوء اللامع 8/ 167 برقم 400، الدارس في تاريخ المدارس 1/ 641، الكواكب السائرة 1/ 57، شذرات الذهب 8/ 44، إيضاح المكنون 1/ 545، هدية العارفين 2/ 230، معجم المؤلفين 9/ 27.

(2) كذا في «الضوء اللامع» و في «الكواكب السائرة»: جلال.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 248

3256 السّراجي «1»

(845- 910 ه) محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي الحسني السّراجي الوشلي، الملقب بالمنصور باللّه، أحد مجتهدي أئمّة الزيدية.

ولد سنة خمس و أربعين و ثمانمائة.

و أخذ عن عز الدين بن الحسن الحسيني و لازمه في صعدة و فللة، و غيرهما.

و أخذ أيضا عن: المطهر بن محمد بن سليمان، و السيد إبراهيم بن محمد الوزير، و أحمد بن محمد الخالدي، و غيرهم، و برّز في العلوم.

و دعا إلي نفسه بعد وفاة شيخه عز الدين (سنة 900 ه)، و خطب له في صنعاء و صعدة، و نازعه الحسن بن عز الدين.

و نشبت بينه و بين السلطان عامر بن عبد الوهاب وقائع، أسر في آخرها صاحب الترجمة علي أبواب صنعاء، ثم توفي بعد ثلاثة أشهر من أسره، و ذلك في أواخر- سنة عشر و تسعمائة.

و كان شاعرا، فصيحا، كريما لا يدّخر درهما.

صنّف كتابا في أصول الدين، و آخر في تحقيق مسألة القهقري في الفقه.

و له أبحاث و مسائل و جوابات.

______________________________

(1): النور السافر 50- 51، البدر الطالع 2/ 213 برقم 480، الأعلام 6/ 289، مؤلفات الزيدية 1/ 272 برقم 760، أعلام المؤلفين الزيدية (مخطوط) 2/ 626 برقم

1045.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 249

3257 ابن طولون «1»

(حدود 880- 953 ه) محمد بن علي بن محمد بن علي بن خمارويه بن طولون، شمس الدين أبو عبد اللّه الدمشقي الصالحي الشهير بابن طولون.

كان مؤرخا، فقيها حنفيا، محدّثا نحويا، مشاركا في الطبّ و تعبير الرؤيا، و غير ذلك.

ولد سنة ثمانين و ثمانمائة تقريبا.

و درس علي: عمّه الجمال ابن طولون، و ناصر الدين بن رزيق، و سراج الدين الصيرفي، و ابن المبرد، و أبي الفتح السكندري، و غيرهم من الحجازيين و المصريين.

و درّس بمدرسة أبي عمر بالصالحية، و ولي إمامة السليمية.

أخذ عنه جمع، منهم: شهاب الدين الطيّبي، و نجم الدين البهنسي، و إسماعيل النابلسي، و الزين بن سلطان، و القاضي أكمل بن مفلح، و غيرهم.

و صنّف كتبا و رسائل كثيرة، منها: التمتع بالإقران بين تراجم الشيوخ و الأقران، إفادة الشيوخ بطهارة الجوخ، تحذير العباد من الحلول و الاتّحاد، الدرر الغوالي في الأحاديث العوالي، النفحة الزنبقية في الأسئلة الدمشقية، النفحات

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 52- 54، كشف الظنون 1/ 64، شذرات الذهب 8/ 298، إيضاح المكنون 1/ 63، هدية العارفين 2/ 240- 241، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 307 برقم 2، الأعلام 6/ 291، معجم المفسرين 2/ 589، معجم المؤلفين 11/ 51.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 250

الأزهرية في فتاوي العينيّة، غاية الإثبات لتلقين الأموات، قضاة دمشق (مطبوع)، مفاكهة الخلّان في حوادث الزمان (مطبوع)، الشذور الذهبية في تراجم الأئمّة الاثني عشر عند الإمامية (مطبوع).

توفّي في- جمادي الأولي سنة ثلاث و خمسين و تسعمائة.

3258 البلاغي «1»

(..- 1000 ه) محمد علي بن محمد البلاغي الرّبعي «2»، النجفي ثم الكربلائي، الفقيه الإمامي.

قال حفيده الحسن بن عباس بن محمد علي في وصفه: وجه من وجوه علمائنا المجتهدين، و فضلائنا المتبحرين، ثقة عين، صحيح

الحديث، واضح الطريقة، نقي الكلام، جيد التصانيف، له تلاميذ فضلاء.

تلمّذ علي الفقيه المحقق أحمد بن محمد الأردبيلي (المتوفّي 993 ه).

و صنّف كتبا، منها: شرح «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي، حواش علي «معالم الأصول» في أصول الفقه للحسن بن الشهيد الثاني

______________________________

(1): روضات الجنات 7/ 149 برقم 615، تكملة أمل الآمل 389، الفوائد الرضوية 577، الكني و الألقاب 2/ 93، أعيان الشيعة 10/ 27، ماضي النجف و حاضرها 2/ 79، الذريعة 13/ 98 برقم 310، طبقات أعلام الشيعة 4/ 147، معجم المؤلفين 11/ 45.

(2) نسبة إلي ربيعة القبيلة العربية المشهورة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 251

زين الدين، شرح أصول «الكافي» للكليني، حواش علي «تهذيب الأحكام» للطوسي، حواش علي «من لا يحضره الفقيه» للصدوق.

قال حفيده المذكور: و كان المترجم من تلامذة محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني.

قال في «روضات الجنات» ما مؤداه: و هو اشتباه منه رحمه اللّه، لأنّ الأردبيلي كان من أساتذة الحسن بن الشهيد الثاني، فكيف يتلمذ المترجم علي ولده محمد بن الحسن؟! أقول: لعل العبارة صحّفت، و صوابها أنّ المترجم تلمّذ علي محمد «1»، [صاحب المدارك]، و الحسن «2» بن الشهيد الثاني، و هما و إن بقيا بعد المترجم إلّا أنّهما نبغا مبكّرا، و درّسا في حياة استاذهما الأردبيلي.

توفي البلاغي في كربلاء- سنة ألف، و دفن في الحضرة المقدسة للإمام الحسين الشهيد عليه السّلام.

و من أشهر أعلام أسرة (آل البلاغي): المتكلم الفقيه المفسّر محمد جواد بن حسن بن طالب البلاغي (المتوفّي 1352 ه) مؤلف «آلاء الرحمن في تفسير القرآن» و «الهدي إلي دين المصطفي» و غيرهما من الكتب، و ستوافيك ترجمته في الجزء الرابع عشر بإذن اللّه تعالي.

______________________________

(1) هو السيد محمد بن علي بن

الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي (المتوفّي 1009 ه).

(2) المتوفّي (1011 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 252

3259 محيي الدين جلبي «1»

(..- 954 ه) محمد بن علي بن يوسف بالي، محيي الدين الفناري الشهير بمحيي الدين جلبي، الحنفي.

قرأ علي: والده، و المولي خطيب زاده، و أفضل زاده.

ثم ولي التدريس بالقسطنطينية و بروسة، و قضاء العسكر في ولاية أنا طولي و في ولاية روم إيلي خمس عشرة سنة، و تولي منصب الإفتاء في القسطنطينيّة.

ثم ترك وظيفتي التدريس و الإفتاء، و شرع في إقراء التفسير و التصنيف فيه إلّا أنّه لم يكمله.

أخذ عنه يوسف المشتهر بالمولي سنان (المتوفّي 986 ه).

و كتب حواشي علي «شرح المفتاح» للجرجاني، و رسائل تتعلق ب «شرح الوقاية» لصدر الشريعة، و تعليقات علي «الهداية».

توفّي- سنة أربع و خمسين و تسعمائة.

هذا، و عليك أن تميّز بينه و بين محمد بن علي بن يوسف الفناري الإسلامبولي الشهير بمحمد باشا و المتوفّي سنة تسع و عشرين و تسعمائة، فانّ بينهما كثيرا من المشتركات «2».

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 229، الكواكب السائرة 2/ 52، كشف الظنون 2/ 1549، شذرات الذهب 8/ 305، الفوائد البهية 183، معجم المؤلفين 11/ 73.

(2) راجع للوقوف علي ترجمته، الشقائق النعمانية: 228، الكواكب السائرة: 1/ 58، شذرات الذهب:

8/ 167، الفوائد البهيّة: 183 (بعد المترجم).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 253

3260 الزّحيف «1»

(..- حيا 916 ه) محمد بن علي بن يونس بن علي بن الزحيف، بدر الدين الصعدي اليمني، المشهور بالزحيف، و المعروف قديما بابن فند.

كان من علماء الزيدية، فقيها، مؤرخا.

أخذ في الأصولين عن السيد محمد بن يوسف بن صلاح.

و أجاز له المتوكل المطهر بن محمد الحمزي إجازة عامة، و السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزيري برواية منظومته مآثر الأبرار المعروفة بالبسامة.

و صنّف كتبا، منها: شرح علي «مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار» لصارم الدين الوزيري، اللواحق

الندية «للحدائق الوردية» للمحلي، فرغ منه في سنة (911 ه)، و شرح الصادح و الباغم.

قيل: كان ألمعي الدراية، أصمعي الرواية، له قريحة منقادة، و فطنة وقّادة.

______________________________

(1): البدر الطالع 2/ 232 برقم 488، إيضاح المكنون 2/ 418، معجم المؤلفين 11/ 53، مؤلفات الزيدية 2/ 44، 407، 411، أعلام المؤلفين الزيدية 2/ 632 برقم 1055.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 254

3261 الخروبي «1»

(..- 963 ه) محمد بن علي، أبو عبد اللّه الخروبي الطرابلسي السفاقسي ثم الجزائري.

كان فقيها مالكيا، صوفيا، مفسّرا.

ولد بطرابلس الغرب، و درس العلوم بها و أقام بسفاقس و تونس ثم دخل الجزائر و أقام بها و ولي الخطابة بجامعها، و اشتهر.

و قدم مراكش (سنة 959 ه) سفيرا بين سلطان آل عثمان و بين الأمير أبي عبد اللّه الشريف بقصد المهادنة بينهما، و توفّي بالجزائر- سنة ثلاث و ستّين و تسعمائة.

و كان قد أخذ عن: زروق، و محمد الزيتوني، و عمر بن زيان المديوني.

و صنّف كتبا، منها: الحكم الكبري، شرح «صلوات ابن مشيش»، الأنس في التنبيه علي عيوب النفس، كفاية المريد و حلية العبيد، رياض الأزهار و كنز الأسرار في التفسير، مزيل اللبس عن آداب و أسرار القواعد الخمس.

______________________________

(1): هدية العارفين 2/ 245، إيضاح المكنون 2/ 274، 471، شجرة النور الزكية 284 برقم 1074، الأعلام 6/ 292، معجم المفسرين 2/ 590، معجم المؤلفين 11/ 6.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 255

3262 ملا عرب «1»

(870 تقريبا- 938 ه) محمد بن عمر بن حمزة بن عوض، محيي الدين الأنطاكي ثم المصري ثم الرومي، الحنفي، المعروف بملإ عرب.

ولد في أنطاكية سنة سبعين و ثمانمائة تقريبا.

و تفقه علي عمّيه: حسين، و أحمد، و قرأ عليهما في الأصول و القراءات و العربية.

و تنقّل في طلب العلم، فزار حصن كيفا، و آمد، و تبريز و مكث هناك سنتين، أخذ فيها عن مزيد و غيره من العلماء.

ثم أقام في حلب، و وعظ بها و درّس و أفتي.

و سافر إلي مصر، فسمع من السيوطي، و الشّمنّي، و أكرمه سلطانها قايتباي، و انتقل بعد وفاته (سنة 903 ه) إلي بلاد الروم، فوعظ في بروسة و القسطنطينية.

و رحل إلي

حلب، فأقام ثماني سنين يفسّر القرآن الكريم و يقرئ الحديث.

و عاد إلي بلاد الروم في زمن السلطان سليمان، فوعظ في ولاية الروم إيلي، و درّس التفسير، ثم استوطن بروسة إلي أن مات بها- سنة ثمان و ثلاثين و تسعمائة.

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 247، الكواكب السائرة 2/ 54، و فيه: محمد بن محمد بن حمزة بن عوض، كشف الظنون 2/ 1060، 1989، هدية العارفين 2/ 234، الأعلام 6/ 316، معجم المؤلفين 11/ 81.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 256

و كان قد صنّف كتبا، منها: النهاية في الفقه، تهذيب الشمائل في السيرة النبوية، السداد في فضائل الجهاد، و هداية العباد إلي سبيل الرشاد.

و له رسائل في فنون عديدة خصوصا في علم الكيمياء.

3263 بحرق «1»

(869- 930 ه) محمد بن عمر بن المبارك بن عبد اللّه بن علي الحميري، الحضرمي، القاضي جمال الدين اليماني الشهير ببحرق، الفقيه الشافعي.

ولد سنة تسع و ستّين و ثمانمائة- بحضرموت.

و حفظ القرآن و كتبا في الفقه و النحو، و درس الفقه و الأصول و العربية و غيرها بزبيد و عدن و مكة و المدينة علي يد علماء هذه البلاد كعبد اللّه بن أحمد بامخرمة، و جمال الدين محمد بن أبي بكر الصائغ، و الحسين بن عبد الرحمن الأهدل، و محمد ابن أحمد بأفضل، و أبي بكر العيدروس.

و برع في الأدب و النحو، و نظم الشعر و تصدي للإقراء و الإفتاء و التصنيف في علوم شتي.

______________________________

(1) الضوء اللامع 8/ 253 برقم 692، النور السافر 133، كشف الظنون 2/ 1536، شذرات الذهب 8/ 176، إيضاح المكنون 2/ 116، هدية العارفين 2/ 230- 231، معجم المطبوعات العربية 1/ 532، الأعلام 6/ 315، معجم المؤلفين 11/ 89.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص:

257

و ولي القضاء بالشحر، ثم استقال، و سافر إلي عدن، فعظّمه أميرها مرجان.

و ارتحل بعد موت مرجان إلي الهند، فأكرمه سلطانها المظفر و قرّبه، و أقام بها إلي أن مات في- شعبان سنة ثلاثين و تسعمائة، و قيل: إنّ بعض الوزراء حسده لحظوته عند السلطان فسمّوه.

من مصنّفاته: الأسرار النبوية في اختصار الأذكار النووية، مختصر «الترغيب و الترهيب» للمنذري، الحديقة الأنيقة في شرح «العروة الوثيقة»، متعة الأسماع بأحكام السماع اختصر به كتاب «الإمتاع»، تحفة الأحباب (مطبوع) في شرح «الملحة» للحريري، نشر العلم في شرح لامية العجم (مطبوع)، العقيدة الشافعية في شرح القصيدة اليافعية، تفسير آية الكرسي، و أراجيز في الطب و الحساب، و غير ذلك.

و من جميل شعره:

أ ظننت أنّ الشعر يصعب صوغه عندي و قد أضحي لديّ مذلّلا

لكنني رجل أصون بضاعتي عمّن يساوم بخسها متبذّلا

و أري من الجرم العظيم خريدة حسناء تهدي للّئيم و تجتلي

ما كنت أحسب عقربا تحتك بال أفعي و لاهيفا يزاحم بزّلا

و أنا الغريب و أنت ذاك و بيننا رحم يحقّ لمثلها أن توصلا

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 258

3264 ابن النصيبي «1»

(851- 922، 916 ه) محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن أبي بكر، جلال الدين أبو بكر ابن النصيبي الحلبي، الفقيه الشافعي.

ولد بحلب سنة إحدي و خمسين و ثمانمائة.

و قدم القاهرة مع أبيه و درس بها الفقه و أصوله و النحو علي جماعة، منهم: أبو ذر، و السلامي، و والده الزين عمر.

كما أخذ عن: الفخر المقسي، و الجوجري، و العبادي، و الشّمنّي، و السّخاوي، و جدّه لأمّه المحبّ أبي الفضل ابن الشحنة، و التقي ابن فهد بمكة، و الزين أبي الفرج المراغي بالمدينة.

و برع في مذهب الشافعية، و نظم، و علّق علي

«المنهاج» بكتاب سمّاه الإبهاج، و اختصر «جمع الجوامع» في الأصول، و جمع كتابا في النوادر و الأشعار.

و قد ناب في القضاء في القاهرة و دمشق و بلده.

و ولي قضاء حماة ثم قضاء حلب.

توفّي- سنة إحدي و عشرين و قيل ست عشرة و تسعمائة.

______________________________

(1): الضوء اللامع 8/ 259 برقم 702، الكواكب السائرة 1/ 69، كشف الظنون 2/ 1874، شذرات الذهب 8/ 75، إيضاح المكنون 1/ 12، هدية العارفين 2/ 227، إعلام النبلاء 5/ 360 برقم 690، الأعلام 6/ 315، معجم المؤلفين 11/ 92.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 259

3265 ابن الغرابيلي «1»

(859- 918 ه) محمد بن قاسم بن محمد بن محمد، شمس الدين أبو عبد اللّه الغزّي، ثم القاهري، الفقيه الشافعي، المعروف بابن الغرابيلي، و بابن قاسم.

ولد في غزّة سنة تسع و خمسين و ثمانمائة.

و درس الفقه و العربية علي شمس الدين ابن الحمصي.

و انتقل إلي القاهرة سنة (881 ه)، و أخذ الفقه و الأصولين و الفرائض و غيرها عن جماعة، منهم: كمال الدين محمد بن محمد ابن أبي شريف، و شمس الدين محمد بن عبد المنعم الجوجري، و زين الدين زكريا الأنصاري، و محمد بن عبد الرحمن السخاوي، و بدر الدين المارداني، و غيرهم.

و تولّي أعمالا في الأزهر، و كتب علي الفتيا.

و صنّف كتبا، منها: فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب (مطبوع)، و يسمي القول المختار في شرح غاية الاختصار لأبي شجاع في فقه الشافعية، حاشية علي «شرح التصريف» لسعد الدين التفتازاني، حواش علي حاشية الخيالي في شرح العقائد النسفية، و نفائس الفرائد و عرائس الفوائد.

توفّي بالقاهرة- سنة ثمان عشرة و تسعمائة.

______________________________

(1): الضوء اللامع 8/ 86، كشف الظنون 2/ 1140، 1146، هدية العارفين 2/ 300، إيضاح المكنون

2/ 136، 169، 662، معجم المطبوعات العربية 2/ 1416، الأعلام 7/ 5، معجم المؤلفين 11/ 147.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 260

3266 محمد المهدي الرضوي «1»

(..- حيا 937 ه) محمد بن محسن بن محمد بن علي بن حسين بن فادشاه الرضوي الحسيني، العالم الإمامي، السيد شمس الدين المشهدي، الملقب بالمهدي.

أخذ عن والده الفقيه كمال الدين محسن «2» (المتوفّي 931 ه).

و قرأ علي المحقق علي بن عبد العالي الكركي شيئا يسيرا من «قواعد الأحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة ابن المطهر الحلّي، و «النافع في مختصر الشرائع» للمحقق الحلّي من أوّله إلي كتاب الحجّ، و ذلك عند مرافقته له في سفره إلي خراسان لزيارة مشهد الإمام علي الرضا عليه السّلام، و عند رجوعه إلي كاشان.

ثم أجاز له في مدينة قم في شهر ذي الحجة (سنة 937 ه) رواية الكتابين المذكورين، و غيرهما من مصنفات مصنفيهما في المعقول و المنقول و الأصول و الفروع، و أثني عليه في تلك الإجازة، و وصفه بالفاضل الكامل العلّامة.

روي عنه نور الدين محمد النسابة بن حبيب اللّه الأصفهاني.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1): بحار الأنوار 105/ 81 (الإجازة 41)، طبقات أعلام الشيعة 4/ 259، الذريعة 1/ 215 برقم 1127.

(2) كان من تلامذة محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي، و قد مضت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 261

3267 ابن أبي شريف «1»

(822- 906 ه) محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود المري، كمال الدين أبو المعالي المقدسي المعروف بابن أبي شريف.

كان فقيها شافعيا، أصوليا، مشاركا في الكلام و التفسير.

ولد سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة ببيت المقدس.

و أخذ القراءات عن الشمس بن عمران، و الحديث و الأصول و العربية عن أبي القاسم النويري، و المنطق و المعاني و البيان عن سراج الرومي.

و تفقّه بماهر و ابن شرف و الشهاب بن رسلان.

و ارتحل إلي القاهرة مرات و إلي

مكّة و المدينة، و أخذ عن: ابن الهمام، و ابن حجر، و القاياتي، و الكمال ابن البارزي، و التقي ابن فهد، و المحب المطري.

و برع في فقه الشافعية و الأصلين.

و أفتي و درّس ببلده و بمصر.

و صنّف كتبا، منها: الدرر اللوامع بتحرير «جمع الجوامع» للسبكي (مطبوع)، المسامرة علي «المسايرة» لشيخه ابن الهمام، الفرائد في حلّ شرح

______________________________

(1): الضوء اللامع 9/ 64 برقم 169، نظم العقيان في أعيان الأعيان 159 برقم 166، شذرات الذهب 8/ 29، البدر الطالع 2/ 243 برقم 500، هدية العارفين 2/ 222، الأعلام 7/ 53، الفتح المبين 3/ 63، معجم المفسرين 2/ 623، معجم المؤلفين 11/ 200.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 262

العقائد، التاج و الإكليل علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي، الإسعاد بشرح «الإرشاد» للمقري، و شروح أخري، و له نظم.

توفّي ببيت المقدس في- جمادي الآخرة سنة ست و تسعمائة.

3268 الغزّي «1»

(862- 935 ه) محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه العامري القرشي، القاضي رضي الدين أبو الفضل الغزّي الأصل، الدمشقي، الشافعي، جدّ مؤلف «الكواكب السائرة».

ولد في دمشق سنة اثنتين و ستين و ثمانمائة.

و أخذ الفقه و الأصول و الحديث و العربية و غيرها عن جماعة من العلماء، منهم: زين الدين خطاب بن عمر الغزاوي، و محب الدين البصروي، و برهان الدين الزرعي، و بدر الدين ابن قاضي شهبة، و نجم الدين ابن قاضي عجلون، و زين الدين عبد الرحيم بن خليل القابوني، و آخرون.

و أكبّ علي العلم طلبا و إفادة و جمعا و تصنيفا.

و ولي القضاء نيابة عن ثلاثة قضاة، ثم وليه استقلالا.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 3، كشف الظنون 1/ 47، 63، 132 و غيرها، شذرات الذهب 8/ 209، هدية العارفين 2/ 233، إيضاح

المكنون 1/ 203، تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 357 برقم 3، الأعلام 7/ 56، معجم المؤلفين 11/ 184.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 263

و درّس، و أفتي.

أخذ عنه: ولده بدر الدين محمد، و أبو الحسن البكري، و أمين الدين ابن النجار المصري، و عبد الرحيم العباسي المصري، و بدر الدين العلائي.

و صنّف كتبا، منها: الدرر اللوامع في نظم «جمع الجوامع» في أصول الفقه، تلخيص البيان عن مجازات القرآن، نظم «نخبة الفكر» لابن حجر العسقلاني في علم الحديث، جامع فرائد الملاحة في جوامع فوائد الفلاحة (مطبوع)، ألفية في التصوف سمّاها الجوهر الفريد في أدب الصوفي و المريد (مطبوع)، ألفية في اللغة، الإفصاح و هو مختصر في المعاني و البيان، ألفية في الطب، و غير ذلك.

توفّي- سنة خمس و ثلاثين و تسعمائة.

3269 جوي زاده «1»

(..- 995 ه) محمد بن محمد «2» بن إلياس الرومي، الحنفي، المعروف كأبيه بجوي زاده.

درس في المدارس الرومية، و ترقّي فيها.

و قرأ علي بدر الدين محمد بن محمد الغزّي، و حضر بعض دروسه في الفقه و التفسير.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 27، شذرات الذهب 8/ 436.

(2) المتوفّي (954 ه)، و قد تقدّمت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 264

و قلّد القضاء بدمشق في سنة (977 ه)، فالقضاء بمصر، ثم القضاء بالعسكر في ولاية أناطولي الرومية، ثم ولّي منصب الإفتاء بالبلاط السلطاني.

قال نجم الدين الغزي: كان حليما إلي الغاية إلّا في أمر الدين و مصالح المسلمين، فإنّه كان صلبا يغضب للّٰه تعالي، و يبالغ في ردع الحكّام.

توفّي في- جمادي الآخرة سنة خمس و تسعين و تسعمائة.

3270 البهنسي «1»

(927- 987 ه) محمد بن محمد بن رجب، شمس الدين «2» البهنسي «3» الأصل، الدمشقي، الحنفي.

ولد بدمشق سنة سبع و عشرين و تسعمائة.

و درس عند ابن فهد المكّي، و قطب الدين محمد بن سلطان و به تخرّج في الفقه، و أبي الفتح الشبستري، و محمد الإيجي الصوفي.

ثم أفتي و درّس بعدة مدارس، و ولي خطابة الجامع الأموي و التدريس به.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 13، كشف الظنون 2/ 1814، شذرات الذهب 8/ 410، هدية العارفين 6/ 255، معجم المؤلفين 11/ 217.

(2) و قيل: نجم الدين.

(3) نسبة إلي بهنسا: مدينة بصعيد مصر غربي النيل. معجم البلدان: 1/ 516.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 265

و كان بارعا في الفقه، مشاركا في غيره.

أخذ عنه غالب حنفية دمشق، منهم عماد الدين محمد بن محمد البقاعي، و نور الدين علي الباقاني القادري.

و كتب شرحا علي «ملتقي الأبحر» في الفقه لإبراهيم «1» الحلبي و لم يكمله.

و توفّي في- جمادي الآخرة

سنة سبع و ثمانين و تسعمائة.

3271 الحطّاب «2»

(902- 954 ه) محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن الرعيني، شمس الدين أبو عبد اللّه المغربي الأصل، المكي الشهير بالحطّاب.

كان من أكابر فقهاء المالكية، حافظا للحديث، عالما بالتفسير و العربية و الأصول و الهيئة.

ولد بمكة سنة اثنتين و تسعمائة.

و درس علي والده الحطّاب الكبير، و أحمد بن عبد الغفّار، و محمد بن عراق،

______________________________

(1) المتوفّي (956 ه) و قد تقدّمت ترجمته.

(2): نيل الابتهاج 592 برقم 727، كشف الظنون 2/ 1628، هدية العارفين 2/ 242، إيضاح المكنون 1/ 183، 233، 301، 2/ 121 و غيرها، معجم المطبوعات العربية 1/ 779، ريحانة الأدب 2/ 52، الأعلام 7/ 58، معجم المؤلفين 11/ 230.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 266

و عبد القادر النويري، و ابن عمّه أحمد النويري، و البرهان القلقشندي، و عبد العزيز ابن فهد، و الجمال الصاني، و عبد الرحمن القابوني.

و درّس، فأخذ عنه: عبد الرحمن التاجوري، و محمد القيسي، و يحيي الحطّاب، و محمد الفلاني.

و صنّف كتاب مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (مطبوع)، قال التنبكتي: لم يؤلف علي «خليل» مثله في الجمع و التحصيل بالنسبة لأوائله و الحج منه، استدرك فيه أشياء علي «خليل» و شرّاحه..

و له أيضا: تحرير الكلام في مسائل الالتزام (مطبوع)، هداية السالك المحتاج لبيان فعل المعتمر و الحاج، قرّة العين بشرح ورقات إمام الحرمين، تفسير القرآن لم يتم، عمدة الراوين في أحكام الطواعين، ثلاث رسائل في استخراج وقت الصلاة فلكيا بلا آلة، و مؤلّف في تفضيل النبي علي سائر الأنبياء و الملائكة، و غير ذلك.

و كتب حواش علي «الإرشاد» و «الشامل» و «الإحياء» و «قطر الندي».

و كانت وفاة الحطّاب في- ربيع الثاني سنة أربع و

خمسين و تسعمائة في طرابلس الغرب.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 267

3272 أبو الفتح المالكي «1»

(901- 975 ه) محمد بن محمد بن عبد السلام «2» بن أحمد الرّبعي، أبو الفتح التونسي، المالكي، نزيل دمشق.

ولد في تونس سنة إحدي و تسعمائة.

و رحل إلي المهدية ثم إلي الإسكندرية، و أقام بمصر نحو سنتين.

ثم استقرّ بدمشق سنة (931 ه)، و قرأ علي بدر الدين محمد بن محمد الغزّي في أصول الفقه و النحو.

قال نجم الدين الغزّي: كان فقيها أصوليا يفتي الناس علي مذهبه. ثم ذكر أنّه كان يقترف أشياء منكرة تخالف الشرع.

ولي التدريس في دار الحديث الأشرفية بدمشق، و نيابة القضاء بالمحكمة الكبري وقتا طويلا، و قرأ عليه الناس في علوم شتي.

و كان أديبا، شاعرا.

أخذ عنه في الشعر و العربية درويش بن طالو الحنفي، و تخرّج به.

و توفّي في- غرّة شوال سنة خمس و سبعين و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 21، شذرات الذهب 8/ 380، سلافة العصر 389، الأعلام 7/ 61.

(2) في «الأعلام»: سلامة (المدعو عبد السلام).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 268

و من شعره:

ألا لعن اللّه الخصاصة و الفقرا فإن سواد الوجه بينهما يطرأ

و ما الذلّ إلّا فيهما و عليهما و ما العزّ إلّا بالغني و هو بي أحري

و من يك في الدنيا فقيرا و معدما يجد من بينها المقت و الصدّ و الهجرا

فلا تك عن كسب الحطام بغافل لتبلغ في الدنيا السعادة و الفخرا

أقول: و للإمام علي عليه السّلام كلمات رائعة في الفقر، منها قوله لابنه محمد بن الحنفية: يا بنيّ إنّي أخاف عليك الفقر، فاستعذ باللّه منه، فإنّ الفقر منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت «1».

3273 أبو الفتح المزّي «2»

(818،- 810- 906 ه) محمد بن محمد بن علي بن صالح العوفي، شمس الدين أبو الفتح المزّي العاتكي.

كان فقيها شافعيا، محدّثا، لغويا، صوفيا.

ولد بالإسكندرية سنة

ثمان عشرة و قيل عشر و ثمانمائة.

______________________________

(1) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: 19/ 227 برقم 325.

(2): الكواكب السائرة 1/ 14، شذرات الذهب 8/ 30، هدية العارفين 2/ 210، 223، إيضاح المكنون 1/ 4، 393، الأعلام 7/ 53، معجم المؤلفين 11/ 248.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 269

و تفقّه علي جدّه علي، و غيره.

و سمع الحديث علي: ابن حجر، و التقي الرسّام، و عائشة بنت عبد الهادي، و مريم بنت أحمد الأذرعي، و العزّ ابن الفرات الحنفي.

و قرأ علي أبي الخير المقدسي كتبا كثيرة.

و رحل إلي مكّة و اليمن و الهند، و رجع إلي مصر ثم رحل إلي العراق و استقرّ بالمزّة (من ضواحي دمشق) ثم انتقل إلي محلة قبر عاتكة.

أخذ عنه: رضي الدين الغزّي، و أبو المفاخر النعيمي، و شمس الدين ابن طولون، و شمس الدين الوفائي، و آخرون.

و صنّف كتبا، منها: شرح الرحبية في الفرائض، كتاب حافل في اللغة، الحجّة الراجحة في سلوك المحجّة الواضحة، تحفة اللبيب و بغية الكئيب، ابتغاء القربة باللباس و الصحبة، كشف البيان عن صفات الحيوان، و ديوان منظوماته.

توفّي في- شهر ذي الحجة سنة ست و تسعمائة.

3274 عرب زاده «1»

(920- 969 ه) محمد بن محمد بن عمر بن حمزة البروسوي الرومي، الانطاكي الأصل،

______________________________

(1): العقد المنظوم 349، الكواكب السائرة 3/ 29، هدية العارفين 2/ 247، إيضاح المكنون 1/ 141، الأعلام 7/ 59، معجم المؤلفين 11/ 242، معجم المفسرين 2/ 625.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 270

الشهير بعرب زاده، الحنفي، و هو ابن الفقيه الواعظ محمد «1» المعروف بملإ عرب.

ولد سنة عشرين و تسعمائة.

و أخذ عن علماء عصره، و لازم خير الدين معلم السلطان سليمان، و أكبّ علي مطالعة الكتب، حتي صار من أكابر العلماء.

و

كان فقيها، مشاركا في التفسير و غيره، ملمّا بالتأريخ و أشعار الناس.

ولي التدريس بجكمجه، فبروسة، فالقسطنطينية.

و غضب عليه شيخ الإسلام، فضرب و نفي إلي بروسة مدة سنتين، و عفي عنه، فأعيد إلي التدريس.

ثم قلد القضاء بالقاهرة، فتوجه إليها عن طريق البحر، فغرق به في- سنة تسع و ستين و تسعمائة.

و كان قد كتب حواشي علي عدة كتب، منها: «الهداية» في الفقه للمرغيناني، «العناية في شرح الهداية»، «أنوار التنزيل» في التفسير للبيضاوي، «مفتاح العلوم» للسكاكي، و «فتح القدير».

3275 ابن سلطان «2»

(870- 950 ه) محمد بن محمد بن عمر بن سلطان، قطب الدين أبو عبد اللّه الدمشقي

______________________________

(1) المتوفّي (938 ه)، و قد تقدّمت ترجمته.

(2): الكواكب السائرة 2/ 12، كشف الظنون 2/ 1516، شذرات الذهب 8/ 283، إيضاح المكنون 1/ 292، الأعلام 7/ 57، معجم المؤلفين 11/ 254.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 271

الصالحي، الحنفي، المعروف بابن سلطان.

ولد سنة سبعين و ثمانمائة.

و درس عند عبد البرّ ابن الشحنة، و غيره.

ثم ولي القضاء بمصر في زمن الغوري (المتوفّي 922 ه) نيابة عن شيخه المذكور.

و درّس بالجامع الأموي بدمشق، و بالقصاعية و الظاهرية، و اشتهر و صار مفتي الحنفية بالشام.

له تصانيف، منها: شرح «كنز الدقائق» في فروع الفقه الحنفي، البرق اللامع في المنع من البركة في الجامع، فتح الملك العليم المنان علي الملك المظفّر سليمان، و رسالة في تحريم الأفيون، و غير ذلك.

توفّي بدمشق- سنة خمسين و تسعمائة.

3276 بدر الدين الغزيّ «1»

(904- 984 ه) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه العامري القرشي، بدر الدين

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 3، كشف الظنون 1/ 153، 240، شذرات الذهب 8/ 403، البدر الطالع 2/ 252، إيضاح المكنون 1/ 5، 314، الأعلام 7/ 59، معجم المفسرين 2/ 626، معجم المؤلفين 11/ 270.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 272

أبو البركات الغزيّ، الدمشقي، والد المؤرخ نجم الدين الغزّي مؤلف «الكواكب السائرة».

ولد سنة أربع و تسعمائة.

و قرأ القرآن علي البدر السنهوري، و تتلمذ علي والده رضي الدين في الفقه و العربية و المنطق، كما درس الفقه علي تقي الدين ابن قاضي عجلون، و الحديث و التصوّف علي البدر ابن الشويخ المقدسي.

و أخذ بالقاهرة عن: القاضي زكريا، و البرهان ابن أبي شريف، و البرهان القلقشندي، و القسطلاني.

و برع في

الفقه الشافعي و الأصول و التفسير و الحديث، و تولّي وظائف دينية كمشيخة القرّاء بالجامع الأموي و إمامة المقصورة.

و درّس بالعادلية و الفارسية و التقوية و غيرها، و اشتهر و عظّمه الناس، و كان يميل إلي الصوفية و يكرمهم.

و أمّا تصانيفه فهي كثيرة، منها: تفسيران منظومان و ثالث منثور، حاشيتان علي «شرح المنهاج» للمحلّي، شرحان علي «المنهاج» و ثلاثة شروح علي «الألفية» في النحو: منظومان و منثور، العقد الجامع في شرح الدرر اللوامع، أسباب النجاح في آداب النكاح، فتح المغلق في تصحيح ما في الروضة من الخلاف المطلق، المراح في المزاح (مطبوع)، شرح الصدور بشرح الشذور، و غير ذلك.

توفّي في- شوال سنة أربع و ثمانين و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 273

3277 ابن بلال «1»

(875،- 876- 957 ه) محمد بن محمد بن محمد بن بلال العيني الأصل، شمس الدين أبو عبد اللّه الحلبي.

كان فقيها حنفيا، مدرّسا، مصنّفا في علوم كثيرة، مشاركا في العربية و التصوّف و المعقولات.

قرأ علي العلاء قل درويش في علوم شتّي، و علي مظفر الدين الشيرازي، و بدر الدين السيوفي، و برهان الدين القرصلي، و غيرهم.

و شرع في الإفتاء و التدريس و التأليف حتي أسنّ فانقطع بمنزله مكبّا علي التصنيف غير أنّه لم يكن يسمح بإظهار تصانيفه، و كان ردئ الخطّ فتفرقت كتبه بعد موته و لم يعرف منها غير: رسالة في المسائل الاعتقادية، و رسالة في الكلام علي آية الوضوء.

حج و جاور و دخل القاهرة و توفّي بحلب- سنة سبع و خمسين و تسعمائة.

و أوصي أن يغسّله شافعي.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 7، شذرات الذهب 8/ 319، إعلام النبلاء 5/ 538 برقم 848، الأعلام 7/ 58، معجم المؤلفين 11/ 257.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص:

274

3278 أبو السعود العمادي «1»

(898- 982 ه) محمد بن محمد بن مصطفي العمادي، أبو السعود الرومي، الحنفي، صاحب التفسير المشهور بتفسير أبي السعود.

ولد سنة ثمان و تسعين و ثمانمائة.

و درس عند أبيه، و مؤيد زاده، و قادري جلبي.

ثم درّس في مدن متعددة، و تقلّد القضاء في بروسة فالقسطنطينية فالروم إيلي، و أضيف إليه الإفتاء سنة (952 ه).

و صار مرجع الحنفية في الديار الرومية.

و كان يجيد اللغات العربية و الفارسية و التركية، سريع البديهة، شاعرا.

له مؤلفات، منها: إرشاد العقل السليم إلي مزايا الكتاب الكريم (مطبوع) في التفسير، رسالة في المسح علي الخفّين، تحفة الطلاب في المناظرة، قصة هاروت و ماروت، و كتاب فتاوي جمعه أحد تلامذته.

توفّي- سنة اثنتين و ثمانين و تسعمائة.

______________________________

(1): العقد المنظوم 439، الكواكب السائرة 3/ 35، كشف الظنون 2/ 1219، شذرات الذهب 8/ 398، البدر الطالع 1/ 261 برقم 180، الفوائد البهية 81، هدية العارفين 2/ 253، معجم المطبوعات العربية 1/ 315، الأعلام 7/ 59، معجم المؤلفين 11/ 301، معجم المفسرين 2/ 625.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 275

و من شعره، القصيدة المعروفة التي مطلعها:

أبعد سليمي مطلب و مرام و دون هواها لوعة و غرام

و فوق حماها ملجأ و مثابة و دون ذراها موقف و مقام

3279 ابن منعة «1»

(836- 904 ه) محمد بن محمد بن يوسف الخزرجي، نور الدين أبو الفضل الدمشقي المعروف بابن منعة.

كان فقيها حنفيا، مدرسا، مفتيا.

ولد سنة ست و ثلاثين و ثمانمائة بالصالحية.

و حفظ القرآن و «درر البحار» للقونوي و «المنار» للنسفي.

و سمع علي القاضي حميد الدين، و قاسم قطلوبغا، و تفقّه بعيسي الفلوجي.

و أفتي، و درّس بعدّة مدارس، و ناب في الحكم.

و تفرّد برئاسة المذهب الحنفي بدمشق.

ثم ولي في آخر عمره قضاء القضاة الحنفية، و اعتقل

بقلعة دمشق، ثم أطلق.

و توفّي بالطاعون- سنة أربع و تسعمائة.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 1/ 19، شذرات الذهب 8/ 24.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 276

3280 معزّ الدين الأصفهاني «1»

(..- حيا حدود 948 ه) محمد بن تقي الدين محمد الحسيني، السيد معز الدين الأصفهاني «2»، العالم الإمامي، الصدر.

أخذ عن الفقيهين: المحقق علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه)، و إبراهيم بن سليمان القطيفي (المتوفّي بعد 945 ه)، و له منه إجازة كتبها له استاذه المذكور علي كتاب «شرائع الإسلام» للمحقق الحلي في سنة ثمان و عشرين و تسعمائة بالنجف الأشرف.

و تقدّم و اشتهر، حتي ولي منصب الصدارة في البلاد الإيرانية من قبل السلطان طهماسب الصفوي بعد استعفاء السيد غياث الدين منصور «3» الحسيني الدشتكي، فاستمر ثماني سنين، ثم عزل بالسيد أسد اللّه المرعشي النجفي.

و للمترجم رسالة في عدم انفعال الماء القليل، دفع فيها اعتراضات العلامة

______________________________

(1): رياض العلماء 1/ 15 ضمن ترجمة إبراهيم بن سليمان القطيفي، أعيان الشيعة 9/ 125، طبقات أعلام الشيعة 4/ 208، الذريعة 15/ 235 برقم 1529.

(2) و هو غير معز الدين محمد بن جعفر الأصفهاني القاضي في زمن السلطان عباس الصفوي، و استاذ المجلسي الأوّل (المولود 1003 ه)، و قد سها صاحب «مستدرك الوسائل، الخاتمة» فخلط بين الترجمتين، و تابعة في ذلك صاحب «أعيان الشيعة». انظر طبقات أعلام الشيعة: 5/ 500.

(3) كان قد تولي الصدارة سنة (936 ه)، و بقي نحو سنتين أو أكثر بقليل ثم استعفي. انظر الفوائد الرضوية ص 668.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 277

الحلي في «مختلف الشيعة» علي ابن أبي عقيل و أقام أدلة أخري في تأييد رأيه «1».

لم نظفر بتاريخ وفاته.

3281 مغوش «2»

(..- 947 ه) محمد بن محمد الكومي، شمس الدين أبو عبد اللّه التونسي، المالكي، الملقب بمغوش «3».

قرأ علي أبي العباس أحمد الأندلسي، و غيره.

و تميّز، و ولي قضاء العسكر بتونس.

قال التنبكتي: كان عالم تونس و

فقيهها، حافظا، محققا، و كان أعلم أهلها بالمعقولات.

ارتحل المترجم إلي القسطنطينية، فعظّمه السلطان سليمان خان و أكرم مثواه، و أملي بها أمالي علي شرح الشاطبية للجعبري.

و عاد سنة (944 ه) يريد بلاده، فأقام مدة قصيرة في حلب و طرابلس و دمشق.

______________________________

(1) و ردّ القاضي نور اللّه التستري (الشهيد سنة 1019 ه) علي رسالة صاحب الترجمة برسالة في إثبات انفعاله.

(2): الشقائق النعمانية 269، نيل الابتهاج 590 برقم 724، شذرات الذهب 8/ 270، شجرة النور الزكية 273 برقم 1015، الأعلام 7/ 57.

(3) و في نيل الابتهاج: ماغوش، و في الشقائق النعمانية: الغوثي شهرة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 278

و قد قرأ عليه جماعة في التفسير و الحديث و القراءات و غير ذلك، منهم:

اليسّيتني التونسي، و علاء الدين بن عماد الدين الشافعي، و شهاب الدين الطيبي، و ابن الحنبلي، و طاشكبري زاده و أثني عليه كثيرا، و قال: كان يطالع من حفظه كل ما أراده من العلوم و لم يكن عنده كتاب و لا ورقة أصلا.

توفّي بالقاهرة- سنة سبع و أربعين و تسعمائة.

3282 حاجي حسن زاده «1»

(قبل 821- 911 ه) محمد بن مصطفي بن الحاج حسن، شمس الدين الرومي، الحنفي، المعروف بحاجي حسن زاده.

قال طاشكبري زاده: كان عارفا بالعلوم العقلية و الشرعية، جامعا للأصول و الفروع.

ولد قبل سنة إحدي و عشرين و ثمانمائة.

و قرأ علي علماء عصره، و لازم يكان.

و ولي التدريس و القضاء في أكثر من مدينة، ثم ولاه السلطان محمد خان

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 97، الكواكب السائرة 1/ 71، كشف الظنون 1/ 91، 498، 2/ 1918، شذرات الذهب 8/ 56، الفوائد البهية 201، هدية العارفين 2/ 225، إيضاح المكنون 2/ 612، الأعلام 7/ 99، معجم المؤلفين 12/ 26، معجم المفسرين 2/

637.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 279

القضاء بالقسطنطينية، فالقضاء بالعسكر في ولاية أناطولي، و أقرّه ابنه بايزيد خان، ثم جعله قاضيا بالعسكر في ولاية روم إيلي، و بقي فيه إلي أن مات- سنة إحدي عشرة و تسعمائة.

و قد بني المترجم دارا للتعليم و مسجدا و مدرسة بالقسطنطينية.

و صنّف كتبا، منها: حاشية علي سورة الأنعام من تفسير «أنوار التنزيل» للبيضاوي، محاكمة بين الدواني و الصدر الشيرازي، تعليقة علي المقدمات الأربع من «التوضيح» لعبيد اللّه المحبوبي البخاري في أصول الفقه، ميزان التصريف، كتاب في اللغة و غرائبها لم يتم، و ديوان شعره بالتركية.

3283 الدّشتكي «1»

(828- 903 ه) محمد بن غياث الدين الأوّل منصور بن صدر الدين الثاني محمد بن إبراهيم ابن صدر الدين الأوّل محمد بن إسحاق الحسيني «2»، صدر الدين الثالث أبو المعالي الدشتكي الشيرازي «3».

______________________________

(1): مجالس المؤمنين 2/ 229، هدية الأحباب 186، أعيان الشيعة 9/ 60، ريحانة الأدب 3/ 426، شهداء الفضيلة 100، طبقات أعلام الشيعة 218.

(2) كذا سرد نسبه صاحب «طبقات أعلام الشيعة»، و في غيره: محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق.

(3) ذكر في «مجالس المؤمنين»: أنّ أسلاف المترجم كلّهم من حفظة السنّة و الحديث، إلّا أنّ الغالب علي أمرهم عدم التصريح بمذهبهم، و لذلك اقتصروا في تآليفهم علي نقل أحاديث أهل السنّة، لكن سيدنا المترجم عدل عن ذلك و صارح بمعتقده من ولاء أئمّة آل البيت عليهم السّلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 280

ولد في شعبان سنة ثمان و عشرين و ثمانمائة.

و أخذ العلوم الشرعية عن: أبيه، و ابن عم أبيه نظام الدين أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم، و العلوم العربية و الفنون الأدبية عن ابن عمته حبيب اللّه، و العلوم العقلية عن السيد مسلم

الفارسي و غيره، و مهر فيها.

و كان فقيها «1»، مناظرا قديرا، من كبار العلماء بالحكمة و الإلهيات.

صنّف أربعة عشر كتابا، منها: تعليقات علي «التيسير» «2» في فقه الشافعية، شرح مختصر أصول ابن الحاجب المالكي، إثبات الواجب، حاشية علي «الكشاف» في التفسير للزمخشري، حاشية شرح «المطالع»، و حاشية علي «شرح الشمسية» في المنطق لقطب الدين الرازي.

أخذ عنه: شمس الدين محمد بن أحمد الخفري، و ولده غياث الدين منصور «3» و قال: إنّ والده استشهد في- صبيحة يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رمضان سنة ثلاث و تسعمائة بيد التركمان، و من جملة آثاره المدرسة المنصورية بشيراز.

______________________________

(1) أعيان الشيعة.

(2) لعله كتاب «تيسير الفتاوي في تحرير الحاوي» لهبة اللّه بن عبد الرحيم ابن البارزي (المتوفّي 738 ه)، و في «ريحانة الأدب»: تيسير الوصول إلي جامع الأصول، و هو وهم، لأنّ مؤلف هذا الكتاب هو عبد الرحمن بن علي ابن الديبع (المتوفّي 944 ه)، و هو متأخر عن صاحب الترجمة.

(3) المتوفّي (948 ه) و هو من مشاهير العلماء بالعلوم العقلية، و ستأتي ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 281

3284 صدر الدين الواعظ «1»

(..- حيا 973 ه) محمد بن غياث الدين الثاني منصور بن صدر الدين الثالث محمد «2» بن غياث الدين الأوّل منصور بن صدر الدين الثاني محمد بن إبراهيم الحسيني، العالم الإمامي، صدر الدين الرابع أبو نصر الدشتكي الشيرازي، المعروف بصدر الدين الواعظ، من بيت علم و ثروة بشيراز.

تلمذ علي والده، و أخذ عنه العلوم، و روي عنه كثيرا.

و برع، حتي لقبه والده باستاذ البشر و العقل الحادي عشر في «رسالة الخلافة» التي كتبها له.

و أجاز المترجم للسيد علي بن القاسم الحسيني العريضي اليزدي بمدينة يزد.

و مرّ ببلدة الري في طريقه إلي

الحج سنة (973 ه) و زار مرقد السيد عبد العظيم الحسني، و أجاز به للسيد العريضي المذكور رواية الكتب الأربعة، و جميع الكتب الفقهية في مذهب أهل البيت عليهم السّلام، و كان العريضي قد قرأ عليه صحيفة الإمام الرضا عليه السّلام «3»، و غير ذلك.

______________________________

(1): بحار الأنوار 105/ 124 (الإجازة 48)، روضات الجنات 7/ 179، 182 ذيل رقم 623 ضمن ترجمة والده، طبقات أعلام الشيعة 4/ 219، الذريعة 1/ 248 برقم 1307 و 10/ 38 برقم 210 و 12/ 192 برقم 1291.

(2) المتوفّي (903 ه) و قد تقدمت ترجمته.

(3) و تعرف بمسند الرضا، و بالرضويات، و بصحيفة أهل البيت. الذريعة: 15/ 17 برقم 92.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 282

و صنّف كتبا، منها: شافع حشر في تفسير سورة الحشر، و سفير عرشي في تفسير آية الكرسي (مخطوط)، و الذكري (مخطوط) في ذم الخمر و قبح شربه و سوء عاقبته، قال المؤلف: أوردت فيه من المسائل الأدبية و العربية و الحقائق الفقهية و الكلامية و النصوص الإلهية و النبوية و الإمامية «1».

و له فتاوي، منها: أنّه لا يري بأسا في قراة القرآن و الحديث و الأشعار المشتملة علي الحكم و المواعظ و تمجيد اللّه تعالي و نعت رسوله و مناقب أهل بيته عليهم السّلام بالصّوت الحسن إذا كان مرادا بها وجه اللّه، ما لم تكن من امرأة أجنبية أو من صبي يكون فيه شائبة الشهوة و الفسوق. قال: بل أراها مستحبة مندوبة إليها لزيادة تأثيرها في القلوب «2».

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم.

3285 بهران الصّعدي «3»

(888- 957 ه) محمد بن يحيي بن محمد بن أحمد التميمي، سراج الدين الصّعدي اليمني، البصري الأصل، المعروف ببهران.

______________________________

(1) روضات الجنات: 7/ 191.

(2) انظر روضات

الجنات: 7/ 188.

(3): البدر الطالع 2/ 278 برقم 530، إيضاح المكنون 1/ 269، هدية العارفين 2/ 243، معجم المفسرين 2/ 648، معجم المؤلفين 12/ 109، مؤلفات الزيدية 1/ 32، 220، 257، 306 و 2/ 358، 370.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 283

كان من أكابر علماء الزيدية، فقيها، أصوليا، عالما بالعربية، شاعرا، مشاركا في أنواع من العلوم.

ولد في صعدة سنة ثمان و ثمانين و ثمانمائة.

و تلمّذ علي السيد المرتضي بن القاسم بن إبراهيم المؤيدي الحسني (المتوفّي 931 ه).

و جدّ في طلب العلم، حتي فاق أقرانه و تفرّد برئاسة العلم في عصره- كما يقول الشوكاني-.

أخذ عنه القاضي محمد بن علي الضمدي التهامي، و أجاز للحسن بن محمد ابن علي الزريقي «1».

و صنّف عدة كتب، منها: شرح «الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار» للمتوكل «2» علي اللّه، الكافل لنيل السؤل (مطبوع) في أصول الفقه، التفسير الجامع جمع فيه بين تفسير الزمخشري و تفسير ابن كثير، التحفة في النحو، المعتمد في الحديث، بهجة الجمال و محجة الكمال فيما يجب علي الأئمّة و العمّال (مطبوع) في الأخلاق، و قوت الأرواح المختصر من «تلخيص المفتاح» في البلاغة.

و له شعر منه القصيدة التي عارض بها قصيدة الطغرائي (المعروفة بلامية العجم) «3»، و مطلعها:

______________________________

(1) المتوفّي (960 ه تقريبا) و قد تقدّمت ترجمته.

(2) المتوفّي (965 ه) و قد مرّت ترجمته.

(3) من أبياتها:

حبّ السلامة يثني همّ صاحبه عن المعالي و يغري المرء بالكسل

فإن جنحت إليه فاتّخذ نفقا في الأرض أو سلّما في الجوّ فاعتزل

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 284

الجدّ في الجدّ و الحرمان في الكسل فانصب تصب عن قريب غاية الأمل

توفّي في صعدة سنة سبع و خمسين و تسعمائة.

3286 غياث الدين الهروي «1»

(871- 927 ه) محمد بن يوسف بن شمس

الدين بن بادشاه علي بن خسرو السيلقي الحسيني، العالم الشيعي، السيد غياث الدين الرازي ثم الهروي، الشهيد.

ولد في الري سنة إحدي و سبعين و ثمانمائة.

و انتقل به أبوه إلي هراة، فنشأ بها.

و عني بطلب العلم، فقرأ في صغره علي عمّه فخر الدين بن شمس الدين.

ثم أخذ عن: كمال الدين مسعود الشرواني، و حسين بن يوسف الهروي، و سيف الدين أحمد بن يحيي بن سعد الدين التفتازاني، و تخرّج بهم.

و مهر، و نبغ في مدة قليلة، و علت رتبته عند حاكم هراة حسين ميرزا بايقرا (المتوفّي 911 ه) و ولاه التدريس في مدرسته في القبة التي دفن فيها.

ثم ملك أزمّة القضاء في بلاد خراسان، و جمع بين منصبي الصدارة و الإمارة، و صار له الأمر و النهي في جميع الأمور و المهمات الشرعية في بلدته.

______________________________

(1): مجالس المؤمنين 1/ 532، رياض العلماء 3/ 316- 317 ضمن ترجمة السيد عطاء اللّه بن فضل المحدث الهروي، طبقات أعلام الشيعة 4/ 231، شهداء الفضيلة 104.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 285

و أثار نفوذه الحسد في نفوس جماعة، فسعوا به إلي حاكم خراسان الأمير خان التركماني، فأرسل إليه من اعتقله، و اقتيد هو و جمع من أصحابه إلي قلعة اختيار الدولة، ثم قتل بعد يوم واحد من حبسه فيها، و ذلك في- اليوم السابع أو الثامن من شهر رجب سنة سبع و عشرين و تسعمائة، و رثاه الشعراء.

3287 أفضل الدين «1»

(..- 991 ه) محمد الأصفهاني ثم المشهدي، الملقب بأفضل الدين، و المعروف بتركه، و قيل إنّ اسم أبيه: حبيب اللّه. و هو من بيت (تركه) النازحين من مدينة (خجند) في تركستان إلي إيران و قد برز فيهم عدة من العلماء.

كان المترجم من محققي علماء

الإمامية، متكلما، عارفا بعلوم كثيرة.

قرأ عليه جماعة العلوم الدينية في مشهد الإمام الرضا عليه السّلام.

و سافر إلي بلاد الهند.

ثم عاد إلي مشهد، و درّس و أفاد و صنّف، و اشتهر في بلاد خراسان و عراق العجم، حتي صار المرجوع إليه في تلك البلاد لمدة عشرين سنة (970-

______________________________

(1): رياض العلماء 3/ 314 (ضمن ترجمة علاء الملك)، تتميم أمل الآمل 71 برقم 24، أعيان الشيعة 3/ 470 و 8/ 408، طبقات أعلام الشيعة 4/ 210، الذريعة 2/ 404 برقم 1621 و 21/ 266 برقم 4976.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 286

990 ه).

و كان قد تولي مع السيد علاء الملك «1» بن عبد القادر المرعشي قضاء العسكر في عهد الملك طهماسب الصفوي.

أخذ عنه أبو القاسم بن أبي حامد بن نصر البيان الأنصاري الكازروني، و غيره.

و صنّف كتاب أنموذج العلوم و يشتمل علي سبعة فنون: الكلام و المنطق و الحكمة و الهندسة و العربية و الفقه و أصوله.

و له أيضا رسالة في تحقيق المعقولات الثانية، و مقالة في الاعتراض علي المقدس أحمد الأردبيلي في مسألة (الأمر بالشي ء نهي عن ضده الخاص)، و ديوان شعر.

توفّي- سنة إحدي و تسعين و تسعمائة.

قال في «طبقات أعلام الشيعة»: و هو متأخر بكثير عن أفضل الدين أبي حامد محمد بن حبيب اللّه الأصفهاني المعروف بتركه الذي ألف سبطه صائن «المفاحص» في سنة (823 ه).

______________________________

(1) المتوفّي بعد (986 ه) و قد مضت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 287

3288 جمال الدين الأسترآبادي «1»

(..- حيا بعد 930 ه) العالم الإمامي، السيد محمد الحسيني، جمال الدين الأسترآبادي.

قال الحر العاملي في وصفه: فاضل، محقق، فقيه.

تولّي مع السيد قوام الدين حسن الأصفهاني صدارة البلاد الإيرانية في سنة (930 ه) و استمرا مدة، ثم استقلّ

الأصفهاني بالمنصب.

و كان مبرّزا في العقليات.

اتفق مع المحقق علي بن عبد العالي الكركي- و كان من أقرانه- علي أن يقرأ هو عليه في الفقه، و يقرأ الكركي عليه في علم الكلام، فقرأ عليه الكركي درسين، و لم يقرأ هو علي الكركي، ثم تركا ذلك.

و للمترجم شرح علي «تهذيب الأصول» للعلّامة الحلّي، نقل عنه محمد أمين الأسترآبادي في كتابه «الفوائد المدنية» «2» و وصف مؤلّفه: بالسيد السند العلّامة الأوحد.

لم نظفر بتاريخ وفاته.

______________________________

(1): أمل الآمل 2/ 244 برقم 718، رياض العلماء 5/ 33، الذريعة 4/ 513 و 13/ 169 برقم 573، طبقات أعلام الشيعة 4/ 42، 204، كشف الحجب و الأستار 331 برقم 1810، معجم رجال الحديث 18/ 72 برقم 12068.

(2) ص 11.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 288

و هو والد السيد صفي الدين محمد بن جمال الدين الذي يروي عن المحقق الكركي، و يروي عنه أبو الولي شاه محمود الأنجو الحسيني الشيرازي «1».

3289 الطاشكبري «2»

(857- 935 ه) مصطفي بن خليل، مصلح الدين الطاشكبري الرومي، الحنفي.

ولد ببلدة طاشكبري سنة سبع و خمسين و ثمانمائة.

و قرأ علي والده، و خاله محمد النكساري.

ثم درس علي: درويش محمد بن خضر شاه، و ابن مغنيسا، و قاضي زاده، و علاء الدين علي العربي، و خواجه زاده، و آخرين.

و تميّز من بين أقرانه و درّس بالأسدية و المدرسة البيضاء و السيفية و الحلبية و غيرها من مدارس بلاد الروم، و نصّبه السلطان بايزيد خان معلّما لابنه السلطان سليم خان.

و تولّي القضاء بحلب ثم استعفي و عاد إلي بلاده، و اقتصر علي التدريس حتي مات- سنة خمس و ثلاثين و تسعمائة.

______________________________

(1) انظر بحار الأنوار: 106/ 173 (الفائدة 34).

(2): الشقائق النعمانية 231، الكواكب السائرة 2/ 251،

شذرات الذهب 8/ 211، هدية العارفين 2/ 434، معجم المؤلفين 12/ 250.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 289

قال ابنه طاشكبري زاده في «الشقائق النعمانية»: كان له معرفة تامّة بالتفسير و الحديث و أصول الفقه و العلوم الأدبية بأنواعها، و قلّما يقع التفاته إلي العلوم العقلية.

و للمترجم رسائل علي بعض المواضع من تفسير البيضاوي و من «شرح الوقاية» لصدر الشريعة، و رسالة علي «شرح المفتاح» في المعاني و البيان، و أخري في علم الفرائض، و غير ذلك.

3290 مصلح الدين القسطلاني «1»

(..- 901 ه) مصطفي بن محمد، مصلح الدين القسطلاني، الرومي، الحنفي.

أخذ عن علماء عصره، و لازم خضر بيك.

و درّس في بعض المدارس قبل أن يصبح مدرّسا في إحدي المدارس الثمان.

ثم ولي قضاء بروسة، فقضاء أدرنة، فقضاء القسطنطينية، ثم قلّده محمد خان في أواخر سلطنته قضاء العسكر في ولاية روم إيلي، و عزله بايزيد خان.

و كان مولعا بالتدريس، و يدّعي أنّه يأنس من نفسه القدرة علي إلقاء (24)

______________________________

(1): الشقائق النعمانية 87، الكواكب السائرة 1/ 306، كشف الظنون 1/ 499، 854، 2/ 1145، 2024، و غيرها، شذرات الذهب 8/ 11، البدر الطالع 2/ 308، هدية العارفين 2/ 433، معجم المؤلفين 12/ 282.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 290

درسا في اليوم الواحد، و يري عصريّه مصطفي بن يوسف المعروف بخواجه زاده أنّه قادر علي حل جميع المشكلات و علي إحاطة علوم كثيرة في مدة يسيرة، إلّا أنّه- كما يقول- إذا أخطأ بحكم البشرية لا يرجع عن ذلك.

و للمترجم مؤلفات، منها: رسالة علي «الوقاية» في الفقه في قوله سال إلي ما يطهر، حاشية علي المقدمات الأربع من «التوضيح» في أصول الفقه لعبيد اللّه المحبوبي البخاري، رسالة في تفسير قوله تعالي: فسحقا لأصحاب السّعير، حاشية علي

«شرح العقائد» لسعد الدين التفتازاني، و رسالة في سبعة إشكالات علي «المواقف» في علم الكلام لعبد الرحمن الإيجي.

توفّي بالقسطنطينية سنة- إحدي و تسعمائة، و دفن إلي جوار الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري.

3291 راست گو «1»

(..- حيا 969 ه) منصور بن عبد اللّه الشيرازي، الشهير ب (راست گو) «2».

كان من فقهاء الإمامية، عالما بأصول الفقه، محققا.

______________________________

(1): روضات الجنات 7/ 197 ضمن ترجمة الدشتكي برقم 623، أعيان الشيعة 10/ 141، ريحانة الأدب 2/ 290، طبقات أعلام الشيعة 4/ 257، الذريعة 4/ 514 برقم 2280 و 6/ 128 برقم 691 و 16/ 243 برقم 966، كشف الحجب و الأستار 331 برقم 1812.

(2) و هي كلمة فارسية تعني: الصادق.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 291

أخذ عن عبد المهيمن بن معين الدين جنيد بن عبد المهيمن.

و قرأ عليه تاج الدين حسين بن شمس الدين الصاعدي كتاب «شرح مختصر الأصول» للشريف الجرجاني «1» في سنة تسع و ستين و تسعمائة، و روي عنه و وصفه بالمحقق المدقق.

و صنّف المترجم كتاب الفصول في شرح «تهذيب الوصول» للعلّامة الحلّي، و يقال له الفوائد المنصورية.

و له حاشية علي شرح الجرجاني علي «مختصر الأصول» لابن الحاجب «2» المالكي.

3292 الدّشتكي «3»

(..- 948 ه) منصور بن صدر الدين الثالث محمد بن غياث الدين الأوّل منصور بن صدر الدين الثاني محمد بن إبراهيم الحسيني، غياث الدين الدشتكي الشيرازي،

______________________________

(1) مضت ترجمته في الجزء التاسع.

(2) مضت ترجمته في الجزء السابع تحت رقم 2513.

(3): كشف الظنون 1/ 350، 449، و 2/ 786، 1117، روضات الجنات 7/ 176 برقم 623، هدية العارفين 2/ 475، إيضاح المكنون 1/ 50، 68، 84، 160 و 2/ 219، 374، 415، و غيرها، الفوائد الرضوية 668، أعيان الشيعة 10/ 141، طبقات أعلام الشيعة 4/ 254، الأعلام 7/ 304، معجم المؤلفين 13/ 19.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 292

الفيلسوف الشيعي، المعروف باستاذ البشر و بالعقل الحادي عشر.

قال في «روضات الجنات»: كان أوحد عصره في الحكمة

و الكلام، بل ألمعيّ زمانه في العلم بشرائع الإسلام.

أخذ العلوم الشرعية عن أبيه «1».

و جدّ في الطلب، و نبغ و هو لا يزال في مقتبل عمره، و آنس من نفسه القدرة علي مناظرة المتكلم الكبير جلال الدين الدواني قبل أن يبلغ العشرين.

و ولّاه طهماسب الصفوي في سنة (936 ه) صدارة البلاد الإيرانية مع السيد نعمة اللّه الحلي، ثم عزل الحلي، فاستقلّ هو بالمنصب، ثم استعفي، و انصرف إلي بلدته شيراز.

تلمّذ عليه ولده صدر الدين محمد «2»، و روي عنه علما جمّا، و نقل عنه في كتابه «الذكري» كثيرا من تحقيقاته و تعليقاته في الحكمة و الكلام و الفقه و غيرها «3».

و أخذ عنه: شمس الدين محمد الخفري، و شاه طاهر بن رضي الدين الإسماعيلي الحسيني الكاشاني.

و أجاز لبعض تلامذته رواية كتاب «فقه الرضا عليه السّلام».

و صنّف عدّة كتب باللغة الفارسية و العربية، منها: تفسير سورة هل أتي (مخطوط)، حاشية علي تفسير «الكشاف» للزمخشري، حجة الكلام لإيضاح محجة الإسلام، تعديل الميزان (مخطوط) في المنطق، آداب البحث و المناظرة (مخطوط) و هو شرح لآداب البحث للعضد الإيجي، الرد علي حاشية «مفتاح العلوم» للسكاكي، إشراق هياكل النور (مخطوط) و هو شرح لهياكل النور للسهروردي رد فيه كثيرا علي

______________________________

(1) المتوفّي (903 ه) و قد تقدّمت ترجمته.

(2) كان حيا (973 ه) و قد مضت ترجمته.

(3) روضات الجنات: 7/ 188.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 293

الدواني، أخلاق منصوري، الأساس في الهندسة، شرح رسالة «إثبات الواجب» لأبيه، و ديوان شعره.

و له فتاوي.

قال ولده صدر الدين محمد: و أفتي والدي و سيدي و أستاذي أستاذ البشر و العقل الحادي عشر قدّس اللّه سرّه بحرمة الشطرنج، و جزم فيها «1».

توفّي بشيراز- سنة ثمان و أربعين

و تسعمائة، و دفن بجوار والده بالمدرسة المنصورية.

3293 ابن الزين البكري «2»

(842- 923 ه) موسي بن أحمد بن موسي بن أحمد الرداد البكري، كمال الدين اليماني الزّبيدي، المعروف بابن الزين (لقب أبيه زين العابدين).

ولد سنة اثنتين و أربعين و ثمانمائة.

و حفظ بعض الكتب، ثم أخذ عن: الطيّب الناشري، و نجم الدين المقري الجبائي، و عمر الفتي، و علي بن محمد الشرعي، و غير هؤلاء.

______________________________

(1) روضات الجنات: 7/ 187.

(2): الضوء اللامع 10/ 176 برقم 752، النور السافر 108، شذرات الذهب 8/ 127، البدر الطالع 2/ 313 برقم 556، إيضاح المكنون 2/ 395، هدية العارفين 2/ 481، معجم المؤلفين 13/ 39.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 294

و درّس الفقه و أقرأ القراءات، و برع في مذهب الشافعية حتي دارت عليه الفتيا ببلده زبيد و عظّمه أهلها و سلاطينها.

تفقّه به ابنه فخر الدين أبو بكر، و أبو العباس الطنبداوي، و عيسي بن عطيفة، و يوسف بن الناصر، و غيرهم.

و صنّف كتاب الكوكب الوقاد في شرح «الإرشاد» في فروع الشافعية، و شرحا صغيرا علي «الإرشاد» أيضا. و له فتاوي جمعها ولده المذكور.

و كانت وفاته في- المحرّم سنة ثلاث و عشرين و تسعمائة بزبيد.

3294 الحجّاوي «1»

(..- 968 ه) موسي بن أحمد بن موسي بن سالم، أبو النجا شرف الدين الحجّاوي «2» المقدسي ثم الدمشقي، شيخ الحنابلة بها.

درس علي عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح الصالحي، و أحمد بن محمد العقيلي، و غيرهما.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 215- 216، شذرات الذهب 8/ 327، النعت الأكمل 124- 125، هدية العارفين 2/ 481، مختصر طبقات الحنابلة 93، الأعلام 7/ 320، معجم المؤلفين 13/ 34.

(2) نسبة إلي حجّة: من قري نابلس. الأعلام.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 295

و درّس و أفتي، و انتهت إليه مشيخة الحنابلة و الفتوي

و التدريس.

أخذ عنه: ولده يحيي الحجّاوي، و إبراهيم بن محمد الأحدب، و أبو النور الشهير بأبي جدّه، و القاضي شمس الدين بن طريف، و أحمد الوفائي المفلحي، و غيرهم.

و صنّف كتاب الإقناع (مطبوع) الذي صار عمدة الحنابلة فيما بعد.

و له أيضا: زاد المستقنع في اختصار المقنع (مطبوع)، و شرح «منظومة الآداب الشرعية» لابن مفلح.

توفّي في- ربيع الأوّل سنة ثمان و ستّين و تسعمائة، و قيل غير ذلك.

3295 نور اللّه التستري «1»

(حدود 824- بعد 914 ه) نور اللّه بن محمد شاه بن مبارز الدين مندة بن الحسين بن نجم الدين محمود المرعشي الحسيني، السيد ضياء الدين التستري، الآملي الأصل، أحد كبار جهابذة علماء الشيعة و عرفائهم.

ولد في حدود سنة أربع و عشرين و ثمانمائة.

و نشأ طالبا للعلم، و توجه في شرح شبابه مع أخيه الأكبر زين الدين علي إلي

______________________________

(1): مجالس المؤمنين 1/ 519، رياض العلماء 5/ 260، طبقات أعلام الشيعة 4/ 270.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 296

بلاد الهند، و رجع إلي بلاده، فأقام في شيراز، و شرع في تحصيل علوم الشريعة، و تلمّذ عند قوام الدين الكربالي، و غيره.

و بذّ أقرانه، و تميز.

ثم عاد إلي بلدته تستر، و ولي بها منصب النقابة، و عقد مجالس الإرشاد، و ناظر، و نشر المذهب، و ارتفعت مكانته عند السلاطين المشعشعية، و عرض عليه علي بن محسن المشعشعي ولاية منصب الصدارة، و ألحّ في الطلب، فأبي.

قال صاحب «مجالس المؤمنين» في حق جدّه المترجم: كان جامعا للعلوم الدينية، مستكملا للمعارف اليقينية، مرجعا للعلماء و الفضلاء.

و لما ولي علي بن محسن المشعشعي الحكم بعد وفاة والده (سنة 914 ه)، قصده إسماعيل الصفوي،- و كان يوم ذاك ببغداد- و أنهي حكمه، و دخل تستر، و وشي

عنده بالمترجم، فأمر بإحضاره في محفّة لكبره و ضعفه، فلما عرف حقيقة حاله، و سعيه في ترويج مذهب أهل البيت عليهم السّلام أكرمه و عظّمه.

و للمترجم كتب، منها: شرح الزيج الجديد، مائة باب في الأسطرلاب، كتاب في الطب، و له رسالة في تفسير قوله تعالي: و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم..).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 297

3296 يحيي البحراني «1»

(..- بعد 970 ه بقليل) يحيي بن الحسين بن عشيرة بن ناصر، شرف الدين بن عز الدين البحراني، المفتي، نزيل يزد.

أخذ عن الفقيه الحسين بن مفلح الصيمري البحراني (المتوفّي 933 ه) و روي عنه، و له منه إجازة تاريخها سنة (926 ه).

و تلمّذ علي فقيه عصره المحقق علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه)، و حصل منه علي إجازة تاريخها سنة (932 ه)، ثم ناب عنه في بلاد يزد.

و مهر في الفقه، و اعتني بالأخبار و الآثار، و شارك في أنواع من العلوم.

و درّس، و أفتي، و جمع، و صنّف.

أخذ عنه: عبد اللّه بن عبد الكريم، و قرأ عليه «تحرير الأحكام الشرعية» «2» للعلّامة الحلي، و علي بن خميس بن عبد اللّه الجزائري، و قرأ عليه عدة كتب و له منه

______________________________

(1): رياض العلماء 5/ 343، 345، 380، روضات الجنات 2/ 325 ضمن ترجمة السيد حسين الكركي برقم 215 و 7/ 169 ضمن ترجمة الشيخ حسين بن مفلح الصيمري برقم 621، أنوار البدرين 78 برقم 19، أعيان الشيعة 10/ 288 و 289، ريحانة الأدب 3/ 202، طبقات أعلام الشيعة 4/ 274، الذريعة 3/ 436 برقم 1583 و 14/ 247 برقم 2414.

(2) و كان عبد اللّه بن عبد الكريم قد كتب نسخة من هذا الكتاب في سنة (967

ه) ثم قرأه علي المترجم له.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 298

إجازة تاريخها سنة (961 ه)، و الحسين بن الحسن الموسوي سبط المحقق الكركي، و عبد الجليل بن أحمد الحسيني القارئ، و قرأ عليه «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلي و له منه إجازة تاريخها سنة (970 ه).

و صنّف عدة كتب، منها: التحفة الرضوية في شرح الرسالة «الجعفرية» في الصلاة لأستاذه الكركي، هداية الناج في شرح رسالة «مناسك الحاج» للكركي، تعليقه علي رسالة «اللمعة في النية» لابن فهد الحلي، نهج الرشاد في معرفة حجج اللّه علي العباد، زبدة الأخبار في فضائل المخلصين الأطهار، مقتل أمير المؤمنين عليه السّلام، مقتل فاطمة عليها السّلام، وفاة الحسن الزكي عليه السّلام «1»، السعادات في الدعاء، تذكرة المجتهدين و تعرف برسالة «مشايخ الشيعة» «2»، تلخيص «مجمع البيان» في التفسير للطبرسي، تلخيص «إرشاد القلوب» للديلمي، تلخيص «المعارف» لابن قتيبة، و رسالة بهجة الخاطر و نزهة الناظر «3».

و له فوائد متفرقة فقهية منها في سند قضاء الصلاة.

و احتمل في «أنوار البدرين» أن يكون يحيي البحراني مؤلف «الشهاب في الحكم و الآداب» (مطبوع) «4» هو نفسه صاحب الترجمة.

أقول: توفي المترجم- بعد سنة سبعين و تسعمائة بقليل تخمينا.

______________________________

(1) قال صاحب «رياض العلماء»: إنّ كتب مقاتله الثلاثة، معروفة متداولة بين أهل البحرين و غيرها.

(2) نقل عنها الأفندي التبريزي كثيرا في كتابه «رياض العلماء».

(3) قال السيد العاملي: فرغ منها مؤلفها (الشيخ يحيي بن الشيخ حسين البحراني) في ربيع الأوّل سنة (967 ه) منها نسخة مخطوطة في مدينة كرمانشاه. أعيان الشيعة: 10/ 289.

(4) و هو غير كتاب «الشهاب في الكلمات النبوية» للقاضي محمد بن سلامة القضاعي المغربي الشافعي الذي اعتني به العلماء كثيرا.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص:

299

3297 المتوكّل علي اللّه «1»

(877- 965 ه) يحيي (شرف الدين) «2» بن شمس الدين بن أحمد «3» (المهدي لدين اللّه) بن يحيي الحسني، اليمني، أحد أئمّة الزيدية.

ولد سنة سبع و سبعين و ثمانمائة.

و قرأ في صغره علي عبد اللّه بن أحمد الشظبي في الفقه، و الكلام، و علي والده في النحو.

و أكمل دراسته في صنعاء، فقرأ في الفقه علي عبد اللّه بن يحيي الناظري، و في الحديث علي محمد بن علي الوشلي.

و قرأ في كثير من الفنون، حتي مهر في الفقه و غيره، و أكبّ علي نشر العلم.

و كان أديبا، شاعرا.

دعا إلي نفسه سنة (912 ه) «4»، و كان بالظفير، و كانت جهات تهامة

______________________________

(1): البدر الطالع 1/ 278 برقم 195، هدية العارفين 2/ 530، الأعلام 8/ 150، معجم المؤلفين 13/ 203، 185، مؤلفات الزيدية 1/ 44، 57، 82، 430 و 2/ 346، 414.

(2) قال في «البدر الطالع»: لصاحب الترجمة اسمان: أحدهما: شرف الدين و هو الذي اشتهر به، و الآخر: يحيي و لم يشتهر به.

(3) المتوفّي (840 ه) و قد مضت ترجمته في الجزء التاسع.

(4) كذا في «البدر الطالع»، و قال في «الأعلام»: إنّه بويع بالإمامة في جبال صنعاء بعد وفاة أبيه (سنة 943 ه).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 300

و اليمن الأسفل إلي السلطان عامر بن عبد الوهاب، فوقعت بينهما مصاولات.

و لما استولي الجراكسة علي صنعاء سنة (921 ه)، و قتلوا السلطان المذكور، و قصدوا صاحب الترجمة، وقع الصلح علي أن يبقون في صنعاء و يبقي هو في (ثلا)، ثم رجعوا إلي بلادهم بعد أن بلغتهم أنباء مقتل سلطانهم قانصوه الغوري، فدانت صنعاء و صعدة و ما بينهما من المدن للمتوكل.

ثم نشبت بينه و بين الأتراك وقائع، خسر

فيها الكثير من جهات اليمن بسبب خلاف شجر بينه و بين ابنه المطهر بن المتوكل، ثم اتفقا علي أن يحتفظ الأب بالإمامة، و يتولي الابن سياسة البلاد، فاستقرّ المترجم في كوكبان ثم انتقل إلي ظفير حجة، و فقد بصره، و توفّي بها- سنة خمس و ستين و تسعمائة.

و قد أخذ عنه: القاضي علي بن عبد اللّه بن علي، و السيد عبد اللّه بن القاسم ابن الهادي العلوي، و القاضي الحسين بن محمد بن علي المسوري، و صلاح بن يحيي ابن محمد الشطبي.

و كتب إجازة للسيد أحمد بن عبد اللّه، و القاضي محمد بن علي الضمدي التهامي.

و صنّف جملة من الكتب، منها: الأثمار في فقه الأئمة الأطهار اختصر به «الأزهار» لجدّه المهدي، حقيقة السّكر، الإحكام في أصول المذهب، المانعة في استعمال المحرمات و يبحث في علة تحريم الحشيش و القات و غيرهما، قصيدة القصص الحق في مدح و ذكر معجزات سيد الخلق في مائة و خمسين بيتا، رسالة الادّخار، و الإمامة و الحسبة، و له أجوبة مسائل.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 301

3298 المقرائي «1»

(908- 990 ه) يحيي بن محمد بن حسن بن حميد الحارثي المذحجي، المقرائي «2» اليمني، الزيدي.

كان فقيها، أصوليا، مشاركا في عدة فنون.

ولد سنة ثمان و تسعمائة.

و أخذ عن جماعة، منهم: محمد «3» بن يحيي الصعدي المعروف ببهران (المتوفّي 957 ه)، و محمد بن أحمد مرغم، و محمد بن أبي بكر الشافعي، و غيرهم.

و رحل إلي مكة، و لقي ابن حجر الهيتمي، و أخذ عنه جماعة من العلماء.

و صنّف كتبا، منها: الوابل المغزار في شرح «الأثمار في فقه الأئمة الأطهار» للمتوكل «4» علي اللّه، فتح الغفار انتزعه من كتابه الوابل المغزار، الشموس و الأقمار الطالعة

من أفق فتح العزيز الغفار، مصباح الرائض في الفرائض، النور الفائض

______________________________

(1): البدر الطالع 2/ 341، هدية العارفين 2/ 531، إيضاح المكنون 2/ 491، 637، 699، الأعلام 8/ 168، معجم المؤلفين 13/ 223، مؤلفات الزيدية 1/ 287، 336، و 2/ 218، 305، 454 و 3/ 24، 98.

(2) مقري: بالضم ثم السكون، وراء، و ألف مقصورة تكتب ياء لأنّها رابعة: قرية علي مرحلة من صنعاء و بها معدن العقيق. معجم البلدان: 5/ 173.

(3) تقدّمت ترجمته في هذا الجزء.

(4) يحيي بن شمس الدين بن أحمد (المتوفّي 965 ه)، و قد مضت ترجمته.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 302

في شرح «المصباح الرائض»، التلخيص في شرح «مقدمة الأزهار» في أصول الفقه، تنقيح الفوائد و تقييد الشوارد في تبيين المقاصد و تصحيح العقائد، المذاهب الفقهية في أصول العدلية، و نزهة الأنظار و فكاهة الأخيار ذكر فيه بعض مؤلفات الزيدية و بعض طرقهم.

توفّي سنة تسعين و تسعمائة.

3299 التاذفي «1»

(871- 959 ه) يحيي بن يوسف بن عبد الرحمن الرّبعي، نظام الدين أبو المكارم الحلبي التاذفي «2»، الحنبلي.

ولد في حلب سنة إحدي و سبعين و ثمانمائة.

و درس بها و بمصر الفقه و غيره علي جماعة، منهم: أبوه يوسف، و محب الدين أبو الفضل محمد «3» بن محمد ابن الشحنة الحنفي، و جمال الدين يوسف بن شاهين سبط ابن حجر.

و ناب عن أبيه في قضاء الحنابلة بحلب و سنّه دون العشرين، ثم استقل به

______________________________

(1): الكواكب السائرة 2/ 260، شذرات الذهب 8/ 324، إعلام النبلاء 6/ 11، الأعلام 8/ 178.

(2) نسبة إلي تاذف: قرية بينها و بين حلب أربعة فراسخ. معجم البلدان: 2/ 6.

(3) المتوفّي (890 ه)، و قد تقدّمت ترجمته في الجزء التاسع تحت رقم 3042.

موسوعة طبقات

الفقهاء، ج 10، ص: 303

بعد وفاته (سنة 900 ه)، و استمر إلي أن احتل الترك العثمانيون بلده سنة (922 ه)، فذهب إلي دمشق و مكث بها مدة.

ثم قطن مصر، و ولي بها نيابة قضاء الحنابلة بالصالحية النجمية و بغيرها، و توفّي فيها سنة تسع و خمسين و تسعمائة.

و للمترجم نظم قليل، و ثبت في (21) ورقة يتضمن مروياته بأسانيدها.

3300 ابن أبجق «1»

(..- 929 ه) يوسف بن إسكندر بن محمد بن محمد، القاضي جمال الدين أبو المحاسن الحلبي الشهير- كوالده- بابن أبجق، الفقيه الحنفي.

تفقّه علي الزين عبد الرحمن بن فخر النساء.

و سمع علي: إبراهيم القلقشندي، و محمد بن جرباش، و أجازاه بجميع ما يجوز لهما و عنهما روايته.

و تولّي قضاء حلب فكان آخر قاض حنفي في الدولة الجركسية، و حينما قامت الدولة الرومية السليمية تولّي بحلب تدريس المدرسة الحلوية و بعض الوظائف الأخري.

______________________________

(1): الكواكب السائرة 1/ 315، شذرات الذهب 8/ 168، إعلام النبلاء 5/ 409 برقم 723، معجم المؤلفين 13/ 274.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 304

ثم رحل للقاهرة فأكرمه كافلها خير بك الأشرفي، و تولّي مشيخة المؤيدية.

و حجّ و رجع للقاهرة مريضا فتوفّي في- صفر سنة تسع و عشرين و تسعمائة.

ألّف رسالة تتضمن تقوية مذهبه في عدم رفع اليدين قبل الركوع و بعده.

3301 ابن المبرد «1»

(840- 909 ه) يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي القرشي العدوي، جمال الدين أبو المحاسن الصالحي الدمشقي، المعروف بابن المبرد، و ابن عبد الهادي.

كان فقيها حنبليا، محدّثا، مشاركا في العربية و التصوّف و التفسير.

ولد بدمشق سنة أربعين أو إحدي و أربعين و ثمانمائة.

و أخذ العلم عن: محمد و عمر العسكريين، و التقيّين الجراعي و ابن قندس، و البرهانين ابن مفلح و الزرعي، و علاء الدين المرداوي، و أحمد المصري.

و أخذ الحديث عن أصحاب ابن حجر و غيره، و غلب عليه الفقه و الحديث.

و درّس و أفتي، و ناب في القضاء.

______________________________

(1): الضوء اللامع 10/ 308 برقم 1179، كشف الظنون 1/ 743 و..، شذرات الذهب 8/ 43، النعت الأكمل 67، إيضاح المكنون 1/ 22 و..، هدية العارفين 2/ 560، مختصر

طبقات الحنابلة 83، الأعلام 8/ 225، معجم المؤلفين 13/ 289.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 305

و صنّف كتبا و رسائل كثيرة، منها: مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام (مطبوع)، الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي، الفتاوي الأحمدية، التبيين في طبقات المحدّثين المتقدمين و المتأخرين، الرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة، صدق التشوّف إلي علم التصوّف، إيضاح القضيّة بمعرفة الأدوية الطبيّة، غاية السؤل إلي علم الأصول، تحفة الوصول إلي علم الأصول، رسالة في الطلاق سمّاها سير الحاث (مطبوعة)، رسالة الحسبة (مطبوعة)، و الاختلاف بين رواة البخاري.

توفّي في- المحرم سنة تسع و تسعمائة.

3302 العيثاوي «1»

(898- 976 ه) يونس بن عبد الوهاب بن أحمد بن أبي بكر، شرف الدين العيثاوي «2»، الدمشقي، الشافعي.

ولد سنة ثمان و تسعين و ثمانمائة.

و أخذ عن: تقي الدين أبو بكر بن محمد البلاطنسي، و تقي الدين أبو بكر

______________________________

(1): الكواكب السائرة 3/ 222، كشف الظنون 1/ 884، هدية العارفين 2/ 573، إيضاح المكنون 1/ 358، الأعلام 8/ 262، معجم المؤلفين 13/ 349.

(2) نسبة إلي عيثا: قرية من قري البقاع العزيزي من ضواحي دمشق، و يقال في النسبة إليها عيثوي أيضا. خلاصة الأثر: 1/ 371 (ترجمة أحمد بن يونس).

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 306

ابن عبد اللّه ابن قاضي عجلون، و تقي الدين أبو بكر القاري، و السيد كمال الدين محمد بن حمزة الحسيني، و غيرهم.

و تعاطي صناعة الشهادة، ثم ولي إمامة و خطابة الجامع الجديد (و يقال له الجامع المعلق).

و أقرأ الفقه و غيره، فأخذ عنه: ولداه أحمد و تاج الدين، و الأخوان أحمد و عمر ابنا أبي بكر ابن الموقع.

و صنّف كتبا، منها: الجامع المغني لأولي الرغبات في الفقه، شرح «الورقات» في أصول الفقه

لأبي المعالي الجويني، تصحيح الغاية، توضيح التصحيح، و ديوان خطب.

و له رسالة في تحريم شرب قهوة البن.

توفّي بدمشق- سنة ست و سبعين و تسعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 307

الفقهاء الذين لم نظفر لهم بترجمة وافية

1- إبراهيم بن أحمد بن يعقوب الكردي، برهان الدين القصيري الحلبي المعروف بفقيه اليشبكية

(..- 933 ه): درس بحلب و دمشق و القاهرة، و سمع الحديث من الموفّق أبي ذر كما قرأ علي البدر بن قاضي شهبة و النجم و التقي ابني قاضي عجلون، و اهتمّ بالعلوم العقلية و النقلية و برع، و تلمّذ عليه كثيرون في الفقه و العربية و التفسير و القراءات و غير ذلك.

الكواكب السائرة 1/ 106

2- إبراهيم بن أحمد المحلّي اليمني الظفيري، المعروف بالراغب، و الملقب بصارم الدين

(..- 983 ه): فقيه زيدي، أخذ عن السيد عبد اللّه بن القاسم العلوي و السيد عبد اللّه بن المتوكّل علي اللّه يحيي الحسيني، و أخذ عنه المهلا بن سعيد الشرفي.

ملحق البدر الطالع 4 برقم 3

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 308

3- إبراهيم بن ولي (والي) بن نصر، برهان الدين المقدسي ثم الغزي

(..-- 960 ه): فقيه حنفي، ناظم. زار حلب سنة (946 ه) قادما من بغداد، و صنّف رسالة تحفة العبيد فيما ورد في الخيل و الرماية و الصيد، و الدرّة البرهانية نظم بها الأجرومية، فقد بعد عودته إلي بلاده من بلاد الروم سنة (960 ه).

الكواكب السائرة 2/ 81 الأعلام 1/ 78

4- أبو طالب بن أبي الفتح الحسيني، الشيرازي

(..- حيّا بعد 930 ه): فقيه إمامي، أصولي، معاصر للسلطان طهماسب الصفوي. كتب رسالة في أصول الفقه، و حاشية علي الفوائد الضيائية في النحو لعبد الرحمن الجامي. و قد ترجم الطهراني ل (أبو طالب الأسترآبادي) المعاصر لطهماسب أيضا، و قال: ألّف كتاب «حدائق اليقين في فضائل المتقين».

رياض العلماء 5/ 466 طبقات أعلام الشيعة 4/ 111

5- أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن خليل، شهاب الدين أبو العباس الحاضري الأصل، الحلبي الحنفي، المعروف بابن خليل

(..- 913 ه): أخذ عن برهان الدين الحلبي، و كان يفتي بحلب و يعظ بجامعها، و كان كثيرا ما يتمثّل بقول الشاعر:

و كان فؤادي خاليا قبل حبّكم و كان بذكر الخلق يلهو و يمرح

فلمّا دعا قلبي هواك أجبته فلست أري قلبي لغيرك يصلح

الكواكب السائرة 1/ 130

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 309

6- أحمد بن تركي بن أحمد المنشليلي المصري

(..- 979 ه): فقيه مالكي، له حواش و شروح، منها: شرح علي «المنظومة الجزائرية» في التوحيد و شرح «العشماوية» في الفقه، و كانت وفاته بالقاهرة.

الأعلام 1/ 106

7- أحمد باشا بن خضر بك بن جلال الدين الرومي

(..- 927 ه): من علماء الحنفية، له مشاركة في الأصول و الفروع. تنقّل في المناصب و ولي القضاء ثم عين مفتيا بمدينة بروسة، و مات بها.

شذرات الذهب 8/ 149 الفوائد البهيّة 21

8- أحمد بن الصايغ، شهاب الدين المصري، الحنفي

(..- حدود 934 ه): أخذ عن أمين الدين الأقصرائي، و تقي الدين الشمني، و الكافيجي، و الأمشاطي.

و أجيز بالإفتاء و التدريس، فدرّس في «تفسير البيضاوي» و غيره. و كان عالما بالعلوم الشرعية و العقلية و الطبّ.

الكواكب السائرة 2/ 116

9- أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق، شهاب الدين السنباطي المصري، الشافعي

(..- 950 ه): أخذ عن والده (المتوفّي 931 ه) و وعظ في حياته بالمسجد الحرام و ولي تدريس الخشابية بمصر. قال الشعراوي: كان مفننا في العلوم الشرعية و له الباع الطويل في الخلاف و معرفة مذاهب المجتهدين.

الكواكب السائرة 2/ 111

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 310

10- أحمد بن عبد الرحمن المسكدادي التيزركيني المغربي السوسي

(..- 958 ه):

فقيه مالكي، صوفي. أخذ عن علماء فاس، و صنّف منظومة في العقائد، و كتابا في التصوّف، و فتيا (مطبوع).

الأعلام 1/ 147

11- أحمد بن عبد القادر بن محمد بن عمر، بهاء الدين النعيمي الدمشقي ثم الأسلامبولي، الشافعي ثم الحنفي

(924- 998 ه): كان خطيب السليمانية و إمام آيا صوفية بالقسطنطينية، فقيها عارفا بالتفسير و الأدب. حضر دروس بدر الدين الغزّي و تقلّبت به الأحوال بدمشق ثم سافر إلي الروم، فصار له قبول بها في زمن السلطان سليم و ولده مراد. و توفّي هناك. له جواهر القرآن.

الكواكب السائرة 3/ 119 معجم المفسّرين 1/ 45

12- أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بامخرمة

(866- 911 ه): أخذ عن والده الفقيه عبد اللّه، و حفظ «جامع المختصرات» و برع في الفقه و الفرائض و الحساب. أخذ عنه محمد بن عمر باقضام و غيره من علماء اليمن.

النور السافر 57

13- أحمد بن عثمان بن محمد بن عثمان، شهاب الدين المعمودي اليمني

(..-

- 965 ه): فقيه شافعي، مفت، صوفي. ولد بزبيد و درّس بتعز و توفي بها.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 311

و كانت تأتيه الفتاوي من البلاد البعيدة. قال العيدروسي: و كانت الباشوات تعظّمه و تخضع لهيبته.

النور السافر 233

14- أحمد بن عثمان السمرقندي، شهاب الدين الخطابي الشهير بمنلازاده

(..-

- حدود 901 ه): فقيه شافعي، مقرئ، عالي السند في القراءات. دخل حلب و دمشق و أخذ عنه أهلها و منهم السيوفي. من كتبه شرح «هداية الحكمة» و كتاب جمع فيه من «الهداية» و «المحرّر».

شذرات الذهب 8/ 2

15- أحمد بن علي بن أحمد، القاضي شهاب الدين أبو حامد المصري الشهير بالشيشني

(..- 919 ه): فقيه حنبلي. ولد بمصر و قرأ علي علمائها و علي والده نور الدين و القاضي نصر اللّه بن أحمد الكناني. و تميّز و تولّي القضاء بمصر خمس عشرة سنة.

النعت الأكمل 91

16- أحمد بن علي بن البهاء بن عبد الحميد، شهاب الدين البغدادي المعروف بابن البهاء

(870- 927 ه): أخذ العلم عن أبيه و أبي الفتح و أبي عبد اللّه رزيق، و درّس و ناب في القضاء ثم انتهت إليه رئاسة المذهب الحنبلي، و قصد بالفتاوي.

شذرات الذهب 8/ 149 النعت الأكمل 100 مع حاشية طبعة دار الفكر

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 312

17- أحمد بن علي بن شهاب، شهاب الدين الشعراوي، الشافعي

(..-

- 907 ه): درس علي والده نور الدين، و كان فقيها نحويا مقرئا فرضيا. صنّف في الحديث و النحو و الأصول و المعاني و البيان، فنهبت مؤلفاته.

الكواكب السائرة 1/ 138

18- أحمد شريف بن علي بن علوي خرد اليمني، الشافعي، من آل باعلوي

(904، 905- 957 ه): تفقّه علي عبد اللّه بن عبد الرحمن بأفضل و محمد بن عبد الرحمن الأسقع، و برع و أشير إليه بالفتوي و رئاسة المذهب، و ولي قضاء وادي ابن راشد ثم عزل.

النور السافر 223

19- أحمد بن علي بن قاسم، أبو العباس الزقّاق المغربي

(..- 931، 932 ه):

فقيه مالكي، متكلم، مناظر. أخذ عن أبيه و غيره، و برع، و تفقّه عليه كثير من أهل فاس منهم: ابن أخيه عبد الوهاب الزقاق. و شرح منظومة أبيه في القواعد و بعض «الرسالة» و «المدونة» و «مختصر خليل».

نيل الابتهاج 139 برقم 138

20- أحمد بن عمر بن محمد أقيت بن عمر التكروري التنبكتي، المعروف بالحاج أحمد

(حدود 862- 942 ه): فقيه مالكي، نحوي، عروضي. درس علي جدّه، و خاله مختار، و السيوطي، و غيرهما. و جمع كثيرا من الفوائد و التعاليق.

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 313

و درّس فأخذ عنه أخوه القاضي محمود، و غيره.

نيل الابتهاج 137 برقم 135

21- أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن عقبة

(..-..): فقيه زيدي، أديب، شاعر. قرأ بصنعاء علي محمد بن أحمد مرغم و علي بن عبد اللّه الرقيمي، و أقام في هجرة الأبناء فترة طويلة. له شرح «التذكرة الفاخرة في فقه العترة الطاهرة» للحسن بن محمد النحوي، و العرائس العقبية في الجهات الشظبية و هي قصيدة في مقاصد عدّة.

أعلام المؤلفين الزيدية (مخطوط) 1/ 106 برقم 151

22- أحمد بن محمد بن داود، شهاب الدين المنزلاوي الدمياطي

(قبل 871-- 951 ه): فقيه شافعي، محدّث، صوفي. كان يخدم الفقراء و يقري الضيوف في بلده كما كان والده يفعل.

الكواكب السائرة 2/ 106

23- أحمد بن محمد بن عثمان، شهاب الدين أبو العباس الحلبي الشهير بابن أمير غفلة

(..- 915 ه): فقيه حنفي، حيسوب، فرضي. تلمّذ علي الحيسوب يوسف الأسعردي و لم يزل يتعاطي صنعة التجارة إلي أن توفّي. له شرح علي «نزهة الحساب» لابن الهائم.

الكواكب السائرة 1/ 126 هدية العارفين 1/ 138

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 314

24- أحمد بن محمد بن يوسف، أبو العباس الصنهاجي الشهير بالدقّون

(..- 921 ه): فقيه مالكي، شاعر، كان خطيبا بجامع القرويين. ولد و نشأ بغرناطة و انتقل مع أبيه إلي فاس و أخذ عن الصغير و ابن غازي و المواق، و أخذ عنه أبو القاسم بن إبراهيم و غيره. وجد له كتاب باسم «بداية التعريف بشرح شواهد سيدي الشريف».

نيل الابتهاج 136 برقم 131 الأعلام 1/ 232

25- أحمد بن محمود بن عبد اللّه الرومي المعروف بابن حامد

(..- حيّا سنة 967 ه): فقيه حنفي. درّس بمدارس الروم و ولي قضاء حلب، و كان عنده حدّة و مبادرة إلي التعزير، و قد عزل سنة (967 ه). له حاشية علي «الهداية» في فقه الحنفية، و شرح «المفتاح» للجرجاني.

الكواكب السائرة 3/ 124

26- أحمد بن يونس بن محمد، أبو العباس شهاب الدين المصري القاهري المعروف بابن الشلبي

(..- 947 ه): فقيه حنفي. له مصنّفات منها:

حاشية علي «شرح الكنز» للزيلعي (مطبوع)، الفتاوي جمعها حفيده علي بن محمد و رتّبها علي أبواب «الكنز»، و الدرر الفرائد.

الأعلام 1/ 276

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 315

27- أحمد البرلسّي المصري الملقب بعميرة

(..- 957 ه): فقيه شافعي. أخذ عن عبد الحق السنباطي و برهان الدين بن أبي شريف و نور الدين المحلّي.

درّس و أفتي، و انتهت إليه الرئاسة في تحقيق المذهب. له حاشية علي «شرح منهاج الطالبين» للمحلّي (مطبوع)، الكواكب السائرة 2/ 119 الأعلام 1/ 103

28- إدريس بن اسنار

(..- حيّا 963 ه): عالم إمامي. كتب بخطّه «شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام» و له عليه جملة من الحواشي و التعليقات و التصحيحات.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 19 (ق 10)

29- إدريس بن جابر بن علي بن عوارض العيزري اليمني، القاضي

(..-

- 999 ه): فقيه زيدي، عارف بالخلاف، محقق. درّس كتاب «التذكرة» في الفقه أكثر من أربعين مرّة. و كان والده جابر من العلماء أيضا.

ملحق البدر الطالع 52 برقم 88

30- أسد بن معين الدين الشيرازي، الشافعي، نزيل دمشق

(..- 998 ه):

درس علي علاء الدين بن عماد الدين و بدر الدين الغزي. و درّس بالناصرية و البرانية و أفتي. أخذ عنه حسن البوريني و أحمد بن محمد بن المنقار و محمد بن حسين الحمّامي. و كان عالما بالفقه و الأصلين و العربية.

الكواكب السائرة 3/ 127

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 316

31- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحسيني

(..- حيّا 938 ه): فقيه إمامي، نحوي. له حاشية علي «تذكرة الفقهاء» في الفقه الاستدلالي للعلّامة الحلّي، و منظومة في النحو (1400 بيتا) سمّاها العروس، انتهي من نظمها سنية (938 ه).

طبقات أعلام الشيعة 4/ 21 (ق 10) معجم المؤلفين 2/ 288

32- بابا شيخ علي بن حبيب اللّه بن محمد الجوزداني

(..- حيا 928 ه): عالم إمامي، ارتحل إلي النجف الأشرف، و سمع علي الفقيه علي بن عبد العالي الكركي كتاب «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي، و حصل منه علي إجازة برواية الكتاب المذكور، و رواية جميع ما يجوز له روايته من معقول و منقول و فروع و أصول.

بحار الأنوار 105/ 58 (الإجازة 37) طبقات أعلام الشيعة 4/ 26

33- بخشي خليفة الأماسي

(..- 930 ه): درس العلوم و اختار طريق التصوّف، و صار يجلس للوعظ و التدريس. و كانت له يد طولي في الفقه و التفسير. له رسالة قصّ فيها رؤيته للنبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم في المنام، و معراج العلا في تفسير سورة الإسراء.

الشقائق النعمانية 247 معجم المفسّرين 105

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 317

34- پيله الأشكوري الجيلاني ثم القزويني ثم اللاهيجي

(..-..): قال حفيده قطب الدين محمد بن علي بن عبد الوهاب بن پيله في كتاب «محبوب القلوب» في حق المترجم: كان فقيها صالحا عالما بعلوم اللسان كاللغة و النحو و الصرف و التفسير و المعاني و البيان. انتقل إلي قزوين ثم إلي لاهيجان بأمر السلطان طهماسب الصفوي (المتوفّي 984 ه). و ولده عبد الوهاب كان من الفقهاء و قد توفّي قبل أن يمتدّ به العمر.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 31، 137 (ق 10)

35- تاج الدين بن هلال الجزائري

(..- حيا 964 ه): عالم إمامي، حصّل شطرا من العلوم الشرعية، و التقي الشهيد الثاني بمكة المكرمة، و ذاكره في جملة من المباحث العلمية و الفروع الشرعية، ثم استجازه، فأجازه الشهيد جميع ما جري به قلمه من المصنفات و الحواشي و الفتاوي، و أجاز له أيضا رواية الكتب الأربعة عند الإمامية. و للجزائري تقريظ كتبه علي رسالة «الاجتهاد» لمحمد بن الحارث المنصوري الجزائري.

بحار الأنوار 105/ 143 (الإجازة 52) تراجم الرجال للحسيني 1/ 117 برقم 190

36- جبريل بن أحمد بن إسماعيل، أمين الدين الكردي، الحلبي، الشافعي

(..-

- 930 ه): كان فقيها مفتيا مدرّسا. أخذ الحديث عن علاء الدين بن محمد الألجي و الكمال بن الناسخ و نظام الدين التاذفي. و كان مشغولا بإقراء الطلبة في الفقه و العربية و غيرها.

الكواكب السائرة 1/ 172

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 318

37- جعفر بن علي بن عبد العالي بن محمد الميسي العاملي

(..- حيّا 930 ه):

عالم إمامي، فقيه، محقّق. كان شريك الشهيد الثاني في الدرس و الإجازة من أبيه علي بن عبد العالي.

بحار الأنوار 105/ 129 أمل الآمل 1/ 45 برقم 38

38- جعفر بن محمد العاملي

(..- حيّا 959 ه): فقيه إمامي. قرأ عليه السيد أمير علي كيا كتاب «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» و معظم كتاب «قواعد الأحكام في مسائل الحلال و الحرام» و هما من تصنيف العلّامة الحلّي، ثم أجاز له روايتهما.

بحار الأنوار 105/ 179 (الإجازة 58) طبقات أعلام الشيعة 4/ 38

39- حافظي

(..- حيا قبل 984 ه): فقيه شيعي، شاعر. له منظومة مختصرة بالفارسية في أصول الدين و الطهارة و الصلاة سمّاها التحفة الطهماسبية، نظمها بأمر السلطان طهماسب الصفوي.

أعيان الشيعة 4/ 380

40- حسن بن إسكندر بن حسن بن يوسف النصيبي، الحلبي ثم المصري المعروف بالشيخ حسن

(872- بعد 950 ه): فقيه شافعي، عارف بالقراءات

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 319

و النحو. أخذ عن بدر الدين الغزّي بمصر و دمشق، و قرأ عليه الشعراوي القرآن و «المنهاج» و «الألفية» و «جمع الجوامع» و غير ذلك. توفّي بمصر.

الكواكب السائرة 2/ 134

41- حسن بن سنان الحسيني، الرومي

(..- 975 ه): فقيه حنفي، أصوليّ. أخذ عن أبي السعود العمادي، و خير الدين معلّم السلطان سليمان خان، ثم درّس في عدة مدارس ببروسة و القسطنطينية و غيرهما، و تقلّد القضاء بحلب و مكّة و بروسة و أدرنة.

العقد المنظوم 390 الطبقات السنيّة 3/ 62

42- حسين بن حيدر الحسيني الكركي العاملي

(..- حيّا 981 ه): كان من مشايخ محمد باقر بن محمد الحسيني الشهير بميرداماد، و قد كتب له إجازة علي ظهر رسالة «الجمعة» للشهيد الثاني، ذكر ذلك الأفندي التبريزي و قال: رأيت من مؤلفاته رسالة في الصلاة، و كان تاريخ كتابتها سنة (981 ه). و هو- إن لم يحصل اشتباه فيما ذكر- مغاير للحسين بن حيدر بن علي بن قمر الحسيني المفتي المتوفّي (1041 ه) تلميذ مير داماد لا شيخه.

رياض العلماء 2/ 88 طبقات أعلام الشيعة 4/ 70

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 320

43- حسين بن صديق بن حسين بن عبد الرحمن الحسيني نسبا و بلدا، البدر أبو محمد اليماني

(850- 903 ه): فقيه شافعي، ناظم، أخذ ببلده و نواحيه و بمكة عن أبي بكر بن قيس و أبي القاسم بن مطير و عمر الفتي و إبراهيم جغمان و السخاوي و يحيي العامري. أقرأ الطلبة و سلك طريق التصوّف في آخر عمره.

الضوء اللامع 3/ 144 برقم 556 شذرات الذهب 8/ 20

44- حسين (حسن) بن عبد الغني الفتوحي، أمين الدين الأصفهاني، المعروف بشاة ملا

(..- حيا 960 ه): فقيه إمامي، متكلّم، كتب بخطه رسالة «المعضلات» في إشكالات العلوم الحكمية و الفقهية للسيد عبد الحي بن عبد الوهاب الحسيني الجرجاني، و قابلها مع المؤلف، و حقّق مطالبها، و نقّح دقائقها.

رياض العلماء 2/ 122

45- حسين بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر، بأفضل الحضرمي

(..-

- 979 ه): فقيه شافعي، صوفي. له أخبار صوفية و رسالة في التصوّف سمّاها، الفصول الفتحية و النفثات الروحية فيما يوجب الجمعية و عدم البراح من الحق و الفناء و البقاء بالكلية و الجزئية.

النور السافر 308

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 321

46- حسين بن علي بن محمد بن سودون، عز الدين العاملي الميسي

(..- حيّا 974 ه): فقيه إمامي. له حاشية علي الرسالة «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل، قال الأفندي التبريزي: و هي حاشية حسنة بل شرح مشتمل علي الاستدلال في المسائل.

رياض العلماء 2/ 164 أعيان الشيعة 6/ 127

47- حسين بن غياث الدين الحسيني، اختيار الدين الهروي

(..- 928 ه): كان قاضيا بهراة، متقنا للفقه و العربية. له أساس الاقتباس (مطبوع)، مجالس الملوك، و مقامات حسيني.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 18 الأعلام 2/ 251

48- الحسين بن محمد بن علي بن محمد بن غانم المسوري اليمني

(..- 983 ه):

قاض زيدي، من الزهاد. أخذ عن المتوكّل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني و غيره، و لازم المطهّر بن المتوكل علي اللّه، و نظم الشعر.

ملحق البدر الطالع 90

49- حسين الحسيني الرضوي، السيد رفيع الدين اللنگرودي

(..- حيّا 971 ه):

عالم إمامي، فقيه. له رسالة في الحبوة، فرغ منها سنة (971 ه).

رياض العلماء 2/ 78

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 322

50- رجب بن علي بن أحمد بن محمود، زين الدين اليعفوري الحموي، الشافعي، الشهير بالغزاوي

(..- 960 ه): تلمّذ علي شمس الدين البازلي الكردي و بمصر علي عبد الحق السنباطي و غيره. ثم رحل لدمشق و قرأ علي بدر الدين الغزي، و جمع ثلاث مجلدات من فتاويه، و ظل يراجعه في كثير من المسائل مع تصدّيه ببلده للتدريس و الإفتاء.

الكواكب السائرة 2/ 143

51- رحمة اللّه بن عبد اللّه بن إبراهيم السندي ثم المدني

(قبل 933- 993 ه):

فقيه حنفي. ولد في بلاد السند، و ارتحل إلي المدينة، فأقام بها. له كتب، منها:

مجامع المناسك و نفع الناسك (مطبوع)، لباب المناسك و عباب المسالك (مطبوع)، و رسالة غاية التحقيق و نهاية التدقيق في مسائل ابتلي بها أهل الحرمين الشريفين و غير ذلك. توفّي بمكة و قد ذرّف علي التسعين.

النور السافر 392 الأعلام 3/ 19

52- رضوان بن عبد اللّه، أبو النعيم و قيل أبو الرضا الجنوي الأصل، الفاسي

(912- 991 ه): فقيه مالكي، من الزهاد. أخذ عن الغزواني و محمد الشنقيطي. و أخذ عنه القصّار ر و غيره. و صنّف كتابا في الفقه و خرّج أحاديث «الشهاب» للقضاعي. و له نظم و تقييدات كثيرة.

شجرة النور الزكية 286 برقم 1092 الأعلام 3/ 27 معجم المؤلفين 4/ 165

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 323

53- زكريا بن زكريا، زين الدين المصري

(..- 959 ه): أخذ العلم عن جدّه القاضي زكريا الأنصاري، و البرهان بن أبي شريف و الكمال الطويل، و لبس خرقة التصوّف عن جدّه و عن علي المرصفي. درّس و أفتي و حجّ و هو قاضي الركب المصري.

الكواكب السائرة 2/ 145

54- سالم بن مرتضي بن غنيمة الواسطي الحبوري

(..-..): فقيه زيدي، مفسّر. له من الكتب: تفسير القرآن الكريم، الطراز المنتزع من «المعتمد» في الحديث لمحمد بن يحيي بهران، و شفاء الأوام فيما يعرض للأجسام (أربعون حديثا في الطب من كتاب الطراز السابق).

مؤلفات الزيدية للحسيني 1/ 309، 421 أعلام المؤلفين الزيدية لعبد السلام الوجيه (مخطوط) 1/ 289 برقم 452

55- سليمان بن علي بن سليمان الرومي القراماني، الحنفي

(حدود 844- 924 ه): درّس و ولي مناصب القضاء بأماكن عديدة ثم انقطع للعلم و العبادة. له حواش علي «شرح الوقاية» لصدر الشريعة و رسالة في علم العروض، و حاشية علي «جامع الفصولين»، و تخميس «قصيدة البردة»، و شرح «مجمع البحرين» في الفقه، و مؤلف في الخلافيات.

الطبقات السنية 4/ 56 برقم 934 الأعلام 3/ 130

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 324

56- شرف الدين بن نور اللّه بن محمد شاه بن مندة المرعشي الحسيني، التستري

(..- حيّا 956 ه): عالم إمامي. قرأ علي إبراهيم بن سليمان القطيفي كتاب «إرشاد الأذهان إلي أحكام الإيمان» للعلّامة الحلّي، فأجاز له سنة (944 ه) روايته و تدريسه و رواية سائر مصنّفات الإمامية في المعقول و المنقول، و قال في وصفه: محكم المعارف العقلية و متقن المسائل الشرعية و موضح الدقائق الفرعية. و هو والد نور اللّه (956- 1019 ه) مؤلف «مجالس المؤمنين».

بحار الأنوار 105/ 116 (الإجازة 47) طبقات أعلام الشيعة 4/ 103

57- صالح بن يوسف (سيف) بن الحسين

(..- 930،- 931 ه): كان سلطانا تملّك بلاد بني جبير و شهد له بالشجاعة. قدم دمشق و أخذ عن علمائها كالبدر و أبيه الرضي الغزّيين، و حجّ متخفيا ثم عاد إلي بلاده. و كان فقيها مالكيا مشاركا في النحو و الأصول كما ذكر النجم الغزّي.

الكواكب السائرة 1/ 215 شذرات الذهب 8/ 172

58- صديق بن محمد الجكمي الهيسي، رضي الدين اليماني المعروف بالوزيفي، الشافعي

(بعد 830- 903 ه): أخذ الفقه عن عمر الفتي، و عبد الرحمن بن الطيّب، و الحديث عن يحيي العامري. و تميّز في الحديث و شارك في الفقه و الأصول و النحو. أخذ عنه الفقيه صديق بن موسي و غيره.

شذرات الذهب 8/ 22 الضوء اللامع 3/ 321

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 325

59- صلاح بن يحيي بن محمد بن داود الشظبي اليمني

(..- حيّا 959 ه): فقيه زيدي. أخذ عن المتوكّل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني و له منه إجازة، و السيد عبد اللّه بن القاسم العلوي.

ملحق البدر الطالع 109 برقم 190

60- عبد الباقي بن علاء الدين علي القرصلي الأصل، القسطنطيني، الحنفي

(895- 971 ه): لازم علاء الدين الجمالي، و درّس بأماكن متعددة، و ولي قضاء حلب، ثم قضاء مكة، فقضاء بروسة، و نقل إلي قضاء القاهرة، و عزل ثم أعيد إلي قضاء مكة و عزل. و عاد إلي وطنه فمات بالطاعون. قال طاشكبري زاده: و كان في غاية الميل للرئاسة و الجاه.

العقد المنظوم 360 شذرات الذهب 8/ 359

61- عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عبد اللّه، زين الدين أبو الفرج الحلبي، الحنفي المعروف بابن فخر النساء

(بعد 860- 930 ه): درس علي السخاوي، و كمال الدين ابن أبي الشريف، و زينب الشويكية و غيرهم، و أجاز له شمس الدين البازلي بالإفتاء و التدريس، و قال في وصفه: الجامع بين المعقول و المنقول و المتبحّر في الأصول و الفروع. و قد درّس المترجم بالجاولية و غيرها.

الضوء اللامع 4/ 153 إعلام النبلاء 5/ 414

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 326

62- عبد الرحمن الشامي

(..- حدود 936 ه): فقيه نحوي، صوفي. كان يدرس بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة و يتعمم بالصوف، قال الغزي: له تحقيق في العلوم العقلية و الشرعية.

الكواكب السائرة 3/ 160

63- الأمير عبد الرحيم بن محمد الحسيني، الجرجاني

(..- حيّا 978 ه): فقيه إمامي. صنّف في مشهد السيد عبد العظيم الحسني بالرّي كتابا في الفقه سمّاه التحفة الشاهية.

رياض العلماء 3/ 111 الذريعة 3/ 444 برقم 1610

64- عبد العزيز بن جمال الدين محمد بن شمس الدين محمد، عماد الدين الأفرزي

(..-..): عدّه الطهراني من الشيعة، و هو من أتباع عبد اللّه بن قطب بن محيي بن محمود الأنصاري الخزرجي السعدي الشيرازي، و قد كتب له القطب المذكور رسالة سمّاها «أبواب الخير» أجاز له فيها عن مشايخه و عبّر عنه بوليّي في اللّه الفقيه.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 124 (ق 10) الذريعة 1/ 78 برقم 373

65- عبد العلي بن محمد بن حسين البيرجندي

(..- 934 ه): فقيه حنفي، أصولي، فلكي، له يد في العلوم الرياضية. له شرح «النقاية في مختصر الوقاية» في فقه الحنفية، و شرح «المنار» للنسفي في الأصول، و شرح «مختصر التذكرة

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 327

النصيرية» و شرح «الفوائد البهيّة» في الحساب. و كان له ميل و محبّة لأهل البيت عليهم السّلام و قد ترجم له العلّامة الطهراني في طبقاته.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 125 الأعلام 4/ 30

66- عبد العلي بن محمود الجابلقي

(..- حيّا حدود 990 ه): عالم إمامي، فقيه.

روي عنه محمد باقر بن محمد الحسيني المعروف بالداماد (المتوفّي 1041 ه)، و كتب شرحا علي «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل. و ليس هو خال محمد ابن علي بن خاتون العاملي، بل أنّ خال ابن خاتون هو بهاء الدين العاملي، و احتمل غير واحد أن يكون المترجم متّحدا مع عبد العلي بن محمد بن زين العابدين الذي أكمل «الحاشية علي المختصر النافع» لعلي الكركي و سمّاه «تكملة الدرر في شرح حاشية المختصر».

رياض العلماء 3/ 151، 152 طبقات أعلام الشيعة 4/ 126، 5/ 327، 332 مع موسوعات رجال الشيعة 3/ 123

67- عبد القادر بن أحمد القصيري الملقب بمحيي الدين، و المعروف بالبكراوي

(..- 963 ه): فقيه شافعي، فرضي. تفقّه بالسيد كمال الدين ابن حمزة الدمشقي، و برهان الدين العمادي الحلبي. و درّس في حلب بالفردوس و الجامع الكبير، و ناب في القضاء.

الكواكب السائرة 2/ 174 إعلام النبلاء 6/ 27 برقم 866

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 328

68- عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي العاملي

(..- حيّا 988 ه): فقيه إمامي. كتب بخطّه عدّة كتب فقهية لعلماء الطائفة، و أجاز له والده الفقيه إبراهيم بالنجف الأشرف سنة (975 ه)، و كان الشهيد الثاني قد أجاز له ضمن الإجازة التي كتبها لوالده سنة (957 ه)، و هو والد الفقيه الشهير لطف اللّه الآتية ترجمته في القرن الحادي عشر إن شاء اللّه. و لعل عبد الكريم بقي إلي ذلك القرن.

بحار الأنوار 105/ 180 طبقات أعلام الشيعة 4/ 127، 5/ 338 رياض العلماء 4/ 417 (ضمن ترجمة ولده لطف اللّه)

69- عبد الكريم بن عبد اللّه الرومي، الحنفي

(..- حدود 901 ه): كان من المماليك فطلب العلم، و قرأ علي الطوسي و سنان العجمي، ثم درّس و تولّي قضاء العسكر و الإفتاء حتي مات. له حواش علي أوائل «التلويح» للتفتازاني في الأصول.

الشقائق النعمانية 95 كشف الظنون 1/ 497

70- عبد الكريم بن ناصر الدين، كريم الدين البرموني المصرّاتي

(893- بعد 998 ه): فقيه مالكي، محدّث، ذو سند عال. درس علي الأخوين الشمس و الناصر اللقانيين، و ابن حجر الهيثمي، و عبد القادر الفاكهاني. و رحل لمكة

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 329

فأخذ عن عبد السلام الأسمر. و أخذ عنه إبراهيم اللقاني، و النور الأجهوري. له شرح علي «المختصر» لخليل الجندي.

شجرة النور الزكية 281 برقم 1059 الأعلام 4/ 57

71- عبد اللّه بن أحمد سرومي الشحري اليمني

(..- 943 ه): فقيه شافعي. ولد بالشحر و نشأ بها و أخذ عن عفيف الدين المعروف بالحاج، و درس بزبيد علي كمال الدين موسي بن الزين، و جمال الدين القمّاط. ولي قضاء بلده و توفّي بمكة قبل أن يحج.

شذرات الذهب 8/ 252

72- عبد اللّه بن أحمد الناصح

(..- 980 ه): فقيه زيدي. أخذ عن السيد عبد اللّه بن القاسم العلوي، و عبد اللّه بن مسعود الحوالي، و غيرهما.

ملحق البدر الطالع 127 برقم 230

73- عبد اللّه بن عمر بن سليمان بن عمر الكناوي الصفدي، الشافعي

(قبل 832- 912 ه): كان يفتي أهل بلدته و يقرئ الطلبة في الفقه و الفرائض و الحديث و النحو. و كان مؤثرا للصمت و العزلة عن الناس لا يحضر إلّا للتدريس و قراءة «صحيح البخاري» توفّي ببلدته كفركنا (من أعمال صفد).

الكواكب السائرة 1/ 218

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 330

74- عبد اللّه بن محمد بن أحمد، بأفضل العدني، الفقيه الشافعي

(..- 942 ه):

تفقّه بوالده الفقيه محمد، و تصدّي بعده للتدريس بمسجد المدرسة بعدن، ثم عمي في آخر عمره، و تطبّب فردّ بصره. ذكره العيدروسي و قال: إنّه شيخ والده.

النور السافر 187

75- عبد اللّه بن محمد بن حكم بن سهل اليمني الحضرمي المعروف ب (باقشير)

(..- 958 ه): فقيه شافعي، متصوّف. أخذ العلم عن أبي بكر العيدروس، و عبد اللّه بن الحاج، و عبد الرحمن باعلوي، و صنّف قلائد الخرائد و فرائد الفوائد في الفقه، و رسالة في الفرج و السعادة و الخير في مناقب بني قشير.

شذرات الذهب 8/ 321 الأعلام 4/ 128

76- عبد اللّه بن محمد بن مسعود، أبو محمد التّمكروتي المرعوي الدرعي

(..- بعد 980 ه): فقيه مالكي. أخذ عن محمد بن مهدي عالم درعة. له شرح علي «المختصرر» لخليل، و شروح علي الأجرومية و «لامية الأفعال» و «الروض اليانع في فوائد النكاح» و «آداب المجامع».

شجرة النور الزكية 285 برقم 1084 الأعلام 4/ 128

77- عبد المعطي بن أحمد بن محمد السخاوي، المدني

(..- حيّا حوالي 960 ه):

فقيه مالكي. له تآليف عدّة، منها: فتح الحميد في التفسير، شرح الشامل، و تاريخ المدينة.

نيل الابتهاج 287 برقم 356

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 331

78- عبد النبي بن أحمد بن محمد بن عبد القدوس الهندي

(..- 990 ه): فقيه حنفي، باحث. له كتب منها: سنن الهدي في متابعة المصطفي، و وظائف اليوم و الليلة النبوية. عارض السلطان جلال الدين محمد أكبر، فسجنه ثم أمر بخنقه، فمات في السجن.

الأعلام 4/ 171

79- عبد النبي بن علي بن أحمد بن محمد العاملي النباطي

(..- حيا قبل 966 ه): فقيه إمامي، أديب شاعر، عابد. روي عن أخيه الشهيد الثاني زين الدين بن علي (المتوفّي 966 ه)، و عن علي بن عبد العالي الميسي، و روي عنه ولده حسن بن عبد النبي.

أمل الآمل 1/ 116 برقم 112

80- عبد الواحد المغربي المالكي، نزيل دمشق

(..- 944 ه): قرأ علي ابن طولون النحو، و سمع عليه الحديث كثيرا، و أخذ فقه المالكية عن أبي الفتح المالكي و برع فيه و درّس بالجامع الأموي. و كان يقرئ الأطفال بالكلاسة ثم بالأمينية.

الكواكب السائرة 2/ 185

81- عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي، تاج الدين العرضي الأصل، الحلبي

(..- 967 ه): فقيه شافعي. تفقّه علي برهان الدين العمادي و سمع

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 332

من زين الدين عمر الشماع، ثم أفتي بحلب و درّس بجامعها الأعظم، و صنّف كتاب مصباح المشكاة في عدم الحرج من الزكاة، و شرح «مراح الأرواح» في التصريف و سمّاه فتح الفتّاح بقوت الأرواح.

هدية العارفين 1/ 640 إعلام النبلاء 6/ 45 برقم 888

82- عثمان اليمني، الزيدي

(..-..): كاتب، له معرفة في فروع الفقه و لا يخلو من لمسة في غيره، له شرح علي «الأزهار» في الفقه.

أعلام المؤلفين الزيدية لعبد السلام الوجيه (مخطوط) 1/ 408 برقم 676

83- عطية بن إبراهيم بن علي

(..- حيّا 968 ه): فقيه إمامي. أجاز له محمود ابن محمد بن علي اللاهيجي، و قال في وصفه: الشيخ الكبير و العالم النحرير و بقيّة من السلف الصالحين.. العالم الجليل و الفاضل النبيل التقي النقي.

رياض العلماء 3/ 319

84- علي بن إبراهيم بن سليمان القطيفي

(..-..): عالم إمامي. تلمّذ عليه السيد محمد علي بن سلطان محمد العريضي الحسيني، و شرح ترددات «النافع في مختصر الشرايع» في الفقه للمحقّق الحلّي. و كان والده إبراهيم (المتوفّي بعد 945 ه) من مشاهير الفقهاء.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 159 (ق 10)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 333

85- علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن مكابر، جمال الدين الشظبي المسوري ثم الصنعاني

(..- 907، 909 ه): فقيه زيدي كبير، محدّث. أخذ عن علي بن زيد الشظبي، و أخذ عنه المتوكّل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني. له شرح علي «عمدة الأحكام» في الحديث للمقدسي، انتزعه من شرح ابن دقيق العيد، و زاد فيه أقوال الهادي و القاسم و غيرهما من أئمّة الزيدية.

ملحق البدر الطالع 158 برقم 293 أعلام المؤلفين الزيدية (مخطوط) 1/ 419 برقم 695

86- علي بن الحسين بن سلطان الموسوي الحسيني

(..-..): فقيه إمامي، محدّث. له كتاب «رفع الملامة عن علي عليه السّلام في تركه الإمامة» نقل عنه الكفعمي (المتوفّي سنة 905 ه) و قرّظه بأبيات عديدة، و كانت بينهما مكاتبات نظما و نثرا.

رياض العلماء 4/ 87 طبقات أعلام الشيعة 4/ 165 (ق 10)

87- علي بن عبد اللّه بن سليمان الرقيمي، الصعدي اليمني

(..- حيّا 901 ه):

فقيه زيدي. أخذ عن عبد اللّه الحملاني، و علي بن يحيي بن أبي بكر العاملي، و عنه أخذ محمد بن الحسن بن حميد. له حاشية علي «الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار» للمهدي أحمد بن يحيي، تعرف بحاشية الرقيمي.

مؤلفات الزيدية 1/ 395 برقم 1145 أعلام المؤلفين الزيدية لعبد السلام الوجيه (مخطوط)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 334

88- علي بن عبد اللّه بن محمود الشيفتكي، شرف الدين الشيرازي، الفقيه الشافعي

(..- 907 ه): ذكره الأفندي في رياض العلماء عن تاريخ حسن بيك روملو، و ذكر أنّه قرأ علي المولي محيي الدين و قوام الدين الكلباري. له شرح «الإرشاد» للتفتازاني في النحو و شرح «المحرر» للرافعي في الفقه، و أحكام الكتاب المبين في تفسير آيات الأحكام، ألّفه لملك شيراز.

رياض العلماء 4/ 108 معجم المفسّرين 1/ 369

89- علي بن محمد بن أحمد، علاء الدين الفوي المصري

(..- 902 ه): فقيه شافعي، أصولي، نحوي، من تلامذة السخاوي. أفتي و درّس و ناب في القضاء بدمنهور. و صنّف أنوار الأسرار و أسرار الأنوار.

الأعلام 5/ 10

90- علي بن محمد بن حمزة الحسيني، علاء الدين الدمشقي

(908- 989 ه):

كان قاضي الشافعية بدمشق و نقيب الأشراف بها. أخذ عن والده و بدر الدين الغزّي. و ولي عدّة أنظار و تداريس. و هو صاحب نوادر و أخبار.

الكواكب السائرة 3/ 179

91- علي بن هداية اللّه بن الحسين بن علي الحسيني المرعشي، الآملي الأصل، الأصفهاني، المعروف بخليفة سلطان

(..- حيّا بعد 930 ه): فقيه إمامي،

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 335

مدرّس، أديب، شاعر، من ندماء الشاه طهماسب الصفوي. له كتاب في الفقه و آخر في النسب. و هو والد جدّ السيد حسين بن رفيع الدين محمد بن شجاع الدين محمود بن علي المعروف بسلطان العلماء (المتوفّي 1064 ه) صهر الشاه عباس الصفوي و وزيره.

رياض العلماء 2/ 51 (ترجمة الحسين سلطان العلماء) أعيان الشيعة 8/ 369

92- علي الآملي

(..-..): فقيه إمامي زاهد، جليل القدر. أخذ عن أبي الحسين محمد الحلّي، و تلمذ عليه الحسين بن عبد الحق الإلهي (المتوفّي 950 ه).

ذكره الإلهي المذكور في أوائل حاشيته علي «قواعد الأحكام في مسائل الحلال و الحرام» للعلّامة الحلّي، و قال إنّه أخذ العلم الشرعي عنه.

رياض العلماء 3/ 324 طبقات أعلام الشيعة 4/ 144

93- فتح اللّه الشيرازي

(..- حيا 987 ه): كان من أكابر علماء الشيعة، حكيما.

ارتحل من بلاد فارس إلي بيجابور بالهند فاستوطنها، و ارتفعت مكانته عند سلطانها أكبر شاه جلال الدين محمد بن همايون (المتوفّي سنة 1014 ه)، و جعله مستشاره الشرعي. و هذا المترجم غير السيد فتح اللّه بن هبة اللّه الحسيني الشيرازي، فذاك من أهل القرن الحادي عشر، و قد توفّي بأصفهان سنة (1098 ه).

أعيان الشيعة 8/ 393

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 336

94- محمد بن إبراهيم الظفاري الأصل، الصنعاني

(..- نحو 965 ه): فقيه زيدي، أصولي، محدّث، مقرئ. له كتاب تخريج أحاديث «البحر الزخّار».

أعلام المؤلفين الزيدية لعبد السلام الوجيه (مخطوط)

95- محمد بن أبي طالب الحسيني، الأسترآبادي

(..- حيّا قبل 940 ه): فقيه إمامي، من كبار تلامذة المحقق علي بن عبد العالي الكركي، و شارح رسالته «الجعفرية» في فقه الصلاة الذي سمّاه المطالب المظفرية في شرح الجعفرية.

يذكر أنّ مؤلف كتاب «تسلية المجالس و زينة المجالس- ط» في مقتل الحسين الشهيد عليه السّلام هو السيد محمد بن أبي طالب بن أحمد بن محمد بن طاهر الحسيني الحائري الكركي الخطيب الشاعر (كان حيّا 955 ه).

روضات الجنات 7/ 34 برقم 595 طبقات أعلام الشيعة 4/ 205، 214 مقدمة «تسلية المجالس» لفارس حسون كريم

96- محمد بن أبي العيش الخزرجي، التلمساني

(..- 911 ه): فقيه مالكي، أصولي. صنّف كتابا في الأسماء الحسني. و له فتاوي.

نيل الابتهاج 579 برقم 703 الأعلام 6/ 324

97- محمد بن أحمد بن أبي محمد التازختي الشهير بأيد أحمد

(..- حدود 936 ه):

فقيه مالكي، محدّث، رحلة. قرأ علي أحمد بن عمر، و المغيلي و البرهان القلقشندي، و الشمس و الناصر اللقانيين، و غيرهم، و تولّي قضاء كشن

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 337

بالسودان، و توفّي بها. له تقاييد و حواش علي «المختصر» لخليل و غيره.

نيل الابتهاج 587 برقم 719

98- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، شمس الدين الشويكي الصالحي الدمشقي

(نحو 906- 947 ه): فقيه حنبلي. أفتي مدّة ثم امتنع من الإفتاء في الدولة الرومية، و تولّي إمامة جامع الحاجية. و كان له يد في الفرائض و الحساب و عمل المناسخات و الشجرات.

النعت الأكمل 110

99- محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي الشهير بابن النجّار، تقي الدين أبو بكر المصري

(..- حدود 980 ه): فقيه حنبلي. أخذ عن أبيه الشهاب و تبحّر حتي انتهت إليه رئاسة الحنابلة. ولي القضاء. و صنّف كتاب منتهي الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح و زيادات (مطبوع).

مختصر طبقات الحنابلة 96 الأعلام 6/ 6

100- محمد بن أحمد بن يحيي بن أحمد، ابن مظفر الحمدي اليمني

(..-

- 926 ه): فقيه زيدي. له كتاب البستان في شرح «البيان» في الفقه لجدّه يحيي (المتوفّي سنة 875 ه)، و كتاب الترجمان المفتح لثمرات كمائم «البستان» قيل إنّه لم يكن محققا للعلوم التي يحتاج إليها من يؤلف.

البدر الطالع 2/ 124 برقم 411 الأعلام 6/ 5

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 338

101- محمد بن أحمد، جمال الدين المحلّي

(..- 990 ه): ولد و نشأ في محل ديب جنوب جزيرة سيلان، و رحل إلي الحجاز و اليمن لطلب العلم ثم رجع فنشر مذهب الشافعية في بلده بعد أن كانوا مالكية. عرض عليه رياسة القضاء فاعتذر و أقام يعلّم الطلبة الأحكام و طرائق القضاء، ثم انقطع للعبادة في جزيرة (وادو) و توفّي بها.

الأعلام 6/ 7

102- محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد، جمال الدين أبو النجا اليماني الزبيدي المعروف بالطيّب

(843- 915 ه): فقيه شافعي، فرضي. أخذ عن محمد بن الحسين القمّاط، و عبد الرحمن بن الطيّب الناشري، و علي بن إبراهيم الزيلعي.

ثم درّس الفقه بأماكن عدّة بزبيد.

الضوء اللامع 7/ 139 برقم 340 الشذرات 8/ 72

103- محمد بن إسماعيل بن محمد بن علي بن إدريس، شمس الدين العجلوني، الشافعي، قاضي عجلون

(..- 955، 956 ه) تلمّذ علي بدر الدين الغزّي، و قرأ عليه كتبا في الحديث و الأصول و أذن له بالإفتاء و التدريس، و قال في حقّه: إنّه ذو يد طولي في القراءات و الفقه و مشاركة في الحديث و الأصول و النحو.

الكواكب السائرة 2/ 27

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 339

104- محمد بن الحسن الطباطبائي المتخلّص ب (رمزي):

فقيه إمامي، أديب، ناظم. نظم «الألفية» في فقه الصلاة للشهيد الأوّل بالفارسية مع شرح بعض مواضعها نثرا و سمّاها جامع الوجوب.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 225 (ق 10)

105- محمد بن الحسين بن الحاج الركن آبادي اليزدي

(..- حيّا 963 ه): (من علماء الإمامية. كتب «السرائر» في الفقه بخطّه، و كتب عليه حواشي كثيرة، و ناقش آراء مصنّفه ابن إدريس الحلّي بذكر رأيه هو أو بتقوية رأي غيره.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 223 (ق 10)

106- محمد بن شقرون بن هبة اللّه الوجيدي التلمساني

، نزيل مراكش (908 ه- 983 ه): فقيه مالكي، مفت، مشارك في الفرائض و الحساب و البيان و المنطق.

أخذ عنه إبراهيم الشاوي و سعيد المقري. له شرح علي التلمسانية في الفرائض.

نيل الابتهاج 599 برقم 734 شجرة النور الزكية 285 برقم 1086

107- محمد بن عبد الرحمن بن حسين، أبو عبد اللّه الرعيني الأندلسي الأصل، الطرابلسي ثم المكّي

(861- 945 ه): تفقّه علي محمد الفاسي، و تحوّل مع أبويه و أخويه إلي مكّة، و تفقّه علي السراج معمّر، و أخذ عن النور السنهوري

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 340

و يحيي العلمي و الراعي بن الناصر و أحمد زرّوق. و درّس الفقه و العربية فأخذ عنه ولداه محمد و بركات.

نيل الابتهاج 588 برقم 721 شجرة النور الزكية 269 برقم 997

108- محمد بن عبد الرحمن الحوضي التلمساني

(..- 910 ه): فقيه مالكي، شاعر. له كتب، منها: نظم في العقائد، شرحه السنوسي.

نيل الابتهاج 579 برقم 702 الأعلام 6/ 195

109- محمد بن عبد القادر بن محمد بن جبريل، خير الدين أبو الخير الغزّي ثم الدمشقي المعروف بابن جبريل

(862- 928 ه): ولد بغزّة و حضر دروس عبد النبي المالكي بدمشق. و برع في الفرائض و الحساب، و تحوّل مالكيا بعد أن كان شافعيا. و تولّي قضاء المالكية بالشام حتي عزل فرجع إلي بلده و توفّي بمكة.

الضوء اللامع 8/ 69 برقم 122.

الكواكب السائرة 1/ 56

110- محمد بن عبد اللّه بن راوع اليمني

(..- حيّا بعد 935 ه): عالم زيدي كبير، فقيه، حافظ. أخذ عن المتوكّل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني، و ولي له

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 341

القضاء. أخذ عنه: يحيي حميد، و السيد علي بن إبراهيم القاسمي، و إبراهيم بن مسعود الحوالي، و قاسم بن محمد العلوي. و صنّف كتاب مسائل الإجماع المنعقدة في أهل البيت عليهم السّلام.

ملحق البدر الطالع 203 برقم 373 أعلام المؤلفين الزيدية لعبد السلام الوجيه (مخطوط)

111- محمد بن عبد اللّه بن محمد اليفرني المكناسي

(839- 917 ه): فقيه مالكي، فرضي. أخذ عن أبي عبد اللّه القوري و غيره، و أخذ عنه أبو العباس الونشريسي، و علي بن هارون المظفري و غيرهما. و تولّي قضاء فاس. و صنّف كتاب التنبيه و الإعلام في مجالس القضاة و الحكام (مطبوع).

نيل الابتهاج 581 برقم 708 و فيه: محمد بن أحمد بن عبد اللّه و وفاته سنة (918 ه) شجرة النور الزكية 275 برقم 1025 الأعلام 6/ 239

112- محمد بن عثمان بن إسماعيل، شمس الدين البابي الحلبي المعروف بابن الدغيم

(..- 905 ه): كان قاضي الشافعية بحلب و كاتب سرّها و ناظر جيشها، فقيها متمولا.

إعلام النبلاء 5/ 340 برقم 665

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 342

113- محمد بن عرب، محبّ الدين أبو الفضل المصري

(..- 912 ه): فقيه شافعي، كثير الأدب. كان قاضي القضاة و خليفة الحكم العزيز بالديار المصرية.

شذرات الذهب 8/ 58

114- محمد بن عز الدين بن صلاح بن الحسن بن علي بن المؤيد الحسني، اليمني

(..- 973 ه): فقيه زيدي، لغوي، أديب. أخذ عنه القاضي أحمد بن صلاح الدوّاري. و صنّف من الكتب: مصباح الراغب و مفتاح حقائق المآرب في شرح كافية ابن الحاجب، و ورقات عيون الأفكار في شرح مقدمة الأزهار، و غيرهما.

البدر الطالع 2/ 202 برقم 470 أعلام المؤلفين الزيدية (مخطوط)

115- محمد بن عطف اللّه العبسي الشاوري اليمني

(..- حيّا بعد 939 ه):

قاض زيدي، أصولي، متكلّم. ناظر المتوكل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني الزيدي، و سجنه المتوكل مدّة، ثم تولّي القضاء، و درّس ولده المطهّر.

له شرح علي «الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار» للمتوكّل المذكور لم يكمله، و شرح «معيار العقول في علم الأصول» للمهدي أحمد بن يحيي و هو كالردّ علي القسطاس المقبول في شرح معيار العقول للناصر للدين الحسن بن عزّ الدين.

مؤلفات الزيدية 2/ 170 أعلام المؤلفين الزيدية (مخطوط)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 343

116- محمد بن علي بن علوي بن محمد باعلوي، جمال الدين الحضرمي المعروف بخرد

(..- 960 ه): فقيه، محدّث. ولد في تريم و زار عدن و زبيد. و صنّف كتبا، منها: الوسائل في الحديث، غرر البهاء الضوي في ذكر العلماء من بني جديد و بصري و علوي، و رسالة في النصح و الإرشاد، و النفحات. و له نظم.

مات في تريم.

النور السافر 226 الأعلام 6/ 292

117- محمد بن علي بن عمر بن الحسين بن مصباح الحسني، أبو عبد اللّه المغربي الشفشاوني المعروف بابن عسكر

(936- 986 ه): ولّي الفتيا و القضاء في بلده شفشاون و بلاد غمارة و ترغة. و صنّف كتاب دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر (مطبوع)، و ديوان الشرفاء. قتل في معركة وادي المخازن مع المتوكّل علي اللّه محمد بن عبد اللّه السعدي المعروف بالمسلوخ.

الأعلام 6/ 292 معجم المؤلفين 11/ 31

118- محمد بن علي بن عمر الضمدي التهامي، القاضي

(..- 988 ه): فقيه زيدي. أخذ عن عبد اللّه بن يحيي الذويد، و سالم بن المرتضي، و محمد بن يحيي بهران و محمد بن أحمد حابس، و أجازه المتوكّل علي اللّه.

ملحق البدر الطالع 204 برقم 377

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 344

119- محمد بن علي الفلوجي ثم الدمشقي الملقّب بشمس الدين

(..- 952 ه):

فقيه شافعي، واعظ. أخذ عن بدر الدين الغزّي، و تقي الدين و سعد الذهبي، و غيرهم. و درّس بالقاهرة سنين، و وعظ بدمشق، و أفتي، و درّس بالشامية البرانية. و توفّي بها.

الكواكب السائرة 2/ 48

120- محمد بن علي القاهري، كمال الدين الشهير بالطويل

(846- 939 ه):

فقيه شافعي. أخذ عن شرف الدين المناوي، و شمس الدين الحجازي، و قطب الدين الخيضري، و غيرهم. و ولي القضاء بمصر و خطب بدمشق لما كان صحبة السلطان الغوري. أخذ عنه شمس الدين السفيري، و محيي الدين بن سعيد.

قال الشعراوي: انتهت إليه الرئاسة في العلم و الفتوي.

الكواكب السائرة 2/ 45

121- محمد بن علي المصمودي، شمس الدين المالكي

(..- حدود 915 ه):

كان فقيها مفتيا. ناب في القضاء عن العفيف بن حنبل.

شذرات الذهب 8/ 72

122- محمد بن عمر باقضام الفروعي، جمال الدين اليمني

(..- 951 ه): فقيه شافعي. أخذ في عدن عن عبد اللّه بن أحمد بامخرمة، و محمد بن أحمد بأفضل، و لازم القاضيين محمد بن الحسين القمّاط و أحمد بن عمر المزجّد، و اجتهد

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 345

حتي فاق أقرانه في الفقه، لكنّه كان قد يتساهل في الفتاوي فتناقضت فتاويه. و كان يجيب علي أسئلة حكومة السلطان عامر بن داود بما يوافق أغراضها.

النور السافر 214 شذرات الذهب 8/ 291

123- محمد بن محمد بن أحمد، أبو عبد اللّه الشهاب الفيشي المالكي

(..-

- 972 ه): من فقهاء المالكية و أعيانهم. درس علي الناصر اللقاني و الشمس التتائي و الطخيخي و الزين الأجهوري و السراج العبادي، و درس عليه بدر الدين القرافي. له المنح الوفية في شرح «المقدمة العزّية» في الفقه، و المنح الإلهية في شرح «المقدمة العشماوية» في الفقه أيضا.

شجرة النور الزكيّة 280 برقم 1056 الأعلام 7/ 59

124- محمد بن محمد بن الحسن الأنصاري السعدي، شمس الدين الحلبي

(..-..): فقيه حنفي. تفقّه علي رضي الدين ابن الحنبلي، و كتب الوثائق الشرعية، و درّس بالرواحية و الصلاحية و الجاولية و غيرها. و أفتي بعد توجه مفتي حلب نصوح جلبي إلي السلطان العثماني، و صنّف كتاب حلية الأبصار في فضائل الأنصار.

إعلام النبلاء 6/ 90 برقم 919

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 346

125- محمد بن محمد بن علي، بهاء الدين الفصّي البعلي، الشافعي

(857-- 941 ه): درس علي بدر الدين ابن قاضي شهبة، و زين الدين خطّاب، و نجم الدين و تقي الدين ابني قاضي عجلون، و القاضي زكريا بمصر. و تصدّي للإفتاء ببعلبك. و كان عالما بفقه الشافعية.

الكواكب السائرة 2/ 11

126- محمد بن محمد بن قدامة، بهاء الدين المقدسي الصالحي ثم المصري، الحنبلي

(830- 910 ه): درس و درّس و أفتي ثم تولّي القضاء بالشام و مصر. و كان عارفا بفقه الحنابلة و العربية.

الكواكب السائرة 1/ 19 النعت الأكمل 73

127- محمد بن محمد بن محمد بن علي، ابن أبي اللطف الحصكفي الأصل، المقدسي

(..- 971 ه): تفقّه علي والده و رحل إلي مصر و دمشق، و أخذ عن نور الدين المحلّي، و زكريا و غيرهما. و خطب بالجامع الأموي بدمشق. و كان ماهرا في فقه الشافعية مشهورا ببيت المقدس.

الكواكب السائرة 3/ 10

128- محمد بن محمد الديري، شمس الدين الحلبي الشهير بابن الخناجري

(..- 940 ه): فقيه شافعي، مشارك في الحساب و الفرائض. أفتي و درّس، و قرأ عليه رضي الدين ابن الحنبلي كتاب «نزهة الحساب».

الكواكب السائرة 2/ 14 إعلام النبلاء 5/ 464

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 347

129- محمد بن محمد الدمشقي المعروف بابن الياسوفي

(852- 916 ه): مفت شافعي مدرّس. قدم القاهرة مرارا آخرها- سنة ست عشرة و تسعمائة، فتوعّك و توفّي في رجب من السنة المذكورة.

شذرات الذهب 8/ 76

130- محمد بن مسلم التونسي المغربي الحصيني- بنو حصين طائفة من عرب المغرب-

(..- 977 ه): قدم حلب و درس الفرائض علي البرهان العمادي و فقه الحنفية علي العفيف ابن الحلفا. و أقام بحلب يفتي و يدرّس و يتعاطي صنعة الكيمياء.

و كان مالكيا فتحوّل حنفيا.

الكواكب السائرة 3/ 74 إعلام النبلاء 6/ 76 برقم 904

131- محمد بن مصلح الدين مصطفي، محيي الدين القوجوي الشهير بشيخ زاده

(..- 950، 951 ه): فقيه حنفي، مفسّر. درّس بالقسطنطينية ثم آثر العزلة. كتب حاشية علي «أنوار التنزيل» للبيضاوي (مطبوع)، و شرح «الوقاية» في الفقه و «الفرائض السراجية» و «المفتاح» و «مشارق الأنوار» للصاغاني.

الشقائق النعمانية 245 الأعلام 7/ 99

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 348

132- محمد بن مصطفي الكوراني الرومي المعروف بالواني

(..- 1000 ه):

فقيه حنفي. ولي قضاء المدينة المنوّرة، و توفّي بها. له تآليف، منها: حاشية علي «درر الحكّام» في الفقه لملّا خسرو و سمّاه نقد الدرر، ترجيح البيّنات، حاشية علي «شرح الفرائض» للجرجاني، و ترجمة كيمياء السعادة للغزالي.

هدية العارفين 2/ 260 معجم المؤلفين 12/ 33

133- محمد بن يعقوب، شمس الدين سبط ابن حامد الصفوي، الشافعي

(..- 954 ه): درس في بلده و رحل إلي دمشق، فأخذ عن كمال الدين ابن حمزة و غيره كما رحل إلي مصر و أخذ عن علمائها حتي صار شيخ الشافعية ببلده و مفتيهم و مدرّسهم.

الكواكب السائرة 2/ 62

134- محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الربعي، كمال الدين أبو اللطف الحلبي التاذفي

(874- 956 ه): ولد بحلب و تفقّه علي عثمان الكردي و الجلال النصيبي، و لبس خرقة التصوّف القادرية علي عبد الرزاق الحموي. و ولي القضاء نيابة و استقلالا بطرابلس و حلب و مصر و مكة كما ولي وظائف كثيرة كتدريس العصرونية و نظر أوقاف الشافعية و أعمال مكة و الحرم.

الكواكب السائرة 2/ 63 إعلام النبلاء 5/ 523

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 349

135- محمد القهستاني، شمس الدين الخراساني، المفتي ببخاري

(..- حدود 953 ه): فقيه حنفي، قوي الحافظة. له شرح علي «الوقاية» ألّفه برسم السلطان عبيد اللّه خان السيبكي.

شذرات الذهب 8/ 300

136- محمد بن يوسف بن محمد بن الحسن الحسيني، الأسترآبادي

(..- حيا قبل 984 ه): عالم إمامي. له رسالة في النجاسات و بيان أقسامها و أحكامها باللغة الفارسية ألّفها باسم السلطان طهماسب الصفوي- (المتوفّي سنة 984 ه).

طبقات أعلام الشيعة 4/ 275 الذريعة 24/ 64 برقم 216

137- محمود بن عمر بن محمد أقيت بن عمر الصنهاجي، أبو الثناء التنبكتي

(865- 955 ه): فقيه مالكي. ولي قضاء تنبكتو و لازم التدريس. أخذ عنه والد أحمد بابا مؤلّف «نيل الابتهاج» و أولاده الثلاثة القضاة: محمد و العاقب و عمر. له تآليف منها تقييد علي «المختصر» في الفقه لخليل الجندي، و تاريخ الفتاش في أخبار البلدان و الجيوش و أكابر الناس (مطبوع).

نيل الابتهاج 607 برقم 746 الأعلام 7/ 179

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 350

138- محمود بن عيسي بن رفيع، أبو الخير الإمامي

(..- حيا 982 ه): كتب بخطه «المستجاد من كتاب الإرشاد» - يعني إرشاد الشيخ المفيد- و علي هوامش النسخة فوائد و رسائل عديدة منها رسالة «العدالة» للكركي، و رسالة في بعض قضايا أمير المؤمنين عليه السّلام. قال الطهراني: يظهر أنّ جامع هذه الفوائد كان من أهل الفضل و الكمال، عالما بالفقه و الحديث و الرجال.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 237

139- شاه محمود الاينجو الحسيني الشيرازي، يقال له الخليفة

(..-..): عالم إمامي. ورد النجف الأشرف، و لقي الفقيه إبراهيم بن سليمان القطيفي، و ذاكره و حصل منه علي إجازة بجميع كتب العلامة و المحقق الحليّين و الشهيد الأوّل و ما اشتملت عليه الكتب الأربعة من الأحاديث، و أثني فيها القطيفي عليه كثيرا، و قال: ذاكرني في بعض الكتب الفقهية مذاكرة تشهد بحسن فطنته و كمال حيطته. و لشاه محمود ثلاثة أولاد فقهاء هم: مظفّر الدين علي (حيّا 986 ه)، و أبو الولي (حيّا 1015 ه)، و أبو محمد.

بحار الأنوار 105/ 85 (رقم الإجازة 43) طبقات أعلام الشيعة 4/ 100 الذريعة 1/ 134 برقم 625

140- محمود الجاپلقي، الخادم للروضة الرضوية

(..- حيّا قبل 940 ه): عالم إمامي، من كبار تلامذة المحقق علي بن عبد العالي الكركي. روي عنه شجاع

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 351

الدين محمود المازندراني. و كتب شرحا علي «المختصر النافع» في الفقه للمحقق الحلّي. و هو والد الفقيه عبد العلي استاذ السيد محمد باقر الداماد، و قد مرّ ذكره هنا في (الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية).

طبقات أعلام الشيعة 4/ 238 الذريعة 14/ 61 برقم 1742

141- محيي الدين الرومي، الحنفي، الشهير بابن الإمام

(..- 973 ه): قرأ علي ابن كمال، و لازم القادري. ثم درّس في مدارس الدولة العثمانية قبل أن يقلّد القضاء بحلب، ثم نصب مفتيا بأماسية، لكنّه مات قبل أن يباشره. قال علي بالي: و قد علّق علي أكثر الكتب المتداولة حواشي إلّا أنّه لم يتيسّر له الجمع و الترتيب و التبييض و التهذيب.

العقد المنظوم 370

142- المرتضي بن القاسم بن إبراهيم بن محمد الهادي المؤيدي الحسني، القطابري اليمني

(..- 931 ه): عالم زيدي كبير، له في أصول الدين و فروعه اليد الطولي. أخذ عن عبد اللّه بن محمد النجري، و عبد اللّه بن يحيي الناظري، و أخذ عنه السيد عبد اللّه بن القاسم العلوي، و القاضي محمد بن يحيي بهران.

ملحق البدر الطالع 211 برقم 393

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 352

143- مصطفي بن أحمد القره حصاري الرومي، الحنفي الشهير بأختري

(..-

- 968 ه): انتقل إلي بلدة كوتاهية و درّس بها. و صنّف كتبا، منها: جامع المسائل و يسمّي أمّ الفتاوي، أختري كبير (مطبوع) و هو معجم عربي تركي، مختصر في اللغة، و التأريخ.

هدية العارفين 2/ 434 الأعلام 7/ 228

144- مفلح بن علي العاملي الكونيني

(..-..): فقيه إمامي، محقق. قرأ عليه الحسن بن علي الحانيني (المتوفّي سنة 1035 ه)، و كتب حاشية علي «شرائع الإسلام» للمحقق الحلّي، و له رسائل.

أمل الآمل 1/ 185 برقم 197 طبقات أعلام الشيعة 4/ 251 (ق 10)

145- المنتصر بن يحيي بن محمد بن المهدي بن محمد الهروي، الزيدي

(..-

- 933 ه): كان من أعيان أصحاب المتوكّل علي اللّه يحيي (شرف الدين) الحسني، و تولّي له واجبات بلاد الظاهرة. قرأ علي الفقيه علي بن زيد، و محمد ابن أحمد بن المظفّر. له شرح علي «الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار» للمتوكّل علي اللّه.

أعلام المؤلفين الزيدية لعبد السلام الوجيه (مخطوط)

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 353

146- موسي بن موسي، مصلح الدين الأماسي

(..- 936 ه): فقيه حنفي، تركي، مشارك في العلوم العقلية و التصوّف. كان قيّم كتب جامع السلطان بايزيد ثم قام برحلة لبلاد العرب و العجم. و تصدّر للتدريس و الإفتاء ببلده.

و صنّف كتاب مخزن الفقه.

الأعلام 7/ 329

147- نجم الدين بن أحمد التراكيشي العاملي المشغري

(..- حيّا 924 ه): عالم إمامي، فقيه. تلمّذ علي علي بن أحمد الجبعي والد الشهيد الثاني، و له منه إجازة برواية جميع مصنّفات المحقق الحلّي و العلّامة الحلّي و غيرهما.

أمل الآمل 1/ 88 برقم 202 طبقات أعلام الشيعة 4/ 264

148- نصر اللّه الزيتوني

(..- حيّا 907 ه): عالم إمامي، قاض. أخرج من مكتبته المجلد الأوّل من «قواعد الأحكام» للعلّامة الحلّي، و جعله أساس التعليمات الدينية في أوّل عهد إسماعيل الصفوي.

طبقات أعلام الشيعة 4/ 265

149- نصوح بن يوسف الأرنؤوطي أصلا، السلانيكي بلدا و مولدا، الحنفي، نزيل حلب

(..- 981 ه): ارتحل من بلدته سلانيك إلي القسطنطينية لطلب

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 354

العلم. ثم تقلّد الإفتاء بلارندة فالإفتاء و التدريس بآمد ثم بحلب. و كان يفتي بعدم وقوع الطلاق علي من قال: عليّ الطلاق، لا أفعل، ففعل.

إعلام النبلاء 6/ 107 برقم 928

150- هداية اللّه بن بار علي التبريزي الأصل، القسطنطيني، الحنفي

(..-

- 949 ه): كان عارفا بالفقه و الأصلين، غالبا عليه علم الكلام. قرأ علي بير أحمد، و محيي الدين الفناري و غيرهما. و تنقّل بالمدارس، و ولي قضاء مكة.

و توفّي بمصر.

شذرات الذهب 8/ 279

152- يحيي بن قراجا، شرف الدين الرهاوي المصري

(..- بعد 942 ه): فقيه حنفي. ولد و نشأ بمصر و أقام مدّة بدمشق ثم رجع لوطنه سنة (942 ه). له حاشية علي «شرح الوقاية» لصدر الشريعة في فقه الحنفية.

الأعلام 8/ 163

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 355

153- يحيي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطّاب الرعيني الأصل، المكّي

(902- 995 ه): فقيه المالكية بالحجاز. أخذ عن عمّه بركات، و أخذ عنه أبو مسعود القسطلاني المكّي. من تصانيفه: وسيلة الطلاب في علم الفلك بطريق الحساب (مطبوع)، إرشاد السالك المحتاج إلي بيان المعتمر و الحاج، و شرح ألفاظ الواقفين و القسمة علي المستحقّين.

شجرة النور الزكية 279 برقم 1050 الأعلام 8/ 169

154- يحيي بن موسي بن رمضان بن عمرة، شرف الدين العمريطي

(..- بعد 988 ه): فقيه شافعي، ناظم، من قرية عمريط بشرقية مصر. نظم «الورقات» في الأصول و سمّاها تسهيل الطرقات (مطبوع)، و نظم «الأجرومية» و سمّاها الدرّة البهيّة (مطبوع)، و نظم «التحرير» في الفقه و سمّاه التيسير (مطبوع)، و غير ذلك.

الأعلام 8/ 175

155- يعقوب الحميدي الرومي، الحنفي، الشهير بآجة خليفة

(..- 927،

928 ه): خدم علاء الدين الفناري، و درّس بعدّة مدارس آخرها مدرسة مغنيسا، قيل: و هو أوّل من درّس بها. و كان متصوّفا، ذا مهارة في الفقه و غيره.

شذرات الذهب 8/ 162

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 356

156- يوسف بن جنيد التوقاتي الرومي المعروف بأخي جلبي

(..- 902،

905 ه): فقيه حنفي، مدرّس. درس علي أحمد القريمي و المولي خسرو. و درّس بعدة مدارس في بلاد الروم. و صنّف ذخيرة العقبي و هي حاشية مشهورة علي «شرح الوقاية»، هدية المهتدين في المسائل الفقهية و التوحيدية، و زبدة التعريفات (مطبوع).

الفوائد البهية 226 الأعلام 8/ 223

157- يوسف بن الحسن الحسيني، الشيرازي المعروف بقاضي بغداد

(..-

- 922 ه): فقيه حنفي. ولي قضاء بغداد مدّة. و ارتحل إلي ماردين ثم إلي بلاد الروم فدرّس في بروسة. له حاشية علي «التلويح» في الأصول للتفتازاني، شرح «نهج البلاغة»، كفاية الراوي و السامع في الحديث، و شرح «التجريد».

الكواكب السائرة 1/ 319 الأعلام 8/ 226

158- يوسف بن الحسين الكرماستي (الكرماسني) الرومي

(..- 906 ه): فقيه حنفي، عالم بالعربية. أخذ عن خواجه زاده، و تولّي التدريس ثم القضاء في بروسة فالقسطنطينية. و صنّف كتبا، منها: شرح «الوقاية» في الفقه، المدارك الأصلية بالمقاصد الفرعية، الوجيز في أصول الفقه، حاشية علي «شرح المطوّل» و المختار في المعاني و البيان.

الشقائق النعمانية 127 الأعلام 8/ 227

موسوعة طبقات الفقهاء، ج 10، ص: 357

159- يوسف بن داود بن شمس بن داود بن حسن البحراني

(..- حيّا 992 ه):

فقيه إمامي. كتب بخطه «المقنعة» للشيخ المفيد، و قابله و صحّحه سنة (992 ه).

طبقات أعلام الشيعة 4/ 276

160- يوسف بن محمد بن أحمد بن عبد الواحد الأنصاري السعدي العبادي، جمال الدين الحلبي، الحنفي

(..- 942 ه): فقيه، فرضي. ولي نيابة القضاء في الدولتين، و توفّي بأنطاكية.

الكواكب السائرة 2/ 261

161- يونس، المفتي بأصفهان

(..-..): فقيه إمامي. تلمذ علي الفقيه حسين ابن مفلح الصيمري (المتوفّي 933 ه) و لازمه دهرا طويلا، و تلمذ أيضا علي الفقيه علي بن عبد العالي الكركي (المتوفّي 940 ه). و صنّف رسالة في ذكر طائفة من مشايخ الشيعة، نقل عنها الأفندي في «رياض العلماء».

رياض العلماء 2/ 178 (ضمن ترجمة حسين بن مفلح) أعيان الشيعة 10/ 331

(نجز الكلام في الجزء العاشر و يليه الجزء الحادي عشر في فقهاء القرن الحادي العاشر) و الحمد للّٰه رب العالمين

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.