اختيار معرفة الرجال ج-١

اشارة

عنوان : اختيار معرفة الرجال

----

پديدآورندگان : -1 شيخ الطائفه محمد بن حسن طوسي(460)(پديدآور)

جنس : نسخه خطي

زبان : عربي

وضعيت نشر : سده سيزدهم

يادداشت : , خط نسخ,عناوين نانويس،برگها الوان،روي برگ اول چند يادداشت متفرقه رجالي و از برگ سوم تا برگ هشتم مقداري از رساله غسالة بول الرضيع از سيد محمد رضوي كتابت ذي حجه 1218 آمده است،تصحيح شده و در حاشيه مطالبي جهت منبر آمده است در برگ پاياني فهرست برخي از مطالب وسائل الحائريه ديده مي شود.

حقيقة الانسان وأنه مركب من جوهرين

6 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، قال حدثني أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي " فلينظر الانسان إلي طعامه " قال: إلي علمه الذي يأخذه عمن يأخذه.

____________________

قوله رحمه الله: محمد بن مسعود هو العياشي الجليل القدر الواسع العلم الثقة من أهل سمرقند وكش. وعلي بن محمد هو ابن فيروزان القمي.

قال الشيخ في كتاب الرجال: انه كثير الرواية يكني أبا الحسن كان مقيما بكش (1).

قوله رحمه الله: عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه وهو أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي عمن ذكره. ومن طريق أبي جعفر الكليني في الكافي: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره الحديث بعينه (2).

قوله عليه السلام: علمه الذي يأخذه عمن يأخذه الانسان من جوهرين: نفس مجردة عاقلة فطرة جوهرها من عالم الامر، وموئل ذاتها ومصير أمرها إلي إقليم القدس ومستقر الحياة وهي الانسان الحقيقي الذي إليه الخطاب وعليه الحساب في النشأتين، فهيكل هيولاني طينة عنصره من عالم الخلق وصيور عمره المسير إلي مهواة الدثور والبوار في مفعات

الأجداث والارماس.

فهو بما هو الانسان الحقيقي أي بحسب جوهر نفسه المجردة، انما طعامه الروحاني وغذاه العقلاني بالذات وعلي الحقيقة حقائق العلم وأسرار الحكمة ودقائق المعارف ولطائف المعرفة، اقتداءا بملائكة الله المقرنين، من الأنوار العقلية والجواهر القدسية، فان طعامهم التسبيح والتحميد وشرابهم التقديس والتمجيد.

(١) رجال الشيخ: ٤٨٧ ٢) أصول الكافي ١ / 39

(١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، زيد الشحام (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، محمد البرقي (1)، الطعام (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

____________________

وأما طعام البدن الهيولاني الذي هو آلة أدوية لما هو الانسان حقيقة في تحريكاته وتصريفاته ما دامت له هذه الحياة الظاهرية البائدة من الأغذية الجسمانية والأطعمة الجرمانية، فربما يسند إليه بالعرض وبالمجاز العقلي إذ لم يعتبر في صحة الاتصاف بالعرض وتسويغ التجوز العقلي في الاسناد كون المسند إليه مما من شأنه في حد ذاته أن يتصف بالذات بذلك الوصف المسند إليه بالعرض.

ومن ثم يقال علي التجوز العقلي أنا جالس وأنا متحرك علي علم يكمون المعبر عنه بأنا هو النفس المجردة التي هي وراء إقليم القيام والقعود والحركة والسكون، فاما إذا اعتبر ذلك علي ما عليه السواد الأعظم من رؤوساء العلوم العقلية فلا يتصحح الاسناد بالعرض من غير تسامح وتوسع الا فيما لا يكون خارجا عن الجنس، كما في أسناد حركة السفينة إلي جالسها اسنادا بالعرض لاعلي سبيل التوسع والتسامح.

فاذن ان سير إلي المسلك المتوسع فيه صح في تأويل قول الله الكريم وتفسيره حمل طعام الانسان المأمور بالنظر إليه علي الأعم من الجسماني الذي هو طعام بدنه والروحاني الذي هو طعام جوهر ذاته وإن كان الأخير أبلغ وأولي وبالاعتبار أحق وأحري، وان صير إلي

المذهب الحق المعتبر علي جادة الحقيقة لامن سبيل التوسع تعين الحمل علي الأخير الذي هو الحق المحقوق بالاعتبار لاغير، فلذلك نص عليه مولانا أبو جعفر الباقر عليه السلام بالتعيين، فليتعرف وليتبصر.

ومن الحديث في هذا الباب: اغد عالما أو متعلما ولا تكن أمعة (1).

قال ابن الأثير في النهاية: الإمعة بكسر الهمزة و (تشديد) الميم الذي لا رأي معه، فهو تابع كل أحد علي راية، والهاء فيه للمبالغة، ويقال فيه إمع أيضا، ولا يقال للمرأة أمعة، وهمزته أصلية لأنه لا يكون أفعل وصفا، وقيل: (هو الذي) يقول لكل أحد أنا

(1) روي نحوه في البحار: 1 / 195

صفحه(١٤)

7 - أبو محمد جبريل بن محمد الفاريابي، قال حدثني موسي بن جعفر بن وهب، قال حدثني أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهويه، فال كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث عليه السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني وكتب أخوه أيضا بذلك فكتب ____________________

معك، ومنه حديث ابن مسعود لا يكونن أحد كم أمعه قيل وما الأمعة؟ قال: الذي يقول أنا مع الناس (1).

وقال أبو الحسين أحمد بن فارس في مجمل اللغة: الأمعة الذي يكون مع ضعف راية مع كل أحد وهو ضعيف الرأي، قال ابن مسعود: لا يكونن أحدكم أمعة.

وتأمع واستامع صار أمعة قاله في القاموس (2).

قوله رحمه الله: ماهويه بفتح الواو واسكان الياء المثناء من تحت علي الصوت، كما في سيبويه ونفتويه (3). وسيجئ ذكر أخيه في الغلاة وتخصيص الذم به دونه يدل علي استقامة عقيدة أبي الحسن أحمد وسلامته عن الطعن، وإياه يعنون حيث يقولون ابن ماهويه وهو كثير الرواية جدا.

قوله رحمه الله: وكتب أخوه أيضا أخوه فارس بن حاتم غال ملعون كان نزيل العسكر، وقد لعنة أبو الحسن

الهادي عليه السلام، وكذلك أخوه الاخر طاهرين حاتم غال كذاب انحرف عن السبيل وأظهر القول بالغلو بعد ما كان مستقيما صحيحا، روي عنه محمد بن عيسي بن عبيد في حال استقامته.

وفي كلام الشيخ والنجاشي وابن الغضايري أن لأخيه فارس أيضا حال استقامة ثم تغير وخلط وفسد، فهذه المكاتبة منه كانت في حال الاستقامة

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 67 وما بين المعوقين للمصدر.

2) القاموس: 3 / 2 3) وفي " م ": نفطوية

(١٥)

صفحهمفاتيح البحث: موسي بن جعفر (1)، إبن الأثير (1)

إليهما فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما علي مستن في حبنا وكل كثير القدم في أمرنا، فإنهم كافو كما أن شاء الله تعالي.

.____________________

قوله عليه السلام: مستن في حبنا علي اسم الفاعل افتعالا من السنن بالفتح بمعني الطريق، أو من السنة بمعني الطريقة، أو من استنت الطريق بمعني وضحت واستن المطر إذا كثر جري الوابل، وازداد السيل في مستنه أي محل جريانه وسيلانه، وسن الأمير رعيته أحسن سياستهم والقيام بالامر فيهم، وسن فلان ابله أرسلها في الرعي وأحسن القيام إليها حتي كأنه صقلها، وسن الماء علي وجهه صبه عليه وتعهد حسن استيعابه بالغسل.

والمعني: فاصمدا أي اعتمدا في دينكما علي مستن واضح الاستنان بسنة المعرفة وسنن الهداية في ولايتنا، وعلي كل كبير التقدم في سبيل الحق بطريق الأمم والصراط السوي في أمرنا.

وفي طائفة من النسخ (1) " علي مسن " بضم الميم وكسر السين علي اسم الفاعل من باب الافعال يقال: أسن إذا كبر بكسر الباء من باب علم أي طعن في السن وصار شيخا كبيرا في العمر والتجريب، أو بكسر الميم وفتح السين علي اسم الآلة استعارة من المسن وهو ما به يحدد السكين والسيف وغيرهما.

وكل

كثير القدم بالثاء المثلثة من قولهم لفلان قدم في هذا الامر أي سابقة وتقدم، وله قدم صدق أي رسوخ معرفة وثبات يقين واثرة حسنة.

قوله عليه السلام: فإنهم كافو كما علي اسم الفاعل للجمع (2) من الكفاية واسقاط نون الجمع بالإضافة إلي ضمير التثنية للخطاب.

(1) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

2) وفي " ن ": الجمع منه الكفاية

(١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)

____________________

قال في الصحاح: كفاه مؤنته كفاية وكفاك الشئ يكفيك واكتفيت به واستكفيته الشئ فكفايته (1)، وهذا رجل كافيك من رجل ورجلان كافياك من رجلين ورجال كافوك من رجال (2).

وفي عدة نسخ كافو تكما بالتاء المثناة من فوق بعد الواو علي وزن التابوت، وهو فاعول من الكفت بمعني الجمع والقبض والضبط. يقال كفت الراعي مواشية كفتا أي جمعها وضم بعضها إلي بعض ومنه في الحديث: اكفتوا صبيانكم بالليل. أي ضموهم إليكم عند انتشار الظلام. وكل ما ضممته إلي شئ فقد كفته. وفي رواية لا ترسلوا مواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتي تذهب فحمة العشاء واللهم أكفته إليك أي اقبضه. والأرض تكفت (عند انتشار الظلام) (3) الناس أحياءا وأمواتا وهي كفاتهم أي تجمعهم قال عز من قائل " ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءا وأمواتا (4) " والكفت أيضا السوق الشديد. ورجل كفت أي سريع شديد.

وفي الحديث حبب إلي النساء والطيب ورزقت الكفيت. قال ابن الأثير: أي ما اكفت به معيشتي يعني أضمها وأصلحها (5).

لا فعلوه من الكوفة كما قد يتوهم يقال: تكوف القوم أي استداروا وأنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة.

وفي النهاية الأثيرية في حديث سعد: لما أراد أن يبني الكوفة قال: تكوفوا في هذا الموضع، أي اجتمعوا فيه وبه سميت الكوفة، وقيل: كان اسمها قديما

(١) في

المصدر: فكفانيه ٢) الصحاح: ٦ / ٢٤٧٥ ٣) الزيادة من " أآلهتنا ".

٤) المرسلات: ٢٥ 5) نهاية بن الأثير: 4 / 184

صفحه(١٧)

____________________

كوفان (1).

وأما التابوت أي الصندوق فليس بفاعول لقلته (2) نحو سلس وقلق، بل فعلوت من التوب الرجوع، فإنه لا يزال يرجع إليه ما يخرج منه، وصاحبه يرجع إليه فيما يحتاج إليه من مودعاته، لا فعلوت منه إذ أصله تابوة مثل ترقوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاءا علي مذهب الصحاح.

وفي الكشاف جعله فعلوتا قال: وأما من قرأ بالهاء فهو فاعول عنده الا فيمن جعل هاءه بدلا من التاء لاجتماعهما في الهمس، وأنهما من حروف الزيادة ولذلك أبدلت من تاء التأنيث. قيل: كان منحوتا من خشب الشمشاد مموها بالذهب نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين (3).

فيه سكينة: أي حكمة.

وفي المفردات: انه عبارة عن القلب والسكينة وعما فيه من العلم، ويسمي القلب سفط العلم وبيت الحكمة وتابوته ووعاءه وصندوقه (4).

وفي أساس البلاغة: ما أودعت تابوتي شيئا ففقدته، أي ما أودعت صدري علما فعدمته (5).

وقال الجوهري: قال القاسم بن المعن: لم تختلف لغة قريش والأنصار في شئ من القرآن الا في التابوت، فلغة قريش بالتاء ولغة الأنصار بالهاء (6).

(١) نهاية بن الأثير: ٤ / ٢١٠ ٢) وفي " أآلهتنا " لقلة.

٣) الكشاف: ١ / ٣٨٠ ٤) المفردات: ٧٢ ٥) أساس البلاغة: ٥٩ ٦) الصحاح: ١ / 92

صفحه(١٨)

8 - نصر بن الصباح البلخي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الجارود، قال قلت للأصبغ بن نباتة ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال: ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا كانت علي عواتقنا فمن أومي إليه ضربناه

بها،، وكان يقول لنا تشرطوا فوالله ما اشتراطكم لذهب ولا ____________________

وفي عصبة من النسخ: كانوا نكما بنونين من حاشيتي الواو كقانون علي فاعول، أي ملاك صون دينكما وحفظ سركما وجمع شملكما، من كننت الشئ في كنه إذا صننته، وأكننت الشئ أخفيته وأضمرته في نفسي، والكنانة معروفة وهي التي تجعل فيها السهام، والكانون الموقد والمصطلي ويقال أيضا: الكانون للرجل الثقيل الذي يلازم كما قال الشاعر:

أغربالا إذا استودعت سرا وكانونا علي المتحدثينا وكانون القوم الذي يكنون عنه الحديث علي ما في الصحاح ومجمل اللغة وأساس البلاغة (1).

قوله رحمه الله: الا أن سيوفنا بفتح الهمزة وتخفيف اللام علي حرف التنبيه والتحقيق، أو بالكسر والتشديد علي كلمة الاستثناء، أو بمنزلة الواو للعطف أو للحال.

قوله عليه السلام: تشرطوا التشرط والتشارط والاشتراط تفعل وافتعال من الشرطة.

قال في الأساس: وهؤلاء شرطة الحرب لأول كتيبة تحضرها، ومنه صاحب الشرطة، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة إلي الشرطة والتحريك خطأ، لأنه نسب إلي الشرط الذي هو جمع (2).

وفي المغرب: الشرطة بالسكون والحركة خبار الجند وأول كتيبة تحضر

(1) أساس البلاغة: 552 2) أساس البلاغة: 326

(١٩)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن محمد بن عيسي (1)، إسماعيل بن بزيع (1)

لفضة وما اشتراطكم الا للموت، ان قوما من قبلكم من تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم حتي كان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه، وانكم لبمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء.

9 - محمد بن مسعود العياشي، وأبو عمرو بن عبد العزيز، قالا حدثنا محمد ____________________

الحرب والجمع شرط، وصاحب الشرطة (في باب الجمعة (1)) يراد به أمير البلدة كأمير التجار، أو قيل هذا علي عادتهم لان أمور الدين والدنيا كانت حينئذ إلي صاحب الشرطة فأما الان فلا، والشرطي بالسكون والحركة

منسوب إلي الشرطة علي اللغتين لا إلي الشرط لأنه جمع.

قلت: فالشرط بضم الشين وفتح الراء جمع والشرطة بضمتين لغة في الشرطة بالضم والسكون، والنسبة إلي الشرطة بكل من اللغتين لا إلي الشرط الذي هو جمع ففي كلام الأساس التباس.

قوله عليه السلام: من تشارطوا بفتح الميم أي اضمامة تشارطوا.

وفي بعض النسخ مكان من من بني إسرائيل (2)، فما مات أحد منهم أي من المتشارطين الا وقد جعله الله تعالي بعد ذلك التشارط وقبل الممات نبيا، اما لقومه أي لبني إسرائيل جميعا أولا هل قريته فقط أو لنفسه خاصة، وانكم أنتم لبمنزلتهم فحق علي الله تعالي ان يجزل أجركم ويرفع ذكركم، غير أن النبوة ختم بمحمد صلي الله عليه وآله لا تحصل لاحد بعده، فلا يصح لكم أن تكونوا أنبياء.

قوله رحمه الله: وأبو عمرو بن عبد العزيز هو أبو عمرو الكشي صاحب هذا الكتاب نفسه، وذلك أن محمد بن نصير يروي عنه محمد بن مسعود العياشي أبو النضر السمرقندي لا بواسطة، ويروي عنه

(1) الزيادة من " أآلهتنا ".

2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الأشرف

(٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن مسعود العياشي (1)، عبد العزيز (1)، الموت (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن أبي الحسن العرني عن غياث الهمداني عن بشير بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنين عليه السلام فقال:

.____________________

أبو عمرو الكشي بواسطة أبي النضر العياشي كثيرا، ويروي عنه أيضا تارات من غير واسطة كما ذكره الشيخ في كتاب الرجال. وهذا الحديث روياه جميعا عنه وحدثهما إياه معا، فسياق القول أن محمد بن مسعود العياشي وأبا عمرو الكشي رحمهما الله تعالي قالا جميعا حدثنا محمد بن نصير

رحمه الله.

فالطريق عالي الاسناد في الطبقة الأولي.

قال العلامة في الخلاصة محمد بن نصير بالياء بعد الصاد المهملة من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم وروي عنه أبو عمرو الكشي (1).

وهو حكاية قول الشيخ بعبارته.

وقال الحسن بن داود في كتابه: محمد بن نصير بضم النون والصاد المهملة المفتوحة من أهل كش لم جخ ثقة جليل القدر كثير العلم (2).

وما في بعض النسخ وأبو عمر بن عبد العزيز من غير واو، فاما ايهام من النساخ واما بناء علي تسويغ اسقاط واو عمرو في الكنية المضافة إلي المضمر أو المظهر وفي الاسم عند النسبة إليه، وكذلك اثبات واوي داود في الكنية بالإضافة وفي الاسم بالنسبة إليه، كما ربما يدعي ويظهر من شرح النواوي لصحيح مسلم.

قوله رحمه الله: عن أبي الحسن العرني ويقال بالتصغير من أصحاب أبي الحسن الثاني الرضا عليه السلام، اسمه محمد بن القاسم. ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام في باب من لم يسم عن فقال: أبو الحسين محمد بن القاسم العرني عن

(١) الخلاصة: ٧٣ ط الحجري ٢) رجال ابن داود ص ٣٣٨

(٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الحسن العرني (1)، محمد بن عيسي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

____________________

رجل من جعفي عن أبي عبد الله عليه السلام (1) ونسخ كتاب الرجال مختلفة فيه باهمال العين المضمومة والراء المفتوحة قبل النون واعجامه الغين والزاء، كما نسخ هذا الكتاب مختلفة كذلك، ولعل الاختلاف مبناه أن محمد بن القاسم من أصحاب الرضا عليه السلام مشترك بين رجلين ذكرهم الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه

السلام أحدهما محمد بن القاسم النوشجاني (2) بالنون قبل الواو والمعجمة قبل الجيم والنون بعد الألف نسبة إلي قبيلة.

وفي القاموس: النوشجان قبيلة أو بلد (3).

وهو أبو الحسين محمد بن القاسم العرني بالعين المهملة والراء الاددي بضم الهمزة ودالين مهملتين، أو الادي بالهمزة المضمومة واهمال الدال المشددة. وأدد كعمر مصروفا بمنزلة ثقب وبضمتين أبو قبيلة من اليمن من بجلية، واد بن طانجة بن الياس بن مضر أبو قبيلة اخري.

والاخر محمد بن القاسم البوسنجي بالموحدة قبل الواو والنون بين السين المهملة والجيم، أبو الحسن الغزني باعجام الغين والزاء نسبة إلي غزته بالتحريك (4).

قال في القاموس: بوسنج معرب بوشنك بلد من هراة (5).

وقال الفاضل البرجندي: فوشنج بضم الفاء وسكون الواو وكسر الشين المعجمة وسكون النون ثم جيم من بلاد خراسان كان معمورا فخرب وهو اليوم غير عامر.

(1) رجال الشيخ ص 341 وفيه الغرلي.

2) رجال الشيخ ص 387 3) القاموس: 1 / 209 4) رجال الشيخ ص 393 وفيه البوشنجي.

5) القاموس: 1 / 179

صفحه(٢٢)

اكتتبوا في هذه الشرطة فوالله لا غناء لمن بعدهم الا شرطة النار الامن عمل بمثل أعمالهم.

____________________

وفي بعض نسخ الكتاب الغزلي (1) باللام بعد الزاء.

قوله عليه السلام: اكتتبوا علي الافتعال من الكتبية، وفي نسخة اكتبوا من الكتب بمعني الجمع، أي اجمعوا شتاتكم واجتمعوا في هذه الكتيبة، فوالله لاغني بعدهم بالكسر مقصورا أولا غناء بعدهم بالفتح ممدودا، أي لا مغني ولا مجزأ ولا معدي ولا منصرف عنهم ينصرف إليه ويقام فيه الأشرطة النار، كما قال عز من قائل " فماذا بعد الحق الا الضلال (2) " اما من غني عنهم أي استغني عنهم، أو من غني فيهم يغني أي أقام فيهم وعاش، كلاهما من باب رضي.

قال في الصحاح:

غني به غنية، وغنيت المرأة بزوجها غنيانا اي استغنت، وغني بالمكان أي أقام به، وغني أي عاش، وأغنيت عنك مغني فلان ومغناة فلان ومغني فلان ومغناة فلان أي أجزأت عنك مجزأه، ويقال: ما يغني عنك هذا أي ما يجدي عنك وما ينفعك (3).

وفي القاموس: وماله عنه غني ولا مغني ولا غنية ولا غنيان مضمومتين بد، وأغني عنه غناء فلان ومغناه ومغناته ويضمن ناب عنه وأجزاء مجزأه، وما فيه غناء ذاك أي اقامته والاضطلاح به وكرضي أقام وعاش وبقي، والمغني المنزل الذي غني به أهله ثم ظعنوا أو عام، وغنيت لك مني بالمودة بقيت (4).

وفي طائفة من النسخ لا غناء لمن بعدهم.

(١) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد.

٢) سور يونس: ٣٢ ٣) الصحاح: ٦ / 2449 4) القاموس: 4 / 371 - 372

(٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)

10 - وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال لعبد الله بن يحيي الحضرمي يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيي فإنك وأبوك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني رسول الله صلي الله عليه وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، والله سماكم شرطة الخميس علي لسان نبيه عليه السلام.

____________________

قوله رحمه الله: لعبد الله بن يحيي الحضرمي كنيته أبو الرضا وهو من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام، ذكره البرقي في كتاب الرجال (1) أعني أحمد بن أبي عبد الله البرقي علي ما في فهرست الشيخ وكتاب النجاشي، لاعمه الحسن بن خالد البرقي كما توهمه بعض المتوهمين.

وذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (2).

والعلامة في الخلاصة ذكره في الأسماء في باب العين وروي هذا الحديث مزيدا فيه في السماء في قوله: والله سماكم في السماء شرطة

الخميس (3)، ثم في باب الكني أورد جماعة من أوليائه عليه السلام منهم أبو الرضا عبد الله بن يحيي الحضرمي (4).

قوله عليه السلام: أبشر يا ين يحيي فإنك في أكثر النسخ فأنت (5) وأبوك، وفي طائفة منها فإنك وأباك عطفا علي مدخول أن وهو ضمير الخطاب، وفي بعضها فإنك وأبوك عطفا علي المحل لاعلي المدخول، كما في " فأصدق وأكن من الصالحين " (6) بالجزم للعطف علي موضع الفاء وما بعده لاعلي مدخولها.

(1) رجال البرقي ص 3 2) رجال الشيخ: 47 وفيه عبد الله بن بحر الحضرمي يكني أبا الرضا 3) الخلاصة: 51 ط الحجري 4) الخلاصة: 93 5) كما في المطبوع منه 6) سورة المنافقين: 10

(٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن يحيي الحضرمي (1)، عبد الله بن بحر (1)، النفاق (1)

وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف.

11 - وذكر هشام، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي ____________________

وأبشر بفتح الهمزة علي القطع يقال بشره وأبشره وبشره فبشره وأبشر وتبشر واستبشر ثلاثة في المتعدي وأربعة في اللازم، ربما تضم الهمزة علي الوصل.

قال في المغرب: بشره من باب طلب بمعني بشره وهو متعد، وقد روي لازما الا انه غير معروف، وعلي هذا قوله أبشر فقد أتاك الغوث بضم الهمزة وانما الصحيح أبشر بقطع الهمزة.

قوله رحمه الله: وذكر أن شرطة الخميس علي ما لم يسم فاعله عطفا علي وروي علي صيغة المجهول، واللفظتان لأبي عمرو الكشي.

في القاموس في خ أآلهتنا: الخميس الجيش لأنه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة

والميسرة والساقة. وفي ش ط: والشرطة بالضم ما اشترطت، يقال: خذ شرطتك، وواحد الشرط كصرد وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت، وطائفة من أعوان الولاة معروف، وهو شرطي وشرطي كتركي وجهني، سموا بذلك لانهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها (1).

وقد أدريناك أن قوله وشرطي كجهني خطأ والصواب شرطي بضمتين نسبة إلي الشرطة (2) علي لغة من يضم فيها الشين والراء جميعا.

والرواية معناها: أن شرطة الخميس في جيش أمير المؤمنين عليه السلام الذين سماهم الله علي لسان نبيه صلي الله عليه وآله كانوا ستة أو خمسة آلاف رجل.

قوله رحمه الله: عن أبي خالد الكابلي أي الذي اسمه وردان ولقبه كنكر وهو أبو خالد الكابلي الأكبر.

(1) القاموس: 2 / 211 و 368 2) وفي " ن ": الشرط

(٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)

ابن أبي طالب عليه السلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه وعنده أصحابه وما كان منهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته، وحق معرفته إمامته.

سلمان الفارسي 12 - أبو الحسن أبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد ابن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال كان الناس أهل ____________________

قال الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام: وردان أبو خالد الكابلي الأصغر روي عنه وعن أبي عبد الله عليهما السلام والكبير اسمه كنكر (1).

وقال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: وردان أبو خالد الكابلي والأصغر روي عنهما عليهما السلام والأكبر كنكر (2).

وقال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: كنكر يكني أبا خالد الكابلي وقيل إن اسمه وردان.

قلت: وما يقال إن

الأكبر والأصغر يشتركان في وردان وكنكر اسما ولقبا وهم من غير مستند.

قوله عليه السلام: وحق معرفته إمامته أي بعد رسول الله صلي الله عليه وآله من غير فصل بينهما صلي الله عليهما بأحد أصلا علي حق اليقين.

قوله رحمه الله: أبو الحسن وأبو إسحاق الطريق موثق بحنان بالمهملة المفتوحة ونونين من حاشيتي الألف وبالتخفيف وعالي الاسناد في الطبقة الأولي.

(1) رجال الشيخ: 139 2) رجال الشيخ: 328 3) رجال الشيخ: 100

(٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، دولة العراق (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، حنان بن سدير (1)، القتل (1)

ردة بعد النبي صلي الله عليه وآله الا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، قال: هؤلاء الذين دارت ____________________

قوله عليه السلام: وأبو ذر الغفاري بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمة وتخفيف الفاء.

قال في المغرب: أصل الغفر الستر، وغفار حي من العرب إليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري.

وقد صح عنه صلي الله عليه وآله عند العامة والخاصة: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفي من أبي ذر (1).

وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتي علي سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش (2) وسيدهم، فأتي النبي صلي الله عليه وآله فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم فقال:

يا اخوتاه

أغضبتكم؟ قالوا: لا يغفر الله لك.

قوله عليه السلام: ثم عرف الناس بعد يسير أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام بعد زمان يسير، وأزاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع إلي أمير المؤمنين عليه السلام، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

(1) راجع الطرائف: 405 المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.

2) وفي " أآلهتنا " أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ

(٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، المقداد بن الأسود (1)

تحقيق لطيف حول هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا

عليهم الرحا ____________________

قوله عليه السلام: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا فيه وجهان: الأول: أن يكون كناية عن شدة الملمة بهم وصعوبة الداهية عليهم، يعني أنهم كانوا في مضيق اعتداء المعتدين كأن الرحا تدور عليهم وتطحنهم، ومع ذلك فقد لازموا اتباع سبيل الحق ولم يبايعوا أمير الجور والعدوان.

الثاني: أن يرام أن هؤلاء هم الذين كانوا لملة الاسلام كالقطب والمدار عليهم تدور رحاها وبهم يستقيم أمرها، اتبعوا سبيل الحق ولم يبايعوا أهل الضلال.

يقال: دارت رحي الامر إذا قام عموده واستقام نظامه. ومنه في حديث نعت النبي صلي الله عليه وآله: تدور رحي الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحي الاسلام علي رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا. علي ما حققناه في المعلقات علي زبور آل محمد الصحيفة الكريمة السجادية (1).

فدوران الرحا عليهم علي هذا السبيل معناه دورانها حولهم كما يكون دوران الرحا والفلك علي القطب والمحور. وما يقال: إن دوران الرحا إذا استعمل باللام كان للتنسيق

والتنظيم، وإذا استعمل بعلي كان للتهويش والتهويل خارج عن هذا الاستعمال.

فاذن ما قاله السيد المكرم الرضي أخ السيد المعظم المرتضي رضي الله عنهما في كتاب مجازات الحديث: دور الرحا يكون عبارة عن حالين مختلفين: إحداهما مذمومة والاخري محمودة: فالمذمومة هي الحال التي بني عليها الاخبار عن ازعاج الامر عن مناطه وازحافه عن قراره، واما الحال المحمودة فهي أن يكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم وقوة أمرهم وعلو نجمهم يقال: دارت رحا بني فلان إذا اتفقت لهم هذه الأحوال المحمودة، فهذه حال كان دور الرحا فيهما محمودا لمن دارت له ومذموما لمن دارت عليه، وانما قالوا: دارت رحا الحرب لجولان الابطال

(١) راجع التعليقة علي الصحيفة السجادية المطبوع علي هامش نور الأنوار للجزائري:

ص 22. وهذه التعليقة قد صححناه وحققناه ولكن لم يطبع.

(٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الصحيفة السجادية (1)

وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتي جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام ____________________

فيها وحركات الخيل تحتها (1).

غير مستقيم علي اطلاقه.

قوله عليه السلام: وأبوا أن يبايعوا من الصحيح الثابت في الاخبار أن قيس بن سعد بن عبادة الصحابي الأنصاري من خلص أنصار رسول الله صلي الله عليه وآله ومن العشرة الذين نصروه صلي الله عليه وآله، ومن أصفياء أولياء أمير المؤمنين عليه السلام أيضا ممن لم يرتد ولم ينزعج ولم يبايع.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام:

قيس بن سعد بن عبادة وهو ممن لم يبايع أبا بكر (2).

وقال العلامة في الخلاصة: قيس بن سعد بن عبادة من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام وهو مشكور لم يبايع أبا بكر (3).

وسيجئ في الكتاب ما رواه أبو عمرو الكشي: أن أنس بن مالك قال:

كان قيس بن سعد من النبي صلي الله عليه وآله بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، وما رواه في مصالحة أبي محمد الحسن عليه السلام ومعاوية لم يبايع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس معاوية قال له معاوية: قم يا قيس فبايع فالتفت إلي الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره فقال: يا قيس انه امامي يعني الحسن عليه السلام.

وكان قيس وأبوه سعد طولهما عشرة أشبار بأشبارهما، وقد كانا من جملة من كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال إنه مثل ذراع أحدنا، وسعد لم يزل سيد في الجاهلية والاسلام، وأبوه وأجداده لم يزل فيهم الشريف

(١) المجازات النبوية: ١٥٦ 2) رجال الشيخ: 54 3) الخلاصة: 136

(٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)

قضية بيعة الامام علي عليه السلام لأبي بكر

مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل ____________________

وكان قيس ابنه مثله بعده (1).

ومن المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا، فاذن حصر من لم يرتد ولم يبايع في ثلاثة أوفي سبعة محمول علي أنهم قصوي الغاية في الاستيقان والاستقامة والانكار علي متقمص (2) الخلافة ولص الإمامة.

قوله عليه السلام: مكرها فبايع يعني أظهر البيعة كرها، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فإنه جئ به عليه السلام مكرها فكثر اللفظ وضجت الأقوال وارتفعت الأصوات فقال الناس: انه بايع لا أنه قد وقعت منه عليه السلام المبايعة، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة والخاصة، علي ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء وفي شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان.

أليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة علي

أنه عليه السلام كان يقول: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به علي الأنصار، وأنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عز وجل (3).

وانما رواية البيعة في صحيحهم البخاري علي هذه الصورة باسناده: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة بنت النبي صلي الله عليه وآله أرسلت إلي أبي بكر تسأله ميراثها عن النبي صلي الله عليه وآله فيما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبي أبو بكر أن يدفع إلي فاطمة منها شيئا، فغضبت فاطمة علي أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتي توفيت، وعاشت بعد النبي صلي الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم

(1) راجع رجال الكشي: 110 ط جامعة مشهد 2) وفي " ن ": متغمص 3) روي نحوه العلامة المجلسي في البحار: 8 / 172

(٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال الكشي (1)، العلامة المجلسي (1)

أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم " الآية.

____________________

يؤذن بها أبا بكر وصلي عليها.

وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلي أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية ليحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، وقال أبو بكر: وما عسيتم أن يفعلوا بي فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: انا لن ننفس عليك خيرا ساقه الله عليك، ولكنك استبددت علينا بالامر وكنا نري لقرابتنا من رسول الله صلي الله عليه

وآله نصيبا حتي فاضت عينا أبي بكر فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة.

فلما صلي أبو بكر الظهر رقي علي المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وتشهد وتشهد علي وقال: لا يحملني علي التخلف عن البيعة نفاسة علي أبي بكر ولا انكارا للذي فضله الله به، ولكنا كنا نري لنا في هذا الامر حقا، فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلي علي قريبا حين رجع الامر إلي المعروف انتهي ما في صحيح البخاري (1). فلينظر علي جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لأبي بكر بالإمامة واتيان له بالبيعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة ومستبد بالحق علي أهله.

وقوله سبحانه: انقلبتم علي أعقابكم أي ارتددتم عن دينكم ورجعتم القهقري، كما فعل بنو إسرائيل بعد موت موسي علي نبينا وعليه السلام.

(1) ورواه مسلم في صحيحه: 3 / 1380 وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص 258 فراجع تغتنم.

(٣١)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، الموت (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)

13 - جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني، قال حدثني الحسن بن خرزاد قال ____________________

قوله رحمه الله: جبريل بن أحمد الفاريابي البرناني وربما يقال الفريابي. قال الفاضل البرجندي فارياب بفاء بعدها ألف وسكون الراء المهملة ومثناة من تحت بعدها ألف ثم باء موحدة بلد صغير قريب بلخ بينهما اثنان وعشرون فرسخا.

وفي القاموس: فرياب كجريال بلد ببلخ أو هو فيرياب ككيمياء أو فارياب كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون (1).

والبرناني بنونين من حاشيتي الألف نسبة إلي البرني أو إلي البرنية، وبياء مثناة من تحت قبل الف ثم النون علي اختلاف النسخ نسبة إلي

قرية بمرو أو إلي برين بن عبد الله الأنصاري.

قال في القاموس: يبرين أو أبرين موضع بحذاء الأحساء، وأبرينة وتكسر قرية بمرو، وبرين بالضم ابن عبد الله أبو هند الداري الصحابي (2).

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب لم: جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمد كان مقيما بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان (3).

وأورده الحسن بن داود كذلك في قسم الممدوحين من كتابه (4).

ومن ديدن الأصحاب أن المشيخة المذكورين في باب " لم " لا يعتبرون فيهم صريح التوثيق إليه، بل يكتفون فيهم بالمدح، وإذا لم يكن في أحدهم مطعن وغميزة كان حديثه معدودا من الصحاح عندهم.

قوله رحمه الله: الحسن بن خرزاد يشترك في هذا الاسم رجلان قمي وكشي، ذكر الشيخ في كتاب الرجال

(١) القاموس: ١ / ١١٢ ٢) القاموس: ٤ / ٢٠١ ٣) رجال الشيخ: ٤٥٨ ٤) رجال ابن داود: ٨٠

(٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

حدثني ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم ____________________

أحدهما في أصحاب أبي الحسن الهادي عليه السلام قال: السحن بن خرزاد قمي (1).

وربما يدعي أنه قد قيل فيه الرمي بالغلو ولست أعرف كذلك مستندا.

والاخر ذكره في باب لم: الحسن بن خرزاد من أهل كش (2). وهو هذا الرجل قوله رحمه الله: ابن فضال هو علي بن الحسن الفضال الفطحي الثقة الجليل القدر المختلط بأصحابنا جدا. والطريق به موثق.

قوله عليه السلام ضاقت الأرض بسبعة أي عجزت عن كفاية أمرهم والتوسعة عليهم مع أن نزول مطر الرحمة ومدد النصرة من السماء علي أهل الأرض بهم ولاجلهم، ومن

جهة دعائهم للخلق ودعوتهم إياهم إلي الحق، منهم هؤلاء الخمسة الذين هم أركان الأربعة علي اختلاف القولين.

قال الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في باب الجيم من أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: جندب بن جنادة ويقال جندب بن السكن يكني أبا ذر أحد الأركان الأربعة (3).

وقال في باب السين: سلمان الفارسي مولي رسول الله صلي الله عليه وآله يكني أبا عبد الله أول الأركان الأربعة (4).

وقال في باب العين: عمار بن ياسر يكني أبا اليقظان حليف بني مخزوم

(1) رجال الشيخ: 413 2) رجال الشيخ: 463 3) رجال الشيخ: 36 4) المصدر: 43

(٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، ثعلبة بن ميمون (1)

تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة (رحمة الله عليهم) وكان علي عليه السلام يقول: وأنا امامهم، وهم الذين صلوا علي فاطمة عليها السلام.

14 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال حدثني العباس ابن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث النصري بن المغيرة، قال سمعت عبد الملك بن أعين، يسأل أبا عبد الله عليه السلام قال فلم يزل يسأله حتي قال له: فهلك الناس إذا؟ قال: أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون.

قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال، فقال: انها فتحت علي الضلال أي والله ____________________

وينسب إلي عبس بن مالك وهو مذحج بن أدد رابع الأركان (1).

وقال في باب الميم: المقداد بن الأسود الكندي وكان أسم أبيه عمرو البهرائي، وكان الأسود بن عبد اليغوث قد تبناه فنسب إليه يكني

أبا معبد ثاني الأركان الأربعة (2).

ومنهم من جعل حذيفة بن اليمان الأنصاري رابع الأركان مكان عمار، والشيخ رحمه الله تعالي قد نقل هذا القول في ترجمة حذيفة (3) واختاره العلامة رحمه الله في الخلاصة (4) والأشهر عند المتقدمين هو الأول.

قوله رحمه الله: عن الحارث النصري ابن المغيرة باهمال الصاد بعد النون المفتوحة من بني نصر بن معاوية، بصري روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وروي عن زيد بن علي، وهو مستقيم ثقة ثقة.

وسيرد عليك في الكتاب ما رواه الكشي في مدحه وفي ذمه والتعويل علي روايات المدح.

(1) المصدر: 46 2) المصدر 57: وفي النسخ " قد بيناه ".

3) المصدر: 37 4) الخلاصة: 60.

(٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، عبد الملك بن أعين (1)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، أبان بن عثمان (1)، الحارث النصري (1)، محمد بن مسعود (1)، الصّلاة (1)، الضلال (1)، الهلاك (1)

هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة.

____________________

قوله عليه السلام: ولكن الا ثلاثة وفي نسخ عدة: هلكوا مكان ولكن.

قوله عليه السلام: ثم لحق أبو ساسان أبو ساسان الأنصاري اسمه الحصين بن المنذر.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام:

حصين بن المنذر يكني أبا ساسان اليرقاشي صاحب رايته عليه السلام (1).

وفي طائفة من النسخ " أبو سنان " مكانه وهو الأنصاري. وذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال (2) وهو من الأصفياء من أصحابه عليه السلام.

و" أبو عمرة الأنصاري "

اسمه ثعلبة بن عمرو قاله الشيخ في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة (3) وذكره بكنيته في أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام (4).

و" شتيرة " وفي بعض النسخ " شتير " من دون الهاء باعجام الشين المضمومة وفتح التاء المثناة من فوق واسكان الياء المثناة من تحت ثم الراء، علي ما ضبطه ابن الأثير في جامع الأصول حيث.

قال في ترجمة شكل: هو شكل بن حميد العبسي من بني عبس بن بغيض روي عنه ابنه شتير بن شكل لم يرو عنه غيره وعداده في الكوفيين، شكل بفتح الشين وفتح الكاف واللام وشتير بضم المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان، وبغيض بفتح الباء الموحدة وكسر الغين وبالضاد المعجمتين.

(1) رجال الشيخ: 39 2) المصدر: 63 3) المصدر: 12 4) المصدر: 63

صفحه(٣٥)

____________________

وقال في القاموس: شتير كزبير ابن شكل وابن نهار تابعيان (1).

وما قاله العلامة في الخلاصة: ومن خواص أمير المؤمنين عليه السلام من مضر شبير بضم الشين المعجمة أولا والباء المنقطة تحتها نقطة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعدها والراء أخيرا ابن شكل العبسي بالباء المنقطة تحتها نقطة أبو عبد الرحمن (2). ضبط من غير مأخوذ من أصل.

فاما مواخذة الحسن بن داود عليه بقوله: وبعض المصنفين أثبت ستير بالسين المهملة. وهو وهم، وقد أثبته الشيخ أبو جعفر في باب الشين المجمعة (3). فزور واختلاق.

والشيخ في باب الشين المعجمة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال:

شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بني شريح قتلوا بصفين، كل واحد يأخذ الراية بعد الاخر حتي قتلوا (4)، وقد نقله بألفاظه في الخلاصة (5).

وأما " ستير " باهمال السين المضمومة من أصحاب

أمير المؤمنين عليه السلام من الأصفياء، فقد ذكره البرقي، (6) ولم يذكره الشيخ، وقد أورده في الخلاصة ناقلا عن البرقي (7).

(١) القاموس: ٢ / ٥٥ ٢) الخلاصة: ١٩٣ ٣) رجال ابن داود: ١٨٣ 4) رجال الشيخ: 45 وفيه سمير مكان شمير.

5) الخلاصة: 87 6) رجال البرقي: 3 والموجود في المتن هو " شبير " ولكن قال في الهامش وفي نسخة " ستير ".

7) الخلاصة: 192 قال ناقلا عن البرقي: ستير بضم السين المهملة والتاء المنقطة فوقها نقطتين والياء المنقطة تحتها نقطتين والراء.

(٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

15 - حمدويه، قال حدثنا أيوب عن محمد بن الفضل وصفوان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام ما أقلنا لو اجتمعنا علي شاة ما أفنيناها!

قال، فقال: الا أخبرك بأعجب من ذلك؟ قال، فقلت: بلي. قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا (وأشار بيده) الا ثلاثة.

16 - علي بن محمد القتيبي النيسابوري، قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية استراباد قال حدثني أبو الحسين عن عمرو بن عثمان الخزار عن رجل، عن أبي حمزة، قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام وفي رقبته حبل آل زريق، ضرب أبو ذر بيده علي الأخري، ثم قال: ليث السيوف ____________________

و" عمار " منسوب إلي مذحج - بفتح الميم واسكان الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة والجيم أخيرا - من قبائل الأنصار، ذكره المطرزي في المغرب في ذ - ج وهو الصواب، والجوهري في الصحاح أخطأ فأورده في م - ج، وكأنه ظن الميم أصلية.

وبالجملة مذحج أكمة ولد بها أبو هذه القبيلة فسمي باسمها.

قال الفيروزآبادي في القاموس في ذ - ج:

ومذحج كمجلس أكمة ولدت مالكا وطيبا أمهما عندها فسموا مذحجا، وذكر الجوهري إياه في الميم غلط وان أحاله علي سيبويه (1).

قوله رحمه الله: حدثنا أيوب هو أبو الحسين أيوب بن نوح، والطريق صحيح وعالي الاسناد في الطبقة الثالثة.

قوله عليه السلام: في رقبته حبل آل زريق الزرق باسكان الراء بين الزاء المفتوحة والقاف معروف.

قال في المغرب: وبتصغيره سمي من أضيف إليه بنو زريق وهم بطن من

(1) القاموس: 1 / 190

(٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، أبو عبد الله (1)، عمرو بن عثمان (1)، محمد بن الفضل (1)، جعفر بن محمد (1)، الضرب (1)

قد عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل، وقال سلمان:

مولانا أعلم بما هو فيه.

17 - محمد بن إسماعيل، قال حدثني الفصل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري؟

18 - محمد بن إسماعيل، قال حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلي علي عليه السلام فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك! فقال ____________________

الأنصار، إليهم ينسب أبو عياش الزرقي بضم الزاء وفتح الراء، وحبل آل زريق يتخذ مما ينبت من الأرض كلحاء شجر القنب وغير

ذلك وهو من أخشن الحبل وأغلظها.

قوله رحمه الله: محمد بن إسماعيل هو الذي يروي عنه أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه أيضا في الكافي، وكثيرا ما يجعله صدر السند في الطبقة الأولي، كما يروي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالي ويصدر به الاسناد يكني أبا الحسين نيسابوري فاضل.

وهو وعلي بن محمد القتيبي النيسابوري تلميذا الفضل بن شاذان، وحديث كل منهما يعد صحيحا، كما استمر عليه هجير العلامة في المختلف والمنتهي وشيخنا الشهيد في الذكري وشرح الارشاد.

ولقد أو ضحت الحال وحققنا المقال في الرواشح السماوية (1) وفي المعلقات علي الاستبصار (2) بما لا مزيد عليه.

(١) الرواشح السماوية: ٧٠ ٢) التعليقة علي الاستبصار: ٤. المطبوع في الاثني عشر رسالة للمؤلف.

(٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو بصير (2)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، أبو عمرة الأنصاري (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (1)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن إسماعيل (2)، وهيب بن حفص (1)

علي عليه السلام: ان كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين فحلق علي عليه السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم.

ثم انصرفوا فجاؤوا مرة أخري بعد ذلك، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فحلفوا فقال: ان كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت: فما كان فيهم عمار؟

فقال: لا. قلت: فعمار من أهل الردة؟ فقال: ان عمارا قد قاتل مع علي عليه السلام بعد.

19 - وروي جعفر غلام عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن محمد بن نهيك،

عن النصيبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا سلمان اذهب إلي فاطمة (عليها السلام) فقل لها تتحفك من تحف الجنة؟ فذهب إليها سلمان فإذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها يا بنت رسول الله اتحفيني؟ قالت: هذه ثلاث سلال جاءتني بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمي لسلمان، وقالت الأخري: أنا ذرة لأبي ذر، وقالت الأخري: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت فناولتني، فما مررت بملاء الا ملئوا طيبا لريحها.

20 - محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال حدثني ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عن النصيبي هو محمد بن سلمة البناني، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وقال: نزل نصيبين أصله كوفي أسند عنه (1).

وليس في رجالنا من أهل نصيبين الا هذا الرجل يروي عنه عبد الله بن محمد بن نهيك وعبيد الله بن أحمد بن نهيك، وهما شيخان صدوقان ثقتان جليلا القدر.

وآل نهيك - بفتح النون وكسر الهاء - بيت من أصحابنا بالكوفة، ويرويان أيضا عن درست بن أبي منصور الواسطي.

(1) رجال الشيخ: 288

(٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، عبد الله بن محمد بن نهيك (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، عبد الله بن بكير (1)، محمد بن قولويه (1)، القتل (1)

علي بن سليمان بن داود الرازي، قال حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم ____________________

قوله رحمه الله تعالي: علي بن سليمان بن داود الرازي نسبة إلي الري روي عنه سعد بن عبد الله،

وكأنه كان رقي الأصل.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام وقال:

علي بن سليمان بن داود الرقي (1).

وفي بعض النسخ " الروياني " نسبة إلي رويان - بضم الراء قبل الواو الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الألف والنون بعدها - بلد من طبرستان.

قال الفاضل البرجندي: بينه وبين قزوين ستة عشر فرسخا.

وفي القاموس: محلة بالري وقرية بحلب وبلد بطبرستان ومنه الإمام أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل وغيره (2).

وربما يظن أن الرجل هذا من بني أعين، وكان له اتصال بصاحب الامر عليه السلام وخرج (3) إليه توقيعات وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعا ثقة وفقيها لا يطعن عليه في شئ.

ويقال: انه فاسد، فان الذي من بني أعين هو علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الرازي، علي ما في كتاب النجاشي وغيره مكتوبا بخط السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس. وتبعه العلامة في الخلاصة (4).

والحسن بن داود حسبه وهما وزعم أن الصحيح أبو الحسن الزراري بالزاي

(1) رجال الشيخ: 433 2) القاموس: 4 / 230 3) وفي " أآلهتنا ": وخرجت 4) الخلاصة: 100

(٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن سليمان بن داود (1)، أسباط بن سالم (1)، علي بن أسباط (1)

قال: قال أبو الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام إذا كان يوم القيامة نادي مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر؟ ثم ينادي مناد أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصي ____________________

المضمومة والراء قبل الألف وبعدها (1).

وكذلك ضبطه العلامة أيضا في الايضاح نسبة إلي زرارة بن أعين.

وذلك عندي منظور في صحته.

قوله

عليه السلام: ابن حواري محمد بن عبد الله رسول الله عليه السلام قال في الكشاف: حواري الرجل صفوته وخالصته، ومنه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن وفي وزنه الحوالي وهو الكثير الحيلة (2).

قلت: واما الذي بمعني حول الشئ وجوانبه وأطرافه كما يقال: حوالينا وحواليكم وبين ظهر أنينا وبين ظهرانيكم، فعلي هيئة صيغة المثناة من غير إرادة معني التثنية لاعلي وزن الحواري ولا علي هيئة وزن الجمع. ومنه في حديث الاستسقاء:

اللهم حوالينا ولا علينا (3).

والمشهور أن الحواري أصله من الحور بمعني خلوص البياض، والتحوير بمعني التبييض، والخبز الحواري الذي نخل طحينه مرة بعد مرة. ومنه في الحديث:

الحواري من أمتي أي خاصتي من أصحابي وأنصاري.

والحواريون من أصحاب عيسي عليه السلام أول من آمن به من أصفيائه وخلصائه

(١) رجال ابن داود: ٢٤٥ قال: وبعض الأصحاب أثبته " الرازي " وهما، بناءا علي الوهم الأول. وقال في ص 41: وبعض فضلاء أصحابنا - وهو العلامة في الخلاصة - أثبته في تصنيفه " أبو غالب الرازي " وأن الإمام عليه السلام قال: " وأما الرازي " وهو غلط، وانما هو " الزراري " نسبة إلي زرارة بن أعين.

2) الكشاف: 1 / 432 3) رواه مسلم في صحيحه: 2 / 614

(٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يوم القيامة (1)، محمد بن عبد الله (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، زرارة بن أعين (1)

____________________

وكانوا اثني عشر رجلا قيل: كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها فسموا الحواريين، ثم صار هذا الاسم مستعملا فيمن أشبههم من الذين خلصوا من كل ريب ونقوا من كل عيب وأخلصوا

سرائرهم ونياتهم في نصرة الأنبياء والأوصياء والتصديق بهم.

وقيل: كانوا ا صيادين وقيل: كانوا ا ملوكا يلبسون البيض من الثياب قاله العزيزي في غريب القرآن وغيره.

وقال الراغب في المفردات: قال بعض العلماء: انما سموا حواريين لانهم كانوا يطهرون نفوس الناس بافادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله عز وجل " انما يريد الله ليذهب عنك الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1). وقال: انما كانوا قصارين علي التمثيل والتشبيه، وتصور منه من لم يتخصص بمعرفة الحقايق المهنة المتداولة بين العامة. قال: وانما كانوا صيادين لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة وقودهم إلي الحق (2).

وعندي أنه يجوز أن يعتبر أصل الحواري من الحور بمعني الرجوع، لان حواري الرجل يرجع إليه في أموره، وحواري النبي أو الوصي يرجع إليه في دينه لا إلي غيره.

ومنه المحاورة والتحاور: أي المراجعة في التكلم والتراجع في المخاطبة، وكلمته فلم يحر جوابا ولا أحار خطابا أي لم يرجع إلي كلاما، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، أي من الرجوع إلي النقصان بعد كمال الزيادة.

(١) سورة الأحزاب: ٣٣ 2) المفردات: 135

(٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الأحزاب (1)

محمد بن عبد الله رسول الله؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيي التمار مولي بني أسد وأويس القرني.

قال ثم ينادي المنادي أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلي الهمداني وحذيفة بن أسيد الغفاري. قال، ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي عليه السلام؟ فيقوم كل من استشهد معه ولم يتخلف عنه. قال، ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسين عليه السلام؟ فيقوم جبير ابن مطعم ويحيي بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي

وسعيد بن المسيب. ثم ينادي المنادي أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو ____________________

قوله عليه السلام: فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي قال في القاموس: الحمق ككتف الخفيف اللحية وعمرو بن الحمق صحابي (1).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال ذكره في رجال أمير المؤمنين عليه السلام (2) وفي أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام (3).

وسيتكرر بعده في الكتاب مدحه.

قوله عليه السلام: جبير بن مطعم ويحيي بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي جبير بن مطعم بضم الجيم وفتح الموحدة علي صيغة التصغير، وضم الميم وفتح العين علي اسم المفعول من الاطعام.

ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله

(1) القاموس: 3 / 223 2) رجال الشيخ: 47 3) المصدر: 69

(٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، سعيد بن المسيب (1)، يحيي بن أم الطويل (1)، سفيان بن أبي ليلي (1)، أبو خالد الكابلي (1)، بريد بن معاوية (1)، زرارة بن أعين (1)، حذيفة بن أسيد (1)، محمد بن عبد الله (2)، محمد بن أبي بكر (1)، أويس القرني (1)، شريك العامري (1)، عمرو بن الحمق (1)، الحسن بن علي (1)، بنو أسد (1)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (1)، محمد بن مسلم (1)، الشهادة (1)

____________________

من الصحابة قال في باب الجيم: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف يكني أبا محمد مات

سنة ثمان وخمسين (1).

وفي مختصر أبي عبد الله الذهبي: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ممن حسن اسلامه، عنه ابناه محمد ونافع وابن المسيب، سيد حليم وقور نسابة، مات سنة ستة وخمسين.

فمن العجب قول الحسن بن داود في كتابه جبير بن مطعم " كش " أنه من حواري " ين " ولم أره في كتب الشيخ رحمه الله (2).

وسيرد في الكتاب من طريق أبي عمرو الكشي عن الفضل بن شاذان مسندا عن أبي عبد الله عليه السلام: ارتد الناس بعد قتل الحسين عليه السلام ثلاثة أبو خالد الكابلي ويحيي بن أم الطويل وجبير بن مطعم. وفي رواية يونس عن حمزة بن محمد الطيار مثله، وزاد فيه وجابر بن عبد الله الأنصاري، ثم إن الناس لحقوا وكثروا (3). وقد روي الفضل بن شاذان وغيره.

ونقله حسن بن داود في كتابه: أن يحيي بن أم الطويل أمه وشيكته كانت ظئر علي بن الحسين سيد الساجدين عليه السلام وكان عليه السلام يدعوها أما، وهي التي زوجها فعابه علي ذلك عبد الملك بن مروان بأنه زوح أمه توهما منه أنها والدته عليه السلام وكانت والدته عليه السلام شهربانوي قد توفيت وهو صغير السن (4).

قلت: فاذن قد ظهر أن يحيي بن أم الطويل أخو سيد العابدين عليه السلام من جهة الرضاع، وأمه من النسب أمه عليه السلام من الرضاعة.

(١) رجال الشيخ: ١٤ ٢) رجال ابن داود: ٨١ ٣) رجال الكشي: ١٢٣ ٤) رجال ابن داود: ٣٧١ - 372

(٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (2)

بصير ليث بن البختري المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جداعة وحجر بن زائدة وحمران بن أعين. ثم

ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهما السلام يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.

____________________

واستبان معني ما رواه أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه في جامعه الكافي:

أن علي بن الحسين عليه السلام كان له أخ من أمه.

وكذلك ما في كتاب المحاضرات للراغب: ان أم علي بن الحسين بن زين العابدين عليه السلام تزوجت في زمانه بعد أبيه الحسين عليه السلام سيد الشهداء وعابه علي ذلك عبد الملك بن مروان فليعلم (1).

قوله عليه السلام: عامر بن عبد الله بن جداعة بضم الجيم واهمال الدال علي ما قد ضبطه العلامة في الايضاح، وربما يضبط باعجام الدال بعد الجيم المضمومة.

و" حجر بن زائدة " باهمال الحاء المضمومة قبل الجيم الساكنة.

و" حمران بن أعين " بضم الحاء المهملة علي ما ضبطه الأكثر، وقيل: بكسرها أخو زرارة بن أعين باهمال العين الساكنة بين الهمزة والياء المثناة من تحت المفتوحتين، وهو من القراء المتقنين قرأ عليه حمزة، وعلماء العامة يعرفون جلالته ويطعون فيه بالرفض.

قال الذهبي في ميزان الاعتدال: حمران بن أعين كوفي روي عن أبي الطفيل وغيره، وقرأ عليه حمزة، وكان يتقن بالقرآن. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو داود: رافضي. وروي حمزة عن حمران بن أعين أن النبي صلي الله عليه وآله قرأ: ان لدينا أنكالا وجحيما. فصعق.

قوله عليه السلام: فهؤلاء المتحورة أول السابقين علي التفعل من الحواري أي الجاعلون أنفسهم حواريين، فهذه الرواية معول

(١) راجع رجال ابن داود: ٣٧٢

(٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن أبي يعفور (1)، عامر بن عبد الله (1)، ليث بن البختري (1)، حجر بن زائدة (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

21 - جبريل بن أحمد، قال حدثني محمد بن عيسي،

عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال قال، رسول الله صلي الله عليه وآله: ان الله تعالي أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال علي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي.

22 - حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن عيسي. ومحمد بن مسعود، قالا حدثنا جبريل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن النضر بن سويد، عن محمد ابن بشير، عمن حدثه، قال ما بقي أحد الا وقد جال جولة الا المقداد بن الأسود فان قلبه كان مثل زبر الحديد.

____________________

عليها في ارتفاع منزلة هؤلاء المتحورين السابقين المقربين.

وقول بعض شهداء المتأخرين في حواشي الخلاصة (1) أن في طريقها علي بن سليمان وهو مجهول، لا تعويل عليه كما دريت ومرفوعة الحسين بن سعيد في ذم عامر وحجر غير صالحة للمعارضة، وسيستبين لك انشاء الله العزيز العليم.

قوله رحمه الله: جبرئيل بن أحمد قال: حدثني محمد بن عيسي يعني به العبيدي اليقطيني قوله صلي الله عليه وآله: ان الله أمرني بحب أربعة قالوا: ومن هم يا رسول الله قال: علي بن أبي طالب عليه السلام هذا الحديث ثابت الصحة عند العامة من طرقهم في صحاحهم وأصولهم ومصابيحهم ومشكاتهم بأسانيد غير محصورة.

قوله رحمه الله: ألا وقد جال جولة بالجيم أي انزعج في سره انزعاجة ما، وحاد قلبه عن سبيله حيدة ما.

(1) هو الشهيد الثاني رحمة الله عليه في حاشيته علي الخلاصة غير مطبوع.

(٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول

الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، المقداد بن الأسود (2)، علي بن أبي طالب (1)، ابن أبي نجران (1)، صفوان بن مهران (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن عيسي (3)، نضر بن سويد (1)، محمد بن مسعود (1)، الشهادة (1)

طرق رواية ارتداد الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم

23 - طاهر بن عيسي الوراق، رفعه إلي محمد بن سفيان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: يا سلمان لو عرض علمك علي مقداد لكفر، يا مقداد لو عرض علمك علي سلمان لكفر.

24 - علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: قال ____________________

قال في المغرب: أصاب المسلمين جولة هي كناية عن الهزيمة ولا تستعمل الا في حق الأولياء، وأصلها من الجولان.

قوله رحمه الله تعالي: طاهرين بن عيسي الوراق هو أبو محمد من أهل كش من مشيخة الشيوخ.

قال الشيخ في كتاب الرجال: صاحب كتاب روي عنه الكشي، وروي هو عن أحمد بن جعفر الخزاعي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1).

وهذا الطريق بعد الرفع ضعيف بمحمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي بصير المكفوف يحيي بن القاسم، أو أبي القاسم.

قوله عليه السلام: لكفر بالتخفيف علي المجرد من الكفور بالشئ والكفران به، بمعني الجحود والانكار، أو بالتشديد علي التفعيل للنسبة من كفره تكفيرا، أي نسبه إلي الكفر.

قوله رحمه الله: علي بن الحكم عن سيف بن عميرة الطريق صحيح علي التعليق لان طريق أبي عمرو الكشي إلي علي بن الحكم

صحيح معروف.

وليعلم أن رواية ارتداد الناس الا القليل منهم بعد النبي صلي الله عليه وآله غير مختصة بطريق أصحابنا رضوان الله تعالي عليهم، بل أن حديث أنباء رسول الله صلي الله عليه وآله أنه ترتد

(1) رجال الشيخ ص 477 وفيه صاحب كتب

(٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، سيف بن عميرة (1)، محمد بن سليمان (1)، محمد بن سفيان (1)، علي بن الحكم (1)

____________________

الصحابة وترجع القهقري بعده عليه وآله السلام، عند علماء العامة صحيح ثابت في أصولهم الستة الصحاح وجامع أصولهم ومستدركهم ومسندهم ومصابيحهم ومشكاتهم وغيرها من كتبهم المعتبرة بأسانيدهم المتصلة ومسانيدهم المعتمدة من طرق متكثرة، تحكم في القدر المشترك بينها بالتواتر وفي كثير منها نصوص علي أن ذلك الارتداد انما هو في الإمامة والخلافة، لا بعبادة الأوثان والشرك بالله عز وجل (1).

فمن جملة ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه كان يحدث أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقال: انه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (2).

عن ابن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلي الله عليه وآله أن النبي صلي الله عليه وآله قال:

يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلئون عنه فأقول: يا رب أصحابي فيقول:

انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (3).

عن أنس عن النبي صلي الله عليه وآله قال: ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتي إذا عرفتهم

اختلجوا دوني فأقول: أصحابي فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك (4).

أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: اني فرطكم علي الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل فقلت: نعم فقال: أشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول:

(١) وقد أوردنا مصادر رواية الارتداد في ذيل كتاب الطرائف: ٣٧٦ ٢) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٨ ط دار الطباعة العامرة باستبول.

٣) نفس المصدر من البخاري.

٤) صحيح البخاري: ٧ / 207. وروي نحوه عن أنس مسلم في صحيحه: 4 / 1800

(٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (1)، كتاب صحيح البخاري (2)، الإرتداد (1)

.____________________

انهم مني فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي (1).

عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل عن عبد الله عن النبي صلي الله عليه وآله قال: أنا فرطكم علي الحوض، وليرفعن معي رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك (2).

عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وآله قال: بينا أنا قائم إذا زمرة حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: أين؟ قال إلي النار والله قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: أين؟ قال: إلي النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال، انهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري بعدك، فلا أراه يخلص فيهم الأمثل همل النعم (3).

عن

عقبة أن النبي صلي الله عليه وآله خرج يوما فصلي علي (أهل) أحد صلاته علي الميت ثم انصرف إلي المنبر فقال: اني فرطكم وأنا شهيد عليكم واني والله لا نظر إلي حوضي الان واني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض، واني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها (4).

ففي الصحيحين من المتفق عليه في باب الحرص علي الامارة عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وآله قال: انكم ستحرصون علي الامارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة (5).

(١) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٧ - ٢٠٨ وصحيح مسلم: ٤ / ١٧٩٣ ٢) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٦ وصحيح مسلم: ٤ / ١٧٩٦.

٣) صحيح البخاري: ٧ / ٢٠٨ - ٢٠٩ ٤) صحيح البخاري: ٧ / ١٧٣ و ٢٠٩. وصحيح مسلم: ٤ / 1795 5) جامع الأصول: 4 / 450 قال: أخرجه البخاري والنسائي

(٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح البخاري (4)، كتاب صحيح مسلم (3)

____________________

وفي صحيحي الترمذي والنسائي والمصابيح والمشكاة عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه وآله: أعيذك بالله من امارة السفهاء قال: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: امراء سيكون بعدي من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم علي ظلمهم، فليسوا مني ولست منهم ولن يردوا علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم علي ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون علي الحوض (1).

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ قلت: أما والذي بعثك بالحق أضع سيفي علي عاتقي فأقاتلهم حتي ألقاك قال:

أولا أدلك علي خير من ذلك

تصبر حتي تلقاني (2).

وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله قال: انكم محشورون حفاة عراة غرلا، ثم قرء " كما بدأنا نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين " (3) وأول من يكسي يوم القيامة إبراهيم عليه السلام، وان ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول،: أصحابي، أصحابي فيقول: انهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم فأقول، كما قال العبد الصالح: " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب إلي قوله العزيز الحكيم (4) " قال أبو داود في السنن:

هذا حديث متفق علي صحته أخرجه مسلم من محمد بن مثني، وغيره عن محمد بن

(1) جامع الأصول: 4 / 460 2) جامع الأصول: 10 / 394 - 395. والفئ ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأملاكهم عن غير قتال وحرب. والاستئثار: الانفراد بالشئ والتخصص به 3) الأنبياء: 104 4) المائدة: 117 و 118

(٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)

أبو جعفر عليه السلام ارتد الناس: الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد قال: قلت فعمار؟

قال: قد كان جاض جيضة ثم رجع، ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض ان عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله ____________________

جعفر عن شعبة عن المغيرة (1).

و" الغرل " جمع أغرل وهو الا غلف، وقوله " لم يزالوا مرتدين ".

لم يرد به الردة عن الاسلام، انما معناه التخلف عن بعض الحقوق الواجبة.

قال ابن الأثير في النهاية وجامع الأصول: انهم كانوا يمشون بعدك القهقري قال الأزهري: معناه الارتداد عما كانوا عليه، وقد قهقر وتقهقر والقهقري مصدر (2)، فهذه نبذة مما في أصول

المخالفين وصحاحهم، ومن أحب الاستقصاء فعليه بما أوردناه في كتبنا (3).

قوله عليه السلام: قد كان جاض جيضة يروي بالجيم قبل الألف والضاد المعجمة بعدها يقال: جاض عن الحق جيضة أي عدل، وجاض في القتال إذا فر، وأصل الجيض الميل عن الشئ ويروي باهمال الحاء والصاد من حاشيتي الألف من حاص عن الشئ إذا حاد عنه، وحاص القوم في القتال حيصا وحيصة: أي جالوا جولة يطلبون الفرار، والمحيص: المحيد والمهرب.

وبعض القاصرين أهمل الحاء وأعجم الضاد من حيض النساء، وتحامل توجيهه بما لا يتفوه به ذو مسكة ما.

(١) صحيح مسلم: ٤ / 2195 كتاب الجنة. وغرلا جمع أغرل، وهو الذي لم يختن وبقيت معه غرلته وهي الجلدة التي تقطع في الختان.

2) نهاية ابن الأثير: 4 / 129.

3) ومن أحسن ما كتب المصنف في ذلك هو كتاب شرح تقدمة تقويم الايمان غير مطبوع

(٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، إبن الأثير (1)

الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا، فلبب ووجئت عنقه حتي تركت كالسلقة، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايع، فبايع، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يكن يأخذه في الله لومة لائم فأبي الا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو سنان الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام الا هؤلاء السبعة.

25 - حمدويه بن نصير، قال حدثنا أبو الحسين بن نوح، قال حدثنا صفوان ابن يحيي، عن ابن

بكير، عن زرارة، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أدرك سلمان العلم الأول والعلم الاخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت.

بلغ من علمه: أنه مر برجل في رهط فقال له: يا عبد الله تب إلي الله عز وجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة، قال: ثم مضي، فقال له القوم: لقد رماك سلمان بأمر فما دفعته عن نفسك. قال: إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه الا الله وأنا.

وفي خبر آخر مثله، وزاد في آخره: ان الرجل كان أبا بكر بن أبي قحافة.

____________________

قوله عليه السلام: فلبب ووجئت عنقه كلتاهما علي ما لم يسم فاعله، اللبة: المنخر. واللبب: موضع القلادة من الصدر.

قال في الصحاح: لببت الرجل تلبيبا: إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جررته (1).

وفي النهاية الأثيرية: لببت الرجل لبا ولبيته تلبيا إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته، وأخذت بتلبيب فلان: إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره، والتلبيب: مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل (2).

والوجئ: الضرب باليد أو بالسكين. يقال: وجأه في عنقه من باب منع،

(١) الصحاح: ١ / 216 2) نهاية ابن الأثير: 4 / 223

(٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، أبو سنان الأنصاري (1)، أبو الحسين بن نوح (1)، حمدويه بن نصير (1)، إبن الأثير (1)

____________________

ومنه ليس في كذا وكذا ولا في الوجاءة قصاص، والوجاء: بالكسر علي فعال نوع من الخصاء، وهو أن تضرب العروق بحديدة وتطعن فيها من غير اخراج البيضتين يقال: كبش موجوء إذا فعل به ذلك قاله في المغرب.

والسلقة: بالهاء واحدة السلق. باهمال السين المكسورة واسكان اللام قبل القاف،

وهو اسم لجنس النبت المعروف يؤكل يقال له في بلاد العجم " چقندر ".

قال في القاموس: السلق بالكسر مسيل الماء، والجمع كعثمان وبقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين وتسر النفس نافع للنقرس والمفاصل، وعصيره إذا صب علي الخمر خللها بعد ساعتين، وعلي الخل خمره بعد أربع، وعصير أصله سعوطا ترياق وجع السن والاذن والشقيقة، وسلق الماء وسلق البر نباتان، والسلق أيضا أثرا التسع في جنب البعير، وكذلك السلق بالتحريك، وسلق فلانا طعنه وصرعه وألقاه علي ظهره وسلقه باللسان أذاه بالكلام وسلق اللحم عن العظم نحاه عنه (1).

ومعني الحديث: ان سلمان عرض في قلبه عارض الشك والاعتراض أن أمير المؤمنين عنده الاسم الأعظم فليته يدعو الله عز وجل به عليهم، فإذا القوم قد هجموا عليه فلببوه ووجاؤا عنقه يجرونه إلي أبي بكر للبيعة وهو ممتنع منها حتي تركوا عنقه الموجوء.

وتأنيث الضمير العائد إليه باعتبار معني الرقبة، كأنه السلقة من فرط ما وجاؤها فمر به أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلعه الله عز وجل علي ما قد خالجه في سره وعرض له في قلبه، فقال له: يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايعهم علي التقية، وكن بقضاء الله وقدره من الراضين، ولا تكونن عن سر القدر من الغافلين، ولا علي ما جف به القلم في القضاء الأول من المعترضين، فرضي سلمان وسارع وسمع وأطاع وبايع.

(1) القاموس: 3 / 264

صفحه(٥٣)

26 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاد، قال حدثني أحمد بن علي وعلي بن أسباط، قالا: حدثنا الحكم بن مسكين، عن الحسن بن صهيب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال فقال أبو جعفر عليه السلام: مه لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن

قولوا سلمان المحمدي، ذلك رجل منا أهل البيت.

____________________

وعلي نمط آخر: أنه عرض في قلبه العارض وتخالج في صدره الخاطر، ثم تنبه وأناب، فأخذ بتلبيبه فوجأ عنقه حتي تركها كالسلقة زجرا وعقوبة لنفسه، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له، هذا من ذاك وأن ذاك منك حيود ما عن السبيل، فاستأنف الإنابة وجدد البيعة فأناب إليه عليه السلام، وبايع علي تنقية السر من عوارض الشكوك وخواطر الأوهام.

قوله رحمه الله: جبرئيل بن أحمد قال: حدثني الحسن بن خرزاذ يعني بالحسن بن خرزاذ الذي هو من أهل كش من طبقات باب " لم " لا القمي المعدود من أصحاب أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، ذكر الشيخ الأول في باب " لم " (1) والثاني في أصحاب العسكري عليه السلام (2).

وقال النجاشي، الحسن بن خرزاد قمي كثير الحديث له كتاب أسماء رسول الله صلي الله عليه وآله وكتاب المتعة، وقيل: إنه غلا في آخر عمره، أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن الوارث السمرقندي قال: حدثنا أبو علي بن الحسن بن علي القمي قال: حدثنا الحسن بن خرزاذ بكتابه (3).

قوله رحمه الله تعالي: الحكم بن مسكين قال النجاشي في كتابه: الحكم بن مسكين أبو محمد كوفي مولي ثقيف المكفوف روي عن أبي عبد الله عليه السلام، ذكره أبو العباس، له كتاب الوصايا كتاب

(١) رجال الشيخ: ٤٦٣ ٢) بل في أصحاب الهادي عليه السلام رجال الشيخ: ٤١٣.

٣) رجال النجاشي: ٣٥. ط طهران

(٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (3)، علي بن أسباط (1)، الحكم بن مسكين (1)، الإمام علي بن محمد الهادي عليه

السلام (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، مدينة طهران (1)

27 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي عليه السلام محدثا، وكان سلمان محدثا.

____________________

الطلاق كتاب الظهار، أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان (1) قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا الحسن بن موسي الخشاب عن الحكم بكتاب الطلاق والظهار (2).

وشيخنا الشهيد في الذكري نقل عن العلامة في المختلف في باب صلاة الجمعة أنه قال: في طريق رواية محمد بن مسلم " الحكم بن مسكين " ولا يحضرني الان حاله فنحن نمنع صحة السند، ثم اعترض عليه فقال قلت: الحكم ذكره الكشي ولم يعترض له بذم (3)، والرواية لا يطعن فيها كون الراوي مجهولا عند بعض الأصحاب (4).

ونحن نقول: نعم ذكر الكشي الرجل من دون أن يتعرض لنقل طعن فيه أو غميزة آية جلالة الرجل.

ولكن الحكم بن مسكين لا ترجمة له في كتاب الاختيار هذا للشيخ رحمه الله تعالي، ولا في كتاب اختيار السيد جمال الدين أحمد بن طاوس من كتاب الكشي، فكأنه قدس الله لطيفه قد وجده في أصل كتاب الكشي، أو كان رائما للنقل عن النجاشي فجري علي لسان قلمه الكشي والله سبحانه أعلم.

قوله عليه السلام: كان علي عليه السلام محدثا وكان سلمان محدثا بفتح الدال المشددة علي اسم المفعول من باب التفعيل، أما علي عليه السلام

(١) وفي المصدر: سفين ولعله هو سفيان كتب علي هذا النحو.

٢) رجال النجاشي: ١٠٥ 3) وفي المصدر: بذم في الرواية مشهورة جدا بين الصحاب لا يظهر فيها الخ.

4) الذكري: 231

(٥٥)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، ثعلبة بن ميمون (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، علي بن فضال (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

28 - محمد بن مسعود، قال حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد ابن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحمن ابن أعين، قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان سلمان من المتوسمين.

29 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني إسماعيل ابن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

سلمان علم الاسم الأعظم.

____________________

فمحدث علي المعني المصطلح عليه حقيقة، وأما سلمان فكان محدثا علي التجوز بمعني المفهم الملهم، وسيستبين لك شرح ذلك انشاء الله تعالي.

قوله رحمه الله تعالي: أحمد بن منصور الخزاعي هو الذي يقال له محمد بن منصور بن نصر الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام.

صرح بذلك الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال حيث ذكر في أصحاب علي بن موسي الرضا عليه السلام محمد بن منصور بن نصر الخزاعي، ثم كرر ذكره فقال:

محمد بن نصر الخزاعي، ويقال له: أحمد بن منصور (1).

قوله رحمه الله تعالي: عن محمد بن زياد يعني به محمد بن الحسن بن زياد العطار فإنه يقال له: محمد بن زياد أيضا، كما قاله النجاشي في أسناد طريقه إليه وقال: كوفي ثقة روي أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام (2).

قوله عليه السلام: كان سلمان من المتوسمين قال الراغب في المفردات: الوسم التأثير والسمة الأثر، قال تعالي " سيماهم

(١) رجال الشيخ: ٣٩١ و ٣٨٩ ٢) رجال النجاشي:

٢٨٥

(٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، حماد بن عثمان (1)، محمد بن زياد (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

30 - جبريل بن أحمد، قال حدثني الحسن بن خرزاذ، عن إسماعيل بن مهران، عن أبان عن جناح، قال حدثني الحسن بن حماد، بلغ به، قال: كان.

____________________

في وجوههم من أثر السجود (1) " وقال: " تعرفهم بسيماهم (2) " وقوله تعالي " ان في ذلك لايات للمتوسمين (3) أي للمتبرين العارفين المتعظين، وهذا التوسم هو الذي سماه قوم الذكاء: وقوم الفطنة، وقوم الفراسة، وقال صلي الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن وقال: المؤمن ينظر بنور الله (4).

قوله رحمه الله تعالي: عن أبان عن جناح أبان الذي يروي عنه إسماعيل بن مهران هو أبان بن محمد البجلي ابن أخت صفوان بن يحيي، كان ثقة وجها في أصحابنا الكوفيين قاله النجاشي (5).

أو هو أبان بن عثمان الأحمر البجلي أحد من أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم.

و" جناح " الذي روي أبان عنه هو جناح بن عبد الحميد الكوفي، ويحتمل جناح بن رزين مولي مفضل بن قيس الأشعري، ذكرهما الشيخ في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام (6).

وما في بعض النسخ (7) أبان بن جناح مكان " عن " فمن تصحيف الناسخين.

(١) سورة الفتح: ٢٩ ٢) سورة البقرة: ٢٧٣ ٣) سورة الحجر: ٧٥ ٤) المفردات: ٥٢٤ ٥) رجال النجاشي: ١٢ 6) رجال الشيخ: 164 7) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد والنجف الأشرف

(٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن خرزاذ (1)، الحسن بن حماد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)،

كتاب رجال الكشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، سورة البقرة (1)، سورة الفتح (1)، سورة الحجر (1)، الشهادة (1)

سلمان إذا رأي الجمل الذي يقال له عسكر يضربه، فيقال له يا أبا عبد الله ما تريد من هذا البهيمة؟ فيقول: ما هذا بهيمة ولكن هذا عسكر بن كنعان الجني، يا أعرابي لا ينفق جملك هاهنا ولكن اذهب به إلي الحوأب فإنك تعطي به ما تريد.

31 - جبريل بن أحمد، حدثني الحسن بن خرزاذ، قال حدثني إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اشتروا عسكرا بسبعمائة درهم وكان شيطانا.

.____________________

قوله رحمه الله: إذا رأي الجمل الذي يقال له عسكر يضربه كان هودج عائشة في وقعة الجمل علي جمل اسمه عسكر قاله المطرزي في المغرب في: ن ك.

وقال أبو الحسن المسعودي رحمه الله تعالي في مروج الذهب: انصرف عن اليمن عامل عثمان فأتي مكة، فصادف فيها عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحكم في آخرين من بني أمية، فكان ممن حرض علي الطلب بدم عثمان وأعطي عائشة وطلحة والزبير أربعمائة ألف درهم وكراعا وسلاحا وبعث إلي عائشة بالجمل المسمي " عسكرا " وكان شراؤه من اليمن بمأتي دينار انتهي (1).

قلت: فذلك كان يضربه سلمان رضي الله تعالي عنه.

قوله رحمه الله: لا ينفق جملك ها هنا أي لا يروج من النفاق بمعني الرواج، ولكن اذهب به إلي الحوأب بفتح الحاء المهملة واسكان الواو بعدها همزة مفتوحة ثم باء موحدة.

وفي طائفة من النسخ الحوب بتشديد الواو للقلب والادغام.

وفي الحديث المتواتر المشهور انه صلي الله عليه وآله قال: أيتكن صاحبة الجمل تنبحها كلاب الحوأب.

(1) مروج الذهب: 2 / 357 ط دار الأندلس

(٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام

محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

32 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن حنان بن سدير، عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: جلس عدة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله ينتسبون وفيهم سلمان الفارسي، وان عمر سأله عن نسبه وأصله؟ فقال: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد، وكنت مملكوا فاعتقني الله بمحمد، فهذا حسبي ونسبي.

ثم خرج رسول الله صلي الله عليه وآله فحدثه سلمان وشكي إليه ما لقي من القوم وما قال لهم فقال النبي صلي الله عليه وآله: يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه، وأصله عقله، قال الله تعالي: " انا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ". يا سلمان ليس لا حد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوي الله، وإن كان التقوي لك عليهم فأنت أفضل.

33 - جبريل بن أحمد. قال حدثني أبو سعيد الادمي سهل بن زياد، عن منخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل أبو ذر علي سلمان وهو يطبخ قدرا له، فبيناهما يتحدثان إذا انكبت القدر علي وجهها علي الأرض، فلم يسقط من مرقها ____________________

قال ابن الأثير في النهاية وجامع الأصول: الحوأب منزل بين بصرة ومكة وهو الذي نزلته عائشة فنبحتها الكلاب لما جاءت إلي البصرة وفي وقعة الجمل (1).

قوله عليه السلام: فبينا هما يتحدثان إذا انكبت القدر اختلفت النسخ في " بينا " و" بينما " و" إذ " و" إذا

" و" انكبت " و" انكفأت " و المعني في ذلك كله واحد يزاد في بين ما أو الألف فيجعل بمنزلة حين، فيقال: بينما زيد يفعل كذا وبينا يفعل كذا، وإذ وقتية لما مضي من الزمان، وقد تكون للمفاجأة وهي التي بعد بينا وبينما.

وإذا تكون للمفاجأة وتكون ظرفا زمانيا للماضي، أو للمستقبل، أو للحال، وقد تكون ظرف مكان وتكون شرطية.

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 456

(٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، حمدويه بن نصير (1)، سهل بن زياد (1)، حنان بن سدير (1)، محمد بن عيسي (1)، إبن الأثير (1)

ولا ودكها شئ، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا، وأخذ سلمان القدر فوضعها علي وجهها حالها الأول علي النار ثانية، وأقبلا يتحدثان، فبيناهما يتحدثان إذ انكبت القدر علي وجهها، فلم يسقط منها شئ من مرقها ولا ودكها، قال فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان، فبينا هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين عليه السلام قال له: يا أبا ذر ما الذي أخرجك من عند سلمان وما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا ذر ان سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان، يا أبا ذر أن سلمان باب الله في الأرض من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا، وان سلمان منا أهل البيت.

34 - طاهر بن عيسي الوارق الكشي قال: حدثني

أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي ____________________

وكببت الاناء فانكب وكفأته فانكفأ وقلبته فانقلب كلها بمعني واحد، والودك وسم اللحم وهو بالتحريك كالمرق.

قوله عليه السلام: وما الذي ذعرك باعجام الذال واهمال العين. وفي بعض النسح " أذعرك " من باب الافعال وهما بمعني يقال: ذعره يذعره ذعرا بالفتح فهو مذعور من باب منع خوفه، وذعره اذعارا فهو مذعر أيضا أخافه، كما فزعه يفزعه فزعا وأفزعه يفزعه افزاعا و" الذعر " بالضم الخوف، والفعل منه ذعر يذعر فهو ذاعر من باب فرح يفرح، والذعر بالتحريك الدهش والفعل منه أيضا من باب فرح.

قوله رحمه الله: أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي في نسخ كتاب أبي العباس النجاشي التي وقعت إلي جميعا " العاجز " أو (المعاجز) بالعين المهملة قبل الألف وبالجيم والزاء بعدها قال: جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي أبو سعيد يقال له ابن العاجز كان صحيح الحديث والمذهب روي

(٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، يوم عرفة (1)، طاهر بن عيسي (1)، جعفر بن أحمد (1)، القتل (1)

قال حدثني علي بن محمد شجاع عن أبي العباس أحمد بن حماد المروزي عن الصادق عليه السلام أنه قال في الحديث الذي روي فيه " ان سلمان كان محدثا " قال: إنه ____________________

عنه محمد بن مسعود العياشي، ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله أن له كتاب الرد علي من زعم أن النبي صلي الله عليه وآله كان علي دين قومه قبل النبوة، طريقنا إليه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي عنه (1).

والذي رأيناه

في كتاب الكشي، وفي كتاب الاختيار منه للشيخ علي اتفاق النسخ، وفي الاختيار منه للسيد بن طاوس " التاجر " مكان " العاجز " بالتاء المثناة من فوق قبل الألف والراء بعد الجيم.

وكذلك قال الحسن بن داود: جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي يقال له:

ابن التاجر كذا رأيته بخط الشيخ (ره) (2).

وهو مطابق لما رأيناه مذ اشتغلنا بهذه العلوم إلي الان في نسخ كتاب الرجال للشيخ، لكن الموجود فيها بأسرها جعفر بن محمد بن أيوب يعرف ب " ابن التاجر " أو " المتاجر " من أهل سمرقند متكلم له كتب (3)، لا جعفر بن أحمد كما في كتاب الكشي والنجاشي.

قوله رحمه الله: علي بن محمد بن شجاع وهو الذي يقال له علي بن شجاع النيسابوري، ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام قال: علي بن شجاع نيسابوري (4)

(١) رجال النجاشي: ٩٣ - ٩٤ ط طهران.

٢) رجال ابن داود: ٨٢ 3) رجال الشيخ: 458 4) رجال الشيخ: 433

(٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، أحمد بن حماد المروزي (1)، علي بن محمد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، مدينة طهران (1)

كان محدثا عن امامه لا يجوز به لأنه لا يحدث عن الله عز وجل الا الحجة.

35 - طاهر بن عيسي قال: حدثني أبو سعيد قال: حدثني الشجاعي عن يعقوب ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن خزيمة بن ربيعة يرفعه قال: خطب سلمان إلي عمر فرده، ثم ندم فعاد إليه فقال: انما أردت أن اعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي.

36 - حمدويه بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسي العبيدي عن يونس

بن ____________________

قوله عليه السلام: لا يجوز به الباء للتعدية والعائد لكونه، محدثا، أي لا يتعدي بكونه محدثا ولا يعد به عن امامه إلي ملك يحدثه عن الله عز وجل، فان المحدثية علي هذا السبيل لا تكون الا للحجة وغير الحجة انما محدثيته بتوسط النبي، والحجة لاعن الله بواسطة الملك لاغير.

وفي بعض النسخ " لا عن ربه " وهو تصحيف لا يجوز به.

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثني الشجاعي الذي استبان لنا أن الشجاعي المتكرر وروده في الأسانيد اسمه الحسن بن طيب يروي عنه العاصمي ذكر أبو العباس النجاشي ذلك في كتابه، واستفدناه منه قال: الحسن بن طيب بن حمزة الشجاعي غير خاص في أصحابنا رووا عنه له كتاب ذوات الا جنحة، ثم أسند طريقه إليه وقال: أخبرنا محمد بن محمد عن أبي الحسن ابن داود قال حدثنا الحسين بن علان قال حدثنا العاصمي عنه بهذا الكتاب (2).

قوله عليه السلام: ثم ندم فعاد إليه يعني ثم سلمان ندم عن خطبته إلي عمر، فعاد إلي عمر فقال له ذلك.

قوله رحمه الله تعالي: قال حدثنا محمد بن عيسي العبيدي هذا هو الصحيح، وفي نسخ كثيرة " العنبري " مكان " العبيدي " وذلك من

(١) رجال النجاشي: ٣٦

(٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عيسي العبيدي (1)، ابن أبي عمير (1)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، الجهل (1)، الجواز (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

عبد الرحمان ومحمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله.

____________________

تحريفات الناسخين وتصحيفاتهم، وإن كان واردا في الأنساب نسبة إلي قربة باليمن، أو كناية عن خلوص النسب، وعنبري البلد مثل في الهداية، لان بني العنبر أهدي قوم قاله في القاموس (1)

وغيره.

قوله رحمه الله تعالي: عن الحسين بن المختار هو القلانسي الكوفي قال الشيخ في كتاب الرجال: واقفي له كتاب (2).

وقال النجاشي: أبو عبد الله كوفي مولي أحمس من بجلية وأخوه الحسن يكني أبا محمد ذكر ا فيمن روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، له كتاب يرويه عنه حماد بن عيسي وغيره (3).

وقال ابن عقدة: عن علي بن الحسن أنه كوفي ثقة (4).

وفي ارشاد شيخنا المفيد في باب النص علي الرضا عليه السلام: أنه من خاصة الكاظم وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته (5).

وروي أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه في جامعه الكافي أنه قال:

الحسين بن المختار قال لي الصادق عليه السلام رحمك الله، وقد روي جماعة من الثقاة عنه نصا علي الرضا عليه السلام.

قلت: فذلك يدافع كونه واقفيا، ولذلك لم يحكم به النجاشي ولا نقله عن أحد علي ما هو المعلوم من ديدن النجاشي، وبالجملة الرجل من أعيان الثقاة و عيون الاثبات والله سبحانه أعلم.

(١) القاموس: ٢ / ٩٦ ٢) رجال الشيخ: ١٦٩ و ٣٤٦ ٣) رجال النجاشي: ٤٣ 4) الخلاصة: 215 5) الارشاد: 304 ط بيروت وفيه من خاصته الخ

(٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، الحسين بن المختار (1)، محمد بن سنان (1)، عبد الرحمان (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، مدينة بيروت (1)

حقيقة الوحي والايحاء

عليه السلام قال: كان والله علي محدثا، وكان سلمان محدثا قلت: اشرح لي. قال: يبعث الله إليه ملكا ينقر في اذنه يقول كيت وكيت.

37 - جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسي عن حماد بن عيسي عن حريز عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: تروي ما يروي الناس ان عليا عليه

السلام قال في سلمان " أدرك علم الأول وعلم الاخر "؟ قلت: نعم قال: فهل تدري ما عني؟ قلت: يعني علم بني إسرائيل وعلم النبي صلي الله عليه وآله. فقال: ليس هكذا يعني و لكن علم النبي وعلم علي وأمر النبي وأمر علي.

____________________

قوله عليه السلام: قلت: اشرح لي قال: يبعث الله إليه ملكا في الكافي رئيس المحدثين أبي جعفر الكليني رضي الله تعالي عنه في كتاب الحجة باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث (1).

وهذا الباب من غامضات العلم وغوامض الحكمة، وقد شرحنا منهجه وأوضحنا سبيله في غير موضع واحد فنقول: قد استبان في علم ما فوق الطبيعة في باب الايحاءات والنبوات وفي العلم الطبيعي في كتاب النفس، وحقق شريكنا السالف في الرياسة في الهيات الشفاء وطبيعياته، ونحن في قبسات الحق اليقين وفي سدرة المنتهي وفي الرواشح السماوية:

ان ذا القوة القدسية الصائر باستكمال نفسه المجردة في مرتبة العقل المستفاد عالما عقليا مطابقا لعوالم الوجود، قوته العقلية كبريت، وروح القدس الذي هو العقل الفعال وواهب الصور بإذن ربه نار، وإذا صار من حزبه وانخرط في سلكه اشتعل ناره في كبريته دفعة وأحال نفسه إلي جوهر ذاته.

فالنفس المجردة العاقلة بحسب كمال هذه القوة شجرة يكاد زيتها يضئ و لو لم تمسسه نار نور علي نور، فمن كانت لشجرة نفسه القدسية ثلاث خاصيات بحسب استكمال قوي ثلاث كان نبيا، له ضروب النبوة الثلاثة من جهة كمال قوتيه

(١) أصول الكافي: ١ / 134

(٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الفضيل بن يسار (1)، جبرئيل بن أحمد (1)، حماد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي (1)، كتاب

أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

____________________

النظرية التي منها انبجاس مبادي الادراكات والعملية التي منها انبعاث مبادي التحريكات.

الأولي: ما بحسب كمال القوة العاقلة، وهي أن تكون علومه كلها بالحدس ونظريات العقلاء من المقتصات الفكرية بالنسبة إليه جميعها حدسيات، والمعجزات العقلية كلها من هذا السبيل.

والثانية: ما بحسب كمال القوة المتخلية وكمال القوة المشتركة المسماة عند الفلاسفة " بنطاسيا "، وهي أن يتيسر له الابصار والسماع في اليقظة، لامن سبيل الظاهر من ممر الجليدية وطريق الصماخ، بل من جنبته الباطن من سبيل الاتصال بعالم العقل والانخراط في سلك الصايرين إلي إقليم نور الله سبحانه، لشدة صقالة مرائي (1) القوي الحسية واستحكام شبهها بألواح الأذهان النقية المجردة العقلية، ولا يتصحح ذلك للناقصين الا في النوم.

فبحسب كمال هذه القوة فتشبح وتتمثل الابصار النبي بالرؤية البصرية في اليقظة فيبصرهم، وينتظم ويتركب لسماعه بالقوة السمعية كلام الله تعالي علي لسان الملك المتشبح له فيسمعه.

وهذا سبيل باب الوحي والايحاء وله من هذا السبيل المعجزات القولية و الاخبار بالمغيبات والا نذار بالعقوبات قبل وقوعها.

الثالثة: ما بحسب كمال قوة النفس في جوهر ذاتها باعتبار الفطرة الأولي الجبلية المفطورة علي استعدادها الفطري وتأكد علاقة الارتباط بجناب الله، والتخلق بأخلاق الله في الفطرة الثانية المكسوبة في استعدادتها الكسبية، وهي أن تكون له ملكة ولوج في ملكوت السماء ومصير إلي ذي الملك والملكوت بحسبها تطيعه

(1) المرائي جمع قلة للمراء وجمع الكثرة المرايا. قال في الصحاح: المراة بكسر الميم التي ينظر فيها وثلاث مراء والكثير مرايا " منه " 6 / 2349

صفحه(٦٥)

38 - علي بن محمد القتيبي قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان قال:

حدثنا ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد قال: قال سلمان: قال لي رسول الله صلي

الله عليه وآله إذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام، ثم أخرج صرة من مسك فقال: هيه أعطانيها رسول الله صلي الله عليه وآله، قال: ثم بلها ونضحها حوله ثم.

____________________

هيولي عالم العناصر وتنقاد له صور الا سطقسات (1).

ومن هذا السبيل له المعجزات الفعلية، فالمرتبة المستجمعة لهذه الخاصيات في درجة النبوة بضروبها الثلاثة.

ثم إذا اشتعلت القوة واستعلت النبوة واختص النبي بسنة قائمة بالقسط وشريعة ناسخة للشرايع ارتفع إلي درجة الرسالة، فإذا قويت له هذه الشؤون واستحكمت هذه الملكات واشتدت أشعة الاتصال بنور الأنوار واستكملت الخاصيات الثلاث واستتم نصاب استكمال ضروب الثلاث جدا استحق خاتمية الأنبياء وسيدودة المرسلين، وصار بحيث لا تتصور في مراتب سلسلة العود مرتبة صعودية تتوسط بينه وبين جناب معاد الوجود ومنتهاه، كما لا تتصور في مراتب سلسلة البدو مرتبة هبوطية تتوسط بين جناب مبدء المبادي وغاية الغايات وبين مجعوله الأول.

وإذا كان ذو القوة القدسية انما يتهيأ في الاتصال بعالم الملكوت للسماع من سبيل الباطن فقط من دون أن يبصر شبحا متمثلا ويعاين صورة متشجحة فهو المحدث بالفتح علي صيغة المفعول، وهو الامام والحجة، وأما غيره فلا يكون محدثا علي الحقيقة بل انما علي سبيل التجوز والتوسع من باب المجاز فليعلم.

قوله رحمه الله: فقال: هيه أعطانيها رسول الله صلي الله عليه وآله هيه مبنية علي الكسر وأصلها " ايه " قلبت همزتها هاءا، ولقد تكررت في الحديث جدا علي الأصل وعلي القلب، وهي كلمة الاستزادة اسما لفعل هو فعل الامر أي زدني من كذا، أو فعل آخر يدل علي ابتغاء الزيادة وطلبها مثل ابتغي زيادة كذا وأريدها وأطلبها مثلا.

(1) في " أآلهتنا ": الاستقسات

(٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن

عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، علي بن محمد القتيبي (1)، ابن أبي عمير (1)، الفضل بن شاذان (1)، عمر بن يزيد (1)، الطعام (1)، الموت (1)

____________________

قال ابن الأثير في النهاية في حرف الهاء: في حديث أمية وأبي سفيان قال:

يا صخر هيه فقلت: هيها، هيه بمعني ايه فأبدل من الهمزة هاء، وايه اسم سمي به الفعل ومعناه الامر، تقول للرجل: ايه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، وان نونت استزدته من حديث غير معهود. لان التنوين للتنكير، فإذا سكته وكففته قلت: أيها بالنصب فالمعني ان أمية قال له: زدني من حديثك، فقال أبو سفيان كف عن ذلك (1).

وقال في باب الهمزة: فيه - أي الحديث - أنه عليه السلام أنشد شعر أمية بن أبي الصلت فقال عند كل بيت: ايه، هذه كلمة تراد بها الاستزادة وهي مبنية علي الكسر فإذا وصلت نونت فقلت: ايه حدثنا، وإذا قلت أيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت وقد ترد المنصوبة بمعني التصديق والرضا بالشئ. ومنه حديث ابن الزبير لما قيل له يابن ذات النطاقين فقال: أيها، أي صدقت ورضيت بذلك، ويروي ايه بالكسر أي زدني من هذه المنقبة (2).

وفي أساس البلاغة: ايه حديثا استزاده وأيها لا تحدث كف (3).

والجوهري زاد علي ذلك في الصحاح قال: ايه اسم سمي به الفعل تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: ايه بكسر الهاء، قال ابن السكيت: فان وصلت نونت فقلت: ايه حدثنا، إذا قلت ايه يا رجل فإنما تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما كأنك قلت هات الحديث، فان قلت ايه بالتنوين فإنك قلت هات حديثا ما، لان التنوين تنكير، فإذا سكته وكففته قلت أيها عنا، وإذا أردت

التبعيد قلت، أيها بفتح الهمزة بمعني هيهات (4).

(١) نهاية ابن الأثير: ٥ / ٢٩٠ ٢) نهاية ابن الأثير: ١ / ٨٧ ٣) أساس البلاغة: ٢٦ ط دار صادر.

٤) الصحاح: ٦ / 2226

(٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (2)

قال لامرته: قومي أجيفي الباب فقامت وأجافت الباب فرجعت وقد قبض رضي الله عنه.

حكي عن الفضل بن شاذان أنه قال: ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي.

39 - أبو صالح خلف بن حماد الكشي قال: حدثني الحسن بن طلحة المروزي يرفعه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلي بابها عباءة، فقال سلمان ان في بيتكم هذا لمريضا أوقد تحولت الكعبة فيه فقيل: المرأة أرادت أن تستر علي نفسها فيه. قال: فما هذه الجارية؟ قالوا كان لها شئ فأرادت أن تخدم. قال إني سمعت رسول ل الله صلي الله عليه وآله يقول: أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أولم يزوجها ____________________

قوله رضي الله عنه: أجيفي الباب من الا جافة قال في الصحاح: أجفت الباب أي رددته (1).

وأصل الإجافة الايصال إلي الجوف يقال: جافه الطعن والداء إذا وصل إلي جوفه وأجافه الطاعن أوصله إلي الجوف وطعنة جائفة.

قوله عليه السلام: فقال سلمان: ان في بيتكم هذا لمريضا أو قد تحولت الكعبة أي في بيتكم مريض قد تخوفتم عليه فعطيتم علي الباب بهذه العباءة خوفا من وصول الهواء إليه، أو تحولت الكعبة من مكانها إلي موضع بيتكم فألبستموه لباس الكعبة.

و" العباية " بفتح العين كساء واسع مخطط. والعباءة بالمد والهمزة لغة فيها، والجمع عباء بالفتح قاله في المغرب.

(١)

الصحاح: ٤ / 1339

(٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عمر اليماني (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، الفضل بن شاذان (1)، حماد بن عيسي (1)، خلف بن حماد (1)

من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره، فان أقرضه الثانية كان برأس المال وآدي الحق إلي صاحبه أن يأتيه به في بيته أوفي رحله فيقول ها وخذه.

40 - محمد بن مسعود، قال حدثني محمد بن يزداذ الرازي، عن محمد بن ____________________

قوله صلي الله عليه وآله: وآدي الحق إلي صاحبه أن يأتيه به في بيته آدي بالمد علي صيغة أفعل التفضيل من الأداء، والضمير في يأتيه وبيته ورحله لصاحب الحق وفي " به " للحق، وهاء مبنيا علي الفتح: اما صوت يفهم منه خذ، واما من أسماء الافعال للواحد المذكر، وهاويا للمثني، وهاؤم للجمع.

والمعني: أوثق الناس في الأمانة وآداهم للحق إلي أهله من يأتي صاحب الحق بحقه في بيته أو في رحله فيقول له: خذ حقك الذي أتيتك به.

خذه علي التأكيد أوخذ استوف مني حقك، علي اجتماع عاملين متوجهين نحو معمول واحد، واعمال الأول منهما علي مذهب الكوفيين، والثاني طريقة البصريين، كما في قوله سبحانه " هاؤم اقرؤا كتابيه (1) " ونظيره " آتوني أفرغ عليه قطرا " (2).

واما اسقاط المد والهمزة من هاء وجعل الكلام ها خذه علي كلمة التنبيه و الاحضار، فحسبان واه، إذ هاء التنبيهية مسلكها تنبيه الطالب علي حضور مطلوبة و مبتغاه.

والحديث الكريم مغزاه: أن المرء انما يكون للحق آدي إذا أتي به صاحبه فأداه إليه من غير طلب منه فليعرف.

قوله رحمه الله تعالي: محمد بن يزداذ بالياء المثناة من تحت والزاء قبل الدال المهملة والذال المعجمة بعد الألف،

(١)

سورة الحاقة: ١٩ 2) سورة الكهف: 96

(٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن مسعود (1)، سورة الحاقة (1)، سورة الكهف (1)

علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: ذكرت التقية يوما عند علي عليه السلام فقال: أن لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله وقد آخي رسول الله بينهما، فما ظنك بسائر الخلق.

41 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيي، عن عاصم بن حميد، عن إبراهيم بن أبي يحيي، عن أبي عبد الله عليه السلام الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان فأفائه الله علي رسوله فهو في صدقتها، يعني صدقة فاطمة عليها السلام.

.____________________

ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام (1).

قال أبو عمرو الكشي: قال ابن مسعود: لا بأس به (2).

قوله رحمه الله: ابنا نصير الطريق صحيح عالي الاسناد في الطبقة الأولي وإبراهيم بن أبي يحيي الصواب فيه إبراهيم بن أبي البلاد يحيي. وكأنه ايهام من النساخ.

قوله عليه السلام: الميثب هو من الحوائط التي هي من أوقاف سيدة النساء عليها السلام وهي سبعة وقفتها صلوات الله عليها وأوصت بها، وهذا معني قوله عليه السلام فهو في صدقتها يعني صدقة فاطمة عليها السلام.

روي ذلك أبو جعفر الكليني في الكافي وأبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه (3).

و" المئثب " بكسر الميم والهمزة قبل الثاء المثلثة والباء الموحدة أخيرا، والميم فيه زائدة لامن جوهر الكلمة، ويروي الميثب بالياء المثناة من تحت مكان الهمزة.

(١) رجال الشيخ: ٤٣٦ وفيه بالدال المهملة أخيرا أيضا.

٢) رجال الكشي: ٥٣٠ ط جامعة مشهد و ٤٤٦ ط النجف الأشرف.

٣) الفقيه: ٤ / ١٨٠ وفروع الكافي: ٧ / 47

(٧٠)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، إبراهيم بن أبي يحيي (1)، أيوب بن نوح (1)، عاصم بن حميد (1)، مسعدة بن صدقة (1)، القتل (1)، التقية (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

42 - نصر بن الصباح وهو غال، قال حدثني إسحاق بن محمد البصري وهو متهم، قال حدثنا أحمد بن هلال، عن علي بن أسباط، عن العلاء عن محمد بن حكيم قال ذكر عند أبي جعفر عليه السلام سلمان، فقال: ذلك سلمان المحمدي، ان سلمان منا أهل البيت، انه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلي الأحاديث، وجدتم كتابا رقيقا حوسبتم فيه علي النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق ذلك عليكم وهربتم إلي الأحاديث التي اتبعت عليكم.

____________________

قال في القاموس في أ - ب: المئثب: كمنبر المشمل والأرض السهلة والجدول وما ارتفع من الأرض، والماثب جمعه وموضع أو جبل كان فيه صدقاته صلي الله عليه وآله (1).

وقال في و- ب: الميثب بكسر الميم الأرض السهلة وما ارتفع من الأرض وماء لعبادة وماء لعقيل ومال بالمدينة إحدي صدقاته صلي الله عليه وآله وموضع بمكة عند غدير خم والجدول، وموثب كمجلس ومقعد موضع (2).

وقال الصدوق رضوان الله تعالي عليه في الفقيه: روي أن هذه الحوائط كانت وقفا، وكان رسول الله صلي الله عليه وآله يأخذ منها ما ينفق علي أضيافه ومن يمر به، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام فيها فشهد علي عليه السلام أنها وقف عليها.

المسموع من ذكر أحد الحوائط الميثب، ولكني سمعت السيد أبا عبد الله محمد بن الحسن الموسوي أدام الله توفيقه يذكر أنها تعرف بالميثم (3).

قوله

رحمه الله: إسحاق بن محمد البصري وهو متهم بضم الميم وفتح المثاة من فوق المشددة، كما يرد في الكتاب كذلك، ومنهم بالنون تصحيف.

(١) القاموس: ١ / ٣٦ ٢) القاموس: ١ / ١٣٦ ٣) من لا يحضره الفقيه: ٤ / 181

(٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، أحمد بن هلال (1)، علي بن أسباط (1)، محمد بن حكيم (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)

43 - آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال حدثنا علي بن الحسين الدقاق النيسابوري، قال أخبرنا محمد بن عبد الحميد العطار، قال حدثنا ابن أبي عمير، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر سلمان علي الحدادين بالكوفة وإذا شاب قد صرع والناس قد اجتمعوا حوله. فقالوا يا أبا عبد الله هذا الشاب قد صرع فو جئت وقرأت في أذنه! قال: فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه فنظر إليه فقال: يا أبا عبد الله ليس منه شئ مما يقول هؤلاء، لكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرازب فذكرت قول الله تعالي " ولهم مقامع من حديد " قال: فدخلت في قلب سلمان من الشاب محبة فاتخذه أخا، فلم يزل معه حتي مرض الشاب، فجائه سلمان فجلس عند رأسه وهو في الموت. فقال:

يا ملك الموت ارفق بأخي، فقال: يا أبا عبد الله اني بكل مؤمن رفيق.

44 - نصر بن صباح البلخي أبو القاسم، قال حدثني إسحاق بن محمد البصري قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن

الحسن بن منصور، قال قلت للصادق عليه السلام: أكان سلمان محدثا؟ قال: نعم. قلت: من يحدثه؟ قال:

ملك كريم. قلت: فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شئ هو؟ قال: أقبل علي شأنك.

____________________

قوله عليه السلام: وهم يضربون بالمرازب جمع المرزبة بكسر الميم وفتح الزاء وتخفيف الموحدة علي اسم الاله، ومنهم من شددها.

وقال ابن الأثير: المرزبة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحدادين، ومنه حديث الملك " وبيده مرزبة " ويقا لها الإرزبة أيضا بالهمزة والتشديد (1).

وكذلك في الصحاح: الإرزبة التي يكسر بها المدر، فان قلتها بالميم خففت قلت المرزبة (2).

(١) نهاية ابن الأثير: ٢ / ٢١٩ ٢) الصحاح: ١ / 135

(٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، محمد بن عبد الحميد العطار (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، علي بن الحسين الدقاق (1)، آدم بن محمد القلانسي (1)، إسحاق بن محمد البصري (1)، ابن أبي عمير (1)، الحسن بن منصور (1)، عمر بن يزيد (1)، محمد بن سنان (1)، نصر بن صباح (1)، الموت (2)، المرض (1)، الكرم، الكرامة (1)، إبن الأثير (1)

45 - علي بن الحسن، قال حدثني محمد بن إسماعيل بن مهران، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال حدثنا يوسف بن يعقوب، عن النهاش بن فهم، عن عمرو بن عثمان قال دخل سلمان علي رجل من أخوانه فوجده في السياق، فقال:

يا ملك الموت ارفق بصاحبنا! قال: فقال الآخر يا أبا عبد الله ان ملك الموت يقرئك السلام وهو يقول: ألا وعزة هذا البناء ليس إلينا شئ.

46 - أبو عبد الله جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي، قال حدثنا محمد بن حميد

الرازي، قال حدثنا علي بن مجاهد، عن عمرو بن أبي قيس، عن عبد الاعلي، عن أبيه، عن المسيب بن نجبة الفزاري، قال: لما أتانا سلمان الفارسي قادما، ____________________

وفي المغرب: المرزبة الميتدة، وعن الكسائي تشديد الباء.

وفي القاموس: الإرزبة والمرزبة مشددتان أو الأولي فقط عصية من حديد (1).

قوله رحمه الله: وهو يقول ألا وعزة هذا البناء ليس إلينا شئ ألا بالفتح والتخفيف كلمة استفتاح وتزيين الكلام: اما لتنبيه المخاطب، أو لتوجيه الخطاب نحوه، أو لتفهيمه سر الامر ومغزاه، واما للتحقيق والتأكيد والتسجيل علي الامر، واما للحث والتخصيص والتحريص علي الطلب، وقد تورد للتوبيخ والانكار وتكون أيضا للاستفهام علي النفي، وقد وردت في التنزيل الكريم علي وجوه الاستعمالات جمعيا.

والواو للقسم وعزة هذا البناء مقسم بها.

والمعني بهذا البناء بناء هيكل بدن العالم الصغير الذي هو الانسان، أو بناء هيكل بدن الانسان الكبير وهو العالم الأكبر بجملة نظام الوجود من البدو إلي الساقة.

والمعني: ليس لنا من الامر إلينا شئ، بل الامر كله بيد الله وانما نحن عباد مأمورون مطيعون

(1) القاموس: 1 / 73

(٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، إسحاق بن إبراهيم (1)، إسماعيل بن مهران (1)، النهاش بن فهم (1)، أبو عبد الله (1)، يوسف بن يعقوب (1)، علي بن الحسن (1)، عمرو بن عثمان (1)، مسيب بن نجبة (1)، جعفر بن محمد (1)، الموت (2)

تلقيته فيمن تلقاه فسار حتي انتهي إلي كربلاء، فقال: ما تسمعون هذه؟ قالوا كربلاء فقال: هذه مصارع اخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق دمائهم، قتل بها خير الأولين ويقتل بها خير الآخرين، ثم سار حتي انتهي إلي حروراء، فقال: ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا: حروراء. فقال: حروراء خرج بها

____________________

قوله رحمه الله: تلقيته فيمن تلقاه علي التفعل من اللقاء، أي استقبلته في جملة من استقبله، ومنه النهي عن تلقي الركبان في كتاب المتاجر.

قوله رضي الله تعالي عنه: وهذا مناخ ركابهم.

بضم الميم علي اسم المكان من باب الافعال فإنه يكون علي هيئة اسم المفعول، وركابهم بكسر الراء وهو اسم لجنس الإبل.

قال في القاموس: المناخ بالضم مبرك الإبل وقال: الركاب ككتاب الإبل واحدتها راحلة (1).

قوله رحمه الله: وهذا مهراق دمائهم بضم الميم وفتح الهاء علي مفعل، بالفتح أيضا اسم المكان من هراق الماء يهريقه، بفتح الهاء فيهما هراقة بالكسر، بمعني أراقه يريقه إراقة صبه، والهاء بدل من الهمزة وصارت بلزومها كأنها من نفس الحرف، فلذلك ربما يبني منه أهراق بفتح الهمزة يهريق بتسكين الهاء فيهما أهرياقا علي الجمع بين البدل والمبدل. وبسط القول فيه في المعلقات علي الفقيه وعلي الاستبصار.

قوله رضي الله تعالي عنه: قتل بها خير الأولين كأنه عني به هابيل وخير الآخرين هو أبو عبد الله الحسين عليه السلام.

قوله رحمه الله: إلي حرورا هي باهمال الهاء المفتوحة وضم الراء قبل الواو وبالقصر وبالمد قرية الخوارج

(1) القاموس: 1 / 272 و 75

(٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (2)، القتل (2)

شر الأولين ويخرج بها شر الآخرين، ثم سار حتي انتهي إلي بانقيا وبها جسر الكوفة الأول، فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: بانقيا، ثم سار حتي انتهي إلي الكوفة قال:

هذه الكوفة؟ قالوا: نعم. قال: قبة الاسلام.

47 - محمد بن مسعود، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أشكيب، قال أخبرني الحسن بن خرزاذ القمي، قال أخبرنا محمد بن حماد الساسي، عن صالح بن فرج، عن زيد بن المعدل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه

السلام قال: خطب سلمان ____________________

لعنهم الله.

قال ابن الأثير في النهاية: الحرورية طائفة من الخوارج نسبوا إلي حروراء وحرورا بالمد والقصر، هو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي كرم الله وجهه (1).

وفي القاموس: حروراء كجلولاء، وقد تقصر قرية بالكوفة وهو حروري (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: خرج بها شر الأولين شر الأولين هو عاقر ناقة صالح وشر الآخرين قاتل أمير المؤمنين عليه السلام عبد الرحمان ابن ملجم المراد ي ضاعف الله عليه العذاب واللعنة، والحديث بذلك عنه صلي الله عليه وآله مشهور متواتر عند العامة والخاصة.

قوله رحمه الله: حتي انتهي إلي بانقيا بالموحدة قبل الألف والنون المكسورة بعدها قبل القاف الساكنة والياء المثناة من تحت قبل الألف.

قال في القاموس: نقيا - بالكسر - قرية بالأنبار منها يحيي بن معين وبانقيا قرية بالكوفة (3).

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 366 2) القاموس: 2 / 8 3) القاموس: 4 / 397

(٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، عبد الله بن سنان (1)، الحسين بن إشكيب (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن خرزاذ (1)، محمد بن حماد (1)، محمد بن مسعود (1)، إبن الأثير (1)

تفسير بليغ حول خطبة سلمان المحتوية علي الغوامض والاسرار

فقال الحمدلله الذي هداني لدينه بعد جحودي له: إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصيبا أو أثبت لها رزقا، حتي ألقي الله عز وجل في قلبي حب تهامة فخرجت جائعا ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ولا متاع يجهزني ____________________

(خطبة سلمان رضي الله تعالي عنه المحتوية علي الغوامض والاسرار) قوله رضي الله تعالي عنه: إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصيبا أو أثبت لها رزقا ذكت النار والشمس تذكو اتقدت وأضاءت

وذكيتها تذكية، وذكاء اسم للشمس، وابن ذكاء للصبح، وذلك أن يتصور الصبح تارة ابن للشمس، وتارة حاجبا لها فيقال: حاجب الشمس، ومن هناك يعبر عن سرعة الادراك وحدة الفهم بالذكاء، وعلي ذلك قولهم فلان شعله نار وذكيت الشاة ذبحتها.

وحقيقة التذكية اخراج الحرارة الغريزية، لكن خصت في الشرع بابطال الحياة واذهاقها علي وجه دون وجه.

والاهلال أصله رفع الصوت عند رؤية الهلال، ثم استعمل لكل صوت، وبذلك شبه اهلال الصبي واستهلاله وقوله عز من قائل " وما أهل لغير الله به (1) " يعني ما ذكر عليه غير اسم الله، وهو ما كان يذبح لا جل الأصنام، وقيل: الاهلال والتهلل أن يقول: لا إله إلا الله.

ومن هذه الجملة ركبت هذه اللفظة، كما قولهم التبسمل والبسملة والتحولق والحولقة والتجعفل والجعفلة، بناء تركيبيا من قول الرجل " بسم الله الرحمن الرحيم " و" لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " و" جعلت فداك ".

ومنه الا هلال بالحج، وتهلل السحاب برقه أي تلألأ تشبيها له في ذلك بالهلال.

والمعني: كنت أهل للنار بما يكون للنيران من القرابين نصيبا، وأثبت وأحصل من ديوان السلطان من الارتزاق لبيوت النار طسقا ورزقا.

(١) سورة المائدة: ٣ وسورة النحل: 115

(٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: سورة المائدة (1)، سورة النحل (1)

ولا مال يقويني، وكان من شأني ما قد كان، حتي أتيت محمدا صلي الله عليه وآله فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها، فأنقذني به من النار فبنت من الدنيا علي المعرفة التي دخلت عليها في الاسلام.

الا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوا عني قد أتيت العلم كبيرا ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون وقالت طائفة أخري، اللهم اغفر لقاتل

سلمان.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: فبنت من الدنيا بكسر الموحدة واسكان النون من بان عن الشئ يبين بينا وبينونة وبينونا:

انفصل عنه وانقطع وانقلع، والبين أيضا الوصل فهو من الأضداد، والبون: الفضل والمزية: يقال بأنه يبينه وبيونه وباينه فاضله وفضل عليه، ومنها وبينها بون بعيد.

قال في الصحاح: والواو أفصح فأما في البعد فيقال: ان بينهما لبينا لا غير (1) قوله رضي الله تعالي عنه: علي المعرفة التي دخلت عليها علي بيانيه أو نهجية، أي بينونتي من الدنيا كانت علي المعرفة التي كان دخولي في الاسلام عليها.

قوله رضي الله تعالي عنه: قد أتيت العلم كبيرا علي صيغة المعلوم من أتاه يأتيه اتيانا، بمعني جاءه وحضره، و" كبيرا " منصوب علي الحال، أي أتيته علي الكبر، أو علي ما لم يسم فاعله منه، و" العلم " منصوب علي أنه منزوع الخافض، أي أتيت بالعلم علي الكبر.

ويروي (2) أتيت العلم كثيرا علي المجهول من الايتاء بمعني الاعطاء، اي قد أعطيت علما كثيرا.

(١) الصحاح: ٥ / 2082 2) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد

(٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الشهادة (1)

ألا أن لكم منايا تتبعها بلايا، فان عند علي عليه السلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب علي منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله صلي الله عليه وآله أنت وصيتي وخلفيتي في أهلي بمنزلة هارون من موسي، ولكنكم أصبتم سنة الأولي وأخطأتم سبيلكم، ____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب المنايا الآجال جمع المنية، وهي الاجل المقدر للحيوان، من مناه يمنيه بمعني قدره، ومني له ألماني أي قدر، فالمنية سميت منية لأنها مقدرة لكل، ومن هناك سمي بها الموت.

وعلم الوصايا المراد به علم الشرايع.

وفصل الخطاب هو

الفارق بين الحق والباطل علي الفصل والقطع.

قوله رضي الله تعالي عنه: سنة الأولي علي اسم الإشارة، وإصابة الشئ ادراكه ونيله، والخطأ العدول عن الجهة، وكل من عدل عن سمت شئ ولم يصبه فقد أخطأه، قالوا: وجملة الامر أن من أراد شيئا واتفق منه غيره يقال: أخطأ، وان وقع منه كما أراده يقال أصاب، ويقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد إرادة لا تجمل يقال: أخطأ، ولهذا يقال: أصاب الخطأ وأخطأ الصواب وأصاب الصواب وأخطأ الخطاء.

و" أصبتم سنة الأولي " أي أصبتم طريقة أولئك الأقوام من بني إسرائيل الذين ارتدوا عن السبيل من بعد موسي عليه السلام، وأخطأتم سبيلكم ورجعتم في دينكم القهقري كما أنهم رجعوا وقد أنبأ عن ذلك التنزيل الكريم بقوله سبحانه " أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم (1) " والسنة المتواترة الصحيحة الثابتة عند العامة والخاصة من طرق متشعبة علي متون متلونة.

من ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وصحيحي النسائي والترمذي وفي

(١) آل عمران: ١٤٤

(٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، هارون بن عمران (1)

والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني إسرائيل القذة بالقذة.

____________________

سائر أصولهم وصحاحهم قال رسول الله صلي الله عليه وآله: انما الناس كالإبل الماية لا تكاد تجد فيها راحلة، وانكم لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قالوا: يا رسول الله اليهود والنصاري قال: فمن (1).

وفي رواية تكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قال حذيفة: كيف أصنع يا رسول الله

ان أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع الأمير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: لتركبن طبقا عن طبق سنة بني إسرائيل اقتباس من التنزيل الكريم (3) " لتركبن " هنا بضم الموحدة لا غير علي خطاب القوم.

فاما بالتنزيل فقد قرأ بالضم علي خطاب الجنس، وبالفتح علي خطاب الانسان في يا أيها الانسان، وبالكسر علي خطاب النفس، وقرأ بالياء للغيبة مكان تاء الخطاب علي فتح الباء علي لا يركبن الانسان.

و" طبقا " في التنزيل متعين النصب علي المفعول، فاما هنا فيحتمل أن يكون منصوبا علي المفعولية فيكون نصب سنة بني إسرائيل علي البدل عنه، أو علي نزع الخافض.

أي علي سنة بني إسرائيل وحذو طريقتهم، ويحتمل الحال من ضمير خطاب الجمع فتنصب سنة بني إسرائيل علي المفعول، أي لتركبنها طبقا عن طبق.

و" الطبق " ما طابق غيره يقال: ما هذا بطبق لذا أي ليس يطابقه، ومنه قيل للغطاء:

الطبق، والطباق الثري ما تطابق منه، ثم قيل للحال المطابقة لحال أخري في الشدة

(١) صحيح مسلم: ٤ / 2054 وكتاب الطرائف: 380 2) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1476 كتاب الامارة ح 52 3) سورة الانشقاق: 19

(٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (2)، سورة الإنشقاق (1)

أما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فابشروا ____________________

والصعوبة، أو في الكيفية والصفة، أو في المنزلة والمرتبة طبق، أو هو جمع طبقة وهي المرتبة من مراتب الشئ، يقال: الناس علي طبقات أي علي منازل ودرجات بعضها أرفع من بعض.

ومحل " عن طبق " النصب علي أنه صفة لطبقا أي طبقا مجاوز الطبق، أوحال من ضمير الجمع في لتركبن طبقا. أي مجاوزين لطبق.

فالمعني: لتركبن طبقا عن طبق أي

منزلة بعد منزلة، أو حالا بعد حال في الحيص والحيود عن سواء السبيل، أو أحوالا مختلفة هي طبقات ومراتب في الزيغ والعدول عن سبيل الحق، وأن ذلك الا سنة بني إسرائيل من قبل، أو لتر كبن سنة بني إسرائيل في الزيغ والحيود طبقا عن طبق أي منزلة بعد منزلة ومرتبة بعد مرتبة، أو طرقا متباينة وطبقات شتي هي مراتب مترتبة وأحوال مختلفة تحذونها حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.

وقد استفاضت رواية الحديث علي هذا الطريق في أصول العامة والخاصة (1).

و" القذة " بضم القاف واعجام الذال المشددة إحدي رياش السهم والجمع قذذ قال في الأساس: قذ الريش حذف أطرافه، ومنه القذة الريشة المقذوذة يقال: حذو القذة بالقذة، وألزق القذذ بالسهم ورجل مقذوذ الشعر مقصص حوالي قصاصه كله (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: اما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم أما بالفتح والتخفيف كلمة تنبيه وتحقيق وتأكيد وتسجيل، ولو وليتموها أي

(1) رواه في الكشاف: 1 / 616، ورواه أيضا العلامة المجلسي في البحار عن صحيح الترمذي: 28 / 30 وأيضا السيد ابن طاوس في الطرائف، 380 2) أساس البلاغة: 497

(٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: السيد إبن طاووس (1)، العلامة المجلسي (1)

بالبلاء واقنطوا من الرجاء ونابذتكم علي سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم ____________________

الخلافة، أو الأمة أي ولو جعلتم عليا متولي الخلافة وواليها وولي الأمة ومالك أمرها.

و" لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم " اقتباس من القرآن الكريم، أي لاتسعت عليكم الأرزاق الجسمانية من رزق البدن الهيولاني والأرزاق الروحانية من رزق النفس العاقلة المجردة، واتصلت أسبابها (1) السماوية والأرضية من السماء والأرض علي النصاب الكامل والسنة العادلة.

وقد روت العامة الحديث بذلك عن النبي صلي الله عليه

وآله في أصولهم من طرق كثيرة في المشكاة ومسند أحمد بن حنبل وغيرهما أنه صلي الله عليه وآله قال: إن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم.

قوله رضي الله تعالي عنه: ونابذتكم علي سواء اقتباس من قوله تعالي " فانبذ إليهم علي سواء (2) وهو القاء الشئ وطرحه لقلة اعتداد به.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث سلمان وان أبيتم نابذناكم علي سواء.

أي كاشفناكم وقاتلناكم علي طريق مستقيم مستوفي العلم في المنابذة منا ومنكم بأن تظهر لهم العزم علي قتالهم ونخبرهم به اخبارا مكشوفا، والنبذ يكون بالفعل والقول في الأجسام والمعاني ومنه نبذ العهد إذا نقضه وألقاه إلي من كان بينه وبينه (3).

وفي الكشاف: وقيل علي استواء في العداوة، والجار والمجرور في موضع الحال كأنه قيل: فانبذ إليهم ثابتا علي طريق قصد سوي، أو حاصلين علي استواء في العلم، أو العداوة علي أنها حال من النابذ والمنبوذ إليه معا (4).

(١) في " أآلهتنا ": أسباب.

٢) سورة الأنفال: ٥٨ 3) نهاية ابن الأثير: 5 / 7 4) الكشاف: 2 / 165

(٨١)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الأنفال (1)، إبن الأثير (1)

من الولاء.

أما والله لوأني أدفع ضيما أو أعز لله دينا لو ضعت سيفي علي عاتقي ثم لضربت به قدما قدما. ألا اني أحدثكم بما تعلمون ومالا تعلمون فخذوها من سنة السبعين بما فيها.

ألا ان لبني أمية في بني هاشم نطحات. ألا ان بني أمية كالناقة الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجلها وتمنع درها.

ألا انه حق علي الله أن يذل باديها وأن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء وخسف ومسخ وسوء الخلق حتي أن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلي صلاة ____________________

قوله رضي

الله تعالي عنه: فيما بيني وبينكم من الولاء بفتح الواو بمعني المحبة والوداد، لا بكسرها بمعني الولاية والسلطنة.

قوله رضي الله تعالي عنه: نطحات بالنون وفتح الطاء والحاء المهملتين من تناطح الكباش وانتطاحها.

قوله رضي الله تعالي عنه: كالناقة الضروس الضرس كالضرب العض الشديد بالأضراس، والضروس بفتح الضاد وضم الراء علي فعول الناقة السيئة الخلق تعض حالبها بفيها.

وفي بعض النسخ " بنيبها " بكسر النون جمع الناب من الأسنان كالأنياب والانيب، وهي الأسنان التي تلي الرباعيات.

قوله رضي الله تعالي عنه: الا انه حق علي الله بالفتح والتخفيف علي كلمة التنبيه والتحقيق.

" أن يذل ناديها " بالنون وهو مجلس القوم ومجتمعهم ما داموا مجتمعين فيه، أو بالباء الموحدة أي يذل أعزتهم من البدو بمعني الظهور، وتعني به الغلبة والعزة، كما في قوله سبحانه " فأصبحوا " ظاهرين " (1).

(١) سورة الصف: ١٤

(٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: بنو أمية (2)، بنو هاشم (1)، العزّة (1)، الصّلاة (1)، سورة الصف (1)

فيمسخه الله قردا. ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان، ألا وخسف بكلب وما أنا وكلب، والله لولا ما: لا ريتكم مصارعهم ألا وهو البيداء ثم يجئ ما تعرفون.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: فئتان تلتقيان بتهامة قال ابن الأثير في النهاية: ذات عرق أول تهامة إلي البحر وجدة وقيل: تهامة ما بين ذات عرق إلي مرحلتين من وراء مكة وما وراء ذلك من المغرب فهو غور والمدينة لا تهامية ولا نجدية فإنها فوق الغور ودون نجد (1).

قوله رضي الله تعالي عنه لولا ما لا ريتكم " لولا ما " من باب الاختصار والحذف في الكلام ليذهب الوهم فيه كل مذهب تنبيها علي نبالة الامر وجلالته.

والمعني: لولا ما أعلمه أو لولا ما ورد في النهي

عن افشاء سر الربوبية علي أشد! لتغليظ والتحذير، أو لولا ما أنكم لا تستطيعون حمل الاسرار وأسبال الأستار لأريتكم مصارعهم.

والاختصار باب شايع عند العرب، ومنه قوله ليس بالذي لابعد له، وربما يقال ليس لابعد له أصله ليس بعده غاية في الجودة أو الردائة، فاختصر فقيل ليس بعده، ثم ادخل عليه لا النافية للجنس واستعمل استعمال الاسم المتمكن، وكذلك قولهم في مقام المدح أو مقام الذم " أنه وانه " أي انه عالم وانه كريم وانه أمين وانه عفيف مثلا، أو أنه جاهل وأنه لئيم وأنه خائن وأنه فاجر.

ومن هذا الباب وهذا دليل علي أنه، وهذا اختصار دون الاختصار في قولهم أجنك فان ذا اختصار حذف وذاك اختصار بناء كبناء البلكفة والتبلكف من قولهم بلا كيف كما قال في الكشاف، وكذلك بناء البابأة للصبي مثلا من قولك له بأبي أنت وأمي.

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 201

(٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع: فعليكم بآل محمد فانم القادة إلي الجنة ____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: الفتن كقطع الليل المظلم قد ورد ذلك عن النبي صلي الله عليه وآله في أخباره عليه السلام عن الفتن بعده، يروي بكسر القاف واسكان الطاء علي المفرد وفتح الطاء علي الجمع.

قال ابن الأثير في النهاية: قطع الليل طائفة منه وقطعة وجمع القطعة قطع، أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها (1).

وقد ورد في تفسيرها قوله سبحانه " واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة (2) " وأن المراد بها فتنة الإمامة والخلافة بعده صلي الله عليه وآله.

وروي ذلك صاحب الاستيعاب يوسف بن عبد البر عن عبد الله بن

مسعود عنه عليه السلام. وأخرجنا في شرح التقدمة.

قوله رضي الله تعالي عنه، يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع الموضع بضم الميم وكسر الضاد علي اسم الفاعل من باب الافعال يقال:

وضع البعير وغيره أي أسرع في سيرة وأو ضعه راكبه.

قال ابن الأثير في النهاية: في حديث الحج وأوضع في وادي محسر، وضع البعير يضع وضعا وأوضع راكبه ايضاعا إذا حمله علي سرعة السير، وأوضعت بالراكب أي حملته علي أن يوضع مركوبه، ومنه حديث حذيفة بن أسيد شر الناس في الفتنة الراكب الموضع أي المسرع فيها، وقد تكرر في الحديث (3).

والمصقع بكسر الميم وفتح القاف علي البناء للمبالغة.

(1) نهاية ابن الأثير: 4 / 83 2) سورة الأنفال: 25 3) نهاية ابن الأثير: 5 / 196

(٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الهلاك (1)، سورة الأنفال (1)، إبن الأثير (2)

والدعاة إليها إلي يوم القيامة، وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاة مع ____________________

قال في النهاية: في حديث حذيفة بن أسيد " شر الناس في الفتنة الخطيب المصقع " أي البليغ الماهر في خطبته الداعي إلي الفتن الذي يحرض الناس عليها، وهو مفعل من الصقع رفع الصوت ومتابعته، ومفعل من أبنية المبالغة (1).

والرأس المتبوع علي صيغة المفعول من التباعة، أي كبير القوم الذي يتبعه قوم وهو يدعوهم إلي الفتنة.

قوله رضي الله تعالي عنه: فإنهم القادة إلي الجنة والدعاة إليها إلي يوم القيامة وقد صح ذلك عن رسول الله صلي الله عليه وآله بطرق متكثرة عند فرق المسلمين كلهم اتفاقا (2)، وفي صحاح العامة وأصولهم جميعا أن رسول الله قام خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذكر ثم قال: أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتيني

رسول ربي فأجيب، فاني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتي يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أذكر كم الله في أهل بيتي أذكر كم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي (3).

وحديث الاثني عشر خليفة إلي أن تقوم الساعة متكثر الطريق متنا مستفيض الاسناد سندا في أصولهم الصحاح (4).

ومن طرقه متنا وسندا في الصحيحين وغيرهما عن جابر بن سمرة أن النبي صلي الله عليه وآله قال: لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من

(١) نهاية ابن الأثير: ٣ / ٤٢ ٢) وقد أوردنا مصادر حديث الثقلين عن العامة في كتاب الطرائف: 114 - 122 3) رواه مسلم في صحيحه: 4 / 1873 وكذا أحمد في مسنده: 4 / 366 والبحار:

23 / 107 والسيد ابن طاوس بطرق متكثرة في الطرائف: 114.

4) وكذا أوردنا مصادره عن العامة في كتاب الطرائف: 168

(٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، حديث الثقلين (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن الأثير (1)

نبينا، فما بال القوم أحسد قد حسد قابيل هابيل، أو كفر فقد ارتد قوم موسي عن الأسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير والسبعين الذين اتهموا موسي علي قتل ____________________

قريش (1).

وفي رواية قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: لا يزال الاسلام عزيزا إلي أثني عشر خليفة كلهم من قريش (2).

وفي رواية: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثني عشر رجلا كلهم من قريش، وعن عبد الله بن عمر عنه عليه السلام

مثله (3).

قوله رضي الله تعالي عنه: فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا بالولاء بكسر الواو و" مع نبينا " في حيز الحال من الضمير المجرور والعائد إلي علي عليه السلام، أو من ضمير المتكلم مع الغير في سلمنا أي حين كان عليه السلام مع نبينا، أو حين كنا مع نبينا عليه السلام.

وذلك أي النبي صلي الله عليه وآله نصب عليا عليه السلام يوم الغدير للامامة والخلافة بعد وقال:

ألست أولي منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلي يا رسول الله: قال: ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت نبيه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار.

ثم قال لا صحابه: سلموا علي علي عليه السلام بامرة المسلمين فسلموا عليه بالولاية والامارة، وفي المسلمين عليه بذلك أبو بكر وعمر وقال له عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن أصحبت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة (4). وفي المشكاة عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلي الله عليه وآله لما نزل

(١) رواه مسلم في صحيحه: ٣ / ١٤٥٣ وأحمد في مسنده ٥ / ٩٠ ٢) ذيل إحقاق الحق عن الجمع بين الصحاح الستة: ٧ / ٤٧٨ والطرائف عنه: ١٧١ ٣) رواه البخاري في صحيحه: ٩ / ٨١ ط أميريه وأحمد في مسنده: ٥ / ٩٢ ٤) رواه ابن المغازلي في المناقب، 19 والسيد ابن طاوس بطرق كثيرة في الطرائف: 147

(٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، البول (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن المغازلي (1)

هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم، ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وأمر

هذه الأمة كأمر بني إسرائيل.

____________________

بغدير خم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي قال: ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا:

بلي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ولقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة (1).

قال ابن الأثير في النهاية وفي جامع الأصول: كل من ولي أمر أو أقام به فهو مولاه ووليه، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق، والولاية بالكسر في الامر والولاء في العتق، والموالاة من والي القوم. ومنه الحديث من كنت مولاه فعلي مولاه، قال الشافعي: يعني بذلك ولاة الاسلام لقوله تعالي " ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم " وقول عمر لعلي أصبحت مولي كل مؤمن أي ولي كل مؤمن.

وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعلي لست مولاي انما مولاي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال عليه السلام: كنت مولاه فعلي مولاه، ومنه الحديث أيما امرأة نكحت بغير اذن مولاها فنكاحها باطل، وفي رواية متولي أمرها انتهي كلام ابن الأثير (2).

وفي بعض النسخ فسمعنا مكان فسلما وذلك تصحيف من تحريف النساخ.

قوله رضي الله تعالي عنه: ثم بعثهم الله ضمير الجمع لبني إسرائيل المبعوثين بعد ذلك أنبياء مرسلين وغير مرسلين.

وقوله " وأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل " قد تواتر به الحديث عن النبي صلي الله عليه وآله من طرق العامة ومن طرق الخاصة اتفاقا.

(1) مشكاة المصابيح: 557 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 228 - 229

(٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

فأين يذهب بكم ما أنا وفلان وفلان ويحكم

والله ما أدري أتجهلون أم تتجاهلون أم نسيتم أم تتناسون! أنزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد بل منزلة ____________________

قال: " فأين يذهب بكم " بضم الياء وفتح الهاء علي ما لم يسم فاعله، لان المقصود الذهاب بهم في تيه الضلال لا تعيين الذاهب بهم، أو لظهور كون الفاعل هو الشيطان.

وقوله " وفلان وفلان " اما المعني بهما أبو بكر وعمر أو المراد كل من لم يكن ولي الأمر من تلقاء الله ولا منصوصا عليه بذلك من قبل الله علي لسان رسوله الكريم.

قوله رضي الله تعالي عنه: ويحكم ويح كلمة ترحم ورحمة وويس كلمة استملاح ورأفة وويل كلمة عقوبة وعذاب وكذلك ويب في الأشهر.

قال في القاموس: أصله " وي " فوصلت بحاء مرد وبلام مرة وبسين برة وبباء مرة، وكل منها يستعمل بالإضافة يقال مثلا ويح زيد بالرفع علي الابتداء وبالنصب علي اضمار فعل، ويستعمل باللام علي الرفع أو علي النصب يقال: ويح لزيد وويحا له.

قال صاحب الكشاف في الفائق: النبي صلي الله عليه وآله قال لعمار: ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية.

ويح وويب وويس ثلاثتها في معني الترحم، وقيل: ويح رحمة لنازل به بلية وويس رأفة واستملاح، كقولك للصبي ويسه ما أملحه. وويب مثل ويح.

وأما ويل فشتم ودعاء بالهلكة، وعن الفراء: ان الويل كلمة شتم ودعاء سوء وقد استعملتها العرب استعمال قاتله الله في موضع الاستعجاب، ثم استعظموها فكنوا عنها بويح وويب وويس كما كنوا عن قاتله الله بقولهم قاتعه الله وكاتعه، وكما كنوا عن جوعا له (1) بجوسا وجودا، وانتصابه بفعل مضمر كأنه قيل ترحم ابن سمية أي أترحمه ترحما.

(1) وفي " ن " من جوعانه

صفحه(٨٨)

العينين من الرأس، والله لترجعن كفارا يضرب

بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد علي الناجي بالهلكة ويشد الناجي علي الكافر بالنجاة، ألا اني أظهرت ____________________

سمية كانت أمة أبي حذيفة بن المغيرة المخذومي زوجها ياسر، وكان حليفة فولدت له عمارا فاعتقه أبو حذيفة (1).

وقال ابن الأثير في النهاية في شرح حديثه عليه السلام لعمار: ويح كلمة ترحم وتوجع تقال: لمن وقع في هلكة لا يستحقها وقد تقال: بمعني المدح والتعجب، وهي منصوبة علي المصدر، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف، يقال: ويح زيد وويحا له وويح له وذكر في الحديث ويس ابن سمية وقال: ويس كلمة تقال ترحم وترفق به بمعني ويح وحكمها حكمها (2).

ونقل الجوهري في الصحاح: أنه قد يرد ويح بمعني ويل (3).

وكأن ذلك هو المراد ها هنا علي الأظهر.

قوله رضي الله تعالي عنه: لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ولقد صح الحديث بذلك عن النبي صلي الله عليه وآله بهذه الألفاظ وما يجري مجراها عند الخاصة وعند العامة أيضا في صحيحهم وسائر صحاحهم ومستدركهم وجامع أصولهم ومصابيحهم ومشكاتهم وغيرها (4).

قوله رضي الله تعالي عنه: ألا اني بالفتح علي كلمة التنبيه. " وأسلمت بنبيي " بالباء علي تضمين الايمان.

والمعني: آمنت بربي وأسلمت له مؤمنا بنبي واتبعت مولاي ومولي كل مسلم بأمر الله

(١) الفائق: ٤ / ٨٥ - ٨٦ ٢) نهاية ابن الأثير: ٥ /) ٢٣٥ ٣) الصحاح: ١ / 417 4) جامع الأصول: 10 / 428 أخرجه عن طرق مختلفة

(٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الضرب (1)، إبن الأثير (1)

أمري وآمنت بربي وأسلمت بنبيي واتبعت مولاي ومولي كل مسلم.

بأبي أنت وأمي قتيل كوفان يا لهف نفسي لأطفال صغار، وبأبي صاحب الجفنة والخوان نكاح النساء الحسن بن علي، ألا ان نبي الله نحله البأس والحياء، ____________________

وقوله " بأبي

أنت وأمي قتيل كوفان " تبيين وتعيين لمولاي ومولي كل مسلم بأنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

والمعني: فديتك بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان.

قوله رضي الله تعالي عنه: بأبي صاحب الجفنة والخوان أي فديت بأبي صاحب الجفنة.

قال في الصحاح: الجفنة كالقصعة والجمع الجفان والجفنات بالتحريك، لان ثاني فعلة يحرك في الجمع إذا كان اسما، الا أن يكون ياءا أو واوا فإنه يسكن حينئذ (1).

و" الخوان " بكسر الخاء وفتح الواو: ما يؤكل عليه الطعام كالمائدة.

في الصحاح: انه معرب، وجمع القلة أخونة، وجمع الكثرة خون (2).

وفي القاموس: انه بالضم والكسر كغراب وكتاب (3). وهو من متفرداته " نكاح النساء " بالفتح والتشديد علي صيغة المبالغة و" الا أن نبي الله " بالفتح علي التنبيه.

" وظلم من بين ولده " علي ما لم يسم فاعله في حيز العطف علي نحل، والضمير المجرور المضاف إليه في ولده للنبي صلي الله عليه وآله.

" ويا ويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقتله " اقتحام في البين وويح كلمة الترحم

(١) الصحاح: ٥ / ٢٠٩٢ ٢) الصحاح: ٥ / 2110 3) القاموس: 4 / 220

(٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي (1)

ونحل الحسين المهابة والجود، يا ويح من احتقره لضعفه واستضعفه لقلته وظلم من بين ولده وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد.

.____________________

وتقدير الكلام ومساقه: ألا النبي عليه السلام نحل السحن بن علي عليهما السلام البأس والحياء، ونحل الحسين بن علي عليهما السلام المهابة والجود، وظلم الحسين عليه السلام واختص بأرفع درجات الشهادة وأعلي مقامات السعادة من بين ولده.

ويا ويح من لم يعلم ذلك ولم يعرف أن اختصاصه عليه السلام من بين ولد رسول الله صلي الله عليه وآله بهذه المنزلة التي

هي قصوي المنازل وأقصي الغايات آية كونه المجتبي المنتصي المقدس المكرم من خلص أحياء الله وروقة محبوبية المظلومين في طريقه المذبوحين في سبيله.

فمن احتقره عليه السلام لضعف أمره وشدة مظلوميته ومقهوريته واستضعفه لقلة خيله ورجله وقلة أنصاره وأعوانه، فهو مرحوم في درجة عرفانه وايمان مكفوف بصر بصيرته وايقانه مشدوه (1) بالظاهر الذي (2) هو ظل زائل بائد مشغول عن الباطن الذي هو نور سرمد ونعيم خالد.

وفي هذا السياق ما قد قيل: المستحيل توسيط الحق مرحوم من وجه، فإنه لم يطعم لذة البهجة به فسيتطعمها، انما معارفته مع اللذات المخدجة في حنون إليها غافل عما وراء ها وما مثله بالقياس إلي العارفين الأمثل الصبيان بالقياس إلي المحنكين قوله رضي الله تعالي عنه: وكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد يعني ظلم الحسين عليه السلام من ولد النبي صلي الله عليه وآله، وسفك دمه في سبيل الله، ولكن نور الحق في مشكاة العترة الطاهرة باق لا يطفأ إلي يوم القيامة، فكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد، والقائم بالامر من بعده الحسين عليه السلام محفوظا بحفظ الله معصوما بإذن الله، والثقلان اللذان هما تريكة رسول الله أعني القرآن والعترة الطاهر ة ناطقان

(1) في " أآلهتنا " مشروه.

2) في " ن " الزائل

(٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الجود (1)

- أيها الناس لا تكل أظفار كم عن عدوكم ولا تستغشوا صديقكم فيستحوذ الشيطان عليكم، والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيد كم الا إشارة بحواجبكم، ثلاثة خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها.

بأبي دافع الضيم شقاق بطون الحبالي وحمال الصبيان علي الرماح ومغلي الرجال في القدور، أما أني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريح دمه بين الركن والمقام المذبوح كذبح الكبش.

____________________

بالحق القائمان بالامر إلي قيام الساعة.

قوله

رضي الله تعالي عنه: لا تكل أظفار كم عن عدوكم " لا " للنهي. و" تكل " بفتح حرف المضارعة، وهو من أحسن الكنايات في التحريض علي معاداة الأعداء في الدين.

" ولا تستغشوا صديقكم " علي الاشتغال، أي لا تستغشوا صديقكم في الدين ولا تخوفوه في المخالة والمصادقة فيستحوذ الشيطان عليكم، أي يغلبكم ويستولي عليكم.

قوله رضي الله تعالي عنه: ثلاثة خذوها بما فيها.

يعني بها عليا والحسن والحسين عليهم السلام، والا خذ بسنن سنتهم والسلوك في مسير سيرتهم.

" وأرجوا رابعها وموافاها " أراد بالرابع السجاد زين العابدين عليه السلام، فان الثلاثة عليهم السلام موافوه وموازوه في ملمات المحن وصعوبات الفتن وشدائد المجاهدة في سبيل الله بما قد جري عليه عليه السلام من المصائب والنوائب يوم الطف وبعده، وان لم يقم هو بالجهاد من بعد، لفقدان الجنود والأعوان.

وقوله " بأبي دافع الضيم شقاق بطون الحبالي " يعني به قائم أهل البيت المهدي الحجة صاحب الزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه.

" ومغلي الرجال " بالعين المعجمة في أكثر النسخ علي صيغة الفاعل من باب

صفحه(٩٢)

يا ويح لسبايا نساء من كوفان الواردون الثوية المستغدون عشية وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية ستسير موجئا هاتفا يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه لا أغاثه ____________________

الافعال، وبالقاف في نسخ علي اسم الفاعل من باب التفعيل.

" في القدور " جمع القدر بالكسر، وهو معروف.

قوله رضي الله تعالي عنه: يا ويح لسبايا نساء من كوفان يعني بذلك حمل نساء أهل البيت مع سيد الساجدين علي طريقة السبايا من كوفان إلي دمشق. الواردون الثوية بالثاء المثلثة علي صيغة التصغير.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي الحديث ذكر الثوية بضم الثاء وفتح الواو (وتشديد الياء) موضع بالكوفة

به قبر أبي موسي الأشعري والمغيرة بن شعبة (1).

و" المستغدون عشية " باعجام العين واهمال الدال علي الاستفعال من الغداء بفتح الغين المعجمة وبالمد، وهو ما يتغذي به في وقت الغداة والعشاء بفتح العين المهملة ما يتعشي به في وقت العشاء بكسر العين، أي الذين تغدو ا عشية فكان غداؤهم عشاءهم من شدة الداهية عليهم وصعوبة النازلة بهم.

قوله رضي الله تعالي عنه: فتنة شرقية ستيسر بضم تاء المضارعة لتأنيث الفتنة التي هي الفاعل وتشديد الياء المثناة من تحت المكسورة بعد السين المهملة من التسيير علي التفعيل من السير.

" موجئا " بضم الميم وفتح الجيم بعد الواو الساكنة علي اسم المفعول من باب الافعال وبالتنوين نصبا علي المفعول، أو بفتح الجيم المشددة بعد الواو المفتوحة علي اسم المفعول من باب التفعيل والتنوين بالنصب علي المفعولية، من وجي كرضي وجاءا، فهو وج ووجي، وهي وجياء وأوجيته أنا ايجاء ووجيته توجيه.

قال صاحب الكشاف في أساس البلاغة،: وجي الماشي إذا حفي، وهو أن يرق القدم أو الفرس أو الحافر ويتشحج، وأصابه وجي، وفرس وج ودابة وجية

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 231

(٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

الله، وملحمة بين الناس إلي أن يصير ما ذبح علي شيبته المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان ____________________

وانه ليتوجي في مشيته، ومن المجاز أوجيته عني أبعدته كأنك سيرته مسافة طويلة قد وجي فيها قال الشاعر:

وكان أبي أوصي بكم أن أضمكم * إلي وأوجي عنكم كل ظالم (1) وفي القاموس: الوجاء الحفاء أو أشد منه، وجي كرضي وجاءا فهو وج ووجي وهي وجياء وتوجي وأوجيته (2).

وفي الصحاح: وجي الفرس بالكسر وهو أن يجد وجعا في حافرة وأوجيته أنا (3). أو بكسر الجيم والهمزة الأصلية المنونة بالنصب

للمفعولية علي اسم الفاعل من باب الافعال من الوجأة علي همزة الدخول والإصابة لا همزة التعدية، والمراد الموجوع من شدة الوجا.

قال في المغرب: الوجاء الضرب باليد، أو بالسكين يقال وجاءه في عنقه من باب منع.

" هاتفا يستغيث من قبل المغرب " أي صائحا يصيح ويستغيث ويستصرخ ويطلب مغيثا من قبل أهل المغرب.

قوله رضي الله تعالي عنه: وملحمة بين الناس الملحمة بفتح الميم وسكون اللام علي هيئة اسم المكان الوقعة العظيمة في الفتنة، قاله الجواهري (4) وغيره.

" إلي أن يصير ما ذبح علي شيبته المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان يوشك أن يبني جسرها " الضمير المتصل المجرور في شيبته عائد إلي " ما " والتذكير باعتبار

(١) أساس البلاغة: ٦٦٧ ٢) القاموس: ٤ / ٣٩٨ ٣) الصحاح: ٦ / ٢٥١٩ ٤) الصحاح: ٥ / 2027

(٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)

____________________

حال اللفظ، و" ذبح " بضم الذال المعجمة وكسر الباء الموحدة علي ما لم يسم فاعله والمقتول بظهر الكوفة، ويعني به زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام هو المفعول المقام مقام الفاعل، والضمير المنفصل المرفوع علي الابتداء أعني " هي " في " وهي " أيضا يعود إلي " ما " والتأنيث باعتبار حال المعني، وكذلك الضمير المتصل المجرور بالإضافة في جسرها عائد إليها، ويبني علي البناء للمجهول، والمقام مقام الفاعل جسر المرفوع المضاف إلي الضمير. و" الشيبة " بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحت والباء الموحدة بعدها جبل معروف.

قال في القاموس: الشيب بالكسر جبل وبهاء جبل باندلس (1).

والمراد بها الجودي الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام وهو جبل كوفان.

والمعني: أن الملحمة تتمادي بين الناس ولا ينطفئ طميسها إلي أن

تصير كوفان التي علي شيبتها ذبح المقتول بظهر الكوفة عامرة يكاد ويوشك أن يبني جسرها قال في المغرب: الكناسة الكساحة وموضعها أيضا، وبها سميت كناسة كوفان وهي موضع قريب من الكوفة، قتل بها زيد بن علي.

" تنبي " بضم تاء المضارعة واسكان النون وفتح الموحدة قبل الألف، أي ترفع، منه النباوة بمعني الارتفاع.

" جنبتها " بالتحريك أي ناحيتها.

" حتي يأتي زمان لا يبقي (2) " أي لا يقيم مؤمن " الا بها أي فيها " أو يحن " أي يشتاق إليها من الحنين بمعني الشوق وتوقان النفس.

(1) القاموس: 1 / 91 2) وفي " ن " و " أآلهتنا " لا يغني.

صفحه(٩٥)

يوشك أن يبني جسرها وتنبي جنبتها حتي يأتي زمان لا يبقي مؤمن الا بها أو يحن إليها، وقينة مصبوبة نطافي خطامها لا ينهيها أحد، لا يبقي بيت من العرب الا دخلته.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: وقينة مصبوبة نطافي خطامها يعني وحتي تأتي قينة بفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت قبل النون، أي فتاة مغنية أو أمة مغنية نطافي خطامها مصبوبة، وتقديم الخبر للاعتناء والاهتمام به.

" نطافي " بفتح النون قبل الطاء المهملة واسكان الياء المخففة أخيرا بعد الفاء، اما جمع نطفي بضم النون وتشديد الياء أخيرا كما الكراسي بالتخفيف جمع كرسي بالتشديد، أو جمع نطفية كما الأماني جمع أمنية والنجاتي جمع نجتية.

وأما جمع نطيفة علي القلب والأصل نطايف حولت الياء إلي حيز الفاء وعوملت معاملة الايامي في جمع أيم والاينق بالياء قبل النون في جمع ناقة، يقال: نطف الماء أو أي مايع كان ينطف من باب طلب، نطقا ونطافانا إذا سال، وأقبل فلان وسيفه ينطف دما وأتانا علي جبينه نطاف من العرق وسقاني

نطفة عذبة ونطفا ونطافا، وهي الماء الصافي قل أو كثر.

ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة " هذه النطفة (1) " يعني بها نهر الفرات، والنطفتان: بحر المشرق وبحر المغرب، وقيل: ماء الفرات وماء البحر الذي يلي جدة أو بحر الروم.

والنطفة في الإداوة الوضوء بفتح الواو، والنطفة: ماء صلب الرجل الذي منه يتكون الولد، والناطف: القبيطي وليلة نطوف تمطر إلي الصباح.

قال في المفردات: وقد يكني عن اللؤلؤ ة بالنطفة، ومنه قيل: صبي منطف، إذا كان في أذنه لؤلؤة (2).

وفي الصحاح: النطفة بالتحريك القرط والجمع نطف وتنطفت المرأة: أي

(1) نهج البلاغة: 87 من خطبة عند المسير إلي الشام تحت رقم 48 2) المفردات: 496

(٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب نهج البلاغة (1)، الشام (1)

.____________________

تقرطت ووصيفة منطفة: أي مقرطة (1).

وتنطف بكذا أي تبدي به.

" والخطام " باعجام الخاء المكسورة قبل الطاء المهملة مستعار من خطام البعير وغيره، لما يوضع علي الانف من الحلقة ونحوها، أو علي الفم من نحو اللثام و النقاب. وانصباب نطافي خطامها عبارة: عن تقاطر العرق، منها الاهتزاز في النشاط والاسراع في المسير، أو تقاطر ما تستعمله من مايعات الطيب.

وفي نسخ معدودات " فتنة " (2) بالفاء المكسورة قبل المثناة من فوق الساكنة مكان " قينة " علي العطف علي ملحمة بين الناس وفتنة شرقية، فتكون مصبوبية نطافي الخطام إلي ارفضاض العرق لبعير الفتنة كناية أيضا عن شدة الاهتزاز في الملحمة واشتداد المسارعة إليها.

أو تكون مصبوبة صفة لفتنة لا متعلقة لما بعدها، ويكون ما بعدها تطافي (3) خطامها علي الفعل المضارع من وطي الشئ برجله يطأه وطيا، ووطي الأرض و الطريق بأقدامه والوطاءة موضع القدم علي مطابقة ما في نهج البلاغة من خطبة لأمير المؤمنين

عليه السلام " فتنة تطافي خطامها وتذهب بأحلام قومها ".

فهذه النسخة أرجح من جهة هذه المطابقة (4)، والنسخة الأولي أولي من جهة أنها ألزق بحيزها ومقامها وألصق، فإنها أوردت في حيز الاخبار بعمارة كوفان وبناء جسرها من بعد الخراب لا في حيز الانباء عن خراب الكوفة بالملاحم والفتن.

وقوله " لا ينهيها أحد " علي رواية " قينة " بالقاف والمثناة من تحت الأشهرية الأكثرية بفتح حرف المضارعة، والهاء قبل الألف المنقلبة عن الياء، من نهاه عن

(١) الصحاح: ٤ / 1434 2 - 3) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد والنجف الأشرف.

4) في " أآلهتنا " المطالبة

(٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

وأحدثك يا حذيفة أن ابنك مقتول، فان عليا أمير المؤمنين عليه السلام فمن كان، مؤمنا دخل في ولايته فيفتتح علي أمر يمشي علي مثله، لا يدخل فيها الا مؤمن ولا يخرج منها الا كافر.

أبو ذر 48 - أبو الحسن محمد بن سعد بن مزيد، ومحمد بن أبي عوف، قالا حدثنا محمد بن أحمد بن حماد أبو علي المحمودي المروزي، رفعه، قال، أبو ذر الذي قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء علي ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده، وهو الهاتف بفضائل ____________________

كذا ينهاه عنه نهيا، أي ردعه ومنعه وصرفه وزجره.

وعلي نسخة " فتنة " بالفاء والمثناة من فوق بضم ياء المضارعة وكسر الهاء قبل الياء الساكنة، من الانهاء بمعني الاعلام والأنباء والابلاغ والاخبار، يقال: أنهيت إليه كذا، أي أعلمته وأنبأته به وأبلغت إليه خبره، وعدم انهائها اما لمباغتتها، واما لكونها بصعوبة داهيتها خارجة عن الحد ووراء النهاية.

قوله

رضي الله تعالي عنه: فيفتتح علي أمر يمشي علي مثله من الافتتاح والاستمرار، أي برسوخ قدمه في الايمان والاستيقان يفتتح من الولاية علي أمر يستمر عليه ويستقيم فيه ويستديم ثباته.

وفي نسخة " فيصبح علي أمر يمسي علي مثله " من الاصباح علي أمر والامساء عليه.

في أبي ذر رضي الله تعالي عنه قوله عليه السلام: يعيش وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده أي بصدق التوكل في المقامات، ونصوح الاخلاص في الحالات، كلها يستغني بالله عمن عداه، وبفضله عن افضال غيره، وبرحمته عن رحمة من سواه،

(٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو علي المحمودي (1)، محمد بن أحمد بن حماد (1)، محمد بن أبي عوف (1)، محمد بن سعد (1)

أمير المؤمنين ووصي به رسول الله صلي الله عليه وآله واستخلافه إياه، فنفاه القوم عن حرم الله.

____________________

فحيث انه اعتزل عن غير الله فيعيش وحده، ويبعث وحده، ويدخل الجنة وحده.

قوله عليه السلام: ووصاية رسول الله صلي الله عليه وآله عطف علي فضائل، ثم استخلافه إياه معطوف عليها.

وربما كان في بعض السنخ " وصي رسول الله " علي عطف البيان لأمير المؤمنين، ثم عطف استخلافه إياه علي فضائل، أي هو الهاتف بفضائله عليه السلام وباستخلاف رسول الله صلي الله عليه وآله إياه.

قوله عليه السلام: فنفاه القوم وفي نسخ عديدة " فنفوه " من باب أكلوني البراغيث، وقد ورد في التنزيل الكريم مثله متكررا، ولقد تواتر أخبار النبي صلي الله عليه وآله أبا ذر بنفي القوم إياه من المدينة إلي ربذة عند الفرق كلهم من طرق شتي منها حديث لقا بقا علي التشديد من

المضاعف، ويروي لقا بقا بوزن عصا علي التخفيف من الناقص اليائي، والعامة رووه في صحاحهم وأصولهم جميعا وشرحه علماؤهم عن آخرهم.

قال علامة زمخشرهم في فائقه وكشافه: قال صلي الله عليه وآله لأبي ذر: مالي أراك لقا بقا؟

كيف بك إذا أخرجوك من المدينة؟ وروي: لقي بقي يقال: رجل لق بق ولقلاق (1) بقباق كثير الكلام مسهب فيه، وكان في أبي ذر شدة علي الامراء واغلاظ لهم وكان عثمان يبلغ (2) عنه إلي أن استأذنه في الخروج إلي الربذة فأخرجه.

لقي: منبوذا وبقي: اتباع. وعن ابن الأعرابي قلت لأبي المكارم: ما قولكم جائع نائع (3)؟ قال: انما هو شئ نتدبه كلامنا، ويجوز أن يراد مبقي حيث ألقيت ونبذت لا يلتفت إليك بعد. وقوله: أراك، حكاية حال مترقبة، كأنه استحضرها

(1) وفي " ن " ولقاق بقباق.

2) وفي " ن " بلغ عنه.

3) وفي " ن " تابع

(٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

كيفية قيام أبي ذر علي عثمان ونفيه إلي الربذة

وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام علي قتب بلا وطاء وهو يصيح فيهم قد خاب ____________________

فهو يخبر عنها يعني انه يستعمل فيما يستقبل من الزمان من تغلظ عليه وتكثر القول فيه.

ونحوه ما يروي عن أبي ذر قال: أتاني نبي الله وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله، وقال: ألا أراك نائما فيه قلت: يا نبي الله غلبتني عيني، فقال: كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي؟ فقال: ألا أدلك علي ما هو خير لك من قولك وأقرب رشدا تسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك (1) انتهي كلام الفائق بألفاظه.

وكذلك قال ابن الأثير في نهاية وجامع أصوله (2).

قوله عليه السلام: بعد حملهم إياه من الشام

علي قتب بلا وطاء كتب الأحاديث والاخبار جميعا متطابقة علي نقل ذلك من طرق غير محصورة، ولنورد أوثق الروايات وأخصرها.

قال الشيخ الجليل الثقة الثبت المأمون الحديث عند العامة والخاصة علي بن الحسين المسعودي أبو الحسن الهذلي (رحمه الله تعالي) في كتابه مروج الذهب:

ومن ذلك فعله - يعني عثمان - بأبي ذر وهو أنه حضر مجلسه ذات يوم فقال له عثمان:

أرأيتم من زكي (3) ماله هل فيه حق لغيره؟ قال كعب: لا يا أمير المؤمنين! فدفع أبو ذر في صدر كعب، وقال: كذبت يابن اليهوديين ثم تلي " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (4) " الآية.

فقال عثمان: أترون بأسا أن نأخذ مالا من بيت مال المسلمين فننفقه فيما ينوب من أمرنا ونعطيكموه؟ فقال كعب: لا بأس بذلك، فرفع أبو ذر العصا فدفع بها في

(١) الفائق ٣ / ٣٢٦ ٢) نهاية ابن الأثير: ١ / ١٤٧ ٣) في النسخ: ذكي.

٤) سورة البقرة: ١٧٧

(١٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الشام (1)، إبن الأثير (1)، سورة البقرة (1)

.____________________

صدره، وقال: يابن اليهودي ما أجرأك في ديننا، فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي غيب وجهك عني فقد آذيتني.

فخرج أبو ذر إلي الشام، فكتب معاوية إلي عثمان ان أبا ذر تجتمع إليه المجموع ولا آمن أن يفسدهم عليك، فإن كان لك في القوم حاجة فاحمله إليك، فكتب إليه فحمله علي بعير عليه قتب يابس معه خمسون من الصقالبة يطردون (1) به حتي أتوا به المدينة، وقد تسلخت بواطن أفخاذه، وكاد يقلت (3) فقيل: انك تموت من ذلك فقال: هيهات أن أموت حتي أنفي.

وذكر جوامع ما نزل به بعد ومن يتولي دفنه، فأحسن إليه في داره أياما ثم ادخل عليه فجثا عليه وتكلم بأشياء،

وذكر الخبر في ولد أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا، ومر في الخبر بطوله وتكلم بكلام كثير.

وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فنضدت البدار حتي حالت بين عثمان وبين الرجل القائم، فقال عثمان: اني لأرجو لعبد الرحمن خيرا لأنه كان يتصدق ويقري الضيف وترك ما ترون، فقال كعب الأحبار: صدقت يا أمير المؤمنين، فشال أبو ذر العصا فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان به من الألم وقال: يابن اليهودي تقول لرجل مات وخلف هذا المال كله ان الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة وتقطع علي الله بذلك، وأنا سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: ما يسرني أن أموت فادع ما يزن قيراطا.

فقال له عثمان وأرعني وجهك قال أسير إلي مكة قال: لا والله قال: فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتي أموت قال: أي والله فقال: إلي الشام فقال: لا والله قال:

فالبصرة قال: لا والله، فاختر غير هذه البلدان قال: لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك

(1) وفي هامش النسخ: ينظرونه 2) أي يهلك

(١٠١)

صفحهمفاتيح البحث: الهلاك (1)

القطار يحمل النار: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا. فقتلوه فقرا وجوعا وذلا ____________________

قال عثمان: أقد مروان قال: وما أقيده؟: ضربت بين أذني راحلته وشتمته فهو شاتمك وضارب بين أدني راحلتك، قال علي: أما راحلتي فهي تملك، فان أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل، فاما أنا فوالله لان شتمني لأشتمنك أنت بمثله بما لا أكذب فيه ولا أقول الا حقا، قال

عثمان: فلم لا يشتمك إذا شتمته، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه.

فغضب علي عليه السلام وقال: ألي تقول هذا القول وبمروان تعدلني، فأنا والله أفضل منك، وأبي أفضل من أبيك، وأمي أفضل من أمك، وهذه نبلي قد نبلتها وهلم فانبل نبلك.

فغضب عثمان واحمر وجهه وقام فدخل، وانصرف علي فاجتمع إليه أهل بيته ورجال من المهاجرين والأنصار، فلما كان من الغد واجتمع الناس إلي عثمان شكي إليهم عليا وقال: انه يعيبني، وبظاهر من يعيبني، يريد بذلك أبا ذر وعمارا وغيرهما، فدخل الناس بينهما حتي أصلحوا بينهما، وقال له علي: والله ما أردت بتشييعي أبا ذر الا الله انتهي كلام مروج الذهب في هذا الباب (1).

قوله عليه السلام: اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا رواها أكثر الصحابة عنه عليه السلام علي هذا النسق. دخلا وخولا بالتحريك و" دولا " بضم الدال وفتح الواو.

قال ابن الأثير في النهاية في د - خ: في حديث قتادة بن نعمان وكنت أري اسلامه مدخولا، الدخل بالتحريك العيب والغش والفساد يعني: ان ايمانه كان متزلزلا فيه نفاق، ومنه حديث أبي هريرة " إذا بلغ بنوا أبي العاص ثلاثين كان دين

(1) مروج الذهب: 2 / 339 - 342

(١٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

____________________

الله دخلا وعباد الله خولا " وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجربها السنة (1).

وقال في خ: والخول حشم الرجل وأتباعه واحدهم خائل، وقد يكون واحدا ويقع علي العبد والأمة، وهو مأخوذ من التخويل التمليك، وقيل من الرعاية، ومنه حديث أبي هريرة " إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عباد الله خولا "

أي خدما وعبيدا يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم، وفيه " أنه كان يخولنا بالموعظة " أي يتعهدنا، من قولهم فلان خولي مال وخائل مال، وهو الذي يصلحه ويقيم به انتهي كلام النهاية (2).

وفي الصحاح: الخائل الحافظ للشئ ويقال: فلان يخول علي أهله أي يرعي عليهم، وخوله الله الشئ أي ملكه إياه، وقد خلت المال أخوله إذ أحسنت القيام عليه يقال: هو خال مال وخولي مال أي حسن القيام عليه، والتخول التعهد وفي الحديث " كان النبي صلي الله عليه وآله يتخولنا بالموعظة مخافة السامة " وخول الرجل حشمه الواحد خائل وقد يكون الخول واحدا وهواسم يقع علي العبد والأمة قال الفراء: وهو جمع خائل وهو الراعي، وقال غيره: هو مأخوذ من التخويل وهو التمليك (3).

و" الدول " بضم الدال وفتح الواو جمع الدولة بالضم يقال: جاء فلان بدولاته أي بدواهيه.

قال الراغب في المفردات: الدولة - بالفتح - والدولة - بالضم - واحدة وقيل:

الدولة بالضم في المال، والدولة بالفتح في الحرب والجاه، وقيل: الدولة اسم الشئ الذي يتداول بعينه، والدولة المصدر، قال الله تعالي " كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم (4) وتداول القوم كذا، أي تداولوه من حيث الدولة، وداول الله كذا بينهم

(١) نهاية ابن الأثير: ٢ / ١٠٨ ٢) نهاية ابن الأثير: ٢ / ٨٨ وفيه أخيرا: ويقوم به.

٣) الصحاح: ٤ / 1690 4) سورة الحشر: 7

(١٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (2)، سورة الحشر (1)

وضرا وصبرا.

49 - أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران القمي، قال حدثني الحسن بن ____________________

قال الله تعالي " وتلك الأيام نداولها بين الناس (1) " والدولول الداهية، والجمع الدآليل والدؤلات (2).

قوله عليه السلام: وصبرا الصبر في القتل وفي اليمين في الفقه.

والحديث

معروف في النهاية الاثنرية: في حديث الصوم " صم شهر الصبر " هو شهر رمضان وأصل الصبر الحبس: يسمي الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح، وفيه " أنه نهي عن قتل شئ من الدواب صبرا هو أن يمسك من ذوات الروح شئ حيا ثم يرمي بشئ حتي يموت، ومنه الحديث " نهي عن المصبورة ونهي عن صبر ذي الروح " ومنه الحديث " في الذي أمسك رجلا وقتلوا آخرا اقتلوا القاتل واصبروا الصابر " أي أحبسوا الذي حبسه للموت حتي يموت كفعله به، وكل من قتل في معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه متقول صبرا، ومنه حديث ابن مسعود " أن " رسول الله صلي الله عليه وآله نهي عن صبر الروح " وهو الخصاء والخصاء صبر شديد، وفيه " من أحلف علي يمين مصبورة كاذبا " وفي حديث آخر " من حلف علي يمين صبرا " أي ألزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، وقيل:

لها مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور، لأنه انما صبر من أجلها أي حبس فوضعت بالصبر وأضيفت إليه مجازا (3).

قوله رحمه الله تعالي: أبو علي أحمد بن علي السلولي في القاموس: سلول فخذ من قيس (4).

(١) سورة آل عمران: ١٤٠ 2) مفردات الراغب: 174 3) نهاية ابن الأثير: 3 / 8 4) القاموس: 3 / 397

(١٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن علي (1)، إبن الأثير (1)، سورة آل عمران (1)

حماد، عن أبي عبد الله البرقي، ____________________

وفي الصحاح: سلول قبيلة من هوازن وهم بنو مرة بن صعصة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وسلول اسم أمهم نسبوا إليها، منهم عبد الله بن همام

الشاعر السلولي (1).

ثم في طائفة من النسخ في هذا الموضع " سعدان القمي " بالسين والعين والدال المهملات قبل الألف والنون أخيرا، وذلك تصحيف وتحريف من النساخ (2)، والصواب ما يتكرر من بعد في الأسانيد علي اتفاق عامة النسخ وهو " شقران " بضم الشين المعجمة قبل القاف الساكنة والراء بعدها قبل الألف ثم النون أخيرا، والرجل معروف كثير الرواية.

وذكره الشيخ في كتاب الرجال قال في باب لم: أحمد بن علي السلولي المعروف بالشقران القمي المعروف بالشقران القمي المقيم بكش، وكان أشل دوارا (3).

وفي بعض نسخ كتاب الرجال التيملي مكان السلولي.

قوله رحمه الله: قال حدثني الحسن بن حماد قد سبق مثله في الأسانيد السابقة، والذي يستبين أنه من غلط الناسخ، والصحيح خلف بن حماد بالخاء المعجمة ثم اللام والفاء أخيرا، فهو الذي يروي عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، ويتكرر في الأسانيد كثيرا، وهو من الشيوخ.

ذكره الشيخ في باب الخاء المعجمة لم قال: خلف بن حماد مكني أبا صالح من أهل كش (4).

(١) الصحاح: ٥ / 173 2) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد والنجف الأشرف.

3) رجال الشيخ: 439 والموجود فيه القمي بدل السلولي.

4) رجال الشيخ: 472

(١٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله البرقي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشهادة (1)

عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حكيم، عن أبي خديجة الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل أبو ذر علي رسول الله صلي الله عليه وآله ومعه جبريل، فقال جبريل: من هذا يا رسول الله؟

قال أبو ذر: قال أما أنه في السماء أعرف منه في الأرض وسأله عن كلمات يقولهن إذا أصبح قال، فقال يا أبا ذر

كلمات تقولهن إذا أصبحت فما هن؟ قال أقول ____________________

وأبو عبد الله البرقي يروي عن خلف بن حماد الأسدي علي ما في الفهرست (1).

قوله رحمه الله تعالي عنه: عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي حكيم في النسخ علي التصغير، وفي كتب الرجال محمد بن الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي الكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام مكبرا (2).

وعبد الرحمن بن محمد من أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام، ويقال: ربما روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

قوله رحمه الله تعالي عنه: عن أبي خديجة الجمال هو سالم بن مكرم علي ما يستبين فيما سيرد في الكتاب انشاء الله العزيز، وهو الذي صرح الشيخ بتوثيقه في بعض المواضع، وثني توثيقه النجاشي (3).

وزعم الحسن بن داود أن ذاك هو أبو خديجة الرواجني، وذا أبو خديجة الجمال وهما اثنان ولا توثيق في ذا من أحد (4).

وذلك وهم منه فاسد، قد أوضحنا فساده في المعلقات علي الخلاصة، وعلي كتابة، وعلي كتاب النجاشي، وعلي غيرها من كتب الرجال، وفي الرواشح السماوية، وفي المعلقات علي الفقيه، وعلي الاستبصار.

(١) الفهرست: ٩٢ ٢) رجال الشيخ: ٣٠٦ وفيه محمد بن أبي الحكم الخ.

٣) رجال النجاشي: ١٤٢ ٤) رجال ابن داود: ١٦٥

(١٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، محمد بن أبي الحكم (1)

يا رسول الله: اللهم إني أسلك الايمان بك والعافية من جميع البلايا والشكر علي العافية والغني عن الناس.

50 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيي، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، عن عمرو بن سعيد، قال حدثنا عبد

الملك بن أبي ذر الغفاري، قال بعثني أمير المؤمنين عليه السلام يوم مزق عثمان المصاحف، فقال: ادع أباك! فجاء أبي إليه مسرعا، فقال: يا أبا ذر أتي اليوم في الاسلام أمر عظيم، مزق كتاب الله ووضع فيه الحديد، وحق علي الله أن يسلط الحديد علي من مزق كتابه بالحديد. قال، فقال له أبو ذر: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله.

____________________

قوله عليه السلام: اللهم إني أسئلك دعاء أبي ذر رضي الله تعالي عنه معروف في كتب الدعاء وفيما أو اظب عليه في ورودي " اللهم إني أسئلك الايمان بك، والرضا بقضائك، والغنا عن الناس والعافية من جميع البلاء، والشكر علي العافية يا ولي العافية ".

قوله رحمه الله تعالي: حمدويه وإبراهيم ابنا نصير إلي اخره الطريق نقي صحيح علي الأصح، فان عمرو بن سعيد المدايني ثقة من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام قد وثقه النجاشي (1)، ولم يذكر غميزه فيه ولا طعنا في مذهبه وانما روي أبو عمرو الكشي عن نصر بن الصباح أنه فطحي، ولكن قال نصر: لا اعتمد علي قوله لا وأبو بصير هو ليث المرادي، كما هو المستبين من الطبقة.

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثنا عبد الملك بن أبي ذر الغفاري هو في الاستقامة علي طريقة أبيه رضي الله تعالي عنهما.

(١) رجال النجاشي: ٢٢١

(١٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، أبو بصير (1)، أيوب بن نوح (1)، عاصم بن حميد (1)، عمرو بن سعيد (1)، الشكر (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

أهل الجبرية ومن هم؟

يقول: أن أهل الجبرية من بعد موسي قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم

فقتلوهم زمانا ____________________

قوله عليه السلام: ان أهل الجبرية (1) بالتحريك، وربما يقال: الجبرية بكسر الجيم والباء، ويعني عليه السلام بهم المجوس وهم لا يقولون بقدرة وإرادة للانسان في فعله أصلا، بل يثبتون للعالم الأكبر بنظامه الجملي مبدئين: يسمون أحدهما يزدان واليه يسندون الخيرات بأسرها، والاخر أهرمن واليه يضيفون الشرور بأسرها علي الاطلاق.

وعلي طريقتهم الأشاعرة في نفي تأثير قدرة العبد وارادته في افعاليه مطلقا، فإنهم يسندون أفا عيله من الخيرات والشرور جمعيا إلي قدرة الله سبحانه وارادته ابتداء، من غير مدخلية للعبد ولا لممكن ما من الممكنات في ذلك بجهة من جهات التأثير والعلية والتقدم العقلي بالذات أصلا، بل علي مجرد المقارنة الاتفاقية المعبر عنها عندهم بالكسب لا غير.

ومن هناك استتبت علاقة التشبيه في الحديث المشهور بالمتواتر عنه صلي الله عليه وآله:

القدرية مجوس هذه الأمة (2).

أليس كل من علي ساهرة إقليم العقل وفي دائرة ملة السلام يعلم بالبرهان انه مامن ممكن ذاتي عينا كان أو فعلا، وجوهرا كان أو عرضا، الا ولا منتدح له في ترتب سلسلة السببية والمسببية من الانتهاء إلي مسبب الأسباب من غير سبب علي الاطلاق، والاستناد إلي قدرته الحقة القيومية وارادته الربوبية الوجوبية باخرة، وإن كان الفاعل المباشر قريبا، والأخير من أجزاء العلة التامة لفعل العبد قدرته وأرادته المنبعثتان عن القدرة التامة الواجبة والإرادة الحقة الفعالة فاذن ليس يصح التشبيه من حيث اثبات مبدئين، إذ ليس يقول بذلك أحد من المعتزلة والامامية والحكماء الإلهيين المثبتين للحيوان قدرة مباشرة للفعل، وأرادة

(1) وفي المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد. أهل الحبرية بالحاء المهملة.

2) رواه الطرائف: 344. وهناك مقالات حول عقائد المجبرة فراجع.

(١٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

____________________

مقدمة عليه تقدما بالطبع،

فقد انصرح أن ملاك التشبيه سلب الفعل عن العبد ونفي قدرته واختياره علي سبيل العلية كما قالته المجوس، وانما ذلك مذهب الأشعرية في هذه الأمة فهم القدرية في قوله عليه السلام القدرية مجوس هذه الأمة لا غيرهم.

وما تحمله امام المتشككين فخر الدين الرازي ومتابعوه في تصحيح كون المعتزلة هم القدرية مما ليس له مساق إلي سبيل الصحة ومعاد إلي طريق الصواب، وان أحببت بسط القول فيه فعليك بكتابنا الايقاضات قال الجوهري في الصحاح: الجبر أن تغني الرجل عن فقر أو تصلح عظمه من كسر، يقال: جبرت العظم جبرا وجبر العظم نفسه جبورا، أي انجبر واجتبر العظم مثل انجبر، يقال: جبر الله فلانا فاجتبر أي سد مفاقره، والجبر خلاف القدر، قال أبو عبيد: هو كلام مولد والجبرية بالتحريك خلاف القدرية (1).

وقال الراغب في المفردات: أصل الجبر اصلاح الشئ بضرب من القهر، يقال: جبرته فانجبر واجتبر، وقد قيل: جبرته فجبر لقول الشاعر:

" قد جبر الدين الا له فجبر " هذا قول أكثر أهل اللغة وقال بعضهم: ليس قوله فجبر مذكورا علي سبيل الانفعال، بل ذلك علي سبيل الفعل، وكرره ونبه بالأول علي الابتداء باصلاحه وبالثاني علي تتميمه، فكأنه قال قصد جبر الدين وابتدأ به فتمم جبره، وذلك أن فعل تارة يقال لمن ابتدأ بفعل، وتارة لمن فرغ عنه، وتجبر يقال: اما لتصور معني الاجتهاد، أو المبالغة، أو لمعني التكلف، وقد يقال: الجبر في الاصلاح المجرد نحو قول علي عليه السلام يا جابر كل كسير ومسهل كل عسير، تارة في القهر المجرد نحو قوله صلي الله عليه وآله لا جبر ولا تفويض، والجبر في الحساب الحاق شئ به اصلاحا لما يريد اصلاحه، وسمي السلطان جبرا لقهره الناس علي

ما يريده، أو لا صلاح أمورهم

(١) الصحاح: ٢ / 607 - 608

صفحه(١١٠)

____________________

والاجبار في الأصل حمل الغير علي أن يجبر الاخر، لكن تعورف في الاكراه المجرد فقيل: أجبرته علي كذا، كقولك أكرهته وسمي الذين يدعون أن الله تعالي يكره العباد علي المعاصي في تعارف المتكلمين مجبرة، وفي قول المتقدمين جبرية (1).

أي بالتحريك وبكسر الجيم والباء، كما نقلناه عن الصحاح.

وقال في القاموس: الجبرية خلاف القدرية، والتسكين لحن، أو هو الصواب، والتحريك للازدواج، والجبار الله تعالي لتكبره، والمتكبر الذي لا يري لاحد عليه حقا، فهو بين الجبرية والجبرياء بمكسورتين، والجبرية بكسرات والجبرية والجبروة والجبروتي والجبروت محركات (2).

وقال في أساس البلاغة: وقوم جبرية، وهو كذا ذراعا بذراع الجبار أي بذراع الملك، وفي الحديث: دعوها فإنها جبارة وما كانت نبوة الا تناسخها ملك جبرية.

أي الا تجبر الملوك فيها (3).

قلت: قول النبي صلي الله عليه وآله في هذا الحديث: ان أهل الجبرية من بعد موسي قاتلوا أهل النبوة تنصيص علي أن أهل الجبرية مقابل أهل النبوة، وهم الكفرة من المجوس الذين قاتلوا بني إسرائيل فظهروا، أي غلبوا عليهم فقتلوهم، واستمروا في عتوهم وغلبتهم عليهم زمانا طويلا، وحديثه عليه وآله الصلاة والسلام: القدرية مجوس هذه الأمة. ناص علي أن المجبرة القائلين بالقدر علي سبيل محوضة الاجبار وصرافة الالجاء من غير مدخلية لاختيار العبد في فعله أصلا، منزلتهم في هذه الأمة منزلة المجوس الجبرية الذاهبين إلي أن فعل الانسان مطلقا انما فاعله التام علي الاجبار

(1) مفردات الراغب: 85 - 86 2) القاموس: 1 / 384 - 385 3) أساس البلاغة: 81

صفحه(١١١)

طويلا، ثم إن الله بعث فتية فهاجروا إلي غبر آبائهم فقاتلهم فقتلوهم، وأنت بمنزلتهم ____________________

البحت يزدان أو أهرمن.

فاذن قد استبان أن الجبرية والقدرية

واحدة وجعلهما متقابلين، كما ذهبت إليه علماء الأشاعرة في الصدر الأول، ثم جري عليه كلام أهل اللغة، والمتأخرون بنوا عليه الاصطلاح أخيرا لا أصل له يركن إليه ولا ر كن يعتمد عليه.

ثم كيف يسوغ اثبات نسبة نفاة أمر إليه وسلب القول به عن مثبتيه. ويقال:

ان تبالغهم في النفسي والانكار مصحح الاسناد والنسبة. ليس يستحق الاصاخة له والاصغاء إليه.

قوله عليه السلام: ثم إن الله بعث فتية فهاجروا إلي غبر آبائهم في أكثر النسخ " فتية " بكسر الفاء واسكان المثناة من فوق قبل المثناة من تحت المفتوحة علي جمع فتي بالتشديد، كماصبية في جمع صبي، يعني شبابا.

قال في المغرب: الفتي من الناس الشباب القوي والجمع فتية وفتيان.

وفي نسخة " فئة " بكسر الفاء وفتح الهمزة واحدة فيئين.

و" غبر " باعجام الغين قبل الباء الموحدة، اما محركة بمعني التراب والأرض أي إلي ديار آبائهم، أو بضم الغين وتسكين الباء أو تشديدها مفتوحة بمعني بقية آبائهم ومن بقي منهم، والغبر والغبر بقية اللبن في الضرع وغبر المرض بقاياه، وكذلك غير الليل والغابر من كل شئ الباقي منه قاله في الصحاح (1).

وقال في القاموس: غبر غبورا مكث وذهب ضد، وهو غابر من غير كركع، وغبر الشئ بالضم بقيته كغبره، والجمع أغبار (2).

(١) الصحاح: ٢ / 765 2) القاموس: 2 / 99

صفحه(١١٢)

يا علي. فقال علي: قتلتني يا أبا ذر. فقال أبو ذر: أما والله لقد علمت أنه سيبدأ بك.

51 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيي، عن عاصم بن حميد الحنفي، عن فضيل الرسان، قال حدثني أبو عبد الله عن أبي سخيلة، قال حجبت أنا وسلمان بن ربيعة، قال فمررنا بالربذة، قال فأتينا

____________________

قوله عليه السلام: قتلتني يا أبا ذر يعني أخبرت بقتلي فقال أبو ذر: نعم قد علمت أنه سيبدأ في العترة الطاهر ة بك يا أمير المؤمنين.

قوله رحمه الله تعالي: حمدويه وإبراهيم ابنا نصير الطريق حسن بفضيل الرسان، وهو الفضيل بن الزبير الأسدي مولاهم الكوفي الرسان، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليهما السلام بالتصغير (1)، وكذلك في كتاب أبي عمرو الكشي (2).

والحسن بن داود أورده في كتابه مكبرا (3).

وأبو عبد الله هذا الذي روي عنه الفضيل الرسان هو أبو عبد الله البجلي الكوفي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من اليمن، ذكره العلامة في الخلاصة (4)، والشيخ في كتاب الرجال (5). أو أبو عبد الله الجدلي بفتح الجيم والدال من أوليائه عليه السلام وخواصه من مضر، كما أورده في الخلاصة، واسمه عبيد بن عبد.

قال في الخلاصة: قيل: إنه كان تحت راية المختار، ويقال: اسمه عبد الرحمن ابن عبد ربه (6).

(١) رجال الشيخ: ١٣٢ و ٢٧٢ ٢) رجال الشكي: ٣٣٨ ط مشهد و ٢٨٧ ط نجف.

٣) رجال ابن داود: ٢٧١ 4) الخلاصة: 194 5) رجال الشيخ: 63 6) الخلاصة 127

(١١٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، سلمان بن ربيعة (1)، أيوب بن نوح (1)، عاصم بن حميد (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، الشهادة (1)

أبا ذر فسلمنا عليه، قال فقال لنا: إن كانت بعدي فتنة وهي كائنة فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام، فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وهو يقول: علي أول من آمن بي وصدقني، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو ____________________

وذكره الشيخ في كتاب

الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ثم أورده في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وقال: عبد الرحمن بن عبد ربه الخزرجي (1). طعنوا عليه بالرفض.

وقال ابن حجر في التقريب: عبد أو عبد الرحمن بن عبد أبو عبد الله الجدلي ثقة، رمي بالشيخ من كبار الثالثة.

. " أبو سخيلة " بضم السين المهملة وفتح الخاء المعجمة، كما قال في الخلاصة ناقلا عن البرقي (2)، وذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (3).

قوله رضي الله تعالي عنه: وهي كائنة يعني ألا وهي كائنة لا محال من غير امتراء، لما قد أخبرنا به رسول الله صلي الله عليه وآله.

قوله صلي الله عليه وآله: علي أول من آمن بي وصدقني والعامة رووا الحديث من طرق عديدة غير طريق أبي ذر (4).

أورد أبو عبد الله الذهبي مع شدة عناده ونصبه في ميزان الاعتدال أنه ذكر العقيلي بالاسناد عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال لام سلمة: ان عليا لحمه من لحمي وهو مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي، قال ابن عباس، ستكون فتنة فمن أدركها فعلية بخصلتين كتاب الله وعلي بن أبي طالب، فاني سمعت

(1) رجال الشيخ: 50 و 76 2) الخلاصة: 195 3) رجال الشيخ: 65 4) وقد أوردنا مصادر هذا الحديث عن طرق العامة والخاصة في كتاب الطرائف: 18

(١١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، الصدق (1)

الفاروق بعدي يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة.

52 - وبهذا الاسناد عن الفضيل الرسان، قال

حدثني أبو عمر، عن حذيفة ابن أسيد، قال سمعت أبا ذر، يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبة، أنا جندب بن جنادة لمن عرفني وأنا أبو ذر لمن لم يعرفني، اني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وهو يقول:

____________________

رسول الله صلي الله عليه وآله يقول وهو آخذ بيد علي: هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو خليفتي من بعدي وفي ميزان الاعتدال أيضا: أن سليمان بن عبد الله روي عن معاذة عن علي:

أنا الصديق الأكبر قال مذكور في كتاب العقيلي (1):

قوله عليه السلام: وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة أي يجتمع علي اتباعه والتمسك به قلوب المؤمنين، كما علي التمسك بالمال قلوب الظلمة.

قال في الصحاح: واليعسوب ملك النحل، ومنه قيل للسيد: يعسوب قومه والياء فيه من الزوائد لأنه ليس في الكلام فعلول غير صعفوق (2).

قوله رحمه الله تعالي: وبهذا الاسناد عن الفضيل الرسان قال: حدثني أبو عمر عن حذيفة بن أسيد أبو عمر هو زاذان الفارسي بالزاء قبل الألف والذال المعجمة بعدها والنون بعد الألف الثانية، أورده في الخلاصة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من مضر (3)، وذكر الشيخ في باب الزاء من أصحابه عليه السلام زاذان يكني أبا عمر الفارسي زياد بن

(١) ميزان الاعتدال: ٢ / ٢١٢ ط السعادة بمصر و ١ / ٤١٧ ٢) الصحاح: ١ / 181 3) الخلاصة: 192 وفيه أبو عمرو الفارسي.

(١١٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الفضيل الرسان (1)، الباطل، الإبطال (1)، أبو عمرو الفارسي (1)

من قاتلني في الأولي والثانية

فهو في الثالثة من شيعة الدجال انما مثل أهل بيتي ____________________

الجعدة (1).

و" حذيفة " ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن روي عن النبي عليه السلام من الصحابة قال: حذيفة بن أسيد الغفاري أبو سريحة صاحب النبي صلي الله عليه وآله وهو ابن أمية (2).

ثم ذكره في أصحاب أبي محمد الحسن عليه السلام فقال: حذيفة بن أسيد الغفاري (3) وقد تقدم في الكتاب في حديث الحواريين أنه من حواري الحسن بن علي عليهما السلام.

قال ابن الأثير في جامع الأصول: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين المهملة وبالدال المهملة. وأبو سريحة بفتح السين المهملة وكسر الراء بالحاء المهملة.

وقال الحسن بن داود: وفي نسخة من كتاب الرجال للشيخ أبو سرعة (4).

قلت: ولا تعويل عليه.

قوله صلي الله عليه وآله من قاتلني في الأولي والثانية وهو في الثالثة من شيعة الدجال في الأولي والثانية، وفي نسخة وفي الثانية خبر من قاتلني.

والمعني: من قاتلني ففي الطبقتين الأولي والثانية، يعني بالطبقة الأولي من بارزه صلي الله عليه وآله بالمقاتلة في زمانه، وبالطبقة الثانية من قاتل عليا عليه السلام بعده صلي الله عليه وآله.

لقوله صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي حربك حربي.

(١) رجال الشيخ: ٤٢ وزياد بن الجعدة رجل آخر غير زاذان الفارسي ولعل وقع سهوا من المؤلف.

٢) رجال الشيخ: ١٦ وفيه أبو سرعة.

٣) المصدر: ٦٧ ٤) رجال ابن داود: ١٠١

(١١٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

طرق حديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح

في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لجة البحر من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.

ألا هل بلغت.

____________________

ولقوله: منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت أنا علي تنزيله (1).

وعني به عليا، فمن قاتل عليا عليه السلام فهو كمن بارز النبي صلي الله عليه

وآله بالمقاتلة، وأما من قاتله صلي الله عليه وآله في الطبقة الثالثة فهم الذين يقاتلون المهدي من آل محمد عليه السلام في آخر الزمان، وهم من شيعة الدجال.

ففي الصحيفة المكرمة الرضوية بأسناده عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله وتسليماته: من قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتلنا للدجال.

قال الأستاذ أبو القاسم الطائي: سألت علي بن موسي الرضا عمن قاتلنا في آخر الزمان قال: من قاتل صاحب عيسي بن مريم وهو المهدي عليه السلام.

قوله صلي الله عليه وآله: انما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح هذا الحديث عنه صلي الله عليه وآله متشعب الطريق متنا وسندا من طريق أبي ذر رضي الله تعالي عنه ومن طريق غيره عند العامة والخاصة (2).

(١) رواه جماعة من أعلام العامة بطرق مختلفة منهم أحمد بن حنبل في مسنده: ٣ / ٣٣ ط ميمنية بمصر والنسائي في الخصائص: ٤٠ والحاكم في المستدرك: ٣ / ١٢٢ ط حيدر آباد الدكن وأبو نعيم في حلية الأولياء: ١ / ٦٧ ط مصر والطبري في رياض النضرة: ٢ / ١٩١ ط محمد أمين بمصر وابن كثير في البداية والنهاية: ٦ / ٢١٧ والسيوطي في تاريخ الخلفاء.

١٧٣ وغيرها مما يطول ذكرها.

٢) واما من طريق الخاصة فرواه السيد بن طاووس عن عدة طرق في كتاب الطرائف:

١٣٢ و، وابن بطريق في المعدة: ١٨٧، والعلامة المجلسي في البحار: ٢٣ / ١٢٤ واما من طريق العامة فرواه ابن قتيبة في عيون الاخبار: ١ / ٢١١ ط مصر، والحاكم في المستدرك: ٣ / ١٥٠ ط دكن، وابن المغازلي في المناقب: ١٣٢ - ١٣٤. والخوارزمي في مقتل الحسين، والذهبي في ميزان الاعتدال: ١ / 224 ط مصر

والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 573، والقندوزي في ينابيع المودة: 28 ط اسلامبول.

(١١٧)

صفحهمفاتيح البحث: السفينة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، كتاب ينابيع المودة (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن المغازلي (1)، العلامة المجلسي (1)، الخوارزمي (1)

53 - جعفر بن معروف، قال حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال حدثني أبي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

أرسل عثمان إلي أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار، فقال لهما انطلقا بها إلي ____________________

وفي الصحيفة المكرمة الرضوية باسناده المكرم عن آبائه الطاهرين عن أمير المؤمنين عليه وعليهم السلام قال رسول الله صلي الله عليه وآله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زخ في النار (1).

وكذلك رواه كثير من العامة صاحب المشكاة وغيره، وفي المشكاة ومسند أحمد بن حنبل عن أبي ذر أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: ألا ان مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (2).

قال ابن الأثير في النهاية في باب الزاء مع الخاء المعجمة: في الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع ورمي يقال: زخه يزخه زخا (3).

وقال صاحب الكشاف في أساس البلاغة: زخه في وهدة دفعه فيها، وفي الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وزخ

في النار وزخ في قفاه (4).

قوله رحمه الله تعالي: جعفر بن معروف ذكره الشيخ في باب لم، وقال: يكني أبا محمد من أهل كش وكيل وكان مكاتبا (5).

(1) صحيفة الرضا: 22 2) رواه بهذه الألفاظ الطبراني في المعجم الصغير: 78 ط الدهلي 3) نهاية ابن الأثير: 2 / 298.

4) أساس البلاغة: 268 5) رجال الشيخ: 458

(١١٨)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي حمزة البطائني (1)، أبو بصير (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، جعفر بن معروف (1)، الطبراني (1)، إبن الأثير (1)

أبي ذر فقولا له: ان عثمان يقرئك السلام وهو يقول لك هذه مائتا دينار فاستعن بها علي ما نابك، فقال أبو ذر هل أعطي أحد من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا لا. قال:

فإنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين قالا له: أنه يقول هذا من صلب مالي وبالله الذي لا اله الا هو ما خالطها حرام ولا بعثت بها إليك الا من حلال. فقال:

لا حاجة لي فيها وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغني الناس. فقالا له عافاك الله وأصلحك! ما نري في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به؟ فقال: بلي تحت هذه ____________________

وليس هو جعفر بن معروف السمرقندي الذي ذكره أحمد بن الحسين الغصائري وقال: كنية أبو الفضل يروي عنه العياشي كثيرا.

والحسن بن علي بن النعمان صحيح الحديث له كتاب كثير الفوائد قاله النجاشي (1)، وفي طبقته من يروي عنه الصفار وأحمد بن أبي عبد الله البرقي. وأبوه علي ابن النعمان الا علم أبو الحسن النخعي مولاهم الكوفي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة ثبت وجه صحيح الحديث واضح الطريقة، وهو الوارد في أسناد زبور آل محمد وإنجيل أهل

البيت الصحيفة الكريمة السجادية، يروي عنه كتابه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن أبي عبد الله.

وعلي بن أبي حمزة الثمالي لا البطائني لكون علي بن النعمان الا علم أكثري الرواية عنه.

وأبو بصير هو ليث بن البختري المرادي ويقال له: أبو بصير الأصغر لا يحيي بن القاسم المكفوف، لرواية ابن أبي حمزة الثمالي عنه، فالطريق نقي حسن بعلي بن أبي حمزة، بل صحيح علي ما ستعلمه انشاء الله العزيز.

قوله رضي الله عنه: تحت هذه الأكاف أكاف الحمار بكسر الهمزة معروف. وفي القاموس: وبالضم أيضا (2)،

(١) رجال النجاشي: ٣١ 2) القاموس: 3 / 118

(١١٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال النجاشي (1)

الأكاف التي ترون رغيفا شعير قد أتي عليهما أيام فما أصنع بهذه الدنانير، لا والله حتي يعلم الله اني لا أقدر علي قليل ولا كثير، ولقد أصحبت غنيا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وكذلك سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول، فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا، فرداها عليه وأعلماه أنه لا حاجة فيها ولا فيما عنده، حتي ألقي الله ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه.

54 - حدثني علي بن محمد القتيبي، قال حدثني الفضل بن شاذان، قال حدثني أبي، عن علي بن الحكم، عن موسي بن بكر، قال قال أبو الحسن عليه السلام قال أبو ذر: من جزي الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عني مذمة بعد رغيفي شعير أتغدي بأحدهما وأتعشي بالآخر، وبعد شملتي صوف أتزر باحديهما وأرتدي بالأخري.

____________________

والأكاف: صانعه. والجمع الأكف بضمتين.

قال في المغرب: والسرج الذي علي هيئته هو ما يجعل علي مقدمة شبه الرمانة، والوكاف لغة ومنه أو كف

الحمار وأكفه ايكافا ووكفه توكيفا أي شد عليه الأكاف، وأما أكف الأكاف تأكيفا فمعناه اتخذه.

قوله رحمه الله تعالي: عن موسي بن بكر الواسطي ذكره الشيخ في أصحاب أبي السحن الكاظم عليه السلام وقال: أصله كوفي واقفي له كتاب يروي عن أبي عبد الله عليه السلام (1).

واني لست استثبت وقف الرجل، ولا شيخنا أبو العباس النجاشي تعرض لنقله، وستطلع علي ما رواه أبو عمرو الكشي في مدحه مما ينصرح به أن أسناد الوقف إليه اختلاق عليه، فاذن الطريق حسن علي الأصح.

قوله رضي الله تعالي عنه: من جزي الله عنه الدنيا يعني من كان شئ من الدنيا عنده مشكورا محمودا مرغوبا إليه يستحق أن يقال: جزاه الله عني خيرا فأنا علي خلاف سيرته، فإن كان ما في الدنيا مذموم مقبوح

(1) رجال الشيخ: 359

(١٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، الفضل بن شاذان (1)، علي بن الحكم (1)، موسي بن بكر (1)

قال، وقال: ان أبا ذر بكي من خشية الله حتي اشتكي عينيه فخافوا عليهما، فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك؟ فقال: اني عنهما لمشغول وما عناني أكبر. فقيل له: وما شغلك عنهما؟ قال: العظيمتان الجنة والنار. قال: وقيل له عند الموت يا أبا ذر ما مالك؟ قال علمي. قالوا انا نسألك عن الذهب والفضة؟ قال ما أصبح فلا أمسي وما أمسي فلا أصبح لنا كندوج ندع فيه حر متاعنا، سمعت حبيبي رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: كندوج المرء قبره.

____________________

منحي عن الخير لا يستحق الا أن يقال: جزاه الله عني مذمة وبعادا عن

الرواء والنضارة بعد رغيفي شعير اتخذ أحدهما لي غذاء به أتغذي والاخر عشاء به أتعشي وبعد شملتي صوف أتخذ لي أحدهما ازارا وبها أتزر والاخري رداء ا بها أرتدي.

قوله رضي الله تعالي عنه: وما عناني أكبر بالتشديد علي التفعيل من العناء باهمال العين المفتوحة قبل النون وبالمد المشقة والشدة والأذي والألم، عنا يعنيه تعنية فتعني وهو يتعاني الشدائد والمشاق والآلام.

قوله رضي الله تعالي عنه: ما أصبح فلا أمسي وما أمسي فلا أصبح علي سياقه الدعاء عليه، والهمزة للدخول أي ما أنه أصبح ودخل في الصباح فلا أبقاه الله إلي الامساء وما منه أمسي ودخل في المساء فلا أبقاه الله إلي الاصباح والدخول في الصباح، " لنا كندوج " أي وعاء نضع فيه " حر متاعنا " حر كل شئ باهمال الحاء المضمومة قبل الراء المشددة نجيبه ونفيسه وطيبه وصميمه، وأرض حرة لا سبخة فيها، وطين حر لا رمل فيه، ورملة حرة طيبة النبات ونزل في حر الوادي أي في وسطها قاله في الأساس (1).

قوله صلي الله عليه وآله كندوج المرء قبره الكندوج بالضم علي وزن صندوق شبه المخزن

(1) أساس البلاغة: 121

(١٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (1)، القبر (1)

55 - محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثي، قالا حدثنا إبراهيم بن.

____________________

قال في القاموس: معرب كندو (1).

قوله رحمه الله تعالي: ومحمد بن الحسن البراثي في طائفة جمة من النسخ بالباء الموحدة قبل الراء والثاء المثلثة بعد الألف.

قال في القاموس: قرية من نهر الملك، أو محلة عتيقة بالجانب الغربي، وجامع براثا معروف، وأحمد بن محمد بن خالد وجعفر بن محمد وأبو شعيب البراثيون محدثون (2).

وقال شيخنا الشهيد في الذكري:

مسجد براثا في غربي بغداد، وهو باق إلي الان رأيته وصليت فيه (3).

وفي بعض النسخ البراني بالراء المشددة بعد الباء الموحدة والنون بعد الألف.

قال الشيخ في باب لم: محمد بن الحسن البراني يكني أبا بكر كاتب له رواية (4).

قلت: وكأنه محمد بن الحسن بن روزبه أبو بكر المدايني الكاتب نزيل الرحبة الوارد في أسناد الصحيفة الكريمة السجادية.

وفي القاموس: البرة موضع قتل فيه قابيل هابيل، والبرانية قرية ببخارا منها سهل بن محمود البراني الفقيه والنجيب محمد بن محمد البراني المحدث (5).

ولقد حققنا القول فيه في المعلقات علي الصحيفة الكريمة (6).

(١) القاموس: ١ / ٢٠٥ ٢) القاموس: ١ / ١٦٢ ٣) الذكري: ١٥٥ ٤) رجال الشيخ: ٤٩٧ ٥) القاموس: ١ / ٣٧١ ٦) التعليقة علي الصحيفة السجادية المطبوع علي هامش نور الأنوار للجزائري: 26 والكتاب سيطبع قريبا يتحقيقنا وتعليقنا عليه

(١٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحسن البراثي (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب الصحيفة السجادية (1)

محمد بن فارس، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول طلب.

____________________

وفي نسخة عتيقة كأنها أصح النسخ " البرناني " بنونين من حاشيتي الألف وهذا هو الصحيح في هذا الاسناد.

قال الشيخ في باب لم: محمد بن الحسن البرناني روي عنه الكشي (1).

وقد أسلفنا تصحيح النسبة فيه، وضبطه بعضهم " البرثاني " بضم الباء الموحدة والثاء المثلثة بعد الراء نسبة إلي قبيلة برثن.

قال في الصحاح: وبرثن حي من بني أسد (2).

قوله رحمه الله تعالي: قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن فارس هو النيسابوري من أصحاب أبي الحسن الثالث وأبي محمد العسكريين عليهما السلام ذكره الشيخ في

أصحابهما (3).

قال في الخلاصة: لا بأس به في نفسه ولكن بعض من يروي هو عنه (4).

قلت: وهذه بعينها عبارة محمد بن مسعود العياشي علي ما روي عنه الكشي (5) وسيجئ في الكتاب، فقول بعض شهداء المتأخرين (6) في حاشيته علي الخلاصة في كتاب الكشي ثقة في نفسه نقل لا أصل له.

قوله رحمه الله تعالي: عن الحسين بن المختار هو القلانسي وقد أوضحنا لك فيما سبق استقامته وثقته.

(١) رجال الشيخ: ٥٠٩.

٢) الصحاح: ٥ / 2078 3) رجال الشيخ: 410 و 428 4) الخلاصة: 7 5) رجال الكشي: 446 ط نجف.

6) هو الشهيد الثاني في حاشيته علي الخلاصة غير مطبوع

(١٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، الحسين بن المختار (1)، زيد الشحام (1)، محمد بن سنان (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

تحقيق شافي حول قول الرسول صلي الله عليه وآله وسلم ان عيني تنامان ولا ينام قلبي

أبو ذر رسول الله صلي الله عليه وآله فقيل له انه في حائط كذا وكذا، فتوجه في طلبه فوجده نائما فأعظمه أن ينبهه، فأراد ان يستبري نومه من يقظته فأخذ عسيبا يابسا فكسره ليسمعه صوته فسمعه رسول الله صلي الله عليه وآله فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر تخدعني أما علمت أني أري أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي ان عيني تنامان ولا ينام قلبي.

____________________

قوله عليه السلام: فأخذ عسيبا يابسا.

باهمال العين المفتوحة وكسر السين المهملة وتسكين المثناة من تحت قبل الياء الموحدة، أي جريدة من النخل مستقيمة دقيقة.

قوله صلي الله عليه وآله: ان عيني تنامان ولا ينام قلبي قال السيد المكرم الرضي أخو السيد المعظم المرتضي رضي الله تعالي عنهما في كتاب مجازات الحديث: ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام تنام عيناي ولا ينام قلبي. وهذا القول عند المحققين من العلماء

مجاز، لأنه عليه السلام لو كان قلبه لا ينام علي الحقيقة كقلوب الناس لكان ذلك من أكبر معجزاته وأبهر آياته، ولوجب أن تتظاهر الاخبار بنقله، كما تظاهرت بنقل غيره من أعلامه ودلالته.

ومما يحقق قولنا ما رواه عبد الله بن عباس رحمهما الله من أنه صلي الله عليه وآله نام ونفخ فصلي ولم يتوض، فقيل له عليه الصلاة والسلام في ذلك فقال: ليس الوضوء علي من نام قاعدا انما الوضوء علي من نام مضطجعا، وفي بعض الروايات أو متوركا فإنه إذا نام كذلك استرخت مفاصله.

فبين عليه الصلاة والسلام أنه لو نام مضطجعا للزمه الوضوء لاسترخاء مفاصله، فلو كان قلبه لا ينام لما وجب عليه الوضوء إذا نام مضطجعا، كما لا يجب عليه إذا نام قاعدا، وقد يجوز أن يكون المراد بقوله عليه السلام: تنام عيناي ولا ينام قلبي. أنه لا يعتقد في حال نومه من الرؤيا الفاسدة والمنامات المتضادة ما يعتقده غيره من سائر البشر، فيكون في حكم المستيقظ وبمنزلة المتحفظ (1) انتهي كلامه رفع مقامه.

(١) المجازات النبوية: ١٧٥ - 176

(١٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، النوم (1)

عمار 56 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال حدثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن سنان، عن أبي خالد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام، قال قلت: ما تقول في عمار؟ قال: رحم الله عمارا، ثلاثا قاتل مع أمير المؤمنين (صلوات الله عليه وآله) وقتل شهيدا. قال: قلت في نفسي ما تكون منزلة أعظم من هذه المنزلة؟ فالتفت إلي، فقال لعلك تقول مثل الثلاثة! هيهات! قال، قلت: وما علمه انه يقتل في ذلك اليوم؟ قال: إنه

لما رأي الحرب لا تزداد الا شدة والقتل لا يزداد الا كثرة ترك الصف وجاء إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين هو هو؟ قال:

ارجع إلي صفك، فقال له ذلك ثلاث مرات، كل ذلك يقول له ارجع إلي صفك، فلما أن كان في الثالثة قال له نعم. فرجع إلي صفه وهو يقول: اليوم ألقي الا حبة محمدا وحزبه.

____________________

في عمار بن ياسر رضي الله عنه هو أبو اليقظان سماه النبي صلي الله عليه وآله بالطيب المطيب شهد بدرا، ولم يشهدها ابن من المؤمنين غيره، وشهدا أحدا والمشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وآله والجمل وصفين مع أمير المؤمنين، وقتل بصفين شهيدا ودفن هناك سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.

قوله رحمه الله: عن أبي خالد يعني به الكابلي وقد فصلنا القول فيه سابقا.

قوله عليه السلام: فقال يا أمير المؤمنين هو هو؟ يعني يومنا هذا هو يومي الذي خبرني رسول الله صلي الله عليه وآله أنه تقتلني فيه الفئة الباغية.

(١٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن سنان (1)، الصّلاة (1)، القتل (3)، الحرب (1)

قول الرسول صلي الله عليه وآله وسلم عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان

57 - محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري ومحمد بن سعد بن مزيد الكشي قالا حدثنا أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه وآله وقد ألقته قريش في النار: يا نار كوني بردا وسلاما علي عمار كما كنت بردا وسلاما علي إبراهيم، فلم تصله النار ولم يصله منها مكروه

وقتلت قريش أبويه ورسول الله صلي الله عليه وآله يقول: صبرا آل ياسر موعدكم الجنة، ما تريدون من عمار؟ عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان، عمار ____________________

قوله رحمه الله تعالي: محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري ومحمد ابن سعد (1) بن مزيد الكشي قد مر ذكرهما وتحقيق القول فيهما في صدر الكتاب.

قوله: فلم تصله النار بفتح التاء المضارعة وتسكين الصاد المهملة، أي لم تشوه ولم تحرقه، يقال:

صلي اللحم يصليه صليا شواه وألقاه في النار للاحراق، والصلا بالفتح والقصر، والصلاء بالكسر والمد النار أو الوقود أو الشواء، ولم يصله بفتح الياء وكسر الصاد من الوصول.

وفي طائفة من النسخ " فلم يصبه " منها مكروه بالباء الموحدة بعد الصاد من الإصابة.

قوله صلي الله عليه وآله: عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان هذا الحديث عنه صلي الله عليه وآله صحيح ثابت الصحة عند العامة والخاصة من غير طريق واحد، وكذلك " واهدوا هدي عمار " متفق عليه لدي الجميع، يروي بفتح الهاء وكسرها واسكان الدال.

قال ابن الأثير في النهاية: الهدي السيرة والهيئة والطريقة، ومنه الحديث:

واهدوا هدي عمار. أي سيروا بسيرته وتهيؤا بهيئته، يقال: هدي هدي فلان إذا

(1) وفي " ن " و " أآلهتنا ": سعيد

(١٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن أحمد بن أبي عوف (1)، أحمد بن حماد المروزي (1)، أبو علي المحمودي (1)، محمد بن سعد (1)

____________________

صار بسيرته (1).

ورووا: إذا سلك الناس واديا وعمار واديا فاسلكوا مسلك عمار.

قلت: وذلك كله اخبار منه صلي الله عليه وآله بأن فيما يقع بعده من الأثرة يكون العمار مع علي عليه السلام متبعا له متبرءا عمن

يستأثر عليه صلوات الله عليه بحقه، كالمقداد وأبو ذر وسلمان وغيرهم من السابقين، كما قد سبق في الكتاب.

قال المسعودي في مروج الذهب: وقد كان عمار حين بويع عثمان بلغه قول أبي سفيان صخر بن حرب في دار عثمان في الوقت الذي بويع فيه عثمان، ودخل داره ومعه بنو أمية، قال أبو سفيان: أفيكم أحد من غير كم؟ وقد كان أعمي قالوا:

لا قال: يا بني انكم تلقفتموها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان لتصيرن إلي صبيانكم وراثة، فانتهره عثمان وساءه ما قال، ونمي هذا القول إلي المهاجرين والأنصار وغير ذلك:

فقام عمار في المسجد وقال: يا معشر قريش أما إذ صرفتم هذا الامر من أهل بيت نبيكم هاهنا مرة وهاهنا مرة، فما أنا بآمن أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله.

وقام المقداد فقال: ما رأيت مثل الذي أو ذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وما أنت وذلك يا مقداد بن عمرو فقال: اني والله لا حبهم بحب رسول الله صلي الله عليه وآله إياهم، وأن الحق معهم وفيهم يا عبد الرحمن، أعجب من قريش، وانما تطولهم علي الناس بفضل أهل هذا البيت، قد أصفقوا علي نزع سلطان رسول الله صلي الله عليه وآله بعده من أيديهم، أما وأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد علي قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع رسول الله صلي الله عليه وآله يوم بدر (2).

(1) نهاية ابن الأثير، 5 / 253 2) مروج الذهب: 2 / 342

(١٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، إبن الأثير (1)

جلدة بين عيني وانفي تقتله الفئة الباغية، وقال وقت قتلهم إياه:

اليوم ألقي الأحبة محمدا وحزبه، يدعوهم إلي الجنة ويدعونه إلي النار.

58 - حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم ابن حميد، عن فضيل الرسان، قال سمعت أبا داود، وهو يقول حدثني بريدة الأسلمي ____________________

قوله صلي الله عليه وآله وسلم: عمار جلدة بين عيني وأنفي وفي بعض النسخ جلدة ما بين عيني وأنفي، وهذا أشهر في الرواية في أصول العامة والخاصة، وذلك كناية عن شدة الاتصال والاختصاص. الجلد: قشر البدن، وجمعه الجلود.

قال في الصحاح: الجلد واحد الجلود، والجلدة أخص منه (1).

ومتن الحديث منتظما: تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلي الجنة ويدعونه إلي النار.

وأما " قال وقت قتلهم إياه اليوم ألقي الأحبة محمدا وحزبه " فكلام الراوي نقلا لقول عمار وقع في البين اقحاما.

قوله رحمه الله تعالي: عن عاصم بن حميد عن فضيل الرسان الطريق حسن بالفضيل الرسان، وعالي الاسناد في الطبقة الأولي، وأبو داود من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال (2).

وسيرد في الكتاب حديثه عن عمران بن حصين: أن رسول ل الله صلي الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا - يعني أبا بكر وعمر أن يسلما علي علي عليه السلام بأمره المؤمنين الحديث.

وبريدة الأسلمي أخوه لامه وهو أيضا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام قاله العلامة في الخلاصة (3) وسيرد في الكتاب

(١) الصحاح: ١ / 455 2) رجال الشيخ: 32 3) الخلاصة: 27 وفيه بريد الأسلمي

(١٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: أيوب بن نوح (1)، القتل (2)، بريد الأسلمي (1)

تفسير جليل حول آية الغار

قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: إن الجنة تشتاق إلي ثلاثة قال فجاء أبو

بكر، فقيل له: يا أبا بكر أنت الصديق وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار، فلو سألت رسول ____________________

من ذي قبل انشاء الله العزيز.

وذكر الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام بريدة الخصيب الأسلمي الخزاعي وقال: مدني عربي (1).

وقيل: بريدة أبو الخصيب.

الصواب فيه ضم الحاء وفتح الصاد المهملتين علي التصغير كزبير كما في جامع الأصول والقاموس (2) والمغرب، وضبطه المصحفون باعجام الخاء المفتوحة واهمال الصاد المكسورة بعدها ويقال باعجام الضاد.

قوله: أنت الصديق بكسر الصاد والدال المشددة المهملتين علي فعيل بناء للمبالغة في التصديق.

ونحن نقول: يستبين من فزعه وحزنه في الغار، وهو مع النبي الكريم الموعود من السماء بالنصر والتأييد والامن والغلبة، وقوله " ان تصب اليوم ذهب دين الله " أنه كان ضعيف اليقين جدا في الوثوق بالله والتصديق لرسول الله صلي الله عليه وآله، فهو بذلك خارج عن استحقاق اسم التصديق.

قوله: وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار بسكون الياء ارتفاعا علي الخير، أي أنت أحد اثنين إذ هما في الغار، وأما في التنزيل الكريم فثاني اثنين عبارة عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال الله تعالي " الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينة عليه وأيده بجنود لم تروها (3) " الضمائر كلها لرسول

(1) رجال الشيخ: 35 2) القاموس: 3 / 55 3) سورة التوبة: 40

(١٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الصدق (1)، سورة البراءة (1)

.____________________

الله صلي الله عليه وآله باتفاق المفسرين.

قال في الكشاف: وأسند الاخراج إلي الكفار كما أسند إليهم في قوله " من قريتك

التي أخرجتك " لانهم حين هموا باخراجه أذن الله له في الخروج فكأنهم أخرجوه " ثاني اثنين " أحد اثنين، كقوله ثالث ثلاثة، وهما رسول الله صلي الله عليه وآله وأبو بكر وانتصابه علي الحال وقرئ ثاني اثنين بالسكون و" إذ هما " بدل من إذ أخرجه، والغار نقب في أعلي ثور، وهو جبل في يمين مكة علي مسيرة ساعة مكثا فيه ثلاثا.

" إذ يقول " بدل ثان قيل: طلع المشركون فوق الغار فاشفق أبو بكر علي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال: ان تصب اليوم ذهب دين الله، فقال صلي الله عليه وآله: ما ظنك باثنين الله ثالثهما وقيل: لما دخل الغار بعث الله حمامتين فباضتا في أسفله والعنكبوت فنسجت عليه فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: اللهم أعم أبصار هم: فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون قد أخذ الله أبصارهم عنه " سكينه " ما ألقي في قلبه من الامنة التي سكن عندها وعلم أنهم لا يصلون إليه، والجنود الملائكة يوم بدر والأحزاب وحنين (1).

قلت: سياق (2) الآية الكريمة بلسان بلاغتها تنطق بوجوه من الطعن في جلالة أبي بكر:

الأول: أن همه وحزنه وفزعه وانزعاجه وقلقه حين إذ هو مع النبي الكريم المأمور من تلقاء ربه الحفيظ الرقيب بالخروج والهجرة، والموعود من السماء علي لسان روح القدس الأمين بالتأييد والنصرة، مما يكشف عن ضعف يقينه وركاكة ايمانه جدا.

الثاني أن انزال الله سكينته عليه صلي الله عليه وآله فقط لا علي أبي بكر ولا عليهما جمعيا، مع كون أبي بكر أحوج إلي السكينة حينئذ لقلقه وحزنه علي أنه لم يكن

(1) الكشاف: 2 / 190 2) وفي " أآلهتنا " ساقة آية الكريمة

(١٣١)

صفحهمفاتيح البحث:

الكرم، الكرامة (1)

____________________

أهلا لذلك.

وتحامل احتمال أن يرجع الضمير في عليه علي أبي بكر كما تجشمه البيضاوي مع أن فيه خرق اتفاق المفسرين وشق عصاهم خلاف ما تتعاطاه قوانين العلوم اللسانية والفنون الأدبية، أليس ضمير " أيده " و" عليه " في الجملتين المطوفة والمعطوفة عليها يعودان إلي مفاد واحد، وضمير " وأيده " بجنود لم تروها " في الجملة المعطوفة للنبي صلي الله عليه وآله بلا امتراء، فكذلك ضمير عليه في الجملة المعطوف عليها، أعني " فأنزل الله سكينته عليه ".

الثالث: أن أسلوب " إذ يقول لصاحبه لا تحزن " في العبارة عن أبي بكر يضاهي أسلوب " يا صاحبي السجن (1) " في سورة يوسف " فقال لصاحبه وهو يحاوره (2) " في سورة الكهف، فلا تكونن عن ديدن القرآن الحكيم وهجيراه في رموزه وأسراره من الغافلين.

ثم اني أقول: يا سبحان الله ما أبعد البون وأبين البعد درجة أبي بكر في اليقين والثقة بالله ورسوله حين كان مع النبي في الغار، وبين درجة مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام ليلة المبيت علي فراش رسول الله صلي الله عليه وآله وحده، فاديا إياه بنفسه، باذلا مهجته في سبيل ربه ويقينه وثقته بالله، كجبل رأس لا تزلزله الرياح العواصف ولا تزعجه الرماح القواصف، وقد نزل فيه التنزيل الكريم " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد (3) ".

قال علامة علماء العامة وامام المتشككين منهم فخر الدين الرازي في التفسير الكبير: في سبب النزول روايات:

(١) سورة يوسف: ٣٩ 2) سورة الكهف: 34 3) سورة البقرة: 207

(١٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: سورة البقرة (1)، سورة الكهف (1)، سورة يوسف (1)

وجه تسمية عمر بالفاروق

الله صلي الله عليه وآله من

هؤلاء الثلاثة؟ قال إني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو تيم، قال، ثم جاء عمر، فقيل له: يا أبا حفص ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن الجنة تشتاق إلي ثلاثة وأنت الفاروق الذي ينطق الملك علي لسانك فلو سألت رسول الله ____________________

إحداها: أنها نزلت في الذين عذبوا في الله عمار وأبويه ياسر وسمية وبلال وصهيب وخباب.

والرواية الثانية: أنها نزلت في رجل أمر بمعروف ونهي عن منكر.

والرواية الثالثة: أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله تعالي عنه بات علي فراش رسول ل الله صلي الله عليه وآله ليلة خروجه إلي الغار يروي أنه لما نام علي فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجله وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ونزلت الآية انتهي كلامه (1).

وكذلك في تفسير العلامة الأعرج النيسابوري وفي سائر التفاسير.

قوله: فتعيرني بذلك بنو تيم عجبا يابن أبي قحافة جعلت مخافتك الانحطاط عن هذه الدرجة من حيث تعيير بني تيم إياك، لامن حيث ألم الحرمان عنها.

قوله: وأنت الفاروق يروون في وجه تسميتهم إياه فاروقا ما تستشم منه رائحة الموضوعية.

فلنذكر ما في تفسير البيضاوي في ذلك فعليه يدور كلامهم جميعا " ألم تر إلي الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلي الطاغوت (2) " عن ابن عباس أن منافقا خاصم يهوديا، فدعاه اليهودي إلي النبي صلي الله عليه وآله، ودعاة المنافق إلي كعب بن الأشرف، ثم احتكما إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فحكم لليهودي فلم يرض المنافق وقال: تعال نتحاكم إلي عمر فقال اليهودي لعمر:

(١) التفسير الكبير: ٥ / ٢٠٤

وهو من المتفق عليه عند الخاصة والعامة.

٢) سورة النساء: ٦٠

(١٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سورة النساء (1)

____________________

قضي لي رسول الله فلم يرض بقضائه وخاصم إليك فقال عمر للمنافق: أكذلك؟

قال: نعم، فقال: مكانكما حتي أخرج اليكما، فدخل عمر فأخذ بسيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتي برد وقال، هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت وقال جبرئيل عليه السلام: ان عمر فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق.

والطاغوت علي هذا كعب بن الأشرف، وفي معناه من يحكم بالباطل ويؤثر لأجله سمي بذلك لفرط طغيانه أو لتشبيه بالشيطان، أو لا ن التحكم إليه تحاكم إلي الشيطان من حيث أنه الحامل عليه كما قال " وقد امروا أن يكفروا وبه ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا " وقرئ أن يكفروا بها علي أن الطاغوت جمع لقوله " أولياءهم الطاغوت يخرجونهم ".

" وإذ قيل لهم تعالوا إلي ما أنزل الله والي الرسول " وقرئ تعالوا بضم اللام علي أنه حذف لام الفعل اعتباطا، ثم ضم اللام لواو الضمير " رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " وهو مصدر أو اسم للمصدر الذي هو الصد، والفرق بينه وبين السد أنه غير محسوس والسد محسوس، ويصدون في موضع الحال.

فكيف يكون حالهم " إذا أصابتهم مصيبة " كقتل عمر المنافق أو النقمة من الله " بما قدمت أيديهم " من التحاكم إلي غيرك وعدم الرضا بحكمك " ثم جاؤوك " حين يصابون للاعتذار، عطف علي أصابتهم وقيل: علي يصدون وما بينهما اعتراض، " يحلفون بالله " حال " ان أردنا الا احسانا وتوفيقا " ما أردنا الا الفصل بالوجه الأحسن والتوفيق بين الخمصين

ولم نرد مخالفتك، وقيل: جاء أصحاب القتيل طالبين بدمه وقالوا: ما أردنا بالتحكم إلي عمر الا أن يحسن إلي صاحبنا ويوفق بينه خمصه انتهي (1).

قلت: يا قوم أليس ما قدمت أيديهم الذي جاءوا أصحاب القتيل للاعتذار عنه

(1) نقل القصة بتمامه الزمخشري في الكشاف مع تفاوت يسير: 1 / 536

(١٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الزمخشري (1)

____________________

وهو التحاكم إلي عمر باعترافكم هو التحاكم إلي الطاغوت الذي عليه المعاتبة في الآية الكريمة، وعنه اعتذروا أصحاب القتيل الطالبون بدمه بأنه انما أرادوا بذلك الاصلاح والتوفيق بين الخصمين، لا القضاء والحكم لمن له الحق علي خصمه، والعدول عن رسول الله بالتحاكم إليه حتي يستحق القتل ويكون دمه هدرا.

فكيف يستقيم قولكم؟ والطاغوت علي هذا كعب بن الأشرف بل المستبين علي هذا أن يكون الطاغوت ها هنا هو عمر أو عمرو كعب بن الأشرف جميعا.

وبالجملة كل من يراد أن يتحاكم إليه لا إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فليس يصح لكم في التوجيه الا أن تقولوا سمي عمر بذلك (كما سمي به كعب بن الأشرف علي المجاز المرسل) لان التحاكم إليه كان تحاكما إلي الطاغوت، أي الشيطان، لان الشيطان كان الحامل عليه، أو لما كان فيه من الفظاظة والغلظة فسمي ذلك " طغيانا " والفظ الغليظ " طاغوتا " وإذا كان الطاغوت جمعا كما قلتم وهو الصواب لقوله سبحانه " أوليائهم الطاغوت " فلا يصح حمله علي كعب بن الأشرف فقط.

فاذن ما أسندتموه إلي جبرئيل عليه السلام من القول وجعلتموه سببا لتسميتكم عمر ب " الفاروق " غير مناسب لمشرع المقام ومنهل البلاغة.

ثم أقول: قد روي مفسر وكم ومحدثو كم أن قوله سبحانه وتعالي " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا

خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم (1) " نزل في عمر فحديث التهوك في ذلك مستفيض مشهور متلون المتن متشعب الطريق في أصولكم الصحاح وشرحه شراح الحديث من علمائكم.

قال صاحب الكشاف في الفائق: النبي صلي الله عليه وآله قال له عمر: انا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفتري أن نكتب بعضها فقال: أمتهو كون أنتم؟ كما تهوكت اليهود

(١) سورة البقرة: ٢٠٨ - 209

(١٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: سورة البقرة (1)

.____________________

والنصاري، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسي حيا ما وسعه الا اتباعي. تهوك وتهور أخوان في معني وقع في الامر بغير روية، قال الأصمعي: المتهوك الذي يقع في كل أمر وأنشد الكسائي:

رآني امروءا لا هذرة متهوكا ولا واهنا شراب ماء المظالم وقيل: التهوك والتهفك: الاضطراب في القول وأن لا يكون علي استقامة، الضمير في بها للملة الحنفية. انتهي كلام الفايق (1).

وقال ابن الأثير في النهاية: في الحديث أنه صلي الله عليه وآله قال لعمر في كلام: أمتهو كون أنتم كما تهوكت اليهود والنصاري لقد جئت بها بيضاء نقية، التهوك كالتهور وهو الوقوع في الامر بغير رؤية، والمتهوك الذي يقع في كل أمر وقيل: هو المتحير، وفي حديث آخر أن عمر أتاه بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب فغضب وقال:

أمتهو كون فيها يابن الخطاب. انتهي ما في النهاية (2).

وأيضا اعتراض عمر علي النبي صلي الله عليه وآله يوم الحديبية وشكه في الامر وقوله:

ما شككت في ديني منذ أسلمت الا يومي هذا (3). من الصحيح الثابت في صحاحكم الستة، وكذلك خطأه في كثير من أقضيته وأحكامه في زمن خلافته، فهو ليس يستحق اسم الفاروق.

بل أن الصديق الأكبر

والفاروق الأعظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي هو ديان هذه الأمة بعد نبيها، أي قاضيها، ورباني هذه الأمة، وذو قرنيها، وباب حطة هذه الأمة، وأقضي الناس في هذه الأمة، ومثله في الناس كمثل قل هو الله أحد في القرآن، وهو مع الحق والحق معه يدور معه حيث ما دار، وقد صح وثبت

(1) الفائق: 4 / 116 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 282 3) رواه مسلم في صحيحه: 3 / 1411 والسيد بن طاوس في الطرائف: 441

(١٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، إبن الأثير (1)

من هؤلاء الثلاثة؟ فقال اني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو عدي ثم جاء علي عليه السلام فقيل له: يا أبا الحسن ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن الجنة مشتاق إلي ثلاثة فلو سألته من هؤلاء الثلاثة؟ فقال أسأله ان كنت منهم حمدت الله وان لم أكن منهم حمدت الله، قال، فقال علي عليه السلام يا رسول الله انك قلت إن الجنة لتشتاق إلي ثلاثة فمن هؤلاء الثلاثة؟ قال: أنت منهم وأنت أولهم، وسلمان الفارسي فإنه قليل الكبر وهو لك ناصح فاتخذه لنفسك، وعمار بن ياسر شهد معك مشاهد غير واحدة ليس منها الا وهو فيها، كثير خيره، ضوي نوره، عظيم أجره.

____________________

واستبان واستفاض جميع ذلك في الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله برواية أثبته الثقاة عند العامة والخاصة (1)، وسيان في الاعتراف بذلك كله والعدو والولي واللاج الجدلي والمتقن المبتغي لسواء السبيل فليتبصر.

قوله: فتعيرني بذلك بنوا عدي اقتدي بأبي بكر في مخافة التعيير وعدم الاكتراث للانحطاط عن هذه الدرجة.

قوله صلي الله عليه وآله: أنت منهم

وأنت أولهم وفي المشكاة وصحيح الترمذي وغيرهما من صحاح العامة وأصولهم عن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: الجنة تشتاق إلي ثلاثة علي وعمار وسلمان (2).

قوله: ضوي نوره بتشديد الياء، وأصله ضوئ بالهمزة علي فعيل للمبالغة من الضوء والضياء، قلبت الهمزة ياءا وأدغمت الياء، في الياء كما تقلب وتدغم همزة الملي بمعني الغني المقتدر علي فعيل من الملاءة، فيقال: ملي بتشديد الياء.

وفي بعض النسخ " وضئ " بتقديم الواو علي الضاد اما نقلا مكانيا فيكون أيضا

(١) روي جميع ذلك عن طرق مختلفة في إحقاق الحق المجلد الرابع إلي السابع فراجع.

٢) رواه الحاكم في المستدرك: ٣ / ١٣٧ وابن الأثير في أسد الغابة: ٢ / ٣٣٠ والذهبي في ميزان الاعتدال: ١ / 116 وابن حجر في الصواعق المحرقة: 75

(١٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، عمار بن ياسر (1)، الشهادة (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، إبن الأثير (1)

59 - محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد، قال حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري والعمركي بن علي البوفكي النيسابوري، عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله الحجال، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي وعمار يعملون مسجدا فمر عثمان في بزة له يخطر فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أرجز به فقال عمار:

____________________

فعيلا من الضوء، واما علي أنه فعيل من الوضاءة وهي الحسن والبهجة والبهاء والنضرة.

وفي

النهاية الأثيرية: الوضاءة الحسن والبهجة، يقال وضأت فهي وضيئة، وهي أوضأ منك، أي أحسن (1).

وفي المغرب: الوضئ الحسن النظيف، وقد وضأ وضاءة وتوضأ وضوءا حسنا بوضوء طاهر، بالضم المصدر، وبالفتح الماء الذي يتوضأ به، والميضأة والميضاءة علي مفعلة ومفعالة المطهرة التي يتوضأ فيها أو منها.

قوله رحمه الله: حمدان بن سليمان النيسابوري والعمركي بن علي البوفكي السند جليل جدا، وعالي الاسناد في الطبقة الثانية، وصحي بيونس بن عبد الرحمن عن رجل، وإن كان المرسل عن رجل هو علي بن عقبة، لا يونس بن عبد الرحمن فليعلم.

قوله عليه السلام: فمر عثمان في بزة له يخطر بكسر الموحدة وتشديد الزاء، أي في ثوب تجمل، يقال: خرجوا وعليهم الخزوز والبزوز أي الثياب الجياد قاله في الأساس (2).

وقال في المغرب: البزة بالهاء وكسر الباء الهيئة من قولهم رجل حسن البزة

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 195 2) أساس البلاغة: 38

(١٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله الحجال (1)، العمركي بن علي (1)، محمد بن عيسي (1)، علي بن عقبة (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، إبن الأثير (1)

لا يستوي من يعمر المساجد * يظل فيها راكعا وساجدا ومن تراه عاندا معاندا * عن العباد لا يزال حائدا ____________________

وقيل: هي الثياب والسلاح.

وفي القاموس: البز الثياب، أو متاع البيت من الثياب ونحوها، وبايعه البزاز وحرفته البزازة والسلاح كالبزة بالكسر (1).

و" يخطر " بفتح ياء المضارعة وكسر الطاء المهملة بعد الخاء المعجمة، أي يهتز ويرفع يديه في مشيته، وناقة خطارة تحرك ذنبها إذا نشطت في السير قاله في الأساس والقاموس وغيرهما (2).

وفي

الصحاح: خطران الرجل اهتزازه في المشي وتبختره، وخطر الرمح يخطر اهتز، ورمح خطار ذو اهتزاز، ويقال: خطران الرمح ارتفاعه وانخفاضه (3).

قوله رضي الله تعالي عنه: يظل فيها راكعا وساجدا ظل يفعل كذا يظل بالكسر في الماضي والفتح في المضارع من باب علم.

قال في القاموس: ظل نهاره يفعل كذا وليله سمع في الشعر يظل بالفتح ظلا وظلولا وظللت بالكسر وظلت كلست وظلت كملت، وأصله ظللت (4).

وفي الصحاح: ومنه قوله تعالي " فظلتم تفكهون " يكسر ويفتح وأصله وظللتم تفكهون، فهو من شواذ التخفيف ومنه قولهم: مست الشئ يحذفون منه السين الأولي ويحولون كسرتها إلي الميم، ومنهم من يذر الميم علي حالها مفتوحة (5).

(١) القاموس: ٢ / ١٦٦ ٢) أساس البلاغة: ١٦٨ والقاموس: ٢ / ٢٢ ٣) الصحاح: ٢ / ٦٤٨ ٤) القاموس: ٤ / ١٠ ٥) الصحاح: ٥ / 1756

(١٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الظل، التظليل، الظلالة (1)، السجود (1)

قال، فأتي النبي صلي الله عليه وآله فقال ما أسلمنا لتشتم أعراضنا وأنفسنا! فقال رسول الله صلي الله عليه وآله أفتحب أن تقال؟ فنزلت آيتان " ينمون عليك أن أسلموا " الآية، ثم قال النبي صلي الله عليه وآله لعلي عليه السلام: اكتب هذا في صاحبك: ثم قال النبي صلي الله عليه وآله: اكتب هذه الآية: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله.

60 - جعفر بن معروف، قال حدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أبيه، عن صالح الحذاء، قال لما أمر النبي صلي الله عليه وآله ببناء المسجد قسم عليهم المواضع وضم إلي كل رجل رجلا، فضم عمارا إلي علي عليه السلام قال فبينا هم في علاج البناء إذ خرج عثمان من داره وارتفع الغبار فتمنع بثوبه وعرض بوجهه، قال،

فقال علي عليه السلام لعمار إذا قلت شيئا فرد علي قال، فقال علي عليه السلام:

لا يستوي من يعمر المساجد * يظل فيها راكعا وساجدا كمن يري عن الطريق عائدا.

____________________

قوله صلي الله عليه وآله: أفتحب أن تقال أي أن تذكر عند الناس بهذه المقالة وينسب إليك هذا القول، أو أن تكون مكتوبا عند الله بها وتكتبها الكتبة عليك وتثبتها في صحيفة عملك.

قوله صلي الله عليه وآله: اكتب هذا في صاحبك أي في عمار، وهذا إشارة إلي ما أمر بكتبته وهو " انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله (1) " أوفي عثمان فيكون هذا إشارة إلي " يمنون عليك أن أسلموا (2) " والمعني: اكتب يمنون عليك أن أسلموا في عثمان وانما المؤمنون الذين آمنوا في عمار.

قوله عليه السلام: فتمنع بثوبه أي تأبه وتعزز، وتفعلا من المنعة بالتحريك، أو بالتسكين أيضا بمعني العز،

(١) سورة الحجرات: ١٥ 2) سورة الحجرات: 17

(١٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، الحسن بن علي (1)، صالح الحذاء (1)، جعفر بن معروف (1)، الظل، التظليل، الظلالة (1)، السجود (2)، سورة الحجرات (2)

قال: فأجابه عمار كما قال: فغضب عثمان من ذلك فلم يستطيع أن يقول لعلي شيئا. فقال لعمار يا عبد يا لكع! ومضي. فقال علي عليه السلام لعمار رضيت بما قال لك، ألا تأتي النبي صلي الله عليه وآله فتخبره، قال، فأتاه فأخبره، فقال يا نبي الله ان عثمان قال لي يا عبد يا لكع، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله من يعلم ذلك؟ فقال علي. فدعاه وسأله، قال، فقال له كما قال عمار، فقال لعلي

عليه السلام فقال له حيث ما كان يا عبد يا لكع أنت القائل لعمار يا عبد يا لكع، فذهب علي عليه السلام فقال له ذلك ثم انصرف.

61 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن حسين بن أبي حمزة، عن أبيه أبي حمزة، قال والله اني لعلي ظهر بعيري بالبقيع إذ جاءني رسول فقال: أجب يا أبا حمزة، فجئت وأبو عبد الله عليه السلام جالس، فقال اني لأستريح إذا رأيتك، ثم قال: إن أقواما يزعمون أن عليا عليه السلام ____________________

و" عرض بوجهه " بالتشديد، أي أعرض علي التفعيل بمعني الافعال، وفي بعض النسخ " أعرض ".

قوله عليه السلام: فقال لعمار: يا عبد يا لكع في الصحاح: رجل لكع أي لئيم، ويقال: هو العبد الذليل النفس، وامرأة لكاع مثل قطام، تقول في النداء: يا لكع للاثنين يا ذوي لكع (1).

قوله رحمه الله تعالي: جعفر بن معروف قال: حدثني السند صحيح نقي، ومحمد بن الحسن هو ابن أبي الخطاب، وجعفر بن بشير هو قفة العلم، وحسين بن أبي حمزة هو ابن أبي حمزة الثمالي، عن أبيه أبي حمزة ثابت بن دينار أبي صفية.

قوله عليه السلام: ان أقواما يزعمون يعني عليه السلام بهم الزيدية المشرطين في الإمامة الخروج بالسيف.

(١) الصحاح: ٣ / 1280

(١٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مقبرة بقيع الغرقد (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن الحسن (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (1)

لم يكن إماما حتي شهر سيفه، خاب إذا عمار وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة، وقد خرج يومئذ

صائما بين الفئتين بأسهم فرماها قربي يتقرب بها إلي الله تعالي حتي قتل، يعني عمارا.

____________________

قوله عليه السلام: حتي شهر سيفه في الصحاح وغيره: شهر سيفه يشهره شهرا: أي سله (1).

وفي المغرب: أشهره بمعني شهره غير ثبت.

قوله عليه السلام: خاب اذن عمار خزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة وكذلك أبو ذر وسلمان والمقداد وحذيفة وغيرهم من السابقين، إذ كان علي عليه السلام امامهم حين إذ لم يشهر سيفه.

قوله عليه السلام: وقد خرج يومئذ صائما بين الفئتين بأسهم أي قائما واقفا ثابتا للقتال، من الصوم بمعني القيام والوقوف يقال: صام الفرس صوما أي قام غير اعتلاف، وصام النهار صوما إذا قام قائم الظهيرة واعتدل، والصوم ركود الريح، ومصام الفرس ومصامته موقفه.

والصوم أيضا الثبات والدوام والسكون والسكوت وماء صائم ودائم وقائم وساكن بمعني.

والباء في بأسهم للملابسة والمصاحبة. أو خرج بين الفئتين وكان صائما من الصوم المصطلح بمعني الصيام الشرعي، والباء أيضا للملابسة.

أو من الصوم بمعني البيعة، أي خرج مبايعا علي بذل المهجة في سبيل الله، أو خرج بين صفي الفئتين راميا بأسهم، من قولهم صام النعام أي رمي بذرقه وهو صومه، فالباء أيضا للصلة أو للدعامة، فقد جاء الصوم بهذه المعاني كلها في الصحاح وأساس البلاغة والمعرب والمغرب والقاموس والنهاية (2).

(١) الصحاح: ٢ / 705 2) أساس البلاغة: 365 ونهاية ابن الأثير: 3 / 61

(١٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: خزيمة بن ثابت (1)، إبن الأثير (1)

62 - ومن طريق العامة: خلف بن محمد الملقب بمنان الكشي، قال حدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن سلمة، عن مجاهد، قال رآهم وهم يحملون حجارة المسجد فقال رسول الله صلي الله عليه وآله مالهم ولعمار يدعوهم إلي الجنة ويدعونه

إلي النار، وذاك دار الأشقياء الفجار.

63 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد بن حميد، قال حدثنا هاشم بن القاسم، قال حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال سمعت قيس بن أبي حازم، قال، قال عمار بن ياسر: ادفنوني في ثيابي فاني مخاصم.

64 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد بن حميد قال أخبرنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن حبيب، عن أبي البختري، قال: أتي عمار يومئذ بلبن، فضحك، ____________________

قوله: رآهم يعني رآهم رسول الله صلي الله عليه وآله وهم يحملون حجارة المسجد فأعجبه اهتراز عمار واخلاصه في العمل، فكأنه صلي الله عليه وآله استذكر ما كان يعلمه بالوحي من أمر الخلافة بعده وما يصيب عمارا في قتال الفئة الباغية فاستحضر الحال فقال: مالهم ولعمار يدعوهم إلي الجنة ويدعونه إلي النار، يعني بهم الفئة الباغية من القاسطين.

قوله رحمه الله تعالي: عن حبيب قال أبو عبد الله الذهبي من علماء العامة في ميزان الاعتدال: حبيب بن أبي ثابت من ثقاة التابعين.

وقال في مختصرة في الرجال: حبيب بن أبي ثابت الأسدي عن ابن عباس وزيد بن أرقم، وعنه شعبة وسفيان وأمم، كان ثقة مجتهدا فقيها مات 119.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي البختري اسمه سعيد بن فيروز علي الأشهر، ذكره البرقي في أصحاب علي عليه السلام من

(١٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ أبو نعيم (2)، إسماعيل بن أبي خالد (1)، هاشم بن القاسم (1)، عمار بن ياسر (1)، محمد بن حميد (1)، خلف بن محمد (3)، السجود (1)

ثم قال: قال لي رسول الله صلي الله عليه وآله آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة من لبن حتي تموت.

____________________

اليمن

(1) ونقله عنه في الخلاصة (2).

وقال الشيخ في كتاب الرجال في باب السين المهملة من أسماء من روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: سعد بن عمران ويقال سعد بن فيروز كوفي مولي، كان خرج يوم الجماجم مع ابن الأشعث يكني أبا البختري (3).

وقال أبو عبد الله الذهبي: أبو البختري بفتح الموحدة والمثناة من فوق بينهما معجمة ساكنة سعيد بن فيروز الطائي مولاهم الكوفي، قال: حبيب بن أبي ثابت كان أعلمنا وأفهمنا توفي 83.

قوله صلي الله عليه وآله: مذقة من لبن الميم فيها أصلية من جوهر الكلمة مضمومة أو مفتوحة، علي فعلة بالضم أو علي فعلة بالفتح، من المذق بمعني الخلط والمزج واللبن الممذوق هو الممزوج المخلوط بالماء، والممذوق ممتزج المختلط.

قال في الفائق: المذقة الشربة من اللبن الممذوق وقال: أمذقه اللبن اختلط بالماء، ومنه رجل الممذق المتزج المختلط.

وقال في أساس البلاغة: مذق اللبن بالماء يمذقه ومذق الشراب مزجه فأكثر ماءه ولبن مذيق وسقاني مذقا ومذقة قال أعرابي:

أذا ما أصبنا كل يوم مذيقة * وخمس تميرات صغار خوانز فنحن ملوك الأرض خصبا ونعمة * ونحن اسود الغيل عند الهزاهز

(1) رجال البرقي: 7 ط جامعة طهران 2) الخلاصة: 194 والظاهر منها التعدد بين أبي البختري وسعيد بن فيروز 3) رجال الشيخ: 43 4) الفائق: 3 / 354 وفيه: أمذقر اللبن: اختلط بالماء، ومنه رجل ممذقر: مخلوط النسب

(١٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (1)، مدينة طهران (1)، سعيد بن فيروز (1)

وفي خبر آخر: أنه قال له: آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن.

65 - خلف بن محمد، قال حدثنا عبيد، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان عن أبي قيس الأودي،

عن الهزيل، قال للنبي صلي الله عليه وآله ان عمارا سقط عليه جدار ____________________

ومن المجاز: فلان يمذق الود ووده ممذوق وهو ممذوق الود (1).

وفي النهاية الأثيرية: المذق المزج والخلط، يقال، مذقت اللبن فهو مذيق إذا خلطته بالماء والمذقة الشربة من اللبن الممذوق انتهي (2).

وفي القاصرين من يحسب الميم زائدة، والصيغة مأخوذة من ذاق الشئ يذوقه ذوقا ومذاقا، وذلك حسبان فاسد فساده غير خاف علي المتمهر.

قوله صلي الله عليه وآله: في خبر آخر ضياح من لبن بفتح الضاد المعجمة والياء المثناة من تحت واهمال الحاء بعد الألف، وهو اللبن الرقيق الممزوج، وكذلك الضيح بالفتح، وضيحت اللبن تضييحا وضوحته تضويحا مزجته بالماء حتي صار ضيحا وضياحا، وضيحت فلانا وضوحه سقيته الضيح والضياح.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي قيس الأودي عن الهزيل:

بضم الهاء وفتح الزاء علي تصغير الهزل.

قال الذهبي في مختصره: عبد الرحمن بن ثروان أبو قيس الأودي عن شريح وسويد بن غفلة وعنه صفوان وشعبة ثقة توفي 125.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هزيل هو هزيل بن شرحبيل الأودي الكوفي سمع عبد الله بن مسعود، روي عنه أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان وطلحة بن مصرف وغيرهما، هزيل بضم الهاء وفتح الزاء. وشرحبيل بضم الشين المعجمة

(1) أساس البلاغة: 586 2) نهاية ابن الأثير: 4 / 311

(١٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، خلف بن محمد (1)، إبن الأثير (1)

فمات، فقال إن عمارا لن يموت.

66 - خلف، قال حدثنا فتح بن عمرو الوارق، قال حدثنا يحيي بن آدم، قال حدثنا إسرائيل وسفيان، عن أبي إسحاق، ____________________

وفتح الراء. وثروان بفتح الثاء المثلثة وبالنون ومصرف بضم الميم وفتح الصاد المهملة

وتشديد الراء المكسورة.

وفي القاموس: هزيل كزبير ابن شرحبيل تابعي (1).

قوله صلي الله عليه وآله: ان عمارا لن يموت يعني عمارا لا يموت بل يقتل في سبيل الله تقتله الفئة الباغية، أو أنه لن يموت أبدا لقوله سبحانه " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله " (2).

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثنا إسرائيل في مختصر الذهبي وفي ميزان الاعتدال: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أحد الاعلام، عن جده وزياد بن علاقة وآدم بن علي، وعنه يحيي بن آدم ومحمد بن كثير وأمم، قال: أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ سورة من القرآن، وقال أحمد بن حنبل: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق توفي 162.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي إسحاق هذا هو أبو إسحاق السبيعي اسمه عمرو بن عبد الله يروي عنه سفيان.

قال الكرماني في شرح صحيح البخاري: عمرو بن عبد الله بفتح المهملة الكوفي (3).

(1) القاموس: 4 / 69 2) سورة آل عمران: 169 3) شرح صحيح البخاري للكرماني: 25 / 184

(١٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: يحيي بن آدم (1)، الموت (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، سورة آل عمران (1)

عن هاني بن هاني، قال: قال علي عليه السلام استأذن عمار النبي صلي الله عليه وآله فعرف صوته ____________________

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني الكوفي رأي عليا وابن عباس وأسامة بن زيد وابن عمر، وسمع برآء بن عازب وزيد بن أرقم، روي عنه منصور والأعمش وشعبة والثوري، وهو تابعي مشهور كثير الرواية، ولد لستين من خلافة عثمان ومات سنة تسع وعشرين

ومائة وقيل: سنة سبع وعشرين، السبيعي بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة وبالعين المهملة.

وفي القاموس: السبيع كامير ابن سبع أبو بطن من همدان، منهم الإمام أبو إسحاق عمرو بن عبد الله محلة بالكوفة منسوبة إليهم أيضا (1).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال قال في باب الكني من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبو إسحاق الهمداني (2).

وفي باب الكني من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال: أبو إسحاق الهمداني، أبو إسحاق السبيعي (3).

قلت: والظاهر المستبين أنهما واحد.

وفي باب العين من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال:

عمر بن عبد الله بن علي أبو إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي (4).

قلت: ولعل اسقاط الواو من عمرو من تلقاء الناسخين لامن تلقاء الناسخين لامن قلم الشيخ.

قوله رحمه الله تعالي: عن هاني بن هاني عده البرقي من أصحاب أمير المؤمنين من اليمن (5).

(1) القاموس: 3 / 36 2 رجال الشيخ: 64 3) المصدر: 71 4) المصدر: 246 وفيه عمرو بن عبد الله الخ 5) رجال البرقي: 7

(١٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمرو بن عبد الله (1)

____________________

وكذلك ذكره الشيخ في كتاب الرجال قال في باب الهاء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: هاني بن هاني الهمداني كان يروي أبو إسحاق عنه (1). يعني به أبا إسحاق السبيعي (2).

وقال الحسن بن داود في كتابه: وبخط الشيخ المرادي كان أبو إسحاق يروي عنه (3).

وربما ينقل ايراده في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام، ولست أجده هناك في نسخ عتيقة مصححة.

قال الذهبي في مختصره: هاني

بن هاني عن علي، وعنه أبو إسحاق، قال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هاني بن نيار هو أبو بردة هاني بن نيار وقيل: هاني بن عمرو نيار وقيل: اسمه الحارث بن عمرو، وقيل: مالك بن هبيرة، والأول أشهر ما قيل فيه فهو هاني بن نيار بن عمرو بن كلاب بن غنم بن هبيرة بن هاني البلوي (4)، وفي نسبه خلاف، حليف بني حارثة بن خزرج من الأنصار، كان عقبيا شهد العقبة الثانية مع السبعين وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد وهو خال البراء بن عازب، ولا عقب له مات في أول زمن معاوية بعد شهوده مع علي حروبه كلها، روي عنه البراء بن عازب، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن أبي بكر بن أبي الجهم.

بردة بضم الباء الموحدة وسكون الراء، وهاني بكسر النون وبعدها همزة، ونيار بكسر النون وتخفيف الياء بعدها تحتها نقطتان وبالراء انتهي كلام جامع الأصول.

(١) رجال الشيخ: ٦٢ وفيه المرادي مكان الهمداني ٢) رد علي من زعم أنه أبو إسحاق النحوي ثعلبة بن ميمون ٣) رجال ابن داود: ٣٦٦ 4) قال في القاموس: البلي قبيلة وهو بلوي " منه " 4 / 305

(١٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)، أبو إسحاق النحوي (1)، ثعلبة بن ميمون (1)

فقال: مرحبا ائذنوا للطيب ابن الطيب.

67 - خلف، قال حدثنا حاتم بن نصير، قال حدثنا حاتم بن يونس، عن أبي بكر، قال حدثنا أبو إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي عليه السلام قال استأذن عمار علي النبي صلي الله عليه وآله فقال من هذا؟ قال عمار قال: مرحبا بالطيب المطيب.

68 - خلف قال حدثنا حاتم، قال سمعت أحمد بن يونس،

قال سمعت أبا بكر بن عياش، في قوله عز وجل " أمن هو قانت آناء الليل (قال ساعات الليل) ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه (قال: عمار) هل يستوي الذين يعلمون (قال:

عمار) والذين لا يعلمون " مواليه بنو المغيرة.

69 - خلف، قال حدثنا حاتم، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا شعبة، قال ____________________

قلت: يستبين من ذلك أن هاني بن هاني هو أبو بردة هاني بن نيار.

وذكره الشيخ في أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله (1).

ويسار في اسم أبيه بالمهملة بعد المثناة من تحت علي ما في نسخ عديدة من كتاب الرجال تصحيف، وجده الأقدم هاني فنسب إليه فقيل هاني بن هاني فاعلم فلا تكونن من الغافلين.

وقال الشيخ في باب الكني: أبو بردة الأزدي (2).

وفي مختصر الذهبي: أبو بردة بن نيار البلوي هاني، ويقال الحارث، وقيل:

مالك، من كبار الصحابة، روي عنه براء وجابر، مات عام الجماعة.

قوله صلي الله عليه وآله: مرحبا ائذنوا للطيب بن الطيب وفي المشكاة عن علي عليه السلام قال: استأذن عمار علي النبي صلي الله عليه وآله فقال: ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب رواه الترمذي (3).

(1) رجال الشيخ: 31 وفيه هاني بن يسار أبو بردة.

2) المصدر: 63 3) رواه ابن الأثير عن الترمذي في جامع الأصول: 10 / 28

(١٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أحمد بن يونس (1)، عمرو بن مرزوق (1)، إبن الأثير (1)، هاني بن يسار (1)

حدثنا سلمة بن كهيل، قال سمعت محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن ابن زيد، عن الأشتر، قال كان بين عمار وخالد بن

الوليد كلام فشكي خالد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال إنه من يعادي عمارا يعاديه الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن سبه سبه الله. قال سلمة: هذا أو نحوه.

70 - خلف، قال حدثنا أبو حاتم، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا الليث بن سعد، عن عمر مولي غفرة، قال: حبس عمار فيمن حبس وعذب، قال ____________________

قوله رحمه الله تعالي: قال: حدثنا سلمة بن كهيل أورده البرقي في خواص أمير المؤمنين عليه السلام من مضر (1)، وذكره الشيخ في أصحابه عليه السلام، وفي أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهما السلام، وقال: سلمة بن كهيل بن الحصين أبو يحيي الحضرمي الكوفي تابعي (2).

وسيرد ذكره في الكتاب في عداد البترية.

قال الذهبي في مختصره: سلمة بن كهيل أبو يحيي الحضرمي من علماء الكوفة رأي زيد بن أرقم، وعنه سفيان وشعبة، ثقة له مائتا حديث خمسون حديثا.

قوله: فشكي خالد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وفي المشكاة عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فرفع النبي صلي الله عليه وآله رأسه، وقال: من عادا عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله.

قوله: قال: حدثنا الليث بن سعد عن عمرو مولي غفرة في مختصر الذهبي: الليث بن سعد أبو الحارث الامام ثبت من نظراء مالك وفيه عمر بن عبد الله مولي غفرة يقال: أدرك ابن عباس وسمع أنسا، وثقه ابن سعد، وضعفه النسائي.

(1) رجال البرقي: 4 2) رجال الشيخ: 43 و 91 و 124 و 211 علي ترتيب المتن.

(١٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله

عليه وآله (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، خالد بن الوليد (1)، أحمد بن يونس (1)، سلمة بن كهيل (1)، البغض (1)

فانفلت فيمن انفلت من الناس فقدم علي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال: أفلح أبو اليقظان!

قال ما أفلح ولا أنجح لفتنة لانهم لا يزالون يعذبونه حتي نال منك، ____________________

قوله: فانفلت فيمن انفلت قال في المغرب: الانفلات خروج الشئ فلتة أي بغتة، وكذا الافلات والتفلت، ومنه الدابة إذا فلتت من المشرك وليس لها سائق ولا قائد: أي خرجت من يده ونفرت، وروي انفلتت وأجبر القصار إذا انفلتت منه المدقة أي خرجت من يده.

قوله رضي الله تعالي عنه: ما أفلح ولا أنجح لفتنته الفلح محركة الفلاح والفوز والنجاة والبقاء في الخير، والنجاح بالفتح والنجح بالضم الفوز والظفر بالشئ، وأفلح فلان وانجح صار ذا فلاح وذا نجح.

يعني فتنة التي ألمت به وفدحته من تعذيب المشركين إياه فوق الطاقة حجزته وأبعدته عن أن يفلح وينجح.

وفي بعض النسخ " لنفسه " (1) مكان لفتنته، أي لم يدخل في فلاح ونجاح لنفسه بما أصابته من داهية تعذيب المشركين إياه للاتيان بكلمة الكفر.

قوله رضي الله تعالي عنه: لانهم لا يزالون يعذبونه حتي نال منك من النيل فإنه إذا استعمل بمن كان بمعني الاضرار والشتم، أي حتي وقع فيك وعابك وسبك.

قال في المغرب، ونال من عدوه أضربه ومنه قوله تعالي " لا ينالون من عدو نيلا " (2) وباسم الفاعلة منه سميت نايله بنت الفرافصة الكلبية، تزوجها عثمان علي نسائه وهي نصرانية.

(1) كما في المطبوع من الرجال 2) سورة التوبة: 120

(١٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو اليقظان (1)، سورة البراءة (1)

قال إن سألوا

من ذاك فزد.

____________________

وفي الأساس: نال من عدوه ونيل فلان قتل (1).

وفي القاموس: ونال من عرضه سبه (2).

ومن هناك قال في الفائق في و- ذ: بينا هو يخطب ذات يوم - يعني عثمان - فقام رجل فنال منه، فوذأه ابن سلام فاتذأ فقال له رجل: لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته، وذاءه: زجره، واتذأ مطاوعه. كان يشبه عثمان برجل من أهل مصر اسمه نعثل لطول لحيته. وقيل: من أهل أصبهان، والنعثل الضبعان والشيخ الأحمق (3).

وفي المغرب: نعثل اسم رجل من مصر أو من أصبهان كان طويل اللحية فكان عثمان إذا نيل منه شبه بذلك الرجل لطول لحيته.

وقال ابن الأثير في النهاية: كان أعداء عثمان يسمونه نعثلا تشبيها برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه نعثل، وقيل: النعثل الأحمق، وذكر الضباع، ومنه حديث عائشة اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا تعني عثمان، وهذا كان منها لما غاضبته وذهبت إلي مكة انتهي كلامه (4).

قوله صلي الله عليه وآله: ان سألوا من ذاك فزد وفي نسخة من ذلك فزدهم. يعني لا عليك مما صدر منك من غير اختيارك من شئ أصلا، فان لحمك ودمك مسوط بالايقان، وصدرك وقلبك منشرح بالايمان، فان عادوا إلي تعذيبك وسألوك شيئا من ذاك وعذبوك في ذلك فزدهم منه ولا تبال، فنكال ذلك ووباله عليهم لا عليك، وانما أنت مفلح بايمانك منجح بايقانك، فيا طوبي

(1) أساس البلاغة: 662 2) القاموس: 4 / 62 3) الفائق: 4 / 52 4) نهاية ابن الأثير: 5 / 80

(١٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

71 - خلف، قال حدثنا الفتح بن عمرو الوراق، قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب: قال أخبرني أسود بن

مسعدة، عن حنظلة بن خويلد العنزي، قال: اني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول.

____________________

لعمار قال له النبي الكريم: أفلح أبو اليقظان ونزل فيه التنزيل الحكيم " وقلبه مطمئن بالايمان " (1).

قال في الكشاف: روي أن ناسا من أهل مكة فتنوا فارتدوا عن الاسلام بعد دخولهم فيه، وكان فيهم من أكره فاجري كلمة الكفر علي لسانه وهو معتقد للايمان منهم عمار وأبواه ياسر وسمية وصهيب وبلال وخباب وسالم عذبوا، فأما سمية فقد ربطت بين بعيرين ووجأ في قبلها بحربة وقالوا انك أسلمت من أجل الرجال فقتلت وقتل ياسر وهما أول قتيلين في الاسلام، وأما عمار فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فقيل: يا رسول الله ان عمارا كفر؟ فقال: كلا ان عمارا ملئ ايمانا من قرنه إلي قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه، فأتي عمار رسول الله صلي الله عليه وآله وهو يبكي فجعل رسول الله صلي الله عليه وآله يمسح عينيه فقال: مالك ان عادوا فعد بما قلت انتهي ما في الكشاف (2).

قوله: أخبرنا العوام بن حوشب في مختصر الذهبي: العوام بن حوشب الواسطي أحد الاعلام، عن إبراهيم ومجاهد، وعنه شعبه ويزيد بن هارون وخلق وثقوه، له نحو مأتي حديث توفي 148 قوله: العنزي (3) في جامع الأصول: العزي بفتح العين وفتح النون وبالزاء منسوب إلي عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، واسم عنزة عامر النعزي مثل الذي قبله الا أن نونه ساكنة منسوب إلي عنز بن وائل بن قاسط، وقد تقدم باقي النسب في العجلي.

(١) سورة النحل: ١٠٦ 2) الكشاف: 2 / 430 3) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: العنبري

(١٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: أسود بن مسعدة

(1)، سورة النحل (1)، الشهادة (1)

كل واحد منهما أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو:

____________________

قوله: فقال عبد الله بن عمرو في جامع الأصول: هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد عبد الله بن عمرو ابن العاص بن وائل بن هاشم سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ابن لوي السهمي القرشي، أسلم قبل أبيه وكان أبوه أكبر منه بثلاث عشرة سنة، وقيل: باثنتي عشرة سنة، وكان عابدا عالما حافظا، قرأ الكتب واستأذن النبي صلي الله عليه وآله في أن يكتب حديثه فأذن له.

وقد اختلف في وفاته وقيل: مات في ليالي الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة ثلاث وسبعين وقيل: مات بفلسطين سنة خمس وستين، وقيل:

مات بمكة سنة خمس وستين وهو ابن اثنين وسبعين سنة، وقيل: مات بالطائف سنة خمس وخمسين، وقيل: مات بمصر سنة خمس وستين.

سعيد بضم السين وفتح العين وسكون الياء وهصيص بضم الهاء وفتح الصاد المهملة الأولي وسكون الياء.

روي عنه مسروق وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة ابن الزبير، وحميد بن عبد الرحمن، وخلق كثير سواهم انتهي كلام جامع الأصول.

وهو في المشهور من العبادلة.

قال في المغرب: العبادلة الثلاثة ابن مسعود وابن عباس وابن عمر. هذا رأي الفقهاء وأما في عرف المحدثين فالعبادلة أربعة ابن عمر وابن عباس وابن عمرو وابن الزبير، ولم يذكر فيهم ابن مسعود، لأنه من كبار الصحابة. وعن طاوس في الاقعاء رأيت العبادلة يفعلون ذلك عبد الله بن عمر وابن عباس وابن الزبير، وهي اما جمع عبدل في معني عبد كزيدل في زيد، أو اسم جمع غير مبني علي واحده.

وقال في القاموس: عبدل بن حنظلة المعروف بالنهاس كان شريفا ومزيد

(1)

(1) فمزيد كمحمد اسم رجل ومحارب اسم قبيلة من فهر قاله في الصحاح " منه " 1 / 109 و 477

(١٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عمرو (1)، القتل (1)

ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول تقتله الفئة الباغية، فقال معاوية ألا تغني عنا مخبرتك يابن عمرو فما بالك معنا؟ قال إني معكم ولست ____________________

المحاربي والحكم الكوفي ابنا عبدل شاعران، والعبادلة من الصحابة مأتان وعشرون، وإذا اطلقوا أرادوا أربعة ابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وابن الزبير، وليس منهم ابن مسعود كما توهم الجوهري (1).

قوله: ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه " نفسا " نصب علي التمييز يعني لتطيب نفس أحدكم بذلك لصاحبه، بأن يكون قاتل عمار صاحبه لا هو.

وفي نسخة عتيقة " بصاحبه " بالباء مكان اللام، فيكون الكلام علي سياق التهكم والباء للبدل أو للمجاوزة كما " عن "، أي ليكن أحدكم طيب النفس بأن يكون هو قاتل عمار بدل صاحبه، أو بأن يكون سابقا علي صاحبه ومجاوزا إياه في قتل عمار، وصرح بأنه انما قال ذلك تهكما بقوله " فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: تقتله الفئة الباغية ".

قال في القاموس في عد معاني الباء: وللبدل فليت لي بهم قوما إذ ا ركبوا شنوا الاغارة فرسانا وركبانا، وللمقابلة اشتريته بألف وكافأته بضعف احسانه، وللمجاوزة كعن وقيل: تختص بالسؤال " فاسئل به خبيرا " أولا تختص نحو " ويوم تشقق السماء بالغمام " وما غرك بربك الكريم " (2).

قوله: ألا تغني عنا مخبرتك يا بن عمرو " تغني " بضم حرف المضارعة للخطاب علي الافعال من غني بالمكان كفرح فهو غان، أي أقام

به فهو مقيم فيه، وهمزة الافعال للإزالة والسلب، والمعني اما تصرف وتنحي عنا.

(1) القاموس: 4 / 11 2) القاموس: 4 / 408 والآيات علي الترتيب سورة الفرقان: 59، و 25، سورة الانفطار: 6

(١٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القتل (1)، سورة الفرقان (1)، الترتيب (1)

____________________

قال ابن الأثير في النهاية: في حديث عثمان " أن عليا أرسل (1) إليه بصحيفة فقال للرسول: أغنها عنا " أي اصرفها وكفها كقوله تعالي " لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه " أي يكفه ويكفيه، يقال: أغن عني شرك أي اصرفه وكفه، ومنه قوله تعالي " ولن يغنوا عنك من الله شيئا " وفي حديث علي " ورجل سماه الناس عالما ولم يغن في العلم يوما سالما " أي لم يلبث في العلم يوما تاما، من قولك غنيت بالمكان أغني إذا أقمت به (2) وقال المطرزي في المغرب: الغناء بالفتح والمد الاجزاء والكفاية، يقال:

أغنيت عنك مغني فلان ومغناته إذا أجزأت عنه ونبت منابه وكفيت كفايته، ويقال:

أغن عني كذا، أي نحه عني وبعده، وعليه حديث عثمان في صحيفة الصدقة التي بعثها علي علي يد محمد بن الحنفية " أغنها عنا " وهو في الحقيقة من باب القلب كقولهم عرض الدابة علي الماء.

قلت: علي ما حققناه يستقيم الحمل علي الحقيقة من غير تجشم الارجاع إلي باب القلب، علي أنه إذا أخذ من الغني بمعني ضد الفقر والاجزاء والكفاية كما ارتكبه لم يكن يستجدي فيه باب القلب أيضا فليتعرف.

و" المخبرة " بفتح الميم واسكان المعجمة وفتح الموحدة أو ضمها والراء قبل الهاء، بمعني الخبر بالضم ويقال: بالكسر أيضا وهو العلم، وكذلك الخبرة.

قال الجوهري في الصحاح: الخبر

واحد الاخبار: وأخبرته بكذا وخبرته بمعني، والاستخبار السؤال عن الخبر، وكذلك التخبر، والمخبر خلاف المنظر وكذلك المخبرة والمخبرة أيضا وهو نقيض المرآة، ويقال أيضا: من أين خبرت هذا الامر؟ أي من أين علمت؟ والاسم الخبر بالضم وهو العلم بالشئ والخبير العالم (3).

(١) وفي المصدر: بعث ٢) نهاية ابن الأثير: ٣ / ٣٩٢ ٣) الصحاح: ٢ / 641

(١٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

أقاتل، ان أبي شكاني إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال لي رسول الله صلي الله عليه وآله أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه، فأنا معكم ولست أقاتل.

____________________

وفي القاموس: الخبر والخبرة بكسرهما ويضمان، والمخبرة والمخبرة العلم بالشئ كالاختبار والتخبر (1).

وقال الراغب في المفردات: الخبر العلم بالأشياء، وأخبرت أعلمت بما حصل لي من الخبر، وقيل: الخبرة المعرفة ببواطن الأمور (2).

فالمعني: ألا تصرف علمك وتنحيه عنا. ولا يبعد أن تحمل المخبرة هنا علي اسم المكان، ويعني بها الصدر فإنه مكان العلم.

فيكون المعني: ألا تولي عنا وجهك وتصرف عنا صدرك وترينا ظهرك، أي تنصرف عنا وتتنحي عن معسكرنا، فما خطبك تكون مع الفئة الباغية.

قوله فأنا معكم ولست أقاتل صريح هذا الكلام من عبد الله بن عمرو بن العاص أنه لم يكن يقاتل، ولم يخرج في معسكر معاوية بقصد القتال، بل انما أطاع إياه، فكان معهم إطاعة لأبيه لا مقاتلة لحرب الحق وذويه، ولم يعلم أن إطاعة الوالد في معصية الله معصية لله، وان تكثير سواد الضلال ضلال، والانخراط في سلك الفئة الباغية بغي.

وعلامة زمخشر في بعض كتبه ليس يصدقه في هذا المقال أيضا فقد ذكر حديثه " سيأتي علي جهنم زمان ينبت من قعرها الجرجير " ثم أنكر عليه أشد الانكار، وقال:

أني له الحديث عن رسول الله

صلي الله عليه وآله وقد كان مع معاوية يقاتل علي بن أبي طالب بسيفين ويبارز أعلام المهاجرين والأنصار برمحين.

وقال في الكشاف: وما ظنك بقوم نبذوا كتاب الله، لما روي لهم بعض النوابت عبد الله بن عمرو بن العاص " ليأتين علي جهنم يوم تصفق فيه أبوابها، ليس فيها أحد

(1) القاموس: 2 / 17 2) مفردات الراغب: 141

(١٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)

____________________

وذلك بعدما يلبثون أحقابا.

وبلغني أن من الضلال من اغتر بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار، وهذا ونحوه والعياذ بالله من الخذلان المبين، زادنا الله هداية إلي الحق ومعرفة بكتابه، وتنبها علي أن نغفل عنه.

ولئن صح هذا عن ابن ابن العاص فمعناه، أنهم يخرجون من حر النار إلي برد الزمهرير فذلك خلق جهنم وصفق أبوابها، وأقول: أما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضي الله تعالي عنه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث (1) انتهي قول الكشاف.

ولكن السواد الأعظم من النقلة الثقاة وحملة الاخبار والروايات قد أطبقوا علي هذا النقل عن ابن ابن العاص مثل ما رواه أبو عمرو الكشي جزاه الله عن دين أهل البيت خير الجزاء.

قال المسعودي رحمه الله تعالي في مروج الذهب: وتقدم عمار فقاتل ثم رجع إلي موضعه فاستسقي فأتته امرأة من نساء بني شيبان من مصافهم بعس فيه لبن فدفعته إليه، فقال: الله أكبر الله أكبر اليوم ألقي الأحبة تحت الأسنة صدق الصادق وبذلك أخبرني الناطق، هذا اليوم الذي وعدت فيه.

ثم قال: أيها الناس هل من رايح إلي الله تحت العوالي، والذي نفسي بيده لنقاتلنكم علي تأويله كما قاتلنا كم علي تنزيله، ويقدم وهو يقول:

نحن ضربناكم علي تنزيله فاليوم نضربكم علي تأويله.

فتوسط القوم واشتبكت علية الأسنة، فقتله أبو العادية العاملي وابن جون السكسكي، واختلفا في سلبه فاحتكما في سلبه علي عبد الله بن عمرو بن العاص فقال:

اخرجا عني فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول أو قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: وولعت

(1) لم أظفر عليه في الكشاف

صفحه(١٥٨)

____________________

قريش لعمار ما لهم ولعمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم الجنة ويدعونه إلي النار، وكان قتله عند المساء وله ثلاث وتسعون سنة وقبره بصفين وصلي عليه علي عليه السلام ولم يغسله انتهي كلام مروج الذهب (1) وقال أيضا في مروج الذهب وقتل بصفين سبعون ألفا من أهل الشام خمسة وأربعون ألفا، وكان المقام بصفين مائة يوم وعشرة أيام، وقتل بها من الصحابة، فمن كان مع علي عليه السلام خمسة وعشرون رجلا، منهم عمار بن ياسر أبو اليقظان المعروف بابن سمية وهو ابن ثلاث وتسعين سنة انتهي كلامه.

في حذيفة بن اليمان رضي الله تعالي عنه حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله أحد الأركان الأربعة علي قول، من كتاب أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله، ومن السابقين من أنصار أمير المؤمنين عليه السلام، أنصاري سكن الكوفة ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين يوما قاله الشيخ (ره) في كتاب الرجال (2).

وأبو الحسن المسعودي في مروج الذهب بعد ذكر شهادة عمرا بن ياسر وهاشم ابن عتبة المرقال قال: واستشهد في هذا اليوم صفوان وسعد ابنا حذيفة بن اليمان، وقد كان حذيفة عليلا بالكوفة في سنة ست وثلاثين، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي عليه السلام فقال: أخرجوني وادعوا الصلاة جامعة، فوضع علي المنبر فحمد الله وأثني عليه وصلي

علي النبي وعلي آله.

ثم قال، أيها الناس ان الناس قد بايعوا علي بن أبي طالب فعليكم بتقوي الله وانصروا عليا ووازروه، فوالله أنه علي الحق آخرا وأولا وأنه لخير من مضي بعد

(1) مروج الذهب: 2 / 381 2) رجال الشيخ: 16

(١٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

حذيفة 72 - حدثنا ابن مسعود، قال أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي ابن فضال، قال حدثني محمد بن الوليد البجلي، قال حدثني العباس بن هلال.

____________________

نبيكم ومن بقي إلي يوم القيامة، ثم أطبق يمينه علي يساره، ثم قال: اللهم اشهد أني قد بايعت عليا.

وقال: الحمد لله الذي أبقاني إلي هذا اليوم، وقال لابنيه صفوان وسعد:

احملاني وكونا معه، فستكون له حروب كثيرة يهلك فيها خلق من الناس فأجتهد ا أن تستشهدا معه، فإنه والله علي الحق ومن خالفه علي الباطل، ومات بعد هذا بسبعة أيام وقيل: بأربعين يوما انتهي كلام مروج الذهب (1).

قوله رحمه الله: محمد بن الوليد البجلي هو أبو جعفر محمد بن الوليد البجلي الخزاز الكوفي.

قال النجاشي رحمه الله تعالي: ثقة عين نقي الحديث، ذكره الجماعة بهذا، روي عن يونس بن يعقوب وحماد بن عثمان ومن كان في طبقتهما، وعمر حتي لقيه محمد بن الحسن الصفار وسعد، له كتاب نوادر (2):

ولم يذكر كونه فطحيا، وسيجئ في الكتاب ذكره في عداد الأجلة الفقهاء العدول الكوفيين من الفطحية.

قوله رحمه الله تعالي: العباس بن هلال في كتاب النجاشي: عباس بن هلال السايي روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، يروي عنه محمد بن الوليد الخزاز (3).

(١) مروج الذهب: ٣٨٤ ٢) رجال النجاشي: ٢٦٥ ٣) رجال النجاشي: ٢١٧ وفيه الشامي بدل السايي

(١٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الوليد البجلي (1)، علي بن

الحسن بن علي (1)، عباس بن هلال (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر أن حذيفة لما حضرته الوفاة وكان آخر الليل، قال لابنته أية ساعة هذه قالت: آخر الليل قال: الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أوال ظالما علي صاحب حق ولم أعاد صاحب حق، فبلغ زيد بن عبد الرحمن بن عبد يغوث، فقال: كذب والله لقد والي علي عثمان، فأجابه بعض من حضره ان عثمان والله يا أخا زهرة والحديث منقطع.

____________________

قلت: السايي بالمهملة قبل الألف والمثناة من تحت بعدها قبل ياء النسبة المشددة نسبة إلي سايه، وهي قرية بمكة أو واد بين الحرمين: كما ذكرناه في أول الكتاب في علي بن سويد السايي، والقاصرون يصحفون الياء بالباء الموحدة.

وفي كتاب الرجال للشيخ في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: العباس بن هلال الشامي (1).

بالميم بعد الألف والشين المعجمة قبلها، علي ما في عامة ما وقعت إلينا من النسخ، وذلك أيضا تصحيف، كأنه من النساخ لامن الشيخ.

قوله رحمه الله تعالي: الحديث منقطع الانقطاع علي أن عثمان والله يا أخا زهرة، من باب الاختصار بالحذف كما في أنه وانه، وقد أسلفنا بيانه في لولا ما، أي أن عثمان والله يا أخا زهرة جائر وظالم وعات ومنحرف عن السبيل ومستأثر بالحق علي أهله.

في سهل بن حنيف رضي الله تعالي عنه سهل بن حنيف باهمال الحاء المضمومة قبل النون المفتوحة واسكان المثناة من تحت قبل الفاء، ابن واهب أبو ثابت الأنصاري العقبي البدري الأحدي، من النقباء الاثني عشر.

عده البرقي وأخاه عثمان بن حنيف من شرطة الخميس (2)

(1) رجال الشيخ: 382 2) رجال البرقي: 4

(١٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن

موسي الرضا عليهما السلام (1)، الكذب، التكذيب (1)

.____________________

وقال الفضل بن شاذان: انه من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام.

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال أورده في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة (1).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سهل بن حنيف أنصاري عربي، وكان واليه علي المدينة، يكني أبا محمد (2).

وقال الذهبي من العامة في مختصره: سهل بن حنيف الأوسي بدري جليل، عنه ابن أبي ليلي وأبو وائل، مات 38، وكبر عليه علي عليه السلام ستا.

قلت: وذلك بعد الرجوع من صفين. في صحيح البخاري بأسناده عن أبي حصين قال: قال أبو وائل: لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبر فقال:

اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبي جندل، ولو أستطيع أن أرد علي رسول الله صلي الله عليه وآله أمره لرددته والله ورسوله أعلم، ما وضعنا أسيافنا علي عواتقنا لأمر يفظعنا الا أسهلن (3) بنا إلي أمر نعرفه قبل هذا الامر، ما نسد منه (4) خصما الا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له.

وفيه بأسناده عن حبيب بن أبي ثابت قال: أتيت أبا وائل أسأله فقال: كنا بصفين فقال رجل: ألم تر إلي الذين يدعون إلي كتاب الله فقال علي: نعم فقال سهل ابن حنيف: اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصلح الذي كان بين النبي صلي الله عليه وآله والمشركين، ولو نري قتالا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا علي الحق وهم علي الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟

(1) رجال الشيخ: 20 2) رجال الشيخ: 43 3) سهل الامر بنا إلي كذا أقضي إليه " منه ".

4) وفي خ ل

منها

صفحه(١٦٢)

سهل بن حنيف 73 - محمد بن مسعود: قال حدثني أحمد بن عبد الله العلوي، قال حدثني علي بن محمد، عن أحمد بن محمد الليثي، عن عبد الغفار، عن جعفر بن محمد عليهما السلام أن عليا عليه السلام كفن سهل بن حنيف في برد أحمر حبرة.

____________________

قال: بلي قال: فبم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا، فقال:

يابن الخطاب اني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا، فرجع متغيظا فلم يصبر حتي جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا علي الحق وهم علي الباطل؟ قال: يابن الخطاب انه رسول الله صلي الله عليه وآله ولن يضيعه الله أبدا. فنزلت سورة الفتح (1) انتهي ما في صحيح البخاري هاهنا.

وزاد فيه أكثرهم من طرق عديدة فقال عمر: والله ما شككت في ديني منذ أسلمت الا يومي هذا. وعلي هذه الزيادة أورده علامتهم الشهرستاني في كتاب الملل (2) والنحل.

قوله رحمه الله تعالي: عن عبد الغفار هو أبو مريم الأنصاري عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن قيس بن قهد، بفتح القاف واسكان الهاء، الثقة من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. لا عبد الغفار بن حبيب الطائي الجازي، بالجيم والزاء، من أهل الجازية قرية بالنهرين الثقة أيضا من أصحاب الصادق عليه السلام.

والحسن بن داود قال في كتابه: ورأيت بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال عبد الغفار بن حبيب الحارثي بالحاء المهملة والراء والثاء المثلثة (3).

قوله عليه السلام: في برد أحمر حبرة يستحب التكفين في القطن الأبيض الا الحبرة، فان المستحب فيها أن تكون

(١) صحيح البخاري: ٦ / ٤٦ ٢) لم أظفر عليه مع التفحص التام ولعله صحف وأسقط منه.

٣) رجال ابن داود: ٢٢٦

(١٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن

محمد الصادق عليهما السلام (1)، عبد الله العلوي (1)، سهل بن حنيف (2)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب صحيح البخاري (1)

74 - محمد بن مسعود، قال حدثني أحمد بن عبد الله العلوي، قال حدثني علي بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن زيد، أنه قال: كبر علي بن أبي طالب علي سهل بن حنيف سبع تكبيرات، وكان بدريا، وقال لو كبرت عليه سبعين لكان أهلا.

75 - محمد بن مسعود، قال حدثني محمد بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال كبر علي عليه السلام علي سهل بن حنيف وكان بدريا خمس تكبيرات، ____________________

بردا أحمر قاله في الذكري، وقال أيضا: يستحب عندنا أن يزاد الرجل والمرأة حبرة - بكسر الحاء وفتح الباء - يمنية عبرية منسوبة إلي موضع باليمن أو جانب واد، لقول أبي مريم الأنصاري سمعت الباقر عليه السلام يقول: كفن رسول الله صلي الله عليه وآله في ثلاثة أثواب: برد حبرة أحمر وثوبين صحاريين. وقال: ان الحسن بن علي عليه السلام كفن أسامة بن زيد في برد أحمر، وأن عليا عليه السلام كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة (1).

وقال المحقق في المعتبر وابن إدريس في السرائر: الحبرة من التحبير وهو التحسين والتزيين، ويمنية منسوبة إلي اليمن، وعبرية منسوبة إلي العبر، وهو باهمال العين المكسورة أو المضمومة واسكان الباء الموحدة شط النهر وجانب الوادي (2).

قوله رضي الله تعالي عنه: سبع تكبيرات أي سبع صلوات كل منها بخمس تكبيرات فتكون جميعها خمسا وثلاثين تكبيرة.

(1) الذكري: 47 - 48 2)

المعتبر: 76

(١٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله العلوي (1)، ابن أبي عمير (1)، الحسن بن زيد (1)، علي بن الحسن (1)، سهل بن حنيف (2)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن نصير (1)

كيفية الصلاة علي سهل بن حنيف

ثم مشي به ساعة ثم وضعه ثم كبر عليه خمس تكبيرات أخر، فصنع به ذلك حتي بلغ خمسا وعشرين تكبيرة.

.____________________

قوله عليه السلام: ثم مشي به ساعة ثم وضعه ثم كبر عليه خمس تكبيرات السيد جمال الدين أحمد بن طاوس قدس الله نفسه الزكية في اختياره من كتاب أبي عمرو الكشي ذكر هذا الحديث وقال: الطريق علي بن الحكم عن سيف ابن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام. ووافقه العلامة في الخلاصة (1) والطريق في كتاب الاختيار للشيخ وهو المعروف في هذا الاعصار بكتاب الكشي في عامة النسخ علي هذه الصورة: محمد بن مسعود عن محمد بن نصير قال:

حدثني محمد بن عيسي عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كبر علي عليه السلام علي سهل بن حنيف الحديث.

ورواه رئيس المحدثين في جامعه الكافي (2) والصدوق في الفقيه (2)، والشيخ في التهذيب (3) من طرق مختلفة.

قال العلامة في نهايته: وصلي علي عليه السلام علي سهل بن حنيف خمسا وعشرين تكبيرة، اما لتعظيمه واظهار شرفه، أو لتلاحق من لم يصل (4).

وقال شيخنا الشهيد في الذكري: وفي الحسن عن الحلبي عن الصادق عليه السلام قال: كبر أمير المؤمنين عليه السلام علي سهل بن حنيف وكان بدريا خمس تكبيرات، ثم مشي به ساعة، ثم وضعه وكبر عليه خمس تكبيرات أخري يصنع ذلك

حتي كبر

(١) الخلاصة: ٨١ ٢) فروع الكافي: ٣ / ١٨٦ ٣) من لا يحضره الفقيه: ١ / ١٠٢ ٤) تهذيب الأحكام: ٣ / ٣١٧ والاستبصار: ١ / 476 5) نهاية الاحكام: 259 مخطوط وتوجد نسخة منها في مكتبتنا

(١٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)

____________________

عليه خمسا وعشرين تكبيرة.

وفي خبر عقبة أن الصادق عليه السلام قال: أما بلغكم أن رجلا صلي عليه علي عليه السلام فكبر عليه خمسا حتي صلي عليه خمس صلوات، وقال: انه بدري عقبي أحدي من النقباء الاثني عشر، وله خمس مناقب فصلي عليه لكل منقبة صلاة.

وفي خبر أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: كبر رسول الله صلي الله عليه وآله علي حمزة سبعين تكبيرة، وكبر علي عليه السلام عند كم علي سهل بن حنيف خمسا وعشرين تكبيرة كلما أدركه الناس قالوا: يا أمير المؤمنين لم ندرك الصلاة علي سهل، فيضعه ويكبر حتي انتهي إلي قبره خمس مرات.

فتبين رجحان الصلاة بظهور الفتوي وكثرة الاخبار. وقال الفاضل: ان خيف علي الميت كره تكرار الصلاة والا فلا (1) انتهي كلام الذكري.

وما عده حسن الطريق عن الحلبي فهو صحيح الطريق عندي، والفتوي عندي علي استحباب التكرار لشرف الرجل، أو تلاحق من لم يدرك الصلاة علي الجنازة والجواز علي كراهية عند فقد السبب والتحريم إذا خيف علي الميت ظنا قويا يتأخم علما عاديا.

ومن طريق العامة: أن عليا عليه السلام كرر الصلاة علي سهل بن حنيف ستا (2).

قلت: كل منها بخمس تكبيرات فيكون علي هذه الرواية قد كبر عليه السلام عليه ثلاثين تكبيرة، وقوم من علماء العامة يحملونها علي أربع وعشرين، زعما منهم أن كلا منها كانت بأربع تكبيرات.

قال

في الذكري: تجب فيها خمس تكبيرات لخبر زيد بن أرقم أنه كبر علي جنازة خمسا وقال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله يكبرها أوردها مسلم وأكثر المسانيد، ولفظ كان يشعر بالدوام والأربع وان رويت فالاثبات مقدم علي النفي، وجاز أن يكون راوي

(1) الذكري: 56 2) راجع جامع الأصول وذيله: 7 / 143

صفحه(١٦٦)

____________________

الأربع لم يسمع الخامسة أو نسيها. قال بعض العامة الزيادة ثابتة عن رسول الله صلي الله عليه وآله والاختلافات المنقولة في العدد من جملة الاختلافات في المباح والكل سائغ، وفي كلام بعض شراح مسلم انما ترك القول بالخمس لأنه صار علما للتشيع، وهذا عجيب وأما الأصحاب فمتفقون علي ذلك وبه أخبار كثيرة.

قلت: عني ببعض العامة ابن شريح من الشافعية وكذلك الرافعي فإنه قال:

الأكثر علي أن الزيادة لا تبطل لثبوتها عن رسول الله صلي الله عليه وآله الا ان الأربع استقر أمر الصحابة عليها، وكلام النواوي أيضا قريب من ذلك.

وعني ببعض شراح مسلم المازري وهو شيخهم الفقيه الامام المتقدم أبو عبد الله محمد بن علي التميمي المازري قال في شرح صحيح مسلم: ان النبي صلي الله عليه وآله كبر يكبرها وقد قال به بعض الناس، وهذا المذهب الان متروك، لان ذلك صار علما علي القول بالرفض.

وفي الاخبار من طريق الأصحاب عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام ومن طريقهم عن أم سلمة كان رسول الله صلي الله عليه وآله إذا صلي علي ميت كبر وتشهد ثم كبر وصلي علي الأنبياء ودعا، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة ودعا للميت، ثم كبر وانصرف، فلما نهاه الله عن الصلاة علي المنافقين كبر وتشهد، ثم كبر فصلي علي النبيين، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة

وانصرف ولم يدعو للميت (1).

قال في الذكري: وفي خبر عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام ان هبة الله صلي علي أبيه آدم وكبر خمسا، وانها سنة جارية في ولده إلي يوم القيامة، وروي هشام بن سالم عنه عليه السلام كان رسول ل الله صلي الله عليه وآله يكبر علي قوم خمسا وعلي قوم أربعا، فإذا كبر علي رجل أربعا اتهم يعني بالنفاق، ومثله روي إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السلام،

(١) جامع أحاديث الشيعة: ٣ / 294

صفحه(١٦٧)

____________________

وروي إسماعيل بن سعد الأشعري عن الرضا عليه السلام، أما المؤمن فخمس تكبيرات وأما المنافق فأربع، فهذا جمع حسن بين ما رواه العامة لو كانوا يعقلون إلي هنا كلام الذكري (1).

أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد، ذكره المسعودي في مروج الذهب، والعلامة في الخلاصة (2)، وهو أنصاري مشكور من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام وسيجئ في ذكر السابقين ومن الذين شهدوا لأمير المؤمنين عليه السلام أنهم سمعوا رسول الله صلي الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، وسيجئ في ترجمة البراء بن عازب وأنس بن مالك، وقد نزل رسول الله صلي الله عليه وآله منزله بالمدينة أول قدومه في الهجرة.

قال الشيخ في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة:

خالد بن زيد الأنصاري (3).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: خالد بن زيد مدني عربي خزرجي يكني أبا أيوب الأنصاري من الخزرج (4).

وقال الحسن بن داود: أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري في ي جخ كش:

عظيم الشأن (5).

وقال الذهبي في مختصره: خالد بن زيد أبو أيوب أنصاري

بدري جليل، عنه جبير بن نفير وأبو سلمة وعروة، وفد علي ابن عباس البصرة فقال: اني أخرج

(١) الذكري: ٥٨ ٢) الخلاصة: ٦٥ ٣) رجال الشيخ: ١٨ ٤) رجال الشيخ: ٤٠ ٥) رجال ابن داود: ٣٩٢

(١٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب رجال ابن داود (1)

أبو أيوب الأنصاري 76 - روي الحارث بن حصيرة الأزدي، ____________________

عن مسكني لك كما خرجت عن مسكنك لرسول الله صلي الله عليه وآله، فأعطاه ذلك بما حوي وعشرين ألفا وأربعين عبدا، مات 51.

قوله رحمه الله تعالي: روي الحارث بن حصيرة الأزدي في أكثر النسخ (1) " نصير " بالنون قبل الصاد، وهو تصحيف من غلط الناسخين ولم يتفطن القاصرون لفساد ذلك مع شدة ظهوره من وجوه عديدة.

والصواب الحارث بن حصيرة بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين والراء بعد الياء المثناة من تحت والهاء أخيرا، وربما يذكر باسقاط الهاء.

وهو أبو نعمان الأزدي الكوفي التابعي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وبقي إلي زمن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق وروي عنهما عليهما السلام، ثقة جليل مطعون عند العامة بالتشيع والرفض.

قال في القاموس في ح ص ر: والحارث بن حصيرة محدث (2).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال قال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الحارث بن حصيرة (3).

وقال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام: الحارث بن حصير - بغير هاء - الأزدي تابعي أبو النعمان كوفي (4) وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: الحارث بن حصيرة - باثبات الهاء - أبو النعمان الأزدي كوفي تابعي (5).

(1) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد.

2) القاموس: 2 / 9 3) رجال الشيخ: 39 4) رجال الشيخ: 118 وفيه حصين بدل حصير.

5) رجال الشيخ:

178

(١٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو أيوب الأنصاري (1)، الحارث بن حصيرة (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

عن أبي صادق، ____________________

وقال أبو عبد الله الذهبي من العامة في ميزان الاعتدال: الحارث بن حصيرة الأزدي أبو النعمان الكوفي، عن زيد بن وهب وعكرمة وطائفة، وعنه مالك بن مغول وعبد الله بن نمير وطائفة.

قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال يحيي بن معين: ثقة خشبي ينسبون إلي خشبة زيد بن علي لما صلب عليها. وقال النسايي ثقة وقال ابن عدي:

يكتب حديثه علي ضعفه، وهو من المتحرفين بالكوفة في التشيع. وقال ربيح: سئلت جريرا أرأيت الحارث بن حصيرة؟ قال: نعم رأيته شيخا كبيرا طويل السكوت يصر علي أمر عظيم (1).

عباد بن يعقوب الرواجني حدثنا عبد الله بن عبد الملك المسعودي عن الحارث ابن حصيرة عن زيد بن وهب سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها بعدي الا كذاب.

وروي الحارث عن أبي سعيد عقيصا عن علي عن النبي صلي الله عليه وآله قال: مهما ضيعتم فلا تضيعوا الصلاة: وقال أبو حاتم الرازي هو من الشيعة العنق (2) لولا الثوري روي عنه لترك انتهي كلام الذهبي.

قوله رحمه الله تعالي: عن أبي صادق أبو صادق هذا هو كيسان بن كليب الحرمي، ويقال له: أبو عاصم وهو من أصحاب أمير المؤمنين وأبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين عليهما السلام، ذكره البرقي في عداد أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من اليمن (3) وأورده العلامة في الخلاصة نقلا

(1) أي علي سب الشيخين.

2) العنق بضمتين اما بالنون بمعني الرؤساء الكبار، أو بالتاء المثناة من فوق جمع العتيق بمعني القديم " منه " 3) رجال البرقي: 6

(١٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: السب (1)

____________________

عنه قال: وأبو صادق

كليب الحرمي بالحاء المهملة والراء والميم (1).

والشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال قال في باب من عرف بكنيته أو بقبيلته من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبو صادق، وهو أبو عاصم بن كليب الحرمي عربي وكوفي (2).

وقال في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام: كيسان بن كليب يكني أبا صادق (4).

في جامع الأصول: كيسان بفتح الكاف وسكون الياء تحتها نقطتان وبالسين المهملة.

ولنا أيضا في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبو صادق الأزدي عبد خير بن ناجد، وفي أصحاب أبي عبد الله الحسين من أصحاب أمير المؤمنين عليهما السلام، أبو صادق بشر بن غالب الأسدي الكوفي.

ذكرهما الشيخ أيضا في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام:

ربيعة بن ناجد بن كثير أبو صادق الكوفي، روي عنه وعن أبي عبد الله عليهما السلام (5). وفي أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: ربعية بن ناجد الأسدي الأزدي عربي كوفي (6).

وفي مختصر الذهبي: أبو صادق الأزدي مسلم. وقيل: عبد الله بن ناجد،

(1) الخلاصة: 194 2) رجال الشيخ: 63 وفيه الجرمي بدل الحرمي 3) رجال الشيخ: 70 4) رجال الشيخ: 79 5) رجال الشيخ: 121 6) رجال الشيخ: 41

صفحه(١٧١)

عن محمد بن سليمان قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له، فأتيناه فأهدينا له، قال، قعدنا عنده فقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله صلي الله عليه وآله ثم جئت تقاتل المسلمين؟ فقال: ان النبي صلي الله عليه وآله أمرني بقتال القاسطين ____________________

عن علي وأخيه ربيعة، وعنه الحكم وشعيب بن جنحاب وثق، وقيل - لم يلق عليا.

واما عبد خير الخيواني الهمداني من خواص أمير المؤمنين عليه السلام فهو غير عبد خير

أبي صادق الأزدي.

وقد ذكره الشيخ أيضا في كتاب الرجال (1).

وفي ترجمته قال في جامع الأصول: يقال: أدرك زمن النبي صلي الله عليه وآله الا انه لم يلقه وصحب عليا، وهو من كبار أصحابه ثقة مأمون سكن الكوفة، يقال: أتي عليه مائة وعشرون سنة.

وقال الذهبي: عبد خير الهمداني عن أبي بكر وعلي، وعنه أبو إسحاق وحصين ثقة محضرم (2).

قوله رحمه الله تعالي: عن محمد بن سليمان وهو محمد بن سليمان الذي يروي عن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف.

قال في جامع الأصول: واسم أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني سمع أباه، روي عنه مالك بن أنس.

وذكره الذهبي في مختصره وقال: وثق.

وأبو امامة هذا من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وهو صحابي قال الشيخ في كتاب الرجال: أبو أمامة له صحبة، وكان معاوية وضع عليه الحرس لئلا يهرب إلي علي عليه السلام (3).

(1) رجال الشيخ: 53 وفيه الخيراني بالراء المهملة.

2) أي سكن حضرموت 3) رجال الشيخ: 65

(١٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبو أيوب الأنصاري (1)، محمد بن سليمان (1)، القتل (1)

والمارقين والناكثين، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين، وأنا نقاتل انشاء الله بالمسعفات بالطرقات بالنهروانات، ____________________

وفي طبقته محمد بن سليمان بن أبي جثمة.

ذكره الذهبي أيضا وقال: عن أبيه وعمه سهل، وعنه ابن إسحاق وغيره وثق.

وفي بعض النسخ عن محمد بن سلمة، وليس بصحيح لبعد طبقته عن أبي صادق، فإنه لو كان لكان محمد بن سلمة الحراني لكونه أقرب من غيره، وهو أيضا بعيد الطبقة منه.

قال الذهبي: في معناه سمع ابن عجلان وابن إسحاق، وعنه أحمد قال ابن سعد: ثقة عالم له فضل ورواية وفتوي مات

192.

قوله رضي الله تعالي عنه: وانا نقاتل انشاء الله بالمسعفات بالطرقات بالنهروانات باء بالمسعفات ظرفية بمعني في، أي في أراضي القري المسعفات، وهي في أكثر النسخ بالميم المضمومة ثم السين المهملة الساكنة قبل العين المهملة المكسورة ثم الفاء، علي اسم الفاعل من باب الافعال الغير المتعدي في معني الأصل المجرد، أي المصقبات الدانيات من الطرقات، علي استعمال الباء في معني " من " الاتصالية أو الابتدائية أو التبعيضية، كما في التنزيل الكريم، عينا يشرب بها عباد الله " (1) " وامسحوا برؤوسكم " (2) قال في أساس البلاغة: أسعفته بحاجته قضيتها له وأسفعت الحاجة حانت وأسعفت الدار بفلان أصقبت وهو يساعدني علي ذلك ويسافعني به، وفلان قد ساعده جده وساعفته الدنيا وتقول: الدنيا لك شاعفة الا انها غير مساعفة (3).

(١) سورة الانسان: ٦ 2) سورة المائدة: 6 3) أساس البلاغة: 297

(١٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الإنسان (الدهر) (1)، سورة المائدة (1)

____________________

وقال: صقبت داره صقبا دنت: وفي الحديث. المرء أحق بصقبه وأصقب الله داره أدناها، وأصقبت داره بمعني صقبت، وداره صقب مني وداره أصقب من داره، وأتي علي رضي الله عنه بقتيل وجد بين قريتين فحمله علي أصقب القريتين إليه، وصاقبه صقابا قاربه وواجهه (1).

وفي القاموس: سعف بحاجته كمنع وأسعف قضاها له وأسعف دنا وله الصيد أمكنه وباهله ألم، والتسعيف تخليط المسك ونحوه بأقاويه الطيب وساعفه ساعده أو وأتاه في مصافاة ومعاونة، ومكان مساعف قريب (2).

و" الطرقات " بضمتين جمع الجمع للطريق والجمع الأطرقة والطرق.

و" النهروانات " هي مواضع وقري قريبة من بلدة نهروان.

قال في القاموس: والنهروان بفتح النون وتثليث الراء وبضمهما ثلاث قري أعلا وأوسط وأسفل هي بين واسط وبغداد (3).

وفي الصحاح: ونهروان - بفتح النون والراء

- بلد، والمنهرة فضاء يكون بين أفنية القوم يلقون فيها كناستهم (4). وفي كتاب المساحة والبلدان للفاضل البيرجندي: نهروان بفتح النون سكون الهاء وضم الراء وواو بعدها ألف ونون بلد قديم قريب بغداد منه إلي دجلة أربعة فراسخ.

وقال في المغرب: في الحديث " تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين " هم الذين نكثوا البيعة أي نقضوها واستزلوا عائشة وساروا بها إلي البصرة علي جمل اسمه عسكر، ولهذا سميت الوقعة يوم الجمل، والقاسطون معاوية وأشياعه لانهم قسطوا

(١) أساس البلاغة: ٣٥٨ ٢) القاموس: ٣ / ١٥٢ ٣) القاموس: ٢ / ١٥٠ ٤) الصحاح: ٢ / 840

صفحه(١٧٤)

____________________

أي حاروا حين حاربوا امام الحق، والوقعة تعرف بيوم صفين، واما المارقون فهم الذين مرقوا أي خرجوا من دين الله واستحلوا (1) القتال مع خليفة رسول الله، وهم عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير البجلي المعرف ب " ذي ثدية " وتعرف تلك الوقعة بيوم النهروان، وهي من أرض العراق علي أربعة فراسخ من بغداد انتهي كلام المطرزي بعبارته.

وفي نسخ معدودات " بالسعفات " أي في أرض ذات السعفات بالتحريك جمع السعف محركة، والبا آت كلهما للظرفية.

قال في المغرب: السعف ورق جريد النخل الذي تسف منه الزبل والمراوح وعن الليث أكثر ما يقال له السعف إذا يبس، وإذا كانت رطبة فهي الشطبة، وقد يقال للجريد نفسه سعف الواحد سعفة.

وفي الصحاح: السعفة بالتحريك غصن النخل والجمع سعف (2).

ويعاضد هذه النسخة أن الخوارج لعنهم الله كانوا بالرميلة إذا أشرف أمير المؤمنين عليه السلام فقاتلهم وقتلهم ثم عسكر عليه السلام بالنخيلة، كلاهما علي التصغير.

قال في القاموس: كجهينة موضع بالبادية وموضع بالعراق فيه قاتل علي عليه السلام الخوارج (3).

قال المسعودي رحمه الله تعالي في مروج الذهب:

ان رسول الخوارج إلي علي عليه السلام أخبر أن القوم قد عبروا نهر طخارستان (4) و، هذا النهر عليه قنطرة تعرف بقنطرة طخارستان إلي هذا الوقت بين حلوان وبغداد من جادة طخارستان، فقال علي عليه السلام: والله ما عبروا ولا يقطعونه حتي نقتلهم بالرميلة دونه.

(١) أي استحلوا مقاتلته عليه السلام " منه " ٢) الصحاح: ٤ / 1374 3) القاموس: 4 / 55 4) وفي المصدر كلها طبرستان

(١٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)

وما أدري أني هي.

____________________

ثم تواترت عليه الاخبار بقطعهم هذا النهر وعبورهم هذا الجسر، وهو يأبي ذلك ويحلف أنهم لم يعبروه وأن مصارعهم دونه، ثم قال: سيروا إلي القوم فوالله لا يفلت منهم الا عشرة ولا تقتل منكم الا عشرة فسار علي عليه السلام فأشرف عليهم وقد عسكروا بالموضع المعروف بالرميلة علي حسب ما قال لا صحابه.

فلما أشرف عليهم قال: الله أكبر صدق الله ورسوله صلي الله عليه وآله فتصاب القوم فوقف عليهم عليه السلام بنفسه فدعاهم إلي الرجوع والتوبة، فأبوا ورموا أصحابه، ثم بعد ذكر القتال وقتلهم عن آخرهم الا عشرة منهم وقتل مخدج وصفته ووقوع كل ما أخبر به علي عليه السلام علي طباق ما قد أخبر به عليه السلام.

قال: فعسكر عليه السلام بالنخيلة فجعل أصحابه يتسللون ويلحقون بأوطانهم، فلم يبق معه الا نفر يسير (1).

قوله رضي الله عنه: وما أدري أني هي أني بفتح الهمزة وتشديد النون المفتوحة بعدها ظرفية، أي ما أدري أين تكون هذه المسعفات الصاقبات من الطرقات أو أين تكون هذه السعفات أي جرائد النخل بالطرقات.

وفي بعض النسخ " أي هي " بالياء المشددة المنونة بالرفع بعد الهمزة المفتوحة أي ما أدري مكان هي.

في مروج الذهب: ان أول من قاتل

من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام يوم النهروان أبو أيوب الأنصاري حمل علي زيد بن حصين من الخوارج فقتله (2)،

(1) مروج الذهب: 2 / 405 - 407 2) مروج الذهب: 2 / - 406

(١٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)

77 - وسئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وقتاله مع معاوية المشركين؟ فقال: كان ذلك منه قلة فقه وغفلة، ظن أنه انما يعمل عملا لنفسه يقوي به الاسلام ويوهي به الشرك وليس عليه من معاوية شئ كان معه أولم يكن ____________________

قوله رحمه الله تعالي: كان ذلك منه قلة فقه " كان " اما ناقصة و" قلة فقه " نصب علي الخبر، أو تامة، ونصب " قلة فقه " علي التمييز.

و" غفلة " منونة بالنصب عطفا علي قلة فقه، اما علي الخبر بعد الخبر، أو علي التميز، أو الواو بمعني أو، أي وقع ذلك منه اما من جهة قلة الفقه أو من جهة الغفلة.

و" ظن أنه " الخ جملة فعلية بيانا للغفلة وقلة الفقه.

و" يوهي " بضم ياء المضارعة وكسر الهاء علي البناء للفاعل من باب الافعال يقال: وهي يهي وهيا أي ضعف، وأوهاه غيره يوهيه ايهاءا أي أضعفه.

وفي نسخة " يوهن " بالنون من الوهن بمعني الضعف أيضا يتعدي ولا يتعدي يقال: وهن إذا وهي وضعف، وأوهنتهم الحمي، ووهنتهم أيضا أي أوهنتهم وأضعفتهم.

في ابن مسعود وحذيفة ومنزلتهما هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود من كبار الصحابة، ذكر نسبه بما فيه من الأقوال في جامع الأصول ثم قال: وكان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحارث بن زهرة، وكان اسلام عبد الله قديما في أول الاسلام قبل

دخول النبي صلي الله عليه وآله دار الأرقم وقبل عمر بزمان، وقيل: كان سادسا في الاسلام ثم ضمه إليه رسول الله صلي الله عليه وآله وكان من خواصه، وكان صاحب سر رسول الله صلي الله عليه وآله وسواكه ونعليه وظهوره في السفر، هاجر إلي الحبشة وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد، وصلي إلي القبلتين وشهد له رسول الله صلي الله عليه وآله وقال رسول الله صلي الله عليه وآله: رضيت لامتي ما رضي لها ابن

(١٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الفضل بن شاذان (1)، خالد بن زيد (1)، الظنّ (1)

حذيفة وعبد الله بن مسعود 78 - وسأل عن ابن مسعود وحذيفة؟ فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود ____________________

أم عبد، وسخطت لها ما سخط لها ابن أم عبد (1).

وكان خفيف اللحم قصيرا شديد الأدمة، يكاد طوال (2) الرجل يوازيه جلوسا ولي القضاء بالكوفة وبيت مالها لعمر وصدرا من خلافة عثمان، ثم صار إلي المدينة فمات بها سنة اثنين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وله بضع وستون سنة.

حذيفة بن يمان أبو عبد الله العبسي من عظماء الصحابة ومن الأركان الأربعة في الاستقامة مع علي عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله علي قول، وقد أسلفنا ترجمته وما ينبغي أن يذكر في معناه (3).

واليمان اسمه حسيل بن جابر بن ربيعة العبسي، حسيل بضم الحاء وفتح السين المهملتين واسكان الياء المثناة من تحت واللام أخيرا، حالف بني عبد الأشهل فسماه قومهم يمان، لأنه حالف اليمانية، فحذيفة يعد من حلفاء الأنصار.

وخرج حذيفة هو وأبوه فأخذهما كفار قريش فقالوا: إنكما تريد ان محمدا فقالا: ما نريد الا المدينة، فأخذوا منهما عهد الله ان لا يقاتلا مع النبي صلي الله عليه وآله وأن ينصرفا إلي

المدينة.

فأتيا النبي صلي الله عليه وآله فأخبراه وقالا: ان شئت قاتلنا معك قال: بل نفي ونستعين الله عليهم ففاتتهما بدر، وشهد حذيفة أحدا وما بعدها، ومات بعد قتل عثمان بأيام يسيرة بعد أن بايع أمير المؤمنين عليه السلام وهو بالكوفة وعلي عليه السلام بالمدينة وقد بويع له.

قوله رحمه الله تعالي: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود لان حذيفة كان ركنا بضم الراء واسكان الكاف قبل النون، أي كان ركنا من

(١) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب: ٢ / 319 2) أي الطويل من الرجال قال في القاموس: طال طولا بالضم امتد كاستطال فهو طويل وطوال كغراب وهي أي يقال للمؤنث طويله بالهاء - بهاء " منه " 4 / 9 3) أي في شأنه وأمره أو معناه اللغوي

(١٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن مسعود (1)

لان حذيفة كان ركنا وابن مسعود خلط ووالي القوم ومال معهم وقال بهم، وقال أيضا:

____________________

الأركان الأربعة بالاستقامة في موالاة علي بن أبي طالب عليه السلام ومتابعته ومطاوعته إياه بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وهذا أحد القولين، وقد نقله الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال (1) والقول الأشهر أن رابع الأركان عمار بن ياسر مكان حذيفة بن يمان رضي الله تعالي عنهما.

قوله رحمه الله تعالي: وابن مسعود خلط ووالي القوم ومال معهم وقال بهم " خلط " بتشديد اللام من التخليط، " ووالي القوم " أي أظهر موالاتهم، " ومال معهم " أي حاص معهم عن طريق الحق، وحاد عن سواء السبيل، كما حاصوا وحادوا " وقال بهم " أي أذعن لهم وانقاد في ظاهر الامر.

وقد ورد الاخبار وصح أن ابن مسعود قد رجع عما وقع منه وتندم وتظاهر بالتندم

عليه.

ومن ذلك ما رواه الحاكم صاحب المستدرك علي الصحيحين وشواهد التنزيل والحافظ أبو نعيم صاحب حلية الأولياء وابن عبد البر صاحب الاستيعاب وأبو بكر ابن مردويه وأبو عبد الله بن السراج ورهط غيرهم بأسانيد معتبرة عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلي الله عليه وآله يابن مسعود انه قد نزلت في علي آية " فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة (2) " وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة، لكن لا أقول واعيا وعني له مؤديا، من ظلم عليا مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي.

فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمن أسمعت هذا من رسول الله صلي الله عليه وآله؟! قال:

نعم قلت له: وأتيت الظالمين، قال: لا جرم جليت عقوبة عملي وذلك أني

(1) رجال الشيخ: 37 2) سورة الأنفال: 25

(١٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: سورة الأنفال (1)

____________________

لم استأذن امامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان وأنا أستغفر الله وأتوب إليه (1).

ولهذا الحديث طرق متظافرة عن غير ابن مسعود من طريق ابن عباس ومن طريق عمار بن ياسر ومن طريق أبي ذر ومن عداهم من كبار الصحابة رضي الله تعالي عنهم، قد أوردناها ونقلناها عن العامة والخاصة في كتاب شرح التقدمة.

و" أتيت " من المواتاة بمعني المجازات والمماشاة والمساعفة والمساعدة.

و" جليت بضم الجيم وتشديد اللام المكسورة علي البناء للمفعول، وأصله جللت بلامين مشددة مكسورة وأخري بعدها ساكنة فاجتمعت ثلاث لامات فقلبت الأخيرة منها ياء، كما في التظني والتقضي ومشاكلتهما.

و" عقوبة عملي " منصوبة علي أنها منزوعة الخافض.

والمعني: غطيت بعقوبة عملي فشملتني وعمتني عقوبة ذلك، كما يشمل الثوب البدن ويغطيه ويعمه.

قال في أساس البلاغة: وجلله غطاه، وتجلل بثوبه تغطي به، ومن المجاز تجلله الهم

والمرض (2).

وفي الصحاح: وجلل الشئ تجليلا أي عم، والمجلل السحاب الذي يجلل الأرض بالمطر أي يعم، وتجليل الفرس أن تلبسه الجل، وتجلله أي علاه، وتجلله أي أخذ جلاله (3).

(١) شواهد التنزيل: ١ / ٢٠٦ رواه عن طرق مختلفة، والطرائف: ٣٦ والبحار ٣٨ / ١٥٥ ٢) أساس البلاغة: ٩٨ ٣) الصحاح: ٤ / 1660

(١٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)

ان من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام أبو الهيثم بن التيهان ____________________

السابقون الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكر منهم خمسة عشر رجلا بأسمائهم.

قوله رحمه الله تعالي: أبو الهيثم بن التيهان بالهاء المفتوحة والمثناة من تحت الساكنة ثم المثلثة المفتوحة قبل الميم، اسمه في المشهور مالك بن تيهان بالمثناة من فوق قبل المثناة من تحت المشددة المفتوحتين وقيل: بكسر الياء المشددة البلوي، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وخواصه من الصحابة، ذكره الشيخ في كتاب الرجال (1)، والعلامة في الخلاصة (2). والأصح أنه من شهداء أصحابه عليه السلام بصفين.

قال في المغرب: علي كرم الله وجهه قال لابن عباس: انك رجل تايه: أما علمت أن النبي صلي الله عليه وآله حرم لحوم الحمر. التيه: التحير والذهاب عن الطريق القصد، يقال: تاه في المفازة، وانما خاطبه بهذا حيث اعتقد أنه استحل ما حرم رسول الله، فجعله كالتارك للقصد والمايل عنه.

و" تيهان " فيعلان - بالفتح من تاه، وبه سمي والد أبي الهيثم مالك بن تيهان وهو من الصحابة.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: أبو الهيثم مالك بن التيهان بن مالك، وقيل: اسم التيهان مالك بن عمرو بن زيد، وفي نسبه خلاف فمنهم من يجعله أنصاريا من الأوس، ومنهم من يجعله بلويا من بلي

بن الحاف بن فضاعة، ويقال: انه حليف بني عبد الأشهل، شهد العقبة الأولي والثانية مع السبعين، وكان أحد الستة الذين لقوا رسول الله صلي الله عليه وآله قبل ذلك بالعقبة فيما زعم بنو عبد الأشهل، وهو أحد النقباء الاثنا عشر، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، روي عنه أبو هريرة، وقيل: مات في

(1) رجال الشيخ: 63 2) الخلاصة: 189

(١٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو الهيثم بن التيهان (1)

وأبو أيوب وخزيمة بن ثابت وجابر بن عبد الله وزيد بن أرقم ____________________

خلافة عمر سنة عشرين بالمدينة، وقيل: قتل مع علي عليه السلام بصفين سنة سبع وثلاثين وقيل: غير ذلك.

الهيثم بفتح الهاء وسكون الياء وبالثاء المثلثة، والتيهان بفتح التاء فوقها نقطتان وتشديد الياء تحتها نقطتان وكسرها وبالنون، وبلي بفتح الباء الموحدة وكسر اللام وتشديد الياء، والحاف بالحاء المهملة وكسر الفاء. انتهي كلام جامع الأصول (1).

قوله رحمه الله تعالي: وأبو أيوب قد سبق القول فيه في ترجمته.

قوله رحمه الله تعالي: وخزيمة بن ثابت وجابر بن عبد الله وكل منهما سيأتي ما في معناه في ترجمته.

قوله رحمه الله تعالي: وزيد بن أرقم ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في عداد من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة.

وذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال زيد بن أرقم الأنصاري عربي مدني خزرجي.

وذكره أيضا في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام.

وفي أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام (2).

وقال البرقي رحمه الله: هو الذي أظهر نفاق المنافقين من بني الخزرج (3).

يعني به ما حكاه التنزيل الكريم من قول عبد الله بن أبي رئيس المنافقين " لئن

(١) الفوائد الرجالية

من جامع الأصول غير مطبوع وهو يقع بعد الاجزاء الاثني عشر المطبوع 2) رجال الشيخ: علي الترتيب: 2 و 41 و 68 و 73 3) رجال البرقي: 2

(١٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: جابر بن عبد الله (1)، خزيمة بن ثابت (1)، زيد بن أرقم (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، الترتيب (1)

وأبو سعيد الخدري وسهل بن حنيف والبراء بن مالك ____________________

رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " (1) قال ذلك وعني بالأعز نفسه، فسمع بذلك زيد بن أرقم وهو حدث فقال: أنت والله الذليل القليل المبغض في قومه، ومحمد في عزة من الرحمن وقوة من المسلمين فقال عبد الله: أسكت فإنما كنت ألعب، فأخبر زيد رسول الله صلي الله عليه وآله.

وقال الذهبي في مختصره: زيد بن أرقم الخزرجي بالكوفة، عن أسبع عشرة مرة، عن طاوس وأبو إسحاق، وكان من خواص علي، توفي 68، وقيل 66.

وليعلم أن والد زيد بن أرقم هو أرقم بن زيد بن قيس الأنصاري، وفي كنية زيد بن أرقم أقوال أربعة: أبو عمر وأبو عامر وأبو أنية (2)، وأما الذي كان النبي صلي الله عليه وآله يسكن داره بمكة صدر الاسلام فهو الأرقم بن أبي الأرقم، واسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله عمر بن مخزوم: كانت داره علي الصفا بمكة وهي التي دخلها النبي صلي الله عليه وآله، أول زمان النبوة وكان يكون فيها، ففيها دعي الناس إلي دين الاسلام وفيها أسلم خلق كثير، وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرا واحدا والمشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وسلم ومات سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهو ابن بضع وثمانين سنة.

قوله رحمه الله تعالي: وأبو سعيد الخدري، وسهل بن

حنيف قد تقدمت ترجمة سهل بن حنيف، وأبو سعيد الخدري سيجئ ما في معناه في ترجمته.

قوله رحمه الله تعالي: والبراء بن مالك قال الشيخ رحمة الله في كتاب الرجال في باب من روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة: البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك، شهد أحدا والخندق، وقتل يوم تستر (3).

(١) سورة المنافقون: ٨ 2) في " ن " أبو أنيسه 3) رجال الشيخ: 8

(١٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (1)، البراء بن مالك (1)، سهل بن حنيف (1)، سورة المنافقون (1)

وعثمان بن حنيف ____________________

وفي جامع الأصول وغيره: البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم أخو أنس لأبيه وأمه، وشهد أحدا وما بعدها مع النبي (ص) وكان شجاعا، روي أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم علي الله للأبره، منهم البراء بن مالك (1). فلما كان يوم تستر انكشف الناس فقالوا: يا براء أقسم علي ربك فقال: أقسم عليك أي رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك فاستشهد.

قوله رحمه الله تعالي: وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف، عثمان بن حنيف بن واهب أبو عبد الله الأنصاري ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال:

عثمان ابن حنيف الأنصاري عربي (2).

وذكر المسعودي في مروج الذهب مسير عثمان بن حنيف الأنصاري إلي البصرة علي خراجها من قبل علي عليه السلام قال: وسار القوم نحو البصرة في ست مائة راكب، فانتهوا في الليل إلي ماء لبني كلاب يعرف بالحوأب عليه أناس من بني كلاب، فعوت كلابهم علي الركب، فقالت عائشة: ما اسم هذا الموضع؟ فقال لها

السائق لجملها: الحوأب فاسترجعت وذكرت ما قيل لها في ذلك وقالت: ردوني إلي حرم رسول الله لا حاجة لي في المسير.

فقال الزبير: بالله ما هذا الحوأب ولقد غلط فيما أخبرك به، وكان طلحة في ساقة الناس فحلقها فاقسم أن ذلك ليس بالحوأب، وشهد معهما خمسون ممن كان معهم فكان ذلك أول شهادة زور أقيمت في الاسلام، فأتوا البصرة فخرج إليهم عثمان ابن حنيف فما نعم وجري بينهم قتال إلي آخر ما ذكره (3).

(1) جامع الأصول: - 10 / 61 2) رجال الشيخ: 47 3) مروج الذهب: 2 / 357 - 358

(١٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: عثمان بن حنيف (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

وعبادة بن الصامت، ثم ممن دونهم قيس بن سعد بن عبادة ____________________

قوله رحمه الله تعالي: وعبادة بن الصامت ممن أسلم قديما وثبت في الايمان مستقيما، وهو السبب في اسلام كعب بن عجرة، وقد كانت بينهما صداقة.

ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال فيمن روي عن النبي صلي الله عليه وآله من الصحابة (1).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: عبادة بن الصامت ابن أخي أبي ذر ممن أقام بالبصرة وكان شيعيا (2).

وفي جامع الأصول: عبادة بضم العين وتخفيف الباء الموحدة. وقال الدارقطني وأبو بكر البرقي وغيرهما من العامة: عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم ابن فهر بن ثعلبة، يكني أبا الوليد شهد العقبة مع السبعين، وهو أحد النقباء الاثنا عشر، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وآله، وكان يعلم أهل الصفة القرآن، وله من الولد الوليد ومحمد، ومات بالرملة من أرض الشام، وقيل: بيت المقدس سنة أربع وثلاثين، وهو ابن اثنتين وسبعين، وقيل: بقي حتي توفي في

خلافة معاوية (3).

قوله رحمه الله: قيس بن سعد بن عبادة قد أسلفنا ذكره في حديث المتحورين من السابقين، وهم الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام وأبوا أن يبايعوا فلانا وفلانا، وسيعاد ما في معناه مبسوطا في ترجمته

(1) رجال الشيخ: 23 2) رجال الشيخ: 47 3) مخطوط لم أظفر عليه

(١٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبادة بن الصامت (1)، سعد بن عبادة (1)

وعدي بن حاتم وعمرو بن الحمق وعمران بن الحصين ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عدي بن حاتم عدي بالمهملتين المفتوحة ثم المكسورة قبل الياء المشددة ابن حاتم بن عبد الله أبو طريف الطائي.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في الصحابة، وفي أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (1).

وفي مختصر الذهبي: عدي بن حاتم عبد الله بن سعد الطائي الجواد بن الجواد، أسلم سنة سبع، عنه الشعبي وأبو إسحاق وسعيد بن جبير، نزل قرقيسا منعزلا قال ابن سعد: مات 68 عن مأة وعشرين سنة.

قوله رحمه الله: وعمرو بن الحمق سيورد أمره في ترجمته من ذي قبل.

قوله رحمه الله تعالي: وعمران بن الحصين هو أبو نجيد بضم النون وفتح الجيم علي التصغير، عمران بن الحصين - باهمال الصاد المفتوحة بعد الحاء المهملة المضمومة - ابن عبيد بن خلب بن عبد نهم - بفتح النون واسكان الهاء - الخزاعي الأزدي.

ذكره الشيخ رحمه الله في الصحابة (2).

قال أكثر علماء الحديث والرجال من العامة، أسلم قديما، وغزا مع النبي صلي الله عليه وآله غزوات، ولم يزل في بلاد قومه، ثم تحول إلي البصرة إلي أن مات بها في خلافة معاوية، وكان به مرض، فكانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوي انقطع التسليم ثم عاد إليه.

وقال الذهبي: منهم عمار بن حصين الخزاعي أبي نجيد أسلم مع أبي

هريرة، وكانت الملائكة تسلم عليه مات 52.

(1) رجال الشيخ: 23 و 49 2) رجال الشيخ: 32

(١٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: عدي بن حاتم (1)، عمرو بن الحمق (1)

وبريدة الأسلمي ____________________

وفي جامع الأصول: أسلم هو وأبوه عام خيبر، وسكن البصرة إلي أن مات بها سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلاث، وكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، وسئل عمران بن الحصين عن متعة النساء فقال: أتانا بها كتاب الله وأمرنا بها رسول الله صلي الله عليه وآله ثم قال فيها رجل برأيه ما شاء فلا يتبع قوله، ولو لم ينه عنه مازني الا شقي.

يعني به عمر بن الخطاب ونهيه عنها برأيه في مقابلة نص الكتاب والسنة.

قوله رحمه الله تعالي: وبريدة الأسلمي هو أخو أبي داود لامه، وقد سبق في ترجمته أبي داود في حديث أبي داود في حديث عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله صلي الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا أن يسلما علي علي عليه السلام بأمرة المؤمنين. وهو أبو عبد الله الأسلمي بريدة - بضم الموحدة وفتح الراء واسكان المثناة من تحت ثم الدال المهملة والهاء أخيرا - ابن الحصيب - بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين علي التصغير - ابن عبد الله بن الحارث.

وفي القاصرين من يصحف غالطا فيعجم الخاء ويفتحها ويكسر الصاد المهملة بعدها.

قال في القاموس في ح ص ب: بريدة بن الحصيب كزبير صحابي ومحمد بن الحصيب حفيده (1).

وفي المغرب: البردة بالهاء كساء مربع أسود صغير وبها كني أبو بردة بن نيار صاحب الجذعة واسمه هاني، وبتصغيرها سمي بريدة بن الحصيب وابنه سليمان بن بريدة، يروي عن أبيه وعنه علقمة.

والشيخ رحمه الله في كتاب الرجال ذكره في عدد الصحابة قال: بريدة بن الحصيب الأسلمي، وقيل: أبو

الحصيب (2)، ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام

(1) القاموس: 1 / 55 2) رجال الشيخ: 10 وفيه الخصيب بالخاء المعجمة

صفحه(١٨٧)

وبشر كثير.

____________________

وقال: بريد بن الحصيب الأسلمي الخزاعي مدني عربي (1).

وفي مختصر الذهبي: بريدة بن الحصيب الأسلمي شهد خيبر، عنه ابناه والشعبي وعدة، توفي 62.

قوله رحمه الله تعالي: وبشر كثير أي كثير من الناس من أعيان الصحابة ومن خيار التابعين، فهذه عبارة شائعة معروفة دائرة علي ألسن العلماء من العامة والخاصة، لا سيما في علم الرجال فكثير ا ما يذكرون رجلا ويقولون: روي عنه بشر كثير، أو خلق كثير، أو أمم، أو طائفة أو جماعة كثيرة.

ومن عجائب التحريفات والأغاليط ما قد وقع فيه بعض من يتمهر من القاصرين حيث (2) حرف بشر كثير إلي بشر بن كثير ثم لم يقنع بذلك، بل بني عليه أن بشر ابن كثير رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ومن السابقين الذين رجعوا إليه، وتمسك في ذلك بقول أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي، ولم يعرف أنه ليس في الرجال من يقال له بشر به كثير في شئ من كتب الرجال، ولم يحر له ذكر في شئ من الطرق والأسانيد أصلا، فلا تكونن من الجاهلين.

(1) رجال الشيخ: 35 2) تعريض إلي الرجالي الشهير الميرزا محمد الأستر آبادي في كتابه منهج المقال حيث قال: بشر بن كثير عن الفضل بن شاذان أنه من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)

(١٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الفضل بن شاذان (1)، بشر بن كثير (1)

____________________

بلال رضي الله تعالي عنه وصهيب موليان بلال بن رباح بالموحدة بعد الراء المفتوحة والمهملة بعد الألف، واسم امه حمامة مولاة

بني جمح، وكان يعذبه قومه ويذكرون اللات والعزي، وهو يذكر الله سبحانه ويقول: أحد أحد، شهد مع النبي صلي الله عليه وآله بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وهو أول من أذن لرسول الله صلي الله عليه وآله، وكان يؤذن له حضرا وسفرا، وكان خازنه علي بيت ماله، وهو سابق الحبشة، فلما توفي رسول الله صلي الله عليه وآله لم يؤذن لاحد، خرج من المدينة فذهب إلي الشام، ومات بدمشق وقيل: مات بحلب سنة عشرين وقيل: ثماني عشرة، ودفن هنالك، وكان نحيفا طوالا شديد الأدمة.

ذكره الشيخ في الصحابة وقال: بلال مولي رسول الله صلي الله عليه وآله شهد بدرا، وتوفي بدمشق في الطاعون، سنة ثماني عشرة، كنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو عمرو، ويقال:

أبو عبد الكريم. وهو بلال بن رياح مدفون بباب الصغير بدمشق (1).

" صهيب " يكني أبا يحيي، وهو ابن سنان بن مالك بن عبد عمرو النميري، بفتحتين نسبة إلي نمر بن قاسط، بكسر الميم بعد النون المفتوحة، سبي وهو غلام صغير كانت منازلهم بأرض الموصل فيما بين دجلة والفرات وأغارت الروم علي تلك الناحية فسبته صغيرا فنشأ بالروم، فأبتا عته منهم كلب ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي فاعتقه.

ويقال: انه لما كبر في الروم وعقل وهرب منهم وقدم مكة، فحالف عبد الله بن جدعان، بضم الجيم واسكان الدال المهملة واهمال العين، فأقام معه إلي أن هلك وبعث النبي صلي الله عليه وآله، فأسلم قديما بمكة.

قال في جامع الأصول يقال: إنه أسلم هو عمار بن ياسر في يوم واحد ورسول الله صلي الله عليه وآله بدار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلا، وكان من المستضعفين المعذبين في الله

(1) رجال الشيخ: 8

صفحه(١٨٩)

بلال وصهيب

موليان 79 - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، قال حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، ____________________

ثم هاجر إلي المدينة بعد هجرة النبي، صلي الله عليه وآله شهد بدرا والمشاهد كلها: وهو سابق الروم. مات بالمدينة سنة ثمان وثلاثين عن سبعين سنة، وقيل: سنة تسع وثلاثين وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ودفن بالبقيع.

ذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في عداد الصحابة (1)، ولم يزد علي مجرد ذكره بقوله: صهيب بن سنان شيئا.

والحسن بن داود أورده في كتابه قسم الضعفاء وقال: صهيب مولي رسول الله صلي الله عليه وآله (2).

قوله رحمه الله تعالي: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم هو محمد بن إبراهيم الوراق من أهل سمرقند، ذكره الشيخ رحمه الله في باب لم (3).

فأما محمد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب الذي كان يتفقه علي مذهب الشافعي ظاهرا، ويري رأي الشيعة في الباطن، وكان ففيها علي المذهبين، وله في المذهبين كتب: فهو وإن كان في هذه الطبقة يروي عنه ابن عبدون، الا أنه ليس هذا الذي روي عنه أبو عمرو الكشي رحمه الله، وكنيته أبو الحسن ويعرف بأبي بكر الشافعي، لا أبو عبد الله.

قوله رحمه الله: علي بن محمد بن يزيد القمي في بعض النسخ " بريدة " مكان يزيد

(١) رجال الشيخ: ٢١ ٢) رجال ابن داود: ٤٦٢ 3) رجال الشيخ: 497

(١٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد بن يزيد (1)، محمد بن إبراهيم (1)، أبو عبد الله (1)، كتاب رجال ابن داود (1)

قال حدثني عبد الله بن محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عبد الله بن محمد بن عيسي عبد الله بن محمد

هذا هو أخو أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري القمي، ولقبه بنان، كما سيذكره أبو عمرو الكشي رحمه الله في مقامه من ذي قبل، فيورد في الأسانيد بلقبه فيقال: عن بنان بن محمد.

وبعض شهداء المتأخرين رفع الله درجته كأنه لم يعثر علي ذلك فكثيرا ما في شرح الشرائع يحكم علي الحديث بعدم الصحة، بأن في طريقه بنان بن محمد وهو مجهول، فنحن في المعلقات علي الاستبصار وعلي التهذيب وفي كتاب ضوابط الرضاع قد نبهنا علي فساد قوله وأوضحنا حال الرجل.

وفي الكافي في بعض أبواب كتاب الصوم، محمد بن يحيي عن بنان بن محمد عن أخيه عبد الرحمن بن محمد (1).

وعلي هذا فيكون أحمد وبنان وعبد الرحمن ثلاثة أخوة، وهم أبناء محمد بن عيسي.

ومن أعا جيب الأوهام تحامل (2) احتمال الواو مكان " ابن " في قول الشيخ في الاستبصار في باب الجهر ب " بسم الله الرحمن الرحيم " فأما ما رواه سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير (3). ونفي البعد عن كون محمد هو محمد ابن محمد بن عيسي، فيكون أخا أحمد بن محمد بن عيسي.

فلم يبلغني عن أحد فيما وقع إلي إلي الان أن لمحمد بن عيسي ابنا يقال له:

محمد، فلا تكونن من المتوهمين.

(١) الكافي: ٤ / ١٧٤ باب الفطرة ح ٢٢ ٢) تحامله صاحب المنتقي " منه " ٣) الاستبصار: ١ / 312

(١٩١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، ابن أبي عمير (1)، هشام بن سالم (1)

عبد الله عليه السلام قال كان بلال عبدا صالحا وكا ن صهيب عبد سوء كان يبكي علي عمر.

أسامة بن زيد 80 - حدثنا محمد بن مسعود، قال

حدثني علي بن محمد قال حدثني محمد ____________________

قوله عليه السلام: وكان بلال عبدا صالحا وروي الصدوق أبو جعفر ابن بابويه رضوان الله تعالي عليه في الفقيه عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام أنه قال: إن بلالا كان عبدا صالحا فقال: لا أؤذن لاحد بعد رسول الله صلي الله عليه وآله فترك يومئذ " حي علي خير العمل " (1).

وفي الفقيه أيضا: روي منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هبط جبرئيل عليه السلام بالاذان علي رسول الله صلي الله عليه وآله وكان رأسه في حجر علي عليه السلام فأذن جبرئيل عليه السلام وأقام، فلما انتبه رسول الله صلي الله عليه وآله قال: يا علي سمعت؟ قال: نعم يا رسول الله فقال: حفظت؟ قال: نعم قال: ادع بلا لا فعلمه، فدعا بلا لا فعلمه (2).

أسامة بن زيد قال الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في باب الصحابة: أسامة بن زيد بن شراحيل مولي رسول الله صلي الله عليه وآله أمه أم أيمن اسمها بركة مولاة رسول الله صلي الله عليه وآله كنيته أبو محمد، ويقال: أبو زيد (3).

شراحيل بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء المهملة.

وقال في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أسامة بن زيد بن حارثة مولي رسول الله صلي الله عليه وآله، والأصل من كليب ونسبه معروف (4).

(١) من لا يحضره الفقيه: ١ / ١٨٤ ٢) من لا يحضره الفقيه: ١ / 183 3) رجال الشيخ: 3 4) رجال الشيخ: 34

(١٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: أسامة بن زيد (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (2)

ابن أحمد، عن سهل بن زاذويه، عن أيوب بن نوح،

عمن رواه، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الحسن بن علي عليه السلام كفن أسامة بن زيد في برد أحمر حبرة.

____________________

وقال ابن عبد البر: أبو محمد أسامة بن زيد بن حارثة الحب بن الحب، أمه أم أيمن، وهاجر مع رسول الله صلي الله عليه وآله، وكان النبي يحبه حبا شديدا، واستعمله وهو ابن ثماني عشرة سنة (1).

وفي مختصر الذهبي: أسامة بن زيد بن حارثة حب رسول الله صلي الله عليه وآله وابن حبه، مات 54، الحب بالكسر المحبوب.

وفي الصحاح والقاموس: شراحيل لا ينصرف عند سيبويه في معرفة ولا نكرة، لأنه بزنة جمع الجمع، وعند الأخفش ينصرف في النكرة فإذا حقرته انصرف عندها لأنه عربي، وفارق السراويل لأنها أعجمية (2).

فقد علم مما ذكرنا أن والد أسامة بن زيد زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي - وليس هو زيد بن حارثة الأوسي الأنصاري.

ذكره الشيخ أيضا في باب الصحابة وقال: وليس بأبي أسامة بن زيد (3).

قوله رحمه الله تعالي: عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري وهو عبد الغفار الجازي، وقد سبق في ترجمة سهل بن حنيف.

والشيخ رحمه الله في التهذيب روي هذا الحديث عن أيوب بن نوح عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري، كما رواه أبو عمرو الكشي، ورواه أيضا بسند متصل صحيح عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن علي بن

(١) الاستيعاب: ١ / ٥٧ المطبوع علي هامش الإصابة ٢) الصحاح: ٥ / 1734 والقاموس 3 / 400 3) ذكره في أصحاب علي (عليه السلام) قال: زيد بن حارثة وليس بأبي أسامة بن زيد، الرجال ص 42

(١٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)،

الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أسامة بن زيد (2)، أيوب بن نوح (1)، زيد بن حارثة (1)

81 - محمد بن مسعود، قال أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن سلمة بن محرز، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ألا أخبركم بأهل ____________________

نعمان عن أبي مريم الأنصاري قال: سمعت أبا جعفر يقول الحديث (1).

قوله رحمه الله تعالي: أحمد بن منصور عن أحمد بن الفضل محمد بن منصور بن نصر الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام يقال له: أحمد بن منصور، وقد نقلنا ذلك فيما سبق عن الشيخ في كتاب الرجال.

وأحمد بن الفضل الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام واقفي قاله الشيخ أيضا في كتاب الرجال (2).

فالطريق به ضعيف ولو لاه لكان الطريق قويا بأحمد بن منصور وبسملة بن محرز (3) القلانسي الكوفي أيضا، وهو من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام.

وأما محمد بن زياد وهو محمد بن الحسن بن زياد العطار يقال له: محمد بن زياد ثقة (4).

قال العلامة في الخلاصة: قال الكشي: روي أنه رجع ونهينا أن نقول الا خيرا في طريق ضعيف، ذكرناه في كتابنا الكبير، ثم قال: والأولي عندي الوقف في روايته (5).

قلت: لابل الأولي قبول روايته لصحيحة أبي مريم الأنصاري من طريق التهذيب في تكفين مولانا أبي محمد الحسن عليه السلام إياه (6)، وسائر الروايات المتعاضدة

(١) تهذيب الأحكام: ١ / ٢٩٦ ٢) رجال الشيخ: ٣٤٤ ٣) بضم الميم واسكان الحاء المهملة وكسر الراء والزاء أخيرا " منه " ٤) راجع رجال النجاشي: ٢٨٥ ٥) الخلاصة: ٢٣ ٦) تهذيب الأحكام: ١ / 296

(١٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام

محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أحمد بن الفضل (1)، محمد بن زياد (1)، سلمة بن محرز (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (2)

الوقوف، قلنا: بلي. قال أسامة بن زيد وقد رجع فلا تقولوا الا خيرا، ومحمد بن مسلمة، وابن عمر مات منكوبا.

____________________

في أن أمير المؤمنين عليه السلام قد عذره في الوقوف علي متابعته ومبايعته ودعوة الناس إليه، واظهار أن الحق فيه ومعه وفيما قد وقع منه من الممايلة والمسايرة مع أولئك الأقوام والمواتاة لهم والمجازات والمماشاة معهم، ونقض الميثاق الذي قد أخذه منهم رسول الله صلي الله عليه وآله يوم الغدير، ومراعاة العهد الذي كان جري بينه وبينهم بعده.

ولان الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال أورده في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (1) ولم يطعن (2) له أصلا.

ولتظافر الاخبار في أنه كان حب رسول ل الله صلي الله عليه وآله وابن حبه (3).

ومن الصحيح الثابت عند نقلة الاخبار وجملة الروايات أن أسامة بن زيد لم يبايع أبا بكر حتي مات وقال: رسول الله صلي الله عليه وآله أمرني عليك فمن أمرك علي.

قوله عليه السلام: ومحمد بن مسلمة وابن عمر مات منكوبا يعني محمد بن مسلمة أيضا رجع بعد الوقوف كما أسامة، فلا تقولوا فيه الا خيرا، وابن عمر من أهل الوقوف ولم يرجع ومات منكوبا.

أو يعني كل منهما مات منكوبا - بالنون قبل الكاف والباء الموحدة بعد الواو - أي معد ولا به عن طريق الحق وعن سبيل الاستقامة.

يقال: نكب عن الطريق إذا عدل عنه: ونكب به عنه غيره ونكبه عنه تنكيبا إذ أحرفه وأزاغه عنه، وطريق منكوب علي غير قصد واستقامة.

محمد بن مسلمة ذكره

الشيخ رحمه الله تعالي في باب الصحابة (4).

(1) رجال الشيخ: 34 2) وفي " ن " فيه 3) رواه في جامع الأصول: 10 / 26 و 27 4) رجال الشيخ: 27

(١٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: أسامة بن زيد (1)، الموت (1)

____________________

وفي جامع الأصول: هو أبو عبد الله وقيل: أبو عبد الرحمن محمد بن مسلمة ابن خالد بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن ملك بن أوس الأنصاري الحارثي الأشهلي، وقيل: في نسبه غير ذلك.

شهد المشاهد كلها الا في تبوك، وكان من فضلاء الصحابة، وكان من الذين أسلموا علي يد مصعب بن عمر بالمدينة، ومات بها سنة ثلاث، وقيل: ست، وقيل:

سبع وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وفي نسبة خلاف غير ما قيل أولا.

مجدعة بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الدال المهملة.

وفي مختصر الذهبي: محمد بن مسلمة الخزرجي بدري جليل، مات في عشر ثمانين بالمدينة سنة 43.

" ابن عمر " هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ذكره الشيخ رحمه الله في الصحابة (1).

وفي جامع الأصول: أسلم مع أبيه بمكة وهو صغير، وقد ذهب قوم إلي أنه أسلم قبل أبيه ولم يصح، ولم يشهد بدرا واختلفوا في شهوده أحدا.

والصحيح أن أول مشاهده الخندق وقيل: إنه استصغر يوم بدر وأجازه النبي صلي الله عليه وآله يوم أحد، وروي نافع أنه رده يوم أحد لأنه كان ابن أربع عشر سنة، وشهد ما بعد الخندق من المشاهد، وكان من أهل الورع والعلم والزهد شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتياه.

ولد قبل الوحي بسنة، ومات بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر وقيل: بسنة أشهر، ودفن بذي طوي في مقبرة المهاجرين، وقيل: دفن بفخ، وله أربع وثمانون سنة، وقيل: ستة وثمانون، روي

عنه خلق كثير، منهم ابناه سالم وحمزة ونافع مولاه انتهي كلام جامع الأصول.

(1) رجال الشيخ: 22

صفحه(١٩٦)

82 - قال أبو عمرو الكشي: وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني، قال حدثني جعفر بن محمد المدايني، عن موسي بن القاسم العجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهما السلام قال: كتب علي عليه السلام إلي والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا، فأما أسامة بن زيد ____________________

ومن تعاجيب الأوهام الفاسدة لبعض من أدرك عصرنا حسبانه أن ابن عمر في هذا الحديث هو الذي تقدم أنه قال لمعاوية يوم قتل عمار بن ياسر رضي الله تعالي عنه: اني معكم ولست أقاتل ان أبي شكاني إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال لي رسول الله صلي الله عليه وآله " أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه " فأنا معكم ولست أقاتل (1).

فيا عجبا لهذا المتوهم كيف اعتراه هذا الحسبان، ولم يعلم أن ذاك عبد الله بن عمرو بن العاص كان في معسكر معاوية مع أبيه، وذا عبد الله بن عمر بن الخطاب فارق معسكر معاوية إذ شاهد قتل عمار، لقول النبي صلي الله عليه وآله: تقتله الفئة الباغية. ولم يرجع إلي أمير المؤمنين عليه السلام بل خرج من عند معاوية منصرفا إلي الحجاز وأقام بمكة إلي أن توفي بها.

قوله رحمه الله تعالي: وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني وهو محمد بن أحمد بن نعيم النيسابوري الشاذاني - بالمعجمتين والنون - من أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام، أنفذ بما اجتمع عنده من مال الغريم إليه عليه السلام وزاده من ماله، فورد عليه الجواب منه عليه السلام

قد وصل إلي ما أنفذت إلي من خاصة مالك وهو كذا وكذا تقبل الله منك.

قوله عليه السلام: لا تعطين سعدا ولا ابن عمر ومن الفئ شيئا يعني سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر.

قال المسعودي في مروج الذهب: حدث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري،

(1) القائل هو الرجالي الميرزا محمد الاسترآبادي في كتاب منهع المقال: 209

(١٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، موسي بن القاسم العجلي (1)، أبو عمرو الكشي (1)، أسامة بن زيد (1)، جعفر بن محمد (1)

____________________

عن محمد بن حميد الرازي، عن أبي مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، قال: لما حج معاوية طاف بالبيت ومعه سعد، فلما فرغ انصرف معاوية إلي دار الندوة وأجلسه معه علي سريره ووقع في علي عليه السلام وشرع في سبه، فزحف سعد.

ثم قال: أجلستني معك علي سريرك، ثم شرعت في سب علي، والله لا ن تكون لي خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، والله لان أكون صهر رسول الله صلي الله عليه وآله وأن لي من الولد ما لعلي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

والله لا يكون رسول الله صلي الله عليه وآله قال لي ما قال له يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا ليس بفرار يفتح الله علي يديه " أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

والله لان يكون صلي الله عليه وآله قال لي ما قال له في غزوة تبوك: " ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه

لا نبي بعدي " أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، وأيم الله لا دخلت لك دارا ما بقيت ثم نهض.

ووجدت في وجه آخر من الروايات أن سعدا لما قال لمعاوية هذه المقالة ثم نهض ليقوم قال له معاوية: فهلا نصرته؟ ولم تكن قعدت عن بيعته.

وكان سعد وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة ممن قعد عن بيعة علي بن أبي طالب، وأبوا أن يبايعوه، وغيرهم مما ذكرنا من القعود عن بيعته، وذلك أنهم قالوا: إنها فتنة انتهي كلام مروج الذهب (1).

وقد ذكر قبل هذا الكلام نقلا عن أبي مخنف لوط بن يحيي وغيره أن هؤلاء المتخلفين قد رجعوا إليه أخيرا وبايعوه عليه السلام جميعا

(1) مروج الذهب: 3 / 14

(١٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه.

____________________

قوله عليه السلام: فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه يقال: عذرته وأعذرته فهو معذور ومعذر، يعني عليه السلام قبلت عذره وصدقته في اليمين التي كانت عليه في ذلك فقد أتي فيه بما كان يجب عليه وحلف علي وجه يستوجب القبول والتصديق.

قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث " يمينك علي ما يصدقك به صاحبك " أي يجب عليك أن تحلف له علي ما يصدقك به إذا حلفت له (1).

قوله عليه السلام: فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه وهي يمينه بعد قتله مرداس والمعاتبة علي ذلك التنزيل الكريم ان لا يقتل من بعد من يقول " لا إله إلا الله " أبدا.

وبيانه: أن رجلا كان يقال له مرداس من أهل فدك أسلم ولم يسلم من قومه غيره، فبعث رسول الله صلي الله عليه وآله

سرية يغزوهم، فهربوا وبقي مرداس ولم يكن من الهاربين متكلا علي اسلامه، وإذ رأي الخيل ألجأ غنمه إلي عاقول في الجبل وصعد فلما تلاقوا وكبروا كبر ونزل وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد واستار غنمه فأخبروا بذلك رسول الله صلي الله عليه وآله فوجد عليه وجدا شديدا وقال: قتلتموه ابتغاءا لما معه وطمعا فيه.

فنزل قوله سبحانه وتعالي " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقي إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا " (1) الآية فحلف أسامة أن لا يقتل رجلا يقول لا إله إلا الله، وبذلك اعتذر أمير المؤمنين عليه السلام حيث تخلف عنه في وقعة الجمل وقتال الناكثين.

وهذا مدخول غير مقبول لوجوب طاعته عليه السلام علي أنه كان قد سمع

(1) نهاية ابن الأثير: 5 / 302 2) النساء: 94

(١٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

____________________

رسول الله صلي الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام حربك حربي وسلمك سلمي وأنك تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين، وغير ذلك مما سد علي المتخلفين باب الاعتذار، ولكن العذر عند كرام الناس مقبول، ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وتسليماته عليه أعلم بالقضايا والاحكام فليعلم (1) أبو سعيد الخدري ذكره الشيخ رحمه الله في الصحابة قال: سعد أبو سعيد الخدري (2)، ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: سعد بن مالك الخزرجي يكني أبا سعيد الخدري الأنصاري العربي المدني (3).

وأبو الحسن المسعودي أورده في عداد الذين قعدوا وتثبطوا عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام، ثم ذكر أنهم رجعوا إليه عليه السلام واعتذروا وبايعوا جميعا.

" الخدري " بضم الخاء وسكون الدال المهملة منسوب إلي

خدرة، واسمه الأبحر ابن عوف بن حارث، وقيل: خدرة أم أبحر والأول أشهر، وهم بطن من الأنصار كذا في جامع الأصول.

وفي المغرب: خدرة بالسكون حي من العرب إليهم ينسب أبو سعيد الخدري.

قال ابن عبد البر: أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة الخدري، قال أبو سعيد: عرضت يوم أحد علي النبي صلي الله عليه وآله وأنا ابن ثلاث عشرة فجعل أبي يأخذ بيدي فيقول: يا رسول الله انه عبل العظام وإن كان مؤدنا أي قصيرا، وجعل النبي صلي الله عليه وآله يصعد في ويصوب.

(1) هذه التعليقة توجد في نسخة " م " فقط، بخط السيد الداماد رحمه الله.

2) رجال الشيخ: 20 3) رجال الشيخ: 43

صفحه(٢٠٠)

أبو سعيد الخدري 83 - حمدويه، قال حدثنا أيوب، عن عبد الله بن المغيرة، قال حدثني ذريع عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ذكر أبو سعيد الخدري، فقال: كان من أصحاب رسول الله ____________________

ثم قال: رده فردني فخرجنا نتلقي رسول الله حين أقبل من أحد، فنظر إلي فقال: سعد بن مالك؟ قلت: نعم يأبي وأمي، فدنوت فقبلت ركبته، فقال: آجرك الله في أبيك وكان قتل يومئذ شهيدا.

توفي أبو سعيد في يوم الجمعة سنة أربع وسبعين ودفن بالبقيع، وهو ابن أربع وتسعين (1).

قال الذهبي: سعد بن مالك أبو سعد الخدري من أصحاب الشجرة فقيه، عنه ابن المسيب وأبو بصيرة، توفي 74.

قلت: أبو سعيد الخدري كان علي الاستقامة ومات علي الاستقامة، شهد الجمل والصفين والنهروان، وهو ممن يروي حديث المارقة الخوارج، ووصف المخدج ذي الثدية منهم، وقتله يوم النهروان علي صفته التي كان يخبر بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله رحمه الله تعالي: قال حدثني ذريح هو أبو الوليد ذريح

- باعجام الذال المفتوحة وكسر الراء واسكان الياء المثناة من تحت واهمال الحاء أخيرا - ابن محمد بن يزيد المحاربي عربي من بني محارب بن خصفة.

ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب الصادق عليه السلام (2). وقال في الفهرست: ثقة له أصل (3).

(١) الإستيعاب لابن عبد البر مطبوع علي هامش الإصابة: ٤ / ٨٩ ٢) رجال الشيخ: ١٩١ ٣) الفهرست: ٩٥

(٢٠١)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (2)، عبد الله بن المغيرة (1)

وكان مستقيما، قال: فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلي مصلاه فمات فيه.

84 - محمد بن مسعود، قال حدثني الحسين بن أشكيب، ____________________

والعلامة في الخلاصة نقل عن الشيخ توثيقه (1)، ولست أجد في الاخبار لتوثيقه مستندا.

والنجاشي لم يوثقه وقال: روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ذكره ابن عقده وابن نوح له كتاب يرويه عدة من أصحابنا (2) وانما ذلك ضرب من المدح.

قال السيد جمال الدين أحمد بن طاوس في اختياره من كتاب الكشي: لم أجد فيه ما يوصف به من مدح له طائل أو ذم في هذا الكتاب.

قلت: وسنتلو عليك حق القول فيه حيث يحين حينه في ترجمته انشاء الله العزيز، والآن نقول طريق هذا الحديث صحيح أو حسن بذريح المحاربي.

قوله عليه السلام: وكان مستقيما أي كان حنيف الدين مستقيم المذهب قويم الاعتقاد، واشتد عليه النزع ثلاثة أيام فغسله أهله.

اما بالتخفيف أي غسلوه من الاقذار أي وضؤوه تولوا وضوءه، أي تولوا وضوءه، تعبيرا عن الوضوء بالغسل الذي هو أول أجزائه.

واما بالتثقيل من التغسيل، أي تولوا ما كان عليه من غسل الجنابة، ثم حملوه إلي مصلاه، وذلك من السنن المأثورة، فمات رضي الله تعالي عنه.

قوله رحمه الله تعالي: قال حدثنا الحسين بن

اشكيب الحسين بالتصغير، وأشكيب بالاعجام بعد الهمزة، وقيل: بالاهمال، والحسين هو خادم القبر.

(١) الخلاصة: ٧٠ ٢) رجال النجاشي: ١٢٤

(٢٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن إشكيب (1)، محمد بن مسعود (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

قال أخبرنا محمد بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا سعيد الخدري كان قد رزق هذا الامر، وأنه اشتد نزعه فأمر أهله أن يحملوه إلي مصلاه الذي كان يصلي فيه ففعلوا فما لبث أن هلك.

____________________

قوله رحمه الله تعالي: أخبرنا محمد بن أحمد هكذا في نسخ كثيرة وهو اما محمد بن أحمد حماد أبو علي المحمودي المروزي من أصحاب أبي الحسن الثالث الهادي عليه السلام وهو الاظهر.

أو محمد بن أحمد بن إسماعيل بن بزيع، من أصحاب أبي الحسن الأول الكاظم، وأبي الحسن الثاني الرضا، وأبي جعفر الثاني الجواد عليهما السلام، وابن أخي محمد بن إسماعيل بن بزيع.

أو محمد بن أحمد بن قيس بن غيلان من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام والمحمدون كلهم ثقاة، فالطريق صحي علي كل حال بأبان بن عثمان وفي طائفة من النسخ " محسن " مكان " محمد "، وهو أبو أحمد البجلي محسن ابن أحمد القيسي من موالي قيس بن غيلان، يروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكره الشيخ (1) والنجاشي (2) والطريق به حسن.

قوله عليه السلام: كان قد رزق هذا الامر أي دين التشيع والولاية لأهل البيت عليهما السلام، واشتد نزعه فأمر أهله أن يحملوه إلي مصلاه الذي كان يصلي فيه ففعلوا فما لبث أن هلك.

وفي الحديث: عن أنه قال عند موته: ائتوني بثياب جدد سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: " يحشر المرء في

ثيابه التي مات فيها " وكأنه صلي الله عليه وآله أراد بها ثياب الروح النورية الملكوتية من العلوم والاعتقادات والأخلاق والملكات، لاثياب البدن الظلماني الهيولاني من البرد والصوف والقطن والكتان.

(١) رجال الشيخ: ٣٩٣ ٢) رجال النجاشي: ٣٣١

(٢٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (1)، أبان بن عثمان (1)، محمد بن أحمد (1)، الهلاك (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

85 - حمدويه، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين ابن عثمان، عن ذريح، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهما السلام ____________________

ومعني الحديث: أن مدار السعادة في النشأة الآخرة علي حسن الخاتمة في هذه النشأة، فالمرء يحشر في ثيابه الروحانية التي هي خاتمة حال نفسها المجردة بحسب العقيدة والعمل.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث الخدري لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها، ثم ذكر عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: " ان الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها ".

قال الخطابي: أما أبو سعيد فقد استعمل الحديث علي ظاهره، وقد روي في تحسين الكفن أحاديث قال: وقد تأوله بعض العلماء علي المعني وأراد به الحالة التي يموت عليها من الخير والشر وعمله الذي يختم له به.

ويقال: فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبرائة من العيب، وجاء في تفسير قوله تعالي " وثيابك فطهر " أي عملك فاصلح.

ويقال: فلان دنس الثياب إذا كان خبيث الفعل والمذهب، وهذا كالحديث الاخر يبعث العبد علي ما مات عليه قال الهروي: وليس قول من ذهب به إلي الأكفان بشئ، لان الانسان انما يكفن بعد الموت انتهي كلام النهاية (1).

قوله رحمه الله تعالي: قال حدثنا يعقوب بن يزيد الطريق صحيح علي

المشهور، وحسن بذريح المحاربي علي ما يستبين حاله من الاخبار، بل صحي للاجماع علي تصحيح ما يصح عن ابن أبي عمير، فكلما صح الطريق إليه ولم تكن روايته عن محكوم عليه بالضعف كان السند صحيا، سواء عليه أكان أرسل أم أسند عن ثقة غير أمامي، أو امامي ممدوح لا تصريح فيه بالتوثيق،

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 227 - 228

(٢٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، ابن أبي عمير (1)، يعقوب بن يزيد (1)، إبن الأثير (1)

اشتراك جابر بن عبد الله بين اثنين

يقول: اني أكره للرجل أن يعافي في الدنيا ولا يصيبه شئ من المصائب، ثم ذكر أن أبا سعيد الخدري كان مستقيما نزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حمل إلي مصلاه فمات فيه.

جابر بن عبد الله الأنصاري 86 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ____________________

أو عن امامي لامدح فيه ولا ذم أصلا، علي ما قد حققناه في الرواشح السماوية (1).

- قوله عليه السلام: اني لا كره للرجال أن يعافي الدنيا شئ من المصايب وذلك لان المصيبة كفارة للذنب، والبلية مجلبة للاجر ومنقصة للمثوبة.

وفي الخبر من طريق رئيس المحدثين أبي جعفر الكليني وغيره: المؤمن لا يخلو من قلة أو علت أو ذلة وربما اجتمعت الثلاث (2).

قوله عليه السلام: ان أبا سعيد الخدري كان مستقيما نزع ثلاثة أيام يعني عليه السلام انه ابتلي لذلك لزيادة التمحيص ولجزالة المثوبة.

جابر بن عبد الله الأنصاري ليعلم ان جابر بن عبد الله الصحابي الأنصاري مشترك بين الاثنين، وقد التبس الامر فيهما علي غير واحد ممن لم يتمهر في المعرفة بأحوال الرجال، بل علي بعض من تمهر أيضا، فها أبو عبد الله الذهبي من العامة

قد وقع في هذا الالتباس، وكذلك بعض من الخاصة.

أحدهما: الصحابي المشهور الكبير العظيم الشأن من عظماء الصحابة، وهو الذي نحن في ترجمته وبيان حاله، جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام بن ثعلبة

(١) الرواشح السماوية: ٤٠ ٢) روي نحوه في الكافي: ٢ / 190

(٢٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (1)، جابر بن عبد الله (1)، أيوب بن نوح (1)

____________________

الأنصاري العقبي، شهد العقبة مع السبعين وكان أصغرهم، كنيته أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن قاله ابن عبد البرقي كتاب الصحابة (1)، وابن الأثير في جامع الأصول وعلو مرتبته في صحة العقيدة واستقامة الطريقة وخلوص الانقطاع عن الأقوام إلي أهل البيت صلي الله عليهم مما لا امتراء فيه.

قال الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في باب الصحابة: جابر بن عبد الله بن عمر بن حزام نزل المدينة شهد بدرا وثمانية عشر غزوة مع النبي صلي الله عليه وآله، مات سنة ثمان وسبعين (2).

حزام باهمال الحاء المكسورة قبل الزاء قاله في القاموس (3) وغيره، وهو الصحيح، وضبطه بعضهم بالراء بعد الحاء المفتوحة.

وقال الشيخ في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: جابر بن عبد الله الأنصاري العرني الخزرجي (4). بالراء المفتوحة بين العين المهملة المضمومة والنون نسبة إلي العرنة، وقيل: إلي العرنية بطن من بحلية.

في المغرب: عرنة واد بحذاء عرفات، وبتصغيرها سميت عرينية، وهي قبيلة ينسب إليها العرنيون.

وفي القاموس: العرينة كجهينة، منهم العرنيون المرتدون، وبطن عرنة كهمزة بعرفات، وليس من الموقف (5).

وقال الشيخ في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام: جابر بن عبد الله

(١) الاستيعاب: ١ / 221 وفيه حرام بالراء المهملة 2) رجال الشيخ: 12 3) القاموس: 4 / 96 4) رجال الشيخ: 38 وفيه

العربي بدل العرني 5) القاموس: 4 / 247

صفحه(٢٠٦)

____________________

الأنصاري (1).

وكذلك في أصحاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام (2).

وقال في أصحاب سيد الساجدين أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله (3).

وقال في أصحاب أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهما السلام: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام أبو عبد الله الأنصاري صحابي (4).

وقال رحمه الله تعالي في مصباح المتهجد في زيارة الأربعين وهو العشرون من صفر: في يوم العشرين منه كان رجوع حرم سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام من الشام إلي مدينة الرسول صلي الله عليه وآله، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله ورضي عنه من المدينة إلي كربلاء لزيارة قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وكان أول من زاره من الناس، وتستحب زيارته عليه السلام وهي زيارة الأربعين (5).

قلت: ما قاله الشيخ رحمه الله أنه رضي الله تعالي عنه شهد بدرا هو الأصح.

وقال ابن عبد البر: وأراد جابر شهود بدر فخلفه أبوه علي أخواته وكن تسعا وخلفه أبوه يوم أحد أيضا وشهد ما بعد ذلك، وكان له من الولد عبد الرحمن ومحمد وحميد وميمونة وأم حبيب، ومات سنة ثمان وسبعين وهو ابن أربع وتسعين.

وقال أبو الحسن المسعودي في مروج الذهب: مات جابر بن عبد الله الأنصاري في أيام عبد الملك بن مروان بالمدينة، وذلك في سنة ثماني وسبعين، وقد ذهب بصره

(١) رجال الشيخ: ٦٦ ٢) رجال الشيخ: ٧٢ ٣) رجال الشيخ: ٨٥. وفيه حرام بالراء المهملة ٤) رجال الشيخ:

١١١ ٥) مصباح المتهجد 730

صفحه(٢٠٧)

____________________

وهو ابن نيف وتسعين سنة، وقد كان قدم إلي معاوية بدمشق فلما اذن له قال يا معاوية:

أما سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: " من حجب ذا فاقة وحاجة حجبه الله، يوم فاقته وحاجته، فغضب معاوية وقال: وأنت قد سمعته يقول: " انكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتي تردوا علي الحوض " فهلا صبرت.

قال: ذكرتني ما نسيت، وخرج فاستوي علي راحلته، ومضي فوجه إليه معاوية بستمائة دينار، فردها وقال لرسوله: قل يابن آكلة الأكباد: والله لا وجدت في صحيفتك سنة أنا سببها أبدا انتهي كلام مروج الذهب (1).

وفي الكشاف: في قوله عز سلطانه آخر سورة يونس " واتبع ما يوحي إليك واصبر حتي يحكم الله وهو خير الحاكمين " وروي أنها لما نزلت جمع رسول الله صلي الله عليه وآله الأنصار فقال: انكم ستجدون بعدي أثره فاصبروا حتي تلقوني، يعني أمرت في هذه الآية بالصبر علي ما سامتني الكفرة فصبرت فاصبروا أنتم علي ما يسومكم الامراء الجورة.

قال أنس: فلم نصبر، وروي ان أبا قتادة تخلف عن تلقي معاوية حين قدم المدينة وقد تلقته الأنصار، ثم دخل عليه فقال له: مالك لم تتلقنا؟ فقال: لم يكن عندنا دواب فقال: أين النواضح؟ قال: قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر.

وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله يا معشر الأنصار انكم ستلقون بعدي أثرة، قال معاوية فماذا قال؟ قال: فاصبروا حتي تلقوني قال: فاصبروا، قال: اذن نصبر فقال عبد الرحمن ابن حسان:

الا أبلغ معاوية بن حرب * أمير الظالمين نثا كلامي بأنا صابرون فمنظروكم * إلي يوم التغابن والخصام انتهي كلام الكشاف (2).

(1) مروج الذهب: 3 / 115 2) الكشاف: 2

/ 256 - 257

(٢٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

ابن يحيي، عن عاصم بن حميد، عن معاوية بن عمار، عن أبي الزبير المكي، قال سألت جابر بن عبد الله، فقلت أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال:

____________________

وثانيهما جابر بن عبد الله بن رآب السلمي الأنصاري.

وذكره الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في عداد الصحابة بعد جابر ابن عبد الله بن عمرو بن حزام فقال: جابر بن عبد الله بن رئاب السلمي سكن المدينة، روي عن أنس حديثين كنيته أبو ياسر (1). رئاب بالراء المكسورة والهمزة بعدها.

في القاموس: رأب الصدع كمنع، أصلحه وأشعبه كأرتابه، ورئاب ككتاب، والد هارون بن رئاب الصحابي البدري، ورئاب بن عبد الله المحدث، وجد جابر ابن عبد الله الصحابي، وجد زينب بنت جحش رضي الله تعالي عنهم (2).

والسلمي باهمال السين المفتوحة وكسر اللام.

في المغرب: السلمة - بفتح السين وكسر اللام - الحجر، وبها سمي بنو سلمة بطن من الأنصار.

قوله رحمه الله: عن أبي الزبير المكي الطريق إلي أبي الزبير صحيح، وأبو الزبير المكي معروف الرواية عن جابر رضي الله تعالي عنه، ومعاوية بن عمار معروف الرواية عنه، وكذلك فضيل بن عثمان.

قال الذهبي في مختصره: جابر بن عبد الله السلمي عقبي، عنه بنوه محمد وعبد الرحمن وعقيل وابن المنكدر وأبو الزبير وخلق، مات 78.

وقال معاوية بن عمار الدهني، ودهن بالضم حي من بحيلة، ويقال: دهن بالتحريك، عن أبي الزبير وجعفر بن محمد، وعنه معبد بن راشد وقتيبة، ثقة

(1) رجال الشيخ: 12 2) القاموس …

(٢٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، جابر بن عبد الله (1)، معاوية بن عمار (1)، عاصم بن حميد (1)

طرق حديث كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا عليه السلام

فرفع حاجبيه عن عينيه وقد كان سقط

علي عينيه، قال، فقال ذاك خير البشر أما والله ان كنا لنعرف المنافقين علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله ببغضهم إياه.

____________________

قوله رضي الله تعالي عنه: ان كنا لنعرف المنافقين ان بكسر الهمزة واسكان النون علي المخففة من المثقلة ويبطل التخفيف عملها وتدخل علي الجملة الاسمية مثل ان زيد لمنطلق، وعلي الجملة الفعلية إن كان زيد لكريما.

والفعل الذي تدخل عليه ان المخففة يجب أن يكون مما يدخل علي المبتدأ والخبر، واللام لازمة لخبرها، وهي التي تسمي " الفارقة " لأنها تفرق بين ان المخففة وان النافية.

وتكون أيضا ان زائدة في الكلام للتحبير والتزيين، إذا لم يكن مستعملة مع اللام.

وروي أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا عن أبي الزبير قال: قلت لجابر كيف كان علي فيكم؟ قال: ذاك خير البشر، ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم إياه (1).

وروي مرفوعا إلي أبي ذر رضي الله تعالي عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي يا علي من فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك فقد فارقني (2).

وعن أبي سعيد الخدري مسندا قال: كنا نعرف المنافقين علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله ببغضهم عليا (2).

وعن زيد بن أرقم: ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم عليا (4).

(١) رواه الخوارزمي في المناقب: ٢٣١ والطبري في ذخائر العقبي: ٩١ ٢) رواه الحاكم في المستدرك: ٣ / ١٢٣ و ١٤٦ والذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٣٢٣ ٣) رواه الترمذي في صحيحه: ١٣ / ١٦٨ وابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٣٢ ٤) أحمد بن حنبل في مسنده: ٦ / ٢٩٦ ومسلم في صحيحه: ١ / ٨٦ وذخائر العقبي: ٩١ والنسائي في خصائصه: 37 والطرائف للسيد ابن طاوس: 69

(٢١٠)

صفحهمفاتيح

البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، النفاق (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، السيد إبن طاووس (1)، كتاب ذخائر العقبي (2)، الخوارزمي (1)

____________________

وروي البغوي في المصابيح من الصحاح: أن عليا عليه السلام قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني الا مؤمن، ولا يبغضني الا منافق (1).

ورواه مسلم في صحيحه عن زربن حبش عن علي عليه السلام (2).

وفي صحاح أصولهم ومسانيدهم بأسانيد متشعبة وطرق شتي أنه صلي الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق (3).

وقال: لولا أنت لم يعرف حزب الله.

وقال صلي الله عليه وآله من زعم أنه آمن بما جئت به وهو يبغض عليا، فهو كاذب ليس بمؤمن (4).

وانه صلي الله عليه وآله كان جالسا فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: كذب من زعم أنه تولاني وأحبني وهو يعادي هذا ويبغضه، والله لا يبغضه ويعاديه الا كافر أو منافق ولد زنية (5).

وقال: من تولاه فقد تولاني ومن تخلاه فقد تخلاني (6).

وأنه صلي الله عليه وآله قال: علي مع الحق والحق مع علي، يدور معه حيث ما دار (7).

قال: يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة (8).

(١) مصابيح السنة للبغوي: ١ / ٢٠١ ط الخيرية بمصر ٢) صحيح مسلم: ١ / ٦٠ ٣) راجع الطرائف: ٦٩ المطبوع بقم، ورواه أحمد في مسنده ٦ / ٢٩٢ ٤) رواه الخوارزمي في المناقب: ٤٥ ط تبريز ٥) روي نحوه أحمد بن حنبل في مسنده: ١ / ٨٤ ط مصر ٦) رواه ابن

المغازلي في المناقب: ٢٣١ ٧) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢١ ٨) رواه الترمذي في المناقب المرتضوية: 113 ط بمبئي وابن الجوزي في التذكرة: 59

(٢١١)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، إبن المغازلي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، الخوارزمي (1)

____________________

يقرء " بسم الله الرحمن الرحيم " ولم يكبر عند الخفض إلي الركوع والسجود.

فلما سلم ناداه المهاجرين والأنصار يا معاوية! سرقت من الصلاة، أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير عند الركوع والسجود؟ ثم إنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير.

قال الشافعي: ان معاوية كان سلطانا عظيم القوة شديد الشوكة، فلولا ان الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار، والا لما قدروا علي اظهار الانكار بسبب ترك التسمية.

الحجة الخامسة: روي البهيقي في السنن الكبير عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله يجهر في الصلاة ب " بسم الله الرحمن الرحيم " ثم إن البيهقي روي الجهر عن عمر بن الخطاب وابن عباس وابن الزبير.

وأما أن عليا عليه السلام كان يجهر بالتسمية، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدي في دينه بعلي بن أبي طالب عليه السلام فقد اهتدي، والدليل قوله صلي الله عليه وآله: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار انتهي كلامه بعبارته (1).

ثم قال: وأقول: ان أنسا وابن المغفل خصصا عدم ذكر بسم الله الرحمن الرحيم للخلفاء الثلاثة، ولم يذكرا عليا، وذلك يدل علي اطباق الكل علي أن عليا عليه السلام كان يجهر ب " بسم الله الرحمن الرحيم ".

وأيضا هاهنا تهمة أخري وهي أن عليا عليه السلام كان يبالغ في الجهر ب " بسم الله الرحمن الرحيم فلما وصلت

الدولة إلي بني أمية بالغوا في (المنع عن الجهر سعيا في ابطال آثار علي عليه السلام، فلعل أنسا خاف منهم، ولهذا السبب اضطربت أقواله فيه.

ونحن ان شككنا في شئ، فانا لا نشك أنه مهما وقع التعارض بين قول أنس

(1) التفسير الكبير: 1 / 204

صفحه(٢١٣)

____________________

وابن المغفل، وبين قول علي عليه السلام، والذي بقي عليه طول عمره فان الاخذ بقول علي عليه السلام أولي، وهذا جواب قاطع في هذه المسألة.

ثم هب أنه حصل التعارض بين راويكم وراوينا، الا أن الترجيح معنا من وجوه: الأول راوي أخباركم أنس وابن المغفل، وراوي قولنا علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عباس، والثاني ان الدلائل العقلية موافقة لنا وعمل علي بن أبي طالب عليه السلام معنا، ومن اتخذ عليا عليه السلام إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقي (1). انتهي كلام امام المتشككين في التفسير الكبير في هذه المسألة بألفاظه.

قلت له: يا امام قومك وعلامة أصحابك ما أحبر عقباك، وأكرم مثواك، وأحسن خاتمتك، وأسعد عاقبتك لو كنت مهتديا لسواء السبيل بالاقتداء بعلي بن أبي طالب عليه السلام في ساير أبواب الدين علي العموم، كما اقتديت واهتديت به عليه السلام في هذه المسألة بخصوصها.

ويحك ما خطبك علماؤكم ومحدثو كم وحملة أخباركم ونقلة آثاركم وأنت معهم مطبقون قاطبة علي أن عليا عليه السلام لم يبايع أبا بكر إلي ستة أشهر، وهي مدة بقاء البتول الزهراء عليها السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، مدعيا ان الخلافة حقه والإمامة منصبه، محتجا علي الأقوام بقوله عليه السلام: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم، واني احتج عليكم بمثل ما احتججتم به علي الأنصار يا أبا بكر قد استبدت علينا واستأثرت بحقنا وأخرجت سلطان محمد

صلي الله عليه وآله من بيته.

والشيعة مجمعون علي أن ابائه عليه السلام عن البيعة لم يكن متخصصا بستة أشهر، وانه لم يبايع أحدا ابدا، بل انما قعد عن القيام بمطالبة حقه، وترك الجهاد في محاولة الاستواء علي سرير منصبه، لعدم مساعدة الزمان وقلة الأنصار والأعوان، وذلك أمر مكشوف ظاهر كالشمس في الهاجرة، مستبين من صحيحكم وأصولكم ومسانيدكم

(1) التفسير الكبير: 1 / 207

صفحه(٢١٤)

____________________

كما قد نقلناه سابقا وكنا قد فصلنا القول فيه في كتاب نبراس الضياء.

فأنت إذا كنت من المستيقنين ان الحق مع علي صلوات الله عليه دائر معه حيث دار، وان المقتدي به عليه السلام في دينه مستمسك بالعروة الوثقي في يقينه، فهلا كنت قد استمسكت به مصدقا في دعواه، مؤثرا إياه في اتخاذه إماما لدينك علي من عداه ومثل هذه الحجة يجري علي حجة اسلامكم الشيخ الغزالي حيث يقول في كتابه احياء العلوم: لم يذهب ذو بصيرة إلي تخطئه علي قط. ويقول في رسالته اللدنية العاقل يقتدي بسيد العقلاء علي بن أبي طالب فليتبصر.

عبد الله أبو جابر وجابر أيضا في الترجمة، علي ما في طائفة جمة من النسخ عبد الله بن جابر بن عبد الله وجابر أيضا وهو الصواب.

وأبو جابر عبد الله بن عمرو بن حزام - باهمال الحاء المكسورة والزاء وقيل: حرام بفتح الحاء المهملة والراء ضد الحلال - الأنصاري، كان من النقباء الاثنا عشر ليلة البيعة، ومن السبعين في بيعة العقبة، شهد بدرا وهو من شهداء أحد.

وابنه جابر بن عبد الله أنصاري كان من السبعين ولم يكن من النقباء الاثنا عشر رضي الله تعالي عنهما، ذكر ذلك أصحاب الحديث من أصحابنا ومن العامة جمعيا.

قال ابن الأثير في جامع الأصول: عبد الله بن عمرو

بن حرام الأنصاري السلمي والد جابر بن عبد الله، وقد تقدم تمام نسبه عند ذكر ابنه جابر، وعبد الله شهد العقبة مع السبعين، وهو أحد النقباء وشهد بدرا وقتل يوم أحد، قال النبي (صلي الله عليه وآله) لجابر:

ان الله أحيا أباك وكلمة كفاحا انتهي كلامه.

وقال ابن عبد البر: عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة أبو جابر، شهد العقبة مع السبعين وهو أحد النقباء عشر، وشهد بدرا واحدا، وقتل يومئذ (1).

(١) الاستيعاب: ٢ / 339

صفحه(٢١٥)

____________________

ثم إن بعض النسخ الحديثة السقيمة الغير الملتفت لغتها قد صحف أبو بابن في الترجمة وفي متن الحديث، فبعض من لم يتمهر من أبناء هذا العصر توهمه صحيحا وحسبه صوابا، وزعم من هناك ان عبد الله بن جابر بن عبد الله الأنصاري المشهور من الرجال ومن النقباء الاثنا عشر ومن السبعين، واما أبوه أبو جابر فهو من السبعين لامن الاثنا عشر (1).

ومن له قدم معرفة في الاخبار والأحاديث يعلم أن ذلك من ضعف قوة النظر ونقص رأس مال التتبع وقلة بضاعة التحصيل، وانه لم يكن لجابر بن عبد الله الأنصاري المشهور رضي الله عنه ابن مذكور في كتب الرجال اسمه عبد الله، ولو فرضنا صحته فكيف يستقيم كونه من الاثنا عشر ومن السبعين، وأبوه من السبعين لامن الاثنا عشر ثم لو صح ذلك لكان يذكر جابر بن عبد الله وعبد الله بن جابر أيضا بالعكس، وكان هذا الحاسب المتوهم انما منشأ حسبانه مسبار توهمه انه رأي في كتب الرجال عبد الله بن جابر الأنصاري، فالتبس الامر عليه فحسب أنه ابن جابر بن عبد الله الأنصاري المعروف وليس كذلك.

قال في جامع الأصول: عبد الله بن جابر هو عبد الله بن جابر

البياضي الأنصاري قال ابن مندة: ان البياضي الذي روي عنه أبو حازم التمار، وهو الذي جاء حديثه في الجهر بالقراءة في الصلاة، وأخرجه الموطأ فقال: ان اسمه عبد الله بن جابر وقال: سماه أبو عبيد عن إسحاق بن عيسي عن مالك. حازم بالحاء المهملة والزاء.

والتمار بتاء فوقها نقطتان انتهي كلام جامع الأصول.

فتثبت ولا تكونن من الغالطين.

(1) ذكره الرجالي الميرزا محمد الاسترآبادي في كتابه منهج المقال: 200 و 77، ولكن قال في عبد الله بن جابر: وفي بعضها - أي بعض نسخ الكشي - عبد الله أبو جابر بن عبد الله وهو الصحيح انتهي. وعلي هذا فلا يستحق هذه الطعون عليه

(٢١٦)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله أبو جابر (1)، عبد الله بن جابر (1)

87 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد بن يزيد بن القمي، قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسي القمي، عن ابن فضال، عن عبد الله بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان عبد الله أبو جابر بن عبد الله من السبعين ومن الاثني عشر، وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر.

88 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا محمد بن عيسي، عن محمد بن سنان، عن حريز، عن أبان بن تغلب، قال حدثني أبو عبد الله عليه السلام قال: إن جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت ____________________

قوله رحمه الله تعالي: عن ابن فضال عن عبد الله بن بكير هو الحسن بن علي بن فضال، وهو في عداد الذين علي تصحيح ما يصح عنهم الاجماع علي قول، كما سيأتي في مقامه، وهو من ثقاة

الفطحية وأجلة عدولهم.

وعبد الله بن بكير ثقة جليل فقيه ممن أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنه والاقرار بالفقه والفضل والثقة.

قوله عليه السلام: كان عبد الله أبو جابر هذا هو الصحيح كما قد علمت وفي نسخ غير مصححة " ابن " مكان " أبوه "، وهو تصحيف غلط بني عليه ولم يتفطن علي فساده بعض القاصرين، فلا تكونن من الغافلين.

قوله رحمه الله: محمد بن سنان عن حريز ورواه بعينه رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي في جامعه الكافي في كتاب الحجة بهذا السند، ولكن باسقاط حريز من البين علي هذه الصورة:

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت الحديث بتمامه (1).

(١) أصول الكافي: ١ / 390 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام

(٢١٧)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله أبو جابر (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، علي بن محمد بن يزيد (1)، أبو عبد الله (1)، أبان بن تغلب (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

وكان يعقد في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله وهو معتم بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر، فكان يقول لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول

الله صلي الله عليه وآله يقول: انك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلي ما أقول، قال، فبينا جابر يتردد ذات ____________________

وحديث جابر هذا عن رسول الله صلي الله عليه وآله مروي عند العامة والخاصة من طرق شتي وطرائق مختلفات، والقدر المشترك بينهما متواتر بالاتفاق لدي الجميع.

قوله عليه السلام: وهو معتم بعمامة سوداء الاعتمام افتعال من العمامة، بمعني اتخاذها ولفها علي الرأس، وهي بكسر العين وتخفيف الميم واحدة العمائم، وفي الكافي معتجر (1) مقام معتم، والاعتجار أيضا لف العمامة علي الرأس قال قي المغرب: الاعتجار الاختمار والاعتمام أيضا، وأما الاعتجار المنهي عنه في الصلاة، وهو لي العمامة علي الرأس من غير إدارة تحت الحنك كالاقتعاط عن الغوري والأزهري، وتفسير من قال هو أن يلف العمامة علي رأسه ويبدي الهامة أقرب لأنه مأخوذة من معجر المرأة، وهو ثوب كالعصابة تلفها المرأة علي استدارة رأسها، وفي الأجناس عن محمد المعتجر المنتقب بعمامته وقد غطي أنفه.

قوله عليه السلام: كان ينادي يا باقر العلم قال الجوهري في الصحاح: بقرت الشئ بقرا فتحته ووسعته، ومنه قولهم أبقرها عن جنينها أي شق والتبقر التوسع في العلم والمال، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الباقر لتبقره في العلم (2).

قوله عليه السلام: يقولون جابر يهجر قال في المغرب: الهجر بالفتح الهذيان ومنه قوله تعالي " سامرا تهجرون " الهجر

(١) أصول الكافي: ١ / ٣٩٠ ٢) الصحاح: ٢ / 594

(٢١٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، العقد (1)، السجود (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

قول عمر ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله

____________________

بالضم الفحش اسم من أهجر في

منطقه إذا أفحش، ومنه قول عمر للنبي صلي الله عليه وآله ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله، أو أهجر علي اختلاف الرواية في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما (1).

قال ابن الأثير في النهاية: يقال أهجر في منطقة يهجر اهجارا إذا أفحش، وكذلك إذا كثر الكلام فيما لا ينبغي، والاسم الهجر بالضم، وهجر يهجر هجرا بالفتح إذا خلط في كلامه وإذا هذي.

ومنه الحديث: إذا طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا، روي بالضم والفتح من الفحش والتخليط، ومنه حديث مرض النبي قالوا: ما شأنه أهجر؟ أي اختلف كلامه بسبب المرض علي سبب الاستفهام، أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض، هذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل اخبارا، فيكون اما من الفحش أو الهذيان، والقائل كان عمر، ولا يظن به ذلك (2) انتهي قول النهاية.

وقال صاحب الكشاف في الفائق: النبي صلي الله عليه وآله قال في مرضه أتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا فقالوا: ما شأنه أهجر أي أهذي يقال:

هجر يهجر إذا هذ ي وأهجر أفحش (3) انتهي كلامه.

ونحن نقول: وأيم الله ان الاستفهام والاخبار هناك من الكفر والنفاق لبمنزلة واحدة، فمن المستبين ان استناد الفحش أو الهذيان إلي سيد الأنبياء والمرسلين اخبارا كان أو استفهاما والرد عليه عنادا كان أو اجتهادا لا يجامع الايمان أصلا.

وأما ما تجشمه الكرماني في شرح صحيح البخاري ان عمر أراد بذلك الهجرة المهاجرة (4)، فمما لا يكاد يصح، وانما كان يكون له وجه بعيد في الاستقامة لو كان

(1) مسلم في صحيحه: 3 / 1257 كتاب الوصية، والبخاري في صحيحه 5 / 127 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 246 3) الفائق: 4 / 93 4)

شرح صحيح البخاري للكرماني: 16 / 235

(٢١٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح مسلم (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، إبن الأثير (1)، الوصية (1)

يوم في بعض طرق المدينة: إذا هو بطريق في ذلك الطريق كتاب فيه محمد بن علي ابن الحسين عليه السلام، فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل! فاقبل ثم قال أدبر! فأدبر، فقال:

شمائل رسول الله صلي الله عليه وآله والذي نفس جابر بيده، يا غلام ما اسمك؟ فقال اسمي محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأقبل عليه يقبل رأسه، وقال:

____________________

قال: هاجر مكان هجر، كما قد فصلنا ه في الرواشح السماوية (1) فليعلم.

قوله عليه السلام: في ذلك الطريق كتاب الكتاب بضم الكاف وتشديد التاء بمعني المكتب، أي مكان الكتابة علي فعال في معني مفعل.

قال في القاموس: الا كتاب تعليم الكتابة، كالتكتيب والاملاء، والكتاب كرمان المكتبة (2).

وقال في المغرب: وكتبه علمه الكتابة، ومنه وسلم علامة إلي مكتب أي إلي معلم الخط، روي بالتخفيف والتشديد. أما المكتب والكتاب فمكان التعليم، وقيل: الكتاب الصبيان.

وليكن من المعلوم عندك أن الأئمة الحجج المعصومين صلوات الله وتسليماته علي نفوسهم المقدسة وأجسادهم المطهرة معلمهم الله ورسوله، وأنهم مستغنون بتأييد روح القدس بإذن الله سبحانه عن الأساتذة والمعلمين الا عن آبائهم الطاهرين، وحضور أبي جعفر الباقر عليه السلام الكتاب لحكم ومصالح ليس يدافع ذلك، فلا تكونن من الممترين.

(١) الرواشح السماوية ص ١٤٠ 2) القاموس: 1 / 121

(٢٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن الحسين بن علي (1)، محمد بن علي (1)

بأبي أنت وأمي رسول الله صلي الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول لك،

ويقول لك، قال، فرجع محمد بن علي عليه السلام إلي أبيه علي بن الحسين وهو ذعر، فأخبره الخبر، فقال له: يا بني قد فعلها جابر؟ قال: نعم. قال: يا بني ألزم بيتك ____________________

قوله عليه السلام: بأبي أنت وأمي رسول الله صلي الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول لك ويقول لك علي التكرير يعني يقول لك كذا، وفي الكافي يقول لك (1). مرة واحدة من غير تكرير أي يقول لك كذا وكذا.

و" يقرئك السلام " بضم حرف المضارعة من باب الافعال أي يبلغك سلامه، فيحملك ان تقرأ السلام وترده عليه.

قال ابن الأثير في النهاية: وفي الحديث: ان الرب عز وجل يقرئك السلام.

يقال: اقرأ فلانا السلام وأقرأ عليه السلام، كأنه حين يبلغه سلامه يحمله علي أن يقرأ السلام ويرده، وإذا قرأ الرجل القرآن أو الحديث علي الشيخ يقول، أقرأني فلان أي حملني علي أن أقرأ عليه، وقد تكرر في الحديث (2).

وقال الجوهري: قرأ عليه السلام وأقرأ السلام بمعني (3).

وفي القاموس قرأ عليه السلام أبلغه كأقرأه، ولا يقال أقرأه الا إذا كان السلام مكتوبا (4).

فأما صاحب المغرب فقد قال: وأقرأ سلامي علي فلان وأقرأه سلامي عامي.

قلت عليه: كلا أقرأه سلامي ليس بعامي، بل عربي صميم، متكرر في الحديث وكذلك اقرأ عليه سلامي، وانما العامي المولد أقرأه مني السلام.

(١) أصول الكافي: ١ / ٣٩١ وفيه يقرئك السلام ويقول ذلك ٢) نهاية ابن الأثير: ٤ / ٣١ ٣) الصحاح: ١ / 65 4) القاموس: 1 / 24

(٢٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن الحسين (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، إبن

الأثير (1)

قال فكان جابر يأتيه طرفي النهار فكان أهل المدينة يقولون وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله، فلم يلبث أن مضي علي بن الحسين عليهما السلام فكان محمد بن علي يأتيه علي وجه الكرامة لصحبته لرسول الله صلي الله عليه وآله قال، فجلس يحدثهم عن الله فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا قال: فلما رأي ما يقولون حدثهم عن رسول الله، قال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدث عمن لم يره، قال: فلما رأي ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله فصدقوه، وكان جابر والله يأتيه يتعلم منه.

____________________

كما قال علامة زمخشر، وهو شيخ صاحب المغرب في أساس البلاغة:

واقرأ سلامي علي فلان، واقرأه سلامي، ويقال: أقرأه مني السلام (1).

هذا قوله ولكن قد تكرر في الحديث أقرأه السلام أيضا فليتثبت.

قوله عليه السلام م: فجلس يحدثهم عن الله فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا بالهمزة علي أفعل التفضيل من الجرئة، حسب أنه عليه السلام كان يحدث عن الله سبحانه فيقول: قال الله عز وجل، لأنه كان قد أخذ عن آبائه الطاهرين عن رسول الله ورسول الله عن جبرئيل عن الله عز وجل.

وفي الكافي قال: فجلس يحدثهم عن الله تبارك وتعالي، فقال أهل المدينة:

ما رأينا أحدا أجرء من هذا (2)، بزيادة " تبارك وتعالي " واسقاط " قط " وابدال " هذا " من " ذا ".

ومن أغلاط القاصرين الناظرين في كتاب الكشي لم يهتدوا في المرام فسقموا علي زعم الصحيح وصحفوا عن الله بعن أبيه (3)، أعاذنا الله من الجهل بعد العلم،

(١) أساس البلاغة: ٤٩٩

وفيه ولا يقال أقرئه مني السلام انتهي. ولعل كلمة " لا " محذوفة من نسخة الأساس عند السيد. فلا يرد عليه ما أورده.

٢) أصول الكافي: ١ / 391 3) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد

(٢٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن علي (1)، الكذب، التكذيب (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، الشهادة (1)

89 - حدثني أبو محمد جعفر بن معروف، قال حدثنا الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه، عن عاصم الحناط، عن محمد بن مسلم، قال قال لي أبي عبد الله عليه السلام: ان لأبي مناقب ما هن لآبائي ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال لجابر بن عبد الله الأنصاري انك تدرك محمد بن علي فاقرأه مني السلام، قال: فأتي جابر منزل علي بن الحسين عليهما السلام فطلب محمد بن علي، فقال له علي عليه السلام هو في الكتاب أرسل لك إليه، قال:

____________________

ومن الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدي.

قوله رحمه الله: حدثني أبو محمد جعفر بن معروف قد علمت فيما سبق أن أبا محمد جعفر بن معروف الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي هو الذي من أهل كش، وكان وكيلا مكاتبا لا مطعن (1) فيه.

فهذا الطريق من عاصم بن الحناط - بالنون المشددة بعد المهملة المفتوحة - عن محمد بن مسلم بن رباح بالباء الموحدة، وقيل: بالياء المثناة من تحت الثقفي صحيح.

وفي نسخة: حدثني أبو محمد جعفر بن معروف، عن محمد بن مسلمة قال:

قال لي أبو عبد الله عليه السلام. وذلك من غلط

الناسخ.

" محمد بن مسلمة " بفتح الميم واسكان السين علي اسم المكان.

قال أبو العباس النجاشي رحمه الله: كوفي ثقة، له كتاب يرويه علي بن الحسن الطاطري وغيره (2).

ولم يذكر أحد أنه روي عن أبي عبد الله عليه السلام، وأيضا لقاء أبي محمد جعفر بن معروف إياه لا يخلو من بعد.

قوله عليه السلام: فاقرأه مني السلام ما يقال: أقرأه مني السلام عامي مولد وليس بعربي صميم، لا تعويل عليه،

(١) وفي " ن " لا يطعن فيه ٢) رجال النجاشي: ٢٨٦

(٢٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، جابر بن عبد الله (1)، علي بن الحسين (1)، الحسن بن علي (1)، عاصم الحناط (1)، جعفر بن معروف (1)، محمد بن علي (2)، محمد بن مسلم (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

لا ولكني أذهب إليه، فذهب في طلبه فقال للمعلم: أين محمد بن علي؟ قال: هو في تلك الرفقة أرسل لك إليه؟ قال: لا ولكني أذهب إليه، قال: فجائه فألتزمه وقبل رأسه وقال إن رسول الله صلي الله عليه وآله أرسلني إليك برسالة أن أقرئك السلام! قال: عليه وعليك السلام، ثم قال له جابر: بأبي أنت وأمي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيمة، قال:

فقد فعلت ذلك يا جابر.

90 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال حدثني إدريس بن أيوب القمي، عن الحسين بن سعيد، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جابر يعلم، وأثني عليه خيرا، قال، فقلت له: وكان من أصحاب ____________________

لتكرره في الحديث.

قوله عليه السلام: قال هو في تلك الرفقة الرفقة بضم الراء واسكان

الفاء الجماعة المترافقون، والجمع رفاق بالكسر قاله في المغرب.

وفي الصحاح: الرفقة بالضم الجماعة، ترافقهم في سفرك، والرفقة بالكسر مثله، والجمع رفاق، تقول منه: رافقته وترافقنا في السفر (1).

قوله رحمه الله: أحمد بن علي القمي السلولي هو المعروف بشقران المقيم بكش، وقد تقدم غير مرة.

قوله رحمه الله تعالي: عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي يعني به الحسن بن محبوب. وعبد العزيز العبدي قال النجاشي كوفي روي عن أبي عبد الله عليه السلام ضعيف ذكره ابن نوح (2).

وأما أن رواية الحسن بن محبوب عنه ضرب توثيق له، علي ما قاله شيخنا

(١) الصحاح: ٤ / ١٤٨٢ ٢) رجال النجاشي: ١٨٤

(٢٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أحمد بن علي القمي (1)، عبد العزيز العبدي (1)، الحسين بن سعيد (1)، محمد بن علي (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

تفسير حكمي حول آية ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد

علي عليه السلام قال: كان جابر يعلم قول الله عز وجل ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد.

____________________

الشهيد قدس الله تعالي نفسه في شرح الارشاد في رواية الحسن بن محبوب عن أبي الربيع الشامي، فيكون الطريق صحيا للاجماع علي تصحيح ما يصح عن الحسن ابن محبوب، فإنما كان يستقيم لو لم يكن عبد العزيز العبدي محكوما عليه بالضعف، كما الامر في أبي الربيع الشامي، فليعرف.

قوله عليه السلام: كان جابر يعلم قول الله عز وجل " ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد " (1) الآية الكريمة منطوية في مطاوي بطونها الإشارة إلي سلسلتي البدو والعود في نظام الوجود ومراتب الموجودات، والموازات العقلية بين المراتب في الموجودات، والموازات العقلية بين المراتب في السلسلتين، وأن الله

سبحانه هو المبدء في سلسلة البدو، والمعاد في سلسلة العود، فهو مبتدء الوجود ومنتهاه، ومبدء كل موجود ومعاده.

والإشارة إلي برهان التناسب من السبيل اللمي علي اثبات العقل في سلسلة البدو، والي برهان التوازي من السبيل اللمي علي تجرد النفس الناطقة العاقلة الانسانية في سلسلة العود، وأن منزلة خاتم الأنبياء في سلسلة العود منزلة العقل الأول في سلسلة البدو، وأن وصي خاتم النبوة يتلوه في منزلته في السلسلة العودية، كما العقل الأول يتلوه العقل الثاني في منزلته في السلسلة البدوية.

فلنشر إلي هذه الاسرار إشارة اجمالية ثم نكر فنبين معني الحديث ومغزاه

(١) لا يخفي جواز أن يكون المراد بذلك المعاد هو الرجعة في أوان ظهور قائم أهل البيت عليهم السلام، وأنه صلي الله عليه وآله يعاد أيضا، كما نطق به الاخبار، فالباري الحق تعالي مجده قد وعده صلي الله عليه وآله بأن الذي يعني الباري جل مجده فرض عليك القرآن يردك إلي معاد، وأن جابر كان يعلم تفسير ذلك فتدبر " سيد أحمد صهر المؤلف "

(٢٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، القرآن الكريم (2)، الجواز (1)

____________________

فنقول اذن: ان هناك مسائل:

المسألة الأولي: قال المفسرون: الذي فرض عليك أحكامه وفرائضه، وأوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه، لرادك بعد الموت إلي معاد، وتنكيره لتعظيمه، كأنه قال إلي معاد وأي معاد، وهو المقام المحمود الذي وعدك أن يبعثك فيه ليس لأحد من البشر غيرك مثله.

أو الذي فرض عليك التخلق بخلق القرآن، وأوجب لك في بداية الامر بحسب قضائه الأول، ولوح الاستعد التام الكامل المفطور الفطري الذي هو العقل القراني الفرقاني، الجامع لقوة استجماع جميع كمالات النظر والعمل، وجوامع الكلم والحكم في الفطرة الأولي، لرادك

في نهاية استتمام عقلك المستفاد واستكمال كمالك الممكن المكسوب الموهوب الا لهي في الفطرة الثانية، إلي معاد عظيم بهي ما أعظمه وأبهاه، لا يبلغ كنهه ولا يقدر قدره، وهو الفناء المحض في الله في أحدية الذات والبقاء الحق به علي التحقيق في جميع الأخلاق والصفات.

وقيل: المعاد مكة زادها الله شرفا وتعظيما، والمراد رده صلي الله عليه وآله إليها يوم الفتح المسألة الثانية: من المنصرح لدي العقل الصراح أنه ما لم تكن بين ذات العلة التامة وخصوصية ذات معلولها المنبعث عن نفس ذاتها بذاتها، مناسبة ذاتية، لا تكون بينها وبين غيره من سائر الأشياء تلك المناسبة، لم يكن يتعين ذلك المعلول بخصوصه من بين جملة الأشياء بالترتب (1) عليها، والانبعاث عنها دون غيره من الأشياء بالضرورة الفطرية.

وإذ الباري الأول جل سلطانه ذاته الأحدية الحقة الواجبة بالذات من كل جهة كمالية تامة وفوق التمام، في أعلي مراتب المجد والكمال والعز والجلال والقدس والبهاء والعلو والكبرياء، فيجب أن يكون مجعوله الأول الصادر عن نفس ذاته بذاته

(1) في " أآلهتنا " بالترتيب

صفحه(٢٢٦)

____________________

واليه النهاية.

المسألة الرابعة: أخيرة المراتب العودية في ازاء أولي المراتب البدوية، وهي مرتبة نوع الانسان، فوجوب التوازي بين مراتب البدو ومراتب العود برهان تجرد النفس الناطقة الانسانية من طريق اللم، وتقريره من سبيلين:

الأول: أليس من المستبين أنه يجب أن يكون مبدأ المبادي تعالي كبريائه أولا في ترتيب البدو وآخرا في ترتيب العود؟ فكما المرتبة الأولي في ترتيب البدو تبتدأ في جهة التنازل من الجناب الحق القيومي الوجوبي، ولا شئ فوقها في مرتبة الكمال الا ذاته الواجبة الا حدية الحقة، إذ كان من المستحيل انبجاس الناقص النذل من الكامل الحق المتعال في أقصي الكمال قريبا، وانبعاثه عن ابتداء ا

لا بواسطة ما هو أكمل منه في المرتبة، الا فيما يكون ذاته تحت الكون ووجوده مرهونا بالامكان الاستعدادي بتة.

فكذلك المرتبة الأخيرة في ترتيب العود الموازية للمرتبة المبتدءة في ترتيب البدو، تنتهي في جهة التصاعد إلي جنابه الا علي الربوبي، ولا شئ ورائها في مرتبة الكمال لا ذاته التامة القيومية، إذ كان يستحيل الناقص الجراح (1)، وانتهاؤه في ترتيب الشرف والكمال إلي الكامل التام الحق من كل جهة، واتصاله بجنابه من دون توسط ما هو أشرف مرتبة وأتم كمالا في البين.

فاذن وجب في الأصول البرهانية بالضرورة العقلية، أن يكون النفوس الانسانية التي هي آخر ترتيب في التصاعد جواهر مجردة عاقلة، صايرة في استكمال مرتبة العقل المستفاد علي أعلي النصاب الممكن، عالما عقليا مطابقا لنظام الوجود كله من الصدر إلي الساقة مضاهيا وموازيا لعالم الأنوار المفارقة العقلية التي هي أول ترتيب البدو في التنازل، فليتعرف.

الثاني: مقتضي الحكمة البالغة التامة الربوبية، والعناية الأولي السابغة الكاملة

(1) في " ن " الحذاح

صفحه(٢٢٨)

____________________

الإلهية تنسيق المراتب واتساق النظام علي الوجه الأكمل، ووجوب الموازاة من مراتب البدو ومراتب العود في السلسلتين علي التعاكس بالتنازل والتصاعد، فذلك مبدأ استيجاب هذه المرتبة العقلية الأخيرة العودية في نظام الوجود علي أقصي النصاب الممكن في الكمال والشرف ازاءا لتلك المرتبة العقلية الأولي البدوية.

فاذن يجب لا محالة وجود النفس الناطقة المجردة العاقلة الانسانية واستكمال قصوي الغاية واستتمام نصاب الشرف والكمال في مرتبة عقلها المستفاد في آخر ترتيب العود بإزاء مرتبة العقول النورية المفارقة في أول ترتيب البدو، والا لانتقصت تمامية الحكمة التامة وانتقصت كمالية العناية الكاملة فليثبت.

المسألة الخامسة: مراتب سلسلة البدو في التنازل في البسائط وهي خمس والمتقدمة فيها أكمل وأشرف من المتأخرة، ومراتب سلسلة العود بالتصاعد في

المركبات، وهي أيضا خمس والمتأخرة فيها أشرف وأكمل من المتقدمة.

أما مراتب السلسلة الطولية البدوية فأولها: مرتبة عالم العقول النورية المفارقة ولها عرض عريض في الكمال (1) من العقل الأول إلي العقل الأخير، وهذا العالم أتم ضربي عالم الامر، وأفضل ضروب ملائكة الله المقربين، ولهذا العالم من الحروف حرف " ب ".

وثانيتها: مرتبة عالم النفوس المجردة السماوية، ولها أيضا في الشرف والكمال عرض عريض من نفس الفلك الأقصي إلي نفس فلك القمر، وهذا العالم ضرب آخر من عالم الامر من الملائكة الفاضلة المجردة والأنوار العاقلة المدبرة، وحرفا هذا العلم " ج - ز ".

وثالثتها: مرتبة عالم النفوس المنطبعة السماوية علي عرض عريض باختلاف درجات الكمال، وهذا العلم أتم ضروب الملائكة الجسمانية وأعلاها.

(1) وفي " أآلهتنا " في اكمال

صفحه(٢٢٩)

____________________

منزلة العقل الأولي في عرض المرتبة الأولي من مراتب طول السلسلة البدوية، كما هناك ليس تتصور درجة رتبة كمالية نزولية تتوسط بين المبدأ الحق جل عزه وبين درجة العقل الأول، كذلك ها هنا لا يتصور درجة رتبة كمالية صعودية تتوسط بين درجة خاتم النبوة وبين معاد الحق علا كبريائه.

ومن ثم كان العقل الأول نور نفس خاتم النبوة، لما بينهما من أتم المناسبة والموازاة، وأشد المشابهة والمضاهاة بحسب الدرجة. فقال صلي الله عليه وآله في حديث: أول ما خلق الله العقل، وفي حديث آخر: أول ما خلق الله نوري.

المسألة السابعة: براهين وجوب بعث النبي وارسال الرسول والسنة الإلهية والعناية الربوبية، ناهضة الحكم علي وجوب اثبات وصي للرسول يقوم مقامه، وينوب عنه منابه، يكون خليفة وبمنزلة نفسه، بواسطته يفيض الفيض، وينبث الدين ويقوم العدل، وينبسط النور، ويستوي الهدي، كما النفس خليفة العقل في ايصال الفيض إلي عوالم الوجود: والقلب خليفة النفس، والدماغ

خليفة القلب في انبثاث القوي المدركة والقوي المحركة علي جوانب البدن، والنخاع خليفة الدماغ علي سائر الأعضاء.

فكذلك النبي الرسول كالقلب في بدن العالم، ووصيه وخليفته كالدماغ والنخاع فاذن وصي خاتم الأنبياء والمرسلين خليفته علي جميع الخلق، وفي منزلة نفسه بحسب الدرجة، فيكون لا محالة مساهمة في رتبة درجته في عرض المرتبة الأخيرة في طول السلسلة العودية، فيشبه أن يكون درجته في عرض هذه المرتبة درجة العقل الثاني في عرض المرتبة الأولي البدوية.

فالعقل الأول نور خاتم الأنبياء، والعقل الثاني نور سيد الأوصياء، بل العقل الأول نورهما معا، لأنهما كنفس واحدة.

قال صلي الله عليه وآله: أنا وعلي من نور واحد (1).

(1) رواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 52 والقندوزي في ينابيع المودة 256 ط اسلامبول.

(٢٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)

____________________

وقال عليه وآله الصلاة والتسليم: أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتي (1).

وقال صلي الله عليه وآله: ان الله جل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب (2).

وقال عليه وآله صلوات الله تسليماته: يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ولعن الله من عق أباه.

وإذا تحققت ما تلوناه عليك: فاعلمن أن قوله سبحانه " ان الذي فرض عليك القرآن " إشارة إلي المبدأ الباري الأول عز سلطانه، إذ كل حقيقة وكمال حقيقة وكل وجود وكمال وجود من صنعة وجوده، وكل علم وحكمة وحياة وبهاء من فيضه ونوره، والي ترتيب البدو النازل في نظام الوجود من لدنه ودرجة العقل في أول مراتب السلسلة البدوية.

إذ العقل الفعال الذي هو واهب الصور بإذن ربه واسطة إفاضة الفيض، وتنزيل الوحي علي

النفس نسبة اشراقه إلي ادراك البصيرة العقلية نسبة اشراق الشمس إلي أبصار الباصرة الحسية، كما قال في القرآن الكريم " نزل به الروح الأمين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين (3) " وقال " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (4) "، وقوله تعالي " لرادك " إشارة إلي المعاد الحق لكل وجود موجود والي ترتيب العود الصاعد في انسياق النظام العائد إليه، ودرجة خاتم النبيين وسيد

(١) رواه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٤١ والخوارزمي في المناقب: ٨٦ وابن حجر في الصواعق المحرقة ١٢١ والذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٢ ٢) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / 172 3) سورة الشعراء: 194 4) سورة مريم: 17

(٢٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، سورة الشعراء (1)، سورة مريم (1)، الخوارزمي (1)

91 - أحمد بن علي، قال حدثني إدريس، عن الحسين بن بشير، قال حدثني هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم وزرارة، قالا: سألنا أبا جعفر عليه السلام عن أحاديث فرواها عن جابر، فقلنا: مالنا ولجابر؟ فقال: بلغ من ايمان جابر أنه كان يقرء هذه الآية - ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد.

____________________

الوصيين في أخيرة مراتب السلسلة العودية.

والي رجوع النفس الصايرة بكمالها عالما فعليا في آخر منازل سفر الاستكمال في درجات العرفان ومقامات خلع البدن بالإرادة في هذه النشأة، ومصيرها في أول أطوار طعن الروح ورفض الجسد بالطبيعة في النشأة الآخرة إلي جنابه البهي الأحدي الحق.

فاذن فقد استبان سبيل قول أبي جعفر الباقر عليه السلام في هذا

الحديث وهو أن جابرا كيف لا يكون من أصحاب علي عليه السلام وقد كان يقرأ قول الله عز وجل " ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد (1) " ويعرف معناه ومغزاه ويعرف تفسيره وتأويله.

قوله رحمه الله: عن الحسين بن بشير ذكر الشيخ رحمه الله تعالي في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام الحسن بن بشير مكبرا وقال: مجهول (2).

وقال العلامة في الخلاصة: انه من أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام (3). وأما الحسين بن بشير بالتصغير، ففي كتاب أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالي في عامة النسخ.

قوله عليه السلام: بلغ من ايمان جابر أنه يقرأ هذه الآية أي يقرأها ويتدبرها ويعرف سرها ويعلم باطنها.

(١) سورة القصص: ٨٥ 2) رجال الشيخ: 374 3) الخلاصة: 212

(٢٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الحسين بن بشير (1)، هشام بن سالم (1)، أحمد بن علي (1)، محمد بن مسلم (1)، القرآن الكريم (1)، سورة القصص (1)

92 - أحمد بن علي القمي شقران السلولي، قال حدثني إدريس، عن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال؟ قلت مالنا ولجابر تروي عن؟ فقال: يا زرارة ان جابرا كان يعلم تأويل هذه الآية - ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد.

93 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الشقري، عن علي بن الحكم، ____________________

قوله رحمه الله تعالي: شقران السلولي الشقران بضم الشين المعجمة واسكان القاف لقب أحمد بن علي القمي.

قال في القاموس: الشقران كعثمان وشقران مولي النبي صلي الله عليه

وآله (1).

يروي عن عبيد الله بن أبي رافع وكان حبشيا، يقال: شهد بدرا قاله الذهبي وغيره.

و" سلول " باهمال السين وفتحها، وربما قيل: بالضم، فخذ من قيس، وهم بنو سمرة بن صعصعة، وسلول اسم أمهم منهم عبد الله بن همام الشاعر السلولي، وأم عبد الله بن أبي المنافق، قاله في القاموس (2).

وفي الصحاح: سلول قبيلة من هوازن، وهم بنو مرة بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن (3).

قوله عليه السلام: ان جابرا كان يعلم تأويل هذ ه الآية قد تلونا عليك بإذن الله سبحانه ظاهر هذه الآية وباطنها وتفسيرها وتأويلها، يعني عليه السلام: أن جابرا رضي الله تعالي عنه قد كان يعلم ويستيقن ذلك كله.

قوله رحمه الله: قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيي عن محمد بن الشقري في أكثر النسخ " الشقري " باعجام الشين قبل القاف محركة نسبة إلي قبيلة في

(١) القاموس: ٢ / ٦٢ ٢) القاموس: ٣ / ٣٩٧ ٣) الصحاح: ٥ / 1731

(٢٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن علي القمي (1)، أحمد بن يحيي (1)، محمد بن إسماعيل (1)، محمد بن الشقري (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، القرآن الكريم (1)

عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير، قال: رأيت جابرا متوكأ علي عصاه وهو يدور ____________________

بني ضبة.

قال في القاموس: شقرة بن الحارث بن تميم، أبو قبيلة من ضبة، والنسبة شقري بالتحريك (1).

وقال في جامع الأصول: الشقري بفتح الشين وفتح القاف وبالراء، منسوب إلي شقرة بكسر القاف وبالراء، منسوب إلي شقرة - بكسر القاف - ابن الحارث بن تميم بن مرة، وقيل: شقرة اسمه الحارث بن تميم، وقيل: هو معاوية بن الحارث ابن تميم، قلبت كسرة

القاف في النسبة فتحة علي القياس.

وفي بعض النسخ " السفري " (2) بالسين المهملة والفاء، اما بالتحريك نسبة إلي عبد الله بن أبي السفر الهمداني من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أو باسكان نسبة إلي سفر ابن نسير بضم النون واهمال السين المفتوحة التابعي.

قال في القاموس: الأسماء بالسكون والكني بالحركة. وقال: أبو السفر محركة سعيد بن محمد كيعلم من التابعين، وعبد الله بن أبي السفر من أتباعهم (3).

وفي نسخة عتيقة " محمد بن المنقري " بكسر الميم واسكان النون وفتح القاف نسبة إلي منقر بن عبيد، وهو أبو بطن من تميم، منهم سليمان بن داود المنقري.

وبالجملة فحيث أن أبا جعفر محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله، لم يذكر محمدا هذا في عداد من استثناه من رجال نوادر الحكمة، فيكون رواية محمد بن أحمد بن يحيي عنه مما يركن إليه ويعتمد عيه، فليعلم.

قوله رحمه الله: عن فضيل بن عثمان، عن أبي الزبير وهو أبو الزبير المكي، وقد أسلفنا نقلا عن الذهبي أن معاوية بن عمار وفضيل

(1) القاموس: 2 / 61 2) كما في المطبوع من الكشي في جامعة مشهد.

3) القاموس: 2 / 49

(٢٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)

طرق حديث علي خير البشر فمن أبي فقد كفر

في سكك المدينة ومجالسهم وهو يقول: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر، يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي فمن أبي فلينظر في شأن أمه.

____________________

ابن عثمان يرويان عنه.

قوله رضي الله تعالي عنه: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر وروي الصدوق أبو جعفر بن بابويه رضوان الله تعالي في أماليه بأسناده عن أبي الزبير المكي قال: رأيت جابرا متوكأ علي عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم، وهو يقول عن النبي صلي الله عليه وآله: علي خير

البشر فمن أبي فقد كفر، يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي بن أبي طالب، فمن أبي فانظروا في شأن أمه (1).

وروي بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من وجد برد حبنا أهل البيت علي قلبه فليشكر أمه فإنها لم تخن أباه (2).

عن طريق العامة بأسانيدهم المعتبرة عن أبي الزبير المكي وعتبة العوفي، قال كل منهما: رأيت جابر بن عبد الله الأنصاري يتوكأ علي عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم، ويقول: قال النبي صلي الله عليه وآله: علي خير البشر، من أبي فقد كفر، ومن رضي فقد شكر، ثم يقول: معاشر الأنصار أدبوا أولادكم علي حب علي بن أبي طالب فمن أبي فلينظر في شأنه أمه (3).

وعن وكيع ويوسف القطان والأعمش بأسانيدهم أنه سئل جابر وحذيفة عن علي بن أبي طالب، فقالا: علي خير البشر لا يشك فيه الا كافر (4).

(١) أمالي الصدوق: ٦٨ ط نجف الأشرف ٢) أمالي الصدوق: ٥٤٦ ٣) رواه المتقي في كنز العمال ١٢ / ٢٢١ والعسقلاني في لسان الميزان ٢ / ٢٥٢ ٤) رواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبي 96 والقندوزي في ينابيع المودة 246

(٢٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب أمالي الصدوق (2)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، محب الدين الطبري (1)

____________________

وعن عائشة مثله (1)، ورواه الطبري وسالم عن جابر من إحدي عشرة طريقة.

وعن جابر رضي الله تعالي عنه قال: وكان رسول الله صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي يقول:

جاء خير البرية (2).

قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من لم يقل علي خير البشر فقد

كفر (3).

وعنه صلي الله عليه وآله: من لم يقل علي خير الناس فقد كفر (4).

وفي حديث آخر: وكان أصحاب محمد صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية (5).

وروي الدارمي باسناده عن عائشة، وكذلك الديلمي في الفردوس في الولاية وأحمد بن حنبل في الفضائل وفي المسند، والا عمش عن أبي وائل وعن عطيه العوفي عن عائشة، وعطاء أيضا عن عائشة جمعيا عن النبي صلي الله عليه وآله قال: علي خير البشر من أبي فقد كفر، ومن رضي فقد شكر (6).

وأورده امامهم العلامة فخر الدين الرازي في نهاية العقول وفي كتاب الأربعين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: علي خير البشر من أبي فقد كفر (7).

وفي مسانيدهم بأسانيدهم المعول عليها عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: علي خير البرية (8).

(١) رواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي ٢ / ٤٤٨، وابن شهاب الدين الهمداني في مودة القربي ٤٠ ٢) رواه الخوارزمي في المناقب: ٦٦ ٣) رواه المتقي الحنفي في منتخب كنز العمال المطبوع علي هامش المسند ٥ / ٣٥ ٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ١٩٢ ٥) رواه العسقلاني في لسان الميزان: ١ / ١٧٥ ٦) راجع في جميع ذلك إحقاق الحق ٤ / ٢٤٩ ٧) أورده عنه في إحقاق الحق ٤ / ٢٥٥ ٨) رواه الخوارزمي في المناقب: ٦٦ والعسقلاني ي لسان الميزان ١ / 175

(٢٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، إبن عساكر (1)، المودة في القربي (1)، الخوارزمي (2)

____________________

ومن المتفق عليه لدي الجميع أن رسول

الله صلي الله عليه وآله قال في المخدج ذي الثدية يقتله خير الخلق والخليفة، وفي رواية يقتله خير هذه الأمة (1).

وفي روايات جمة عن عائشة قالت: سمعت النبي صلي الله عليه وآله يقول: هم - أي المخدج وأصحابه - شر الخلق والخليقة، يقتله خير الخلق والخليقة، وأقربهم إلي الله وسيلة (2).

ومن طرق عديدة عنها عنه صلي الله عليه وآله، هم شر الخلق والخليفة يقتلهم سيد الخلق والخليقة، وفي أخبار كثيرة أنه صلي الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: وانك أنت قاتله يا علي (3).

ثم قد أطبقت الأمة علي أن عليا عليه السلام قد قتله يوم النهروان وأخبر الناس بذلك وقد كان عليه السلام يخبر به وبصفته من قبل، ثم استخرجه من تحت القتلي فوجدوه علي ما كان يذكر فيه من صفته، فكبر الله وقال: صدق الله ورسوله وبلغ رسوله.

وفي صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من صحاحهم (4) أن النبي صلي الله عليه وآله قال فيه: ان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤن الكتاب لا يجاوز طراقيهم، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية يخرجون علي خير فرقة من الناس.

وكان أبو سعيد الخدري يقول، أشهد اني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلي الله عليه وآله وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وقتلهم وأنا معه، ثم من بعد القتال استخرجوا من بين القتلي من هذه صفته فجاؤوا به إليه، فشاهدت فيه تلك الصفات

(١) رواه القاضي عضد الدين الإيجي في المواقف ٢ / ٦١٥ ٢) رواه الحافظ نور الدين في مجمع الزوائد ٦ / ٢٣٩ ٣) راجع في ذلك إحقاق الحق: ٨ / 475 - 522 4) مسلم في صحيحه

3 / 112 ط محمد علي وأحمد بن حنبل في مسنده 3 / 56 والبخاري في صحيحه 4 / 200 ط الأميرية. والنسائي في الخصائص: 43 ط مصر

(٢٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب صحيح مسلم (1)

____________________

التي قد كان يخبرنا بها رسول الله صلي الله عليه وآله.

وروي أبو بكر بن مردويه في كتابه مرفوعا إلي حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: علي خير البشر فمن أبي فقد كفر.

ورواه أيضا مسندا عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: علي خير البشر ومن أبي فقد كفر (1).

وروي أبو بكر البيهقي أن الأنصار كانت تقول: انا كنا نعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب (2).

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله:

بوروا أولادكم بحب علي بن أبي طالب، فمن أحبه فاعلموا أنه لرشدة، ومن أبغضه فاعلموا أنه لغية (3).

رشدة بكسر الراء وبفتحها أي نكاح صحيح، وغية أيضا بكسر الغين المعجمة وفتحها وتشديد الياء المثناة من تحت، أي لزنية وطي من غير نكاح صحيح.

ولبعض المتوهمين القاصرين من المعاصرين في ضبط هذه اللفظة عثرة، تستعاذ بالله من خذيها وفضيحتها، أوردناها في الرواشح السماوية (4).

وروي الهروي في الغريبين عن عبادة: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة (5).

وقال ابن الأثير في النهاية: في الحديث أن داود سأل سليمان عليهما السلام وهو يتبار

(١) المناقب لابن مردويه غير مطبوع ٢) رواه الصفوري في نزهة المجالس ٣ / ٢٠٨ والحكم في المستدرك: ٣ / ١٢٩ ٣) راجع

إحقاق الحق: ٧ / ٢٦٦ ٤) الرواشح السماوية: ٨١ ٥) روي إحقاق الحق عنه: 7 / 266

صفحه(٢٤٠)

البراء بن عازب ____________________

علمه أي يختبره ويمتحنه، ومنه الحديث " وكنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب " وحديث علقمة الثقفي حتي والله ما نحسب الا أن ذلك شئ يبتار به اسلامنا (1).

وقال: وفي حديث جعفر الصادق " لا يحبنا أهل البيت كذا وكذا ولا ولد الميافعة " أي ولد الزنا يقال: يافع الرجل جارية فلان إذا زني بها (2).

وقال فيه: وفي حديث أهل البيت " لا يحبنا اللاكع ولا المحبوس " (3).

لكع عليه الوسخ كفرح لصق به ولزمه، ولكع بضم اللام وفتح الكاف اللئيم الخسيس الوسخ الدنس، وأصل الخسيس الخلط، وذلك عن خبث الطينة واختلاط النطفة وعدم طيب الولادة.

وفي النهاية الأثيرية أيضا: في حديث الصادق " لا يحبنا أهل البيت ذو رحم منكوس " قيل: هو المأبون لانقلاب شهوته إلي دبره (4) انتهي كلام النهاية.

البراء بن عاز ب هو أبو عامر أو أبو عمار، البراء - بالباء الموحدة والراء المخففة المفتوحتين وبالمد كسماء - بن عاز ب باهمال العين قبل الألف والزاء بعدها.

في القاموس: أنا براء منه لا يثني ولا يجمع ولا يؤنث، أي برئ والبراء أول ليلة، أو يوم من الشهر، أو آخرها، أو آخره، كابن البراء وأبراء دخل فيه واسم،

(1) نهاية ابن الأثير: 1 / 161 2) نهاية ابن الأثير: 5 / 299 3) نهاية ابن الأثير: 4 / 9 26 4) نهاية ابن الأثير: 5 / 115

(٢٤١)

صفحهمفاتيح البحث: البراء بن عازب (1)، إبن الأثير (4)

94 - قال الكشي: روي جماعة من أصحابنا منهم أبو بكر الحضرمي، وأبان ابن تغلب، والحسين بن أبي العلاء، وصباح

المزني، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ____________________

وابن مالك وعازب وأوس والمعرور الصحابيون (1).

قال الشيخ رحمه الله في باب الصحابة: البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي كنيته أبو عامر (2).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: البراء بن عازب الأنصاري (3) وقال صاحب كتاب الصحابة: البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن خيثم بن مجذعة يكني أبا عمارة، غزي مع رسول الله صلي الله عليه وآله خمس عشرة غزوة، واستصغره النبي يوم بدر فلم يشدها، واجازه يوم الخندق وهو ابن خمس عشر سنة، فنزل البراء الكوفة وتوفي بها في أيام مصعب بن الزبير (4).

وفي مختصر الذهبي: عنه عدي بن ثابت، وأبو إسحاق، وخلق، وشهد أحدا، ومات بعد التسعين.

قوله رحمه الله تعالي: روي جماعة من أصحابنا لم يذكر طريقته في الاسناد عن الجماعة، وعني أنه من الصحيح الثابت عنهم وكذلك كلما أرسل ارسالا جاريا مجري التعليق، قال في صدر الطريق روي، وأسقط الاسناد من البين، كما سبق في ترجمة أبي الأنصاري: روي الحارث بن حصيرة.

قوله رحمه الله تعالي: منهم أبو بكر الحضرمي الخ أبو بكر عبد الله بن محمد الحضرمي، قد بينا في المعلقات علي الاستبصار

(١) القاموس: ١ / ٨ ٢) رجال الشيخ: ٨ ٣) رجال الشيخ: ٣٥ ٤) الاستيعاب: ١ / 139 وفيه جشم بن مجدعة

(٢٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن أبي العلاء (1)، أبو بكر الحضرمي (1)، صباح المزني (1)

عليهما السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك، تخف علينا العبادة، فلما أتبعناك ووقع حائق الايمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا. قال أمير المؤمنين عليه السلام: فمن ثم

يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير وتحشرون فرادي فرادي يؤخذ بكم إلي الجنة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما بدا لكم! مامن أحد يوم القيامة الا وهو يعوي عواء البهائم أن اشهدوا واستغفروا لنا، فنعرض عنهم فما هم بعدها بمفلحين.

____________________

توثيقه وصحة حديثه.

وأبان بن تغلب ظاهر الجلالة في الفضل والثقة.

والحسين بن أبي العلاء الحفاف الأزدي وأخواه علي وعبد الحميد وجوه ثقاة أذكياء، قد أوضحنا حالهم وحال أبيهم في المعلقات علي الاستبصار وعلي الفقيه وأبطلنا ما توهمه المتوهمون في أبي العلاء، وسيستبين الامر في ذلك كله حيث يحين حينه انشاء الله العزيز.

وصباح بن يحيي - باهمال الصاد المفتوحة وتشديد الباء المفتوحة - أبو محمد المزني - بضم الميم وفتح الزاء قبل النون - كوفي ثقة.

في القاموس: مزينة كجهينة قبيلة، وهو مزني (1).

قوله عليه السلام: للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟

قال له ذلك في زمن خلافته إذ كان عليه السلام بالكوفة، يعني كيف وجدت هذا الذين معي بعد ما كنت مع المتقمصين للخلافة قبلي؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك تخف علينا العبادة، أي كنا تائهين في الجهالة، مستخفين بالعبادة، مضيعين لحدودها وأركانها، غير خاشعين في مناسكها آدابها، فلما أتعبناك انبسط نور المعرفة في صدورنا، ووقع حقائق الايمان في قلوبنا، فتثاقلت العبادة في جوار حنا وأجسادنا، وألذت واحلولت مع ذلك في نفوسنا وأرواحنا.

(1) القاموس: 4 / 271

(٢٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، يوم القيامة (2)، أبو عبد الله (1)

قال أبو عمر والكشي: هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السلام فيما روي من جهة العامة.

____________________

روي البخاري في صحيحه بأسناده عن مطرف قال: صليت أنا وعمران خلف

علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما سلم أخذ عمران بيدي، فقال: لقد صلي بنا هذا صلاة محمد (صلي الله عليه وآله) أو قال: لقد ذكرني هذا صلاة محمد صلي الله عليه وآله (1).

وروي الصدوق عروة الاسلام أبو جعفر بن بابويه وغيره من أشياخنا وأصحابنا رضوان الله تعالي عليهم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وتسليماته عليه تطويل القراءة في صلاة الكسوف بمثل الأنبياء والكهف.

قال في الفقيه: وانكسفت الشمس علي عهد أمير المؤمنين عليه السلام، فصلي بهم حتي كان الرجل ينظر إلي الرجل قد ابتل قدمه من عرقه (2).

قوله رحمه الله: هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين (ع) فيما روي من جهة العامة وقد غلط الحسن بن داود في شرح هذه العبارة، فظن أن معناتها أن اصابته دعوته عليه السلام إياه فيما روي من جهة العامة لامن طريق الخاصة.

قال في كتابه: البراء بن عازب " ل - ي - جخ - كش " شهد عليه السلام له بالجنة بعد أن روت العامة أنه عليه السلام دعا عليه لكتمانه الشهادة بيوم غدير خم فعمي (3).

فذلك ظن فاسد، فان دعائه عليه السلام عليه واضابته دعوته إياه من الثابت، بل من المتواتر من طريق الخاصة ومن طريق العامة جميعا، وروي الكشي ذلك من طريق الخاصة بعد هذا الكلام.

(١) صحيح البخاري ١ / ١٩١ ط عامرة استبول ٢) من لا يحضره الفقيه: ١ / ٣٤١ ٣) رجال ابن داود: ٦٤

(٢٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب فقيه من لا

يحضره الفقيه (1)، كتاب صحيح البخاري (1)

95 - روي عبد الله بن إبراهيم، قال أخبرنا أبو مريم الأنصاري، عن المنهال ابن عمرو، ____________________

بل معني العبارة: أن ما قاله عليه السلام في هذا الحديث له، وشهد له بقوله: " فيؤخذ بكم إلي الجنة " روي من جهة العامة (1)، أنه كان بعد ان أصابته دعوته عليه السلام وعمي قوله رحمه الله: روي عبد الله بن إبراهيم (2) أرسل اسناده عن عبد الله بن إبراهيم هذا، وهو عبد الله بن إبراهيم أبي عمر أبو محمد الغفاري، حليف الأنصار سكن المزينة بالمدينة، فتارة يقال له: الغفاري، وتارة الأنصاري، وتارة المزني، ويقال له أيضا: المدني، يروي عن أبي مريم الأنصاري عبد الغفار الجازي ومن في طبقته، وعند الحسن بن علي بن فضال، ومحمد ابن عيسي وذكر في الفهرست عبد الله بن إبراهيم الأنصاري وأسند طريقه في رواية كتابه إلي محمد بن عيسي عنه (3)، ثم ذكر عبد الله بن إبراهيم الغفاري وطريقه في رواية كتابه بالاسناد الأول عن محمد بن عيسي عنه، ويظهر من ذلك التعدد، والصحيح أنهما واحد.

قوله رحمه الله تعالي: عن المنهال بن عمرو قال الشيخ رحمه الله - في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام: المنهال بن عمرو الأسدي.

وكذلك قال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: المنهال بن عمرو الأسدي.

(١) يعني ان قوله فيما روي متعلق بقوله بعد ان أصابته، لا أنه متعلق بقوله أصابته دعوته ٢) والعجب من المصحح لرجال الكشي المطبوع في جامعة مشهد حيث زعم أنه من العامة لأنه رتب النسخة كذا: ٩٥ - فيما روي من جهة العامة: روي عبد الله بن إبراهيم

الخ ٣) الفهرست: ١٢٧

(٢٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن إبراهيم (2)، أبو مريم الأنصاري (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

عن زربن حبيش، قال: خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا.

فقال علي عليه السلام من هيهنا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقام خالد بن زيد أبو أيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جمعيا أنهم سمعوا رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال علي عليه السلام لأنس بن مالك، والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم ان كانا كتماها معاندة فابتلهما.

____________________

وقال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام: منهال بن عمرو الأسدي مولاهم.

وقال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: منهال بن عمرو الأسدي مولاهم كوفي، روي عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام (1).

وفي مختصر الذهبي: المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم، عن ابن الحنيفة وزر، وعنه الأعمش، وشعبة ورواية عنه في " أآلهتنا " ثم تركه بآخرة، وثقه ابن معين.

قوله رحمه الله: عن زر بن حبيش زر بالزاء المكسورة والراء المشددة، وحبيش بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة واسكان الياء المثناة من تحت واعجام الشين أخيرا، علي ما في جامع الأصول والقاموس وغيرهما من الكتب المعتبرة.

وقال العلامة في الخلاصة: بالسين المهملة (2).

فاعترض عليه الحسن بن داود بالتصحيف والتوهم (3).

(١) رجال الشيخ علي الترتيب: ٧٩، و ١٠١، ١٣٨، ٣١٣

٢) الخلاصة: ٧٦ ٣) رجال ابن داود: ١٥٧

(٢٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، ذو الشهادتين (1)، خزيمة بن ثابت (1)، البراء بن عازب (1)، أنس بن مالك (1)، سعد بن عبادة (1)، خالد بن زيد (1)، غدير خم (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، الترتيب (1)

فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدا، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله؟ فيقال: هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة.

____________________

فبعض شهداء المتأخرين في حاشية الخلاصة (1) رجح كلام ابن داود، بأنه في نسخة معتبرة لكتاب الرجال للشيخ وجد ذلك مضبوطا بالشين المعجمة، ولم يتعرض للتصريح بذلك في الأصول المعول عليها في هذا الباب، كأنه لم يتبعها أصلا.

وبالجملة زر بن حبيش من أفاضل رجال أمير المؤمنين عليه السلام.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: زر بن حبيش وكان فاضلا (2).

وفي مختصر الذهبي: زر بن حبيش أبو مريم الأسدي، عاش مائة وعشرين سنة، مات سنة 82.

قوله عليه السلام: وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله أي بعد أن أصابته ودعوة أمير المؤمنين عليه السلام وعمي، فيقال: هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة، ولعل قوله هذا قبل ما قد سبق من حديث شهادة أمير المؤمنين عليه السلام له بالجنة.

(1) التعليقة علي الخلاصة للشهيد الثاني غير مطبوع.

2) رجال الشيخ: 42

(٢٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، البراء

بن عازب (2)، أنس بن مالك (2)

عمرو بن الحمق 96 - جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن الحسن بن محبوب، عن أبي القاسم وهو معاوية بن عمار (إن شاء الله) رفعه، قال:

____________________

عمرو بن الحمق عمرو بن الحمق - باهمال الحاء وفتحها وكسر الميم - صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله كان قتلة عثمان، وشهد مع أمير المؤمنين عليه السلام مشاهده كلها، وروي أبو عمرو الكشي - رحمه الله تعالي: أنه من حواري أمير المؤمنين عليه السلام.

قال الشيخ - رحمه الله - في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: عمرو بن الحمق الخزاعي (1).

وكذلك قال في أصحاب أبي محمد الحسين بن علي عليهما السلام: عمرو بن الحمق الخزاعي (2).

وفي مختصر الذهبي: عمرو بن الحمق الخزاعي صحابي، عنه جبير بن نفير، ورفاعة بن شداد، وجماعة، قتل بالموصل سنة 51 بعثمان.

قوله رحمه الله تعالي: جبريل بن أحمد الفاياربي قد تقدم تحقيق حاله، والطريق هذا ضعيف بمحمد بن عبد الله بن مهران وهو غال كذاب.

وفي القاموس: فراب كسحاب قرية قرب سمرقند، ذكر تارة بأصفهان، وكحربال بلد ببلخ، أو هو فيرياب ككيمياء، أو فاريات كقاصعاء وكساباط ناحية وراء نهر سيحون (3).

(1) رجال الشيخ: 47 2) رجال الشيخ: 69 3) القاموس: 1 / 112

(٢٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عبد الله بن مهران (1)، معاوية بن عمار (1)، الحسن بن محبوب (1)، عمرو بن الحمق (1)

أرسل رسول الله صلي الله عليه وآله سرية، فقال لهم: انكم تضلون ساعة كذا من الليل فخذوا ذات اليسار، فإنكم تمرون برجل في شأنه فتستر شدونه، فيأبي أن يرشدكم حتي تصيبوا من طعامه فيذبح لكم كبشا فيطعمكم ثم يقوم فيرشد كم،

فاقرأوه مني السلام واعلموه أني قد ظهرت بالمدينة.

فمضوا فضلوا الطريق، فقال قائل منهم: ألم يقل لكم رسول ل الله صلي الله عليه وآله تياسروا ففعلوا فمروا بالرجل الذي قال لهم رسول الله صلي الله عليه وآله فاسترشدوه؟ فقال لهم الرجل لا أفعل حتي تصيبوا من طعامي، ففعلوا، فأرشدهم الطريق. ونسوا ان يقرأوه السلام من رسول الله صلي الله عليه وآله.

قال، فقال لهم وهو عمرو بن الحمق (رضي الله عنه) أظهر النبي عليه السلام بالمدينة فقالوا: نعم. فلحق به ولبث معه ما شاء الله.

ثم قال له رسول الله صلي الله عليه وآله: ارجع إلي الموضع الذي منه هاجرت فإذا تولي أمير المؤمنين عليه السلام فاته.

فانصرف الرجل حتي إذا تولي أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة، أتاه وأقام معه بالكوفة، ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام قال له ألك دار؟ قال: نعم. قال: بعها واجعلها في الأزد، فاني غدا لو غبت لطلبك، فمنعك الأزد حتي تخرج من الكوفة متوجها إلي حصن الموصل، فتمر برجل مقعد فتقعد عنده، ثم تستقيه فيسقيك، ويسألك عن شأنك فأخبره وادعه إلي الاسلام فإنه يسلم، وأمسح بيدك علي وركيه فان الله يمسح ما به وينهض قائما فيتعبك.

وتمر برجل أعمي علي ظهر الطريق، فتستسقيه فيسقيك، ويسألك عن شأنك فأخبره وادعه إلي السلام فإنه يسلم، وأمسح يدك علي عينيه فان الله عز وجل يعيده بصيرا فيتبعك، وهما يواريان بدنك بدنك في التراب، ثم تتبعك الخيل فإذا صرت قريبا من الحصن في موضع كذا وكذا رهقتك الخيل، فأنزل عن فرسك ومر إلي الغار، فإنه يشترك في دمك فسقة من الجن والإنس.

(٢٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد

الله صلي الله عليه وآله (4)، مدينة الكوفة (3)، عمرو بن الحمق (1)، الطعام (1)

ففعل ما قال أمير المؤمنين عليه السلام قال، فلما انتهي إلي الحصن قال للرجلين: اصعدا فانظرا هل تريان شيئا؟ قالا نري خيلا مقبلة، فنزل عن فرسه ودخل الغار وعار فرسه فلما دخل الغار ضربه أسود سالخ فيه، وجاءت الخيل فلما رأو ا فرسه عايرا قالوا هذا فرسه وهو قريب، فطلبه الرجال فأصابوه في الغار فكلما ضربوا أيديهم إلي شئ من جسمه تبعهم اللحم، فأخذوا رأسه، فأتوا به معاوية، فنصبه علي رمح، وهو أول رأس نصب في الاسلام.

97 - قال الكشي: روي أن مروان بن الحكم كتب إلي معاوية وهو عامله علي المدينة: أما بعد. فان عمرو بن عثمان ذكر أن رجلا من أهل العراق ووجوه أهل ____________________

قوله: وعار فرسه باهمال العين قبل الألف والراء بعدها. قال في المغرب: عار الفرس يعير ذهب هنا وهنا من نشاطه: أوهام علي وجهه لا يثنيه شئ، ومنه قوله فيما لا يجوز بيعه كذا وكذا. والفرس العاير والعاند من العناد تصحيف، ويقال: سهم عاير لا يدري من رماه.

قوله: ضربه أسود سالخ باهمال السين قبل الألف واللام بعدها واعجام الخاء أخيرا.

قال في القاموس: والسالخ اسم الأسود من الحيات والأنثي أسودة، ولا توصف بسالخة وأسود وأسودان سالخ، وأساود سالخة وسوالخ (1).

قوله أن رجلا من أهل العراق بفتح الراء واسكان الجيم علي جمع راجل، أو بالزاء المضمومة والجيم المفتوحة، أي جماعات علي جمع الزجلة بالضم وهي الجماعة، أو بالزاء المفتوحة

(1) القاموس: 1 / 261

(٢٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مروان بن الحكم (1)، عمرو بن عثمان (1)، الضرب (1)

الحجاز يختلفون

إلي الحسين بن علي، وذكر أنه لا يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إلي برأيك في هذا، والسلام.

فكتب إليه معاوية: أما بعد: فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإياك أن تعرض للحسين في شئ واترك حسينا ما تركك، فانا لا نريد أن تعرض له في شئ ما وفي ببيعتنا ولم ينز علي سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته، والسلام.

____________________

والجيم الساكنة، بمعني ارسال الحمام للاختبار والاستخبار.

قوله عليه وعلي شجرته الملعونة الخبيثة أصلا وفصلا أشد اللعن والعذاب: ما لم ينز علي سلطاننا بفتح حرف المضارعة واسكان النون وضم الزاء، من نزا علي الشئ ينزو نزوا ونزوانا: أي وثب وثوبا وثبانا، وقلب فلان ينزو إلي كذا ينازع ويتوق إليه، والتنزي التوثب والتسرع.

وفي مجمل اللغة: التنزي تسرع الانسان إلي الشر، وما نزاك علي كذا أي ما حملك عليه، يقال: بالتشديد وبالتخفيف، ورجل منزو بكذا مولع به.

قوله: فاكمن عنه ما لم يبدلك صفحته من كمن له كمونا، بمعني تواري واستخفي.

قال في المغرب: ومنه الكمين من حيل الحرب، وهو أن يستخفوا في مكمن لا يفطن لهم، وكمن عنه كمونا أي اختفي.

وفي القاموس: ان الفعل منه من بابي نصر وسمع، ويقال: في المشهور من بابي ضرب ونصر (1).

(1) القاموس: 4 / 263

(٢٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن علي (1)

98 - وكتب معاوية إلي الحسين بن علي عليه السلام بن علي عليه السلام أما بعد - فقد انتهيت إلي أمور عنك. إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله ان من أعطي الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء وإن كان الذي بلغني باطلا

فإنك أنت أعذل الناس لذلك وعظ نفسك فاذكره ولعهد الله أوف، فإنك متي ما أنكرك تنكرني ومتي أكدك تكدني فاتق شقك عصا هذه الأمة وان يردهم الله علي يديك في فتنة، وقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولامة محمد صلي الله عليه وآله ولا يسخفنك السفهاء والذين لا يعلمون.

99 - فلما وصل الكتاب إلي الحسين عليه السلام كتب إليه: أما بعد - فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها راغب وأنا لغيرها عندك جدير فان الحسنات لا يهدي لها ولا يرد إليها الا الله، وأما ما ذكرت أنه انتهي إليك عني فإنه انما رقاه إليك الملاقون المشاؤن بالنميم، وما أريد لك حربا ولا عليك خلافا، وأيم الله اني لخائف لله في ترك ذلك، وما أظن الله راضيا بترك ذلك، ولا عاذرا بدون الاعذار فيه إليك وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين.

ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا ____________________

و" يبد " بضم حرف المضارعة من باب الافعال.

و" صفحة الشئ " وجهه وجانبه، أي ما لم يظهر لك وجهه وجانبه، ولم يتكافح ولم يتظاهر لك بالمعاندة والمعاداة.

قوله: فإنك أنت أعذل الناس لذلك باعجام الذال بعد العين المهملة، من العذل بمعني الملامة، يقال: عذلت الرجل إذ ا لمته، وعذلنا فلان فاعتذل أي لام نفسه وأعتب، يعني أنت أحق الناس بأن تكون عاذ لا لمثل ذلك لائما عليه مستنكرا إياه، فخليق بك أن لا ترتكبه أبدا.

قوله عليه وعلي شجرته الطيبة المقدسة المبارك أصلها وفرعها صلوات الله التامات وتسليماته الناميات: ألست القاتل حجر بن عدي أخا كنده حجر بن عدي الكندي من خواص أمير المؤمنين عليه السلام وأصفياء

أصحابه.

(٢٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم عرفة (1)، حجر بن عدي الكندي (1)، القتل (1)

ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لاثم؟ ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بأحنة تجدها في نفسك.

أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعدما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة علي ربك واستخفافا ____________________

وأولياءه، وذكره بعضهم في عداد الصحابة.

وفي القاموس: حجر - بالضم - والد امرء القيس وجده الاعلي، وابن عدي وابن ربيعة وابن يزيد صحابيون، وابن العنبس تابعي (1).

وقال يوسف بن عبد البر والحافظ أبو نعيم: حجر بن عنبس وقيل: ابن قيس الكندي وحجر بن عدي الأدبر، ذكرا فيمن روي عن النبي صلي الله عليه وآله، ولا تثبت لأحدهما صحبته (2).

والشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال قال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام حجر بن عدي الكندي وكان من الابدال (3) ثم ذكره في أصحاب أبي محمد الحسن ابن علي عليهما السلام وقال: حجر بن عدي الكندي الكوفي (4).

قلت: وايراده في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام كان خطأ لقول سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام لمعاوية في هذه الرواية: ألست القاتل حجر بن عدي أخا كنده.

وقال أبو الحسن المسعودي -

رحمه الله تعالي - في مروج الذهب: وفي

(١) القاموس: ٢ / ٥ ٢) الاستيعاب: ١ / 359 3) رجال الشيخ: 38 4) رجال الشيخ: 67

(٢٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، عمرو بن الحمق (1)، القتل (2)، الظلم (1)، الإبداع، البدعة (1)

____________________

سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، وهو أول من قتل صبرا في الاسلام، حمله زياد من الكوفة ومعه تسعة عشر نفرا من أهل الكوفة وأربعة من غيرها.

فلما صار إلي مرج عذراء علي اثني عشر ميلا من دمشق تقدم البريد بأخبارهم إلي معاوية، فبعث إليهم برجل أعور، فلما أشرف علي حجر وأصحابه، قال رجل منهم: ان صدق الرجل (1) فإنه سيقتل منا النصف وينجو الباقون فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: أما ترون الرجل المقبل مصابا في أحدي عينيه.

فلما وصل إليهم قال لحجر: ان أمير المؤمنين قد أمرني بقتلك يا رأس الضلال ومعدن الكفر والطغيان والمتولي لأبي تراب، الا ان ترجعوا عن كفركم وتلعنوا أصحابكم وتتبرؤا منه.

فقال حجر وجماعته ممن كان معه: ان الصبر علي مر (2) السيف لا يسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم علي الله وعلي نبيه وعلي وصيه أحب إلينا من دخول النار وأجاب نصف من كان معه إلي البراءة من علي.

فلما قدم حجر ليقتل قال: دعوني أصلي ركعتين فطول في صلاته، فقيل له:

أجزعا من الموت؟ قال لا، ولكني ما تطهرت للصلاة قط الا صليت، وما صليت قط أخف من هذه، وكيف أجزع وأني لأري قبرا مفتوحا وسيفا مشهورا وكفنا منشورا ثم قدم فنحر: والحق به من وافقه علي قوله من أصحابه.

وقيل: إن قتلهم كان في سنة خمسين، وذكر أن عدي بن حاتم الطائي دخل علي معاوية: فقال

له معاوية: أما أنه قد بقيت قطرة من دم عثمان لا يمحوها الا دم شريف من أشراف اليمن.

(1) وفي المصدر: الزجر 2) وفي المصدر: حد

صفحه(٢٥٤)

بذلك العهد، أو لست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنه ابن أبيك وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله: الولد للفراش وللعاهر الحجر، فتركت سنة رسول الله صلي الله عليه وآله تعمدا وتبعت هواك بغير هدي من الله.

____________________

فقال عدي: والله ان قلوبنا التي أبغضناك فيها لفي صدورنا وان سيوفنا التي قاتلناك بها لعلي عواتقنا، ولئن أدنيت إلينا شبرا لندلي إليك من الشر شبرا، وان حرجمة (1) الحلقوم وحشرجة الحيزوم لاهون علينا من أن نسمع المساءة في علي عليه السلام فسل السيف يا معاوية يبعث السيف.

فقال معاوية: هذه كلمات حكم فاكتبوها، وأقبل علي عدي محادثا كأنه ما خاطبه بشئ انتهي كلام مروج الذهب (2).

وسيأتي في أصل الكتاب تمام القول في ترجمة حجر بن عدي انشاء الله العزيز العليم سبحانه.

قوله عليه السلام أو لست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك.

قال المسعودي في مروج الذهب: أن معاوية ادعي ذلك وأدخله في نسبه بشهادة أبي مريم السلولي، وكان أخبر الناس ببدو الامر، وذلك أنه جمع بين أبي سفيان وسمية أم زياد في الجاهلية علي زنا، وكانت سمية من ذوات الرايات بالطائف تؤد الضريبة إلي الحارث بن كلدة سمية، فقال: أتيني بها علي ذفرها وقذرها فقال له زياد: مهلا يا أبا مريم! انما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما، فقال أبو مريم: نعم لو كنت أعفيتموني لكان أحب إلي وانما شهدت بما عاينت ورأيت، والله لقد أخذ بكور (3) درعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت

دهشانا، فلم ألبث أن خرج

(1) وفي المصد ر: حز 2) مروج الذهب: 3 / 3 - 5 3) كار الشئ يكور كورا دار وكورل العمامة دورها (منه) وفي المصدر: بكم درعها

(٢٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

ثم سلطته علي العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم علي جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك.

أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية انهم كانوا علي دين علي عليه السلام؟ فكتب إليه ان اقتل كل من كان علي دين علي فقتلهم ومثلهم ودين علي عليه السلام سر الله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.

____________________

علي يمسح جبينه فقلت: مه يا أبا سفيان فقال: ما أصبت مثلها يا أبا مريم لولا استرخاء من ثديها وذفر من مرفقيها.

فقام زياد فقال: أيها الناس هذا الشاهد قد ذكر ما سمعتم ولست أدري حق ذلك من باطله، وانما كان عبيد أبا مبرورا ووليا مشكورا، والشهود أعلم بما قالوا.

فقام يونس بن عبيد أخو صفية بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفي، وكانت صفية مولاة سمية، فقال: يا معاوية قضي رسول الله صلي الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر وقضيت أنت الولد للعاهر وأن الحجر للفراش، مخالفة لكتاب الله وانصرافا عن سنة رسول الله بشهادة أبي مريم علي زنا أبي سفيان.

فقال معاوية: والله لتنتهين يا يونس أو لأطيرن بك طيرة بطيئا وقوعها، فقال يونس: هل الا إلي الله ثم أقع؟

فقال عبد الرحمن بن أم الحكم في ذلك:

ألا أبلغ معاوية بن حرب * مغلغلة عن الرجل اليماني أتغضب

أن يقال أبوك عف * وترضي أن يقال أبوك زان فاشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان (1) قوله عليه السلام: لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين الرحلة - بالكسر - الارتحال، الرحلة - بالضم الوجهة التي يقصدها المرتحل

(1) مروج الذهب: 3 / 806

(٢٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الضرب (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

وقلت فيما قلت " انظر لنفسك ولدينك ولامة محمد واتق شق عصا هذه الأمة وان تردهم إلي فتنة " واني لا أعلم فتنة أعظم علي هذه الأمة من ولايتك عليها ولا أعظم نظرا لنفسي ولديني ولامة محمد صلي الله عليه وآله وعلينا أفضل من أن أجاهدك، فان فعلت فإنه قربة إلي الله، وان تركته فاني أستغفر الله لديني وأسأله توفيقه لارشاد أمري.

وقلت فيما قلت " أني ان أنكرتك تنكرني وان أكدك تكدني " فكدني ما بدا لك فاني أرجو أن لا يضرني كيدك في، وأن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك، علي أنك قد ركبت بجهلك تحرصت علي نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط.

ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والايمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم الا لذكر هم فضلنا وتعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.

فأبشر يا معاوية بالقصاص وأستيقن بالحساب واعلم أن الله تعالي كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ا لا أحصاها، وليس الله بناس لا خذ ك بالظنة وقتلك أوليائه علي ____________________

في مسيره.

ويعني عليه السلام بالرحلتين: رحلتي قريش بالشتاء والصيف، للامتيار والاتجار، كان

لاشرافهم الرحلة في الشتاء إلي اليمن وفي الصيف إلي الشام، فيمتارون ويتجرون وذلك قصاري جاههم وشرفهم.

فدين الاسلام وهو دين رسول الله صلي الله عليه وآله ودين علي بن أبي طالب عليه السلام علاهم وشرفهم ورفع قدرهم وأعلا منزلتهم، وجعل الله سبحانه استقرار ذلك منوطا بسيف علي عليه السلام، ولذلك كان ضربة علي عليه السلام يوم الخندق توازي عمل الثقلين وأفضل من عبادة الجن والإنس وأفضل من عمل الثقلين علي اختلاف الروايات.

(٢٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، القتل (3)

مثالب يزيد بن معاوية

التهم ونقل أوليائه من دورهم إلي دار الغربة، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب، ____________________

قوله عليه السلام: ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر ويلعب بالكلاب قال في مروج: وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وقرود وفهود، ومنادمة علي الشراب، وعن يمينه ابن زياد وغلب علي أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب.

وكان له قرد يكني بأبي قيس يحضره مجلس منادمته، ويطرح له متكأ، وكان قردا خبيثا، فكان يحمله علي أتان وحشية قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام، ويسابق بها الخيل يوم الحلبة.

فجاء في بعض الأيام سابقا فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل، وعلي أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشمر وعلي رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق، وعلي الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملون بأنواع من الألوان.

وعامله الذي استعمله علي جيشه المبعوث من الشام إلي المدينة قاتل في الموضع المعروف بالحرة خلقا من بني هاشم، وسائر قريش وأنصار، وغيرهم من خيار الناس وأفاضلهم وقتلهم.

وأخاف المدينة وألهبها وقتل

أهلها وبايعهم علي أنهم عبيدا ليزيد، وسماها " نتنة " وقد سماها رسول الله " طيبة " وقال: من أخاف المدينة أخافه الله.

وليزيد وغيره من بني أمية أخبار عجيبة ومثالب كثيرة: من شرب الخمور، وقتل ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله ولعن الوصي، وهدم البيت واحراقه وسفك الدماء المحقونة، والفسق والفجور، وغير ذلك مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه، كوروده فيمن جحد توحيده وخالف رسله انتهي ما في مروج الذهب (1).

(1) مروج الذهب 3 / 67 - 72

(٢٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

لا أعلمك الا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك وأخرجت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقي لأجلهم - والسلام.

فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما اشعر به.

فقال يزيد يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر إليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشئ فعله قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال وما هو؟ قال: فاقرأه الكتاب، فقال وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه؟ وانما قال ذلك في هوي معاوية، فقال يزيد كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأي؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله: فقد أصاب يزيد.

فقال معاوية أخطأتما أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل وما لا يعرف، ومتي ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس لم يخول به صاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عيست أن أعيب حسينا، والله ما أري للعيب فيه موضعا وقد رأيت أن أكتب إليه أتوعده

وأتهدده ثم رأيت ألا أفعل ولا أفعله.

____________________

قوله عليه السلام: لا أعلمك الا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك " خسرت " باهمال السين المشددة بعد الخاء المعجمة، أي أهلكتها من التخسير بمعني الاهلاك.

و" تبرت " بتشديد الباء الموحدة بعد التاء المثناة من فوق، من التتبير تفعيلا من التبر - بفتح التاء المثناة من فوق واسكان الباء الموحدة - بمعني الكسر والاهلاك، والتبار - بالفتح أيضا - الهلاك.

وأيم الله لقد بلغ معاوية من خسارة نفسه وتبار دينه وغشه رعيته إلي خيانته إياهم في الدين أمد الاحد فوقه.

(٢٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عمرو بن العاص (1)، الباطل، الإبطال (1)، المنع (1)، الجهل (1)

خزيمة بن ثابت وكيفية تلقبه بذي الشهادتين

خزيمة بن ثابت ____________________

قال المسعودي في مروج الذهب: ولقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له أن صلي بهم في مسيرهم إلي صفين الجمعة يوم الأربعاء.

وسبط ابن الجوزي في الخصائص والمناقب قال: قال المسعودي: لقد بلغ من طاعة أهل الشام لمعاوية أنه صلي بهم الجمعة يوم الأربعاء، وغيره يقول: يوم السبت وقال: كان لنا بالأمس عذر.

وكذلك قال جده أبو الفرج بن الجوزي في المنتظم.

خزيمة بن ثابت هو أبو عمارة الأنصاري ذو الشهادتين، خزيمة - بالخاء المعجمة المضمومة والزاء المفتوحة والياء الساكنة والميم والهاء أخيرا - ابن ثابت بن الفاكة، من عظماء أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) شهد معه بدرا وما بعدها، ومن أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، شهد معه جمل والصفين، وقتل بصفين شهيدا.

ذكره الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في باب الصحابة قال:

خزيمة بن ثابت (1).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: خزيمة بن ثابت (1) ذو الشهادتين (2).

ولقد أطبقت العامة والخاصة علي أن رسول

الله صلي الله عليه وآله سماه ذو الشهادتين وأقامه وحده في باب الشهادة مقام شاهدين.

والسيد المرتضي علم الهدي ذو المجدين - رضي الله تعالي عنه - في كتاب الانتصار في مسألة قضاء القاضي بعلمه: وأن قول أبي علي بن الجنيد بخلاف ذلك خرق الاجماع الامامية، ومسبوق وملحوق بانعقاده سابقا ولاحقا قبل ابن الجنيد وبعده، أورد قضية رسول الله صلي الله عليه وآله في ابتياعه الناقة من الأعرابي من طريقين.

(1) رجال الشيخ: 19 2) رجال الشيخ: 40

(٢٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: خزيمة بن ثابت (1)

____________________

ونقل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي - رضي الله تعالي عنه في كتابه المعروف بمن لا يحضره الفقيه قوله: هذان الخبران غير مختلفين لأنهما في قضيتين.

ثم قال: ورووا أيضا - يعني العامة والخاصة - حديث خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين لما شهد للنبي عليه السلام علي الأعرابي فقال النبي صلي الله عليه وآله: كيف شهدت بذلك وعلمته؟ قال: من حيث علمت أنك رسول الله (1).

قلت: حديث خزيمة بن ثابت كان ابتياع الفرس الفي ابتياع الناقة، والصدوق - رضوان الله تعالي عليه - في الفقيه روي القضايا الثلاث جميعا، الأولي منهن بالارسال والأخيرتين بالاسناد.

قال: جاء أعرابي إلي النبي صلي الله عليه وآله فادعي عليه سبعين درهما ثمن ناقة باعها منه فقال: قد أوفيتك، فقال: اجعل بيني وبينك رجلا يحكم بيننا.

فأقبل رجل من قريش فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: أحكم بيننا فقال للاعرابي: ما تدعي علي رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قال: سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه، فقال: ما تقول يا رسول الله؟ قال: قد أوفيته، فقال للاعرابي: ما تقول: قال: لم يوفني، فقال لرسول

الله صلي الله عليه وآله: ألك بينة علي انك أوفيته؟ قال: لا، قال للاعرابي: أتحلف أنك لم تستوف حقك وتأخذه؟ فقال نعم، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: لاتحاكمن مع هذا إلي رجل يحكم بيننا بحكم الله عز وجل.

فأتي رسول الله صلي الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام ومعه الأعرابي، فقال علي عليه السلام مالك يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: احكم بيني وبين هذا الأعرابي فقال علي عليه السلام: يا أعرابي ما تدعي علي رسول الله؟ قال: سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه فقال ما تقول يا رسول الله؟ قال قد أوفيته، ثمنها، فقال: يا أعرابي أصدق رسول الله صلي الله عليه وآله

(١) الانتصار: ٢٤٠ ط النجف

(٢٦١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)

____________________

أعظم من هذا. ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فأول من رد شهادة المملوك رمع انتهي كلام من لا يحضره الفقيه (1).

قلت: رمع قلب عمر، ويعني أبو جعفر عليه السلام عمر بن الخطاب.

وهذا كما في الحديث عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ولد سابع. كناية عن بني العباس مقلوبا، اما للتقية، أو للاستحقار، أو لان الكناية أبلغ، وربما يقال: إن عباس كان سابع أولاد عبد المطلب.

ثم إن قول أمير المؤمنين عليه السلام يا شريح ان امام المسلمين يؤتمن، معناه أن الجور من هذه الوجوه الثلاثة فيما لا يكون المدعي ولا الشاهد معصوما. ولسماع قول المدعي من غير بينة صور معدودة في الفقه، قد أحصي طائفة منها شيخنا الشهيد في غاية المراد في شرح الارشاد.

فاما إذا كان المدعي معصوما فلا يجوز طلبه البينة منه علي دعواه ولا احلافه ولا استحلافه فيما ادعاه، وكذلك إذا كان

الشاهد الواحد معصوما، فلا يسوغ طلب شاهد آخر معه، وذلك لان البينة العادلة معه لا تفيد الا ظنا، وقول المعصوم يعطي علما قطعيا.

واذن فقد استبان أن شريحا في تلك القضية قد قضي بجور من جهة الجهل بخمس مرات، ولقد وقع مثل هذا الجور والجهل من أبي بكر أيضا فوق مرة واحدة.

قال السيد المرتضي في الانتصار: وكيف يخفي اطباق الامامية علي وجوب الحكم بالعلم، وهو ينكرون توقف أبي بكر بن عن الحكم لفاطمة عليها السلام بنت رسول صلي الله عليه وآله بفدك لما ادعت انه عليه السلام نحلها أبوها، ويقولون: إذا كان عالما بعصمتها وطهارتها وأنها لا تدعي الا حقا، فلاوجه لمطالبتها بإقامة البينة، لان البينة لا وجه لها مع القطع

(١) من لا يحضره الفقيه: ٣ / 60 - 64

(٢٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)

100 - روي عن الفضل بن دكين، قال حدثنا عبد الجبار بن العباس الشامي، ____________________

بالصدق. فكيف خفي علي ابن الجنيد هذا الذي لا يخفي علي أحد (1).

قوله رحمه الله تعالي: روي عن الفضل بن دكين يقال له الحافظ أبو نعيم الملابي، والحافظ أبو نعيم المشهور ليس هو إياه بل هو أحمد بن عبد الله الأصفهاني صاحب حلية الأولياء واحصاء الصحابة وغيرهما.

قال في جامع الأصول: هو أبو نعيم الفضل بن دكين، ودكين لقب واسمه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم مولي آل طلحة بن عبيد الله التيمي من أهل الكوفة وسمع سليمان الأعمش، ومشعر بن كدام، وابن أب ي ليلي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وشبعة بن الحجاج، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، وحماد بن كثير (2).

سمع منه عبد الله بن المبارك، وروي عنه أحمد

بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وزهير بن حرب، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وخلق كثير من الأئمة.

قدم بغداد وحدث بها، وكان مزاحا ذا دعابة مع فقهه ودينه وأمانته، وكان غاية في الاتقان والحفظ وهو حجة.

ولد سنة تسع وعشرين ومائة وقيل: سنة ثلاثين. ومات سنة ثماني عشرة ومأتين في آخرها، وقيل: سنة تسع عشرة في أيام المعتصم بن الرشيد.

" دكين " بضم الدال المهملة وفتح الكاف وسكون الياء وبالنون، و" كدام " بكسر الكاف وتخفيف الدال المهملة، و" راهويه " بالراء وفتح الهاء وفتح الواو وسكون الياء تحتها نقطتان وكسر الهاء الآخرة.

(١) الانتصار: ٢٣٨ 2) في " أآلهتنا " وجماعة كثيرة

(٢٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الجبار بن العباس (1)، الفضل بن دكين (1)، الجماعة (1)

عن أبي إسحاق قال: لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح عنه سلاحه ثم شن عليه الماء فاغتسل، ثم قاتل حتي قتل.

____________________

وفي مختصر الذهبي: الفضيل بن دكين الحافظ أبو نعيم الملابي مولي آل طلحة، عن الأعمش، وزكريا بن أبي زايدة، وأمم، وعنه " خ " وأبو زرعة. مات 219 في سلخ شعبان بالكوفة.

قلت: وأما الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، فمتأخر الطبقة عن الحافظ أبو نعيم هذا أمدا بعيدا، ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة بأصفهان. قاله صاحب المشكاة أبو محمد الحسين بن عبد الله الطبي في خلاصته في فن دراية الحديث.

قوله رحمه الله: عن أبي إسحاق يعني السبيعي بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة، وقد تقدم ذكره فيما تقدم. قوله: وطرح عنه سلاحه وذلك لما قد تاقت نفسه تشوقا إلي الشهادة، واشتدت لو عته شوقا إلي نعيم النشأة الخالدة، حيث

إذ شاهد أن عمارا - رضي الله تعالي عنه - قد فاز بذلك بقتل الفئة الباغية إياه بين يدي امامه الوصي الصفي المضطهد المبغي عليه في مسنده المغصوب منه حقه صلوات الله وتسليماته علي روحه وجسده، لا أنه متشككا في أمره فلما شاهد قتل عمار استتم بصره، واستقامت بصيرته، فان حال خزيمة في الاستقامة والاستيقان أجل.

قوله ثم شن عليه الماء فاغتسل " شن " باهمال السين أو باعجام الشين قبل النون المشددة، فإنهما كليهما بمعني واحد، يقال: سن الماء علي وجهه يسن - بالضم في المضارع - سنا بالسين

(٢٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: خزيمة بن ثابت (1)، القتل (3)

101 - وروي أبو معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال:

ما زال جدي بسلاحه يوم الجمل ويوم الصفين حتي قتل عمار، فلما قتل عمار سل سيفه وقال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: عمار تقتله الفئة الباغية فقاتل حتي قتل رحمة الله عليهما.

____________________

المهملة من باب طلب، أي صبه صبا سهلا قاله في المغرب.

ويقال: شن الماء يشنه شنا باعجام الشين من باب طلب أيضا إذا صبه متفرقا قاله في المغرب.

قوله رحمه الله تعالي: أبو معشر هو أبو معشر المدني قال النجاشي في باب الكني: أبو معشر المدني أحمد ابن كامل قال: حدثنا داود بن محمد بن أبي معشر المدني، قال: حدثنا أبي، قال:

حدثنا أبو معشر بكتابه. (1) قوله رضي الله تعالي عنه: حتي قتل فسل سيفه (2) يعني فاذن اشتد شوقه إلي لقاء الله سبحانه والاتصال بالنفوس الطاهرة و العقول الماحضة، كما قال عمار - رضي الله تعالي عنه اليوم ألقي الأحبة محمدا وحزبه، فسل سيفه ونزع سلاحه وقاتل حتي قتل، ولحق بنبيه وأحبته، فليعلم.

(١) رجال

النجاشي: ٣٥٥ 2) وفي النسخ كلها: فلما قتل عمار سل سيفه

(٢٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمارة بن خزيمة (1)، القتل (5)، كتاب رجال النجاشي (1)

ابنا فلان 102 - روي محمد بن عيسي بن عبيد، عن محمد بن سنان، ابنا فلان.

____________________

يعني به العباس بن عبد المطلب، وبابنيه عبد الله وعبيد الله، وسيأتي في أصل الكتاب حيث يحين حينه انشاء الله العزيز أن مولانا أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام بعد أبيه عليه السلام جعل ابن عمه عبيد الله بن العباس علي مقدمة الجيش.

فبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم؟ فمر بالراية، ولحق بمعاوية، وبقي العسكر بلا قائد ورئيس، فقام قيس بن سعد بن عبادة فخطب الناس.

وقال: أيها الناس لا يهولنكم ذهاب عبيد الله هذا لكذا وكذا، فان هذا وأباه لم يأتيا قط بخير، ثم قام بأمر العسكر.

والشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال ذكره في أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال: عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، لحق بمعاوية. (1) فأما عبد الله بن العباس أمره في الجلالة والاستقامة مستبين فستطلع انشاء الله تعالي.

قوله رحمه الله تعالي: روي محمد بن عيسي بن عبيد عن محمد بن سنان قال السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس - قدس الله نفسه الزكية -:

طريق هذا الحديث ضعيف بمحمد بن عيسي العبيدي، وبمحمد بن سنان.

وتبعه علي ذلك بعض شهداء المتأخرين.

والأصح عندي أن محمد بن عيسي العبيدي اليقطيني ثقة صحيح الحديث، فقد وثقه أبو عمرو الكشي، وأبو العباس النجاشي وغيرهما، ولذلك كثيرا ما يستصح

(1) رجال الشيخ: 69

(٢٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عيسي بن عبيد (1)، محمد بن سنان

(1)

عن موسي بن بكر الواسطي، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال، سمعته يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم العن ابني فلان، وأعمم أبصارهما، كما عميت قلوبهما الأجلين في رقبتي واجعل عمي أبصارهما دليلا علي عمي قلوبهما.

.____________________

العلامة في المنتهي والمختلف روايته وإن كانت عن يونس، واستثناء محمد بن الحسن بن الوليد إياه من رجال نوادر الحكمة ومن أصحاب يونس بن عبد الرحمن، لا يدل علي ضعفه، وقد أوضحنا الحال في المعلقات علي الاستبصار بما لا مزيد عليه.

نعم محمد بن سنان ضعيف علي الأصح، وإن كان قد وثقه الشيخ المفيد والشيخ الأعظم في بعض مواضعه، وحديثه عند العلامة معدود من الصحاح، وسيتضح الامر ي جملة ذلك من ذي قبل انشاء الله العزيز العليم.

قوله رحمة الله تعالي: عن موسي بن بكر الواسطي قيل: إنه واقفي، ولم يثبت كما قلناه في كتاب ضوابط الرضاع، وإن كان الشيخ قد حكم به في كتاب الرجال (1)، فان أبا عمرو الكشي وأبا العباس النجاشي لم يرويا ذلك أصلا، والأصح انه ممدوح وحديثه حسن.

قوله عليه السلام: الأجلين في رقبتي بالألف الممدودة قبل الجيم واللام المفتوحة قبل الياء المثناة من تحت الساكنة والنون أخيرا علي صيغته التثنية، المثيرين الشر والمهيجين الفتنة علي، والجانبين الساعين باثارة الشر تهييج الفتنة في رقبتي، والفعل منه من بابي نصر وضرب. قال في القاموس: أجل الشر عليهم يأجله ويأجله جناه، أو أثاره وهيجه (2).

وفي الصحاح: أجل عليهم شرا يأجله أي جناه وهيجه (3).

(١) رجال الشيخ ص ٣٥٩.

٢) القاموس: ٣ / ٣٢٧.

٣) الصحاح: ٤ / 1621

(٢٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)،

موسي بن بكر الواسطي (1)، الفضيل بن يسار (1)

عبد الله بن عباس.

____________________

وفي مجمل اللغة: أجل الرجل شرا علي أهله يأجل أجلا إذا جناه.

وسيعاد هذا الحديث بعينه سندا ومتنا في الجزء الثاني في ترجمة عبيد الله بن العباس. وهناك الكاف مكان الجيم في هذه اللفظة (1).

اما بالمد علي تثنية اسم الفاعل من أكل يأكل أكلا، أي الاكل بمعني المستأكل، أو بفتح الهمزة وتشديد اللام علي تثنية أفعلة الصفة من الكل بمعني الثقل.

وكون الرجل محارفا بفتح الراء أي منقوص الحظ منجوس البخت، حيث ما توجه لا يرجع بسعادة وخير، وهو ضد المبارك، أو من الكلال خلاف الحدة والشحاذة أي الاعياء عن الامر والطلبة والحرمان عن الخير والبغية، وسنفصل هناك القول في تحقيق معناه انشاء الله العزيز العليم.

عبد الله بن العباس ذكره الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في باب الصحابة (2).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وعد أيضا أبوه العباس من أصحابه (3).

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هو أبو العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ابن عم النبي صلي الله عليه وآله وأمه لبابة بنت الحارث من بني عامر بن صعصعة، أخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبي صلي الله عليه وآله.

ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفي النبي صلي الله عليه وآله وله ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة، وقيل عشر. وذلك قبل خروج بني هاشم من الشعب، وهم

(1) رجال الكشي: 113 ط جامعة مشهد 2) رجال الشيخ: 22 3) رجال الشيخ: 46

(٢٧١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، كتاب رجال الكشي (1)

103 - جعفر بن معروف، قال حدثنا يعقوب

بن يزيد الأنباري، عن حماد ابن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتي رجل أبي عليه السلام فقال: ان فلانا يعني عبد الله بن العباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيم نزلت.

____________________

ان يأخذ الله من عيني نورهما * ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير مدخل * وفي فمي صارم كالسيف مأثور وقد كان النبي صلي الله عليه وآله دعا له حين وضع له الماء الطهور في بيت خالته ميمونة زوج النبي صلي الله عليه وآله، فقال: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل (1).

قوله رحمه الله تعالي: جعفر بن معروف، عن يعقوب بن يزيد الأنباري، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني قال السيد جمال الدين أحمد بن طاوس: في الطريق ضعف من جهة إبراهيم ابن عمر اليماني، فان ابن الغضائري قال: إنه ضعيف.

وبعض شهداء المتأخرين قد تبعه علي ذلك، واستضعف كثيرا من الاخبار، وكثيرا بأسانيد المتفق علي صحتها عند أفاخم الأصحاب، لكون إبراهيم بن اليماني في الطريق.

ونحن نقول: إبراهيم بن عمر اليماني قد وثقه وشيخه النجاشي علي البت، ثم نقل اتفاق ابن نوح وغيره علي ذلك.

قال: إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني شيخ من أصحابنا ثقة روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، ذكر ذلك أبو العباس وغيره له كتاب يرويه عنه حماد بن عيسي وغيره (2).

والشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: إبراهيم بن

(١) مروج الذهب: ٣ / ١٠١.

٢) رجال النجاشي: ١٦

(٢٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)،

إبراهيم بن عمر اليماني (1)، الفضيل بن يسار (1)، يعقوب بن يزيد (1)، جعفر بن معروف (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

قال: فسله فيمن نزلت " ومن كان في هذه أعمي فهو في الآخرة أعمي وأضل سبيلا " (1) وفيم نزلت " ولا ينفعكم نصحي ان أردت أنصح لكم " (2) وفيم نزلت " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " (3).

فأتاه الرجل وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فأسائله، ولكن سله ما العرش ومتي خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلي أبي فقال له ما قال، فقال:

وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا.

____________________

عمر الصنعاني اليماني له أصول رواها عنه حماد بن عيسي (4).

وفي الفهرست: له أصل رواه عنه حماد بن عيسي، وابن نهيك، والقاسم بن إسماعيل القرشي جميعا (5) فاذن تضعيف ابن الغضائري - وهو أبو الحسن أحمد بن الحسين لا أبوه أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله - إياه لا يوجب ضعفه.

ولذلك قال العلامة: الأقوي قبول روايته (6). ويعني بذلك صحته حديثه.

وما يقال: إن الجرح مقدم علي التعديل لكونه شهادة بأمر وجودي، بخلاف التعديل، فقد أبطلناه في الرواشح السماوية (7) بأن التعديل أيضا شهادة بأمر وجودي بناءا علي أن العدالة علي التحقيق هي ملكة اجتناب الكبائر لا مجرد عدم ارتكابها.

وبالجملة هذا الحديث الشريف طريقه صحيح علي الأصح، ومسائل الغامضة من الحكمة منطوية في متنه.

(١) سورة الإسراء: ٧٢ ٢) سورة هود: ٣٤ ٣) سورة آل عمران: ٢٠٠ ٤) رجال الشيخ: ١٠٣ ٥) الفهرست: ٣٢ ٦) الخلاصة: ٦ ٧) الرواشح السماوية: ١٠٤

(٢٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الصبر (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الإسراء (1)، سورة هود (1)

قال: ولكني أجيبك

فيها بنور وعلم غير المدعي والمنتحل، أما الأوليان فنزلتا في أبيه، وأما الأخيرة فنزلت في أبي وفينا، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط.

فأما ما سألت عنه: فما العرش: فان الله عز وجل جعله أرباعا لم يخلق قبله شيئا الا ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان مختلفة من ذلك، النور الأخضر الذي منه اخضرت الخضرة، ومن نور أصفر خلقت منه الصفرة، ونور أحمر احمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار ومنه ضوء النهار.

ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلي أسفل السافلين، وليس من ذلك طبق الا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة ولو سمع واحدا منها شئ بما تحته لانهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار وأهلك وما دونه.

له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة مالا يحصي عدتهم الا الله يسبحون الليل والنهار ولا يفترون، ولو حس حس شئ مما فوقه أقام لذلك طرفة عين، بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم العلم، وليس وراء هذا مقال لقد طمع الخائن في غير مطمع.

أما أن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقوام من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه، وستصبغ الأرض بدماء الفراخ من فراخ آل محمد، تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير ما تدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرون حتي يحكم الله وهو خير الحاكمين.

104 - حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمد بن زياد قال: جاء رجل إلي علي بن الحسين عليهما السلام وذكر

نحوه.

105 - محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب: قال حدثني

(٢٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، أحمد بن محمد بن زياد (1)، محمد بن أبي عمير (1)، محمد بن مسعود (1)

حمدان بن سليمان أبو الخير، قال حدثني أبو محمد بن عبد الله بن محمد اليماني، قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي، عن أبيه الحسين، عن طاووس قال: كنا علي مائدة ابن عباس، ومحمد بن الحنفية حاضر، فوقعت جرادة فأخذها محمد، ثم قال هل تعرفون ما هذه النقط السود في جناحها؟ قالوا الله أعلم. فقال:

أخبرني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان مع النبي صلي الله عليه وآله ثم قال: هل تعرف يا علي هذا النقط السود في جناح هذه الجرادة؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم.

فقال عليه السلام: مكتوب في جناحها أنا الله رب العالمين، خلقت الجراد جندا من جنودي أصيب به من أشاء من عبادي، فقال ابن عباس: فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون أنهم أعلم منا، فقال محمد: ما ولدهم الا من ولدني.

قال: فسمع ذلك الحسن بن علي عليه السلام فبعث إليهما وهما في المسجد الحرام، فقال لهما: أما أنه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة، فأما أنت يا ابن عباس ففيمن نزلت هذه الآية " فلبئس المولي ولبئس العشير " (1) في أبي أوفي أبيك؟ وتلي عليه أيات من كتاب الله كثيرا.

ثم قال: أما والله لولا ما نعلم لا علمتك عاقبة أمرك ما هو وستعلمه، ثم انك بقولك هذا مستنقص في بدنك، ويكون الجرموز من

ولدك، ولو أذن لي في القول لقلت ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه.

106 - حمدويه وإبراهيم، قالا حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي عن عاصم بن حميد، عن سلام بن سعيد، عن عبد الله بن عبد يا ليل رجل من أهل الطائف، قال أتينا ابن عباس (رحمة الله عليهما) نعوده في مرضه الذي مات فيه قال، فأغمي عليه في البيت فاخرج إلي صحن الدار، قال، فأفاق.

فقال: ان خليلي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: اني سأهجر هجرتين وأني سأخرج من هجرتي: فهاجرت هجرة مع رسول الله صلي الله عليه وآله وهجرة مع علي عليه السلام، وأني سأعمي: فعميت، وأني سأغرق: فأصابني حكة فطرحني أهلي في البحر فغفلوا عني.

(١) سورة الحج: ١٣

(٢٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (4)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن محمد اليماني (1)، صفوان بن يحيي (1)، حمدان بن سليمان (1)، أيوب بن نوح (1)، سلام بن سعيد (1)، عاصم بن حميد (1)، مسجد الحرام (1)، المرض (1)، الموت (1)، البول (1)، سورة الحج (1)

فغرفت ثم استخرجوني بعد.

وأمرني أن أبرأ من خمسة: من الناكثين وهم أصحاب الجمل، ومن القاسطين وهم أصحاب الشام، ومن الخوارج وهم أهل النهروان، ومن القدرية وهم الذين ضاهوا النصاري في دينهم فقالوا لاقدر، ومن المرجئة الذين ضاهوا اليهود في دينهم فقالوا الله أعلم.

قال ثم قال: اللهم إني أحيي علي ما حيي عليه علي بن أبي طالب وأموات علي

ما مات عليه علي بن أبي طالب، قال: ثم مات فغسل وكفن ثم صلي علي سريره، قال: فجاء طائران أبيضان فدخلا في كفنه فرأي الناس، انما هو فقهه فدفن.

107 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن جريح، عن أبي عبد الله عليه السلام ان ابن عباس لما مات واخرج: خرج من كفنه طير أبيض يطير ينظرون إليه يطير نحو السماء حتي غاب عنهم.

فقال: وكان أبي يحبه حبا شديدا، وكانت أمه تلبسه ثيابه وهو غلام، فينطلق إليه في غلمان بني عبد المطلب، قال فأتاه بعدما أصاب بصره فقال: من أنت، قال:

أنا محمد بن علي بن الحسين، فقال: حسبك من لم يعرفك فلا عرفك.

108 - جعفر بن معروف، قال حدثني الحسين بن علي بن النعمان، عن أبيه، عن معاذ بن مطر، قال سمعت إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال حدثني بعض أشياخي، قال: لما هزم علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الجمل، بعث أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عباس (رحمة الله عليهما) إلي عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلة العرجة.

قال ابن عباس: فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة قال: فطلبت الاذن عليها، فلم تأذن، قد خلت عليها من غير اذنها، فإذا بيت قفار لم يعد لي فيه مجلس فإذا هي من وراء سترين.

قال: فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة، قال: فمددت

(٢٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (3)، الحسين بن علي بن النعمان (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، علي بن أبي طالب (2)، إسماعيل بن الفضل (1)، مدينة البصرة (1)، محمد بن

الحسين (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (2)، معاذ بن مطر (1)، الشام (1)، الخوارج (1)، اللبس (1)، الموت (3)

الطنفسة فجلست عليها، فقالت من وراء الستر: يا ابن عباس أخطأت السنة دخلت بيتنا بغير اذننا، وجلست علي متاعنا بغير اذننا، فقال لها ابن عباس (رحمه الله عليهما):

نحن أولي بالسنة منك ونحن علمناك السنة، وانما بيتك الذي خفك فيه رسول الله صلي الله عليه وآله فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشية لدينك عاتية علي ربك عاصية لرسول الله صلي الله عليه وآله فإذا رجعت إلي بيتك لم ندخله الا باذنك ولم نجلس علي متاعك الا بأمرك، ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعث إليك يأمرك بالرحيل إلي المدينة وقلة العرجة.

فقالت: رحم الله أمير المؤمنين ذلك عمر بن الخطاب، فقال ابن عباس: هذا والله أمير المؤمنين وان تزبدت فيه وجوه ورغمت فيه معاطس، أما والله لهو أمير المؤمنين، وأمس برسول الله رحما، وأقرب قرابة، وأقدم سبقا، وأكثر علما، وأعلي منارا، وأكثر آثارا من أبيك ومن عمر، فقالت: أبيت ذلك.

فقال: اما والله إن كان آباؤك فيه لقصير المدة عظيم التبعة ظاهر الشؤم بين النكل، وما كان آباؤك فيه الا حلب شاة حتي صرت لا تأمرين ولا تنهين ولا ترفعين ولا تضعين، وما كان مثلك الا كمثل ابن الحضرمي بن نجمان أخي بني أسد، حيث يقول:

ما زال اهداء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الألقاب حتي تركتهم كأن قلوبهم * في كل مجمعة طنين ذباب قال: فأراقت دمعتها، وأبدت عويلها، وتبدي نشيجها، ثم قالت: أخرج والله عنكم فما في الأرض بلد أبغض إلي من بلد تكونون فيه، فقال ابن عباس رحمة الله:

فوالله ماذا بلاءنا عندك

ولا بضيعتنا إليك، انا جعلناك للمؤمنين أما وأنت بنت أم رومان، وجعلنا أباك صديقا وهو ابن أبي قحافة.

فقالت: يا ابن عباس تمنون علي برسول الله، فقال: ولم نمن عليك بمن لو كان منك قلامة منه مننتنا به، ونحن لحمه ودمه ومنه واليه، وما أنت الا حشية من تسع حشايا خلفهن بعده لست بأبيضهن لونا، ولا بأحسنهن وجها، ولا بأرشحهن

(٢٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (5)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، بنو أسد (1)، الصدق (1)

عرقا، ولا بأنضرهن ورقا، ولا بأطرأهن أصلا، فصرت تأمرين فتطاعين، وتدعين فتجابين، وما مثلك الا كما قال أخو بني فهر:

مننت علي قومي فأبدوا عداوة * فقلت لهم كفوا العداوة والشكرا ففيه رضا من مثلكم لصديقه * وأحج بكم أن تجموا البغي والكفرا قال: ثم نهضت وأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته بمقالتها وما رددت عليها، فقال: أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك.

109 - قال الكشي: روي علي بن يزداد الصائغ الجرجاني، عن عبد العزيز بن محمد بن عبد الاعلي الجزري، عن خلف المحرومي البغدادي عن سفيان بن سعيد، عن الزهري، قال: سمعت الحارث يقول: استعمل علي عليه السلام علي البصرة عبد الله بن عباس، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا عليه السلام، وكان مبلغه ألفي ألف درهم.

فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكي، فقال: هذا ابن عم رسول الله صلي الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا، فكيف يؤمن من كان دونه، اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير

عاجز ولا ملول.

110 - قال الكشي: قال شيخ من أهل اليمامة، يذكر عن معلي بن هلال، عن الشعبي، قال: لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة وذهب به إلي الحجاز.

كتب إليه علي بن أبي طالب: من عبد الله علي بن أبي طالب إلي عبد الله بن عباس أما بعد: فاني قد كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي فلما رأيت الزمان علي ابن عمك قد كلب، والعدو عليه قد حرب، وأمانة الناس قد خربت، وهذه الأمور قد قست، قلبت لابن عمك ظهر المجن، وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوء خذلان الخاذلين.

فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك، وكأنك لم تكن علي بينة من ربك، وكأنك انما كنت تكيد أمة محمد صلي الله عليه وآله علي دنياهم، وتنوي غرتهم، فلما أمكنتك الشدة في

(٢٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن أبي طالب (2)، مدينة البصرة (2)، سفيان بن سعيد (1)، عبد العزيز (1)، محمد بن عبد (1)، الحرب (1)، الأمانة، الإئتمان (1)، الهلال (1)

خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الأزل رمية المعزي الكسير.

كأنك لا أبالك، انما جررت إلي أهلك تراثك من أبيك وأمك، سبحان الله، أما تؤمن بالمعاد؟ أو ما تخاف من سوء الحساب؟ أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد؟

أردد إلي القوم أموالهم فوالله لئن لم تفعل ثم أمكنني

الله منك لاعذرن الله فيك، فوالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل ما فعلت لما كان لهما عندي في ذلك هوادة، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة حتي آخذ الحق وأزيح الجور عن مظلومها، والسلام.

قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس، أما بعد - فقد أتاني كتابك، تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة: ولعمري أن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت، والسلام.

قال: فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام اما بعد - فالعجب كل العجب من تزيين نفسك، أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين:

فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الاثم، ويحل لك ما حرم الله عليك، عمرك الله أنك لانت العبد المهتدي إذا.

فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكة والطائف، تختارهن علي عينك، وتعطي فيهن مال غيرك، وأني لاقسم بالله ربي وربك رب العزة: ما يسرني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثا، فلا غرو وأشد باغتباطك تأكله رويدا رويدا، فكأن قد بلغت المدا وعرضت علي ربك والمحل الذي يتمني الرجعة والمضيع للتوبة كذلك وما ذلك ولات حين مناص - والسلام.

قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس، اما بعد - فقد أكثرت علي فوالله لان ألقي الله بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحب إلي أن القي الله بدم رجل مسلم.

(٢٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة البصرة (1)، الباطل، الإبطال (1)

محمد بن أبي بكر 111 - حدثني محمد بن قولويه،

والحسين بن الحسن بن بندار القميان، قالا:

حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني الحسن بن موسي الخشاب، ومحمد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من قريش خمسة نفر، وكانت ثلاثة عشر قبيلة مع معاوية.

فاما الخمسة: فمحمد بن أبي بكر رحمة الله عليه أتته النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس، وكان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال.

وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي، وكان أمير المؤمنين عليه السلام خاله وهو الذي قال له عتبة بن أي سفيان انما لك هذه الشدة في الحرب من قبل خالك فقال له جعدة لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و الخامس سلف أمير المؤمنين ابن أبي العاص بن ربيعة، وهو صهر النبي صلي الله عليه وآله أبو الربيع.

112 - حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا حدثنا أيوب، عن صفوان، عن معاوية بن عمار وغير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان عمار بن ياسر ومحمد ابن أبي بكر لا يرضيان أن يعصي الله عز وجل.

113 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد القمي، قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن زحل عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن ____________________

محمد بن أبي بكر قوله رحمه الله تعالي: عن زحل عمر بن عبد العزيز عمر بن عبد العزيز لقبه " زحل " بالزاء المضمومة والحاء المهملة المفتوحة واللام أخيرا، وكنيته أبو حفص، يروي عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن

عيسي،

(٢٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، ابن أبي العاص بن ربيعة (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، محمد بن أبي حذيفة (1)، عبد الله بن سنان (1)، معاوية بن عمار (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، الحسين بن الحسن (1)، جعدة بن هبيرة (1)، محمد بن أبي بكر (2)، هاشم بن عتبة (1)، محمد بن قولويه (1)، عمار بن ياسر (1)، علي بن أسباط (1)، الحسن بن موسي (1)، جميل بن دراج (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الحرب (1)

حمزة بن محمد الطيار، قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله عليه السلام فقال أبو عبد الله عليه السلام رحمه الله وصلي عليه.

قال لأمير المؤمنين عليه السلام يوما من الأيام: أبسط يدك أبايعك، فقال: أو ما فعلت؟

قال: بلي، فبسط يده، فقال: أشهد أنك امام مفترض طاعتك، وأن أبي في النار.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان انجابه من قبل أمه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لامن قبل أبيه.

114 - حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسي، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام أن محمد بن أبي بكر بايع عليا عليه السلام علي البراءة من أبيه.

115 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عبد الحميد، قال: حدثني أبو جميلة، عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بايع محمد

بن أبي بكر علي البراءة من الثاني.

116 - حمدويه، عن محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ____________________

وأبو عبد الله محمد بن خالد البرقي، وهو متكرر الذكر في هذا الكتاب في الأسانيد وسيجئ في الجزء الخامس ذكره في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام وسلامته عن الغلو وفساد المذهب وإن كان فيه غمز بأنه يروي المناكير.

وذكره النجاشي رحمه الله تعال ورماه بالتخليط (1). والشيخ - رحمه الله تعالي - أورده في الفهرست (2) وفي كتاب الرجال أيضا في باب " لم " (3). ولم يطعن فيه أصلا.

وفي طائفة سقيمة من النسخ: عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز وذلك من أغلاط الناسخين وتحريفاتهم.

(١) رجال النجاشي: ٢١٨ ٢) الفهرست: ١٤١ 3) رجال الشيخ: 486

(٢٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، ميسر بن عبد العزيز (1)، محمد بن أبي عمير (1)، أسماء بنت عميس (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن أبي بكر (2)، عمر بن أذينة (1)، محمد الطيار (1)، محمد بن عيسي (2)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

موسي بن مصعب، عن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت يقول: ما من أهل بيت الا ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء، منهم محمد ابن أبي بكر. مالك الأشتر 117 - حدثني عبيد بن محمد النخعي الشافعي السمرقندي، عن أبي أحمد الطرسوسي، قال حدثني خالد بن طفيل الغفاري، عن أبيه، عن حلام بن أبي ذر الغفاري وكانت له صحبة، قال

مكث أبو ذر رحمه الله بالربذة حتي مات.

فلما حضرته الوفاة قال لا مرأته: إذ بحي شاة من غنمك واصنعيها، فإذا نضجت فاقعدي علي قارعة الطريق، فأول ركب ترينهم قولي يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله قد قضي نحبه ولقي ربه فأعينوني عليه وأجيبوه، فان رسول الله صلي الله عليه وآله أخبرني أني أموت في أرض غربة، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة علي رجال من أمتي صالحون.

118 - محمد بن علقمة بن الأسود النخعي، قال: خرجت في رهط أريد الحج منهم مالك بن الحارث الأشتر، وعبد الله بن الفضل التيمي، ورفاعة بن شداد البجلي حتي قدمنا الربذة، فإذا امرأة علي قارعة الطريق، تقول: يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه.

قال: فنظر بعضنا إلي بعض وحمدنا الله علي ما ساق إلينا، واسترجعنا علي عظيم المصيبة، ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتي خرج من بيننا بالسواء ثم تعاونا علي غسله حتي فرغنا منه، ثم قدمنا مالكا الأشتر فصلي بنا عليه ثم دفناه.

فقام الأشتر علي قبره ثم قال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغير ولم يبدل، لكنه رأي منكرا فغيره بلسانه وقلبه، حتي جفي ونفي وحرم واحتقر، ثم مات وحيدا غريبا، اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسولك صلي الله عليه وآله قال، فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا آمين ثم قدمت الشاة التي صنعت، فقالت: انها قد أقسم الا تبرحوا حتي تتغدوا، فتغدينا وارتحلنا.

قال الكشي: ذكر أنه لما نعي الأشتر

مالك بن الحارث النخعي إلي أمير المؤمنين عليه السلام تأوه حزنا، وقال: رحم الله مالكا، وما مالك عز علي به هالكا، لو كان

(٢٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، رفاعة بن شداد البجلي (1)، عبد الله بن الفضل (1)، مالك بن الحارث (2)، مالك الأشتر (1)، موسي بن مصعب (1)، محمد بن علقمة (1)، عبيد بن محمد (1)، الموت (2)، الصّلاة (2)، القبر (1)، الغسل (1)، الحزن (1)، الهلاك (1)

صخرا لكان صلدا، ولو كان حبلا لكان قيدا. وكأنه قد مني قدا.

زيد بن صوحان 119 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني موسي بن معاوية بن وهب، قال:

وحدثني علي بن سعد، عن عبد الله بن عبد الله الواسطي، عن واصل بن سليمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما صرع زيد بن صوحان رحمة الله عليه يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتي جلس عند رأسه، فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة.

قال: فرفع زيد رأسه إليه وقال: وأنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فوالله ما علمتك الا بالله عليما، وفي أم الكتاب عليا حكيما، وأن الله في صدرك لعظيم، والله ما قاتلت معك علي جهالة، ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وآله تقول سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فكرهت والله أن اخذ لك فيخذلني الله.

120 - علي بن محمد القتيبي، قال، قال الفضل بن شاذان:

ثم عرف الناس بعده فمن التابعين ورؤسائهم وزهادهم زيد بن صوحان.

وروي أن عائشة كتبت من البصرة إلي زيد بن صوحان إلي الكوفة: من عائشة زوج النبي إلي ابنها زيد بن صوحان الخالص، أما بعد: فإذا أتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك، واخذل الناس عن علي بن أبي طالب حتي يأتيك أمري.

فلما قرأ كتابها، قال: أمرت بأمر وأمرنا بغيره، فركبت ما أمرنا به، وأمرتنا أن نركب ما أمرت هي به، أمرت أن تقر في بيتها، وأمرنا أن نقاتل حتي لا تكون فتنة، والسلام. صعصعة بن صوحان 121 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو جعفر حمدان بن أحمد، قال: حدثني معاوية بن حكيم، عن أحمد بن النصر، قال: كنت عند أبي الحسن الثاني عليه السلام قال:

ولا أعلم الا قام ونفض الفراش بيده، ثم قال لي يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فقال، يا صعصعة ولا تتخذ عيادتي لك أبهة علي قومك.

(٢٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، موسي بن معاوية بن وهب (1)، عبد الله بن عبد الله (1)، علي بن محمد القتيبي (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن سنان (1)، واصل بن سليمان (1)، الفضل بن شاذان (1)، مدينة البصرة (1)، صعصعة بن صوحان (2)، زيد بن صوحان (5)، محمد بن مسعود (1)، المرض (1)

قال: فلما قال أمير المؤمنين لصعصعة هذه المقالة، قال صعصعة: بلي والله أعدها منة

من الله علي وفضلا، قال: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ان كنت ما علمتك لخفيف المؤنة حسن المعونة، قال، فقال، صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك الا بالله عليما وبالمؤمنين رؤفا رحيما.

122 - محمد بن مسعود: قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد ابن أحمد بن يحيي، عن العباس بن معروف، عن أبي محمد الحجال، عن داود ابن أبي يزيد، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقه الاصعصعة وأصحابه.

123 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن علي بن علي الخزاعي، قال: حدثنا محمد بن علي بن خالد العطار، قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار، عن أبي بكر بن أبي عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عمن شهد ذلك، أن معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علي عليه السلام وكان الحسن عليه السلام قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمين بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وكان فيهم صعصعة.

فلما دخل عليه صعصعة، قال معاوية لصعصعة: أما والله أني كنت لأبغض أن تدخل في أماني، قال: وأنا والله أبغض أن أسميك بهذا الاسم، ثم سلم عليه بالخلافة.

قال فقال معاوية: ان كنت صادقا فاصعد المنبر فالعن علينا! قال: فصعد المنبر وحمد الله وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شره وأخر خيره وأنه أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله فضج أهل المسجد بآمين.

فلما رجع إليه فأخبره بما قال ثم قال: لا والله ما عنيت غيري ارجع حتي تسمية باسمه، فرجع وصعد المنبر، ثم قال: أيها الناس أن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوا من لعن

علي بن أبي طالب قال: فضجوا بآمين، قال، فلما خبر معاوية قال: لا والله ما عني غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد، فأخرجوه.

(٢٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، علي بن أبي طالب (2)، محمد بن علي بن خالد (1)، أبو عبد الله (1)، أحمد بن يحيي (1)، العباس بن معروف (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)، السجود (1)

جندب بن زهير وعبد الله بن بديل وغيرهما 124 - قال الفضل بن شاذان: فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم جندب ابن زهير قاتل الساحر، وعبد الله بن بديل، وحجر بن عدي، وسليمان بن صرد، والمسيب بن نجبة، وعلقمة والأشتر، وسعيد بن قيس، واشباههم كثير، أفناهم الحرب ثم كثروا بعد، حتي قتلوا مع الحسين عليه السلام وبعده.

محمد بن أبي حذيفة 125 - حدثني نصر بن صباح، قال حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أمير بن علي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال، كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول، ان المحامدة تأبي أن يعصي الله عز وجل.

قلت: ومن المحامدة؟ قال محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد ابن أبي حذيفة، ومحمد بن أمير المؤمنين عليه السلام، أما محمد بن أبي حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة، وهو ابن خال معاوية.

126 - وأخبرني بعض رواة العامة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني رجل من أهل الشام، قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن أبي طالب عليه السلام ومن أنصاره وأشياعه، وكان ابن خال معاوية، وكان رجل من خيار

المسلمين، فما توفي علي عليه السلام أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهرا، ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلي هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة فنبكته، ونخبره بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسب عليا؟ قالوا: نعم.

فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقاله له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه وأن عليا هو الذي دس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه؟

(٢٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، محمد بن أبي حذيفة (5)، حجر بن عدي الكندي (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن بديل (2)، الفضل بن شاذان (1)، محمد بن أبي بكر (1)، أمير بن علي (1)، إسحاق بن محمد (1)، محمد بن إسحاق (1)، مسيب بن نجبة (1)، جندب بن زهير (1)، سعيد بن قيس (1)، نصر بن صباح (1)، محمد بن جعفر (1)، الشام (1)، القتل (5)، الظلم (1)

رجل من أهل الشام، قال: كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع علي بن أبي طالب عليه السلام ومن أنصاره وأشياعه، وكان ابن خال معاوية، وكان رجلا من خيار المسلمين، فلما توفي علي عليه السلام أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهرا، ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلي هذا السفيه محمد بن أبي حذيفة

فنكبته، ونخبره بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسب عليا؟ قالوا: نعم.

فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقال له معاوية يا محمد بن أبي حذيفة ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه، وأن عليا هو الذي دس في قتله، ونحن اليوم نطلب بدمه؟

قال محمد بن أبي حذيفة: انك لتعلم اني أمس القوم بك رحما وأعرفهم بك، قال: أجل.

قال: فوالله الذي لا اله غيره ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان وألب عليه غيرك لما استعملك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والأنصار ان يعزلك فأبي، ففعلوا به ما بلغك، ووالله ما أحد أشرك في قتله بدئيا ولا أخيرا الا طلحة والزبير وعائشة، فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة وألبوا عليه الناس، وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمار والأنصار جميعا، قال: قد كان ذاك.

قال: والله اني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والاسلام لعلي خلق واحد ما زاد الاسلام فيك قليلا ولا كثيرا، وان علامة ذلك فيك لبينة تلومني علي حبي عليا كما خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وأنصاري، وخرج معك أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء، خدعتهم عن دينهم، وخدعوك عن دنياك، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت، وما خفي عليهم ما صنعوا، إذا حلوا أنفسهم بسخط الله في طاعتك، والله لا أزال أحب عليا لله، وأبغضك في الله وفي رسوله ابدا ما بقيت.

قال معاوية، واني أراك علي ضلالك بعد، ردوه، فردوه وهو يقرء في السجن

(٢٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام

(1)، المهاجرون والأنصار (1)، محمد بن أبي حذيفة (4)، علي بن أبي طالب (1)، الشام (1)، القتل (4)، الظلم (1)، الجهل (1)، الشهادة (1)

" رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " (1) فمات في السجن.

قنبر 127 - محمد بن مسعود قال: أخبرنا محمد بن يزداد الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن عليا عليه السلام قال:

لما رأيت أمرا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا 128 - محمد بن الحسن وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسي بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: بينما علي عليه السلام عند امرأة له من عنزة وهي أم عمر إذ أتاه قنبر فقال له: ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم قال: أدخلهم، قال: فدخلوا عليه.

فقال لهم: ما تقولون؟ فقالوا: نقول: انك ربنا وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي ترزقنا، فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا انما أنا مخلوق مثلكم، فأبوا وأعادوا عليه ثم ساق الحديث إلي أن قذفهم في النار ثم قال علي عليه السلام:

اني إذا أبصرت شيئا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا 129 - إبراهيم بن الحسين الحسيني العقيقي، رفعه، قال: سئل قنبر مولي من أنت؟ فقال: أنا مولي من ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلي القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا مولي صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وخير الوصيين، وأكبر المسلمين.

ويعسوب المؤمنين، ونور المجاهدين، ورئيس البكائين، وزين العابدين، وسراج الماضين، وضوء القائمين، وأفضل القانتين، ولسان رسول رب العالمين،

(١) سورة يوسف: ٣٣

(٢٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن

ابي طالب عليهما السلام (2)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، إبراهيم بن الحسين (1)، عبد الله بن شريك (1)، موسي بن يسار (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن يزداد (1)، مسعدة بن صدقة (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (1)، الضرب (1)، الصّلاة (1)، الوضوء (1)، سورة يوسف (1)

وأول المؤمنين من آل ياسين، المؤيد بجبريل الأمين، والمنصور بميكائيل المتين، والمحمود عند أهل السماوات أجمعين، سيد المسلمين والسابقين، وقاتل الناكثين والقاسطين.

والمحامي عن حرم المسلمين، والمجاهد أعدائه الناصبين، ومطفي نيران الموقدين، وأفخر من مشي من قريش أجمعين، وأول من حارب واستجاب الله أمير المؤمنين، ووصي نبيه في العالمين، وأمينه علي المخلوقين، وخليفة من بعث إليهم أجمعين.

سيد المسلمين والسابقين، وقاتل الناكثين والقاسطين ومبيد المشركين، وسهم من مرامي الله علي المنافقين، ولسان كلمة العابدين، ناصر دين الله، وولي الله، ولسان كلمة الله، وناصره في أرضه، وعيبة علمه، وكهف دينه، امام الأبرار، من رضي عنه العلي الجبار.

سمح، سخي، حي، بهلول، سنحنحي، زكي، مطهر، أبطحي، باذل، جري، همام الصابر، صوام، مهدي، مقدام، قاطع الأصلاب، مفرق الأحزاب، عالي الرقاب أربطهم عنانا، وأثبتهم جنانا، وأشدهم شكيمة، بازل، باسل، صنديد، هزبر، ضرغام حازم، عزام، حصيف، خطيب، محجاج، كريم الأصل، شريف الفضل، فاضل القبيلة، نفي العشيرة زكي الركانة، مؤدي الأمانة، من بني هاشم.

وابن عم النبي صلي الله عليه وآله والامام مهدي الرشاد، مجانب الفساد، الأشعث الحاتم، البطل الجماجم، والليث المزاحم، وبدري، مكي، حنفي، روحاني، شعشعاني، من الجبال شواهقها، ومن الهضاب رؤوسها، ومن العرب سيدها، ومن الوغاء ليثها، البطل الهمام، والليث المقدام، والبدر التمام، محك المؤمنين، ووارث المشعرين، وأبو السبطين الحسن والحسين، والله

أمير المؤمنين حقا حقا علي بن أبي طالب عليه من الله صلوات الزكية والبركات السنية.

130 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن قيس القوميني،

(٢٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن أبي طالب (1)، بنو هاشم (1)، علي بن قيس (1)، محمد بن مسعود (1)، النفاق (1)، الصّلب (1)، الصّلاة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الأمانة، الإئتمان (1)

قال: حدثني أحكم بن يسار، عن أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام ان قنبرا مولي أمير المؤمنين عليه السلام دخل علي الحجاج بن يوسف، فقال له: ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب؟ فقال: كنت أوضئه، فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟

فقال: كان يتلو هذه الآية " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتي إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين " (1) فقال الحجاج: أظنه كان يتأولها علينا، قال:

نعم، فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك؟ قال: إذا أسعد وتشقي، فأمر به.

رشيد الهجري 131 - حدثني أبو أحمد ونسخت من خطة، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران؟ عن وهب بن مهران، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد بن عبد الله الحناط، عن وهيب بن حفص الجريري، عن أبي حيان البجلي، عن قنواء بنت رشيد الهجري، قال: قلت لها: أخبريني ما سمعت من أبيك؟ قالت:

سمعت أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك، قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلي الجنة؟ فقال:

يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.

قالت: فوالله ما ذهبت الأيام حتي أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه إلي البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبي ان يبرأ منه، فقال له الداعي: فبأي ميتة قال لك تموت؟

فقال له: أخبرني خليلي انك تدعوني إلي البراءة مه فلا أبرء فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني، فقال والله ح لأكذبن قوله فيك.

(١) سورة الأنعام: ٤٥

(٢٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، محمد بن علي الصيرفي (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن عبد الله (2)، بنو أمية (1)، رشيد الهجري (2)، وهيب بن حفص (1)، الضرب (1)، الموت (2)، سورة الأنعام (1)

قال: فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا لسانه، فحملت أطراف يديه ورجليه فقلت: يا أبت هل تجد ألما لما أصابك؟ فقال: لا يا بنية الا كالزحام بين الناس، فلما احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله، فقال: أيتوني بصحيفة ودوات أكتب لكم ما يكون إلي يوم الساعة، فأرسل إليه الحجام حتي يقطع لسانه، فمات رحمة الله عليه في ليلته.

قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد البلايا، وكان قد ألقي إليه علم البلايا والمنايا، وكان حياته إذا لقي الرجل قال له: فلان أنت تموت بميتة كذا، وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا وكذا، فيكون كما يقول رشيد.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنت رشيد البلايا، أي تقتل بهذه القتلة، فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام.

132 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال:

حدثني أحمد بن النضر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال:

خرج أمير

المؤمنين عليه السلام يوما إلي بستان البرني، ومعه أصحابه، فجلس تحت نخلة ثم أمر بنخلة، فلقطت فأنزل منها رطب فوضع بين أيديهم، قالوا فقال رشيد الهجري:

يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب؟ فقال: يا رشيد أما أنك تصلب علي جذعها، فقال:

رشيد: فكنت أختلف إليها طرفي النهار أسقيها.

ومضي أمير المؤمنين عليه السلام قال: فجئتها يوما وقد قطع سعفها: قلت اقترب أجلي ثم جئت يوما فجاء العريف فقال أجب الأمير: فأتيته فلما دخلت القصر فإذا الخشب ملقي، ثم جئت يوما آخر فإذا النصف الآخر قد جعل زرنوقا يستقي عليه الماء، فقلت ما كذبني خليلي فأتاني العريف فقال: أجب الأمير فأتيته.

فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقي فإذا فيه الزرنوق، فجئت حتي ضربت الزرنوق برجلي ثم قلت: لك غذيت ولي انبت ثم أدخلت علي عبيد الله بن زياد، فقال: هات من كذب صاحبك: فقلت: والله ما أنا بكذاب ولا هو، ولقد أخبرني

(٢٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، عبد الله بن يزيد (1)، رشيد الهجري (1)، أحمد بن النضر (1)، الكذب، التكذيب (1)، القتل (2)، الموت (1)

أنك تقطع يدي ورجلي ولساني، قال: إذا والله نكذبه اقعطوا يده ورجله وأخرجوه.

فلما حمل إلي أهله أقبل يحدث الناس بالعظايم، وهو يقول: أيها الناس سلوني فان للقوم عندي طلبة لم يقضوها، فدخل رجل علي ابن زياد فقال له: ما صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدث الناس بالعظايم؟ قال: ردوه وقد انتهي إلي بابه، فردوه فأمر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه.

حبيب بن مظاهر 133 - جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله

بن مهران، قال:

حدثني أحمد بن النصر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال:

مر ميثم التمار علي فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدثا حتي اختلف أعناق فرسيهما.

ثم قال حبيب: لكأني بشيخ أصلح ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق، قد صلب في حب أهل بيت نبيه عليه السلام، ويبقر بطنه علي الخشب.

فقال ميثم: واني لأعرف رجلا أحمر له صفيدتان يخرج لينصر ابن بنت نبيه فيقتل ويجال برأسه بالكوفة.

ثم افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أحدا أكذب من هذين، قال: فلم يفترق أهل المجلس حتي أقبل رشيد الهجري، فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما؟

فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا.

فقال رشيد: رحم الله ميثما نسي: ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مائة درهم، ثم أدبر فقال القوم: هذا والله أكذبهم.

فقال القوم: والله ما ذهبت الأيام والليالي حتي رأيناه مصلوبا علي باب دار عمرو بن حريث، وجئ برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين عليه السلام ورأينا كل ما قالوا.

(٢٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (3)، عبد الله بن يزيد (1)، رشيد الهجري (1)، بنو أسد (1)، عمرو بن حريث (1)، الكذب، التكذيب (2)، القتل (1)، البيع (1)، الصّلب (1)، النسيان (1)

وكان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين عليه السلام ولقوا جبال الحديد، واستقبلوا الرماح بصدورهم تم، والسيوف بوجوههم، وهم يعرض عليهم الأمان والأموال فيأبون، ويقولون: لا عذر لنا عند رسول الله صلي الله عليه وآله ان قتل الحسين ومنا

عين تطرف حتي قتلوا حوله.

ولقد مزح حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له يزيد بن خضير الهمداني وكان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك، قال فأي موضع أحق من هذا بالسرور، والله ما هو الا أن تميل علينا هذه الطغام بسيوفهم فنعانق الحور العين.

قال الكشي. هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخر الكوفة والبصرة.

ميثم التمار 134 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم ابن حميد، عن ثابت الثقفي، قال: لما مر بميثم ليصلب، قال رجل: يا ميثم لقد كنت عن هذا غنيا، قال: فالتفت إليه ميثم، ثم قال: والله ما نبتت هذه النخلة الا لي ولا اغتذيت الا لها.

135 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد الهندي، عن العباس بن معروف، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، عن صالح ابن ميثم، قال: أخبرني أبو خالد التمار، قال: كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان.

قال: فخرج فنظر إلي الريح فقال: شدوا برأس سفينتكم ان هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة، قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا عبد الله ما الخبر؟ قال: الناس علي أحسن حال توفي أمير المؤمنين وبايع الناس يزيد، قال: قلت أي يوم توفي؟ قال: يوم الجمعة.

136 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال حدثني الحسن بن علي ابن بنت الياس الوشاء، عن عبد الله بن

(٢٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله

(1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (2)، مدينة الكوفة (1)، نهر الفرات (1)، الحسن بن علي ابن بنت إلياس (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، أبو خالد التمار (1)، العباس بن معروف (1)، أيوب بن نوح (1)، يعقوب بن شعيب (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الشام (1)، القتل (2)، السفينة (1)

خراش المغربي، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل الرسان، عن حمزة بن ميثم، قال خرج أبي إلي العمرة، فحدثني قال: استأذنت علي أم سلمة (رحمة الله عليها) فضربت بيني وبينها خدرا، فقالت لي: أنت ميثم؟ فقلت: أنا ميثم. فقالت: كثيرا ما رأيت الحسين بن علي ابن فاطمة (صلوات الله عليهم) يذكرك، قلت: فأين هو؟ قالت خرج في غنم له آنفا، قلت: أنا والله أكثر ذكره فاقرأيه السلام فاني مبادر.

فقالت: يا جارية اخرجي فادهنيه، فخرجت فدهنت لحيتي ببان، فقلت: أما والله لئن دهنتها لتخضبن فيكم بالدماء، فخرجنا فإذا ابن عباس (رحمة الله عليهما) جالس، فقلت يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن، فاني قرأت تنزيله علي أمير المؤمنين عليه السلام وعلمني تأويله، فقال: يا جارية الدواة وقرطاسا، فأقبل يكتب.

فقلت: يا ابن عباس كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم بالمطهرة، فقال لي: وتكهن أيضا خرق الكتاب، فقلت: مه احتفظ بما سمعت مني، فان يك ما أقول لك حقا أمسكته، وان يك باطلا خرقته قال: هو ذاك.

فقدم أبي علينا فما ليث يومين حتي أرسل عبيد الله بن زياد، فصلبه تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم إلي المطهرة، فرأيت الرجل الذي جاء إليه ليقتله وقد أشار

إليه بالحربة، وهو يقول: أما والله لقد كنت ما علمتك الا قواما، ثم طعنه في خاصرته فأجافه فاحتقن الدم فمكث يومين، ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب انبعث منخراه دما، فخضبت لحيته بالدماء.

137 - قال أبو النصر محمد بن مسعود: وحدثني أيضا بهذا الحديث علي ابن الحسن بن فضال، عن أحمد بن محمد الأقرع. عن داود بن مهزيار، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل، عن عمران بن ميثم. قال علي بن الحسن: هو حمزة بن ميثم خطأ وقال علي: اخبرني به الوشاء بأسناده مثله سواء غير أنه ذكر عمران بن ميثم.

138 - حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه عن جده، قال لي ميثم التمار ذات يوم: يا أبا حكيم اني أخبرك بحديث وهو

(٢٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، عبد الله بن عباس (3)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، داود بن مهزيار (1)، علي بن إسماعيل (1)، الحسين بن علي (1)، الحسن بن فضال (1)، عمران بن ميثم (2)، حنان بن سدير (1)، علي بن الحسن (1)، حمزة بن ميثم (2)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسعود (1)، الطهارة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

حق، قال: فقلت يا أبا صالح بأي شئ تحدثني؟ قال: اني أخرج العام إلي مكة فإذا قدمت القادسية راجعا أرسل إلي هذا الدعي ابن زياد رجلا في مائة فارس حتي يجئ بي إليه، فيقول

لي: أنت من هذه السبائية الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودها، وأيم الله لا قطعن يدك ورجلك.

فأقول: لأرحمك الله فوالله لعلي كان أعرف بك من حسن حين ضرب رأسك بالدرة، فقال له الحسن: يا أبه لا تضربه فإنه يحبنا ويبغض عدونا، فقال له علي عليه السلام مجيبا له اسكت يا بني فوالله لأنا أعلم به منك، فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة انه لولي لعدوك وعدو لوليك.

قال: فيأمر بي عند ذلك فأصلب فأكون أول هذا الأمة ألجم بالشريط في الاسلام فإذا كان يوم الثالث فقلت غابت الشمس أو لم تغب ابتدر منخر اي دما علي صدري ولحيتي. قال: فرصدناه فلما كان يوم الثالث فقلت: غابت الشمس أولم تغب ابتدر منخراه علي صدره ولحيته دما.

قال: فاجتمعنا سبعة من التمارين فاتعدنا لحمله فجئنا إليه ليلا والحراس يحرسونه، وقد أوقدوا النار فحالت بيننا وبينهم، فاحتملناه بخشبته حتي انتهينا به إلي فيض من ماء في مراد فدفناه فيه، ورمينا بخشبته في مراد في الخراب، وأصبح فبعث الخيل فلم يجد شيئا.

قال، وقال يوما: يا أبا حكيم تري هذا المكان ليس يودي فيه طسق. والطسق أداء الاجر، ولئن طالت بك الحياة لتؤدين طسق هذا المكان إلي رجل في دار الوليد بن عقبة اسمه زرارة. قال سدير: فأديته علي خزي إلي رجل في دار الوليد ابن عقبة يقال ه: زرارة.

139 - جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن يوسف بن عمران الميثمي، قال سمعت ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال: كيف أنت يا ميثم إذا

(٢٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام

(2)، مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، يوسف بن عمران الميثمي (1)، محمد بن علي الصيرفي (1)، الوليد بن عقبة (1)، علي بن محمد (1)، الضرب (1)، البغض (1)

دعاك دعي بني أمية ابن دعيها عبيد الله بن زياد إلي البراءة مني؟ فقال يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك، قال: إذا والله يقتلك ويصلبك، قلت، أصبر فذاك في الله قليل، فقال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.

قال، وكان ميثم يمر بعريف قومه، ويقول: يا فلان كأني بك وقد دعاك دعي بني أمية ابن دعيها فيطلبني منك أياما، فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليه حتي يقتلني علي باب دار عمرو بن حريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا، وكان ميثم يمر بنخلة في سبعة فيضرب بيده عليها، ويقول: يا نخلة ما غذيت الا لي وما غذيت الا لك، وكان يمر بعمرو بن حريث ويقول: يا عمرو إذا جاورتك فأحسن جواري، فكان عمرو يري أنه يشتري دارا أو ضيعة لزيق ضيعته، فكان يقول له عمرو:

ليتك قد فعلت.

ثم خرج ميثم النهرواني إلي مكة فأرسل الطاغية عدو الله بن زياد إلي عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنه بمكة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنك، فأجله أجلا، وخرج العريف إلي القادسية ينتظر ميثما، فلما قدم ميثم قال: أنت ميثم؟ قال: نعم أنا ميثم قال: تبرأ من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا التراب، قال: تبرأ من علي بن أبي طالب، فقال له: فان أنا لم أفعل؟ قال: إذا والله لا قتلك.

قال: أما لقد كان يقول لي انك ستقتلني وتصلبني علي باب عمرو بن حريث فإذ ا كان يوم الرابع ابتدر

منخراي دما عبيطا، فأمر به فصلب علي باب عمرو بن حريث.

فقال للناس: سلوني (وهو مصلوب) قبل أن أقتل فوالله لأخبرنكم بعلم ما يكون إلي أن تقوم الساعة وما يكون من الفتن، فلما سأله الناس حدثهم حديثا واحدا، إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد فألجمه بلجام من شريط، وهو أول من ألجم بلجام وهو مصلوب.

140 - وروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه، عن آبائه (صلوات الله عليهم) قال أتي ميثم التمار دار أمير المؤمنين عليه السلام فقيل له انه نائم فنادي بأعلي صوته

(٢٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، بنو أمية (2)، عمرو بن حريث (4)، الضياع (1)، الصّلاة (1)

انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام فقال:

ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك.

فقال: صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتقطعن النخلة التي بالكناسة فتشق أربع قطع، فتصلب أنت علي ربعها وحجر بن عدي علي ربعها، ومحمد ابن أكثم علي ربعها، وخالد بن مسعود علي ربعها.

قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: ان عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أي ورب الكعبة كذا عهده إلي النبي صلي الله عليه وآله، قال، فقلت: لم يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليأخذنك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد.

قال: وكان عليه السلام يخرج إلي الجبانة وأنا معه فيمر بالنخلة فيقول لي: يا ميثم ان لك ولها

شانا من الشأن، قال: فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة فتخرق، فتطير من ذلك فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجارين فشقها أربع قطع.

قال ميثم: فقلت لصالح ابني فخذ مسمارا من حديد فأنقش عليه اسمي واسم أبي ودقه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلما مضي بعد ذلك أيام أتاني قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلي الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا ويولي علينا غيره.

قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلم؟ قال: من هو؟ قال ميثم التمار الكذاب مولي الكذاب علي بن أبي طالب، قال: فاستوي جالسا فقال لي ما تقول؟ فقلت: كذب أصلح الله الأمير، بل أنا الصادق مولي الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا فقال لي: لتبرأن من علي، ولتذكرن مساويه، وتتولي عثمان، وتذكر محاسنه، أو لا قطعن يديك ورجليك ولأصلبنك، فبكيت، فقال لي، بكيت من القول دون الفعل،

(٢٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة الكوفة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، حجر بن عدي الكندي (1)، علي بن أبي طالب (2)، خالد بن مسعود (1)، عمرو بن حريث (1)، الصدق (2)

فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل، ولكن بكيت من شك كان دخلني يوم خبرني سيدي ومولاي، فقال لي: وما قال لك؟

قال، فقلت: أتيت الباب فقيل لي: أنه نائم، فناديت انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك فقال:

صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتصلبن، فقلت: ومن يفعل ذلك بي؟ يا أمير المؤمنين فقال: يأخذك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد.

قال: فامتلأ غيظا ثم قال لي،: والله لأقطعن يديك ورجليك ولأدعن لسانك حتي أكذبك وأكذب مولاك، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه، ثم أخرج فأمر به أن يصلب فنادي بأعلي صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم بالعجائب.

قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا:

ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن أبي طالب، تقال: فانصرف مسرعا فقال:

أصلح الله الأمير بادر فابعث إلي هذا من يقطع لسانه، فاني لست آمن أن يغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلي حرسي فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع لسانه.

قال، فأتاه الحرسي فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي هاك لساني، قال: فقطع لسانه وتشحط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال صالح فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب علي الربع الذي كنت دققت فيه المسمار.

عبد الله بن شداد الهاد 141 - وجدت في كتاب محمد بن شاذان بن نعيم بخطه، روي عن حمران بن

(٢٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو طالب عليه السلام (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن شاذان بن نعيم (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن شداد (1)، عمرو بن حريث (1)، الموت (1)، الصّلب (1)، الجماعة (1)

أعين،

أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يحدث عن آبائه (عليهم السلام) أن رجلا كان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام مريضا شديد الحمي، فعاده الحسين بن علي عليه السلام فلما دخل باب الدار طارت الحمي عن الرجل، فقال له قد رضيت بما أوتيتم به حقا حقا والحمي تهرب منكم.

فقال: والله ما خلق الله شيئا الا وقد أمره بالطاعة لنا يا كناسة قال: فإذا نحن نسمع الصوت ولا نري الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألا تقربي الا عدوا أو مذنبا لكي تكون كفارة لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي.

الحارث الأعور 142 - حمدويه وإبراهيم، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي عمر البزاز، قال: سمعت الشعبي، وهو يقول: وكان إذا غدا إلي القضاء جلس في مكاني فإذا رجع جلس في مكاني، فقال لي ذات يوم: يا أبا عمر أن لك عندي حديثا أحدثك به؟ قال قلت له: يا أبا عمرو ما زال لي ضالة عندك، قال، قال لي: لا أم لك فأي ضالة تقع لك عندي، قال، فأبي أن يحدثني يومئذ.

قال: ثم سألته بعد فقلت: يا أبا عمرو حدثني بالحديث الذي قلت لي؟ قال:

سمعت الحارث الأعور وهو يقول: أتيت أمير المؤمنين عليا عليه السلام ذات ليلة فقال:

يا أعور ما جائك؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبك، قال، فقال: أما اني سأحدثك لشكرها، اما أنه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتي يراني حيث يحب ولا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حتي يراني حيث يكره. قال، ثم قال لي الشعبي بعد: أما

أن حبه لا ينفعك وبغضه لا يضرك.

143 - جعفر بن معروف، قال حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير،

(٢٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، عبد الله بن شداد بن الهاد (1)، الحارث الأعور (2)، أيوب بن نوح (1)، محمد بن الحسين (1)، عاصم بن حميد (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (1)، الموت (2)، الكراهية، المكروه (1)، البول (1)

عن أبان بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهرام، عن علي عليه السلام قال قال لي الحارث: تدخل منزلي يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام: علي شرط أن لا تدخرني شيئا مما في بيتك ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك، قال: نعم.

فدخل يتحرق ويحب أن يشتري له وهو يظن أنه لا يجوز له، حتي قال له أمير المؤمنين عليه السلام: يا حارث، قال: هذه دراهم معي ولست أقدر علي أن أشتري لك ما أريد، قال: أوليس قلت لك: لا تكلف ما وراء بابك فهذه مما في بيتك.

تم الجزء الأول، ويتلوه حديث نعيم بن دجاجة الأسدي، والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين الطيبين.

(٣٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، نعيم بن دجاجة الأسدي (1)، أبان بن عثمان (1)، محمد بن زياد (1)، الطهارة (1)، الظنّ (1)، الصّلاة (1)، الجواز (1)

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاسترآبادي تحقيق السيد مهدي الرجائي مؤسسة آل البيت عليهم السلام

(٣٠١)

صفحهمفاتيح البحث: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)،

كتاب رجال الكشي (1)، كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (1)

بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما نعيم بن دجاجة الأسدي 144 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب: عن رجل: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث علي بن أبي طالب عليه السلام إلي بشر ابن عطارد التميمي في كلام بلغه عنه، فمر به رسول علي إلي بني أسد، فقام إليه نعيم ابن دجاجة الأسدي فأفلته، فبعث إليه علي بن أبي طالب عليه السلام فأتوا به فأمر به أن يضرب ____________________

نعيم بن دجاجة الأسدي قوله عليه السلام: فمر به رسول علي (عليه السلام) الضمير المجرور لبشر، والباء بمعني " مع " فقام إليه أي إلي رسول علي عليه السلام نعيم فافلته أي بشرا من الرسول، فبعث إليه علي عليه السلام أي إلي نعيم بن دجاجة ليؤتي به، فأتوه به الفاعل بنو أسد.

والضمير المنصوب لعلي عليه السلام، والباء في " به " للتعدية، أو بمعني " مع " والضمير المجرور " بها " لنعيم.

أي فأتوا بنو أسد عليا عليه السلام بنعيم بن دجاجة فأمر علي نعيم بأن يضرب فقال نعيم لعلي عليه السلام.

(٣٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، نعيم بن دجاجة الأسدي (1)، حمدويه بن نصير (1)، بنو أسد (1)، محمد بن عيسي (1)، الضرب (1)، الطهارة (1)

فقال له نعيم: أما والله أن المقام معك لذل وان فراقك لكفر.

قال: فلما سمع ذلك علي عليه السلام قال له قد عفوت عنك ان الله تعالي يقول " ادفع بالتي هي أحسن السيئة " (1) أما قولك ان

المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها، وأما قولك ان فراقك لكفر حسنة اكتسبتها، فهذه بهذه.

الأحنف بن قيس 145 - قيل: للأحنف انك تطيل الصوم؟ قال: أعده لشر يوم عظيم، ثم قرأ " ويخافون يوما كان شره مستطيرا " (2).

وروي أن الأحنف بن قيس وفد إلي معاوية وجارية بن قدامة والحباب بن يزيد فقال معاوية للأحنف: أنت الساعي علي أمير المؤمنين عثمان، وخاذل أم المؤمنين عائشة، والوارد الماء علي علي بصفين؟ فقال: يا أمير المؤمنين من ذاك ما أعرف، ومنه ما أنكر.

أما أمير المؤمنين عثمان: فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة والدار منا عنه نازحة، وقد حصره المهاجرون، والأنصار عنه بمعزل، وكنتم بين خاذل وقاتل.

وأما عائشة: فاني خذلتها في طول باع ورحب سرب، وذلك أني لم أجد في ____________________

الأحنف بن قيس قوله: طول باع ورحب سرب الباع قدر مد اليدين وما بينهما من البدن وبسط اليد بالمال، وكذلك البوع وطول الباع كناية عن المقدرة والميسرة والاقتدار والشوكة قاله صاحب الفائق والأساس والقاموس والنهاية (3).

(١) سورة المؤمنين: ٩٦ ٢) سورة الانسان: ٧ ٣) أساس البلاغة ص ٥٤ والقاموس ٣ / ٧ والنهاية 1 / 174

(٣٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، المهاجرون والأنصار (1)، جارية بن قدامة (1)، الأحنف بن قيس (2)، الصيام، الصوم (1)، سورة الإنسان (الدهر) (1)

كتاب الله الا أن تقر في بيتها.

وأما ورودي الماء بصفين: فاني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشا، فقام معاوية وتفرق الناس.

ثم أمر معاوية للأحنف بخمسين ألف درهم ولا صحابه بصلة، وقال للأحنف حين ودعه: حاجتك؟ قال: تدر علي الناس عطياتهم وارزاقهم، فان سألت المدد أتاك منا رجال سليمة الطاعة

شديدة النكاية.

وقيل: إنه كان يري رأي العلوية. ووصل الحباب بثلاثين ألف درهم وكان يري رأي الأموية، فصار الحباب إلي معاوية وقال يا أمير المؤمنين تعطي الأحنف ورأيه رأيه خمسين ألف درهم وتطعيني ورأيي رأيي ثلاثين ألف درهم؟

فقال يا حباب اني اشتريت بها دينه، فقال الحباب: يا أمير المؤمنين تشتري مني أيضا ديني! فأتمها له والحقه بالأحنف، فلم يأت علي الحباب أسبوع حتي مات ورد المال بعينه إلي معاوية، فقال الفرزدق يرثي الحباب:

____________________

وقال في الصحاح: الرحب بالضم السعة، تقول منه: فلان رحب الصدر، والرحب بالفتح الواسع تقول منه: بلد رحب وأرض رحبة (1).

وقال: السرب بالفتح الإبل، والسرب أيضا الطريق وفلان آمن في سربه بالكسر أي في نفسه، وفلان واسع السرب أي رخي البال (2).

وفي المغرب: السرب بالفتح في قولهم خل سربه أي طريقه، ومنه قوله إذا كان مخلي السرب، أي موسعا عليه غير مضيق عليه لا يعني: اني لم أخذلها وهي محتاجة إلي الانتصار، بل خذلتها وهي في طول باع ورحب سرب، أي في مندوحة فسيحة عن القتال وتجهيز الجيش، بأن تقر في

(١) الصحاح: ١ / ١٣٤ ٢) الصحاح: ١ / 146

(٣٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة الأموية (1)، الشاعر الفرزدق (1)، الموت (1)

أتأكل ميراث الحاب طلامة * وميراث حرب جامد لك ذايبه أبوك وعمي يا معاوي أورثا * تراثا فيختار التراث أقاربه ولو كان هذا الدين في جاهلية * عرفت من المولي القليل حلايبه ولو كان هذا الامر في غير ملككم * لاديته أو غص بالماء شاربه فكم من أب لي يا معاوي لم يكن * أبوك الذي من عبد شمس يقاربه 146 - وروت بعض العامة، عن الحسن البصري، قال حدثني الأحنف، ان عليا عليه السلام كان

يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم، قال، فلما كتب إليه معاوية ان كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة، فاستشار بني هاشم.

فقال له رجل منهم: انزح هذا الاسم نزحه الله، قالوا: فان كفار قريش لما كان بين رسول الله صلي الله عليه وآله وبينهم ما كان، كتب هذا ما قضي عليه محمد رسول الله أهل مكة كرهوا ذلك وقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت، قال: فيكف إذا؟

____________________

بيتها، موقرة مكرمة، رحبة الصدر، رخية البال، واسع السرب.

لأنها لم تكن مأمورة بالمسير إلي البصرة وتجهيز الجيش والمطالبة بدم عثمان ومقاتلة علي بن أبي طالب عليه السلام علي ذلك، ولا مضطرة إلي شئ من ذلك، بل كانت في سعة عن ذلك كله.

ومع ذلك فإنها كانت في طول باع من الشوكة والمقدرة، واجتماع الجيوش وكثرة الأعوان والأنصار والعدد والعدد.

وأيضا خذلتها لاني لم أجد في كتاب الله الا أن تقر في بيتها إذ قال عز من قائل " وقرن في بيوتكن " (1).

قوله أو غص بالماء شاربه غصن بفتح الغين المعجمة واهمال الصاد المشددة، وشاربه بالرفع علي الفاعلية

(١) سورة الأحزاب: ٣٣

(٣٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، يوم عرفة (1)، بنو هاشم (2)، الحسن البصري (1)، الوراثة، التراث، الإرث (3)، الحرب (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الجهل (1)، سورة الأحزاب (1)

قالوا: أكتب هذا ما قضي عليه محمد بن عبد الله أهل مكة فرضي. فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي أيها الرجل والله مالك ما قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنا ما حابيناك في بيعتنا، ولو نعلم أحدا

في الأرض اليوم أحق بهذا الامر منك لبايعناه ولقاتلناك معه، أقسم بالله ان محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت الناس إليه وبايعتم عليه لا يرجع إليك أبدا.

أبو عبد الله الجدلي وأبو داود 147 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن السحن بن علي بن فضال قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي داود، عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت علي أمير المؤمنين عليه السلام قال: أحدثك بسبعة أحاديث قبل أن يدخل علينا داخل، قال فقلت افعل جعلت فداك.

قال، فقال: ما أنف الهدي وعيناه؟ فقلت: يا أمير المؤمنين قال: وحاجبا الضلالة ومنخرها تبدو مخازيهما في آخر الزمان، قال، قلت: أظن والله يا أمير المؤمنين قال: والدابة وما الدابة عدلها وموضع صدقها، والحق بينها والله يهلك ظالمها.

والرابعة: يقتل هذا وأنت حي لا تنصره، قال، فضرب بيده علي كتف الحسين عليه السلام قال، قلت والله ان هذه لحياة خبيثة، ودخل داخل.

____________________

وباء بالماء للتعدية.

في النهاية الأثيرية: يقال: غصصت بالماء أغص غصصا، فأنا غاص وغصان إذا شرقت به، أو وقف في حلقك فلم تقدر تسيغه (1).

قوله: فرضي أي فرضي علي عليه السلام بما قال ذلك الرجل الهاشمي.

(1) نهاية ابن الأثير: 3 / 370

(٣٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو عبد الله الجدلي (1)، جعفر بن محمد بن حكيم (1)، محمد بن عبد الله (1)، العباس بن عامر (1)، أبان بن عثمان (1)، آخر الزمان (1)، علي بن فضال (1)، محمد بن

مسعود (1)، الهلاك (1)، الفدية، الفداء (1)، القتل (1)، إبن الأثير (1)

148 - وبهذا الاسناد: عن أبان، عن فضيل الرسان، عن أبي داود، قال:

حضرته عند الموت وجابر الجعفي عند رأسه، قال، فهم أن يحدث فلم يقدر، قال، ومحمد بن جابر أرسله، قال، فقلت يا أبا داود حدثنا الحديث الذي أردت؟.

قال: حدثني عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله صلي الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا أن يسلما علي علي عليه السلام بأمره المؤمنين، فقالا: من الله ومن رسوله؟ ثم أمر حذيفة وسلمان فسلما، ثم أمر المقداد فسلم، وأمر بريدة أخي وكان أخاه لأمه.

فقال: انكم قد سألتموني من وليكم بعدي، وقد أخبرتكم به وقد أخذت عليكم الميثاق، كما أخذ الله تعالي علي بني آدم: ألست بربكم؟ قالوا بلي، وأيم الله لئن نقضتموها لتكفرن.

عامر بن واثلة 149 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال حدثني عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن شهاب بن عبد ربه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف أصبحت جعلت فداك؟ قال: أصبحت أقول، كما قال أبو الطفيل عامر بن واثلة:

وان لأهل الحق لاشك دولة * علي الناس إياها أرجي وأرقب ____________________

عامر بن واثلة ذكره الشيخ في كتاب الرجال في باب الصحابة وقال: عامر بن واثلة أبو الطفيل (1)، ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: عامر بن واثلة يكني أبا الطفيل أدرك ثماني سنين من حياة النبي صلي الله عليه وآله ولد عام أحد (2).

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: هو أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله

(1) رجال الشيخ: 25 2) رجال الشيخ: 47

(٣٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير

المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علي بن الحسن بن علي بن فضال (1)، شهاب بن عبد ربه (1)، عامر بن واثلة (2)، أبان بن عثمان (1)، أبو الطفيل (1)، عمران بن حصين (1)، جابر الجعفي (1)، محمد بن جابر (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الفدية، الفداء (1)

قال: أنا والله ممن يرجي وسيرقب، وكان عامر بن واثلة كيسانيا ممن يقول بحياة محمد بن الحنفية، وله في ذلك شعر، وخرج تحت راية المختار بن أبي عبيدة وكان يقول: ما بقي من السبعين غيري، ويقول عامر بن واثلة:

وبقيت سهما في الكنانة واحدا * سترمي به أو يكسر السهم كاسره وكان أبو الطفيل رأي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو آخر من رآه موتا، وهو القائل:

ويدعونني شيخا وقد عشت حقبة * وهن من الأزواج نحوي نوازع وما شاب رأسي من سنين تتابعت * علي ولكن شيبتني الوقايع بنو ذودان 150 - حدثنا محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن بني ذودان الذين في الحديث؟ قال: هم قوم من الفرس بزازون.

قيس 151 - حدثني محمد بن مسعود، قال أخبرنا علي بن الحسين، قال حدثني معمر ابن خلاد قال، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان رجلا من أصحاب علي عليه السلام يقال له:

قيس كان يصلي فلما صلي ركعة أقبل أسود سالخ فصار في موضع السجود، فلما نحي ____________________

ابن عمير بن جابر، من بني سعد بن ليث الليثي الكناني، ويقال: اسمه عمرو غلبت عليه كنيته، أدرك من حياة النبي صلي الله عليه وآله ثماني سنين: ومات سنة مائة واثنتين بمكة.

وهو

آخر من مات من الصحابة في جميع الأرض، روي عنه الزهري وأبو الزبير وجابر بن يزيد، واثلة بكسر الثاء المثلثة.

قيس قوله عليه السلام: أسود سالخ قال في الصحاح: السالخ: الأسود من الحيات يقال: أسود سالخ غير

(٣٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، المختار بن أبي عبيدة الثقفي (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، عامر بن واثلة (2)، علي بن الحسين (1)، أبو الطفيل (1)، محمد بن مسعود (2)، السجود (1)

جبينه عن موضعه تطوق الأسود في عنقه، ثم أنساب في قميصه.

وأني أقبلت يوما من الفرع، فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلي ثمامة، فلما صليت ركعة أقبل أفعي نحوي، فأقبلت علي صلاتي لم أخففها ولم ينتقص منها شئ ____________________

مضاف، لأنه يسلخ جلده كل عام، والأنثي أسودة، ولا توصف بسالخة (1).

وفي القاموس: والأنثي أسودة، ولا توصف بسالخة، وأسود وأسودان سالخ، وأساود سالخة وسوالخ وسلخ وسلخة (2).

قوله عليه السلام: ثم أنساب السيوب مجري الماء، وانسابت الحية انسيابا خرجت قاله في مجمل اللغة.

وفي الصحاح: ساب الماء يسيب أي جري، والسيب بالكسر مجري الماء، وأنساب فلان نحو كم رجع، وانسابت الحية جرت (3).

ويكون أيضا بمعني الاسراع في المشي. وهو المراد هاهنا.

قوله عليه السلام: من الفرع الفرع بالتحريك اسم موضع بين البصرة والكوفة علي ما في الصحاح والقاموس (4).

والفرع - بالضم والاسكان - اسم موضع بين الحرمين الشريفين.

قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث ذكر الفرع وهو بضم الفاء وسكون الراء موضع معروف بين مكة والمدينة (5).

(١) الصحاح:

١ / ٤٢٣ ٢) القاموس: ١ / ٢٦١ ٣) الصحاح: ١ / ١٥٠ ٤) القاموس: ٣ / ٦٢ والصحاح: ٣ / 1258 5) نهاية ابن الأثير: 3 / 437

(٣١٠)

صفحهمفاتيح البحث: الصّلاة (1)، إبن الأثير (1)

فدنا مني ثم رجع إلي ثمامة، فلما فرغت من صلاتي ولم أخفف دعائي: دعوت بعضهم معي فقلت: دونك الأفعي تحت الثمامة، ومن لم يخف الا الله كفاه.

قال أبو عمرو محمد بن عمر الكشي: في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام أربعة نفر وأكثر يقال لكل واحد قيس فلا أعلم أيهم هذا، أول الأربعة قيس بن سعد بن عبادة وهو أمير هم وأفضلهم، وقيس بن عباد البكري وهو خليق أيضا بهذا إن كان، وقيس بن قرة بن حبيب غير خليق به، لأنه هرب إلي معاوية، وقيس بن مهران أيضا خليق ذلك له، فكل هؤلاء صحبوا أمير المؤمنين عليه السلام ولا أدري أيهم أراد أبو الحسن الرضا عليه السلام.

المرقع بن قمامة الأسدي 152 - حدثنا حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسين بن موسي قال حدثنا عمرو بن عثمان، عن إسماعيل بن أبان الأزدي، قال: حدثني مطهر، عن عبد الله ابن شريك العامري، عن المرقع بن قمامة الأسدي، قال: إذا هز محمد بن علي الراية المعلية بين الركن والمقام لوددت أني في ظلها مجزوم الانف والأذنين ذاهب البصر لا شئ يسددني، قال قلت: ان هذا الخطر عظيم! قال، فقال مرقع: اني سمعت عليا عليه السلام يقول: إن تلك العصابة نظراء لأهل بدر. هذا الخبر يدل علي أنه كان كيسانيا.

عوف العقيلي 153 - حدثني طاهر بن عيسي، ذكره عن جعفر بن أحمد بن سعد، أو غيره، عن صالح بن سلمة أبي الخير الرازي، عن ابن أبي

نجران، عن أبي عمران، عن ____________________

عوف العقيلي قال الشيخ - رحمه الله تعالي - في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: عوف العقيلي (1).

(1) رجال الشيخ: 54

(٣١١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، المرقع بن قمامة الأسدي (2)، إسماعيل بن أبان (1)، ابن أبي نجران (1)، الحسين بن موسي (1)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، شريك العامري (1)، قيس بن مهران (1)، عوف العقيلي (1)، صالح بن سلمة (1)، عمرو بن عثمان (1)، قيس بن عباد (1)، قيس بن قرة (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن علي (1)، قيس بن سعد (1)، محمد بن عمر (1)، الأكل (1)

فرات بن أحنف، قال: العقيلي كان من أصحاب علي عليه السلام وكان حمارا، ولكنه يؤدي الحديث كما سمع.

____________________

وفي جامع الأصول: العقيلي بضم العين المهملة وفتح القاف، منسوب إلي عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.

قوله: وكان حمارا باهمال الحاء وتشديد الميم، والحمار في رجال الحديث وأسانيد الاخبار متكرر الذكر غير محصور في رجل واحد، ومن أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام داود بن سليمان أبو سليمان الحمار الكوفي الثقة. ذكره أبو العباس النجاشي - رحمه الله تعالي - في كتابه (1)، والشيخ - رحمه الله تعالي - في الفهرست (2) وفي كتاب الرجال (3).

وضبطه العلامة - رحمه الله في الايضاح فقال: الحمار بالحاء المهملة والميم والمشددة والراء أخيرا.

وكذلك الحسن بن داود قال في كتابه: الحمار بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم (4).

وفي الصحاح: الحمارة أصحاب الحمير في السفر الواحد حمار مثل جماز وجمال

وبغال (5).

ومن العجائب أن القاصرين من أهل هذا العصر يصحفون الحاء المهملة بالخاء المعجمة (6)، ويتوهمون أن العقيلي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كان يشرب

(١) رجال النجاشي: ١٢٢ ٢) الفهرست: ٩٤ ٣) رجال الشيخ: ١٩٠ ٤) رجال ابن داود: ١٤٤ ٥) الصحاح: ٢ / 637 6) كما في المطبوع من رجال الكشي بجامعة مشهد

(٣١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، الشهادة (1)

الزهاد الثمانية 154 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: سئل أبو محمد الفضل بن شاذان، عن الزهاد الثمانية؟ فقال: الربيع بن خثيم، وهرم بن حيان، ____________________

الخمر، والخمار في اللغة بياع الخمر، نعوذ بالله من هذه الأوهام الفاسدة والجهالات المضلة.

ثم إن الحسن بن داود رحمه الله قال في كتابه: العقيلي (ي - جش) جماز الحديث يرويه كما سمعه (1).

بفتح الجيم وتشديد الميم والزاي أخيرا. والجماز من الانسان والبعير السريع الشديد، المسرع في السير والعدو والكلام والحديث والنقل وغير ذلك، فذلك غير بعيد من مسلك الاستقامة.

وفي بعض النسخ (2) ترجمان الحديث وهو أيضا. مستقيم.

ولكن الصحيح في كتاب الكشي علي ما في عامة النسخ " وكان حمارا " باهمال الحاء المهملة وتشديد الميم والراء أخيرا علي ما قد ضبطناه فليتثبت.

الزهاد الثمانية قوله رحمه الله: وهرم بن حيان هرم - ككتف - ابن حيان قاله في القاموس (3)، وعده صحابيا في آخرين.

وقال في المغرب: الهرم كبر السن من باب لبس وباسم الفاعل منه سمي هرم ابن حيان قال القتيبي: وانما سمي هرما لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين.

وفي جامع الأصول: هرم بفتح الهاء وكسر الراء، وحيان بفتح

الحاء المهملة وتشديد الياء تحتها نقطتان وبالنون

(١) رجال ابن داود: ٢٣٥ وفيه العقيلي ي جخ ترجمان الحديث يرويه كما سمع. ٢) أي نسخ رجال ابن داود وهو كما في المطبوع منه بجامعة طهران.

3) القاموس: 4 / 189

(٣١٣)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد بن قتيبة (1)، الفضل بن شاذان (1)، هرم بن حيان (1)، ربيع بن خثيم (1)، كتاب رجال ابن داود (2)، مدينة طهران (1)

وأويس القرني، وعامر بن عبد قيس، وكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه وكانوا زهادا أتقياء.

وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا مرائيا، وكان صاحب معاوية، وهو الذي كان يحث الناس علي قتال علي عليه السلام، وقال لعلي عليه السلام: ادفع إلينا الأنصار والمهاجرين حتي نقتلهم بعثمان، فأبي علي عليه السلام ذلك، فقال أبو مسلم: الان طاب الضراب، انما كان وضع فخا ومصيدة.

____________________

قوله رحمه الله: وأويس القرني القرن بفتحتين حي من اليمن إليهم ينسب أويس القرني.

قال ابن الأثير في جامع الأصول: القرني - بفتح القاف وفتح الراء وبالنون - منسوب إلي قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد. ردمان بفتح الراء وسكون الدال المهملة، وناجية بالنون والجيم والياء تحتها نقطتان.

قلت: وأما ميقات أهل نجد فهو القرن بالتسكين، يقال له: قرن المنازل، وهو جبل مشرف علي عرفات.

ولقد وقع الجوهري في الصحاح هنالك في الغلط مرتين إذ قال: القرن بالتحريك موضع وهو ميقات أهل نجد ومنه أويس القرني (1). فلا تكن من الغافلين.

قوله رحمه الله: وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا أبو مسلم الفاجر المرائي هذا اسمه أهبان، أورده الشيخ - رحمه الله - في باب الصحابة وقال: أهبان بن صيفي أبو مسلم سيئ الرأي في علي عليه السلام (2).

وفي القاموس: أهبان كعثمان صحابي (3).

(١)

الصحاح: ٦ / 2181 2) رجال الشيخ: 5 3) القاموس: 1 / 37

(٣١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، عامر بن عبد قيس (1)، أويس القرني (1)، القتل (1)

وأما مسروق فإنه كان عشارا لمعاوية، ومات في علمه ذلك بموضع أسفل من واسط علي دجلة يقال: الرصافة وقبره هناك.

والحسن كان يلقي أهل كل فرقة بما يهوون ويتصنع للرياسة، وكان رئيس القدرية وأويس القرني مفضلا عليهم كلهم، قال أبو محمد: ثم عرف الناس بعد.

أويس القرني 155 - روي يحيي بن آدم، عن شريك، عن ابن أبي زياد، عن ابن أبي ليلي عبد الرحمن، قال: خرج رجل بصفين من أهل الشام، فقال: فيكم أويس القرني؟

قلنا نعم. قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: خير التابعين، أو من خير التابعين أويس القرني، ثم تحول إلينا.

156 - وروي الحسن بن الحسين القمي، عن علي بن الحسن العرني، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال كنا مع علي عليه السلام بصفين، فبايعة تسعة وتسعون رجلا، ثم قال: أين تمام المائة لقد عهد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل.

قال: إذ جاء رجل عليه قباء صوف متقلدا بسيفين، فقال: أبسط يدك أبايعك قال علي عليه السلام: معلي ما تبايعني؟ قال: علي بذل مهجة نفسي دونك، قال: من أنت؟

قال: أنا أويس القرني، قال: فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتي قتل فوجد في الرجالة.

وفي رواية أخري، قال له أمير المؤمنين عليه السلام: كن أويسا، قال: أنا أويس، قال: كن قرنيا قال: أنا أويس القرني، وإياه يعني دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها علي نزار،

وينقض علي الكميت بن زيد قصيدته التي يقول فيها: الا حييت عنا يا مدينا * أويس ذو الشفاعة كان منا فيوم البعث نحن الشافعونا أويس ذو الشفاعة كان منا * فيوم البعث نحن الشافعونا

(٣١٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الأصبغ بن نباتة (1)، الكميت بن زيد (1)، الحسن بن الحسين (1)، يحيي بن آدم (1)، أويس القرني (6)، الحسن العرني (1)، دعبل بن علي (1)، الشام (1)، البعث، الإنبعاث (2)، القتل (2)، الشراكة، المشاركة (1)

وكان أويس من خيار التابعين لم ير النبي صلي الله عليه وآله ولم يصحبه، فقال النبي صلي الله عليه وآله عليه السلام ذات يوم لأصحابه: أبشروا برجل من أمتي يقال له: أويس القرني فإنه يشفع لمثل ربيعة ومضر.

ثم قال لعمر: يا عمران أنت أدركته فاقرأه مني السلام، فبلغ عمر مكانه بالكوفة فجعل يطلبه في الموسم لعله أن يحج، حتي وقع إليه هو وأصحاب له وهو من أحسنهم هيئة وأرثهم حالا، فلما سأل عنه أنكروا ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين تسأل عن رجل لا يسأل عنه مثلك، قال: فلم؟ قالوا: لأنه عندنا مغموز عليه في عقله، وربما عبث به الصبيان، قال عمر: ذاك أحب إلي.

ثم وقف عليه فقال: يا أويس ان رسول صلي الله عليه وآله أودعني إليك رسالة وهو يقرأ عليك السلام، وقد أخبرني أنك تشفع لمثل ربيعة ومضر، فخر أويس ساجدا ومكث طويلا ما ترقي، له دمعة حتي ظنوا أنه قد مات، فنادوه يا أويس هذا أمير المؤمنين، فرفع رأسه.

ثم قال: يا أمير المؤمنين أفاعل ذلك؟ قال: نعم يا أويس فادخلني في شفاعتك

فأخذ الناس في طلبه والتمسح به، فقال: يا أمير المؤمنين شهرتني وأهلكتني، وكان يقول كثيرا ما لقيت من عمر، ثم قتل بصفين في الرجالة مع علي بن أبي طالب عليه السلام 157 - وروي من جهة العامة: عن يعقوب بن شيبة، قال حدثنا علي بن الحكيم الأودي، قال حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: لما كان يوم صفين خرج رجل من الشام علي دابته، قال: أفيكم أويس؟ قلنا: نعم ____________________

أويس القرني قوله: أفاعل ذلك؟

يعني أربي عز وجل فاعل ذلك بي؟ أيجعلني من أهل الشافعة؟ ويشفعني في مثل ربيعة ومضر؟

(٣١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة الكوفة (1)، يزيد بن أبي زياد (1)، يعقوب بن شيبة (1)، أويس القرني (1)، الشام (1)، الظنّ (1)، القتل (1)، الموت (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الحج (1)، الإختيار، الخيار (1)

ما تريد منه؟ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: أويس القرني خير التابعين باحسان، قال: فعطف دابته فدخل مع علي عليه السلام.

قال شريك: وقتل أويس في الرجالة مع علي عليه السلام.

158 - وقال يعقوب بن شيبة، حدثنا يزيد بن سعيد، قال: حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلي، قال: سئل أشهد أويس صفين؟ قال: نعم.

علقمة وأبي والحارث بنو قيس 159 - روي يحيي الحماني، قال حدثنا شريك، عن منصور، قال قلت لإبراهيم: أشهد علقمة صفين؟ قال: نعم وخضب سيفه دما، وقتل أخوه أبي بن قيس يوم صفين، قال: وكان لأبي بن قيس خص من قصب ولفرسه، فإذا غزي أهدمه

وإذا رجع بناه.

وكان علقمة فقيها في دينه قاريا لكتاب الله، عالما بالفرائض شهد صفين وأصيبت إحدي رجليه فعرج منها، وأما أخوه أبي فقد قتل بصفين، وكان الحارث جليلا فقيها وكان أعور.

____________________

علقمة وأبي والحارث بنو قيس قوله رحمه الله: روي يحيي الحماني هو يحيي بن عبد الحميد الحماني باهمال الحاء المفتوحة وتشديد الميم والنون بعد الألف، له كتاب المناقب ذكره النجاشي (1) والشيخ في الفهرست (2) وفي باب لم من كتاب الرجال (3).

وسيأتي في أصل الكتاب في ترجمة المفضل بن عمر أنه قال أبو عمرو

(١) رجال النجاشي: ٣٤٧ ٢) الفهرست: ٢٠٦ 3) رجال الشيخ: 517

(٣١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يزيد بن أبي زياد (1)، ابن أبي ليلي (1)، يحيي الحماني (1)، يعقوب بن شيبة (1)، أويس القرني (1)، يزيد بن سعيد (1)، أبي بن قيس (2)، الشهادة (3)، القتل (3)، الشراكة، المشاركة (3)، كتاب رجال النجاشي (1)

عبد الرحمن بن أبي ليلي 160 - روي يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا خالد بن أبي يزيد العرني، قال حدثنا ابن شهاب، عن الأعمش، قال رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلي، وقد ضربة الحجاج حتي أسود كتفاه، ثم أقامه للناس علي سب علي عليه السلام والجلاوزة معه يقولون سب الكذابين، فجعل يقول: العن الكذابين علي وابن الزبير والمختار.

قال ابن شهاب: يقول أصحاب العربية سمعك ____________________

الكشي: قال يحيي بن عبد الحميد الحماني في كتاب المؤلف في اثبات امامة أمير المؤمنين عليه السلام قلت لشريك إلي آخر ما قاله (1).

فقد ظهر أن يحيي بن عبد الحميد الحماني هو الذي يروي عن شريك، والحماني نسبة

إلي حمان بالتشديد.

قال في الصحاح: وحمان - بالفتح - اسم رجل.

وفي القاموس: وحمان بالكسر - حي من تميم. (2) عبد الرحمن بن أبي ليلي قوله: والجلاوزة معه الجلواز - بكسر الجيم واسكان اللام - الشرطي والجمع الجلاوز بالفتح قاله صاحب الصحاح والقاموس. (3) قوله: سمعك بالنصب علي تقدير العامل المحذوف عن اللفظ، لاعن النية، أي ألق سمعك.

(١) رجال الكشي: ٣٢٤ ط مشهد تحت رقم ٥٨٨.

٢) القاموس: ٤ / ١٠١ ٣) القاموس: ٢ / ١٦٩ والصحاح: ٢ / 866.

(٣١٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يعقوب بن شيبة (1)، السب (1)، كتاب رجال الكشي (1)، الشهادة (1)

تعلم ما يقول، لقوله علي أي هو ابتداء الكلام.

حجر بن عدي الكندي 161 - يعقوب، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا طاوس، عن أبيه، قال أنبأنا حجر بن عدي، قال، قال لي علي عليه السلام: كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعنتي؟ قلت له: كيف أصنع؟ قال العني ولا تبرأ مني فاني علي دين الله.

قال ولقد ضربه به محمد بن يوسف، وأمره أن يلعن عليا، وأقامه علي باب مسجد صنعاء، قال فقال: ان الأمير أمرني أن العن عليا فالعنوه لعنة الله، فرأيت مجواذا من الناس الا رجلا فهمهما، وسلم.

رميلة 162 - جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه ____________________

قوله: تعلم بالجزم علي جواب الامر المقدر المنوي والتاء اما للخطاب أو لتأنيت السمع بمعني الاذن.

حجر بن عدي الكندي قوله: فرأيت مجواذا من الناس.

النسخ مختلفة في هذه اللفظة ففي عضة منها " فرأيت محوذا " بضم الميم وتسكين الحاء المهملة والذال المجمعة أخيرا علي اسم الفاعل من الباب الافعال.

وفي طائفة منها "

محواذا " بكسر الميم، علي مفعال من أبنية المبالغة، والحوذ والاحواذ السوق السريع والمحافظة علي الشئ، والحواذ - بالكسر - البعد والتباعد وأحوذ ثوبه جمعه للتنحي والتباعد.

وفي نسخة اعجام الخاء من المخاوذة بمعني المخالفة.

(٣١٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، حجر بن عدي الكندي (2)، محمد بن يوسف (1)، جعفر بن معروف (1)، الضرب (2)

قال حدثني الشامي أحور بن الحسين، عن أبي داود السبيعي، عن أبي سعيد الخدري عن رميلة، قال: وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت من نفسي خفة يوم الجمعة، فقلت: لا أصيب شيئا أفضل من أن أفيض علي من الماء وأصلي خلف أمير المؤمنين عليه السلام ففعلت، ثم جئت المسجد فلما صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر عاد علي ذلك الوعك.

فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام دخل القصر ودخلت معه، فالتفت إلي أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يا رميلة مالي رأيتك وأنت منشبك بعضك في بعض؟ فقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني علي الرغبة في الصلاة خلفه.

فقال لي: يا رميلة ليس من مؤمن يمرض الا مرضنا لمرضه، ولا يحزن الا حزنا لحزنه، ولا يدعو الا آمنا له، ولا يسكت الا دعونا له، فقلت: يا أمير المؤمنين جعلت فداك هذا لمن معك في المصر، أرأيت من كان في أطراف الأرض؟ قال: يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض ولا غربها.

163 - جبريل بن أحمد الفاريابي، قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن علي بن قيس، عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا، عن رميلة، وكان رجلا من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام

وذكر مثله.

الأصبغ بن نباتة 164 - طاهر بن عيسي الوراق، قال: حدثنا جعفر بن أحمد التاجر، قال:

حدثني أبو الخير صالح بن أبي حماد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قلت للأصبغ ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟ فقال: ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا علي عواتقنا فمن أومي إليه ضربناه بها.

____________________

وقوله رجلا فهمها وسلم أي فهم أن ضمير المفعول في فالعنوه ولعنه الله للأمير الفاجر، فتنطق بلعنه وقال: لعنه الله وسلم من الشر والأذي.

(٣٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، أبو سعيد الخدري (1)، أبو الخير صالح بن أبي حماد (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، محمد بن عبد الله بن مهران (1)، الأصبغ بن نباتة (2)، طاهر بن عيسي (1)، علي بن النعمان (1)، علي بن قيس (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن سنان (1)، الحزن (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)

165 - محمد بن مسعود، قال حدثني علي بن الحسن، عن مروك بن عبيد قال: حدثني إبراهيم بن أبي البلاد، عن رجل، عن الأصبغ، قال: قلت له كيف سميتم شرطة الخميس يا أصبغ؟ قال: انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح، يعني أمير المؤمنين (صلوات الله عليه).

المهدي مولي عثمان 166 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا عباس ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام أن المهدي مولي عثمان، أتي فبايع أمير المؤمنين، ومحمد بن أبي بكر جالس، قال: أبايعك علي أن الامر كان لك أولا وأبرأ من فلان وفلان وفلان، فبايعه.

سليم

بن قيس الهلالي 167 - حدثني محمد بن الحسن البراثي قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان، عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، قال: هذا نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي، دفعه إلي ابان ابن أبي عياش وقراه، وزعم ابان انه قرأه علي علي بن الحسين عليهما السلام قال: صدق سليم رحمة الله عليه هذا حديث نعرفه.

محمد بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال قلت لأمير المؤمنين عليه السلام اني سمعت من سلمان ومن مقداد ومن أبي ذر أشياء في تفسير القرآن ومن الرواية عن النبي صلي الله عليه وآله وسمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله عليه السلام أنتم تخالفونهم وذكر الحديث بطوله.

قال ابان: فقدر لي بعد موت علي بن الحسين عليهما السلام اني حججت فلقيت أبا

(٣٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، إبراهيم بن أبي البلاد (1)، إبراهيم بن عمر اليماني (1)، الحسن بن علي بن كيسان (1)، محمد بن الحسن البراثي (1)، مهدي مولي عثمان (1)، محمد بن أبي بكر (1)، أبان بن عثمان (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن الحسن (2)، سليم بن قيس (3)،

مروك بن عبيد (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن مسعود (2)، القرآن الكريم (1)، الصّلاة (1)، الذبح (1)

جعفر محمد بن علي عليهما السلام فحدثت بهذا الحديث كله لم أخط منه حرفا فاغر ورقت عيناه.

ثم قال: صدق سليم قد أتي أبي بعد قتل جدي الحسين عليه السلام وانا قاعد عنده فحدثه بهذا الحديث بعينه، فقال له أبي صدقت قد حدثني أبي وعمي الحسن عليه السلام بهذا الحديث، عن أمير المؤمنين عليه السلام فقالا لك: صدقت قد حدثك بذلك ونحن شهود، ثم حدثاه انهما سمعا ذلك من رسول الله، ثم ذكر الحديث بتمامه.

جون بن قتادة وجارية بن قدامة السعدي 168 - طاهر بن عيسي الوراق وغيره، قالو حدثنا أبو سعيد جعفر بن أحمد ابن أيوب التاجر السمرقندي، ونسخت من خط جعفر، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن يحيي بن الحسن، قال جعفر: ورايته خيرا فاضلا، قال: اخبرني أبو بكر محمد بن علي بن وهب، قال: حدثني عدي بن حجر، قال قال الجون بن قتادة العبسي، في جارية بن قدامة السعدي حين وجهه أمير المؤمنين عليه السلام إلي أهل نجران عند ارتداهم عن السلام:

تهود أقوام بنجران بعد ما * أقروا بآيات الكتاب وأسلموا قصدنا إليهم في الحديد يقودنا * أخو ثقة ماضي الجنان مصمم خددنا لهم في الأرض من سوء فعلهم * أخاديد فيها للمسيئين منقم جويرية بن مسهر العبدي 169 - حدثنا معروف، قال أخبرني الحسن بن علي بن النعمان، قال:

حدثني علي بن النعمان، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن جويرية بن ____________________

سليم بن قيس الهلالي قوله: لم أخط (1) منه حرفا اما بضم الهمزة وكسر الطاء بعد الخاء الساكنة أفعالا من الخطأ علي

حذف

(1) وفي المطبوع من الرجال: " لم أحط " بالحاء المهملة

(٣٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، محمد بن يحيي بن الحسن (1)، محمد بن علي بن وهب (1)، جارية بن قدامة (2)، جويرية بن مسهر (1)، طاهر بن عيسي (1)، علي بن النعمان (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن سنان (1)، التصديق (1)، القتل (1)

مسهر العبدي، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: أحب محب آل محمد ما أحبهم فإذا أبغضهم فأبغضه، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، فإذا أحبهم فأحبه، وأنا أبشرك وأنا أبشرك وأنا أبشرك ثلاث مرات.

عبد الله بن سبأ 170 - حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني بن عثمان العبدي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، قال: حدثني أبي، عن أبي جعفر عليه السلام ان عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله (تعالي عن ذلك).

فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله؟ فأقر بذلك وقال نعم أنت هو، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبي فحبسهه أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: ان الشيطان استهواه، فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك.

171 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن

عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعي من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: انه لما ادعي ذلك فيه استتابه أمير المؤمنين عليه السلام فأبي أن يتوب فأحرقه بالنار.

____________________

الهمزة الأخيرة بعد الطاء للتخفيف، من قولهم أخطأ السهم الرمية إذا عدل عنها ولم يصبها.

واما بفتح الهمزة وضم الطاء من الخطوة، أي لم أتجاوز حرفا علي خطوته بعني أخطيته وتخطيته، أي وتعديته وتجاوزته، استعمالا للافتعال في معني التفعل

(٣٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، عبد الله بن سنان (1)، عبد الله بن سبأ (3)، ابن أبي عمير (1)، سعد بن عبد الله (2)، محمد بن قولويه (2)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عيسي (1)

172 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسي، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله عبد الله بن سبأ أنه ادعي الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا وأن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلي الله منهم نبرأ إلي الله منهم.

173 - وبهذا الاسناد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير.

وأحمد بن محمد بن عيسي، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم،

عن أبي حمزة الثمالي، قال، قال علي بن الحسين عليهما السلام لعن الله من كذب علينا، اني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعي أمرا عظيما ماله لعنه الله، كان علي عليه السلام والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله، ما نال الكرامة من الله الا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (ص) الكرامة من الله الا بطاعته لله.

174 - وبهذا الاسناد عن محمد بن خالد الطيالسي، عن ابن أبي نجران عن عبد الله، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام انا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلي الله عليه وآله أصدق الناس لهجة وأصدق البرية، وكان مسيلمة يكذب عليه.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري علي الله الكذب عبد الله بن سبأ.

الكشي وذكر بعضي أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالي عليا عليه السلام، وكان يقول وهو علي يهوديته في يوشع بن نون وصي موسي بالغلو، فقال في اسلامه بعد وفات رسول الله صلي الله عليه وآله في علي عليه السلام مثل ذلك.

وكان أول من شهر بالقول بفرض امامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم، فمن هيهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية.

(٣٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، يوشع بن نون عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)،

محمد بن خالد الطيالسي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، عبد الله بن سبأ (4)، فضالة بن أيوب (1)، ابن أبي نجران (1)، علي بن مهزيار (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (1)، سعد بن عبد الله (1)، أبان بن عثمان (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (2)، الحسين بن سعيد (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عيسي (1)، الكذب، التكذيب (3)، الكرم، الكرامة (2)

في السبعين رجلا من الزط الذين ادعوا الربوبية في أمير المؤمنين (عليه السلام) 175 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، وعبد الله بن محمد بن عيسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبو ب، عن صالح بن سهل، عن مسمع بن عبد الملك أبي سيار، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عليا عليه السلام لما فرغ من قتال أهل البصرة: أتاه سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه وكلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم.

وقال لهم: اني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق، قال، فأبوا عليه وقالوا له أنت أنت هو، فقال لهم: لئن لم ترجعوا عما قلتم في وتتوبوا إلي الله تعالي لأقتلنكم.

قال: فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا، فأمر أن تحفر لهم آبار فحفرت، ثم خرق بعضها إلي بعض ثم فرقهم فيها ثم طم رؤسها ثم ألهب النار في بئر منها ليس فيها أحد فدخل الدخان عليهم فماتوا.

قيس بن سعد بن عبادة 176 - جبريل بن أحمد وأبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالوا:

حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي، عن يونس

بن يعقوب، عن فضيل غلام محمد بن راشد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: يقول: إن معاوية كتب إلي الحسن بن علي (صلوات الله عليهما) ان أقدم أنت والحسين وأصحاب علي.

فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وقدموا الشام، فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء، فقال يا حسن قم فبايع فقام فبايع، ثم قال للحسين عليه السلام قم فبايع فقام فبايع، ثم قال قم يا قيس فبايع فالتفت إلي الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره، فقال يا قيس انه امامي يعني الحسن عليه السلام.

(٣٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، محمد بن عبد الحميد العطار (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، الحسين بن الحسن (1)، مدينة البصرة (1)، مسمع بن عبد الملك (1)، يونس بن يعقوب (1)، سعد بن عبادة (2)، صالح بن سهل (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن راشد (1)، الشام (1)، القتل (1)

177 - حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن ذريح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس علي معاوية، فقال له معاوية بايع! فنظر قيس إلي الحسن عليه السلام، فقال: أبا محمد بايعت؟ فقال له معاوية: أما تنتهي أما والله أني، فقال له قيس: ما شئت أما والله لان شئت لتناقصن، فقال، وكان مثل البعير جسيما، وكان خفيف اللحية، قال،

فقام إليه الحسن فقال له: بايع يا قيس فبايع.

____________________

قيس بن سعد بن عبادة قوله: وكان مثل البعير جسيما قال ابن الأثير في جامع الأصول: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي وقد تقدم تمام نسبه عند اسم أبيه في حرف السين، كان من كرام أصحاب النبي صلي الله عليه وآله وكان أحد الفضلاء الجلة، وأحد دهاة العرب، وأهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والبسالة.

وكان شريف قومه غير مدافع هو وأبوه وجده، وكان لرسول الله صلي الله عليه وآله لما قدم مكة مكان صاحب الشرطة من الامراء وأعطاه الراية يومئذ لما انتزعها من أبيه.

وكان واليا لعلي بن أبي طالب علي مصر، ولم يفارق عليا إلي أن قتل، ومات هو بالمدينة سنة ستين وقيل: سنة تسع وخمسين.

روي عنه أنس بن مالك، وثعلبة بن مالك، والشعبي، وأبو نجيح، وميمون ابن أبي شبيب، وكان قيس وعبد الله بن الزبير وشريح القاضي والأحنف ليس في وجوههم شعر، ولا لا حدهم لحية، وكانت الأنصار تقول: لوددنا أن نشتري لقيس ابن سعد لحية بأموالنا وكان مع ذلك جميلا.

نجيح بفتح النون وكسر الجيم وبالحاء المهملة. وشبيب بفتح الشين المعجمة

(٣٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، محمد بن الحسين (1)، سعد بن عبادة (1)، جعفر بن بشير (1)، جعفر بن معروف (1)

ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه: أنه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد كلهم قد نصر رسول الله صلي الله عليه وآله، وفيهم قيس بن سعد بن عبادة، وكان قيس أحد العشرة الذين لحقهم النبي صلي الله عليه وآله من العصر الأول ممن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، وكان شبر الرجل منهم يقال: أنه ذراع أحدنا،

وكان قيس وسعد أبوه طولهما عشرة أشبار بأشبارهما.

ويقال: انه كان من العشرة خمسة من الأنصار، وأربعة من الخزرج كلها، ورجل من الأوس.

وسعد لم يزل سيدا في الجاهلية والاسلام، وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرف، وكان سعد يجير فيجار ذلك له السوددة، ولم يزل هو وأبوه أصحاب اطعام في الجاهلية والاسلام، وقيس ابنه بعد علي مثل ذلك.

سفيان بن ليلي الهمداني 178 - روي عن علي بن الحسين الطويل: عن علي بن النعمان، عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له: سفيان بن ليلي وهو علي راحلة له، فدخل علي الحسن عليه السلام وهو محتب في فناء داره، قال: فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين.

____________________

وكسر الباء الموحدة الأولي انتهي كلام جامع الأصول.

وقد كنا ذكرنا من قبل أن قيس بن سعد بن عبادة كان ممن لم يبايع أبا بكر وكان في بيعة علي عليه السلام أولا وآخرا رضي الله تعالي عنه.

سفيان بن ليلي الهمداني قوله عليه السلام: وهو محتب بضم الميم واسكان الحاء المهملة والتاء المثناة من فوق المفتوحة والباء الموحدة من الاحتباء افتعالا من الحباء.

(٣٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، علي بن النعمان (1)، علي بن الحسين (1)، سعد بن عبادة (2)، الجهل (2)، العصر (بعد الظهر) (1)

فقال له الحسن عليه السلام، انزل ولا تعجل، فنزل فعقل راحلته في الدار، وأقبل يمشي حتي انتهي إليه، قال، فقال له الحسن عليه السلام: ما قلت؟ قال: قلت السلام

عليك يا مذل المؤمنين، قال: وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلي أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله.

قال، فقال له الحسن عليه السلام: ما خبرك لم فعلت ذلك قال: سمعت أبي يقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله لن تذهب الأيام والليالي حتي يلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فلذلك فعلت.

____________________

والفناء - بكسر الفاء والنون والألف الممدودة - متسع أمام الدار والاحتباء والحبوة في القعود معروف، وقد ورد النهي عن ذلك في المسجد يوم الجمعة والامام يخطب.

قال في القاموس: هو أن يجمع بين ظهره وساقيه بعمامته أو يديه (1).

وفي المغرب: الاحتباء أن يجمع بين ظهره وساقيه بثوب أو غيره، ومنه يقعد كيف شاء محتويا أو متربعا.

وفي النهاية الأثيرية: الاحتباء هو أن يضم الانسان رجليه إلي بطنه يجمعها به مع ظهره ويشد عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب (2).

قوله عليه السلام: ما خبرك لما فعلت ذلك بضم المعجمة وسكون الموحدة بمعني العلم، أي ما علمك ومعرفتك لم فعلت ذلك، انما فعلته لاني سمعت أبي عليه السلام يقول: إن رسول الله صلي الله عليه وآله قد أخبر بأن ذلك مما قد جري به قلم القضاء والقدر.

وفي عضة من الروايات أنه عليه السلام ذكر 7 لسفيان بن ليلي حديث نعسة النبي صلي الله عليه وآله علي المنبر.

(1) القاموس: 4 / 315 2) نهاية ابن الأثير: 1 / 335

(٣٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الأكل (1)، إبن الأثير (1)

ما جاء بك؟ قال: حبك قال الله قال الله قال،

فقال الحسن عليه السلام: والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم الا نفعه الله بحبنا، وأن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم، كما تساقط الريح الورق من الشجر.

عبيد الله بن العباس 179 - ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: ان الحسن لما قتل أبوه عليه السلام خرج في شوال من الكوفة إلي قتال معاوية، فالتقوا بكسكر وحاربه ستة أشهر، ____________________

وأوردها امام علماء العامة فخر الدين الرازي في التفسير الكبير، ونحن نقلناه عنه في نبراس الضياء.

قوله عليه السلام: قال: الله علي النصب بتقدير فعل الذكر، أو فعل القسم.

قوله عليه السلام: والله لا يحبنا عبد أبدا ومن طريق العامة قال أبو عبد الله الذهبي في ميزان الاعتدال: سفيان بن الليل الكوفي، روي عنه الشعبي قال العقيلي: وكان ممن يغلو في الرفض، عن الشعبي حدثني سفيان بن الليل قال: لما قدم الحسن بن علي - رضي الله عنهما - من الكوفة إلي المدينة أتيته فقلت: يا مذل المؤمنين فقال: لا تقل ذاك فاني سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتي يملك رجل وهو معاوية ثم قال: وقال أبو الفتح الأزدي: سفيان بن الليل له حديث لا تمضي الأمة حتي يليها رجل واسع البلعوم قال: وفي لفظ آخر واسع الصوم يأكل ولا يشبع.

وفي الحديث الأول من طريق الشعبي وسمعت أبي يقول: سمعت رسول ل الله صلي الله عليه وآله يقول: من أحبنا بقلبه وأعاننا بيده ولسانه كنت أنا وهو في عليين، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكف يده فهو في الدرجة التي تليها، ومن أحبنا بقلبه وكف عنا لسانه ويده فهو في الدرجة التي تليها.

(٣٢٩)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، شهر شوال المكرم (1)، عبيد الله بن العباس (1)، الفضل بن شاذان (1)، القتل (2)

وكان الحسن عليه السلام جعل ابن عمه عبيد الله بن العباس علي مقدمته، فبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم فمر بالراية ولحق بمعاوية وبقي العسكر بلا قائد ولا رئيس.

فقام قيس بن سعد بن عبادة فخطب الناس وقال: أيها الناس لا يهولنكم ذهاب عبيد الله هذا لكذا وكذا، فان هذا وأباه لم يأتيا قط بخير، وقام بأمر الناس.

ووثب أهل عسكر الحسن عليه السلام بالحسن في شهر ربيع الأول فانتهبوا فسطاطه وأخذوا متاعه، وطعنه ابن بشير الأسدي في خاصرته، فردوه جريحا إلي المدائن حتي تحصن فيها عند عم المختارين أبي عبيدة.

180 - وروي محمد بن عيسي العبيدي، عن محمد بن سنان، عن موسي بن بكر الواسطي، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما، كما عميت قلوبهما الآكلين في رقبتي، واجعل عمي أبصارهما دليلا علي عمي قلوبهما.

عمرو بن قيس المشرقي 181 - وجدت بخط محمد بن عمر السمرقندي، وحدثني بعض الثقات من أصحابنا، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران القمي قال: حدثني محمد بن ابن إسماعيل عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن أبي جارود، عن عمرو بن قيس المشرقي، قال: دخلت علي الحسين بن علي عليهما السلام أنا وابن عم لي، وهو في قصر بني مقاتل فسلمت عليه.

____________________

عمر بن قيس المشرقي ضبطه العامة (1) بالقاف.

وقال ابن الأثير في جامع الأصول: المشرقي بكسر الميم وفتح الراء وبالقاف منسوب إلي بطن من همدان وقيل: مشرق موضع

باليمن.

(1) وفي " م ": العلامة

(٣٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، عمرو بن قيس (2)، محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران (1)، عبيد الله بن العباس (1)، محمد بن عيسي العبيدي (1)، شهر ربيع الأول (1)، محمد بن عمر السمرقندي (1)، الفضيل بن يسار (1)، ابن إسماعيل (1)، سعد بن عبادة (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن سنان (1)

فقال له ابن عمي: يا أبا عبد الله هذا الذي أري خضاب أو شعرك؟ فقال: خضاب والشيب إلينا بني هاشم أسرع عجل، ثم أقبل علينا فقال: جئتما لنصرتي؟ فقلت له أنا رجل كبير السن كثير العيال وفي يدي بضايع للناس ولا أدري ما يكون وأكره أن تضيع أمانتي، فقال له ابن عمي مثل ذلك.

فقال: أما لي فانطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سوادا، فإنه من سمع واعيتنا أو رأي سوادنا، فلم يجبنا واعيتنا كان حقا علي الله أن يكبه علي منخر يه في نار جهنم.

حبابة الوالبية 182 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمر كي عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عنبسة بن مصعب، وعلي ابن المغيرة، عن عمران بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية الأسدي علي امرأة من بني أسد يقال لها: حبابة الوالبية، فقال لها عباية: تدرين من هذا الشاب الذي معي؟

قالت: لا، قال: مه ابن أخيك ميثم. قالت: أي والله أي والله.

____________________

قوله عليه السلام: فلا تسمعا لي واعية الواعية الصراخ والصوت لا الصارخة قاله

في القاموس قال: ووهم الجوهري (1) قلت: قال الجوهري: الوعي بالتحريك الجلبة والأصوات، والواعية الصارخة (2).

والحق ان الوعي بالتحريك الصراخ والصوت والواعية الجلبة والأصوات والواعية الصارخة أيضا، فالواعية يقال تارة: للصارخة، وتارة لأصواتهم المختلطة قال في أساس البلاغة: الواعية الصراخ، وواعية القوم أصواتهم (3).

وقال في مجمل اللغة: الواعية الصارخة.

(١) القاموس: ٤ / ٤٠٠ ٢) الصحاح: ٦ / 2526 3) أساس البلاغة: 683

(٣٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن علي بن فضال (1)، حبابة الوالبية (2)، عباية الأسدي (1)، بنو هاشم (1)، ثعلبة بن ميمون (1)، ابن المغيرة (1)، عمران بن ميثم (1)، جعفر بن أحمد (1)، عنبسة بن مصعب (1)، محمد بن مسعود (1)

ثم قالت: ألا أحدثكم بحديث سمعته من أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قلنا بلي، قالت: سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول: نحن وشيعتنا علي الفطرة التي بعث الله عليها محمدا صلي الله عليه وآله وسائر الناس منها براء، وكانت قد أدركت أمير المؤمنين عليه السلام وعاشت إلي زمان الرضا عليه السلام علي ما بلغني. والله أعلم.

183 - حمدويه، عن محمد بن عيسي، عن ابن أبي نجران، عن إسحاق بن سويد الفراء، عن إسحاق بن عمار، عن صالح بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية الأسدي علي حبابة الوالبية، فقال لها: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي والله حقا، ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي صلي الله عليه وآله، فقلت: بلي.

قالت: دخلت عليه وسلمت فرد السلام ورحب ثم قال: ما بطأ بك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة؟ قلت: ما بطأني الا علة عرضت، قال: ما هي؟

قالت: فكشفت خماري عن برص.

قالت: فوضع يده علي البرص ودعا فلم يزل يدعو حتي رفع

يده، وكشف الله ذلك البرص، ثم قال: يا حبابة أنه ليس أحد علي ملة إبراهيم في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا، ومن سواهم منها براء.

سعيد بن المسيب 184 - قال الفضل بن شاذان: ولم يكن في زمن علي بن الحسين عليه السلام في أول أمره الا خمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمد بن جبير ابن مطعم، يحيي بن أم الطويل، أبو خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر، سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام، وكان حزن جد سعيد أوصي أمير المؤمنين عليه السلام.

185 - محمد بن مسعود: قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد بن خالد الكوفي، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال:

ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن طارقا مولي لبني أمية نزل ذا المروة عاملا علي

(٣٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، سعيد بن المسيب (3)، سعيد بن جبير (1)، يحيي بن أم الطويل (1)، محمد بن الوليد بن خالد (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، أبو خالد الكابلي (1)، حبابة الوالبية (1)، ابن أبي نجران (1)، بنو أمية (1)، الفضل بن شاذان (1)، إسحاق بن عمار (1)، الحسين بن علي (1)، عباس بن هلال (1)، صالح بن ميثم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن جبير (1)، محمد بن مسعود (1)، الحزن (1)، الوصية (1)

المدينة، فلقيه بعض بني أمية، وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلمه فيه وأثني عليه، وأخبره طارق أنه

أمر بقتله، فأعلم سعيد بذلك وقال له تغيب، وقيل له: تنح عن مجلسك فإنه علي طريقه، فأبي.

فقال سعيد: اللهم ان طارقا عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فانسه ذكري واسمي، فلما عزل طارق عن المدينة لقبه الذي كان كلمه في سعيد من بني أمية بذي المروة، فقال، كلمتك في سعيد لتشفعني فيه فأبيت وشفعت فيه غيري، فقال: والله ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتي عدت إليك.

وروي عن بعض السلف، أنه لما مر بجنازة علي بن الحسين عليه السلام انجفل الناس فلم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب، فوقف عليه خشرم مولي أشجع فقال أبا محمد: ألا تصلي علي هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟ فقال سعيد:

أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي أنت أصلي علي هذا الرجل الصالح في البيت الصالح.

186 - وروي عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد، قال: قلت لسعيد بن المسيب انك أخرتني أن علي بن الحسين النفس الزكية، وانك لا تعرف له نظيرا؟ قال:

كذلك وما هو مجهول ما أقول فيه والله ما رأي مثله.

قال علي بن زيد: فقلت والله ان هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد، فلم لم تصل علي جنازته؟ فقال: ان القراء كانوا لا يخرجون إلي مكة حتي يخرج علي بن الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب، فلما صرنا بالسقيا نزل فصلي وسجد سجدة الشكر فقال فيها.

187 - وفي رواية الزهري: عن سعيد بن المسيب، قال: كان القوم لا يخرجون من مكة حتي يخرج علي بن الحسين سيد العابدين، فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلي ركعتين فسبح في

سجوده فلم يبق شجر ولا مدر الا سبحوا معه

(٣٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، سعيد بن المسيب (4)، بنو أمية (2)، علي بن الحسين (2)، علي بن زيد (2)، السجود (3)، الركوع، الركعة (2)، الجهل (1)، القتل (1)، الصّلاة (2)

ففزعنا فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يابن رسول الله فقال: هذا التسبيح الأعظم، حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال: لا يبقي الذنوب مع هذا التسبيح، فقلت: علمنا.

188 - وفي رواية علي بن زيد: عن سعيد بن المسيب، أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة الا سبحت بتسبيحه، ففزعت من ذلك وأصحابي.

ثم قال: يا سعيد ان الله جل جلاله لما خلق جبريل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم، وهواسم الله عز وجل الأكبر.

يا سعيد، أخبرني أبي الحسين، عن أبيه، عن رسول الله صلي الله عليه وآله عن جبريل عن الله جل جلاله أنه قال: مامن عبد من عبادي آمن بي وصدق بك وصلي في مسجدك ركعتين علي خلا من الناس الا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين عليه السلام حيث حدثني بهذا الحديث.

فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثني عليه الصالح والطالح، وانهال الناس يتبعونه حتي وضع الجنازة، فقلت: ان أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم، وفلم يبق الأرجل وامرأة ثم خرجا إلي الجنازة.

ووثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض فأجابه تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت علي وجهي فكبر من في السماء سبعا

وكبر من في الأرض سبعا وصلي علي علي بن الحسين عليه السلام.

ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة علي علي بن الحسين عليه السلام فقلت: يا سعيد لو كنت أنا لم أختر الا الصلاة علي علي بن الحسين عليه السلام ان هذا لهو الخسران المبين، قال، فبكي سعيد ثم قال: ما أردت الا الخير ليتني كنت صليت عليه فإنه ما رأي مثله.

والتسبيح هو هذا: سبحانك اللهم وحنانيك، سبحانك اللهم وتعاليت، سبحانك

(٣٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، سعيد بن المسيب (1)، علي بن الحسين (1)، علي بن زيد (1)، الشهادة (2)، الموت (1)، السجود (1)، الصّلاة (4)، الصدق (1)، الجنازة (2)، الركوع، الركعة (2)

اللهم والعز ازارك، سبحانك اللهم والعظمة رداؤك، ويقال سربالك، سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك، سبحانك من عظيم ما أعظمك، سبحانك سبحت في الأعلي، سبحانك تسمع وتري ما تحت الثري.

سبحانك أنت شاهد كل نجوي، سبحانك موضع كل نجوي، سبحانك حاضر كل ملا، سبحان عظيم الرجاء، سبحانك تري ما في قعر الماء، سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار، سبحانك تعلم وزن السماوات، سبحانك تعلم وزن الأرضيين.

سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر، سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور، سبحانك تعلم وزن الفئ الهواء، سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة سبحانك قدوس قدوس قدوس، سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك، سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العلي العظيم.

189 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن محمد بن عمر، قال: أخبرني أبو مروان،

عن أبي جعفر، قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: سعيد ابن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه.

سعيد بن جبير 190 - أبو المغيرة، قال: حدثني الفضل، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليه السلام وكان علي عليه السلام يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له الا علي هذا الامر، وكا ن مستقيما.

وذكر أنه لما دخل علي الحجاج بن يوسف قال له: أنت شقي بن كسير، قال: أمي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر هما في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت أهلها لعلمت من فيها، وان دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها.

(٣٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، سعيد بن جبير (3)، القاسم بن محمد الأصفهاني (1)، سليمان بن داود المنقري (1)، ابن أبي عمير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، أبو المغيرة (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن عمر (1)، القتل (1)، الشهادة (1)

قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل، قال أيهم أحب إليك قال: أرضاهم لخالقي، قال: وأيهم أرضي للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم، قال: أبيت أن تصدقني، قال: بلي لم أحب أن أكذبك.

أبو خالد الكابلي 191 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أشكيب قال: حدثني محمد بن أورمة، عن الحسين بن سعيد، قال: حدثني علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن ضريس، قال قال

لي أبو خالد الكابلي: أما أني سأحدثك بحديث ان رأيتموه وأنا حي فقلت صدقني، وان مت قبل أن تراه ترحمت علي ودعوت لي.

سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن اليهود أحبوا عزيزا حتي قالوا فيه ما قالوا فلا عزيز منهم ولاهم من عزيز، وأن النصاري أحبوا عيسي حتي قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسي منهم ولاهم من عيسي.

وانا علي سنة من ذلك ان قوما من شيعتنا سيحبونا حتي يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزيز، وما قالت النصاري في عيسي بن مريم، فلاهم منا ولا نحن منهم.

192 - الكشي: وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الحناط، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهرا وما كان يشك في أنه امام.

حتي أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك ان لي حرمة ومودة وانقطاعا، فأسألك بحرمة رسول الله وأمير المؤمنين الا أخبرتني أنت الامام الذي فرض الله طاعته علي خلقه، قال فقال: يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين عليه السلام علي وعليك وعلي كل مسلم.

فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية جاء إلي علي بن الحسين

(٣٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (2)، أبو بصير (1)، علي بن محمد بن عبد الله (1)، أبو خالد الكابلي (3)، الحسين بن إشكيب (1)، محمد

بن عبد الله (1)، أبو عبد الله (1)، علي بن النعمان (1)، الحسين بن سعيد (1)، علي بن الحسين (1)، محمد بن أورمة (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

عليه السلام فلما استأذن عليه فأخبر أن أبا خالد بالباب، فأذن له، فلما دخل عليه دنا منه قال:

مرحبا بك يا كنكر ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكر لله تعالي مما سمع من علي بن الحسين عليه السلام فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتي عرفت فقال له علي: وكيف عرفت امامك يا أبا خالد؟ قال: انك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني، وقد كنت في عمياء من أمري ولقد خدمت محمد ابن الحنفية عمرا من عمري ولا أشك الا وأنه امام.

حتي إذا كان قريبا سألته بحرمة الله وبحرمة رسوله وبحرمة أمير المؤمنين فأرشدني إليك وقال: هو الإمام علي وعليك وعلي خلق الله كلهم، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك سميتني باسمي الذي سمتني أمي فعلمت أنك الامام الذي فرض الله طاعته علي وعلي كل مسلم.

ابن مهران والحسن وأبوه كلهم كذا روي.

193 - ووجدت بخط جبريل بن أحمد: قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعه يقول: خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين عليهما السلام دهرا من عمره.

ثم إنه أراد أن ينصرف إلي أهله فأتي علي بن الحسين عليه السلام فشكي إليه شده شوقه إلي والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجلا من أهل الشام له قدر

ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض، ويريد ون أن يطلبوا معالجا يعالجها، فإذا أنت سمعت قدومه: فأته وقل له أنا أعالجها لك علي انني أشترط عليك أني أعالجها علي ديتها عشرة آلاف درهم فلا تطمئن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم.

فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان رجلا من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة، فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟ فقال هل أبو خالد: أنا أعالجها علي عشرة آلاف درهم، فان أنتم وفيتم وفيت لكم علي ألا يعود إليها أبدا، فشرطوا ان يعطوه عشرة آلاف درهم.

(٣٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (3)، يوم عرفة (2)، محمد بن عبد الله (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن محمد (1)، محمد بن علي (1)، الشام (2)

ثم اقبل إلي علي بن الحسين عليه السلام فأخبره الخبر، فقال: أني لاعلم: أنهم سيغدرون بك ولا يفون لك انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسري ثم قل يا خبيث يقول لك علي بن الحسين أخرج من هذه الجارية ولا تقعد.

ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية، فطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا، قال له علي بن الحسين عليه السلام مالي أراك كئيبا يا أبا خالد؟ انهم يغدرون بك دعهم فإنهم سيعودون الكي، فإذا لقوك فقل لهم لست أعالجها حتي تضعوا المال علي يدي علي بن الحسين عليه السلام فعادوا إلي أبي خالد يلتمسون مداواتها، فقال لهم اني لا أعالجها حتي تضعوا ألما ل علي يدي علي بن الحسين فرجع أبو خالد إلي الجارية وأخذ

بأذنها اليسري ثم قال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين عليهما السلام أخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها الا بسبيل خير، فإنك ان عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع علي الأفئدة، فخرج منها ولم يعد إليها، ودفع المال إلي أبي خالد فخرج إلي بلاده.

يحيي بن أم الطويل 194 - محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن جعفر بن عيسي عن صفوان، عمن سمعه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ارتد الناس بعد قتل الحسين عليه السلام الا ثلاثة أبو خالد الكابلي، ويحيي بن أم الطويل، وجبير بن مطعم، ثم إن الناس لحقوا وكثروا.

وروي يونس، عن حمزة بن محمد الطيار، مثله وزاد فيه وجابر بن عبد الله الأنصاري.

195 - حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثنا الحسين بن يزيد النوفلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر الأول عليه السلام قال:

أما يحيي بن أم الطويل: فكان يظهر الفتوة. وكان إذا مشي في الطريق وضع الخلوق علي رأسه ويمضغ اللبان ويطول ذيله، وطلبه الحجاج فقال: تلعن أبا تراب وأمر

(٣٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (4)، يحيي بن أم الطويل (3)، عمرو بن أبي المقدام (1)، أبو خالد الكابلي (1)، أبو سعيد الآدمي (1)، جابر بن عبد الله (1)، الحسين بن يزيد (1)، علي بن الحسين (1)، أحمد بن علي (1)، جعفر بن عيسي (1)، محمد الطيار (1)، محمد بن عيسي (1)، جبير بن مطعم (1)، محمد بن نصير (1)، القتل (1)

- بقطع يديه ورجليه وقتله.

وأما سعيد بن المسيب فنجا، وذلك أنه كان يفتي بقول العامة، وكان آخر أصحاب رسول الله صلي

الله عليه وآله فنجا.

وأما أبو خالد الكابلي: فهرب إلي مكة واخفي نفسه فنجا.

وأما عامر بن واثلة: فكانت له يد عند عبد الملك بن مروان فلهي عنه.

وأما جابر بن عبد الله الأنصاري: فكان رجلا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله فلم يتعرض له وكان شيخا قد أسن.

وأما أبو حمزة الثمالي وفرات بن أحنف، فبقوا إلي أيام أبي عبد الله عليه السلام وبقي أبو حمزة إلي أيام أبي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام.

القاسم بن عوف 196 - حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن أحمد الرازي الخواري من قرية استراباد، عن محمد بن خالد أظنه البرقي عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر أبي الجارود، عن القاسم بن عوف، قال:

كنت أتردد بين علي بن الحسين عليه السلام وبين محمد بن الحنفية، وكنت آتي هذا مرة وهذا مرة.

قال: ولقيت علي بن الحسين، قال، فقال لي: يا هذا إياك ان تأتي أهل العراق فتخبرهم انا استودعناك علما، فانا والله ما فعلنا ذلك وإياك ان تترايس بنا فيضعك الله، وإياك أن تستأكل بنا فيزيدك الله فقرا، واعلم أنك ان تكن ذنبا في الخير خير لك من أن تكون رأسا في الشر.

واعلم أنه من يحدث عنا بحديث سألناه يوما فان حدث صدقا كتبه الله صديقا وان حدث وكذب كتبه الله كذابا، وإياك أن تشد، راحلة ترحلها فإنما هيهنا يطلب العلم حتي يمضي لكم بعد موتي سبع حجج، ثم يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمة عليهما السلام ينبت الحكمة في صدره كما ينبت الطل والزرع.

(٣٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (2)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما

السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري (1)، سعيد بن المسيب (1)، أبو خالد الكابلي (1)، أبو حمزة الثمالي (1)، جابر بن عبد الله (1)، عامر بن واثلة (1)، أبو عبد الله (1)، زياد بن المنذر (1)، القاسم بن عوف (2)، علي بن الحسين (1)، جعفر بن أحمد (1)، محمد بن خالد (1)، محمد بن سنان (1)، البعث، الإنبعاث (1)، القتل (1)

قال: فلما مضي علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) حسبنا الأيام والجمع والشهور والسنين، فما زادت يوما ولا نقصت حتي تكلم محمد بن علي بن الحسين (صلوات الله عليهم) باقر العلم.

المختار بن أبي عبيدة 197 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب، عن ابن أبي عمير. عن هشام بن المثني عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال علي العسرة.

198 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان المختار يكذب علي علي بن الحسين عليهما السلام 199 - محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين، عن موسي بن يسار، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن شريك، قال: دخلنا علي أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ، وقد أرسل إلي الحلاق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من

أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه، ثم قال من أنت؟ قال: أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان متباعدا من أبي جعفر عليه السلام فمد يده إليه حتي كاد يقعده في حجره بعد منعه يده.

ثم قال أصلحك الله ان الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك قال: وأي شئ يقولون؟ قال: يقولون كذاب، ولا تأمرني بشئ الا قبلته.

فقال: سبحان الله أخبرني أبي والله ان مهر أمي كان مما بعث به المختار، أولم يبن دورنا؟ وقتل قاتلنا؟ وطلب بدمائنا؟ فرحمه الله.

وأخبرني والله أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي يمهدها الفراش، ويثني لها الوسائد ومنها أصاب الحديث، رحم الله أباك رحم الله أباك، ما ترك لنا حقا عند أحد الا طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا.

(٣٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، المختار بن أبي عبيدة الثقفي (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، عبد الله بن الزبير (1)، الحكم بن المختار (1)، هشام بن المثني (1)، ابن أبي عمير (1)، فاطمة بنت علي (1)، موسي بن يسار (1)، عثمان بن حامد (2)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن يزداد (2)، محمد بن الحسن (2)، القتل (3)، الصّلاة (1)

200 - جبرئيل بن أحمد، حدثني العنبري، قال: حدثني محمد بن عمرو، عن يونس بن يعقوب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتب المختار بن أبي عبيد إلي علي بن الحسين عليهما السلام وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا علي باب علي بن الحسين دخل الاذن يستأذن لهم، فخرج

إليهم رسوله فقال أميطوا عن بابي فاني لا أقبل هدايا الكذابين ولا أقرأ كتبهم.

فمحوا العنوان وكتبوا المهدي محمد بن علي، فقال أبو جعفر: والله لقد كتب إليه بكتاب ما أعطاه فيه شيئا انما كتب إليه يابن خير من طشي ومشي، فقال أبو بصير، فقلت لأبي جعفر عليه السلام اما المشي فانا أعرفه، فأي شئ الطشي؟ فقال أبو جعفر عليه السلام الحياة.

201 - جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني العنبري، قال حدثني علي بن أسباط عن عبد الرحمن بن حماد، عن علي بن حزور، عن الأصبغ، قال رأيت المختار علي فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه ويقول: يا كيس يا كيس.

202 - إبراهيم بن محمد الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال، حدثني الحسن بن علي الكوفي، عن العباس ابن عامر، عن سيف بن عميرة، عن جارود بن المنذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتي بعث إلينا المختار برؤس الذين قتلوا الحسين عليه السلام.

203 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن علي بن أبي علي الخزاعي، قال حدثني خالد بن يزيد العمري المكي، قال الحسن بن زيد بن علي ابن الحسين، قال: حدثني عمرو بن علي بن الحسين، ان علي بن الحسين عليه السلام لما اتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد، قال: فخر ساجدا وقال الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي، وجزي الله المختار خيرا.

204 - محمد بن مسعود، قال حدثني ابن أبي علي الخزاعي، قال خالد بن

(٣٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين

عليهما السلام (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، دولة العراق (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن إدريس القمي (1)، الحسن بن علي الكوفي (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، علي بن أبي علي (1)، إبراهيم بن محمد (1)، جارود بن المنذر (1)، جبرئيل بن أحمد (2)، يونس بن يعقوب (1)، علي بن أسباط (1)، علي بن الحسين (1)، خالد بن يزيد (1)، سيف بن عميرة (1)، الحسن بن زيد (1)، علي بن حزور (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن علي (1)، محمد بن عمرو (1)

يزيد العمري، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن علي، أن المختار أرسل إلي علي ابن الحسين عليه السلام بعشرين ألف دينار، فقبلها وبنا بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت، قال: ثم أنه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعد ما ظهر الكلام الذي أظهره، فردها ولم يقبلها.

والمختار هو الذي دعا الناس إلي محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية وسمعوا الكيسانية وهم المختارية وكان لقبه كيسان، ولقب بكيسان لصاحب شرطه المكني أبا عمرة وكان اسمه كيسان.

وقيل، انه سمي كيسان بكيسان مولي علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الذي حمله علي الطلب بدم الحسين عليه السلام ودله علي قتلته وكان صاحب سره والغالب علي امره.

وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين عليه السلام انه في درا أو في موضع الا قصده، فهدم الدار بأسرها وقتل كل من فيها من ذي روح، وكل دار بالكوفة خراب فهي مما هدمها، وأهل

الكوفة يضربون بها المثل، فإذا افتقر انسان قالوا دخل أبو عمرة بيته، حتي قال فيه الشاعر:

إبليس بما فيه خير من أبي عمرة * يغويك ويطغيك ولا يطغيك كسرة شعيب مولي علي بن الحسين (عليه السلام) 205 - حدثني أبو الحسن عمر بن علي التفليسي، قال: حدثني محمد بن سعيد ابن أخي سهل بن زياد الادمي، عمن ذكره، عن يونس بن عبد الرحمن عن داود الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شعيب مولي علي بن الحسين عليهما السلام وكان ما علمناه جبارا.

عبد الله البرقي 206 - وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه. حدثني

(٣٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، محمد بن الحسن بن بندار (1)، عقيل بن أبي طالب عليه السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، عبد الله البرقي (1)، الحسين بن زيد (1)، سهل بن زياد (1)، داود الرقي (1)، عمر بن علي (2)، القتل (2)

علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن عبد الله البرقي المعرف بالكسري عن أبيه، قال: سألت علي بن الحسين عليهما السلام عن النبيذ؟ فقال: قد يشربه قوم، وحرمه قوم صالحون، فكان شهادة الذين منعوا بشهادتهم شهواتهم أولي بأن تقبل من الذين جروا بشهادتهم شهواتهم.

عبد الله البرقي هذا عامي، الا أن هذا حديث حسن قريب الاسناد.

الفرزدق 207 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني أبو الفضل محمد بن أحمد بن مجاهد، قال: حدثنا العلاء بن محمد بن زكريا بالبصرة، قال: حدثنا

عبيد الله بن محمد بن عائشة، قال حدثني أبي، ان هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك والوليد، فطاف بالبيت فأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام.

فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه ازار ورداء، من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ إلي موضع الحجر تنحي الناس عنه حتي يستلمه هيبة له واجلالا، فغاظ ذلك هشاما.

فقاله رجل من أهل الشام لهشام، من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة وأفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام: لا أعرفه، لئلا يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أعرفه، فقال الشامي من هذا يا أبا فراس؟ فقال:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت تعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا علي رسول الله والده * أمست بنو ر هداه تهتدي الأمم إذا رأته قريش قال قائلها * إلي مكارم هذا ينتهي الكرم ينمي إلي ذروة العز الذي قصرت * عن نيلها عرب الاسلام والعجم

(٣٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الشاعر الفرزدق (2)، علي بن إبراهيم بن هاشم (1)، الحسين بن عبد الله البرقي (1)، هشام بن عبد الملك (1)، عبيد الله بن محمد (1)، عبد الله البرقي (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن جعفر (1)، الشام (3)، العزّة (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الشهوة، الإشتهاء (2)، الشهادة (1)، الكرم، الكرامة (1)

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما

جاء يستلم يغضي حياء ويغضي من مهابته * فلا يكلم الا حين يبتسم ينشق نور الهدي عن نور غرته * كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم بكفه خيزران ريحها عبق * من كف أروع في عرنينه شمم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم حمال أثقال أقوام إذا فدحوا * حلو الشمائل يحلوا عنده النعم هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا الله فضله قدما وشرفه * جري بذاك له في لوحه القلم من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم عم البرية بالاحسان وانقشعت * عنها العماية والاملاق والعدم كلتا يديه غياث عم نفعهما * تستوكفان ولا يعروهما العدم سهل الخليقة لا تخشي بوادره يزينه خصلتان الخلق والكرم لا يخلف الوعد ميمون نقيبته * رحب الفناء أريب حين يعتزم من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجي ومعتصم يستدفع السوء والبلوي بحبهم * ويسترب به الاحسان والنعم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل يوم ومختوم به الكلم ان عد أهل التقي كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم لا يستطع جوا د بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وأن كرموا هم الغيوث إذا ما أزمه أزمت * والأسد أسد الشري والناس محتدم يأبي لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندي هضم لا ينقص العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك ان اثروا وان عدموا أي الخلائق ليست في رقابهم * لاولية هذا أوله نعم من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم

(٣٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)

قال: فغضب هشام

وأمر بحبس الفرزدق، فحبس بسعفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام، فبعث إليه باثني عشر ألف درهم، وقال: أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها عليه وقال: يابن رسول الله ما قلت الذي قلت الا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزي عليه شيئا، فردها عليه وقال: بحقي عليك لما قبلتها، فقد رأي الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس فكان مما هجا به قوله.

أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوي منيبها يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها فبعث إليه فأخرجه.

زرارة بن أعين 208 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال:

حدثني أخواي محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف، قلت: نعم جعلت فداك اسمي عبد ربه ولكني لقبت بزرارة.

209 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال:

حدثني محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير: عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: اسمع والله بالحرف من جعفر بن محمد عليه السلام من الفتيا فازداد به ايمانا.

210 - حدثني جعفر بن محمد بن معروف، قال، حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن تغلب، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان أباك حدثني أن الزبير والمقداد وسلمان الفارسي حلقوا رؤسهم

ليقاتلوا أبا بكر، فقال لي: لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي عليه السلام ستذهب.

(٣٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو بصير (1)، الشاعر الفرزدق (2)، عبد الله بن أحمد الرازي (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، جعفر بن محمد بن معروف (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، أبان بن تغلب (1)، هشام بن سالم (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن أحمد (1)، بكر بن صالح (1)، جعفر بن بشير (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الفدية، الفداء (1)

211 - حدثني حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب السراد، عن العلاء بن رزين، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة قد روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه لا يرث مع الام والأب والابن والبنت أحد من الناس شيئا الا زوج أو زوجة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام فلا يجوز أن ترده.

وأما في الكتاب في سورة النساء فان الله عز وجل يقول " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له أخوة فلأمه السدس " (1) يعني اخوة الأب وأم أخوة الأب، والكتاب يا

يونس قد ورث هيهنا مع الأبناء، فلا تورث البنات الا الثلثين.

212 - محمد بن مسعود، عن الخزاعي عن محمد بن زياد أبي عمير، عن علي بن عطية، عن زرارة، والله لو حدثت بكلما سمعته من أبي عبد الله عليه السلام لانتفخت ذكور الرجال علي الخشب.

213 - حدثني إبراهيم بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن أبي الصهبان أو غيره عن سليمان بن داود المنقري، عن ابن أبي عمير، قال: قلت لجميل بن دراج، ما أحسن محضرك وأزين مجلسك؟ فقال: أي والله ما كنا حول زرارة بن أعين الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم.

214 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، وعبد الله بن محمد بن عيسي أخوه، والهيثم بن أبي مسروق، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسين بن محبوب، عن

(١) سورة النساء: ١١

(٣٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1)، عبد الله بن محمد بن عيسي (1)، سليمان بن داود المنقري (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، محمد بن أبي الصهبان (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، العلاء بن رزين (1)، محمد بن قولويه (1)، أحمد بن إدريس (1)، علي بن عطية (1)، محمد بن الحسين (1)، سورة النساء (2)، الحسن بن محبوب (1)، جميل بن دراج (1)، محمد بن زياد (1)، محمد

بن مسعود (1)، الزوج، الزواج (2)، الجواز (1)

العلاء بن رزين، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة، وذكر مثل الحديث الذي رواه حمدويه بن نصير، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب 215 - حدثني حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أحب الناس إلي أحياء وأمواتا أربعة: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والأحول وهم أحب الناس إلي أحياء وأمواتا.

216 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يوما ودخل عليه الفيض بن المختار، فذكر له آية من كتاب الله عز وجل تأولها أبو عبد الله عليه السلام فقال له الفيض: جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ قال: وأي الاختلاف يا فيض؟

فقال له الفيض: اني لا جلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم، حتي أرجع إلي المفضل بن عمر، فيوقفني من ذلك علي ما تستريح إليه نفسي، ويطمئن إليه قلبي.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: أجل هو كما ذكرت يا فيض، ان الناس أولعوا بالكذب علينا ان الله افترض عليهم لا يريد منهم غيره واني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتي يتأوله علي غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وانما يطلبون به الدنيا، وكل يحب أن يدعي رأسا، أنه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله، وما من

عبد وضع نفسه الا رفعه الله وشرفه.

فإذا أردت بحديثنا فعليك بهذا الجالس وأومي بيده إلي رجل من أصحابه، فسألت أصحابنا عنه فقالوا: زرارة بن أعين.

217 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، ومحمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد

(٣٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، إبراهيم بن عبد الحميد (1)، الحسين بن أبي الخطاب (2)، الفيض بن المختار (1)، محمد بن أبي عمير (1)، بريد بن معاوية (1)، الفضل بن عبد الملك (1)، القاسم بن عروة (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (3)، سعد بن عبد الله (1)، العلاء بن رزين (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (2)، محمد بن الحسين (1)، المفضل بن عمر (2)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسلم (1)، الفدية، الفداء (1)

وغيره، قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة بن أعين، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه السلام.

218 - حدثني الحسين بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا علي بن سليمان بن داود الرازي، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله تعالي " والسابقون السابقون أولئك المقربون " (1).

219 - حدثني حمدويه: قال حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الاقطع، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ما أجد

أحدا أحيي ذكرنا وأحاديث أبي عليه السلام الا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا.

هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي عليه السلام علي حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.

220 - حدثني محمد بن قولويه والحسين بن الحسن، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدائني عن جميل بن دراج، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله عليه السلام من أهل الكوفة من أصحابنا.

فلما دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام قال لي. لقيت الرجل الخارج من عندي؟

فقلت بلي هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال لا قدس الله روحه ولا قدس مثله انه ذكر أقواما كان أبي عليه السلام ائتمنهم علي حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سري أصحاب أبي عليه السلام حقا، إذا أراد الله.

(١) سورة الواقعة: ١٠

(٣٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، أبو بصير (2)، علي بن سليمان بن داود (1)، محمد بن عبد الله المسمعي (1)، محمد بن أبي عمير (1)، بريد بن معاوية (1)، زرارة بن أعين (2)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن الحسن (1)، سعد بن عبد الله (1)، أبان بن عثمان (1)، سليمان بن خالد (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن سالم (1)، جميل بن دراج (1)، علي بن حديد (1)، محمد بن مسلم (2)، سورة الواقعة (1)

بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم

شيعتي أحياء ا وأمواتا يحيون ذكر أبي عليه السلام بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين، ثم بكي.

فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته احياءا وأمواتا، بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم، أما أنه يا جميل سيبين لك أمر هذا الرجل إلي قريب، قال جميل: فوالله ما كان الا قليلا حتي رأيت ذلك الرجل ينسب إلي أصحاب أبي الخطاب، قلت: الله يعلم حيث يجعل رسالاته، قال جميل: وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم.

221 - حدثني حمدوية بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد قال:

حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن زرارة.

ومحمد بن قولويه والحسين بن الحسن، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني هارون بن الحسن بن محبوب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين، عن عبد الله بن زرارة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام اقرأ مني علي والدك السلام.

وقل له: اني انما أعيبك دفاعا مني عنك فان الناس والعدو يسارعون إلي كل من قربناه وحمدنا مكانه لادخال الأذي في من نحبه ونقربه، يرمونه لمحبتنا له وقربة ودنوه منا، ويرون ادخال الأذي عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه نحن وأن نحمد أمره.

فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا ولميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر لمودتك لنا ولميلك إلينا، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك يقول الله جل وعز " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا "

(1).

(١) سورة الكهف: ٧٩

(٣٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، محمد بن عبد الله بن زرارة (1)، هارون بن الحسن بن محبوب (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، عبد الله بن زرارة (2)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن الحسن (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، محمد بن مسلم (1)، الصّلاة (1)، القتل (1)، السفينة (2)، سورة الكهف (1)

هذا التنزيل من عند الله صالحة، لا والله ما عابها الا لكي تسلم من الملك ولا تعطب علي يديه، ولقد كانت صالحة ليس للعيب منها مساغ والحمدلله.

فافهم المثل يرحمك الله، فإنك والله أحب الناس إلي، وأحب أصحاب أبي عليه السلام حيا وميتا، فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، أن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدي ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها.

فرحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا، ولقد أدي إلي ابناك الحسن والحسين رسالتك، حاطمها الله وكلاهما ورعاهما وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين.

فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي عليه السلام وأمرتك به، وأتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك به، فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه الا بأمر وسعنا ووسعكم الاخذ به.

ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق، ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في الذي أمرناكم به، فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لأحكامنا وارضوا بها، والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه، وهو اعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها، فان شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها لتأمن من فسادها وخوف عدوها في آثار ما يأذن الله، ويأتيها بالأمن من مأمنه والفرج من عنده.

عليكم بالتسليم والرد

إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم، ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا، ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض، كما أنزله الله علي محمد صلي الله عليه وآله لأنكم أهل البصائر فتكم ذلك اليوم.

____________________

زرارة بن أعين قوله عليه السلام: لأنكم (1) أهل البصائر لام التعليل الداخلة علي أن باسمها وخبرها علي ما في أكثر النسخ متعلقة

(1) وفي المطبوع من الرجال: لأنكر أهل البصائر فتكم ذلك اليوم الخ

(٣٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو بصير (1)، القرآن الكريم (1)، السفينة (1)

انكار شديدا.

ثم لم تستقيموا علي دين الله وطريقه، الا من تحت حد السيف فوق رقابكم،.

____________________

باستيناف التعليم.

و" فتكم " بفتح الفاء وتشديد التاء المثناة من فوق جملة فعلية علي جواب لو. و" ذلك اليوم " منصوب علي الظرف، و" انكار شديد " مرفوع علي الفاعلية.

والمعني: شق عصاكم، وكسر قوة اعتقادكم، وبدد جمعكم، وفرق كلمتكم.

قال في أساس البلاغة: فتات المسك وهو كسارته وسقاطته وكذلك فتات الخبز وفتات العهن، وهذا مما يفت كبدي، وفت عضدة إذا كسر قوته وفرق عنه أعوانه (1).

وفي النهاية الأثيرية: يقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك قد افتات عليك فيه، وفلان يفتات عليه في كذا (2).

قلت: وذلك افتعال من الفوت لامن الفت.

وفي القاموس: الفت الدق والكسر بالأصابع والشق في الصخرة، وفت في ساعده أضعفه، والفتات ما تفتت وأهل بيت فت مثلثة الفاء منتشرون (3).

وفي بعض النسخ " انكارا شديدا " نصبا علي التمييز، أو علي نزع الخافض وذلك اليوم بالرفع علي الفاعلية.

وربما يوجد في النسخ: لأنكر، بفتح اللام، للتأكيد، وأنكر علي الفعل من الانكار، وأهل البصائر بالرفع علي الفاعلية، وفيكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها

بأهل البصائر للظرفية، أو بمعني منكم، وذلك اليوم بالنصب علي الظرف، وانكارا شديدا منصوبا علي المفعول المطلق، أو علي التمييز فليعرف.

(1) أساس البلاغة: 461.

2) نهاية ابن الأثير: 3 / 477.

3) القاموس: 1 / 153

(٣٥١)

صفحهمفاتيح البحث: إبن الأثير (1)

ان الناس بعد نبي الله عليه السلام ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شئ عليه الناس اليوم الا وهو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب رحمك الله من حيث تدعي إلي حيث تدعي، حتي يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافا، وعليك بالصلاة الستة والأربعين، وعليك بالحج أن تهل بالافراد، وتنوي الفسخ إذا قدمت مكة وطفت وسعيت، فسخت ما أهللت به.

وقلبت الحج عمرة أحللت إلي يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلي مني وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة، فكذلك حج رسول الله صلي الله عليه وآله وهكذا أمر أصحابه ان يفعلوا: ان يفسخوا ما أهلوا به ويقبلوا الحج عمرة، واما أقام رسول الله صلي الله عليه وآله علي احرامه لسوق الذي ساق معه، فان السائق قارن والقارن لا يحل حتي يبلغ هديه محله، ومحله المنحر بمني، فإذا بلغ أحل، فهذا الذي أمرناك به حج المتمتع.

فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك، والذي أتاك به أبو بصير من صلاة إحدي وخمسين، والا هلال بالتمتع بالعمرة إلي الحج وما أمرنا به من أن يهل بالتمتع فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك ما يسعنا ويسعكم ولا يخالف شئ من ذلك الحق ولا يضاده، والحمدلله رب العالمين.

222 - حدثني محمد بن قولويه، قال حدثنا سعد بن عبد الله القمي، عن محمد ابن عبد الله المسمعي، وأحمد بن محمد بن عيسي،

عن علي بن أسباط، عن الحسين ابن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله عليهما السلام: ان أبي يقرأ عليك السلام ويقول لك جعلني الله فداك أنه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران أنك ذكرتني وقلت في فقال: اقرأ أباك السلام، وقل له أنا والله أحب لك الخير في الدنيا وأحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك راض فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.

223 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: دخل زرارة علي أبي

(٣٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، سعد بن عبد الله (2)، محمد بن قولويه (2)، علي بن أسباط (1)، علي بن رئاب (1)، الحسن بن محبوب (1)، الحج (6)، الفدية، الفداء (1)، الصّلاة (1)، الهلال (1)

عبد الله عليه السلام فقال يا زرارة متأهل أنت؟ قال: لا، قال: وما يمنعك من ذلك؟ قال: لاني لا أعلم تطيب مناكحة هؤلاء أم لا؟

قال: فكيف تصبر وأنت شاب؟ قال أشتري الإماء، قال: ومن أين طاب لك نكاح الإماء؟ قال: لان الأمة ان رابني من أمرها شئ بعتها، قال: لم أسألك عن هذا، ولكن سألتك من ابن طاب لك فرجها؟ قال له: فتأمرني أن أتزوج؟ قال له: ذاك إليك.

قال: فقال له زرارة هذا الكلام ينصرف علي ضربين: اما أن لا تبالي أن أعصي الله إذ لم تأمرني بذلك، والوجه الاخر أن تكون مطلقا لي، قال: فقال عليك بالبلهاء قال فقلت: مثل التي تكون علي رأي الحكم بن عيينة

وسالم بن أبي حفصة؟

____________________

قوله (عليه السلام): عليك بالبلهاء في حديث الزبرقان بن عمرو (1) أمية الضميري: خير أولادنا الأبله العقول و خير النساء البلهاء وقال: ولقد لهوت بطفلة مياله بلهاء تطلعني علي أسرارها.

قال ابن الأثير في النهاية: يريد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو عقول، وقال في الحديث " ان أكثر أهل الجنة البله " جمع الأبله، وهو الغافل عن الشر المطبوع علي الخير، وقيل: هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس، لانهم أغفلوا من دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها، وأقبلوا علي اخرتهم، وشغلوا أنفسهم بها، فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة، فاما الأبله وهو الذي لاعقل له فغير مراد في الحديث (2).

قوله رحمه الله: علي رأي الحكم بن عيينة الحكم بن عيينة كان أستاذ زرارة من قبل، فانقطع عنه واتصل بأبي جعفر عليه السلام كما ذكره أبو عمرو الكشي في الجزء الثالث من الكتاب.

(1) وفي " م ": عمرو بن أمية 2) نهاية ابن الأثير: 1 / 155

(٣٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: سالم بن أبي حفصة (1)، الحكم بن عيينة (1)، الصبر (1)، المنع (1)، إبن الأثير (1)، عمرو بن أمية (1)

قال: لا، التي لا تعرف ما أنتم عليه ولا تنصب، قد زوج رسول الله صلي الله عليه وآله أبا العاص ابن الربيع وعثمان بن عفان، وتزوج عايشة وحفصة وغيرهما، فقال: لست أنا بمنزلة النبي عليهم السلام الذي كان يجري عليهم حكمه وما هو الا مؤمن أو كافر قال الله عز وجل " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " (1).

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فأين أصحاب الأعراف؟ وأين المؤلفة قلوبهم؟

وأين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؟ وأين الذين لم يدخلوها وهو يطمعون؟

قال زرارة: أيدخل النار

مؤمن؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا يدخلها الا أن يشاء الله قال زرارة: فيدخل الكافر الجنة؟ فقال أبو عبد الله: لا، فقال زرارة: هل يخلو أن يكون مؤمنا أو كافرا؟.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: قول الله أصدق من قولك يا زرارة، يقول الله أقول، يقول الله خ ج " لم يدخلوها وهم يطمعون " (2) لو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار، قال: فماذا؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: أرجهم حيث أرجاهم الله أما أنك لو بقيت لرجعت عن هذا الكلام ولحللت عقدك قال، وأصحاب زرارة يقولون لرجعت عن هذا الكلام وتحللت عنك عقد الايمان.

قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعين، فقد أدرك أبا عبد الله عليه السلام فإنه مات بعد أبي عبد الله عليه السلام بشهرين أو أقل وتوفي أبو عبد الله عليه السلام وزرارة مريض مات في مرضه ذلك.

____________________

قوله (عليه السلام): خ ج رمز خ ج مسمي الخاء المعجمة أولا ومسمي الجيم أخيرا، إشارة إلي قول الله عز وجل " وآخرون مرجون لأمر الله " (3).

(١) سورة التغابن: ٢ 2) سورة الأعراف: 46 3) سورة التوبة: 106

(٣٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (6)، المرض (1)، الموت (2)، الأكل (1)، سورة البراءة (1)، سورة الأعراف (1)، سورة التغابن (1)

224 - حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوراق، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال: حدثني بنان بن محمد بن عيسي عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن أبي عمير، قال: دخلت علي أبي عبد

الله عليه السلام فقال كيف تركت زرارة؟ قال: تركته لا يصلي العصر حتي تغيب الشمس، قال: فأنت رسولي إليه فقل له فليصل في مواقيت أصحابه فاني قد حرقت، قال: فأبلغته ذلك فقال: أنا والله أعلم أنك لم يكذب عليه ولكني أمرني بشئ فأكره أن أدعه.

225 - حدثني محمد بن قولويه، قال حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسي وعلي بن إسماعيل بن عيسي، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن يحيي بن محمد بن عيسي أبي حبيب، قال: سألت الرضا عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العبد إلي الله من صلاته؟ فقال: ست وأربعون ركعة فرائضه ونوافله، فقلت: هذه رواية زرارة، فقال: أتري أن أحدا كان أصدع بحق من زرارة.

226 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن القاسم بن عروة عن ابن بكير، قال: دخل زرارة علي أبي عبد الله عليه السلام قال: انكم قلتم لنا في الظهر والعصر علي ذراع وذراعين، ثم قلتم أبردوا بها في الصيف، فكيف الابراد بها؟

وفتح ألواحه ليكتب ما يقول، فلم يجبه أبو عبد الله عليه السلام بشئ، فأطيق ألواحه فقال: انما علينا أن نسألكم وأنتم أعلم بما عليكم.

وخرج ودخل أبو بصير علي أبي عبد الله عليه السلام فقال إن زرارة سألني عن شئ فلم أجبه وقد ضقت فاذهب أنت رسولي إليه، فقل صل الظهر في الصيف إذا كان ظلك مثلك والعصر إذا كان ضللك مثليك، وكان زرارة هكذا يصلي في الصيف، ولم أسمع أحدا من أصحابنا يفعل ذلك غيره وغير ابن بكير.

227 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمر، عن ابن أذينة، عن زرارة،

قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا وحمران، فقال له حمران:

(٣٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أبو بصير (1)، علي بن إسماعيل بن عيسي (1)، محمد بن إبراهيم الوراق (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن أبي عمير (1)، القاسم بن عروة (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (2)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، هشام بن سالم (1)، يحيي بن محمد (1)، محمد بن عيسي (3)، محمد بن يزيد (1)، عمرو بن سعيد (1)، الصّلاة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

ما تقول فيما يقول زرارة فقد خالفته فيه؟ قال: فما هو؟ يزعم أن مواقيت الصلاة مفوضة إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو الذي وضعها، قال: فما تقول أنت؟ قال: قلت أن جبريل عليه السلام أتاه في اليوم الأول بالوقت الأول وفي اليوم الثاني بالوقت الأخير ثم قال جبريل: يا محمد ما بينهما وقت.

فقال أبو عبد الله عليه السلام يا حمران ان زرارة يقول: انما جاء جبريل مشيرا علي محمد عليه السلام، صدق زرارة، فجعل الله ذلك إلي محمد عليه السلام فوضعه وأشار جبريل عليه.

228 - حدثنا محمد بن مسعود، قال حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي، قال:

حدثني العبيدي محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، قال:

سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر واما جعفر فان في قلبي عليه لعنة! فقلت له:

.____________________

قوله رحمه الله: فان في قلبي عليه لعنة (1) بفتح اللام للتأكيد واهمال العين مفتوحة أو مضمومة وتشديد النون، أي أن في قلبي عليه لعنة، أي أن في قلبي لعارضا واعتراض عليه، عن للنفس وعرض للقلب

وهجس في الصدر وخطر في الضمير معتنا معترضا.

أو أن في قلبي شدة وملاجة وهيجانا في المعانة والاعتنان أي المعارضة والاعتراض.

والعنن أي اللجاج والمحاجة والمؤاخذة عليه أو لعارضة وغايلة عليه فجأة لست أدري ما سببها، من قولهم: أعننت بعنة ما أدري ما هي، أي تعرضت لشئ ما أعرفه قال في مجمل اللغة: ولقيته عين عنة، أي فجاءة. والعنن شبه الحجاج.

وفي بعض النسخ اعجام الغين المضمومة اما علي الاستعارة من الغنة للمستور في حجاب القلب المكنون في كنان الضمير، أو بمعني الغلظة.

قال في المغرب: الغنه صوت من اللهاة والأنف مثل نون منك وعنك، لأنه لاحظ لا في اللسان، والخنة أسد منها، قال أبو زيد: الغن الذي يجري كلامه في

(1) وفي المطبوع من الرجال: لفتة

(٣٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: مواقيت الصلاة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، التصديق (1)

وما حمل زرارة علي هذا؟ قال: حمله علي هذا؟ قال: حمله علي هذا لان أبا عبد الله عليه السلام أخرج مخازيه.

229 - حدثني حمدويه، وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا العبيدي، عن هشام ابن إبراهيم الختلي وهو المشرقي، قال قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السلام كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس فذهب فيها مذهب زرارة، ومذهب زرارة هو الخطا؟

فقلت: لا، ولكنه بأبي أنت وأمي ما يقول زرارة في الاستطاعة، وقول زرارة فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك، وقال الآخرون بالجبر ونحن منه براء وليس من دين آبائك.

قال: فبأي شئ تقولون؟ قلت بقول أبي عبد الله عليه السلام وسأل عن قول الله عز وجل ____________________

لهاته، والأخن الساد الخياشم، والغنمة أيضا ما يغتري الغلام

عند بلوغه إذا غلظ صوته.

وقال في مجمل اللغة: وآداغن ملتف فتري الريح تجري ولها غنة ويقال: بل ذلك لكثرة ذبانه.

ثم إن السيد جمال الدين بن طاوس كأنه علي ما يستذاق من كلامه ويستشم من سياقه، قد صحف النون بالياء المثناة من تحت بعد العين المهملة، من العي - بالكسر وهو الجهل وخلاف البيان، والغين المعجمة - بالفتح - وهو الجهل و خلاف الرشد كما في مجمل اللغة وغيره.

وذلك لأنه قال في اختياره من كتاب الكشي في الجواب عن هذا الحديث والطعن فيه بهذه العبارة: وقد روي من طريق محمد بن عيسي عن يونس ان زرارة استقل علم الصادق عليه السلام.

وما أبعد هذا من الحق وهل يشك مخالف أو مؤالف في جلالة علم مولانا الصادق عليه السلام ولقد أكثر محمد بن عيسي من القول في زرارة حتي لو كان بمقام عدالة كادت الظنون تسرع إليه بالتهمة، فكيف وهو مقدوح فيه انتهي كلامه.

وقد أسمعناك من قبل أن محمد بن عيسي غير ساقط الدرجة عن مقام العدالة

(٣٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: أبو الحسن الخراساني (1)

ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا (1) ما استطاعته؟ قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام صحته وماله فنحن بقول أبي عبد الله عليه السلام نأخذ قال: صدق أبو عبد الله عليه السلام هذا هو الحق.

230 - حدثني طاهر بن عيسي الوراق، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب قال حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي، عن ابن أبي نجران عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم قلت: ما هو؟

قال: هو والله ما أحدث زرارة وأبو حنيفة وهذا الضرب قال: قلت: الزنا معه؟ قال: الزنا ذئب.

231 - حدثني محمد بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسي، عن حفص مؤذن علي بن يقطين يكني أبا محمد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم؟ قال: أعاذنا الله وإياك يا أبا بصير من ذلك الظلم ذلك ما ذهب فيه زرارة وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه.

232 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن حمزة، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بلغني أنك برئت من عمي يعني زرارة؟ قال، فقال: انا لم أبرأ من زرارة لكنهم يجيؤن ويذكرون ويروون عنه، فلو سكت عنه الزمونيه، فأقول من قال هذا فأنا إلي الله منه برئ.

233 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الوشاء عن ابن خداش، عن علي بن إسماعيل عن ربعي، عن الهيثم بن حفص العطار قال سمعت حمزة بن حمران، يقول حين قدم من اليمن: لقيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له بلغني أنك لعنت عمي زرارة قال: فرفع يديه حتي صك بها صدره، ثم قال: لا والله ما قلت ولكنكم تأتون عنه بأشياء فأقول من قال هذا فأنا منه برئ.

قال قلت فأحكي لك ما يقول؟ قال نعم قال قلت: ان الله عز وجل لم يكلف العباد

(١) سورة آل عمران: ٩٧

(٣٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (3)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، الهيثم بن حفص العطار (1)، جعفر بن أحمد بن أيوب (1)، محمد بن عيسي بن

عبيد (1)، صالح بن أبي حماد (1)، ابن أبي نجران (1)، علي بن إسماعيل (1)، ابن أبي حمزة (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (1)، طاهر بن عيسي (1)، علي بن يقطين (1)، حمزة بن حمران (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)، التصديق (1)، الزنا (2)، الظلم (1)، الحج (1)، السكوت (1)، سورة آل عمران (1)

الا ما يطيقون، وأنهم لن يعملوا الا أن يشاء الله ويريد ويقضي، قال: هو والله الحق.

ودخل علينا صاحب الزطي فقال له يا ميسر ألست علي هذا؟ قال: علي أي شئ أصلحك الله أو جعلت فداك؟ قال: فأعاد هذا القول عليه كما قلت له، ثم قال:

هذا والله ديني ودين آبائي.

234 - حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه، قال: حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله المعروف بماجيلويه، عن زياد بن أبي الحلال، قال: قلت لأبي عبد الله ____________________

قوله: حدثني أبو جعفر إلي قوله حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله المعروف بما جيلويه طريق هذا الحديث صحيح بلا امتراء اتفاقا.

ومن العجب كل العجب من السيد جمال الدين بن طاوس إذ قال: الذي يظهر أن الرواية غير متصلة، لان محمد بن أبي القاسم كان معاصرا لأبي جعفر محمد ابن بابويه، ويبعد أن يكون زياد بن أبي ي الحلال عاش من زمن الصادق حتي لقيه محمد بن أبي القاسم معاصر أبي جعفر بن بابويه.

وكيف خفي عليه أن المعاصر لأبي جعفر بن بابويه محمد بن علي ما جيلويه لا محمد بن أبي القاسم، وكثيرا ما في الفقيه وفي سائر كتبه يقول في الأسانيد: حدثني محمد بن علي ما جيلويه

عن عمه محمد بن أبي القاسم.

ويظهر من النجاشي أن محمد بن أبي القاسم جد محمد بن علي ما جيلويه المعاصر لأبي جعفر محمد بن بابويه، فإنه ذكر في كتابه ان محمد بن أبي القاسم الملقب ما جيلويه صهر أحمد بن أبي عبد الله علي ابنته وابنه محمد بن علي منها.

ثم قال أخبرنا اي علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين يعني به أبي جعفر بن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه قال: حدثنا أبي علي بن محمد عن أبيه محمد بن أبي القاسم (1) فتدبر.

(١) رجال النجاشي: ٢٧٣

(٣٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: زياد بن أبي الحلال (1)، محمد بن أبي القاسم (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

القول المنسوب إلي زرارة وأصحابه في الاستطاعة

عليه السلام ان زرارة روي عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه، وقد أحببت أن أعرضه عليك، فقال: هاته، قلت: فزعم أنه سألك عن قول الله عز وجل " ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " من ملك زادا وراحلة، فقال: كل من ملك زادا وراحلة، فهو مستطيع للحج وان لم يحج؟ فقلت نعم.

____________________

قوله: روي عنك في الاستطاعة شيئا.

القول المنسوب إلي زرارة وأصحابه، وقد قال مولانا الصادق عليه السلام أنه برئ منه، وأن ذلك ليس من دينه ودين آبائه صلوات الله عليهم، هو تفويض الفعل و اسناده إلي قدرة العبد وارادته علي الاستقلال بالذات من غير استناد إلي الله وارادته تعالي سلطانه أصلا الا بالعرض، وفريق جم من العامة يسمون أصحاب هذا القول بالقدرية.

ولعل من في إقليم العقل والبرهان يعلم أنه من الممتنع أن يتصحح للممكن الذاتي (1) تحقق بالفعل من

دون الاستناد إلي الواجب الحق بالذات.

وفي ازاء هذا القول قول الجبرية بالتحريك وأولئك هم القدرية علي التحقيق واياهم عني النبي صلي الله عليه وآله " القدرية مجوس هذا الأمة " كما قد أسلفنا بيانه، وهو اسناد أفعال العباد إلي الله سبحانه ابتداء ونفي مدخلية قدرة العبد وارادته في فعله مطلقا، وكان ذا العقل الصريح والذهن الصراح ليس يحتاج في ابطال ذلك إلي مؤنة تجشم.

والطريق الوسط الذي هو القول الفصل والدين الحق والكلمة السواء أنه لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين الامرين، فان المبادي المترتبة المنبعث عنها فعل العبد مبتدأة في جهة التصاعد من القدرة الحقة الوجوبية والإرادة الحقيقية الربوبية، ومنتهية في جهة التنازل إلي قدرة العبد وارادته المنبعث عنهما فعله، والجميع في نظام الوجود مستند إلي الذات الأحدية الحقة التي هي في حد نفسها عين العلم المحيط

(1) في " أآلهتنا ": الذاتية

(٣٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الحج (3)

فقال: ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت: كذب علي والله كذب علي والله لعن الله زرارة لعن الله زرارة، لعن الله زرارة انما قال لي من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج؟ قلت: وقد وجب عليه الحج، قال: فمستطيع هو؟ فقلت: لا حتي يؤذن له، قلت: فأخبر زرارة بذلك؟ قال: نعم. قال زياد: فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله عليه السلام وسكت عن لعنة، فقال: اما أنه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم، وصاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال.

____________________

التام، والقدرة الحقيقية الواجبة، والإرادة الحقة القدوسية.

فهذا دين مولانا الصادق وآبائه الصادقين صلوات الله عليهم أجمعين وهو دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده المؤمنين فليثبت.

قوله (ع): قلت: وجب عليه الحج مولانا الصادق عليه السلام حيث

فسر الاستطاعة للحج بالصحة البدنية والسعة المالية انما رام بها الاستطاعة المترتبة عليها وجوب الحج واستقرار التكيف به في ذمة المكلف.

فزرارة لم يفهم ذلك، فمن سوء فهمه حسب أنه عليه السلام أراد بها الاستطاعة المنبعث عنها فعل الحج وايقاعه.

ولم يعلم أن تلك الاستطاعة انما هي إرادة العبد المستندة إلي إرادة الله تعالي ومشيته، كما يقول القرآن الحكيم " وما تشاؤن الا أن يشاء الله " (1) فالعبد مختار غير مجبور في فعله.

ضرورة أن فعله منبعث عن ارادته واختياره، وإن كانت المبادي والأسباب المترتبة الموجبة لإرادته واختياره مستندة إلي إرادة الله تعالي واختياره، فلا يريد و لا يختار الا أن يؤذن له في قضاء الله سبحانه وقدره، والثواب والعقاب من لوازم

(١) سورة الانسان: ٣٠

(٣٦١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، أبو عبد الله (1)، الحج (2)، الكذب، التكذيب (2)، سورة الإنسان (الدهر) (1)

235 - قال أبو عمر ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي: وحدثني أبو الحسن محمد بن بحر الكرماني الدهني الترماشيري قال: وكان من الغلاة الحنقين قال: حدثني أبو العباس المحاربي الجزري، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال حدثنا فضالة بن أيوب، عن فضيل الرسان، قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام ان زرارة يدعي أنه أخذ عليك الاستطاعة؟ قال: لهم عقرا كيف أصنع بهم، وهذا المرادي بين يدي وقد أريته وهو أعمي بين السماء والأرض فشك وأضمر أني ساحر، فقلت:

.____________________

ماهيات الافعال ومترتبان علي استحقاق العبد لهما من جهة ارادته واختياره.

وبسط القول هنالك علي ذمة كتاب الايقاضات وعلي ذمة كتاب قبسان الحق المبين.

قوله رحمه الله: الدهني بضم الدال نسبة إلي بني دهن.

قال في القاموس: بنودهن بالضم حي منهم معاوية بن عمار الدهني (1).

قوله: من الغلاة الحنقيين

بفتح الحاء المهملة وكسر النون قبل القاف، أي المتعصبين المعاندين المتغبظين علي أهل الحق.

قال في الصحاح: الحنق الغبظ، والجمع حناق كجبل وجبال وقد حنق عليه بالكسر أي اغتاظ فهو حنق (2).

قوله (ع): لهم عقرا (3) يقال عقرا لفلان بفتح العين المهملة والتنوين وهو دعاء عليه بالقطع والهلاك والاستيصال.

(1) القاموس: 4 / 224 2) الصحاج: 4 / 1465 3) وفي المطبوع من الرجال: عفرا

(٣٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عمر بن عبد العزيز (1)، فضالة بن أيوب (1)، يعقوب بن يزيد (1)، محمد بن بحر (1)

اللهم لو لم تكن جهنم الا اسكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن، قيل: فحمران؟ قال حمران ليس منهم.

قال الكشي: محمد بن بحر هذا غال، وفضالة ليس من رجال يعقوب. وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه.

.____________________

قال في مجمل اللغة: وجدعا وعقرا لفلان، وللمرأة حلقي وعقري أي عقر الله جسدها وأصابها بداء في حلقها.

وفي أساس البلاغة: ويقال في الدعاء: جدعا له وعقرا وعقري حلقي وأن بني فلان عقروا مراعي القوم إذا قطعوها وأفسدوها (1).

وفي المغرب: ولا تعقرن شجرا مأي لا تقطعن وفي حديث صفيه عقري حلقي علي فعلي، وقيل: الألف للوقف، وفيه دعاء بقطع الرجل والحلق أو بحلق الرأس وعن أبي عبيد عقر جسدها وأصيبت بداء في حلقها.

قوله: الا أسكرجة في النهاية الأثيرية في الحديث " لا أكل في سكرجة " هي بضم السين والكاف والراء والتشديد - اناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الأدم، وهي فارسية معربة وأكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها (2).

وربما يقال: الاسكرجة اناء صغير لا يسع من الماء أكثر من خمسة مثاقيل.

قوله رحمه الله: مزاد فيه بضم الميم علي البناء للمجهول كما في مغير عن وجهه، فان الزوادة

بالواو كالزيادة بالياء سيان في المعني، فصح في البناء للمفعول المزاد فيه والمزيد فيه بمعني واحد.

(1) أساس البلاغة: 430 2) نهاية ابن الأثير: 2 / 384

(٣٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: أعين بن سنسن (1)، محمد بن بحر (1)، إبن الأثير (1)

236 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عمر بن أبان عن عبد الرحيم القصير، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ايت زرارة وبريدا فقل لهما ما هذه البدعة التي ابتدعتماها؟ اما علمتما أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة.

قلت له: اني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي فأتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام، فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر، فاما بريد فقال:

لا والله لا أرجع عنها أبدا.

237 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن الله زرارة.

238 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد ابن عيسي، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

ذكر عنده بنو أعين: فقال والله ما يريد بنو أعين الا ان يكونوا علي غلب.

239 - محمد بن مسعود، قال حدثني جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي، عن يونس، عن هارون بن خارجة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزو جل.

____________________

وذلك لان اليائي يتعدي ولا يتعدي يقال: زاد مال فلان زيادة، أي ازداد، أو زاد هو في علمه أو ماله أي ازداد

فيه، وزاده الله خيرا أو علما علي خلاف الامر في الواوي، فلا يقال: الا أزاده إياه زوادة.

والمزادة بالفتح والمزادة بالضم كلاهما في الأصل أسم المكان، الأول من الزيادة والثاني علي هيئة اسم المفعول من باب الافعال من الزوادة والجمع المزاود وصاحب القاموس نسب الجوهري هناك إلي الوهم وهو وهم (1).

(1) هذه الزيادة في " م " فقط بخط السيد الداماد (ره)

(٣٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إسماعيل بن عبد الخالق (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، عبد الرحيم القصير (1)، هارون بن خارجة (1)، أبو عبد الله (2)، جبرئيل بن أحمد (1)، عمر بن أبان (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (3)، مسمع كردين (1)، الغلّ (1)، الإبداع، البدعة (1)

" الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم " قال: هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة.

240 - وبهذا الاسناد: عن يونس، عن خطاب بن مسلمة، عن ليث المرادي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يموت زرارة الا تائها.

241 - وبهذا الاسناد: عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن عمران الزعفراني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير: يا أبا بصير وكني أثني عشر رجلا ما أحدث أحد في الاسلام ما أحدث زرارة من البدع، لعنه الله، هذا قول أبي عبد الله.

242 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن عمار ابن المبارك، قال: حدثني الحسن بن كليب الأسدي، عن أبيه كليب الصيداوي، أنهم كانوا جلوسا، ومعهم عذافر الصيرفي، وعدة من أصحابهم معهم أبو عبد الله عليه السلام قال، فابتدأ أبو عبد الله عليه السلام من غير ذكر لزرارة، فقال

لعن الله زرارة لعن الله زرارة لعن الله زرارة ثلاث مرات.

243 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن حريز قال: خرجت ____________________

قوله: عن خطاب بن مسلمة خطاب ابن مسلمة - بفتح الميم واسكان السين - الكوفي من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام ثقة، يروي كتابه عدة من أجلة أصحابنا منهم أبي عمير قاله النجاشي (1) وغيره.

قوله: عن عمران الزعفراني عمران بن إسحاق الزعفراني الكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام ذكره الشيخ في كتاب الرجال (2).

قوله: كني بفتح الكاف وتشديد النون من التكنية، أي خاطب اثني عشر رجلا بالكنية

(١) رجال النجاشي: ١١٨ 2) رجال الشيخ: 257

(٣٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (2)، إبراهيم المؤمن (1)، أبو عبد الله (2)، حمدويه بن نصير (1)، عمران الزعفراني (1)، كليب الأسدي (1)، خطاب بن مسلمة (1)، ابن المبارك (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الإبداع، البدعة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

إلي فارس، وخرج معنا محمد الحلبي إلي مكة، فاتفق قدومنا جميعا إلي حزين، فسألت الحلبي فقلت له أطرفنا بشئ، قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في الاستطاعة؟ فقال: ليس من ديني ولا دين آبائي.

فقلت: الان ثلج عن صدري، والله لا أعود لهم مريضا، ولا أشيع لهم جنازة ولا أعطيهم شيئا من زكاة مالي، قال: فاستوي أبو عبد الله عليه السلام جالسا وقال لي كيف قلت؟ فأعدت عليه الكلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي عليه السلام يقول أولئك قوم حرم الله وجوههم علي النار، فقلت: جعلت فداك فكيف قلت لي ليس من ديني ولا دين آبائي؟ قال: انما أعني بذلك قول زرارة

وأشباهه.

244 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني موسي بن جعفر بن وهب، عن علي بن القصير، عن بعض رجاله، قال: استأذن زرارة ____________________

أو كني اثني عشر رجلا بأبي بصير وناداهم بتلك الكنية.

قوله: فاتفق قدومنا جميعا إلي حزين (1) بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي كفعيل ماء بنجد.

وحزن بضم الحاء وفتح الزاي كصرد الجبال الغلاظ الواحد حزنة بالضم قاله في القاموس (2) وغيره.

قوله: عن علي بن القصير في أكثر نسخ هذا الكتاب علي بن القصير، وهواما ابن عبد الرحمن القصير أو ابن عبد الرحيم القصير.

والشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: علي القصير (3). باسقاط ابن وهذا أظهر.

(1) وفي المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: حين، والمصحح للمطبوع وقع هنا في تحير عجيب.

2) القاموس: 4 / 213 3) رجال الشيخ: 268

(٣٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، موسي بن جعفر بن وهب (1)، أبو عبد الله (2)، جبرئيل بن أحمد (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد الحلبي (1)، الكراهية، المكروه (1)، الفدية، الفداء (1)، الزكاة (1)، الشهادة (1)

ابن أعين وأبو الجارود علي أبي عبد الله عليه السلام قال: يا غلام أدخلهما فإنهما عجلا المحيا وعجلا الممات.

245 - حدثني محمد بن مسعود، قال جبرئيل بن أحمد، عن موسي بن جعفر، عن علي بن أشيم، قال حدثني رجل، عن عمار الساباطي، قال: نزلت منزلا في طريق مكة ليلة فإذا أنا برجل قائم يصلي صلاة ما رأيت أحد صلي مثلها ودعا بدعا ما رأيت أحدا دعا بمثله.

فلما أصبحت نظرت إليه فلم أعرفه، فبينا أنا عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا إذ دخل الرجل فلما نظر أبو عبد الله عليه

السلام إلي الرجل، قال: ما أقبح بالرجل ان يتمنه رجل من اخوانه علي حرمة من حرمته فيخونه فيها.

.____________________

قوله (عليه السلام): عجلا المحيا وعجلا الممات بكسر العين المهملة واسكان الجيم تثنية العجل عجل السامري، يعني عليه السلام ان الناس يتذللون ويختضعون لهما، ويعتدون بهما ويسيرون علي طريقهما، ويأخذون بقولهما في محياهما وفي مماتهما، كما بنو إسرائيل تعبدت وتذللت واختضعت للعجل فهما عجلا شيعتنا في المحيا والممات.

وكيف يسعك أن لا تأذن لهما بالدخول؟ أدخلهما، وهذا صريح في أنه عليه السلام كان مغتاظا عليهما في دين الله.

ولكن طريق هذا الخبر علي القصير عن بعض رجاله، وهو غير معلوم. وأيضا انما أنكر عليه السلام عليهما في خصوص مسألة القضاء والقدر بقولهما بالاستطاعة، كما قد تضمنه خبر الحلبي وغيره من الاخبار، فليعلم.

قوله (عليه السلام) أن (1) يتمنه بتشديد التاء المثناة من فوق بعد ياء المضارعة افتعالا من الأمانة بقلب الهمزة تاءا وادغام التاء في التاء كما في تتخذه مثلا.

(1) وفي المطبوع من الرجال: يأتمنه

(٣٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، عمار الساباطي (1)، أبو عبد الله (1)، أبو الجارود (1)، جبرئيل بن أحمد (1)، علي بن أشيم (1)، محمد بن مسعود (1)، الموت (1)، الصّلاة (1)

قال: فولي الرجل، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمار أتعرف هذا الرجل؟

قلت: لا والله الا أني نزلت ذات ليلة في بعض المنازل، فرأيته يصلي صلاة ما رأيت أحدا صلي مثلها، ودعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله، فقال لي هذا زرارة بن أعين، هذا والله من الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه فقال: وقد منا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا.

246 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن

ابن أبي عمير عن ابن أذينة، عن عبد الله الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وسأله انسان قال:

اني كنت أنيل التيمية من زكاة مالي حتي سمعتك تقول فيهم، أفأعطيهم أم أكف؟

قال: لابل أعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر علي النار.

247 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن حمران، عن الوليد بن صبيح، قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فاسقبلني زرارة خارجا من عنده، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام يا وليد أما تعجب من زرارة يسألني عن اعمال هؤلاء، أي شئ كان يريد؟ أيريد أن أقول له لا، فيروي ذلك عني؟ ثم قال: يا وليد متي كانت الشيعة تسأل عن أعمالهم، انما كانت الشيعة ____________________

قوله: أنيل التيمية في أكثر النسخ " التيمية " وهم بني ضبة نسبة إلي تيم بن ضبه، لامن بني تيم بن مرة رهط أبي بكر فليعلم.

قوله: حدثني حمدويه قال حدثني محمد بن عيسي الطريق صحيح علي ما هو الأصح في محمد بن عيسي العبيدي.

قوله (عليه السلام): يا وليد متي كانت الشيعة تسأل يعني عليه السلام أن الشيعة قاطبة يعلمون بتة أن الإمامة والخلافة منصب العترة الطاهرة وحق الذرية الطيبة عليهما السلام، وأن بني أمية وبني العباس وعمالهم المقلدين لا عمالهم كالولاة والقضاة من قبلهم، ظلمة وجورة غصبة لمسند من له الحكم و

(٣٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله الحلبي (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (2)، أبو عبد الله (2)، هشام بن سالم (1)، وليد بن صبيح (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن حمران (1)، الصّلاة (1)، الزكاة (1)

تقول: من أكل من طعامهم

وشرب من شرابهم، واستظل بظلهم، متي كانت الشيعة تسأل عن مثل هذا.

248 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني الحسن بن علي علي الوشاء، عن أبي خداش، عن علي بن إسماعيل عن أبي خالد.

وحدثني محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن ابن الريان عن الحسن بن راشد، عن علي بن إسماعيل عن أبي خالد، عن زرارة قال: قال لي زيد بن علي عليه السلام وأنا عند أبي عبد الله عليه السلام ما تقول يا فتي في رجل من آل محمد استنصرك؟ فقلت إن كان مفروض الطاعة نصرته، وإن كان غير مفروض الطاعة فلي أن أفعل ولي أن لا أفعل، فلما خرج قال أبو عبد الله عليه السلام: أخذته والله من بين يديه ومن خلفه وما تركت له مخرجا.

249 - وروي عن زرارة بن أعين: قال جئت إلي حلقة بالمدينة فيها عبد الله ابن محمد وربيعة الرأي، فقال عبد الله: يا زرارة سل ربيعة عن شئ مما اختلفتم؟

فقلت: ان الكلام يورث الضغائن، فقال لي ربيعة الرأي: سل يا زرارة.

____________________

الولاية بالحق، فاحاد الشيعة لا يسألون عن ذلك أحدا، لكونه من المعلوم المستبين عندهم، فضلا عن زرارة ونظائره.

انما الذي يتجه السؤل عنه عند الشيعة هو قبول جوائز هؤلاء الظلمة الجورة وعطاياهم والاكل من طعامهم والشراب من شرابهم والاستظلال بظلهم.

فسؤال زرارة إياي عن عمالهم وأعمالهم تفوح منه رائحة أنه يريد أن يسمعني أقول في الجواب أنهم ظلمة جورة غصبة لمنصب الولاية ومسند الحكم، فيروي ذلك عني فيبلغهم أني أقول منهم كذا وكذا فليعرف.

قوله: ربيعة الرأي أبو عبد الرحمن ربيعة بن

عبد الرحمن المدني الفقيه، يقال له ربيعة الرأي.

(٣٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، علي بن إسماعيل (2)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، ربيعة الرأي (2)، ابن الريان (1)، الحسن بن راشد (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، الأكل (1)

قال قلت: بم كان رسول الله صلي الله عليه وآله يضرب في الخمر؟ قال بالجريد والنعل، فقلت لو أن رجلا أخذ اليوم شارب خمر وقدم إلي الحاكم ما كان عليه؟ قال: يضربه بالسوط لان عمر ضرب بالسوط، قال: فقال عبد الله بن محمد: يا سبحان الله يضرب رسول الله صلي الله عليه وآله بالجريد ويضرب عمر بالسوط، فيترك ما فعل رسول ل الله صلي الله عليه وآله ويأخذ ما فعل عمر.

250 - حدثني حمدويه قال: حدثني أيوب، عن حنان بن سدير قال: كتب معي رجل أن أسأل أبا عبد الله عليه السلام عما قالت اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا: هو مما شاء أن يقولوا؟ قال: قال لي ان ذا من مسائل آل أعين ليس من ديني ولا دين آبائي، قال، قلت ما معي مسألة غير هذه.

____________________

قال الذهبي في ميزان الاعتدال وقد احتج به أصحاب الكتب كلها وقد قال سور بن عبد الله القاضي: ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي قيل له ولا الحسن ولا ابن سيرين وقال: ولا الحسن ولا ابن سيرين.

وأما ربيعة بن محمد أبو قضاعة الطائي فقد قال في ميزان الاعتدال: انه الذي روي عن ذي النون، عن ملك بن غسان، عن ثابت، عن

أنس انقض كوكب وقال رسول الله صلي الله عليه وآله: انظروا فمن انقض في داره فهو الخليفة بعدي، فنظرنا فإذا هو في منزل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال جماعة، قد غوي محمد في حب علي فنزلت " والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي " (1).

وربيعة بن ناجذ في ميزان الاعتدال: أنه روي علي أخي ووارثي، ورواه عنه أبو صادق.

قوله: مما شاء أن يقولوا في حيز الانكار يعني ما قالت اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا كيف يسوغ أن يكون مما شاء الله أن يقولوا، ولو لم يكن القول بالاستطاعة هو

(١) وقد رواه المغازلي في المناقب: ٣١٠ والبحار: ٣٥ / ٢٨٣ والعمدة: ٣٨ والطرائف: 22.

(٣٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن محمد (1)، حنان بن سدير (1)، الضرب (2)

251 - حدثني محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن رشيد، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه أحمد بن علي، عن أبيه علي بن يقطين، قال، لما كانت وفاة أبي عبد الله عليه السلام قال الناس بعبد الله بن جعفر.

واختلفوا: فقائل قال له، وقائل قال بأبي الحسن عليه السلام فدعا زرارة ابنه عبيدا فقال: يا بني الناس مختلفون في هذا الامر: فمن قائل بعبد الله فإنما ذهب إلي الخبر الذي جاء ان الإمامة في الكبير من ولد الامام، فشد راحلتك وامض إلي المدينة حتي تأتيني بصحة الامر، فشد راحلته ومضي إلي المدينة.

واعتل زرارة فلما حضرته الوفاة سأل عن عبيد، فقيل إنه لم يقدم، فدعا بالمصحف فقال: اللهم إني مصدق بما جاء نبيك

محمد فيما أنزلته عليه وبينته لنا علي لسانه، وأني مصدق بما أنزلته عليه في هذا الجامع، وان عقيدتي وديني الذي يأتيني به عبيد ابني وما بينته في كتابك، فان أمتني قبل هذا فهذه شهادتي علي نفسي واقراري بما يأتي به عبيد ابني وأنت الشهيد علي بذلك.

فمات زرارة، وقدم عبيد، فقصدناه لنسلم عليه، فسألوه عن الامر الذي قصده فأخبرهم ان أبا الحسن عليه السلام صاحبهم.

252 - حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد قال: حدثني علي ____________________

الحق للزم ذلك، فقال مولانا الصادق عليه السلام ان ذا من مسائل آل أعين من ديني ودين آبائي.

والتحقيق أنه يلزم من ابطال القول بالاستطاعة دخول ذلك وأمثاله من الشرور في قضاء الله سبحان بالعرض، وأن متعلق إرادة الله تعالي ومشيته بأمثال ذلك بالعرض من حيث هي لوازم الخيرات الكثيرة في نظام الوجود لا بالذات من جهة ما هي شرور.

وتمام القول هنالك في كتاب القبسات وفي كتاب الايقاضات فليتعرف.

(٣٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، علي بن يقطين (1)، عثمان بن رشيد (1)، أحمد بن علي (1)، الشهادة (1)، الوفاة (1)

ابن حديد، عن جميل بن دراج، قال ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين، انا كنا نختلف إليه فما نكون حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضي أبو عبد الله عليه السلام وجلس عبد الله مجلسه: بعث زرارة عبيدا ابنه زائرا عنه ليعرف الخبر ويأتيه بصحته، ومرض زرارة مرضا شديدا قبل ان يوافيه عبيد.

فلما

حضرته الوفاة دعا بالمصحف فوضعه علي صدره ثم قبله، قال جميل:

فحكي جماعة ممن حضره أنه قال: اللهم إني ألقاك يوم القيامة وامامي من ثبت في هذا المصحف إمامته، اللهم إني أحل حلاله وأحرم حرامه وأومن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، علي ذلك أحيي وعليه أموت إن شاء الله.

253 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي ابن موسي بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن أبي يحيي الضرير، عن درست ابن أبي منصور الواسطي، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إن زرارة شك في إمامتي فاستوهبته من ربي تعالي.

254 - حدثني بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أبيه قال: بعث زرارة عبيدا ابنه يسئل عن خبر أبي الحسن عليه السلام فجائه الموت قبل رجوع عبيد إليه فأخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه.

وقال: ان الامام بعد جعفر بن محمد من اسمه بين الدفتين في جملة القرآن منصوص عليه من الذين أوجب الله طاعتهم علي خلقه، أنا مؤمن به قال: فأخبر بذلك أبو السحن الأول عليه السلام فقال: والله كان زرارة مهاجرا إلي الله تعالي.

255 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد عن محمد ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج وغيره، قال: وجه زرارة عبيدا ابنه إلي المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن عليه السلام وعبد الله بن أبي عبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد.

(٣٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (3)، يوم القيامة (1)، عبد الله بن أبي

عبد الله (1)، محمد بن عبد الله المسمعي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (1)، محمد بن عبد الله (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، أحمد بن هلال (1)، علي بن أسباط (1)، الحسن بن علي (1)، جميل بن دراج (2)، موسي بن جعفر (1)، أحمد بن محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، القرآن الكريم (1)

قال محمد بن أبي عمير، حدثني محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلي المدينة، فقال أبو الحسن: اني لأرجو ا أن يكون زرارة ممن قال الله تعالي " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره علي الله ".

256 - حدثني محمد بن مسعود، قال: أخبرنا جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن نصير بن شعيب عن عمة زرارة، قالت: لما وقع زرارة واشتد به: قال: ناوليني المصحف فناولته وفتحته فوضعه علي صدره، وأخذه مني ثم قال: يا عمة أشهدي أن ليس لي امام غير هذا الكتاب.

257 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال:

حدثني العبيدي عن يونس، عن ابن مسكان، قال تدارأنا عند زرارة في شئ من أمور الحلال والحرام، فقال قولا برأيه، فقلت أبرأيك هذا أم براية؟ فقال: اني اعرف، أوليس رب رأي خير من أثر.

____________________

قوله: حدثني محمد بن مسعود قال حدثني جبريل بن أحمد هذا الحديث صحيح السند علي التحقيق.

قوله: تدارأنا عند زرارة تدارأنا بالهمزة تفاعلا من الدراء، وهو الدفع أي

تناظرنا وتدافعنا فدفع كل منا كلام الاخر، أو تدارينا بالياء من الدراية بمعني العلم والمعرفة.

وفي نسخة " تذاكرنا " من الذكر والمذكرة والأصح الأول.

قوله: اني أعرف.

أعرف علي صيغة أفعل التفضيل، أي أني أعلم بما قلت ما علي ولا عليك من ذلك من شئ، سواء علي أكان برأي أم برواية. وقوله " أوليس رب رأي من أثر " حق لا معدي عنه، وذلك لأنه ربما كان

(٣٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم المؤمن (1)، محمد بن أبي عمير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن حكيم (1)، محمد بن مسعود (2)، الموت (1)

258 - حدثني أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال قال لي زرارة بن أعين: لا تري علي أعوادها غير جعفر، قال: فلما توفي أبو عبد الله عليه السلام أتيته فقلت له أتذكر الحديث الذي حدثتني به؟ وذكرته له، وكنت أخاف ان يجحدنيه، فقال: اني والله ما كنت قلت ذلك الا برأيي.

259 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن الوشاء، عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن جوائز العمال؟ فقال:

لا بأس به، قال ثم قال: انما أراد زرارة أن يبلغ هشاما اني أحرم أعمال السلطان.

____________________

رأي نتيجة برهان عقلي يقيني والأثر ظني، فاليقين خير من الظن.

وربما كان اثر بصريح منطوقه مدافعا للأصول العقلية والقوانين اليقينية، وإن كان سليم الاسناد صحيح الطريق فيجب تأويله، وان لم يكن محتملا للتأويل وجب طرحه فليعلم.

قوله لا يري علي أعوادها غير جعفر لا يري اما بضم ياء المضارعة علي البناء للمجهول، أو بفتح التاء للخطاب علي صيغة المعلوم، أو بالنون

للمتكلم مع الغير. " علي أعوادها " جمع عود أي علي عيدان سرير الإمامة والولاية ومنبر الوصاية والخلافة غير جعفر عليه السلام.

يعني أنه عليه السلام هو المهدي القائم الموعود لخاتم الأئمة، فلما توفي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أتيت زرارة فقلت له: أتذكر الحديث الذي حدثني به أبي أنه لا يري علي أعواد سرير الإمامة والوصاية غير جعفر بن محمد عليهما السلام وذكرت الحديث له وكنت أخاف ان يجحد نيه فلم يجحده ولا أسنده إلي الرواية عن أحد.

بل قال: اني والله ما كنت قلت ذلك الا برأي مني، لا برواية عن جعفر بن محمد ولا عن أحد غيره، فتبين اني كنت مخطئا في رأي، وهذا يدل علي جلالة قدر زرارة في الثقة والديانة جدا.

(٣٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، ابن أبي عمير (1)، أبو عبد الله (1)، حمدويه بن نصير (1)، هشام بن سالم (2)، محمد بن عيسي (1)، خلف بن حماد (1)

260 - محمد بن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال:

حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، قال: حدثني زرارة قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام حدث عن بني إسرائيل ولا حرج قال: قلت جعلت فداك والله ان في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال: وأي شي هويا زرارة؟ قال:

فاختلس من قلبي فمكثت ساعة لا أذكر ما أريد قال لعلك تريد الهفتية قلت نعم قال فصدق بها فإنها حق.

____________________

قوله: الهفتية (1) بالهاء المفتوحة ثم الفاء ثم التاء المثناة من فوق ثم ياء النسبة المشددة أي ملمة تتهافت منها القلوب فتتساقط العقائد ويهتاج منها تهاوش الوساوس في الصدور

وتثاور الشكوك في الاعتقادات.

وفي بعض النسخ " الهفية " بكسر الفاء واسكان الياء المثناة من تحت قبل التاء المثناة من فوق علي الفعيلة بمعني الفاعلة.

قال في مجمل اللغة: التهافت تساقط الشئ شيئا شيئا، وتهافت الفراش في النار تساقط، وكل شئ انخفض واتضع فقد هفت وانهفت، ووردت هفيتة من الناس أقحمتها السنة اي ساقطة.

وفي الصحاح: هفت الشئ هفتا وهفاتا، اي تطاير لخفته، وكل شئ انخفض واتضع فقد هفت وانهفت، والتهافة التساقط التساقط قطعة قطعة ويقال، وردت هفيته من الناس للذين أقحمتهم السنة (2).

وفي القاموس: المفهوت المتحير (3).

والهفتية أو الهفتية في هذا الحديث هي غيبة القائم المنتظر عليه السلام غيبة طويلة

(١) وفي المطبوع من الرجال: الغيبة ٢) الصحاح: ١ / 270 3) القاموس: 1 / 160

(٣٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)، محمد بن حمران (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

261 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد: قال حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن ابن مسكان، قال سمعت زرارة يقول: اني كنت أري جعفر اعلم مما هو، وذاك أنه يزعم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن رجل من أصحابنا مختفي من غرامه، فقال أصلحك الله ان رجلا من أصحابنا كان مختفيا من غرامه فإن كان هذا الامر قريبا صبر حتي يخرج مع القائم، وإن كان فيه تأخير صالح غرامه؟

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يكون فقال زرارة، يكون إلي سنة؟ فقال أبا عبد الله عليه السلام:

يكون انشاء الله، فقال زرارة: فيكون إلي سنتين؟ فقال أبو عبد الله: يكون انشاء الله، ____________________

وحيرة

تتوحر منها الصدور في الاستيقان وتنزلق منها الاقدام عن الاستقامة، وتتحير في تماديها الأحلام والبصائر، كما قد ورد في اخبار كثيرة جمة أوردن طائفة منها في كتاب شرعة التسمية.

قوله: فقال زرارة تكون إلي سنتين قلت: غفر الله لزرارة وثقف بصيرته وانعم باله ما أسوء فهمه الاسرار وأسخف تدربه في معرفة الأساليب، أليس حيث سأله عليه السلام عن خروج القائم قال عليه السلام في الجواب، يكون: ولم يقرنه بالاستثناء ايذانا بأن ذلك أمر كائن واقع بتة، لا يعتريه ريب ولا يتطرق إليه امتراء أصلا.

ثم إذ سأل عن التأجيل إلي سنة أجاب عليه السلام بقوله يكون انشاء الله، يعني ان الامر في ذلك إلي علم الله تعالي ومشيته.

ثم ازداد في الاجل وقال: إلي سنتين، أعاد عليه الجواب بقوله يكون إن شاء الله تنبيها علي أن ذلك أمر موكول إلي علم الله ومفوض إلي مشيته.

وهو سر من اسرار الله لا يعلم وقته الا الله سبحانه، فكل من وقت وجعل لذلك أمدا مضروبا ووقتا معلوما وأجلا معينا، فقد أخطأ وكذب علي الله وعلي الرسول والأئمة عليه وعليهم السلام.

وقد ورد في أحاديثهم عليه السلام " كذب الوقاتون ".

ولست اشعر كيف لم يوطن نفسه إلي أن يكون إلي سنة، ثم تجشم توطين النفس

(٣٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (2)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الصبر (1)

فخرج زرارة فوطن نفسه علي أن يكون إلي سنتين فلم يكون فقال ما كنت أري جعفر الا أعلم مما هو.

262 - محمد بن مسعود، قال: كتب إلينا الفضل، يذكر عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسي بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام و يعقوب الأحمر، قالوا: كنا جلوسا عند أبي

عبد الله عليه السلام فدخل عليه زرارة فقال إن الحكم بن عيينة حدث عن أبيك أنه قال صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام انا تأملته ما قال أبي هذا قط كذب الحكم علي أبي، قال: فخرج زرارة وهو يقول: ما أري الحكم كذب علي أبيه.

____________________

علي سنتين مع أنه عليه السلام لم يزد في الجواب أولا وأخيرا علي قوله يكون انشاء الله شيئا وليعرف.

قوله: ما كنت أري جعفرا علي صيغة المجهول بمعني أظن، وفي الحديث عن النبي صلي الله عليه وآله: البر ترون بهن.

علي البناء للمجهول، أي تظنون بهن البر والخير.

قول: الا أعلم مما هو أي مما هو عليه في العلم، وقد استبان لك ان هذا الكلام من زرارة انما نشأ من سوء فهمه لكلام الإمام عليه السلام.

قوله (ع): أنا تأملته سيرد هذا الحديث في ترجمته حكم بن عيينة، وفيه بأيمان ثلاثة، وهو الصحيح، يعني قال أبو عبد الله عليه السلام: والله والله والله ما قال أبي هذا قط.

فاما في هذا الموضع ففي أكثر النسخ " انا تأملته " من تأملت الشئ إذا نظرت إليه مستبينا له ثم إن هناك ختم الحديث علي قوله عليه السلام كذب الحكم علي أبي، ولم يذكر

(٣٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عبد الحميد (1)، عيسي بن أبي منصور (1)، الحكم بن عيينة (1)، ابن أبي عمير (1)، يعقوب الأحمر (1)، محمد بن مسعود (1)، الكذب، التكذيب (2)، الصّلاة (1)

236 - محمد بن يزداد، قال: حدثني محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان قوم يعارون الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم يوم القيامة المعارون، أما أن زرارة بن أعين

منهم.

264 - حمدان بن أحمد: قال حدثنا: معاوية بن حكيم، عن أبي داود ____________________

ما بعد ذلك، وهو قال وخرج زرارة وهو يقول: ما أري الحكم كذب علي أبيه.

لكن الاسناد هناك إلي إبراهيم بن عبد الحميد حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا الحسن بن موسي الخشاب الكوفي عن جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد، فالرواية ليست بمضطربة المتن، بل روايتان باسنادين مختلفين.

ولعل مرام زرارة ما أظن الحكم كذب علي أبيه عليه السلام، بل انما التبس علي الحكم ما قاله أبو جعفر عليه السلام وانما دعا زرارة إلي هذا القول إن الحكم بن عيينة كان أستاذ زرارة من قبل انقطاعه إلي أبي جعفر عليه السلام. فأحب أن يذب عنه بقوله هذا.

والسيد جمال الدين بن طاوس في الجواب من هذه الرواية ما زاد علي قوله:

إبراهيم بن عبد الحميد واقفي ضال لا يثبت بروايته القدح في مثل زرارة شيئا.

قلت: إبراهيم بن عبد الحميد الذي هو من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام ثقة له أصل، يروي عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيي، قاله الشيخ في كتاب الرجال (1) وغيره، ولو كان ضعيفا كان ضعفه في هذا الحديث منجبرا برواية ابن أبي عمير إياه عنه، فكيف وهو ثقة بشهادة المشيخة الثقاة، فالمصير في الجواب عنه إلي ما قلناه فليتبصر قوله: حمدان بن أحمد اسمه محمد ويقال له حمدان وهو ابن خاقان النهدي القلانسي، وسيجئ في الكتاب توثيقه.

(1) الرجال للشيخ: 146

(٣٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، زرارة بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن يزداد (1)، محمد بن علي (1)

المسترق قال: كنت قائد أبي بصير في بعض جنائز أصحابنا، فقلت له هو ذا زرارة

في الجنازة قال لي: اذهب بي إليه، قال، فذهبت به إليه، قال، فقال له السلام عليك أبا الحسين فرد عليه زرارة السلام، وقال له: لو علمت أن هذا من رأيك لبدأتك به، قال، فقال له أبو بصير: بهذا أمرت.

265 - يوسف: قال: حدثني علي بن أحمد بن بقاح، عن عمه عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد؟ فقال: اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات فلما خرجت قلت إن لقيته لأسألنه غدا فسألته من الغد عن التشهد، فقال كمثل ذلك قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات، قلت: ألقاه بعد يوم لأسألنه غدا فسألته عن التشهد: فقال كمثله، قلت التحيات والصلوات؟ قال التحيات والصلوات فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت لا يفلح ابدا.

____________________

قوله: ان هذا من رأيك اسم الإشارة والضمير المتصل المجرور للمجئ والتسليم، يعني لو كنت أعلم أن المجئ إلي والتسليم علي من رأيك ومن عند نفسك لبدأتك بالتسليم، ولكني ظننت أنك في ذلك مأمور من قبل مولاك عليه السلام، فقال له أبو بصير: نعم الامر كما ظننت فأني قد أمرت بهذا.

قوله: يوسف ابن السخت وهو ضعيف.

قوله التحيات والصلوات ظن زرارة أن تقريره عليه السلام إياه علي التحيات من باب التقية، مخافة أن يروي عنه زرارة أنه ينكر التحيات في التشهد، فقال: لئن لقيته غدا لا سألنه لعله يفتيني بالحق من غير تقية.

فلما سأله من الغد وأجابه بمثل ما قد كان أجابه وقرره أيضا علي التحيات

(٣٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (2)، علي بن أحمد (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الجنازة (1)، الشهادة (3)

266 - علي بن محمد بن قتيبة،

قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد ابن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال: مررت في الروضة بالمدينة فإذا انسان قد جذبني، فالتفت فإذا انا بزرارة، فقال لي: استأذن لي علي صاحبك؟ قال: فخرجت من المسجد فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته الخبر فضرب بيده علي لحيته، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تأذن له لا تأذن له، لا تأذن له فان زرارة يريدني علي القدر علي كبر السن، وليس من ديني ولا دين آبائي.

267 - محمد بن أحمد: عن محمد بن عيسي عن علي بن الحكم، عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: متي عهدك بزرارة؟ قال، قلت ____________________

كما قد كان قرره، حمل زرارة ذلك أيضا علي التقية وقال سألقاه بعد اليوم فلا سألنه عن ذلك مرة أخري، فلعله يترك التقية ويجيبني علي دين الإمامية، فلما سأله من الغد ثالثا وأجابه عليه السلام وقرره علي قوله والتحيات بمثل ما قد أجابه وقرره بالأمس والأمس، علم أنه ليس يترك التقية مخافة منه.

وقال: فلما خرجت ضرطت في لحيته فقلت: لا يفلح أبدا. والضمير عائد إلي من يعمل بذلك ويعتقد صحته، أي في لحية من يعتقد لزوم التحيات في التشهد، كما عند المخالفين من العامة، ويعمل بذلك ويحتسبه من دين الإمامية، لا يفلح من يأتي بذلك علي اعتقاد أنه من الدين أبدا.

قوله: عليه السلام يريدني علي القدر اطلاق القدر في هذا الحديث علي التفويض والاستطاعة، والقدرية علي المفوضة القائلين وبالاستطاعة، بناءا علي ما قد كان شاع في زمن مولانا الصادق عليه السلام من اصطلاح العامة علي ذلك.

واما علي التحقيق فالقدرية هم الجبرية

الذاهبون إلي القدر، أعني أسناد أفعال العباد إلي قضائه وقدره من غير علية ومدخلية لقدرة العبد وارادته في فعله أصلا، كما قد أدريناك فيما قد سبق غير مرة واحدة.

(٣٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عبد الحميد (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، أبو عبد الله (1)، وليد بن صبيح (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن أحمد (2)، السجود (1)

فيصل القول في زرارة

ما رأيته منذ أيام، قال: لا تبال وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد جنازته قال، قلت زرارة؟ متعجبا مما قال، قال: نعم زرارة، زرارة شر من اليهود والنصاري ومن قال إن مع الله ثالث ثلاثة.

268 - علي، قال: حدثني يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور، عن فضالة بن أيوب، عن ميسر، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت جارية في جانب الدار علي عنقها قمقم قد نكسته، قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما ذنبي ان الله قد نكس قلب زرارة كما نكست هذا الجارية هذا القمقم.

269 - محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن عثمان بن عيسي عن حريز، عن محمد الحلبي، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف قلت لي ليس من ديني ولا دين آبائي؟ قال: انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه.

____________________

قوله عليه السلام: انما أعني بذلك فيصل القول في زرارة أن الاخبار في مدحه وذمه متعارضه، لكنها جميعا مطابقة علي أنه ثقة صحيح الحديث متدين متورع في رواية الحديث، مستقيم علي دين الإمامية إلي حين مماته.

وانما الذم في حقه من جهة خطأه في مسألة القضاء والقدر، وقوله بالتفويض والاستطاعة، لشبهة عويصة عوصاء تصعب الفصية عنها، ومن جهة أساءته في

الأدب بالنسبة إلي الصادق عليه السلام اتكالا علي ارتفاع منزلته عنده وشدة اختصاصه به.

ثم عمدة التعويل في صحة حديث زرارة عند الأصحاب، انعقاد الاجماع علي تصحيح ما يصح عنه والاقرار له بالفقه في آخرين، كما نقله أبو عمرو الكشي وغيره وسيرد عليك في أصل الكتاب فلا تكونن من الممترين.

(٣٨١)

صفحهمفاتيح البحث: فضالة بن أيوب (1)، أبو عبد الله (1)، يوسف بن السخت (1)، عثمان بن عيسي (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن نصير (1)، محمد الحلبي (1)، الموت (1)، الشهادة (1)، المرض (1)

في اخوة زرارة حمران وبكير وعبد الملك وعبد الرحمن بني أعين.

270 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، وحدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا: محمد بن عيسي ابن عبيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، قال: حدثني المشايخ: ان حمران وزرارة وعبد الملك وبكيرا و عبد الرحمن بني أعين كان مستقيمين، ومات منهم أربعة في زمان أبي عبد الله عليه السلام وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، وبقي زرارة إلي عهد أبي الحسن فلقي ما لقي.

____________________

في اخوة زرارة حمران في ميزان الاعتدال في ترجمة حمران: حمران بن أعين الكوفي، روي عن أبي الطفيل وغيره، وقرأ عليه حمزة، كان يتقن القرآن. قال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو داود: رافضي.

وفي ترجمة زرارة بن أعين الكوفي أخو حمران: يترفض عن ابن السماك قال: حجبت فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية وقال: ان لي لك حاجة وعظمها فقلت:

ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد فاقرأه مني السلام وسله أن يخبرني أنا من أهل النار أم من أهل الجنة؟ فأنكرت ذلك عليه فقال

لي: انه يعلم ذلك ولم يزل بي حتي أجبته.

فلما لقيت جعفر بن محمد أخذته بالذي كان منه فقال: هو من أهل النار، فوقع في نفسي مما قال جعفر فقلت: من أين علمت ذاك؟ فقال: من ادعي علي هذا فهو من أهل النار.

فلما رجعت لقيني زرارة فأخبرته بأنه قال لي انه من أهل النار، فقال: كل لك من جراب النورة قلت: وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية. ولم يذكر ابن أبي

(٣٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الحسن بن علي بن يقطين (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن نصير (1)

271 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن ابن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله، قال، قال ربيعة الرأي لأبي عبد الله عليه السلام: ما هؤلاء الاخوة الذين يأتونك من العراق ولم أر في أصحابك خيرا منهم ولا أهيأ؟ قال: أولئك أصحاب أبي، يعني ولد أعين.

محمد بن مسلم الطائفي الثقفي 272 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضال، يقول: كان محمد بن مسلم الثقفي كوفيا وكان أعور طحانا.

273 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال حدثنا: أحمد بن محمد بن عيسي، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن العلاء بن رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام انه ليس كل ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم، ويجئ الرجال من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما يسألني

عنه، قال: فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي، فأنه قد سمع من أبي و كان عنده وجيها.

____________________

حاتم في ترجمته سوي ان قال: روي عن أبي جعفر يعني الباقر انتهي كلام الذهبي في ميزان الاعتدال.

محمد بن مسلم الطائفي الثقفي ذكر أبو عبد الله الذهبي في مختصره: محمد بن مسلم الطائفي، عن عمر بن دينار وابن أبي يحيي، وعنه ابن مهدي ويحيي بن أبي يحيي، فيه لين وقد وثق له في " م " حديث واحد توفي 177.

قوله: قال شهد أبو كريب الأزدي قال ابن الأثير في جامع الأصول في حرف الكاف: اسم أبي كريب بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء تحتها نقطتان وبالياء الموحدة، محمد بن العلاء الهمداني بسكون الميم وبالدال المهملة.

(٣٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، عبد الله بن أبي يعفور (1)، عبد الله بن محمد الحجال (1)، عبد الله بن أبي خلف (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسلم الطائفي (1)، محمد بن مسلم الثقفي (2)، حمدويه بن نصير (1)، العلاء بن رزين (1)، ربيعة الرأي (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، ثعلبة بن ميمون (1)، علي بن الحسن (1)، علي بن فضال (2)، محمد بن مسعود (1)، المنع (1)

274 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن الحسن ابن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: شهد أبو كريبة الأزدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض، فنظر في وجوههما مليا، ثم ____________________

وقال في حرف الميم: محمد بن العلاء هو أبو كريب الهمداني الكوفي، سمع أبا بكر بن عياش وعمر بن عبيد، روي عنه البخاري ومسلم وغيرهما، مات

سنة ثمان وأربعين ومأتين.

" كريب " بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء تحتها نقطتان وبالباء الموحدة.

قلت: أبو كريب الهمداني الذي ذكره في جامع الأصول كأنه غير أبي كريبة الأزدي المذكور في الكتاب، وربما يزعم أنهما واحد.

وفي القاموس: أبو كريب كزبير محمد بن العلاء بن كريب شيخ للبخاري (1) والذهبي في مختصره وصفه بالأزدي وحكم عليه بالجهالة، ولعل ذلك من جهة تشيعه.

قوله: عند شريك قال في ميزان الاعتدال: شريك بن عبد الله النخعي أبو عبد الله الكوفي القاضي الحافظ الصادق أحد الأئمة، وروي عن ابن معين أنه صدوق ثقة، الا أنه يغلط ولا يتقن. وعن القطان أن في أصول شريك تخليطا.

وأنه قيل ليحيي بن سعيد: زعموا أن شريكا خلط باخرة فقال: ما زال مخلطا، ثم يطعن فيه بأنه كان يتشيع. قال: وروي أبو داود الرهاوي أنه سمع شريكا يروي ويقول: (علي خير البشر فمن أبي فقد كفر (2) وروي شريك (لكل نبي وصي ووراث وأن علي وصيي ووارثي (3)

(١) القاموس: ١ / ١٢٣ ٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٤٢١.

٣) رواه ابن المغازلي في المناقب: ٢٠١

(٣٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: أبو كريبة الأزدي (1)، عبد الله بن بكير (1)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، حمدويه بن نصير (1)، علي بن فضال (1)، محمد بن عيسي (1)، الشهادة (1)، الشراكة، المشاركة (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، إبن المغازلي (1)

قال: جعفريان فاطميان! فبكيا، فقال لهما: ما يبكيكما؟ قالا له: نسبتنا إلي أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من اخوانهم لما يرون من سخف ورعنا، ونسبتنا إلي رجل لا يرضي بأمثالنا ان يكونوا من شيعته، فان تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل، فتبسم شريك، ثم قال: إذا كانت

الرجال فلتكن أمثالكم، يا وليد اجزهما هذه المرة قال فحججنا فخبرنا أبا عبد الله عليه السلام بالقصة فقال: ما لشريك شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار.

275 - حدثني حمدويه، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم، قال: أني لنائم ذات ليلة علي السطح إذ طرق الباب طارق فقلت: من هذا؟ فقال: شريك يرحمك الله، فأشرفت فإذا امرأة فقالت:

لي بنت عروس ضربها الطلق، فما زالت تطلق حتي ماتت والولد يتحرك في بطنها ويذهب ويجئ فما اصنع؟ فقلت: يا أمة الله سأل محمد بن علي بن الحسين الباقر عليه السلام عن مثل ذلك، فقال: يشق بطن الميت ويستخرج الولد، يا أمة الله افعلي مثل ذلك، أنا يا أمة الله رجل في ستر، من وجهك إلي؟!

____________________

ثم ذكر أن عبد الله بن إدريس قال: والله ان شريكا لشيعي. وروي أن قوما ذكروا معاوية عند شريك فقيل: كان حليما فقال شريك: ليس بحليم من سفه الحق وقاتل عليا.

ثم قال: وقد كان شريك من أوعية العلم حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث قال النسائي: ليس به يأس.

قوله: يا وليد أجزهما بفتح الهمزة واسكان الزاي بعد الجيم المكسورة، علي الامر من الإجازة أي أجز شهادتهما واكتبها مقبولة هذه المرة. أو أخرهما بكسر الخاء المعجمة المشددة واسكان الراء، من التأخير أو أخر قبول شهادتهما هذه المرة حتي ننظر في شأنهما. والصحيح هو الأول.

(٣٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسلم (1)، الشراكة، المشاركة (2)، الموت (1)

قال، قالت لي: رحمك الله جئت إلي أبي حنيفة صاحب الرأي فقال ما عندي فيها شئ، ولكن عليك

بمحمد بن مسلم الثقفي فإنه يخبر، فمهما أفتاك به من شئ فعودي إلي فاعلمينيه فقلت لها: امضي بسلام فلما كان الغد خرجت إلي المسجد و أبو حنيفة يسأل عنها أصحابه فتنحنحت فقال: اللهم عقرا دعنا نعيش.

276 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسي، عن ياسين الضرير البصري، عن حريز، عن محمد بن مسلم، قال: ما شجر في رأيي شئ قط الا سألت عنه أبا جعفر عليه السلام حتي سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبد الله عليه السلام عن ستة عشر ألف حديث.

____________________

قوله: ما شجر في رأيي أي ما وقع اختلاف الرأي في شئ قط الا سألته عليه السلام ومنه في التنزيل الكريم " حتي يحكموك فيما شجر بينهم " (1).

قال في مجمل اللغة: شجر بين القوم إذا اختلف الامر بينهم، واشتجروا أو تشاجروا تنازعوا وتناظروا.

وفي نسخة ما " شجرني " أي ما تخالجني أمر، ولم يختلج في صدري رأي في شئ قط الا سألته عنه، وكل والج في شئ فهو مشاجر فيه.

قال في المفردات: وشجرة بالرمح أي اوجره (2) الرمح، وذلك أن يطعنه به فيتركه فيه (3).

وفي مجمل اللغة: ان كل متداخلين متشاجران وبذلك سمي المشجر مشجرا وهو المشجب، وتشاجروا بالرمح تطاعنوا.

وفي أساس البلاغة: اشتجر وتشاجروا اختلفوا، وبينهم مشاجرة، وشجر ما

(١) النساء: ٦٥.

2) وفي المصدر: طعنه بالرمح 3) مفردات الراغب: 256

(٣٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، حمدويه بن نصير (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسلم (1)، السجود (1)

277 - حدثنا محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال:

حدثني أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن

فضال، عن أبي كهمس، قال دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يشهد محمد بن مسلم الثقفي القصير عند ابن أبي ليلي فيرد شهادته؟ فقلت: نعم، فقال إذا صرت إلي الكوفة فأتيت ابن أبي ليلي، فقل له أسألك عن ثلاث مسائل تفتيني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا.

ثم سله عن الرجل يشك في الركعتين الأوليين من الفريضة، وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله، وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصيات فتسقط منه واحدة كيف يصنع، فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له يقول لك جعفر بن ____________________

بينهم، وشجرته بالرمح طعنته وتشاجروا بالرماح تطاعنوا (1).

قوله: عن أبي كهمس قال في جامع الأصول: كهمس بفتح الكاف وسكون الهاء وضم الميم وبالسين المهملة.

وأبو كهمس بن عبد الله قال شيخنا أبو العباس النجاشي - رحمة الله - في كتابه هيثم بن عبد الله أبو كهمس كوفي عربي له كتاب، ذكره سعد بن عبد الله في الطبقات (2) وقال الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: الهيثم بن عبيد الشيباني أبو كهمس الكوفي أسند عنه (3).

وكذلك رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني رضوان الله تعالي عليه، قال في جامع الكافي في باب من حفظ القرآن ثم نسيه، عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام (4).

(١) أساس البلاغة: ٣٢١ ٢) رجال النجاشي: ٣٤٠ ٣) رجال الشيخ: ٣٣١ ٤) أصول الكافي: ٢ / 445

(٣٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، ابن أبي ليلي (2)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)،

البول (1)، الشهادة (2)، الركوع، الركعة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)

محمد ما حملك علي أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك واعلم بسيرة رسول الله صلي الله عليه وآله منك.

قال أبو كهمس: فلما قدمت أتيت ابن أبي ليلي قبل أن أصير إلي منزلي، فقلت له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتيني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا، قال هات! قال، قلت ما تقول في رجل شك في الركعتين الأوليين من الفريضة؟

فأطرق ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: هذا شرطي عليك الا تقول قال أصحابنا، فقال ما عندي فيها شئ.

فقلت له: ما تقول في الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله؟ فأطرق ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: له هذا شرطي عليك، فقال: ما عندي فيها شئ.

فقلت: رجل رمي الجمار بسبع حصيات فسقطت منه حصاة كيف يصنع فيها فطأطأ رأسه ثم رفعه، فقال: قال أصحابنا، فقلت أصلحك الله هذا شرطي عليك، فقال ليس عندي فيها شئ.

فقلت: يقول لك جعفر بن محمد ما حملك أن رددت شهادة رجل اعرف منك بأحكام الله وأعرف بسنة رسول الله صلي الله عليه وآله منك؟ فقال لي: ومن هو؟ فقلت: محمد بن مسلم الطائفي القصير، قال، فقال: والله ان جعفر بن محمد قال لك هذا؟ قال، فقلت والله أنه قال لي جعفر هذا، فأرسل إلي محمد بن مسلم فدعاه فشهد عند بتلك الشهادة فأجاز شهادته.

278 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن أبيه، قال: كان محمد بن مسلم من أهل الكوفة، يدخل علي أبي جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر بشر المخبتين، وكان

محمد بن مسلم رجلا موسرا جليلا فقال أبو جعفر عليه السلام: تواضع، قال: فأخذ قوصرة من تمر فوضعها علي باب المسجد وجعل يبيع التمر، فجاء قومه فقالوا: فضحتنا! فقال: أمرني مولاي بشئ

(٣٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، ابن أبي ليلي (1)، محمد بن مسعود (1)، جعفر بن محمد (2)، محمد بن مسلم (3)، البول (1)، البيع (1)، الشهادة (3)، التمر (1)، الركوع، الركعة (1)

فلا أبرح حتي أبيع هذا القوصرة، فقالوا: أما إذا أبيت الا هذا فاقعد في الطحانين، ثم سلموا إليه رحا، فقعد علي بابه وجعل يطحن.

قال أبو النصر: سألت عبد الله بن محمد بن خالد، عن محمد بن مسلم؟ فقال:

كان رجلا شريفا موسرا، فقال له أبو جعفر عليه السلام: تواضع يا محمد فلما انصرف إلي الكوفة أخذ قوصرة من تمر مع الميزان وجلس علي باب مسجد الجامع، وجعل ينادي عليه، فاتاه قومه فقالوا له فضحتنا، فقال إن مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه ولن أبرح حتي أفرغ من بيع باقي هذا القوصرة، فقال له قومه: إذا أبيت الا لتشتغل ببيع وشراء فاقعد في الطحانين! فهيأ رحي وجملا يطحن، وقيل: إنه كان من العباد في زمانه.

279 - حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل شاذان قال: حدثنا أبي، عن غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن حكيم وصاحب له، قال أبو محمد: قد كان درس اسمه في كتاب أبي، قالا: رأينا شريكا واقفا في حائط من حيطان فلان، قد كان درس اسمه أيضا في الكتاب.

قال أحدنا لصاحبه

هل لك في خلوة من شريك؟ فأتيناه فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، فقلنا يا أبا عبد الله مسألة! قال: في أي شئ؟ فقلنا: في الصلاة، فقال: سلوا عما بدا لكم؟ فقلنا لا نريد ان تقول قال فلان وقال فلان انما نريد ان تسنده إلي النبي صلي الله عليه وآله، فقال عليه السلام أليس في الصلاة؟ فقلنا بلي، فقال سلوا عما بدا لكم.

قلنا في كم يجب التقصير، قال: كان ابن مسعود يقول: لا يغرنكم سوادنا هذا وكان يقول فلان، قال، قلت: انا استثنينا عليك الا تحدثنا الا عن نبي الله صلي الله عليه وآله قال:

والله انه لقبيح لشيخ يسئل عن مسألة في الصلاة عن النبي صلي الله عليه وآله لا يكون عنده فيها شئ وأقبح من ذلك أن أكذب علي رسول الله صلي الله عليه وآله قلنا فمسألة أخري! فقال أليس في الصلواة؟ قلنا بلي قال: فسلوا عما بدا لكم.

قلنا: علي من تجب الجمعة؟ قال: عادت المسألة جذعة ما عندي في هذا عن رسول الله صلي الله عليه وآله شئ، قال: فأردنا الانصراف، فقال: انكم لم تسألوا عن هذا الا

(٣٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن محمد بن خالد (1)، علي بن محمد بن قتيبة (1)، محمد بن حكيم (1)، محمد بن مسلم (1)، الكذب، التكذيب (1)، السجود (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الصّلاة (3)، البيع (1)، القصر، التقصير (1)

وعندكم منه علم، قال قلت نعم، أخبرنا محمد بن مسلم الثقفي عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وآله، فقال الثقفي الطويل

اللحية؟ فقلنا نعم.

قال: أما أنه لقد كان مأمونا علي الحديث، ولكن كانوا يقولون إنه خشبي ثم قال ماذا روي؟ قلنا روي عن النبي صلي الله عليه وآله ان التقصير يجب في بريدين، وإذا اجتمع خمسة أحدهم الامام فلهم أن يجمعوا.

____________________

قوله صلي الله عليه وآله: فلهم أن يجمعوا أن يجمعوا بالتشديد من باب التفعيل، أي يأتوا بصلاة الجمعة.

قال في الصحاح: وجمع القوم تجميعا، اي شهدوا الجمعة وقضوا الصلاة فيها (1) وفي المغرب: وجمعنا أي شهدنا الجمعة أو الجماعة وقضينا الصلاة فيها.

وفي النهاية الأثيرية: وفي حديث الجمعة " أول جمعة جمعت بعد المدينة بجواثي " جمعت بالتشديد اي صليت، ويوم الجمعة سمي به لاجتماع الناس فيه.

وفي حديث معاذ " انه وجد أهل مكة يجمعون في الحجر فنهاهم عن ذلك " اي يصلون صلاة الجمعة، وانما نهاهم لانهم كانوا يستظلون بفئ الحجر قبل ان تزول الشمس، فنهاهم لتقديمهم في الوقت، وقد تكرر ذكر التجميع في الحديث انتهي كلامه (2).

جواثي - بضم الجيم وتخفيف الواو والثاء المثلثة - اسم حصن بالبحرين، والمسجد الجامع المسجد الذي انعقدت فيه صلاة الجمعة.

وقال الجوهري: والمسجد الجامع وان شئت قلت مسجد الجامع بالإضافة كقولك الحق اليقين وحق اليقين، بمعني مسجد اليوم الجامع وحق الشئ اليقين، لان إضافة الشئ إلي نفسه لا تجوز الا علي هذا التقدير، وكا ن الفراء يقول: العرب تضيف الشئ إلي نفسه لاختلاف اللفظين (3).

(١) الصحاح: ٣ / ١٢٠٠ ٢) نهاية ابن الأثير: ١ / ٢٩٧ ٣) الصحاح: ٣ / 1199

(٣٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن مسلم الثقفي (1)، محمد بن علي (1)، القصر، التقصير (1)، إبن الأثير (1)

280 - قال محمد

بن مسعود، حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربع سنين يدخل علي أبي جعفر عليه السلام يسأله، ثم كان يدخل علي جعفر بن محمد يسأله، قال ابن أحمد: فسمعت عبد الرحمن بن الحجاج، وحماد بن عثمان يقولان: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم.

قال، فقال محمد بن مسلم: سمعت من أبي جعفر عليه السلام ثلاثين ألف حديث ثم لقيت جعفرا ابنه فسمعت منه أو قال: سألته عن ستة عشر الف حديث أو قال:

مسألة.

281 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال:

حدثني العمركي بن علي قال: أخبرني محمد بن حبيب الأزدي، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن مديح، عن محمد بن مسلم، قال:

خرجت إلي المدينة وأنا وجع ثقيل.

فقيل له محمد بن مسلم وجع، فأرسل إلي أبو جعفر بشراب مع الغلام مغطي بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فإنه قد أمرني الا أرجع حتي تشربه، فتناولته فإذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام يقول لك إذا شربت فتعال، ففكرت فيما قال لي ولا أقدر علي النهوض قبل ذلك علي رجلي.

____________________

قوله: إذا شربت فتعال بفتح اللام علي الامر بالاتيان والمجئ من تعالي يتعالي تعاليا.

قال في الصحاح: التعالي الارتفاع، تقول منه إذا أمرت: تعال يا رجل بفتح اللام، وللمرأة تعالي، وللمرأتين تعالي، وللنسوة تعالين، ولا يجوز ان يقال منه تعاليت والي اي شئ أتعالي (1).

(١) الصحاح: ٦ / 2437

(٣٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد

بن علي الباقر عليه السلام (1)، عبد الله بن أحمد الرازي (1)، محمد بن حبيب الأزدي (1)، ابن أبي عمير (1)، العمركي بن علي (1)، هشام بن سالم (1)، حماد بن عثمان (1)، جعفر بن أحمد (1)، بكر بن صالح (1)، محمد بن مسعود (2)، علي بن محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، محمد بن مسلم (5)، الطعام (1)

تفسير قوله عليه السلام ان المؤمن في هذه الدار غريب

فلما استقر الشراب في جوفي كأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوت بي: صح الجسم أدخل أدخل، فدخلت وأنا باك فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه، فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت جعلت فداك ابكي علي اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة علي المقام عندك والنظر إليك.

فقال لي: أما قلة المقدرة: فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ذكرت من الغربة: فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات.

وأما ما ذكرت من بعد الشقة: فان المؤمن في هذه الدار غريب، وفي هذا الخلق المنكوس حتي يخرج من هذه الدار إلي رحمة الله.

وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر علي ذلك: فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه.

____________________

وكذلك قال في القاموس: التعالي الارتفاع إذا امرت منه قلت تعال بفتح اللام ولها تعالي (1) قوله (عليه السلام): فان المؤمن في هذه الدار غريب يعني عليه السلام بالمؤمنين العارف المستيقن، فإنه يعلم أن جوهر ذاته العاقلة من عالم الامر والفيض، ومستوطن نفسه المجردة في إقليم الحياة والبهجة، فهو لا محالة انما يري طائر روحه القدسي غريبا في أقفاص هذه الدار البائدة البائرة المضلمة الموحشة، التي هي ناحية الاقذار والأخباث وحاشية الأرماس والاجداث، ودارة غسق الطبيعة وكورة ظلمة الهيولي.

وقوله عليه

السلام " المنكوس " اما بالجر علي صفة هذا الخلق، والواو العاطفة للعطف علي في هذا الدار.

أي في هذا الخلق المنكوس غريب؟ سمي هذا الخلق منكوسا لانصرافهم عن

(1) القاموس: 4 / 366

(٣٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: نهر الفرات (1)، الفدية، الفداء (1)

282 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد ابن عيسي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان امرأتي تقول بقول زرارة ومحمد بن مسلم في الاستطاعة وتري رأيهما؟ فقال: ما للنساء وللرأي والقول لها، انهما ليسا بشئ في ولاية، قال: فجئت إلي امرأتي فحدثتها، فرجعت عن ذلك القول.

____________________

الاستقامة في سمك العالم الاعلي الروحاني إلي الانتكاس في سجن العالم الا سفل الظلماني.

واما بالرفع علي الخبر، وتعريفه باللام لإفادة الحضر، أو ليكون الحمل حملا أولياء ذاتيا لا حملا شايعا متعارفا، كما هو مفاد تنكير الخبر والعاطف لعطف الجملة علي الجملة.

اي والمؤمن العارف في هذا الحق وبين ظهرانيهم هو المنكوس، حتي يخرج من هذه الدار إلي دار رحمة الله وطوار بهاء الله وجوار ملائكة الله.

فان هذا الدار هاوية التسفل ودارة الانتكاس، فالعارف منتكس متسافل فيها بالضرورة الطبيعية إلي أن يخرج إلي دار الحياة والبهجة ويطأ أرض القرار والاستقامة وإن كان في دار البوار قد طار بجناح الموت الارادي في قضاء أوج الحياة الحقيقة.

فأما غير العارف من جملة الخلق فحيث أنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فهم بنسيان جوهر ذاتهم وموطن قرارهم قد استأنسوا بهذه الدار الباطلة وأهلها المنتكسين المنكوسين بالإرادة وبالطبيعة فليعلم.

قوله (عليه السلام): انهما ليسا بشئ في ولاية أي انهما في القول بالاستطاعة ليسا علي شئ من ديننا، ولا

في شئ من ولايتنا.

(٣٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: عامر بن عبد الله بن جذاعة (1)، سيف بن عميرة (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن مسعود (1)، محمد بن مسلم (1)

كيفية علم الله تعالي بالأشياء

283 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله صلي الله عليه وآله يقول: يا أبا الصباح هلك المتربسون في أديانهم منهم زرارة وبريد ومحمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي، وذكر آخر لم أحفظ.

284 - حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن عيسي بن سليمان وعدة، عن مفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن مسلم كان يقول إن الله لا يعلم الشئ حتي يكون.

.____________________

قوله (عليه السلام): لعن الله - إلي قوله - حتي يكون تفصيل القول أن هناك شكا معضلا (1) عويصا، هو مزلقة الاقدام ومدحضة الافهام، وذلك أن العلم بالشئ: اما حصولي انطباعي بوجود المعلوم في ذهن العالم وجودا ظليا، وتمثل صورته فيه تمثلا ارتساميا. واما حضوري انكشافي بحضور جوهر ذات المعلوم بوجوده الأصيل العيني عند العالم منكشفا عليه غير عازب عنه.

وإذ قد استبان بالبرهان أن الله سبحانه بنفس حقيقته الحقة القيومية عين الوجود الحق الأصيل المتأصل المتأكد العيني، فهو بعلو كبريائه متأبه ومتنزه عن الظلية والتمثل مطلقا، فلا له وجود ظلي تمثلي في ذهن مامن الأذهان، ولا لشئ من الأشياء فيه جود ذهني وتقرر ظلي انطباعي أصلا، بل أن له التأصل الحق والحقية المحضة من كل جهة.

فاذن علمه بكل شئ يجب أن يكون علما حقا حضوريا بحضوره بجوهر ذاته عنده منكشفا

متكشفا، ظاهرا غير عازب ولا متستر ولا محتجب أبدا، فعلمه تعالي بالأشياء قبل وجودها وتقررها في الأعيان مما تكل عن بيانه ألسنة العقول والأذهان، وتحار في سبيله أبصار الأحلام والبصائر.

(1) في " أآلهتنا " مفصلا

(٣٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: عيسي بن سليمان (1)، محمد بن مسعود (2)، محمد بن مسلم (2)، الهلاك (1)

.____________________

فمحمد بن مسلم كأنه قد اعتراه هذا الشك، ولم يجد عنه مخرجا ومحيصا فوقع فيما وقع.

ونحن قد يسرنا الله بفضله العظيم لتحقيق المعضلات وتبيين المهمات، حققنا في كتاب التقديسات، وفي كتاب تقويم الايمان، وكتاب قبسات حق اليقين، وفي شرح كتاب التوحيد من كتاب الكافي (1): أن الجاعل التام الذي من كنه ذاته ينبعث وينبجس جوهر ذات المجعول، فان ظهور كنه ذاته وحضور سنخ حقيقة أقوي في إفادة انكشاف المجعول، وظهوره من حضور عين هويته ووجود جوهر ذاته.

فالله سبحان حيث أنه بنفس ذاته الأحدية هو المبدع الصانع الجاعل التام لنظام الكل، من الصادر الأول إلي أقصي نظام الوجود علي الترتيب السبي و المسببي، النازل منه والعائد إليه جل سلطانه طولا وعرضا.

وهو ظاهر بذاته لذاته أتم الظهور، وعالم بذاته ولوازم ذاته من نفس ذاته علي أكمل الوجوه، وهو تعالي مجده ينال الكل من نفس ذاته ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، من غير أن يكون لوجود الأشياء مدخلية ما في تصحيح ظهورها لديه وانكشافها عليه أصلا.

فعلمه التام سبحانه بكل شئ قبل وجود الأشياء ومع وجودها علي سبيل واحد ليس يزداد بوجود الأشياء علما ولا يستفيد من كونها خبرا، فهذا سبيل الحق وسنن البرهان.

وإذ كان المختلفون إلي مولانا الصادق عليه السلام ينسبون إلي محمد بن مسلم أنه يقول: إن الله عز وجل انما يعلم الشئ

حين هو كائن لاقبل أن يكون، فهو عليه السلام قال: لعن الله

(1) وهو كتاب " التعليقة علي الكافي! المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتصحيحنا و تعاليقنا عليه

صفحه(٣٩٥)

في أبي بصير ليث بن البختري المرادي.

____________________

من كان يقول: إنه سبحانه لا يعلم الشئ الا حين كونه، لاقبل كون الأشياء رأسا فليعرف.

في أبي بصير ليث بن البختري المرادي ليث بن البختري المرادي الضرير هو أبو بصير الأصغر، وكان يكني أيضا أبو محمد. وشيخنا المعول عليه في معرفة أحوال الرجال أبو العباس النجاشي - رحمه الله تعالي لم يوثقه ولا زاد في ترجمته علي أن قال: ليث بن البختري المرادي أبو محمد وقيل: أبو بصير الأصغر، روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، له كتاب يرويه جماعة منهم أبو جميلة المفضل بن صالح (1).

وانما وثق أبا بصير الأسدي يحيي بن القاسم وقيل: يحيي بن أبي القاسم المكفوف.

قال في ترجمته: يحيي بن القاسم أبو بصير الأسدي وقيل: أبو محمد ثقة وجيه، روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وقيل: يحيي بن أبي القاسم، واسم أبي القاسم إسحاق، وروي عن أبي الحسن موسي عليه السلام، له كتاب يوم وليلة - وذكر طريقه إليه - ثم قال: ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة (2).

والشيخ - رحمه الله تعالي أيضا لم يوثقه ولا ذكر له مدحا في الفهرست و لا في كتاب الرجال، بل اقتصر علي مجرد ذكره في أصحاب أبي جعفر الباقر وفي أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام.

وقال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: الليث بن البختري المرادي أبو يحيي ويكني أبا بصير، وأسند عنه (3).

(١) رجال النجاشي: ٢٤٥.

٢) رجال النجاشي: ٣٤٤ وفيه سنة خمس ومائة وهو

غلط.

3) رجال الشيخ: 278

(٣٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، ليث بن البختري (1)، كتاب رجال النجاشي (2)

285 - روي عن ابن أبي يعفور، قال: خرجت إلي السواد أطلب دراهم لنحج.

____________________

وقال أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبد الله الغضائري رحمه الله تعالي وكان أبو عبد الله عليه السلام يتضجر به ويتبرم، وأصحابه يختلفون في شأنه، ثم قال: و عندي أن اللعن انما وقع علي دينه لاعلي حديثه، وهو عندي ثقة (1).

وسيذكر أبو عمرو الكشي - رحمه الله تعالي في الكتاب أن الذي هو ممن أجمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عنهم قيل: هو أبو بصير المرادي ليث بن البختري الضرير، وقيل: أنه أبو بصير الأسدي يحيي بن القاسم المولود مكفوفا (2).

ثم إن الحسن بن داود في باب الكني من كتابه قال: إن أبا بصير مشترك بين أربعة: المرادي ليث بن البختري وهو ثقة عظيم الشأن. والأسدي المكفوف يحيي ابن أبي القاسم. ويوسف بن الحارث البتري. وعبد الله بن محمد الأسدي (3).

فشاع من ذلك عند المتأخرين الا حدثين أن الثقة من هؤلاء الأربعة انما هو أبو بصير المرادي، وأما أبو بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم فحديثه ضعيف. وهذا وهم ليس له أصل.

بل الحق أن أبا بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف ثقة ثبت صحيح الحديث، كما سيظهر عليك من ذي قبل حق الظهور، نعم علي بن أبي حمزة البطائني الذي يروي عنه أكثر يا واقفي ضعيف فليعلم.

قوله: خرجت إلي السواد أي إلي سواد العراق. قال في المغرب: وسمي سواد العراق لخضرة أشجاره وزرعه، حده طولا من حديثه الموصل إلي عبادان، وعرضا من العذيب

(١) راجع جامع الرواة: ٣ / ٣٤.

٢) رجال الكشي: ٢٣٨ ط جامعة مشهد.

٣)

رجال ابن داود: ٣٩٢ - 393

(٣٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: ابن أبي يعفور (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب جامع الرواة لمحمد علي الأردبيلي (1)، الشهادة (1)

ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قال: قلت له يا أبا بصير اتق الله وحج بمالك فأنك ذو مال كثير فقال: اسكت فلو ان الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليها بكسائه.

286 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بشر المخبتين بالجنة بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير بن ليث البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله علي حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست.

287 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن محمد بن ____________________

إلي حلوان، وهو الذي فتح علي عهد عمر، وهو أطول من العراق بخمسة و ثلاثين فرسخا.

قوله: اسكت فلو أن الدنيا يعني اسكت فان المال الكثير من مكتسب حلال لا بأس به ولا مطعن فيه، فلو أن الدنيا وقعت لصاحبك من طريق الدين لاشتمل عليها بكسائه.

والسيد جمال الدين بن طاوس في اختياره قال في الجواب عنه: ان الطريق إلي ابن يعفور غير متصل فلا عبرة بالحديث، ثم من صاحبك المشار إليه في الحديث.

قلت: وفي جوابه من الوهن ما لا يخفي عنه.

قوله: لولا هؤلاء انقطعت روي الشيخ - رحمه الله - في الصحيح عن محمد بن مسلم قال: صلي بنا أبو بصير في طريق مكة فقال وهو ساجد، وقد ضاعت ناقة لهم: اللهم رد علي فلان ناقته، قال محمد: فدخلت علي أبي عبد الله فأخبرته فقال: وفعل؟

فقلت: نعم قال:

فسكت، قلت أفأعيد الصلاة؟ قال: لا.

والظاهر أن أبا بصير الذي صلي بهم هو ليث المرادي.

(٣٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (3)، بريد بن معاوية (1)، حمدويه بن نصير (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، يعقوب بن يزيد (1)، جميل بن دراج (1)، محمد بن مسلم (1)، الحج (1)

عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي علي غير تأويله، اني امرت قوما أن يتكلموا، ونهيت قوما فكل تأول لنفسه يريد المعصية لله ولرسوله، فلو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه، أن أصحاب أبي كانوا زينا أحياءا وأمواتا، أعني زرارة ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي، وهؤلاء القوامون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون.

288 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن أبي الحسن المكفوف، عن رجل، عن بكير، قال: لقيت أبا بصير المرادي قلت: أين تريد؟ قال: أريد مولاك قلت: أن أتبعك، فمضي معي فدخلنا عليه، وأحد النظر إليه وقال: هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب؟! قال:

أعوذ بالله من غضب الله وغضبك فقال: أستغفر الله ولا أعود.

وروي ذلك أبو عبد الله البرقي عن بكير.

____________________

قوله: وأحد النظر إليه أحد - بفتح الهمزة وتشديد الدال - من الحداد بمعني التحديد والتحديق:

كأنه نظر إليه وهو غضبان فهذا الحديث فيه مطعن ما في أبي بصير المرادي، ولكنه ليس يوجب القدح فيه، فلعله يومئذ لم يكن يعلم أن مشهد المعصوم في الحياة

وبعد الوفاة حكمه حكم المسجد.

والسيد بن طاوس أجاب عنه في اختياره بأن في الطريق ضعفا، ثم أنه ما قال من المدخول عليه.

قلت: وهذا الجواب ركيك سخيف كما تري، والحق ما قلناه فلا تكن من المتكلفين.

(٣٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، أبو عبد الله البرقي (1)، محمد بن عيسي بن عبيد (1)، داود بن سرحان (1)، علي بن أسباط (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن مسلم (1)، الجدال (1)، الأكل (1)، الجنابة (1)

289 - محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، وعبد الله بن محمد الأسدي، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي عبد الله السلام فقال لي: حضرت علباء عند موته؟ قال: قلت نعم، وأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن أذكرك ذلك قال: صدق.

قال فبكيت ثم قلت: جعلت فداك فمالي ألست كبير السن الضعيف الضرير البصير المنقطع إليكم؟ فاضمنها لي، قال: قد فعلت، قال: اضمنها علي آبائك وسميتهم واحدا واحدا، قال قد فعلت، قلت: فاضمنها لي علي رسول الله صلي الله عليه وآله قال: قد فعلت، قال: قلت فاضمنها لي علي الله تعالي، قال: فأطرق ثم قال: قد فعلت.

290 - الحسين بن أشكيب، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وأبي العباس، قال: بينا نحن عن أبي عبد الله إذ دخل أبو بصير فقال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد لله الذي لم يقدم أحد يشكو أصحابنا العام، قال هشام:

فظننت انه يعرض بأبي بصير.

291 - حمدويه، قال حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما

احتجنا أن نسأل عن الشئ فمن نسأله قال عليك بالأسدي، يعني أبا بصير.

____________________

قوله: فظننت أنه يعرض يعرض بالتشديد علي صيغة المضارع المعلوم من التعريض.

قوله: يعني أبا بصير كلام شعيب العقرقوفي، وهو ابن أخت أبي بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف، ثقة عين ممدوح جليل المنزلة، من أصحاب أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الكاظم عليهما السلام فهذا الحديث واضح المتن صحيح الطريق اتفاقا.

وقد اعترف بذلك السيد المكرم جمال الدين بن طاوس في اختياره.

(٤٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو بصير (3)، عبد الله بن محمد الأسدي (1)، محمد بن خالد البرقي (1)، الحسين بن إشكيب (1)، ابن أبي عمير (3)، أبو عبد الله (1)، يعقوب بن يزيد (1)، هشام بن سالم (1)، شعيب العقرقوفي (1)، محمد بن مسعود (1)، التصديق (1)، الموت (1)، الفدية، الفداء (1)

292 - حمدان، قال حدثنا معاوية، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها؟ قال: ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة سوط لأنه لم يسأل.

قال شعيب: فدخلت علي أبي الحسن عليه السلام فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج قال: ترجم المرأة ولا شئ علي الرجل، فلقيت أبا بصير فقلت له: اني سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شئ علي الرجل، قال: فمسح علي صدره وقال: ما أظن صاحبنا تناهي حكمه بعد.

____________________

وهو أول النصوص علي جلالة أبي بصير الأسدي المكفوف في الثقة والفقه والعلم وصحة الحديث وارتفاع المرتبة.

وبالجملة قول رهط من المتأخرين في رميه بالضعف والوقف مما لا يأخذ له أصلا، وهو المرادي

كلاهما ثقتان صحيحا الحديث، وسيجئ في الكتاب نقل الاجماع علي تصحيح ما يصح عنهما والاقرار لهما بالفقه.

بل الحق أن الأسدي أحق باستصحاح حديثه من المرادي، لشهادة النجاشي له بأنه ثقة وجيه. وعدم توثيقه للمرادي، ولسلامته عن الذم في الروايات والاخبار فلا تكن من الغافلين.

قوله: من شعيب العقرقوفي عن أبي بصير أي المرادي كما يصرح به في الحديث الآتي.

قوله: فظهر عليها أي فعلت زوجها عليها أثبت عند الحاكم زوجتها له.

قوله: فمسح علي صدره انما مسح علي صدره عند قوله: هذا، لان الصدر موضع العلم.

قوله: تناهي حكمه بعد اما بكسر الحاء المهملة واسكان اللام بمعني العلم، أو بضم الحاء وتسكين

(٤٠١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، أبو بصير (2)، شعيب العقرقوفي (1)، الزوج، الزواج (2)

293 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن صفوان، عن شعيب بن يعقوب العقرقوفي، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل تزوج امرأة ولها زوج ولم يعلم؟ قال: ترجم المرأة وليس علي الرجل شئ إذا لم يعلم، فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي، قال: قال لي والله جعفر ترجم المرأة ويجلد الرجل الحد، وقال بيده علي صدره يحكها: أظن صاحبنا ما تكامل علمه.

394 - علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان ____________________

الكاف بمعني كمال العلم والحكمة كما في " رب هب لي حكما " (1).

وحيث أن هذا الحديث كان في زمان الصادق عليه السلام وأبو الحسن عليه السلام، لم يكن يومئذ إماما، وعلم الإمام انما يتكامل فيضانه من المبدء الفياض علي قلبه حين ما تصل نوبة الإمامة إليه.

فمعني كلام أبي بصير: ان صاحبنا أبا الحسن عليه

السلام إذ ليس هو الامام اليوم لم يتناه علمه ولم يبلغ نهاية الكمال واتمام بعده، بل انما يبلغ النهاية عندما تنتقل إليه الإمامة.

ويرد عليه أن الامر وإن كان كذلك الا أن ملكة العصمة عاصمة للنفس بإذن الله تعالي عن الوقوع في الخطأ.

فالحق أن يقال: إن قول أبي الحسن عليه السلام فيما إذا كان الرجل المتزوج بها لم يعلم رأسا أن لها زوجا، وقول أبي عبد الله عليه السلام فيما إذا كان يعلم ذلك ثم عقد عليها ونكحها من غير أن يثبت عند الحاكم موت زوجها ببينة شرعية، فالقولان غير متدافعين.

والسيد بن طاوس في الجواب عن الحديث تجشم القدح في الطريق لمطالبه (2) باتصال السند واعتباره، وفيه مالا يخفي علي الممارس المتمهر.

(١) سورة الشعراء: ٨٣ 2) وفي " م " بالمطالبة

(٤٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أبو بصير (1)، محمد بن أحمد بن الوليد (1)، شعيب بن يعقوب (1)، حماد بن عثمان (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (2)، الزوج، الزواج (1)، سورة الشعراء (1)

قال: خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلي الحيرة أو إلي بعض المواضع فتذاكرنا الدنيا، فقال أبو بصير المرادي: أما أن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، قال: فأغفي فجاء كلب يريد أن يشغر عليه فذهبت لا طرده، فقال لي ابن أبي يعفو ر: دعه قال:

فجاء حتي شغر في أذنه.

____________________

قوله: إلي الحيرة أو إلي بعض المواضع قال في المغرب: الحيرة بالكسر مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر وهي علي رأس ميل من الكوفة.

وفي القاموس: ان الحيرة بالكسر كربلا أو موضع بها (1).

وفي النهاية الأثيرية: الحيرة بكسر الحاء البلد القديم بظهر الكوفة (2).

قوله:

لو ظفر بها لاستأثر بها الكلام فيه نظير ما سبق في " لاشتمل عليها بكسائه " وقال السيد بن طاوس: مقتضاه أن الصادق عليه السلام لو ظفر بالخلافة لاستاثر بها وان لم يصرح بالصادق عليه السلام لكن الظاهر هذا. ثم قال: أقول إن هذا حديث حسن السند، وانما القول في متنه حسب ما أسلفت.

قلت: سنده صحيح ومحمد بن أحمد بن الوليد، هو محمد بن الوليد البجلي أبو جعفر الكوفي الحداد الثقة النقي الحديث، وقد أسلفنا تحقق حاله في الحواشي.

قوله: فأغفي فجاء كلب يريد أن يشغر عليه غفي غفوا نام أو نعس، وكذلك أغفي اغفاءا. وشغر الكلب يشغر بالفتح فيها من باب منع رفع رجله فبال.

(1) القاموس: 2 / 16 وفيه وحيران 2) نهاية ابن الأثير: 1 / 467

(٤٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، ابن أبي يعفور (1)، إبن الأثير (1)

295 - حمدويه وإبراهيم قال: حدثنا العبيدي، عن حماد بن عيسي، عن الحسين ابن مختار، عن أبي بصير، قال: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، قال:

فمازحتها بشئ، قال فقدمت علي أبي جعفر عليه السلام، قال، فقال لي: يا أبا بصير اي شئ قلت للمرأة؟ قال: قلت بيدي هكذا، وغطا وجهه، قال، فقال لي: لا تعودن إليها.

296 - محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير فقال: وكان اسمه يحيي بن أبي القاسم، فقال: أبو بصير كان يكني أبا محمد وكان ____________________

وفي القاموس: رفع إحدي رجليه ليبول بال أو لم يبل (1) قوله: فقال: وكان اسمه يحيي بن أبي القاسم قلت: وقيل: اسم أبيه القاسم، وأما يحيي بن القاسم الأزدي الحذاء فهو رجل آخر غير أبي بصير الأزدي المكفوف يحيي بن القاسم، وهو

أيضا من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام. وقيل فيه: انه كان واقفيا.

والشيخ ذكر هما كليهما في كتاب الرجال (2) وليا من غير فصل، وكذلك السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في كتابه واختياره.

وأبو عمر والكشي روي عن حمدويه أنه ذكر عن بعض أشياخه أن يحيي بن القاسم الحذاء الأزدي واقفي، وأنه روي عن أبي بصير الأسدي يحيي بن القاسم المكفوف عن الصادق عليه السلام.

وروي الكشي أيضا في حديث آخر أن يحيي بن القاسم الحذاء الأزدي رجع عن الوقف، وأوردهما السيد بن طاوس في اختياره.

ثم إن رهطا من المتأخرين توهم اتحاد الرجلين، كأنهم عن ذلك كله من الذاهلين، فبناءا علي وهمهم الكاذب هذا زعموا أنه قد قيل أبي بصير الأسدي

(1) القاموس: 2 / 60 2) رجال الشيخ: ص 364

(٤٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو بصير (4)، يحيي بن أبي القاسم (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، حماد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، القرآن الكريم (1)

رفع اتهام الغلو والوقف عن أبي بصير

مولي لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو: فلا لم يتهم، ولكن كان مخلطا.

____________________

المكفوف أنه واقفي، وان هو الا زور واختلاق، ولذلك لم يورد أبو الحسن أحمد ابن الغضائري فيه طعنا وغميزة فليعلم.

قوله: وسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: اما الغلو فلا قلت: كما من الاختلاق اتهامه بالغلو فكذلك من التكاذيب نسبته إلي الواقفة أليس قد قال النجاشي: أن أبا بصير الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف مات سنة خمسين ومائه (1)؟

وكذلك الشيخ في كتاب الرجال قال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام يحيي بن القاسم أبو محمد يعرف بأبي بصير الأسدي مولاهم كوفي تابعي مات سنة

خمسين ومائه بعد أبي عبد الله عليه السلام (2)؟

وقال في الفهرست يحيي بن القاسم يكني أبا بصير، له كتاب مناسك الحج، رواه علي بن أبي حمزة، والحسين بن أبي العلاء عنه (3) ومات سنة خمسين ومائة ومولانا أبو عبد الله الصادق عليه السلام قبض بالمدينة في شوال، وقيل: في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمان وأربعين ومائة.

وقبض مولانا أبو الحسن الكاظم عليه السلام مسموما ببغداد في حبس السندي بن شاهك لست بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة وقيل: لخمس خلون من رجب سنة إحدي وثمانين ومائة.

فيكون أبو بصير يحيي بن أبي القاسم قد توفي بعد الصادق عليه السلام لسنتين وقبل الكاظم عليه السلام بثلاث وثلاثين سنة أو إحدي وثلاثين سنة

(١) رجال النجاشي: ٣٤٤ ٢) رجال الشيخ: ٣٣٣ ٣) الفهرست: ٢٠٧

(٤٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: بنو أسد (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

297 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يونس، عن حماد الناب، قال: جلس أبو بصير علي باب أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الاذن، فلم يؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لاذن، قال: فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير، قال: أف أف ما هذا؟ قال جليسه. هذا كلب شغر في وجهك.

____________________

في علم الرجال، وكفاه ما رواه الكشي عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن شعيب العقرقوفي قال قلت: لأبي عبد الله عليه السلام ربما احتجنا أن نسأل عن الشئ فمن نسئل؟ قال: عليك بالأسدي يعني أبا بصير.

وروايات ضمان الصادق عليه السلام له، فلا تكونن من الممترين.

قوله: لو كان معنا طبق لاذن في القاموس: الطبق محركة غطاء كل شئ والذي يؤكل عليه، ومن

الناس والجراد الكثير، أو الجماعة كالطبق بالكسر ومنه " لتركبن طبقا عن طبق " (1).

وفي مفردات الراغب: ذلك إشارة إلي أحوال الانسان من ترقيه في أحوال شتي. وقيل: لكل جماعة متطابقة في أمر طبق (2)، وقيل: الناس طبقات (3).

وفي الصحاح: الطبق واحد الاطباق، ويقال: أتانا طبق من الناس وطبق من الجراد، أي جماعة وطبقات الناس منازلهم في مراتبهم (4).

وفي مجمل اللغة: الطبق الحال.

قال ابن الأثير: وقيل: الطبق المنزلة والطبقات المنازل والمراتب (5)

(١) القاموس: ٣ / ٢٥٥ والآية سورة الانشقاق: ١٩.

٢) وفي المصدر: لكل جماعة متطابقة هم في أم طبق.

٣) مفردات الراغب: ٣٠١ ٤) الصحاح: ٤ / 1512 5) نهاية ابن الأثير: 3 / 114

(٤٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (2)، حماد الناب (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، إبن الأثير (1)، سورة الإنشقاق (1)

298 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن الحكم، عن مثني الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام قلت: تقدرون أن تحيوا الموتي وتبرؤا الأكمه والا برص؟ فقال لي: بإذن الله.

.____________________

ويوم مطبق إذا أطبق الغيم السماء وطبقها وغطاها، والطبق أيضا ما توضع عليه الفواكه ونحوها.

وكلام أبي بصير يحتمل الحمل علي أكثر هذه المعاني، فمعناه لو كان معنا جماعة لاذن لنا، أولو كان معنا حال أو منزلة لاذن لنا، أولو كان معنا من يكون مغطي علي أمره متهما في دينه لاذن لنا من باب التقية والخوف.

وأما أنا فحيث أني رجل ضرير مسكين غير مطبق بضم الشك في ديني فلم يؤذن لي.

فهذا فيه حزازة من سوء الأدب غير مفضية إلي الخروج عن سبيل الدين.

فأما إذا

أريد به لو كان معنا طبق موضوع عليه شئ من الهدايا لاذن لنا، فهو كما قال السيد بن طاوس في اختياره: ما أبعد هذا من الحق والحجة (1) من القول، أين مناسبة هذا القول لعلو مكان مولانا الصادق عليه السلام وجلالة قدره، نعوذ بالله من اتباع الهوي والوقوع في الفتنة ونستعين.

قوله: عن مثني الحناط الذي يظهر من الكتاب في هذا الموضع ومما قد سبق في ترجمة زرارة أن أبا بصير هذا هو الليث المرادي الضرير: والمشهور أنه الأسدي يحيي بن أبي القاسم المكفوف، وعندي أن القصة وقعت لهما كليهما.

وقال علي بن أحمد العقيقي: يحيي بن القاسم الأسدي مولاهم ولد مكفوفا،

(1) وفي نسخة " م " وأسمجه من القول

(٤٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن الحسن (1)، علي بن الحكم (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، الموت (1)

ثم قال اذن مني فمسح علي وجهي وعلي عيني، فأبصرت السماء والأرض والبيوت، فقال لي: أتحب أن تكون كذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أم تعود كما كنت ولك الجنة الخالص؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح علي عيني فعدت.

في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي 299 - طاهرين بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن أحمد الشجاعي، عن محمد ابن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عبد الله بن وضاح، عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مسألة في القرآن؟ فغضب وقال: انا رجل تحضرني قريش وغيرهم وانما تسألني عن القرآن، فلم أزل أطلب إليه وأتضرع حتي رضي، وكان عنده رجل من أهل المدينة مقبل عليه.

فقعدت عند باب البيت علي بثي

وحزني، إذ دخل بشير الدهان فسلم وجلس عندي، وقال لي سله عن الامام بعده؟ فقلت: لو رأيتني مما قد خرجت من هيئة لم تقل لي سله، فقطع أبو عبد الله عليه السلام حديثه مع الرجل، ثم أقبل فقال: يا أبا محمد ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا وانما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أمرتم.

في عبد الملك بن أعين أبي الضريس 300 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن أبي نصر، عن ____________________

رأي الدنيا مرتين، مسح أبو عبد الله عليه السلام علي عينيه وقال: انظر ما تري؟ فقال: أري كوة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك.

في عبد الملك بن أعين أبي الضريس أبو الضريس بضم الضاد المعجمة علي التصغير.

قال في القاموس. كزبير علم (1).

(1) القاموس: 2 / 225

(٤٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، أبو بصير (2)، عبد الله بن محمد الأسدي (1)، أحمد بن الحسن الميثمي (1)، عبد الله بن وضاح (1)، عبد الملك بن أعين (1)، أبو عبد الله (1)، بشير الدهان (1)، محمد بن عيسي (1)، جعفر بن أحمد (1)، القرآن الكريم (2)

الحسن بن موسي، عن زرارة، قال: قدم أبو عبد الله مكة، فسأل عن عبد الملك ابن أعين؟ فقال: مات؟ قيل نعم فقال: لا ولكن صلي هيهنا، ورفع يديه ودعا له واجتهد في الدعاء وترحم عليه.

____________________

والصدوق أبو جعفر بن بابويه - رضوان الله تعالي عليه في مسنده كتاب من لا يحضره الفقيه في ذكر أسناده عن عبد الملك بن أعين قال: وكنيته أبو ضريس وزار الصادق عليه السلام قبره بالمدينة مع أصحابه (1).

وذلك أدل دليل علي علو مرتبته وارتفاع منزلته فليعرف.

قوله: قال قدم أبو عبد الله مكة قلت: الظاهر أن

لفظة " من " سقطت هاهنا من قلم الناسخ، فان عبد الملك بن أعين مات بالمدينة وقبره هناك وأبو عبد الله عليه السلام لما قدم من مكة زار قبره بالمدينة مع أصحابه، كما قد نقلناه عن الصدوق في مسندة الفقيه فليعلم.

قوله: فقال لا، ولكن صلي هاهنا ولكن صلي اما أنه تتمة كلام الإمام عليه السلام، ورفع يده أول كلام زرارة، وصلي بمعني تلا السابق في السابقة: وهو مأخوذ من الصلا بالفتح والقصر أي الظهر من الانسان. أو من كل ذي أربع، أو ما انحدر من الوركين، أو ما عن يمين الذئب وشماله، وهما صلوان، والمصلي تالي السابق مطلقا.

أو في الفرس علي الحقيقة، وفي الانسان علي الاستعارة، يقال: صلي الفرس المصلي، وهو الذي يتلو السابق، لان رأسه عند صلا الفرس الأول.

يعني عليه السلام أن عبد الملك بن أعين لم يمت، بل هو من الاحياء المرزوقين الفرحين عند ربهم رزقا قدسيا روحانيا، وفرحا أبديا عقلانيا، ولكنه بموته الظاهري

(١) من لا يحضره الفقيه: ٤ / 97

(٤١٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، أبو عبد الله (1)، الحسن بن موسي (1)، الموت (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)

301 - علي بن الحسن، قال: حدثني علي بن أسباط، عن علي بن الحسن بن عبد الملك بن أعين، عن ابن بكير، عن زرارة، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام بعد موت عبد الملك بن أعين: اللهم ان أبا الضريس كنا عنده خيرتك من خلقك، فصيره في ثقل محمد صلي الله عليه وآله يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله: أما رأيته يعني في النوم؟

فتذكرت فقلت: لا، فقال: سبحان الله مثل أبي الضريس لم يأت بعد.

.____________________

الجسداني هاهنا.

وفي نسخ عديدة

" ماهنا " بالميم مكان الهاء، أي في النشأة البائدة البائرة صلي، أي تلا من سبقه في السباق إلي الحياة الحقيقية العقلية والبهجة الحقة الإلهية.

وفي بعض النسخ " صلي هنئة هنا " أي تلا السابق في السباق هنا شيئا يسيرا، واما أنه أول كلام زرارة وصلي هاهنا أي أتي هاهنا بالصلاة.

والمعني أنه عليه السلام قال بلسانه لا: أي لم يمت عبد الملك ولكنه عليه السلام صلي في هذا الموضع ورفع يده بعد الصلاة ودعا لعبد الملك واجتهد في الدعاء له، وترحم عليه كما يترحم علي الميت ويدعي له، فعلم من فعله عليه السلام أنه انما عني بقوله لأنفي الموت الحقيقي واثبات الحياة الأبدية الحقيقية، ولم يعن به نفي الموت الظاهر الجسماني، فليفقه.

قوله عليه السلام: فصيره في ثقل محمد صلواتك عليه ثقل الرجل - بالتحريك - حشمه أي قرابته وعياله ومن يغضب له ويذب عنه، إذا أصابه أمر ونزلت به ملمة، وثقل المسافر متاعه وأهل حزانته.

يعني عليه السلام: ان أبا ضريس كان يعتقد أنا خيرتك من خلقك، فاجعله من حشم محمد صلي الله عليه وآله وأهل حزانته صلواتك عليه وآله، وصيره يوم القيامة في زمرتهم ومن جملتهم (1).

(1) وفي " ن " جماعتهم

(٤١١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، عبد الملك بن أعين (2)، أبو عبد الله (2)، علي بن أسباط (1)، علي بن الحسن (2)، النوم (1)

302 - حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي ابن عطيه قال قال أبو عبد الله عليه السلام لعبد الملك بن أعين: كيف سميت ابنك ضريسا؟

فقال: كيف سماك أبوك جعفرا؟ قال: إن جعفرا نهر في

الجنة وضريس اسم شيطان.

في حمران بن أعين 303 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن الحكم، عن حجر بن زايدة عن حمران بن أعين، قال قلت لا بي جعفر عليه السلام اني أعطيت الله عهدا، لا اخرج من المدينة حتي تخبرني عما أسئلك، قال، فقال لي: سل قال، قلت: أمن شيعتكم أنا؟ قال: نعم في الدنيا والآخرة.

304 - محمد، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن زياد القندي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حمران: انه رجل من أهل الجنة.

محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، قال: روي عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، كان يقول: حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا.

305 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال، قال: حدثني العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، قال قال حمران بن أعين: ان الحكم بن عيينة، ____________________

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لزرارة: أما رأيته؟ يعني أبا ضريس في النوم، قال زرارة فتذكرت من حالي فقلت: لا فقال عليه السلام: سبحان الله مثل أبي الضريس لم يأت بعد؟! وهو تعريض لزرارة.

في حمران بن أعين قوله: أن الحكم بن عيينة الدائر علي الألسن في المشهور مطابقا لما في المغرب والقاموس وغير هما من

(٤١٢)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسين بن علي (1)، عبد الملك بن أعين (1)، الحكم بن عيينة (1)، ابن أبي عمير (3)، أبو عبد الله (1)، العباس بن عامر (1)، الفضل بن شاذان (1)، أبان بن عثمان (1)، يعقوب بن يزيد (1)، حجر

بن زائدة (1)، زياد القندي (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن مسعود (1)

يروي عن علي بن الحسين عليه السلام أن علم علي عليه السلام في أية مسأله فلا يخبرنا.

قال حمران: سألت أبا جعفر عليه السلام؟ فقال: ان علينا عليه السلام كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسي ولم يكن نبيا ولا رسولا، ثم قال: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث، قال فعجب أبو جعفر.

____________________

كتب اللغة " عيينة " بيائين مثناتين من تحت بعد العين المهملة المضمومة ثم النون.

وقال العلامة - رحمه الله تعالي - في الايضاح والخلاصة (1) وطابقه الحسن ابن داود في كتابه (2): " الحكم بن عتيبة " بالتاء المنقطة فوقها نقطتين بعد العين والياء المنقطة تحتها نقطتين والباء المنقطة تحتها نقطة، وكذلك ضبطه بعض علماء العامة أيضا.

قوله: يروي عن علي بن الحسين عليهم السلام يعني قال حمران بن أعين: ان الحكم كان يروي عن علي بن الحسين عليهما السلام أن علم علي عليه السلام في أية مرتبة ومنزلة يصح أن يسأل عنها ويستخبر عن درجتها، ولكن كان لا يخبرنا بذلك.

فسألت أبا جعفر عليه السلام عن حقيقة الامر، فقال عليه السلام: ان عليا عليه السلام لم يكن رسولا ولا نبيا بل كان محدثا، منزلته في هذه الأمة في العلم المنزل علي قلبه بإذن الله سبحانه منزلة آصف بن برخيا صاحب سليمان، وخضر صاحب موسي عليهما السلام في الأمم السابقة، وإن كان علي عليه السلام منزلته أعلي من منزلتهما وأعظم، ثم قال عليه السلام في تأويل ما في التنزيل الكريم " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث الآية " (3).

ثم قال حمران: وإذ ذكرت ذلك لأبي

جعفر عليه السلام تعجب أبو جعفر عليه السلام من أمر الحكم بن عيينة.

(١) الخلاصة: ٢١٨ ٢) رجال ابن داود: ٤٤٩ 3) سورة الحج: 52

(٤١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، كتاب رجال ابن داود (1)، سورة الحج (1)

306 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن الحارث، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن حمران كان يقول نمد الحبل، من جاوزه من علوي وغيره برئنا منه.

307 - حدثني محمد بن الحسن البرناني، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن العلاء بن رزين القلا، عن أبي خالد الأخرس، قال قال حمران بن أعين، لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك أني حلفت ألا أبرح المدينة حتي أعلم ما أنا، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: فتريد ماذا يا حمران؟

قال: تخبرني ما أنا؟ قال: أنت لنا شيعة في الدنيا والآخرة.

308 - حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: قدمت المدينة وأنا شاب أمرد، فدخلت سرادقا لأبي جعفر عليه السلام بمعني، فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه أحد ورأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم، فعرفت برأيي أنه أبو جعفر عليه السلام فقصدت نحوه فسلمت عليه، فرد السلام علي، فجلست بين يديه والحجام خلفه.

فقال: امن بني أعين أنت؟ فقلت، نعم أنا زرارة بن أعين، فقال: انما عرفتك بالشبه، أحج حمران؟ قلت: لا وهو يقرئك السلام، فقال:

انه من المؤمنين حقا لا ____________________

ويحتمل أن يكون أبو جعفر كنية للحكم أيضا، وإن كان يكني أبا محمد فيكون المعني: ان ذكرت قول أبي جعفر عليه السلام للحكم فعجب منه، والله سبحانه أعلم.

قوله: نمد الحبل من جاوزه يعني نحن نمد حبل الدين الحنيف القويم والصراط السوي المستقيم، من لدن رسول الله ووصيه علي بن أبي طالب، ثم الأئمة الأوصياء الطاهرين من ولده إلي الإمام الثاني عشر المهدي القائم الموعود، فمن جاوز هذا الحبل علويا كان أو غير علوي تبرأنا منه.

(٤١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، يوم عرفة (1)، محمد بن الحسن البرناني (1)، زرارة بن أعين (1)، ابن أبي عمير (1)، حمدويه بن نصير (1)، العلاء بن رزين (1)، عثمان بن حامد (1)، محمد بن الحسين (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن مسعود (1)، الفدية، الفداء (1)

يرجع أبدا، إذا لقبته فاقرئه مني السلام، وقل له: لم حدثت الحكم بن عيينة عني أن الأوصياء محدثون لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث.

فقال زرارة: فحمدت الله تعالي وأثنيت عليه فقلت: الحمد لله، فقال هو الحمد لله ثم قلت أحمده وأستعينه، فقال: هو أحمد وأستعينه، فكنت كلما ذكرت الله في كلام ذكره كما أذكره حتي فرغت من كلامي.

309 - حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال: حدثنا عبد الله الحجال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: لوددت أن كل شئ في قلبي في قلب أصغر انسان من شيعة آل محمد صلي الله عليه وآله.

310 - وبهذا الاسناد: عن الحجال، عن صفوان، قال: كان يجلس حمران مع أصحابه فلا يزال معهم

في الرواية عن آل محمد صلي الله عليه وآله فان خلطوا في ذلك بغيره ردهم إليه، فان صنعوا ذلك عدل ثلاث مرات قام عنهم وتركهم.

311 - إسحاق بن محمد قال: حدثنا علي بن داود الحداد، عن حريز بن عبد الله، قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء، فلما خرجا قال: أما حمران فمؤمن، وأما جويرية فزنديق لا يعلم أبدا، فقتل هارون جويرية بعد ذلك.

312 - يوسف بن السخت قال: حدثني محمد بن جمهور، عن فضالة بن أيوب، ____________________

قوله: حدثني محمد بن جمهور قال النجاشي - رحمه الله تعالي - في كتابه: محمد بن جمهور أبو عبد الله القمي ضعيف الحديث فاسد المذهب وقيل فيه أشياء الله أعلم بها من عظمها، روي عن الرضا عليه السلام (1).

وكذلك الشيخ - رحمه الله تعالي - في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن

(١) رجال النجاشي: ٢٦٠

(٤١٥)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، علي بن داود الحداد (1)، عبد الله الحجال (1)، عبد الله بن بكير (1)، فضالة بن أيوب (1)، الحكم بن عيينة (1)، الحسين بن الحسن (1)، يوسف بن السخت (1)، إسحاق بن محمد (1)، محمد بن جمهور (1)، الوصية (1)، كتاب رجال النجاشي (1)

عن بكير بن أعين، قال: حججت أول حجة فصرت إلي مني، فسألت عن فسطاط أبي عبد الله عليه السلام فدخلت علية، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر في وجوهم فلم أره فيهم، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم، فقال: هلم إلي! ثم قال: يا غلام أمن بني أعين أنت؟ قتل: نعم جعلني الله فداك قال: أيهم أنت؟ قلت: أنا بكير بن أعين، قال

لي: ما فعل حمران؟ قلت: لم يحج العام علي شوق شديد منه إليك، وهو يقرأ عليك السلام، فقال: عليك وعليه السلام، حمران مؤمن من أهل الجنة لا يرتاب أبدا لا والله لا والله لا تخبره.

إلي هنا انتهي الجزء الثاني ويتلوه في الجزء الثالث حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد. والحمدلله رب العالمين وصلواته علي سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين.

____________________

الرضا عليه السلام قال: محمد بن جمهور العمي عربي بصري غال (1).

وقال في باب لم: محمد بن الحسن بن جمهور العمي، روي سعد عن أحمد ابن الحسين بن سعيد عنه (2).

وهذا يدل علي التعدد، ولكن في الفهرست قال، محمد بن الحسن بن الجمهور العمي البصري له كتب، جماعة منها كتاب الملاحم، وكتاب صاحب الزمان وله الرسالة الذهبية عن الرضا عليه السلام، وله كتاب وقت خروج القائم عليه السلام. ثم ذكر طريقه إليه بالاسناد عن العمر كي بن علي عن محمد بن جمهور (3).

فبين من ذلك أن محمد بن الحسن بن جمهور ومحمد بن جمهور واحد، وهو العمي البصري. وايراده مرة أخري في باب لم لان حديثه عن الرضا عليه السلام من غير واسطة قليل، والله سبحانه أعلم.

(١) رجال الشيخ: ٣٨٧ ٢) رجال الشيخ: ٥١٢ ٣) الفهرست: ١٧٢

(٤١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، بكير بن أعين (1)، محمد بن مسعود (1)، علي بن محمد (1)، القتل (1)، الحج (2)، الفدية، الفداء (1)، الطهارة (1)

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.