جامع المقاصد فی شرح القواعد المجلد 3

اشارة

سرشناسه:محقق کرکی ، علی بن حسین ، - 940ق .

عنوان قراردادی:قواعد الاحکام فی معرفة الحلال و الحرام . شرح

عنوان و نام پدیدآور:جامع المقاصد فی شرح القواعد/ تالیف علی بن الحسین الکرکی ؛ تحقیق موسسه آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث.

مشخصات نشر:قم: موسسه آل البیت (ع ) لاحیاء التراث ‫، 1411ق . = 1991م. ‫= 1370.

مشخصات ظاهری:14ج.

یادداشت:کتاب حاضر شرحی بر کتاب " قواعدالاحکام فی معرفه الحلال والحرام تالیف حسن بن یوسف علامه حلی " است.

یادداشت:کتابنامه .

مندرجات:الجزء الاول الطهاره .--الجزءالثانی الصلاه .--الجزءالثالث الزکاة والحج.--الجزء الرابع المتاجر.--الجزء الخامس الدین.--الجز ءالسابع الاجارة.--الجزء الثامن الوکالة.--

موضوع:علامه حلی ، حسن بن یوسف ، ‫648 - 726ق. . قواعد الاحکام فی معرفة الحلال و الحرام -- نقد و تفسیر

موضوع:فقه -- قواعد

موضوع:فقه جعفری -- قرن ‫8ق.

شناسه افزوده:علامه حلی، حسن بن یوسف، 648-726ق. قواعد الاحکام فی معرفة الحلال و الحرام. شرح

شناسه افزوده:موسسة آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث ‫ (قم)

رده بندی کنگره: ‫ BP182/3 ‫ /ع8ق90217 1370

رده بندی دیویی: ‫ 297/342

شماره کتابشناسی ملی:2500873

ص:1

اشارة

جامع المقاصد فی شرح القواعد

تالیف علی بن الحسین الکرکی

تحقیق موسسه آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث.

ص :2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :3

تنبیه النسخة المعتبرة التی اعتمدناها فی تحقیقنا لکتاب القواعد هی النسخة التی اعتمدها المحقق الکرکی فی شرحه للکتاب،و هناک اختلافات بینة لا تخفی فی القاریء اللبیب

ص :4

کتاب الزکاة

اشارة

کتاب الزکاة و فیه أبواب:

الأول:فی زکاة المال

اشارة

الأول:فی زکاة المال،و فیه مقاصد:

الأول:فی الشرائط

اشارة

الأول:فی الشرائط،و فیه فصلان:

الأول:فی الشرائط العامة
اشارة

الأول:فی الشرائط العامة،و هی أربعة:

الأول:البلوغ

الأول:البلوغ،فلا تجب علی الطفل،نعم لو اتجر له الولی استحبت،و لو ضمن و اتجر لنفسه و کان ملیا ملک الربح و استحب له الزکاة،و لو انتفی أحدهما ضمن و الربح للیتیم و لا زکاة.

و یستحب فی غلات الطفل و أنعامه علی رأی،و یتناول التکلیف الولی.

الثانی:العقل

الثانی:العقل،فلا زکاة علی المجنون،و حکمه حکم الطفل فیما تقدم،و لو کان یعتوره اشترط الکمال طول الحول.

الثالث:الحریة

الثالث:الحریة،فلا زکاة علی المملوک،سواء ملّکه مولاه النصاب و قلنا بالصحة أو منعناه،نعم تجب الزکاة علی المولی.

قوله: (و لو انتفی أحدهما ضمن و الربح للیتیم).

یستثنی من ذلک الأب و إن کان معسرا،و إنّما یکون الربح للیتیم إذا اشتری بالعین و کان ولیّا،أو أجاز الولی،و فی نفی الزّکاة حینئذ بعد.

قوله: (و یستحبّ فی غلات الطفل).

هذا هو المعتمد.

ص:5

و لا فرق بین القن،و المدبر،و أم الولد،و المکاتب المشروط، و المطلق الذی لم یؤدّ شیئا،و لو أدّی و تحرر منه شیء فبلغ نصیبه النصاب وجبت فیه الزکاة خاصة،و إلاّ فلا.

الرابع:کمالیة الملک

الرابع:کمالیة الملک،

و أسباب النقص ثلاثة

و أسباب النقص ثلاثة:

الأول:منع التصرف

الأول:منع التصرف،فلا تجب فی المغصوب،و لا الضال،و لا المجحود بغیر بینة،و لا الدین علی المعسر-و الموسر علی رأی-و لا المبیع قبل القبض إذا کان المنع من قبل البائع.

و لو اشتری نصابا،جری فی الحول حین العقد علی رأی،و کذا لو شرط خیارا زائدا.

و لا تجب فی الغائب إذا لم تکن فی ید وکیله و لم یتمکن منه، قوله: (و أسباب النّقص ثلاثة).

فی عنوان هذه الأقسام کلام.

قوله: (و لا المجحود بغیر بیّنة).

مقتضاه:أنّه لو کان له بینة یجب علیه،و هو مشکل إن کان یرید وجوب انتزاعه و أداء الزکاة.

و إن أراد الوجوب بعد العود إلیه بجمیع نمائه،فهو متجّه إذا کانت البیّنة بحیث ثبت بها،و هناک من ینتزعه.و لو نسیه بعد دفنه،و نحو ذلک فکالضالّ.

قوله: (و لا الدّین علی المعسر،و الموسر علی رأی).

هذا هو المعتمد ما دام دینا،و لو تعیّن بوجه شرعی و لم یقبضه،و خلّی بینه و بین المدیون وجبت الزکاة.

ص:6

و لو مضی علی المفقود سنون ثم عاد زکّاه لسنة استحبابا.

الثانی:تسلّط الغیر علیه

الثانی:تسلّط الغیر علیه،فلا تجب فی المرهون و إن کان فی یده، و لا الوقف لعدم الاختصاص،و لا منذور التصدق به،و أقوی فی السقوط ما لو جعل هذه الأغنام ضحایا،أو هذا المال صدقة بنذر و شبهه،أما لو نذر الصدقة بأربعین شاة و لم یعین لم یمنع الزکاة،إذ الدین لا یمنع الزکاة، و فی النذر المشروط نظر. و لو استطاع بالنصاب و وجب الحج،ثم مضی الحول علی النصاب،فالأقرب عدم منع الحج من الزکاة، قوله: (و لو مضی علی المفقود سنون).

محمولة علی سنتین فصاعدا،کما نبّه علیه شیخنا الشّهید (1)و غیره،و هو فی المبسوط بصیغة و روی (2).

قوله: (فلا تجب فی المرهون).

و إن تمکّن من فکه علی الأصحّ.

قوله: (و فی النّذر المشروط نظر).

لا زکاة فیه لمنع التصرّف فیه.

قوله: (و لو استطاع بالنصاب و وجب الحج،ثم مضی الحول علی النّصاب،فالأقرب عدم منع الحجّ من الزکاة).

هذا بعمومه شامل لما إذا کان مضیّ الحول بعد مضیّ جمیع زمان الحج، و هو ظاهر،و أما إذا کان ذلک فی أثنائه فهو مشکل،لأنّ وجوب الحج حینئذ

ص:7


1- 1)البیان:168.
2- 2) المبسوط 1:212.

و إذا اجتمع الزکاة و الدین فی الترکة قدمت الزکاة.

و لو حجر الحاکم للفلس ثم حال الحول فلا زکاة،و لو استقرض الفقیر النصاب و ترکه حولا وجبت الزکاة علیه،و لو شرطها علی المالک لم یصح علی رأی. و النفقة مع غیبة المالک لا زکاة فیها،لأنها،فی معرض الإتلاف،و تجب مع حضوره.

منوط بالاستطاعة المعینة بهذا المال،فیمتنع تعلق الزکاة و الحج جمیعا.

و الاعتذار بأنّ الحجّ متعلق بالذّمة (1)إنّما یکون بعد الاستقرار مطلقا.

و الظاهر وجوب الزکاة و سقوط الحجّ،لأنّها واجب حاضر بخلاف الحجّ، لعدم القطع ببقاء جمیع شروطه إلی آخر زمانه.

قوله: (و إذا اجتمع الزکاة و الدّین فی الترکة.).

هذا إذا کانت الزکاة فی المال المعیّن،و إلاّ فهی دین.

قوله: (و لو حجر الحاکم للفلس،ثم حال الحول فلا زکاة.).

بخلاف السّفه (2).

قوله: (و لو شرطها علی المالک لم تصحّ علی رأی).

لا تصح علی الأصحّ.

ص:8


1- 1)فی«ن»و«ه»:متعلقة بالذمة.
2- 2) قوله:(و لو استطاع بالنصاب.) أی:تجب الزکاة و الحج معا،و التحقیق:أن حولان الحول إن کان بعد استقرار الحج فی الذمة بمضی جمیع أشهره مع التمکن من فعله یجبان و إن کان قبل ذلک،و إن سبق وجوب الحج فی الذمة تجب الزکاة لتحقق السبب و عدم القطع باستقرار الحج،و یتعین سبق الوجوب فیسقط حینئذ الحج،لأن الاستطاعة الموجبة للثبوت فی الذمة إنما تکون بعین المال. هکذا ورد فی النسخ الخطیة الثلاث،علما بأن هذا القول قد ورد قبل عدة أسطر و شرحه المصنف بعبارة أخری.
الثالث:عدم قرار الملک

الثالث:عدم قرار الملک،فلو وهب له نصاب لم یجر فی الحول الاّ بعد القبول و القبض،و لو اوصی له اعتبر الحول بعد الوفاة و القبول.

و لو استقرض نصابا جری فی الحول حین القبض،و لا تجری الغنیمة فی الحول الاّ بعد القسمة،و لا یکفی عزل الإمام بغیر قبض الغانم.

و لو قبض أربع مائة أجرة المسکن حولین وجب علیه عند کل حول زکاة الجمیع و إن کان فی معرض التشطیر،و کذا تجب علی المرأة لو کمل الحول قبل الدخول،فان طلقها أخذ الزوج النصف کملا،و کان حق الفقراء علیها أجمع.و لو تلف النصف بتفریطها تعلق حق الساعی بالعین و ضمنت للزوج.

تنبیه

تنبیه:إمکان الأداء شرط فی الضمان،فلو لم یتمکن المسلم من إخراجها بعد الحول حتی تلفت لم یضمن.

و لو تلف بعض النصاب سقط من الفریضة بقدره،و لو تمکن من الأداء بعد الحول و أهمل الإخراج ضمن.

و الکافر و إن وجبت علیه لکنها تسقط عنه بعد إسلامه،و لا یصح منه أداؤها قبله،و یستأنف الحول حین الإسلام،و لو هلکت بتفریطه حال کفره فلا ضمان.

قوله: (الثالث:عدم قرار الملک).

محل کلام فی العنوان.

قوله: (و لا یکفی عزل الإمام).

لأنّ له الإعراض حینئذ،نعم لو قبض الإمام نیابة عنه صار مالکا حقیقة،فیجری فی الحول حینئذ.

ص:9

الفصل الثانی:فی الشرائط الخاصة
اشارة

الفصل الثانی:فی الشرائط الخاصة،

أما الأنعام فشروطها أربعة

أما الأنعام فشروطها أربعة:

الأول:النصاب

الأول:النصاب.

الثانی:الحول

الثانی:الحول،و هو مضی أحد عشر شهرا کاملة،فإذا دخل الثانی عشر وجبت إن استمرت شرائط الوجوب طول الحول.

فلو اختل بعضها قبل کماله ثم عاد استؤنف الحول من حین العود،و فی احتساب الثانی عشر من الحول الأول أو الثانی إشکال.

و السخال ینعقد حولها من حین سومها،و لا یبنی علی حول الأمهات،فلو کان عنده أربع ثم نتجت وجبت الشاة إذا استغنت بالرعی حولا.

و لو تلف بعض النصاب قبل الحول فلا زکاة،و بعده یجب الجمیع إن فرّط،و إلاّ فبالنسبة.

و لو ملک خمسا من الإبل نصف حول،ثم ملک أخری ففی کل واحدة عند کمال حولها شاة.

و لو تغیر الفرض بالثانی،بأن ملک إحدی و عشرین فالشاة عند تمام حول نصابها واحد و عشرون جزءا من ستة و عشرین جزءا من بنت قوله: (و فی احتساب الثّانی عشر من الحول الأوّل.).

بل من الأوّل،لأنّ الحول حقیقة اثنا عشر شهرا،و المجاز خیر من النقل و الاشتراک،مع أنّ الأصل البراءة.

قوله: (ثم نتّجت).

بضمّ النون.

قوله: (واحد و عشرون جزءا من ستّة و عشرین جزءا،.).

المعتمد وجوب أربع شیاه،لما سیأتی فی التی بعدها،و علی ما ذکره،

ص:10

مخاض عند حول الزیادة.

و لو ملک أربعین شاة،ثم أربعین فلا شیء فی الزائدة.

و لو ملک ثلاثین بقرة و عشرا بعد ستة أشهر فعند تمام حول الثلاثین تبیع أو تبیعة،و عند تمام حول العشر ربع مسنة،فإذا تم حول آخر علی الثلاثین فعلیه ثلاثة أرباع مسنة،و إذا حال آخر علی العشر فعلیه ربع مسنة،و هکذا.

و یحتمل التبیع و ربع المسنة دائما،و ابتداء حول الأربعین عند تمام حول الثلاثین. و لو ارتد فی الأثناء عن فطرة استأنف ورثته الحول،و یتم لو کان عن غیرها.

الثالث:السوم

الثالث:السوم،فلا زکاة فی المعلوفة و لو یوما فی أثناء الحول،بل یستأنف الحول من حین العود الی السوم،و لا اعتبار بالساعة (1)و سواء علّفها مالکها،أو غیره بإذنه،أو بغیر اذنه من مال المالک،و سواء کان العلف لعذر کالثلج أولا،و لا زکاة فی السخال حتی تسغنی عن الأمهات و سیأتی فی الخمس فی الحول الثّانی احتمالان،خمسة أجزاء من ستة و عشرین من بنت مخاض و الشاة.

قوله: (و ابتداء حول الأربعین عند تمام حول الثلاثین).

هذا هو الأصح.

قوله: (و لو یوما فی أثناء الحول).

بل لا بد من صدق کونها معلوفة عرفا.

قوله: (من مال المالک).

و کذا من غیر ماله.

ص:11


1- 1)کذا فی الأصل و متن مفتاح الکرامة و فی باقی الشروح و الحجریة السائحة و لا معنی له.

و تسوم حولا.

الرابع:أن لا تکون عوامل

الرابع:أن لا تکون عوامل،فلا زکاة فی العوامل السائمة،و فی اشتراط الأنوثة قولان.

و أما الغلات فشروطها ثلاثة

و أما الغلات فشروطها ثلاثة:

الأول:النصاب

الأول:النصاب.

الثانی:بدو الصلاح

الثانی:بدو الصلاح،و هو اشتداد الحب،و احمرار الثمرة و اصفرارها،و انعقاد الحصرم علی رأی.

الثالث:تملک الغلّة بالزراعة

الثالث:تملک الغلّة بالزراعة لا بغیرها کالابتیاع و الاتهاب.

نعم لو اشتری الزرع أو ثمرة النخل قبل بدو الصلاح،ثم بدا صلاحها فی ملکه وجبت علیه،و لو انتقلت الیه بعد بدون الصلاح فالزکاة علی الناقل.

و لو مات و علیه دین مستوعب وجبت الزکاة إن مات بعد بدو صلاحها،و الاّ فلا، قوله: (و فی اشتراط الأنوثة قولان).

لا یشترط.

قوله: (الثّانی:بدو الصّلاح-إلی قوله-علی رأی).

هذا هو المشهور.

قوله: (و لو مات و علیه دین مستوعب،وجبت الزکاة إن مات بعد بدوّ صلاحها،و الاّ فلا).

أی:و إن مات قبل بدو الصلاح فلا شیء علیه،لأنّ الترکة إن کانت علی حکم مال المیّت فواضح،و إن انتقلت إلی الوارث فلیس الملک تامّا،لتعلّق الدّین بها تعلّقه بالرّهن.

و یحتمل-قویا-القول بالوجوب مع الشرائط،لأنّ تعلّق الدّین بها أضعف

ص:12

و لو لم یستوعب وجبت. و عامل المساقاة و المزارعة تجب علیه فی نصیبه إن بلغ النصاب.

و أما النقدان:فشروطها ثلاثة

و أما النقدان:فشروطها ثلاثة:

الأول:النصاب

الأول:النصاب.

الثانی:حول الأنعام

الثانی:حول الأنعام.

الثالث:کونهما مضروبین منقوشین بسکة المعاملة

الثالث:کونهما مضروبین منقوشین بسکة المعاملة،أو ما کان یتعامل بها.

تتمة

تتمة:یشترط فی الأنعام و النقدین بقاء عین النصاب طول الحول، فلو عاوض (1)فی أثنائه بغیره سقطت سواء کان بالجنس أو بغیره،و سواء قصد الفرار أولا.و کذا لو صاغ النقد حلیّا محرما أو محللا،أما لو عاوض أو صاغ بعد الحول فإن الزکاة تجب.

و لو باع فی الأثناء بطل الحول،فان عاد بفسخ أو بعیب استؤنف من حین العود.

و لو مات استأنف وارثه الحول إن کان قبله و إلاّ وجبت.

من التعلّق بالرّهن،لأنّ للوارث التصرّف من غیر اذن من المدین.

قوله: (و لو لم یستوعب وجبت).

إن بقی نصاب و اتّحد الوارث،و الاّ فلا بد لکل وارث من نصاب،لیجب علی الجمیع.

قوله: (الثالث:کونهما مضروبین منقوشین بسکة المعاملة).

و لو جرت فی المعاملة بغیر سکّة فلا زکاة،کما فی بعض الأخبار (2).

و ینبغی أن یبلغ رواجها،أن تسمی دراهم أو دنانیر عرفا.

ص:13


1- 1)فی الأصل«عارض»و لا معنی له ظاهرا و کذا فی المورد الثانی.
2- 2) الکافی 3:518 حدیث 8، [1]التهذیب 4:8 حدیث 19،الاستبصار 2:6 حدیث 1.

المقصد الثانی:فی المحل

اشارة

المقصد الثانی:فی المحل،إنما تجب الزکاة فی تسعة أجناس:

الإبل،و البقر،و الغنم،و الحنطة،و الشعیر،و التمر،و الزبیب،و الذهب، و الفضة.

و المتولد بین الزکوی و غیره یتبع الاسم فهنا فصول:

الأول:فی النعم
اشارة

الأول:فی النعم و فیه مطالب:

الأول:فی مقادیر النصب و الفرائض

الأول:فی مقادیر النصب و الفرائض.

أما الإبل فنصبها اثنا عشر،فخمسة فی کل واحد هو خمس شاة.

ثم ست و عشرون،و فیه بنت مخاض،و هی ما دخلت فی الثانیة فأمها ماخض،أی:حامل،و یجزئ عنها ابن اللبون.و یتخیر فی الإخراج لو کانا عنده،و فی الشراء لو فقدهما.

ثم ست و ثلاثون،و فیه بنت لبون،و هی ما دخلت فی الثالثة فصار لأمها لبن،و لا یجزئ الحق الاّ بالقیمة.

ثم ست و أربعون،و فیه حقة،و هی ما دخلت فی الرابعة فاستحقت الحمل أو الفحل.

ثم إحدی و ستون،و فیه جذعة،و هی ما دخلت فی الخامسة.

ثم ست و سبعون،و فیه بنتا لبون.

ثم إحدی و تسعون،و فیه حقتان.

قوله: (و یجزئ عنها ابن اللبون،و یتخیر فی الإخراج لو کانا عنده).

و قیل:لا یجزئ إلاّ مع فقدها:لظاهر الرّوایة (1)،و هو أحوط.

ص:14


1- 1)التهذیب 4:20 حدیث 52،الاستبصار 2:19 حدیث 56.

ثم مائة و إحدی و عشرون،فیجب فی کل خمسین حقة،و فی کل أربعین بنت لبون و هکذا دائما.

و یتخیر المالک لو اجتمعا،و لا یجزئ فی مائتین حقتان و بنتا لبون و نصف،و یجزئ فی أربعمائة أربع حقاق و خمس بنات لبون.

و فی اجزاء بنت المخاض عن خمس شیاه مع قصور القیمة عنها،بل و عن شاة فی الخمس مع قصور القیمة نظر. و اما البقر فنصبها اثنان:ثلاثون،و فیه تبیع أو تبیعة،و هو ما قوله: (ثم مائة و إحدی و عشرون،فیجب فی کلّ خمسین حقة، و فی کلّ أربعین بنت لبون).

هنا إشکالان:

أحدهما:أنّ النّصاب إن کان مائة و إحدی و عشرین کما یظهر من العبارة لم یکن لقوله:(فی کل خمسین.)معنی،لأنّ النّصاب إذا کان عددا معیّنا فلا معنی لذکر عدد آخر،و إن کان کل أربعین و کل خمسین فلا حاجة إلی المائة و إحدی و عشرین.

الثّانی:إنّ الإحدی و العشرین إن کانت جزءا من النّصاب لم یستقم قوله: (فی کلّ أربعین،و فی کلّ خمسین.).

و إلاّ لم یکن لاعتبارها معنی.

و یجیء إشکال ثالث،و هو أنّ ظاهره التخییر بین کلّ أربعین و کل خمسین،و لیس کذلک.

قوله: (و فی إجزاء بنت المخاض عن خمس شیاه-الی-نظر).

لا یجزئ فی واحدة منهما.

قوله: (و أمّا البقر فنصبها اثنان).

هذا لا یضبط نصبها و قد عدّها فی المنتهی اربع (1)،و یرد علیه عدم

ص:15


1- 1)المنتهی 1:488. [1]

کمل له حول.

و أربعون،و فیه مسنة،و هی ما کمل لها حولان.و لا یجزئ المسن و یجزئ عن التبیعة.

و أما الغنم فنصبها خمسة:أربعون و فیه شاة،ثم مائة و احدی و عشرون و فیه شاتان،ثم مائتان و واحدة ففیه ثلاث،ثم ثلاثمائة و واحدة ففیه أربع علی رأی،ثم أربعمائة ففی کل مائة شاة،و هکذا دائما.

و قیل:بل یؤخذ من کل مائة شاة فی الرابع،و تظهر الفائدة فی الوجوب و الضمان.

المطلب الثانی:فی الأشناق

المطلب الثانی:فی الأشناق:کل ما نقص عن النصاب یسمی فی الإبل شنقا،و فی البقر و قصا،و فی الغنم و باقی الأجناس عفوا،فالتسع من الإبل نصاب و شنق و هو أربعة و لا شیء فیه.

فلو تلف بعد الحول قبل إمکان الأداء لم یسقط من الفریضة شیء،و کذا باقی النصب مع الأشناق و لا یضم ما لا شخصین و إن وجدت شرائط الخلطة،کما لا یفرّق بین مالی شخص واحد و إن تباعدا.

المطلب الثالث:فی صفة الفریضة

المطلب الثالث:فی صفة الفریضة:الشاة المأخوذة فی الإبل و الغنم أقلها الجذع من الضأن،و هو ما کمل له سبعة أشهر.

الاحتیاج إلی الثالث.و لو قال فی الأوّل کل ثلاثین و کل أربعین لانضبطت.

قوله: (ففیه أربع).

هذا هو الأصح.

قوله: (و تظهر الفائدة فی الوجوب و الضمان).

أی:فائدة الزائد علی الثلاثمائة و واحدة-علی هذا القول-و علی مائتین و واحدة-علی القول الآخر-لا فائدة القولین،کما توهمه بعضهم،لأنّ الوجوب و الضمان لیس فائدة الخلاف،بل فائدة الخلاف التفاوت فی الفریضة.

ص:16

و من المعز الثنی،و هو ما کمل سنة،و الخیار الی المالک فی إخراج أیهما شاء.

و لا تؤخذ مریضة،و لا هرمة،و لا ذات عوار،و لا الربّی و هی الوالد إلی خمسة عشر یوما،و لا الأکولة و هی المعدة للأکل،و لا فحل الضراب. و لو کان النصاب مریضا أو معیبا لم یکلف الصحیح.

و یجزئ الذکر و الأنثی فی الغنم،و من غیر غنم البلد و إن قصرت قوله: (و الخیار الی المالک).

هذا فی شیاه الإبل،لا مطلقا.

قوله: (و لا تؤخذ مریضة).

إلا من المراض،لا من الصحاح،و لا مما فیها صحاح.

قوله: (و لا ذات عوار) (1).

بضم العین (2).

قوله: (و لا الأکولة.و لا فحل الضراب).

و هل یعدان؟فیه تردد،و عدهما أحوط،و یؤخذ الفحل من الفحول.

قوله: (و لو کان النصاب مریضا).

لو تباینت عیوبها ففی الحکم إشکال (3)قوله: (و یجزئ الذکر و الأنثی فی الغنم).

من الذکران،أو فی شیاه الإبل،لا مطلقا.

قوله: (و من غیر غنم البلد).

فی شیاه الإبل،لوجوب الزکاة فی العین.

ص:17


1- 1)العوار-بفتح العین،و قد یضم-:العیب،انظر الصحاح(عور)2:761.
2- 2) فی«ه»:بالفتح و بضم العین.
3- 3) هذا القول مع شرحه ورد بعد قوله:(و من غیر غنم البلد)فی النسخ الخطیة الثلاث.

قیمتها،و لا خیار للساعی فی التعیین بل للمالک،و العراب و البخاتی من الإبل جنس،و عراب البقر و الجاموس جنس،و الضأن و المعز جنس، و الخیار الی المالک فی الإخراج من أی الصنفین فی هذه المراتب.

و یجوز إخراج القیمة فی الأصناف التسعة،و العین أفضل و لو فقد بنت المخاض دفع بنت اللبون و استرد شاتین أو عشرین درهما،و لا اعتبار هنا بالقیمة السوقیة قلّت عنه أو زادت علیه.

و لو انعکس الفرض دفع بنت المخاض و شاتین أو عشرین درهما، و کذا الجبران بین بنت اللبون و الحقة،و بین الحقة و الجذعة.

و لو وجد الأعلی و الأدون فالخیار الیه،و لو تضاعفت الدرجة فالقیمة السوقیة علی رأی،و کذا ما زاد علی الجذع و أسنان غیر الإبل.

الفصل الثانی:فی النقدین
اشارة

الفصل الثانی:فی النقدین،للذهب نصابان:عشرون مثقالا ففیه نصف دینار،ثم أربعة ففیها قیراطان،و هکذا دائما.و لا زکاة فیما نقص عنهما و إن خرج بالتام.

و للفضة نصابان:مائتا درهم ففیه خمسة دراهم،ثم أربعون و فیها درهم،و لا زکاة فیما نقص عنهما و لو حبة.

و الدرهم ستة دوانیق،و الدانق ثمانی حبات من أوسط حب قوله: (و العراب و البخاتی من الإبل-إلی قوله-الخیار الی المالک).

الأقوی وجوب التقسیط مع الاختلاف،و عدم تطوعه بالأرغب.

قوله: (و لو فقد بنت المخاض دفع بنت اللبون و استرد.).

یشکل الحکم إذا نقصت قیمتها عن الشاتین و عشرین درهما أو ساوت.

قوله: (و لو تضاعفت الدرجة فالقیمة السوقیة علی رأی).

هذا هو الأصح.

ص:18

الشعیر و المثاقیل لم تختلف فی جاهلیة و لا إسلام.

أما الدراهم فإنها مختلفة الأوزان،و استقر الأمر فی الإسلام علی أنّ وزن الدرهم ستة دوانیق،کلّ عشرة منها سبعة مثاقیل من ذهب.

و لو نقص فی أثناء الحول،أو بادل بجنسه،أو بغیره،أو اجتمع النصاب من النقدین،أو کان حلیّا محرما،أو محللا،أو آنیة،أو آلة سبائک،أو نقارا،أو تبرا و إن فعل ذلک قبل الحول فلا زکاة،و بعده تجب.

فروع

فروع:

أ:یکمّل جید النقرة بردیئها

أ:یکمّل جید النقرة بردیئها کالناعم و الخشن،ثم یخرج من کل جنس بقدره.

ب:لا زکاة فی المغشوشة ما لم تبلغ قدر الخالص نصابا

ب:لا زکاة فی المغشوشة ما لم تبلغ قدر الخالص نصابا،و ان کان الغش أقل. و لو جهل مقدار الغش ألزم التصفیة إن ماکس مع علم النصاب لا بدونه،و لو علم النصاب و قدر الغش أخرج عن الخالصة مثلها و عن المغشوشة منها. قوله: (و إن فعل ذلک قبل الحول).

أی:فرارا.

قوله: (و إن کان الغش أقل).

خلافا لأبی حنیفة (1).

قوله: (و لو علم النّصاب و قدر الغش،أخرج عن الخالصة مثلها، و عن المغشوشة منها).

یحمل علی أنّ المراد تخییره بین الأمرین،و أن یکون عنده خالصة

ص:19


1- 1)انظر اللباب فی شرح الکتاب 1:147.
ج:لا تجزئ المغشوشة عن الجیاد

ج:لا تجزئ المغشوشة عن الجیاد و إن قل.

د:لو کان الغش مما تجب فیه الزکاة وجبت عنهما

د:لو کان الغش مما تجب فیه الزکاة وجبت عنهما،فإن أشکل الأکثر منهما و لم یمکن التمیز أخرج ما یجب فی الأکثر مرتین،فلو کان قدر أحد النقدین ستمائة و الآخر أربعمائة أخرج زکاة ستمائة ذهبا و ستمائة فضة،و یجزئ ستمائة من الأکثر قیمة و أربعمائة من الأقل.

ه:لو تساوی العیار و اختلفت القیمة

ه:لو تساوی العیار و اختلفت القیمة کالرضویة و الراضیة استحب التقسیط و أجزأ التخییر.

الفصل الثالث:فی الغلات
اشارة

الفصل الثالث:فی الغلات،و لها نصاب واحد و هو بلوغ خمسة أوسق،کل وسق ستون صاعا،کل صاع أربعة أمداد،کل مد رطلان و ربع بالعراقی و رطل و نصف بالمدنی.

و لا زکاة فی الناقص،فإذا بلغت النصاب وجب العشر إن و مغشوشة،و الأوّل أقرب إلی العبارة و إن کان أبعد معنی.

قوله: (لا تجزئ المغشوشة عن الجیاد و إن قل).

أی:برأسها،أما بالقیمة فیجزئ.

قوله: (لو کان الغش مما تجب فیه الزّکاة).

کالنقدین.

قوله: (و یجزئ ستمائة من الأکثر قیمة.).

لأنّه إن طابقه فلا بحث،و إلاّ کان ما أخرجه زائدا.

قوله: (لو تساوی العیار و اختلفت القیمة-إلی-استحب التقسیط).

الوجه وجوب التقسیط.

ص:20

سقیت سیحا أو بعلا أو عذیا،و نصف العشر إن سقیت بالغرب و الدوالی و النواضح،فان اجتمعا حکم للأکثر،و یسقط مع التساوی،ثم کلما زادت وجب بالحساب.

و تتعلق الزکاة عند بدو صلاحها،و الإخراج و اعتبار النصاب عند الجفاف حالة کونها تمرا أو زبیبا،و فی الغلة بعد التصفیة من التبن و القشر.

و إنما تجب الزکاة بعد المؤمن جمع کالبذر،و ثمن الثمرة و غیره،لا ثمن أصل النخل، قوله: (أو بعلا أو عذیا).

البعل:ما یشرب بعروقه،و العذی بکسر العین:ماء المطر،و قیل:

بالعکس.

قوله: (بالغرب).

الغرب-بفتح الغین-:الدّلو الکبیر،(و الدّوالی)جمع دالیة:و هی دولاب معروف،(و النواضح)جمع ناضح:و هو البعیر الّذی یستقی علیه.

قوله: (و تتعلق الزّکاة عند بدو صلاحها،و الإخراج و اعتبار النصاب عند الجفاف).

هذا الحکم کالمتدافع،نظرا الی الدّلیل.

قوله: (تجب الزّکاة بعد المؤن أجمع کالبذر) (1).

المراد بها:المؤن المتکرّرة فی کل سنة.و إنّما استثنی البذر إذا کان مزکی، أو مما لا یجب الزّکاة فیه.

ص:21


1- 1)«المراد بها المؤمن السابقة علی بدو الصلاح بشرط بقاء النصاب بعد استثنائها،لأن الشرط وجود النصاب و هو ما یتعلق به الزکاة و المتأخرة لا یحل إسنادا لسقوط الزکاة علی الباقی کما لو تلف البعض»،وردت هذه العبارة فی متن الکتاب من النسخة«ه».و فی الهامش عبارة:ربما کان الکلام الطویل مکتوبا علی الحاشیة و أدخل فی المتن.

و بعد حصة السلطان. و لا تتکرر الزکاة فیها بعد الإخراج و إن بقیت أحولا.

و لا یجزئ أخذ الرطب عن التمر،و لا العنب عن الزبیب،و لو أخذه الساعی رجع بما نقص عند الجفاف.

فروع

فروع:

أ:تضم الزروع المتباعدة

أ:تضم الزروع المتباعدة -و الثمار المتفرقة-فی الحکم،سواء اتفقت فی الإیناع أو اختلفت.و ما یطلع مرتین فی الحول یضم السابق الی اللاحق.

ب:الحنطة و الشعیر جنسان

ب:الحنطة و الشعیر جنسانهنا لا یضم أحدهما إلی الأخر.

ج:العلس حنطة

ج:العلس حنطة،حبتان منه فی کمام واحد علی رأی، قوله: (و بعد حصّة السّلطان).

المراد به:خراج الأرض،أو قسمتها و لو کان السّلطان جائرا،لأنّ ذلک یتعلق بالأرض.

قوله: (سواء اتفقت فی الإیناع).

بالنضج.

قوله: (و ما یطلع مرّتین).

هو بضمّ أوله،من أطلع النخل،و هذا هو الأصح خلافا للشّیخ (1).

قوله: (جنسان).

هنا بخلاف الرّبا.

قوله: (العلس حنطة).

هذا هو الأصحّ لتصریح أهل اللّغة به (2).

ص:22


1- 1)المبسوط 1:215.
2- 2) انظر الصحاح(علس)3:952.

و السلت یضم الی الشعیر لصورته،و یحتمل إلی الحنطة لاتفاقهما طبعا، و عدم الانضمام.

د:لا یسقط العشر بالخراج

د:لا یسقط العشر بالخراج فی الخراجیة.

ه:لو أشکل الأغلب فی السقی فکالاستواء

ه:لو أشکل الأغلب فی السقی فکالاستواء،و هل الاعتبار فی الأغلبیة بالأکثر عددا،أو نفعا و نموا؟الأقرب الثانی.

و:مع اتحاد الجنس تؤخذ منه

و:مع اتحاد الجنس تؤخذ منه،و مع الاختلاف إن ماکس قسّط.

ز:یجوز للساعی الخرص

ز:یجوز للساعی الخرص،فیضمن المالک حصة الفقراء و الساعی حصة المالک،أو یجعل حصة الفقراء أمانة فی ید المالک فلیس له الأکل حینئذ.

و مع التضمین لو تلف من الثمرة شیء بغیر تفریط،أو أخذه ظالم قوله: (و السّلت یضم الی الشعیر).

هذا أصحّ لتصریح أهل اللغة بأنّه نوع من الشّعیر (1)،و الاحتمالان الآخران ضعیفان.

قوله: (لو أشکل الأغلب فی السّقی فکالاستواء).

لأنّ الأصل عدم الزّیادة،مع العلم بأصل الاشتراک.

قوله: (نفعا أو نموّا،الأقرب الثّانی).

هذا أقرب،لکن لو کان حفظه أکثر من نموه،کما إذا قارب الزّرع البلوغ، و خیف علیه الیبس لو لا السقی فمشکل.

قوله: (یجوز للساعی الخرص).

و لو لم یکن ساع جاز للمالک أن یخرج عدلا یخرصه،و لو خرص بنفسه جاز،کما صرح به فی التذکرة (2)،لکن یراعی الاحتیاط.

ص:23


1- 1)انظر الصحاح(سلت)1:253.
2- 2) التذکرة 1:221. [1]

سقط الضمان عن المتعهد.

و یجوز تجفیف الثمرة بعد الخرص مع الحاجة فیسقط بحسابه،و یجوز القسمة علی رؤوس النخل و البیع،و لو ادعی المالک النقص المحتمل قبل دون غیره.

و یقبل قوله لو ادعی الجائحة،أو غلط الخارص،أو التلف من غیر سبب لا کذب الخارص عمدا.

ح:الرطب الذی لا یصیر تمرا تجب الزکاة فیه

ح:الرطب الذی لا یصیر تمرا تجب الزکاة فیه،و یعتبر بالخرص -علی تقدیر الجفاف-إن بلغ النصاب وجبت،و تخرج منه عند بلوغه رطبا،و کذا العنب.

ط:یکفی الخارص الواحد

ط:یکفی الخارص الواحد.

ی:لو باع الثمرة بعد الخرص و الضمان صح البیع

ی:لو باع الثمرة بعد الخرص و الضمان صح البیع،و لو کان قبله بطل فی حصة الفقراء ما لم یضمن القیمة.

خاتمة

خاتمة:الزکاة تجب فی العین لا الذمة،فإن فرّط ضمن،و التأخیر مع إمکان التفریق أو الدفع إلی الساعی أو الإمام تفریط.

و لو أهمل المالک الإخراج من النصاب الواحد حتی تکرر الحول فزکاة واحدة.

و لو کان أکثر من نصاب جبر ناقص الأول بالزیادة،فلو حال علی تسع حولان فشاتان،و هکذا الی أن تنقص عن النصاب فلا یجب قوله: (و یقبل قوله لو ادعی الجائحة).

هی ما یجتاح الزّرع و الثمر و یهلکه،و کما یجوز الخرص فی الثمرة یجوز فی غیرها.

قوله: (یکفی الخارص الواحد).

بشرط العدالة و المعرفة.

ص:24

شیء.

و یصدّق المالک فی عدم الحول،و فی الإخراج عن غیر بینة و لا یمین،و یحکم علیه لو شهد علیه عدلان.

المقصد الثالث:فیما تستحب فیه الزکاة

اشارة

المقصد الثالث:فیما تستحب فیه الزکاة،و فیه مطلبان:

الأول:مال التجارة علی رأی
اشارة

الأول:مال التجارة علی رأی،و هو المملوک بعقد معاوضة للاکتساب عند التملک،فلا یستحب فی المیراث،و لا الهبة،و لا ما یقصد به القنیة ابتداء أو انتهاء،و لا ما یرجع بالعیب،و لا عوض الخلع،و لا النکاح،و لا ما قصد به الاکتساب بعد التملک.

و لو اشتری عرضا للقنیة بمثله،ثم رد ما اشتراه بعیب،أو رد علیه ما باعه به فأخذه علی قصد التجارة لم ینعقد لها.

و لو اشتری عرضا للتجارة بعرض قنیة فرد علیه بالعیب انقطع حول التجارة.

و لو کان عنده عرض للتجارة فباعه بآخر للقنیة،ثم رد علیه لم یکن مال تجارة لانقطاع التجارة بقصد القنیة.

و لا بد من استمرار نصاب أحد النقدین طول الحول،فلو نقص فی الأثناء و لو حبة فلا زکاة،و من عدم الخسران فلو طلب بنقص من قوله: (و یحکم علیه لو شهد عدلان).

فی ثبوت الحول،و فی شاة معیّنة،و فی نفی محصور،لا فی النّفی المطلق.

قوله: (ثم ردّ ما اشتراه بعیب.).

هذا بخلاف ما إذا کان المدفوع و المأخوذ کلاهما للتجارة.

قوله: (و لا بدّ من استمرار نصاب أحد النّقدین طول الحول).

هذا إذا کان الشراء بنقد مخصوص فیعتبر به لا بغیره،و لو کان بعروض کفی أحدهما.

ص:25

رأس المال و لو حبة سقطت،إلاّ أن یمضی أحوال کذلک فتستحب زکاة سنة.

و لو طلب فی أثناء الحول بزیادة فحول الأصل من حین الانتقال، و الزیادة من حین ظهورها.

و لو اشتری بنصاب زکاة فی أثناء الحول متاعا للتجارة استأنف حولها من حین الشراء علی رأی،و لو کان أقل من نصاب استأنف إذا بلغه،و الزکاة تتعلق بقیمة المتاع لا بعینه و یقوّم بالنقدین. و یستحب لو بلغه بأحدهما دون الآخر،و المخرج ربع عشر القیمة، و إن شاء أخرج من العین.

قوله: (و لو اشتری بنصاب زکاة فی أثناء الحول متاع التجارة استأنف حولها.).

هذا هو الأصحّ خلافا للشّیخ (1).

قوله: (و الزّکاة تتعلق بقیمة).

هذا هو الأصحّ،و قیل:یعتبر من العین،فیتفاوت لو زادت قیمة العین بعد الحول،أو فی آخره (2).

قوله: (و یقوّم بالنقدین).

هذا إذا اشتری بعروض،و إلاّ تعیّن التقویم بالنقد الّذی وقع الشراء به.

قوله: (و یستحبّ لو بلغه بأحدهما دون الآخر).

هذا إذا کان رأس المال عروضا،أو بلغ بالذی اشتری به.

ص:26


1- 1)الخلاف 1:187 مسألة 63 کتاب الزکاة.
2- 2) قاله السید المرتضی فی الانتصار:79.
فروع

فروع:

أ:لو ملک أربعین شاة للتجارة

أ:لو ملک أربعین شاة للتجارة فحال الحول وجبت المالیة و سقطت الأخری.و لو عاوض أربعین سائمة بمثلها للتجارة استأنف حول المالیة علی رأی.

ب:لو ظهر فی المضاربة الربح

ب:لو ظهر فی المضاربة الربح ضممنا حصة المالک منه الی الأصل و نخرج منه الزکاة،و من حصة العامل إن بلغت نصابا و إن لم ینض المال علی رأی،لأن الاستحقاق أخرجه عن الوقایة.و الأقرب عدم المنافاة بین الاستحقاق و الوقایة، قوله: (و لو عاوض أربعین سائمة.).

هذا هو المعتمد،سواء کانت الأولی للتجارة أم لا،لأنّ النصاب إذا تبدل لم یتعلق به الزکاة،لعدم صدق حولان الحول علیه بخلاف حول التجارة،إذا کانت الأولی للتجارة.

قوله: (لو ظهر فی المضاربة الربح-إلی قوله-و من حصة العامل إن بلغت نصابا و إن لم ینض المال علی رأی.).

المتجه عدم الوجوب.

قوله: (و الأقرب عدم المنافاة).

هذا مشکل،لأنّ الاستحقاق إذا أخرجه عن الوقایة کان ذلک فرع التنافی،و ثبوت التالف فی ذمة العامل لا یخرجه عن المنافاة بینهما،و إلاّ لاجتمعا فی المال إذ کلّ متنافیین لا یمتنع فیهما الوجود فی محلین.

و علی تقدیر المنافاة الذی هو مقابل الأقرب،یحتمل سقوط الزکاة، فیحتمل ثبوت الضّمان فی ذمّة العامل،فلا یستقیم ما ذکره:و کأنّه حاول الجمع بین ثبوت الزّکاة و عدم سقوط حق المالک من استحقاق عوض ما یتلف،فلم تساعده العبارة بحلها.

ص:27

فیضمن العامل الزکاة لو تم بها المال.

ج:الدین لا یمنع الزکاتین

ج:الدین لا یمنع الزکاتین و إن فقد غیره.

د:عبد التجارة یخرج عنه الفطرة و زکاة التجارة

د:عبد التجارة یخرج عنه الفطرة و زکاة التجارة.و لو اشتری معلوفة للتجارة ثم أسامها فالأقرب استحباب زکاة التجارة فی السنة الأولی.

ه:فی کون نتاج مال التجارة منها نظر

ه:فی کون نتاج مال التجارة منها نظر،فعلی تقدیره لو اشتری نخلا للتجارة فأثمر فالعشر المخرج لا یمنع من انعقاد حول التجارة علی الثمرة،و لا علی الأصل.

و لو اشتری أرضا للتجارة،و زرعها ببذر القنیة وجبت المالیة فی الزرع،و لم یسقط استحباب التجارة عن الأرض.

قوله: (فیضمن.).

المتجه و المعتمد عدم الوجوب،لأنّ الملک غیر حقیقی،و إلاّ لملک ربح الرّبح،و لعدم إمکان التصرّف قبل القسمة.

قوله: (الدّین لا یمنع الزکاتین و إن فقد غیره).

أی:غیر ما یقضی به الدّین،و إن کان خلاف المتبادر من العبارة.

قوله: (عبد التجارة یخرج عنه الفطرة و زکاة التجارة).

لعدم التنافی،إذ لیس زکاة الفطرة من العبد،حتّی یلزم الثنی فی الزّکاة.

قوله: (فالأقرب استحباب زکاة التّجارة فی السّنة الأولی).

یشکل حینئذ بلزوم الثنی،فالمتجه کون استحباب زکاة التجارة مراعی بعدم اجتماع شرائط المالیة إلی آخر الحول،فیستحب،و الا فلا.

قوله: (فی کون نتاج مال التجارة منها نظر).

الظاهر أنّه لیس منها بخلاف الربح،لأنّه فی مقابل بعض العین،إذ هو بعض القیمة.

ص:28

المطلب الثانی:فی باقی الأنواع
اشارة

المطلب الثانی:فی باقی الأنواع:

الأول:کل ما عدا ما ذکرنا من الغلات تستحب فیه الزکاة

الأول:کل ما عدا ما ذکرنا من الغلات تستحب فیه الزکاة کالعدس،و الماش،و الأرز،و غیرها مما تنبته الأرض من مکیل أو موزون.

و حکمه فی قدر النصاب،و اعتبار السقی،و قدر المخرج،و إسقاط المؤن حکم الواجب،و لا زکاة فی الخضراوات،و فی ضمّ ما زرع مرتین فی السنة کالذرة بعضه مع بعض نظر.

الثانی:الخیل تستحب فیها الزکاة

الثانی:الخیل تستحب فیها الزکاة بشرط الأنوثة،و السوم،و الحول.

ففی کل فرس عتیق دیناران فی کل حول،و عن البرذون دینار.

الثالث:العقار المتخذ للنماء یستحب الزکاة فی حاصله

الثالث:العقار المتخذ للنماء یستحب الزکاة فی حاصله،فان بلغ نصابا و حال علیه الحول وجبت،و لا تستحب فی شیء غیر ذلک.

قوله: (و لا زکاة فی الخضراوات).

و کذا البقول،و ما یسرع إلیه الفساد.

قوله: (و فی ضم ما یزرع مرتین فی السنّة-کالذرة-بعضه مع بعض نظر).

أی یضم نظرا إلی أنّه غلة سنة واحدة.

قوله: (و عن البرذون دینار).

البرذون،بکسر أوّله:العجمی،و المراد به ما عدا العتیق.و یشترط أن لا تکون عوامل و أن لا تکون مشترکة.

قوله: (العقار المتخذ للنماء).

المراد به:نحو الدّکاکین و البیوت،لأنّ العقار-بفتح العین و کسرها- المنزل،و لا یشترط الحول و لا النصاب،و ربّما اشترطهما المصنّف تمسّکا بالعموم.

ص:29

المقصد الرابع:فی المستحق

اشارة

المقصد الرابع:فی المستحق و فیه فصلان:

الأول:فی الأصناف
اشارة

الأول:فی الأصناف و هم ثمانیة:

الأول،و الثانی:الفقراء و المساکین

الأول،و الثانی:الفقراء و المساکین،و یشملهما من قصر ماله عن مؤنة سنة له و لعیاله.

و اختلف فی أیهما أسوء حالا،فقیل:الفقیر للابتداء بذکره الدال علی الاهتمام،و لقوله تعالی (أَمَّا السَّفِینَةُ فَکانَتْ لِمَساکِینَ) و لتعوذ النبی صلی اللّه علیه و آله منه و سؤاله المسکنة.

و قیل المسکین للتأکید به،و لقوله تعالی (أَوْ مِسْکِیناً ذا مَتْرَبَةٍ) .

و یمنع القادر علی تکسب المؤنة بصنعة و غیرها،و صاحب الخمسین إذا قدر علی الاکتفاء بالمعاش بها.

و یعطی صاحب ثلاثة مائة مع عجزه و صاحب دار السکنی، و عبد الخدمة،و فرس الرکوب،و ثیاب التجمل.

و لو قصر التکسب جاز أن یعطی أکثر من التتمة علی رأی. و یصدّق مدعی الفقر فیه من غیر یمین و إن کان قویا،أو ذا مال قدیم،الاّ مع علم کذبه،فإن ظهر استعید منه،و مع التعذر فلا ضمان علی الدافع مالکا کان أو إماما أو ساعیا أو وکیلا،و کذا لو بان کافرا أو واجب النفقة أو هاشمیا و لا یجب إعلام أنها زکاة.

قوله: (و لو قصر التکسب جاز أن یعطی أکثر من التتمة علی رأی).

یجوز إذا کان دفعة.

قوله: (أو واجب النفقة).

إلاّ أن یکون عبده،لأنّ یده کیده،و الظاهر أنّ زوجته کذلک،لأنّها

ص:30

الثالث:العاملون

الثالث:العاملون،و هم السعاة فی جبایة الصدقة،و یتخیر الامام بین الجعالة و الأجرة عن مدة معینة.

الرابع:المؤلفة

الرابع:المؤلفة،و هم قسمان:

کفار یستمالون الی الجهاد أو إلی الإسلام.

و مسلمون:إما من ساداتهم لهم نظراء من المشرکین إذا أعطوا رغب النظراء فی الإسلام،و إما سادات مطاعون یرجی بعطائهم قوة أیمانهم و مساعدة قومهم فی الجهاد،و إما مسلمون فی الأطراف إذا أعطوا منعوا الکفار من الدخول،و إما مسلمون إذا أعطوا أخذوا الزکاة من مانعیها.

و قیل المؤلفة الکفار خاصة.

الخامس:فی الرقاب

الخامس:فی الرقاب،و هم ثلاثة:المکاتبون،و العبید تحت الشدة،و العبد یشتری للعتق مع عدم المستحق.

و یعطی مدعی الکتابة من غیر بینة و لا یمین مع انتفاء التکذیب، غنیة به بخلاف غیرها من واجب النفقة،و یحتمل فی الزّوجة العدم.

قوله: (و قیل:المؤلفة الکفار خاصة) (1).

هذا أشهر،و بالأوّل شواهد.

قوله: (و هم ثلاثة.).

هذه الأقسام مجمع علیها.

قوله: (مع انتفاء التکذیب).

أی:من السید.

ص:31


1- 1)قاله الشیخ فی المبسوط 1:249.

و یجوز الدفع قبل النجم،و لو صرفه فی غیره ارتجع،إلاّ أن یدفع الیه من سهم الفقراء.

و یدفع السید الزکاة إلی المکاتب ثم یدفعها الیه،و یجوز إعطاء سید المکاتب. و الأقرب جواز الإعتاق من الزکاة،و شراء الأب منها.

السادس:الغارمون

السادس:الغارمون،و هم المدینون فی غیر معصیة،و الأقوی فی المجهول حاله الاستحقاق،و له أن یدفع الی من أنفق فی معصیة من سهم الفقراء،ثم یقضی هو،و یجوز المقاصة.

و لو کان الغارم میتا جاز القضاء عنه و المقاصة،و إن کان واجب النفقة جاز القضاء عنه حیا و میتا،و المقاصة.

و لو صرف ما أخذه فی غیر القضاء ارتجع،و یقبل قوله فی الغرم قوله: (قبل النجم).

هو الفرض المضروب لمال الکتابة.

قوله: (و یجوز إعطاء سیّد المکاتب).

مع الإذن و عدمه تمسکا بالعموم.

قوله: (و الأقرب جواز الإعتاق من الزّکاة،و شراء الأب منها).

الظاهر تقییده بما إذا لم یوجد مستحق،و ما ورد فی الکفارة محمول علی إعطاء الفقیر،لیشتری الرقبة و یعتقها عنه.

قوله: (و الأقوی فی المجهول حاله الاستحقاق).

هذا هو الأصحّ.

قوله: (و لو کان الغارم میتا جاز القضاء عنه.).

و لو کان له مال فالظاهر الجواز أیضا،لأنّه فقیر،و الترکة تنتقل إلی الوارث،و تعلق الدّین بها لا یمنع،إذ لا یخرج بذلک عن کونه فقیرا.

ص:32

من غیر یمین إذا تجرد عن تکذیب الغریم.

السابع:فی سبیل اللّه

السابع:فی سبیل اللّه،و هو کل مصلحة کبناء القناطر،و عمارة المساجد،و اعانة الزائر و الحاج،و مساعدة المجاهدین،و قیل یخص به الأخیر،و لو اعطی الغازی منه فصرفه فی غیره استعید.

و یسقط سهم المؤلفة و الساعی و الغازی حال الغیبة،إلا مع الحاجة الی الجهاد،و لا یشترط فی الغازی و العامل الفقر.

الثامن:ابن السبیل

الثامن:ابن السبیل،و هو المنقطع به و إن کان غنیا فی بلده، و کذا الضیف،و لا یزاد علی قدر الکفایة،فإن فضل أعاده.

الفصل الثانی:فی الأوصاف

الفصل الثانی:فی الأوصاف،یشترط فی الأصناف السبعة غیر المؤلفة الإیمان،فلا یعطی کافر،و لا مخالف للحق.

و الأولاد تتبع الآباء فی الإیمان و عدمه،و یعید المخالف ما اعطی مثله،و فی اعتبار العدالة قولان. و یشترط أن لا یکون هاشمیا،إلاّ أن یکون المعطی منهم،أو یقصر ما یصل الیه من الخمس عن کفایته مع حاجته،أو تکون مندوبة.

قوله: (و هو کل مصلحة).

هذا أصح.

قوله: (و کذا الضیف).

یشترط فیه ما یشترط فی ابن السّبیل،فهو راجع إلیه فی الحقیقة.

قوله: (و فی اعتبار العدالة قولان).

لا یعتبر و إن کانت أحوط،و آکد منه مجانبة الکبائر.

قوله: (أو یقصر ما یصل إلیه من الخمس عن کفایته مع حاجته).

المراد:کفایته فی السّنة له و لواجبی النفقة علیه لا فی الیوم و اللیلة،إلا

ص:33

و هم الآن أولاد أبی طالب،و العباس،و الحارث،و أبی لهب.

و یجوز إعطاء موالیهم،و یشترط فی الفقراء و المساکین أن لا تجب نفقتهم علی المعطی بالنسب و الملک و الزوجیة.

و یجوز الدفع الی غیرهم و إن قرب کالأخ،و لو کان عاملا،أو غازیا،أو غارما،أو مکاتبا،أو ابن السبیل جاز إعطاؤه مطلقا،إلاّ ابن السبیل فیعطی الزائد عن النفقة مع الحاجة إلیه کالحمولة.

و یشترط فی العامل بعد الإیمان العدالة،و التفقه فی الزکاة، و الحریة علی اشکال.و فی المکاتب عدم ما یصرفه فی الکتابة سوی ما یعطی،و فی ابن السبیل و الضیف اباحة سفرهما.

المقصد الخامس:فی کیفیة الإخراج

اشارة

المقصد الخامس:فی کیفیة الإخراج و فیه مطالب:

الأول:فی الوقت

الأول:فی الوقت،و یتعین علی الفور مع المکنة و وجود المستحق.

أن یرجی حصول الخمس فی أثناء السنّة علی وجه لا یتوقع معه ضرر،فإنّه یعطی تدریجا.

و التقیید بقوله:(مع حاجته)لیخرج ما لو کان مکتسبا بعض السنّة، و یحصّل البعض الآخر من الخمس،فإنّه لا یعطی.

قوله: (و یشترط فی الفقراء و المساکین.).

هل یجوز الإعطاء لهم ممن لا یجب علیه نفقتهم؟جوّز فی الدروس إعطاء من عدا الزّوجة (1).

قوله: (و الحریة علی إشکال).

الاشتراط قویّ،لأن الآیة تدل علی الملک (2)و العبد لیس أهلا له،و هل یشترط الذکورة؟یحتمل ذلک.

ص:34


1- 1)الدروس:62.
2- 2) إشارة إلی الآیةفی سورة التوبة.

و لا یکفی العزل علی رأی فیضمن لو تلف،و یأثم،و کذا الوصی بالتفریق أو بالدفع الی غیره،أو المستودع مع مطالبة المالک. و لو لم یوجد مستحق،أو حصل مانع من التعجیل جاز التربص، و لا ضمان حینئذ.

و لا یجوز تقدیمها،فان فعل کان قرضا لا زکاة معجلة علی رأی، فان تم بها النصاب سقطت،و إلاّ احتسبها عند الحول منها مع بقاء الأخذ علی الاستحقاق و المال علی الوجوب،و له استعادتها و الصرف الی غیره، أو صرف غیرها الیه أو الی الغیر.

قوله: (و لا یکفی العزل علی رأی).

لا یکفی.

قوله: (و کذا الوصی).

أی:مطلقا،أو فی الزّکاة.

قوله: (أو بالدّفع إلی غیره).

احترز عما لو کان مفوّضا بالدفع الی نفسه،و الظاهر أنّها لو کانت زکاة وجب الأخذ علی الفور،لأنّها علی الفور.

قوله: (و المستودع مع مطالبة المالک).

أی:فی الودیعة مطلقا،أو فی ودیعة الزّکاة.

قوله: (فان فعل کان قرضا،لا زکاة معجّلة علی رأی).

فیه مناقشة،لأنّه لا یجوز إلاّ قرضا،فلو قصد الزکاة المعجلة لم یملکها الفقیر أصلا،لعدم القصد الی القرض،و عدم صحة حمل الآخر.و هل هی مضمونة حینئذ؟یحتمله،لأنّ صحیح هذا الدّفع مضمون لدخوله فی الملک،و یحتمل العدم، لعدم وجوب الغرم بتلفه،و الظاهر أنّه مضمون،لأنّه یملکه،فتبرأ به ذمّة المالک.

ص:35

و للقابض دفع العوض،مثلا أو قیمة،إن کانت ذات قیمة وقت القبض،و إن کره المالک.

و لو خرج عن الاستحقاق،و تعذرت الاستعادة غرم المالک.

و لو قال المالک هذه الزکاة معجلة فله الرجوع و إن لم یصرح بالرجوع،و القول قول المالک فی دعوی قصد التعجیل،أو ذکره مع الیمین علی اشکال ینشأ:من أن المرجع الی نیته و هو أعرف،و من أصالة عدم الاشتراط،و أغلبیة الأداء فی الوقت. و لو لم یذکر التعجیل،و علم الفقیر ذلک وجب الرد مع الطلب، و لو انتفی العلم فالأقرب عدم الرجوع. قوله: (وقت القبض).

ظرف للمثل و القیمة.

قوله: (و القول قول المالک فی دعوی قصد التعجیل،أو ذکره مع الیمین علی اشکال،ینشأ من أنّ المرجع الی نیته،و هو أعرف،و من أصالة عدم الاشتراط و أغلبیة الأداء فی الوقت).

فی العبارة إشکال،من حیث أنّه ساوی بین دعوی المالک قصد التعجیل،و دعواه ذکره،مع أنّ المنشأ الذی ذکره لا یأتی علیهما،بل أوّل شقیه وجه لتقدیم قوله فی القصد لا فی الذکر.

و الأصحّ أنّ القول قول الفقیر مطلقا،سواء کانت العین باقیة أو تالفة، عملا بظاهر صحّة الدّفع و القبض،و اقتضائهما الملک،و انقطاع سلطنة المالک ظاهرا.

قوله: (و لو انتفی العلم فالأقرب عدم الرّجوع).

هذا أصحّ،سواء کانت العین باقیة أو تالفة.

و قد یقال فی هذا ما یقتضی الرّجوع عن الإشکال السّابق،لأنّه یقتضی تقدیم قول المالک فی القصد،و إن لم یعلم الفقیر علی أحد الشقین.

ص:36

و لو تلفت فی ید القابض ضمن المثل إن کان مثلیا،و إلاّ القیمة.

المطلب الثانی:فی المخرج

المطلب الثانی:فی المخرج،یتخیر المالک بین الصرف الی الإمام،و الی المساکین،و الی العامل،و الی الوکیل.و الأفضل الإمام خصوصا فی الظاهرة،فإن طلبها تعین،فان فرقها المالک حینئذ أثم،و فی الاجزاء قولان و ولی الطفل و المجنون کالمالک.

و یجب أن ینصب الامام عاملا،و یجب الدفع الیه لو طلبه، و لیس له التفریق بغیر اذن الامام،فان أذن جاز أن یأخذ نصیبه، و یصدق المالک فی الإخراج من غیر بیّنة و یمین.

و یستحب دفعها الی الفقیه المأمون حال غیبة الامام و بسطها علی الأصناف،و إعطاء جماعة من کل صنف،و صرفها فی بلد المال،و فی الفطرة فی بلده،و العزل مع عدم المستحق،و دعاء الامام عند القبض علی رأی،و وسم النعم فی القوی المنکشف،و کتبة ما یفید التخصیص.

قوله: (و لو تلفت فی ید القابض ضمن المثل.).

سواء أخذها زکاة معجّلة،أو قرضا.

قوله: (و فی الإجزاء قولان).

لا یجزئ لتعیّن الدّفع الی الامام،فلا یکون آتیا بالمأمور به علی وجهه.

قوله: (و دعاء الامام عند القبض علی رأی).

الأصحّ وجوبه علی الإمام،و من یقوم مقامه،لقوله تعالی (وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ) (1).

ص:37


1- 1)التوبة:103. [1]

و یجوز تخصیص صنف،بل واحد بالجمیع،و لا یجوز العدول بها الی الغائب مع وجود المستحق،و لا النقل من بلد المال معه،و إن کان الی بلد المالک فیضمن و یأثم،و لو فقد المستحق جاز النقل و لا ضمان به.و لو عیّن الفطرة من غائب ضمن بنقله مع وجود المستحق فیه.

المطلب الثالث:فی النیة

المطلب الثالث:فی النیة،و هی القصد إلی إخراج الزکاة المفروضة،أو النافلة لوجوبها أو ندبها قربة الی اللّه.

و یشترط تعیین کونها زکاة مال أو فطرة،و لا یشترط اللّفظ،و لا تعیین الجنس المخرج عنه،فلو نوی عن أحد مالیه و لم یعیّن جاز. قوله: (و لا یجوز العدول بها الی الغائب مع وجود المستحق).

جوّز فی الدّروس انتظار الأفضل (1)،و فی التّذکرة البسط علی الأصناف (2)،و فی البیان اشترط أن لا یعد مهملا للإخراج (3)،و هو حسن.

قوله: (و لا تعیین الجنس المخرج عنه،فلو نوی عن أحد مالیه و لم یعیّن جاز).

قال فی التّذکرة:و یعین بعد ذلک مما یشاء،ثم استشکل ما لو تلف أحدهما(فعین عن الباقی)،أو تفاوت السوق،قال:نظر إلی ما یلزم من الضّرر علی الفقراء (4).

و مال شیخنا فی البیان الی التقسیط،فیکون عن المالین معا بالنسبة (5)، و فیه عدول ظاهر و إن کان للکلام مجال.

ص:38


1- 1)الدروس:64.
2- 2) التذکرة 1:244.
3- 3) البیان:203.
4- 4) التذکرة 1:243.و [1]بین القوسین ساقط من(س).
5- 5) البیان:201. [2]

و لو قال:إن کان مالی الغائب باقیا فهذه زکاته،و إن کان تالفا فهی نفل أجزأ.و لو قال:إن کان باقیا فهذه زکاته أو نفل،أو قال:هذه زکاة أو نفل،أو نوی عن مال مترقب التملک و إن حصل لم یجزئ. و لو قال:إن کان الغائب سالما فهذه زکاته،فبان تالفا ففی النقل الی غیره اشکال. و وقت النیة عند إعطاء المالک للفقراء،أو للساعی أو للإمام سواء نوی الإمام حالة الدفع الی الفقراء أولا.

و لو لم ینو المالک و نوی الإمام،أو الساعی حالة الدفع،فان کان أخذها کرها أجزأت،لأنه أخذ الواجب،و سقط اعتبار نیة المالک بمنعه،و إن أخذها طوعا لم یجزئ،فیجب علی الإمام النیة فی الأول قوله: (و لو قال إن کان مالی الغائب.).

الظاهر الإجزاء،و هذا القدر من التردید مغتفر للضّرورة،لعدم الجزم بوجوده و إن کان الأصل بقاؤه،لإمکان أن یکون تالفا،فلا یکون المخرج زکاة و لا نفلا.

قوله: (و إن حصل لم یجزئ).

یفهم منه أنّه لو لم یحصل لا یجزئ أیضا،و فیه توسّع لانتفاء الإجزاء، و عدم الإجزاء فی نحو ذلک.

قوله: (ففی النقل إلی غیره إشکال).

إن کانت العین باقیة فله النقل إن علم الفقیر،و إن لم یعلم لبقاء الملک له مطلقا.

أما لو تلف و الفقیر عالم بالحال ففی النقل نظر،من عدم الجزم بکونه ضامنا بالإتلاف،و من أنّ إباحته إنّما کانت علی تقدیر کونه زکاة،و قد انتفی.

قوله: (و إن أخذها طوعا لم یجزئ،فیجب علی الإمام النیّة فی الأوّل خاصّة).

ص:39

خاصة،و لو دفع الی وکیله و نوی حینئذ و نوی الوکیل حال الدفع أجزأ.

و لو فقدت نیة أحدهما لم یجزئ علی اشکال،أقربه الاکتفاء بنیة الوکیل،و ولی الطفل و المجنون یتولی النیة هو أو الساعی أو الإمام.

المطلب الرابع:فی بقایا مباحث هذا الباب

المطلب الرابع:فی بقایا مباحث هذا الباب،إذا تلفت الزکاة بعد قبض الساعی أو الإمام أو الفقیه لم یضمن المالک،و تبرأ ذمته حین القبض،و مع عدم هؤلاء،و المستحق،و إدراک الوفاة تجب الوصیة بها.

و أقل ما یعطی الفقیر عشرة قراریط،أو خمسة دراهم علی رأی استحبابا،و لا حد للأکثر مع اتحاد الدفع.

و یشترط مع الکثرة عدم الاستغناء،و لو دفع قرضا قبل الحول جاز الاحتساب بعده و إن استغنی به لا بغیره. لو قیل بالإجزاء مطلقا،لأنّ الإمام ولی عام مطلقا،فیمکن تولیه النیّة، و لو لا ذلک لم یصحّ تولیته لها،إذا أخذها کرها.

قوله: (علی إشکال أقربه الاکتفاء بنیة الوکیل).

هذا أصحّ،لأن النیّة یجب أن تقارن الدفع الی الفقیر،أو وکیله.

قوله: (و أقل ما یعطی الفقیر عشرة قراریط،أو خمسة دراهم علی رأی استحبابا).

الخلاف هنا فی مقدار الأقل،و فی کونه وجوبا أو استحبابا،و الأصحّ أنّ الأقل ما ذکره،و أنّه علی وجه الاستحباب.و لو أخر قوله:(علی رأی)عن قوله:

(استحبابا)لکان أولی.

قوله: (و ان استغنی به لا بغیره).

احترز به عما لو کان استغنی بنمائه،أو بمال آخر،فلا یجوز الاحتساب، لکونه غنیا.

لکن یرد علیه ما لو استغنی به،لأنّ قیمته قد ارتفعت،بحیث یوفی قیمته

ص:40

و لو تعدد سبب الاستحقاق جاز تعدد الدفع،و لو فقد وارث المشتری من الزکاة ورثه الإمام علی رأی. و اجرة الکیال و الوزان علی المالک علی رأی. و یکره تملّک ما تصدّق به اختیارا،إلا بمیراث و شبهه. و فی تعلق الزکاة بالعین احتمال الشرکة،لأخذ الإمام منها قهرا لو امتنع،و عدمها لجواز إخراج القیمة،فیحتمل حینئذ تعلق الدین بالرهن، یوم القبض،و یبقی ما یکفیه سنة،فإنّه لا یعطی حینئذ و إن لم یستغن بغیره.

و هنا سؤال،و هو أنّه إذا اقترض ما یکفی مؤنة السنّة ملکه،فیخرج به عن الفقر،لأنّ الدّین لا یقتضی کونه فقیرا،إذ المدیون یعطی من سهم الغارمین لا من سهم الفقراء،و ظاهر کلامهم أنّه فقیر،لأنّه معسر مستغن،یعنی،لو أخذت منه لافتقر،و هو سؤال ظاهر.

و التحقیق:أنّ الدّفع من سهم الغارمین،إلاّ أن ینقص ما أخذه عن مؤنته،و لو کان عاملا أو غازیا فلا خفاء فی جواز الاحتساب مطلقا.

قوله: (ورثه الإمام علی رأی).

المعتمد و المشهور إرث أرباب الزکاة مطلقا،لتعلیل الحدیث بالشراء من ما لهم (1)،و إن کان المذکور الفقراء و المساکین.

قوله: (و أجرة الکیّال و الوزّان علی المالک علی رأی).

هذا أصحّ،لوجوب تعیین الزکاة علیه،و لا یتم إلا بذلک.

قوله: (و شبهه).

کوفاء الدّین.

قوله: (و فی تعلق الزکاة بالعین احتمال الشرکة.).

الأصحّ أنّ التعلق هنا تعلّق برأسه،لأنّ سببیّة کل واحد من الأنواع الثلاثة ینافی کونه من نوع الآخر.

ص:41


1- 1)الکافی 3:557 حدیث 3،التهذیب 4:100 حدیث 281.

إذ مع امتناع المالک من أداء الواجب یبیع الامام من عین النصاب إذا لم یشتمل علی الواجب کما یباع الرهن،و تعلق أرش الجنایة برقبة العبد لسقوطها بتلف النصاب کسقوط الأرش بتلف العبد،فلو باع قبل الأداء صح.

و یتبع الساعی المال إن لم یؤد المالک،فینفسخ البیع فیه،و یتخیر المشتری فی الباقی.و لو لم یؤد المالک من غیره،و لم یأخذ الساعی من العین فللمشتری الخیار لتزلزل ملکه،و لو ادی المالک من غیره فلا خیار لزوال العیب،و یحتمل ثبوته لاحتمال استحقاق المدفوع،فیتبع الساعی المال.

الباب الثانی:فی زکاة الفطرة

اشارة

الباب الثانی:فی زکاة الفطرة و فیه مطالب:

الأول:المکلف

اشارة

الأول:المکلف،و هو کل کامل،حر،غنی.فلا یجب علی الطفل،و لا المجنون،و لا من أهلّ شوال و هو مغمی علیه،و لا العبد قنا کان،أو مدبرا،أو أم ولد،أو مکاتبا مشروطا،أو مطلقا لم یؤد شیئا، قوله: (و یتخیّر المشتری).

الظاهر أن تخیره مع جهله بالحال،لا مع علمه.

قوله: (و لو أدّی المالک من غیره فلا خیار لزوال العیب،و یحتمل ثبوته.).

هذا الاحتمال ضعیف،لأنّ الأصل عدم ظهور الاستحقاق،و لأنّ ظاهر الید یدل علی الملک،فلا یلتفت الی التجویز البعید.

قوله: (أو مکاتبا مشروطا،أو مطلقا،لم یؤدّ شیئا).

هذا هو الأصحّ،للرّوایة (1)و لأنّهما رقیقان،و قیل:تجب فطرة المشروط

ص:42


1- 1)الکافی 3:542 حدیث 4.

فان تحرر بعضه قسّطت الفطرة علیه و علی المولی بالحصص،إلا أن یختص المولی بالعیلولة فیختص بها.

و لا علی الفقیر،و هو من لا یملک قوت سنة له و لعیاله.نعم یستحب له إخراجها،و إن أخذها فیدیر صاعا علی عیاله ثم یخرجها.و لو بلغ قبل الهلال،أو أسلم عنه،أو زال جنونه،أو استغنی،أو ملک عبدا، أو ولد له وجبت،و إلاّ استحبت إن لم یصل العید.

و الکافر تجب علیه،و تسقط بإسلامه،و لا یصح منه أداؤها قبله.

و لا تسقط عن المرتد بالإسلام،و یجب أن یخرجها عنه و عن کل من یعوله،فرضا أو نفلا،صغیرا کان المعال أو کبیرا،حرا أو عبدا، مسلما أو کافرا.

فروع
اشارة

فروع:

أ:الزوجة و المملوک تجب علیه فطرتهما و إن لم یعلهما

أ:الزوجة و المملوک تجب علیه فطرتهما و إن لم یعلهما،إذا لم یعلهما غیره،سواء کانا حاضرین أو غائبین،و لو عالهما غیره وجبت علی العائل.

دون غیره (1).

قوله: (فان تحرر بعضه قسطت الفطرة علیه،و علی المولی بالحصص).

و قیل:لا شیء،لأنّه لیس عبدا،و لا حرا (2)،و الوجوب أولی.

قوله: (فیدیر صاعا علی عیاله،ثم یخرجها).

أی:یأمر بإخراجها إلی أجنبی.

قوله: (زکاة المشترک علی أربابه بالحصص).

ص:43


1- 1)قاله الشیخ فی الخلاف 1:209 مسألة 5 کتاب الزکاة،و ابن البراج فی الکامل کما نقله عنه العلامة فی المختلف:194.
2- 2) قاله الشیخ فی المبسوط 1:206.
ب:زکاة المشترک علی أربابه بالحصص

ب:زکاة المشترک علی أربابه بالحصص،فان اختص أحدهم بالعیلولة تبرعا اختص بها.

ج:لو اجتمع الدین و فطرة العبد علی المیت

ج:لو اجتمع الدین و فطرة العبد علی المیت بعد الهلال قسّمت الترکة علیهما بالحصص مع القصور.

و لو مات قبل الهلال فلا زکاة علی الوارث،و لا علی غیره،إلاّ أن یعوله أحدهما،و الأقرب الوجوب علی الوارث.

د:لو قبل الوصیة بالعبد من المیت قبل الهلال فالزکاة علیه

د:لو قبل الوصیة بالعبد من المیت قبل الهلال فالزکاة علیه،و لو قبل بعده سقطت،و فی الوجوب علی الوارث اشکال. و قیل لا شیء،کما سبق فی المبعض (1).

قوله: (و لو مات قبل الهلال فلا زکاة علی الوارث،و لا علی غیره، إلاّ أن یعوله أحدهما،و الأقرب الوجوب علی الوارث).

لأنّ الترکة تنتقل إلی ملکه،و هو الأصحّ.

قوله: (لو قبل الوصیّة بالعبد من المیت قبل الهلال).

أی:قبل الوصیّة قبل الهلال من المیّت،إذ لا یکون إلا قبله،لأنّ القبول قبل الموت لا أثر له (2).

قوله: (و لو قبل بعده سقطت).

ظاهره علی کلّ حال سواء قلنا:إنّ القبول کاشف،أو ناقل،و لا یخلو من قرب،لعدم الدّلیل علی التّدارک هنا،و به صرّح الشارح (3).

قوله: (و فی الوجوب علی الوارث إشکال).

لا یجب.

ص:44


1- 1)قاله الشیخ فی المبسوط 3:206.
2- 2) [یلوح من هذا عدم وجوبها علی الموصی له إذا قبل بعد الهلال،و ان قلنا:القبول کاشف،و کذا الوارث و هو لا یعلم بالإرث و نحوهما،لعدم الدلیل الدال علی وجوب القضاء فی حقهم]،زیادة من نسخة«س»فقط و لعلها تعلیقة مقحمة.
3- 3) إیضاح الفوائد 1:210.
ه:لا تجب الزکاة علی الموهوب له إلاّ بعد القبض

ه:لا تجب الزکاة علی الموهوب له إلاّ بعد القبض،فلو مات الواهب قبله بطلت الهبة و وجبت علی الوارث،و لو مات المتهب قبل القبض بطلت.

و:کل من وجبت زکاته علی غیره سقطت عنه کالزوجة

و:کل من وجبت زکاته علی غیره سقطت عنه کالزوجة و الضیف الموسرین،و لو کان الزوج معسرا وجبت نفقتها دون فطرتها، و الأقرب وجوبها علیها.

ز:الأمة زوجة المعسر فطرتها علی مولاها

ز:الأمة زوجة المعسر فطرتها علی مولاها إن لم یعلها الزوج.

ح:لو أخرجت زوجة الموسر عن نفسها بإذن الزوج أجزأ

ح:لو أخرجت زوجة الموسر عن نفسها بإذن الزوج أجزأ،و بدونه إشکال ینشأ:من التحمل،أو الأصالة. قوله: (و الأقرب وجوبها علیها).

هذا أصحّ،لعموم دلائل الزکاة،خرج عنه زوجة الموسر و ضیفه،فیبقی الباقی علی الأصل.

قوله: (الأمة زوجة المعسر،فطرتها علی مولاها إن لم یعلها الزّوج).

یفهم منه أنّه إذا عالها لا تجب فطرتها علی المولی أیضا،و الأصحّ الوجوب، للعموم،و عدم صلاحیّة الزّوج لتعلّق الوجوب المقتضی للتخصیص.

قوله: (بإذن زوجها أجزأ).

لأنّها حینئذ نائبة عنه.

قوله: (و بدونه إشکال ینشأ من التحمل أو الأصالة).

لا یجزئ لتعلّق التکلیف به دونها،و لا نیابة لها بدون الاذن،و ما ذکره من التحمّل أو الأصالة لا حاصل له،لأنّ الوجوب إن بقی علیها فلا تحمل،و إن ثبت التحمل فلا وجوب.

علی أنّ عمومات الوجوب إن تناولتها لم یکن لما ذکره معنی محصل،لثبوت الوجوب علیها و لا تحمل،و إلا فلا وجوب علیها أصلا،فلا یتحقق لما ذکر معنی، و فی قوله:(ینشأ من التحمل أو الأصالة)ب(أو)مناقشة لا تخفی.

ص:45

ط:المطلقة البائن الحامل فطرتها علیه إن جعلنا النفقة لها

ط:المطلقة البائن الحامل فطرتها علیه إن جعلنا النفقة لها،و إلاّ فلا.

ی:لو وقعت مهایاة بین المتحرر بعضه و بین مولاه

ی:لو وقعت مهایاة بین المتحرر بعضه و بین مولاه،فوقع الهلال فی نوبة أحدهما ففی اختصاصه بالفطرة إشکال.

یا:لا یسقط وجوب النفقة بالإباق فتجب الفطرة

یا:لا یسقط وجوب النفقة بالإباق فتجب الفطرة،و کذا المرهون،و المغصوب،و الضال و إن انقطع خبره ما لم یغلب ظن الموت.

یب:نفقة زوجة العبد علی مولاه

یب:نفقة زوجة العبد علی مولاه و فطرتها.

المطلب الثانی:فی وقتها

المطلب الثانی:

فی وقتها،و تجب بغروب الشمس لیلة الفطر،و لا یجوز تقدیمها علی الهلال إلاّ قرضا.و یجوز تأخیرها بل یستحب الی قبل صلاة العید،و یحرم بعده. قوله: (إن جعلنا النفقة لها،و إلاّ فلا).

لا وجه لهذا التفریع،بل یجب مطلقا،لأنّها من عیاله.

قوله: (ففی اختصاصه بالفطرة إشکال).

لا اختصاص،لأنّها دائرة مع الحریة و الملک.

قوله: (و یجوز تأخیرها،بل یستحب إلی قبل صلاة العید).

هذا مورد الرّوایة (1)،و قال بعض الأصحاب:إنّ وقتها من أوّل یوم الفطر (2).

قوله: (و یحرم بعده).

أی و یحرم تأخیرها إلی بعد صلاة العید،و تذکیر الضمیر بتأویل بعد ذلک،لکن یشکل علیه أنّ المحرّم تأخیرها عن الزّوال،و لیس فی العبارة ما یدلّ علیه.

ص:46


1- 1)الکافی 4:170 حدیث 1، [1]التهذیب 4:71 حدیث 193،الاستبصار 2:44 حدیث 143.
2- 2) منهم ابن الجنید کما فی المختلف:199،و الشیخ فی المبسوط 1:242،و النهایة:191. [2]

ثم إن عزلها و خرج الوقت أخرجها واجبا بنیة الأداء،و إلاّ قضاها علی رأی.

و لو أخر مع الإمکان و العزل ضمن،و مع انتفاء الإمکان ینتف الضمان و التحریم،و الحمل کالتأخیر.

و لو العزل مع عدم المستحق فلا إثم و یقضی،و مستحقها هو مستحق زکاة المال.

و یستحب اختصاص القرابة ثم الجیران،و أقل ما یعطی الفقیر صاع،إلاّ مع الاجتماع و القصور،و لا حدّ للکثرة،و یتولی التفریق المالک،و یستحب الإمام أو نائبه،و مع الغیبة الفقیه.

قوله: (ثم إن عزلها،و خرج الوقت).

یمکن أن یکون عطفا علی الجملة فی أصل الباب،أی ثم بعد ذلک إن عزلها الی آخره.

قوله: (أخرجها واجبا بنیة الأداء.).

الأصحّ أنّه إن أخرجها فی الوقت فهی أداء،و إلاّ فهی قضاء.

و التفصیل ضعیف،فانّ فی الرّوایة دلالة علی ذلک من حیث أنّ تأدیتها یقتضی ذلک،و إلا لزم أحد الأمرین،إمّا الوجوب الفوری مطلقا،أو ضدّه،و هو التراخی مطلقا من غیر تقیید بوقت مخصوص،و هما منفیّان بالنّص (1)و الإجماع.

قوله: (و لو مع الإمکان و العزل ضمن).

و یأثم أیضا.

قوله: (و أقل ما یعطی الفقیر صاع إلاّ مع الاجتماع و القصور).

ظاهره وجوب ذلک،و هو المشهور،و الظاهر الاستحباب.

قوله: (و یستحبّ الإمام،أو نائبه.).

یستحبّ للمالک الدّفع إلیهم،لأنّهم أبصر بمواقعها.

ص:47


1- 1)التهذیب 4:77 حدیث 218،الاستبصار 2:45 حدیث 146.

و تجب النیة،فإن أخل بها لم تجزئه،و یشترط قصد التعیین، و الوجوب أو الندب،و التقرب الی اللّه تعالی.

المطلب الثالث:فی الواجب

المطلب الثالث:فی الواجب،و هو صاع مما یقتات غالبا کالحنطة،و الشعیر،و التمر،و الزبیب،و الأرز،و اللبن،و الأقط،و الدقیق و الخبز أصلان. قوله: (و یشترط قصد التعیین).

أی:کونها زکاة فطرة عن أناس معیّنین،و لو بوجه یأبی دخول غیرهم معهم.

و لا بدّ من نیة الأداء فی الوقت،و القضاء فی خارجه لأنّها مؤقتة،و علی رأی المصنّف یراعی العزل و عدمه بعد الوقت،فینوی الأداء دائما فی الأوّل، و القضاء فی الثّانی.

فائدة:لو لم یشترط فی النیة قصد إیقاع الفعل علی وجه مخصوص کالأداء أجزأ إیقاعه بأیّ وجه کان،و بأیّ نیة کانت،لأنّه متی لم یجب قصد ذلک لزم عدم وجوب إیقاع الفعل علیه،لأنّه لو وجب لوجب قصده لامتناع وقوع الفعل علی وجه مخصوص بدون النیة لقوله علیه السّلام:«و انّما لکل امرئ ما نوی» (1)(2).

قوله: (مما یقتات غالبا).

أعمّ من قوت المخرج ببلده،و غیره من البلاد علی الأصحّ.

قوله: (و الدّقیق و الخبز أصلان).

لا یبعد اعتبار القیمة فی الخبز،لأنّ فیه أجزاء مائیة،و لأنّه لیس بواحد من الأنواع،أمّا الدّقیق فأصل.

ص:48


1- 1)صحیح البخاری 1:2،سنن أبی داود 2:262 حدیث 2201.
2- 2) هذه الفائدة لم ترد فی«س».

و یخرج من غیرها بالقیمة السوقیة من غیر تقدیر علی رأی إن شاء، و الأفضل التمر،ثم الزبیب،ثم غالب القوت و یجزئ من اللبن أربعة أرطال بالعراقی علی رأی. و الأقرب فی الجبن و المخیض و السمن القیمة،و لا یجزئ العنب و الرطب و المعیب و المسوس. قوله: (من غیر تقدیر علی رأی).

هذا هو الأصحّ،لأنّ القیمة تابعة للزّمان و المکان،و قیل:یقدر بدرهم، و قیل:بثلاثة (1).

قوله: (و الأفضل التمر).

أی:مطلقا.

قوله: (ثم غالب القوت).

أی:غالب قوت البلد کما اختاره فی المختلف (2)،و یحتمل غالب قوت المکلف،و هو قول آخر للأصحاب (3)،و الأوّل أظهر.

قوله: (و یجزئ من اللبن أربعة أرطال بالعراقی علی رأی).

الخلاف فی موضعین:فی إجزاء أربعة أرطال،و کونها عراقیة،و الأصحّ عدم إجزاء ما دون الصّاع.

قوله: (و الأقرب فی الجبن و المخیض و السّمن القیمة).

هذا أصحّ،لخروجها عن اللبن،و انفراد کل باسم.

قوله: (المسوّس).

بکسر الواو المشدّدة.

ص:49


1- 1)قال السید المرتضی فی الجمل:126:و روی إخراج درهم،و روی إخراج ثلاثة دراهم.
2- 2) المختلف:197-198.
3- 3) منهم ابن إدریس فی السرائر:108.

و لو اختلف قوت مالکی عبد جاز اختلاف النوع علی رأی، و الأقرب إجزاء المختلف مطلقا.

الباب الثالث:فی الخمس

اشارة

الباب الثالث:فی الخمس و مطالبه أربعة:

الأول:المحل

اشارة

الأول:المحل،إنما یجب الخمس فی سبعة أشیاء:

أ:غنائم دار الحرب

أ:غنائم دار الحرب و إن قلت،سواء حواها العسکر أو لا،مما ینقل و یحوّل کالأمتعة،أو لا کالأرض.

ب:المعادن

ب:المعادن،جامدة منطبعة کانت کالذهب و الفضة و الرصاص،أو لا کالیاقوت و الزبرجد و الکحل،أو سائلة کالقیر و النفط و الکبریت و المومیا.

ج:الکنز

ج:الکنز،و هو المال المذخور تحت الأرض فی دار الحرب مطلقا، أو دار الإسلام و لا أثر له للواجد،و علیه الخمس سواء کان الواجد حرا أو عبدا،صغیرا أو کبیرا،و کذا المعادن و الغوص.

و یلحق به ما یوجد فی ملک مبتاع،أو جوف الدابة مع انتفاء معرفة البائع،فإن عرف فهو أحق من غیر یمین.

و ما یوجد فی جوف السمکة من غیر احتیاج الی تعریف. و الأقرب اشتراط عدم أثر الإسلام قوله: (جاز اختلاف النوع علی رأی-مع قوله:(و الأقرب إجزاء المختلف مطلقا).

فیه قوّة،و الأحوط الاقتصار علی نوع واحد.

قوله: (و ما یوجد فی جوف السمکة من غیر احتیاج إلی تعریف).

لعدم ملک الصّائد إیاه،لعدم صدق الحیازة علی ما فی بطنها،فلا یعد مملوکا،و ربّما بنی علی أنّ تملک المباح مشروط بالنیّة،و بناؤه غیر ظاهر.

قوله: (و الأقرب اشتراط عدم أثر الإسلام).

ربّما بنی علی مسألة السّفینة إذا انکسرت فی البحر،

ص:50

و لو وجده فی دار الإسلام و أثره علیه فلقطة،و إن کان مواتا علی رأی. و لو اختلف مستأجر الدار و مالکها فی ملکیة الکنز قدم قول المالک مع الیمین علی اشکال،و لو اختلفا فی القدر قدم قول المستأجر مع الیمین.و لو اختلف البائع و المشتری،أو المعیر و المستعیر قدم قول صاحب الید.

د:ما یخرج من البحر

د:ما یخرج من البحر کالجواهر و اللآلی و الدرر.

ه:أرباح التجارات

ه:أرباح التجارات و الصناعات و الزراعات.

و أنّ الغائص إذا أخرج شیئا ملکه،إمّا مطلقا،أو بشرط الاعراض،فعلی الأوّل لا یشرط عدم أثر الإسلام و فیه قوّة،و علی الثّانی یشترط،فیکون لقطة،و علیه الفتوی أصلا و بناء.

قوله: (و لو وجده فی دار الإسلام و أثره علیه فلقطة،و إن کانت مواتا علی رأی).

هذا أصحّ.

قوله: (لو اختلف مستأجر الدار و مالکها فی ملکیة الکنز،قدّم قول المالک مع الیمین علی إشکال).

الفتوی علی تقدیم قول المالک،و هو المشهور.

قوله: (و لو اختلف البائع و المشتری،أو المعیر و المستعیر،قدّم قول صاحب الید).

الأصحّ تقدیم قول المعیر،و یمکن-بتکلّف-حمل العبارة علیه،لأنّه صاحب الید بالإضافة إلی الکنز فی الحقیقة.

قوله: (کالجواهر).

هی کلّما یکون نفیسا من الأحجار و الدرر و کبار اللآلی.

ص:51

و:أرض الذمی إذا اشتراها من مسلم

و:أرض الذمی إذا اشتراها من مسلم،سواء کانت مما فیه الخمس کالمفتوحة عنوة،أو لا کمن أسلم أهلها علیها طوعا.

ز:الحلال الممتزج

ز:الحلال الممتزج بالحرام.

المطلب الثانی:الشرائط

المطلب الثانی:الشرائط،یشترط فی الغنائم انتفاء الغصبیة من مسلم أو معاهد،و فی المعادن إخراج المؤنة من حفر و سبک و غیره، و النصاب علی رأی و هو عشرون دینارا،و فی الکنز هذان الشرطان،و فی المأخوذ من البحر الغوص و بلوغ القیمة دینارا.

فلو أخذ منه بغیر غوص،أو قلت قیمته عن الدینار سقط الخمس.

و لا یشترط اتحاد الغوص فی الدینار،بل لو أخرج ما قیمته دینار فی عدة أیام و إن تباعدت وجب الخمس.

قوله: (أرض الذمی).

المراد بها أرض الزّراعة کما هو المتبادر،و یخرج خمس المفتوحة عنوة باعتبار ما یملکه منها،و هو آثار التصرّف،و یتولی النیة الإمام،أو الحاکم کما اختاره فی الدّروس (1)،لکن یشکل قوله:انّما یتولیانها عنهما،لا عنه.فإنّه لا حاصل له،أو یقال:هذا النوع من العبادة لا یحتاج إلی النیة حقیقة،کتغسیل الکافر المسلم، و غسل الذّمیة الحائض،لتحلّ علی المسلم علی القول به.

قوله: (و فی المعادن).

المعدن إن کان فی الملک فهو مملوک تبعا،فما استفاد المالک منه أخرج خمسه و الباقی،له،و فی غیره المخرج لمن أخرجه مطلقا بعد الخمس.

قوله: (و النصاب علی رأی و هو عشرون دینارا).

هذا أصحّ.

قوله: (و لا یشترط اتحاد الغوص فی الدّینار).

بشرط أن لا یترکه إعراضا و إهمالا،و کذا القول فی المعدن،أمّا الکنز

ص:52


1- 1)الدروس:68.

و العنبر إن اخرج بالغوص اعتبر الدینار،و إن أخذ من وجه الماء فمعدن.

و فی الأرباح کونها فاضلة عن مؤنة السنة له و لعیاله،من غیر إسراف و لا تقتیر.

و فی الممتزج بالحرام الاشتباه فی القدر و المالک،فلو عرفهما سقط.

و لو عرف المالک خاصة صالحه،و المقدار خاصة اخرج.

و لا یعتبر الحول فیما یجب فیه الخمس،و لکن یؤخر ما یجب فی الأرباح احتیاطا للمکلف.

المطلب الثالث:فی مستحقیه

المطلب الثالث:فی مستحقیه،و هم ستة:اللّه تعالی،و رسوله علیه السلام،و ذو القربی و هو الامام،فهذه الثلاثة کانت للنبی علیه السلام،و هی بعده للإمام،و الیتامی و المساکین و أبناء السبیل.

فیشترط فی الکنز الواحد النّصاب،و ما نقص عن النّصاب من ذلک فهو داخل فی الأرباح.و یدخل فی الأرباح ما یحصل من الاحتطاب،و الاحتشاش،و الأرض المملوکة بالإحیاء،و نماء الأشجار،و غیر ذلک.

قوله: (و فی الأرباح کونها فاضلة عن مؤنة السّنة له و لعیاله).

و کذا ما یحتاج إلیه من ضیافة،و هدیة،و مصانعة من شراء و غیر ذلک مما یقتضیه العرف،و لا یعد إسرافا،و هی من الأرباح کما دلّ علیه ظاهر الأخبار (1)،و التقسیط علیها و علی ما عنده من المال أعدل و أحوط.

قوله: (و فی المختلط بالحرام.).

یجب إخراج خمسه فی هذا الموضع إلاّ أن یعلم زیادة الحرام علیه،فیخرج حتّی لا یقطع بالزیادة،و مصرفه مصرف الخمس عملا بحقیقة اللفظ،و فی الزّیادة تردّد،و لو لم یکن الخلیط قدر خمس لم یکن هذا کافیا عنه.

ص:53


1- 1)التهذیب 4:141 حدیث 398،الاستبصار 2:60 حدیث 198.

و یشترط انتساب الثلاثة الی عبد المطلب،و هم الآن أولاد أبی طالب،و العباس،و الحارث،و أبی لهب سواء الذکر و الأنثی.

و یعطی من انتسب بأبیه خاصة دون أمه خاصة علی رأی، و أیمانهم أو حکمه،و حاجة ابن السبیل فی بلد التسلیم لا فی بلده،و فقر الیتیم علی رأی. و لا تعتبر العدالة و لا التعمیم و إن استحبا.

و ینتقل ما قبضه النبی-صلی اللّه علیه و آله-أو الإمام إلی وارثه. و للإمام فاضل المقسوم علی الکفایة للطوائف مع الاقتصاد،و علیه المعوز علی رأی. قوله: (و یعطی من انتسب بأبیه خاصّة).

فمن انتسب بهما یعطی بطریق أولی.

قوله: (دون أمّه خاصّة).

هذا أصحّ.

قوله: (و فقر الیتیم علی رأی).

یعتبر و لا یلزم التّداخل لاختلاف الاعتبار.

قوله: (و ینتقل ما قبضه النّبی صلّی اللّه علیه و آله أو الإمام بعده إلی وارثه).

أی:من حقّهما،و لا یکون صدقة کما یراه مخالفونا.

قوله: (و للإمام فاضل المقسوم علی الکفایة للطوائف مع الاقتصاد،و علیه المعوز علی رأی).

هذا أصح،و یتفرع علیه جواز صرف حصته فی حال الغیبة إلیهم،و عدم جواز إعطاء الزائد علی مؤنة السّنة،و فی الأخبار ما یدلّ علی الثّانی صریحا (1)،

ص:54


1- 1)التهذیب 4:128 حدیث 366.

و لا یجوز النقل مع وجود المستحق فیضمن،و لا ضمان مع عدمه.

المطلب الرابع:فی الأنفال

المطلب الرابع:فی الأنفال،و هی المختصة بالإمام علیه السلام، و هی عشرة:الأرض المملوکة من غیر قتال،انجلی أربابها عنها أو سلموها طوعا،و الموات تقدم الملک أو لا،و رؤوس الجبال،و بطون الأودیة و ما بهما،و الآجام،و صوافی الملوک و قطائعهم غیر المغصوبة من مسلم أو معاهد،و غنیمة من یقاتل بغیر اذنه،و میراث من لا وارث له.و له أن یصطفی من الغنیمة ما شاء کثوب و فرس و جاریة من غیر إجحاف.

و لا یجوز التصرف فی حقه بغیر اذنه،و الفائدة حینئذ له،و علیه الوفاء بما قاطع،و یحل الفاضل.

و علی الأوّل لزوما.

قوله: (فی الأنفال).

هی جمع نفل،محرّکة و بإسکان الفاء.

قوله: (انجلی أربابها عنها).

المراد:إذا کانوا کفارا.

قوله: (و الموات).

إذا لم یکن لها مالک مسلم.

قوله: (و غنیمة من یقاتل بغیر إذنه).

هذا هو المشهور،و فیه قول آخر محتمل (1).

قوله: (و الفائدة حینئذ له).

لیس علی إطلاقه،بل إذا کان ذلک نماء ماله.

ص:55


1- 1)قاله أحمد بن حنبل کما فی المغنی لابن قدامة 10:522.

و أبیح لنا خاصة حال الغیبة المناکح و المساکن و المتاجر،و هی أن یشتری الإنسان ما فیه حقهم علیهم السلام و یتجر فیه لا إسقاط الخمس من ربح ذلک المتجر.

و مع حضوره علیه السلام یجب دفع الخمس الیه،و مع الغیبة یتخیر المکلف بین الحفظ بالوصیة الی أن یسلم الیه،و بین صرف النصف إلی أربابه و حفظ الباقی،و بین قسمة حقه علی الأصناف،و إنما یتولی قسمة حقه علیه السلام الحاکم.

قوله: (و هی أن یشتری الإنسان ما فیه حقّهم علیهم السّلام و یتّجر فیه).

إنّما فسّر هذا و لم یفسّر ما قبله،لعدم اللّبس هناک،و لوقوع الخلاف فی سقوط الخمس فی الغیبة،فربّما توهّم سقوط خمس المتاجر مطلقا.

قوله: (و مع الغیبة یتخیر.).

ینبغی وجوب صرف نصیب الأصناف إلیهم،و التخییر فی نصیب الإمام.

ص:56

کتاب الصوم

اشارة

کتاب الصوم و فیه مقاصد:

الأول:فی ماهیته

اشارة

الأول:فی ماهیته،الصوم لغة:الإمساک،و شرعا:توطین النفس علی الامتناع عن المفطرات مع النیة فهنا فصول:

الأول:النیة

الأول:النیة،و شرطها القصد الی الصوم فی یوم معین لوجوبه أو ندبه،متقربا الی اللّه تعالی به.و یکفی ذلک إن کان الصوم معینا کرمضان،و النذر المعین علی رأی. و لو نذر الصوم غدا عن قضاء رمضان ففی الاکتفاء بالإطلاق قوله: (و شرعا توطین النّفس.).

إنّما ساقه إلی التوطین،لأنّ التروک إعدام و هی غیر مقدورة،فیمتنع التکلیف (1)بها.

و لک أن تقول:التوطین إن کان أمرا زائدا علی النیة و ترک المفطرات فلیس بواجب،و إن کان هو النیة لم یکن التعریف صحیحا إذ الصوم غیر النیّة، و فی التعریف کلام.

قوله: (و یکفی ذلک).

لکن یستحبّ الأداء.

قوله: (و النذر المعیّن علی رأی).

الأصحّ أنّه لا بدّ من التعیین.

قوله: (و لو نذر الصوم غدا عن قضاء رمضان.).

البحث فیه فرع علی اختلاف (2)اعتبار التعیین فی النّذر المعیّن،و الأصحّ

ص:57


1- 1)فی«ن»:التعریف،و لا معنی له هنا.
2- 2) اختلفت النسخ ففی البعض نحو المتن،و فی ثانیة:«علی عدم اعتبار»،و فی ثالثة:«علی عدم اختلاف اعتبار»و قد رجّحنا ما أثبتناه فی المتن.

نظر،و الأزید التعیین،و هو القصد إلی إیقاع الصوم عن الکفارة،أو النذر المطلق،أو غیرهما.

و یبطل الصوم بترک النیة و لو سهوا،و کذا بترک بعض صفاتها کالتعیین فی المطلق. و یشترط فیها الجزم،فلو ردد بین الواجب و الندب،أو نوی الوجوب یوم الشک،أو نوی لیلة الشک صوم غد إن کان من رمضان لم یجز.

و الحزم ممن لا یعتقد کون الیوم من رمضان لغو،و إن ظن ذلک بقول عدل،أو امرأة صادقة عنده.

و وقت النیة مع الذکر من أول اللیل الی آخره مستدامة الحکم، فلا یجوز أن یصبح إلا ناویا،و مع النسیان الی الزوال.

و فی النفل قول الی الغروب،و لو اقترنت النیة بأول النهار أجزأ، و لو تقدمت علی الغروب لم یجز.

و لا یجب تجدیدها بعد الأکل،و لا بعد الانتباه،و لا یتعرض التعیین مطلقا،و فی هذا علی هذا التقدیر.

قوله: (کالتعیین فی المطلق).

أی:الذی لیس بمتعیّن.

قوله: (و الجزم ممّن لا یعتقد.).

کأنّه جواب عن سؤال مقدّر قد یورد علی قوله:(أو نوی الوجوب یوم الشک)فإنّه غیر متردّد،بل جازم فی النیّة.

قوله: (و فی النّفل قول إلی الغروب).

و علیه العمل،و به روایة تدلّ علیه (1)،و إن لم تکن صریحة.

ص:58


1- 1)الکافی 4:122 حدیث 2،الفقیه 2:97 حدیث 435،التهذیب 4:186 حدیث 521.

لرمضان هذه السنة.

و المحبوس الجاهل بالأهلة یتوخی شهرا فیصومه متتابعا،فإن أفطر فی أثنائه استأنف علی اشکال و لا کفارة،و ان غلط بالتأخیر لم یقض، و بالتقدیم یقضی الذی لم یدرکه.

و لو نذر صوم الدهر مطلقا،و سافر مع الاشتباه لم یتوخ فی إفطار شهر رمضان،و لا العیدین و یقضی رمضان.

و لو کان رمضان ثلاثین لم یکفه شهر ناقص هلالی.

و لو قدّم النیة علی الشهر و نسی عنده لم یجزئه علی رأی.و لا بد فی کل لیلة من نیة علی رأی.

و لو نوی غیر رمضان فیه فرضا أو نفلا ففی الإجزاء عن رمضان نظر،و لا یجزئ عما نواه.

قوله: (و المحبوس الجاهل بالأهلة یتوخّی شهرا).

أی:یتحری بمعنی:یحتاط فی صوم ما یظنّه رمضان،أو یرجّحه.

قوله: (و لو نذر صوم الدّهر).

یرید بقوله:(لم یتوخ)أنّه یصوم الجمیع فلا یفطر،بخلاف المحبوس بالنسبة إلی الصوم،فإنّه لو أفطر الجمیع لم یأت برمضان قطعا،و هو غیر جائز علی حال.

قوله: (و لو قدّم النیة علی الشهر.).

لا یجزئ أصلا.

قوله: (و لا بدّ فی کل لیلة من نیة.).

لا بدّ من ذلک.

قوله: (و لو نوی غیر رمضان فیه فرضا أو نفلا ففی الإجزاء نظر).

الظاهر أن المراد إذا کان عالما بأنه رمضان،أما الجاهل بذلک-ثمّ یظهر

ص:59

و لو نوی الندب لیلة الشک علی أنه من شعبان أجزأ و إن کان عن رمضان.

و إن نوی الوجوب إن کان من رمضان،و الندب إن کان من شعبان لم یجزئه. و لو نوی الإفطار ثم ظهر أنه من رمضان قبل الزوال و لم یتناول وجب الإمساک،و جدد النیة و أجزأه.و لو کان قد تناول،أو علم بعد الزوال و إن کان یتناول وجب الإمساک و القضاء. أنه منه-أو الناسی فیصحّ صومهما،و یقع عن رمضان قطعا (1)،للأخبار الدّالة علی إجزاء الصوم بنیة شعبان ثم یظهر أنه من رمضان (2).

فعلی هذا یضعف النظر هنا جدّا،خصوصا إذا نوی النفل،لأن المصنّف یعتبر فی رمضان مع القربة نیة الوجوب،و الأصحّ عدم الإجزاء.

قوله: (و لو نوی الندب لیلة الشّک علی أنّه من شعبان.).

أی:بناء علی أنّه من شعبان،و إجزاء هذا دلیل علی أنّ النظر فی المسألة السابقة فی العالم خاصّة.

قوله: (و لو نوی الوجوب إن کان من رمضان،و الندب إن کان من شعبان لم یجزئه).

فی المختلف یجزی (3)،و هو قویّ،للجزم بالنیة علی ذلک التقدیر،و لا ینافی ذلک تعلیقه علی التقدیر،لأنّ هذا المقدار من الجزم هو الممکن،فلا یکلّف غیره.

قوله: (أو علم بعد الزّوال،و إن لم یتناول وجب الإمساک و القضاء).

إجماعا،و لو تناول وجبت الکفارة.

ص:60


1- 1)فی«ن»:مطلقا.
2- 2) الکافی 4:82 حدیث 6، [1]التهذیب 4:183 حدیث 508،الاستبصار 2:79 حدیث 240.
3- 3) المختلف:215.

و لو نواه عن قضاء رمضان،و أفطر بعد الزّوال عمدا،ثم ظهر أنّه من رمضان ففی الکفارة إشکال،و معه ففی تعیینها اشکال. و لو نوی الإفطار فی یوم من رمضان،ثم جدد نیة الصوم قبل الزوال لم ینعقد علی رأی. و لو تقدمت نیة الصوم،ثم نوی الإفطار و لم یفطر،ثم عاد إلی نیة الصوم صح الصوم علی اشکال. قوله: (و لو نواه عن قضاء رمضان و أفطر بعد الزّوال عمدا،ثم ظهر أنّه من رمضان ففی الکفارة إشکال،و معه ففی تعیینها اشکال).

الضّمیر فی(معه)یعود إلی محذوف تقدیره ففی وجوب الکفارة إلی آخره، أی:و مع الوجوب فی کونها کفارة رمضان أو قضائه إشکال.

و یمکن بناء أصل المسألة علی أنّه هل یجوز التکلیف بفعل علم المکلف فوات شرطه أم لا؟ و یحیک بصدری تحقق ذلک،فإنه لا معنی للتکلیف إلاّ ثبوت الإثم بالمخالفة،و قد حصل.

و یمتنع تعلّق التکلیف برمضان لامتناع تکلیف الغافل،فتعیّن کون التکلیف بقضائه فیجب کفارته،و هو أحوط و أولی.

قوله: (و لو نوی الإفطار فی یوم من رمضان-إلی قوله:-لم ینعقد علی رأی).

فرض المسألة إذا کان یعلم أنه من رمضان،و الأصح أنه لا ینعقد صومه بعد.

قوله: (و لو تقدّمت نیة الصوم ثم نوی الإفطار و لم یفطر-إلی قوله:- صحّ الصوم علی إشکال).

الأصحّ أنه لا یصحّ،و هل یفرق بین ما إذا نسی أنّه من رمضان أم لا؟

ص:61

الفصل الثانی:فی الإمساک

اشارة

الفصل الثانی:فی الإمساک و فیه مطالب:

الأول:فیما یمسک عنه

الأول:فیما یمسک عنه،و یجب عن کل مأکول و إن لم یکن معتادا،و عن کل مشروب کذلک.

و عن الجماع قبلا و دبرا،و یفسد الصوم و إن کان فی فرج الدابة،و صوم المفعول به و إن کان غلاما.

و عن إیصال الغبار الغلیظ الی الحلق،و عن البقاء علی الجنابة عامدا حتی یطلع الفجر اختیارا،و عن الحقنة بالمائع،و فی الإفساد نظر، یحتمل الفرق،بل هو الظاهر من کلام الأصحاب.

لکن یرد علیه شیء،و هو أنّ النیة إذا کانت شرطا یجب أن یکون الخروج عنها مبطلا علی کلّ حال للإخلال بالشّرط،حتّی فی الصّلاة و لو نوی فعل المنافی لظن انّه غیر مصلّ ظاهر کلامهم انّ صلاته لا تبطل،فان من أراد الاستدبار أو التکلم بظن انّه غیر مصلّ ثم علم فلم یأت به لم تبطل صلاته.

و ینبغی أن یکون لا فرق بین أن یعود إلی نیة الصوم عند القائل بالاجزاء و عدمه،لأن الصّوم لا یبطل عنده بذلک.

و لو نوی فعل المنافی للصوم أو تردّد فیه أو فی النیة فلیس ببعید القول بالإبطال،لفوات الاستدامة.

قوله: (و ان کان فی فرج الدابة).

هذا هو الأحوط.

قوله: (و عن الحقنة بالمائع،و فی الإفساد نظر).

الأصح عدم (1)الإفساد بها.

ص:62


1- 1)کلمة(عدم)لم ترد فی النسخة الحجریة،و وردت فی نسخة«ن»،و أما«س»فالعبارة بأکملها لم ترد.و راجعنا الکتب المؤلفة بعد جامع المقاصد فلم نجد متعرضا لهذه العبارة،فرجحنا ما فی«ن».

و بالجامد قول بالجواز،و عن الارتماس فی الماء.

و عن الکذب علی اللّه و علی رسوله و أئمته علیهم السلام،و فی الإفساد بهما نظر. و لو أجنب فنام ناویا للغسل صح صومه و إن لم ینتبه حتی یطلع الفجر،و لو لم ینو حتی طلع فسد.

و لو امنی عقیب الاستمناء،أو لمس امرأة فسد صومه. و لو احتلم نهارا،أو أمنی عقیب النظر الی امرأة أو الاستماع لم یفسد. قوله: (و عن الارتماس) (1).

الارتماس و الاغتماس هنا صادق بغمس الرأس للأخبار الدالة علی ذلک (2).

قوله: (و فی الإفساد بهما نظر).

الأصح الإفساد (3).

قوله: (و لو أمنی عقیب الاستمناء أو لمس امرأة فسد صومه).

للنّصوص الدالة علی ذلک (4)،و لا حاجة إلی التقیید بکونه معتادا لذلک،لإطلاق النصوص.

قوله: (أو أمنی عقیب النظر إلی امرأة أو الاستماع لم یفسد).

لو کان من عادته ذلک ففعله عامدا قاصدا إلی حصول الإمناء فالظاهر

ص:63


1- 1)لم ترد فی«س»و«ن»و أثبتناه لان السیاق یقتضیه.
2- 2) الکافی 4:106 حدیث 3،التهذیب 4:204 حدیث 591،الاستبصار 2:84 حدیث 259، 260.
3- 3) فی الحجری:لا إفساد،و فی«س»:أن إفساد،و ما أثبتناه من«ن». و الأسطر الخمسة السابقة کان فیها خلط فی النسخ الخطیة لجامع المقاصد من ناحیة التقدیم و التأخیر، فرتبناها علی ما فی النسخة الخطیة للقواعد.
4- 4) الکافی 4:376 حدیث 5،التهذیب 4:320 حدیث 981 و 5:324 حدیث 1114.

و الناسی و المکره معذوران،بخلاف الجاهل للحکم و الناسی له. و یستحب السواک للصلاة،و لو بعد العصر بالرطب و غیره.

و یجوز مص الخاتم و شبهه،و مضغ الطعام،و ذوقه،و زق الطائر، و المضمضة للتبرد،و استنقاع الرجل فی الماء،و یکره للمرأة و الخنثی.

المطلب الثانی:فیما یوجب الإفطار

المطلب الثانی:فیما یوجب الإفطار،و هو فعل ما أوجبنا الإمساک عنه عمدا اختیارا عدا الکذب علی اللّه و رسوله و أئمته علیهم السلام،و الارتماس علی رأی فیهما،و الغلط بعدم طلوع الفجر مع القدرة علی المراعاة، وجوب الکفارة.و لو لم یقصد،و نسی کون الإنزال بذلک من عادته،ففی الوجوب نظر،و کذا القول فی التّخیل للجماع لو ترتب علیه الإنزال.

قوله: (بخلاف الجاهل للحکم و الناسی له).

أمّا الجاهل فلا کفّارة علیه للرّوایة (1)،و فی إلحاق الناسی به تردّد،من حیث أنّه غافل،و من أنّه مکلّف بالعلم مرة أخری،و یمکن الفرق فی أفراد الناسی بین من انقلب علیه الاعتقاد،و بین من علم أنّه قد کان حصل حکم المسألة،ثم زال عنه و لا یدری ما هو،فیجب علی الثانی بخلاف الأوّل.

قوله: (و یکره للمرأة و الخنثی).

و قیل:تفطر به،لأن قبلها یتحمّل الماء،و له منفذ إلی الجوف (2).

قوله: (عدا الکذب-إلی قوله:-علی رأی).

قد سبق الحکم.

قوله: (و الغلط بعدم طلوع الفجر مع القدرة علی المراعاة و یکون طالعا وقت تناوله).

أی:وقت تناول المفطر.

ص:64


1- 1)التهذیب 4:208 حدیث 603،الاستبصار 2:82 حدیث 249.
2- 2) قاله أبو الصلاح فی الکافی فی الفقه:179،183.

و بالغروب للتقلید أو للظلمة الموهمة،و لو ظن لم یفطر، قوله: (و بالغروب للتقلید).

لو أخبره عدلان بالغروب فالظاهر القبول کالصّلاة،لأنها حجّة شرعا یجب المصیر إلیها.

قوله: (أو للظلمة الموهمة).

أی:الّتی لا یحصل معها ظنّ غالب و إن حصل معها احتمال دخول اللّیل،لکن یشکل عدم وجوب الکفارة هنا.

و ینبغی أن یقال:إن کان لا یعلم أنّ مثل هذه لا تجوّز الإفطار وجب علیه القضاء خاصّة و لا کفارة،لأنّه جاهل بالحکم،و إن علم بذلک فأقدم علی الإفطار فالمناسب وجوب الکفارة.

و ینبغی أن لا یکون فرق بین علمه بعد ذلک ببقاء النهار،و بین استمرار اللّبس،لأن الأصل عدمه،و لو تبیّن بعد ذلک دخوله فإشکال.

قوله: (و لو ظنّ لم یفطر).

و قال المفید:یفطر إذا تبیّن بقاء النهار (1)،و یظهر من المختلف المیل إلیه (2).

و ینبغی أن یقال:إن کان ذلک فی موضع یعول علی الظن فلا وجه للإفطار أصلا،و إن کان العلم ممکنا فلا وجه لعدمه لانتفاء جواز التعویل علیه، نعم یجیء فیه حکم الجاهل بالحکم مع جهله.

ص:65


1- 1)المقنعة:57.
2- 2) المختلف:224.

و التقلید فی عدم الطلوع مع قدرة المراعاة و یکون طالعا وقت تناوله،و ترک تقلید المخبر بالطلوع لظن کذبه حالة التناول،و تعمد القیء فلو ذرعه لم یفطر،و الحقنة بالمائع،و دخول ماء المضمضة-للتبرد-الحلق دون الصلاة و إن کانت نفلا،و معاودة الجنب النوم ثانیا حتی یطلع الفجر مع نیة الغسل و عدمها.

و فی الإفطار بالأمناء عقیب النظر إلی المحرمة إشکال،و ابتلاع بقایا الغذاء من بین الأسنان عمدا.

قوله: (و التقلید فی عدم الطّلوع.).

ینبغی إذا أخبره بذلک عدلان أن لا یجب القضاء علیه،لأنّهما حجة.

قوله: (و ترک تقلید المخبر بالطلوع.).

لا فرق بین کونه عدلا أو فاسقا،و لو کانا عدلین وجبت الکفارة کما صرّح به فی الدّروس (1)و المنتهی (2)،و لو ظنّ قولهما مجزیا ففی وجوبها نظر،فیبقی إطلاق النّص بحاله (3).

قوله: (دون الصّلاة و إن کانت نفلا).

فی روایة:یجب القضاء فی النّفل (4)،و هو أحوط.

قوله: (و معاودة الجنب النوم ثانیا).

حال من المعاودة لا من النّوم،لأن المعنی حینئذ،و معاودة النّوم الذی وقع حال کونه ثانیا،و هو بعید و إن کان صحیحا فی بعض الصور،و هی:ما إذا کانت جنابته عن احتلام.

قوله: (و فی الإفطار بالأمناء عقیب النظر إلی المحرمة إشکال).

لا إفطار بالمحللة و لا بالمحرّمة إلا مع صیرورته معتادا،و یقصد إلی النظر.

ص:66


1- 1)الدروس:72.
2- 2) المنتهی 2:578.
3- 3) التهذیب 4:270 حدیث 814.
4- 4) الکافی 4:107 حدیث 1،التهذیب 4:324 حدیث 999.

و فی إلحاق العابث بالمضمضة-أو طرح الخرز و شبهه فی الفم مع ابتلاعه من غیر قصد-بالمتبرد إشکال. و فی إلحاق وصول الدواء الی الجوف من الإحلیل بالحقنة بالمائع نظر،أما لو وصل بغیره کالطعن بالرمح فلا،و السعوط بما یتعدی الحلق بالابتلاع،و لا یفطر بالوصول الی الدماغ خاصة.

و لا یفطر بالاکتحال و إن وجد منه طعما فی الحلق،و لا بالتقطیر فی الإذن ما لم یصل الجوف،و لا بالفصد و الحجامة،نعم یکرهان للضعف بهما.

و لا بتشرب الدماغ الدهن بالمسام حتی یصل الی الجوف،و لا قوله: (و فی إلحاق العابث بالمضمضة-إلی قوله:-بالمتبرد إشکال).

الإلحاق لا بأس به.

قوله: (و فی إلحاق وصول الدّواء إلی الجوف من الإحلیل.).

لا یلحق،لعدم صدق الحقنة.

قوله: (أما لو وصل بغیره کالطعن بالرّمح فلا).

المراد:أنّه لو طعن نفسه بالرمح أو أمر غیره بذلک فوصل الرّمح إلی جوفه و هو صائم لا یفطر بذلک،خلافا للشیخ (1)لعدم المقتضی،و إن کانت العبارة لا تؤدی الی هذا المعنی،بل یقتضی ظاهرها ما لیس مرادا.

قوله: (و السّعوط بما یتعدّی الحلق.).

أی:بما شأنه ذلک،و هو مفتوح الأوّل:ما یسعّط به،و لم ینقلوا فی مصدره إلا السعط،فیکون فی العبارة احتیاج الی التکلف.

ص:67


1- 1)المبسوط 1:273.

بدخول ذبابة من غیر قصد،و لا بابتلاع الریق و إن جمعه بالعلک و تغیر طعمه فی الفم ما لم ینفصل عنه،و کذا المجتمع علی اللسان إذا أخرجه معه.و لو تفتت العلک و وصل منه الی الجوف أفطر.

و النخامة إذا لم تحصل فی حد الظاهر من الفم لم یفطر بابتلاعها، و کذا لو انصبت من الدماغ فی الثقبة النافذة إلی أقصی الفم،و لم یقدر علی مجها حتی نزلت الی الجوف،و لو ابتلعها بعد حصولها فی فضاء الفم اختیارا بطل صومه،و لو قدر علی قطعها من مجراها فترکها حتی نزلت فالأقرب عدم الإفطار. قوله: (و إن جمعه بالعلک و تغیر طعمه).

خلافا لبعض العامة (1)،لأن الطعم قد یکون بالتکلیف الحاصل من المجاورة.

قوله: (و النخامة إذا لم تحصل فی حدّ الظاهر من الفم لم یفطر بابتلاعها).

حدّ الظاهر ما تعدی مخرج الحاء المهملة،و لا کذلک البلاغم الخارجة من الصدر کما نصّ علیه فی التّذکرة (2)،لعدم صدق القیء علیها،و انتفاء نزولها من موضع أجنبیّ کالدّماغ،فأشبهت الریق.

قوله: (و لو قدر علی قطعها من مجراها فترکها حتّی نزلت فالأقرب عدم الإفطار).

لا یفطر بذلک علی الأصحّ.

فرع:لو صارت النخامة فی فضاء الفم فابتلعها تردّد الشّهید فی الدّروس فی وجوب کفارة الجمع (3)،بناء علی وجوب ذلک فی الإفطار بالمحرّم،و هو

ص:68


1- 1)ذهب إلیه أحمد بن حنبل کما فی المغنی لابن قدامة 3:76-77.
2- 2) التذکرة 1:257.
3- 3) الدروس:74.

و لو استنشق فدخل الماء دماغه لم یفطر.

و لو جری الریق ببقیة طعام فی خلل الأسنان فإن قصّر فی التخلیل فالأقرب القضاء خاصه،و إلا فلا شیء.

و لو تعمد الابتلاع فالقضاء و الکفارة.

و یکره تقبیل النساء،و اللمس،و الملاعبة،و الاکتحال بما فیه صبر أو مسک،و إخراج الدم و دخول الحمام المضعفان،و السعوط بما لا یتعدی الی الحلق،و شم الریاحین-و یتأکد النرجس-و الحقنة بالجامد،و بل الثوب علی الجسد.

المطلب الثالث:فیما یجب بالإفطار
اشارة

المطلب الثالث:فیما یجب بالإفطار،یجب القضاء و الکفارة بالأکل و الشرب للمعتاد و غیره،و الجماع الموجب للغسل،و تعمد البقاء مشکل،لأن ابتلاعها من فضاء الفم غیر محرّم ما لم ینفصل،لأن الجمیع باطن، و الإفطار به و التحریم لأجل الصوم لا یقتضیان التحریم مطلقا.

قوله: (فان قصّر فی التخلیل فالأقرب القضاء خاصّة).

الأقرب أقرب،لتعریضه الصوم للإفطار.

قوله: (بما فیه صبر).

هو ککتف عصارة شجر مرّ،ذکره فی القاموس (1).

قوله: (و یتأکد فی النّرجس).

علل بان فیه تشبها بالمجوس.

قوله: (و الحقنة بالجامد).

هی الفتائل المتحملة،و فی الأخبار ما یدلّ علی الکراهة (2).

قوله: (و بل الثوب علی الجسد).

علل بأن یورث مرضا،و هو حمّی الکبد أو غیره.

ص:69


1- 1)القاموس المحیط(صبر)2:67.
2- 2) الکافی 4:110 حدیث 3،التهذیب 4:204 حدیث 589،590،الاستبصار 2:83 حدیث 256.

علی الجنابة حتی یطلع الفجر،و النوم عقیبها حتی یطلع الفجر من غیر نیة الغسل،و الاستمناء،و إیصال الغبار الغلیظ الی الحلق متعمدا،و معاودة الجنب النوم ثالثا عقیب انتباهتین مع نیة الغسل حتی یطلع الفجر.

و ما عداه یجب به القضاء خاصة.

و إنما تجب الکفارة فی الصوم المتعین کرمضان،و قضائه بعد الزوال،و النذر المعین،و الاعتکاف الواجب دون ما عداه کالنذر المطلق و الکفارة و إن فسد الصوم.

و تتکرر الکفارة بتکرر الموجب فی یومین مطلقا،و فی یوم مع التغایر أو مع تخلل التکفیر،و یعزر مع العلم و التعمد،فان تخلل التعزیر مرتین قتل فی الثالثة. و لو أکره زوجته علی الجماع فعلیه کفارتان،و لا یفسد صومها، قوله: (و إیصال الغبار الغلیظ إلی الحلق).

الغلیظ عرفا،و یفهم من(إیصال)أنّ ذلک علی سبیل التعمّد،حیث یمکنه التحرز منه،و لا بأس بإلحاق الدّخان الّذی یحصل منه أجزاء،و کذا البخار للقدر و نحوه به.

قوله: (و معاودة الجنب النوم ثالثا).

أی:معاودة وقعت ثالثا،و دلیله الإجماع.

قوله: (و تتکرّر الکفارة.).

ظاهره أنّها لا تتکرّر بدون ذلک،و المتجه التکرر مطلقا لتعدّد السّبب.

قوله: (قتل فی الثّالثة).

بل فی الرّابعة.

قوله: (و لو أکره زوجته علی الجماع فعلیه کفارتان).

و یعزر بخمسین سوطا،و لا فرق بین الدائمة و المستمتع بها.

ص:70

و یفسد لو طاوعته،و لا یتحمل الکفارة حینئذ،و یعزر کل منهما بخمسة و عشرین سوطا،و الأقرب التحمل عن الأجنبیة و الأمة المکرهتین. و لو تبرع بالتکفیر عن المیت أجزأ عنه لا الحی. و لو ظن الآکل ناسیا الفساد فتعمده وجبت الکفارة. و لا یفسد صوم الناسی،و من وجر فی حلقه،و من اکره حتی ارتفع قصده،أو خوّف علی اشکال.

فروع

فروع:

أ:لو طلع الفجر لفظ ما فی فیه من الطعام

أ:لو طلع الفجر لفظ ما فی فیه من الطعام،فان ابتلعه کفّر.

ب:یجوز الجماع الی أن یبقی للطلوع مقدار فعله و الغسل

ب:یجوز الجماع الی أن یبقی للطلوع مقدار فعله و الغسل،فان علم التضیق فواقع وجبت الکفّارة،و لو ظن السعة فإن راعی فلا شیء، و الاّ فالقضاء خاصة.

قوله: (و الأقرب التحمّل عن الأجنبیّة و الأمة المکرهتین).

الأصح لا تحمّل.

قوله: (و لو تبرع بالتکفیر عن المیّت أجزأ عنه لا الحی).

لا یجزئ فی الصوم عنه أصلا،و یجزئ فی غیره مع الاذن.

قوله: (و لو ظنّ الآکل ناسیا الفساد فتعمّده وجبت الکفارة).

هذا هو المشهور و فیه نظر،لأنه جاهل الحکم،فیأتی فیه عدم الکفارة کما صرّح به المصنّف،و لا ریب أن الکفارة أحوط.

قوله: (و لا یفسد صوم الناسی).

أی:مطلقا و إن کان ندبا علی الظاهر.

قوله: (أو خوّف علی إشکال).

المتجه عدم القضاء إن صدق علیه اسم المکره.

قوله: (إلی أن یبقی للطلوع مقدار فعله و الغسل).

و لو کان فرضه التیمم کفی مقدار التیمم.

ص:71

ج:لو أفطر المنفرد برؤیة هلال رمضان

ج:لو أفطر المنفرد برؤیة هلال رمضانوجب القضاء و الکفارة علیه.

د:لو سقط فرض الصوم بعد إفساده فالأقرب سقوط الکفارة

د:لو سقط فرض الصوم بعد إفساده فالأقرب سقوط الکفارة، فلو أعتقت ثم حاضت فالأقرب بطلانه.

ه:لو وجب شهران متتابعان فعجز صام ثمانیة عشر یوما

ه:لو وجب شهران متتابعان فعجز صام ثمانیة عشر یوما،فان عجز استغفر اللّه تعالی،و لو قدر علی الأکثر-من ثمانیة عشر-أو علی الأقل فالوجه عدم الوجوب، قوله: (لو أفطر المنفرد برؤیة هلال رمضان.).

خلافا لبعض العامة (1).

قوله: (لو سقط فرض الصوم بعد إفساده فالأقرب سقوط الکفارة).

عدم السّقوط أحوط،نظرا إلی أنّه مکلّف ظاهرا لأنّه متعبّد بظنّه و ذلک ظنّه،و لهذا یأثم بالإفطار.

قوله: (فلو أعتقت ثم حاضت،فالأقرب بطلانه).

عدم البطلان أحوط.

قوله: (فعجز).

أی:من أوّل وقت الوجوب لأنّه فوری.

قوله: (و لو قدر علی أکثر من ثمانیة عشر،أو علی الأقل فالوجه عدم الوجوب).

لأنه لا دلیل علیه،لأن ما وجب تبعا و هو الأقل،و الأکثر یزول بزوال المتبوع و هو الأصحّ.

و فی الأخبار:ان من علیه کفارة إذا عجز عن الأصناف الثلاثة تصدق

ص:72


1- 1)ذهب إلیه إسحاق و عطاء کما فی المغنی لابن قدامة 3:11.

أما لو قدر علی العدد دون الوصف فالوجه وجوب المقدور. و لو صام شهرا فعجز أحتمل وجوب تسعة،و ثمانیة عشر، و السقوط.

و:لو أجنب لیلا

و:لو أجنب لیلا،و تعذر الماء بعد تمکنه من الغسل حتی أصبح فالقضاء علی اشکال. بما أمکن (1)،و القول به متجه،فیقیّد قوله:(فإن عجز استغفر اللّه).

فتلخص أنه إذا عجز عن الأصناف الثلاثة تصدّق بما أمکن،أو صام ثمانیة عشر یوما جمعا بین الأخبار،و هو خیرة الدّروس (2)،فان عجز استغفر اللّه (3).

قوله: (أما لو قدر علی العدد دون الوصف فالوجه وجوب المقدور).

یشکل علی ذلک أن الواجب هو التتابع لا الشّهران و التتابع،و الظاهر عدم الوجوب و إن کان أحوط.

قوله: (و لو صام شهرا فعجز احتمل وجوب تسعة،و ثمانیة عشر، و السّقوط).

الأحوط (4)وجوب ثمانیة عشر،لأن العجز عن الشهرین حینئذ قد حصل.

قوله: (لو أجنب لیلا و تعذّر الماء بعد تمکّنه من الغسل حتّی أصبح فالقضاء علی إشکال).

ربّما فصّل بالتفریط مع ظن الفقدان فیقضی،و عدمه فلا قضاء،و المتجه

ص:73


1- 1)الکافی 4:102 حدیث 2،الفقیه 2:72 حدیث 308،التهذیب 4:205 حدیث 594،الاستبصار 2:95 حدیث 310.
2- 2) الدروس:74.
3- 3) الأسطر الخمسة السابقة لم ترد فی«ه»و«س»،و و وردت فی«ن».
4- 4) فی«ن»و«ه»:الأظهر.
المطلب الرابع:فی بقایا مباحث موجبات الإفطار
اشارة

المطلب الرابع:فی بقایا مباحث موجبات الإفطار،

یجب بالإفطار أربعة

یجب بالإفطار أربعة.

الأول:القضاء

الأول:القضاء،و هو واجب علی کل تارک عمدا بردة،أو سفر، أو مرض،أو نوم،أو حیض،أو نفاس،أو لغیر عذر مع وجوبه علیه، و المرتد عن فطرة و غیرها سواء.

و لا یجب لو فات بجنون،أو صغر،أو کفر أصلی،أو إغماء و إن لم ینو قبله،أو عولج بالمفطر،و یستحب التتابع.

الثانی:الإمساک تشبها بالصائمین

الثانی:الإمساک تشبها بالصائمین،و هو واجب علی کل متعمد بالإفطار فی رمضان و إن کان إفطاره للشک و لا یجب علی من أبیح له عدم القضاء مطلقا،إذ لا یجب الغسل للصوم حینئذ إجماعا،و ربّما بنی المصنّف نظره فی ذلک علی وجوب غسل الجنابة لنفسه،مع أن فی بنائه هذا نظر.

قوله: (أو إغماء و إن لم ینو قبله،أو عولج بالمفطر).

علی الأصحّ،و قیل:انّه إذا نوی الصوم صحّ منه،فإذا أخل بالنیة وجب القضاء،و هو قول الشّیخ (1)و جماعة،و کذا قال الشیخ فی المبسوط:انّه إذا عولج بالمفطر وجب القضاء (2).

قوله: (الثّانی:الإمساک تشبها بالصّائمین).

ظاهره:أنّه حیث لا یکون الصوم مجزئا لا یعدّ صوما،و فی عدّة أخبار ما یدلّ علی أنه صوم،و من ثم تتعدّد الکفّارة بتعدّد المفطر.

ص:74


1- 1)المبسوط 1:285. [1]
2- 2) المبسوط 1:266. [2]

الفطر کالمسافر و المریض بعد القدوم و الصحة إذا أفطرا،بل یستحب لهما، و للحائض و النفساء إذا طهرتا بعد طلوع الفجر،و الکافر إذا أسلم، و الصبی إذا بلغ،و المجنون إذا أفاق،و فی معناه المغمی علیه.

الثالث:الکفارة

الثالث:الکفارة،و هی مخیّرة فی رمضان:عتق رقبة،أو صیام شهرین متتابعین،أو إطعام ستین مسکینا.و تجب الثلاثة فی الإفطار بالمحرم علی رأی. و کفارة قضائه بعد الزوال إطعام عشرة مساکین لکل مسکین مد،فان عجز صام ثلاثة أیام.و کفارة الاعتکاف کرمضان،و فی کفارة النذر المعین قولان.

فروع

فروع:

أ:المجنون إذا أکره الزوجة لا یتحمل عنها الکفارة

أ:المجنون إذا أکره الزوجة لا یتحمل عنها الکفارة،و لا شیء علیها.

قوله: (بل یستحبّ لهما و للحائض و النفساء إذا طهرتا بعد طلوع الفجر).

و لو کان قبله وجب علیهما الغسل کالجنب،و مع الإخلال به عمدا اختیارا هما کالجنب.

قوله: (و تجب الثلاثة فی الإفطار بالمحرّم علی رأی).

أی:الأنواع الثلاثة،و هذا هو الأحوط،و إن کان الأشهر هو الواحدة، و لا فرق بین التحریم الأصلی و العارض.

قوله: (و فی کفّارة النذر المعیّن قولان).

الأحوط أنها کبری،و التفصیل:بأن المنذور إن کان صوما فکبری،و الا فصغری أقوی،فإن أفطر بما یوجب الکفارة فی رمضان فلا إشکال فی وجوبها کبری،و إلا فیحتمل الوجوب أیضا عملا بإطلاق النّص.

ص:75

ب:المسافر إذا أکره زوجته وجبت الکفارة علیه عنها لا عنه

ب:المسافر إذا أکره زوجته وجبت الکفارة علیه عنها لا عنه، و یحتمل السقوط لکونه مباحا له غیر مفطر لها.

ج:المعسرة المطاوعة یجب علیها الصوم

ج:المعسرة المطاوعة یجب علیها الصوم،و المکرهة یتحمل عنها الإطعام،و هل یقبل الصوم التحمل؟الظاهر من فتاوی علمائنا ذلک.

د:لو جامع ثم أنشأ سفرا اختیارا لم تسقط الکفارة

د:لو جامع ثم أنشأ سفرا اختیارا لم تسقط الکفارة،و لو کان اضطرارا سقطت علی رأی.

الرابع:الفدیة

الرابع:الفدیة،و هی مدّ من الطعام عن کل یوم،و مصرفها مصرف الصدقات بإفطار نهار رمضان

بأمور ثلاثة

بأمور ثلاثة: قوله: (المسافر إذا أکره زوجته وجبت الکفارة علیه عنها،لا عنه).

الأصحّ لا کفارة إذ لا یتصوّر الکفّارة عنها،إذ لا شیء من قبلها یقتضیها و لا من قبله،لأنّه مباح له.

قوله: (و هل یقبل الصوم التحمّل؟الظاهر من فتاوی علمائنا ذلک).

الأصحّ وجوبه علیه،و لا یعد هذا تحمّلا،لأن الوجوب أوّلا تعلق به.

قوله: (لو جامع ثم أنشأ سفرا اختیارا-إلی قوله:-سقطت علی رأی).

لا فرق بین المسألتین،إلاّ أن المسقط فی الأول باختیار المکلف بخلاف الثّانی،و لیس بمؤثر،و عدم السّقوط مطلقا أولی.

قوله: (الرّابع:الفدیة،و هی مدّ من طعام-إلی قوله:-بأمور ثلاثة).

أی:من موجبات الإفطار الفدیة مع ملابسة أمور ثلاثة.

ص:76

أ:جبر فضیلة الأداء مع تدارک أصل الصوم بالقضاء فی الحامل المقرب

أ:جبر فضیلة الأداء مع تدارک أصل الصوم بالقضاء فی الحامل المقرب،و المرضع القلیلة اللبن إذا خافتا علی الولد جاز لهما الإفطار فی رمضان و یجب علیهما القضاء و الفدیة.و لو خافتا علی أنفسهما ففی إلحاقهما بالخوف علی الولد أو بالمریض اشکال. و تجب الفدیة فی غیر رمضان ان تعین علی اشکال. و هل یلحق بهما منقذ الغیر من الهلاک،مع افتقاره إلی الإفطار؟ الأقرب العدم.

ب:تأخیر القضاء

ب:تأخیر القضاء،فمن أخر قضاء رمضان حتی دخل رمضان السنة القابلة،فإن کان مریضا،أو مسافرا،أو عازما علی القضاء غیر متهاون فیه فلا فدیة علیه،بل القضاء خاصة،و لو تهاون به فعلیه مع قوله: (و المرضع القلیلة اللّبن).

هی بغیرها إذا أرید من لها ولد ترضعه،فإذا أرید الوصف فبالتاء.

قوله: (و لو خافتا علی أنفسهما،ففی إلحاقهما بالخوف علی الولد،أو بالمریض إشکال).

الأصحّ أنّهما کالمریض،لأصالة براءة الذّمة من وجوب الکفارة علیهما، و عموم روایتهما (1)معارض لعموم دلائل المریض.

قوله: (و تجب الفدیة فی غیر رمضان إن تعیّن علی إشکال).

لا یجب علی الأصحّ.

قوله: (و هل یلحق بهما منقذ الغیر من الهلاک مع افتقاره إلی الإفطار؟الأقرب العدم).

الأصحّ لا یلحق.

قوله: (و لو تهاون).

بأن لم یعزم علی القضاء،أو عزم علی الترک.

ص:77


1- 1)الکافی 4:117 حدیث 1،التهذیب 4:239 حدیث 701.

القضاء عن کل یوم فدیة.

و لو استمر المرض من الرمضان الأول الی الثانی سقط قضاء الأول،و وجبت الفدیة عن کل یوم مد.و لو استمر الی أن بقی نصف الفائت مثلا تعین القضاء فیه،و سقط المختلف مع الفدیة.

و لو فات رمضان أو بعضه لمرض،و استمر حتی مات لم یجب القضاء عنه-بل یستحب-و لا الفدیة.

و کل صوم واجب،رمضان کان أو غیره فات و تمکن من قضائه،و لم یقض حتی مات وجب علی ولیه-و هو أکبر أولاده الذکور-القضاء عنه،سواء فات بمرض،أو سفر،أو غیرهما.و لو فات بالسفر،و مات قبل التمکن من قضائه ففی روایة:یجب علی الولی قضاؤه. و لو کان الأکبر أنثی لم یجب علیها القضاء،فحینئذ یسقط القضاء.

و قیل یتصدق عنه من ترکته عن کل یوم بمد،و کذا لو لم یکن له ولی.

قوله: (و هو أکبر أولاده).

هل یشترط بلوغه حین الموت فلا یجب لو کان غیر بالغ؟الظاهر نعم.

قوله: (ففی روایة:یجب علی الولی قضاؤه).

هی روایة منصور بن حازم (1)،و الأصحّ عدم الوجوب،لما فی روایة من أوصت إلیه بصوم فلم یتمکّن من قضائه،فقال له علیه السّلام:کیف یقضی عنها ما لم یجب علیها (2).

قوله: (و قیل:یتصدّق عنه من ترکته عن کل یوم بمد (3).

هو محمول علی الاستحباب.

ص:78


1- 1)التهذیب 4:349 حدیث 740.
2- 2) الکافی 4:137 حدیث 8، [1]علل الشرائع:382 حدیث 4،التهذیب 4:248 حدیث 737، الاستبصار 2:109 حدیث 358.
3- 3) قاله الشیخ فی المبسوط 1:286. [2]

و لو کان ولیان فأزید تساووا فی القضاء بالتقسیط و إن اتحد الزمان،و ان کان فی کفارة وجب التتابع،فان تبرع بعضهم سقط عن الباقین.

و لو انکسر یوم فکالواجب علی الکفایة،فإن صاماه و افطراه بعد الزوال دفعة،أو علی التعاقب،أو أحدهما ففی الکفارة وجوبا و محلا اشکال، قوله: (فکالواجب علی الکفایة).

قال الشّارح:إذ هو واجب مشروط بترک الآخر (1)،و لا حاصل له، و زعم أن قول المصنّف کالواجب علی الکفایة لملاحظة ذلک،و لیس کما ذکر، بل یری أن إلحاق هذا بالواجب الکفائی بعد أن کان واجبا عینا بالعارض.

قوله: (فان صاماه و أفطراه بعد الزّوال دفعة،أو علی التعاقب،أو أحدهما ففی الکفارة وجوبا و محلا إشکال).

قال الشّارح:إنّ هنا صورا أربع (2)،و لا یجیء ما ذکره،لأنّ أحدهما إن عطف علی ضمیر(صاماه)لم تجیء إلا صورة واحدة و هی صوم أحدهما،و لیس فیه دلالة علی إفطاره،و لیس ممّا نحن فیه،و إن عطف علی ضمیر(أفطراه)لم یأت إلاّ صورة واحدة أیضا،و هی ما إذا أفطره أحدهما،و ما قبله یقتضی أن یکونا قد صاماه معا،فصورة ما إذا صامه أحدهما خاصّة و أفطره لا یخرج عن العبارة.

و الأحوط وجوب الکفارة علی من أفطر،تعدّد أو اتحد،دفعة أو علی التعاقب،لأنّ ما وجب من باب المقدّمة واجب قطعا،فیندرج فی قضاء رمضان، و اتحاد الأصل لا ینافی التعدّد باعتبار المقدّمة إلاّ أن یدعی أنّ أحدهما لا یعدّ قضاء رمضان،فان صحّ ذلک اتّجه عدم الوجوب أصلا،للجهل بمحله،و فی الأوّل رجحان و احتیاط.

ص:79


1- 1)إیضاح الفوائد 1:238.
2- 2) إیضاح الفوائد 1:238-239.

و فی القضاء عن المرأة و العبد اشکال. و لو کان علیه شهران متتابعان صام الولی شهرا،و تصدق عنه من مال المیت عن شهر.

ج:العجز عن الأداء فی الشیخ و الشیخة و ذی العطاش

ج:العجز عن الأداء فی الشیخ و الشیخة و ذی العطاش،فإنهم فرع:لو صام أجنبی عن المیّت بغیر إذن الولی،أو بإذنه ففی الإجزاء نظر، ینشأ کون الواجب علی الولی،فلا یسقط بفعل الغیر،و من أنّ أصل الوجوب علی المیّت،فیسقط به،و عدم الإجزاء أقوی،و إلیه ذهب فی المنتهی (1)(2).

قوله: (و فی القضاء عن المرأة و العبد إشکال).

لا قضاء عن المرأة،و الأحوط فی العبد القضاء.

قوله: (و تصدّق عنه من مال المیت عن شهر).

الظاهر عن کل یوم بمدّ.

قوله: (الشّیخ و الشیخة).

الأصحّ التفصیل:و هو أنّهما إذا لم یطیقا الصوم أصلا و رأسا،بحیث خرجا عن حدّ التکلیف سقط أداء و قضاء و لا کفارة،و لو أطاقا بمشقة فعلیهما الکفارة، و الظاهر وجوب القضاء مصیرا إلی مختار الأکثر فیه،و فی المختلف أسقطه (3).

و أما(ذو العطاش)و هو بضمّ أوّله:داء لا یروی صاحبه،فإنّه إن أیس من برئه لم تجب الکفارة و لا القضاء و إن بریء علی خلاف الغالب،و لو لم یکن مأیوسا من برئه فلا کفارة و علیه القضاء،و لا یجوز لهذا (4)أن یشرب إلا قدر ما یسد به الرّمق،لروایة عمّار (5)و غیرها (6).

ص:80


1- 1)المنتهی 2:604. [1]
2- 2) الاسطر الثلاثة السابقة لم ترد فی«ه»و«س»و وردت فی«ن».
3- 3) المختلف:244.
4- 4) فی«ن»:لهما.
5- 5) الکافی 4:117 حدیث 6،الفقیه 2:84 حدیث 376،التهذیب 4:326 حدیث 1011.
6- 6) الکافی 4:117 حدیث 6.

یفطرون رمضان و یفدون عن کل یوم،فإن أمکن بعد ذلک القضاء وجب،و إلاّ فلا.

فروع

فروع:

أ:المریض و المسافر إذا برأ أو قدم قبل الزوال و لم یتناولا شیئا وجب علیهما الصوم

أ:المریض و المسافر إذا برأ أو قدم قبل الزوال و لم یتناولا شیئا وجب علیهما الصوم،و أجزأهما،و لو کان بعد الزوال استحب الإمساک،و وجب القضاء.

ب:لو نسی غسل الجنابة حتی مضی علیه الشهر

ب:لو نسی غسل الجنابة حتی مضی علیه الشهر،أو بعضه قضی الصلاة و الصوم علی روایة،و قیل الصلاة خاصة.

ج:یجوز الإفطار فی قضاء رمضان قبل الزوال

ج:یجوز الإفطار فی قضاء رمضان قبل الزوال،و یحرم بعده، و الأقرب الاختصاص بقضاء رمضان.

د:النائم إن سبق منه النیة صح صومه

د:النائم إن سبق منه النیة صح صومه،و إلا وجب القضاء إن لم یدرک النیة قبل الزوال.

الفصل الثالث:فی وقت الإمساک و شرائطه

اشارة

الفصل الثالث:فی وقت الإمساک و شرائطه.

و هو من أول طلوع الفجر الثانی إلی غروب الشمس،فلا یصح صوم اللیل،و لو نذره لم ینعقد و إن ضمه الی النهار.

و لا یصح فی الأیام التی حرم صومها کالعیدین و أیام التشریق لمن کان بمنی ناسکا،و لو نذر هذه الأیام لم ینعقد.

قوله: (قضی الصوم و الصّلاة علی روایة).

هی روایة الحلبی (1)،و علیها العمل،و هی مشهورة (2)بین الأصحاب.

قوله: (و الأقرب الاختصاص بقضاء رمضان).

عدم الاختصاص قویّ،لظاهر روایة سماعة بن مهران (3).

قوله: (و أیام التشریق لمن کان بمنی ناسکا).

الظاهر التحریم مطلقا،

ص:81


1- 1)التهذیب 4:311،322 حدیث 938،990.
2- 2) فی«ن»:و هو مشهور.
3- 3) التهذیب 4:211 حدیث 611،الاستبصار 2:86 حدیث 267.

و لو نذر یوما فاتفق أحدها أفطر،و لا قضاء علی رأی.و لو نذر أیام التشریق بغیر منی صح.

و إنما یصح من العاقل،المسلم،الطاهر من الحیض و النفاس، المقیم حقیقة أو حکما،الطاهر من الجنابة فی أوله،السلیم من المرض.فلا ینعقد صوم المجنون،و لا المغمی علیه و إن سبقت منه النیة،و لا الکافر و إن کان واجبا علیه لکن یسقط بإسلامه.و صوم الصبی الممیز صحیح علی اشکال. و لا یصح من الحائض و النفساء،و إن حصل المانع قبل الغروب بلحظة أو انقطع بعد الفجر.

و یصح من المستحاضة،فإن أخلّت بالغسل،أو غسلی النهار مع تبعا لإطلاق الرّوایة (1).

قوله: (و لو نذر یوما فاتفق أحدها أفطر،و لا قضاء علی رأی).

هذا هو الأصحّ،لانکشاف امتناع تعلق النذر به.

قوله: (و صوم الصّبی الممیّز صحیح علی إشکال).

ینشأ من إمکان توجّه الأمر إلیه و عدمه،و الحق العدم،و إنّما صومه لمحض التمرین.

قوله: (فإن أخلت بالغسل).

ینبغی أن یراد به جنس الغسل،بأن لم تغتسل أصلا،و لا یمکن حمله علی غسل واحد،لأن غسل اللیلة الآتیة لا دخل له فی صحة الیوم الماضی،و إن قید بغسل النّهار صار قوله:(أو غسلی النّهار)مستدرکا.

قوله: (أو غسلی النّهار).

أی:مجموعهما،لیصدق علی ما إذا أخلّت بأحد الغسلین نهارا فان صومها

ص:82


1- 1)التهذیب 4:297 حدیث 897،الاستبصار 2:132 حدیث 421.

وجوبهما لم یصح و وجب القضاء. و لا یصح من المسافر-الذی یجب علیه قصر الصلاة-کل صوم واجب إلاّ الثلاثة بدل الهدی،و الثمانیة عشر بدل البدنة فی المفیض من عرفة قبل الغروب،و النذر المقید به.و الأقرب فی المندوب الکراهیة. و لا یصح من الجنب لیلا مع تمکنه من الغسل قبل الفجر،فان لم یعلم بالجنابة فی رمضان،و المعین خاصة،أو لم یتمکن من الغسل مطلقا صح الصوم،و کذا یصح لو احتلم فی أثناء النهار مطلقا.و لو استیقظ جنبا فی أول النهار فی غیر رمضان،و المعین کالنذر المطلق و قضاء رمضان، یبطل أیضا،و لو کان غسلها واجبا لیلا کأن ترکت غسل العشاءین،فهل یجب تقدیمه علی الفجر لیصحّ الصوم؟فیه إشکال.

قوله: (و وجب القضاء).

و لا کفّارة،و لیس ببعید أن یکون غسل الحائض و النفساء إذا طهرتا قبل الفجر کذلک،و إن کان المصنّف ألحقهما بالجنب.

قوله: (و النّذر المقیّد به).

أی:المقیّد بفعله فی السّفر،فلو أطلقه لم یدخل فیه السّفر،هنا شیء و هو أنّ النّذر المتعلق بالسّفر قد یقال:أنّه مناف لمقتضی الصوم الواجب،لأنّ حقّه أن لا یصام فی السّفر.

قوله: (و الأقرب فی المندوب الکراهیة).

هذا هو الأشهر،و علیه الفتوی.

قوله: (أو لم یتمکن من الغسل مطلقا صح الصوم).

أی:سواء کان فی رمضان و المعیّن،أو فی غیرهما،لکن لا بدّ من تیمّمه قبل الفجر لیطلع علیه متیمّما.

قوله: (و لو استیقظ جنبا فی أوّل النّهار فی غیر رمضان و المعیّن کالنذر المطلق،و قضاء رمضان،و النّفل بطل الصوم).

ص:83

و النفل بطل الصوم،و کذا فی الکفارة علی اشکال،و لا یبطل به التتابع. و لا یصح من المریض المتضرر به،إما بالزیادة فی المرض أو بعدم البرء أو بطؤه،و یحال فی ذلک علی علمه بالوجدان،أو ظنه بقول عارف و شبهه،فان صام حینئذ وجب القضاء.

تتمة:یستحب تمرین الصبی و الصبیة بالصوم

تتمة:یستحب تمرین الصبی و الصبیة بالصوم،و یشدد علیهما لسبع مع القدرة،و یلزمان به قهرا عند البلوغ،و هو یحصل بالاحتلام،أو الإنبات،أو بلوغ الصبی(خمس عشر)سنة،و الأنثی تسعا.

و لو صام المسافر مع وجوب القصر عالما وجب القضاء،و الاّ فلا.

للرّوایة الصحیحة فی قضاء رمضان (1)،و ألحق الشیخ و الأصحاب به غیره مما لم یتعین.

قوله: (و کذا فی الکفارة علی إشکال،و لا یبطل به التتابع).

لتعیین زمانه تارة بالفور إذا ابتدأ به و اخری به فی أثنائه و بالشروع (2)و الأصل عدم البطلان،و لإمکان عروض المانع مرّة بعد أخری فیؤدّی إلی امتناع صوم الکفارة،و الأصحّ عدم البطلان.

قوله: (أو ظنّه بقول عارف و شبهه).

أی:شبه العارف أو شبه قول العارف کفعله و خطه و قرائن الأحوال المفیدة لذلک.

قوله: (فان صام حینئذ وجب القضاء).

لعدم التکلیف به فلا یجزئ.

قوله: (یستحبّ تمرین الصّبی).

أی:تعویده و تدریبه،و یتخیّر فی النیة بین الوجوب و النّدب.

ص:84


1- 1)الفقیه 2:75 حدیث 324،التهذیب 4:211 حدیث 611،الاستبصار 2:86 حدیث 267.
2- 2) فی«س»و«ه»:تارة بالفور و اخری به و بالشروع.

و شرائط قصر الصلاة و الصوم واحدة،و یزید اشتراط الخروج قبل الزوال علی رأی،و قیل یشترط التبییت،و لو أفطر قبل غیبوبة الجدران و الأذان کفّر. و یکره لمن یسوغ له الإفطار الجماع،و التملی من الطعام و الشراب نهارا.

المقصد الثانی:فی أقسامه

اشارة

المقصد الثانی:فی أقسامه و فیه مطلبان:

الأول:أقسام الصوم أربعة

اشارة

الأول:أقسام الصوم أربعة:

واجب

واجب،و هو ستة:رمضان، و الکفارات و بدل الهدی،و النذر و شبهه،و الاعتکاف الواجب،و قضاء الواجب.

و مندوب

و مندوب:و هو جمیع أیام السنة إلاّ ما یستثنی،و المؤکد:أول خمیس من کل شهر،و آخر خمیس منه،و أول أربعاء فی العشر الثانی، و یقضی مع الفوات،و یجوز التأخیر إلی الشتاء،و یستحب الصدقة عن کل یوم بمد أو درهم مع العجز. قوله: (و یزید اشتراط الخروج قبل الزّوال علی رأی).

فی کون هذا شرطا زائدا علی شروط الصّلاة شیء،إلاّ أن یقال:هو بدل اشتراط خروجه قبل إدراک الصّلاة فی وقتها،و الأصحّ اشتراط ذلک،فلا یقصر لو خرج بعده.

قوله: (و قیل:یشترط التبییت).

أی:تبییت عزم السّفر لیلا،و هو ضعیف.

قوله: (و لو أفطر قبل غیبوبة الجدران و الأذان کفّر).

و لو کان السّفر اضطراریّا فعنده علی ما سبق لا یجب الکفارة.

قوله: (و یستحبّ الصّدقة عن کلّ یوم بمدّ أو درهم مع العجز).

و المدّ أفضل،لأنّه قد ورد أنّه أفضل من صیام شهر (1).

ص:85


1- 1)الکافی 4:144 حدیث 7، [1]التهذیب 4:313 حدیث 948 و لم یرد المد فی الحدیث.

و أیام البیض من کل شهر،و هی:الثالث عشر،و الرابع عشر، و الخامس عشر،و ستة أیام بعد عید الفطر و یوم الغدیر،و مولد النبی صلی اللّه علیه و آله،و مبعثه،و دحو الأرض،و عرفة إلاّ مع الضعف عن الدعاء أو شک الهلال،و عاشوراء حزنا،و المباهلة،و کل خمیس،و کل جمعة،و أول ذی الحجة،و رجب کله،و شعبان کله.

و لا یجب بالشروع،لکن یکره الإفطار بعد الزوال،و لا یشترط خلو الذمة من صوم واجب علی قوله: (و أیّام البیض).

أی:أیام اللیالی البیض،کما نبّه علیه فی المنتهی (1)،و من طرق الجمهور إنّها تسمی بیضاء لأن اللّه تعالی تاب علی آدم فیها.

قوله: (و مولد النّبی صلّی اللّه علیه و آله).

هو سابع عشر شهر ربیع الأوّل.

قوله: (و مبعثه).

هو سابع عشرین من رجب.

قوله: (و دحو الأرض).

هو خامس عشرین شهر ذی القعدة.

قوله: (و عاشوراء حزنا).

أی:صومه لیس صوما معتبرا شرعا،بل هو إمساک بدون نیة الصوم، لأنّ صومه متروک کما وردت به الرّوایة (2)،فیستحبّ الإمساک فیه إلی بعد العصر حزنا،و صومه شعار بنی أمیّة لعنهم اللّه سرورا بقتل الحسین علیه الصلاة و السّلام.

قوله: (و لا یشترط خلو الذّمة من صوم واجب علی إشکال).

ص:86


1- 1)المنتهی 2:609.
2- 2) الکافی 4:146 حدیث 4،التهذیب 4:301 حدیث 910،الاستبصار 2:134 حدیث 441.

اشکال.

و مکروه

و مکروه،و هو خمسة:صوم عرفة لمن یضعفه عن الدعاء أو مع شک الهلال،و النافلة سفرا إلا ثلاثة أیام للحاجة بالمدینة،و الضیف ندبا بدون اذن المضیف،و الولد بدون اذن والده،و المدعو الی طعام.

و محرّم

و محرّم،و هو تسعة:صوم العیدین مطلقا و أیام التشریق لمن کان بمنی حاجا أو معتمرا،و یوم الشک بنیة رمضان،و صوم نذر المعصیة، و الصمت،و الوصال،و الزوجة ندبا مع نهی الزوج أو عدم اذنه،و المملوک بدون اذن مولاه،و الواجب سفرا عدا ما استثنی.

فرع

فرع:لو قید ناذر الدهر بالسفر ففی جواز سفره فی رمضان اختیارا اشکال،أقربه ذلک،و إلا دار،فان سوغناه فاتفق فی رمضان یجب هذا قویّ متین،و الاشتراط أحوط،و لو لم یتمکّن من الواجب فلا إشکال کالکفارة شهرین متتابعین و قد دخل شعبان.

قوله: (و الضّیف ندبا بدون إذن المضیف).

و بالعکس،للرّوایة (1).

قوله: (و المدعو إلی طعام).

ینبغی إذا کان الداعی مؤمنا،فان فی الحدیث ذکر المؤمن (2)،و لا یشترط أن یکون الطعام معمولا لأجله،و ینبغی أن لا یخبره بالصوم حینئذ.

قوله: (و الوصال).

فیه تفسیران:أحدهما:أنّه صوم یومین مع لیلتهما،و الثّانی:تأخیر العشاء إلی السّحور،و هو الأصحّ،و کلاهما محرم،لأن صوم اللّیل أو بعضه حرام.

قوله: (ففی جواز سفره فی رمضان اختیارا إشکال،أقربه ذلک و إلاّ دار).

هذا هو الأصحّ،و توجیه الدّور:أنه لو حرم السّفر لأفضی إلی جوازه،

ص:87


1- 1)الکافی 4:151 حدیث 3،الفقیه 2:99 حدیث 444،علل الشرائع:384 حدیث 1.
2- 2) الکافی 4:150 حدیث 1.

الإفطار و یقضی لأنه مستثنی کالأصل،و فی وجوب التأخیر إلی شعبان اشکال. و کلّما أفضی ثبوته إلی نفیه فهو محال.

بیان الملازمة:انّه لو حرم لکان تحریمه إنّما هو لفوات المنذور بالإفطار، و مع تحریمه لا یجوز الإفطار،فتنتفی علة التحریم فیکون مباحا.

و إن شئت قلت:تحریم السّفر موقوف علی جواز الإفطار،و جوازه موقوف علی إباحة السّفر،و إباحته موقوفة علی عدم فوات المنذور،و هو موقوف علی تحریم السّفر،فیتوقف علی نفسه بمراتب.

و اعترض:بأن تحریم السّفر إنّما هو لتحریم الإفطار علی تقدیر إباحة السّفر لا مطلقا،و هذا أمر ثابت للسفر فی نفسه،و إن کان السّفر حراما فالمقتضی هو استلزامه لإباحة الإفطار علی تقدیر إباحة السّفر لا مطلقا،و هو باق لا یزول بتحریم السّفر،فیبقی التحریم بحاله و إن حرم الإفطار.

و جوابه:ان تحریم السفر لتحریم الإفطار،إذ الفرض أن لا مانع غیره، و تقدیر إباحة السّفر لا دخل له فی العلیة،و إن کان الجواز إنّما یکون علی تقدیره لأصالة عدم (1)دخوله فی العلیة،و لهذا نقول:لو جاز الإفطار علی تقدیر تحریم السّفر لکنّا نحرمه لوجهین:أحدهما:فوات المنذور[و الثّانی:تحریم الإفطار] (2)فلا إشکال.

قوله: (و فی وجوب التأخیر إلی شعبان إشکال).

لا یجب،لفوات المنذور علی کلّ حال،و لا یجوز الإفطار فی هذا القضاء قبل الزّوال،بل له العدول إلی النذر،فان أفطر قبله ففی لزوم کفارة النذر نظر، أقربه ذلک،لأنّه تبین کونه منذورا،إذ لو تمّ لکان قضاء رمضان،و لو أفطر بعد الزّوال فکفارة قضاء رمضان.

ص:88


1- 1)فی بعض النسخ«لاحتماله»و لم نعرف له وجها.
2- 2) ما بین المعقوفتین لم یرد فی النسخ الخطیة الثلاث،و ورد فی النسخة الحجریة.

و الواجب:إما مضیّق کرمضان،و قضائه،و النذر،و الاعتکاف.

و إما مخیّر کصوم أذی الحلق،و کفارة رمضان،و قضائه بعد الزوال علی رأی،و خلف النذر و العهد،و الاعتکاف الواجب،و جزاء الصید علی رأی. و إما مرتب،و هو صوم کفارة الیمین،و قتل الخطأ،و الظهار، و بدل الهدی،و الإفاضة من عرفات قبل الغروب عامدا. فرع:لو أفطر فی قضاء رمضان ناذر الدّهر سفرا و حضرا قبل الزّوال فکفارة خلف النذر،و بعده کفارة قضاء رمضان کذا قیل،و فیه نظر،و ینبغی کفارة خلف النذر،لانکشاف أنّه منذور لا یقضی کما فی قبل الزّوال،لأن هذا الیوم تبین أنه متعلق النذر (1).

قوله: (و الواجب إمّا مضیّق).

أی:لا بدل له.

قوله: (و قضائه بعد الزّوال علی رأی).

أی:کفارة قضائه،و الأصحّ أنّها مرتبة،و قد سبق مثله فی کلام المصنّف.

قوله: (و خلف النذر).

إلاّ أن نقول:کفارته کفارة یمین،و هو کذلک فی غیر الصوم.

قوله: (و الاعتکاف الواجب).

بناء علی أنّ کفارته کفارة رمضان.

قوله: (و جزاء الصّید علی رأی) التخییر قوی،و الترتیب أحوط نظرا إلی ظاهر الآیة (2)و الرّوایة (3).

قوله: (و الإفاضة من عرفات قبل الغروب عامدا).

أی:صوم کفارته،و هو بدل البدنة إذا تعذّرت.

ص:89


1- 1)هذا الفرع لم یرد فی«س»و«ه»و ورد فی«ن».
2- 2) المائدة:95.
3- 3) الکافی 4:385 حدیث 1،الفقیه 2:233 حدیث 1112.

و إما مرتب علی غیره مخیر بینه و بین غیره،و هو کفارة الواطئ أمته المحرمة باذنه. و أیضا الواجب:إما أن یشترط فیه التتابع أو لا. فالأول:صوم کفارة الیمین،و الاعتکاف،و کفارة قضاء رمضان.

و هذه الثلاثة متی أخل فیها بالتتابع مطلقا أعاد.

و صوم کفارة قتل الخطأ و الظهار،و إفطار رمضان،و النذر المعین،أو نذر شهرین متتابعین غیر معینین.و هذه الخمسة متی أفطر فی الشهر الأول أو بعده قبل أن یصوم من الثانی شیئا لعذر بنی.و هل یجب المبادرة بعد زواله؟فیه نظر. قوله: (و هو کفارة الواطئ أمته المحرمة بإذنه).

فإنها بدنة أو بقرة أو شاة،فإن عجز فشاة،أو صیام.

قوله: (و أیضا الواجب إمّا أن یشترط فیه التتابع،أو لا).

أی:بأصل الشرع.

قوله: (و الاعتکاف).

إن أرید صوم الاعتکاف-کما هو الظاهر من تقیید ما قبله و ما بعده بالکفارة دونه-أشکل بأنّ صوم الاعتکاف لیس کلّه مشروطا بالتتابع،أو أرید کفارته-مع أنّ العبارة تأباه-ورد علیه مثل ذلک،لأن کفارته عنده کرمضان، فلا تتابع فیها،لجواز التفریق بعد شهر و یوم.

قوله: (مطلقا).

أی:سواء کان لعذر أم لا،تجاوز النصف أم لا بدلیل ما سیأتی.

قوله: (و هل تجب المبادرة بعد زواله؟نظر).

المعتمد أنّه یجب،استصحابا لما کان،و اقتصارا علی محل الضّرورة.

ص:90

و إذا أکمل مع الأول شهرا و یوما جاز التفریق،و إن کان لغیر عذر استأنف،فلو تمکن فی المرتبة من العتق وجب إن کان قبل التلبس فی الاستیناف،و إلا فلا.و إن کان بعد صوم یوم فصاعدا من الثانی بنی،و فی إباحته قولان. و کذا لو نذر شهرا فصام خمسة عشر یوما،أو کان عبدا فقتل خطأ،أو ظاهر.

و لو صام أقل من خمسة عشر استأنف إلا مع العذر،و الثلاثة فی بدل هدی التمتع إن صام الترویة و عرفة صام الثالث بعد أیام التشریق.

و لو صام غیر هذین و أفطر الثالث استأنف.

و الثانی:السبعة فی بدل المتعة،و النذر المطلق،و جزاء الصید، قوله: (و إذا أکمل مع الأوّل شهرا و یوما جاز التفریق).

یشکل علیه ما یأتی من قوله:(و فی إباحته قولان).

قوله: (إن کان قبل التلبس فی الاستئناف).

یکفی فی التلبّس الشروع فی الصوم،لسقوط العتق حینئذ.

قوله: (و إن کان بعد صوم یوم فصاعدا).

معادل قوله:(متی أفطر فی الشّهر الأوّل.).

قوله: (و فی إباحته قولان).

الأصحّ الإباحة،و إلاّ لم یجزئ.

قوله: (أو کان عبدا فقتل خطأ.).

الأصحّ هذا،و یمکن الاعتناء به،فتتناوله ألفاظ الرّوایات (1).

قوله: (و الثانی السّبعة.).

المراد به:ما لا(یشترط)فیه التتابع.

ص:91


1- 1)الکافی 4:138 حدیث 2،التهذیب 4:283 حدیث 856.

و قضاء رمضان.

و لا یجوز لمن علیه صوم شهران متتابعان صوم ما لا یسلم فیه التتابع کشعبان خاصة،و لو أضاف إلیه یوما من رجب صح. و کذا من وجب علیه شهر إذا ابتدأ بسابع عشر شعبان،و لو کان بسادس عشر و کان تاما صح،و إلا استأنف.

المطلب الثانی:فی شهر رمضان

المطلب الثانی:فی شهر رمضان،و یعلم دخوله برؤیة هلاله و إن انفرد وردت شهادته،و بعد ثلاثین یوما من شعبان،و بشیاع الرؤیة، و بشهادة عدلین مطلقا علی رأی. و لا یشترط اتحاد زمان الرؤیة مع اتحاد اللیلة،و مع التعدد و تعدد الشهر-إن شهد بالأولیة-فالأقرب وجوب الاستفصال،و القبول إن اسنداها إلیها،أو موافق رأی الحاکم. قوله: (و لو أضاف إلیه یوما من رجب صحّ).

الأصحّ لا یصح إلاّ أن یکون شعبان تماما،لأن الشهر المنکسر یجب إکماله ثلاثین.

قوله: (و بشهادة عدلین مطلقا علی رأی).

هذا هو الأصحّ.

قوله: (و مع التعدّد،و تعدّد الشهر إن شهدا بالأولیة،فالأقرب وجوب الاستفصال).

الأصحّ یجب الاستفصال،لما فی ذلک من الخلاف.

قوله: (و القبول إن أسندها إلیها أو موافق رأی الحاکم).

عندی فی القبول تردّد.

ص:92

و لو غم شعبان عد رجب ثلاثین،و لو غمت الشهور فالأقرب العمل بالعدد،و لا یثبت بشهادة الواحد علی رأی،و لا بشهادة النساء.

و لا عبرة بالجدول،و العدد،و غیبوبة الهلال بعد الشفق،و رؤیة یوم الثلاثین قبل الزوال،و تطوقه،و عد خمسة من الماضیة.

و حکم المتقاربة واحد بخلاف المتباعدة،فلو سافر الی موضع بعید لم یر الهلال فیه لیلة الثلاثین تابعهم،و لو أصبح معیدا و سار به المرکب الی موضع لم یر فیه الهلال لقرب الدرج ففی وجوب الإمساک نظر. قوله: (و لو غمت الشهور فالأقرب العمل بالعدد).

یطلق العدد علی معان منها:عدّ جمیع الشهور ثلاثین ثلاثین،و منها:عدّ رجب و شعبان تسعة و خمسین،و ربّما أرید به عدّ شعبان ناقصا أبدا و رمضان تامّا أبدا،و منها:عدّ خمسة من هلال الماضیة،و اختاره الشّیخ فی المبسوط (1)،و مال إلیه المصنّف فی المختلف (2)،و به روایة عمران الزعفرانی (3)،و العمل بها قویّ، لموافقتها العادات،و قیّده بعض الأصحاب بما عدا السّنة الکبیسة (4)،و لیس ببعید أن یرید المصنّف بالعدد هنا هذا المعنی.

و لا ینافی قوله فیما بعد:(و عدّ خمسة من الماضیة)لأن المراد به إذا لم تغم الشهور،و إن کان نفی الاعتبار بالعدد قبله قد یشعر بخلافه.

قوله: (ففی وجوب الإمساک نظر).

لا یجب،لسبق تعلق الحکم بالإفطار به.

ص:93


1- 1)المبسوط 1:267. [1]
2- 2) المختلف:236.
3- 3) الکافی 4:80 حدیث 1، [2]الفقیه 2:78 حدیث 345،التهذیب 4:179 حدیث 497،الاستبصار 2:76 حدیث 231.
4- 4) منهم ابن الجنید کما فی المختلف:66.

و لو رأی هلال رمضان ثم سار الی موضع لم یر فیه فالأقرب وجوب الصوم یوم أحد و ثلاثین،و بالعکس یفطر التاسع و العشرین. و لو ثبت هلال شوال قبل الزوال أفطر و صلی العید،و بعده یفطر و لا صلاة.

و یستحب تأخیر الإفطار حتی یصلی المغرب،إلا مع شدة الشوق، أو حصول المنتظر،و السحور،و إکثار الصدقة فیه،و کثرة الذکر،و کف اللسان عن الهذر،و الاعتکاف فی العشر الأواخر،و طلب لیلة القدر.

المقصد الثالث:فی الاعتکاف

اشارة

المقصد الثالث:فی الاعتکاف و فیه مطالب:

الأول:الاعتکاف

الأول:الاعتکاف:هو اللبث الطویل للعبادة،و هو مستحب خصوصا فی العشر الأخیر من رمضان لطلب لیلة القدر.

و إنما یجب بالنذر و شبهه،أو بمضی یومین فیجب الثالث علی قول. و یتعین الواجب بالشروع فیه،و لو شرط فی نذره الرجوع متی شاء کان له قوله: (ثم سار إلی موضع لم یر فیه فالأقرب وجوب الصوم).

هذا جیّد،لکن لو کان الوصول فی کل من المسألتین لیلا ففی الحکم إشکال.

قوله: (و بالعکس یفطر التاسع و العشرین).

مع نقص الشهر و لاقضاء علیه،خلافا لبعض العامة (1)،و ذکره ذلک للردّ علی هذا البعض.

قوله: (أو بمضی یومین فیجب الثالث علی قول).

یجب علی الأصحّ.

قوله: (و لو شرط فی نذره الرّجوع متی شاء کان له ذلک).

ص:94


1- 1)المجموع 6:274.

ذلک و لا قضاء،و بدون الشرط لو رجع استأنف.

و لا یجب المندوب بالشروع إلا أن یمضی یومان علی قول،بل له الرجوع،و لا اعتکاف أقل من ثلاثة أیام و لا حد لأکثره.

و لو عیّن زمانه بالنذر فخرج قبل الإکمال،فإن شرط التتابع استأنف متتابعا و کفّر،و لو لم یشرط أو لم یعین زمانه کفّر و قضی متفرقا ثلاثة ثلاثة أو متتالیا.

المطلب الثانی:فی شرائطه

اشارة

المطلب الثانی:فی شرائطه و هی سبعة:

أ:النیة

أ:النیة،و یشترط فیها القصد الی الفعل علی وجهه،لوجوبه أو ندبه،متقربا به الی اللّه تعالی.و ینوی الوجوب فی الثالث بعد نیة الندب فی الأولین إن قلنا بوجوبه.

ب:الصوم

ب:الصوم،فلا یصح بدونه،و یشترط قبول الزمان له،و المکلف له،فلا یصح فی العیدین،و لا من الحائض و النفساء.

الأصحّ أن النذر لا ینعقد مع هذا الشرط لمنافاته لمقتضاه،بل له اشتراط الرّجوع متی عرض عارض.

و محلّ الاشتراط عند النذر،و لو أتی باعتکاف مندوب فمحل الشّرط نیته.

قوله: (و لا یجب المندوب بالشروع إلا أن یمضی یومان علی قول).

هذا هو الأصحّ.

قوله: (فان شرط التتابع استأنف متتابعا).

الأصحّ أنه یأتی بما بقی من المنذور و یقضی ما فاته و إن لم یکن متتابعا، و التتابع أحوط و سیأتی.

قوله: (النیة.).

لا بدّ من الأداء أو القضاء إن تعیّن الوقت.

قوله: (و ینوی الوجوب فی الثالث.).

نقول بوجوبه.

ص:95

و لا یشترط أصالة الصوم،بل یکفی التبعیة،فلو اعتکف فی رمضان أو النذر المعین أجزأ.

و لو کان علیه قضاء صوم،أو صوم منذور غیر معین و اعتکاف کذلک فنوی بالصوم القضاء أو النذر فالأقرب الإجزاء عنه و عن صوم الاعتکاف.

ج:الزمان

ج:الزمان،فلا یصح أقل من ثلاثة أیام،فلو نذر اعتکافا وجبت الثلاثة.و لو وجب قضاء یوم افتقر الی آخرین، قوله: (و اعتکاف کذلک).

أی:منذور غیر معیّن،و احترز به عن المنذور المعین،لکن لا یجب أن یکون غیر المنذور فی زمان لا یجب صومه بسبب أخر،و کذا یحترز بالمنذور عن القضاء (1).

قوله: (فنوی بالصوم القضاء أو النذر فالأقرب الاجزاء عنه و عن صوم الاعتکاف).

الأصحّ أنّه یجزئ کما تجزئ الطهارة المفعولة مندوبة،أو لعبادة اخری للصّلاة.

قوله: (فلا یصحّ أقل من ثلاثة أیام).

لکن مع لیلتین،و یجب لحظتان من باب المقدّمة.

قوله: (و لو وجب قضاء یوم افتقر إلی یومین آخرین).

لأن أقلّ الاعتکاف ثلاثة کما عرفت،و لیس هذا الحکم مختصّا بالقضاء،بل لو نذر اعتکاف أربعة أیام فاعتکف ثلاثة،أو نذر اعتکاف یوم و لم یقیده بعدم الزائد فکذلک.

ص:96


1- 1)الاسطر الثلاثة السابقة لم ترد فی«س»و وردت فی«ن»و«ه».بالإضافة إلی أنها فی النسخ مشوشة،إذ هی فی بعض:«لکن لا یجب أن یکون عن المنذور»،و فی أخری:«لکن لا یجب أن یکون غیر المنذور»،و فی ثالثة:«لا یجب أن یکون عن غیر المنذور».لکنّا رجحنا النسخة الحجریة.

و ینوی فیهما الوجوب أیضا،و یتخیر فی تعیین القضاء. و لو اعتکف خمسة قیل:وجب السادس و لا یجب الخامس.و لو اعتکف قبل العید بیوم أو یومین لم یصح.

و یشترط التوالی،فلو خرج لیلا لم یصح و إن نذر نهار الثلاثة. و لو نذر النهار خاصة بطل النذر،و لو اعتکف ثلاثة متفرقة لم یصح.

د:تکلیف المعتکف و إسلامه

د:تکلیف المعتکف و إسلامه،فلو اعتکف المجنون أو الکافر لم یصح،و یصح من الممیز تمرینا.

قوله: (و ینوی فیهما الوجوب).

إن أخرهما فواضح،و إن قدّمهما بقصد التوصّل إلی أداء ما فی ذمّته فکذلک،و لو اعتکفهما بنیّة الندب فلا مانع أن یأتی بالثالث عما فی ذمّته،إن لم یمنع من علیه صوم واجب من الصوم المندوب.

و یمکن أن یقال:قد تعیّن الثالث باعتکاف یومین،فلا یجزئ عما فی الذمة لتحقق وجوبه بسبب آخر،فلا یتداخل السّببان،فیمکن فرضه فی الیوم الثّانی.

قوله: (و یتخیّر فی تعیین القضاء).

یشکل علیه ما قلناه من تعیین الثالث عنه،لتعیینه بسبب آخر.

قوله: (و لو اعتکف خمسة قیل:وجب السّادس و لا یجب الخامس (1)).

الأصحّ وجوب السّادس.

قوله: (و یشترط التوالی،فلو خرج لیلا لم یصحّ و إن نذر نهار الثلاثة).

خلافا للشّیخ رحمه اللّه (2)،و خلافه ضعیف.

ص:97


1- 1)ذهب الیه الشیخ فی النهایة:171،و [1]ابن الجنید کما نقله عنه فی إیضاح الفوائد 1:254.
2- 2) المبسوط 1:291.
ه:المکان

ه:المکان،و إنما یصح فی أربعة مساجد:مکة،و المدینة، و جامع الکوفة،و البصرة علی رأی.

و الضابط ما جمع فیه النبی-صلّی اللّه علیه و آله-أو وصی له، جماعة أو جمعة علی رأی،سواء الرجل و المرأة.

و:استدامة اللبث

و:استدامة اللبث،فلو خرج لا لضرورة بطل و لو کرها. قوله: (المکان.).

الأصحّ جواز فعله فی کلّ مسجد جامع،و الروایات لا تنهض بأزید من ذلک (1)،فإنّ إجزاء کلّ مسجد و إن کان ظاهر القرآن (2)إلا أنّ القول به نادر عندنا.

و اشتراط المساجد الأربعة،أو إضافة مسجد المدائن،أو حذف مسجد البصرة و عدّه موضعه و إن کان مشهورا إلاّ أنّ مستنده روایة (3)لا صراحة فیها تبلغ إلی مرتبة تخصیص الآیة (4)،فیبقی الحکم کما کان.

قوله: (فلو خرج لا لضرورة بطل).

أی:و إن قصر الزمان.

قوله: (و لو کرها).

ینبغی تقییده بما إذا طال الزّمان حتّی خرج عن کونه معتکفا،بخلاف ما إذا قصر،لأن المکره معذور،و لم یتحقق المنافی،و ینبغی أن یقیّد البطلان بما إذا لم یعتکف ثلاثة فصاعدا،فإنّه یبنی حینئذ إذا عاد،و لو أخرج لحقّ یجب وفاؤه و هو قادر علیه و لم یؤده بطل اعتکافه،لأن ذلک من قبله،قال فی المنتهی:

ص:98


1- 1)التهذیب 4:290 حدیث 880-882،884-885،الاستبصار 2:127 حدیث 411-414.
2- 2) البقرة:187.
3- 3) الکافی 4:176 حدیث 1،الفقیه 2:120 حدیث 519،520،التهذیب 4:290 حدیث 882، الاستبصار 2:129 حدیث 409.
4- 4) البقرة:187.

و لو خرج لضرورة کقضاء الحاجة،و الغسل،و صلاة جنازة و تشییعها،و عود مریض،و تشییع مؤمن،و إقامة شهادة،أو سهو لم یبطل. و یحرم علیه حینئذ الجلوس،و المشی تحت الظلال اختیارا، و کذا إقامة حدّ (1)،صرّح بهذا التفصیل فی التّذکرة (2)و المختلف (3).

قوله: (و صلاة جنازة).

إذا لم یقدر علیها فی المسجد،و کذا یجوز الخروج لإقامة الجمعة إن أقیمت فی غیره.

قوله: (و اقامة شهادة).

سواء تعین علیه الأداء أم لا،و سواء تحملها و هو متعیّن علیه أم لا،إذا دعی إلی إقامتها عند الحاکم و تعذّر بدون الخروج،و هل یکون تحمل الشهادة کذلک؟لا أعلم به تصریحا،و ینبغی إذا تعیّن علیه أن یسعی،لأنّه واجب متعین،و مع ذلک ففیه قضاء حاجة مؤمن.

قوله: (أو سهو لم یبطل).

أطلق الأصحاب ذلک،لأن الناسی معذور،و ینبغی تقییده بما إذا لم یطل الزّمان،إذ مع الطول یتحقق المنافی و إن لم یأثم.

قوله: (و یحرم علیه حینئذ الجلوس و المشی تحت الظلال اختیارا).

أطلق الشّیخ (4)و الجماعة (5)ذلک،و الذی فی الاخبار تحریم الجلوس تحت الظلال (6)،فیکون الجلوس حراما،و کونه تحت الظلال حراما آخر،و قول الشّیخ و الجماعة أحوط،و احترز بقوله:(اختیارا)عن حال الاضطرار فلا حرج.

ص:99


1- 1)المنتهی 2:636. [1]
2- 2) التذکرة 1:292،293. [2]
3- 3) المختلف:254.
4- 4) المبسوط 1:293.
5- 5) منهم سلار فی المراسم:99،و المحقق فی المختصر النافع:73،و ابن ابی عقیل کما فی المختلف:255.
6- 6) الفقیه 2:122 حدیث 528،التهذیب 4:287 حدیث 870.

و الصلاة خارج المسجد إلا بمکة فإنه یصلی بها أین شاء.

ز:انتفاء الولایة أو اذن الوالی

ز:انتفاء الولایة أو اذن الوالی،فلو اعتکف العبد،أو الزوجة لم یصح إلا مع اذن المولی و الزوج.و مع الاذن یجوز الرجوع مع الندبیة لا الوجوب،فلو أعتقه بعد الاذن لم یجب الإتمام مع الندبیة.

و لو هایاه جاز أن یعتکف فی أیامه و إن لم یأذن مولاه.

المطلب الثالث:فی أحکامه

المطلب الثالث:فی أحکامه،یحرم علیه النساء لمسا و تقبیلا و جماعا،و شم الطیب،و الاستمناء،و عقد البیع إیجابا و قبولا،و المماراة قوله: (و الصّلاة خارج المسجد).

إلا مع ضیق الوقت فیجوز.

قوله: (جاز أن یعتکف فی أیامه و إن لم یأذن مولاه).

هذا إذا لم یضر بالسیّد فی نوبته،و إلاّ لم یجز.

قوله: (و شم الطیب).

و کذا الرّیاحین علی الأقوی.

قوله: (و عقد البیع إیجابا و قبولا).

و کذا ما فی معناه من الإجارة و نحوها،صرّح به المصنّف فی التّذکرة (1)و لا بأس به،و کذا اشتغاله بالصّنائع کالحیاکة و الخیاطة و غیرهما،صرّح به أیضا (2)لمنافاة ذلک کله مقصود الاعتکاف،و لو اضطر إلی شیء من ذلک جاز.

قوله: (و المماراة).

أی:الجدال،و لا یحرم لو کان فی مسألة علمیة،لأنّ ذلک من أفضل الطاعات إذا کان الغرض به أمرا دینیّا.

ص:100


1- 1)التذکرة 1:286. [1]
2- 2) المصدر السابق.

نهارا و لیلا،و الإفطار نهارا.

و لا یحرم المخیط،و لا التزویج،و لا النظر فی المعاش و الخوض فی المباح.

و یفسده کل ما یفسد الصوم،فإن أفسده مع وجوبه کفّر و قضی إن کان بالجماع و لو لیلا فی رمضان و غیره،أو کان معینا،و إلا فالقضاء خاصة.

قوله: (نهارا و لیلا).

أی:یحرم ذلک کله نهارا و لیلا.

قوله: (و لا التزویج).

أی:له و لغیره،لأن النکاح طاعة و حضوره مندوب،فلا یعدّ منافیا للاعتکاف.

قوله: ([کفّر] (1)و قضی إن کان بالجماع و لو لیلا فی رمضان و غیره،أو کان معینا).

ظاهره:أن التعیین أعمّ من أن یکون بالنذر أو بمضی یومین،فیستوی کل من النوعین فی إیجاب الکفارة،أعنی:مطلق الواجب بالجماع و المعین بغیره من مفسدات الصوم.

قوله: (و إلاّ فالقضاء).

أی و إن لم یکن بالجماع،و لا کان الاعتکاف معینا،بل کان المفسد غیر الجماع،و الصوم غیر متعین،فلا شیء سوی القضاء.

و ینبغی التقیید بما إذا لم یمض ثلاثة أیام،فیقضی جمیع ما مضی،أی یأتی ببدله،لان الفرض عدم التعیین،و لو مضی ثلاثة فصاعدا تدارک ما أفسده خاصّة.

ص:101


1- 1)لم ترد فی نسخ جامع المقاصد،و أثبتناها من النسخة المعتمدة للقواعد لان الشرح یتناولها.

و لو جامع فی نهار رمضان فکفارتان،فإن أکره المعتکفة فأربع علی رأی. و لو ارتد بطل اعتکافه و أخرج،فإن عاد استأنف مع الوجوب و تخرج المطلقة رجعیا الی منزلها مع عدم التعیین،و تقضیه بعد العدة مع الوجوب.و لو باع و اشتری أثم،و الأقرب الانعقاد.و لو مات قبل انقضاء الواجب وجب علی الولی قضاؤه عنه.

قوله: (و لو جامع فی نهار رمضان فکفّارتان).

قیّده فی المختلف بما إذا تعیّن اعتکافه (1)،و هو متجه،لجواز الخروج من الاعتکاف المندوب،إلا أن الاخبار مطلّقة (2).

قوله: (فإن أکره المعتکفة فأربع علی رأی).

هذا هو المشهور،و قال فی الدّروس (3):انّه لا مخالف فیه إلاّ صاحب المعتبر (4).فالمصیر إلیه أحری،و إن کان القول بوجوب ثلاث هو مقتضی الدّلیل.

قوله: (و تخرج المطلقة رجعیّة إلی منزلها).

لتعیّن الاعتداد فیه،بخلاف ما إذا تعیّن،فإنّه یقدّم حینئذ.

قوله: (و تقضیه بعد العدّة مع الوجوب).

إذا لم تکن قد اشترطت.

قوله: (و لو باع و اشتری اثم،و الأقرب الانعقاد).

هذا هو الأصحّ،لأن النهی لا یدلّ علی الفساد فی غیر العبادات.

قوله: (و لو مات قبل انقضاء الواجب وجب علی الولی قضاؤه).

هذا إذا تمکن من قضائه و لم یفعل،أو کان قد استقر فی الذمة قبل

ص:102


1- 1)المختلف:254.
2- 2) الکافی 4:179 حدیث 2،الفقیه 2:123 حدیث 534،التهذیب 4:291 حدیث 886.
3- 3) الدروس:81.
4- 4) المعتبر 2:742.

المطلب الرابع:فی النذر

المطلب الرابع:فی النذر،لا یجب التتالی فی المنذور إلا أن یشترطه لفظا أو معنی. و لو نذر اعتکاف ستة جاز أن یعتکف ثلاثة ثم یترک،ثم یأتی بالباقی.

و الأقرب صحة إتیانه بیوم من النذر،و آخرین من غیره،و هکذا ست مرات.نعم لا یجوز تفریق الساعات علی الأیام.

و لو نذر المکان تعیّن،و کذا الزمان و الهیئة،فلو نذر أن یعتکف مصلیا ذلک،و قد أطلق الشّیخ هذا الحکم (1)،و هو ظاهر إذا تعذّر قضاء الصوم من دون الاعتکاف،کأن نذر الصوم معتکفا مثلا.

أما بدونه فیشکل،و لا نصّ یدلّ علی وجوب قضاء کلّ واجب،و متی قلنا بالوجوب فهل له الاستنابة؟یأتی فیه ما یأتی فی الصّلاة و الصوم،و لو تبرّع به متبرّع فالظاهر الصحّة.

قوله: (لا یجب التتالی فی المنذور إلا أن یشترطه لفظا أو معنی).

المراد بالاشتراط لفظا،أن ینصّ علیه بلفظ یدل مطابقة،و بالاشتراط معنی:أن ینذر ما لا یکون إلاّ متتابعا،کشهر رجب مثلا،و کشهر أیضا.

قوله: (و الأقرب صحّة إتیانه بیوم من النذر و آخرین من غیره).

الأقرب قریب،إذ لا مانع إلاّ اختلاف سبب وجوبه،و مانعیته غیر معلومة،فینتفی بالأصل.

قوله: (هکذا ستّ مرات).

یتصوّر ذلک فی قضاء اثنی عشر یوما مع نذر ستة.

ص:103


1- 1)المبسوط 1:293-294.

أو یصوم معتکفا وجب الجمع.

و لو لم یشترط التتابع فی المعین،فخرج فی أثنائه صح ما فعل إن کان ثلاثة فما زاد،و أتم ما بقی،و قضی ما أهمل،و کذا لو شرطه،و قیل یستأنف و کفّر فیهما.

و لو عین شهرا و أخل به کفّر و قضی،و لا یجب التتابع فی قضائه،إلاّ أن یشترط التتابع لفظا علی قوله: ([أو] (1)یصوم معتکفا).

الصوم و إن کان شرطا لصحّة الاعتکاف إلاّ أنه یجوز التصریح به فی نذره،و إذا نذر أن یصوم معتکفا فالظاهر أنّه لا یکفیه الإتیان بصوم آخر واجب.

قوله: (و لو لم یشترط التتابع.).

أی:لم یشترطه لفظا،أعمّ من ان یشترطه معنی أو لا.

قوله: (و قضی ما أهمل).

أی:مطلقا،أعمّ من أن یکون متتابعا،أو لا.

قوله: (و کذا لو شرطه).

أی:التتابع،لا یجب علیه إلاّ قضاء ما أهمل.

قوله: (و قیل:یستأنف (2)).

أی:إذا شرط التتابع مع تعیین الزمان،و هو ضعیف،لأن شرط التتابع من عوارض الأداء لا القضاء.

قوله: (و لو عیّن شهرا و أهل به).

ظاهره أن المراد:لم یأت بشیء أصلا،و إن کان مدلول اللفظ أعمّ،إذ الإخلال أعمّ من عدم فعل شیء أصلا و فعل البعض.

قوله: (و لا یجب التتابع فی قضائه إلا أن یشترط التتابع لفظا علی

ص:104


1- 1)فی نسخ جامع المقاصد:(أن)،و ما أثبتناه من نسخة القواعد المعتمدة،و هو الصحیح.
2- 2) قاله الشیخ فی المبسوط 1:291.

اشکال. و لو نذر شهرا متتابعا من غیر تعیین،و أفطر فی أثنائه استأنف، و لا کفارة إلا بالوقاع. و لو نذر اعتکاف شهر کفاه عدة بین هلالین.و کذا لو نذر العشر الأخیر فنقص اکتفی بالتسعة. إشکال).

ما تقدّم قبیل المطلب الثانی ظاهره منافاة ما هنا،و کذا إطلاق قوله:

(و کذا لو شرطه)مناف لما هنا و هناک،لأن معناه یقضی ما أهمله مطلقا،و هنا تردّد،و هناک صرّح بوجوب التتابع.

قوله: (و لو نذر شهرا متتابعا من غیر تعیین و أفطر فی أثنائه استأنف،و لا کفارة إلا بالوقاع).

و علی ما سبق من أن المتعیّن یجب الکفارة بإفطاره مطلقا،یجب فی کل ثالث هنا و إن لم یکن بالوقاع لتعیّنه،و یجب الاستئناف،لأن الإتیان بالمنذور ممکن،و المأتی به امتنع وقوعه عنه لفساد بعضه.

قوله: (و لو نذر اعتکاف شهر کفاه عدّة بین هلالین).

أی:و إن نقص الشهر عن ثلاثین،و کذا یکفیه ثلاثون یوما،لأن کلاّ منهما یسمّی شهرا.

قوله: (و کذا لو نذر العشر الأخیر فنقص اکتفی بالتسعة).

لأن ذلک هو الممکن المتصوّر من معنی العشر الأخیر.

و اعلم أنّ للاعتکاف-باعتبار تعیین الزّمان،و عدمه،و اشتراط التتابع لفظا کعشرة متتابعة،أو معنی کشهر،أو هما معا کشهر رجب هذا متتابعا،و عدم ذلک،و الاشتراط علی ربه،و عدمه-اثنتا عشرة صورة:

أ:عیّن الزّمان،و شرط التتابع بمعنییه و شرط.

ب:لم یشترط.

ج:لم یعیّن الزمان،و لم یشترطه بواحد من المعنیین کعشرة مثلا و شرط.

ص:105

و لو خرج لقضاء حاجة لم یجب قضاؤه،و لا إعادة النیة بعد العود.

و الحائض و المریض یخرجان ثم یقضیانه مع الوجوب لا بدونه،و إلا ندبا. و لو عیّن زمانا لم یعلم به حتی خرج کالناسی و المحبوس قضاه، و حکمه فی التوفی کرمضان.

د:لم یشترط.

ه:عیّنه و لم یشترطه لفظا،بل معنی کشهر رجب هذا و شرط.

و:لم یشترط.

ز:لم یعینه و شرط التتابع معنی کشهر و شرط.

ح:لم یشترط.

ط:لم یعیّنه و شرطه لفظا و شرط.

ی:لم یشترط.

یا:لم یعیّن الزمان،و شرطه بمعنییه و شرط.

یب:لم یشترط.

و کلّ موضع تعین وجبت الکفارة إن تعمّد الإخلال،و ربّما تکرّرت إذا تعیّن الزّمان و أفطر نهارا بالجماع کرمضان،و لو کان مضطرا فلا شیء،و یقضی إلاّ أن یشترط،و لا یجب الاستئناف فی القضاء و إن شرط التتابع،و لا التتابع، فی القضاء أیضا،و لو کان قد حلف علی الاعتکاف فان ترکه فکفارة یمین،و إن شرع فیه فافطره فکفّارة رمضان،کما فصّله الشّهید (1)،و لیس ببعید.

قوله: (و إذا خرج لقضاء حاجة لم یجب قضاؤه و لا إعادة النیة).

و لو طال الزمان بحیث بطل جدّدها.

قوله: (ثم یقضیانه مع الوجوب لا بدونه و إلاّ ندبا).

فی قوله:(و إلاّ ندبا)بعد قوله:(لا بدونه)مناقشة،إذ هو معنی لا بدونه.

ص:106


1- 1)الدروس:81.

و لو نذر اعتکاف أربعة فاعتکف ثلاثة قضی الرابع،و ضم الیه آخرین وجوبا،فإن أفطر الأول کفّر،و کذا فی أحد الآخرین إن أخرهما و إلا فلا. و لو نذر اعتکاف یوم لا أزید بطل،و لو نذر اعتکاف یوم صح و اعتکاف ثلاثة،فلو ظهر یوم الثلاثین العید فالأقرب البطلان. قوله: (فإن أفطر الأوّل کفر).

إن کان بالجماع.

قوله: (و کذا فی أحد الآخرین إن أخرهما و إلا فلا).

لوجوبهما حینئذ،لکن علی ما اختاره سابقا من أن المتعین یجب فی الثالث مطلقا بالجماع و غیره.

و ینبغی علی قوله فی المطلب الثانی أنه(ینوی فیهما الوجوب)الکفارة بالجماع فیهما مطلقا قدّمهما أو أخرهما.

و الحقّ أنه إن فعلهما بنیة تدارک الواجب،فنوی فیهما الوجوب تجب الکفّارة بالجماع فیهما مطلقا،للرّوایة الدّالة علی الکفارة بالجماع فی الاعتکاف مطلقا (1)،خرج عنه المندوب لجواز الخروج منه قطعا،فیبقی الباقی علی أصله، لتعین الواجب بالشّروع،و إن فعل اعتکافا مندوبا فأفسده فلا شیء و إن قصد فی خلال الیوم التوصل به إلی الواجب.

قوله: (فلو ظهر یوم الثلاثین العید فالأقرب البطلان).

المراد بیوم الثّلاثین:ثالث النّذر،و الأصحّ البطلان،لظهور امتناع تعلق النذر به.

ص:107


1- 1)الکافی 4:179 حدیث 1،الفقیه 2:122 حدیث 532،التهذیب 4:292 حدیث 888-889، الاستبصار 2:130 حدیث 425.

کتاب الحج

اشارة

کتاب الحج و فیه مقاصد:

الأول:فی المقدمات

اشارة

الأول:فی المقدمات و فیه مطالب.

الأول:فی حقیقته

الأول:فی حقیقته،الحج لغة:القصد،و شرعا:القصد الی بیت اللّه تعالی بمکة مع أداء مناسک مخصوصة عنده،و هو من أعظم أرکان الإسلام،و هو واجب و ندب.

فالواجب:إما بأصل الشرع،و هو حجة الإسلام مرة واحدة فی العمر علی الفور،و إما بسبب کالنذر و شبهه،أو بالإفساد،أو الاستئجار.

و یتکرر بتکرر السبب.

قوله: (الحج لغة القصد).

الشائع أنه القصد المتکرّر،و إن کان إطلاقه علی القصد موجودا فی کلامهم.

قوله: (و شرعا:القصد إلی بیت اللّه تعالی.).

فعلی هذا یکون الحج اسما للقصد،و لیست باقی المناسک داخلة فی مسمّاه،و لیس بواضح،فیکون جعله اسما لمجموع المناسک أولی.

و یمکن الاعتذار بأن قوله:(مع أداء مناسک.).قد یقتضی أن یکون جزء المسمّی،فلا یرد السّؤال.و التحقیق:إنّ معنی(مع)لا یقتضی الصّراحة فی ذلک.

قیل:إنّ جعله اسما للقصد أولی من جعله اسما للمناسک،لأنّ الأوّل تخصیص،و یلزم من الثانی النقل،و التخصیص خیر.

قلنا:هذا فاسد،لأنّ کلاهما نقل للّفظ عن مسمّاه اللغوی،إلاّ أنّ الأوّل لمناسبة،بخلاف الثّانی.

ص:108

و المندوب ما عداه کفاقد الشرائط،و المتبرع به.

و إنما یجب بشروط و هی خمسة فی حجة الإسلام:التکلیف، و الحریة،و الاستطاعة،و مؤنة عیاله،و إمکان المسیر.

و شرائط النذر و شبهه أربعة:التکلیف،و الحریة،و الإسلام، و إذن الزوج.

و شرائط النیابة ثلاثة:الإسلام،و التکلیف،و أن لا یکون علیه حج واجب بالأصالة،أو بالنذر المضیق،أو الإفساد،أو الاستئجار المضیق. و لو عجز-من استقر علیه وجوب الحج-عنه و لو مشیا صحت نیابته.

و شرط المندوب أن لا یکون علیه حج واجب،و إذن الوالی علی قوله: (و شرائط النّذر).

و إذن الزوج ینبغی،و إذن من له الولایة.

قوله: (أو بالنّذر المضیّق).

یفهم منه أنّ الموسّع یجوز معه الاستئجار،و اعترضه الشهید فی حاشیته بالمنع من صحته،و فیه نظر.

قوله: (أو الاستئجار المضیق).

یفهم منه أنّ الموسع یجوز معه.نعم،یشترط فی جواز الاستئجار الموسّع أن لا یکون واجبا علی الفور،أو یتعذّر من یأتی به غیره،و اعترضه الشّهید أیضا، کالأوّل،و لا وجه له إلاّ أن یرید ما قلناه،و به صرّح فی الدروس (1).

قوله: (و شرط المندوب.).

و یشترط أیضا الإسلام،و لم یذکره.

ص:109


1- 1)الدروس:87.

من له علیه ولایة،کالزوج و المولی و الأب.

المطلب الثانی:فی أنواع الحج

المطلب الثانی:فی أنواع الحج،و هی ثلاثة:تمتع،و قران، و إفراد.

أما التمتع:فهو فرض من نأی عن مکة باثنی عشر میلا من کل جانب. و صورته:أن یحرم من المیقات بالعمرة المتمتع بها فی وقته،ثم یطوف لها،ثم یصلی رکعتیه،ثم یسعی،ثم یقصر،ثم یحرم من مکة للحج، ثم یمضی الی عرفة فیقف بها الی الغروب یوم عرفة،ثم یفیض الی المشعر فیقف به بعد الفجر،ثم یمضی إلی منی فیرمی جمرة العقبة یوم النحر،ثم یذبح هدیه،ثم یحلق،ثم یمضی فیه أو فی غده إلی مکة فیطوف للحج، و یصلی رکعتیه،و یسعی،و یطوف للنساء و یصلی رکعتیه،ثم یمضی إلی منی فیبیت بها لیالی التشریق،و هی:لیلة الحادی عشر،و الثانی عشر، قوله: (فهو فرض من نأی عن مکة باثنی عشر میلا من کلّ جانب).

بل بثمانیة و أربعین میلا علی الأصحّ،للرّوایة الصّحیحة (1).و لا وجه بیّن لما اختاره هنا،إلاّ تخیل توزیع ما وردت به الرّوایة،أعنی:ثمانیة و أربعین علی الجوانب الأربعة.

و قوله:(من کل جانب)یحترز به عما لو بعد بذلک من جانب دون جانب،فإنه لا یعدّ بعیدا و إن سلک الأبعد إلی مکة لا أعلم الآن فیه خلافا، بخلاف البلد الّذی له طریقان فی القصر.

قوله: (و صورته أن یحرم من المیقات بالعمرة.).

الأرکان فی حجّ التمتع ثلاثة عشر،النیة أحدها،و الترتیب بین الأفعال.

ص:110


1- 1)التهذیب 5:492 حدیث 1766.

و الثالث عشر،و یرمی فی هذه الأیام الجمار الثلاث.

و لمن اتقی النساء و الصید أن ینفر فی الثانی عشر فیسقط رمی الثالث.

و أما القران و الإفراد فهما فرض أهل مکة و حاضریها،و هو من کان بینه و بین مکة دون اثنی عشر میلا من کل جانب،و صورتهما واحدة،و إنما یفترقان بسیاق الهدی و عدمه.

و صورة الإفراد:أن یحرم من المیقات أو من حیث یجوز له،ثم یمضی الی عرفة،ثم المشعر،ثم یقتضی مناسکه یوم النحر بمنی،ثم یأتی مکة فیطوف للحج و یصلی رکعتیه،ثم یسعی ثم یطوف للنساء و یصلی رکعتیه، ثم یأتی بعمرة مفردة بعد الإحلال من أدنی الحل و إن لم یکن فی أشهر الحج.

و لو أحرم بها من دون ذلک،ثم خرج الی أدنی الحل لم یجزئه الإحرام الأول و استأنفه.

و لو عدل هؤلاء إلی التمتع اختیارا لم یجز،و یجوز اضطرارا.و کذا قوله: (و أمّا القران و الإفراد فهما فرض أهل مکة و حاضریها،و هو من کان بینه و بینها.).

بل دون ثمانیة و أربعین میلا علی الأصحّ.

قوله: (و لو عدل هؤلاء إلی التمتع اختیارا لم یجز).

إذا کان الفرض المتعین علیهم القران أو الإفراد بالأصالة أو بالإفساد و نحو ذلک،و إلاّ جاز کما سیأتی.

قوله: (و یجوز اضطرارا).

کما لو خافت الحیض المتأخر المانع من العمرة المفردة قبل فوات الرفقة،أو خاف إعجال الرّفقة.

ص:111

من فرضه التمتع یعدل الی الإفراد اضطرارا لضیق الوقت و حصول الحیض و النفاس.

و لو طافت أربعا فحاضت سعت و قصّرت و صحت متعتها، و قضت باقی المناسک،و أتمت بعد الطهر.

و لو کان أقل فحکمها حکم من لم یطف،تنتظر الطهر،فان حضر وقت الوقوف و لم تطهر خرجت الی عرفة و صارت حجتها مفردة، و إن طهرت و تمکنت من طواف العمرة و أفعالها صحت متعتها،و إلا صارت مفردة.

المطلب الثالث:فی شرائط أنواع الحج

المطلب الثالث:فی شرائط أنواع الحج.

شروط التمتع أربعة:النیة،و وقوعه فی أشهر الحج-و هی:شوال، و ذو القعدة،و ذو الحجة علی رأی-و إتیان الحج و العمرة فی سنة واحدة، قوله: (کضیق الوقت).

أی:عن الإتیان بأفعال العمرة،ثم الإحرام بالحج.

قوله: (و الاّ صارت مفردة).

الظاهر فی أوّل الرؤیة أنّ هذه مستدرکه.

قوله: (المطلب الثّالث:فی شرائط أنواع الحج:شروط التمتع أربعة).

فإن قیل:الإحرام بالعمرة من المیقات شرط آخر،فکان یجب أن یعدّه.

قلت:هو لازم بعد قوله:یجب کونهما فی سنة واحدة و الإحرام بالحجّ من مکة،فیبقی الإحرام بالعمرة لازما من موضع آخر،و لا موضع سوی المیقات کما سیأتی،فتعیّن.

قوله: (و هی:شوال و ذو القعدة و ذو الحجّة علی رأی).

هذا هو الأصح،قال الجماعة:النزاع لفظی،و لیس بظاهر،لأنّ الخلاف

ص:112

و الإحرام بالحج من بطن مکة،و أفضلها المسجد،و أفضله المقام. و لا یجوز الإحرام لعمرة التمتع قبل أشهر الحج،و لا لحجة من غیر مکة،فلو أحرم بها قبل الأشهر لم یصح له التمتع بها و إن وقع بعض أفعالها فی الأشهر،و لو أحرم لحجة من غیر مکة لم یجزیه و إن دخل به مکة، و یجب علیه استئنافه منها،فان تعذر استأنف حیث أمکن،و لو بعرفة إن لم یتعمد،و لا یسقط الدم. فی مسمّی أشهر الحج،لا فی الأحکام المتعلّقة بذلک،و عدم الاختلاف فی الأحکام لا یقتضی عدمه فی مسمّی اللّفظ.

قوله: (من بطن مکة).

أی:فلا یجزئ من خارجها و إن کان من الحرم.

قوله: (و أفضله المقام).

أو تحت المیزاب.

قوله: (و لو بعرفة إن لم یتعمد،و لا یسقط الدّم).

هذا هو الأصحّ خلافا للشیخ فإنه قال بسقوطه،و هذه عبارة المبسوط،إذا أحرم المتمتع من مکة،و مضی إلی المیقات،و منه الی عرفات صحّ،و اعتدّ بالإحرام من المیقات،و لا یلزمه دم (1).

قال فی الدّروس:و عنی به دم التمتع،و هو یشعر أنّه لو أنشأ الإحرام من المیقات لا دم علیه بطریق الأولی.

و هذا بناء علی أنّ دم التمتع جبران لأنسک،و قد قطع فی المبسوط بأنّه نسک (2)،و لإجماعنا علی جواز الأکل منه (3)،یعنی و لو کان جبرانا لم یجز الأکل منه.

ص:113


1- 1)المبسوط 1:307. [1]
2- 2) المبسوط 1:310.
3- 3) الدروس:94.

و إذا أحرم بعمرة التمتع ارتبط بالحج،فلا یجوز له الخروج من مکة الی حیث یفتقر الی تجدید عمرة قبله،و لو جدد تمتّع بالأخیرة.

و عمرة التمتع تکفی عن المفردة.

و یحصل التمتع بإدراک مناسک العمرة،و تجدید إحرام الحج و إن کان بعد زوال الشمس یوم عرفة إذا علم إدراکها. و شروط الإفراد ثلاثة:النیة،و وقوع الحج فی أشهره،و عقد الإحرام من میقاته،أو دویرة أهله إن کانت أقرب،و کذا القارن.

و یستحب له بعد التلبیة الإشعار،بشق الأیمن من سنام البدنة، و تلطیخ صفحته بالدم،و لو تکثرت دخل بینها و أشعرها یمینا و شمالا، و التقلید بأن یعلّق فی رقبته نعلا صلی فیه، قوله: (فلا یجوز له الخروج من مکة إلی حیث یفتقر إلی تجدید عمرة).

المراد به:الخروج إلی موضع یمضی به شهر من إحلاله.

قوله: (و إن کان بعد زوال الشّمس یوم عرفة إذا علم إدراکها).

أی:إدراک عرفة،و مفهومه أنه إذا لم یعلم إدراکها لا یجوز.

و ینبغی أن یقیّد بإدراکها،لا بالعلم بإدراکها،و یرد علیه شیء أنه لو علم إدراک المشعر خاصة.لو أنشأ حینئذ لا یجوز إنشاؤه.

قوله: (و أشعرها یمینا و شمالا).

أی:واحد یمینا،و الآخر شمالا.

قوله: (بأن یعلّق فی رقبته نعلا قد صلّی فیه).

لا بدّ من الصّلاة فیه و لو کانت نفلا،فی صحیحة معاویة بن عمّار،عن أبی عبد اللّه علیه السّلام:«تقلدها نعلا خلقا،قد صلّیت فیها» (1)،و(قد)للتحقیق

ص:114


1- 1)الفقیه 2:209 حدیث 956.

و هو مشترک بین البدن و غیرها. و للقارن و المفرد الطواف إذا دخلا مکة،لکنهما یحددان التلبیة استحبابا عقیب صلاة الطواف،و لا یحلاّن لو ترکاها علی رأی. إذا دخلت علی الماضی.

قوله: (و هو مشترک بین البدن و غیره).

فیه تسامح،فإن حقّه:«و غیرها».

قوله: (و للقارن و المفرد الطواف إذا دخلا مکة،لکنهما یجددان التلبیة استحبابا عقیب صلاة الطّواف،و لا یحلاّن لو ترکاها علی رأی).

أما أن لهما الطواف فلا کلام فیه،و کذا صحّة حجّهما مع فعل التلبیة عقیب صلاة الطواف،کما فی الرّوایة الصّحیحة (1).

و هل هو علی الفور أم علی التراخی؟لا تصریح بأحدهما،و الأصل یقتضی عدم الفوریة،و الاحتیاط یقتضیها،انّما الخلاف فی أنهما هل یحلاّن بترکها أم لا؟ و الأصحّ أنّهما یحلاّن بترکها،للرّوایات المعتبرة الدالة علی ذلک (2)، فیجب التجدید،و لا وجه لقول القائل بعدم الإحلال (3)،إذ قوله علیه السّلام:

«إنما لکل امرئ ما نوی» (4)لا یصلح لمعارضة الأخبار الصّریحة فیما دلّت علی أنه محلّل،کالحدث المخرج من الصّلاة،علی أنّ اعتبار النیة لا یکاد یتحقق،لأنّ الطواف منهی عنه إذا قصد به التحلل،فیکون فاسدا،فلا یعتدّ به فی کونه محلّلا، لعدم صدق حصول الطواف حینئذ.

و الرّوایة (5)بالفرق بین القارن و المفرد ضعیفة فالأصحّ عدم الفرق،لکن

ص:115


1- 1)الکافی 4:298 حدیث 1،التهذیب 5:44 حدیث 131.
2- 2) الکافی 4:298،299 حدیث 1،2،التهذیب 5:44 حدیث 131،132.
3- 3) هو ابن إدریس فی السرائر:123.
4- 4) صحیح البخاری 1:2،سنن أبی داود 2:262 حدیث 2201.
5- 5) الکافی 4:299 حدیث 3،التهذیب 5:44 حدیث 133.

و قیل المفرد خاصة،و الحق بشرط النیة. و للمفرد بعد دخول مکة العدول الی التمتع علی هذا القول لو ترکا التلبیة،فالذی یلزمهما فی الرّوایة،و عبارة الشّیخ انّ حجّهما یصیر عمرة،فینقلب تمتعا (1)،و فی روایة أبی بصیر:إنّ المفرد إذا نقل حجه إلی التمتع فطاف ثم لبی بطلت متعته (2)و هو منبّه علی أنّ بین الطواف و التلبیة منافاة، کما أنّ بین الطواف و الإحرام منافاة،فکما لا یبقی هذا مع الآخر کذا العکس، و کما یصیر الحج هناک إفرادا کذا یصیر فی مسألتنا هذه تمتعا.

فعلی هذا هل یحتاج الی طواف آخر للعمرة أم لا؟کلّ منهما مشکل:

أمّا الأول فلأنه لو احتیج إلیه لم یکن لهذا الطواف أثر فی الإحلال،و هو باطل.

و أمّا الثّانی فإنّ إجزاءه عن إحرام العمرة بغیر نیة أیضا معلوم البطلان، و علی أیّ تقدیر کان فینبغی أن لا یجزئه هذا الحجّ عن فرضه،لأنّه خلاف المأمور به،و لا أعلم فی کلام الأصحاب تصریحا بشیء من ذلک.

قوله: (و قیل:المفرد خاصّة) (3).

أی:دون القارن،و قد أشرنا إلی ضعف الرّوایة بذلک.

قوله: (و الحق بشرط النیة).

أی:نیة الإحلال بالطواف و هو ضعیف،لبطلان الفعل حینئذ فکیف یکون محلّلا؟ قوله: (و للمفرد بعد دخول مکّة العدول الی التمتع).

الحق:أنّه إنّما یجوز له ذلک إذا لم یتعیّن علیه بأصل الشرع أو بنذر و شبهه،فإن تعیّن لم یجز،فلا تجری العبارة علی إطلاقها.

ص:116


1- 1)المبسوط 1:311.
2- 2) الفقیه 2:204 حدیث 931،التهذیب 5:90 حدیث 295.
3- 3) قاله الشیخ فی التهذیب 5:44.

لا القارن.و لا یخرج المجاور عن فرضه،بل یخرج الی المیقات،و یحرم لتمتع حجة الإسلام،فإن تعذر خرج الی خارج الحرم،فان تعذر أحرم من موضعه،إلا إذا أقام ثلاث سنین فیصیر فی الثالثة کالمقیم فی نوع الحج، و یحتمل العموم و عبارة الشّیخ (1)و الجماعة مطلقة (2)اعتمادا علی إطلاق الأخبار (3)، و هی معارضة بإطلاق الأخبار الدالة علی أنّ أهل مکّة و حاضریها لا یجزئهم التمتع عن فرضهم للإسلام (4).

قوله: (لا القارن).

لأنّ سیاق الهدی مناف للتمتع.

قوله: (و لا یخرج المجاور عن فرضه،بل یخرج إلی المیقات.).

المراد:میقات بلده و غیره من غیر تفاوت.

قوله: (إلاّ إذا أقام ثلاث سنین،فیصیر فی الثالثة کالمقیم).

أی:لا یخرج المجاور فی حال من الأحوال،إلاّ إذا أقام الی آخره.

لکن الأصحّ أنّ إقامة سنتین کافیة فی انتقال فرضه خلافا للشّیخ (5)، و عبارة المصنّف تقتضی اعتبار إقامة ثلاث،و إن کان قوله:(فیصیر فی الثالثة کالمقیم)قد یقتضی الاکتفاء بالسّنتین،فأوّل العبارة یدافع آخرها.

قوله: (فی نوع الحجّ،و یحتمل العموم) ظاهر الخبر أنه یصیر کالمقیم فی نوع الحجّ،لأنه الظاهر من قوله علیه السّلام فی الرّوایة:«فهو من أهل مکة،لا متعة له» (6)و أیضا فإنّ کونه من أهل مکة

ص:117


1- 1)المبسوط 1:316،و [1]النهایة:215.
2- 2) منهم ابن حمزة فی الوسیلة:117،و ابن البراج فی المهذب 1:217،و المحقق فی الشرائع 1:247. [2]
3- 3) الکافی 4:245،298 حدیث 4،1-3،الفقیه 2:204 حدیث 931،التهذیب 4:186 حدیث 519 و 5:90 حدیث 295،أمالی الطوسی 2:231،و غیرها.
4- 4) التهذیب 5:32-33 حدیث 96-100،الاستبصار 2:157 حدیث 514-518،و غیرها.
5- 5) المبسوط 1:308.
6- 6) التهذیب 5:34 حدیث 101،الاستبصار 2:159 حدیث 519.

فلا تشترط الاستطاعة. ظاهره أنه یلحق بهم،و الإلحاق أعمّ من أن یکون فی حکم واحد،أو فی الجمیع.

و التحقیق:انا لا نجد[دلیلا] (1)قاطعا یدلّ علی إلحاقه بهم فی جمیع الأحکام،مثل تناول النّذر لهم و الوصیّة و الوقف علیهم و نحو ذلک.

قوله: (فلا تشترط الاستطاعة).

أی:من بلده،ظاهر هذه العبارة أنّ هذا متفرّع علی عموم إلحاق المجاور بالمقیم حینئذ،کما فهمه الشارح (2)و غیره (3)،و هو مشکل،لأنّ انتفاء هذا الشرط یجب أن یکون مقطوعا به و إن لم یعمّهم الإلحاق،لأنّ ثبوت شرط حجّ التمتع فی حج القران و الافراد لا یکاد یعقل،لامتناع انتفاء اعتبار المشروط،و بقاء اعتبار الشرط مع مساعدة الأصل علی ذلک.

و ربّما حملت العبارة علی أنّ قوله:(فلا تشترط الاستطاعة)متفرّع علی قوله: (کالمقیم فی نوع الحجّ)و ما بینهما اعتراض.و یشکل بعدم فهمه من العبارة، فلو أرید منها لم یخل من تعسّف ما.

و ربّما حملت علی أنّ المراد بالعموم فی قوله:(و یحتمل العموم)کونه فی الأمرین معا فقط،أعنی:نوع الحجّ،و انتفاء اشتراط الاستطاعة من بلده،و هو خلاف الظاهر أیضا،و الّذی ینبغی الجزم بعدم اشتراط الاستطاعة من بلده حینئذ.

و لو انعکس الفرض بأن أقام المکی بعیدا عن مکة،فمتی یخرج عن حکمه؟لم أظفر إلی الآن بشیء.و ینبغی حوالة ذلک علی العرف،لأنّه من الأمور العرفیة،و مثل هذا الإطلاق لا مرجع له إلاّ العرف.

ص:118


1- 1)أضیفت لاستقامة المعنی.
2- 2) إیضاح الفوائد 1:263.
3- 3) المحقق فی المعتبر 2:799.

و ذو المنزلین-بمکة و ناء-یلحق بأغلبهما إقامة،فإن تساویا تخیّر. و المکی المسافر إذا جاء علی میقات أحرم منه للإسلام وجوبا،و لا هدی علی القارن و المفرد وجوبا،و تستحب الأضحیّة.

و یحرم قران النسکین بنیة واحدة،و إدخال أحدهما علی الآخر، و نیة حجتین أو عمرتین.

المطلب الرابع:فی تفصیل شرائط الحج

اشارة

المطلب الرابع:فی تفصیل شرائط الحج و فیه مباحث:

الأول:البلوغ و العقل

الأول:البلوغ و العقل،فلا یجب علی الصبی و المجنون الحج،فلو حج عنهما أو بهما الولی صح و لم یجزئ عن حجة الإسلام،بل یجب علیهما مع الکمال الاستئناف،و لو أدرکا المشعر کاملین أجزأهما.

و یصح من الممیز مباشرة الحج و إن لم یجزئه. و للولی أن یحرم عن الذی لا یمیز،و یحضره المواقف.

قوله: (فان تساویا تخیر).

الظاهر أنه لو اشتبه علیه الحال،فلم یعلم هل کان هناک أغلب أم لا؟ یتخیر أیضا،و لا یجب علیه حجّان،للأخبار الدّالة علی وجوب الحجّ مرة واحدة من غیر فرق بین النّاس (1)،و للأصل.

قوله: (و لا هدی علی القارن و المفرد).

أی:بأصل الشرع،و إن وجب علی القارن الهدی بالسّیاق فانّ ذلک مستند إلی فعله.

و ربّما حملت علی أنّ المراد:نفی هدی المتعة،و هو تکلّف لا حاجة إلیه.

قوله: (و یصحّ من الممیّز مباشرة الحجّ،و إن لم یجزئه).

المراد:صحّته تمرینا لا أنه شرعیّ،و یحتمل أنه یرید به:الصحّة حقیقة، و قد سبق له فی الصوم نحو ذلک،و التحقیق أنّه تمرین.

ص:119


1- 1)المحاسن:296 حدیث 465،عیون أخبار الرضا 2:90،120.

و کل ما یتمکن الصبی من فعله فعله،و غیره علی ولیه أن ینوبه فیه.

و یستحب له ترک الحصی فی کف غیر الممیز ثم یرمی الولی.

و لوازم المحظورات و الهدی علی الولی، قوله: (و لوازم المحظورات،و الهدی علی الولی).

أمّا الهدی فلأنّه نسک،فهو أحد أفعال الحج الواجبات،و قد وجب بسبب الولی،فیتعلّق الوجوب به.

و أما لوازم المحظورات مما یجب عمدا و سهوا-و هو کفارة الاصطیاد- فتتعلق بالولی أیضا.

و ما یجب عمدا لا سهوا ککفارة التطیب و اللبس،لو فعل الصّبی الموجب سهوا أو جهلا لا کفارة قطعا،لأنّ البالغ لا کفارة علیه فی مثل هذه الحالة،فالصّبی أولی.

و إن فعله عمدا،ففی وجوب الکفارة وجهان،یلتفتان إلی أنّ عمد الصبی عمد أو خطأ،و قد أجروه فی الدّیات هکذا،و قواه الشّیخ بعد أن اختار وجوب کفارته علی ولیّه محتجّا بما روی عنهم علیهم السّلام من أنّ«عمد الصّبی و خطأه واحد» (1)(2)و یمکن اختصاص ذلک بالدّیات،لما أنّ القصاص فیه خطر عظیم، و یتدارک فائته بالدّیة،و لا عموم لمثل هذا الحدیث،لیکون عمومه متمسکا فی إسقاط الحکم بالکفارة،و لأنّ الصّبی إذا علم ذلک لم یبق له زاجر عن ارتکاب ما یحرم علی المکلفین من محرّمات الإحرام.

و مما یدلّ علی ما قلناه دلالة ظاهرة انّه یجب علی الولی منعه من هذه المحرّمات،و لو کان فعله خطأ لما وجب علیه المنع،لأنّ المخطئ لا یتعلّق به حکم

ص:120


1- 1)التهذیب 10:233 حدیث 920.
2- 2) المبسوط 1:329. [1]

إلاّ القضاء لو جامع فی الفرج قبل الوقوف فان الوجوب علیه دون الولی، و لا یصح فی الصّبا بل بعد بلوغه،و أداء حجة الإسلام مع وجوبها.

أصلا،و لا یجب علی المکلفین منعه،ففی الوجوب قوّة.

قوله: (إلاّ القضاء لو جامع فی الفرج قبل الوقوف.).

استثناء من انّ لوازم المحظورات علی الولیّ،و انّما کان القضاء علیه،لأنه لا یعقل صدور القضاء من غیر من تعلق به،لأنّ النیابة لا تدخله اختیارا بخلاف الکفارة.

و قد بنی الشیخ تعلق القضاء بالصّبی،و سقوطه علی ما سبق فی الکفارة (1)،و المعتمد الأوّل.

قوله: (فانّ الوجوب علیه دون الولی).

أراد بالوجوب:ما لا بدّ منه کالطهارة المترتبة علی حدثه،أو الوجوب الحقیقی بعد بلوغه.

قوله: (و لا یصحّ فی الصّبا،بل بعد بلوغه).

إنّما لم یصحّ فی الصّبا،لأنّ فعله لا یوصف بالشّرعیة.قیل:قد سبق أنّ حجه صحیح،فلم لا یجزئ؟و لو قلنا انه غیر شرعی،فإذا کان السّبب غیر شرعی فلیکن المسبب مثله.

قلنا:الإفساد سبب فی القضاء،و کونه سببا ثابت شرعا،فهو کالحدث للطهارة،و الجنابة للغسل،فیجب أن یکون مسبّبه معتبرا فی نظر الشارع لیسقط مقتضاه،و لا یکون شرعیّا إلاّ بعد بلوغه،و لیس حجة الأوّل فی الصّبا هو السّبب، فإذا بلغ تعلق به مقتضی السّبب و هو القضاء،فوجب علیه فعله.

و یجب تقدیم حج الإسلام علیه،لأن سببه أسبق،إذ هو واجب بأصل الشرع،و هی الأوامر الشرعیة المتقدّمة علی هذه الأسباب،ففی أوّل بلوغه یتعلق به قبل تعلق غیرها.

ص:121


1- 1)المبسوط 1:329.

و یجب أن یذبح عن الصبی المتمتع الصغیر،و یجوز أمر الکبیر بالصیام،فان لم یوجد هدی،و لا قدر الصبی علی الصوم وجب علی الولی الصوم عنه.

و الولی هو ولی المال،و قیل للأم ولایة الإحرام بالطفل،و النفقة الزائدة علی الولی.

الثانی:الحریة

الثانی:الحریة،فالعبد لا یجب علیه الحج و إن أذن مولاه،و لو تکلفه بإذن لم یجزئه عن حجة الإسلام،إلاّ أن یدرک عرفة أو المشعر معتقا. قوله: (و یجوز أمر الکبیر بالصیام).

لأنّ الصّبی بالنسبة إلی الهدی فقیر،إذ لا یجوز صرفه من ماله،و لا یتحتم من مال الولی،لأنّ له بدلا یتمّم به،و الانتقال إلی البدل منوط بالفقر من المناسک،لقوله تعالی (فَمَنْ لَمْ یَجِدْ فَصِیامُ ثَلاثَةِ أَیّامٍ فِی الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ) (1).

قوله: (و قیل:للأم ولایة الإحرام بالطفل (2)).

هذا القول قوی،و به روایة (3)،و قد اختاره فی المختلف (4)،و علیه الفتوی.

قوله: (و النفقة الزائدة.).

أی علی نفقة الحضر.

قوله: (إلاّ أن یدرک عرفة،أو المشعر معتقا).

لا بدّ من الاستطاعة للاجزاء فی العبد إذا أعتق،و الصّبی و المجنون إذا

ص:122


1- 1)البقرة:196. [1]
2- 2) قاله الشهید فی الدروس:82.
3- 3) التهذیب 5:6 حدیث 16،الاستبصار 2:146 حدیث 478.
4- 4) المختلف:257.

و لو أفسد و أعتق بعد الموقفین وجبت البدنة،و الإکمال، و القضاء،و حجة الإسلام و یقدمها،فلو قدم القضاء لم یجز عن إحدیهما، و لو أعتق قبل المشعر فکذلک الا أن القضاء یجزئ عن حجة الإسلام.

و للمولی الرجوع فی الاذن قبل التلبس لا بعده،فلو لم یعلم العبد صح حجه،و للمولی أن یحلله علی اشکال. أکملا،و ظاهرهم أنّ الاستطاعة المعتبرة هی من البلد،و هو محل کلام.

قوله: (و لو أفسد و أعتق بعد الموقفین).

الظرف متعلق ب(أعتق)لا ب(أفسد).

قوله: (وجبت البدنة و الإکمال و القضاء و حجة الإسلام).

أما البدنة،فلأنه قد صار حرا،و أما وجوب حجة الإسلام مع القضاء، فلأنّ الحج الّذی أفسده لم یکن مجزئا له،لعدم حصول الحریّة قبل الموقفین.

قوله: (و یقدّمها).

لأنّ سببها بأصل الشرع،فهو سابق علی ما وجب بالشروع.

قوله: (فلو لم یعلم العبد صح حجة).

لأنّ تکلیفه برجوع المولی یقتضی تکلیف الغافل،و هو محال،و ما أشبهها برجوع الموکل قبل التصرّف و لم یعلم الوکیل.

قوله: (و للمولی أن یحلّله علی إشکال).

ینشأ من أنّ للمولی حقّا،حیث أنه رجع قبل إحرام العبد،و لمّا لم یعلم برجوعه امتنع الحکم بفساد إحرامه فیکون صحیحا،و له أن یحلله جمعا بین الحقین، و من عموم قوله تعالی (وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلّهِ) (1).

و فی هذا الاشکال نظر،لأنّ صحّة الحج إنّما تکون لبطلان رجوع المولی قبل الإحرام،حیث لم یعلم العبد،إذ لا واسطة بین صحّة الرّجوع و بطلانه.فإن

ص:123


1- 1)البقرة:196. [1]

و الفائدة تظهر فی العتق قبل المشعر،و إباحة التحلیل للمولی. و حکم المدبر،و المکاتب،و المعتق بعضه،و أم الولد حکم القن.

و للزوج و المولی معا منع الأمة المزوجة عن الحج.

و لو هایاه و أحرم فی نوبته فالأقوی الصحة صحّ کان إحراما بدون الاذن فلم ینعقد،و إن لم یصحّ الرّجوع انعقد الإحرام لوقوعه بالاذن،کما لو لم یرجع سواء،فجواز التحلیل لا وجه له أصلا،لانتفاء حق المولی حینئذ بالکلیّة.

و الإحرام لیس من العبادات الجائزة،و إنما یجوز الخروج منه فی مواضع مخصوصة استثنیت شرعا،و لم یتحقق أنّ هذا منها،فاللازم إمّا الفساد من رأس،أو عدم جواز التحلیل أصلا.

قوله: (و الفائدة تظهر فی العتق قبل المشعر،و إباحة التحلیل للمولی).

هذه لا تعدّ فائدة،لأنّ إباحة التحلیل لیس أمرا زائدا علی الحکم بأن للمولی أن یحلله،و الصّواب فی العبارة أن یقول:و إباحة التحلیل للمولی لا التحلل، لأنه لازم.

قوله: (و لو هایاه مولاه،و أحرم فی نوبته فالأقوی الصحّة).

ینبغی أن تکون المسألة مفروضة فیما إذا کانت مدّة المهایاة بحیث تتسع لجمیع أفعال الحجّ،و أن لا یکون فیه ضرر متوقع فی نوبة المولی،و أن یکون مأذونا فی السّفر إن توقف الحجّ علیه،و حینئذ فیجب القول بالصحّة،سواء أطلق له اللفظ فی التصرّف أو عمم له فیما یختار من التصرّفات.

هذا إن لم نقل بوجوب کفارات الإحرام و الإفساد،و التمکین منها، و التمکین من القضاء علی المولی الآذن فی الإحرام،فإن قلنا بالوجوب لم یصح، و إلاّ صح و سیأتی أنه لا یجب علی المولی شیء من ذلک،فیکون صحیحا.

ص:124

-و للمولی التحلیل مع قصورها عن أفعال الحج-و الإجزاء عن حجة الإسلام إن أعتق قبل أحد الموقفین،و لو أحرم القن بدون اذن و أعتق قبل المشعر وجب تجدید إحرام من المیقات،فان تعذر فمن موضعه.

و لو أفسد غیر المأذون لم یتعلق به حکم.

و لو أفسد المأذون وجب القضاء،و علی السید التمکین علی اشکال.

و لو تطیّب المأذون،أو لبس فعلیه الصوم،و للمولی منعه لأنه لم یأذن فیه،أما بدل الهدی فلیس له منعه.

قوله: (و للمولی التحلیل مع قصورها).

أی:مع قصور نوبة العبد عن أفعال الحجّ،سواء ظن اتساعها لأفعال الحج ثم تبین خلافه،أم لا.

و یبعد القول بصحّة الإحرام حینئذ،إلاّ أن یحمل التحلیل علی مجازه، أعنی:الحکم ببطلان ما شرع فیه من الإحرام و غیره،و حینئذ فیکون فی قوة الاستثناء من إطلاق الحکم بصحة الإحرام فی نوبته،و إن کان لا یخلو من بعد و خفاء،أو یحمل قصور المدة علی عروض مانع من الإتیان بجمیع الأفعال فیها من نحو مرض أو عدوّ،إلا أنّ الحکم بالتحلیل هنا مشکل،لأنّ الإحرام من العبادات اللازمة لا الجائزة.

و جواز التحلل منحصر فی مواضع استثناها الشارع فلا یتعدّاها،لکن علی ما احتمله المصنّف من جواز تحلیل المولی مأذونه إذا رجع قبل الشروع و لم یعلم، یتجه التحلیل هنا بطریق أولی،لانتفاء الإذن الصّریح هنا بخلافه.ثم و علی إطلاق الحکم بالصحّة یحتاج إلی التقیید بسعة النّوبة،و غیره من القیود السّابقة.

قوله: (و لو أفسد المأذون وجب القضاء).

و علی السیّد التمکین علی إشکال،و لو تطیّب المأذون أو لبس فعلیه الصوم،و للمولی منعه،لأنّه لم یأذن له فیه.

ص:125

البحث الثالث:الاستطاعة

البحث الثالث:الاستطاعة،و المراد بها:الزاد و الراحلة.

اما الزاد:فهو أن یملک ما یمونه من القوت و المشروب بقدر حاله الی الحج،و الی الإیاب إلی وطنه و إن لم یکن له أهل،فاضلا عن حاجته من المسکن،و عبد الخدمة،و ثیاب البذلة،و التجمل،و نفقة عیاله إلی الإیاب.

أمّا الصوم فلأنّ الکفارة بغیره لا یتصوّر وجوبها علیه،لعدم ملکه،و لا علی المولی خلافا للمفید (1)،لأنّ المأذون فیه هو الحجّ،لا إفساده.

و لیس الإفساد من لوازم معنی الحجّ،بل من منافیات المأذون فیه،لأنّ الإذن فی الفعل الخالی عن موجبات الکفارة-حیث أنّ الإذن فی العبادة الموجبة للثواب-دون ما یترتب العقاب علی فعله،و من ثم تبیّن عدم وجوب تمکین السیّد من الصوم.

و أمّا القضاء فالفرق بینه و بین الکفارة:أنّ القضاء هل هو الفرض، و الفاسد هو العقوبة،أو بالعکس؟فعلی الثانی لا یجب التمکین،لمثل ما قلناه سابقا،و علی الأوّل یحتمل الوجوب،لأنّ الإذن بمقتضی الإفساد انصرف الی القضاء،و قد لزم بالشروع فلزمه التمکین.و یحتمل العدم،لأنّه و إن کان هو الفرض إلاّ أنّ الإذن إنّما یتناول الأوّل خاصة،و هو الّذی حصل بالشّروع فیه، و لیس للاذن بالحج دلالة علی القضاء بوجه من الوجوه،و الأصحّ عدم الوجوب.

قوله: (أما الزّاد فهو أن یملک.).

فیه تسامح،لأن ملک ذلک لیس هو الزاد.

قوله: (و ثیاب البذلة).

بالکسر:ما یبتذل،أی:یمتهن و لا یصان.

ص:126


1- 1)المقنعة:69.

و أما الراحلة:فتعتبر فی حق من یفتقر الی قطع المسافة و إن قصرت عن مسافة القصر،و یشترط راحلة مثله و إن قدر علی المشی، و المحمل إن افتقر الیه،أو شق محمل مع شریک،و لو تعذر الشریک سقط إن تعذر الرکوب بدونه.

و إن لم یجد الزاد و الراحلة،و أمکنه الشراء وجب و إن زاد عن ثمن المثل علی رأی. و لو منع من دینه و لیس غیره فعاجز،و إلا فقادر.و المدیون یجب علیه الحج إن فضل ماله عما علیه،و إن کان مؤجلا بقدر الاستطاعة،و إلاّ فلا. قوله: (و لو لم یجد الزاد و الراحلة،و أمکنه الشراء وجب،و إن زاد عن ثمن المثل علی رأی).

الأصحّ الوجوب ما لم یجحف بماله.

قوله: (و لو منع من دینه.).

سواء کان المنع حسیا أو شرعیا.

قوله: (و المدیون یجب علیه الحجّ إن فضل ما له عما علیه-و إن کان مؤجلا-بقدر الاستطاعة،و إلاّ فلا).

أی:إن فضل بقدر الاستطاعة،و الا فلا یجب و إن کان الدّین مؤجلا، فیکون قوله:(و إن کان مؤجلا)اعتراضا بین الجار و متعلقة،و جملة الاعتراض معطوفة علی جملة محذوفة.

و کان حقّها أن تکون بعد قوله:(و إلاّ فلا)لأنّ ماله إذا فضل عن دینه بقدر الاستطاعة،لا یکون بین مؤنة الحجّ و الدّین مزاحمة أصلا،فلا معنی لعطف الوجوب مع التأجیل ب(أن)الوصلیة.نعم،علی تقدیر أن لا یفضل مقدار ذلک، قد یتوهم الوجوب حینئذ،لعدم توجّه المطالبة بالدین حینئذ،فهذه الجملة لدفع التوهّم المذکور.

ص:127

و یصرف المال الی الحجّ لا الی النکاح،و إن احتاج الیه و شق ترکه. و یصرف رأس ماله الذی لا یقدر علی التجارة إلاّ به إلی الحج.

و لا یجب الاقتراض للحج،إلاّ أن یفضل ماله بقدر الحاجة المستثناة عن القرض.

قوله: (لا إلی النکاح،و إن احتاج إلیه و شق ترکه).

إلاّ مع المشقة الشدیدة المفضیة إلی الضّرر،فیجوز.

قوله: (و لا یجب الاقتراض للحجّ إلاّ أن یفضل ماله بقدر الحاجة).

هنا سؤال یرد علی هذه المسألة و نظائرها-مثل المحرم فی المرأة،و القائد فی الأعمی،و الحافظ فی المبذّر،و بذل الزائد عن ثمن المثل،أو اجرة المثل،فی آلات السّفر-و صورته:أنّ هذه شروط للواجب المشروط،فلا یجب تحصیلها،لأنّ شرط الواجب المشروط لا یجب تحصیل شرطه.

و حلّه بتحقیق المقام:و ذلک أنّ شرط الواجب المشروط الّذی لا یجب تحصیله هو الذی قرن به الأمر،أمّا غیره من الشروط الباقیة فإن الأمر بالإضافة إلیها مطلق،فیجب تحصیلها،و الأمر بالحجّ مشروط بالاستطاعة،فکلما یکون داخلا فی مسمّی الاستطاعة لا یجب تحصیله،و لا یجب الحج إلاّ إذا حصل.

أما غیره فیجب تحصیله مع القدرة،و بدونه یسقط وجوب الحجّ، و الاقتراض لیس داخلا فی الاستطاعة قطعا إذا کان المال حاصلا،و کذا القائد فی الأعمی،و الدّواء فی المریض المحتاج إلیه الذی لا یضر و بالسّفر و الرکوب.

و أراد بقوله:(الحاجة المستثناة).

ما سبق استثناؤه،کثیاب البذلة و التجمل،و فرس الرکوب،و غیرها.

و لو کانت هذه المستثنیات نفیسة یجتزئ بما دونها،فان کان حاله یقتضیها

ص:128

و فاقد الاستطاعة لو قدر علی التکسب،أو وهب قدرها،أو بعضها و بیده الباقی لم یجب إلاّ مع القبول. و لو بذلت،أو استؤجر للمعونة بها،أو اشرطت له فی الإجارة،أو بعضها و بیده الباقی وجب. عادة،فتکلّف الاکتفاء بما دونها،فالظاهر أنه لا یجب بیعها،و لا یجزئه الحج لو باعها و حجّ بالفاضل عما یکتفی به.

قوله: (و فاقد الاستطاعة لو قدر علی التکسب،أو وهب قدرها،أو بعضها و بیده الباقی لم یجب إلاّ مع القبول).

عطف قوله:(أو بعضها)علی(الاستطاعة)،أی:و فاقد بعضها و بیده الباقی لو قدر علی تکسب البعض الآخر،أو وهبه لم یجب القبول،و فیه تکلّف حذف کثیر.

و یمکن أن یکون معطوفا علی(قدرها)أی:لو قدر علی التکسب قدرها، أو وهب قدرها أو بعضها،أی قدر علی التکسب بعضها،أو وهب بعضها و بیده الباقی.

و یکون کل من الصور مندرجا فی قوله:(فاقد الاستطاعة)لأنّ الفقد صادق بأن لا یملک شیئا أصلا،أو یملک البعض،و هذا أحسن من الأوّل.

قوله: (و لو بذلت له،أو استؤجر للمعونة بها،أو شرطت له فی الإجارة،أو بعضها و بیده الباقی وجب).

یراد بقوله:(أو بعضها)فی جمیع المسائل،و لا یخفی أنه لا بدّ فی الإجارة و الشرط من قبول ذلک،لیتحقق العقد الملزم،فلا یجب من دونه.

أمّا البذل لمجموعها،أو لبعضها و بیده الباقی ففی وجوب الحجّ بمجرّده قولان:أصحّهما أنه إن کان علی وجه لازم کالنذر وجب،و إلاّ لم یجب ما لم یقبل اشتراطه فی عقد لازم،و نحوه کما فی الهبة.

و قول المصنّف:(وجب)علی إطلاقه لا یستقیم،لأنّ الإجارة لا بد فیها

ص:129

و لو حج الفاقد نائبا لم یجز عنه لو استطاع.

و لیس الرجوع الی کفایة من صناعة،أو حرفة شرطا علی رأی.

و أوعیة الزاد و الماء داخلة فی الاستطاعة،فإن تعذرت مع الحاجة سقط الوجوب.و یجب شراؤها مع وجود الثمن و إن کثر. و علف البهائم المملوکة و مشروبها کالزاد و الراحلة.و لیس ملک عین الراحلة شرطا بل ملک منافعها.

و لو وجد الزاد و الراحلة،و قصر ماله عن نفقة عیاله الواجبی النفقة،و المحتاج إلیهم ذهابا و عودا سقط الحج.

من القبول اتفاقا،فلا یجب بدونه.

قوله: (و لیس الرّجوع إلی کفایة.).

الأصحّ أنّه لا یشترط ذلک،لصدق الاستطاعة،و لیس فی الرّوایة صراحة بمدعی الشّیخ و الجماعة (1).

قوله: (و یجب شراؤها مع وجود الثمن و إن کثر).

إلا أن یجحف،أو یضربه.

قوله: (و علف البهائم المملوکة.).

لا بدّ من تقییدها بکونها محتاجا إلیها فی الطریق،أو لکونها من المستثنیات،و إلا فلا یعدّ من الاستطاعة.

قوله: (و قصر ماله عن نفقة عیاله الواجبی النفقة و المحتاج إلیهم.).

أی:المحتاج إلیهم و لا تجب نفقته کالخادم الذی لا یشترط،لکنه إذا لم ینفق علیه یذهب.

ص:130


1- 1)ادعاه الشیخ فی المبسوط 1:297-298،و الروایة وردت فی الکافی 4:267 حدیث 2،التهذیب 5:3 حدیث 2،الاستبصار 2:139 حدیث 454.

و لو تکلف الحج مع فقد الاستطاعة،أو حج عنه من یطیق الحج مع الاستطاعة و بدونها لم یجزئه.

و لا یجب علی الولد بذل الاستطاعة للأب.

البحث الرابع:إمکان المسیر
اشارة

البحث الرابع:إمکان المسیر،و یشتمل علی أربعة مباحث:

أ:الصحة

أ:الصحة،فلا یجب علی المریض المتضرر بالرکوب و السفر،و لو لم یتضرر وجب.و هل یجب علی المتضرر الاستنابة؟الأقرب العدم. و الدواء فی حق غیر المتضرر مع الحاجة إلیه کالزاد.

قوله: (أو حج عنه من یطیق الحج مع الاستطاعة و بدونها.).

هذه العبارة لا تخلو من شیء،لأنّ من یطیق الحج کأنه لا فائدة فیه، فیکون مستدرکا،إلا أن یتکلف لها ما یصیر به مسامحة.

قوله: (و لا یجب علی الولد.).

و کذا العکس بطریق أولی.

قوله: (و هل یجب علی المتضرر الاستنابة؟الأقرب العدم).

سوق الکلام یقتضی أنّ الحکم فیمن لم یسبق استقرار وجوب الحج فی ذمّته،و به صرّح فی شرح الإرشاد.

و یظهر من استدلال المختلف-أن وجوب الاستنابة فی حقّ هذا الفرد لا کلام فیه (1)،و إلیه یرشد تعلیل ابن إدریس-نفی الوجوب (2)،و قد صرّح الشّیخ (3)و المصنّف بأنّ وجوب الاستنابة إنّما هو مع الیأس من زوال العذر،أمّا معه فلا (4)،و هو واضح،و إلا لم یتحقق اعتبار التمکن من المسیر فی الاستطاعة فی حقّ أحد من المکلفین،و هو معلوم البطلان،و حینئذ فالأصحّ الوجوب تمسکا

ص:131


1- 1)المختلف:257.
2- 2) السرائر:121.
3- 3) المبسوط 1:299.
4- 4) المنتهی 2:655. [1]

و یجب علی الأعمی،فإن افتقر إلی قائد و تعذر-لفقده،أو فقد مؤنته-سقط،و إلاّ فلا.

و یجب علی المحجور المبذّر،و علی الولی أن یبعث معه حافظا.

و النفقة الزائدة فی مال المبذّر،و اجرة الحافظ جزء من الاستطاعة إن لم یجد متبرعا. بظاهر الآیة (1)و الاخبار (2)،و إذا بریء فقد صرّح الشّیخ و المصنّف بوجوب الإعادة،و هو الأصحّ.

و یشکل بأنّ الاستنابة إن کانت فرضه لم یجب حج آخر،و إلا لم یجب الاستنابة،للأخبار المصرحة بأنّ الحج فی العمر مرة واحدة.

و لو استناب من یرجو زوال العذر جاز و إن لم یجب،و إذا بریء فلا کلام فی وجوب الحج مع تحقق الاستطاعة.

و لو مات بعد البرء و قبل الحج وجب الاستئجار عنه،و کذا القول فی المأیوس من برئه.و لو مات قبله،فان استناب المأیوس فلا شیء،و إلا وجبت الاستنابة أما غیر المأیوس فقد صرّح المصنّف بعدم وجوب الاستنابة بعد الموت و إن لم یستنب قبله.

و الممنوع بکبر،أو زمن (3)-بحیث لا یستمسک علی الراحلة-،أو بعدو کالمریض فی ذلک کله (4).

قوله: (فان افتقر إلی قائد-إلی قوله:-إن لم یجد متبرعا).

قد سبق فی جواب الإشکال تنقیح ذلک،و فی المبذّر بزیادة،فإن المنع مستند إلیه،فإن التبذیر من فعله،و هو قادر علی ترکه،فإذا لم یفعل کان هو

ص:132


1- 1)آل عمران:97.
2- 2) الکافی 4:266 باب استطاعة الحج،التهذیب 5:3 باب وجوب الحج،الاستبصار 2:139 باب ماهیة الاستطاعة و انها شرط فی وجوب الحج.
3- 3) فی«ن»:مرض.
4- 4) المنتهی 2:655. [1]
ب:التشبث علی الراحلة

ب:التشبث علی الراحلة،فالمغصوب غیر المستمسک علیها، و المحتاج الی الزمیل مع فقده لا حج علیهما.و لو لم یستمسک خلقة لم تجب الاستنابة علی رأی.

و لو احتاج الی حرکة عنیفة یعجز عنها سقط فی عامه،فإن مات قبل التمکن سقط.

ج:أمن الطریق فی النفس و البضع و المال

ج:أمن الطریق فی النفس و البضع و المال،فیسقط الحج مع الخوف علی النفس من عدو أو سبع،و لا تجب الاستنابة علی رأی. و لو کان هناک طریق غیره سلکه واجبا،و إن کان أبعد مع المضیع للحج.

قوله: (فالمغصوب).

المراد به:الضعیف النضو،أو الزمن الذی لا حراک به.

قوله: (و المحتاج إلی الزّمیل).

الزمیل:هو الرّدیف.

قوله: (و لو لم یستمسک خلقة.).

نظم هذه العبارة غیر جیّد،لأنّ غیر المستمسک مطلقا هل تجب علیه الاستنابة أم لا،إذا بئس من برئه؟فیه قولان،و أیضا فإنّ العبارة تقتضی أن تکون هذه مسألة مستأنفة،و فی الواقع هی بعض أقسام أحکام المعضوب،و الأصحّ فیه ما قلناه فی المریض.

قوله: (و لو احتاج إلی حرکة عنیفة-إلی قوله:-سقط).

هذه تقتضی أنّ المسائل کلها مفروضة فیمن لم یسبق الوجوب فی حقّه.

قوله: (فیسقط الحج مع الخوف علی النفس من عدوّ أو سبع،و لا تجب الاستنابة علی رأی).

تجب الاستنابة مع الیأس من زواله أصلا عادة کما سبق فی المریض و المعضوب علی الأصحّ،و إلا فلا،و جمیع ما سبق هناک آت هنا.

ص:133

سعة النفقة.

و البحر کالبر إن ظن السلامة به وجب،و إلاّ فلا.

و المرأة کالرجل فی الاستطاعة،و لو خافت المکابرة أو احتاجت الی محرم و تعذر سقط،و لیس المحرم مع الغنی (1)شرطا.و لو تعذّر إلاّ بمال مع الحاجة وجب مع المکنة،و لو خاف علی ماله سقط. و لو کان العدو لا یندفع إلا بمال،و تمکن من التحمل به ففی سقوط الحج نظر. و لو بذل له باذل وجب،و لا یجب لو قال:اقبل المال و ادفع أنت. قوله: (و لو خاف علی ماله سقط).

محترز قوله أولا:(و المال)فی قوله:(أمن الطریق).

قوله: (و لو کان العدو لا یندفع إلا بمال،و تمکن من التّحمل به ففی سقوط الحج نظر).

أی:و تمکن من تحمل الحج بالمال،و لا یخفی ضعف هذا الترکیب، و منشأ النظر من الشک فی دخول ذلک فی الاستطاعة و عدمه.

فإن قلنا بالأوّل لم یجب لفقد الاستطاعة،و إلاّ وجب.و فی السّقوط بعد الشک فی دخول ذلک فی الاستطاعة،و لأنه لو احتاج الی بذل المال لإصلاح الطریق،أو قنطرة النهر و نحوهما لزم أن لا یجب.

و الأصحّ الوجوب،إلاّ أن یجحف بماله،و موضع التردّد ما إذا لم یکن قد أحرم،فإن أحرم ثم عرض المنع وجب البذل.

قوله: (و لا یجب لو قال:اقبل المال،و ادفع أنت).

الفرق أنّ هذا تحصیل للشرط،أعنی:الاستطاعة،إذ المال المبذول لا شبهة فی دخوله فی الاستطاعة.

ص:134


1- 1)أی عن المحرم.

و لو وجد بدرقة بأجرة،و تمکن منها فالأقرب عدم الوجوب. و لو افتقر الی القتال فالأقرب السقوط مع ظن السلامة. و لو تعددت الطرق تخیّر مع التساوی فی الأمن،و الاّ تعین المختص به و إن بعد،و لو تساوت فی الخوف سقط،و لو افتقر إلی الرفقة و تعذرت سقط.

د:اتساع الوقت لقطع المسافة

د:اتساع الوقت لقطع المسافة،فلو استطاع و قد بقی من الوقت ما لا یتسع لإدراک المناسک سقط فی عامه.و لو مات حینئذ لم یقض قوله: (و لو وجد بدرقة،بأجرة،و تمکن منها فالأقرب عدم الوجوب).

البدرقة:الخفیر،و إنما أفتی بعدم الوجوب هنا،لأنه بعد بذل المال لا یتحقق أمن الطریق الا بوجود البدرقة و کونه مع الحاج،و الأصحّ الوجوب کما سبق.

قوله: (و لو افتقر إلی القتال فالأقرب السّقوط مع ظن السّلامة).

المراد به:العلم المستفاد من العادات،و الأصحّ عدم الوجوب،لما فیه من التغریر بالنفس،و الانتفاء صدق الاستطاعة حینئذ.

قوله: (و إن تساوت فی الخوف سقط).

لکن لو توسّط الطریق المخوف،و استوی عوده و ذهابه فلیس ببعید الوجوب،و یکون کمن توسّط أرضا مغصوبة یتعذر معه من الخروج منها،فحیث تعلق غرض بالذّهاب و لا ضرر زیادة متوقعا تعین.

و لو تکلف الحج فی موضع الخوف و المشقة الشدیدة مع المرض ففی الإجزاء نظر.

و ینبغی أن یقال:إن تحقق بعد التکلّف کونه مستطیعا فقد تکلف تحصیل الشرط،کما لو قاتل العدو،أو بذل له مالا عظیما-لا یجب بذله-و زال، و هو فی موضعه فیجزئ،و إن بقی المانع فلا.

ص:135

عنه،و کذا لو علم الإدراک لکن بعد طی المنازل و عجزه عن ذلک،و لو قدر وجب.

مسائل

مسائل:

أ:إذا اجتمعت الشرائط و أهمل أثم

أ:إذا اجتمعت الشرائط و أهمل أثم،و استقر الحج فی ذمته، و یجب علیه قضاؤه متی تمکن منه علی الفور و لو مشیا،فان مات حینئذ وجب أن یحج عنه من صلب ترکته من أقرب الأماکن إلی المیقات علی رأی،و لو لم یکن له مال أصلا استحب لولیه.و لو ضاقت الترکة عن الدین،و اجرة المثل من أقرب الأماکن قسّطت علیهما بالنسبة،فإن قصر نصیب الحج صرف فی الدین.

ب:لو مات الحاج بعد الإحرام و دخول الحرم أجزأ عنه

ب:لو مات الحاج بعد الإحرام و دخول الحرم أجزأ عنهو لو قوله: (و لو قدر وجب).

بشرط أن لا تلحقه مشقة شدیدة لا یتحمل مثلها عادة.

قوله: (من أقرب الأماکن إلی المیقات علی رأی).

بل من بلده،إلاّ أن لا تفی الترکة به،و تجب أقل أجرة لأوسط العدول مع الاحتمال علی الظاهر.

قوله: (و لو ضاقت الترکة عن الدّین و اجرة المثل من أقرب الأماکن قسطت علیهما بالنسبة).

هذا بناء علی أنّ الاستئجار من أقرب الأماکن،و علی ما اخترناه فالتقسیط علی الأجرة من بلده.

قوله: (لو مات الحاج بعد الإحرام و دخول الحرم أجزأ عنه).

إطلاق العبارة یتناول ما إذا عاد إلی الحل بعد دخول الحرم و مات فیه، لکن أورد المفید (1)روایة حکاها فی المختلف (2)تضمّنت اعتبار موته فی الحرم.

ص:136


1- 1)المقنعة:70.
2- 2) المختلف:258.

کان نائبا،و تبرأ ذمة المنوب.و لو مات قبل ذلک قضیت عنه إن کانت قد استقرت،و الاّ فلا و الاستقرار بالإهمال بعد اجتماع الشرائط،و مضی زمان جمیع أفعال الحج،أو دخول الحرم علی اشکال.

ج:الکافر یجب علیه و لا یصح منه

ج:الکافر یجب علیه و لا یصح منه،فإن أسلم وجب الإتیان به إن استمرت الاستطاعة،و الاّ فلا.

و لو فقد الاستطاعة بعد الإسلام و مات قبل عودها لم یقض عنه.

و لو أحرم حال کفره لم یعتد به و أعاده بعد الإسلام،فإن تعذر المیقات أحرم من موضعه و لو بالمشعر.

د:لو ارتد بعد إحرامه لم یجده لو عاد

د:لو ارتد بعد إحرامه لم یجده لو عاد،و کذا الحج.و لو استطاع فی حال الردة وجب علیه،و صح عنه إن تاب.و لو مات أخرج من صلب ترکته و إن لم یتب علی اشکال.

ه:المخالف لا یعید حجه بعد استبصاره واجبا

ه:المخالف لا یعید حجه بعد استبصاره واجبا،إلاّ أن یخل برکن،بل یستحب.

قوله: (أو دخول الحرم علی إشکال).

ینشأ من أنّ ذلک وقت فی الجملة فیکفی مضیه فی الوجوب،و من أن کونه وقتا مشروط بالإحرام و دخول الحرم،و الأصحّ أنه لا یکفی ذلک،لأنّ هذا إنما یکفی إذا تحقق فعل الإحرام و دخول الحرم.

قوله: (و لو مات اخرج من صلب ترکته و إن لم یتب علی إشکال).

بعید،لأنّ الکافر لا یتصوّر القربة فی حقّه منه و لا عنه،لامتناعها بالنّسبة إلیه،فتمتنع العبادات المشروطة،و فی المرتد فطرة مانع آخر،و هو خروج الترکة عنه بارتداده،فالأصحّ عدم الاستئجار،و لو عاد إلی الإسلام و کانت ردّته ملیة أخرج عنه من ترکته،و إلاّ فلا.

قوله: (إلاّ أن یخل برکن).

أی:عندنا

ص:137

و:لیس للمرأة،و لا للعبد الحج تطوعا بدون اذن الزوج و المولی

و:لیس للمرأة،و لا للعبد الحج تطوعا بدون اذن الزوج و المولی، و لا یشترط اذن الزوج فی الواجب،و فی حکم الزوجة المطلقة رجعیة لا بائنة.

ز:المشی للمستطیع أفضل من الرکوب

ز:المشی للمستطیع أفضل من الرکوب مع عدم الضعف،و معه الرکوب أفضل.

المطلب الخامس:فی شرائط النذر و شبهه

المطلب الخامس:فی شرائط النذر و شبهه،قد بینا اشتراط التکلیف،و الحریة،و الإسلام،و اذن الزوج خاصة.فلا ینعقد نذر کما صرح به فی المنتهی (1).

قوله: (لیس للمرأة،و لا للعبد الحجّ تطوّعا بدون إذن الزوج و المولی).

و کذا الولد بالنسبة إلی والدیه،إذا استدعی سفرا.

قوله: (المشی للمستطیع أفضل من الرکوب،مع عدم الضّعف).

إلا أن یقصد الموسر به تقلیل النفقة فالرکوب أفضل،لروایة البزنطی، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام (2).

قوله: (قد بینا اشتراط التکلیف و الحریة و الإسلام).

قیل علیه:إن کان المراد شرائط نفس حج النذر فالحریة لیست شرطا، و إن کان المراد شرائط نفس النذر و شبهه،فاشتراط الإسلام فی الیمین مخالف لما اختاره المصنّف فی کتاب الیمین.

قوله: (و إذن الزّوج خاصّة).

یرد علیه أنّ إذن الوالد فی الولد أیضا کذلک،إن قلنا بعدم انعقاد یمینه من دون الاذن.

ص:138


1- 1)المنتهی 2:860. [1]
2- 2) الکافی 4:456 حدیث 3، [2]علل الشرائع:447 حدیث 5.

الصبی،و لا المجنون،و لا السکران،و لا المغمی علیه،و لا الساهی،و لا الغافل و النائم،و لا العبد إلا بإذن المولی،و معه لیس له منعه،و کذا الزوجة و الولد،و للأب حل یمین الولد. و حکم الیمین و النذر و العهد فی الوجوب و الشرط واحد.

و لو نذر الکافر لم ینعقد،و مع صحة النذر یجب الوفاء به عند وقته إن قیده بوقت،و إلاّ لم یجب الفور.

نعم لو تمکن بعد وجوبه و مات لم یأثم،و یقضی من صلب الترکة.

و لو کان علیه حجة الإسلام قسّمت الترکة بینهما.

و لو اتسعت لإحدیهما خاصة قدمت حجة الإسلام،و لو لم یتمکن و مات سقط.

و لو قیده بالوقت فأخل به مع القدرة قضی عنه،و لا معها لمرض و لو قلنا:بالانعقاد من دونه و للأب الحل،فالزوجة و المملوک أیضا کذلک،فلا وجه للفرق.

و فی الدّروس فی باب الحج توقف فی أنّ النذر من الولد و الزّوجة و المملوک کالیمین فی ذلک للشک فی تسمیته یمینا،و أنّ النص إنما ورد علی الیمین (1).و کیف کان فالفرق الذی فعله المصنّف لا یتبین وجهه.

قوله: (و للأب حلّ یمین الولد).

بل لا ینعقد إلاّ بالإذن کالزوجة.

قوله: (و لو اتسعت لإحداهما خاصة قدمت حجة الإسلام).

لسبق سببها،و لأنه قد انکشف عدم صلاحیّة ذلک الزمان،لتعلق النذر به.

ص:139


1- 1)الدروس:86.

و عدو و شبههما یسقط.

و لو نذر أو أفسد و هو معضوب قیل وجبت الاستنابة. و لو قید النذر بالمشی وجب،و یقف موضع العبور،فان رکب طریقه قضاه،و لو رکب البعض فکذلک علی رأی.و لو عجز فان کان مطلقا توقع المکنة،و إلا سقط علی رأی. قوله: (و لو نذر أو أفسد و هو معضوب قیل:وجبت الاستنابة) (1).

فرض الإفساد ظاهر الوقوع،أمّا النذر فیشکل انعقاده،لأنه إذا نذر مالا یستطیعه لا ینعقد لامتناعه.

و لو نذر الاستئجار لم یکن للتوقف فی وجوبه وجه،و کیف کان فمتی تعذر علیه الحج بعد وجوبه وجب الاستئجار عنه علی الأصحّ.

قوله: (و یقف موضع العبور).

لروایة السّکونی المتضمّنة الأمر بالوقوف إذا عبر نهرا (2)،و قد عمل بها الشیخ (3)،و جمع (4)،و لا بأس بالعمل بها،فلو أخل به لم یقدح فی صحّة الحج، لعدم تناول النّذر له،نعم یأثم.

قوله: (و لو رکب البعض فکذلک علی رأی).

هذا هو الأصح،لعدم الإتیان بالمنذور.

قوله: (و لو عجز-إلی قوله:-و إلاّ سقط علی رأی).

هذا هو الأصحّ،لتعذر المنذور.و یستحب أن یحج راکبا،و یسوق بدنة

ص:140


1- 1)قاله الشیخ فی المبسوط 1:299،و المحقق فی الشرائع 1:230.
2- 2) الکافی 7:455 حدیث 6،الفقیه 3:235 حدیث 1113،التهذیب 5:478 حدیث 1693، الاستبصار 4:50 حدیث 171.
3- 3) المبسوط 1:303،النهایة:205.
4- 4) منهم:المحقق فی المختصر النافع 1:76،و الشهید فی اللمعة:64،و السیوری فی التنقیح الرائع 1:422.

و لو نذر حجة الإسلام لم یجب غیرها،و لو نذر غیرها لم یتداخلا، و لو أطلق فکذلک علی رأی.

المطلب السادس:فی شرائط النیابة

اشارة

المطلب السادس:فی شرائط النیابة و هی ثلاثة: کمال النائب،و إسلامه،و إسلام المنوب عنه،و عدم شغل ذمته بحج واجب،فلا تصح نیابة المجنون،و لا الصبی غیر الممیز،و لا الممیز علی رأی،و لا الکافر،و لا نیابة المسلم عنه،و لا عن المخالف تنزیلا للرّوایة بذلک (1)علی الاستحباب.

قوله: (و لو أطلق فکذلک علی رأی).

هذا هو الأصحّ،و لو عمم کأن قال:للّه علیّ أن أحج أی حجة کانت، ففی إجزاء حجة الإسلام وجه لا یخلو من قوة.

قوله: (و هی ثلاثة).

سیأتی اشتراط العدالة و قدرة الأجیر و علمه بأفعال الحج إلی آخره،و لا ینحصر فیما ذکره.

قوله: (و لا الممیّز علی رأی).

لا تصحّ نیابته مطلقا،إذا کان الحج واجبا أو مندوبا و قلنا:إن أفعاله غیر شرعیة،و هو الأصحّ.

قوله: (و لا عن المخالف).

المخالف منهی عن موادته فکیف یجوز الحج عنه و أفعاله لا تنفعه شیئا إذا مات علی خلافه،و ما ورد من صحة عباداته مخصوص بما إذا استبصر (2).

قوله: (إلا أن یکون أب النائب).

ص:141


1- 1)التهذیب 5:403 حدیث 1403،الاستبصار 2:149 حدیث 490.
2- 2) الکافی 3:545 حدیث 1 و 4:275 حدیث 4،التهذیب 4:54 حدیث 143،و 5:9 حدیث 23، الاستبصار 2:145 حدیث 472.

إلاّ أن یکون أب النائب.و الأقرب اشتراط العدالة لا بمعنی عدم الإجزاء لو حج الفاسق، و لا نیابة من علیه حج واجب من أی أنواع الحج کان مع تمکنه،فان حج عن غیره لم یجز عن أحدهما.

و یجوز لمن علیه حج أن یعتمر عن غیره،و لمن علیه عمرة أن یحجّ نیابة إذا لم یجب علیه النسک الآخر،و لو استاجره اثنان و اتفق زمان الإیقاع و العقد بطلا.و لو اختلف زمان العقد خاصة بطل المتأخر،و لو انعکس صحا. و یشترط نیة النیابة،و تعیین الأصل قصدا،و یستحب لفظا عند کل فعل.

و یصح نیابة فاقد شرائط حجة الإسلام،و إن کان صرورة،أو هذا قول الشیخ (1).و اختاره المصنف فی المختلف (2)و هو قوی.

قوله: (و الأقرب اشتراط العدالة.).

یشترط بهذا المعنی،و کذا القول فی الصّلاة و الصوم،فلا یحرم علیه أخذ الأجرة لو علم من نفسه الفسق إذا أتی بالحج.

قوله: (و یجوز لمن علیه حج أن یعتمر عن غیره.).

ینبغی التقیید بما إذا لم یناف الفوریة.

قوله: (و لو انعکس صحّا).

بشرط أن تکون الحجة المتأخرة متبرّعا بها،أو لا یجد الوصی من یستأجره عاجلا،و إلا لم یجز التأخیر.

قوله: (و تعیین الأصل قصدا).

أی المنوب عنه عند کلّ فعل.

ص:142


1- 1)المبسوط 1:326.
2- 2) المختلف:312.

امرأة عن رجل،و بالعکس.

و لو مات بعد الإحرام و دخول الحرم أجزأ،و قبله یعید مقابل الباقی و العود،و کذا لو صدّ قبل دخول الحرم محرما.

و لا یجب اجابته لو ضمنه فی المستقبل،و لا إکمال الأجرة لو قصرت،و لا دفع الفاضل إلی المستأجر لو فضلت عن النفقة،و تبرع الحی یبرئ المیت، قوله: (و قبله یعید مقابل الباقی و العود).

أی:إلی البلد،بأن یقسّط الأجرة علی الجمیع،لأنّ قطع المسافة داخل فی الإجارة،و الضمیر فی(قبله)یعود إلی دخول الحرم،لکن یشکل بمن کان ساکنا فی الحرم،إذا صار نائبا و أحرم.

قوله: (و لا تجب إجابته لو ضمنه فی المستقبل).

خلافا للشّیخ (1)،سواء کانت الإجارة مطلقة أو مقیدة،لانفساخ الإجارة فی المقیدة بعام الصد،و ثبوت الفسخ لکل منهما فی المطلقة.

و قال الشّیخان:کان علیه مما أخذ بقدر نصیب ما بقی من الطریق التی یؤدی فیها الحج،إلا أن یضمّن العود لأداء ما وجب (2).

و اختار المصنّف فی المنتهی وجوب الإتیان بالحج مرة ثانیة،و استحقاق الأجرة بکمالها،و أنه لیس للمستأجر الفسخ إن کانت الإجارة مطلقة،و إن کانت معیّنة کان له الفسخ (3)،و التحقیق ما قدّمناه.

قوله: (و لا إکمال الأجرة لو قصرت.).

لکن یستحبّ.

قوله: (و تبرع الحی یبرئ المیت).

بخلاف الحی،فإنه لا بدّ من إذنه.

ص:143


1- 1)المبسوط 1:323.
2- 2) المفید فی المقنعة:69،و الطوسی فی التهذیب 5:417.
3- 3) المنتهی 2:864. [1]

و یجب امتثال الشرط و إن کان طریقا مع الغرض،و علیه رد التفاوت لا معه. و لو عدل الی التمتع عن قسمیه،و تعلق الغرض بالأفضل قوله: (و یجب امتثال الشرط و إن کان طریقا مع الغرض،و علیه ردّ التفاوت لا معه).

سواء کان الغرض دینیا کزیارة و طول طریق یحصل به الأجر،أو دنیویا کتجارة.

و یفهم،منه أنه لو انتفی الغرض من اشتراطه،و علم بالقرائن أنه هو و غیره سواء عند المستأجر لم یجب سلوکه حینئذ،و لا ینقص من الأجرة بسببه شیء،خلافا للمصنّف فی المختلف (1)و علیه تنزّل صحیحة حریز،عن أبی عبد اللّه علیه السلام (2).

و لو أخل بالشرط حیث یجب الوفاء به کالطریق مع تعلق الغرض به، وجب ردّ التفاوت من الأجرة،بأن تنظر اجرة المثل للمشترط و المأتی به و قدر التفاوت،و یؤخذ من المسمّی بنسبته إلی أجرة المشترط خلافا للشیخ،إذ لم یوجب شیئا (3)،فالضمیر فی قول المصنّف:(لا معه)یعود إلی الامتثال،أی:لا مع الامتثال.

و لا یقال:لا یستحقّ أجرة،لأنه لم یأت بالمستأجر علیه،لأنا نقول:

استؤجر علی عملین فأتی بأحدهما،فیستحق نصیبه من المسمّی.

قوله: (و لو عدل إلی التمتع عن قسمیه،و تعلق الغرض بالأفضل أجزأ).

ص:144


1- 1)المختلف 1:314.
2- 2) الکافی 4:307 حدیث 2، [1]الفقیه 2:261 حدیث 1271،التهذیب 5:415 حدیث 1445.
3- 3) المبسوط 1:325.

أجزأ، و إلا فلا،و لا یستحق أجرا. و یجوز النیابة فی الطواف عن الغائب و المعذور کالمغمی علیه و المبطون،لا عمن انتفی عنه الوصفان،و الحامل و المحمول و إن تعدد یحتسبان،و إن کان الحمل بأجرة علی اشکال. المراد بتعلق الغرض بالأفضل:أن لا یکون غیر التمتع متعیّنا علیه بنذر و شبهه،أو لکونه من حاضری مکة و قد وجب علیه أحد النوعین،بل استأجر لحج و علم منه أنه لا یأتی الأفضل،لکنه سمی غیر التمتع فإنه یصح،و لا ینقص من أجرته شیء،و علیه تنزّل صحیحة أبی بصیر عن أبی عبد اللّه علیه السلام (1)قوله: (و إلاّ فلا،و لا یستحق أجرا).

لأنه لم یأت بشیء من المستأجر علیه.

قوله: (و تجوز النیابة فی الطواف عن الغائب و المعذور.).

تدخل فی عبارته الحائض،و إن توقف فی جواز الاستنابة عنها مع حضورها،نظرا الی عدم دلالة النصّ علی ذلک فی حقّها،و إن شارکت غیرها من المعذورین الذین ورد النصّ علی جواز الاستئجار عنهم (2).

و للتوقف فی ذلک مجال،و إن کان مع الضّرورة الشدیدة التی تفضی إلی انقطاعها عن أهلها فی البلاد النائیة لا یبعد القول بالاستئجار.

قوله: (لا عمّن انتفی عنه الوصفان).

أی:کل منهما،فلا إشکال.

قوله: (و الحامل،و المحمول و إن تعدّد،یحتسبان،و إن کان الحمل بأجرة علی إشکال).

إذا کان تبرعا یحتسبان،و کذا لو کان بأجرة لکن استأجره لیحمله فی

ص:145


1- 1)الکافی 4:307 حدیث 1، [1]الفقیه 2:261 حدیث 1272،التهذیب 5:415 حدیث 1446، الاستبصار 2:323 حدیث 1145.
2- 2) الکافی 4:422 حدیث 2،4،الفقیه 2:252 حدیث 1214،1215 التهذیب 5:123 حدیث 403،404،405،409،الاستبصار 2:226 حدیث 779-781.

و کفارة الجنایة،و الهدی فی التمتع و القران علی النائب.

و لو أحصر تحلل بالهدی و لا قضاء علیه،و إن کانت الإجارة مطلقة علی اشکال.فإن کان الحجّ ندبا عن المستأجر تخیّر،و إلاّ وجب الاستئجار،و علی الأجیر رد الباقی من طوافه،و إلاّ احتسب للمحمول خاصة (1)،لاستحقاقه قطع المسافة بالإجارة،فلا یجزئ عن فرض الحامل،و علیه تنزل صحیحة حفص بن البختری،عن الصّادق علیه السلام (2).

قوله: (و لو أحصر تحلّل بالهدی،و لا قضاء علیه و إن کانت الإجارة مطلقة علی إشکال).

الأصحّ أنّ الإجارة إن تعیّنت بعام الإحصار انفسخت،و إن کانت مطلقة لم تنفسخ،لعدم تشخص الزّمان خلافا للشیخ (3)،لکن لکل منهما الفسخ،فیراعی الولی المصلحة.

فقول المصنّف:(و لا قضاء علیه)یحتمل أن یراد به الانفساخ،فینتفی وجوب القضاء،و أن یراد به التسلط علی الفسخ فی المطلقة فإنّ القضاء لا یتحتم علی هذا التقدیر.لکن قوله:(و إن کان الحج ندبا.).یشعر بإرادة الأوّل.

قوله: (و إن کان الحجّ ندبا عن المستأجر تخیّر،و إلا وجب الاستئجار).

أی:تخیّر المستأجر فی الاستئجار مرة أخری و عدمه،و إن لم یکن ندبا تحتم الاستئجار،و مقتضاه کون العقد الأوّل قد انفسخ.

قوله: (و علی الأجیر ردّ الباقی من الطریق).

ص:146


1- 1)النص أعلاه مطابق لنسخة«ن»و لعله الصحیح،و ما فی باقی النسخ من الزیادة التالیة لعله لا وجه لها،ففی نسخة«س»العبارة هکذا:(.و إلا فلا کما لو استأجر نفسه لیحمله فحمل علیه آخر احتسب للمحمول خاصة).و فی نسخة«ه»هکذا:(و الا فلا احتسب للمحمول خاصة).
2- 2) الکافی 4:429 حدیث 13.
3- 3) المبسوط 1:323.

الطریق. و لمن علیه حجة الإسلام و منذورة أو غیرهما أن یستأجر اثنین لهما فی عام واحد مع العذر. و لو نقل النائب بعد التلبس عن المنوب النیة إلی نفسه لم یجزئ عن أحدهما و لا اجرة له.

مسائل
اشارة

مسائل:

أ:لو أوصی بحج واجب اخرج من الأصل

أ:لو أوصی بحج واجب اخرج من الأصل،فان لم یعین القدر أخرج أقل ما یستأجر به من أقرب الأماکن. و إن کان ندبا فکذلک من الثلث،و لو عیّنه فان زاد أخرج الزائد من الثلث فی الواجب،و الجمیع منه فی الندب.

أی:ردّ ما قابل الباقی من الأجرة خلافا للشیخ إذ أوجب له أجرة مثل ما فعل (1)،و هذا کله لأنّ المانع من الإتمام لیس من قبل الأجیر.

قوله: (و لمن علیه حجة الإسلام-إلی قوله:-مع العذر).

وجهه عدم ثبوت الترتیب بینهما،و إن کان حج الإسلام لا یجوز تأخیره.

قوله: (لو أوصی بحج واجب اخرج من الأصل،فان لم یعیّن القدر أخرج أقل ما یستأجر به من أقرب الأماکن).

إنما یجزئ من أقرب الأماکن مع ضیق الترکة.و أما وجوب الاستئجار بأقل ما یمکن أن یستأجر به فلا یبعد أن یقال:الإطلاق یحمل علی اجرة المثل الغالبة فی العادة،کما یقال فی ثمن المثل،أما أقل ما یستأجر به لافراد المکلفین، فیبعد القول بتحتمه،لأنه یقتضی عدم جواز الاستئجار بالأجرة الغالبة إذا أمکن أقل منها نادرا.

و مثل هذا قد یستفاد من عبارة المنتهی (2)،و عبارة المصنّف فی هذا الکتاب فی أوّل المسائل السابقة فی مثل هذه قد تنافی ما هنا.

ص:147


1- 1)المبسوط 1:325.
2- 2) المنتهی 2:873.

و لو اتسع المعین للحج من بلده وجب،و إلا فمن أقرب الأماکن، و لو قصر عن الأقل عاد میراثا علی رأی.

ب:یستحق الأجیر الأجرة بالعقد

ب:یستحق الأجیر الأجرة بالعقد،فان خالف ما شرطه فلا اجرة.

ج:لو أوصی بحج و غیره قدم الواجب

ج:لو أوصی بحج و غیره قدم الواجب،و لو وجب الکل قسّمت الترکة بالحصص مع القصور.

د:لو لم یعیّن الموصی العدد اکتفی بالمرة

د:لو لم یعیّن الموصی العدد اکتفی بالمرة،و لو علم قصد التکرار کرر حتی یستوفی الثلث،و لو نص علی التکرار و القدر فقصر جعل ما لسنتین و أزید لسنة.

قوله: (و لو قصر عن الأقل عاد میراثا علی رأی).

هذا هو الأصحّ،لعدم صحّة وصیّته،لکن هذا إذا لم یتمکن الوصی من إخراج الوصیة (1)،ثم طرأ القصور بعد ذلک بحدوث زیادة الأجرة،فإنه یبعد القول بعوده میراثا هنا.

قوله: (فان خالف ما شرط فلا اجرة له).

لیس علی إطلاقه،بل هو مقیّد بما إذا کان الإخلال بالشرط مقتضیا للإخلال بالمستأجر علیه،بأن لم یأت بشیء مما استؤجر علیه،کما لو عدل من نوع إلی نوع،أما مع عدم ذلک فإنه یستحق بالنّسبة من المسمّی.

قوله: (و لو أوصی بحج و غیره قدم الواجب،و لو وجب الکل قسمت الترکة بالحصص مع القصور).

هذا إذا استوت الواجبات فی خروجها من الأصل أو من الثلث،و لم یترتب فی هذا القسم،فان کان فیها ما یخرج من الأصل قدم علی ما یخرج من الثلث،و لو اشترکت کلها فی الخروج من الثلث و رتب بدئ بالأولی فالأولی.

قوله: (و لو علم قصد التکرار کرر حتی یستوفی الثلث).

حملا للروایتین

ص:148


1- 1)فی«ن»و«ه»:لکن هذا إذا لم یمکن إخراج الوصیة.
ه:للمستودع بعد موت المودع المشغول بحجة واجبة اقتطاع الأجرة

ه:للمستودع بعد موت المودع المشغول بحجة واجبة اقتطاع الأجرة،و یستأجر مع علمه بمنع الوارث.

و:تجوز الاستنابة فی جمیع أنواع الحج الواجب

و:تجوز الاستنابة فی جمیع أنواع الحج الواجب مع العجز بموت أو علی ذلک (1)،و لو کان علیه حج الإسلام و أوصی بهذه الوصیة أخرج أولا،ثم کرر الحج بقدر الثلث.

قوله: (للمستودع بعد موت المودع المشغول بحجة واجبة اقتطاع الأجرة،و یستأجر مع علمه بمنع الوارث).

أصل هذا الحکم مستفاد من روایة برید العجلی،عن الصّادق علیه السلام (2)،و لیس فی الروایة منع الوارث،لکن نزّلها الأصحاب علیه،حذرا من التصرّف فی مال الغیر بغیر إذنه لغیر مقتض و تضمنت انه المستودع بحج،لکن القول بجواز الاستئجار قد یقال:یثبت بطریق أولی.و خرج بعضهم وجوب استئذان الحاکم إذا أمکن،و لا بأس به،قال فی الدّروس (3):و طرّدوا-یعنی:

الأصحاب-الحکم فی غیر الودیعة کالدّین و الغصب و الأمانة الشرعیة (4).

و لو تعدد الودعی أمکن توزیع الأجرة،و کونها کفروض الکفایات،و إن أخرج کلّ منهم أمکن تضمین کل منهم ما زاد علی حصته،و مع السّبق یضمن اللاحق.

و هل یعدّی الحکم الی غیر حجة الإسلام کالنذر،و العمرة،و قضاء الدّین،و الکفارة،و الزکاة،و الخمس؟یحتمل ذلک.و ظنی أنّ التوقف عن ذلک أولی،قصرا للرّوایة المخالفة للأصل علی موردها (5)،نعم لو أمکن استئذان الحاکم فجواز الجمیع ظاهر.

ص:149


1- 1)التهذیب 5:408 حدیث 1419،1420،الاستبصار 2:319 حدیث 1129،1130.
2- 2) الکافی 4:306 حدیث 6،الفقیه 2:272 حدیث 1328،التهذیب 5:416 حدیث 1448.
3- 3) الدروس:90.
4- 4) منهم:المحقق فی المعتبر 2:774.
5- 5) الکافی 4:306 حدیث 6،الفقیه 2:272 حدیث 1328،التهذیب 5:416 حدیث 1448.

زمن،و فی التطوع مع القدرة.و لا یجوز الحج عن المعضوب بغیر اذنه،و یجوز عن المیت من غیر وصیة.

ز:یشترط قدرة الأجیر

ز:یشترط قدرة الأجیر،و علمه بأفعال الحج،و اتساع الوقت، و لا یلزمه المبادرة وحده بل مع أول رفقة.

ح:لو عقد بصیغة الجعالة کمن حج عنی فله کذا صح

ح:لو عقد بصیغة الجعالة کمن حج عنی فله کذا صح،و لیس للأجیر زیادة.و لو قال:حج عنی بما شئت فله اجرة المثل،و لو قال:حج أو اعتمر بمائة صح جعالة.

ط:لو لم یحج فی المعینة انفسخت الإجارة

ط:لو لم یحج فی المعینة انفسخت الإجارة،و لو کانت فی الذمة لم قوله: (و علمه بأفعال الحج.).

المفهوم منه اعتبار العلم بها تفصیلا،و الظاهر الاکتفاء بالإجمالی بشرط أن یتعلمها بعد ذلک،أو یکون مع مسدّد یوقفه علی کل فعل فعل.و یجب أیضا أخذها من دلائلها،أو التقلید لمن یجوز تقلیده،و کذا یجب هذا علی کلّ حاج.

قوله: (بل مع أوّل رفقة).

ینبغی أن یکون هذا مقیّدا بما إذا کانت الرفقة هی المعتاد خروجها دائما، أو لم یتوقع خروج غیرهم.فلو خرجت الرفقة قبل الزّمان المعتاد،کالمسافرین فی البحر فی رجب مثلا یطلبون المجاورة،فالظاهر عدم وجوب الخروج معهم،إذا کانت القافلة المعتاد خروجها متوقعا سفرها علی العادة مع إمکان وجوب الخروج معهم (1)،لإمکان عروض مانع.و یبعد بأنّ إطلاق الإجارة یحمل علی المعتاد الغالب.

قوله: (لو لم یحج فی المعینة فسخت الإجارة،و لو کانت فی الذمة لم تنفسخ).

ص:150


1- 1)لم ترد فی«ن»و«ه».

تنفسخ.

ی:لو استاجره للحج خاصة

ی:لو استاجره للحج خاصة،فأحرم من المیقات بعمرة عن نفسه و أکملها،ثم أحرم بحج عن المستأجر من المیقات أجزأ،و لو لم یعد الی المیقات لم یجزء مع المکنة،و لو لم یتمکن أحرم من مکة.

لکن لکل منهما الفسخ فی المطلقة إذا لم یکن التأخیر من قبل الأجیر،فإن کان من قبله لم یکن له اختیار الفسخ.

قوله: (فأحرم من المیقات بعمرة عن نفسه و أکملها ثم أحرم بحج عن المستأجر من المیقات أجزأ).

إحرامه بالعمرة لا یخلو:إما أن یکون مع ظن إمکان العود إلی المیقات ظنا مستندا إلی العادة مع اتساع الزمان،أو لا،و علی کل التقدیرین:فاما أن یکون المستأجر قد شرط علیه الإحرام من المیقات،أو لا،فهذه صور أربع.

فإن ظن العود الی المیقات ففی جواز الاعتمار لنفسه نظر.

و قول المصنف فیما سبق:تلزمه المبادرة مع أول رفقة یقتضی العدم.

و إن لم یظن لم یجز قطعا.

فإن عاد و أحرم من المیقات فلا بحث،و إلا ففی صحة إحرامه من مکة أو مما دون المیقات علی حسب ما یمکنه نظر،لإطلاق قول الأصحاب:انّ من تجاوز المیقات عامدا لا نسک له.

و قد نبه علی ذلک فی الدروس قال:إلا أن یفرّق بین المعتمر عن نفسه و غیره (1)،و الفرق غیر ظاهر.

نعم یمکن أن یفرّق بین من تجاوز بغیر إحرام أصلا،و بین من أحرم بنسک آخر.

فان قلنا بعدم المنافاة من هذا الوجه،ففی صحته عن الإجارة توقف،لأنّ المستأجر علیه هو ما یکون إحرامه من المیقات لا سیما إذا شرط ذلک فی عقد الإجارة،إلا أن یقال:إنّ عقد الإجارة و إن اقتضی ذلک،إلا أنه إذا أتی بالحج،

ص:151


1- 1)الدروس:89.

و فی احتساب المسافة نظر،ینشأ:من صرفه الی نفسه فیحط من أجرته قدر التفاوت بین حجة من بلده و حجة من مکة،و من أنه قصد بالمسافة الحج الملتزم إلا أنه أراد أن یربح فی سفره عمرة،فتوزع الأجرة علی حجة من بلده إحرامها من المیقات،و علی حجة من بلده إحرامها من مکة،فیسقط من المسمی بنسبة التفاوت، بحیث یکون صحیحا شرعا،لا یقدح فیه الإخلال ببعض الأمور المشترطة لعذر،إذا لم تکن قادحة فی الصحة،کما لو لم یدرک من وقوف عرفة إلا الاضطراریة مع اختیاری الآخر مثلا،فانّ ذلک لا یقدح فی وقوع الحج عن المستأجر،و إن کان عقد الإجارة محمولا علی الاختیاری.

و کذا القول فی باقی الأفعال،حتی لو فعل محرما کلبس مخیط و نحو ذلک لا یخل لوقوعه عن المستأجر،فکذا هنا.

بقی شیء،و هو أنّ عمرة المستأجر لنفسه هل توصف بالصحة،حیث یحرم علیه الإتیان بها لتحتم الإحرام بحج النیابة؟فیه تردد،یلتفت إلی تعلق النهی بها و عدمه،و فی الصحة قوة.

قوله: (و فی احتساب المسافة نظر ینشأ من صرفه إلی نفسه.).

أی:من صرف الإحرام من المیقات إلی نفسه،و فیه مناقشة،من حیث أنّ المرجع غیر واضح.

و قد یناقش من جهة إطلاق الصرف علی ذلک،و لا مناقشة،لأنّ النیة تصرف الفعل بعد أن کان صالحا لوجه معین إلی وجه آخر.

و یمکن عود الضمیر إلی قطع المسافة،لأنه یصرف فائدته إلیه،و هی الإحرام من المیقات قد صرفه إلی نفسه،و فیه ما سبق.

قوله: (فیسقط من المسمی بنسبة التفاوت).

أی:من المسمی فی الإجارة،و المراد:نسبة التفاوت بین أجرتی المثل للحجتین المذکورتین من أجرة المثل للحجة التی إحرامها من المیقات،فان کان

ص:152

و هو الوجه إن قصد بقطع المسافة الحج،و إن قصد الاعتمار فالأول.

یا:لو فاته الحج بتفریط تحلل بعمرة عن نفسه لانقلابه الیه

یا:لو فاته الحج بتفریط تحلل بعمرة عن نفسه لانقلابه الیه،و لا اجرة،و لو کان بغیر تفریط فله اجرة مثله الی حین الفوت،قاله الشیخ، و الأقرب أن له من المسمی بنسبة ما فعل.

یب:لو أفسد النائب الحج فعلیه القضاء عن نفسه

یب:لو أفسد النائب الحج فعلیه القضاء عن نفسه،فان کانت معینة انفسخت، ربعها مثلا أخذ من المسمی الربع،فلو کان المسمی مائة،و أجرة المثل العلیا مائتین،و الدنیا مائة و خمسین أخذ من المسمی خمسة و عشرین.

و اعلم أن هذه المسألة قد تنافی بظاهرها ما سبق من قوله:(فإن خالف ما شرط فلا أجرة).

قوله: (و هو الوجه إن قصد بقطع المسافة.).

لم یذکر حکم ما إذا قطعها لهما معا،و هو مشکل،و الحق وجوب رد التفاوت فی أصل المسألة خلافا للشیخ (1)،و احتساب المسافة إن قطعها للمستأجر.

قوله: (تحلل بعمرة عن نفسه لانقلابه إلیه).

قد یناقش فی ذلک لأنّ تحلله بعمرة غیر موقوف علی انقلاب الإحرام إلیه، لأنّ محرمات الإحرام متعلقة به،و المحلل غیر مستأجر علیه.

قوله: (و الأقرب أنّ له من المسمی بنسبة ما فعل).

هذا هو الأصح خلافا للشیخ،حیث اعتبر قدره من أجرة المثل،و یشکل بأنه ربما یساوی المسمی،فیلزم الضرر (2).

قوله: (فان کانت معینة انفسخت).

هذا مبنی علی أنّ الفرض فی الفاسدة هو القضاء،و الفاسدة عقوبة،و لو قلنا بالعکس-و هو الأصح کما سیأتی-فلا فسخ،و لا انفساخ.

ص:153


1- 1)المبسوط 1:324-325.
2- 2) المبسوط 1:325-326.

و علی المستأجر استئجاره أو غیره و ان کانت مطلقة فی الذمة لم تنفسخ و علیه بعد القضاء حجة النیابة،و لیس للمستأجر الفسخ.

یج:إن عین المستأجر الزمان فی العقد تعین

یج:إن عین المستأجر الزمان فی العقد تعین،فان فات انفسخت، و لو أطلق اقتضی التعجیل،فإن أهمل لم تنفسخ،و لو شرط التأجیل عامین أو أزید جاز.

قوله: (و علی المستأجر استئجاره أو غیره).

ربما نوقش فی استئجاره بعد،لاشتراط العدالة کما سبق،و لا مناقشة، لأنه لا یخرج من العدالة بذلک.

قوله: (و إن کانت مطلقة فی الذمة لم تنفسخ و علیه بعد القضاء حج النیابة).

هذا أیضا مبنی علی أنّ الفاسدة عقوبة،لکن لا یتجه علی هذا القول وجوب حجة أخری للنیابة بعد وجوب القضاء،لأنّ أیتهما کانت العقوبة أجزأت الأخری عن الفرض،و به صرح شیخنا الشهید (1)،و الأصح أنّ الاولی هی الفرض،فلا شیء سوی القضاء جزما.

قوله: (و لیس للمستأجر الفسخ).

علی ما اختاره من أنّ الفاسدة لا تجزئ،و أن من أحصر یتحلل،و تنفسخ الإجارة بالنسبة إلیه مع الإطلاق علی الإشکال السابق،کما یستفاد من ظاهر قوله:و إلا وجب الاستئجار یجب أن تنفسخ،و علی ما اخترناه هناک من أنّ لکل منهما الفسخ،یجب أن یکون للمستأجر الفسخ هنا إذا قلنا بأنّ الأولی عقوبة.

قوله: (فإن أهمل لم ینفسخ).

هذا جید لکن ینبغی أن یکون للمستأجر الفسخ.

قوله: (و لو شرط التأجیل عامین أو أزید جاز).

بشرط أن لا یتمکن الوصی و الوکیل من استئجار من یحج قبل ذلک بالشرائط المعتبرة.

ص:154


1- 1)الدروس:89.
ید:لو عین الموصی النائب و القدر تعینا

ید:لو عین الموصی النائب و القدر تعینا،فان زاد عن المثل،أو کان الحج ندبا و لم یخرج من الثلث اخرج ما یحتمله الثلث،فإن رضی النائب به و إلا استؤجر به غیره،و یحتمل بأجرة المثل. و لو أطلق القدر استؤجر بأقل ما یوجد من یحج عنه مثله إن لم یزد علی الثلث، قوله: (فان زاد عن المثل،أو کان الحج ندبا،و لم یخرج من الثلث أخرج ما یحتمله الثلث).

أی:فإن زاد القدر عن اجرة المثل فی الواجب لأقل ما یجزئ الاستئجار به لو لم یوص-أو کان الحج ندبا-و لم یخرج(من الثلث) (1)الزائد الذی دل علیه«زاد»تضمنا فی الواجب،و مجموع الأجرة فی المندوب،أخرج ما یحتمله الثلث من الأمرین.

قوله: (و یحتمل بأجرة المثل).

التفصیل لا بأس به،و هو إن تعلق غرض الموصی بالمعین،فقد تعذرت الوصیة،فیستأجر غیره بأجرة المثل،و إن لم یتعلق غرضه بخصوصه استؤجر غیره بذلک القدر،لان تعیین الموصی له کلا تعیین،علی ما فرضنا فینفذ القدر،لأنه الموصی به فی الحقیقة.و لا یجوز الإخلال به حینئذ،کما لا یجوز الإخلال بالوصیة أصلا.

قوله: (و إن أطلق القدر استؤجر بأقل ما یوجد من یحج عنه مثله.).

أی:استؤجر الشخص المعین بأقل شیء یوجد من یحج به عنه مثل ذلک

ص:155


1- 1)لم ترد فی«ن»و«ه».

فان لم یرض المعین استؤجر غیره.

یه:لو نص المستأجر علی المباشرة

یه:لو نص المستأجر علی المباشرة،أو أطلق لم یجز للنائب الاستنابة،و لو فوض الیه جازت.

المقصد الثانی:فی أفعال المتمتع

اشارة

المقصد الثانی:فی أفعال المتمتع و فیه فصول:

مقدمة

مقدمة:الواجب منها ستة عشر:الإحرام،و الطواف،و رکعتاه، و السعی،و التقصیر،و الإحرام للحج،و الوقوف بعرفات،و بالمشعر،و نزول منی،و الرمی،و الذبح،و الحلق بها أو التقصیر،و الطواف،و رکعتاه، و السعی،و طواف النساء،و رکعتاه.

ثم القارن و المفرد یعتمران عمرة مفردة متأخرة،و المتمتع یقدم عمرة التمتع.

و یستحب أمام التوجه الصدقة، الشخص،إن لم یزد الفاضل عن المثل فی الواجب،و مجموع الأجرة فی المندوب عن الثلث.

قوله: (فان لم یرض المعین استؤجر غیره).

أی:بما یلیق من الأجرة،و هی الأجرة الغالبة عادة مع رعایة حال الشخص،و عدم التجاوز عن أقل المجزئ إلی غیره،إلاّ مع التعذر.

قوله: (الواجب منها ستة عشر).

الذی عده سبعة عشر،إلا أن یراد عد الوقوفین واحدا،و هو بعید.

قوله: (و یستحب أمام التوجه الصدقة).

فی صحیحة عبد الرحمن بن الحجاج،قال:قال أبو عبد اللّه علیه السلام:

«تصدق،و اخرج أی یوم شئت» (1).

ص:156


1- 1)المحاسن:348 حدیث 23، [1]الکافی 4:283 حدیث 4، [2]الفقیه 2:175 حدیث 781،التهذیب 5:49 حدیث 151.

و صلاة رکعتین،و الوقوف علی باب داره قارئا فاتحة الکتاب أمامه و عن جانبیه،و آیة الکرسی کذلک،و کلمات الفرج،و غیرها من المأثور، و البسملة عند وضع رجله فی الرکاب،و الدعاء بالمأثور عند الاستواء علی الراحلة.

الفصل الأول:فی الإحرام

اشارة

الفصل الأول:فی الإحرام و فیه مطالب:

الأول:فی تعیین المواقیت

الأول:فی تعیین المواقیت.

إنما یجوز الإحرام من المواقیت،و هی ستة:لأهل العراق العقیق و أفضله المسلخ، و فی صحیحة حماد بن عثمان،عنه علیه السلام و قد سأله،أ یکره السفر فی شیء من الأیام المکروهة مثل الأربعاء و غیره؟فقال:«افتتح سفرک بالصدقة، و اخرج إذا بدا لک» (1).

قوله: (و صلاة رکعتین).

یقرأ فیهما ما شاء من القرآن،ذکره فی المنتهی (2).

قوله: (و الوقوف علی باب داره).

تلقاء وجهه الذی یتوجه له.

قوله: (لأهل العراق العقیق).

کله میقات من أین أحرم منه صح،صرح به المصنف (3)و غیره (4).

قوله: (و أفضله المسلخ).

لم نقف علی شیء یعتمد علیه فی ضبط الحاء بالمهملة أو المعجمة.

ص:157


1- 1)المحاسن:148 حدیث 22، [1]الکافی 4:283 حدیث 3، [2]الفقیه 2:175 حدیث 782،التهذیب 5:49 حدیث 150،و فیه عن حماد عن الحلبی.
2- 2) المنتهی 2:646.
3- 3) المنتهی 2:666،التذکرة 1:320.
4- 4) منهم:الشیخ فی النهایة:210،و [3]أبو الصلاح فی الکافی فی الفقه:202،و [4]المحقق فی المعتبر 2:803. [5]

ثم غمرة،ثم ذات عرق،فلا یجوز الخروج منها بغیر إحرام.

و لأهل المدینة مسجد الشجرة اختیارا،و اضطرارا الجحفة، قوله: (ثم غمرة).

لم نجد فی کون المیم ساکنا أو غیره شیئا یعول علیه.

قوله: (ثم ذات عرق).

یجوز الإحرام منها اختیارا،خلافا لابن بابویه (1)،و نقل فی المنتهی عن سعید بن جبیر أنها کانت قریة ثم خربت،و صارت القریة فی موضع آخر،و المقابر فی موضع الاولی (2).

قوله: (و لأهل المدینة مسجد الشجرة اختیارا).

المراد به:نفس المسجد علی ما یتبادر من العبارة،و فی الأخبار أنّ المیقات ذو الحلیفة (3)،-و هی بضم الحاء و فتح اللام:موضع علی ستة أمیال من المدینة، و هو ماء لبنی حشم-میقات للمدینة و الشام،قاله فی القاموس (4)فیکون المیقات هو هذا لا نفس المسجد.

و فی حواشی شیخنا الشهید:إنّ المشهور فی الروایات أنّ الإحرام من الوادی المسمی بذی الحلیفة (5)،و کیف کان فالاقتصار علی المسجد أحوط، و جواز الموضع کله لا یکاد یدفع.

قوله: (و اضطرارا الجحفة).

هذا إذا بلغ الحاج ذا الحلیفة،فإنه یمتنع العدول حینئذ إلاّ اضطرارا،و الا فلا حجر علیه لو عدل عن الطریق،مدنیا کان أو غیره،لعموم کون هذه المواقیت لأهلها،و لمن مر بها.

ص:158


1- 1)الفقیه 2:199 ذیل حدیث 907.
2- 2) المنتهی 2:671. [1]
3- 3) الکافی 4:318،319 حدیث 1-3، [2]الفقیه 2:198 حدیث 903،علل الشرائع:434 حدیث 2، 3،التهذیب 5:54،55،56،حدیث 166-168،170.
4- 4) القاموس(حلف)3:129.
5- 5) انظر الهامش.

و هی المهیعة،و هی میقات أهل الشام اختیارا و للیمن جبل یقال له یلملم،و للطائف قرن المنازل. و من منزله أقرب من المیقات منزله،و لحج التمتع مکة،و هذه المواقیت للحج و العمرة المتمتع بها و المفردة.

و لو عدل اختیارا بعد المرور علی ذی الحلیفة إلی الجحفة،أو ذات عرق، قال فی الدروس:أساء و أجزأ (1)،لإطلاق (2)النصوص الدالة علی أنّ هذه مواقیت لکل من مر بها (3)،و لا منافاة بین تحریم العدول و إجزاء الإحرام منها.

قوله: (و هی المهیعة).

هی بفتح المیم،و إسکان الهاء،و فتح الیاء المثناة من تحت،و العین المهملة:الموضع الواسع،و هی فی الأصل کانت قریة ثم خربت،فالمعتبر موضعها.

قوله: (و للیمن جبل یقال له:یلملم).

و یقال له:الململم،و یرمرم.

قوله: (و للطائف قرن المنازل).

هو بفتح القاف،و إسکان الراء:جبل صغیر،و فی الصحاح:إنّ الراء مفتوحة،و إنّ أویسا منسوب الیه (4).

قوله: (و من منزله أقرب من المیقات منزله).

المراد:إلی مکة،کما هو مصرح به فی الأخبار (5).

ص:159


1- 1)الدروس:95،و فیه:لم یجزئ،و لو صار إلیهما فالصحة قویة و إن أساء.
2- 2) فی جمیع النسخ الخطیة:و إطلاق.
3- 3) الکافی 4:323 حدیث 2.
4- 4) الصحاح(قرن)6:2181.
5- 5) الکافی 4:318،322 حدیث 1،5،الفقیه 1:199 حدیث 909،911،912،التهذیب 5:54 حدیث 166.

و یجرد الصبیان من فخ إن حجوا علی طریق المدینة،و إلا فمن مواضع الإحرام.

و القارن و المفرد إذا اعتمرا بعد الحج وجب أن یخرجا الی خارج الحرم و یحرما منه،و یستحب من الجعرانة،أو الحدیبیة،و هی اسم بئر خارج الحرم تخفف و تثقل،أو التنعیم فإن أحرما من مکة لم یجزئهما.

و من حج علی میقات وجب أن یحرم منه و إن لم یکن من أهله، و لو لم یؤد الطریق إلیه أحرم عند محاذاة أقرب المواقیت إلی مکة،و کذا من حج فی البحر،و لو لم یؤد الی المحاذاة فالأقرب إنشاء الإحرام من أدنی الحل،و یحتمل مساواة أقرب المواقیت. قوله: (و یجرد الصبیان من فخ).

فخ:بئر علی نحو فرسخ عن مکة،و ظاهر العبارة أنّ التجرید من المخیط من فخ،فیکون الإحرام من المیقات کغیرهم.و اختار فی الدروس تأخیر الإحرام إلی فخ (1)،فیکون المراد من تأخیر التجرید تأخیر الإحرام.

و الظاهر الأول،لأنّ المیقات موضع الإحرام،فلا یتجاوزه أحد إلاّ محرما، و الذی فی الأخبار تأخیر التجرید دون غیره (2)،و هذا رخصة من حج علی طریق المدینة أما غیره فمن المیقات کسائر المحرمین کما صرح به فی الکتاب.

قوله: (و یستحب من الجعرانة).

هی بکسر الجیم،و إسکان العین،و بکسرها،مع تشدید الراء،موضع بین مکة و الطائف (3).

قوله: (و لو لم یؤد الی المحاذاة،فالأقرب إنشاء الإحرام من أدنی الحل،و یحتمل مساواة أقرب المواقیت).

هذا لیس ببعید،مصیرا إلی مساواة قدر المیقات عند تعذره.

ص:160


1- 1)الدروس:95.
2- 2) الکافی 4:303 حدیث 2،الفقیه 1:265 حدیث 1292.
3- 3) فی«س»:الحدیبیة تخفف و تثقل.

و لا یجوز الإحرام قبل هذه المواقیت إلا لناذر بشرط أن یوقع الحج فی أشهره،أو لمعتمر مفرد فی رجب مع خوف تقضیه،و لو أحرم غیرهما لم ینعقد و إن مر بالمیقات ما لم یجدده فیه.

و لا یجوز تأخیره عنها إلا لعذر،فیجب الرجوع مع المکنة،و لا معها یحرم حیث زال المانع.

و لو دخل مکة خرج الی المیقات،فان تعذر فالی خارج الحرم، قوله: (إلا لناذر یوقع الحج فی أشهره).

قال ابن إدریس:لا یجوز مطلقا و إن کان ناذرا،لأنّ نذر مالا یشرع لا ینعقد (1)،و الأصح الانعقاد،للروایات المعتبرة،و منها صحیحة الحلبی (2)،لکن إن کان الإحرام فی الحج اشترط کونه فی أشهر الحج،لامتناع وقوعه قبلها،و کذا عمرة التمتع أما العمرة المفردة،فمتی نذر إحرامها قبل المیقات انعقد،و صح فی جمیع السنة.

قوله: (أو لمعتمر مفردة فی رجب).

ورد أنّ عمرة رجب کالحج (3)فی الفضل (4)،فإذا خاف تقضیة و أراد إدراک إحرامها فیه،شرع له الإحرام قبل المیقات للنص و الإجماع.

قوله: (و لو دخل مکة خرج إلی المیقات).

و لو خرج إلی میقات آخر فالظاهر الاجزاء،لعموم کونها مواقیت لکل من مرّ بها.

ص:161


1- 1)السرائر:123.
2- 2) التهذیب 5:53 حدیث 162،الاستبصار 2:163 حدیث 534.
3- 3) فی«ن»و«ه»:تلی الحج.
4- 4) علل الشرائع:408 حدیث 144.

فان تعذر فمنها،و کذا الناسی،و من لا یرید النسک،و المجاور بمکة مع وجوب التمتع علیه.

و لو تعمد التأخیر لم یصح إحرامه،إلاّ من المیقات و إن تعذر. و ناسی الإحرام إذا أکمل المناسک یجزئه علی رأی. قوله: (و کذا الناسی).

و کذا الجاهل.

قوله: (و من لا یرید النسک).

لو أراد دخول مکة دون النسک فظاهرهم أنه کغیره،إذ یجب علیه الإحرام بعمرة مفردة،إذ لا یجوز الدخول بغیر إحرام،إلا المتکرر و المعذور،فلو أخلّ بالإحرام حینئذ و تعذر العود،ففی تحریم الدخول حینئذ،و عدم الاکتفاء بالإحرام من أدنی الحل نظر.

قوله: (و لو تعمد التأخیر لم یصح إحرامه،إلا من المیقات و إن تعذر).

فلا نسک له عندنا،و لو أحرم المتعمد من میقات آخر أجزأ،و اختاره فی الدروس (1).

قوله: (و ناسی الإحرام إذا أکمل المناسک تجزئه علی رأی).

الحق أنه إن کان المنسی النیة لم یجزئ،و إن کان المنسی التلبیات أجزأ و الأخبار لا تدل علی أکثر من ذلک (2).

و لا یقدح فی صحة الإحرام ترک التجرد و لبس ثوبی الإحرام،و اختار المصنف فی المختلف أنّ الإحرام مرکب من اللبس و النیة و التلبیة (3)،و هو بعید.

ص:162


1- 1)الدروس:95.
2- 2) الکافی 4:325 حدیث 8، [1]التهذیب 5:60،61 حدیث 191،192.
3- 3) المختلف:264.

و لو لم یتمکن من الإحرام لمرض و غیره أحرم عنه ولیه،و جنبه ما یجتنبه المحرم،و الحیض و النفاس لا یمنعان الإحرام و لا غسله.

المطلب الثانی:فی مقدمات الإحرام

المطلب الثانی:فی مقدمات الإحرام:

یستحب توفیر شعر الرأس من أول ذی قعدة للمتمتع،و یتأکد عند هلال ذی الحجة،و تنظیف الجسد عند الإحرام،و قص الأظفار،و أخذ الشارب،و الإطلاء،و لو تقدم بأقل من خمسة عشر یوما أجزأ،و الغسل فإن تعذر فالتیمم.

و لو أکل بعده،أو لبس ما یمنع منع أعاد الغسل استحبابا.

و یقدم لو خاف فقد الماء،فان وجده استحب إعادته،و یجزئ غسل أول النهار لباقیه،و کذا أول اللیلة لآخرها ما لم ینم.

قوله: (و لو لم یتمکن من الإحرام،لمرض و غیره أحرم عنه ولیه).

یشکل ذلک،بأنّ المریض مکلف یقدر علی النیة و التلبیة،فلا تتصور نیابة الولی عنه فیهما،و تعذر نزع المخیط لا یخل بالإحرام.

نعم لو کان مجنونا أو مغمی علیه أحرم عنه ولیه،و إذا أفاق قبل الموقفین أجزأه عن حجة الإسلام مع الاستطاعة.

قوله: (یستحب توفیر شعر الرأس من أول ذی القعدة للمتمتع).

یستحب له و لغیره.

قوله: (و یقدم لو خاف فقد الماء).

أی:یقدم علی المیقات لو خاف فقده فی المیقات،و إلی کم یجزئ؟لیس فی کلامهم تحدید لإجزائه،و یمکن الاقتصار به علی الیوم أو اللیلة (1)،و یکون التقدیم هو الرخصة.

ص:163


1- 1)فی«ن»:و اللیلة.

و لو أحدث فإشکال ینشأ:من التنبیه بالأدنی علی الأعلی،و من عدم النص علیه.

و لو أحرم من غیر غسل،أو صلاة ناسیا تدارک و أعاد الإحرام، و أیهما المعتبر؟اشکال. و تجب الکفارة بالمتخلل بینهما،و الإحرام عقیب فریضة الظهر، و إلا ففریضة،و إلا فستّ رکعات،و إلا فرکعتان عقیب الغسل،و یقدم نافلة الإحرام علی الفریضة مع السعة. قوله: (و لو أحدث فإشکال،ینشأ من التنبیه بالأدنی علی الأعلی).

فی کونه کذلک نظر،لمنع کون الحدث أقوی من النوم،و عدم الاستحباب أظهر لعدم الدلیل.

قوله: (و أیهما المعتبر؟إشکال).

المعتبر هو الأول فی الصحة،و الثانی فی الکمال.

و تظهر الفائدة فی عد الشهر من حین إحرامه إن قلنا به،و فیمن نذر الإحرام بعد الأول فإنه یبرأ بالثانی،و فی جعلها عمرة التمتع إذا کان الثانی قد وقع فی الأشهر خاصة،أما الکفارة فتجب علی التقدیرین.

و الحق:انّ اعتبار الثانی إنما هو بالکمال،و ما أشبهه بالصلاة المعادة.

و الظاهر أنه ینوی بالإحرام الثانی ما ینویه بالأول،حتی الوجوب لو کان واجبا، و لو لا هذا لم یکن للتردد فی أن أیهما المعتبر وجه.

قوله: (و إلا ففریضة).

و لو کانت مقضیة،و إطلاق الفریضة یتناول نحو الکسوف.

قوله: (و تقدم نافلة الإحرام علی الفریضة مع السعة).

أی:ثم یصلی الفریضة ثم یحرم،و مع الضیق یقتصر علی الإحرام عقیب الفریضة.

ص:164

المطلب الثالث:فی کیفیته
اشارة

المطلب الثالث:فی کیفیته،و تجب فیه ثلاثة:

ا:النیة

ا:النیة،و هی القصد الی ما یحرم له من حج الإسلام أو غیره، متمتعا أو غیره،لوجوبه أو ندبه قربة الی اللّه تعالی.

و یبطل الإحرام بترکها عمدا و سهوا،و لا اعتبار بالنطق،فلو نوی نوعا و نطق بغیره صح المنوی،و لو نطق من غیر نیة لم یصح إحرامه،و لو نوی الإحرام و لم یعین لا حجا و لا عمرة،أو نواهما معا فالأقرب البطلان و إن کان فی أشهر الحج. قوله: (من حج الإسلام أو غیره).

یندرج فی غیره:عمرة التمتع،و الافراد للإسلام و غیره،و حج النذر، و الإفساد،و النیابة و غیرها (1).

قوله: (متمتعا أو غیره).

قیل علیه:لا دلالة فی العبارة علی وجوب قصد کونه متمتعا فی النیة،لأنّ المعنی:القصد إلی ما ذکر متمتعا کان أو غیره.

قوله: (و یبطل الإحرام بترکها عمدا و سهوا).

قد یقال:ما سبق-أنّ ناسی الإحرام حتی أتی بالمناسک یجزئه ما فعل- ینافی ما ذکره هنا من بطلان الإحرام إلی آخره.

و یمکن الجواب:بأنّ بطلان الإحرام لا یخلّ بصحة المناسک،إذا أتی بها الناسی،فلا منافاة.

قوله: (و لو نوی الإحرام و لم یعین حجا و لا عمرة،أو نواهما معا فالأقرب البطلان،و إن کان فی أشهر الحج).

حاول بقوله:(و إن کان فی أشهر الحج)الاعتناء بالرد علی ابن أبی

ص:165


1- 1)فی«س»لم یرد قوله:(من حج الإسلام أو غیره)یندرج فی غیره.

و لو نسی ما عیّنه تخیّر إذا لم یلزمه أحدهما،و کذا لو شک هل أحرم بهما أو بأحدهما. عقیل (1)و من وافقه،القائلین بجواز الإحرام بالحج و العمرة معا مع سیاق الهدی (2)،و هو تفسیر القران عنده،و لا یتحلل من العمرة حتی یأتی بأفعال الحج و یجزئه سعیه الأول عن سعیه للزیارة.

و الأصح البطلان فی المسألتین،أما الأولی فلانتفاء النیة التی هی شرط الصحة فإنّ:«لکل امرئ ما نوی» (3)،و أما الثانیة فلدلالة الأخبار علی المنع منه (4)،و النهی یقتضی الفساد.

قوله: (و لو نسی ما عیّنه تخیر إذا لم یلزمه أحدهما).

إن لزمه أحدهما صرف إلیه عملا بالظاهر،و إلاّ فلا سبیل إلی الحکم بالخروج من الإحرام بعد الحکم بانعقاده،و لا ترجیح لأحدهما علی الآخر،فیتخیر بینهما.

قوله: (و کذا لو شک هل أحرم بهما أو بأحدهما؟).

أی:و کذا یتخیر بینهما لو شک إلی آخره و وجهه أنه لا طریق إلی تعیین ما أحرم به،و لا یبطل الإحرام إذا حکم بصحته،إذا لیس بفعل جائز.

هذا إذا لم یکن بعد الطواف،فان کان بعده یمنع کما قاله المصنف،قال فی الدروس:و هو حسن إن لم یتعین علیه غیره،و الا صرف الیه (5).

و یشکل أصل الحکم،بأنه مع الشک فی وقوع النیة صحیحة کیف یحکم بالصحة؟

ص:166


1- 1)نقله عنه فی المعتبر 2:800.
2- 2) منهم:الشیخ فی المبسوط 1:316،و [1]لیس فیه شرط سیاق الهدی.
3- 3) صحیح البخاری 1:2،سنن أبی داود 2:262 حدیث 2201.
4- 4) الفقیه 2:203 حدیث 928،930.
5- 5) الدروس:97.

و لو قال:کإحرام فلان صح إن علم حال النیة صفته،و إلاّ فلا.

ب:التلبیات الأربع

ب:التلبیات الأربع،و صورتها:لبیک اللهم لبیک،لبیک إن الحمد و النعمة و الملک لک،لا شریک لک لبیک.

و لا ینعقد إحرام المتمتع و المفرد إلاّ بها،و الأخرس یشیر مع عقد قلبه بها. و یتخیر القارن فی عقد إحرامه بها،أو بالإشعار المختص بالبدن، قوله: (و لو قال:کإحرام فلان صح إن علم حال النیة صفته، و إلا فلا).

ظاهر الخبر عن علی علیه السلام الصحة و إن لم یعلم الصفة حال النیة (1)، و هو اختیار الشیخ (2)،و ذهب إلیه جماعة (3)،و اختاره فی الدروس قال:فان لم ینکشف له حاله تمتع احتیاطا (4).

و ما ذکره المصنف هنا أحوط،لکن ینبغی أن یعتبر مع علمه صفة إحرام فلان قصده إلیه،علی وجه تکون الأمور المعتبرة فی النیة قصدها حاصلة.

قوله: (و صورتها.).

الواجب هو التلبیات الأربع،و وجوب زیادة:إنّ الحمد إلی آخره أحوط.

قوله: (و الأخرس یشیر مع عقد قلبه بها).

أی:یشیر بإصبعه،و یجب أن یحرک لسانه بها أیضا،و تجب المقارنة بالتلبیات کالمقارنة بتکبیرة الإحرام.

قوله: (أو التقلید المشترک بینها).

ص:167


1- 1)الکافی 4:245 حدیث 4،التهذیب 5:454 حدیث 1588.
2- 2) المبسوط 1:316-317.
3- 3) منهم:ابن حمزة فی الوسیلة:176.
4- 4) الدروس:97.

أو التقلید المشترک بینها. و لو جمع بین التلبیة و أحدهما کان الثانی مستحبا.

و لو نوی و لبس الثوبین من غیر تلبیة لم تلزمه کفارة بفعل المحرم، و کذا القارن إذا لم یلبّ،و لم یشعر،و لم یقلد.

ج:لبس ثوبی الإحرام

ج:لبس ثوبی الإحرام،یأتزر بأحدهما و یتوشح بالآخر أو یرتدی به.و تجوز الزیادة و الإبدال،لکن الأفضل الطواف فیما أحرم فیه، و شرطهما جواز الصلاة فی جنسهما،و الأقرب جواز الحریر للنساء،و یلبس القباء منکوسا لو فقدهما. فی العبارة مناقشة،لأنّ الضمیر فی(بینها)إن کان للبدن فلا بد من ذکر المشارک لها،و إن عاد إلی البدن و غیرها عاد إلی غیر مذکور.

قوله: (و یتوشح بالآخر،أو یرتدی به).

التوشح:تغطیة أحد المنکبین،و الارتداء:تغطیتهما،کذا ذکره الشیخ (1)، نقله الشهید فی حواشیه.

قوله: (و الأقرب جواز الحریر للنساء).

هذا أصحّ،للروایة الصحیحة الصریحة (2).

قوله: (و یلبس القباء منکوسا لو فقدهما).

المراد بکونه منکوسا:کون ذیله علی الکتفین،کما فسره فی روایة البزنطی (3)،و فی اخری:إنه یقلبه (4)،و فیها ما یدل علی أنّ المراد جعل باطنه ظاهره،و لا یخرج یدیه من کمیه،و کل من التفسیرین معتبر علی الأصح.

و لو أخرج یدیه من کمیه لزمه کفارة لبس المخیط حینئذ،لا قبله لتحقق النهی حینئذ.

ص:168


1- 1)النهایة:212.
2- 2) التهذیب 5:74 حدیث 246،الاستبصار 2:309 حدیث 1100.
3- 3) السرائر:474.
4- 4) الکافی 4:347 حدیث 5.
المطلب الرابع:فی المندوبات و المکروهات

المطلب الرابع:فی المندوبات و المکروهات.

یستحب رفع الصوت بالتلبیة للرجل،و تجدیدها عند کل صعود و هبوط،و حدوث حادث کنوم،و استیقاظ،و ملاقاة غیره،و غیر ذلک الی الزوال یوم عرفة للحاج،و مشاهدة بیوت مکة للمتمتع،و مشاهدة الکعبة للمعتمر إفرادا إن کان قد خرج من مکة،و إلاّ فعند دخول الحرم، و الجهر بالتلبیة للحاج علی طریق المدینة حیث یحرم للراجل،و عند علو راحلته البیداء للراکب.و للحاج من مکة إذا أشرف علی الأبطح، قوله: (یستحب رفع الصوت بالتلبیة للرجل).

أی:فی التلبیة مطلقا،إلاّ ما یستثنی.

قوله: (و حدوث حادث کنوم).

أی:وجود علاماته،أو إرادة فعله.

قوله: (و مشاهدة بیوت مکة للمتمتع).

و حدّها عقبة المدنیین فی أعلی مکة،و عقبة ذی طوی فی أسفلها.

قوله: (إن کان قد خرج من مکة).

أی:إن کان خرج منها للإحرام بالعمرة و خیّر الصدوق فی المفردة بین قطعها عند مشاهدة الکعبة و دخول الحرم (1)،لاختلاف الأخبار (2)،و نزّلها الشیخ علی اختلاف حال المعتمر (3)،و هو الأصح.

قوله: (و الجهر بالتلبیة للحاج علی طریق المدینة حیث یحرم للراجل،و عند علو راحلته البیداء للراکب).

هذا کالمنقح لما سبق من استحباب رفع الصوت بالتلبیة للراجل،و بناؤه

ص:169


1- 1)الفقیه 2:277.
2- 2) الکافی 4:399 باب قطع تلبیة المتمتع،التهذیب 5:94-95 حدیث 307-315،الاستبصار 2:176 باب المتمتع متی یقطع التلبیة.
3- 3) المبسوط 1:317.

و التلفظ بالمنوی به و الاشتراط بان یحله حیث حبسه و إن لم تکن حجة فعمرة،و الإحرام فی القطن خصوصا البیض.

و یکره الإحرام فی المصبوغة بالسواد،و المعصفر،و شبهه،و النوم علیها،و الوسخة،و المعلمة، أنّ الحاج علی طریق المدینة إنما یرفع صوته بالتلبیة إذا کان راکبا،إذا علت راحلته البیداء،و هی الأرض التی تخسف بجیش السفیانی علی میل من مسجد الشجرة،اقتداء بالنبی صلی اللّه علیه و آله فإنه هکذا فعل (1).

و هذه غیر التلبیة التی یعقد بها الإحرام فی المیقات لامتناع تأخیر الإحرام عنه،و امتناع عقده بغیر التلبیة،فیعقد بها هناک سرا،کما نبه علیه فی المنتهی (2).

و أما الراجل فحیث یحرم،و من حج علی غیر طریق المدینة فموضع إحرامه یرفع صوته.

قوله: (و الاشتراط بأن یحله حیث حبسه.).

المفهوم من الأخبار أنّ موضع الاشتراط قبل النیة (3)،لأنه مذکور فی الدعاء الذی یستحب عند إرادة الإحرام و فی بعض الأخبار ما یدل علی ذکره فی التلبیات (4)،و لیس من طرقنا،و یمکن ذکره فی خلال النیة،کما صرح به بعض الأصحاب فی الشرط فی الاعتکاف المندوب.

و الظاهر إجزاء الجمیع حتی الثانی،لأنّ التلبیة هی التی بها یتحقق عقد الإحرام،و لم أجد لأحد من الأصحاب تصریحا بشیء من ذلک.

قوله: (و النوم علیها).

أی:علی المصبوغة بالسواد الی آخره.

ص:170


1- 1)الفقیه 2:211 حدیث 966،سنن البیهقی 5:45.
2- 2) منتهی المطلب 2:679. [1]
3- 3) الکافی 4:333،335 حدیث 6،15،التهذیب 5:80-81 حدیث 266-269،الاستبصار 2:169 حدیث 556،557.
4- 4) صحیح مسلم 1:868 حدیث 106،السنن الکبری 1:222،المغنی لابن قدامة 3:249-250.

و النقاب للمرأة،و الحناء قبله بما یبقی معه،و الحمام،و ذلک الجسد فیه و تلبیة المنادی بل یقول یا سعد،و شم الریاحین.

المطلب الخامس:فی أحکامه

المطلب الخامس:فی أحکامه.

یجب علی کل داخل مکة الإحرام،إلاّ المتکرر کالحطاب،و من سبق له الإحرام قبل مضی شهر من إحرامه أو إحلاله علی اشکال، و الداخل بقتال مباح.

قوله: (و النقاب للمرأة).

الأصح أنه یحرم.

قوله: (بل یقول:یا سعد).

أی:یقول هذا اللفظ فی جواب المنادی،کما وردت به الروایة (1).

قوله: (و شم الریاحین).

الأصح أنه یحرم،للروایة (2).

قوله: (الا المتکرر کالحطاب).

فی المنتهی:إنّ البرید لا یجب علیه الإحرام لدخولها علی إشکال (3).

و ینبغی اعتبار صدق التکرر و عدمه،و یستثنی العبد،لأنه لا یجوز له إنشاء الإحرام إلاّ بإذن السید.

قوله: (و من سبق له إحرام قبل مضی شهر من إحرامه أو إحلاله علی إشکال).

أی:من إحرامه علی إشکال أو من إحلاله کذلک،فإنه لا معنی للتردید بین الأمرین،و کونه علی إشکال.

ص:171


1- 1)الکافی 4:366 حدیث 5،التهذیب 5:386 حدیث 1348.
2- 2) الکافی 4:355 حدیث 12،التهذیب 5:297،307 حدیث 1005،1048،الاستبصار 2:178 حدیث 590.
3- 3) المنتهی:2:689. [1]

و لو ترکته الحائض ظنا أنه لا یجوز رجعت الی المیقات و أحرمت، فإن تعذر فمن موضعها،فان دخلت مکة خرجت إلی أدنی الحل،فان تعذر فمن مکة و لا یجوز للمحرم إنشاء آخر قبل إکمال الأول،و یجب إکمال ما أحرم له من حج أو عمرة.

و لو أکمل عمرة التمتع المندوبة ففی وجوب الحج اشکال. و الأصح أنه من إحلاله،لأنه ما دام محرما لا یطلب منه الإحرام لدخولها، و لو بقی شهرین و أزید،فامتنع إرادة الشهر من الإحرام فی هذا القسم،و یلزم مثله فی الباقی،لعدم الفاضل.

قیل:فیه نظر،لأنّ موضع النزاع إنما هو المحل دون المحرم،إلا أنّ ترجیح اعتبار الإحلال یتحقق بمساعدة الأصل،إذ الأصل براءة الذمة من زیادة التکلیف.

قوله: (لو ترکته الحائض ظنا أنه لا یجوز.).

یمکن أن یراد:ترکها للإحرام اللازم لها بقصد دخول مکة،فیکون مفهوم الصفة أنها لو علمت الحال و ترکت امتنع منها النسک،فیمتنع الدخول.

و یمکن تعلقه بأصل الباب،فیکون المراد:إنّ الحائض لو ترکت الإحرام من المیقات مع إرادة النسک أو الدخول،فیتناول الحکم المذکور بإطلاقه،لکن امتناع الدخول فی هذه الحالة قد یستبعد.

و ربما یقال:لا بعد فیه،لأنّ مرید النسک إذا ترک عمدا یمتنع منه الدخول أیضا،فلا مزیة لهذا الفرد علیه.

قوله: (و لو أکمل عمرة التمتع المندوبة ففی وجوب الحج إشکال).

الأصح الوجوب،و فی الأخبار ما یدل علیه،مثل قول الصادق علیه السلام فی الفرق بین المتمتع و المعتمر:«إنّ المتمتع مرتبط بالحج،و المعتمر إذا فرغ منها ذهب حیث شاء» (1)و قوله صلی اللّه علیه و آله:«دخلت العمرة فی الحج

ص:172


1- 1)الکافی 4:535 حدیث 4، [1]التهذیب 5:437 حدیث 1519،الاستبصار 2:328 حدیث 1163.

و یجوز لمن نوی الإفراد مع دخول مکة الطواف،و السعی، و التقصیر،و جعلها عمرة التمتع ما لم یلبّ،فان لبی انعقد إحرامه.و قیل:

إنما الاعتبار بالقصد لا التلبیة. هکذا و شبک بین أصابعه» (1).

قوله: (و یجوز لمن نوی الافراد).

هذا إذا لم یکن متعینا علیه،لا مطلقا.

قوله: (ما لم یلب،فان لبّی انعقد إحرامه،و قیل:إنما الاعتبار بالقصد،لا التلبیة (2)).

الأصح الأول،لروایة أبی بصیر الصحیحة (3).و یشهد لها من حیث المعنی الأخبار الدالة علی أنّ التلبیة عقیب الطواف تعقد إحرام المفرد،إذا طاف بعد دخول مکة،و لولاها لأحل (4).

و معنی قوله:(و قیل:إنما الاعتبار بالقصد لا التلبیة)معناه:ان الاعتبار بقصد الإهلال بالتلبیة،لا بالتلبیة وحدها،فیکون مقتضاه أنه لو لبّی قاصدا إلی عقد الإحرام بطلت المتعة حینئذ،لا بدون ذلک.

و یشکل بأنّ التلبیة إذا لم تکن مقتضیة لعقد الإحرام،کیف تکون مؤثرة مع النیة،و لا دلیل علی ذلک؟ و یحتمل أن یکون المراد:انّ الاعتبار بقصده أولا إلی المتعة،و لا عبرة بالتلبیة الواقعة بعد ذلک،و کلام ابن إدریس محتمل للأمرین،و إن کان أظهر فی المعنی الأول (5).

ص:173


1- 1)إعلام الوری:131. [1]
2- 2) قاله ابن إدریس فی السرائر:123.
3- 3) الفقیه 2:204 حدیث 931،التهذیب 5:90 حدیث 295.
4- 4) الکافی 4:298 حدیث 1،التهذیب 5:44 حدیث 131.
5- 5) السرائر:123.

و للمشترط مع الحصر التحلل بالهدی،و فائدة الشرط جواز التحلل علی رأی. و إنما یصح الشرط مع الفائدة،مثل إن مرضت،أو منعنی عدو،أو قلت نفقتی،أو ضاق الوقت.

و لو قال:أن تحلنی حیث شئت قوله: (و للمشترط مع الحصر التحلل بالهدی).

المراد:انه لا یجوز بدونه،و إن کان ظاهر العبارة لا یدل علیه،لأنّ اللام تقتضی الجواز،إلا أنّ السیاق یرشد الیه.

قوله: (و فائدة الشرط جواز التحلل علی رأی).

جواب عن سؤال مقدر یرد علی ما سبق،و صورته:أنه لا فرق بین المشروط و غیره،فلا فائدة للشرط حینئذ.

و جوابه:انّ فائدته ما ذکره (1)،و هو کون التحلل مستحقا بالأصالة بعد أن کان رخصة.

و من فوائده أنه عبادة فیترتب علیه الثواب،و لا یخفی ما فی العبارة من المناقشة،فإنّ جواز التحلل لیس هو الفائدة،بل ثبوت الجواز حینئذ أصالة.

قوله: (و إنما یصح الشرط.).

أی:إنما یصح بحیث یترتب علیه أثره الذی اختلف فیه الأصحاب،إذا علق بالعذر الذی فائدة الشرط إنما تتحقق معه.

و لا یخفی ما فی العبارة من التعسف و التعقید،فإنّ الفائدة المذکورة هنا إن أرید بها الفائدة السابقة،لم یبق للعبارة معنی بدون تکلّف تقدیر شیء لا یدل علیه الکلام،و إن أرید بها العذر،کان تسمیته بالفائدة أمرا خفیا،لا ینتبه إلیه.

قوله: (و لو قال:أن تحلنی حیث شئت).

لو أتی بالفاء لکان أولی.

ص:174


1- 1)فی«ه»:غیر ما ذکره.

فلیس بشرط،و لا مع العذر. و لا یسقط الحج عن المحصور بالتحلل مع وجوبه،و یسقط مع ندبه.

المطلب السادس:فی تروکه
اشارة

المطلب السادس:فی تروکه،و المحرم عشرون:

أ:الصید

أ:الصید،و هو الحیوان الممتنع بالأصالة اصطیادا و أکلا-و إن قوله: (فلیس بشرط،و لا مع العذر).

المراد:أنّه لیس بشرط فی حالة لا بدون العذر و هو ظاهر،و لا معه،لعدم صحته فیکون و لا معه معطوفا علی محذوف،إلا أنه لو قال:و لو مع العذر لکان أولی.

و یمکن عطفه علی(حیث شئت)و المعنی لو قال:أن تحلنی حیث شئت فلیس بشرط،و أن تحلنی لا مع العذر،و المراد:أنه لیس بشرط أیضا.

و الأول أسبق إلی الفهم و أقل تکلفا،و الثانی ألصق بالمقام و أوقع فی المعنی،لأنّ ما لا یکون شرطا لا یتفاوت الحال فی عدم شرطیته بعروض العذر و عدمه،فالتعرض إلیه لا موقع له.

قوله: (و لا یسقط الحج عن المحصر بالتحلل مع وجوبه).

أی:مع استقرار وجوبه،فلو کان واجب عامه،و لم یسبق استقراره فلا حج علیه بعد ذلک،إلا أن تبقی الاستطاعة.

و یلوح من قوله:(و یسقط مع ندبه)أنّ المراد بقوله:(مع وجوبه):إنشاؤه واجبا،فیحتاج حینئذ إلی استثناء من لم یسبق استقراره علیه،و لم تبق الاستطاعة له،کما صنع شیخنا الشهید فی حواشیه.

قوله: (و هو الحیوان الممتنع بالأصالة).

یدخل فیه المحلل و المحرم،و بعض المحرم لا یحرم،و لو قید بالمحلل خرج ما یحرم من المحرم،و یندرج فیه الوحشی،إذا تأنس کما یخرج مقابله.

ص:175

ذبحه و صاده المحل-و اشارة،و دلالة،و إغلاقا،و ذبحا فیکون میتة یحرم علی المحلّ و المحرم،و الصلاة فی جلده،و الفرخ و البیض کالأصل.و الجراد صید،و ما یبیض و یفرخ فی البر. و لا یحرم صید البحر،و هو ما یبیض و یفرخ فیه،و لا الدجاج الحبشی،و لا فرق بین المستأنس و الوحشی،و لا یحرم الانسی بتوحشه، قوله: (و إن ذبحه و صاده المحل).

هو وصلی لقوله:(و أکلا).

قوله: (و إشارة و دلالة).

الإشارة معلومة،و الدلالة نحو القول و الکتابة.

قوله: (و ما یبیض و یفرخ فی البر).

کالبط و نحوه،فإنه لا یبیض فی الماء و إن کان لازمه،و به صرح فی التذکرة (1)و غیرها (2)،حاکیا إجماع العلماء،الا من شذّ (3).

و المعیار فیما یعیش فی البر و الماء بیضه،فان کان فی البر فصید،و إلا فبحری،و لو اختلف جنسه فی ذلک فلکل حکم نفسه کالسلحفاة،فإن منها بریة و منها بحریة.

قوله: (و لا الدجاج الحبشی).

للنص علی ذلک عندنا-خلافا لبعض العامة-،فإنه لا یطیر بین السماء و الأرض کما فی الروایة (4).

قوله: (و لا فرق بین المستأنس و الوحشی).

أی:من الوحشی.

ص:176


1- 1)التذکرة 1:331. [1]
2- 2) المنتهی 2:802. [2]
3- 3) هو عطاء کما فی المغنی لابن قدامة 3:348.
4- 4) الکافی 4:232 حدیث 2، [3]الفقیه 2:172 حدیث 756.

و لا فرق بین المملوک و المباح،و لا بین الجمیع و أبعاضه.

و لا یختص تحریمه بالإحرام،بل یحرم فی الحرم أیضا،و الاعتبار فی المتولد بالاسم،و لو انتفی الإسمان فان امتنع جنسه حرم،و إلاّ فلا.

ب:النساء

ب:النساء وطأ،و لمسا بشهوة لا بدونها،و عقدا له و لغیره.

-و الأقرب جواز توکیل الجد المحرم محلا،و شهادة علیه،و إقامة علی اشکال،و إن تحمل محلا و یجوز بعد الإحلال و إن تحمل محرما-،و تقبیلا قوله: (و لا بین المملوک و المباح).

أی:فی القسمین المستأنس من الوحشی و عکسه،أو فی مطلق الانسی و الوحشی،و کل ما له نوعان وحشی و انسی کالبقر،فلکل نوع حکم نفسه.

قوله: (و لو انتفی الاسمان فان امتنع جنسه حرم،و إلاّ فلا).

المراد:کونه ممتنعا بالعدو أو الطیران،و کأنه أراد بالجنس مشابهه،و فیه تکلف ظاهر،لأنه مع انتفاء الاسمین عنه کیف یکون جنسه ممتنعا؟و قد کان ینبغی اعتبار امتناعه بنفسه،لأنّه حینئذ صید بصفته،و لا مانع ینافی ذلک من نسبته إلی جنس آخر.

قوله: (و الأقرب جواز توکیل الجد المحرم محلا).

لا أری وجها لتخصیص الجد بالذکر،فإن الأب مثله،و کذا غیرهما من الأولیاء.و الأصح عدم الجواز،لأنه یشترط فی الموکل أن یملک مباشرة التصرف الذی یوکل فیه،و لأنّ الفعل حینئذ نیابة عنه.

قوله: (و إقامة علی إشکال).

الأصح التحریم،لإطلاق النصوص النهی عن الشهادة علی النکاح (1)، و هو شامل لمحل النزاع،لکن مع خوف حصول الزنی المحرم بترک الشهادة،یعلم الحاکم بأن عنده شهادة،فلیوقف الحکم إلی إحلاله،و یفهمه ما یقتضی إیقاف

ص:177


1- 1)الکافی 4:372 حدیث 1،الفقیه 2:230 حدیث 1095،التهذیب 5:315 حدیث 1087، الاستبصار 2:188 حدیث 630.

و نظرا بشهوة،و فی معناه الاستمناء. و یقدم إنکار إیقاع العقد حالة الإحرام علی ادعائه،فإن کان المنکر المرأة فالأقرب وجوب المهر کملا،و یلزمها توابع الزوجیة، و بالعکس لیس لها المطالبة مع عدم القبض،و لا له المطالبة معه.

الحکم،فلا یلزم حصول ضرر،و لا فرق بین کونها علی محلین،أو محرمین،أو بالتفریق.

قوله: (و نظر الشهوة).

لا بدونها فی الزوجة و الأجنبیة بالنسبة إلی النظرة الأولی،بناء علی جوازها.

قوله: (و فی معناه الاستمناء).

أی:و فی معنی ما ذکر،من تحریم النساء باعتبار الوطء و نحوه الاستمناء.

قوله: (فالأقرب وجوب المهر کملا).

هذا هو الأصح،لوجوب المهر کله بالعقد،و انتفاء المقتضی للتنصیف و هو الطلاق.

و قیل بوجوب النصف (1)،بناء علی أنّ العقد یقتضیه فقط،و یکون دعوی الزوج الفساد قبل الدخول بمنزلة الطلاق.

قوله: (و تلزمها توابع الزوجیة).

بمقتضی إقرارها،و کذا تلزمه حقوق الزوجیة إذا حلفت ظاهرا،و فیما بینه و بین اللّه یجب علیه ما یعلم أنه الحق.

قوله: (و بالعکس لیس لها المطالبة مع عدم القبض.).

و علیها القیام بحقوق الزوجیة ظاهرا،و تفعل فیما بینها و بین اللّه تعالی ما تعلم أنه الحق،و علی الزوج بمقتضی الإقرار نفقتها و المبیت عندها،و إن لم یکن لها المطالبة بذلک.

ص:178


1- 1)قاله الشیخ فی المبسوط 1:318.

و لو وکّل محرم محلا فأوقع العقد فیه بطل،و بعده یصح.

و یجوز الرجعة للرجعیة،و شراء الإماء و إن قصد التسری و مفارقة النساء. و یکره للمحرم الخطبة،و لو کانت المرأة محرمة و الرجل محلا فالحکم کما تقدم.

ج:الطیب

ج:الطیب مطلقا علی رأی،أکلا و لو مع الممازجة و إنما عمل بالأصلین المتنافیین،لأنّ حقوق العباد مبنیة علی التضیق،فلا یجوز تضییع حقها و لا حقه،بل یراعی الجمع بین الحقین ما أمکن.

قوله: (و شراء الإماء،و إن قصد التسری).

و لو کان قصده فعل ذلک فی حال الإحرام حرم الفعل،و لا یفسد العقد،لعدم منافاة الإحرام له،و النهی لا یقتضی الفساد فی المعاملات.

قوله: (و مفارقة النساء).

أی:یجوز ذلک بالطلاق و غیره.

قوله: (و یکره للمحرم الخطبة).

سواء له و لغیره.

قوله: (و لو کانت المرأة محرمة.).

أی:الحکم فی المرأة المحرمة ما تقدم فی الرجل المحرم من الوطء،و النظر، و التقبیل،و العقد،و التوکیل فیه،و الشهادة،و غیر ذلک من الأحکام السابقة کلها.

قوله: (الطیب مطلقا علی رأی).

یحرم کله علی الأصح،للنص (1).

ص:179


1- 1)الکافی 4:352 حدیث 1،التهذیب 5:297 حدیث 1006،الاستبصار 2:178 حدیث 590.

مع بقاء کیفه،و لمسا،و تطیبا و إن کان المحرم میتا،إلاّ خلوق الکعبة، و اضطرارا و یقبض علی أنفه.و یتأکد المسک،و العنبر،و الکافور، و الزعفران،و العود.

و یجوز السعوط مع الضرورة،و الاجتیاز فی موضع یباع فیه، قوله: (مع بقاء کیفیته).

أی:من لون أو طعم أو رائحة،و مع انتفاء الجمیع و استهلاکه فلا بأس.

قوله: (إلاّ خلوق الکعبة).

هی بفتح الخاء:أخلاط من الطیب منها الزعفران،فعلی هذا یحرم لو کان طیب الکعبة غیرها.

قال الشیخ:لو دخل الکعبة،و هی تجمّر أو تطیّب لم یکن له الشم (1).

قوله: (و یقبض علی أنفه).

أی:وجوبا،فتجب الکفارة بدونه.

قوله: (و یتأکد المسک.).

أی:یتأکد تحریم هذه،نظرا إلی قوة مدرکها،للإجماع علیها و وقوع الخلاف فی غیرها.

قوله: (و یجوز السعوط مع الضرورة).

هو بفتح السین،و الظاهر لزوم الکفارة.و یلوح من عبارة المنتهی (2)و التذکرة العدم (3)،و کأنّه لوجود الأمر به فی الروایة (4)،و یظهر من الدروس وجوب الکفارة (5).

ص:180


1- 1)الخلاف 1:254 مسألة 97 کتاب الحج.
2- 2) المنتهی 2:786.
3- 3) التذکرة 1:334.
4- 4) الفقیه 2:224 حدیث 1054،التهذیب 5:298 حدیث 1012،الاستبصار 2:179 حدیث 595.
5- 5) الدروس:106.

و یقبض علی أنفه و لا یقبض من الکریهة،و یزیل ما أصاب الثوب منه.

د:الاکتحال

د:الاکتحال بالسواد علی رأی،و بما فیه طیب.

ه:النظر فی المرآة

ه:النظر فی المرآة علی قوله: (و یقبض علی أنفه).

أی:وجوبا،فان لم یفعل وجبت الکفارة.

قوله: (و لا یقبض من الکریهة).

أی:لا یجوز،فان فعل أثم و لا کفارة.

قوله: (و یزیل ما أصاب الثوب منه).

أی:وجوبا إن لم یمکن طرحه و أخذ غیره،و حینئذ فیأمر الحلال بغسله، أو یغسله بآلة (1)فإن تعذر غسله بیده،و صرف الماء إلیه أولی من صرفه إلی الطهارة و إزالة النجاسة،ذکر ذلک کله فی الدروس (2).

لکن لو لم یجد طهورا أصلا،فصرف الماء إلی الطهارة أولی،لعدم منافاة الطیب الإحرام،و امتناع فعل الصلاة بغیر طهارة،مع أفضلیتها علی الإحرام.

و جوز فی المنتهی غسل الطیب بنفسه (3)-و إن أمکن استنابة الحلال فی ذلک-لأمر النبی صلی اللّه علیه و آله محرما بغسل الطیب (4)،و لأنه ترک للتطیّب لا تطیّب،فکان کالخروج من الأرض المغصوبة،و مختار الدروس أحوط.

قوله: (الاکتحال بالسواد علی رأی).

الأصح تحریمه،و فی الروایة التعلیل بکونه زینة (5).

قوله: (النظر فی المرآة علی رأی).

ص:181


1- 1)فی«س»و«ه»وردت جملة(فإن تعذر.علی الإحرام)بعد جملة(و جوز فی المنتهی.الدروس أحوط).
2- 2) الدروس:106.
3- 3) المنتهی 2:785. [1]
4- 4) صحیح البخاری 2:167.
5- 5) الکافی 4:356 حدیث 1،الفقیه 2:221 حدیث 1029،التهذیب 5:301 حدیث 1024، 1025.

رأی.

و:الادهان

و:الادهان بالدهن مطلقا،و بما فیه طیب و إن کان قبل الإحرام إذا کانت رائحته تبقی الی بعد الإحرام،و لو لم یبق جاز.و یجوز أکل ما لیس بطیب منه کالسمن و الشیرج.

ز:إخراج الدم

ز:إخراج الدم اختیارا علی رأی و إن کان بحک الجلد أو السواک.

ح:قص الأظفار

ح:قص الأظفار.

ط:إزالة الشعر

ط:إزالة الشعر و إن قل،و یجوز مع الضرورة کما لو احتاج الی تحریمه أصح أیضا،و فی الروایة تعلیله بکونه زینة أیضا (1).

قوله: (الادهان بالدهن مطلقا اختیارا).

أی:سواء کان طیب الرائحة أم لا،بدلیل قوله:(و بما فیه طیب)لکن سوق العبارة یقتضی أنّ ذلک فی حال الإحرام،لأن الکلام فی تروکه.

لکن العطف ب(أن)الوصلیة فی قوله:(و إن کان قبل الإحرام)یقتضی خلاف ذلک،إذ المعطوف ب(أن)الوصلیة لا بد من اندراجه فی الجملة التی قبلها.

قوله: (و یجوز أکل ما لیس بطیب).

الظاهر قراءته بتشدید الیاء.

قوله: (إخراج الدم اختیارا علی رأی).

هذا هو الأصح،و تندرج فیه الحجامة و الفصد و نحوهما.

قوله: (و إن کان بحک الجلد).

استثنی فی روایة عمار حک الأجرب جلده المفضی إلی خروج الدم، ففیها:إنه لا یحرم (2).

قوله: (إزالة الشعر و إن قل).

سواء کان بحک أو إمرار ید،لا إن کان نابتا فی العین،و لا إن قطع من

ص:182


1- 1)الکافی 4:356 حدیث 1،الفقیه 2:221 حدیث 1031،التهذیب 5:302 حدیث 1029.
2- 2) الکافی 4:367 حدیث 12.

الحجامة المفتقرة إلیه.

ی:قطع الشجر أو الحشیش

ی:قطع الشجر أو الحشیش،إلاّ أن ینبت فی ملکه،و إلاّ شجر الفواکه و الإذخر و النخل و عودتی المحالة.

یا:الفسوق

یا:الفسوق،و هو الکذب.

یب:الجدال

یب:الجدال،و هو قول:لا و اللّه و بلی و اللّه،و الأقرب اختصاص المنع بهذه الصیغة، البدن نحو عضو و کان علیه شعر،کما صرح به فی المنتهی (1)و شیخنا فی الدروس (2).

قوله: (الشجر و الحشیش).

المحرم قطع الأخضرین دون الیابسین،کما صرح به المصنف (3)و غیره (4)، و کذا الغصن المنکسر الذی هو فی حکم المبان.و لا یجوز قلع أصول الیابس، لأنه مما یرجی أن ینبت.

قوله: (و عودی المحالة).

هما العودان اللذان تجعل علیهما المحالة لیستقی بها،و المحالة بکسر الأول:البکرة العظیمة.

قوله: (و الأقرب اختصاص المنع بهذه الصیغة).

فی حدیثین:أحدهما معتبر الاسناد:أنّ مطلق الیمین جدال (5)،و لا ینافیهما ما روی صحیحا،من أنّ الجدال إنما هو:لا و اللّه،و بلی و اللّه (6)،لأنّ الحصر الواقع فی هذا الحدیث إضافی،لأنّ فی أوله:«إنّ لعمری»لا تعد جدالا،مع أن

ص:183


1- 1)المنتهی 2:793. [1]
2- 2) الدروس:109.
3- 3) التذکرة 1:340-341.
4- 4) منهم:الشهید فی الدروس:111.
5- 5) الکافی 4:338 حدیث 4،5، [2]الفقیه 2:214 حدیث 973.
6- 6) الکافی 4:338 حدیث 3، [3]التهذیب 5:336 حدیث 1157.

و فی دفع الدعوی الکاذبة إشکال.

یج:قتل هوام الجسد

یج:قتل هوام الجسدکالقمل و غیره،و یجوز النقل لا الإلقاء، إلاّ القراد و الحلم.

ید:لبس المخیط للرجال

ید:لبس المخیط للرجال،إلاّ السراویل لفاقد الإزار،و إلاّ دلالتها أصرح من دلالة الحصر،و أرجحیتهما من جهة التعدد ظاهرة.

فالأصح عدم الاختصاص بالصیغة المذکورة،و تعدیة الحکم إلی کل ما یعد یمینا شرعا.

قوله: (و فی دفع الدعوی الکاذبة إشکال).

علی ما اختاره المصنف،من أنّ الحکم مختص بلا و اللّه(و بلی و اللّه) (1)، لا وجه لهذا الاشکال،و الأصح الجواز،للضرورة.

قوله: (قتل هو أم الجسد).

هی جمع هامة کالقمل و البراغیث و القراد،فلا یجوز قتل شیء منها علی حال،و لو بنحو الزئبق.

قوله: (و یجوز النقل،لا الإلقاء).

أی:النقل من مکان إلی مکان آخر من الجسد،لورود النص (2)،و لدفع شدة الضرورة،و لا یجوز الإلقاء.

قوله: (الا القراد و الحلم).

القراد مضموم الأول معروف،و الحلم محرکة:کباره و صغاره،فقد نص علیه فی القاموس (3)،فیجوز إلقاؤها عن نفسه و بعیره لا قتلها.

قوله: (و إلا الطیلسان).

ص:184


1- 1)لم ترد فی«ن».
2- 2) الفقیه 2:230 حدیث 1091،التهذیب 5:336 حدیث 1161.
3- 3) القاموس(قزد)1:339،(حلم)4:99.

الطیلسان المزرر و لا یزره.

یه:لبس الخفین

یه:لبس الخفین،و ما یستر ظهر القدم اختیارا،و لا یشقهما لو اضطر علی رأی.

یو:لبس الخاتم

یو:لبس الخاتم للزینة لا للسنة،و لبس الحلی للمرأة غیر المعتاد أو للزینة،و یجوز المعتاد،و یحرم إظهاره للزوج.

یر:الحناء

یر:الحناء للزینة علی رأی. هو ثوب منسوج یحیط بالبدن،و معنی قوله:(المزرر):الذی له أزرار، شأنه أن یزر.و منه یستفاد بالإیماء عدم جواز عقد ثوب الإحرام الذی یکون علی المنکبین و نحو ذلک،و کذا یحرم ما یشبه المخیط من الثیاب المنسوجة.

قوله: (و لا یشقهما لو اضطر علی رأی).

یجب الشق،لورود الأمر به (1)،و لوجوب کشف ظهر القدم بحسب الإمکان.

قوله: (لبس الخاتم للزینة).

أی:فلا یحرم لبسه للسنة،فیکون المرجع إلی قصده.

قوله: (غیر المعتاد أو للزینة).

أی:یحرم غیر المعتاد مطلقا،و کذا یحرم ما کان للزینة.

قوله: (و یحرم إظهاره للزوج).

ظاهر العبارة عدم تحریم إظهاره لغیر الزوج من المحارم،و تعلیله فی التذکرة بحدوث الشهوة إلی إیقاع المنهی عنه قد یشعر بذلک (2)،إلا أنّ فی الروایة:«من غیر أن تظهره للرجال فی مرکبها و مسیرها» (3)و هو عام.

قوله: (الحناء للزینة علی رأی).

الأصح التحریم،و لا یحرم للسنة،و حکم ما قبل الإحرام إذا قارنه حکمه،

ص:185


1- 1)الکافی 4:346 حدیث 1،الفقیه 2:218 حدیث 997.
2- 2) التذکرة 1:336. [1]
3- 3) الکافی 4:345 حدیث 4، [2]التهذیب 5:75 حدیث 248،الاستبصار 2:310 حدیث 1104.
یح:تغطیة الرأس للرجل

یح:تغطیة الرأس للرجل و لو بالارتماس،فان غطاه وجب الإلقاء،و استحب تجدید التلبیة،و یجوز للمرأة و علیها أن تسفر عن وجهها، و یجوز لها سدل القناع من رأسها إلی طرف أنفها إذا لم یصب وجهها.

یط:التظلیل

یط:التظلیل للرجل سائرا اختیارا،و یختص المریض و المرأة به لو زاملهما،و یجوز المشی تحت نص علیه فی الدروس (1).

قوله: (و علیها أن تسفر عن وجهها).

بالنسبة إلی الإحرام،لا بالنسبة إلی نظر الأجانب،فستر الرأس واجب قطعا لأنه عورة،بخلاف الوجه فإنه مختلف فیه.

و یتخیر الخنثی بین الأمرین،و لا تجب علیها الکفارة إلا إذا جمعت بین تغطیة الرأس و الوجه معا (2).

قوله: (التظلیل للرجل سائرا).

إذا جعل ما یتظلل به فوق رأسه حرم قطعا،و إلا ففی التحریم نظر،و نقل المصنف فی المنتهی (3)و الشیخ فی الخلاف الإجماع علی الجواز (4)،و تردد فی الدروس (5).و ظاهر إطلاق الأخبار التحریم (6)،و هو أحوط،و إن کان نقل الشیخ و المصنف الإجماع علی الجواز لا سبیل إلی رده.

قوله: (و یجوز المشی تحت الظلال).

ص:186


1- 1)الدروس:110.
2- 2) فی«ن»:و حیث ان المرأة یحرم علیها ستر وجهها فی الإحرام،فلا بد من کشف شیء من الرأس من باب المقدمة،لکن حال الصلاة یجب علیها ستر جزء من الوجه،لأن الرأس عورة و لا یتم ستره الا بستر جزء من الوجه فقد تعارضا،فما الذی یقدم؟لا یبعد تقدیم حکم الصلاة لأن وجوبه أسبق،و لا تقبل النیابة.
3- 3) المنتهی 2:792.
4- 4) الخلاف 1:257 مسألة 119 کتاب الحج.
5- 5) الدروس:107.
6- 6) الفقیه 2:225 حدیث 1059،التهذیب 5:311،312 حدیث 1067-1070،الاستبصار 2:185 باب المریض یظل علی وجهه.

الظلال،و التظلیل جالسا.

ک:لبس السلاح

ک:لبس السلاح اختیار علی رأی،و یجوز لبس المنطقة و شد الهمیان علی الوسط.

الفصل الثانی:فی الطواف

اشارة

الفصل الثانی:فی الطواف.

قد بینا أن المتمتع یقدم عمرته،فإذا أحرم من المیقات دخل مکة لطواف العمرة واجبا،أما القارن،و المفرد فیقدمان الوقوف علیه.

و فی الطواف مطالب:

الأول:فی واجباته
اشارة

الأول:فی واجباته،و هی أحد عشر:

إطلاق الأخبار یقتضی التحریم مطلقا،إلا مع الضرورة مثل:«أضح لمن أحرمت له» (1)أی:ابرز للشمس،و مثل:«لا یظلل» (2)و غیرهما (3)،إلا أنّ المصنف نقل الإجماع علی جواز التظلل بالمحمل و نحوه إذا لم یکن فوق رأسه (4).

و نقل المصنف (5)و الشیخ الإجماع علی جواز نصب ثوب و التظلل به إذا لم یصر فوق الرأس (6)،و تردد فی الحکم فی الدروس (7)،و التحریم أحوط.

قوله: (لبس السلاح اختیارا علی رأی).

هذا هو الأصح،لمفهوم الأخبار الدالة علی تقیید الجواز بحال الضرورة (8).

قوله: (قد بینا.).

یرید بهذا:بیان وجه ذکر الطواف بعد الإحرام.

ص:187


1- 1)الکافی 4:350 حدیث 2. [1]
2- 2) الکافی 4:351 حدیث 6، [2]التهذیب 5:309 حدیث 1060.
3- 3) الفقیه 2:225 حدیث 1095،التهذیب 5:313 حدیث 1075.
4- 4) المنتهی 2:792. [3]
5- 5) المنتهی 2:792. [4]
6- 6) الخلاف 1:275 مسألة 119 کتاب الحج.
7- 7) الدروس:107.
8- 8) الکافی 4:347 حدیث 4،الفقیه 2:218 حدیث 1004،التهذیب 5:387 حدیث 1351، 1352.
أ:طهارة الحدث و الخبث عن الثوب و البدن

أ:طهارة الحدث و الخبث عن الثوب و البدن،و ستر العورة.و إنما یشترط طهارة الحدث فی الواجب،و یستحب فی الندب.

و لو ذکر فی الواجب عدم الطهارة استأنف معها،و یعید الصلاة واجبا مع وجوبه،و ندبا مع ندبه.

و لو طاف الواجب مع العلم بنجاسة الثوب أو البدن أعاد،و لو علم فی الأثناء أزاله و تمم، قوله: (طهارة الحدث و الخبث عن الثوب و البدن).

هما شرط فی الواجب قطعا،و یعفی فی النجاسة عما عفی عنه فی الصلاة علی الأصح،لأنه کالصلاة إلا فی الکلام،و لا یشترط الطهارة من الحدث فی المندوب علی الأصح،للروایة (1).

قوله: (و ستر العورة).

أی:التی یجب سترها فی الصلاة و به روایة (2)،و یظهر من المصنف فی المختلف التوقف فی وجوبه (3).

قوله: (و لو ذکر فی الواجب عدم الطهارة استأنف معها).

و لو کان بتذکر یقین الحدث مع الشک فی الطهارة.

قوله: (و یعید الصلاة واجبا مع وجوبه).

کأنّ قوله:(مع وجوبه)مستدرک،لأنّ تقیید الحکم السابق بکون الطواف واجبا یغنی عنه.

قوله: (و لو علم فی الأثناء أزاله و أتم).

أی:أزال الثوب النجس،و قد کان المناسب أن یقول:أزالها،فإن المعروف إزالة النجاسة.و یجب أن یقیّد بما إذا لم یحتج إلی فعل یستدعی قطع

ص:188


1- 1)الکافی 4:420 حدیث 3، [1]الفقیه 2:250 حدیث 1202-1204،التهذیب 5:116 حدیث 380.
2- 2) تفسیر القمی 1:282.
3- 3) المختلف:291.

و لو لم یعلم الاّ بعده أجزأ.

ب:الختان

ب:الختان،و هو شرط فی الرجل المتمکن خاصة.

ج:النیة

ج:النیة،و هی أن یقصد إلی إیقاع طواف عمرة التمتع أو غیرها، لوجوبه أو ندبه،قربة الی اللّه تعالی عند الشروع،فلو أخل بها أو بشیء منها بطل.

الطواف،و لم یکمل أربعة أشواط،و إلاّ لم یجز التتمیم،بل یجب الاستئناف.

قوله: (و لو لم یعلم إلا بعده أجزأ).

قیل علیه:تجب إعادة الجاهل بالنجاسة فی الصلاة فی الوقت،فتجب الإعادة هنا.

قلنا:هناک وقت محدود شرعا،و هنا وقت الطواف زمان فعله،فإذا فرغ منه لم یبق وقت.

نعم،لو وجب القضاء فی الصلاة-کما فی ناسی النجاسة-اتجهت الإعادة هنا مع احتمال العدم،لانتفاء الأداء و القضاء معا المقتضی لانتفاء وقتیهما.

قوله: (الختان،و هو شرط فی الرجل المتمکن خاصة).

أی:دون المرأة،للروایة (1)،لکن یرد علیه الخنثی و الصبی،فإنّ النص یتناولهما،و لا بعد فیه بالنسبة إلی الصبی،فإن الختان شرط الطواف کالطهارة، فیعتبر فیه کما تعتبر الطهارة.

قوله: (النیة.).

و یجب أن یقصد ما یطوف له من حج الإسلام أو غیره،و عمرة الإسلام أو غیرها،لأنّ«لکل امرئ ما نوی» (2).

ص:189


1- 1)الکافی 4:281 حدیث 1،2،الفقیه 2:250 حدیث 1205،1206،التهذیب 5:125،469 حدیث 412،1646.
2- 2) أمالی الطوسی 2:231،صحیح مسلم 3:1515 حدیث 155،سنن ابن ماجة 2:1413 حدیث 4227.
د:البدأة بالحجر الأسود

د:البدأة بالحجر الأسود،فلو بدأ بغیره لم یعتد بذلک الشوط،الی أن ینتهی إلی أول الحجر،فمنه یبتدئ الاحتساب إن جدد النیة عنده للإتمام قوله: (البدأة بالحجر الأسود.).

و یجب فیه أن یحاذی بأوّل مقادیم بدنه،-حال کون البیت علی یساره-، أوّل الحجر الذی إلی جهة الرکن الیمانی،مقارنا بالنیة أوّل حرکات الطواف بحیث تمر علیه کله،و لا یجب أن یستقبله بوجهه ثم ینحرف،بل یجزئه أن یجعله علی یساره ابتداء،و إن کان الأفضل استقباله أولا،و قد نبه علی ذلک فی المختلف (1)، و الدروس (2).

قوله: (فمنه یبتدئ الاحتساب إن جدد النیة عنده للإتمام).

قال الشارح:إنّ قوله:(للإتمام)تعلیل للصحة حینئذ،و التقدیر:و یصح ذلک لکونه طوافا تاما مستجمعا ما یعتبر فیه (3).و فیه بعد،لأنّ المتبادر من العبارة تجدید النیة للإتمام.

و حکی،أن علی النسخة التی بخط المصنف قیدا بغیر خطه،حاصله:أنّ المقصود بالإتمام إکمال الشوط الناقص،بحیث لا یجعل المبتدأ منتهی،و یبتدئ الطواف منه،ثم یأتی إلی الحجر (4).

و لا محصل لهذا،لأنه إن جعل ذلک تعلیلا للصحة کان تقدیر الکلام:

و یصح لإتمام الشوط الناقص،بحیث لا یجعل المبتدأ منتهی إلی آخره،کان فساده ظاهرا،فإنه لا رابطة بین الصحة و إتمام الشوط الناقص أصلا،مع عدم انتظام قوله:«بحیث لا یجعل»الی آخره،معه.

ص:190


1- 1)المختلف:292.
2- 2) الدروس:114.
3- 3) إیضاح الفوائد 1:298.
4- 4) إیضاح الفوائد 1:298.

مع احتمال البطلان،و لو حاذی آخر الحجر ببعض بدنه فی ابتداء الطواف لم یصح. و إن جعل متعلق اللام فیه جدد بحیث یکون تتمة للکلام فأظهر فی الفساد،إذ لا معنی لتجدید النیة الذی هو شرط لابتداء الاحتساب من الحجر، لإتمام الشوط الناقص الی آخره أصلا.

و حکی ولد المصنف أنه کان قد اشتهر بین تلامذة المصنف أن المراد:أن ینوی عند الحجر الإتمام،أی:یأتی بستة أشواط إتمام الشوط الأول،ثم یأتی بنیة أخری عند تمام الستة بشوط سابع،و یبطل ذلک الناقص،فکأنه قد نوی الطواف بنیتین،فاللام تتعلق-أی:إن جدد النیة لإتمام الطواف-بستة أشواط أخر الی آخره.

و هذا أغرب،لأنه مع وقوع العبادة بنیتین یقتضی أن لا یجزئ غیره،کما هو مقتضی قوله:(إن جدد النیة.)،بل یقتضی انّ ابتداء الاحتساب إنما یتحقق إذا جدد النیة عند الحجر للإتمام علی الوجه المذکور،و هو أشد غرابة.

و الحق أن العبارة لا تخلو من شیء،و مع کمال التعسف،و حملها علی ما اختاره الشارح تسلم من الفساد فی المعنی.

قوله: (مع احتمال البطلان).

وجه هذا الاحتمال أنّ الطواف حینئذ مشتمل علی الزیادة بحسب الصورة،حیث لم یفصل بین الزیادة و الطواف بسکون،و ضعفه أظهر من أن یحتاج إلی بیان.

قوله: (و لو حاذی آخر الحجر ببعض بدنه فی ابتداء الطواف لم یصح).

المراد بآخر الحجر:الطرف الآخر الذی(یلی الطرف الذی) (1)یبتدئ منه الطائف،و التقیید بآخر الحجر غیر محتاج إلیه،فإنّ محاذاته بشیء من بدنه غیر

ص:191


1- 1)لم ترد فی«س».
ه:الختم بالحجر

ه:الختم بالحجر،فلو أبقی من الشوط شیئا و إن قل لم یصح،بل یجب أن ینتهی من حیث ابتدأ.

و:جعل البیت علی یساره

و:جعل البیت علی یساره،فلو جعله علی یمینه أو استقبله بوجهه لم یصح.

ز:خروجه بجمیع بدنه عن البیت

ز:خروجه بجمیع بدنه عن البیت،فلو مشی علی شاذروان الکعبة لم یصح،و لو کان یمس الجدار بیده فی موازاة الشاذروان صح. الطرف الأول لا یعتد به.

قوله: (الختم بالحجر).

یراد:الختم بموضع ابتدائه کما یدل علیه آخر کلامه.

قوله: (أو استقبله بوجهه لم یصح).

و کذا لو جعل ظهره إلیه.

قوله: (فلو مشی علی شاذروان الکعبة.).

المراد به:أساسها الذی بقی بعد تعمیرها أخیرا.

قوله: (و لو کان یمس الجدار بیده فی موازاة الشاذروان صح).

إن کان متعلق(فی)هو(یمس)،کان المعنی:إنّ المس إذا وقع فی موازاة الشاذروان(صح) (1)،أی:مقابله یصح.

و یشکل،بأنه غیر خارج عن البیت بجمیع بدنه حینئذ،و الأصح عدم الصحة علی هذا التقدیر (2).

و إن کان متعلقة محذوفا علی أنه حال من الجدار کان المعنی:أنه لو مس الجدار الکائن فی موازاة الشاذروان صح،و هو ظاهر لخروجه حینئذ بجمیعه عن البیت.

ص:192


1- 1)لم ترد فی«ن»و«ه».
2- 2) لم ترد فی«س».
ح:إدخال الحجر فی الطواف

ح:إدخال الحجر فی الطواف،فلو مشی علی حائطه،أو طاف بینه و بین البیت لم یصح.

ط:الطواف بین البیت و المقام

ط:الطواف بین البیت و المقام،فلو أدخل المقام فیه لم یصح.

ی:رعایة العدد

ی:رعایة العدد،فلو نقص عن سبعة و لو شوطا،أو بعضه و لو خطوة لم یصح.و لو زاد علی طواف الفریضة عمدا بطل،و لو کان سهوا قطع إن ذکر قبل بلوغه الرکن،و لو کان بعده استحب إکمال أسبوعین، و صلی للفریضة أولا،و للنافلة بعد السعی.

و یکره الزیادة عمدا فی النافلة،فإن فعل استحب الانصراف علی الوتر.

و الأول هو السابق إلی الفهم من العبارة،و إن کان ارتکاب المس فی موازاة الشاذروان لا یخلو من تجوز.

قوله: (الطواف بین البیت و المقام.).

و کذا یجب مراعاة النسبة من کل جانب،کما دلت علیه الأخبار (1)، حتی من جانب الحجر،لما علم أنه من البیت.

قوله: (قطع إن ذکر قبل بلوغه الرکن).

المراد به:العراقی،و فی روایة أبی کهمش،عن الصادق علیه السلام:«إن ذکر قبل أن یأتی الرکن فلیقطعه» (2).و فسره بعض الأصحاب بالشامی.

قوله: (استحب إکمال أسبوعین).

فیمکن أن یقال:ینوی للثانی من الآن،و لا بعد فی أن یؤثر فیما مضی،أو یکتفی بنیة الأول،و هو بعید.

ص:193


1- 1)الکافی 4:413 حدیث 1،التهذیب 5:108 حدیث 351.
2- 2) الکافی 4:418 حدیث 10، [1]التهذیب 5:113 حدیث 367،الاستبصار 2:219 حدیث 753.

و لو نقص من طوافه ناسیا أتمه إن کان فی الحال،و إن انصرف فان کان قد تجاوز النصف رجع فأتم،و لو عاد إلی أهله استناب.و لو کان دون النصف استأنف.و کذا لو قطع طوافه لدخول البیت،أو للسعی فی حاجة،أو مرض فی أثنائه،فإن استمر مرضه و تعذر الطواف به طیف عنه و کذا لو أحدث فی طواف الفریضة یتم مع تجاوز النصف بعد الطهارة،و إلاّ استأنف.

و لو شرع فی السعی،فذکر نقصان الطواف رجع إلیه فأتمه مع تجاوز النصف،ثم أتم السعی.و لو لم یتجاوز استأنف الطواف،ثم استأنف قوله: (فان کان قد تجاوز النصف رجع فأتم،و لو عاد إلی أهله استناب).

لا یبعد جواز الاستنابة هنا اختیارا،و به صرح فی الدروس فی حکم طواف النساء (1).

قوله: (و کذا لو قطع طوافه لدخول البیت،أو للسعی فی حاجة.).

أی:إن أکمل أربعة بنی و إلا استأنف،و کذا لو قطعه لصلاة فریضة دخل وقتها،و کذا النافلة إذا تضیق وقتها،و قیل:یبنی علی شوط (2)،و هو ضعیف.و إنما یجوز القطع لواحد من الأسباب المذکورة،لا بدونها (3)،و یجب أن یحفظ موضع القطع لیکمل منه(إذا عاد،فلو شک احتمل الأخذ بالأقل،و یحتمل البطلان) (4).

قوله: (و لو لم یتجاوز استأنف الطواف ثم استأنف السعی).

ص:194


1- 1)الدروس:116.
2- 2) قاله الشیخ فی التهذیب 5:121.
3- 3) هکذا فی نسخة«س»و فی«ن»و«ه»(فیحرم لا بدونها).و هی کما تری.
4- 4) لم ترد فی«ن».

السعی. و لو شک فی العدد بعد الانصراف لم یلتفت،و کذا فی الأثناء إن کان فی الزیادة و یقطع،و إن کان فی النقصان أعاد،کمن شک بین الستة و السبعة،و فی النافلة یبنی علی الأقل.

و یجوز الإخلاد إلی الغیر فی العدد،فان شکا معا فالحکم ما سبق. فرع:لو سعی قبل الطواف أعادهما و إن کان ناسیا،و هو فی صحیحة منصور بن حازم عن الصادق علیه السلام (1).

قوله: (و کذا فی الأثناء إن کان فی الزیادة و یقطع).

هذا إذا بلغ رکن الحجر و إلا بطل،للتردد بین الزیادة و النقصان،فان کان بلغه قطع وجوبا،حذرا من حصول الزیادة (2).

قوله: (و یجوز الإخلاد إلی الغیر فی العدد).

للروایة (3)،و یشترط فیه البلوغ،لا الذکورة و لا الحریة.و هل تشترط العدالة؟وجهان،و ظاهر الأخبار العدم،لأنه علیه السلام لما سئل عن ذلک لم یستفصل عنها (4)،و إن کان اعتبارها أحوط.

قوله: (فان شکّا معا فالحکم ما سبق).

أی:ینظر فإما أن یکون فی الزیادة أو النقیصة،و علی الزیادة فاما أن

ص:195


1- 1)الکافی 4:421 حدیث 2،التهذیب 5:129 حدیث 426،427.
2- 2) فی هامش النسخة«ه»:أی و کذا الحکم لو شک فی أثناء الفعل،أی قبل الفراغ منه إن کان الشک فی محض الزیادة،بأن یتحقق السبعة و یشک فی الزائد،و لا یتصور هذا الفرض إلا إذا کان عند الحجر،و إلاّ کان الشک فی الزیادة و النقیصة أو کانت الزیادة مقطوعا بها،فان کان الفرض الأول قطع وجوبا،و ان کان الفرض الثانی بطل،و إن کان الثالث قطع وجوبا و الابطل،الا أن یکون فی الشوط الثانی من الزیادة.بخطه رحمه اللّه،و جاء فی النسخة«ن»مدرجة فی المتن.و أضاف الناسخ فی الهامش ما لفظه:متن الزیادة من قوله:ای و کذا الی آخر الحاشیة کتب فی الحاشیة بخطه،منه.
3- 3) الکافی 4:427،حدیث 2،الفقیه 2:254،255 حدیث 1233،1234،التهذیب 5:134 حدیث 440.
4- 4) المصدر السابق.
یا:الرکعتان

یا:الرکعتان،و تجبان فی الواجب بعده فی مقام إبراهیم علیه السلام حیث هو الان،و لا تجوز فی غیره،فان زوحم صلی وراءه أو فی أحد جانبیه،و لو نسیهما وجب الرجوع،فان شق قضاهما موضع الذکر، و لو مات قضاهما الولی.

یکون قد بلغ رکن الحجر أولا(الی آخره) (1).

قوله: (حیث هو الآن).

نبه:ب(الآن)علی انتقال المقام،و قد نقل أنه کان فی عهد النبی صلی اللّه علیه و آله عند الباب (2).

قوله: (و لا یجوز فی غیره).

قال فی الدروس:إنّ معظم الأخبار،و کلام الأصحاب لیس فیهما الصلاة فی المقام،بل عنده أو خلفه (3).

و تعبیر بعض الفقهاء بالصلاة فی المقام مجاز (4)،تسمیة لما حول المقام باسمه،لأنّ المراد بالمقام حقیقة:هو الصخرة التی علیها أثر قدم إبراهیم علیه السلام،و لا یصلی علیها و لا قدامها،و هذا حق.

لکن المراد بالمقام:هو البناء المعد للصلاة،الذی هو وراء الموضع،الذی فیه هذه الصخرة بلا فصل،و مع الزحام یصلی خلف هذا الموضع أو الی جانبیه.

و وقتهما عند الفراغ من الطواف،لقول الصادق علیه السلام:«لا تؤخرها ساعة،إذا طفت فصل» (5).

قوله: (و لو نسیهما وجب الرجوع).

أی:إلی المقام،قال فی الدروس:فان تعذر فحیث شاء من الحرم،

ص:196


1- 1)لم ترد فی«ن».
2- 2) الکافی 4:223 حدیث 2.
3- 3) الدروس:113.
4- 4) عبر عن ذلک ابن حمزة فی الوسیلة:190،و الشیخ فی المبسوط 1:360،و النهایة:242،و سلار فی المراسم:110.
5- 5) الکافی 4:423 حدیث 1،التهذیب 5:286 حدیث 973.
المطلب الثانی:فی سننه

المطلب الثانی:فی سننه،یستحب الغسل لدخول مکة،و لو تعذر فبعده.و الأفضل من بئر میمون بن الحضرمی بأبطح مکة،أو فخ و هی علی رأس فرسخ من مکة للقادم من المدینة،و الاّ فمن منزله،و مضغ الإذخر،و دخول مکة من أعلاها حافیا،بسکینة و وقار،و الغسل لدخول المسجد الحرام،و دخوله من باب بنی شیبة فإن تعذر فحیث أمکن من البقاع (1).فان کان مراده وجوب الرجوع إلی الحرم إذا تعذر المقام-و هو الظاهر-توقف علی النص الدال علی ذلک.

و قال أیضا:إنّ الجاهل کالناسی (2).و هو محتمل،و یمکن إلحاقه بالعامد إن (3)لم یجوّز له فعلهما فی غیر المقام،لأنه مقصر بجهله.

قوله: (من بئر میمون الحضرمی).

هو بالحاء المهملة.

قوله: (و إلا فمن منزله).

فی العبارة مناقشة،لأنّ هذا الحکم لا یستقیم علی إطلاقه،إذ لیس کل من لا یکون قادما من المدینة یستحب له الغسل من منزله لدخول مکة.

قوله: (و دخول مکة من أعلاها).

أی:لکل قادم،سواء قدم علی طریق المدینة أم لا،تأسیا بالنبی صلی اللّه علیه و آله (4)و قیل:إنّ هذا مختص بالقادم من المدینة (5).

قوله: (و دخوله من باب بنی شیبة).

قیل:لأنّ هبل الصنم مدفون تحت عتبة باب بنی شیبة،فسن الدخول منه

ص:197


1- 1)الدروس:113.
2- 2) المصدر السابق.
3- 3) فی«ن»:أی.
4- 4) الکافی 4:248 حدیث 4،التهذیب 5:457 حدیث 1588.
5- 5) ذهب الیه سلار فی المراسم:109،و ابن إدریس فی السرائر:134.

بعد الوقوف عندها،و الدعاء بالمأثور،و الوقوف عند الحجر،و الدعاء رافعا یدیه به،و استلامه ببدنه أجمع،و تقبیله فان تعذر فببعضه،فان تعذر فبیده،و یستلم المقطوع بموضع القطع،و فاقد الید یشیر،و الدعاء فی أثنائه، و الذکر،و المشی،و الاقتصاد فیه بالسکینة لیطؤوه بأرجلهم (1).

قلت:سمعنا أنّ هذا الباب یدعی الآن بباب السلام،و ینبغی أن یعلم أنّ هذا الباب الآن غیر معلوم،لأنّ المسجد قد ثبت أنه زید فیه.

نعم یراعی الدخول من الباب الذی یسامته الآن،فعلی ما سمعناه یدخل من باب السلام المعروف الآن بذلک.

قوله: (بعد الوقوف عندها).

فی حواشی الشهید:لم یسمع تأنیث الباب فی اللغة،و الصواب تذکیره.

قوله: (و استلامه ببدنه أجمع).

المراد:معظمه مجازا،و الاستلام بغیر همز معناه:المس،افتعال من السلام بالکسر:و هو الحجارة،أو من السلام بالفتح،(أعنی) (2)التحیة،أی:یحیی نفسه عند الحجر،کما فی قولهم:اختدم (3)،أی خدم نفسه إذا لم یکن له خادم.

و قیل:إنه بالکسر بهمز من اللاّمة:و هی الدرع،فیکون معناه:اتخذه جنة و سلاحا.

قوله: (و المشی و الاقتصاد فیه).

أی:فی المشی بحیث یتوسط فیه.

و قوله:(بالسکینة).

أی:یکون ساکن الأعضاء.

ص:198


1- 1)ورد هذا التفسیر روایة عن الامام الصادق(علیه السلام)،انظر:الفقیه 2:154 حدیث 668. [1]
2- 2) لم ترد فی«س».
3- 3) فی«ن»:اختدم نفسه.

علی رأی،و یرمل ثلاثا،و یمشی أربعا فی طواف القدوم علی رأی. و التزام المستجار فی السابع،و بسط الید علی حائطه،و الصادق و قوله:(علی رأی).

یتعلق بالمشی،أی:یستحب المشی فی جمیع الطواف،و یستحب مع ذلک الاقتصاد و السکینة.

قوله: (و یرمل ثلاثا،و یمشی أربعا فی طواف القدوم علی رأی).

الرمل(محرکا) (1):هو الإسراع فی المشی مع تقارب الخطی،دون الوثوب و العدو،و یسمی الخبب.

و المراد بطواف القدوم:أول طواف یأتی به القادم إلی مکة،(واجبا کان أو مندوبا) (2)و سواء کان عقیبه سعی،کطواف العمرة بالمتمتع بها و طواف الحج المقدم،أم لا کطواف الحاج مفردا إذا قدم ندبا.

فلا رمل فی طواف النساء و الوداع إجماعا،و لا فی طواف الحج تمتعا،و لا فیه إفرادا إذا کان المفرد قد دخل مکة أولا.

و إنما یستحب-علی القول به-للرجل الصحیح،دون المرأة و الخنثی و المریض بشرط أن لا یؤذی غیره،و لا یتأذی هو،و لو کان راکبا حرک دابته، و لا فرق بین الرکنین الیمانیین و غیرهما عندنا.

و الأصح فی المذهب و المشهور بین الأصحاب عدم الاستحباب،لقوله علیه السلام:«مشی بین المشیین» (3).

قوله: (و التزام المستجار فی السابع.).

و یستحب الإقرار بالذنوب،فإنه لیس عبد مؤمن یقر لربه بذنوبه فی هذا المکان،إلا غفر له (4).

ص:199


1- 1)لم ترد فی«س».
2- 2) لم ترد فی«ن».
3- 3) الکافی 4:413 حدیث 1، [1]التهذیب 5:109 حدیث 352.
4- 4) انظر:الکافی 4:411 حدیث 5، [2]التهذیب 5:104،107 حدیث 339،349.

البطن به،و الخد و الدعاء،فان تجاوزه رجع. و التزام الأرکان خصوصا العراقی و الیمانی،و طواف ثلاثمائة و ستین طوافا،فان عجز جعل العدة أشواطا،فالأخیر عشرة،و التدانی من البیت،و یکره الکلام بغیر الدعاء و القرآن.

قوله: (فان تجاوزه رجع.).

قال فی الشرائع:لم یرجع (1)،فالمسألة ذات قولین،یمکن حملها علی اختیار کل قولا،و یمکن حمل کلامه هنا علی النسیان،و کلام صاحب الشرائع علی العمد،أو یحمل کلام المصنف علی من تجاوز و لم یبلغ الرکن الیمانی،و کلام الشرائع علی بلوغه،کما دلت علیه صحیحة علی بن یقطین عن أبی الحسن علیه السلام (2)و کیف کان فالعمل علی الروایة.

قوله: (و الیمانی).

بتخفیف الیاء،لأنّ الألف عوض من یاء النسبة علی اللغة المشهورة.

قوله: (فان عجز جعل العدة أشواطا و الأخیر عشرة).

هذا هو المشهور وقوفا مع ظاهر النقل،و زاد ابن زهرة أربعة،لیصیر الأخیر طوافا کاملا (3).

قال شیخنا الشهید:و استقر به العلماء (4)،و فی جامع البزنطی إشارة الیه، لأنه ذکر فی سیاق أحادیثه عن الصادق علیه السلام أنّه اثنان و خمسون طوافا (5).

ص:200


1- 1)الشرائع 1:269. [1]
2- 2) التهذیب 5:108 حدیث 350.
3- 3) الغنیة(الجوامع الفقیه):515.
4- 4) نسبه الفاضل الهندی فی کشف اللثام 1:343 الی الشهید فی حاشیته علی القواعد.
5- 5) لم نجده فی مستطرفات السرائر فیما استطرفه من کتاب جامع البزنطی،لکن روی الشیخ فی التهذیب 5:471 حدیث 1655 عن أبی نصر عن علی عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه(علیه السلام)قال:«یستحب أن یطاف بالبیت عدد أیام السنة کل أسبوع لسبعة أیام فذلک اثنان و خمسون أسبوعا».
المطلب الثالث:فی الأحکام

المطلب الثالث:فی الأحکام،من ترک الطواف عمدا بطل حجه،و ناسیا یقضیه و لو بعد المناسک، قوله: (من ترک الطواف عمدا بطل حجه).

مما یشکل تحقیق ما به یتحقق الترک،فإنه لو سعی قبل الطواف لم یعتد به،و لو قصر لزمته الکفارة إن کان معتمرا،و إن أحرم بنسک آخر بطل فعله.

و یمکن أن یحکم فی ذلک العرف،فإذا شرع فی نسک آخر عازما علی ترک الطواف،بحیث یصدق الترک عرفا حکم ببطلان الحج،أو یراد به خروجه من مکة بنیة عدم فعله،و لم أظفر فی هذا الباب بشیء.

و فی روایة علی بن أبی حمزة:إنّ من جهل أن یطوف حتی رجع الی أهله علیه إعادة الحج و بدنة (1).و لا دلالة فیها علی اعتبار الرجوع الی الأهل فی تحقق الترک،لأنّ ذلک وقع فی حکایة حال التارک.

و یمکن أن یقال:إن کان الطواف لعمرة التمتع،فیتحقق الترک إذا ترکه بعد ضیق الوقت،إلا عن باقی المناسک من الإحرام للحج و الوقوفین و غیرهما أقل الواجب،و إن کان للحج فبعد خروج ذی الحجة،و إن کان لعمرة الافراد فبعد الخروج من مکة،أو یحکم فی هذا الأخیر العرف،أو یقال فی هذا الأخیر:ما دام لا یتضیق علیه نسک آخر،لا یتحقق الترک،بل یقال:لا یکاد یتحقق معنی الترک المقتضی للبطلان فیها،لأنّ العمرة المفردة هی المحللة من الإحرام عند بطلان نسک آخر لا غیرها (2)،فلو بطلت لاحتیج فی التحلل من إحرامها إلی أفعال العمرة،و هو ظاهر البطلان.

قوله: (و ناسیا یقضیه.).

الجاهل کالعامد،و علیه بدنة لصحیحة علی بن جعفر عن أبی الحسن علیه السلام (3).

ص:201


1- 1)الفقیه 2:256 حدیث 1240،التهذیب 5:127 حدیث 419،الاستبصار 2:228 حدیث 786.
2- 2) فی«س»و«ه»:غیرها،و لا یمکن المساعدة علیه.
3- 3) قرب الاسناد:107.

و یستنیب لو تعذر العود. و لو نسی طواف الزیارة،و واقع بعد رجوعه إلی أهله فعلیه بدنة، و الرجوع لأجله.و قیل لا کفارة إلاّ علی من واقع بعد الذکر. و لو نسی طواف النساء قال فی الدروس:و فی وجوب هذه البدنة علی العالم نظر من الأولویة (1).

قوله: (و یستنیب لو تعذر العود).

قال فی الدروس:المراد به:المشقة الکثیرة،و یحتمل أن یراد بالقدرة:

الاستطاعة المعهودة فی الحج (2)،و لا بأس بما صار إلیه،نظرا إلی المتبادر إلی الفهم عرفا.

قوله: (و لو نسی طواف الزیارة و واقع)الی قوله:(و قیل:لا کفارة إلا علی من واقع بعد الذکر) (3).

هذا القول هو الأصح،لظاهر حسنة معاویة بن عمار (4)،و یشکل علی هذا القول ما سیأتی من روایتی عبد اللّه بن مسکان،و سعید بن یسار:أنّ من واقع و قد نقّص من سعیه شرطا ساهیا قبل أن یذکر،علیه دم بقرة (5).فإنّ الوجوب لنقص شوط من السعی-إذا واقع قبل التذکر مع اشتراط التذکر فی جمیعه-غیر واضح،و لعل الإیجاب مطلقا أظهر.و یجب الرجوع لأجله،فإن تعذر استناب.

و لو تکرر الوطء عمدا فینبغی تکرر الکفارة (6).

قوله: (و لو نسی طواف النساء استناب.).

ص:202


1- 1)الدروس:116.
2- 2) المصدر السابق.
3- 3) قاله ابن إدریس فی السرائر:135.
4- 4) الکافی 4:378 حدیث 3،التهذیب 5:321 حدیث 1104.
5- 5) التهذیب 5:153 حدیث 504،505.
6- 6) فی«ن»و«ه»وردت جملة(و یجب الرجوع.تکرر الکفارة)قبل جملة(و یشکل علی هذا. مطلقا أظهر).

استناب،فان مات قضاه ولیه واجبا. و یجب علی المتمتع ثلاث طوافات:طواف عمرة التمتع،و طواف الحج،و طواف النساء.

و علی القارن و المفرد أربعة:طواف الحج،و طواف النساء، و طواف العمرة المفردة،و طواف النساء فیها.

المستند حسنة معاویة بن عمار (1)،و لو واقع بعد الذکر وجب علیه ما یجب علی المجامع قبل طواف النساء عمدا.

و لو اتفق حضور من علیه طواف النساء،أو کان من نیته العود لم تجز الاستنابة،و لو ترک طواف النساء عمدا وجب الرجوع لأجله،صرح به فی الدروس (2)،و وجهه:أنّ الاستنابة إنما وردت فی الناسی،فیبقی العامد علی حکم الوجوب.و لو نسی طواف عمرة التمتع أو الافراد وجب العود له مع الإمکان.

و لو واقع،فان کان ناسیا فلا شیء علیه،و إن کان بعد الذکر أمکن انسحاب حکم طواف الزیارة هنا،و لو ترکه جاهلا فالظاهر بطلان النسک،لأنّ الجاهل عامد،إذ هو مخاطب بالتعلم.و هل تجب الکفارة کطواف الزیارة؟فیه احتمال،للمساواة (3).

فرع:

قال شیخنا الشهید فی حواشیه:لم یذکر الأکثر قضاء السعی لو قضی الطواف،و فی الخلاف یقضی السعی بعده،و نقل عن المخالف قولا،ثم قال:ما قلناه مجمع علیه (4).

قلت:و یشهد له ما تقدم التنبیه علیه من الروایة الدالة علی أنّ من سعی و لم یطف یطوف ثم یعید السعی (5).

ص:203


1- 1)الکافی 4:513 حدیث 5، [1]الفقیه 2:245 حدیث 1175،التهذیب 5:128،255 حدیث 422، 866،الاستبصار 2:228،233 حدیث 789،808.
2- 2) الدروس:116.
3- 3) لم ترد فی«س»
4- 4) الخلاف 1:277 مسألة 258 کتاب الحج.
5- 5) الکافی 4:421 حدیث 2، [2]التهذیب 5:129 حدیث 426،427.

و طواف النساء واجب فی الحج و العمرة المبتولة،دون عمرة التمتع،علی الرجال،و النساء،و الصبیان،و الخناثی،و الخصیان،و هو متأخر عن السعی للمتمتع و غیره،فان قدمه ساهیا أجزأ،و إلاّ فلا إلاّ مع الضرورة کالمرض و خوف الحیض.

و غیر طواف النساء متقدم علی السعی،فإن عکس أعاد سعیه. و یجب علی المتمتع تأخیر طواف الحج و سعیه عن الموقفین و مناسک منی یوم النحر.

و لا یجوز له تقدیمه إلاّ لعذر کالمرض،و خوف الحیض،و الزحام للشیخ العاجز.

و یکره للقارن و المفرد و لمن طاف تأخیر السعی ساعة،و لا یجوز قوله: (و العمرة المبتولة).

من البتل:و هو القطع،لأنها مقطوعة عن الحج،أی:منفردة بخلاف عمرة التمتع،فإنها داخلة فیه.

قوله: (فان عکس أعاد سعیه).

و إن کان ناسیا کما قدمناه.

قوله: (إلاّ لعذر کالمرض).

المانع من العود مثلا،و الحیض الذی یتوقع حصوله حین العود،و خوف فوت الرفقة،و نحو ذلک.

قوله: (و یکره للقارن و المفرد).

أی:یکره ذلک لهما،فیجوز التقدیم اختیارا علی الأصح.

قوله: (و لمن طاف تأخیر السعی ساعة،و لا یجوز إلی الغد).

ص:204

الی الغد مع القدرة.

و لا یجوز لبس البرطلة فی طواف العمرة،و لا فی طواف الحج مع تقدیمه،و لو نذر الطواف علی أربع فالأقوی بطلان النذر.

الفصل الثالث:فی السعی

اشارة

الفصل الثالث:فی السعی و فیه مطلبان:

الأول:فی أفعاله

الأول:فی أفعاله،و یجب فیه النیة المشتملة علی الفعل،و وجهه، و کونه سعی حج الإسلام أو غیره،و التقرب الی اللّه تعالی،و البدأة بالصفا بحیث یجعل کعبه ملاصقا له، الممنوع منه تأخیره إلی الغد،فیجوز إلی اللیل،و هو فی بعض الأخبار (1)، و لو أخره إلی الغد أتم و أجزأه.

قوله: (و لا یجوز لبس البرطلة).

بضم الباء و الطاء المهملة و إسکان الراء و تشدید اللام مع الفتح:هی قلنسوة طویلة،کانت تلبس قدیما،و روی:أنها من زی الیهود (2)،و أصح القولین تحریم لبسها،حیث یحرم ستر الرأس.

قوله: (و لو نذر الطواف علی أربع فالأقوی بطلان النذر).

هذا هو الأصح،إذ لم یتعبد بمثله،و الروایة بوجوب طوافین (3)لا عمل علیها.

قوله: (فیه النیة المشتملة علی الفعل،و وجهه،و کونه سعی حج الإسلام أو غیره.).

و تجب أیضا فیها الاستدامة و المقارنة لوقوفه علی الصفا،أی جزء منه،أو لإلصاق عقبه به إن لم یصعد علیه،و لأول حرکات السعی.

قوله: (بحیث یجعل کعبه ملاصقا له).

لو قال:عقبه لکان أولی،لأنّ الکعب فی لغة العرب غیر العقب،و هذا

ص:205


1- 1)الکافی 4:421 حدیث 3، [1]الفقیه 2:252،253 حدیث 1218،1219،التهذیب 5:128 حدیث 423،الاستبصار 2:229 حدیث 790.
2- 2) الفقیه 2:255 حدیث 1235،التهذیب 5:134 حدیث 443.
3- 3) الکافی 4:429 حدیث 11.

و الختم بالمروة بحیث یلصق أصابع قدمیه بها. و السعی سبعة أشواط من الصفا إلیه شوطان. و یستحب الطهارة،و استلام الحجر،و الشرب من زمزم،و صب مائها علیه من الدلو المقابل للحجر،و الخروج من الباب المقابل له، و الصعود علی الصفا،و استقبال رکن الحجر،و حمد اللّه،و الثناء علیه، و اطالة الوقوف،و التکبیر سبعا،و التهلیل کذلک،و الدعاء بالمأثور، إذا لم یصعد علی الصفا.

قوله: (بحیث یلصق أصابع قدمیه بها).

أی:بالمروة،و هذا إذا لم یصعد علی درجة المروة،و فی اعتبار إلصاق أصابع القدمین معا توقف.

قوله: (من الصفا إلیه شوطان).

و حکی قول بأنهما شوط واحد (1).

قوله: (و الخروج من الباب المقابل له).

قال فی الدروس:الذی خرج منه النبی صلّی اللّه علیه و آله،و هو الآن من المسجد معلّم بأسطوانتین معروفتین،فلیخرج من بینهما،قال:و الظاهر استحباب الخروج من الباب الموازی لهما (2).

قوله: (و الصعود علی الصفا).

فی بعض الأخبار ما یدل علی استحباب الصعود علی المروة (3)،و نبه علیه فی المنتهی (4).

قوله: (و إطالة الوقوف).

أی:علی الصفا بقدر سورة البقرة مرسلا،

ص:206


1- 1)قاله أبو بکر الصیرفی من الشافعیة کما فی المجموع 8:71.
2- 2) الدروس:118.
3- 3) الکافی 4:433 حدیث 8،التهذیب 5:147 حدیث 484.
4- 4) المنتهی 2:704. [1]

و المشی فیه،و الرمل للرجل خاصة بین المنارة و زقاق العطارین،و الهنیئة فی الطرفین،و الراکب یحرک دابته،و لو نسی الرمل رجع القهقری و رمل فی موضعه،و الدعاء فیه.

تأسیا بالنبی صلی اللّه علیه و آله رواه معاویة بن عمار،عن الصادق علیه السلام صحیحا (1)،و روی:أنه یورث الغنی (2).

قوله: (و الرمل للرجل خاصة بین المنارة و زقاق العطارین).

فی روایة معاویة بن عمار،عن الصادق علیه السلام:«ثم انحدر ماشیا، و علیک السکینة و الوقار،حتی تأتی المنارة،و هی طرف المسعی،فاسع ملء فروجک،-إلی أن قال:-حتی تبلغ المنارة الأخری،قال:و کان المسعی أوسع مما هو الیوم،و لکن الناس ضیقوه» (3).

و علل الرمل فی هذا الموضع بأنه من جملة وادی محسر،ذکره فی المنتهی (4)و غیره (5).

قوله: (و الهنیئة فی الطرفین).

فی حواشی الشهید:إنّ المعروف الهینة،قال فی الصحاح:علی هینتک، أی:علی رسلک (6).

قوله: (و لو نسی الرمل رجع القهقری).

أی:إلی المکان الذی یرمل فیه،و القهقری بفتح القافین و الراء و إسکان

ص:207


1- 1)الکافی 4:431 حدیث 1، [1]التهذیب 5:145 حدیث 481.
2- 2) الکافی 4:433 حدیث 6، [2]الفقیه 2:135 حدیث 578،التهذیب 5:147 حدیث 483، الاستبصار 2:238 حدیث 827.
3- 3) الکافی 4:434 حدیث 6، [3]التهذیب 5:148 حدیث 487.
4- 4) المنتهی 2:705.
5- 5) التذکرة 1:366.
6- 6) الصحاح(هون)6:2218.
المطلب الثانی:فی أحکامه

المطلب الثانی:فی أحکامه،السعی رکن،إن ترکه عمدا بطل حجه،و سهوا یأتی به،و لو خرج رجع،فان تعذر استناب،و تحرم الزیادة علی السبع عمدا فیعید،لا سهوا فیتخیر بین إهدار الثامن و بین تکمیل أسبوعین. الهاء هو:المشی إلی خلف من غیر التفات بالوجه و الرجوع مستحب.

لکن هذه الکیفیة ذکرها الشیخ (1)و الأصحاب (2)،و عبارتهم محتملة للوجوب و الاستحباب،فیحتمل وجوبها و عدمه.

قوله: (السعی رکن إن ترکه عمدا بطل حجه).

تحقیق الترک (3)کما سبق فی الطواف.

قوله: (و سهوا یأتی به).

هل الجاهل کالعامد،أم کالناسی؟المتجه الأول.

قوله: (فان تعذر استناب).

المراد بالتعذر:المشقة الکثیرة،و هل تلزمه کفارة لو ذکر ثم واقع؟لا نص فیه.لکن وجوبها علی من ظن إتمامه فواقع،ثم تبین النقص کما سیأتی،یقتضی الوجوب بطریق أولی،و مقتضاه الوجوب و إن واقع قبل التذکر (4)،و هذا فی المتمتع،أما غیره فلا دلیل یدل علیه.

قوله: (فیتخیر بین إهدار الثامن،و بین تکمیل أسبوعین).

إنما یتخیر إذا أکمل الثامن،و إلاّ قطع وجوبا،فان لم یفعل بطل،لدلالة الأخبار علی إبطال الزیادة،إلا إذا سعی ثمانیة (5)،و حیث تخیر یکون السعی

ص:208


1- 1)المبسوط 1:363،النهایة:245. [1]
2- 2) منهم:ابن البراج فی المهذب 1:242،و الشهید فی الدروس:119.
3- 3) فی«س»:الرکن.و المثبت هو الصحیح انظر صحیفة:858.
4- 4) فی«ن»و«ه»:الذکر.
5- 5) الکافی 4:436 حدیث 2،الفقیه 2:257 حدیث 1246،1247،التهذیب 5:152 حدیث 499، 502،الاستبصار 2:239 حدیث 832،835.

و لو لم یحصّل العدد،أو حصّله و شک فی المبدأ و هو فی المزدوج علی المروة،أو قدمه علی الطواف أعاد.

و لو تیقن النقص أکمله،و لو ظن المتمتع إکماله فی العمرة فأحل و واقع،ثم ذکر النقص أتمه،و کفّر ببقرة علی روایة.و کذا لو قلّم،أو قص شعره و یجوز الجلوس خلاله للراحة،و قطعه لحاجة له و لغیره ثم یتمه الثانی مستحبا،قیل:لم یشرع استحباب السعی إلا هنا.

قوله: (و لو ظن المتمتع إکماله فی العمرة فأحل و واقع،ثم ذکر النقص أتمه و کفّر ببقرة علی روایة،و کذا لو قلّم أو قص شعره).

مستند الحکمین روایة عبد اللّه بن مسکان (1)،و روایة سعید بن یسار،عن الصادق علیه السلام (2).لکن فی عبارة المصنف إشکال،فإن قوله:(فأحل) مقتضاه أنه قصّر،فیکون الحکم بالدم للمواقعة،فیمکن حملها علی اعتقاده الإحلال فی نفسه.

قیل:إنما فعل کذا،لأنّ الکفارة تترتب علی المجموع،و علی الأبعاض کفارة واحدة.

و الحق:أنّ ترتیب الحکم علی المجموع یشعر بأنّ الأبعاض لا تقتضیها، فإذا نص علی القلم و قص الشعر وحده بقی حکم المواقعة غیر معلوم.

قوله: (و قطعه لحاجة له و لغیره).

هذا یشعر بأنه لا یجوز قطعه إلاّ لحاجة،و یجوز قطعه لصلاة فریضة إذا دخل وقتها کما سیأتی،و هل یجوز اختیارا؟فیه إشکال.

قوله: (ثم یتمه).

إطلاق العبارة یقتضی البناء و لو علی شوط،و هکذا یستفاد من

ص:209


1- 1)الفقیه 2:256 حدیث 1245،التهذیب 5:153 حدیث 505.
2- 2) التهذیب 5:153 حدیث 504.

و لو دخل وقت الفریضة قطعه ثم أتمه بعد الصلاة.

الفصل الرابع:فی التقصیر

الفصل الرابع:فی التقصیر،فإذا فرغ من السعی قصّر واجبا، و به یحل من إحرام العمرة المتمتع بها،و أقله قص بعض الأظفار أو قلیل من الشعر.

و لا یجوز أن یحلق،فیجب علیه شاة مع العمد،و یمر یوم النحر الموسی علی رأسه وجوبا، الأخبار (1)،و هو مذهب الأکثر (2)،و الظاهر أنّ بعض الشوط کالشوط،و قیل:

تعتبر مجاوزة النصف کالطواف (3).

قوله: (و لو دخل وقت الفریضة قطعه،ثم أتمه بعد الصلاة).

یستحب قطعه حینئذ،و لا یجب ذلک قطعا،و إن کان ظاهر العبارة ربما یوهمه.

قوله: (و لا یجوز أن یحلق،فیجب علیه شاة مع العمد).

و لا یجزئه الحلق علی الأصح،للنهی عنه (4).

و لا یقال:إنّ الحلق إنما یکون تدریجا،فإذا زال أقل شعر صدق التقصیر، لأنّ الاعتبار بالنیة و المنوی-و هو الحلق-منهی عنه،فیجب التقصیر بعد ذلک.

و یجب فی التقصیر النیة المشتملة علی کونه فی عمرة التمتع،و الوجه إلی آخره،و یجب کونه بمکة.

و یستحب أن یکون علی المروة،و تکفی الإزالة بالنتف و الحدید و النورة، و القرض بالسن.

قوله: (و یمر یوم النحر الموسی علی رأسه وجوبا).

أی:الذی حلق فی إحرام العمرة المتمتع بها،لموثقة أبی بصیر عن أبی

ص:210


1- 1)الکافی 4:438 حدیث 2، [1]الفقیه 2:258 حدیث 1253،التهذیب 5:157 حدیث 520.
2- 2) منهم:الشیخ فی المبسوط:362-363،و [2]ابن إدریس فی السرائر:136.
3- 3) القائل المفید فی المقنعة:69.
4- 4) التهذیب 5:160 حدیث 533.

و الأصلع استحبابا،و یأخذ من لحیته أو أظفاره،و لو حلق بعض رأسه جاز. و لو ترک التقصیر حتی أهل بالحج سهوا صحت متعته،و لا شیء علیه،و روی عبد اللّه علیه السلام (1).

قال شیخنا الشهید رحمه اللّه:و فیه تنبیه علی أنّ الواجب فی الحج منوط بالرأس اختیارا،قال:و فی الآیة الکریمة إیماء إلی ذلک،و هی قوله تعالی (مُحَلِّقِینَ رُؤُسَکُمْ وَ مُقَصِّرِینَ) (2).

و لا دلالة فیه علی الوجوب،لإمکان أن یقال:یستحب الحلق،فلو کان قد حلق فی إحرام عمرة التمتع فقد فوّته،فیجب علیه الحلق إن نبت علی رأسه شعر و یکفیه،و إن لم یکن قد نبت(علی رأسه) (3)شعر أمرّ الموسی وجوبا،ثم قصر مع ذلک وجوبا،و لا یلزم ما ذکره من التنبیه.

قوله: (و الأصلع استحبابا).

أی:یستحب له ذلک،لأنّ الحج یطلب فیه الحلق،فمع فواته یصار إلی ما یشبهه.

قوله: (و یأخذ من لحیته و أظفاره).

أی:کل من الحالق و الأصلع،قال شیخنا الشهید:و فیه تنبیه علی أنه بدل اضطراری (4)،و هذا یتم له إن أراد بذلک الاستحباب.

قوله: (و لو حلق بعض رأسه جاز).

أی:فی عمرة التمتع،لأنّ الممنوع منه حلق الرأس،و هذا لا یخرج عن التقصیر.

قوله: (و لو ترک التقصیر حتی أهل بالحج-الی قوله:و روی:

ص:211


1- 1)التهذیب 5:158 حدیث 525،الاستبصار 2:242 حدیث 842.
2- 2) الفتح:27. [1]
3- 3) ما بین القوسین لم ترد فی«س»و«ه».
4- 4) فی«س»:اختیاری.

شاة، و عمدا تصیر حجته مفردة علی رأی،و یبطل الثانی علی رأی. شاة).

هی روایة إسحاق بن عمار (1)،و هی محمولة علی الاستحباب،لروایته هو عن أبی عبد اللّه علیه السلام:أنه لا شیء علیه (2).

قوله: (و عمدا تصیر حجة مفردة علی رأی،و یبطل الثانی علی رأی).

الأول:هو المشهور بین الأصحاب،لصحیحة أبی بصیر عن الصادق علیه السلام قال:«المتمتع إذا طاف و سعی،ثم لبی بالحج قبل أن یقصر،فلیس علیه أن یقصر،و لیس له متعة» (3).

و المراد به:المتعمد،جمعا بینه و بین حسنة معاویة بن عمار عن الصادق علیه السلام فی رجل أهلّ بالعمرة،و نسی أن یقصر حتی یدخل فی الحج قال:

«یستغفر اللّه،و لا شیء علیه،و تمت عمرته» (4).

و یشکل بوجوه:

الأول:إنّ الإحرام منهی عنه قبل التقصیر،و النهی فی العبادة یدل علی الفساد.

و قیل:النهی لیس عن الإحرام،بل عن وصف خارج،أعنی:الإخلال بالتقصیر المقارن له.

و جوابه:إنّ المنهی عنه نفس الإحرام،لأنه علی هذه الحالة غیر مشروع.

و یرد علیه،أنّ عدم شرعیته علی هذه الحالة لا یقتضی عدم شرعیته مطلقا،لأنّ انتفاء الشرعیة المخصوصة لا یقتضی انتفاء الشرعیة مطلقا،لأنّ انتفاء

ص:212


1- 1)التهذیب 5:158 حدیث 527،الاستبصار 2:242 حدیث 844.
2- 2) التهذیب 5:159 حدیث 528،الاستبصار 2:242 حدیث 845.
3- 3) التهذیب 5:159 حدیث 529،الاستبصار 2:243 حدیث 846،باختلاف فی اللفظ.
4- 4) التهذیب 5:159 حدیث 528،الاستبصار 2:242 حدیث 845.

و لو جامع عامدا قبل التقصیر وجب علیه بدنة للموسر،و بقرة للمتوسط،و شاة للمعسر.و یستحب له بعد التقصیر التشبه بالمحرمین فی ترک المخیط.

الأخص لا یقتضی انتفاء الأعم،و للمعارضة (1)بکثیر من الصور مثل التقدم علی الامام عمدا،و الصلاة مع منافاتها لحق آدمی مضیق،أو حق اللّه تعالی کذلک.

و یمکن أن یقال:إنّ الترتیب بین الإحرام و التقصیر إن کان شرطا تحقق النهی عن الإحرام،لأنه حینئذ لم یأت بالواجب علی الوجه المأمور به کتقدیم العصر (2)عمدا،و التحقیق أنه لو لا الروایة لاتّجه البطلان.

الثانی:منافاة قوله علیه السلام:«و إنما لکل امرئ ما نوی» (3)فإن المنوی و هو حج التمتع غیر واقع علی ذلک التقدیر،و الواقع و هو حج الإفراد غیر منوی.

و یمکن الجواب بأنّ الإخلال بالتقصیر یقتضی بقاءه علی إحرامه الأول، و الإحرام الثانی مانع من التقصیر بعد ذلک فتنتفی المتعة،فیلزم الافراد،لا أنّ الإفراد یقع بالإحرام الثانی لیقع الفعل بغیر نیة.

الثالث:إنّ أفعال العمرة قد تمت،و التقصیر خارج،لأنه محلل.

و جوابه:أنّ کونه محلّلا لا یقتضی خروجه،و إتیانه ببعض الأفعال لا یقدح ببقائه علی الإحرام الأول.و لو سلم لکفی بقاؤه علی الإحرام الأول فی إعداده لثبوت الحکم المدعی،و لا نظر إلی کون الأفعال(قد) (4)تمت أولا،لأنّ التقصیر بعد الإخلال ممتنع للروایة (5)،و الإحرام الأول باق.

الرابع:إنّ الروایة (6)قاصرة الدلالة،مع إمکان حملها علی متمتع عدل

ص:213


1- 1)فی«ن»:و المعارضة.
2- 2) فی«ن»و«ه»:القصر.
3- 3) صحیح البخاری 1:2،سنن أبی داود 2:262 حدیث 2201.
4- 4) لم ترد فی«س»و«ه».
5- 5) التهذیب 5:159 حدیث 528،الاستبصار 2:242 حدیث 845.
6- 6) المصدر السابق.

الفصل الخامس:فی إحرام الحج و الوقوف

اشارة

الفصل الخامس:فی إحرام الحج و الوقوف،و فیه مطالب:

الأول:فی إحرام الحج
اشارة

الأول:فی إحرام الحج،و النظر فی أمور ثلاثة:

الأول:فی وقته و محله

الأول:فی وقته و محله،أما وقته فإذا فرغ الحاج من عمرة التمتع أحرم بالحج،و أفضل أوقاته یوم الترویة عند الزوال بعد أن یصلی الظهر، الی (1)الافراد،ثم لبی بعد السعی،لأنه قد ورد التصریح بذلک فی روایة أخری (2).

و جوابه:لا قصور فی الروایة،لأنّ نفی المتعة لا یدل علی بطلان الحج،بل یشعر ببقاء أصله صحیحا،و إلاّ لکان المنفی هو الحج لا المتعة،و لا ریب فی انتفاء القران،فلم یبق إلا الافراد،و الحمل المذکور خلاف الظاهر،و لا باعث قویا علی ارتکابه و العدول إلی التأویل،مع أنّ الحکم مشهور بین الأصحاب،کما حکاه فی الدروس (3).

و یمکن المعارضة بالناسی،فإنّ الإحرام لو کان منافیا للتقصیر لنافی فی حق الناسی،و هو باطل.

و یجاب بأنّ ذلک کله مدافعة للنص الصحیح الصریح و لیس بجائز،و قد علم وجه القول الثانی مما قررناه و العمل علی الأول.

بقی شیء،و هو أنه بعد انقلاب حج التمتع إفرادا،هل یجزئ عن فرض المکلف؟الأقرب لا،إن کان التمتع متعینا علیه وفاقا لفتوی الدروس (4).

قوله: (و أفضل أوقاته عند الزوال).

أی:بعده بدلیل قوله:(بعد أن یصلی الظهر)و فی الروایة:بعد أن یصلی

ص:214


1- 1)فی بعض النسخ«عن»و هی کما تری.
2- 2) التهذیب 5:159 حدیث 529،الاستبصار 2:243 حدیث 846.
3- 3) الدروس:92.
4- 4) الدروس:92.

أو ست رکعات إن وقع فی غیره،و أقله رکعتان.

و یجوز تأخیره الی أن یعلم ضیق وقت عرفة فیجب إیقاعه حینئذ. و أما المحل فمکة،فلا یجوز إیقاعه فی غیرها،و أفضل المواطن المسجد تحت المیزاب أو الفرضین (1).

قوله: (أو ست رکعات إن وقع فی غیره).

ینبغی انه إن لم یتفق وقت فریضة الظهر یوقعه عقیب فریضة و لو مقضیّة، فان لم یتفق اکتفی بست رکعات أو رکعتین،و مع الفرض یصلی الرکعات قبله کما سبق فی إحرام العمرة.

و العبارة لا تفید هذه الأحکام،مع أنّ الضمیر فی(غیره)إذا ردّ إلی(عند الزوال)،و هو المتبادر من سیاق العبارة،اقتضی الاکتفاء فی الأفضلیة بست رکعات فی غیر وقت الزوال مطلقا،(و لیس کذلک،لاستحباب رعایة الفرض مطلقا) (2)،و تکلف ردّ الضمیر إلی الفرض لا یخلو من تعسف.

قوله: (و یجوز تأخیره إلی أن یعلم ضیق وقت عرفة،فیجب إیقاعه حینئذ).

ضیق وقت العبادة یستعمل فی ضیقه عنها بحیث لا یسعها،و فی ضیقه عن غیرها بحیث لا یکفی إلاّ للعبادة،فإن حملت العبارة علی المعنی الثانی سلمت عن الطعن.

قوله: (و أفضل المواطن المسجد،تحت المیزاب أو فی المقام).

ص:215


1- 1)التهذیب 5:167 حدیث 557.
2- 2) ما بین القوسین لم ترد فی«س».

فی المقام. و لو نسیه حتی یخرج إلی منی رجع الی مکة وجوبا مع المکنة، فإن تعذر أحرم من موضعه و لو من عرفات.

الثانی:الکیفیة

الثانی:الکیفیة،و تجب فیه النیة المشتملة علی قصد حج التمتع خاصة-من غیر ذکر العمرة فإنها قد سبقت،و لو نسی و أحرم بها بنی علی قصده من إحرام الحج- کل منهما مروی (1)،و فی الدروس رجح فعلهما فی المقام (2)،و هو خیرة المختلف (3)،و به روایة (4)،و هو الأصح.

قوله: (و لو نسیه.).

مثل (5)الجاهل بخلاف العامد،فإنه لا بد من عوده،و الا فلا نسک له.

قوله: (فلو نسی و أحرم بها بنی علی قصده من إحرام الحج).

إن کان إحرامه بها بمجرد النطق،و المقصود هو الحج فلا شبهة فی الصحة، إلا أنّ ذلک بعید أن یکون مقصود العبارة.

و الظاهر من عبارته هنا،و من عبارة غیر هذا الکتاب:أنّ الخطأ فی القصد الذی هو النیة (6)،و به روایة تدل بظاهرها علی اغتفار الخطأ فی الإرادة (7).

و فی الصحة حینئذ نظر،لأنّ«الأعمال بالنیات،و لکل امرئ

ص:216


1- 1)أما حکم الإحرام من عند المقام فرواه الشیخ فی التهذیب 5:169 حدیث 561،و الاستبصار 2:252 حدیث 886. و أما حکم الإحرام تحت المیزاب،قال فی کشف اللثام 1:352:(و لم أظفر لخصوص المیزاب بخبر)،لکن روی فی خبر معاویة:«من عند المقام أو فی الحجر»،راجع الکافی 4:454 حدیث 1، التهذیب 5:167 حدیث 557.
2- 2) الدروس:120.
3- 3) المختلف:297.
4- 4) انظر:الهامش رقم.
5- 5) فی«ن»و«ه»:مثله.
6- 6) فی التذکرة 1:370،و فی المنتهی 2:715.
7- 7) قرب الاسناد:104 و فیه.فأخطأ قبل العمرة.،التهذیب 5:169 حدیث 562،و فیه.فأخطأ فقال:العمرة.

و علی الوجوب أو الندب لوجههما.و التقرب الی اللّه تعالی،و لبس الثوبین، و التلبیات الأربع کما تقدم فی إحرام العمرة من الواجب و المستحب. و یلبّی الماشی فی الموضع الذی صلی فیه،و الراکب إذا نهض به بعیره، و یرفع صوته إذا أشرف علی الأبطح،ثم یخرج إلی منی ملبیا.

ما نوی» (1).و بالجملة،فالقول بالصحة لا یخلو من اشکال.

قوله: (و علی الوجوب أو الندب).

الکلام فی حج التمتع المسبوق بالعمرة،و الندب إنما یتصور علی القول بعدم وجوبه بالشروع فی العمرة،و قد سبق للمصنف فیه إشکال.

قوله: (لوجههما).

الأولی حمل الوجه علی سبب الوجوب کالنذر و الإسلام و غیرهما،لکن تصور هذا فی الندب غیر واضح،و لو أجزأ فی المندوب المنذور بالقلب منعنا وجوب ذکر السبب حینئذ.

و لا ریب أنّ حمل وجههما علی الوجه المقتضی لشرع التکلیف بالواجب و المندوب بعید،إذ لا یجب الجمع بینهما و بین وجههما معا،إلا علی النسخة التی صورتها:(أو وجههما)فإنه لا إشکال حینئذ.

قوله: (کما تقدم فی إحرام العمرة من الواجب و المستحب).

أی:فی اللبس و التلبیات الأربع،و لو عمم فقال:و غیرهما من الواجب و المستحب لکان أولی.

قوله: (و یلبی الماشی فی الموضع الذی صلی فیه،و الراکب إذا نهض به بعیره).

ظاهره تأخیر التلبیة إلی نهوض البعیر به،و یشکل،بأنه لا بد من عقد

ص:217


1- 1)أمالی الطوسی 2:231،التهذیب 1:83 حدیث 218،صحیح البخاری 1:2،صحیح مسلم 3:1515 حدیث 155،سنن ابن ماجة 2:1413 حدیث 4227،سنن النسائی 1:509،سنن أبی داود 2:262 حدیث 2201.

و یستحب استمراره علیها الی زوال الشمس یوم عرفة.

الثالث:فی أحکامه

الثالث:فی أحکامه،و یحرم به ما قدمناه فی محظورات إحرام العمرة.

و یکره ما یکره فیه،و تارکه عمدا یبطل حجه،لا ناسیا علی رأی الإحرام بها،و استحباب الإحرام فی المقام،أو تحت المیزاب یقتضی عدم تأخیره إلی وقت الرکوب.

و فی الدروس استحب رفع الصوت بالتلبیة فی موضع الإحرام للماشی و للراکب إذا نهض به بعیره (1)،و هو خلاف المفهوم من الأخبار (2)،و من عبارة المصنف السابقة مع قوله:(و یرفع صوته إذا أشرف علی الأبطح)و فی التذکرة (3)و المنتهی (4)مثل ما هنا،و الموافق لقوانین المذهب هو ما ذکره فی الدروس (5).

و یمکن تنزیل الأخبار علی أنّ الراکب یجهر بالتلبیة إذا نهض به بعیره، و یرفع صوته بها إذا أشرف علی الأبطح.أما التلبیة التی یعقد بها إحرامه فإنه یسر بها،و هو تنزیل ملائم،و هو قریب مما قال ابن إدریس فی السرائر:فإن کان ماشیا جهر بالتلبیة من موضعه الذی عقد الإحرام فیه،و إن کان راکبا لبی إذا نهض به بعیره،فإذا انتهی إلی الردم و أشرف علی الأبطح رفع صوته بالتلبیة (6).

قوله: (و تارکه عمدا یبطل حجه،لا ناسیا علی رأی).

قد سبق الکلام علی ذلک،قال الشارح ولد المصنف ما معناه:إن الخلاف فی نسیان التلبیة،أما ناسی النیة فإن إحرامه یبطل إجماعا (7).

ص:218


1- 1)الدروس:120.
2- 2) التهذیب 5:85 حدیث 281،الاستبصار 2:170 حدیث 563.
3- 3) التذکرة 1:370. [1]
4- 4) المنتهی 2:714. [2]
5- 5) الدروس:120.
6- 6) السرائر:137.
7- 7) إیضاح الفوائد 1:305.

فیجب ما یجب علی المحرم من الکفارة علی اشکال. و لا یجوز الطواف بعد الإحرام حتی یرجع من منی،فان طاف ساهیا لم ینتقض إحرامه.قیل و یجدد التلبیة لیعقد بها الإحرام.

المطلب الثانی:فی نزول منی

المطلب الثانی:فی نزول منی.

یستحب للحاج بعد الإحرام یوم الترویة الخروج إلی منی من مکة بعد صلاة الظهر،و الإقامة بها الی فجر عرفة،و قطع وادی محسر بعد طلوع الشمس. و یظهر من کلام شیخنا الشهید فی شرح الإرشاد أنّ الخلاف فی ترک النیة أیضا.

0 قوله: (فیجب علیه ما یجب علی المحرم من الکفارة علی إشکال).

ینشأ من عموم الأخبار الدالة علی أنّ من فعل ما یوجب الکفارة علی المحرم قبل التلبیة لا شیء علیه (1)،و من أنه یلحق بالمحرم،و لهذا صحت باقی أفعاله،و فی الأول قوة،و الوجوب أحوط.

قوله: (فان طاف ساهیا لم ینتقض إحرامه،قیل:و یجدد التلبیة، لیعقد بها الإحرام) (2).

الأصح الاستحباب،و اختاره الشیخ فی التهذیب (3).

قوله: (و الإقامة بها إلی فجر عرفة).

فیکره قبله،و قیل:یحرم (4).

قوله: (و قطع وادی محسر بعد طلوع الشمس).

أی:مجاوزته فیکره قبله،و قیل بالتحریم (5).

ص:219


1- 1)التهذیب 5:82 حدیث 272-274،الاستبصار 2:188 باب من جامع قبل عقد الإحرام بالتلبیة، و غیرها.
2- 2) قاله ابن حمزة فی الوسیلة:196،و الشیخ فی المبسوط 1:365،و [1]النهایة:248. [2]
3- 3) التهذیب 5:169.
4- 4) قاله أبو الصلاح فی الکافی فی الفقه:198،و ابن البراج فی المهذب 1:251.
5- 5) قاله الشیخ فی المبسوط 1:366،و [3]النهایة:249-250. [4]

و للعلیل و الکبیر و خائف الزحام الخروج قبل الظهر،و کذا الإمام یستحب له أن یصلی الظهرین بمنی،و الإقامة بها الی طلوع الشمس.

و یکره الخروج منها قبل الفجر لغیر عذر. و یستحب الدعاء عند دخولها،و الخروج منها،و إلیها بالمنقول، وحدها من العقبة إلی وادی محسر،و المبیت بمنی لیلة عرفة مستحب للترفه لا فرض.

المطلب الثالث:فی الوقوف بعرفة
اشارة

المطلب الثالث:فی الوقوف بعرفة و مباحثه ثلاثة:

الأول:الوقت و المحل

الأول:الوقت و المحل،و لعرفة وقتان اختیاری:من زوال قوله: (و للعلیل-إلی قوله:-قبل الظهر).

لکل منهم الخروج قبله بما شاء من نحو یوم و یومین.

قوله: (و یکره الخروج منها قبل الفجر لغیر عذر).

و قیل:یحرم (1)،و قد سبق.

قوله: (و حدّها من العقبة إلی وادی محسر).

محسر بکسر السین:موضع من منی،ذکره فی الصحاح (2).

قوله: (و المبیت بمنی لیلة عرفة مستحب،للترفه لا فرض).

قیل:فلا ینوی له إذ لا یعد فی المستحبات الدینیة.و لیس بشیء،لأنّ المستحب دینی،و إن کان الغرض منه الدنیا.

و یمکن أن یقال:هو إرشادی کالإشهاد عند التبایع،لکن تعبیر المصنف بالاستحباب ینافیه.

ص:220


1- 2)قاله أبو الصلاح فی الکافی فی الفقه:198،و ابن البراج فی المهذب 1:251.
2- 3) الصحاح(حسر)2:630.

الشمس یوم التاسع الی غروبها،أی وقت منه حضر أدرک الحج، و اضطراری إلی فجر النحر.

و المحل عرفة،و حدّها من بطن عرنة و ثویة و نمرة إلی ذی المجاز، فلا یجوز الوقوف بغیرها کالأراک،و لا بهذه الحدود.

و یجوز عند الضرورة الوقوف علی الجبل،و المستحب أن یقف فی السفح فی میسرة الجبل،و سد الخلل بنفسه و رحله، قوله: (وحدها من بطن عرنة).

هی بضم العین المهملة،و فتح الراء و النون.

قوله: (و ثویة).

هی بفتح الثاء المثلثة،و کسر الواو،و تشدید الیاء المثناة من تحت المفتوحة.

قوله: (و یجوز عند الضرورة الوقوف علی الجبل).

أی:یجوز بحیث لا یکون مکروها،فمع عدم الضرورة یجوز بالکراهیة.

قوله: (و المستحب أن یقف فی السفح).

سفح الجبل:أسفله،حیث یقف (1)الماء.

قوله: (فی میسرة الجبل).

المراد:میسرته بالقیاس (2)إلی القادم من مکة.

قوله: (و سد الخلل بنفسه و رحله).

فی المنتهی:قال اللّه تعالی (کَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ) (3)فوصفهم بالاجتماع (4)،و فی حدیث سماعة بن مهران،عن الصادق علیه السلام:«و إذا

ص:221


1- 1)فی«ه»:یسفح.
2- 2) فی«ه»:بالإضافة.
3- 3) الصف:4. [1]
4- 4) المنتهی:2:722. [2]

و أن یضرب خباءه بنمرة و هی بطن عرنة.

الثانی:الکیفیة

الثانی:الکیفیة،و تجب فیه النیة،و الکون بها الی الغروب فلو وقف بالحدود أو تحت الأراک بطل حجه،و لو أفاض قبل الغروب عامدا عالما فعلیه بدنة،فان لم یقدر صام ثمانیة عشر یوما،و لا شیء لو فقد أحد الوصفین،أو عاد قبل الغروب.

رأیت خللا فسده بنفسک و راحلتک» (1).

و المراد:أنه لا یدع بینه و بین أصحابه فرجة یطمع فی دخولها أجنبی حیث یشتغلون بالتحفظ منه عن الدعاء،أو یؤذیهم فی شیء من أمورهم.و یستحب القرب من الجبل.

قوله: (و أن یضرب خباءه بنمرة،و هی بطن عرنة).

نمرة بفتح النون،و کسر المیم،و فتح الراء،و قد ورد أنها بطن عرنة فی حدیث معاویة بن عمار (2)،و ربما یلوح فی کلامه التنافی لما سبق من أن نمرة و عرنة حدان لعرفة.و یمکن اعتبار کونهما حدین،علی أنّ أحدهما ألصق من الآخر.

قوله: (و تجب فیها النیة).

و یجب کونها مقارنة لأول الزوال،لوجوب الوقوف فی مجموع هذا الوقت، و إن تأخرت أثم،و أجزأ،و یعتبر فیها ما سبق من قصد الفعل و الوجه و تعیین الحج.

قوله: (فلو وقف بالحدود-إلی قوله:-بطل حجه).

ینبغی تقیید هذا الإطلاق بما إذا لم یقف بغیرها أصلا عامدا،و لو نسی و لم یقف بالمشعر فکذلک.

قوله: (فان عجز صام ثمانیة عشر یوما).

هل یشترط التوالی فی صیامها أو لا؟الظاهر العدم.

ص:222


1- 1)الفقیه 2:281 حدیث 1377،التهذیب 5:180 حدیث 604.
2- 2) الکافی 4:461 حدیث 3،التهذیب 5:179 حدیث 600.

و یستحب الجمع بین الظهر و العصر بأذان واحد و إقامتین، و الشروع فی الدعاء بالمنقول لنفسه و لوالدیه و للمؤمنین،و الوقوف فی السهل،و الدعاء قائما.

و یکره الوقوف فی أعلی الجبل،و راکبا،و قاعدا.

الثالث:الأحکام

الثالث:الأحکام،الوقوف الاختیاری بعرفة رکن،فمن ترکه عمدا بطل حجه.

و الناسی یتدارک و لو قبل الفجر،فان فاته نهارا و لیلا اجتزأ بالمشعر.

و الواجب ما یطلق علیه اسم الحضور و إن سارت به دابته مع النیة.

و ناسی الوقوف یرجع،و لو الی طلوع الفجر،إذا عرف أنه یدرک قوله: (و الشروع فی الدعاء بالمنقول).

أی:و یستحب الشروع عقیب الصلاة فی الدعاء،و إن کانت العبارة غیر صریحة فی ذلک.

قوله: (لنفسه و لوالدیه).

أی:یستحب کونه لنفسه و لوالدیه،و یستحب لإخوانه المؤمنین،و یستحب إیثارهم علی نفسه،للنص الوارد فی ذلک (1).

قوله: (و الواجب ما یطلق علیه اسم الحضور).

المراد:الواجب الذی یعد رکنا،أی:و الواجب فی الرکن هذا فانّ المجموع واجب،و الرکن هو ما صدق علیه الاسم،و لیس المراد من الوقوف إلاّ الکون.

قوله: (و ناسی الوقوف یرجع،و لو إلی طلوع الفجر.).

الواجب-فی وقوف عرفة-الاضطراری ما صدق علیه الاسم،و هو رکن

ص:223


1- 1)الکافی 4:465 حدیث 7،9،التهذیب 5:184،185 حدیث 615،617.

المشعر قبل طلوع الشمس،فان ظن الفوات اقتصر علی المشعر قبل طلوع الشمس و یصح حجه و کذا لو لم یذکر وقوف عرفة حتی وقف بالمشعر قبل طلوع الشمس،و لا اعتبار بوقوف المغمی علیه و النائم.أما لو تجدد الإغماء بعد الشروع فیه فی وقته صح. و یستحبّ للإمام أن یخطب فی أربعة أیام:یوم السابع،و عرفة، و النحر بمنی،و النفر الأول لإعلام الناس مناسکهم.

المطلب الرابع:فی الوقوف بالمشعر
اشارة

المطلب الرابع:فی الوقوف بالمشعر،و مباحثه ثلاثة:

الأول:الوقت و المحل

الأول:الوقت و المحل،و لمزدلفة اضطراری،فلو أخلّ به عمدا مع وجوبه بطل الحج.

قوله: (فان ظن الفوات اقتصر علی المشعر قبل طلوع الشمس).

مفهوم هذه:أنه لو تردد تعیّن علیه المضی إلی عرفة،و مفهوم قوله قبل:

(إذا عرف أنه یدرک المشعر)عدمه،فیتدافع المفهومان،و الظاهر أنه متی تردد فی ذلک لا یجوز له المضی إلی عرفة،لأنه یعرض حجه للفوات حینئذ.

قوله: (أما لو تجدد الإغماء بعد الشروع فیه فی وقته صح).

أی:بعد الشروع فی الوقوف علی الوجه الشرعی،و لا خلاف فی ذلک، و إن کان المصنف فی الإرشاد قد أشار إلی خلاف الشیخ فی ذلک،و فی الحقیقة لا خلاف.

قوله: (و یستحب للإمام أن یخطب-الی قوله:-لإعلام الناس مناسکهم).

اقتداء بالنبی صلی اللّه علیه و آله قال شیخنا الشهید:یعلم منه أنه لا یشترط لصحة الحج علم الحاج بمناسکه،بل یتعلمها شیئا فشیئا.

و قد سبق أنه یجوز ذلک حتی فی الأجیر،إذا علم ما لا بد منه فی صحة الإجارة.

قوله: (و لمزدلفة وقتان).

ص:224

وقتان: اختیاری من طلوع الفجر الی طلوع الشمس یوم النحر،و اضطراری إلی الزوال.

و المحل المشعر،وحده ما بین المأزمین إلی الحیاض إلی وادی محسر، فلو وقف بغیر المشعر لم یجزء.و یجوز مع الزحام الارتفاع الی الجبل.

الثانی:الکیفیة

الثانی:الکیفیة،و تجب فیه النیة،و الکون بالمشعر-و لو جن أو نام أو أغمی علیه بعد النیة فی الوقت صح حجه.و لو کان قبل النیة لم یقال:مزدلفة بضم المیم،و إسکان الزای،و کسر اللام،و فتح الفاء، و یقال:جمع بفتح الجیم،و إسکان المیم و العین المهملة،و یقال:المشعر.

قوله: (اختیاری من طلوع الفجر الی طلوع الشمس).

و یجب استیعاب هذا الوقت بالوقوف،کما صرح به الشیخ (1)،و شیخنا الشهید رحمه اللّه فی الدروس (2).

و صرح المصنف (3)و ابن إدریس باستحباب الوقوف إلی طلوع الشمس (4)،و الرکن منه الأمر الکلی کما فی عرفة.

قوله: (و یجوز مع الزحام الارتفاع إلی الجبل).

أی:بغیر کراهیة،فیکره مع عدمه،قال فی الدروس:و الظاهر أنّ ما أقبل من الجبال من المشعر،دون ما أدبر (5).

قوله: (و تجب فیه النیة).

مقارنة لطلوع الفجر،فإن تأخرت أثم و أجزأ.

و لو قلنا:إنّ الواجب هو مسمی الوقوف بعد الفجر لم یتجه تحتم المقارنة

ص:225


1- 1)المبسوط 1:368،النهایة:252.
2- 2) الدروس:122.
3- 3) المختلف:350.
4- 4) السرائر:138.
5- 5) الدروس:122.

یصح-و الوقوف بعد طلوع الفجر،فلو أفاض قبله عامدا بعد أن وقف به لیلا-و لو قلیلا-صح حجه إن کان قد وقف بعرفة و جبره المذکورة،و إلی الآن لم أظفر بسند فی ذلک،سوی روایة هشام بن الحکم الآتیة (1).

و یجب أیضا المبیت بالمشعر لیلا مقارنا بالنیة أول وصوله إلیه،و هو رکن عند عدم الوقوف الاختیاری،ففیه شائبة الاضطراری کما ذکره شیخنا الشهید، و حکی فی الدروس عن المصنف فی التذکرة نفی وجوبه (2)،و الذی فی التذکرة نفی رکنیته،لا نفی وجوبه کما ذکره (3)،لکن وجدت التصریح بالاستحباب فیها بعد هذا البحث بیسیر.

و لا شبهة فی الوجوب عندنا،لأنه إذا عدّ رکنا تعیّن أن یکون واجبا.

و حکم جمیع الأصحاب-إلاّ ابن إدریس (4)-بإجزاء من وقف لیلا إذا أفاض قبل الفجر عامدا عالما،و صحة حجه من غیر تفصیل بنیة الوجوب و عدمه یقتضی الوجوب،لامتناع إجزاء المستحب عن الواجب.

قوله: (فلو أفاض قبله عامدا بعد أن وقف به لیلا و لو قلیلا صح حجه).

ینبغی أن یقید بقوله:(عامدا)عالما کما سبق فی وقوف عرفة،و من الحکم باجزاء الوقوف اللیلی یعلم وجوبه،لاستحالة إجزاء غیر الواجب عنه،و منه أیضا یعلم کونه رکنا اختیارا،و إن کان فیه شائبة الاضطراری،لأنّ الموصوف بالرکنیة حال اجتماعه مع الوقوف بعد الفجر هو الثانی دون الأول،و إن کان واجبا معه.

قوله: (و جبره بشاة).

ص:226


1- 1)الکافی 4:470 حدیث 6،التهذیب 5:193 حدیث 640.
2- 2) الدروس:122.
3- 3) التذکرة 1:375.
4- 4) السرائر:138-139.

بشاة. و للمرأة و الخائف الإفاضة قبل الفجر من غیر جبر،و کذا الناسی.

و یستحب الوقوف بعد أن یصلی الفجر،و الدعاء،و وطء الصرورة المشعر برجله،و الصعود علی قزح،و ذکر اللّه تعالی علیه.

أی:وجوبا کالبدنة فی عرفة،و ینبغی أن یکون هذا إذا لم یعد،فان عاد فی وقته أتی بالواجب علیه (1).

قوله: (و للمرأة و الخائف.).

و کذا غیرهما من ذوی الأعذار،فلا وجه للتخصیص.

قوله: (و یستحب الوقوف بعد أن یصلی الفجر و الدعاء).

أی:الوقوف للدعاء کذا فی حواشی الشهید،و فی العبارة ما لا یخفی،لأنّ هذا الوقوف إن کان هو المنوی (2)فهو واجب و ابتداؤه قبل الصلاة،و إن کان غیره فغیر ظاهر استحبابه،إلاّ أن یقید بما ذکره الشهید.

قوله: (و وطء الصرورة المشعر برجله).

المراد بالصرورة:من لم یحج،و المراد بوطئه برجله:أن یعلو علیه،و إن لم یمکن فببعیره.و ظاهر العبارة:أنّ المشعر الحرام مغایر لقزح بضم القاف،و فتح الزای و الحاء المهملة.و قال الشیخ:و المشعر الحرام جبل هناک،یسمی قزح، و یستحب الصعود علیه،و ذکر اللّه عنده (3)،و فی حدیث:إنّ النبی صلی اللّه علیه و آله وقف علیه،و قال:«هذا قزح و هو الموقف و جمع کلها موقف» (4)و فی آخر:

إنّ النبی صلی اللّه علیه و آله رکب القصوی حتی أتی المشعر الحرام فرقی علیه الی أن

ص:227


1- 1)فی«ن»:و لو أفاض ناسیا ثم تذکر عاد،فان لم یعد فالظاهر أنه عامد.
2- 2) فی«س»:إن کان المنوی فیتحدان.
3- 3) المبسوط 1:368. [1]
4- 4) سنن الترمذی 2:185 حدیث 886،مسند أحمد 1:75. [2]
الثالث:فی أحکامه

الثالث:فی أحکامه.

یستحب للمفیض من عرفة إلیه الاقتصاد فی السیر،و الدعاء إذا بلغ الکثیب الأحمر عن یمین الطریق،و تأخیر المغرب و العشاء إلی المزدلفة،و یجمع بینهما بأذان واحد و إقامتین و لو تربع اللیل،فان منع صلی فی الطریق،و تأخیر نوافل المغرب الی بعد العشاء.

و الوقوف بالمشعر رکن،من ترکه عمدا بطل حجه،لا نسیانا إن قال:فلم یزل واقفا حتی أسفر جدّا (1).قال فی الدروس:و الظاهر أنه المسجد الموجود الآن (2)،و لیس ما قاله ببعید.

و اعلم أنه یتبادر إلی الفهم کثیرا من وطء الصرورة المشعر برجله کونه حافیا،لکن استحباب وطئه إیاه ببعیره قد ینافیه،مع أنّ الوطء بالرجل صادق مع الحفاة و الانتعال.

فلعل المراد:(استحباب) (3)الصعود علی وجه لا یکون محمولا علی غیر البعیر مثلا،و یراد به:أنّه یستحب أن یطأه برجله،فان لم یفعل فببعیره،تأسیا بالنبی صلی اللّه علیه و آله.

قوله: (و الدعاء إذا بلغ الکثیب الأحمر عن یمین الطریق).

أی:عن یمینه للمفیض من عرفات.

قوله: (و لو تربع اللیل).

بل و لو تثلث،لروایة محمد بن مسلم (4).

قوله: (و الوقوف بالمشعر رکن.).

المراد به:الوقوف المتناول للیل و لما بعد الفجر،فالرکن هو مسمی الکون لیلا أو نهارا،و ان کان فی اللیل شائبة الاضطرار کما قدمناه.

ص:228


1- 1)صحیح مسلم 2:891 حدیث 1218،سنن ابن ماجة 2:1026 حدیث 3074،سنن الدارمی 2:48. [1]
2- 2) الدروس:122.
3- 3) لم ترد فی«ن».
4- 4) التهذیب 5:188 حدیث 625،الاستبصار 2:254 حدیث 895.

کان قد وقف بعرفة،و لو ترکهما معا بطل حجه و إن کان ناسیا. و لو أدرک عرفة اختیارا و المزدلفة اضطرارا،أو بالعکس،أو أحدهما اختیارا صح حجه،و لو أدرک الاضطراریین فالأقرب الصحة،و لو أدرک أحد الاضطراریین خاصة بطل حجة.

و یتحلل من فاته الحج بعمرة مفردة قوله: (بطل حجه و ان کان ناسیا).

و ان کان جاهلا بطریق أولی،و به صرح فی الدروس (1).

قوله: (و لو أدرک الاضطراریین فالأقرب الصحة).

ما قربه هو الأصح،لظاهر النصوص (2).

قوله: (و لو أدرک أحد الاضطراریین خاصة بطل).

علی الأصح فی اضطراری المشعر بخلاف اضطراری عرفة فقط،فإنه لا یکاد یتحقق فیه الخلاف.

قوله: (و یتحلل من فاته الحج بعمرة مفردة).

سواء کان محرما بالحج أو بعمرة التمتع،لأنّ الشروع فیها شروع فی الحج، و المراد:أنه یأتی بباقی أفعالها مما سوی الإحرام.

و هل تشترط نیة العدول بالإحرام إلی العمرة،أم ینقلب بنفسه؟فیه وجهان.

أصحهما:توقفه علی النیة،لأنّ«الأعمال بالنیات» (3)و فی بعض الأخبار

ص:229


1- 1)الدروس:123.
2- 2) التهذیب 5:292 حدیث 990،الاستبصار 2:305 حدیث 1088.
3- 3) التهذیب 1:83 حدیث 218،أمالی الطوسی 2:231،صحیح البخاری 1:2،سنن ابن ماجة 2:413 حدیث 4227،سنن أبی داود 2:262 حدیث 2201.

ثم یقضیه واجبا مع وجوبه کما فاته،و إلاّ ندبا،و یسقط باقی الأفعال عنه، لکن یستحب له الإقامة بمنی أیام التشریق،ثم یعتمر للتحلل. و یستحب التقاط حصی الجمار من المشعر،و یجوز من غیره،لکن من الحرم عدا المساجد. ما یشهد لهذا (1)،و لا ینافیه ما فی بعضها مما یوهم خلافه (2)،لعدم الصراحة فینزل علی الموافقة.

قوله: (ثم یقضیه واجبا مع وجوبه).

هذا إذا کان وجوبه قد استقر،لکونه قد وجب قبل عامة،أو فی عامه مع تفریطه علی وجه لولاه لأدرک الحج.أما لو کان واجب عامه و لم یفرط فلا قضاء علیه،لأنه قد تبین بذلک عدم الوجوب.

قوله: (و تسقط باقی الأفعال عنه).

یحتمل أن یراد بباقی الأفعال:ما لا یجب (3)مثله فی العمرة المفردة،مثل الرمی و المبیت بمنی.

و یحتمل أن یراد:جمیع ما سوی الإحرام،لأنّ الواجب حینئذ من الطوافین و السعی و الحلق أو التقصیر للعمرة لا للحج.

قوله: (ثم یعتمر للتحلل).

یراد به:أنه حینئذ ینقل النیة إلی العمرة،و یأتی بأفعالها.

قوله: (عدا المساجد).

مطلقا علی الأصح،و اقتصر المتقدمون فی عباراتهم علی المنع من المسجد الحرام و مسجد الخیف (4).

ص:230


1- 1)التهذیب 5:294،480 حدیث 998،1704،الاستبصار 2:304،307 حدیث 1084،1095.
2- 2) قرب الاسناد:174،التهذیب 5:290،291 حدیث 984،987،الاستبصار 2:303،304 حدیث 1082،1085.
3- 3) فی«س»:ما یجب.
4- 4) منهم:الشیخ فی المبسوط 1:369،و [1]ابن إدریس فی السرائر:139.

و یستحب لغیر الإمام الإفاضة قبل طلوع الشمس بقلیل،لکن لا یجوز وادی محسر إلاّ بعد الطلوع،و للإمام بعده،و الهرولة فی وادی محسر قوله: (لکن لا یجوز وادی محسر).

صرح به الشیخ (1)و الجماعة (2)،فإن فعل أثم و لا کفارة،و حکی فی الدروس قولا لابن بابویه:أنه إن فعل وجب علیه شاة (3)،و لیس بمعتمد.

و یدل علی المنع ما رواه هشام بن الحکم فی الصحیح،عن أبی عبد اللّه علیه السلام قال:«لا یجاوز وادی محسر حتی تطلع الشمس» (4).

و یمکن الاستدلال بهذه علی وجوب استیعاب الوقت من طلوع الفجر إلی طلوع الشمس بالوقوف فی المشعر،لکن ینبغی أن یراد بقوله:«لا یجاوز وادی محسر»أنه لا یجاوز إلیه،أی:لا یدخله و إن کان خلاف الظاهر،لأنّ وادی محسر من منی،فالمنع من مجاوزته لا یظهر له وجه،إلا علی تقدیر المنع من دخول منی قبل الطلوع،و یلزم منه المنع من دخول الوادی أیضا.

و قد یقال:استحباب الهرولة فی وادی محسر یقتضی منع دخوله قبل الطلوع،إذ لا یجوز مجاوزته قبله،و هو یتم إذا کانت الهرولة بحیث تستوعبه.

و لا ریب أنّ عدم دخول محسر إلی الطلوع،و استیعاب الوقت کله بالوقوف و إن حصلت الإفاضة أولی.

قوله: (و للإمام بعده).

أی:استحبابا و منه یلوح أنّ مراد المصنف من عدم تجاوز الوادی الاستحباب دون الوجوب،و الروایة (5)حجة علیه.

قوله: (و الهرولة فی وادی محسر).

مائة ذراع،أو مائة خطوة.

ص:231


1- 1)المبسوط 1:368. [1]
2- 2) منهم:المفید فی المقنعة:65،و المحقق فی الشرائع 1:258. [2]
3- 3) الدروس:122،و فیه:و قال الصدوقان:علیه شاة.
4- 4) الکافی 4:470 حدیث 6، [3]التهذیب 5:193 حدیث 640.
5- 5) المصدر السابق.

داعیا،و لو ترکها استحب الرجوع لها.

الفصل السادس:فی مناسک منی

اشارة

الفصل السادس:فی مناسک منی،و فیه مطالب:

الأول:إذا أفاض من المشعر وجب علیه المضی إلی منی لقضاء المناسک بها یوم النحر
اشارة

الأول:إذا أفاض من المشعر وجب علیه المضی إلی منی لقضاء المناسک بها یوم النحر،و هی ثلاثة:رمی جمرة المعقبة،ثم الذبح،ثم الحلق مرتبا،فإن أخل به أثم و أجزأ. قوله: (مرتبا).

بالکسر،أی:المفیض وجوبا علی الأصح(و قیل:مستحبا) (1)،لدلالة الأخبار علیه (2).

قوله: (فإن أخل به أثم و أجزأ).

لأنه واجب غیر شرط (3)،کما دلت علیه الأخبار (4).و هنا إشکال،و هو أنّ الترتیب کیفیة للواجب و وجه یقع علیه،فان کان واجبا لم یتحقق الاجزاء بدون حصوله،لأنّ الإجزاء إنما یثبت حیث یأتی المکلف بالمأمور به علی الوجه المأمور به،فمتی لم یرتب لم یأت بالمأمور به علی وجهه،فلا یتحقق الاجزاء،فیبقی فی العهدة.

و یمکن تکلف الجواب،بأنّ الترتیب لیس مطلوبا من حیث أنه وجه للمأمور به،فالمأمور به،و هو الأمور الثلاثة باعتبار الأمر الدال علی طلبها،علی أی وجه وقعت أجزأت.و إنما الوجه المذکور مطلوب بأمر آخر کما طلبت هی،فإذا وقع الإخلال

ص:232


1- 1)لم ترد فی«س»و«ن».
2- 2) الکافی 4:474،491 حدیث 7،14،التهذیب 5:195 حدیث 647.
3- 3) فی«ه»:و قیل مستحب. ذهب الی هذا القول الشیخ فی الخلاف 1:264 مسألة 169 کتاب الحج،و دلت علیه أخبار کثیرة منها ما رواه الکلینی فی الکافی 4:504 حدیث 2،و الشیخ فی التهذیب 5:236 حدیث 796، و الاستبصار 2:285 حدیث 1008.
4- 4) الکافی 4:504،حدیث 1،التهذیب 5:236 حدیث 797،الاستبصار 2:285 حدیث 1009.

و تجب فی الرمی النیة،و رمی سبع حصیات بما یسمی به کان المکلف مأثوما باعتبار هذا الأمر الخاص بالوجه المعین.و یتحقق الإجزاء بالإضافة إلی الأمر الأول،لأنّ المأمور به هذه الأمور بأی وجه اتفق،و لا امتناع فی کون الکیفیة المخصوصة مطلوبة باعتبار أمر،غیر مطلوبة باعتبار أمر آخر (1).

و ینکشف لنا کون الحال کذلک باجتزاء الشارع بها من دون الوجه المخصوص،و لو لا تصریح الشارع بهذا الحکم-أعنی:الصحة من دون الوجه المخصوص-لما تحقق الاجزاء بدونه،فلیتأمل.

فإن قلت:یمکن أن یقال:فی کل وجه لا یلزم من وجوبه اشتراطه.

قلنا:بل یلزم بحسب الظاهر حتی یدل دلیل علی عدم الوجوب.

فان قلت:یلزم أنه إذا وجب (2)أمران لا یجزئ أحدهما بدون الآخر.

قلنا:نمنع اللزوم،إذ لا یعد أحدهما وجها للآخر،و لا کیفیة له،و عروض کیفیة بسببه موقوف وجوبه علی الدلیل.

قوله: (و تجب فی الرمی النیة).

و یجب اشتمالها علی تعیین الفعل و وجهه،و کونه فی حج الإسلام أو غیره،حج التمتع و غیره،و المقارنة لأول الرمی و الاستدامة.

قال فی الدروس:و الأولی التعرض للأداء (3)،و فی النفس منه شیء، لأنّ تعیین هذا الزمان لهذه الأفعال علی طریق التأقیت یعین الأداء فی الجمیع کما فی مناسک یوم النحر،و إن کان طریق بیان صلاحیة الزمان لها و قبوله لفعلها لم یجب.

و یمکن أن یقال:للرمی زیادة خصوصیة،فإنه لا یکون إلاّ فی هذه الأیام المخصوصة،فإنّ غیره یقع فی باقی ذی الحجة،و إن حرم تأخیر البعض.

قوله: (و رمی سبع حصیات بما یسمی رمیا).

ص:233


1- 1)فی«ن»:غیر مطلوب باعتبار آخر.
2- 2) فی«س»:أوجب.
3- 3) الدروس:124.

رمیا، و إصابة الجمرة بها بفعله،بما یسمی حجرا،و من الحرم و أبکارا. و یستحب البرش،الرخوة،المنقطة،الکحلیة،الملتقطة،بقدر قد ینظر فی متعلق الباء،فان ظاهر العبارة أنّ متعلقها المصدر فی قوله:

(و رمی)و حینئذ فلا حاصل له،لأنها باء الاستعانة علی حد(کتبت بالقلم)، و هو ظاهر،و لو قال:بحیث یسمی رمیا لکان أنسب.

قوله: (بما یسمی حجرا).

لا یخفی ما فیه من التکلف و عدم الفصاحة،لأنّ رمی سبع حصیات بما یسمی حجرا غیر منتظم.

و یمکن أن یعلق بمحذوف تقدیره:و یعتبر الرمی بما یسمی حجرا،و إن کان بعیدا.

قوله: (و من الحرم).

قد سبق بیان هذا الحکم-قبل الفصل-عن الشیخ:أنه لا یجوز أخذ الحصی من وادی محسر و المسجد الحرام و مسجد الخیف،ذکره الشهید فی حواشیه.

قوله: (و أبکارا).

أی:لم یرم بها.

قوله: (و تستحب البرش).

أی:الذی خالط البیاض منها السواد (1).

قوله: (الملتقطة).

أی:التی لا تکون مکسرة،بل یلتقط کل حصاة بخصوصها.

قال المصنف فی المنتهی:و یستحب التقاط الحصی،و یکره تکسیرها (2).

ظاهره أنّ ذلک تفسیر له،و عن الصادق علیه السلام:«التقط الحصی،و لا تکسر منها شیئا» (3)و هو مشعر بما قلناه.

ص:234


1- 1)انظر:مجمع البحرین:4:129«برش».
2- 2) المنتهی 2:730. [1]
3- 3) الکافی 4:477 حدیث 4،و [2]فیه:و لا تکسرن منهن شیئا.

الأنملة،و الطهارة،و الدعاء،و تباعد عشر أذرع إلی خمسة عشر ذراعا، و الرمی خذفا،راجلا،و الدعاء مع کل حصاة،و استقبال الجمرة، و استدبار القبلة،و فی غیرها یستقبلهما.

و یکره الصلبة و المکسرة و یجوز الرمی راکبا.

فروع

فروع:

أ:لو وقعت علی شیء و انحدرت علی الجمرة صح

أ:لو وقعت علی شیء و انحدرت علی الجمرة صح،و لو تممتها حرکة غیره لم یجز.

ب:لو شک هل أصابت الجمرة أم لا

ب:لو شک هل أصابت الجمرة أم لا لم یجزء.

ج:لو طرحها من غیر رمی لم یجزئ

ج:لو طرحها من غیر رمی لم یجزئ.

قوله: (و الطهارة).

و قیل بوجوبها (1)،و الأصح خلافه،و لا فرق بین الحدث الأکبر و الأصغر.

قوله: (و الرمی خذفا).

و قیل:یجب (2)و هو ضعیف،و فسره المعظم بأن یضع الحصاة علی بطن إبهام یده الیمنی،و یدفعها بظفر السبابة (3).

و فسره السید:بأن یضعها علی إبهام یده الیمنی،و یدفعها بظفر الوسطی (4)، و فی الصحاح أنه الرمی بأطراف الأصابع (5).

قوله: (و تکره الصلبة و المکسرة).

و کذا الحمر و السود و البیض،ذکره فی الدروس (6).

ص:235


1- 1)قاله السید المرتضی فی جمل العلم و العمل:110،و ابن الجنید کما فی المختلف:352.
2- 2) قاله السید المرتضی فی الانتصار:105،و ابن إدریس فی السرائر:139.
3- 3) منهم:الشیخ فی المبسوط 1:369،و [1]ابن إدریس فی السرائر:139.
4- 4) الانتصار:105.
5- 5) الصحاح(خذف)4:1347.
6- 6) الدروس:123-124.
د:لو کانت الأحجار نجسة أجزأت

د:لو کانت الأحجار نجسة أجزأت،و الأفضل تطهیرها.

ه:لو وقعت فی غیر المرمی علی حصاة

ه:لو وقعت فی غیر المرمی علی حصاة فارتفعت الثانیة إلی المرمی لم یجزئه.

و:یجب التفریق فی الرمی لا الوقوع

و:یجب التفریق فی الرمی لا الوقوع،فلو رمی حجرین دفعة و إن کان بیدیه فرمیة واحدة و إن تلاحقا فی الوقوع،و لو اتبع أحدهما الآخر فرمیتان و إن اتفقا فی الإصابة.

المطلب الثانی:فی الذبح
اشارة

المطلب الثانی:فی الذبح و مباحثه أربعة:

الأول:فی أصناف الدماء

الأول:فی أصناف الدماء،اراقة الدم إما واجب أو ندب، فالأول:هدی التمتع،و الکفارات،و المنذور و شبهه،و دم التحلل.

و الثانی:هدی القران،و الأضحیة،و ما یتقرب به تبرعا فهدی التمتع یجب علی کل متمتع مکیا کان أو غیره،متطوعا بالحج أو مفترضا، و لا یجب علی غیره.

قوله: (و إن کان بیدیه).

أی:و إن کان الرمی دفعة بیدیه معا،بحیث یرمی بکل ید حصاة فی زمان واحد فرمیة (1)واحدة لاتحاد زمانهما.

قوله: (و إن تلاحقا فی الوقوع).

لأنّ الرمی دائر مع الإلقاء بالید،لا مع الإصابة.

قوله: (فهدی التمتع یجب علی کل متمتع،مکیا کان أو غیره).

و قیل:لا یجب علی المکی إذا تمتع (2)،و الحق الوجوب للعموم.

قوله: (متطوعا بالحج أو مفترضا).

لا یتصور التطوع فی الحج،إلا فی ابتدائه،لوجوب إتمامه بالشروع فیه.

ص:236


1- 1)فی«س»و«ه»:فرمیته.
2- 2) قاله الشیخ فی المبسوط 1:308.

و یتخیر مولی المأذون فیه بین الإهداء و بین أمره بالصوم،فإن أعتق قبل الصوم تعیّن علیه الهدی.

و لا یجزئ الواحد فی الواجب إلاّ عن واحد،و مع الضرورة الصوم علی رأی. و فی الندب یجزئ عن سبعة إذا کانوا أهل خوان واحد،و لو فقد الهدی و وجد ثمنه خلّفه عند ثقة اشتری عنه.

و یذبح طول ذی الحجة،فان لم یوجد ففی العام المقبل فی ذی الحجة.

و إن عجز عن الثمن تعیّن البدل،و هو صوم عشرة أیام،ثلاثة فی الحج متوالیة آخرها عرفة،فان صام یوم الترویة و عرفة،و صام الثالث قوله: (و یتخیر مولی المأذون فیه بین الإهداء عنه،و بین أمره بالصوم).

أی:المأذون بالحج،و إنما یتخیر لأنّ الناسک غیر الواجد علیه الصوم،فإذا تبرع مولاه بالهدی جاز.

قوله: (و مع الضرورة الصوم علی رأی).

هذا هو الأصح،لأنّ علی کل واحد هدیا و له بدل.

قوله: (و فی الندب یجزئ عن سبعة إذا کانوا أهل خوان واحد).

لا یراد بالندب الحج ندبا،بل الهدی المندوب و هو الأضحیة،و المبعوث من الآفاق و المتبرع به فی السیاق إذا لم یتعین بالإشعار أو التقلید أو القول، و الخوان بضم الخاء المعجمة و کسرها:ما یؤکل علیه.

قوله: (و لو فقد الهدی،و وجد ثمنه خلّفه عند ثقة).

هذا هو الأصح،لأنه واجد(لأنّ الجدة هی الغنی) (1).

قوله: (فإن أخرها صام یوم الترویة.).

أی:إذا أخرّها إنما یجزئه صومها علی هذا الوجه فقط،و إلاّ صامها بعد أیام التشریق.

ص:237


1- 1)لم ترد فی«ن».

بعد النفر،و لو فاته یوم الترویة أخّر الجمیع الی بعد النفر.

و یجوز تقدیمها من أول ذی الحجة لا قبله،بعد التلبس بالمتعة فإن وجد وقت الذبح فالأقرب وجوبه. و یجوز إیقاعها فی باقی ذی الحجة،فإن خرج و لم یصمها وجب الهدی. قوله: (و یجوز تقدیمها من أول ذی الحجة،لا قبله بعد التلبس بالمتعة).

تقدیمها من أول ذی الحجة رخصة ورد بها روایة (1)،لکن یشترط أن یکون قد تلبس بالمتعة،بأن أحرم بها و لو بالعمرة،و لا یشترط التلبس بالحج علی الأصح لعدم الدلیل،و لأنّ التلبس بعمرة التمتع تلبس بالحج و لا یشرع قبله-أی:قبل ذی الحجة-قطعا.

قوله: (فإن وجد وقت الذبح فالأقرب وجوبه).

یحتمل عود ضمیر(وجد)إلی من قدّم صوم الثلاثة من أول ذی الحجة، و یحتمل عوده إلی من صامها قبل یوم النحر،إلاّ أنه لیس فی العبارة مرجع ظاهر یدل علیه الکلام،و عوده إلی ما دل علیه قوله:(و هو صوم عشرة أیام،ثلاثة فی الحج متوالیة آخرها عرفة)مع خفائه لا یطابق المراد،إلا أن یقال:إذا دل علی وجوب الذبح هنا،دل فی غیره بطریق أولی.

و وجه القرب أنه قدر علی الذبح فی محله،و فی الکبری منع،و الأصح عدم الوجوب،لأنّ امتثال المأمور به یقتضی الاجزاء.

قوله: (فان خرج و لم یصمها وجب الهدی).

أی:متحتما فی ذمته إلی حین التمکن منه.

ص:238


1- 1)الکافی 4:507 حدیث 2.

و لو وجده بعدها قبل التلبس بالسبعة ذبحه استحبابا،و السبعة إذا رجع الی أهله،فإن أقام بمکة انتظر الأسبق من مضی شهر و وصول أصحابه بلده ثم صامها.

و لو مات من وجب علیه الصوم قبله صام الولی عنه وجوبا العشرة قوله: (و لو وجده بعدها قبل التلبس بالسبعة ذبحه استحبابا).

أی:بعد الثلاثة قبل التلبس بالسبعة،و ذلک حین حضور وقتها،و هو بعد أیام التشریق.فلا یرد التدافع فی العبارة علی تقدیر الاحتمال الثانی،من عود ضمیر(وجد)،فإنه لو لا ذلک لزم من العبارة الأولی وجوب الذبح،و من هذه العبارة استحبابه،علی تقدیر أن یکون الوجدان بعد الثلاثة مطلقا وقت الذبح، فانّ مقتضی هذه العبارة الاستحباب مطلقا و لو فی یوم النحر،لو لا القید الذی قیدنا به.

و علی الاحتمال،فالفرق بین ما لو صام من أول ذی الحجة،و ما إذا صام یوم السابع و ما بعده،أنّ الأول رخصة،فیکون إجزاؤه مشروطا بعدم الوجدان وقت الذبح بخلاف الثانی،و کیف کان فالأصح الاستحباب مطلقا.

و المراد بقوله:(ذبحه استحبابا)أنه یستحب له ضم الذبح الی الصوم،لا أنه یوقعه بنیة الاستحباب،کذا قیل.و فیه نظر،لأنه بعد الخروج من العهدة و براءة الذمة،کیف یتحتم علیه الوجوب؟نعم یمکن أن یقال:یتخیر.

فان قیل:نیة الوجوب لأجل سقوط السبعة التی بقیت،فانّ الفعل الواجب لا یسقط بالمندوب.

قلنا:التخیر ثابت،فان نوی الوجوب سقطت السبعة،و إن لم ینوه لم تسقط فیأتی بها،و یکون قد جمع بین الفعل و بدله،فلا یتم ما ذکره من اعتبار نیة الوجوب مطلقا.

قوله: (و لو مات من وجب علیه الصوم قبله،صام الولی عنه وجوبا العشرة علی رأی،و إن لم یصل بلده).

ص:239

علی رأی و إن لم یصل بلده،و لو مات من وجب علیه الهدی اخرج من صلب المال.

و لا یجب بیع ثیاب التجمل فی الهدی،و من وجب علیه بدنة فی نذر أو کفارة و لم یجد فعلیه سبع شیاه.

البحث الثانی:فی صفات الهدی و کیفیة الذبح

البحث الثانی:فی صفات الهدی و کیفیة الذبح.

یجب أن یکون من النعم الإبل أو البقر أو الغنم ثنیا،فمن الإبل ما کمل خمس سنین،و من البقر و الغنم ما دخل فی الثانیة. هذا هو الأصح إذا تمکن من فعله،و لا صراحة فی الروایة الدالة علی عدم الوجوب بالنسبة إلی محل النزاع (1).

فان قلت:کیف یتصور استقرارها قبل الوصول إلی بلده؟ قلنا:یتصور فی مجاور مکة إذا مضت المدة المشروطة،و فیمن تراخی فی الطریق عن الوصول.

قوله: (و لا یجب بیع ثیاب التجمل فی الهدی).

و لو فعل أجزأ لأنه مخاطب بالصوم جوازا لا حتما(للأصل) (2)،و لهذا لو تبرع له متبرع أجزأه.

قوله: (و من وجب علیه بدنة فی نذر،أو کفارة.).

سیأتی فی النذر:أنّ ناذر ذلک یذبح بقرة إذا عجز عن البدنة،فإن عجز فسبع شیاه.و إذا وجبت الشیاه السبع للعجز عن بدنة الکفارة،فعجز عنها صام ثمانیة عشر یوما،لروایة داود الرقی (3)،و ینبغی أن یکون تتابعها مستحبا.

قوله: (و من البقر و الغنم ما دخل فی الثانیة).

فی عبارة الشیخ فی المبسوط ما دخل فی الثالثة (4).و ربما قیل:أنّ الثنی

ص:240


1- 1)الکافی 4:509 حدیث 13،التهذیب 5:40 حدیث 118،الاستبصار 2:261 حدیث 922.
2- 2) لم ترد فی«س».
3- 3) الکافی 4:385 حدیث 2، [1]الفقیه 2:232 حدیث 1111،التهذیب 5:237 حدیث 800.
4- 4) المبسوط 1:198-199. [2]

و یجزئ الجذع من الضأن لسنته تاما،فلا یجزئ العوراء،و لا العرجاء البیّن عرجها،و لا مکسورة القرن الداخل،و لا مقطوعة الاذن، و لا الخصی،و لا المهزولة و هی التی لیست علی کلیتها شحم،إلاّ أن یکون قد اشتراها علی أنها سمینة، من المعز ما دخل فی الثالثة.ذکره المصنف فی المنتهی فی کتاب الزکاة (1)، و حکاه عن الشیخ،و الأصح إجزاء ما دخل فی الثانیة مطلقا فی غیر الإبل.

قوله: (و یجزئ الجذع من الضأن لسنة).

إذا أکمل سبعة أشهر و دخل فی الثامن،و قیل:إذا دخل فی السادس (2).

قوله: (فلا تجزئ العوراء).

سواء کان عورها بیّنا-و هی المنخسفة العین-أم لا،صرح به فی المنتهی (3)فلو کان علی عینها بیاض ظاهر لم تجزئ.

قوله: (و لا العرجاء البین عرجها).

و هی التی لا تسیر مع القطیع.

قوله: (و لا مقطوعة الأذن).

بخلاف المشقوقة من غیر أن یبین منها شیء فإنها تجزئ،و لو تعذر إلا المعینة فالظاهر الانتقال إلی الصوم.

قوله: (و لا المهزولة،و هی التی لیس علی کلیتیها شحم).

الکلیة بالضم.

قوله: (إلا أن یکون قد اشتراها علی أنها سمینة).

فإنّ ظهور هزالها لا یقدح فی الصحة،و یجب أن یکون ذلک مقیدا بما إذا

ص:241


1- 1)المنتهی 1:491. [1]
2- 2) قاله العلامة فی المنتهی 2:740،و [2]التذکرة 1:381. [3]
3- 3) المنتهی:2:740. [4]

و لو اشتراها علی أنها تامة فبانت ناقصة لم تجزئ. و یستحب أن تکون سمینة،تنظر فی سواد،و تمشی فیه،و تبرک فیه،قد عرّف بها،اناثا من الإبل و البقر،و ذکرانا من الضأن و المعز، و قسمته أثلاثا بین الأکل و الهدی و الصدقة،و الأقوی وجوب الأکل. لم یظهر الحال قبل الذبح،فإن علم هزاها قبله لم تجزئ.

قوله: (و لو اشتراها علی أنها تامة فبانت ناقصة لم تجزئ).

للفرق مع النص خفاء الأول بخلاف الثانی.

قوله: (و یستحب أن تکون سمینة تنظر فی سواد.).

یمکن أن یکون المراد بنظرها فی السواد إلی آخره:الکنایة عن سمنها من حیث سعة ظلها،بحیث تمشی فیه و تنظر فیه لو أنها سمنت،لأنها نظرت و مشت و برکت فی السواد الذی هو العلف الأخضر.

و یمکن أن یراد:سواد هذه المواضع منها،و هو حقیقة اللفظ،لکن لمّا کان المقصود نفع الفقراء کان المجاز هنا راجحا.

قوله: (قد عرّف بها).

أی:أحضرت عشیة عرفة بعرفة،کذا فسره المصنف فی المنتهی (1)و التذکرة (2)،و یکفی قول بائعها.

قوله: (و قسمته أثلاثا بین الأکل و الهدی و الصدقة،و الأقوی وجوب الأکل).

الأصح وجوب القسمة،و وجوب الأکل منه بما یقع علیه اسمه، و الإهداء،و الصدقة.و ظاهر عبارة المصنف أنّ الأکل واجب دون الإهداء،و لا یعلم حال الصدقة من عبارته.لکن قال فی التذکرة:إنه علی القول بوجوب الأکل لا یضمن بترکه،بل بترکه الصدقة،لأنه المطلوب الأصلی من الهدی،قال:

ص:242


1- 1)المنتهی 2:742.
2- 2) التذکرة 1:382.

..........

و لو أخلّ بالإهداء،فإن کان بسبب أکله ضمن،و إن کان بسبب الصدقة فلا (1).

و مقتضی هذه العبارة أمور:

وجوب کل من الأمور الثلاثة،علی القول بوجوب القسمة فیأثم لو لم یهد،کما یأثم إذا لم یأکل،و إن کان لا یضمن مع الصدقة.

و یفهم منه أنه لو لم یتصدق یضمن،و یفهم منه أنه لا یکفی فی الصدقة القلیل،-کما صرح به ابن إدریس (2)-،و أنه یضمن لو صرفه فی غیرها.

و اعلم أنّ مستحق الصدقة هو الفقیر المؤمن،و القانع هو الذی یقنع بما أعطی،و المعتر أغنی منه،و هو الذی یعتریک فلا یسألک،کذا فی الروایة،و فیها أنّ المساکین هم السؤّال و ان لهم ثلثا،و للقانع و المعتر ثلثا (3)،و هو خلاف ما علیه الأصحاب،و خلاف ظاهر الآیة (4).

(و الذی یقتضیه النظر وجوب قسمة الهدی أثلاثا،و وجوب الأکل من ثلث،و إن کان الحدیث یقتضی أکل الثلث جمیعه (5)،لعدم قائل بوجوب أکل جمیع الثلث،و لأنّ مطلق العبادة یتأدی بذلک،و وجوب إهداء ثلاث إلی المعتر، الذی هو أغنی من القانع،و وجوب الصدقة بثلث علی القانع،تمسکا بظاهر الایة (6).

و متی أخلّ بشیء من ذلک،فالذی ینبغی أن یقال مع ثبوت الإثم علیه:

یضمن سهم الصدقة قطعا.و فی ضمان سهم الإهداء تردد،ینشأ من أنه لم یأت

ص:243


1- 1)التذکرة 1:385. [1]
2- 2) السرائر:141.
3- 3) التهذیب 5:223 حدیث 753.
4- 4) الحج:36. [2]
5- 5) الکافی 4:488 حدیث 5،التهذیب 5:202 حدیث 672.
6- 6) الحج:36. [3]

و تکره التضحیة بالجاموس،و الثور،و الموجوء. و یجب فی الذبح النیة،و یجوز أن یتولاها عنه الذابح.

و یستحب نحر الإبل قائمة قد ربطت بین الخف و الرکبة، بالمأمور به علی وجهه،إذ مطلق الصدقة هنا غیر مطلوب،بل صدقة مخصوصة و لم یأت بها،و من أن الصدقة علی الأحوج أبلغ من الصدقة علی غیره إن أعطاه القانع،و إن أعطاه للمعتر فالإخلال إنما هو لخصوصیة نیة الإهداء،و لا یکاد یخرج عن معنی الصدقة،و النظر ینساق إلی الأول،و إلاّ لم یأثم.فإن قلنا به ضمن القیمة،فیهدیها إلی المعتر.

و أما ثلث الأکل إذا خالف به فضمانه أبعد.و یمکن أن یقال:یأثم بترکه،و یتحقق الإجزاء و وجوب شیء آخر خلاف الأصل.

و لا یرد هذا فی سهم الإهداء،لأنّ المستحق لم یصرف إلیه و صرفه ممکن،و قول المصنف فی التذکرة باجزائه إن تصدق به (1)غیر واضح،لأنّ هذه الصدقة منهی عنها لوجوب الإهداء،فکیف تقع مجزیة،فإن النهی فی العبادة یدل علی الفساد؟) (2) قوله: (و تکره التضحیة بالجاموس).

و کذا الجمل.

قوله: (و الموجوء).

هو مرضوض الخصیتین.

قوله: (و تجب فی الذبح النیة).

مقارنة له،مستدامة الحکم،مشتملة علی تعیین الحج الذی یذبح فیه و الوجه.

قوله: (قد ربطت بین الخف و الرکبة).

أی:ربطت یداها معا کذلک.

ص:244


1- 1)التذکرة 1:385.
2- 2) ما بین القوسین لم یرد فی«س».

و طعنها من الجانب الأیمن،و الدعاء عند الذبح،و المباشرة فإن لم یحسن فجعل الید مع ید الذابح.

و لو ضل الهدی فذبحه غیر صاحبه لم یجزء عنه. و باقی الدماء الواجبة یأتی فی أماکنه.

البحث الثالث:فی هدی القران و الأضحیة

البحث الثالث:فی هدی القران و الأضحیة،و هما مستحبان، و لا یخرج هدی القران عن ملک سائقه،و له إبداله و التصرف فیه و إن أشعره أو قوله: (و طعنها من الجانب الأیمن).

أی:یقف الذابح من جانبها الأیمن،و یطعنها فی النقرة،و هی الوهدة.

قوله: (و لو ضل الهدی،فذبحه غیر صاحبه لم یجزئ عنه).

الأصح أنه یجزئ إذا ذبحه عن صاحبه،للروایة الصحیحة (1)،و اختاره فی الدروس (2)و هل یجب تعریفه؟فی روایة:أنه یعرفه ثلاثة أیام،ثم یذبحه (3)،و لم أجد لأحد تصریحا بالوجوب.و صرح فی الدروس بالاستحباب (4)،و لعله لکون الفعل یدخله النیابة،فلا یلزم من عدم التعریف فساد.

و یمکن أن یقال:إنّ التعریف فائدته عدم احتیاج مالکه الی هدی آخر، و کیف قلنا:فلو ترک التعریف قبل الذبح صح،و یتجه أن یعرفه بعد ذلک،فان لم یجد المالک ینبغی أن یقال:یتصدق به،و یسقط وجوب الأکل حینئذ،و لا أعلم بهذا التفصیل تصریحا.

قوله: (و لا یخرج هدی السیاق عن ملک سائقه،و له إبداله و التصرف فیه و إن أشعره أو قلده).

ص:245


1- 1)الکافی 4:494 حدیث 5،التهذیب 5:217 حدیث 731.
2- 2) الدروس:128.
3- 3) الکافی 4:494 حدیث 5، [1]التهذیب 5:217 حدیث 731.
4- 4) الدروس:129.

قلده، لکن متی ساقه فلا بد من نحره. هذا مخالف لعبارة الشیخ (1)و ابن إدریس (2)،فإنهما حکما بأنّ له ذلک إذا لم یشعره و لم یقلده.

و ینبغی أن (3)یحمل علی ما إذا لم یکن الإشعار و التقلید علی الوجه المعتبر،و هو الذی یعقد به الإحرام،أو یؤکد به إذا عقد بالتلبیة،لأنه إذا أشعره أو قلده کذلک تعین ذبحه أو نحره،لقول الصادق علیه السلام فی صحیحة الحلبی:

«و إن کان أشعرها نحرها» (4)و به صرح فی المنتهی (5)،و لهذا یجب ذبحه لو ضل فأقام غیره ثم وجده قبل ذبح الأخیر.و حینئذ فلا یجوز إبداله،و لا إتلافه،و لا التفریط فیه،کما سیأتی فی عبارته.

قوله: (لکن متی ساقه فلا بد من نحره).

لا یراد بسیاقه أمر زائد علی إشعاره أو تقلیده فینبغی أن یحمل علیه، و یکون السیاق الأول یراد به مطلق المصاحبة من غیر إشعار و لا تقلید،فان السیاق بمجرده لا یوجب ذلک قطعا اتفاقا.

و مقتضی النص و کلام الأصحاب عدم الاحتیاج إلی ضمیمة مع الإشعار أو التقلید فی ذلک.

فعبارة المصنف لا تخلو من تدافع،لأنّ جواز إبداله یمنع من وجوب نحره متحتما،و من ضمانه مع التفریط،و من وجوب ذبح الأول إذا ضل فأقام بدله، ثم وجده.

و التألیف الذی حاوله شیخنا الشهید فی هذه العبارة لم یتم له:لأنّ تدافعها باق،نعم لا دلیل یدل علی خروجه عن ملک مالکه.

ص:246


1- 1)المبسوط 1:375.
2- 2) السرائر:141.
3- 3) فی«س»:أن یقال یحمل.
4- 4) التهذیب 5:219 حدیث 738،الاستبصار 2:271 حدیث 962.
5- 5) المنتهی 2:750. [1]

و لا یتعین هدی السیاق للصدقة إلاّ بالنذر،و لو هلک لم یجب بدله.

و المضمون کالکفارات یجب البدل فیه،و لو عجز هدی السیاق ذبح أو نحر مکانه،و علّم بما یدل أنه قوله: (و لا یتعین هدی السیاق للصدقة إلاّ بالنذر).

مقتضی هذه العبارة مع ما قبلها أنّ الواجب هو النحر خاصة،دون ما سواه،فإذا نحره فعل به ما یفعل بسائر أمواله.

و الحق:أنه یجب فیه ما وجب فی هدی التمتع،و سیأتی عن قریب إن شاء اللّه تعالی.

قوله: (و المضمون کالکفارات یجب البدل فیه).

أی:و هدی السیاق المضمون إلی آخره،فیعلم منه أنّ هدی السیاق لا یشترط أن یکون متبرعا به،بل لو کان مستحقا صح.فإذا ساق هدیا وجب فی ذمته بکفارة،أو نذر-لإهداء ما لیس معینا-تعین،فإذا هلک وجب بدله،لأنّ الذی فی الذمة أمر کلی،و إنما یتحقق الخروج عن عهدته إذا ذبحه علی الوجه المعتبر،فمتی لم یتحقق ذلک عاد إلی الذمة کما کان.

و یمکن أن یکون معنی العبارة:و الهدی المضمون کالکفارات إلی آخره، و کیف کان فالعبارة صالحة لأن یکون هذا الهدی هدی سیاق،و إن کان لا یستفاد منها إلا بارتکاب تکلّف،و هو إدخاله فی أحکام هدی السیاق.

و یفهم من العبارة أنّ غیر المضمون کالمنذور بعینه،لا یجب بدله إذا هلک و هو حق،و الأخبار شاهدة بذلک (1).

قوله: (و لو عجز هدی السیاق ذبح أو نحر مکانه،و علّم بما یدل علی أنه صدقة).

ص:247


1- 1)الکافی 4:494 حدیث 3،التهذیب 5:215 حدیث 724-726،الاستبصار 2:269 حدیث 955، 956.

صدقة، و یجوز بیعه لو انکسر،فیستحب الصدقة بثمنه أو شراء بدله. المتجه کون ذلک کله علی طریق الوجوب،لأنّ النحر واجب فلا یسقط، و تعذر مکان الواجب لا یسقط الوجوب،و لأنه حق الفقراء،فیمتنع القول بسقوطه.و یجب الأکل منه (1)إن قلنا بوجوبه من هدی السیاق،و سیأتی.و لو کان منذور الصدقة به لم یجز الأکل منه.و علی هذا تنزل روایة عمر بن حفص الکلبی،عن الصادق علیه السلام و قد قال له:رجل ساق الهدی،فعطب فی موضع لا یقدر علی من یتصدق به علیه،و لا من یعلمه أنه هدی،قال:«ینحره،و یکتب کتابا و یضعه علیه،لیعلم من یمر به انه صدقة» (2).

و عبارة المصنف هنا تحتمل الوجوب و عدمه،و فی التحریر عبر بالجواز (3)، و الذی أذهب إلیه الوجوب،لأنّ طریق التوصل إلی التصدق به انحصر فی ذلک، و لا تجب الإقامة عنده و إن أمکنت.

نعم لو أمکن إیصاله إلی موضع ذبحه بغیر مشقة وجب،و إعلامه بما یدل علی حاله(یکون) (4)بالکتابة-کما فی الروایة- (5)و بغمس النعل فی دمه،و ضرب صفحة سنامه به.و یعول علی ذلک حینئذ،فیجوز الأکل منه.

و یلزم منه شیئان:الاکتفاء فی التذکیة بالقرینة،و الاعتماد فی الأکل من مال الغیر علی الکتابة و نحوها.

قوله: (و یجوز بیعه لو انکسر،فیستحب الصدقة بثمنه،أو شراء بدله).

هذا الحکم مشکل،لأنّ هدی السیاق صار متعینا نحره،فیکف یجوز

ص:248


1- 1)فی«س»:بسقوط الأکل منه.
2- 2) التهذیب 5:218 حدیث 736.
3- 3) تحریر الأحکام 1:107.
4- 4) لم ترد فی«ن».
5- 5) التهذیب 5:218 حدیث 736.

..........

بیعه؟ثم إنه لا معنی لتخصیص الحکم بذلک بالکسر،فإن الأخبار خالیة عن الدلالة علی أنّ ذلک حکم الکسر وحده،فإنّ حسنة الحلبی-قال:سألته عن الهدی الواجب إذا أصابه کسر أو عطب،أ یبیعه صاحبه،و یستعین بثمنه فی هدی آخر؟قال:«یبیعه،و یتصدق بثمنه،و یهدی هدیا آخر» (1)-مصرحة بالکسر و العطب کما هو واضح.

و کذا صحیحة محمد بن مسلم،عن أحدهما علیهما السلام قال:سألته عن الهدی الواجب إذا أصابه کسر أو عطب،أ یبیعه صاحبه و یستعین بثمنه فی هدی آخر؟قال:«لا یبیعه،و إن باعه تصدق بثمنه،و لیهد هدیا آخر» (2).

و الذی یقتضیه صحیح النظر أنّ ذلک حکم الهدی المضمون فی الذمة، إذا عینه فی هدی بقوله:هذا الهدی الفلانی،فإنه یتعین بغیر خلاف،نفل الإجماع علیه فی المنتهی (3)فإذا عرض له کسر و نحوه فإنه یبطل التعیین علی الأصح،و یعود إلی ملکه،فیقیم بدله وجوبا،و إن شاء باع هذا أو وهبه،لأنه ملکه،و إن شاء ذبحه و تصدق به استحبابا،نظرا إلی أنه قد عینه.و إن باعه فالأفضل له الصدقة بثمنه،فالصدقة بثمنه (4)و ذبحه مع الآخر فی الروایتین (5)محمولان علی (الاستحباب،لما قلناه من بطلان التعیین الخاص لامتناعه.

و لا یمکن حمل الروایتین علی) (6)هدی السیاق،للقطع بعدم وجوب إقامة البدل،و بطلان القول بجواز بیعه لتعیین نحره بإشعاره،و منافاة ذلک للروایة السابقة بالذبح (7).فیحملان علی الهدی المضمون جمعا بین الأخبار و الدلائل،

ص:249


1- 1)الکافی 4:494 حدیث 4، [1]التهذیب 5:217 حدیث 730.
2- 2) الفقیه 2:298 حدیث 1482،التهذیب 5:217 حدیث 731.
3- 3) المنتهی 2:749. [2]
4- 4) لم ترد فی«ن».
5- 5) الکافی 4:494،حدیث 4،الفقیه 2:298 حدیث 1482،التهذیب 5:217 حدیث 730،731.
6- 6) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».
7- 7) التهذیب 5:218 حدیث 736.

و لو سرق من غیر تفریط لم یضمن و إن کان معینا بالنذر،و لو ضل فذبحه الواجد عن صاحبه أجزأ عنه. و تقلیلا لارتکاب المجاز بحسب الإمکان.

و هذا هو الذی یلوح من عبارة المصنف فی المنتهی (1)و التذکرة (2)و لم أجد هذا فی کلام أحد من الأصحاب،بل الجمیع یجوزون البیع من غیر تقیید.

نعم عبارة المصنف فی الکتابین ترشد إلی ذلک،فعلی هذا قول المصنف:

(و یجوز بیعه)لا یمکن أجزاؤه فی هدی السیاق فلا بد من التنبیه،لکون ذلک حکم الهدی المضمون،لا هدی السیاق.

قوله: (و لو سرق من غیر تفریط لم یضمن،و إن کان معینا بالنذر).

جملة إن الوصلیة معطوفة علی جملة محذوفة تقدیرها:إن لم یکن معینا بالنذر، و إن کان معینا بالنذر.و یندرج فی الأولی المضمون المعین بالقول،فإنه لیس معینا بالنذر،مع أنه یجب إقامة بدله قطعا،و فی عدة من الأخبار دلالة علیه (3)،و هذا من مدلول العبارة بمنطوقها،لأنّ المحذوف لدلیل کالمذکور.

و زعم شیخنا الشهید أنّ هذا مستفاد بمفهوم الموافقة،و لیس کذلک.

و یفهم من القید فی قوله:(و إن کان معینا بالنذر)أنّ المعین بغیره یجب بدله، و لیس کذلک،لأنّ المعین بالقول مع النیة یتعین،و لا یجب إقامة بدله،و کذا المعین بالإشعار،فالعبارة غیر جیدة.

قوله: (و لو ضل فذبحه الواجد عن صاحبه أجزأ عنه).

الظاهر أنّ المراد به:هدی السیاق بدلیل سوق العبارة.فلا یرد أنّ ذلک لیس علی إطلاقه،بل تستثنی منه الکفارة و النذر المطلق،إلا أنّ العنایة بالتنبیه علی

ص:250


1- 1)المنتهی 2:750.
2- 2) التذکرة 1:384.
3- 3) منها ما فی الکافی 4:493 حدیث 2،التهذیب 5:217 حدیث 733.

و لو أقام بدله،ثم وجده ذبحه،و لا یجب ذبح الأخیر،و لو ذبح الأخیر استحب ذبح الأول،و یجب مع النذر،و یجوز رکوبه و شرب لبنه مع عدم الضرر به و بولده. حکمهما أمر مطلوب،لأنه ربما أو هم التعمیم،و جمیع ما سبق فی هدی التمتع إذا فعل آت هنا.

قوله: (و لو أقام بدله،ثم وجده ذبحه،و لا یجب ذبح الأخیر،و لو ذبح الأخیر استحب ذبح الأول).

قد سبق أنه لا یجب إقامة بدله،و حینئذ فلا یکون الذبح واجبا،فکیف یجزئ عن الواجب المعین،أعنی:ذبح الأول؟ و ینبغی أن یکون هذا الحکم للهدی المضمون إذا عینه،أما هدی السیاق فإنه یتعین ذبحه،سواء ذبح الثانی أم لا،و لو نذر ذبح الثانی عنه فذبحه،فالظاهر أنه لا یسقط وجوب ذبح الأول عند وجدانه.

قوله: (و یجب مع النذر).

أی:و یجب ذبح الأول مع کون ذبحه منذورا،و إن ذبح الثانی،و کذا ینبغی أن یقال فی هدی السیاق.

قوله: (و یجوز رکوبه و شرب لبنه).

أی:هدی السیاق،لأنه لم یخرج عن ملکه کما قلناه،بخلاف ما لو خرج بنذر و شبهه-کما صرح به ابن الجنید (1)،و المصنف فی المختلف (2)-فیغرم لمساکین الحرم لو فعل.

قوله: (ما لم یضرّ به و بولده).

یعلم منه أنّ حال ولده کحاله فی وجوب الذبح،و هو الأصح.

ص:251


1- 1)نقله عنه فی المختلف:307.
2- 2) المختلف:307.

و لا یجوز إعطاء الجزار من الواجب شیئا،و لا من جلودها،و لا الأکل،فإن أکل ضمن ثمن المأکول. و یستحب أن یأکل من هدی السیاق،و یهدی ثلثه،و یتصدق بثلثه کالمتمتع،و کذا الأضحیة.

و یجزئ الهدی الواجب عن الأضحیة،و الجمع أفضل،فإن تعذرت تصدق بثمنها،فان اختلفت تصدق بثلث الأعلی و الأوسط و الأدون. قوله: (و لا یجوز إعطاء الجزار من الواجب شیئا).

أی:من الواجب فی نذر،أو کفارة و نحوهما.

قوله: (فإن أکل ضمن ثمن المأکول).

هذا هو المناسب،و فی عبارة التحریر ضمن مثل المأکول (1)،و هو غیر ظاهر.

قوله: (و یستحب أن یأکل من هدی السیاق.).

الأصح الوجوب کهدی التمتع،للروایة (2)،و هو مقرب الدروس (3)و اختیار أبی الصلاح (4).

قوله: (و یجزئ الهدی الواجب عن الأضحیة).

لأنّ التضحیة تتحقق بالذبح،و إن کان واجبا.

قوله: (فان اختلف تصدق بثمنه الأعلی و الأوسط و الأدون).

أی:إن اختلف الثمن،و قد کان الاشمل أن یقول:تصدق بثمن نسبته إلی المجموع نسبة الواحد إلی عدد الأثمان.

ص:252


1- 1)تحریر الأحکام 1:107. [1]
2- 2) الکافی 4:488،حدیث 5،التهذیب 5:202 حدیث 672.
3- 3) الدروس:129.
4- 4) الکافی فی الفقه:200.

و یکره التضحیة بما یربیه،و أخذ شیء من جلودها و إعطاؤها الجزار،بل یستحب الصدقة بها.

البحث الرابع:فی مکان إراقة الدماء و زمانها

البحث الرابع:فی مکان إراقة الدماء و زمانها.

أما دم التحلل فإن کان عن صد فمکانه موضعه،و زمانه من حین الصد الی ضیق الوقت،فیتعین التحلل بالعمرة،فإن منع عنها تحلل بالهدی، فإن عجز صام.و إن کان عن حصر فمکانه منی إن کان حاجا،و مکة إن کان معتمرا و زمانه یوم النحر و أیام التشریق.

و مکان الکفارات جمع منی إن کان حاجا،و الاّ مکة.و زمانها قوله: (و تکره التضحیة بما یربیه).

للنص علی ذلک (1)،بل یشتری و یضحی.

قوله: (و إعطاؤها الجرار).

یکره إعطاؤه من الجلود و اللحم،و المراد:إعطاؤه أجرة،فلو کان فقیرا فلا شبهة فی الجواز،لفقره.

قوله: (و زمانه من حین الصد إلی ضیق الوقت).

المراد:ضیق وقت الحج،بحیث یعلم فواته باعتبار عدم سعة الوقت له، فحینئذ یتعین العمرة،فإن تعذرت تحلل بالهدی.

قوله: (فان عجز صام).

المروی:ثمانیة عشر (2)،و قیل عشرة کهدی التمتع (3)،و هو بناء علی أنّ لهدی الصد بدلا،و قیل:لا بدل له (4)،و سیأتی إن شاء اللّه تعالی.

قوله: (و مکان الکفارات جمع).

بضم الجیم و فتح المیم،تأکید للکفارات.

ص:253


1- 1)الکافی 4:544 حدیث 20،التهذیب 5:452 حدیث 1578.
2- 2) الکافی 4:385 حدیث 2، [1]الفقیه 2:232 حدیث 1111،التهذیب 5:237 حدیث 800.
3- 3) قاله ابن حمزة فی الوسیلة:186.
4- 4) القول لابن زهرة فی الغنیة(الجوامع الفقهیة):521.

وقت حصول سببها،و مکان هدی التمتع منی.

و یجب إخراج ما یذبح بمنی الی مصرفه بها،و زمانه یوم النحر قبل الحلق،و لو أخره أثم و أجزأ،و کذا یجزئ لو ذبحه فی بقیة ذی الحجة.

و مکان هدی السیاق منی إن کان الإحرام للحج،و إن کان للعمرة ففناء الکعبة بالحزورة.و زمانه کهدی التمتع.

و من نذر نحر بدنة و عیّن مکانا تعیّن،و إلاّ نحرها بمکة،و لا یتعین للأضحیة مکان،و زمانها بمنی أربعة:یوم النحر،و ثلاثة بعده،و فی الأمصار ثلاثة.

و یجوز ادخار لحمها،و یکره أن یخرج به من منی،و یجوز إخراج ما ضحاه غیره. قوله: (و یجب إخراج ما یذبح بمنی إلی مصرفه بها).

أی:یجب صرفه إلی ذلک.

قوله: (فبفناء الکعبة بالحزورة).

هی بفتح الحاء المهملة،و إسکان الزای و تخفیف الواو المفتوحة،و الراء بعدها،و فناء الدار بکسر الفاء:ما امتد من جوانبها.

قوله: (و یجوز إخراج ما ضحاه غیره).

و کذا یجوز إخراج السنام،و لو اشتری اللحم من المسکین جاز أیضا، ذکره فی الدروس (1).و یشکل لو کان لحم أضحیته،لإطلاق الأخبار بکراهة إخراجه عن منی (2).

ص:254


1- 1)الدروس:131.
2- 2) التهذیب 5:226 حدیث 765،766،الاستبصار 2:274 باب 189.
المطلب الثالث:فی الحلق و التقصیر

المطلب الثالث:فی الحلق و التقصیر،و یجب بعد الذبح.

أما الحلق أو التقصیر بمنی،و الحلق أفضل خصوصا للملبّد و الصرورة،و لا یتعین علیهما علی رأی. و یجب علی المرأة التقصیر،و یحرم الحلق و فی إجزائه نظر. و یجزئ فی التقصیر قدر الأنملة. قوله: (و الحلق أفضل).

أی:أفضل الواجبین المخیر فیهما.

قوله: (خصوصا للملبد و الصرورة).

الملبد بکسر الباء الموحدة مشددة،قال فی التذکرة:و تلبید الشعر:أن یأخذ عسلا أو صمغا،و یجعله فی رأسه لئلا یقمل أو یتسخ (1).

قوله: (و لا یتعین علیهما علی رأی).

الأصح أنه لا یتعین علیهما،لظاهر الآیة (2).

قوله: (و یجب علی المرأة التقصیر-إلی قوله:-و فی إجزائه نظر).

الأصح أنه لا یجزئ،للنهی عنه تبعا للنهی عن الجملة المقصودة دون الأبعاض.

قوله: (و یجزئ فی التقصیر قدر الأنملة).

بل أقل المجزئ أقل ما یقع علیه اسم التقصیر عرفا،لإطلاق الأخبار (3)، و به صرح فی المنتهی (4).

ص:255


1- 1)التذکرة 1:390. [1]
2- 2) الفتح:27.
3- 3) الکافی 4:439 حدیث 4-6،الفقیه 2:238 حدیث 1136،1138،التهذیب 5:162 حدیث 542،543،الاستبصار 2:244 حدیث 851،852.
4- 4) المنتهی 2:763. [2]

و لو رحل عن منی قبل الحلق رجع فحلق بها،فان تعذر حلق،أو قصر مکانه وجوبا و بعث بشعره لیدفن بها ندبا،و لو تعذر لم یکن علیه شیء. و یمر من لا شعر علی رأسه الموسی علیه. و یجب تقدیم الحلق أو التقصیر علی طواف الحج و سعیه،فإن أخره عامدا جبره بشاة،و لا شیء علی الناسی و یعید الطواف. قوله: (و لو تعذر لم یکن علیه شیء).

أی:لو تعذر البعث.

قوله: (و یمر من لا شعر علی رأسه الموسی علیه).

سواء کان حالقا فی إحرام العمرة أو کان أصلعا کما سبق،لکن یجب الإمرار فی الأول،و یستحب فی الثانی،للروایة (1).

و هل یجزئ عن التقصیر؟فیه قولان،و فی روایة ما یدل علی الاجزاء (2)، و لا ریب أنّ وجوب التقصیر أولی،و الاستدلال بالروایة لا یخلو من شیء.

و لا یمتنع وجوب الأمرین علی الحالق فی إحرام العمرة،نظرا إلی إمکان کون وجوب الحلق عقوبة.

قوله: (و یعید الطواف).

الأصح أنه لا فرق فی وجوب إعادة الطواف بین العامد و الناسی.

و هل یعید السعی؟یفهم من العبارة العدم،و صرح المصنف فی التذکرة (3)،و المنتهی بإعادته (4)،و هو الأصح،(لظاهر روایة علی بن یقطین (5)،

ص:256


1- 1)لم نعثر علی هکذا روایة،و قال فی المسالک 1:93: [1]إن لهذا التفصیل روایة،و فی الجواهر 19:245،و [2]المدارک:486:ان ما ذکره فی المسالک من وجود روایة لهذا التفصیل لم نقف علیه، و فی المستند 2:270: [3]ان القول بالتفصیل لا دلیل علیه.
2- 2) الکافی 4:504 حدیث 13،التهذیب 5:244 حدیث 828.
3- 3) التذکرة 1:390.
4- 4) المنتهی 2:764. [4]
5- 5) التهذیب 5:241 حدیث 811.

و یستحب أن یبدأ فی الحلق بناصیته من قرنه الأیمن،و یحلق الی العظمین و یدعو،فإذا حلق أو قصر أحل من کل شیء إلاّ الطیب و النساء و الصید علی اشکال، و للأخبار الدالة علی عدم الاعتداد بالسعی لو لم یکن طاف (1)) (2).

قوله: (و یستحب أن یبدأ فی الحلق بناصیته من قرنه الأیمن).

المراد:انه یبدأ بشق ناصیته الأیمن،و یحلق قرنه الأیمن.

قوله: (و یحلق إلی العظمین).

المراد بهما:العظمان اللذان فی أسفل الصدغ،یحاذیان وتدی الأذنین، و هما الهیئتان اللتان فی مقدمهما.و لا یخفی أنه تجب فی الحلق أو التقصیر النیة مقارنة لأوله مستدامة الحکم،و لا بد من التعرض لکونه فی حج الإسلام أو غیره، و الوجه من وجوب أو ندب.

و لو قدم الطواف و السعی علی الذبح،ففی الدروس:إنّ الکلام فیه کالکلام فی الحلق،قال:و کذا لو قدم الطواف علی الرمی،أو علی جمیع مناسک منی،یجزئ مع الجهل،و فی التعمد و النسیان الاشکال (3).

قوله: (إلا الطیب و النساء و الصید علی إشکال).

الإشکال فی الصید خاصة،و المراد به:الصید الذی حرمه الإحرام دون الذی حرمه الحرم،فانّ ذلک یبقی و إن طاف للنساء.

و منشأ الإشکال من زوال الإحرام المقتضی للتحریم،و من أنّ بقاء شیء من محرماته یقتضی بقاء التحریم،و للاستصحاب،و الأصح تحریمه إلی أن یطوف للنساء.

ص:257


1- 1)الکافی 4:421 حدیث 1،2،الفقیه 2:252 حدیث 1217،التهذیب 5:129 حدیث 426-428.
2- 2) ما بین القوسین لم ترد فی«ن».
3- 3) الدروس:133.

و هو التحلل الأول للمتمتع.

أما غیره فیحل له الطیب أیضا،فإذا طاف للحج حل له الطیب و هو التحلل الثانی،فإذا طاف للنساء حللن و هو التحلل الثالث،و لا تحل النساء إلاّ به.

و یحرم علی المرأة الرجل لو ترکته علی اشکال(ط) و لو وجب علیها قضاؤه.

قوله: (و هو التحلل الأول للمتمتع،أما غیره فیحل له الطیب أیضا).

المراد بغیره:القارن و المفرد،و إنما یحل لهما الطیب إذا قدما طواف الحج و سعیه علی الوقوفین،فإنه یجوز لهما ذلک اختیارا علی الأصح.

و عبارة المصنف مطلقة،و ظاهرها الجواز مطلقا،و کذا عبارات أکثر الأصحاب و هو مشکل،لأنّ روایات تحریم الطیب حتی یطوف و یسعی مطلقة (1).

و طریق الجمع:الحمل علی تقدیمهما،و به صرح فی الدروس (2)و الظاهر أنّ المتمتع لو قدمهما لضرورة کذلک.

قوله: (فإذا طاف للحج حل له الطیب).

الأصح أنه لا بد فی حله من الإتیان بالسعی أیضا،لروایة منصور بن حازم (3).

قوله: (فإذا طاف للنساء حللن له).

و حینئذ فیحل الصید الإحرامی.

قوله: (و یحرم علی المرأة الرجل لو ترکته علی إشکال).

منشؤه عدم النص،و أنّ الظاهر اشتراک التحریم،و الأصح الثانی،إذ لا معنی لوجوب طواف النساء علیها لو لا ذلک.

ص:258


1- 1)الفقیه 2:224 حدیث 1051،التهذیب 5:298 حدیث 1009.
2- 2) الدروس:133.
3- 3) التهذیب 5:245 حدیث 829،الاستبصار 2:287 حدیث 1018.

و لو ترکه الحاج متعمدا وجب علیه الرجوع الی مکة و الإتیان به لتحل له النساء،فان تعذر استناب،فإذا طاف له النائب حل له النساء. و هل یشترط مغایرته لما یأتی به من طواف النساء فی إحرام آخر؟ اشکال.

و یحرم علی المیز النساء بعد بلوغه لو ترکه علی اشکال،و یحرم علی العبد المأذون، قوله: (فان تعذر استناب).

أی:لزم منه المشقة الشدیدة.

قوله: (فإذا طاف النائب حل له النساء).

إذا علم بذلک،-کما صرح به ابن إدریس (1)-لا مطلقا،و فی الدروس:

لو وعده فی وقت بعینه فالأقرب حلهن بحضوره عملا بالظاهر،فلو تبین عدمه اجتنب (2)،و الذی ینبغی عدم الجواز حتی یعلم إتیان النائب.

قوله: (و هل یشترط مغایرته لما یأتی به من طواف النساء.).

الأصح أنه یشترط ذلک،و لا تحل النساء بدونهما معا،و یتخیر فی تقدیم أیهما شاء،لکن یشکل إنشاء إحرام آخر قبل طواف النساء للأول.

قوله: (و تحرم علی الممیز النساء بعد بلوغه لو ترکه علی إشکال).

لأنه من باب الأسباب،و لهذا یجب علی الولی منعه منهن حال الإحرام.

و تجب علیه الکفارة لو فعل موجبها،إما مطلقا أو إذا کانت بحیث تجب بالمحرم عمدا و سهوا،و الأصح التحریم.

ص:259


1- 1)السرائر:142.
2- 2) الدروس:134.

و إنما یحرم بترکه الوطء دون العقد. و یکره لبس المخیط قبل طواف الزیارة،و الطیب قبل طواف النساء،فإذا قضی مناسک منی مضی إلی مکة للطوافین و السعی لیومه،و الاّ فمن غده خصوصا المتمتع،فإن أخره أثم و أجزأ. و یجوز للقارن و المفرد تأخیر ذلک طول ذی الحجة علی کراهیة.

(و مقتضی العبارة أنه لو لم یترکه لم تحرم علیه النساء و هو ممکن،و یمکن القول بالتحریم،کما لو أحدث فتطهّر،ثم بلغ.

و التقیید بالممیز یخرج غیر الممیز،و انعقاد إحرامه و وجوب مجانبته علی الولی ما یجتنبه المحرم یقتضی عدم الفرق،بل المجنون لو أحرم عنه ولیه ینبغی أن یکون کذلک للحکم بصحة إحرامه،و لهذا لو أفاق قبل أحد الموقفین اعتبر حجه و اجتزأ به.

و فی وجوب الطواف علی الممیز و غیره قوة،و به صرح فی الدروس (1)،بل و کذا المجنون) (2).

قوله: (و إنما تحرم بترکه الوطء دون العقد).

الظاهر أنّ هذا راجع إلی أصل الباب،أی:إنما نحرم علی تارک طواف النساء،و الأصح تحریم العقد أیضا،و کلما حرّمه الإحرام مما یتعلق بالنساء عملا بالاستصحاب.

قوله: (خصوصا المتمتع،فإن أخره أثم و أجزأ).

الأصح أنّ التأخیر مکروه-و هو اختیاره فی المختلف (3)-للنصوص الدالة علی ذلک (4).

ص:260


1- 1)الدروس:134.
2- 2) ما بین القوسین لم ترد فی«ن».
3- 3) المختلف:309.
4- 4) التهذیب 5:250 حدیث 845،846،الاستبصار 2:291 حدیث 1033.

الفصل السابع:فی باقی المناسک

اشارة

الفصل السابع:فی باقی المناسک و فیه مطالب:

الأول:فی زیارة البیت

الأول:فی زیارة البیت،فإذا فرغ من الحلق أو التقصیر مضی إلی مکة لطواف الزیارة.

و یستحب الغسل قبل دخول المسجد،و تقلیم الأظفار،و أخذ الشارب،و لو اغتسل بمنی جاز،و لو اغتسل نهارا و طاف لیلا أو بالعکس، فإن نام أو أحدث قبل الطواف استحب إعادة الغسل. و یقف علی باب المسجد و یدعو،ثم یطوف للزیارة سبعة أشواط کما تقدم علی هیئته،إلاّ أنه ینوی هنا طواف الحج،ثم یصلی رکعتیه عند مقام إبراهیم علیه السلام. ثم یسعی بین الصفا و المروة سبعة أشواط کما تقدم،و ینوی به سعی الحج.

ثم یرجع الی البیت فیطوف للنساء سبعة أشواط کالأول،إلاّ أنه ینوی طواف النساء،ثم یصلی رکعتیه فی المقام.

قوله: (فإذا فرغ من الحلق أو التقصیر).

أی:بعد أن أتی بالرمی ثم الذبح،و إلاّ لم یجز الخروج من منی للطواف و السعی،حتی یأتی بهما،کما أشرنا إلیه.

قوله: (فإن أحدث أو نام قبل الطواف استحب إعادة الغسل).

ورد النص علی ذلک کله (1).

قوله: (ثم یصلی رکعتیه عند المقام).

أی:عند المقام الحقیقی الذی هو موقف إبراهیم علیه السلام،أما ما یسمی بالمقام الآن،و هو البنیة التی خلفه،فتتعین الصلاة فیها،إلا لضرورة کما سبق.

ص:261


1- 1)الکافی 4:511 حدیث 2،التهذیب 5:251 حدیث 850،851.
المطلب الثانی:فی العود إلی منی

المطلب الثانی:فی العود إلی منی،فإذا طاف طواف النساء فلیرجع إلی منی،و لا یبیت لیالی التشریق إلاّ بها،و هی:لیلة الحادی عشر،و الثانی عشر،و الثالث عشر.و یجوز لمن اتقی النساء و الصید النفر یوم الثانی عشر.

قوله: (و لا یبیت لیالی التشریق إلاّ بها).

إنما سمیت لیالی التشریق و أیام التشریق (1).

قوله: (و یجوز لمن اتقی النساء و الصید.).

المراد باتقاء النساء عدم إتیانهن فی حال الإحرام،بمعنی:عدم الجماع، لا مطلق ما یحرم علی المحرم مما یتعلق بهن کالقبلة و اللمس بشهوة،علی ما یظهر من عبارة الحدیث (2)،و عبارة المصنف فی المنتهی (3)و التذکرة فإنه قال فیها:إنما یجوز النفیر فی النفر الأول لمن اتقی النساء و الصید فی إحرامه،فلو جامع فی إحرامه،أو قتل صیدا فیه لم یجز له أن ینفر فی الأول،و احتج بقوله تعالی (لِمَنِ اتَّقی) (4)و بقول الصادق علیه السلام:«من أتی النساء فی إحرامه لم یکن له أن ینفر فی الأول» (5)(6).

و مثلها عبارة المنتهی،و لأنّ المتبادر إلی الفهم من اتقاء النساء و عدمه هو مجانبة الوطء و عدمها،و کذا الظاهر ان المراد من اتقاء الصید عدم قتله،کما هو

ص:262


1- 1)کذا فی الأصول الثلاثة المعتمدة و الحجریة.و العبارة کما تری بحاجة إلی بیان السبب فی التسمیة، و الظاهر انه هکذا:من تشریق اللحم و هو:تقیده و بسطه فی الشمس لیجف،أو لأن الهدی و الأضاحی لا تنحر حتی تشرق الشمس.انظر:النهایة 2:464، [1]مجمع البحرین 5:191-192. [2]
2- 2) الکافی 4:522 حدیث 11، [3]التهذیب 5:273 حدیث 932.
3- 3) المنتهی 2:776. [4]
4- 4) البقرة:203. [5]
5- 5) الکافی:4:522 حدیث 11، [6]التهذیب 5:273 حدیث 932.
6- 6) التذکرة 1:393. [7]

و لو باب اللیلتین بغیر منی وجب علیه عن کل لیلة شاة،و کذا غیر المتقی لو بات الثالثة بغیرها،إلاّ أن یبیتا بمکة ظاهر عبارة المنتهی (1)و التذکرة أیضا (2).

و یحتمل العموم فی کل من الأمرین،و الأصل یدفعه،و فی بعض الأخبار اعتبار اتقاء جمیع محرمات الإحرام (3)،و اختاره ابن إدریس (4)،و المشهور الأول، و الاتقاء معتبر فی إحرام الحج قطعا،و فی عمرة التمتع بالإضافة إلی حجه فی وجه قوی،لأنها(جزء) (5)من حج التمتع،لا العمرة المبتولة (6)علی الظاهر،لعدم الارتباط المقتضی لمبادرته إلی الفهم.

و هل یفرق بین العامد و الناسی فی الأمرین معا،فیکون الناسی متقیا، أم فی النساء فقط،إذ لا شیء علی الناسی لو جامع،بخلاف قتل الصید سهوا، أم لا یعد متقیا فیهما؟أوجه،و لم أظفر بذلک فی کلام الأصحاب.

قوله: (و لو بات اللیلتین بغیر منی وجب علیه عن کل لیلة شاة).

فی حواشی الشهید:إنّ الجاهل لا کفارة علیه،و ظاهر الأخبار العموم (7)، فلا یفرق بینه و بین العامد.و یؤیده أنّ الجاهل مأمور بالتعلم،و إخلاله به لتقصیره لا یعد عذرا،مع احتمال الفرق وقوفا مع أصل البراءة إلاّ فی موضع الوفاق.

قوله: (إلا أن یبیتا بمکة مشتغلین بالعبادة).

ص:263


1- 1)المنتهی 2:776. [1]
2- 2) التذکرة 1:393. [2]
3- 3) الفقیه 2:288 حدیث 1416.
4- 4) السرائر:144.
5- 5) لم ترد فی«س».
6- 6) فی«ن»و«ه»:المقبولة.
7- 7) قرب الاسناد:106-107،الکافی 4:514 حدیث 1،3،الفقیه 2:286 حدیث 1406،التهذیب 5:257 حدیث 871-873،الاستبصار 2:292 حدیث 1038-1040،و المزید الاطلاع انظر: الوسائل 10:206 باب 1 من أبواب العود إلی منی.

مشتغلین بالعبادة،أو یخرجا من منی بعد نصف اللیل.

و لو غربت الشمس یوم الثانی عشر بمنی وجب علی المتقی المبیت أیضا،فإن أخل به فشاة.

أی:کل من المتقی و غیره،و یجب استیعاب اللیلة بالعبادة،لظاهر روایة معاویة بن عمار الصحیحة (1).و یحتمل-ضعیفا-الاکتفاء بمجاوزة نصف اللیل متعبدا لجواز الخروج من منی حینئذ،و لا فرق بین العبادة الواجبة و المندوبة، العلمیة و العملیة،لتعلیل الحکم فی الخبر بالطاعة.و یستثنی ما لا بد منه من أکل و شرب و نوم یغلب علیه،أو یضر بحاله ترکه،لأنّ الضرورة یسوغ معها ترک المبیت.و لو کان مضطرا إلی المبیت بغیر منی کما لو دعته حاجة ما،أو حفظ مال، أو تمریض،أو کان من أهل السقایة جاز الخروج من منی إلی غیرها و المبیت هناک.

و لو غربت الشمس علی المضطر فربما فرّق بین أهل السقایة و الرعاة لأنّ الرعی لا یکون لیلا،فیجوز لأهل السقایة دون غیرهم،و ألحق فی التذکرة نحو من له مریض بمکة بأهل السقایة (2).

و لو خرج من منی بعد نصف اللیل جاز،و فی بعض الأخبار لا یدخل مکة إلی الصبح (3)،و هو قول الشیخ (4).

قوله: (و لو غربت الشمس یوم الثانی عشر بمنی وجب علی المتقی المبیت).

أی:و إن کان متأهبا للخروج،و إن خرج عن منی قبله،ثم رجع لنسیان شیء فغربت الشمس لم یجب المبیت،نص علیه المصنف و شیخنا الشهید (5)، و إن ارتحل فغربت قبل مجاوزة منی فإشکال.

ص:264


1- 1)الکافی 4:514 حدیث 1،التهذیب 5:258 حدیث 876،الاستبصار 2:293 حدیث 1043.
2- 2) التذکرة 1:392. [1]
3- 3) التهذیب 5:259 حدیث 882،الاستبصار 2:294 حدیث 1049.
4- 4) المبسوط 1:378. [2]
5- 5) الدروس:135.

و یجب أن یرمی الجمار الثلاث فی کل یوم من الحادی عشر و الثانی عشر،فإن أقام لیلة الثالث عشر وجب الرمی فیه أیضا کل جمرة فی کل یوم بسبع حصیات علی الترتیب،یبدأ بالأولی،ثم الوسطی،ثم جمرة العقبة،فإن نکس أعاد علی الوسطی ثم جمرة العقبة.

و لو رمی اللاحقة بعد أربع حصیات ناسیا حصل الترتیب،و لا یحصل بدونها. قوله: (و لو رمی اللاحقة بعد أربع حصیات ناسیا حصل بالترتیب).

أی:حصل الرمی بالترتیب و کذا الجاهل،نص علیه فی الدروس (1)، و الروایة تشمله (2)،اما العامد فلا،لثبوت عدم جواز العدول عن اللاحقة قبل إکمال السابقة المقتضی لعدم مطابقة الواجب،فلا یکون مجزئا.

قوله: (و لا یحصل بدونها).

فتجب علیه إعادة اللاحقة قطعا،و کذا السابقة علیها،و هی التی رماها دون الأربع.و علیه دلت الروایة الصحیحة عن الصادق علیه السلام (3).و لو رمی الاولی أربعا،ثم الثانیة أربعا ثم أکمل الأولی فإن کان عدوله عن الاولی عمدا وجب استئناف الرمی عن الثانیة قطعا،و لا یجب لو کان سهوا،أما الاولی فلا تجب إعادتها علی حال.

و هل یجب استئناف الثانیة لو کان رمیها (4)أقل من أربع إذا رمی الأولی أربعا،ثم عدل إلی الثانیة سهوا نظرا إلی فوات الموالاة؟لا یبعد القول به،و فی الروایة ما یقتضیه (5)،فانّ وجوب إعادة الرمی کله لو رمی الأولی ثلاثا،ثم رمی

ص:265


1- 1)الدروس:124.
2- 2) التهذیب 5:265 حدیث 904.
3- 3) التهذیب 5:265 حدیث 904.
4- 4) فی«ن»:رماها.
5- 5) التهذیب 5:265 حدیث 904.

و لو ذکر فی أثناء اللاحقة أکمل السابقة أولا وجوبا،ثم أکمل اللاحقة مطلقا. و وقت الإجزاء من طلوع الشمس،و الفضیلة من الزوال،و یمتدان الثانیة عمدا أو سهوا لیس لفوات الترتیب،إذ یکفی فیه إعادة رمی الثانیة،بل الظاهر أنه لفوات الموالاة،فیقتضی الإعادة فیما ذکرناه.

قوله: (و لو ذکر فی أثناء اللاحقة أکمل السابقة أولا وجوبا،ثم أکمل اللاحقة مطلقا).

الظاهر أنّ المراد بالإطلاق:إتمام الأربع و عدمه.

و یمکن اعتباره فی إکمال کل من السابقة و اللاحقة،فیندرج فیه ما إذا رمی الاولی ثلاثا،ثم انتقل إلی الثانیة،فیکمل الاولی ثم الثانیة.إلاّ أنّ قوله:

(و لا یحصل بدونها)ینافیه،و صریح الروایة وجوب الاستئناف هاهنا (1)،و مع هذا فلا دلالة فی شیء من العبارة علی وجوب استئناف رمی التی رماها أقل من أربعة،ثم رمی ما بعدها،لکن صرّح فی غیر هذا الکتاب بالاستئناف (2)،و هو الأصح،و هو صریح الروایة،فیمکن قصره علی إکمال اللاحقة مطلقا،و مقتضاه عدم اعتبار الموالاة فی هذا القسم.

و مثله ما سیأتی من قوله:(و لو رمی الثالثة ناقصة أکملها مطلقا)و هو صریح کلامه فی المبسوط (3)،و فی الدروس توقف فی ذلک (4)،و اعتبار الأربع قوی کما قلناه.

قوله: (و یمتدان).

أی:وقت الإجزاء و الفضیلة.

ص:266


1- 1)التهذیب 5:265 حدیث 904.
2- 2) التذکرة 1:393. [1]
3- 3) المبسوط 1:379.
4- 4) الدروس:124.

الی الغروب،فإذا غربت قبل رمیه أخّره و قضاه من الغد. و یجوز للمعذور کالراعی،و الخائف،و العبد،و المریض الرمی لیلا لا لغیره.

و شرائط الرمی هنا کما تقدم یوم النحر،و لو نسی رمی یوم قضاه من الغد یبدأ بالفائت و یستحب أن یوقعه بکرة،ثم الحاضر و یستحب عند الزوال،و لو نسی الرمی حتی وصل مکة رجع فرمی،فان فات زمانه فلا شیء،و یعید فی القابل أو یستنیب إن لم یحج.

و یجوز الرمی عن المعذور کالمریض إذا لم یزل عذره فی وقت الرمی،فلو أغمی علیه لم ینعزل نائبه لأنه زیادة فی العجز.

قوله: (و قضاه من الغد).

أی:بعد الطلوع.

قوله: (و لو نسی رمی یوم قضاه من الغد).

أی:بعد الطلوع،إلاّ لضرورة.

قوله: (و یستحب أن یوقعه بکرة).

المراد به:بعد الطلوع إلی الزوال.

قوله: (ثم الحاضر).

معطوف علی قوله:(یبدأ بالفائت)و ما بینهما اعتراض،و یستحب أن یوقع الحاضر عند الزوال،لما سبق.

قوله: (و یعید فی القابل.).

المراد فی زمان الرمی لا مطلقا.

قوله: (فلو أغمی علیه لم ینعزل نائبه).

ربما أشکل بأنّ الإغماء یوجب زوال الوکالة فتزول النیابة.

و جوابه:إنّ المجوز لهذه النیابة إنما هو العجز،و بالإغماء یزداد،و فی روایة

ص:267

و یستحب الإقامة بمنی أیام التشریق،و رمی الاولی عن یساره من بطن المسیل،و الدعاء،و التکبیر مع کل حصاة،و الوقوف عندها،ثم القیام عن یسار الطریق،و استقبال القبلة و الدعاء،و التقدم قلیلا و الدعاء.

ثم رمی الثانیة کالأولی،و الوقوف عندها و الدعاء.

ثم الثالثة مستدبرا للقبلة مقابلا لها،و لا یقف عندها،و الدعاء.

صحیحة عن الصادق علیه السلام:«یرمی عنه» (1)و هی محمولة علی أنه استناب قبل الإغماء.

قوله: (و یستحب الإقامة بمنی أیام التشریق).

المحکوم علیه بالاستحباب هو المجموع من حیث هو مجموع،فلا ینافیه وجوب الإقامة زمان الرمی،و لا وجوب المبیت لیلا،إما لیلتین أو ثلاثا إن شملت الأیام اللیالی.

قوله: (و رمی الاولی عن یساره من بطن المسیل).

الذی فی الروایة:«رمی الاولی عن یسارها» (2)و فی الدروس عن یسارها و یمینه (3).و عبارة المصنف مقتضاها:الرمی عن یسار الرامی،و کأنه یرید عن جانب یساره و إن کان محاذیا لیمینه،لأنّ بطن المسیل إذا کان عن یسار المتوجه إلی مکة،کان المستقبل لها و القبلة إذا رماها من بطن المسیل محاذیا بیسارها یمینه، و إن کان جانب یسارها جانب یساره،فتستقیم العبارتان.

و یحتمل أن یراد فی العبارة:یسار الجمرة،بتأویل البناء و نحوه،و هو بعید،و الذی فی التذکرة (4)و المنتهی (5)هو ما فی الروایة.

ص:268


1- 1)التهذیب 5:123،268 حدیث 400،916،الاستبصار 2:226 حدیث 779.
2- 2) الکافی 4:480 حدیث 1، [1]التهذیب 5:261 حدیث 888.
3- 3) الدروس:125.
4- 4) التذکرة 1:392.
5- 5) المنتهی 2:771. [2]

و لو رمی الثالثة ناقصة أکملها مطلقا،أما الأولیان فکذلک إن رمی أربعا ناسیا،و الاّ أعاد علی ما بعدها بعد الإکمال،و لو ضاعت واحدة أعاد علی جمرتها بحصاة و لو من الغد،فإن اشتبه أعاد علی الثلاث.

قوله: (و لو رمی الثالثة ناقصة أکملها مطلقا).

أی:بلغ الأربع أم لا،و اعتبر ابن بابویه الأربع (1)،فیعید إذا قطع لدونها.

و الذی ینبغی الإعادة إذا قطع لدونها و فاتت الموالاة،سواء کان عمدا أولا،نظرا إلی أنّ الروایة تقتضی وجوب الموالاة (2)کما نبهنا علیه،و للاحتیاط.

قوله: (أما الأولیان فکذلک إن رمی أربعا ناسیا).

أی:یکمل رمیهما إذا رماهما(ناقصتین،ثم رمی الثالثة بشرط أن یکون قد رماهما أربعا أربعا،و لم یکن عدوله عن واحدة إلی ما بعدها) (3)عمدا،ففی عبارة المصنف مناقشتان:

إحداهما:أنه کان علیه أن یقول:أربعا أربعا مرتین،لأنّ رمی إحداهما فقط أربعا لا یحصّل الترتیب،و لا یندفع السؤال بتقدیر:إن رماهما أربعا،لأنّ ذلک صادق برمی واحدة أربعا،فتکون هذه العبارة مدافعة لما سبق،و لما سیأتی فی کلامه.

و الثانیة:أنّ اشتراط النسیان یقتضی أن یکون الجاهل کالعامد فی وجوب الإعادة و إن رمی أربعا،و هو خلاف ما دلت علیه الروایة (4)،فإذا تذکر ذلک قبل إکمال الأربع فی الثالثة،فرجع،فأکملهما،فالظاهر وجوب إعادة رمی الثالثة،لفوات الموالاة.

قوله: (و إلا أعاد علی ما بعده بعد الإکمال).

أی:و إن لم یرمهما أربعا،أو رمی أربعا و عدل إلی ما بعدها غیر ناس،

ص:269


1- 1)نقله عنه فی المختلف:141.
2- 2) الکافی 4:483 حدیث 5،الفقیه 2:285 حدیث 1399،التهذیب 5:265 حدیث 903.
3- 3) لم ترد فی«ن».
4- 4) التهذیب 5:265 حدیث 904.

و یجوز النفر الأول لمن اجتنب النساء و الصید بعد الزوال لا قبله.

و یجوز فی الثانی قبله،و یستحب للإمام الخطبة،و إعلام الناس ذلک.

المطلب الثالث:فی الرجوع الی مکة

المطلب الثالث:فی الرجوع الی مکة،فإذا فرغ من الرمی و المبیت بمنی فان کان قد بقی علیه شیء من مناسک مکة کطواف أو بعضه أو سعی عاد إلیها واجبا لفعله،و إلاّ استحب له العود لطواف الوداع و لیس واجبا.

و یستحب أما ذلک صلاة ست رکعات بمسجد الخیف عند أعاد علی ما بعد الناقص عنها،و لا یخفی تکلف العبارة.و فی بعض النسخ:(أعاد علی ما بعدها)أی:علی ما بعد الناقصة،و هو أصوب.و معنی قوله:(بعد الإکمال)الإعادة بعد إکمال الناقصة عن الأربع.

و تندرج فی هذه العبارة صور:

رمی الأولی و الثانیة ثلاثا ثلاثا،ثم الثالثة.

رمی الأولی ثلاثا،و الثانیة أربعا،ثم الثالثة.

عکسه،بأن یرمی الأولی أربعا،و الثانیة ثلاثا،ثم الثالثة.

و لا شک أنّ الاکتفاء برمی ذات الثلاث،و هی الاولی فی الصورتین الأولیین،و الثانیة فی الثالثة،و إکمال رمیها مخالف لصریح الروایة (1)،و الحق وجوب الإعادة علیها أیضا من رأس.

قوله: (و یجوز النفر الأول.).

إنما أعاد هذه المسألة لبیان وجوب کونه بعد الزوال،بخلاف الثانی.

قوله: (و یستحب أمام ذلک صلاة ست رکعات بمسجد الخیف).

أی:أمام العود،و یستحب فعل هذه الرکعات الست فی مسجد الخیف

ص:270


1- 1)الکافی 4:283 حدیث 5،الفقیه 2:285 حدیث 1399.

المنارة فی وسطه،و فوقها إلی جهة القبلة بنحو من ثلاثین ذراعا،و عن یمینها و شمالها کذلک،فإنه مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله،و التحصیب للنافر فی الأخیر،و الاستلقاء فیه.

و دخول الکعبة حافیا خصوصا الصرورة بعد الغسل و الدعاء، فی أصل الصومعة،للروایة عن الصادق علیه السلام (1)و عبارة المصنف فی هذا الموضع فی غایة الرداءة.

قوله: (عند المنارة فی وسطه و فوقها إلی جهة القبلة بنحو من ثلاثین ذراعا،و عن یمینها و شمالها کذلک،فإنه مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله).

و کذا من خلفها للروایة (2).و اعلم أنّ ظاهر هذه العبارة أنّ الموضع المحدود المعبر عنه بمسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله هو المقصود بفعل الرکعات الست،و لا محصل لهذا أصلا.

و الذی فی الروایة-و ذکره فی المنتهی (3)و التذکرة (4)،و ذکره غیره-هو أنّه یستحب لمن کان بمنی أن یجعل مصلاه بمسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله من مسجد الخیف مدة إقامته،فإنه صلی فیه ألف نبی،فإذا أراد الخروج صلی ست رکعات فی أصل الصومعة،و این هذه العبارة و هذا الحکم؟ قوله: (و التحصیب).

المراد به:النزول بمسجد الحصباء بالأبطح،تأسیا بالنبی صلی اللّه علیه و آله.و یقال:إنه لیس للمسجد أثر فی هذه الأزمنة کلها فتتأدی هذه السنة بالنزول بالأبطح.

ص:271


1- 1)الکافی 4:519 حدیث 6،التهذیب 5:274 حدیث 940.
2- 2) الکافی 4:519 حدیث 4، [1]الفقیه 2:136 حدیث 582،التهذیب 5:274 حدیث 939.
3- 3) المنتهی 2:777. [2]
4- 4) التذکرة 1:394.

و صلاة رکعتین فی الأولی بعد الحمد حم السجدة،و فی الثانیة بقدرها بین الأسطوانتین علی الرخامة الحمراء،و الصلاة فی زوایاها،و الدعاء، و استلام الأرکان خصوصا الیمانی قبل الخروج،و الدعاء عند الحطیم بعده، و هو أشرف البقاع بین الباب و الحجر.

و طواف سبعة أشواط،و استلام الأرکان و المستجار،و الدعاء، و إتیان زمزم و الشرب من مائها،و الدعاء خارجا من باب الحناطین بإزاء الرکن الشامی،و السجود،و استقبال القبلة،و الدعاء و الصدقة بتمر یشتریه بدرهم، قوله: (و فی الثانیة بقدرها).

أی:بقدر أیها،و هی ثلاث،أو أربع و خمسون.

قوله: (و الدعاء عند الحطیم).

قیل:سمی بذلک،لأنّ الذنوب تحطم عنده،قیل:و فیه تاب اللّه علی آدم علیه السلام،و قیل:لأنّ الناس یحتطمون عنده.

قوله: (و المستجار).

و هو مقابل باب الکعبة عند الرکن الیمانی.

قوله: (خارجا من باب الحناطین).

هو باب بنی جمح،و هی قبیلة من قبائل قریش،سمی بذلک قیل:لبیع الحنطة عنده،و قیل:لبیع الحنوط.و لم أجد من یعرف(موضع)هذا الباب،فانّ المسجد قد زید فیه،فینبغی أن یتحری الخارج موازاة الرکن الشامی،ثم یخرج.

قوله: (و السجود).

أی:عند إرادة الخروج،و یستحب الإطالة،ثم یخرج.

قوله: (و الصدقة بتمر یشتریه بدرهم).

أی:یستحب ذلک،و لعله لتدارک ما لزمه فی إحرامه و هو لا یعلم به، فلو تبین استحقاق ذلک علیه وجوبا أو استحبابا فقد قیل بالاجزاء،و هو بعید.

ص:272

و العزم علی العود.

المطلب الرابع:فی المضی إلی المدینة

المطلب الرابع:فی المضی إلی المدینة.

تستحب زیارة النبی علیه السلام استحبابا مؤکدا،و یجبر الامام الناس علیها لو ترکوها. و یستحب تقدیمها علی مکة خوفا من ترک العود،و النزول بالمعرس علی طریق المدینة،و صلاة رکعتین به.

قوله: (و العزم علی العود).

ورد أنه یزید فی العمر (1).

قوله: (و یجبر الامام الناس علیها لو ترکوها).

لا بعد فی ذلک،لأنّ ترک المستحب إذا أذن بمحرم کان حقیقا بالمنع منه.

و لا ریب أنّ إطباق الحجیج علی ترک زیارته صلی اللّه علیه و آله جفاء له،و جفاؤه صلی اللّه علیه و آله محرم،و قد جوز الإجبار علی الأذان إذا ترکه أهل البلد،بل یقاتلون علیه،و لا یلتفت إلی إنکار ابن إدریس الإجبار هنا (2).

قوله: (و یستحب تقدیمها علی مکة،خوفا من ترک العود).

المراد:إنه یستحب تقدیم زیارة النبی صلی اللّه علیه و آله علی المضی إلی مکة،خوفا من ترک الزیارة فی حال العود بعروض مانع،و إن کانت العبارة لا تخلو من تکلف.

قوله: (و النزول بالمعرس).

هو بتشدید الراء و فتحها،اسم مفعول من التعریس:و هو النزول آخر اللیل للاستراحة إذا کان سائرا لیلا.

و المراد به هنا:النزول فی مسجده صلی اللّه علیه و آله الذی عرس به-و هو

ص:273


1- 1)الکافی 4:281 حدیث 3،الفقیه 2:141 حدیث 614.
2- 2) السرائر:153.

و الغسل عند دخولها،و زیارة فاطمة علیها السلام فی الروضة و بیتها و البقیع،و الأئمة علیهم السلام به،و الصلاة فی الروضة،و صوم أیام الحاجة. و الصلاة لیلة الأربعاء عند أسطوانة أبی لبابة و لیلة الخمیس عند الأسطوانة التی تلی مقام رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله،و إتیان المساجد بها کمسجد الأحزاب،و الفتح،و الفضیخ،و قبا،و مشربة أم إبراهیم،و قبور الشهداء خصوصا قبر حمزة علیه السلام.

علی فرسخ من المدینة بقرب مسجد الشجرة بإزائه مما یلی القبلة،ذکره فی الدروس (1)-تأسیا به صلی اللّه علیه و آله سواء کان النزول لیلا أو نهارا.

قوله: (و صوم أیام الحاجة).

هی ثلاثة،أولها الأربعاء.

قوله: (و الفتح).

أی:مسجد الفتح،و هو الذی فتح اللّه علی نبیه صلی اللّه علیه و آله بقتل عمرو بن عبد ودّ،و هو یصلی الظهر فیه (2).

قوله: (و الفضیخ).

أی:مسجد الفضیخ،سمی بذلک،لأنهم کانوا یفضخون فیه التمر قبل الإسلام،أی:یشدخونه.و فی الدروس:إنّ الشمس ردت فیه لأمیر المؤمنین علیه السلام بالمدینة (3).

قوله: (و مشربة أم إبراهیم).

هی بضم الراء:الغرفة،و هی موضع ولادة إبراهیم علیه السلام ولده علیه السلام.

ص:274


1- 1)الدروس:156.
2- 2) فی«ن»:و فی الدروس:ان مسجد الفتح هو مسجد الأحزاب.انظر:الدروس:157.
3- 3) الدروس:157.

و یکره الحج و العمرة علی الإبل الجلالة،و رفع بناء فوق الکعبة علی رأی،و منع الحاج دور مکة علی رأی،و النوم فی المساجد خصوصا مسجد النبی صلی اللّه علیه و آله،و صید ما بین الحرتین،و عضد شجرة حرم المدینة،وحده من عائر إلی قوله: (و رفع بناء فوق الکعبة علی رأی).

الأصح الکراهیة.

قوله: (و منع الحاج دور مکة علی رأی).

هذا هو الأصح،و قیل:یحرم،لأنّ جمیعها مسجد،و یکره أن یجعل لها أبواب لینزل الحاج ساحة الدار.

قوله: (و النوم فی المساجد،خصوصا مسجد النبی صلی اللّه علیه و آله).

لما روی:ان النبی صلی اللّه علیه و آله قال:«لا ینام فی مسجدی أحد، و لا یجنب فیه» (1).و فی المنتهی:یکره النوم فی المسجد،و یتأکد فی مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و المسجد الحرام (2).

قوله: (و صید ما بین الحرتین).

هما حرة لیلی،و حرة و أقم.و الحرة:هی الأرض التی فیها حجارة سود.

و قال الشیخ:یحرم صید ما بین الحرتین (3)،لقول الصادق علیه السلام فی صحیحة عبد اللّه بن سنان:«یحرم من الصید صید المدینة ما بین الحرتین» (4)و هو مختار المنتهی (5)،و هو الأصح.

قوله: (و عضد شجر حرم المدینة،و حدّه من عائر إلی وعیر).

ص:275


1- 1)التهذیب 6:15 حدیث 34.
2- 2) المنتهی 2:888. [1]
3- 3) التهذیب 6:13 ذیل حدیث 24.
4- 4) الفقیه 2:337 حدیث 1566،و فیه:«یحرم من صید المدینة ما صید بین الحرتین»،التهذیب 6:13 حدیث 25.
5- 5) المنتهی 2:799. [2]

وعیر، هما جبلان بالمدینة،و وعیر وجدته مضبوطا فی مواضع معتمدة بضم الواو، و فتح العین المهملة،و فی الدروس:انها بفتح الواو (1).

و الأصح تحریم ذلک وفاقا للشیخ (2)،و المصنف فی المنتهی (3)لقول الصادق علیه السلام:«قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله:إنّ مکة حرم اللّه حرّمها إبراهیم،و إنّ المدینة حرمی،ما بین لابتیها حرم،لا یعضد شجرها،و هو ما بین ظل عائر إلی ظل وعیر،لیس صیدها کصید مکة،یؤکل هذا،و لا یؤکل ذلک،و هو برید» (4).

و اللابتان:هما الحرتان،و المراد بظل عائر و ظل وعیر:ما أظل علیه کل من هذین الجبلین،و قد دل الحدیث المتقدم علی تحریم صید ما بین الحرتین، فیستثنی(من) (5)هذا.و قدر حرم المدینة علی ما فی غیر ذلک من الأخبار برید فی برید،اثنا عشر میلا فی اثنی عشر میلا.

(و اعلم أنّ ابن إدریس اعترض علی عبارة الشیخ فی النهایة حیث قال:

و اعلم انّ للمدینة حرما مثل حرم مکة و حدّه ما بین لابتیها،و هو من ظل عائر إلی ظل وعیر،لا یختلی خلاها،و لا یعضد شجرها،و لا بأس أن یؤکل صیدها إلا ما صید بین الحرتین (6)،بما حاصله:أنّ الحرتین ما بین الظلین،لما دل علیه قوله:

لا بأس أن یؤکل صیدها إلاّ ما صید بین الحرتین،فدل علی دخول الحرتین فی الظلین،فیکف یکون الحرم ما بین اللابتین،أعنی:الحرتین؟فإنه یقتضی أن یکون الحرم من الحرة إلی الحرة (7).

ص:276


1- 1)الدروس:157.
2- 2) المبسوط 1:386،و [1]النهایة:287. [2]
3- 3) المنتهی 2:799. [3]
4- 4) الکافی 4:564 حدیث 5، [4]التهذیب 6:12 حدیث 23.
5- 5) لم ترد فی«س».
6- 6) النهایة:287. [5]
7- 7) السرائر:154.

..........

و رضی المصنف هذا الاعتراض فی کتبه،و اعترف بأنّ الأولی أن یقال:

و حدّه من ظل عائر إلی ظل وعیر،لا یعضد شجرها،و لا بأس أن یؤکل صیدها إلا ما صید بین الحرتین (1).و هذا بعینه آت علی المصنف و ابن إدریس،لتصریحهما بأنّ حرم المدینة ما بین لابتیهما و هما الحرتان،فلا یفید هما ما عدلا إلیه من العبارة، بل الحدیث السابق صریح فی ذلک.

و الذی یدور فی خلدی أنّ حدّ حرم المدینة من الحرة إلی الحرة،و هو من ظل عائر إلی ظل وعیر،لا یعضد شجر شیء منه،و یحرم صید الحرتین خاصة دون الباقی،فالحرتان فی طرفیه یحرم صیدهما دون باقیه،فیکون معنی قوله فی الحدیث:

إلا ما صید بین الحرتین إلا ما صید بین کل من الحرتین أی:فی خلال کل منهما، فیندفع ما تخیلاه) (2).

و اعلم أیضا أنّ المصنف فی المنتهی فرق بین حرم مکة و المدینة بأمور:

أحدها:أنه لا کفارة فیما یفعل فیه من صید،أو قطع شجر.

الثانی:أنه یباح من شجر المدینة ما تدعو الحاجة إلیه من الحشیش للعلف،للنهی عما عدا علف البعیر.

الثالث:أنه لا یجب دخولها بإحرام،بخلاف حرم مکة.

الرابع:من أدخل صیدا إلی المدینة لم یجب علیه إرساله،لما روی:أن النبی صلی اللّه علیه و آله کان یقول لصبی أفلت طائره:«یا أبا عمیر! ما فعل النغیر؟» (3)و هو طائر صغیر و لم أجد تصریحا بأنّ صیدها لو ذبح یکون میتة کصید مکة (4).

ص:277


1- 1)المنتهی 2:799. [1]
2- 2) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».
3- 3) صحیح البخاری 8:38،صحیح مسلم 3:1693 حدیث 30.
4- 4) المنتهی 2:800. [2]

و المجاورة بمکة،و یستحب بالمدینة.

تتمة

تتمة:من التجأ إلی الحرم و علیه حد،أو تعزیر،أو قصاص ضیّق علیه فی المطعم و المشرب حتی یخرج.و لو فعل ما یوجب ذلک فی قوله: (و المجاورة بمکة).

أی:یکره،و هذا هو المشهور،و عللت بخوف الملالة و قلة الاحترام،و هو منقوض بالمدینة،و بالخوف من ملابسة الذنوب،فانّ الذنب بها أعظم.

و الظاهر أنّ المواضع الشریفة کلها کذلک و إن تفاوتت،و لطلب دوام الشوق إلیها،و لهذا ینبغی الخروج منها عند قضاء المناسک،و روی:«أنّ المقام بها یقسی القلب» (1).

و استحبها فی الدروس للواثق من نفسه (2)،و الظاهر الکراهیة.و ورود المجاورة فی بعض الأخبار (3)لا ینافی الکراهة.

و لعل العلة خروج النبی صلی اللّه علیه و آله منها کرها،و عدم عوده إلیها إلاّ للنسک،و إسراعه الخروج منها،و أکثر الأحکام ثابتة بالتأسی.

قوله: (و یستحب بالمدینة).

للآثار و الأخبار الواردة بذلک (4).

قوله: (من التجأ إلی الحرم،و علیه حدّ أو تعزیر أو قصاص،ضیق علیه فی المطعم و المشرب).

قیل:یطعم و یسقی ما یسد الرمق،و لعله لظاهر قولهم:«ضیق»و الذی فی صحیحة معاویة بن عمار،عن الصادق علیه السلام:«لا یطعم و لا یسقی و لا یبایع و لا یؤوی حتی یخرج» (5).

ص:278


1- 1)الکافی 4:230 حدیث 1. [1]
2- 2) الدروس:139.
3- 3) الفقیه 2:146 حدیث 646.
4- 4) الکافی 4:557 باب فضل المقام بالمدینة، [2]التهذیب 6:12 باب 5.
5- 5) الکافی 4:227 حدیث 4، [3]التهذیب 5:419،463 حدیث 1456،1614.

الحرم فعل به فیه مثل فعله.

و الأیام المعلومات عشر ذی الحجة،و المعدودات أیام التشریق، و هی:الحادی عشر،و الثانی عشر،و الثالث عشر،و لیلة العاشر لیلة النحر،و الحادی عشر یوم القر لاستقرارهم بمنی،و الثانی عشر یوم النفر الأول،و الثالث عشر النفر الثانی.

المقصد الثالث:فی التوابع

اشارة

المقصد الثالث:فی التوابع و فیه فصول:

الأول:فی العمرة

الأول:فی العمرة،و هی واجبة علی الفور کالحج بشرائطه.و لو استطاع لحج الافراد دون عمرته فالأقرب وجوبه خاصة.

و هی قسمان:متمتع بها،و هی فرض من نأی عن مکة و قد سبق وصفها،و مفردة و هی فرض أهل مکة و حاضریها بعد انقضاء الحج، إن شاء بعد أیام التشریق أو فی استقبال المحرم. قوله: (و الحادی عشر یوم القر).

هو بفتح القاف،و تشدید الراء من القرار.

قوله: (و الثالث عشر النفر الثانی).

و هو یوم الصدر،محرکة.

قوله: (فلو استطاع لحج الإفراد دون عمرته،فالأقرب وجوبه).

لأنّ کلا منهما نسک مستقل،و هو الأصح.

قوله: (إن شاء بعد أیام التشریق،أو فی استقبال المحرم).

أی:فی أوله.قیل:التخییر بین الأمرین ینافی الفوریة.قلنا:الفوریة إنّما یستفیدها من الشرع،و قد ثبت التخییر بین الأمرین،فیکون الفور بالنسبة إلی ما عداه،و لا حاجة إلی ما تکلفه شیخنا فی بعض حواشیه مما لیس فیه کثیر أثر (1).

ص:279


1- 1)فی«س»:أمر.و فی«ن»بعد کلمة(أثر)وردت العبارة التالیة:فرع:لو استطاع لعمرة الافراد دون حجه فالظاهر وجوبها لمثل ما قلناه من أن کلا منهما واجب مستقل.

و یجوز نقلها إلی عمرة التمتع إن وقعت فی أشهر الحج،و إلاّ فلا، دون العکس إلاّ لضرورة.و لو کانت عمرة الإسلام،أو النذر ففی النقل اشکال. و لا یختص فعلها زمانا،و أفضلها رجب فإنها تلی الحج فی الفضل.

و صفتها:الإحرام من المیقات،و الطواف،و صلاة رکعتیه، و السعی،و التقصیر،و طواف النساء و رکعتاه،و تجب بأصل الشرع فی العمر مرة.

و قد تجب بالنذر و شبهه،و بالاستئجار،و الإفساد،و الفوات، و الدخول إلی مکة مع انتفاء العذر و التکرار فیتعدد بحسب تعدد السبب، و لیس فی المتمتع بها طواف النساء. و یجب فی المفردة علی کل معتمر،و إن کان صبیا قوله: (و لو کانت عمرة الإسلام أو النذر ففی النقل إشکال).

الأصح لا یجوز لتعینها،فلا یخرج من العهدة إلاّ بها.

قوله: (و السعی و التقصیر).

أو الحلق علی ما سیأتی،و کأنه اقتصر علیه اعتمادا علی ما سیذکره.

قوله: (و الإفساد).

کما لو أفسد الحج،فإنه یجب حج آخر.

قوله: (و الفوات).

أی:فوات الحج،لوجوب التحلل حینئذ بعمرة مفردة.

قوله: (و لیس فی المتمتع بها طواف النساء).

أی:لا یشرع.

قوله: (و یجب فی المفردة علی کل معتمر و إن کان صبیا،أو خصیا).

ص:280

أو خصیا، فیحرم علیه التلذذ بها بترکه و العقد علی اشکال. و لو اعتمر متمتعا لم یجز له الخروج من مکة قبل الحج. و لو اعتمر مفردا فی أشهر الحج استحب له الإقامة لیحج و یجعلها متعة،فإن خرج و رجع قبل شهر جاز له أن یتمتع بها أیضا،و إن کان بعد شهر وجب الإحرام للدخول.

و لا یجوز أن یتمتع بالأولی بل یدخل فی الصبی الممیز و غیره،إذا أحرم به الولی ثم بلغ.و ینبغی أن یکون المجنون إذا أحرم عنه ولیه ثم أفاق،و علی الولی منعهما من النساء قبله.

قوله: (فیحرم علیه التلذذ بترکه و العقد علی إشکال).

یمکن عود الضمیر فی(علیه)إلی الخصی وحده،فیکون الإشکال فی تحریم ذلک علیه،و لیس بحسن،إذ قد سبق منه عدم تحریم العقد علی غیره ممن یقطع بتحریم النساء علیه،فیلزم عدم تحریمه علیه بطریق أولی.

و یمکن عوده إلی کل معتمر،و یکون الإشکال فی العقد،فیکون رجوعا عن الجزم السابق إلی الإشکال،و الأصح التحریم مطلقا.

قوله: (و لو اعتمر متمتعا لم یجز له الخروج من مکة قبل الحج).

أی:خروج للمفارقة،أو إلی حیث یحتاج إلی تجدید عمرة کما سبق، و حدّه أن لا یتخلل شهر بین عوده و إحلاله أو إحرامه علی ما سبق.

قوله: (و لو اعتمر مفردا فی أشهر الحج استحب له الإقامة لیحج و یجعلها متعة).

المراد باستحباب الإقامة:ما إذا کان فی خلالها،لا بعد التحلل منها، لامتناع نیة العدول بعد الفراغ من النسک.

قوله: (و إن کان بعد شهر وجب الإحرام للدخول،و لا یجوز أن یتمتع بالأولی،بل بالأخیرة).

ص:281

بالأخیرة،و یتحلل من المفردة بالتقصیر،و الحلق أفضل.

و لو حلق فی المتمتع بها لزمه دم،و مع التقصیر أو الحلق فی المفردة یحل من کل شیء إلاّ النساء،و یحللن بطوافهن.

و یستحب تکرار العمرة،و اختلف فی الزمان بین العمرتین فقیل سنة،و قیل شهر،و قیل عشرة أیام،و قیل بالتوالی. و لو نذر عمرة التمتع وجب حجه،و بالعکس دون الباقین،و لو أفسد حج الإفراد وجب إتمامه و القضاء دون العمرة و لو کان حج الإسلام کفاه عمرة واحدة.

المراد:إحرامه للدخول بالعمرة،لامتناع إحرامه بالحج تمتعا و افرادا،لأنّ میقات التمتع مکة،و الافراد ممتنع ممن لزمه التمتع،و الدخول بغیر إحرام غیر جائز.

و یجب أن یکون إحرامه بعمرة التمتع،لوجوب التمتع و عدم صلاحیة العمرة السابقة،حیث احتاج إلی فعل عمرة أخری بین العمرة المتمتع بها و الحج،و هی داخلة فیه.

قوله: (و لو حلق فی المتمتع بها لزمه دم).

و لا یجزئه للنهی.

قوله: (و قیل بالتوالی).

هذا القول هو الأصح،إذ لا قاطع علی خلافه،(و الأفضل أن یکون بین العمرتین شهر،و أقله عشرة أیام) (1).

قوله: (و لو نذر عمرة التمتع وجب حجه).

هذا مخالف لما سبق من کلامه،أنه لو اعتمر متمتعا متبرعا،هل یجب علیه الحج أولا؟إذ لو لم تکن العمرة مستلزمة للحج لم یلزم من وجوبها وجوبه.

قوله: (و لو أفسد حج الإفراد وجب إتمامه،و القضاء دون العمرة).

لا یخفی أنّ إفساد حج الإفراد یقتضی مع الإتمام القضاء،و لا یوجب

ص:282


1- 1)ما بین القوسین لم یرد فی«ن».

الفصل الثانی:فی الحصر و الصد

اشارة

الفصل الثانی:فی الحصر و الصد و فیه مطلبان:

الأول:المصدود الممنوع بالعدو
اشارة

الأول:المصدود الممنوع بالعدو،فإذا تلبس بالإحرام لحج أو عمرة،ثم صد عن الدخول إلی مکة إن کان معتمرا،أو الموقفین إن کان حاجا،فان لم یکن له طریق سوی موضع الصد،أو کان و قصرت نفقته عمرة لإفساده،بل إن کانت العمرة واجبة علیه فوجوبها بحاله،فیجب علیه القضاء للإفساد،و وجوب العمرة المفردة کما کان بخلاف عمرة التمتع،فإنّ إفساد حجه یقتضی إیجابه مع العمرة أیضا،لأنّها داخلة فی الحج.

و المراد من قوله:(و لو کان حج الإسلام کفاه عمرة واحدة)ما ذکرناه، أی:و لو کان الإفساد بحج الإسلام فعمرة واحدة تجزئ،و ذلک لأنّ حج الإسلام واجب و عمرته،فإذا فسد الحج و وجب قضاؤه فوجوب العمرة کما کان،و لیس لوجوب قضاء الحج تعلق بوجوب العمرة،لأنهما للإفراد.

و لا یخفی أنّ فی قوله:(کفاه عمرة واحدة)توسعا،لأنّ العمرة لا تعلق لها بالإفساد لتکفی الواحدة،بل الواجب من أول الأمر هو الواحدة.

قوله: (المصدود هو الممنوع بالعدوّ).

المعروف عندنا انّ المحصور و المصدود کل منهما غیر الآخر،و الخبر الصحیح ناطق بذلک (1)،و بینهما فرق فی الأحکام أیضا (2).

قوله: (ثم صد عن الدخول إلی مکة إن کان معتمرا،أو الموقفین إن کان حاجا).

لو صد عن دخول المسجد بعد دخول مکة فی العمرة فهو مصدود،فالتقیید بالصد عن دخول مکة لیس علی ما ینبغی،و الصد عن الموقفین یتحقق به الصد

ص:283


1- 1)الکافی 4:369 حدیث 3،الفقیه 2:304 حدیث 1512،التهذیب 5:423 حدیث 1467.
2- 2) فی«ن»ورد ما یلی:فرع:لو صد فی العمرة قبل السعی اتجه أن یقال:ینتظر إمکان السعی و التقصیر و طواف النساء کشروعه فی التحلل من الإحرام.

تحلل بذبح هدیه الذی ساقه،و التقصیر و نیة التحلل عند الذبح موضع الصد،سواء کان فی الحرم أو خارجه،من النساء و غیرها و إن کان الحج المقتضی للتحلل،و إن کان غیر منحصر فیه،فان الصد عن أحدهما مع فوات الآخر یثبت به الحکم أیضا.

قوله: (و التقصیر).

أی:یحلل بالذبح و التقصیر أیضا،فلا یحلل بدونه علی أصح القولین، لأصالة البقاء علی إحرامه حتی یحصل ما علم کونه محللا،و لم یثبت کون الذبح وحده محللا،إذ لیس فی الاخبار الاکتفاء به وحده،بل وجوب ذبحه (1)،و لأنّ محلل الإحرام مرکب من أمور متعددة،فکلما دل الدلیل علی سقوط اعتباره سقط اعتباره،و یبقی ما عداه علی أصله.

و قیل:یکفی الذبح (2)،و لیس له وجه ظاهر أزید من أنّ الأخبار دلت علی الذبح،و لم تدل علی التقصیر (3).

و لا دلالة فی هذا،لأنّ عدم دلالتها علی وجوبه لا یقتضی نفیه،فیبقی وجوبه ثابتا کما کان بالدلیل الدال علی أنّ إحرام الحج محلله مجموع الأمور المذکورة سقط بعضها بالإجماع،و هو ما عدا الذبح و التقصیر،فیبقی الباقی علی وجوبه.

قوله: (موضع الصد).

أی:فی أی موضع کان من غیر تعیین موضع بخصوصه،بخلاف تحلل المحصر.

قوله: (من النساء و غیرها).

أی:فلا یتوقف حل النساء علی طوافهن،للروایة (4)بخلاف المحصر.

ص:284


1- 1)الفقیه 2:302 حدیث 1501،انظر:الوسائل 10:192 باب 13.
2- 2) قاله الشیخ فی المبسوط 1:332،و العلامة فی التذکرة 1:395. [1]
3- 3) الکافی 4:371 حدیث 9،انظر:الوسائل 9:304 حدیث 5.
4- 4) الکافی 4:371 حدیث 9.

فرضا،و لا یجب بعث الهدی. و هل یکفی هدی السیاق عن هدی التحلل؟الأقوی ذلک مع ندبه. قوله: (و لا یجب بعث الهدی).

أی:حیث یتمکن من بعثه،و ذلک حیث لا یکون الصد عاما،لأنّ هذا الحکم فی المحصور،و الأصل البراءة فی المصدود،و لأنّ النبی صلی اللّه علیه و آله تحلل و من کان معه،و لم یبعثوا الهدی،و لا شرط النبی صلی اللّه علیه و آله فی تحلل من کان معه تعذر إرساله (1)،و لعدم توقف التحلل علی بعثه حیث لا یمکن قطعا، فلا یجب فی الباقی لأصالة البراءة،و لا کذلک المحصر.

قوله: (و هل یکفی هدی السیاق عن هدی التحلل؟الأقوی ذلک مع ندبه).

أی:الأقوی أنه یکفی مطلقا،لأنّ النبی صلی اللّه علیه و آله نحر ما ساقه (2)،مع أنّ هدی التحلل مندوب،مع ذلک فیستحب له أن یجمع بین الهدیین،و یکون ذبح هدی التحلل علی قصد الوجوب،و هدی السیاق علی ما سبق بیانه،فیکون الضمیر فی ندبه عائدا إلی هدی التحلل،و هو المنقول عن المصنف، و الموافق لفتواه فی غیر هذا الکتاب (3).

و یمکن عود الضمیر إلی هدی السیاق،أی:مع ندب هدی السیاق یکفی عن هدی التحلل،لا مع وجوبه و هو الأصح،لأنّ تعدد الأسباب یقتضی تعدد المسببات.

(و المراد بوجوبه:وجوب نحره و إن کان فی أصله تبرعا،و ذلک بإشعاره أو تقلیده علی الوجه المعتبر،أو بقوله:هذا هدی کما سبق،فلو ساقه بنیة أنه هدی،

ص:285


1- 1)الکافی 4:369 حدیث 3،التهذیب 5:421 حدیث 1465.
2- 2) الکافی 4:540 حدیث 3،الفقیه 2:306 حدیث 1517،التهذیب 5:424 حدیث 1472.
3- 3) المختلف:317.

و لو لم یکن ساق وجب هدی التحلل،فلا یحل بدونه،و لا بدل له علی اشکال،فیبقی علی إحرامه مع عجزه عنه و عن ثمنه،و لو تحلل لم یحل. و لا یراعی زمانا و لا مکانا فی إحلاله،و لو کان له طریق غیر موضع الصد وجب سلوکه إن کان مساویا،و کذا لو کان أطول و النفقة وافیة به و إن خاف الفوات.

و لا یتحلل،لأن التحلل إنما یجوز بالصد،أو بعلم الفوات علی و لم یضم إلیه شیئا آخر،فهو غیر متعین للنحر (1)،فیجزئ حینئذ) (2).

قوله: (و لا بدل له علی إشکال).

الأصح أنه لا بدل له،لأنّ البدلیة تشریع و لم یثبت هنا،و ثبوتها فی هدی التمتع بنص القرآن لا یقتضی التعدیة إلی هنا.

و لو قلنا بالبدلیة فهو إما عشرة أیام من غیر تقیید بتتابع و لا عدمه،لا فی الحج و لا فی غیره،و نقل شیخنا الشهید أنّ فی روایة:ثمانیة عشر یوما.

قوله: (فیبقی علی إحرامه مع عجزه عنه و عن ثمنه).

لو قال:مع عجزه عنه،أو عن ثمنه لکان أولی.

قوله: (و لو تحلل لم یحل).

أی:و لو نوی التحلل مجردا عن الذبح لم یحل،و لو فعل شیئا من محرمات الإحرام وجبت الکفارة.

قوله: (و لا یراعی زمانا،و لا مکانا فی إحلاله).

بخلاف المحصر.

قوله: (لأنّ التحلل إنما یجوز بالصد،أو بعلم الفوات علی إشکال، لا بخوف الفوات).

ص:286


1- 1)فی«س»و«ه»:النحر.
2- 2) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».

اشکال،لا لخوف الفوات فحینئذ یمضی فی إحرامه فی ذلک الطریق،فإن أدرک الحج و إلا تحلّل بعمرة،ثم یقضی فی القابل واجبا مع وجوبه و إلاّ ندبا،و لا یتحقق الصد بالمنع من رمی الجمار و مبیت منی بل یصح الحج.

الاشکال یحتمل أن یکون فیما دلت علیه(إنّما)من الحصر فی الأمرین، أعنی:الصد،و علم الفوات بالإضافة إلی خوف الفوات،فیکون محل الاشکال هو جواز التحلل بخوف الفوات،فان تحقق الجواز لم یکن الحصر فی الأمرین ثابتا، و إن لم یتحقق کان صحیحا،لکن جزمه أولا بقوله:(و إن خاف الفوات)و آخرا بقوله:(لا بخوف الفوات)ینافی هذا الاشکال.

و یحتمل أن یکون فی جواز التحلل بعلم الفوات،فان تحقق الجواز کان الحصر فی الصد خاصة،و إلاّ ثبت فیهما فقط،و هذا هو المناسب لسیاق العبارة.

و حکی شیخنا الشهید:أنّ المنقول عن المصنف فی منشأ الاشکال تعذر العلم هنا،و یحتمل إمکان حصوله بقرائن الأحوال و لیس بشیء،لأنه علی تقدیر حصول العلم بالفوات قطعا لا یثبت جواز التحلل بالهدی،لأنّ فوات الحج بعد الإحرام یوجب العدول إلی العمرة المفردة.و الحاقه بالصد قیاس بغیر جامع.و الحق أنّ تجویز التحلل هنا بالهدی لا وجه له.

قوله: (ثم یقضی فی القابل واجبا مع وجوبه،و إلاّ ندبا).

سبق تحقیق ذلک.

قوله: (و لا یتحقق الصدّ بالمنع من رمی الجمار و مبیت منی).

هذا حق إذا کان الرمی هو الواجب فی أیام التشریق،لأنّ هذا و إن کان نسکا واجبا فی الحج،إلا أنّ الحج یتم بدونه.أما الرمی الواجب یوم النحر، فإنه جزء من المحلل،فلا یستقیم إطلاق العبارة بحیث یشمله،لأنّ ذلک جزء المحلل الأول.

و لا یتصور الإتیان بالطوافین و السعی من دونه،فمتی تحقق الصد عن مناسک منی،بحیث لا یمکن الاستنابة أیضا امتنع الطواف و السعی،فیتحقق

ص:287

و یستنیب فی الرمی و الذبح،و یجوز التحلل من غیر هدی مع الاشتراط علی رأی.

فروع

فروع:

أ:لو حبس علی مال مستحق

أ:لو حبس علی مال مستحق،و هو متمکن منه فلیس بمصدود، و لو کان غیر مستحق أو عجز عن المستحق تحلل.

ب:لو صد عن مکة بعد الموقفین

ب:لو صد عن مکة بعد الموقفین،فان لحق الطواف و السعی الصدّ عنهما،فیکون مصدودا عما عدا الموقفین.

و سیأتی فی کلام المصنف فی ذلک،و سنبین أنّ الأصح أنّ هذا مصدود، و مما یؤکد شمول إطلاق العبارة لرمی یوم النحر قوله:(و یستنیب فی الرمی و الذبح).

قوله: (و یجوز التحلل من غیر هدی مع الاشتراط علی رأی).

الفرق بین هذا و بین المحصر-حیث لم یجوّز التحلل فی المحصر إلا بالهدی، (و جوّزه هنا-دلالة صریح القرآن علی التوقف علی الهدی هناک بخلافه هنا (1).

و الأصح عدم الجواز إلا بالهدی) (2)،لثبوت کونه هو المحلل فی الجملة و الشرط لا یخرج الحکم الثابت عن مقتضاه،حتی لو شرطه کان باطلا کما لو شرط التحلل بغیر نیة،فإن الشرط المخالف للکتاب أو السنة باطل،و فائدته غیر منحصرة فی ذلک.

قوله: (و لو کان غیر مستحق أو عجز عن المستحق تحلل).

ینبغی لو کان غیر مستحق و یقدر علی بذله أن لا یتحلل إذا لم یضرّ به، و لم یکن مجحفا،لعدم صدق عدم الاستطاعة حینئذ.

قوله: (لو صد عن مکة بعد الموقفین).

ظاهر العبارة أنّ الصد کان بعد أفعال یوم النحر بمنی بدلیل قوله:(فإن

ص:288


1- 1)البقرة:198.
2- 2) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».

للحج فی ذی الحجة صح حجه،و الاّ وجب علیه العود من قابل لأداء باقی المناسک،و لو لم یدرک سوی الموقفین فإشکال. و لو صد عن الموقفین أو عن أحدهما مع فوات الآخر جاز له التحلل،فان لم یتحلل و أقام علی إحرامه حتی فاته الوقوف فقد فاته الحج، لحق الطواف و السعی للحج فی ذی الحجة)و قوله بعد ذلک:(و لو لم یدرک سوی الموقفین فإشکال).

و عبارته فی المنتهی (1)و التذکرة مطلقة (2)تتناول بظاهر إطلاقها و تعلیلها هذا القسم،و قد خیّر فیهما بین التحلل و البقاء علی الإحرام،و إن کان فی قوله فیهما:(فان لحق أیام منی.)،ما یشعر بأنّ المراد من ذلک:من لم یأت بمناسک یوم النحر،و کیف قدّرته فهو مخالف لما هنا.

و الذی فی الدروس:أنّ من أتی بمناسک یوم النحر یبقی علی إحرامه حتی یأتی بباقی الأفعال (3).و هو المتجه،لأنّ المحلل من الإحرام إما الهدی للمصدود و المحصور،أو الإتیان بأفعال یوم النحر و الطوافین و السعی،فإذا شرع فی الثانی و أتی بمناسک یوم النحر تعین علیه الإکمال لعدم الدلیل الدال علی جواز التحلل بالهدی حینئذ،و من ثمّ لا یتحلل من النساء بالهدی من صد عن طواف النساء، فیبقی علی إحرامه إلی أنه یأتی بباقی المناسک.

قوله: (و لو لم یدرک سوی الموقفین فإشکال).

ینشأ من حصول الحج بحصول الموقفین،و من أنّ الإحرام باق بحاله، و الوقوف بالموقفین لا یحصل به تحلل،و الأصح أنه مصدود.

قوله: (و لو صد عن الموقفین).

أی:عن کل منهما.

قوله: (أو عن أحدهما مع فوات الآخر).

سواء کان الفائت عرفة أم المشعر،

ص:289


1- 1)المنتهی 2:847. [1]
2- 2) التذکرة 1:396. [2]
3- 3) الدروس:142.

و علیه أن یتحلل بعمرة،و لا دم علیه لفوات الحج،و یقضی مع الوجوب.

ج:و لو ظن انکشاف العدو قبل الفوات جاز التحلل

ج:و لو ظن انکشاف العدو قبل الفوات جاز التحلل،و الأفضل الصبر،فان انکشف أتم و إن فات أحل بعمرة.

و لو تحلل فانکشف العدو،و الوقت متسع وجب الإتیان بحج الإسلام مع بقاء الشرائط،و لا یشترط الاستطاعة من بلده و إن کان مقتضی قوله:(فان لم یتحلل و أقام علی إحرامه.)أنّ المراد:کون المصدود عنه المشعر،و الفائت عرفة.

و یفهم من العبارة أنّ الصد عن أحد الموقفین خاصة من دون فوات الآخر لا یتحقق به الصد المجوز للتحلل،و فی المنتهی (1)و التذکرة (2)نقل کونه صدا عن الشیخ رحمه اللّه (3)،و لم یقبله و لم یرده.

قوله: (و لا دم علیه لفوات الحج).

و قیل:علیه دم(نقله الشیخ عن بعض أصحابنا) (4)(5)،و هو ضعیف.

قوله: (لو ظن انکشاف العدوّ قبل الفوات جاز التحلل).

لوجود المقتضی،و لو علم ذلک قطعا فهل یجوز؟فیه وجهان،و عدم الجواز أولی.

قوله: (و لو تحلل فانکشف العدوّ،و الوقت متسع وجب الإتیان بحج الإسلام مع بقاء الشرائط).

هذا إذا لم یکن الوجوب مستقرا قبل ذلک.

قوله: (و لا تشترط الاستطاعة من بلده حینئذ).

ص:290


1- 1)المنتهی 2:847.
2- 2) التذکرة 1:396.
3- 3) المبسوط 1:333.
4- 4) الخلاف 1:271 مسألة 220 کتاب الحج.
5- 5) ما بین القوسین لم یرد فی«س».

حینئذ.

د:لو أفسد،فصد

د:لو أفسد،فصد،فتحلل وجبت،بدنة الإفساد و دم التحلل، و الحج من قابل.

فان قلنا:الأولی حجة الإسلام لم یکف الواحد،و الاّ فإشکال.

فإن انکشف العدو و الوقت باق وجب القضاء،و هو حج یقضی لسنته علی اشکال. لأنه لما قطع المسافة إلی موضع الصد کان مخاطبا بالوجوب،بخلاف الصبی إذا بلغ،و المجنون إذا أفاق.

قوله: (لو أفسد فصد فتحلل وجبت بدنة الإفساد و دم التحلل و الحج من قابل،فان قلنا:الأولی حجة الإسلام لم تکف الواحدة).

لأنّ حج الإسلام إذا تحلل منه وجب الإتیان به بعد ذلک،لکن هذا إذا کان وجوبه مستقرا،فلو لم یکن وجوبه مستقرا،و لم یفرط فالظاهر أنّ الواجب هو العقوبة.

و لو قلنا:إنّ الأولی عقوبة،و أن العقوبة لا تقضی،و لم یکن الوجوب مستقرا فلا قضاء أصلا.

قوله: (و إلاّ فإشکال).

أی:و إن لم نقل انّ الاولی حجة الإسلام،بل العقوبة ففی الاکتفاء بالواحد إشکال،ینشأ من أنّ العقوبة هل یجب قضاؤه بالتحلل منه،أولا؟ و لعل الأقوی-تفریعا علی أنّ الاولی عقوبة-عدم وجوب القضاء، و الأصح أنّ الأولی حجة الإسلام.

قوله: (فان انکشف العدوّ و الوقت باق وجب القضاء،و هو حج یقضی لسنته علی إشکال).

ینشأ من أنّ الاولی حجة الإسلام،أم العقوبة؟فإن قلنا بالأول فهو حج یقضی لسنته،و إن قلنا بالثانی فلا.کذا قرره الشارح ولد المصنف (1)،فیکون

ص:291


1- 1)إیضاح الفوائد 1:325.

..........

معنی القضاء هنا:هو الإتیان بمثل ما خرج عنه،و یکون الضمیر راجعا إلی ما دل علیه الکلام،و هو الحج الذی أفسده،و تحلل منه بالصد.

و یفهم من عبارة الشرائع (1)،أنّ المراد بکونه یقضی لسنته:عدم وجوب حج آخر غیره (2).و هو إنما یتم علی القول بأنّ الأولی عقوبة،و أن العقوبة إذا تحلل منها بنحو الصد لا تقضی،فإنه یجب حینئذ أن یأتی بحج الإسلام اتفاقا،و لا قضاء علیه.و یکون منشأ هذا الاشکال هو منشأ ما قبله،أعنی:أنّ العقوبة إذا تحلل منها بالصد هل تقضی أم لا؟و علی الأول یکون منشأ الإشکال اختلاف القولین فی أنّ الأولی حجة الإسلام أم العقوبة؟ و هذا ألیق بالمقام من وجهین:

الأول:إنّ المصنف یری أنّ الاولی عقوبة،و قد سبق فی إفساد النائب فی أول کتاب الحج ما یقتضی ذلک،فکیف یبنی الاشکال علی مالا یقول به و لا یرتضیه،أعنی:الخلاف فی کونها حجة الإسلام أو العقوبة؟ الثانی:إنه علی تقدیر أن یکون المراد بکون الحج مقضیا لسنته:الإتیان بمثل ما خرج منه لا وجه لتصویر المسألة فیمن أفسد فصد،بل کل من صدّ إذا تحلل فانکشف العدو،و فی الوقت سعة یجب علیه الحج،و یأتی بمثل ما خرج منه.

و الظاهر أنّ المصنف و الجماعة إنما فرضوا المسألة هنا لأنّ لها بهذا المبحث ارتباطا،بل کان التقیید فی تصویر المسألة بالإفساد مستدرکا و مخلا بالفهم،لأنه یوهم أنّ للقید دخلا فی تصویر المسألة.و ینبه علی هذا قول شیخنا الشهید فی بعض حواشیه:و لیس معنی«حج یقضی لسنته»إلا هذا.

و قد صرح بالمراد فی الدروس حیث قال:و لو زال الإحصار بعد التحلل قضی الحج مع سعة الزمان لسنته (3)،بناء علی أنّ الأولی عقوبة،و أنها تسقط

ص:292


1- 1)فی«ن»:الشارح.
2- 2) الشرائع 1:281.
3- 3) الدروس:106.

و لو لم یکن تحلل مضی فی الفاسد،و قضاه فی القابل واجبا،و إن کان الفاسد ندبا بالتحلل،و هما ممنوعان.و علی هذا فیکون مرجع الضمیر مدلولا علیه بالسیاق، تقدیره:و الحج الواجب علیه بذلک-أی:بالأصالة-و الإفساد حج یقضی لسنته.

و یکون المراد بالقضاء معناه اللغوی:و هو مطلق الفعل،لأنّ القضاء بالمعنی الشرعی و هو فعل العبادة خارج وقتها المعین لها غیر مستقیم علی واحد من التقدیرین (1).

قوله: (و لو لم یکن تحلل مضی فی الفاسد،و قضاه فی القابل واجبا).

لأنّ الإفساد یقتضی الحج من قابل.

قوله: (و إن کان الفاسد ندبا).

یمکن جعله وصلیا لما قبله،أی:قضاه فی القابل واجبا و إن کان الفاسد ندبا لما عرفت من وجوب قضاء الواجب،و المندوب إذا أفسده.و هو أولی من أن یجعل أول الکلام بناء علی أن الاولی عقوبة،و ان العقوبة لا تقضی بالتحلل،لأنّ الأحکام التی تأتی لا تختلف بکون الحج واجبا و لا مندوبا.و ما سبق من الکلام

ص:293


1- 1)فی«ن»و«ه»:قوله:(فان قلنا الأولی.). أی:و ان لم نقل بأن الأولی حجة الإسلام بل عقوبة.و منشأ الاشکال من ان العقوبة إذا تحلل منها هل یجب قضاؤها أم لا؟کل محتمل،و ان کان عدم وجوب القضاء لا یخلو من قوة تمسکا بأصالة البراءة. قوله:(و هو حج یقضی لسنته علی اشکال). یمکن أن یکون منشأ الاشکال الاختلاف فی ان الأولی حجة الإسلام بعد الإفساد و یقضیه لسنتها،و لیس معنی حج فاسد یقضی لسنته الا هذا.ذکر نحوا من هذا الشارح ولد المصنف،و الأوجه أن یقال:أن منشأ الاشکال التردد فی أن العقوبة تقضی أم لا،کالإشکال الذی قبله،کأن مختار المصنف أن الأولی عقوبة فلا یناسب التردد فی الحکم،مع أن أحد الطرفین عنده مردود،و هو الذی یظهر من کلام صاحب الشرائع،و یکون المراد بالقضاء حینئذ التدارک المسقط لجمیع ما فی الذمة،و مرجع الضمیر ما دل علیه الکلام.

فان فاته تحلل بعمرة و یقضی واجبا من قابل،و علیه بدنة الإفساد لا دم الفوات.

و لو کان العدو باقیا فله التحلل،و علیه دم التحلل و بدنة الإفساد،و علیه قضاء واحد.

و لو صد فأفسد جاز التحلل أیضا،و علیه البدنة و الدم و القضاء.

لا یأباه،لأنه مطلق،و إن کان قوله:(فان قلنا الأولی حجة الإسلام)إنما یستقیم مع الوجوب،لأنّ الوجوب فی هذا الفرد لا یقتضی وجوب ما عداه.

قوله: (فإن فاته تحلل بعمرة).

أی:إن فات الحج بعد انکشاف العدوّ و لم یکن تحلل،سواء کان واجبا أم مندوبا،فإنه یتحلل بعمرة وجوبا،و یقضی واجبا فی القابل،و لا شیء علیه سوی ذلک.

و هذا ظاهر إذا کانت الأولی مندوبة،أو واجبة غیر مستقر وجوبها،أو مستقرا،و قلنا:إن الأولی عقوبة،و أنّ العقوبة لا تقضی بالفوات.

و لم یصرح المصنف باختیار ذلک،فإنّ الإشکال السابق یلتفت أحد طرفیه إلی هذا،فعلی هذا الألیق (1)بعبارة المصنف أن یجعل قوله:(و إن کان الفاسد ندبا)أول الکلام لیسلم کلامه من الاختلاف،و علی ما یختاره من أن الاولی فرضه لو کان الحج واجبا،لا بدّ له من حجتین علی ما سبق.

قوله: (و لو کان العدوّ باقیا فله التحلل.).

هذه من توابع المسألة التی قبلها،و علی ما قلناه فهی مفروضة فی المندوب أیضا.

قوله: (و لو صد فأفسد جاز التحلل أیضا).

الفرق بین هذه المسألة و ما قبلها أنّ الإفساد فی الأولی مفروض قبل

ص:294


1- 1)هذا هو الصحیح و ما فی نسخة«ن»من کون اللفظة(لا یلیق)لا یمکن المساعدة علیه لبقائه من دون علة،و لما تقدم قبل قلیل عند شرح المحقق لقول العلامة:(و إن کان الفاسد ندبا).
ه:لو لم یندفع العدو إلاّ بالقتال لم یجب

ه:لو لم یندفع العدو إلاّ بالقتال لم یجب و إن ظن السلامة،و لو طلب مالا لم یجب بذله و لو تمکن منه علی اشکال.

و:لو صد المعتمر عن مکة تحلل بالهدی

و:لو صد المعتمر عن مکة تحلل بالهدی،و حکمه حکم الحاج المصدود.

المطلب الثانی:المحصر

المطلب الثانی:المحصر،و هو الممنوع بالمرض عن الوصول إلی مکة أو الموقفین. الصد،و هنا بعده،و لا فرق فی الحکم.

و الظاهر أنّ هذه شاملة للواجب و المندوب،و یکون قوله:(و القضاء) لا یراد به الاکتفاء به حیث یکون واجبا.و إنما اقتصر علیه لما سبق من وجوب حجتین،بناء علی أنّ الاولی حجة الإسلام،و من الاشکال بناء علی أنها عقوبة، فسکت عن الحکم هنا اعتمادا علی ما سبق.

و یناسب هذا أن یکون قوله:(و إن کان الفاسد ندبا)وصلیا،و لیس ببعید أن یکون الاکتفاء بالحج الواحد رجوعا عن الإشکال إلی الجزم.

قوله: (و لو طلب مالا لم یجب بذله و لو تمکن منه علی إشکال).

الأصح الوجوب إذا لم یجحف،لصدق الاستطاعة.

قوله: (لو صد المعتمر عن مکة.).

قد سبق أنه لو صد بعد الشروع فی أفعال العمرة،یتجه بقاؤه علی إحرامه حتی یأتی بالباقی.

قوله: (و هو الممنوع بالمرض عن الوصول إلی مکة أو الموقفین).

یراد بالحصر (1)عن مکة للمعتمر،و عن الموقفین للحاج،کما سبق فی الصد،فلا حاجة الی إعادته.لکن لو أحصر عن منی و مکة،و لم یتمکن من الاستنابة فی الرمی و الذبح بقی علی إحرامه.

ص:295


1- 1)هکذا وردت فی الحجری،و فی النسخ الخطیة المتوفرة لدینا:یراد بالصد.

فإذا تلبس بالإحرام و أحصر بعث ما بعث ما ساقه،و لو لم یکن ساق بعث هدیا أو ثمنه،و بقی علی إحرامه الی أن یبلغ الهدی محله،و هو منی یوم النحر إن کان حاجا،و مکة بفناء الکعبة إن کان معتمرا،فإذا بلغ قصّر و أحل من کل شیء إلاّ النساء. قوله: (فإذا تلبس بالإحرام و أحصر،بعث ما ساقه).

المشهور بین الأصحاب الاکتفاء بالهدی الذی ساقه (1)،و قال ابن بابویه (2)و ابن إدریس:یجب هدی آخر (3)،و اختاره المصنف فی المختلف (4).

و التفصیل السابق-بکون هدی السیاق واجبا فیجب آخر غیره لتعدد السبب،و مندوبا فیجزئ-قوی،و من الواجب الهدی الذی أشعره أو قلده.

قوله: (فإذا بلغ قصّر،و أحلّ من کل شیء إلاّ النساء).

أکثر العبارات فیها قصّر،و الظاهر أنه لا یتعین إلا فی عمرة التمتع،بل یتخیر فیما عداه بین الحلق و التقصیر.و کذا أکثر العبارات فیها الإحلال من کل شیء إلاّ النساء.

و فی الدروس:لو کانت عمرة التمتع أحلّ من النساء أیضا،إذ لیس فیها طواف النساء (5)،و هو قوی متین.لکن الأخبار مطلقة بعدم حل النساء،إلاّ بطوافهن من غیر تفصیل (6).

(و یمکن أن یحتج لذلک بأنّ عمرة التمتع دخلت فی الحج،فالشروع فیها شروع فیه،فیتوقف انقطاع الارتباط به علی طواف النساء.

و فیه نظر،لأنّ الارتباط لا یقتضی منع إحرامه الذی هو فیه من النساء

ص:296


1- 1)منهم:أبو الصلاح فی الکافی فی الفقه:218،و الشیخ فی المبسوط 1:335.
2- 2) الفقیه 2:305.
3- 3) السرائر:151.
4- 4) المختلف:317.
5- 5) الدروس:141.
6- 6) الکافی 4:369 حدیث 3،التهذیب 5:421،423 حدیث 1465،1467.

ثم إن کان الحج واجبا وجب قضاؤه فی القابل،و إلاّ استحب، لکن یحرم علیه النساء إلی أن یطوف فی القابل مع وجوب الحج،أو یطاف عنه مع ندبه أو عجزه. بعد التقصیر الی أن یطوف لهن) (1).

قوله: (ثم إن کان الحج واجبا وجب قضاؤه فی القابل،و إلا استحب،لکن یحرم علیه النساء إلی أن یطوف.).

قد یقال:لا موقع للاستدراک ب(لکن)،لأنها لدفع ما یتوهم بالکلام الذی قبلها،و عدم التحریم غیر متوهم،أما من قوله:(و أحل من کل شیء إلا النساء)فظاهر،و أما من قوله:(ثم إن کان الحج واجبا وجب قضاؤه فی القابل و إلا استحب)فلأنه لا تعلق له بهذا المعنی لا نفیا و لا إثباتا،مع صراحة ما قبله فی التحریم.

و یمکن أن یتکلف له أنّ قوله:(و أحل من کل شیء إلا النساء) یقتضی إطلاق التحریم،فتوهّم بقاؤه دائما،فاستدرک ب(لکن)لبیان نهایة مدته، و فیه ما فیه.

قوله: (إلی أن یطوف فی القابل مع وجوب الحج،أو یطاف عنه مع ندبه أو عجزه).

أما استمراره إلی حین طوافه فی الواجب،فلأن الاستنابة إنما تجزئ إذا لم یتعین (2)حضوره،و مع وجوب الحج حضوره متعیّن،بخلاف ما إذا کان مندوبا، فإن له الاستنابة اختیارا،و ظاهر کلامه فی المنتهی أنه لا خلاف فی ذلک بین الأصحاب.

و لو عجز مع وجوب الحج استناب أیضا (3)،و فی الدروس حکاه قولا،

ص:297


1- 1)ما بین القوسین لم یرد فی«ن».
2- 2) فی«ن»:یتفق.
3- 3) المنتهی 2:850. [1]

و لا یبطل تحلله لو بان عدم ذبح هدیه،و علیه الذبح فی القابل. و لو زال المرض لحق بأصحابه،فإن أدرک أحد الموقفین صح حجه،و إلاّ تحلل بعمرة و إن کانوا قد فقال:قیل:أو مع عجزه فی الواجب (1).و هو یقتضی التردد فیه،و الاستنابة حینئذ أقوی،لأنّ طواف النساء تجزئ الاستنابة فیه عند الضرورة،و الحکم ببقائه مع العجز علی التحریم ضرر عظیم،و التفصیل فی العمرة المفردة بکونها واجبة و مندوبة کالحج.

فرع:لو صد عن مکة بعد مناسک منی فقد سبق أنه یعود فی القابل للطوافین و السعی،فلو عجز عن ذلک فهل له الاستنابة؟لا أعلم فیه لأحد من الأصحاب قولا،و لیس ببعید إن حصل الیأس من برئه،و إلا فوجهان.

قوله: (و لا یبطل تحلله لو بان عدم ذبح هدیه و علیه الذبح فی القابل).

قال الشیخ:یجب علیه أن یبعث من قابل،و أن یمسک عما یمسک عنه المحرم إلی أن یذبح عنه،لأنّ فی صحیحة معاویة بن عمار،عن أبی عبد اللّه علیه السلام انه:«یبعث من قابل و یمسک أیضا» (2)(3).

و رده ابن إدریس أشد رد (4)،و لم یصرح المصنف بقبوله و لا برده، و العمل بما قاله الشیخ،و دلت علیه الروایة أحوط،و إن کان القول ببطلان الإحلال-الذی وقع صحیحا-،و تحریم محرمات الإحرام بغیر إحرام یفعل تعبدا، و متی یحرم ذلک؟لیس فی کلامهم تصریح بتعیین وقته،لکن یظهر من العبارة أنه من حین البعث،و للنظر فیه مجال.

قوله: (و إلا تحلل بعمرة و إن کانوا قد ذبحوا).

ص:298


1- 1)الدروس:141.
2- 2) النهایة:282. [1]
3- 3) الکافی 4:369 حدیث 3، [2]التهذیب 5:421 حدیث 1465.
4- 4) السرائر:151،عند قوله قدس سره:و من لم یکن ساق الهدی،الی آخره.

ذبحوا،و قضی فی القابل مع الوجوب.

و لو علم الفوات بعد البعث،و زوال العذر قبل التقصیر ففی وجوب لقاء مکة للتحلل بالعمرة إشکال. و لو زال عذر المعتمر بعد تحلله قضی العمرة حینئذ واجبا مع الوجوب،و إلاّ ندبا،و قیل فی الشهر الداخل. الحکم ظاهر إذا لم یکونوا قد ذبحوا،فأما مع الذبح فیحتمل عدم الاحتیاج إلی العمرة،لتحقق ذبح الهدی المقتضی للتحلل.

و الأصح الاحتیاج إلیها،لأنّ الذبح إنما یحلل مع عدم التمکن من العمرة، أما معها فلا لعدم الدلیل،و لأنّ فوات الحج موجب للعمرة کما هو معلوم.

و متی تحقق ذبح الهدی فقد فات الحج،لأنّ الذبح إنما یکون یوم النحر، و حینئذ فلا یبقی لإدراک الحج وقت.

قوله: (و لو علم الفوات-الی قوله:-ففی وجوب لقاء مکة للتحلل بالعمرة إشکال).

الأصح وجوبه،لأنّ التحلل بالهدی إنما یجزئ مع عدم التمکن من اللحاق، إذ لا دلیل علی اجزائه معه،و مع الفوات لا بد من التحلل بالعمرة.

و فصلّ شیخنا الشهید فی حواشیه بأنه مع ذبح الهدی لا یحتاج إلی العمرة، و بدونه یحتاج،و الظاهر الاحتیاج إلیها مطلقا،و قد سبق فی العبارة خلاف هذا التفصیل.

قوله: (و قیل:فی الشهر الداخل) (1).

سبق الجواز من غیر تخلل زمان،و الخلاف هنا مبنی علی ما سبق.

و لا یقال:إنه لم یعتمر هنا،لأنه تحلل من العمرة،لأنا نقول:إنه قد تحقق الإحرام بها حقیقة،فیشترط لصحة إحرام العمرة الأخری ما یشترط للعمرة.

ص:299


1- 1)قاله الشیخ الطوسی فی المبسوط 1:335،و [1]ابن إدریس فی السرائر:151،و ابن حمزة فی الوسیلة:126،و [2]ابن البراج فی المهذب 1:271.

و لو تحلل القارن أتی فی القابل بالواجب،و قیل بالقران،و لو کان ندبا تخیّر،و الأفضل الإتیان بمثل ما خرج منه. و هل یسقط الهدی مع الاشتراط فی المصدود و المحصور؟قولان. و لو کان قد أشعره أو قلده بعث به قولا واحدا.

و روی:أن من بعث هدیا من أفق من الآفاق تطوعا یواعد أصحابه وقت ذبحه أو نحره،ثم یجتنب ما یجتنبه المحرم و لا یلبی،فإذا حضر وقت الوعد أحل،و لو فعل ما یحرم علی المحرم کفر مستحبا.

قوله: (و لو تحلل القارن أتی فی القابل بالواجب،و قیل بالقران).

الأصح أنه یأتی بالواجب،فان تعین فذلک المعین قرانا و غیره،و إن کان مطلقا تخیر.و تحمل الروایة علی أنّ الذی خرج منه کان واجبا بنذر و شبهه.

قوله: (و الأفضل الإتیان بمثل ما خرج منه).

خروجا من الخلاف.

قوله: (و هل یسقط الهدی مع الاشتراط فی المحصور و المصدود؟ قولان).

و قال الفاضل الشیخ فخر الدین:المراد:من اجتمع له الحصر و الصد، لیخرج عن التکرار (1)،و الأصح عدم السقوط.

فروع:لو لم یجد الهدی فالأصح أنه لا بدل له،و فی قول ضعیف:أن له بدلا.

قوله: (و روی أنّ من بعث هدیا من أفق من الآفاق تطوعا یواعد أصحابه.).

ینبغی أن یذکر فیه مواعدة الأصحاب لإشعاره أو تقلیده یوما معلوما، لیکون ذلک جاریا مجری إحرامه،کما دلت الروایة علی التواعد بذلک (2).ثم

ص:300


1- 1)إیضاح الفوائد 1:327.
2- 2) الکافی 4:369 حدیث 3،التهذیب 5:421 حدیث 1465.

الفصل الثالث:فی کفارات الإحرام

اشارة

الفصل الثالث:فی کفارات الإحرام و فیه مطالب:

الأول:الصید
اشارة

الأول:الصید و فیه مباحث:

الأول:یحرّم الحرم و الإحرام الصید البری

الأول:یحرّم الحرم و الإحرام الصید البری،و لا کفارة فی قتل السباع ماشیة و طائرة،و روی فی الأسد إذا لم یرده کبش. یجتنب ما یجتنبه المحرم إلا أنه لا یلبی،و یواعدهم أیضا لنحره،و إذا حضر الوعد تحلل.ففی العبارة قصور ما.و العمل علی الروایات الدالة علی ذلک (1)،و خلاف ابن إدریس ضعیف (2).

قوله: (ماشیة و طائرة).

أی:بنوعیها ما یمشی منها،و ما یطیر.و یلوح من هذه العبارة و ما قبلها أنّ قتل السّباع کلها محرم،و حکاه فی الدروس قولا عن الحلبی (3)،و تشهد له روایة معاویة بن عمار (4)،لکن قول المصنف و الجماعة:لو أدخل شیئا من السّباع إلی الحرم أسیرا جاز إخراجه،یؤذن بأنها لا تعد صیدا.

قوله: (و روی فی الأسد إذا لم یرده کبش).

أی:إذا کان لا یرید القاتل،فان أراده فلا شیء قطعا،لأنه یدفع عن نفسه،و الروایة ضعیفة (5)،و حملها علی الاستحباب هو الوجه.

ص:301


1- 1)الکافی 4:540 حدیث 3،4، [1]الفقیه 2:306 حدیث 1517،التهذیب 5:424،425 حدیث 1472-1474.
2- 2) السرائر:151.
3- 3) الدروس:99.
4- 4) الکافی 4:363 حدیث 2، [2]علل الشرائع:458 حدیث 2،التهذیب 5:365 حدیث 1273.
5- 5) الکافی 4:237 حدیث 26،التهذیب 5:366 حدیث 1275،الاستبصار 2:208 حدیث 712.

و یجوز قتل الأفعی،و العقرب،و البرغوث،و الفأر،و رمی الحدأة قوله: (و البرغوث).

جعله فی المستثنیات من التحریم،و أفتی فی التذکرة (1)و المنتهی (2)و التحریر بالتحریم (3)،و کذا الشیخ فی التهذیب (4)نقله عنه فی الدروس (5).

و الذی فی صحیحة معاویة بن عمار،عن الصادق علیه السلام:«المحرم یلقی عنه الدواب کلها إلا القملة،فإنها من جسده،فإن أراد أن یحوّل قملة من مکان إلی مکان فلا یضره» (6)و لم یفت فی الدروس بشیء،و لم أقف فیه علی نص،و لا ریب أنّ التحریم أحوط (7)،لما فی قتله من الترفه المنافی لحال الإحرام (8).

قوله: (و رمی الحدأة).

الحدأة کعنبة:طائر معروف واحد جموعه کعنب،قال فی حیاة الحیوان:

و من ألوانه السود و الرمد (9)،و الذی فی روایة معاویة بن عمار،عن أبی عبد اللّه علیه السلام:«و ارم الغراب و الحدأة رمیا عن ظهر بعیرک» (10)و فی أخری:

«و یقذف الغراب» (11)فظاهر هاتین الروایتین یشعر بعدم جواز قتلهما،إلا أن یفضی الرمی إلیه.

و یقتضی أنّ رمی الحدأة إنما هو عن ظهر بعیره،لأن فی أول الاولی:

«اتق قتل الدواب کلها،إلا الأفعی.»،فأما الغراب فمقتضی الثانیة جواز

ص:302


1- 1)التذکرة:1:330.
2- 2) المنتهی 2:800.
3- 3) تحریر الأحکام 1:116.
4- 4) التهذیب 5:366 ذیل حدیث 1275.
5- 5) الدروس:101.
6- 6) الفقیه 2:230 حدیث 1091،التهذیب 5:336 حدیث 1161.
7- 7) الجملة بین الشولتین لم ترد فی«ن».
8- 8) هذا القول-و البرغوث-و شرحه لم یرد فی«س».
9- 9) حیاة الحیوان 1:229. [1]
10- 10) الکافی 4:363 حدیث 2، [2]علل الشرائع:458 حدیث 2، [3]التهذیب 5:365 حدیث 1273.
11- 11) التهذیب 5:366 حدیث 1274.

و الغراب مطلقا،و شراء القماری و الدباسی و إخراجها من مکة للمحل، و فی المحرم اشکال،و یحرم قتلها و أکلها. رمیه مطلقا.

و ینبغی التقیید بالغراب المحرم الذی هو من الفواسق الخمس،أما المحلل فإنه محرّم لا یعد من الفواسق،و لم أجد التقیید به.

و قد قید شیخنا الشهید فی حواشیه رمی الحدأة بکونه عن بعیره کما فی الروایة.

و معنی قوله:(مطلقا)إنّ ذلک ثابت للمحلل و المحرّم.

قوله: (و شراء القماری و الدباسی (1)و إخراجها من مکة للمحل، و فی المحرم إشکال).

لو کانت صیدا محرّما لحرمت علی المحل أیضا،فلم یجز له إخراجها من مکة،و الحل قوی.

قوله: (و یحرم قتلها و أکلها).

یحتمل أن یکون المراد:تحریم قتلها و أکلها بمکة قبل الإخراج،فلا تحریم بعده،و یحتمل تحریم ذلک مطلقا،و إنّ الذی یجوز إنما هو الإخراج.لکن هذا بعید،لأنّ جواز إخراجها یلحقها بغیرها من الحیوانات التی لا حرمة لها بعد الإخراج.

ص:303


1- 1)القمری:طائر معروف مطوق،و الدبسی بضم الدال:طائر صغیر منسوب الی دبس الرطب،لأنهم یغیرون فی النسب کالدهری و السهلی و القامی تابع القوم،و القیاس قومی،و الأدبس من الطیر و الخیل الذی فی لونه غبرة بین السواد و الحمرة.ثم قال:و من طبع الدبسی أن لا یری ساقطا علی وجه الأرض،بل فی الشتاء له مشتی،و فی الصیف له مصیف،و لا یعرف له.ذکر فی حیاة الحیوان. [1]هذا الکلام ورد فی متن نسخة«ه»،و فی الهامش وردت هذا العبارة:«تعریف القماری و الدباسی فی شرحه الشریف بخطه الأشرف مکتوب علی الحاشیة و لأن بعض الکتّاب فی بعض النسخ أدخلوه بین السطور کما فی نسختنا هذه»م ع.

و یکفّر فی قتل الزنبور عمدا بکف من طعام و شبهه،و لا شیء فی الخطأ فیه،

و أقسام ما عدا ذلک عشرة

و أقسام ما عدا ذلک عشرة.

أ:فی قتل النعامة بدنة

أ:فی قتل النعامة بدنةفان عجز قوّم البدنة،و فض ثمنها علی البر،و أطعم لکل مسکین نصف صاع.

و لا تجب الزیادة علی ستین،و لا الإتمام لو نقص،فإن عجز صام عن کل نصف صاع یوما،فان انکسر أکمل،و لا یصام عن الزائد لو کان.

و الأقرب الصوم عن الستین و إن نقص البدل،فان عجز صام ثمانیة عشر قوله: (و یکفّر فی قتل الزنبور عمدا بکف من طعام و شبهه).

شبه الطعام نحو التمر و الزبیب،و کأنه أراد بالطعام:ما یقع علیه هذا الاسم بحسب الغالب،فانّ جمیع ما یطعم طعام،و عبارة الدروس تنبه علی ما قلناه (1).

قوله: (فی قتل النعامة بدنة).

أو جزور،روی فی بعض الأخبار.البدنة:ما لها ست سنین و دخلت فی السابعة.

قوله: (و الأقرب الصوم عن الستین و إن نقص البدل).

قد یومئ إلی ذلک وجوب ثمانیة عشر یوما،عن کل عشرة مساکین ثلاثة أیام،و لا دلالة له صریحة،لجواز أن یکون المراد:البدل عما هو نهایة ما یجب من الإطعام.و لیس فی الروایات صیام ستین،بل صیام یوم عن نصف صاع (2)، لکن الأحوط وجوب الستین.

قوله: (فان عجز صام ثمانیة عشر یوما).

ص:304


1- 1)الدروس:101.
2- 2) الکافی 4:387 حدیث 10، [1]التهذیب 5:341،466 حدیث 1183،1626.

یوما، و فی وجوب الأکثر لو أمکن إشکال. و لو عجز بعد صیام شهر فأقوی الاحتمالات وجوب تسعة،ثم ما قدر،ثم السقوط. فی حاشیة الشهید المراد به:عجز غیر محصور،و لا یظهر له معنی،فانّ وجوب ثمانیة عشر یوما لا شبهة فیه،و الاشکال (1)فی الزائد.

قوله: (و فی وجوب الأکثر إشکال).

الحق لا یجب،لأنه مقتضی البدلیة،و لعدم شمول قوله علیه السلام:«إذا أمرتکم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» (2)له،و الاحتیاط طریق آخر.

قوله: (و لو عجز بعد صیام شهر فأقوی الاحتمالات وجوب تسعة، ثم ما قدر،ثم السقوط).

یشهد للأول قوله علیه السلام فی الروایة:«مکان کل عشرة مساکین ثلاثة أیام» (3).و یشکل القول به،بأنه یحتمل ذلک إرادة البدلیة استقلالا و بیان التوزیع،و لو کان المراد البدلیة عنه استقلالا لوجب بدل ما عجز عنه من الإطعام مع إطعام المقدور،فلو قدر علی إطعام ثلاثین مسکینا صام عن ثلاثین.

و إعراض جمیع الأصحاب عن ذلک یشعر بأنهم لم یفهموا من لفظ الروایة إرادة البدلیة علی الوجه المخصوص،علی أنّ تطرق الاحتمال کاف فی عدم تعیین البدلیة.

أما الثانی:فلا یظهر له وجه،فانّ الحدیث لا یتناوله-أعنی:قوله:«إذا أمرتکم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»-إذ لو تناوله لوجب مقدوره و إن زاد عن ثمانیة عشر،و هو ینافی کونها بدلا من الستین الذی دلت علیه الروایات (4).

ص:305


1- 1)فی«ن»:و لا إشکال.
2- 2) صحیح البخاری 9:117،صحیح مسلم 2:975 حدیث 412،سنن ابن ماجة 1:3 باب 2.
3- 3) التهذیب 5:343 حدیث 1187.
4- 4) الکافی 4:385 حدیث 1،الفقیه 2:233 حدیث 1112،التهذیب 5:342،343 حدیث 1186، 1187.

و فی فرخ النعامة صغیر من الإبل علی رأی،و مع العجز یساوی بدل الکبیر.

ب:فی کل من بقرة الوحش و حماره بقرة أهلیة

ب:فی کل من بقرة الوحش و حماره بقرة أهلیة،فإن عجز قوّم البقرة و فض ثمنها علی البر و اطعم کل مسکین نصف صاع،و الزائد علی ثلاثین مسکینا له.

و لا یجب الإکمال لو نقص،فان عجز صام عن کل نصف صاع یوما،فان عجز فتسعة أیام.

و أما الثالث:فبناه الشارح علی أنّ المکلف إذا علم انتفاء شرط التکلیف قبل دخول وقته لا یحسن منه التکلیف،فان المکلف-و الحال ما ذکر-لا یجوز تکلیفه بالستین و إن ظن حسن ذلک ظاهرا،بل إنما علیه ثمانیة عشر یوما،و قد صامها فی ضمن ثلاثین (1).

و هذا التوجیه لا یناسب عبارة المصنف،لأنه لا سقوط حینئذ لشیء من الصوم.و یشکل علی أصله أنه لو تم له ما ذکره من القاعدة الأصولیة أمکن منع الإجزاء عن الثمانیة عشر،لأنه حینئذ إنما أتی بالصوم علی أنه من جملة الستین التی هی الواجب الثالث،لا أنه البدل الذی هو ثمانیة عشر،و من أتی بعبادة ظانا وجوبها بسبب،ثم تبین وجوب بعضها خاصة بسبب آخر ففی إجزائها نظر،و قد سبق فی الصوم فی نظیر هذه وجوب ثمانیة عشر،و هذا هو المتجه،لما ذکر و لأنّ العجز إنما تحقق حینئذ.

قوله: (و فی فرخ النعامة صغیر من الإبل علی رأی).

هذا هو الأصح،لظاهر قوله تعالی (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) (2)و علیه الأکثر،و ربما یوجد التقیید بأنّ أقله بنت مخاض،و لا شاهد له.

قوله: (و مع العجز یساوی بدل الکبیر).

أی:یجب فضه علی البر،أو إطعام ستین إن بلغ إلی آخره.

ص:306


1- 1)إیضاح الفوائد 1:330-331.
2- 2) المائدة:95. [1]
ج:فی الظبی شاة

ج:فی الظبی شاة،فإن عجز قوّمها،و فض ثمنها علی البر،و أطعم کل مسکین مدین.

و لا یجب الزائد عن عشرة،فإن عجز صام عن کل مدین یوما، فان عجز صام ثلاثة أیام.

و فی الثعلب و الأرنب شاة،و قیل کالظبی.و الإبدال علی الترتیب علی رأی.

د:فی کسر کل بیضة من النعام بکرة من الإبل

د:فی کسر کل بیضة من النعام بکرة من الإبلإذا تحرک فیها قوله: (و فی الثعلب و الأرنب شاة،و قیل:کالظبی).

المراد:أنّهما کالظبی فی الأبدال،علی معنی أنه إذا عجز عن الشاة قوّمها، و فض ثمنها علی البر إلی آخره.و بعض الأصحاب اقتصر علی الشاة (1)،و الأصح الثانی،لظاهر الآیة و الروایة (2).و ربما قیل بأنه ینتقل إلی الروایة العامة و هی:أنّ من وجب علیه شاة فلم یجد یطعم عشرة مساکین فان عجز صام ثلاثة أیام (3)، و صحیحة محمد بن مسلم (4)تدل علی الأول،و العمل علیها.

قوله: (و الأبدال علی الترتیب علی رأی).

هذا أحوط،و التخییر أقوی:(لظاهر الآیة (5)و للروایة الصحیحة الدالة علی أنّ«أو»فی القرآن للتخییر) (6)حیث وقع (7).

قوله: (بکرة من الإبل).

فی القاموس:هی الفتیة من الإبل (8).

ص:307


1- 1)منهم:ابن الجنید و ابن أبی عقیل کما فی المختلف:273.
2- 2) التهذیب 5:342 حدیث 1184.
3- 3) التهذیب 5:342 حدیث 1186،1187.
4- 4) التهذیب 5:342 حدیث 1184.
5- 5) المائدة:95.
6- 6) ما بین القوسین فی«ن».
7- 7) الکافی 4:386 حدیث 3.
8- 8) القاموس المحیط 1:376« [1]بکر».

الفرخ،و إن لم یتحرک أرسل فحولة الإبل فی إناث منها بعدد البیض فالناتج هدی.

فإن عجز فعن کل بیضة شاة،فإن عجز اطعم عن کل بیضة عشرة مساکین،فان عجز صام ثلاثة أیام.

ه:فی کسر کل بیضة من القطاة

ه:فی کسر کل بیضة من القطاة،و القبج،و الدراج،من صغار الغنم، قوله: (فی إناثها بعدد البیض).

أی:الإناث بعدد البیض،أما الفحولة فیکفی فیها ما جرت به العادة.

إن قیل:لم قصر الحکم فی الترتیب،أو التخییر علی هذه الثلاثة دون ما بعدها؟قلنا:ظاهر الآیة لا یتناوله،لأنّ الصید لا یتناول البیض.فان قلت:إذا تحرک الفرخ تناوله،لأنه صید حینئذ کسائر الفراخ.قلنا:و إن تحرک الفرخ فی البیضة لا یقال له:فرخ،بل بیضة فرخها متحرک،و لو سلم فالحکم للأغلب، و من ثم لم یکن خلاف فی أنّ باقی الأقسام علی الترتیب.

قوله: (فان عجز أطعم عن کل بیضة عشرة مساکین).

لکل مسکین مد،ذکره فی الدروس (1)و المصنف فی التذکرة (2)و غیرها (3)،و هو فی روایة علی بن أبی حمزة (4).

و لو بان البیض فاسدا،أو کان الفرخ میتا،أو عاش سویا فلا شیء علیه،صرحوا به،و الروایة تدل علیه (5).

قوله: (فی کسر کل بیضة من بیض القطا و القبج و الدراج من صغار الغنم).

هذا هو الذی تقتضیه المناسبة،و لیس له تقدیر.

ص:308


1- 1)الدروس:100.
2- 2) التذکرة 1:346.
3- 3) المنتهی 2:823، [1]تحریر الأحکام 1:116. [2]
4- 4) الکافی 4:387 حدیث 11، [3]التهذیب 5:354 حدیث 1229،الاستبصار 2:201 حدیث 684.
5- 5) الکافی 4:387 حدیث 11،التهذیب 5:354 حدیث 1229،الاستبصار 2:201 حدیث 684.

و قیل:مخاض من الغنم،و هو ما من شأنه أن یکون حاملا إن کان قد تحرک فیه الفرخ،و إلاّ أرسل فحولة الغنم فی إناثها بعدد البیض فالناتج هدی،فإن عجز فکبیض النعام.

قیل معناه:یجب عن کل بیضة شاة. و هذه الخمسة تشترک فی أن لها بدلا علی الخصوص و أمثالا من قوله: (و قیل:مخاض من الغنم.).

هذا هو الأصح،و علیه نزّلت صحیحة سلیمان بن خالد (1)،و علیه الفتوی،و هو مشهور بین الأصحاب،و علیه سؤال سیأتی.

قوله: (فان عجز فکبیض النعام،قیل:معناه:یجب عن کل بیضة شاة).

هذا القول تفسیر ابن إدریس (2)لعبارة الشیخ (3)،و هو قول المفید (4)، و لیس بشیء،لأن الانتقال فی البدل من الأدنی إلی الأعلی غیر معهود،و هو مستبعد.

و المماثلة الواقعة فی روایة سلیمان بن خالد بینه و بین بیض النعام (5)لا یدل علی کمال المساواة،فالحمل علی إطعام عشرة مساکین،فان عجز صام ثلاثة أیام،و لم یذکروا فی إطعام العشرة مساکین مقدّرا،فالظاهر أنه لکل مسکین مدّ من الطعام.

قوله: (و هذه الخمسة تشترک فی أنّ لها بدلا علی الخصوص).

أی:ورد فی النص تعیین بدله بعینه بخلاف غیرها.

ص:309


1- 1)التهذیب 5:356 حدیث 1239،الاستبصار 2:203 حدیث 692.
2- 2) السرائر:132.
3- 3) النهایة:227.
4- 4) المقنعة:68.
5- 5) التهذیب 5:357 حدیث 1240،الاستبصار 2:204 حدیث 693.

النعم،

و:الحمام کل مطوق أو ما یهدر

و:الحمام کل مطوق أو ما یهدر،أی:یرجع صوته،أو یعب أی:

یشرب کرعا.

و فی کل حمامة شاة علی المحرم فی الحل،و درهم علی المحل فی الحرم.و یجتمعان علی المحرم فی الحرم.

قوله: (الحمام کل مطوق أو ما یهدر.).

المعروف أنّ هذین تعریفان عند أهل اللغة:

أحدهما:ما نقله الکسائی،و هو کل مطوق.

و الثانی:ما یهدر و یعب الماء.

فیدخل فی المطوق الحجل،و یدخل فی الثانی القماری و الدباسی و الفواخت و الوراشین و القطا،و معنی یهدر:إنه یواتر صوته،و معنی یعب الماء:

یکرع کرعا،لا یأخذه قطرة قطرة بمنقاره کالدجاج و العصافیر.

و لا ریب أنّ الثانی أعرف بین أهل اللغة،و یظهر من عبارة المصنف أنّ هذه الأمور الثلاثة التی عطف بینها ب(أو)متباینة،و أنّ کل ما صدق علیه أحدها حمام،فاما التباین فغیر ظاهر،لأنّ ظاهر کلامهم أن کل ما یهدر یعب الماء.

و أما الثانی فمحتمل،نظرا إلی عدم المنافاة فی ثبوت الحکم للجمیع، و کیف کان فانّ للحجل کفارة معینة فلا بد من إخراجه،و کذا القطا.

قوله: (و درهم علی المحل فی الحرم).

لورود النص علی ذلک (1)،و إطلاق الأصحاب الحکم به.و احتاط المصنف فی التذکرة (2)،و المنتهی بوجوب أکثر الأمرین من الدرهم و القیمة (3)نظرا إلی أنّ النص بالدرهم یمکن أن یکون مستندا الی أنّ القیمة حینئذ کانت درهما،و لا مانع من الاحتیاط.

لکن إذا کانت القیمة السوقیة أزید فاجزاء الدرهم فی غایة الإشکال إذا

ص:310


1- 1)الکافی 4:388 حدیث 12.
2- 2) التذکرة 1:346. [1]
3- 3) المنتهی 2:825. [2]

و فی فرخها حمل علی المحرم فی الحل،و نصف درهم علی المحل فی الحرم،و یجتمعان علی المحرم فی الحرم.

و فی کسر کل بیضة بعد التحرک حمل،و قبله درهم علی المحرم فی الحل،و ربع علی المحل فی الحرم،و یجتمعان علی المحرم فی الحرم.

ز:فی قتل کل واحد من القطاة،و الحجل،و الدراج حمل

ز:فی قتل کل واحد من القطاة،و الحجل،و الدراج حمل قد فطم و رعی کان مملوکا،لأنّ المحل إذا قتل المملوک فی غیر الحرم تلزمه قیمته السوقیة بالغة ما بلغت،فیکف یجزئ الأنقص فی الحرم؟ قوله: (و فی فرخها حمل).

هو بالتحریک:من أولاد الضأن ما له أربعة أشهر فصاعدا،ذکره المصنف فی المنتهی قال:فإنّ أهل اللغة یسمون ولد الضأن حملا بعد أربعة أشهر (1)،و شیخنا الشهید فی الدروس (2)و فی روایة جدی (3)،و هو من أولاد المعز ماله أربعة أشهر.

قوله: (و فی کسر کل بیضة بعد التحرک حمل و قبله درهم.).

أطلق الحمل فی کسر البیضة بعد التحرک،و فصّل بکون الکاسر محرما فی الحل،أو محلا فی الحرم،أو محرما فی الحرم فیما قبله.

و تحقیقه:أنّ فیها ما فی الفرخ حمل إن کان محرما فی الحل،و نصف درهم علی المحل فی الحرم،و یجتمعان علی المحرم فی الحرم،لأنها بعد تحرک الفرخ قد صارت فرخا،و نبه علی ذلک فی الدروس (4).

قوله: (فی قتل کل واحد من القطا،و الحجل،و الدراج حمل قد فطم،و رعی الشجر).

ص:311


1- 1)المنتهی 2:825. [1]
2- 2) الدروس:100.
3- 3) التهذیب 5:358 حدیث 1243،الاستبصار 2:204 حدیث 696.
4- 4) الدروس:100.

الشجر.

ح:فی قتل کل واحد من القنفذ،و الضب،و الیربوع،جدی.

ح:فی قتل کل واحد من القنفذ،و الضب،و الیربوع،جدی. أی:قد آن وقت فطامه و رعیه و إن لم یکن قد حصل،و هو ماله أربعة أشهر.

لکن یشکل بأنّ فی بیض کل واحد منها بعد تحرک الفرخ مخاضا،و هی ما من شأنها أن تکون حاملا،فکیف یجب فی فرخ البیضة مخاض؟و فی المبسوط حمل (1)،و نزّل ذلک فی الدروس (2)علی أحد أمرین:

أما إرادة بنت المخاض من المخاض و هو بعید،و خروج عن النص (3)، و کلام الأصحاب،أو تصرف غیر واضح فیهما،أو علی وجوب(ذلک) (4)فی ذلک فی الطائر منها بطریق أولی،و یکاد یکون خلاف الإجماع،أو علی التخییر جمعا بین الأخبار،و هو فی الخروج عن کل من کلام الأصحاب بمنزلة الأول.

و یمکن أن یقال:شرعنا مبنی علی الفرق بین المتماثلات،و الاستبعاد لا دخل له فی الأحکام بعد ثبوت مدارکها.

لکنّ قول المصنف فیما سبق:أن فی الفرخ من صغار الغنم أوجه فی الجمع، و دفع الإشکال هذا هو أحد الأمور التی ذکرها فی الدروس (5)و هو مختار أبی القاسم بن سعید (6).

قوله: (فی قتل کل واحد من القنفذ و الضب و الیربوع جدی).

هو من أولاد المعز کما قدمناه،قال الشیخان:و کذا ما أشبهها (7)،و کذا قال ابن إدریس (8)،و لیس ببعید،لظاهر قوله تعالی:

ص:312


1- 1)المبسوط 1:340.
2- 2) الدروس:100-101.
3- 3) التهذیب 5:356 حدیث 1239،الاستبصار 2:203 حدیث 692.
4- 4) لم ترد فی«ن».
5- 5) الدروس:100.
6- 6) الجامع للشرائع:190. [1]
7- 7) المفید فی المقنعة:68،و الطوسی فی المبسوط 1:340،و النهایة:223.
8- 8) السرائر:131.
ط:فی کل واحد من العصفور،و القبرة،و الصعوة مد

ط:فی کل واحد من العصفور،و القبرة،و الصعوة مد من طعام.

ی:فی قتل الجرادة،و القملة یرمیها عنه کف من طعام

ی:فی قتل الجرادة،و القملة یرمیها عنه کف من طعام،و فی کثیر الجراد شاة. و هذه الخمسة لا بدل لها علی الخصوص. (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) (1).

قوله: (فی کل واحد من العصفور و القنبرة و الصعوة مد من طعام).

و کذا ما أشبهها،ذکره الأصحاب (2)،و الصواب القبرة بغیر نون کما نص علیه أهل اللغة،و صرح صاحب الصحاح بأنّ النون فیه من محرفات العامة (3)،و لکن هکذا وجد فی نسخة الأصل و غیرها من مصنفات المصنف (4).

قوله: (فی الجرادة و القملة یلقیها عنه کف من طعام).

أی:فی الجرادة بقتلها،و کذا فی قتل القملة بطریق أولی،خلافا للشیخ فی المبسوط (5).

قوله: (و فی کثیر الجراد شاة).

یمکن أن یراد بالکثیر:ثلاثة فصاعدا،و هو أولی،فإنه أقل مراتب الکثرة، و بعض الأخبار قد یمکن جعله شاهدا له (6)،و یمکن رده إلی العرف کسائر الأمور العرفیة.

قوله: (و هذه الخمسة لا بدل لها علی الخصوص).

أی:لم یتعین لکفارة کل منها بدل،بل بدلها بدل سائر الکفارات عند تعذرها،و هو الاستغفار،لکن فی صحیحة معاویة:«من کان علیة شاة فلم یجد

ص:313


1- 1)المائدة:95. [1]
2- 2) منهم:الشیخ فی المبسوط 1:340.
3- 3) الصحاح(قبر)2:785.
4- 4) المنتهی 2:826،التذکرة 1:347،تحریر الأحکام 1:116. [2]
5- 5) المبسوط 1:339.
6- 6) الکافی 4:393 حدیث 3،التهذیب 5:364 حدیث 1267،الاستبصار 2:208 حدیث 708.
فروع

فروع

أ:یجزئ عن الصغیر مثله،و الأفضل مثل الکبیر

أ:یجزئ عن الصغیر مثله،و الأفضل مثل الکبیر،و عن المعیب مثله بعیبه لا بغیره،فلا یجزئ الأعور عن الأعرج،و یجزئ أعور الیمین عن أعور الیسار،و الأفضل الصحیح،و المریض عن مثله،و الذکر عن الأنثی، و بالعکس،و المماثل أفضل،و لا شیء فی البیض المارق و لا فی الحیوان المیت.

ب:یستوی الأهلی من الحمام و الحرمی فی القیمة إذا قتل فی

الحرم]

ب:یستوی الأهلی من الحمام و الحرمی فی القیمة إذا قتل فی الحرم، أطعم عشرة مساکین،فان لم یجد صام ثلاثة أیام» (1)و العمل بها قریب.

قوله: (یجزئ عن الصغیر مثله).

أی:فی السن،و قد سبق الخلاف فی فرخ النعام،و فی الفرخ إذا تحرک فی البیضة من بیض القطا و القبج و الدراج.

قوله: (و یجزئ أعور الیمین عن أعور الیسار).

علی أصح الوجهین،لاتحاد العیب،و إن اختلف محله.

قوله: (و الذکر عن الأنثی و بالعکس).

التردد فی إجزاء الذکر عن الأنثی،الا أنّ الشیخ أفتی بالإجزاء (2)،و تبعه جماعة (3)،لأنّ هذا المقدار من التخالف لا یخرجه عن المماثلة،و هو قریب.

قوله: (یستوی الأهلی من الحمام و الحرمی فی القیمة،إذا قتل فی الحرم).

متعلق الجار هو(یستوی)و(إذا)ظرف له بمقتضی السیاق،و المعنی:

ص:314


1- 1)التهذیب 5:343 حدیث 1187.
2- 2) المبسوط 1:344.
3- 3) منهم:المحقق فی الشرائع 1:287.

لکن یشتری بقیمة الحرمی علف لحمامه.

ج:یخرج عن الحامل مما له مثل حامل

ج:یخرج عن الحامل مما له مثل حامل،فان تعذر قوّم الجزاء حاملا.

د:لو ضرب الحامل فألقته میتا ضمن تفاوت ما بین قیمتها حاملا و مجهضا

د:لو ضرب الحامل فألقته میتا ضمن تفاوت ما بین قیمتها حاملا و مجهضا،و لو ألقته حیا ثم ماتا فدی کلا منهما بمثله،و لو عاشا من استواؤهما فی القیمة،إذا قتل کل منهما فی الحرم.

و قد یستشکل وجود الأهلی فی الحرم،لأنّ الحمام لا یملک فی الحرم و إن کان من الحل،فیدفع بإمکان ذلک فی القماری و الدباسی.

و التقیید بقتله فی الحرم للاحتراز عن القتل فی الحل،و هو ظاهر فی حمام الحرم،لأنه إذا قتل فی الحل لم تلزم به کفارة علی المشهور.

أما الأهلی فالظاهر أنّ الحال لا یتفاوت فیه،فیمکن قصر التقیید بالظرف علی الحمام الحرمی للاحتراز عن قتله فی الحلّ،فلا یحتاج الی تکلف تصویر قتل الأهلی فی الحرم لاختصاص الشرط بالأخیر،فیتحقق الحکم فی الأول بقتل الأهلی خارج الحرم،و المراد بالقیمة إما الدرهم،أو الفداء.

قوله: (لکن یشتری بقیمة الحرمی علف لحمامه).

و لیکن قمحا،صرح به فی الدروس (1)،و هو فی بعض الأخبار (2)،و لو فقد احتمل إجزاء مطلق العلف،لأنّ فی بعض الأخبار(علف حمام الحرم بها) (3)و فی بعضها التخییر بینه و بین الصدقة بها (4)،و أما فداء المملوک فلصاحبه کما سیجیء إن شاء اللّه تعالی.

قوله: (لو ضرب الحامل فألقته میتا ضمن تفاوت ما بین قیمتها حاملا و مجهضا).

أی:مسقطا،فیدخل قیمة الحمل فی ذلک،و لا یتعین فداء و إن کان الحمل یتحرک،إذ لا یعد حیوانا إلاّ بعد وضعه حیا.

ص:315


1- 1)الدروس:101.
2- 2) الکافی 4:390 حدیث 10.
3- 3) الکافی 4:233 حدیث 7،الفقیه 2:171 حدیث 751.
4- 4) الکافی 4:395 حدیث 1،التهذیب 5:370 حدیث 1289.

غیر عیب فلا شیء و معه الأرش،و لو مات أحدهما فداه خاصة.

و لو ضرب ظبیا فنقص عشر قیمته احتمل وجوب عشر الشاة، لوجوبها فی الجمیع،و هو یقتضی التقسیط أو عشر ثمنها. و الأقرب ان وجد المشارک فی الذبح فالعین و الاّ فالقیمة. و لو أزمن صیدا و أبطل امتناعه احتمل کمال الجزاء-لأنه کالهالک- قوله: (و لو ضرب ظبیا فنقص عشر قیمته،احتمل وجوب عشر الشاة،لوجوبها فی الجمیع و عشر قیمتها).

أی:قیمة الشاة،لأنّ التجزئة تستلزم ضررا زائدا علی ضرر قدر الواجب، فینتقل إلی بدل العشر و هو قیمته،و العشر مثال،و إلا فالربع و الخمس کذلک.

قوله: (و الأقرب أنه إن وجد المشارک فی الذبح فالعین و إلاّ فالقیمة).

هذا أصح،لاندفاع الضرر،و عشر الکفارة-التی هی الشاة-أقرب الی مماثلة المجنی علیه من القیمة،فیتعین لإیماء قوله تعالی (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) (1)إلی ذلک،فإنه مع تعذر الحقیقة یصار إلی أقرب المجازات.

و یتحقق المشارک بوجود من علیه من الکفارة بقدر ما بقی،أو کونه محتاجا إلیه لأکل و نحوه،و کذا لو احتاج إلیه المکفر لنحو الأکل.و الضابط أن لا یلزم ضررا زائدا علی أصل الکفارة الواجبة.

قوله: (و لو أزمن صیدا أو أبطل امتناعه احتمل کمال الجزاء، لأنه کالهالک).

هذا هو الأصح،فإنه ببطلان امتناعه تمکن منه کل قاتل من سبع و محل

ص:316


1- 1)المائدة:95. [1]

و الأرش،و لو قتله آخر فقیمة المعیب. و لو أبطل أحد امتناعی النعامة و الدراج ضمن الأرش.

ه:لو قتل ما لا تقدیر لفدیته فعلیه القیمة

ه:لو قتل ما لا تقدیر لفدیته فعلیه القیمة،و کذا البیوض، و قیل فی البطة و الإوزة و الکرکی فی الحل،فقد صیره بإبطال امتناعه أکلة للآکل.

قوله: (و الأرش).

أی:و یحتمل وجوب الأرش خاصة،لأنه عوض جنایته،و الظاهر الأول، لأنّ الصید مأخوذ فیه بالاحتیاط التام و أبعد الاحتمالات.

قوله: (و لو قتله آخر فقیمة المعیب).

أی:مع القیمة الکاملة علی الأول،صرح به فی التذکرة (1)لاستقرار وجوبها علیه.

و قال الشیخ:علی کل منهما فداء کامل (2)،و المماثلة تعنی الفداء الکامل علی الثانی.و لا استبعاد فی وجوب القیمة کلها علی الأول،و قیمة المعیب علی الثانی،لأنّ الأول أعده لقتل الثانی،فلا أقل من أن یکون ممسکا.

قوله: (و لو أبطل أحد امتناعی النعامة.).

الفرق بقاء الامتناع هنا بخلاف الأول.

قوله: (لو قتل ما لا تقدیر لفدیته فعلیه القیمة و کذا البیوض).

أی:ما لا تقدیر لقیمته شرعا،ففیه القیمة السوقیة بتقویم عدلین عارفین.

و هذا إذا کان القاتل محلا فی الحرم أو محرما فی الحل،و إلا تضاعف الفداء مع اجتماعهما،و مع بلوغ البدنة إشکال.

قوله: (و قیل:فی البطة و الإوزة و الکرکی شاة) (3).

ص:317


1- 1)التذکرة 1:348. [1]
2- 2) المبسوط 1:345-346.
3- 3) ذهب الیه ابن حمزة فی الوسیلة:184،و الشیخ فی المبسوط 1:346.

شاة.

و:العبرة بتقویم الجزاء وقت الإخراج

و:العبرة بتقویم الجزاء وقت الإخراج،و فیما لا تقدیر لفدیته وقت الإتلاف،و العبرة فی قیمة الصید بمحل الإتلاف،و فی قیمة النعم بمنی إن کانت الجنایة فی إحرام الحج،و بمکة فی إحرام العمرة،لأنها محل الذبح.

ز:لو شک فی کون المقتول صیدا لم یضمن

ز:لو شک فی کون المقتول صیدا لم یضمن.

ح:یجب أن یحکم فی التقویم عدلان عارفان

ح:یجب أن یحکم فی التقویم عدلان عارفان،و لو کان أحدهما القاتل أو کلاهما،فان کان عمدا لم یجز الإوزّة بکسر أوله،و فتح ثانیه،مع تشدید ثالثه مفتوحا.و هذا القول هو الأصح،و تشهد له روایة ابن بابویه بأنّ فی ذبح الطیر شاة (1)،فیکون من المنصوص.و توقف المصنف رحمه اللّه هنا،نظرا إلی أنه غیر منصوص علی عینه.

قوله: (العبرة بتقویم الجزاء وقت الإخراج).

لأنه حینئذ وقت تحتم الوجوب،و هو وقت التعذر.

قوله: (و فیما لا تقدیر لفدیته وقت الإتلاف).

لأنه حینئذ وقت لزوم الفدیة،فلا بد من لزوم شیء معین،و هو البدل حینئذ.

قوله: (و العبرة فی قیمة الصید بمحل الإتلاف).

لأنه وقت لزومها الذمة.

قوله: (و لو کان أحدهما القاتل أو کلاهما،فان کان عمدا لم یجز).

بشرط أن یکون عدوانا،و إنما لم یجز لأنه فاسق بفعله.

و قد یقال:إن هذا لیس من الکبائر،فیفسق فاعله.

ص:318


1- 1)قال فخر المحققین فی إیضاح الفوائد 1:335:(دلیل ابن بابویه روایة عبد اللّه بن سنان)،و هذه الروایة لم نجدها فی الفقیه،بل فی التهذیب 5:346 حدیث 1201،و الاستبصار 2:201 حدیث 682،و فی الفقیه 2:233 حدیث 1117،الموجود روایة محمد بن فضل عن أبی الحسن-علیه السلام-، و فیه:سألت أبا الحسن-علیه السلام-عن رجل قتل حمامة.

و إلا جاز.

ط:لو فقد العاجز عن البدنة البر دون قیمته فأقوی الاحتمالات التعدیل عند ثقة،ثم شراء غیره

ط:لو فقد العاجز عن البدنة البر دون قیمته فأقوی الاحتمالات التعدیل عند ثقة،ثم شراء غیره،ففی الاکتفاء بالستین لو زاد و یجاب:بأنه قد ورد وجوب التعزیر فی معتمد قتل الصید بین الصفا و المروة.

و اختار فی الدروس التعزیر مطلقا (1)،و حینئذ فیکون ذلک من الکبائر علی بعض الآراء لکن إذا تاب القاتل جاز أن یکون أحد المقومین (2).

قوله: (و إلاّ جاز).

إذ لا مانع من کونه قاتلا و مقوما،لشمول الآیة له.

قوله: (لو فقد العاجز عن البدنة البر دون قیمته،فأقوی الاحتمالات التعدیل عند ثقة).

المراد:تعیین القیمة و إفرادها لیجعلها عند ثقة یشتری بها برا.و وجه القوة:أنه مع وجود القیمة بمنزلة القادر علی البر،کما فی الهدی الواجب فی التمتع.

و هذا إنما هو تفریع علی القول بوجوب الجزاء و البدل مرتبا.

و یشکل بوجوب الکفارة علی الفور،و لیست کالنسک الثابت بالأصالة، و لأنّ الجدة تتحقق بوجود الثمن فی الهدی،و هی المعلق علیه فی الانتقال إلی البدل،و أما البر فغیر موجود هنا قطعا.

قوله: (ثم شراء غیره).

هذا هو الاحتمال الثانی الذی هو الأدون من الأول فی القوة،و قد أشار إلی ذلک ب(ثم)،و المراد:شراء غیره من أصناف الطعام،و وجهه:المشارکة فی المعنی المطلوب بالبر.

قوله: (و فی الاکتفاء بالستین لو زاد إشکال).

ص:319


1- 1)الدروس:103.
2- 2) فی«ن»:و لو عارض العدلین عدلان فی المماثلة ففی الحکم إشکال.

إشکال، فإن تعدد احتمل التخییر،و الأقرب إلیه،ثم الانتقال الی الصوم، و الأولی إلحاق المعدل بالزکاة. أی:تفریعا علی هذا الاحتمال،لو زاد البدل عن ستین-باعتبار القیمة فی غیر البر-فهل یسقط الزائد کما یسقط فی البر؟إشکال ینشأ من المشارکة و عدم النص.و الأصح تفریعا علی هذا الوجه لا یکتفی،لعدم النص،و الکفارة منوطة بالقیمة،و الرخصة الثابتة فی موضع لا تتعدی.

قوله: (فان تعدد احتمل التخییر و الأقرب إلیه).

هذا من الأحکام المتفرعة علی الوجه الثانی،أی:فان تعدد ذلک الغیر احتمل التخییر،لعدم ثبوت المرجح الشرعی،فترجیح بعض علی غیره ترجیح بلا مرجح.

و یحتمل وجوب الأقرب إلیه کالشعیر مع الذرة،و هو أقوی تفریعا،لأنه إذا تعین العدول عن المنصوص إلی غیره لتعذره،أشبه العدول عن الحقیقة إلی المجاز،فیطلب أقرب المجازات،و کل ذلک ضعیف لابتنائه علی ضعیف (1).

قوله: (ثم الانتقال إلی الصوم).

هذا أصح،(لتحقق العجز عن البدل الثانی،فیصار إلی البدل الثالث، لتحقق الشرط و هو العجز،و لأنّ الکفارة واجبة علی الفور،فالتغریر بها بغیر نص مشکل) (2).

قوله: (و الأولی إلحاق المعدل بالزکاة).

المعدل بصیغة اسم المفعول:هو القیمة التی عدلها عند ثقة،بناء علی الاحتمال الأقوی عنده.

و المراد بإلحاقه بالزکاة:کونه إذا تلف بغیر تفریط لا یکون مضمونا،کما فی الزکاة إذا عزلها عن ماله عند عدم المستحق.

ص:320


1- 1)ورد فی«ن»:فرع:لو عجز عن الصوم و قدر علی القیمة فهل یجب التعدیل عند ثقة؟صرح شیخنا الشهید فی حواشیه بالوجوب،و هو محتمل.
2- 2) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».
البحث الثانی:فیما یتحقق به الضمان

البحث الثانی:فیما یتحقق به الضمان،و هو ثلاثة:المباشرة، و التسبیب،و الید.

أما المباشرة

أما المباشرة:فمن قتل صیدا ضمنه،فان کان أکله تضاعف الفداء،و الأقرب أنه یفدی القتیل و یضمن قیمة المأکول،و سواء فی التحریم ذبح المحرم-و إن کان فی الحل-و ذبح المحل فی الحرم،و یکون میتة بالنسبة الی کل أحد حتی المحل و یضعّف بأنّ الزکاة واجبة فی العین،فإذا تلفت بغیر تفریط لا یجب لها بدل بخلاف الکفارة الواجبة فی الذمة،فإنّ الذی یعینه إنما تتحقق به البراءة بشرط تحقق إخراجه،کما سبق فیما لو عین الکفارة فی هدی ثم تعیب،فالمتجه عدم الإلحاق.

قوله: (فإن أکله تضاعف الفداء).

أی:تضاعف الفداء و إن أکل یسیرا،لروایة علی بن جعفر الدالة علی أنّ کل من أکل من صید،فعلیه فداء صید کامل (1).

قوله: (و الأقرب أنه یفدی القتیل و یضمن قیمة المأکول).

أی:إنما یجب علیه الفداء و قیمة ما أکل،لا فداء آخر کامل.و وجه القرب:الروایة الدالة علی وجوب فداء واحد (2).

و یشکل بأنها إن دلت علی عدم وجوب شیء آخر لم تجب القیمة أیضا، و الاّ وجب الفداء الآخر بالروایة الأولی،و هو الأصح.

قوله: (و یکون میتة بالنسبة إلی کل أحد حتی المحل).

لعدم حصول أرکان الذبیحة،فانّ الذابح لیس له صلاحیة الذبح،و کذا الحیوان.

ص:321


1- 1)قرب الاسناد:107، [1]التهذیب 5:351 حدیث 1221.
2- 2) الفقیه 2:236 حدیث 1123،التهذیب 5:352،353 حدیث 1125،1127.

و جلده میت. و لو صاده المحرم،و ذبحه المحل فی الحل حل علیه خاصة. و لو ذبح المحل فی الحل،و أدخله الحرم حل علی المحل فیه دون المحرم.

و لو باشر القتل جماعة ضمن کل منهم فداء کاملا.

و لو ضرب بطیر علی الأرض فمات فعلیه دم و قیمتان،إحدیهما للحرم،و الأخری لاستصغاره. قوله: (و جلده میتة).

هذا کالمستدرک لإغناء ما قبله عنه.

قوله: (و لو صاده المحرم،و ذبحه المحل فی الحل،حل علیه خاصة).

أی:لا علی المحرم،فهو حصر إضافی،فلا یلزم أن لا یحل علی محل آخر غیر الذابح.

و هذه العبارة بإطلاقها تتناول ما إذا صاده من الحل و من الحرم،و لا شبهة فی أنّ ما صاده من الحرم یجب تخلیته،و إن أخرجه من الحرم وجب إعادته، و لا یحل بعد إخراجه،فلو ذبحه کان میتة،ففی صحیحة علی بن جعفر،عن أخیه علیه السلام،أنه سأله عن رجل أخرج حمامة من حمام الحرم إلی الکوفة أو غیرها، قال:«علیه أن یردها،فان ماتت فعلیه ثمنها،یتصدق به» (1)و الظاهر أنّ ما أدخله من الصید الی الحرم ثم أخرجه کذلک،لوجوب إرساله عنه الإدخال.

قوله: (و لو ضرب بطیر علی الأرض فمات،فعلیه دم و قیمتان).

فی روایة معاویة:«ثلاث قیمات» (2)عبّر بالقیمة الثالثة عن الفداء.

قوله: (إحداهما للحرم و الأخری لاستصغاره).

کذا فی الروایة (3)،و هی کالظاهرة فی أنّ المراد:استصغار الطائر مع

ص:322


1- 1)التهذیب 5:349 حدیث 1211.
2- 2) التهذیب 5:370 حدیث 1290.
3- 3) المصدر السابق.

و لو شرب لبن ظبیة فی الحرم فعلیه دم و قیمة اللبن،و ینسحب فی غیرها. احتمالها لإرادة استصغار الحرم.

قیل:و تظهر الفائدة فیما لو ضرب الطائر فی غیر الحرم،فعلی الأول تلزم قیمة أخری،و علی الثانی لا.

و عندی فی هذا نظر،لأنه علی الأول لیس المراد مطلق الاستصغار للطائر قطعا،بل الاستصغار المخصوص،فلا یتعدی الحکم،و هل ینسحب الحکم فی غیر الطائر؟فیه تردد،و الظاهر لا.

قوله: (و لو شرب لبن ظبیة فی الحرم فعلیه دم و قیمة اللبن).

للروایة عن الصادق علیه السلام (1)،و لو کان فی غیر الحرم فقیمة اللبن لیس إلاّ،و فی الدروس قید بالمحرم فی الروایة (2)،فیحتمل وجوب القیمة علی المحل فی الحرم،و الدم علی المحرم فی الحل.

و یمکن أن یقال:اللبن مما لا نص فیه،فلا یجب إلاّ قیمته علی المحرم فی الحل،و علی المحل فی الحرم.

لکن یشکل هذا،بان اجتماع الأمرین علی المحرم فی الحرم یقتضی وجوب الدم مع الانفراد بأحد السببین،و القیمة معه بالسبب الآخر.

و یبعد أن یکون الدم علی المحل فی الحرم،استسلافا للدرهم فی الحمامة علی المحل فی الحرم فتعین العکس،و فی هذا الاحتمال قوة ظاهرة،و فی الروایة دلالة علیه.

قوله: (و ینسحب فی غیرها).

أی:ینسحب هذا الحکم بالتضاعف فی غیر الظبیة کالبقرة الوحشیة،بأن تجب قیمة اللبن و الشاة أیضا،فیکون الانسحاب لعین الحکم.

ص:323


1- 1)الکافی 4:388 حدیث 13، [1]التهذیب 5:371 حدیث 1292.
2- 2) الدروس:101.

و لو رمی محلا فقتل محرما،أو جعل فی رأسه ما یقتل القمل محلا فقتله محرما لم یضمن. و فی کسر قرنی الغزال نصف قیمته،و فی کل واحد الربع،و فی عینیه القیمة،و فی کسر کل ید أو کل رجل نصف القیمة.

فروع

فروع

أ:لو صال علیه صید فدفعه

أ:لو صال علیه صید فدفعه،و أدی دفعه الی القتل أو الجرح فلا و یحتمل وجوب البقرة الأهلیة و قیمة اللبن،فیکون الانسحاب لنظیر الحکم.و الظاهر عدم الانسحاب لأنّ ذلک قیاس لا نقول به.نعم یتضاعف الفداء الواجب علی المحرم فی الحل،و هو قیمة اللبن،لأنه مما لا نص فیه.

قوله: (أو جعل فی رأسه ما یقتل القمل محلا فقتله محرما لم یضمن).

هذا إذا لم یتمکن من إزالته حال الإحرام،فإن تمکن و قصر ضمن.

و مثله ما لو نصب شبکة محلا فاصطادت محرما.

و لو احتفر بئرا محلا،ثم أحرم و هو قادر علی طمها،فان کانت معدة للماء أو نحو ذلک،فالظاهر عدم الضمان بها،و لو کانت معدة للاصطیاد فلیس ببعید کونها کالشبکة المنصوبة فیما قلناه.

قوله: (و فی کسر قرنی الغزال.).

مستند ذلک کله النص (1)،و عمل معظم الأصحاب (2).

و قیل:یجب فی الجمیع الأرش،لأنّ فی بعض رجال الروایة قولا، و اختاره فی المختلف (3)و المنتهی (4)و الفتوی علی المشهور.

ص:324


1- 1)التهذیب 5:387 حدیث 1354.
2- 2) منهم:المفید فی المقنعة:69،و الشیخ فی المبسوط 1:342،و ابن البراج فی المهذب 1:226،و سلار فی المراسم:122.
3- 3) المختلف:280.
4- 4) المنتهی 2:828.

ضمان،و لو تجاوز إلی الأثقل مع الاندفاع بالأخف ضمن.

ب:لو أکله فی مخمصة ضمن

ب:لو أکله فی مخمصة ضمن،و لو کان عنده میتة فإن تمکن من الفداء أکل الصید و فداه،و إلا المیتة. قوله: (لو أکله فی مخمصة ضمن،و لو کان عنده میتة و صید فان تمکن من الفداء أکل الصید و فداه،و إلا المیتة).

هذا مختار ابن إدریس (1)،و الظاهر من عبارات أکثر الأصحاب (2).

و قیل:یأکل المیتة (3)و هو ضعیف،للنص الدال علی أکل الصید و الفداء (4).

و فی بعض الأخبار:إذا لم یکن متمکنا من الفداء یأکل،و یفدی بعد ذلک، و هو (5)متجه،لکن لم أجد به تصریحا من الأصحاب،و عباراتهم تحتمله و إن کانت ظاهرة فی الأول.

و ربما یقال:إنّ الکفارة واجبة علی الفور،فمع العجز عنها لا تستقر فی الذمة،بل تسقط فیکون ذلک موجبا لتحتم أکل المیتة.

و جوابه:انّ هذا شائبة العوض فلیس کفارة محضة کمال الغیر فی المخمصة،و فی الروایة تنبیه علیه،حیث قال علیه السلام:«أکلک من مالک أحب إلیک،أم من المیتة؟» (6).إذا ثبت هذا،فإنما یأکل الصید إذا کان مذبوحا ذبحه محل،أو یتمکن من ذبح المحل له،لأنّ ذبح المحرم له لا یوجب ذکاته.

و احتمل فی الدروس استثناء ذبح المحرم فی هذا الموضع (7)،و لیس ببعید، لأنّ مناط عدم حصول الذکاة بذبحه النهی عنه،فإذا انتفی انتفی،و الأول أولی.

ص:325


1- 1)السرائر:133.
2- 2) منهم الصدوق فی الفقیه 2:235،و الشیخ فی المبسوط 1:349،و [1]ابن البراج فی المهذب 1:230.
3- 3) نسب العلامة هذا القول الی ابن بابویه فی المختلف:279.
4- 4) الفقیه 2:235 حدیث 1121.
5- 5) التهذیب 5:368 حدیث 1284،1286.
6- 6) الکافی 4:383 حدیث 2، [2]التهذیب 5:368 حدیث 1285.
7- 7) الدروس:103.
ج:لو عم الجراد المسالک لم یلزم المحرم

ج:لو عم الجراد المسالک لم یلزم المحرم بقتله فی التخطی شیء.

د:لو رمی صیدا فأصابه و لم یؤثر فلا ضمان

د:لو رمی صیدا فأصابه و لم یؤثر فلا ضمان،و لو جرحه ثم رآه سویا ضمن أرشه،و قیل ربع القیمة.و لو جهل حاله،أو لم یعلم أثّر فیه أم لا ضمن الفداء.

و أما التسبیب

و أما التسبیب:ففعل ما یحصل معه التلف و لو نادرا،و إن قصد الحفظ،فلو وقع الصید فی شبکة فخلصه فعاب أو تلف،أو خلّص صیدا من فم هرة أو سبع لیداویه فمات فی یده ضمن علی اشکال. و إنما یجوز له أکل ما یسد الرمق کما صرح به فی الدروس (1)،و المراد به:

ما تندفع به ضرورته،باعتبار سفره و تردده فی مهماته.

قوله: (لو عم الجراد المسالک.).

مستند ذلک النص (2)،و هل یتعدی إلی غیره من الصید؟یحتمله.

قوله: (لو رمی صیدا فأصابه و لم یؤثر فلا ضمان).

أی:إذا قطع بعدم التأثیر،و هذا إذا لم یؤثر فیه رام آخر معه،و الاّ ضمنا معا.

قوله: (و لو جرحه ثم رآه سویا ضمن أرشه،و قیل:ربع القیمة) (3).

مستند الثانی ضعیف،فان مآله الی القیاس،و الأرش هو الأصح.

قوله: (فلو وقع الصید فی شبکة-إلی قوله:-علی إشکال).

الضمان أحوط و إن کان العدم قویا،لعموم قوله تعالی (ما عَلَی الْمُحْسِنِینَ مِنْ سَبِیلٍ) (4).(و لا یعارض بعموم الضمان بإثبات الید علی الصید،لأنّ

ص:326


1- 1)الدروس:99.
2- 2) الکافی 4:393 حدیث 7،التهذیب 5:364 حدیث 1268،1269،الاستبصار 2:208 حدیث 709،710.
3- 3) قاله الشیخ فی المبسوط 1:343،و النهایة:228.
4- 4) التوبة:91. [1]

و الدال،و مغری الکلب فی الحل أو الحرم،و سائق الدابة، و الواقف بها راکبا،و المغلق علی الحمام،و موقد النار ضمناء.

و لو نفر الحمام فعاد فدم شاة،و إن لم یعد فعن کل حمامة شاة.

الترجیح للأول بالأصل،و بإذن الشارع بهذا الفعل) (1).

قوله: (و الدال و مغری الکلب).

أی:محرما أو محلا فی الحرم (2).

قوله: (و الواقف بها راکبا).

ینبغی الواقف بها مطلقا،کما هو فی الدروس (3)لتمکن الواقف بها من المحافظة عن الجنایة بالیدین و الرجلین.

قوله: (و المغلق علی الحمام).

سیأتی ما یشترط لضمانه.

قوله: (و لو نفّر الحمام فعاد فدم شاة).

أی:عاد کله إلی مستقره من الحرام،و المسألة مفروضة فی المحل فی الحرم، فلو کان محرما فی الحرم،ففی وجوب الفداء و القیمة مع العود أو لا معه نظر،ینشأ من عدم النص،و من مضاعفة الفداء بتعدد السبب،أعنی:الإحرام و الحرم،فعلی هذا لو نفّر الحمام-محرما-فی الحل،ما الذی یجب علیه؟یحتمل العدم،لعدم النص،و یحتمل القیمة:نظرا إلی أنه نزل منزلة الإتلاف،و علی هذا فهل یفرق بین عوده فتجب قیمة واحدة،و عدمه فتجب لکل واحدة قیمة،أم لا فتجب قیمة واحدة فی الحالین،أو تتعدد فی الحالین؟فیه نظر.

و هل یتعدی الحکم فی هذه المسائل کلها إلی غیر الحمام؟فیه نظر،إذ

ص:327


1- 1)ما بین القوسین لم یرد فی«ن».
2- 2) وردت العبارة التالیة فی متن«س»:و الدال و المدلول إما أن یکونا محلین أو محرمین أو بالتفریق،فهذه صور أربع،و علی کل تقدیر،فاما أن یکونا فی الحل أو فی الحرم أو بالتفریق،فهذه ست عشرة صورة، و علی کل تقدیر فاما أن یکون الصید فی الحل أو فی الحرم،فهذه اثنتان و ثلاثون صورة.
3- 3) الدروس:103.

و لو عاد البعض فعنه شاة،و عن غیره لکل حمامة شاة.و الأقرب أن لا شیء فی الواحدة مع الرجوع. و لو أصاب أحد الرامیین خاصة ضمن کل منهما فداء کاملا.

لا نص هنا.

و اعلم أن هذه المسألة من أصلها لا نص فیها،و إنما ذکرها ابن بابویه فی رسالته.

قوله: (و الأقرب أن لا شیء فی الواحدة مع الرجوع).

أی:فیما لو کانت واحدة،فرجعت،و یمکن تناول العبارة ما لو نفّر عدة فرجعت واحدة فلا شیء فیها.و علی ما ذکره من بناء الحکم علی أن الحمام جمع، أو اسم جنس یلزم أن لا شیء فی الواحدة و إن لم تعد،إذ لا یتناولها هذا اللفظ.

فان قلنا:تنفیرها مع عدم العود بمنزلة الإتلاف.

قلنا:إن تم هذا فاللزوم لشیء من خارج لا بهذا المذکور،و الذی صرح به أهل اللغة أنّ الحمام اسم جنس،یقع علی الواحدة و الکثیر،و الجمع حمائم (1).

فعلی هذا لا فرق بین الواحدة و المتعدد،إلا أنه یشکل بلزوم مساواة حکم عود الواحدة لحکم عدم عودها،سواء کانت واحدة فی الأصل أم انفردت بالعود و هو بعید،فمن ثم کان الأوجه فی حکمها التوقف.

قوله: (و لو أصاب أحد الرامیین.).

المراد:أحد الرامیین المحرمین،و منع ابن إدریس وجوب الفداء علی المخطئ (2)،و الروایة حجة علیه (3).

و لو تعدد الرماة،ففی تعدی الحکم الی جمیع من أخطأ إشکال.و علی هذا،فلو کانوا فی الحرم فهل یتضاعف الفداء علی المخطئ؟الظاهر فی الرامیین ذلک،لأنّ حرمة الحرم توجب التضاعف،أما حکم من عداهما فمشکل.

ص:328


1- 1)انظر الصحاح(حمم)5:1906-1907.
2- 2) السرائر:131.
3- 3) التهذیب 5:351،352 حدیث 1222،1223.

و لو أوقد جماعة نارا فوقع طائر ضمنوا فداء واحدا إن لم یقصدوا الصید،و إلاّ فکل واحد فداء کاملا.

و لو رمی صیدا فتعثر فقتل فرخا أو آخر ضمن الجمیع.

قوله: (و لو أوقد جماعة نارا.).

المراد:إیقاد النار فی حال الإحرام قبل دخول الحرم کما فی الروایة (1)، و فیها:إنّ الواقع حمامة أو شبهها،و فیها:إنه لو کان ذلک تعمدا لیقع فیها الصید لزم کل واحد دم شاة،فمقتضاها عدم الفرق بین الحمامة و غیرها من الصید،لما فی آخر الروایة،و به صرح فی الدروس (2).

و لو کان ذلک فی الحرم من المحرم تضاعف الواجب،ففی الحمامة تلزم شاة و قیمة،و من المحل تلزم القیمة.و لو قصد بعضهم و بعض لم یقصد فعلی کل من القاصدین فداء متحد أو متعدد لو کانوا محرمین فی الحرم،و علی من لم یقصد فداء واحد فی الحل إذا کانوا محرمین،و فی الحرم إشکال.

و لو کان غیر القاصد واحدا فإشکال،ینشأ من مساواته القاصد،و یحتمل أن یجب علی غیر القاصد ما یجب علیه لو لم یقصد الجمیع،فلو کانا اثنین و قصد أحدهما دون الآخر فعلی القاصد شاة،و علی الآخر نصفها لو کان الواقع نحو الحمامة.

قال فی الدروس:و لا إشکال فی وجوب الشاة علی الموقد الواحد،قصد أو لا (3)،و نفی الاشکال غیر ظاهر،فإن الروایة دلت علی عدم استواء القاصد و غیره (4)،و الوجوب أولی.

قوله: (و لو رمی صیدا فتعثر.).

سواء کان الرامی محلا فی الحرم أو محرما فی الحل و الحرم،فیضمن فی کل

ص:329


1- 1)الکافی 4:392 حدیث 5، [1]التهذیب 5:352 حدیث 1226.
2- 2) الدروس:101.
3- 3) الدروس:102.
4- 4) الکافی 4:392 حدیث 5، [2]التهذیب 5:352 حدیث 1226.

و لو سار علی الدابة أو قادها ضمن ما تجنبه بیدیها. و لو أمسک صیدا فی الحرم فمات ولده فیه بإمساکه ضمنه،و کذا المحل لو أمسک الأم فی الحل فمات الطفل فی الحرم و لا یضمن الام.

و لو أمسک المحل الأم فی الحرم فمات الولد فی الحل ففی ضمانه نظر،ینشأ:من کون الإتلاف بسبب فی الحرم فصار کما لو رمی من الحرم. من الحالات بحسبها،و إنما یضمن الجمیع إذا حصلت الجنایة علی المتعثر لو جهل حاله.

قوله: (و لو سار علی الدابة،أو قادها ضمن ما تجنبه بیدیها).

و کذا برأسها للروایة (1)،و لو ساقها أو وقف بها ضمن مطلقا،لأنها تحت سلطنته و جنایتها منسوبة إلیه،خرج من ذلک جنایتها برجلها حال السیر إذا لم یکن سائقا لها،لأنه لا یشاهد رجلها حینئذ،و لا یحکم علیها،و قد قال علیه السلام:«الرجل جبار» (2).

قوله: (و کذا المحل لو أمسک الأم فی الحل فمات الطفل فی الحرم).

لأنّ الجنایة وقعت علی الصید فی الحرم،فأشبه ما لو رمی الصید من الحل إلی الحرم.

قوله: (و لو أمسک المحل الأم فی الحرم فمات الولد فی الحل ففی ضمانه نظر،ینشأ من کون الإتلاف بسبب فی الحرم،فصار کما لو رمی من الحرم).

و من أنّ الإتلاف فی الحل فلا یکون مضمونا.و لیس بشیء،لأنّ

ص:330


1- 1)الکافی 7:351 حدیث 2،3،11، [1]الفقیه 4:115،116،حدیث 397،400،التهذیب 10:225 حدیث 886-891،الاستبصار 4:284،285 حدیث 1074-1076،1078.
2- 2) سنن أبی داود 4:196 حدیث 4592، [2]الجامع الصغیر 2:22 حدیث 4509.

و لو نفّر صیدا فهلک بمصادمة شیء،أو أخذه آخر ضمن الی أن یعود الصید الی السکون،فان تلف بعد ذلک فلا ضمان،و لو هلک قبل ذلک بآفة سماویة فالأقرب الضمان. و لو أغلق بابا علی حمام الحرم و فراخ و بیض،فإن أرسلها سلیمة فلا ضمان،و إلاّ ضمن المحرم الحمامة بشاة،و الفرخ بحمل،و البیضة بدرهم،و المحل الحمامة بدرهم،و الفرخ بنصفه،و البیضة بربعه.

و قیل:یضمن بنفس الإغلاق،و یحمل علی جهل الحال کالرمی.

الإتلاف و إن کان فی الحل لکن بسبب صدر فی الحرم،فالأصح الضمان.

قوله: (ضمن إلی أن یعود الصید إلی السکون).

أی:بحیث لا یبقی له نفار،و لا یوحش بسببه،فحینئذ لو هلک لا بسببه لم یضمن.

قوله: (و لو هلک قبل ذلک بآفة سماویة فالأقرب الضمان).

هذا هو الأصح،لأنه مضمون،فیکون تلفه-و لو بسبب آخر-مضمونا.

قوله: (و لو أغلق بابا علی حمام الحرم).

إن کان فی الحرم أشکل ذلک،إذ المحرم یتضاعف علیه الفداء فی الحرم، و إن کان فی غیر الحرم لزم ضمان حمام الحرم فی الحل لغیر المحرم.و المصنف (1)و الجماعة لا یقولون به (2)،علی أنا لو قلنا بضمانها لأمکن أن یقال:یضمنها المحرم مع تضاعف الفداء تنزیلا،لکونها من حمام الحرم منزلة کونه فی الحرم،و هذا الاشکال لازم.

قوله: (و قیل:یضمن بنفس الأغلاق).

القول للشیخ،لروایة یونس بن یعقوب،عن أبی عبد اللّه علیه السلام (3)،

ص:331


1- 1)المختلف:281.
2- 2) منهم:الشیخ فی النهایة:224،و [1]المحقق فی الشرائع 1:289.
3- 3) التهذیب 5:350 حدیث 1216.

و لو نصب شبکة فی ملکه أو غیره و هو محرم،أو نصبها المحل فی الحرم فتعلق بها صید فهلک ضمن.

و لو حل الکلب المربوط فقتل صیدا ضمن،و کذا الصید علی اشکال. و لو انحل الرباط لتقصیره فی الربط فکذلک،و إلاّ فلا. و لو حفر بئرا فی محل عدوان فتردی فیها صید ضمن،و لو کان فی ملکه أو موات لم یضمن. و لو حفر فی ملکه فی الحرم فالأقرب الضمان،لأنّ حرمة الحرم شاملة،فصار کما لو نصب شبکة فی ملکه فی الحرم. و تنزیل المصنف لها علی جهل الحال تنزیل حسن.

قوله: (و کذا الصید علی إشکال).

أی:لو حله فقتل صیدا آخر،و لا ریب أنّ الضمان أحوط.

قوله: (و لو انحل الرباط لتقصیره فی الربط فکذلک،و إلاّ فلا).

أی:لو انحل رباط الکلب للتقصیر ضمن،و إن لم یکن کذلک کأن انقطع الحبل المتین مثلا فلا ضمان،و لا تحتمل العبارة إرادة انحلال الصید للتقصیر فی ربطه.

قوله: (و لو کان فی ملکه أو موات لم یضمن).

ینبغی لو کانت البئر مما یعتاد قبض الصید بها أن یضمن،لأنها لا تقصر عن الشبکة و سائر أحابیل الصید.

قوله: (و لو حفر فی ملکه فی الحرم فالأقرب الضمان،لأنّ حرمة الحرم شاملة،فصار کما لو نصب شبکة فی ملکه فی الحرم).

کل من تسبب الی إتلاف الصید فعلیه الضمان فی الحل و الحرم،و لا أثر لکون السبب حلالا فی زوال الضمان،و سقوط الضمان فی الحل للحاجة و الضرر العامین اللازمین بخلاف الحرم.

ص:332

و لو أرسل الکلب،أو حل رباطه و لا صید فعرض صید ضمن.

و أما الید

و أما الید:فإنّ إثباتها علی الصید حرام علی المحرم،و هی سبب الضمان،و لا یستفید به الملک،و إذا أخذ صیدا ضمنه.

و لو کان معه قبل الإحرام زال ملکه عنه به،و وجب إرساله، فإن أهمل ضمن.و لو کان الصید نائیا عنه لم یزل ملکه عنه.

و لو أرسل الصید غیر المالک،أو قتله فلیس للمالک علیه شیء، لزوال ملکه عنه.

و لو أخذه فی الحل و قد أرسله المحرم مطلقا،أو المحل فی الحرم ملکه،و لو لم یرسله حتی تحلل لم یجب علیه الإرسال. و لا یدخل فی الصید ملک المحرم باصطیاد،و لا ابتیاع،و لا قوله: (و لو کان معه قبل الإحرام زال ملکه عنه به،و وجب إرساله).

هذا مذهب الأصحاب،و قیل:بل یبقی علی ملکه و إن وجب الإرسال (1).و تظهر الفائدة فیما لو أخذه أخذا و جنی علیه جان،فإنّ له انتزاعه فی الأول،و المطالبة بالعوض فی الثانی.

قوله: (و لو کان الصید نائیا.).

المراد بالنائی:ما صدق علیه ذلک عادة،و کذا القریب.

قوله: (و لو لم یرسله حتی تحلل لم یجب علیه الإرسال).

لزوال المقتضی و هو الإحرام،و هذا إذا لم یدخله إلی الحرم،فإن أدخله الحرم ثم أخرجه منه وجب إعادته إلیه للروایة (2)،فإن تلف فعلیه ضمانه.و لا یلحق بالحرم الإحرام،لعدم المساواة و انفراد الحرم بالنص.

ص:333


1- 1)نسب هذا القول فی الجواهر 2:275 [1] إلی الإسکافی.
2- 2) الکافی 4:234 حدیث 9،الفقیه 2:171 حدیث 749.

اتهاب،و لا غیر ذلک من میراث و شبهه إن کان معه،و إلاّ ملک، و قیل:یملک و علیه إرساله و لیس له القبض،فان قبض و تلف فعلیه الجزاء للّه تعالی،و القیمة للمالک. و إذا أحل دخل الموروث فی ملکه. و لو أحرم بعد بیع الصید،فأفلس المشتری لم یکن له حالة الإحرام أخذ العین.

و لو استودع صیدا محلا ثم أحرم سلّمه الی الحاکم إن تعذر قوله: (إن کان معه).

أی:لا یدخل فی ملکه إن کان معه فی حال الإحرام،و لو لم یکن معه دخل فی ملکه بهذه الأسباب جمیعها.

قوله: (و قیل:یملک و علیه إرساله).

هو قول الشیخ (1)،و الأصح عدمه،لقوله تعالی (وَ حُرِّمَ عَلَیْکُمْ صَیْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) (2)أی:وجوه انتفاعاته،فیخرج عن المالیة بالإضافة إلی المحرم.

قوله: (فإن قبض و تلف فعلیه الجزاء للّه تعالی،و القیمة للمالک).

و احتمل فی الدروس فی الحرمی کالقماری و الدباسی أن یکون الجزاء و القیمة للمالک (3)،فیجب جزاء للّه تعالی أیضا.

قوله: (و إذا أحل دخل الموروث فی ملکه).

سواء کان له شریک فی الإرث أم لا،لأنّ العارض سریع الزوال،و یکون المتروک هنا علی حکم مال المیت.

ص:334


1- 1)قاله فی المبسوط 1:347. [1]
2- 2) المائدة:96. [2]
3- 3) الدروس:99.

المالک،و إن تعذر فإلی ثقة محل،فان تعذر فإشکال أقربه الإرسال و الضمان. و لو أمسک المحرم صیدا،فذبحه محرم فعلی کل منهما فداء کامل، و لو کانا فی الحرم تضاعف الفداء ما لم یبلغ بدنة،و لو کانا محلین فی الحرم لم یتضاعف.

و لو کان أحدهما محرما فی الحرم،و الآخر محلا تضاعف فی حق المحرم خاصة.

و لو أمسکه المحرم فی الحل فذبحه محل فلا شیء علی المحل، و یضمن المحرم الفداء.

قوله: (فان تعذر فإشکال،أقربه الإرسال و الضمان).

هذا هو الأصح،جمعا بین الحقین.

قوله: (و لو کانا فی الحرم تضاعف الفداء ما لم یبلغ البدنة).

أی:ما لم یبلغ قیمتها،و هذا هو الأصح،و الروایة مرسلة (1)،لکن العمل بها مشهور،و التضاعف مطلقا أحوط.

و ظاهر کلام المصنف فی المنتهی (2)و التذکرة (3)و غیره:إنّ ما یجب فیه بدنة لا یتضاعف لو وقع الفعل فی الحرم (4).

(و یلوح من عبارتهم اعتقاد أنّ هذا الحکم داخل فی الروایة التی ذکرناها (5)،و لعله یرید بهذه العبارة،و فی دلالة الروایة و مثل هذه العبارة علی ذلک نظر ظاهر) (6).

ص:335


1- 1)الکافی 4:395 حدیث 5.
2- 2) المنتهی 2:830. [1]
3- 3) التذکرة 1:352.
4- 4) المختلف:278.
5- 5) الکافی 4:395 حدیث 5،التهذیب 5:372 حدیث 1294.
6- 6) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».

و لو نقل بیضا عن موضعه ففسد ضمن. و لو أحضنه و خرج الفرخ سلیمان فلا ضمان،و لو کسره فخرج فاسدا فالأقرب عدم الضمان.

البحث الثالث:فی اللواحق

البحث الثالث:فی اللواحق،یحرم من الصید علی المحل فی الحرم کل ما یحرم علی المحرم فی الحل.

و یکره له ما یؤم الحرم، قوله: (و لو نقل بیضا عن موضعه ففسد ضمن).

ظاهره أنه لا ضمان ما لم یفسد،و ظاهر عبارة الدروس الضمان،إلاّ أن یخرج الفرخ سلیما (1)،و یتفاوت حکم العبارتین فیما لو جهل حاله،و لو کان من شأنه أن یفسد بذلک أو تنفره الأم فلا تحضنه ظهر قوة کلام الدروس.

قوله: (و لو کسره فخرج فاسدا فالأقرب عدم الضمان).

هذا أصح لانتفاء المقتضی.و یحتمل الضمان لثبوت المنع ظاهرا و قد أقدم علی کسره باعتقاد أنه صحیح.و لا شبهة فی أنه یأثم،لأنّ الفرض اعتقاد سلامته، و هل یعزر؟فیه احتمال و ما تقدم من قوله:(و لا شیء فی المارق)المراد به:ما علم کونه مارقا قبل کسره.

قوله: (و یکره له ما یؤم الحرم).

أی:ما هو قاصد إلی دخوله بأن یکون متوجها إلیه،و تشهد القرائن بإرادة دخوله.و قیل:یحرم (2)و فی الروایة الصحیحة:«لا یحرم» (3)و إن کان فی بعض الأخبار ما یدل علی التحریم (4)،فانّ طریق الجمع بالحمل علی الکراهیة.

ص:336


1- 1)الدروس:103.
2- 2) قاله الشیخ فی النهایة:228،و الخلاف 1:284 مسألة 305 کتاب الحج.
3- 3) الکافی 4:234 حدیث 12،التهذیب 5:360 حدیث 1252،الاستبصار 2:206 حدیث 704.
4- 4) الکافی 4:235 حدیث 14،التهذیب 5:359 حدیث 1249،1250.

فإن أصابه فدخل الحرم و مات فیه ضمنه علی اشکال. و یکره صید ما بین البرید و الحرم. و یستحب أن یتصدق عنه بشیء لو فقأ عینه،أو کسر قرنه. قوله: (فإن أصابه و دخل الحرم و مات فیه ضمنه علی إشکال).

ینشأ من وقوع السرایة فی الحرم،فکانت کالجنایة الصادرة فیه،و من الروایة الصحیحة الصریحة الدالة علی عدم الضمان (1)،و الأصح عدم الضمان و ان کان أحوط.

و ظاهر توجیه الإشکال یقتضی عدم قصر هذا الحکم علی ما یؤم الحرم، فلو جرح الصید فی الحل مطلقا،فدخل إلی الحرم و مات فیه یلزم علی الوجه الثانی ضمانه،لأنّ سرایة الجنایة کالجنایة الصادرة فی الحرم علی ذلک التوجیه.

قوله: (و یکره صید ما بین البرید و الحرم).

اعلم أنّ للحرم حرما خارجه،و هو برید من کل جانب و هو وراء الحرم، فالحرم برید فی برید فی وسطه،و حرم الحرم برید من کان جانب حوله،و المعنی:

یکره صید البرید الذی هو خارج الحرم من نهایة البرید إلی حد الحرم.

و المراد:أنّ صید هذا البرید فی أی جزء کان من أجزائه مکروه،و إن کانت العبارة لا تخلو من تکلف.

قوله: (و یستحب أن یتصدق عنه بشیء لو فقأ عینه أو کسر قرنه).

لورود الروایة بالأمر بذلک (2)،و هی محمولة علی الاستحباب،و إن کان ظاهر الأمر الوجوب،بل مقتضاها تحریم الصید ثمة،و به قال الشیخ (3).

و استحباب الصدقة و کراهة الاصطیاد أظهر استبعاد التحریم ما عدا

ص:337


1- 1)الکافی 4:234 حدیث 12،التهذیب 5:360 حدیث 1252،الاستبصار 2:206 حدیث 704.
2- 2) التهذیب 5:387 حدیث 1354.
3- 3) المبسوط 1:343، [1]النهایة:227. [2]

و لو قتل صیدا فی الحرم فعلیه فداؤه،و لو قتله جماعة فعلی کل واحد فداء.

و لو رمی المحل من الحل صیدا فی الحرم فقتله،أو رمی من الحرم صیدا،فی الحل فقتله،أو أصاب الصید و بعضه فی الحرم،أو کان علی شجرة فی الحل إذا کان أصلها فی الحرم،و بالعکس فعلیه الفداء.

و لو ربط صیدا فی الحل فدخل الحرم لم یجز إخراجه.

و لو دخل بصید الی الحرم وجب إرساله،فإن أخرجه ضمنه و إن تلف بغیر سببه. و لو کان مقصوصا وجب حفظه الی أن یکمل ریشه ثم یرسله، الحرم،و علی هذا فهل تستحب کفارة لو فعل من الجنایات غیر ما ذکر؟لا أعلم فیه شیئا نفیا و لا إثباتا.

قوله: (و لو قتل صیدا فی الحرم.).

الظاهر:أنّ ما تقدم مما یناظر هذه المسألة کان حکم الإحرام،و هذا حکم الحرم،فلا تکرار.

قوله: (و لو رمی المحل من الحل صیدا فی الحرم-إلی قوله:-وجب إرساله،فإن أخرجه ضمنه و لو تلف بغیر سببه).

الظاهر أنّ هذه الأحکام کلها لا خلاف فیها،و هی منصوصة.

قوله: (و لو کان مقصوصا وجب حفظه الی أن یکمل ریشه ثم یرسله).

أی:لو کان الصید الذی أدخله الحرم مقصوصا،لورود الأمر بذلک،فلو أرسله قبل ذلک فالمناسب الضمان،لأنه معرض للتلف،فإنه لا یمتنع.

و مقتضی العبارة کون الصید طائرا بدلیل قوله:(مقصوصا)و الروایة فی

ص:338

و علیه الأرش بین کونه منتوفا و صحیحا لو نتفه. و لو أخرج صیدا من الحرم وجب إعادته،فإن تلف قبلها ضمنه.

و لو نتف ریشة من حمام الحرم تصدق بشیء وجوبا بالید الجانیة، الحمامة المقصوصة (1)،و الظاهر أنّ غیرها من الطیور کذلک.

و لو کان الصید غیر طائر و عرض له ما لم یبق معه ممتنعا ففی الحکم تردد، و حفظه الی أن یصیر ممتنعا قوی.و إنما یشکل لو یئس من عوده الی الامتناع.و یمکن جواز إرساله مع ضمان البدل،لأنّ التکلیف بالحفظ دائما حرج عظیم.

قوله: (و علیه الأرش بین کونه منتوفا و صحیحا لو نتفه).

أی:علی من نتف ریش الطائر،و هو تفاوت ما بین قیمته منتوفا و صحیحا.هذا إذا نتف أزید من ریشة،لأنّ حکم الریشة سیأتی.و هذا الحکم ثابت فی الحرم مطلقا،و فی الحل علی المحرم.

لکن ینبغی التضاعف لو کان محرما فی الحرم کما یظهر من إطلاقات الأصحاب لتعدد المقتضی،و عبارة الکتاب یلوح منها أنّ الحکم فی الحرم.

قوله: (و لو نتف ریشة من حمام الحرم تصدّق بشیء وجوبا بالید الجانیة).

الصدقة بشیء و کونها بالید الجانیة مورد الروایة معللا بالإیلام (2).و لو تعدد الریش فان کان نتفها دفعة،أو نتف اثنین فصاعدا دفعة،فالظاهر الأرش کما سبق،و إن کان نتف کل واحدة دفعة ففی کل واحدة صدقة،لتعلق الحکم بکل واحدة برأسها،و لو لم یکن للمنتوف أرش أصلا-کثلاث ریشات من البطن مثلا من مواضع متفرقة،لا یحدث بنتفها نقصان فی القیمة-ففی الحکم إشکال، و عدم وجوب شیء أصلا بعید جدا.

و لو عیب الطائر بالنتف فإشکال.

ص:339


1- 1)الکافی 4:233 حدیث 5،6،الفقیه 2:168 حدیث 735،التهذیب 5:348 حدیث 1208.
2- 2) الکافی 4:235 حدیث 17،التهذیب 5:348 حدیث 1210.

و بغیرها اشکال. و لو رمی بسهم فی الحل فدخل الحرم،ثم خرج فقتل فی الحل فلا ضمان.

و فی تحریم صید حمام الحرم فی الحل علی المحل نظر.

مسائل

مسائل:یجب علی المحرم فی الحل الفداء،و علی المحل فی الحرم القیمة،و یجتمعان علی المحرم فی الحرم حتی یبلغ بدنة،فلا یتضاعف حینئذ.و لو قتله اثنان فی الحرم،و أحدهما محرم فعلیه الفداء و القیمة، و علی المحل القیمة،و فداء المملوک لصاحبه و إن زاد علی القیمة علی اشکال، و لو کان المنتوف وبر حیوان من الصید أو صوفه ففی التعدیة إشکال.و لا شبهة فی وجوب الأرش حیث یحدث نقصان فی القیمة.

قوله: (و بغیرها إشکال).

الأصح عدم الإجزاء،لأنه خلاف المأمور به.

قوله: (و فی تحریم صید حمام الحرم فی الحل علی المحل نظر).

قال الشیخ:یحرم (1)،و الروایة دالة علی التحریم (2)،فالقول به أقوی.

قوله: (حتی یبلغ بدنة فلا تتضاعف حینئذ).

قد تقدم تنقیحه و إعادته تکرار محض.

قوله: (و فداء المملوک لصاحبه،و إن زاد علی القیمة علی إشکال).

مقتضی سیاق العبارة أن یکون الحکم شاملا للمحرم فی الحل و فی الحرم، و المحل فی الحرم،إلاّ أنّ المتبادر من قوله:(و فداء المملوک)أن یکون الحکم للمحرم فی الحل،لأنّ المتبادر إلی الفهم من الفداء هو ما یلزم المحرم فی الحل،و إن

ص:340


1- 1)قاله فی المبسوط 1:341. [1]
2- 2) التهذیب 5:348 حدیث 1209.

..........

أمکن حمله علی مطلق ما یلزم فیکون معنی أعم،و هو المناسب للمعنی اللغوی،لأنّ فداء الشیء ما یفدی به قل أو کثر،و الاستعمال الأول لا یعلم کونه حقیقة.

و المراد بالقیمة:هی القیمة السوقیة یوم الإتلاف علی الأصح.و یحتمل أعلی القیم،لأنه غاصب.

و المراد بالصاحب:من یکون محترم المال،-فیخرج عنه الحربی-و یجب فی قتل صیده ما یجب فی مباح الأصل،لأنه إذا کان فیئا للمسلم و المحرم لا یملک الصید یکون بمنزلة المباح.

إذا تقرر هذا،فان نزّلت العبارة علی المعنی الأول کان المعنی:فداء المملوک لصاحبه إن ساوی قیمته السوقیة الواجبة فی قیم المتلفات،و إن زاد احتمل ثبوت الزیادة للمالک،لأنها فی مقابل ماله شرعا،فیکون عوضا شرعیا.

و وجوب الصدقة بها لأنها زیادة عن ماله فلا یستحقها،فعلی هذا هل یجب جزاء للّه تعالی؟یحتمله لاقتضاء الإحرام ذلک،و به صرح فی التذکرة (1)و المنتهی (2)و الدروس (3)و هو اللائح من عبارة ابن إدریس فی السرائر حیث قال:

فی المملوک القیمة السوقیة لمالکه،و القیمة الشرعیة یتصدق بها (4)،و الظاهر أنه أراد بالقیمة الشرعیة:ما قوبل به شرعا.

و الذی یلوح من عبارة المصنف فی هذا الکتاب أنه لا یجب أمر زائد علی الفداء للمالک،فعلی هذا لو کان محرما فی الحرم أو محلا فیه،فهل یجب المجموع للمالک؟یحتمل ذلک بناء علی وجوب الزیادة عن القیمة السوقیة له،و یحتمل وجوب القیمة السوقیة خاصة له،و یجب التصدق بالباقی کسائر الأموال إذا أتلفت،فحینئذ ما الذی یتصدق به؟یحتمل مجموع الفداء و القیمة،أو الفداء

ص:341


1- 1)التذکرة 1:351.
2- 2) المنتهی 2:819.
3- 3) الدروس:99.
4- 4) السرائر:131.

..........

المتضاعف فی الحرم.و یحتمل ما یبقی بعد القیمة،و لیس بظاهر إلا إذا أوجبنا للمالک القیمة فی خارج الحرم،و أوجبنا التصدق بما یبقی من الفداء،و هو خلاف المختار عند المصنف،و شیخنا فی الدروس،و عبارة الدروس هذه:و لو قلنا بالمساواة بین الحرمی هنا و غیره کان قویا (1).

و علی القول باستحقاق المالک الفداء إشکالات:

الأول:إنّ الواجب فی المتلفات من الأموال القیمة،و هی ما کان معینا بالأثمان،أعنی:الدراهم أو الدنانیر،فإیجاب البدنة فی النعامة للمالک خروج عن مقتضی المالیة،و عدم إیجابها اقتصارا علی القیمة السوقیة خروج عن النص القاطع.

الثانی:لو عجز عن الفداء،فإیجاب الصوم یقتضی ضیاع حق المالک، و إیجاب القیمة معه خروج عن کون الجزاء للمالک و عدم إیجابه أصلا أبعد،لأنّ فیه خروجا عن النص الوارد به صریح الکتاب العزیز (2).

الثالث:إنّ الفداء لو کان أنقص من القیمة فإیجاب شیء آخر معه یقتضی الخروج عن استحقاق المالک الفداء،لأنه إنما یستحقه إذا قطع النظر عن حکم التقویم المالی،و عدمه واضح البطلان،لأنه إذا وجبت القیمة السوقیة فی حال عدم الإحرام خارج الحرم،فالمناسب التغلیظ مع أحدهما أو هما،لا التخفیف،و ضیاع المال المحترم بغیر سبب ظاهر معلوم البطلان.

الرابع:لو کان المتلف بیضا و وجب الإرسال،و قلنا:إنّ الفداء للمالک و لم ینتج شیئا،یلزم ضیاع حق المالک المعلوم بطلانه،و إن أوجبنا القیمة السوقیة معه لم یصدق أنّ الفداء للمالک،و إن نفینا الإرسال و أوجبنا القیمة لزم الخروج عن النص.

ص:342


1- 1)الدروس:99.
2- 2) المائدة:95.

و علیه النقص أو غیره یتصدق به.

و تتکرر الکفارة بتکرر القتل عمدا و سهوا علی و علی مختار الدروس (1)إشکال بیّن قدمناه،و هو:أنّ وجوب الزیادة فی الفداء للمالک یقتضی وجوب الزائد فی الحرم علی المحرم له أیضا،و قد مال بالآخرة إلی عدم الفرق بین الحرمی و غیره.

و الذی یقتضیه النظر أنّ الصید المملوک تجب قیمته السوقیة للمالک علی الجانی،و کذا علی الغاصب و القابض بالسوم،بل المستودع و المستأجر و نحوهما مع الإحرام إذا تلف لتحریم الید حینئذ،و لو کان فی الحرم فإنما یتصور الحکم فی القماری و الدباسی.

و إنما یتعلق بها الحکم بالکفارة مع الجنایة لا مطلقا،إلا فی المحرم علی وجه قد سبق رده.و حینئذ (2)فما أوجبه النص من الفداء أو القیمة الشرعیة باعتبار الإحرام أو الحرم أو هما معا لاجتماع الإحرام و الحرم،حیث تکون القیمة منصوصة و فیما لا نص فیه الجزاء مضاعفا کله یکون علی الحکم المقرر من وجوب الصدقة،و مع العجز الصیام.یدل علی ذلک-مع ما سبق-أن الأسباب إذا اجتمعت وجب تعدد مسبباتها،و جمیع أنواع الصید و منافعها و أجزائها فی هذا الحکم سواء.

قوله: (و علیه النقص).

الظاهر أنه علی الجانی و إن کان لا مرجع له،لبطلان ضیاع حق المالک لو نقص الفداء عن القیمة السوقیة.و یحتمل أن یکون علی المالک بمعنی:سقوطه اقتصارا علی الفداء،و لأنه کما یستحق الزیادة تذهب علیه النقیصة.

قوله: (و تتکرر الکفارة بتکرر القتل سهوا و عمدا علی الأقوی).

ص:343


1- 1)الدروس:99.
2- 2) فی«ن»:و حینئذ ینبغی فی المستأجر و المستودع و المستعیر أن لا یجب للمالک شیء مع التلف بدون التعدی،فما أوجبه النص.

الأقوی. و یضمن الصید بقتله عمدا و سهوا و خطأ،فلو رمی غرضا فأصاب صیدا ضمنه.و لو رمی صیدا فمرق السهم فقتل آخر ضمنهما.

و لو اشتری محلّ بیض نعام لمحرم فأکله،فعلی المحرم عن کل بیضة شاة،و علی المحل عن کل بیضة درهم، الخلاف فی التکرر عمدا،و النص الصحیح الصریح یدل علی العدم (1)، و کذا ظاهر القرآن (2)،و هو الأقوی.

قوله: (و لو اشتری محلّ بیض نعام لمحرم فأکله،فعلی المحرم عن کل بیضة شاة،و علی المحلّ عن کل بیضة درهم).

الظاهر:أنه لا فرق بین کون المشتری فی الحل أو الحرم،لإطلاق النص (3)،و لا استبعاد فی ترتب الحکم بذلک علی المحل فی الحل،لأنّ المساعدة علی المعصیة لما کانت معصیة لم یمتنع أن تترتب علیه الکفارة،کما سیأتی فی المحلّ إذا عقد لمحرم.

و لا یشکل بأنه لو اشترک المحلّ و المحرم فی قتل الصید لم یضمن لوجهین:

الأول:أنه لا معونة هناک.

الثانی:أنه لا یلزم من انتفاء الحکم فی موضع-لانتفاء النص-انتفاؤه فی موضع وجود النص،لأنّ القول بالقیاس و التصرف فی الشرعیات بالرأی عندنا باطل.

و لا بد (4)من تقیید المسألة بأن لا یکسره المحرم،بأن یشتریه المحلّ مطبوخا أو مکسورا أو یطبخه أو یکسره هو،فلو تولی کسره المحرم فعلیه الإرسال.و لیس ببعید إلحاق الطبخ بالکسر،لمشارکته إیاه فی منع الاستعداد للفرخ.

و لو اشتراه المحرم لنفسه مطبوخا مثلا فأکله ففی وجوب الدرهم علیه مع

ص:344


1- 1)الکافی 4:394 حدیث 2،3، [1]التهذیب 5:372 حدیث 1297،1298.
2- 2) المائدة:95.
3- 3) الکافی 4:388 حدیث 12،التهذیب 5:355،466 حدیث 1135،1628.
4- 4) فی«س»:و لا بد له من.

و روی أن کل من وجب علیه شاة فی کفارة الصید،و عجز فعلیه إطعام عشرة مساکین،فان عجز صام ثلاثة أیام فی الحج. و تضاعف ما لا دم فیه کالعصفور بتضعیف القیمة،و ما یلزم المعتمر فی غیر کفارة الصید یجوز نحره بمنی،و الطعام المخرج عوضا من المذبوح تابع له فی محل الإخراج،و لا یتعین الصوم بمکان.

و لو کسر المحرم بیضا جاز أکله للمحلّ،و لو أمر المحرم مملوکه بقتل الصید فقتله ضمن المولی و إن کان المملوک محلا،إلاّ أن یکون محلا فی الحل علی اشکال. الشاة نظر.و لو اشتراه لمحرم آخر فعلی کل منهما شاة.

قوله: (و روی:أنّ کل من وجب علیه شاة فی کفارة الصید و عجز فعلیه إطعام عشرة مساکین،فان عجز صام ثلاثة أیام فی الحج).

هی روایة معاویة بن عمار (1)،و العمل علیها،قیل:إنه لا تقیید فیها بکون الحکم بذلک فی الصید (2).و جوابه:إنها سیقت لأحکام الصید.

قوله: (و یضاعف ما لا دم فیه کالعصفور بتضعیف القیمة).

الظاهر أنّ المراد بالقیمة هنا فی هذا الفرد الخاص الشرعیة،لأنّ فی العصفور مدّا من طعام.و یبعد أن یرید تضاعف القیمة السوقیة فیه مع وجود النص فیه (3).

قوله: (و لو أمر المحرم مملوکه بقتل الصید-إلی قوله:-إلا أن یکون محلا فی الحل علی إشکال).

الظاهر:الضمان و إن کان العبد محلا فی الحل،لأنّ الدال ضامن،فالآمر بطریق أولی.

ص:345


1- 1)التهذیب 5:343 حدیث 1187.
2- 2) قاله العلامة فی تحریر الأحکام 1:119.
3- 3) الکافی 4:390 حدیث 8.
المطلب الثانی:الاستمتاع بالنساء

المطلب الثانی:الاستمتاع بالنساء.

من جامع زوجته عامدا عالما بالتحریم قبل الوقوف بالمشعر و إن وقف بعرفة فسد حجه،و وجب إتمامه،و الحجّ من قابل،و بدنة،سواء القبل و الدبر،و سواء کان الحج فرضا أو نفلا،و سواء أنزل أو لا إذا غیّب الحشفة.

و لو استمنی بیده من غیر جماع فالأقرب البدنة خاصة،و قیل:

کالجماع.

قوله: (فسد حجه).

لا خلاف فی الإفساد إذا وقع ذلک قبل الموقفین معا،و لو وقف بعرفة خاصة ثم جامع ففی الإفساد به قولان،أصحهما:الإفساد.

قوله: (و سواء کان الحج فرضا أو نفلا).

مما یدل علی أنّ الفاسدة هی حجة الإسلام،أنه لو لا ذلک لم یجب القضاء فی هذه الصورة الخاصة،أعنی:لو کان مندوبا،لأنّ المندوب لا یقتضی،و الفاسدة هی العقوبة.

فإن قیل:قد أمر الشارع بالقضاء،فلذلک وجب.

قلنا:لم یعین القضاء لأن یکون ندبا،فوجب أن تکون العقوبة محافظة علی قاعدة أن المندوب لا قضاء له.

قوله: (لو استمنی بیده من غیر جماع فالأقرب البدنة خاصة).

لیس فی الحدیث التقیید بالید،و إنما المسؤول عنه فیه محرم عبث بذکره، إلا أنّ المتبادر منه العابث به بیده،و لا یلزم من الحدیث أن یکون قاصدا إلی الأمناء،و إن کان المفهوم من الاستمناء فی العبارة ذلک.

و لا ریب أنّ وجوب الکفارة و الإتمام،و الحج من قابل-کما فی الجماع

ص:346

و الوجه شمول الزوجة للمستمتع بها،و أمته کزوجته. و الأقرب شمول الحکم للأجنبیة بزنا أو شبهة،و للغلام. و لا شیء علی الناسی و لا الجاهل بالتحریم،و علیه بدنة لو جامع زوجته مع الوصفین بعد المشعر.و إن کان قبل التحلل، فی الفرج-قوی،للروایة الحسنة (1)،و لیس فی مقابلها شیء یقتضی منع العمل بها.

قوله: (و الوجه شمول الزوجة للمستمتع بها).

لا یظهر للتردد فی هذا الحکم وجه،لأنّ النصوص فیها:«أتی أهله و امرأته» (2)،و المستمتع بها أهله و امرأته قطعا،و الشمول هو المختار.

قوله: (و أمته کزوجته).

لشمول إطلاقات النصوص لها (3).

قوله: (و الأقرب شمول الحکم للأجنبیة بزنی أو شبهة و الغلام).

هذا أصح،لأنّ ذلک أفحش،فهو أنسب بالتغلیظ و العقوبة،و ألیق بطریق الاحتیاط.

قوله: (و علیه بدنة لو جامع زوجته مع الوصفین بعد المشعر،و إن کان قبل التحلل).

ینبغی أن یکون تقدیر العبارة:و لا یفسد حجه و إن کان قبل التحلل، لأنّ وجوب البدنة علیه فیما إذا کان الوطء قبل التحلل أقوی و أظهر مما إذا کان بعده.

و قاعدة العطف ب(أن)الوصلیة عطف الفرد الأخفی لدفع الوهم و تأکید الحکم.و ینبغی أن یراد بالتحلل:الأول أو الأعم منه و من الثانی،لأنه بعد

ص:347


1- 1)الکافی 4:376 حدیث 6،التهذیب 5:324 حدیث 1113.
2- 2) التهذیب 5:318،319 حدیث 1094،1095،1099.
3- 3) التهذیب 5:318،319 حدیث 1094،1096،1099.

أو کان قد طاف من طواف النساء ثلاثة أشواط،أو جامع زوجته فی غیر الفرجین و إن کان قبل المشعر و عرفة.

و لو کانت الزوجة محرمة مطاوعة فعلیها بدنة،و إتمام حجها الفاسد،و القضاء و علیهما أن یفترقا إذا وصلا فی القضاء موضع الخطیئة الی أن یقضیا المناسک،بمعنی عدم انفرادهما عن ثالث محترم. الثالث لا یجب علیه شیء أصلا.

قوله: (أو کان قد طاف من طواف النساء ثلاثة أشواط).

أی:و إن کان قد طاف إلی آخره،و المعنی:علیه بدنة لو جامع زوجته مع الوصفین بعد المشعر،و إن کان قد طاف من طواف النساء ثلاثة أشواط.

و لا ریب أنّ هذا یغنی عما قبله،فیکون مستدرکا لاندراج ما قبله فیه،إلاّ أن یقال:أراد بقوله:(قبل التحلل)التنبیه علی عدم فساد الحج بذلک،و کان ینبغی أن یعتبر ما دون أربعة أشواط،لاشتراک ذلک کله فی الحکم.

قوله: (أو جامع زوجته فی غیر الفرجین،و إن کان قبل المشعر).

إن أنزل فوجوب البدنة ظاهر،و إن لم ینزل ففیه تردد،و ظاهر الروایة الوجوب مطلقا (1)،و إلیه ذهب فی التحریر (2).

قوله: (و علیهما أن یفترقا إذا وصلا فی القضاء موضع الخطیئة إلی أن یقضیا المناسک).

هذا إذا حجا علی تلک الطریق،و کذا یجب علیهما الافتراق فی الحج الفاسد من حین الخطیئة إلی آخر المناسک،و مستند الجمیع النصوص (3).

قوله: (بمعنی عدم انفرادهما عن ثالث محترم).

للروایة الدالة علی ذلک،و المراد بالثالث المحترم:الذی یحترمانه فی أن

ص:348


1- 1)التهذیب 5:318 حدیث 1094.
2- 2) تحریر الأحکام 1:119. [1]
3- 3) التهذیب 5:318 حدیث 1095،1100.

و لو أکرهها لم یفسد حجها،و علیه بدنة اخری عنها.

و لو أفسد قضاء الفاسد فی القابل لزمته ما لزم فی العام الأول.

و لو جامع المحل أمته المحرمة بإذنه فعلیه بدنة،أو بقرة،أو شاة فإن عجز فشاة أو صیام ثلاثة أیام،و علیها مع المطاوعة الإتمام،و الحج من قابل،و الصوم عوض البدنة.

و لو جامع زوجته المحرمة تعلقت بها الأحکام مع المطاوعة،و لا شیء علیه. و لو أکرهها فعلیه بدنة علی اشکال. و لو کان الغلام محرما،و طاوع ففی إلحاق الأحکام به اشکال. یصدر منهما خطیئة،لا نحو الصبی الذی لا یمیز،و حکمته اجتزاء الشیطان علیهما،فلا یؤمن علیهما الانفراد.

قوله: (و لو جامع المحل أمته المحرمة بإذنه-الی أن قال:-فان عجز فشاة أو صیام).

المراد:صیام ثلاثة أیام علی الظاهر،و لیس فی الروایة تصریح به (1)، لکن قد علم غیر مرة أنّ بدل الشاة من الصیام ثلاثة أیام.

قوله: (و لو جامع زوجته المحرمة-إلی قوله:-و لا شیء علیه).

أی:من کفارة و غیرها،نعم علیه الإثم،لمساعدته علی المحرّم.

قوله: (و لو أکرهها فعلیه بدنة علی إشکال).

لا شیء علیه علی الأصح.

قوله: (و لو کان الغلام محرما و طاوع ففی إلحاق الأحکام به إشکال).

إلحاقها غیر بعید،بناء علی تعلق الکفارة بفعله موجبها،لا بمعنی تعلق

ص:349


1- 1)الکافی 4:374 حدیث 6،التهذیب 5:320 حدیث 1102.

و لو جامع المحرم قبل طواف الزیارة فبدنة،فإن عجز فبقرة أو شاة. و لو جامع قبل طواف النساء،أو بعد طواف ثلاثة أشواط فبدنة.

و لو کان بعد خمسة فلا شیء و أتم طوافه.

و لو جامع فی إحرام العمرة المفردة،أو المتمتع بها علی اشکال قبل السعی عامدا عالما بالتحریم بطلت عمرته،و وجب إکمالها و قضاؤها و بدنة.و یستحب أن یکون القضاء فی الشهر الداخل.

الوجوب و الحرمة،و إنما یتعلقان بولیه.

قوله: (و لو جامع المحرم قبل طواف الزیارة فبدنة،فإن عجز فبقرة أو شاة).

المعروف أنّ الشاة مرتبة علی البقرة،و لا یکاد یوجد لهذا الحکم فی النصوص شاهد،و إنما الذی فی روایة معاویة بن عمار وجوب جزور (1).

قوله: (و لو کان بعد خمسة فلا شیء).

و الأصح أن الأربعة کالخمسة فی عدم وجوب الکفارة خلافا لابن إدریس (2).

قوله: (و لو جامع فی إحرام العمرة المفردة أو المتمتع بها علی إشکال).

لا یظهر لهذا الاشکال موضع،لأنّ وجوب الأحکام المذکورة مشترک بین عمرة الإفراد و التمتع،و إنما الذی هو محل النظر وجوب إتمامها،و إتمام الحج و وجوب قضائهما،بناء علی أنّ عمرة التمتع لا تنفرد عن حجه،و الشروع فیها شروع فیه،و الأصح وجوب الأمرین معا.

ص:350


1- 1)الکافی 4:378 حدیث 3،التهذیب 5:321 حدیث 1104.
2- 2) السرائر:129.

و لو نظر الی غیر أهله فأمنی فبدنة إن کان موسرا،و بقرة إن کان متوسطا،و شاة إن کان معسرا.

و لو کان الی أهله فلا شیء و إن أمنی،الاّ أن یکون بشهوة فیمنی فبدنة.

و لو مسها بغیر شهوة فلا شیء و إن أمنی،و بشهوة شاة و إن لم یمن.

و لو قبلها بغیر شهوة فشاة،و بشهوة جزور.

و لو استمع علی من یجامع،أو تسمع لکلام امرأة فأمنی من غیر نظر فلا شیء،و لو امنی عن ملاعبة فجزور.

و لو عقد المحرم لمثله علی امرأة،فدخل فعلی کل منهما کفارة و کذا لو کان العاقد محلا علی رأی. قوله: (و لو قبّلها بغیر شهوة فشاة).

سواء أمنی،أم لا.

فرع:

لو کان من عادته الإمناء بشیء من هذه الأمور أو قصد الإمناء به،ففی تعلق أحکام الاستمناء به لو أنزل بشیء من ذلک إشکال.

قوله: (و لو عقد المحرم لمثله علی امرأة فدخل فعلی کل منهما کفارة).

هی بدنة،و یختص الإفساد و وجوب القضاء مع الإتمام بالمجامع،و لو لم یدخل فلا شیء.

قوله: (و کذا لو کان العاقد محلا علی رأی).

هذا هو الأصح لموثقة سماعة،عن الصادق علیه السلام (1)،و یجب علی

ص:351


1- 1)الکافی 4:372 حدیث 5،التهذیب 5:330 حدیث 1138.

و لو أفسد التطوع ثم أحصر فیه فبدنة للإفساد،و دم للإحصار، و یکفیه قضاء واحد.

و لو جامع فی الفاسد فبدنة أخری خاصة،و یتأدی بالقضاء ما یتأدی بالأداء من حجة الإسلام أو غیره،و القضاء علی الفور إن کان الفاسد کذلک.

المطلب الثالث:فی باقی المحظورات
اشارة

المطلب الثالث:فی باقی المحظورات.

فی لبس المخیط دم شاة و إن کان مضطرا،لکن ینتفی التحریم فی المرأة مثل ذلک و إن کانت محلة إذا علمت إحرام الزوج للروایة المذکورة.

قوله: (و یتأدی بالقضاء ما یتأدی بالأداء من حجة الإسلام أو غیره).

ظاهره أنّ هذا الحکم فی کل حج فاسد و ان لم یتحلل منه بنحو الإحصار،و هو یستقیم إذا قلنا بأنّ الأولی عقوبة و الثانیة فرضه.

أما إذا قلنا بأنّ الأولی فرضه فلا یستقیم هذا الحکم إلاّ فی الإحصار،أو الصد إذا تحلل بعد الإفساد،و الأصح الأول.

قوله: (و القضاء علی الفور إن کان الفاسد کذلک).

أطلق فی المنتهی و التذکرة أنّ القضاء علی الفور مدعیا الإجماع (1)، و هنا قیّد بما إذا کان الفاسد علی الفور.و ظنی أنّ هذا یخرّج علی القول بأنّ الثانیة فرضه و الأولی عقوبة.أما إذا قلنا بأنّ الأولی فرضه و الثانیة هی العقوبة فالمتجه حینئذ الفوریة،لظاهر الأخبار الدالة علی الحج من قابل (2)،و لأنّ العقوبة کالکفارة،و هی علی الفور،فیناسب العقوبة الفور.

قوله: (فی لبس المخیط دم شاة و إن کان مضطرا).

و لو اضطر إلی لبس الطیلسان قلبه،فان لبسه غیر مقلوب وجبت الشاة

ص:352


1- 1)المنتهی 2:844.التذکرة 1:358. [1]
2- 2) منها:ما رواه الکلینی فی الکافی 4:373 حدیث 3. [2]

حقه خاصة،و کذا لو لبس الخفین أو الشمشک مضطرا. و فی استعمال الطیب مطلقا أکلا و صبغا،و بخورا،و اطلاء ابتداء و استدامة شاة،و لا بأس بخلوق الکعبة و إن کان فیه زعفران، و بالفواکه کالأترج،و التفاح علی الظاهر.أما لو لبس المحیط بالبدن مثل الثوب المنسوج کله،و لیس بمخیط بناء علی تحریم لبسه،أو عقد الإزار بناء علی تحریم عقده،أو زر الطیلسان بعد أن قلبه،ففی تعلق الفدیة به نظر.

قوله: (و کذا لو لبس الخفین أو الشمشک مضطرا).

الظاهر أنه لا فرق فی لزوم الکفارة بین أن یشقهما أو لا.

قوله: (و بخورا).

البخور کصبور ما یتبخر به،و لا یجیء مصدره بضم الباء،و لا معنی لاسم المصدر فی هذا الترکیب،فلو قال:و تبخرا لکان أولی.

قوله: (ابتداء و استدامة).

إذا أمکنه إزالته فی حال الإحرام،فلو لم یتمکن و قد استعمله قبل الإحرام،فان لم یعلم بقاءه إلی حال الإحرام فلا تحریم.و هل یجب علیه أن یقبض علی شمه حینئذ؟یحتمله،و إن علم البقاء أمکن التحریم.

قوله: (و لا بأس بخلوق الکعبة).

الخلوق بفتح الخاء:شیء مرکب من أطیاب.

قوله: (و بالفواکه کالأترج).

هو بضم الهمزة و الراء،و تشدید الجیم إحدی لغاته.

قوله: (و التفاح).

و مثله السفرجل،فإنّ هذه لا تعد طیبا،و لا یجب القبض علی الأنف منها،و مثلها الشیخ و القیصوم و الإذخر،و الروایة بالقبض علی الأنف عند أکل

ص:353

و بالریاحین کالورد. و فی قلم کل ظفر مد من طعام،و فی أظفار یدیه،أو رجلیه،أو هما فی مجلس واحد دم. و فی الید الناقصة أو الزائدة إصبعا أو الیدین الزائدتین اشکال. التفاح،و الأترج (1)محمولة علی الاستحباب لدلالة غیرها علی أنّ الأترج لا یعد طیبا (2).

قوله: (و بالریاحین کالورد).

و اختار المصنف فی المختلف التحریم (3)،و هو الأصح للروایة الصحیحة (4).

قوله: (و فی قلم کل ظفر مدّ من طعام،و فی أظفار یدیه أو رجلیه أو هما فی مجلس واحد دم).

و لو قلّم یدیه و رجلا أو بعضها أو بعض الرجلین فی مجلس واحد فدم واحد بطریق أولی،أو فی مجلسین ففی الیدین دم،و فی الباقی فدیة،و لو قلّم یدا و رجلا فالفدیة دون الدم.

قوله: (و فی الید الناقصة،أو الزائدة إصبعا،أو الیدین الزائدتین إشکال).

هنا صور:

الاولی:أن تکون إحدی الیدین،أو إحدی الرجلین،أو کل واحدة من الیدین،أو الرجلین،أو الجمیع زائدة إصبعا.

الثانیة:أن تکون إحدی الیدین،أو إحدی الرجلین،أو کل واحدة من الیدین،أو کل واحدة من الرجلین،أو المجموع ناقصة إصبعا.

ص:354


1- 1)الکافی 4:356 حدیث 16، [1]التهذیب 5:305 حدیث 1042.
2- 2) الکافی 4:356 حدیث 17، [2]التهذیب 5:306 حدیث 1043.
3- 3) المختلف:268.
4- 4) الکافی 4:353،355 حدیث 2،12، [3]التهذیب 5:297،307 حدیث 1007،1048.

..........

الثالثة:أن یکون له ید زائدة،أو یدان،أو رجل،أو رجلان،أو یدان و رجلان.

الرابعة:أن لا یکون له إلاّ ید واحدة،أو رجل واحدة،أو ید و رجل، الجمیع خلقة بخلاف ما لو قطعت الواحدة أو شیء من الأصابع،فإن الحکم المستمر قبل القطع لا یزول.

و فی إلحاق الزائد بالأصلی،بحیث یکون تقلیمه کتقلیم الأصلی فی الکفارة،و أنه ما دام لم یقلّم الإصبع الزائدة مثلا،لا یتحقق تقلیم الید جمیعها إشکال،مرجعه إلی أنّ إطلاق الید محمول علی الید الباطشة الأصلیة المتعارفة المعهودة،لعدم انتقال الذهن عرفا إلی غیرها،و وجوب الحمل علی الغالب الکثیر، لأنه الراجح،و لهذا لا یجب غسل موضع الصلع،و یجب غسل موضع الغمم فی الوضوء.

و لا تتعلق أحکام العضو الأصلی بالعضو الزائد فی الحدود و الدیات،و أنّ الید و الإصبع و الرجل یصدق علی کل من الزائدة و الأصلیة حقیقة،لصحة التقسیم و حسن الاستفهام.

و لا ریب أنّ الإلحاق أحوط(و إن کان الدلیل لا یکاد ینهض علیه، و العدم معتضد بأصل البراءة،و کذا القول فی تقلیم الیدین الزائدتین و الرجلین.

و هل یترتب الحکم علیهما استقلالا،أم للأصلیتین حکمهما و لا شیء فی الزائدتین،و فی کون الناقصة إصبعا مثلا من الید و الرجل کالتامة فی أنه إذا قلّم أصابعها کان کتقلیم أصابع الصحیحة؟اشکال لمثل ما قلناه.

و کذا لو لم یکن له إلاّ رجل واحدة أو ید واحدة فهل یتعلق الحکم بها وحدها،لأنها کالیدین بالإضافة إلی ذی الیدین و کذا الرجل؟ و الأحوط فی المسائل کلها إلحاق الزائد بالأصلی فی أحکامه،و عدم توقف ترتب حکم الأصلی علیه علی الإتیان بالزائد،و إقامة الواحدة من الیدین لفاقد الأخری مقام الثنتین و کذا الرجلین،و إن کان الدلیل لا ینهض علی ذلک.

ص:355

و لو قلّم یدیه فی مجلس،و رجلیه فی آخر فدمان.

و علی المفتی لو قلّم المستفتی ظفره فأدمی إصبعه:شاة،و تتعدد لو تعدد المفتی. و فی حلق الشعر شاة،أو إطعام عشرة مساکین لکل مسکین مدّ، أو صیام ثلاثة أیام.

ثم إنه لا یخفی ما فی العبارة من التکلف فی أداء الأحکام،و القصور عن هذه المسائل،بل هی فی الإجمال کاللغز) (1).

قوله: (و علی المفتی لو قلّم المستفتی ظفره،فأدمی إصبعه شاة).

هل یشترط فی المفتی الاجتهاد و العدالة؟ظاهر اللفظ یقتضی ذلک،و فی الدروس:لا یشترط الاجتهاد (2)،و کلام الأصحاب خال من التعرض الی ذلک.

و لو تعمد الإدماء فلا شیء علی المفتی،کما صرح به فی الدروس (3)لأنّ ذلک جنایة منه خارجة عن الفتوی.

قوله: (و یتعدد لو تعدد المفتی).

فرّق فی الدروس بین ما إذا تعدد المفتی دفعة أو علی التعاقب،فأوجب علی کل واحد کفارة فی الأول دون الثانی علی احتمال تعدد الکفارة علیهم أیضا (4).

و ما اختاره المصنف قوی،لأنّ المفتی لکونه اسم جنس یقع علی الواحد و الکثیر.

قوله: (و فی حلق الشعر شاة).

أی:فی مسماه،و الإزالة مطلقا بنورة و غیرها کالحلق.

ص:356


1- 1)ما بین القوسین لم یرد فی«ن».
2- 2) الدروس:109.
3- 3) المصدر السابق.
4- 4) المصدر السابق.

و لو وقع شیء من شعر رأسه أو لحیته بمسه فی غیر الوضوء فکف من طعام،و فیه لا شیء. و فی نتف الا بطین شاة،و فی أحدهما إطعام ثلاثة مساکین. و فی تغطیة الرأس بثوب،أو طین ساتر،أو بارتماس فی ماء،أو حمل ساتر شاة، قوله: (و لو وقع شیء من شعر رأسه أو لحیته بمسه فی غیر الوضوء فکف من طعام،و فیه لا شیء).

و یستثنی الغسل أیضا کما استثناه فی الدروس (1)،و لا أستبعد استثناء إزالة النجاسة،للاشتراک فی المعنی،و ثبوت الأمر بکل منها.

قوله: (و فی نتف الإبطین شاة،و فی أحدهما إطعام ثلاثة مساکین).

الحلق کالنتف فی ذلک،و یلوح من تعلیل الحکم فی بعض العبارات أنّ الإزالة مطلقا کالنتف.

و لو أزال بعض شعر الإبط لم یبعد إلحاقه بالإبط،لأنّ إزالة الشعر مطلقا محرمة،و حقها وجوب الدم،إلا أنّ ما یجزئ للإبط جمیعه یجزئ لبعضه بطریق أولی.

قوله: (و فی تغطیة الرأس بثوب،أو طین ساتر،أو بارتماس فی ماء، أو حمل ساتر شاة).

إفاضة الماء لا یعد ساترا فلا یحرم،و کذا تلبید الشعر بالعسل و الصمغ اتفاقا.و کذا ستره بالید،قاله فی المنتهی (2)و به روایة بالجواز (3)،و أخری بعدمه (4)،فیمکن حملها علی الکراهیة جمعا بینهما.و یؤیده أنّ وضع الید للمسح فی

ص:357


1- 1)المصدر السابق.
2- 2) المنتهی 2:790.
3- 3) التهذیب 5:308 حدیث 1055.
4- 4) الفقیه 2:227 حدیث 1069.

و کذا فی التظلیل سائرا،و لا شیء لو غطاه بیده أو شعره. و فی الجدال ثلاث مرات صادقا الوضوء لا بد منه،فلو حرم الستر بها لحرم.و لو وضع علی رأسه ما یظلله مع التغطیة لم یبعد وجوب کفارتین.

قوله: (و کذا فی التظلیل سائرا).

أی:فیه شاة،و إطلاق هذا مشکل،لأنه یقتضی وجوب الکفارة بمسمی التظلیل،و مقتضاه تعددها بتعدده،أو أنه کستر الرأس فی وجوب الکفارة بتعدده إذا تغایر الوقت،فان الظاهر أنّ الستر لاحق باللبس.

و للأصحاب فی کفارة الاستظلال أقوال:مدّ لکل یوم (1)،و شاة لکل نسک (2)،إلا عمرة التمتع و حجه،فان فیهما شاتین علی قول (3).و قیل:شاة لارتباط أحدهما بالآخر.و الأول أظهر،لتحقق الإحلال و الدخول فی إحرام جدید،و لروایة علی بن راشد (4)،و هو مختار الشیخ (5).

و اختار المصنف فی المنتهی وجوب دم واحد (6)،و ظاهرهم أنّ الدم الواحد یجب لمطلق الاستظلال و إن قل،و لکثیره و ان کثر کما لو کثر ذلک فی إحرام نسک کما قلناه،فلا یکون تکرره علی نهج غیره من المحرمات.

قوله: (و لا شیء لو غطاه بیده أو شعره).

ظاهره عدم التحریم و انتفاء الکفارة،و قد عرفت الحکم فی الید،و إجراء الشعر مجراها فی ذلک غیر بعید.

قوله: (و فی الجدال ثلاث مرات صادقا شاة).

ص:358


1- 1)ذهب الیه ابن بابویه فی المقنع:74.
2- 2) ذهب الیه ابن أبی عقیل کما فی المختلف:270.
3- 3) ذهب الیه الشیخ فی التهذیب 5:311.
4- 4) التهذیب 5:311 حدیث 1067،و فیه:عن أبی علی بن راشد.
5- 5) التهذیب 5:311.
6- 6) المنتهی 2:792.

شاة،و لا شیء فیما دونها.

و فی الثلاث کاذبا بدنة،و فی الاثنتین بقرة،و فی الواحدة شاة.

و فی قلع الشجرة الکبیرة فی الحرم بقرة و إن کان محلا،و فی الصغیرة شاة،و فی أبعاضها قیمة،و یضمن قیمة الحشیش لو قلعه و یأثم.

و لو زاد علی الثلاث و لم یسبق التکفیر عن الثلاث ففی الجمیع شاة،لقوله علیه السلام:«إذا جادل فوق مرتین فعلی المصیب دم یهریقه شاة،و علی المخطئ بقرة» (1)و فی روایة أبی بصیر:إنّ علیه جزورا بالجدال کذبا عمدا (2).و الجمع بما ذکره الأصحاب من وجوب البدنة فی الثلاث کاذبا (3).

و یفهم من الروایة الأولی وجوب البدنة فی الثلاث کاذبا،و کذا ما زاد علی الثلاث،و إطلاق الروایة الأخری یشمله.

و هذا إذا لم یکفّر عن الثلاث،فان کفّر ففی ما یأتی به بعد ذلک مقتضاه.

قوله: (و فی قلع الشجرة الکبیرة فی الحرم بقرة و إن کان محلا، و فی الصغیرة شاة).

هذا هو المشهور،و مقتضاه عدم الفرق بین المحل و المحرم فی ذلک،و هو ظاهر،لأنّ المقتضی حرمة الحرم.

قوله: (و فی أبعاضها قیمة،و یضمن قیمة الحشیش لو قلعه).

إذ لا نص فی ذلک علی مقدر،و هو حرام،فیکون مضمونا بقیمته السوقیة.و الظاهر أنه لا فرق فی قلع الحشیش بین أن یکون یابسا أو أخضر کما اختاره المصنف فی المنتهی (4)و التذکرة (5).

ص:359


1- 1)الکافی 4:337 حدیث 1، [1]الفقیه 2:212 حدیث 968.
2- 2) التهذیب 5:335 حدیث 1155.
3- 3) ذهب إلیه أبو الصلاح فی الکافی فی الفقه:204،و [2]الشیخ فی النهایة:233،و ابن إدریس فی السرائر:130.
4- 4) المنتهی 2:799. [3]
5- 5) التذکرة 1:340،341. [4]

و لو قلع شجرة منه و غرسها فی غیره أعادها،و لو جفت قیل ضمنها و لا کفارة،و فی استعمال دهن الطیب شاة و إن کان مضطرا، ظاهرا کان أو باطنا کالحقنة و السعوط به.

أما قطع الیابس فلا شیء،و کذا قطع الشجرة الیابسة،و الغصن المنکسر الذی لا یرجی عوده.

قوله: (و لو قلع شجرة منه و غرسها فی غیره أعادها).

احترز به عما لو غرسها فی الحرم فثبتت،فلا شیء أصلا.

قوله: (و لو جفت قیل:ضمنها و لا کفارة) (1).

لا فرق فی جفافها بین أن یکون بعد إخراجها إلی خارج الحرم و غرسها، أو بعد غرسها فیه،و إن کان الذی فی العبارة هو الأول.

(و اعلم أن مقتضی قوله:«قیل»تردده فی القول بالضمان،و جزمه بعد ذلک بنفی الکفارة یقتضی الفرق بین ضمان الشجرة و کفارتها،إذ لو کان ضمانها عبارة عن الکفارة لکان الجزم بنفیها یقتضی الجزم بنفیه،فتتنافی العبارة،و لا یعرف القائل بوجوب الضمان فی هذه الصورة الخاصة من دون الکفارة.

و العجب أن الشارح الفاضل حکی القول بالضمان و استدل له،ثم استدل علی نفی الکفارة بعدم النص و القائل به (2)،و هذا عجیب،لأنّ القلع موجب للکفارة عند أکثر الأصحاب (3)،و قد صرح به قبل ذلک،و المسقط لها هو عودها بعد الغرس،و الفرض أنها لم تعد فکیف تسقط بغیر مسقط؟ فان قیل:المراد:و لا کفارة للجفاف سوی کفارة القلع.

قلنا:و لا ضمان حینئذ خارجا عن کفارة القلع اتفاقا،فکیف یحکیه قولا؟) (4).

ص:360


1- 1)قاله الشیخ فی المبسوط 1:354.
2- 2) إیضاح الفوائد 1:349.
3- 3) منهم:أبو الصلاح فی الکافی فی الفقه:204،و الشیخ فی المبسوط 1:354،و العلامة فی المختلف: 286.
4- 4) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».

و فی قلع الضرس شاة،و یجوز أکل ما لیس بطیب من الأدهان کالسمن،و الشیرج،و لا یجوز الادهان به.

خاتمة

خاتمة:لا کفارة علی الجاهل،و الناسی،و المجنون فی جمیع ما تقدم،إلاّ الصید فإن الکفارة تجب علی الساهی و المجنون. و الأصح:أنه بالقلع تجب علیه الکفارة،و تسقط لو أعادها إلی الحرم فثبتت أو نبتت فی موضع آخر منه،و ان جفت فالکفارة بحالها،و بذلک صرح فی الدروس (1).

قوله: (و فی قلع الضرس شاة).

و الروایة به مقطوعة (2)،و ظاهر کلام المصنف فی المنتهی أنه مع الحاجة المجوزة لا شیء علیه (3)،و تشهد له روایة الحسن الصیقل (4)،و هل السن کالضرس؟یحتمله.

قوله: (و یجوز أکل ما لیس بطیب من الأدهان-إلی قوله:-و لا یجوز الادهان به).

و لو فعل ذلک مختارا أو مضطرا فهل تجب الکفارة؟قال الشیخ:لست أعرف به نصا (5)،و الأصل براءة الذمة،و اختاره المصنف فی المنتهی (6).

قوله: (لا کفارة علی الجاهل و الناسی و المجنون-إلی قوله:إلا الصید،فإن الکفارة تجب علی الساهی و المجنون).

لم یذکر الصبی،فظاهره أنه لیس کالمجنون،و هو مقتضی کلامه السابق، حیث قال:(و لو کان الغلام محرما و طاوع ففی إلحاق الأحکام به إشکال).

ص:361


1- 1)الدروس:111.
2- 2) التهذیب 5:385 حدیث 1344.
3- 3) المنتهی 2:846.
4- 4) الفقیه 2:222 حدیث 1036.
5- 5) قاله الشیخ فی الخلاف 1:253 مسألة 91 کتاب الحج.
6- 6) المنتهی 2:787. [1]

و لو تعددت الأسباب تعددت الکفارة،اتحد الوقت أو اختلف، کفر عن السابق أو لا.

و لو تکرر الوطء تعددت الکفارة.

و لو تکرر الحلق تعددت الکفارة إن تغایر الوقت،و الاّ فلا. و کل محرم لبس أو أکل ما لا یحل له لبسه و اکله فعلیه شاة. قوله: (و لو تکرر الحلق تعددت الکفارة إن تغایر الوقت،و إلا فلا).

المراد من تغایره:اختلافه عرفا،قال فی التحریر:کأن یحلق بعض رأسه غدوة،و بعضه عشیة،وجبت فدیتان (1).و مستند ذلک صدق التعدد العرفی، فالمرجع فی التعدد إلی العرف،و هو ظاهر الوجه.

قوله: (و کل محرم أکل أو لبس ما لا یحل له لبسه و أکله فعلیه شاة).

لا شبهة فی هذا الحکم،لکن هل یتکرر کلما کرره؟لا ریب أن الأکل للصید یتکرر کما سبق،و إن کان بشیء من الطیب أو تطیب به،و إن لم یأکله فظاهر عبارات الأصحاب اعتبار تراخی الزمان عادة کساعة ثم ساعة أخری،کذا فی عبارة الشیخ (2).

و یظهر من الدروس اختیاره (3)،و اعتبر ابن سعید تغایر المجلس (4)،قال فی الدروس:و تبع فی اللبس النهایة (5).و فی روایة محمد بن مسلم،عن الباقر علیه السلام:إنّ لکل صنف من الثیاب فداء (6).

ص:362


1- 1)التحریر 1:122. [1]
2- 2) المبسوط 1:351.
3- 3) الدروس:111.
4- 4) الجامع للشرائع:194. [2]
5- 5) الدروس:111.
6- 6) الکافی 4:348 حدیث 2، [3]التهذیب 5:384 حدیث 1340.

و یکره القعود عند العطار المباشر للطیب،و عند الرجل المتطیب إذا قصد ذلک،و لا یشمه و لا فدیة.

و یجوز شراء الطیب لأمسّه،و الشاة تجب فی الحلق بمسماه،و لو کان أقل تصدق بشیء. و لیس للمحرم و لا للمحل حلق رأس المحرم،و لا فدیة علیهما لو خالفا،و لو أذن المحلوق لزمه الفداء،و للمحرم حلق المحل.

و فی المنتهی:لو لبس قمیصا و عمامة و سراویل وجب علیه لکل واحد فدیة (1)،و هو مقتضی روایة محمد بن مسلم السالفة،و لیس ببعید،فعلی هذا یقال:

لکل صنف کفارة.

و مع الاتحاد یعتبر اتحاد الوقت،و اختلافه اعتبار صدق اسم التعدد عرفا.

أما القلم فیعتبر فیه اتحاد المجلس،و اختلافه للنص (2).

قوله: (و یکره القعود عند العطار المباشر للطیب-إلی قوله:-إذا قصد ذلک و لم یشمه).

أی:إذا قصد القعود عند هذا الشخص بخصوصه،فلو قصد بالقعود أمرا آخر لم یکره،و لو شم الطیب حرم،فیجب القبض علی الأنف أو ترک القعود.

قوله: (و لو کان أقل تصدق بشیء).

کحلق شعره،فیتصدق بکف من طعام و نحوه.

قوله: (و لو أذن المحلوق لزمه الفداء).

مفهومه:أنه لو لم یأذن لم یلزمه شیء،و یشکل فیما لو مکن من نفسه حتی حلق رأسه،و لا یبعد أن یجعل الاذن الفعلی کالقولی،لأن من ترک شخصا یحلق رأسه و هو عالم بذلک و متمکن من دفعه یقال له:حالق،لغة و عرفا.

و لو البس مخیطا،أو جرّع ما لا یجوز شربه من غیر أن یأذن مع قدرته علی

ص:363


1- 1)المنتهی 2:813. [1]
2- 2) الکافی 4:360 حدیث 5،التهذیب 5:332 حدیث 1141.

و یجوز أن یخلی ابله لرعی الحشیش فی الحرم،و التحریم فی المخیط متعلق باللبس،فلو توشح به فلا کفارة علی اشکال. الدفع یشبه أن یکون کذلک.

قوله: (فلو توشح به فلا کفارة علی إشکال).

تسمیة ذلک لبسا مشکل،و الأحوط التحریم.

ص:364

کتاب الجهاد

اشارة

کتاب الجهاد و فیه مقاصد:

الأول:من یجب علیه

الأول:من یجب علیه:و هو واجب فی کل سنة مرة،إلاّ لضرورة علی الکفایة،و یراعی الإمام النصفة فی المناوبة بین الناس. و فروض الکفایات کثیرة مذکورة فی مواضع:و هو کل مهم دینی یتعلق غرض الشرع بحصوله،و لا یقصد عین من یتولاه. قوله: (کتاب الجهاد).

الجهاد فعال،و هو فی اللغة:إما من الجهد-بالفتح-و هو:التعب و المشقة،أو من الجهد-بالضم-و هو:الطاقة،و فی الشرع کذلک،لکن فی قتال الکفار و من جری مجراهم لإعلاء کلمة الإسلام.

و یرد علیه قتال الکفار للأمر بالمعروف،فإنه إعلاء لکلمة الإسلام،إلا أن یراد بإعلاء کلمة الإسلام الإقرار بالشهادة،فیخرج عنه جهاد نحو البغاة.

قوله: (و هو واجب فی کل سنة مرة إلاّ لضرورة).

فمع الضرورة قد لا یجب فی السنة أصلا،و قد یجب أزید من مرة، و المستند النص و الإجماع.

قوله: (و یراعی الامام النّصفة فی المناویة بین الناس).

أی:حقه و شأنه ذلک،أو یجب علیه مراعاة النصفة و لا محذور،لأنه مکلف،و لأن حکم الامام یشمل نائبه.

قوله: (و هو کل مهم دینی تعلق غرض الشرع بحصوله و لا یقصد عین من یتولاه).

مرجع الضمیر الفرض الکفائی،و هو مذکور ضمنا،لکن یشکل علیه

ص:365

و من جملته اقامة الحجج العلمیة،و دفع الشبهات،و حل المشکلات، قوله:(کل)لأنها لا تصلح للتعریف إلا أن یقال:أراد بیان ضابط الواجب الکفائی،لا تعریف المصطلح،و لو قال:و هی لکان أظهر.

و بالقید الأخیر یخرج الواجب العینی.و فی التقیید بقوله:(مهم دینی) مناقشة،لأن الصناعات المهمة من المهمات الدنیویة،و هی واجبة علی الکفایة، کما سیأتی فی کلامه،و إن کانت قد ترجع بالأخرة إلی المهمات الدینیة باعتبار کونها وسیلة إلیها.

قوله: (و من جملته إقامة الحجج العلمیة).

المراد بها:حجج العلوم الإسلامیة علی سبیل العموم،فان جملتها واجبة علی الکفایة،و إن کان فیها ما یجب علی الأعیان کحجج أصول الاعتقاد.

قوله: (و دفع الشبهات).

هی جمع شبهة،و هی قیاس فاسد،إما فی مادته،أو فی صورته،أو فیهما، سمیت شبهة:لأنها تشبه الحق.

و لا ریب أن بلوغ رتبة یتمکن المکلف معها من دفع شبه الضالین واجب علی الکفایة،حذرا من تطرق الخلل بالشبهة فی الاعتقادات.

قوله: (و حل المشکلات).

أی:الأمور المشکلة علی المکلفین فیما یجب علیهم معرفته،أو یضطرون إلیه.

و هنا کلام و هو:أن الواجب فی الدلیل علی أصول الاعتقاد هو أن یکون مثمرا للیقین،و إنما یثمره البرهان و دلائل الکلام أکثرها إقناعیة لا تثمر الیقین، فکیف یکلف فیها من لا یحصل عن دلائلها؟ و جوابه:أن المثمر للیقین باللزوم هو البرهان خاصة دون غیره من الدلائل،لکن قد یثمر غیره الیقین بضمیمة أمر خارجی،کاقناعیّ آخر،فإنه إذا

ص:366

و الأمر بالمعروف،و الصناعات المهمة التی بها قوام المعاش-حتی الکنس و الحجامة-و لو امتنع الکل عنها لحقهم الإثم،و دفع الضرر عن المسلمین، و ازالة فاقتهم کإطعام الجائعین،و ستر العراة،و اعانة المستغیثین فی النائبات. انضم إقناعیّ إلی آخر بما أثمر الیقین و لا یمتنع ذلک،کما فی الخبر المتواتر فإنه یفید العلم،مع أنه إنما یتحقق عن إخبارات متعددة کل واحد منها ظنیّ بانفراده، و لما لم یکن هذا بطریق اللزوم لم یکن مطردا،فمتی أثمر الیقین الذی لا یزول بتشکیک المشکک حصل الواجب.ثم إنّ من حصل له هذا قد یعجز عن ردّ الشبهة،فیجب علی الکفایة کون المکلف بهذه المرتبة.

قوله: (و الأمر بالمعروف).

و النهی عن المنکر داخل فیه،لأن کل ما یعد منکرا فترکه معروف، و الأمر و النهی متعاکسان.

قوله: (و دفع الضرر عن المسلمین).

فی کون دفع کل ضرر عن المسلمین واجبا کفائیا نظر،بل ینبغی قصر ذلک علی ضرر مخصوص،و هذا إذا لم یکن دفعه بضرر آخر فإنه لا یجب،لأن الضرر لا یزال بالضرر.

قوله: (و إزالة فاقتهم).

هو من عطف الخاص علی العام.

قوله: (کإطعام الجائعین).

المراد به:الجوع الذی یأتی علی النفس،أو علی العضو،أو یبلغ فی الجهد إلی مرتبة لا یتحمل مثلها عادة.

قوله: (و إعانة المستغیثین فی النائبات).

یمکن أن یکون المراد:الإعانة بالعین المهملة و النون،و أن یکون:بالغین المعجمة و الثاء المثلثة.

ص:367

علی ذوی الیسار مع قصور الصدقات الواجبة،و کالقضاء،و تحمل الشهادة.

و إنما یجب الجهاد علی کل مکلف حر،ذکر غیر همّ،و لا أعمی، و لا مقعد،و لا مریض یعجز عن الرکوب و العدو،و لا فقیر یعجز عن نفقة عیاله و طریقه و ثمن سلاحه.

فلا یجب علی الصبی،و لا المجنون،و لا العبد و إن انعتق بعضه أو أمره سیده إذ لا حق له فی روحه،و لا یجب علیه الذب عن سیده عند الخوف،و لا المرأة،و لا الخنثی المشکل،و لا الشیخ الهم،و لا علی قوله: (علی ذوی الیسار).

الظاهر ارتباطه بجمیع ما قبله من قوله:(و دفع الضرر.).

قوله: (و لا مریض یعجز عن الرکوب و العدو).

أی:یعجز عنهما معا،و بالعجز عن واحد،لأن قدرته علی الرکوب لا تفید، إذ قد یصیر ماشیا لقتل دابته و نحو ذلک،فیحتاج إلی العدو.

قوله: (و لا العبد و ان انعتق بعضه أو أمره سیده،إذ لا حقّ له فی روحه).

یمکن أن یکون قوله:(إذ لا حقّ له.)تعلیلا لعدم وجوبه علی العبد، و یکون قوله:(و إن انعتق بعضه أو أمره سیده)معللین بأمر آخر،و هو:أن استحقاق السید باق مع عتق البعض خاصة،و أمر السید لا یقتضی شغل الذمة بالتکلیفات الشرعیة،و إنما له حق الاستخدام خاصة.

و یمکن أن یکون تعلیلا لقوله:(أو أمره سیده)أی:فلا یجب علیه بأمره،إذ لا حقّ للسید فی روحه.و الأول أولی و أظهر،لأن ربطه بأول الکلام الذی هو المسبوق بالذات أولی.

قوله: (و لا یجب علیه الذب عن سیده عند الخوف).

أی:إذا خاف العبد علی نفسه لا یجب علیه الذب عن سیده،لأن ذلک

ص:368

الأعمی و إن وجد قائدا،و لا الزمن کالمقعد و ان وجد مطیة،و لا المریض،و لا الفقیر،و یختلف بحسب الأحوال و الأشخاص،و المدین المعسر فقیر،و لیس لصاحب الدین منعه لو أراده و إن کان حالا،و کذا الموسر قبل الأجل،و له منعه بعده حتی یقبض،و کذا لیس له منعه عن سائر الأسفار قبل الأجل.

لیس من الخدمة الواجبة،أما إذا لم یخف فإنه یجب لوجوب دفع الضرر.و ینبغی تقیید ذلک بما إذا لم یکن سیده کافرا غیر محقون الدم.

قوله: (و لا الزمن کالمقعد) (1).

قوله: (و یختلف بحسب الأحوال و الأشخاص).

یمکن أن یکون المراد:و یختلف الفقر المانع بحسب اختلاف الأحوال و الأشخاص،فکم من شخص یعد فقیرا باعتبار،و آخر بذلک الاعتبار لا یعد فقیرا،و رب حالة لا یمنع فیها الفقر من الجهاد،کمن یجاهد فی بلده حیث لا یلزم فوات حرفته و نحوها.

و یمکن أن یکون الضمیر راجعا إلی کل من الفقر و المرض،فان قوله:

(و لا المریض)المراد به:عدم وجوب الجهاد علی المریض الذی یعجز عن الرکوب و العدو،و هذا إنما یمنع فی حق من یحتاج إلی تردد،أو لا یطیق المصابرة،فان لم یحتج إلی ذلک و أطاق المصابرة وجب علیه.و کذا القول فی الفقر.

قوله: (و المدین المعسر فقیر).

أی:فیعلم حکمه من حکم الفقیر.

قوله: (و لیس لصاحب الدین منعه و إن کان حالاّ).

و قیل:له منعه،لأن فی الجهاد ذهاب نفسه (2)،و هو ضعیف.

قوله: (و کذا الموسر قبل الأجل).

علی الأصح،و لبعض العامة تفصیل:و هو:إن کان الأجل یحل قبل عوده فله المنع،و إلاّ فلا.

و فی هذا التفصیل ظهور إذا علم ذلک بحسب العادة،و یجری ذلک فی جمیع الأسفار،و لا أعلم به قائلا من الأصحاب.

ص:369


1- 1)کذا فی نسخ جامع المقاصد المعتبرة من دون شرح.
2- 2) قاله الشیخ فی المبسوط 2:6.

و للأبوین المنع من عدم التعیین،و فی الجدین نظر. و إنما یجب بشرط الإمام أو نائبه،و إنما یتعین بتعین الإمام أو النائب لمصلحة،أو لعجز القائمین عن الدفع بدونه،أو بالنذر و شبهه،أو قوله: (و للأبوین المنع).

یشترط کونهما مسلمین عاقلین،و هل یشترط کونهما حرین؟فیه وجهان، و حکم أحدهما حکمهما.

قوله: (و فی الجدین نظر).

أی:الجد و الجدة،فهو من تثنیة التغلیب کالأبوین.و یحتمل أن یراد:

جد الأب وجد الام،و الأول أولی.و الأصح:أنه لا منع لهما،تمسکا بالأصل، و بعموم دلائل الجهاد.

قوله: (أو نائبه).

المراد:نائبه المنصوب بخصوصه حال ظهور الامام و تمکنه،لا مطلقا.

قوله: (و إنما یتعین بتعیین الإمام أو النائب لمصلحة،أو لعجز القائمین عن الدفع).

ظاهره أن المراد:أن تعیین الامام إما للمصلحة أو للعجز.و یرد علیه:أن التعیین للعجز تعیین للمصلحة،فالأولی أن یکون المراد:یتعین بأمور:منها:تعیین الامام،و منها عجز القائمین،و منها:النذر الی آخره.و المراد:انه یتعین علی المکلف بحیث یصیر واجبا عینیّا بهذه الأمور،و هذا تعین بالعارض،فان الواجب الکفائی بالذات قد یتعین بالعارض.

ص:370

بالخوف علی نفسه مطلقا،و إن کان بین أهل حرب إذا صدمهم عدو یخشی منه علی نفسه،و یقصد بمساعدتهم الدفع عن نفسه لا عن أهل الحرب،و لا یکون جهادا. و إذا وطأ الکفار دار الإسلام وجب علی کل ذی قوة قتالهم، حتی العبد و المرأة،و انحل الحجر عن العبد مع الحاجة إلیه.

قوله: (أو بالخوف علی نفسه مطلقا).

أی:و یتعین الجهاد بخوف المکلف علی نفسه مطلقا،أی:سواء کانت الأسباب المذکورة أم لا،فیکون هذا سببا آخر مستقلا.

و اعلم أن تقیید المصنف بالخوف علی نفسه یشعر بأن الخوف علی المال لیس کذلک،و فی عبارة الشیخ تقیید العدوّ الذی دهم أهل الحرب بکونه کافرا (1)،فعلی هذا لو دهمهم المسلمون،فلیس له المدافعة،و عبارة التحریر مثل عبارة الشیخ (2)،و کذا المنتهی (3)،و الروایة مشعرة به (4)،لأن فیها جواز المدافعة لأجل المال،و لا یجوز ذلک إذا کان العدوّ الذی دهم المشرکین هم المسلمون.

قوله: (و یقصد بمساعدتهم الدفع عن نفسه).

أی:یجب ذلک.

قوله: (و لا یکون جهادا).

فلا تسقط عنه أحکام الغسل و التکفین لو قتل،و لا یحرم علیه الفرار حینئذ.و فی العبارة رائحة التنافی،لأنه ذکر أن الجهاد یتعین بهذه الأمور،ثم قال:

(لا یکون جهادا).

قوله: (و انحل الحجر عن العبد.).

و کذا القول فی المرأة بطریق أولی.

ص:371


1- 1)المبسوط 2:8.
2- 2) تحریر الأحکام 1:133.
3- 3) المنتهی 2:900. [1]
4- 4) التهذیب 6:135 حدیث 229.

و یستحب للعاجز الموسر الاستئجار له علی رأی،و یجوز للقادر فیسقط عنه ما لم یتعین.

قوله: (و یستحب للعاجز الموسر الاستئجار له علی رأی).

أی:إذا نفر الناس إلی الجهاد،و هناک عاجز موسر،و فقیر قادر،فهل یجب علی الموسر الاستئجار لذلک الفقیر علی الکفایة إن لم یتوقف الدفع علیه، و عینا إن توقف و لم یستطع من دون بذل الهبة؟ (1)فیه قولان،الأصح الوجوب (2)،لظاهر قوله تعالی (وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِکُمْ وَ أَنْفُسِکُمْ) (3)و قوله:

«لا یسقط المیسور بالمعسور» (4)«إذا أمرتکم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» (5).

و قوله تعالی (لَیْسَ عَلَی الضُّعَفاءِ) إلی قوله (وَ لا عَلَی الَّذِینَ لا یَجِدُونَ ما یُنْفِقُونَ حَرَجٌ) (6)محمول علی نفی الحرج عن جهاده بنفسه،لکثرة الأوامر الدالة علی الوجوب.و عبارة المختلف تدل علی الوجوب إذا کان محتاجا إلیه،و عدمه مع عدم الحاجة (7).و هو مشکل،فان الوجوب کفائی حینئذ،و الدلیل جار فیه أیضا (8).

قوله: (و یجوز للقادر).

أی:الاستئجار.

ص:372


1- 1)قال الجوهری:«و أهبه الحرب:عدتها،و الجمع أهب»الصحاح(أهب)1:89.
2- 2) ذهب الیه الشیخ فی النهایة:289،و ابن البراج فی المهذب 1:298،و ابن إدریس فی السرائر: 156.
3- 3) التوبة:41. [1]
4- 4) عوالی اللآلی 4:58 حدیث 205 و [2]فیه:لا یترک.،و فی الهامش عن علی-علیه السلام-:«المیسور لا یسقط بالمعسور».
5- 5) صحیح مسلم 2:975 حدیث 412 و 4:1830 حدیث 130،سنن النسائی 5:110،سنن ابن ماجة 1:3 حدیث 2.
6- 6) التوبة:91. [3]
7- 7) المختلف:324.
8- 8) العبارة من(و قوله لا یسقط.جار فیه أیضا)لم ترد فی«ن».

و لو تجدد العذر الذی هو العمی،و الزمن،و المرض،و الفقر بعد الشروع فی القتال لم یسقط علی اشکال،فإن عجز سقط. و لو بذل للفقیر حاجته وجب.و لا یجب أن یؤجر نفسه بالکفایة. و یحرم القتال فی أشهر الحرم-و هی:ذو القعدة،و ذو الحجة، و المحرم،و رجب-إلاّ أن یبدأ العدو بالقتال أو لا یری لها حرمة،و یجوز فی الحرم.

قوله: (و لو تجدد العذر-الذی هو:العمی،و الزمن،و المرض، و الفقر-بعد الشروع فی القتال لم یسقط علی إشکال).

ینشأ من الأمر بالثبات حینئذ،و من عموم ترخیص المعذور.و الأصح السقوط إلا أن یلزم فی المسلمین انکسار و تخاذل فلا یسقط حینئذ.

قوله: (و لو عجز سقط).

أی:لو عجز عن القتال أصلا و رأسا مع العذر المذکور سقط قطعا، لامتناع التکلیف بغیر الوسع.

قوله: (و لو بذل للفقیر حاجته وجب).

إن قبل علی جهة البذل،أو کان علی وجه لازم کالنذر و شبهه،و إلا فیشکل الوجوب،لأنه واجب مشروط،فلا یجب تحصیل شرطه کالحج.

قوله: (و لا یجب أن یؤجر نفسه بالکفایة).

لو کان المستأجر الإمام وجب قطعا،و لیس ببعید الوجوب مع الاحتیاج إلیه،بحیث یلزم غلبة الکفار علی المسلمین بدونه،خصوصا إذا وطؤوا بلاد الإسلام (1).

ص:373


1- 1)هذه الفقرة(قوله.الإسلام)وردت متأخرة عن هذا الموضع فی نسخ جامع المقاصد،و [1]أثبتناها هنا اعتمادا علی نسخة القواعد.

و یحرم المقام فی بلاد الشرک علی من یضعف عن إظهار شعائر الإسلام،مع القدرة علی المهاجرة. و فی الرباط فضل کثیر،و هو الإقامة فی الثغر لتقویة المسلمین علی الکفار،و لا یشترط فیه الإمام،لأنه لا یشتمل قتالا،بل حفظا و اعلاما، قوله: (و یحرم المقام فی بلاد الشرک علی من یضعف عن إظهار شعائر الإسلام مع القدرة علی المهاجرة).

المقام بضم المیم:الإقامة،و الأصل فی ذلک قوله تعالی (إِنَّ الَّذِینَ تَوَفّاهُمُ الْمَلائِکَةُ) الآیة (1).

و قوله علیه السلام:«لا هجرة بعد الفتح» (2)إما أن یراد به:لا هجرة من مکة،لأنها بلد الإسلام حینئذ،أو لا هجرة ثوابها کثواب ما قبل الفتح.

و یعلم من العبارة أن من لا یضعف عن إظهار شعائر الإسلام،أو لا یقدر علی المهاجرة لا یجب علیه،و هل یجب الخروج من البلاد التی یعجز عن إظهار شعائر الإیمان؟ینقل عن شیخنا الشهید ذلک (3).و هو حسن،لکن الظاهر أنّ هذا إنما یکون حیث یکون الامام علیه السلام موجودا،و ترتفع التقیة بالکلیة،أما مع غیبته و بقاء التقیة فهذا الحکم غیر ظاهر،لأن جمیع البلاد لا تظهر فیها شعائر الإسلام،و لا یکون إنفاذها إلا بالمساترة و إن تفاوتت فی ذلک.

قوله: (و هو الإقامة بالثغر).

کل موضع یخاف منه یقال له:ثغر.

ص:374


1- 1)النساء:97. [1]
2- 2) مسند أحمد 1:226. [2]
3- 3) اللمعة الدمشقیة:86. [3]

و له طرفا قلة و هو ثلاثة أیام،و کثرة و هو أربعون یوما،فان زادفله ثواب المجاهدین.

و لو عجز عن المباشرة للرباط فربط فرسه لإعانة المرابطین،أو غلامه،أو أعانهم بشیء فله فیه فضل کثیر.

و لو نذر المرابطة وجب علیه الوفاء سواء کان الإمام ظاهرا أو مستورا،و کذا لو استؤجر. و أفضل الرباط الإقامة بأشد الثغور خطرا،و یکره نقل الأهل و الذریة إلیه. قوله: (و له طرفا قلة و هو ثلاثة أیام).

و قال ابن الجنید:یوم (1)،و الأصح الأول،للروایة (2).

قوله: (و لو نذر المرابطة وجب علیه الوفاء،سواء کان الامام ظاهرا أو مستورا).

هذا هو الأصح،لعموم الأمر بالوفاء بالنذر،و هی فعل مستحب مطلقا.

و قیل:إن کان الإمام مستورا،و لا یخاف الشنعة لو ترکها لا یجب علیه،و لو نذر للمرابطین شیئا و الحالة هذه یصرفه فی وجوه البر (3)،و الروایة (4)لا تنهض حجة علی ذلک،و الأصح وجوب الوفاء مطلقا.

قوله: (و کذا لو استؤجر).

أی:للمرابطة،و قیل:یجب ردّ العوض مع غیبة الإمام علی المالک،فإن لم یکن،فعلی الوارث،فإن لم یکن و فی بها (5)،و هو ضعیف.

قوله: (و یکره نقل الأهل و الذریة إلیه).

لما یخاف من استیلاء الکفار علیهم.

ص:375


1- 1)نقله عنه فی المختلف:325.
2- 2) التهذیب 6:125 حدیث 218.
3- 3) قاله الشیخ فی المبسوط 2:8-9، [1]النهایة:291،و [2]لکن القول مرتبط بالشق الثانی دون الأول.
4- 4) التهذیب 6:126 حدیث 221.
5- 5) قاله الشیخ فی المبسوط 2:9. [3]

المقصد الثانی:فیمن یجب قتاله

اشارة

المقصد الثانی:فیمن یجب قتاله:و هم ثلاثة:

الأول:الحربی

الأول:الحربی:و هو من عدا الیهود و النصاری و المجوس من سائر أصناف الکفار،سواء اعتقد معبودا غیر اللّه تعالی کالشمس و الوثن و النجوم،أو لم یعتقد کالدهری.و هؤلاء لا یقبل منهم إلا الإسلام،فإن امتنعوا قوتلوا الی أن یسلموا أو یقتلوا،و لا یقبل منهم بذل الجزیة.

الثانی:الذمی

الثانی:الذمی:و هو من کان من الیهود و النصاری و المجوس، إذا خرجوا من شرائط الذمة الآتیة،فإن التزموا بها لم یجز قتالهم.

الثالث:البغاة

الثالث:البغاة:و الواجب قتال هؤلاء الأصناف مع دعاء الإمام أو نائبه إلی النفور،اما لکفهم أو لنقلهم إلی الإسلام. و لو اقتضت المصلحة المهادنة جازت،لکن لا یتولاها غیر الإمام أو نائبه.

و لا فرق بین أن یکون الوثنی،و من فی معناه عربیا أو قوله: (إما لکفهم أو لنقلهم إلی الإسلام).

قیل:یمکن أن یکون لفا و نشرا غیر مرتب،علی أن یکون لکفهم للبغاة، و لنقلهم إلی الإسلام للقسمین الآخرین،لأن البغاة مسلمون،و إنما یطلب کفهم عن الخروج عن طاعة الامام.و فیه شیء،لأن البغاة عندنا کفار مرتدون.

فان قیل:فکیف قبل أمیر المؤمنین علیه السلام توبة من تاب من الخوارج، مع أن المرتد لا تقبل توبته عندنا؟قلنا:یمکن أن تکون الشبهة عذرا فی قبول التوبة قبل دفعها.

و الذی ینبغی:تعلق الحکمین بالأقسام الثلاثة،فإنه یطلب نقل کل منهم إلی الإسلام مع التمکن منه،و إلاّ فیطلب کفهم عن المسلمین.

قوله: (و لا فرق بین أن یکون الوثنی،و من فی معناه،عربیّا أو عجمیّا).

ص:376

عجمیا.

و شرائط الذمة

و شرائط الذمة:

أ:بذل الجزیة.

ب:التزام أحکام المسلمین. و هذان لا یتم عقد الذمة إلاّ بهما،فإن أخل بأحدهما بطل العقد، و فی معناه ترک قتال المسلمین. ج:ترک الزنی بالمسلمة.

د:ترک أصابتها باسم نکاح،و کذا الصبیان من المسلمین.

ه:ترک فتن مسلم عن دینه.

و:قطع الطریق علیه.

ز:إیواء جاسوس المشرکین.

ح:المعاونة علی المسلمین،بدلالة المشرکین علی عوراتهم أو مکاتبتهم.

قال بعض العامة:الوثنی العجمی کالذمی (1)،و قال بعضهم:تؤخذ الجزیة من جمیع الکفار إلا مشرک قریش (2).

قوله: (التزام أحکام المسلمین).

لأن الصّغار فی الآیة (3)مفسر بذلک علی الأصح.

قوله: (و فی معناه ترک قتال المسلمین).

أی:فی معنی التزام أحکام المسلمین من حیث أنه صغار،و یحتمل أن یکون المراد فی معنی العقد،إذ هو مقتضاه باعتبار أنه یقتضی الأمان،و هو ینافی القتال،و کذا ینافی معاونة المشرکین علی المسلمین.

ص:377


1- 1)المجموع 19:390-391.
2- 2) الوجیز 2:199،المجموع 19:390-391.
3- 3) التوبة:29.

و هذه الستة إن شرطت فی عقد الذمة انتقض العهد بمخالفة أحدها و الاّ فلا،نعم یحد أو یعزر بحسب الجنایة.

و لو أراد أحدهم فعل ذلک منع منه فان مانع بالقتال نقض عهده. ط:ما فیه غضاضة علی المسلمین،و هو ذکر ربهم،أو نبیهم علیه السلام بسب،و یجب به القتل علی فاعله و ینقض العهد،و لو ذکرهما بما دون السب،أو ذکر دینه،أو کتابه بما لا ینبغی نقض العهد إن شرط علیه الکف عنه،و إلاّ فلا و یعزر.

ی:إظهار منکر فی دار الإسلام و لا ضرر فیه علی المسلمین، قوله: (و هذه الستّة إن شرطت فی عقد الذمة انتقض العهد بمخالفة أحدها و إلاّ فلا).

لعموم قوله علیه السلام:«المؤمنون عند شروطهم» (1)،و لأن عقد الذمة یکفی فیه الأولان.

قوله: (فان مانع بالقتال نقض عهده).

یرید:و إن لم یشرط فی العقد.

قوله: (ما فیه غضاضة علی المسلمین،و هو ذکر ربهم.).

ظاهره أن الغضاضة بهذا القسم دون القسم الآخر،و لیس کذلک،و إنما وجب القتل بهذا القسم و إن لم یشرط،لأنه لو فعل ذلک مسلم أو غیره استحق به القتل.

قوله: (أو ذکر دینه أو کتابه).

أی:دین النبی صلی اللّه علیه و آله أو کتابه،و إنما اعتبر فی هذه التفصیل لما ذکر فی الأقسام الستة.

ص:378


1- 1)التهذیب 7:371 حدیث 1503،الاستبصار 3:232 حدیث 835.

کإدخال الخنازیر،و إظهار شرب الخمر فی دار الإسلام،و نکاح المحرمات،و روی أصحابنا أنه ینقض العهد. یا:إحداث البیع،و الکنائس،و إطالة البنیان،و ضرب الناقوس یجب الکف عنه،سواء شرط فی العقد أو لا،فإن خالفوا لم ینتقض العهد و ان شرط،لکن یعزر فاعله.و کل موضع حکم فیه بنقض العهد فإنه یستوفی أولا ما یوجبه الجرم،ثم یتخیر الإمام بین القتل، و الاسترقاق،و المن،و الفداء.

و ینبغی للإمام أن یشترط فی العقد التمیّز عن المسلمین بأمور قوله: (و روی أصحابنا أنه ینقض العهد) (1).

ظاهره أن الروایة واردة بنقضه العهد مطلقا،و الذی یظهر منها النقض مع الشرط،و کیف کان فالأصح النقض به معه لا بدونه.

قوله: (فإن خالفوا لم ینتقض العهد و إن شرط).

هذا قول الشیخ (2)،و المتجه النقض به مع الشرط،و اختاره المصنف فی التحریر (3)،لعموم:«المسلمون عند شروطهم» (4).

قوله: (ثم یتخیر الامام بین القتل و الاسترقاق.).

قیل:و بین الرّد إلی المأمن،و هو قول الشیخ (5)،و یضعف بانتفاء الشبهة.

فرع:لو فعل واحد من الکفار شیئا من ذلک جاهلا،فالذی ینبغی أن لا یترتب علیه نقض العهد للشبهة.

قوله: (و ینبغی للإمام ان یشترط فی العقد).

هذا علی طریق الاستحباب.

ص:379


1- 1)الفقیه 2:27 حدیث 97،التهذیب 6:158 حدیث 284.
2- 2) المبسوط 2:44. [1]
3- 3) تحریر الأحکام 1:150. [2]
4- 4) الکافی 5:404 حدیث 8،صحیح البخاری 3:120،سنن الترمذی 2:403 حدیث 1363.
5- 5) المبسوط 2:44.

أربعة:فی اللباس،و الشعر،و الرکوب،و الکنی.

أما الثوب،فیلبسون ما یخالف لونه لون غیره،و یشد الزنار فوق ثوبه إن کان نصرانیا،و یجعل لغیره خرقة فی عمامته،أو یختم فی رقبته خاتم رصاص أو حدید أو جلجل،و لا یمنعون من فاخر الثیاب،و لا العمائم.

و أما الشعور،فإنهم یحذفون مقادیم شعورهم،و لا یفرقون شعورهم.

و أما الرکوب،فیمنعون من رکوب الخیل خاصة،و لا یرکبون السروج،و یرکبون عرضا رجلاهم الی جانب واحد و یمنعون تقلید السیوف، و لبس السلاح و اتخاذه.

و أما الکنی،فلا یکنوا بکنی المسلمین. قوله: (و یجعل لغیره خرقة فی عمامته).

و لتکن صفراء إذا کان یهودیا،و زرقاء إذا کان نصرانیا،و یتخیر فی المجوس بین السواد و الزرقة،کذا فی حواشی الشهید.

قوله: (أو یختم فی رقبته خاتم رصاص أو حدید).

أی:یجعل علامة له الخاتم فی عنقه من أحد هذین،و یمکن أن یکون المراد:ربط الخاتم منهما فی العنق بشیء،أو یکون ذلک کنایة عن الطوق للعنق.

قوله: (و یمنعون تقلید السیوف).

أی:لبسها،لأنها فی الأصل کانت تقلید حمائلها فی العنق.

قوله: (و أما الکنی فلا یکنّوا بکنی المسلمین).

کأبی القاسم،و أبی عبد اللّه،و لا یمنعون من الکنی مطلقا،لأن النبی صلی اللّه علیه و آله قال للاسقف:«أسلم أبا الحارث» (1).

ص:380


1- 1)نقله ابن قدامة فی المغنی 10:610. [1]

المقصد الثالث:فی کیفیة القتال

اشارة

المقصد الثالث:فی کیفیة القتال،و النظر فی تصرف الإمام فیهم بالقتال،و الاسترقاق،و الاغتنام:و فیه فصول:

الأول:فی القتال

اشارة

الأول:فی القتال:

و ینبغی أن یبدأ بقتال الأقرب،ثم القریب،ثم البعید،ثم الأبعد.فإن کان الأبعد أشد خطرا قدم،و کذا لو کان الأقرب مهادنا. و مع ضعف المسلمین عن المقاومة یجب الصبر،فإذا حصلت الکثرة المقاومة وجب النفور.

و إنما یجوز القتال بعد دعاء الإمام،أو من یأمره إلی محاسن الإسلام،إلاّ فیمن عرف الدعوة.

و إذا التقی الصفان لم یجز الفرار إذا کان المشرکون ضعف المسلمین أو أقل،إلاّ المتحرف لقتال کطالب السعة،و استدبار الشمس، و موارد المیاه،و تسویة لامة الحرب،و نزع شیء أو لبسه، قوله: (و ینبغی أن یبدأ بقتال الأقرب ثم القریب).

لقوله تعالی (قاتِلُوا الَّذِینَ یَلُونَکُمْ مِنَ الْکُفّارِ) (1)و هو للوجوب فیکون قوله:(ینبغی)مرادا به الوجوب.

قوله: (و کذا لو کان الأقرب مهادنا).

أی:لا ضرر فیه.

قوله: (إلی محاسن الإسلام).

هی الشهادة،و التزام أحکام الإسلام.

قوله: (و تسویة لامة الحرب).

هی بالهمزة:الدرع.

ص:381


1- 1)التوبة:123. [1]

أو متحیّزا الی فئة یستنجد بها فی القتال،بشرط صلاحیتها للاستنجاد علی اشکال،قلیلة کانت أو کثیرة،قریبة أو بعیدة علی اشکال. فان بدا له عن القتال مع الفئة البعیدة فالوجه الجواز مع عدم التعیین. قوله: (أو متحیّزا إلی فئة یستنجد بها فی القتال).

و لو کان مراده أن ینجدها فعموم الآیة (1)یتناوله،و الذی فی کلام الأصحاب هو الاستنجاد.

قوله: (بشرط صلاحیتها للاستنجاد علی إشکال).

المتبادر من اشتراط الصلاحیة للاستنجاد أن لا یکونوا مرضی،و لا زمنی و نحو ذلک،فان کان هذا هو المراد ضعف الإشکال،لأن من کان بهذه الحالة لا یعدّ فئة بحسب العادة،و هو کسائر ما لا غناء عنده،فجواز التحیّز إلیه حینئذ بعید جدّا.

و یمکن أن یراد بالصلاحیة:کونهم بحیث یرجح حصول الظفر بهم عادة، إلا أنه یبعد اشتراط ذلک أیضا،فإن مطلق المدد کاف فی جواز الاستنجاد.

و الظاهر أنه یجوز الاستنجاد بکل من یرجی منه دفاع و مدد مطلقا،لإطلاق الآیة، و لا یتقید الحکم بغیر ذلک،أما من لا یعدّ فئة بحسب العادة کالزمنی فلا یجوز التحیز إلیه.

قوله: (قریبة أو بعیدة علی إشکال).

إن بعدت عنه بحیث یخرج بالتحیز إلیها عن کونه مقاتلا لم یجز،و إلاّ جاز لإطلاق الآیة.

قوله: (فإن بدا له عن القتال مع الفئة البعیدة فالوجه الجواز مع عدم التعیین.).

أی:إذا أراد ترک القتال بعد الخروج إلی الفئة،و الانفصال عن الجیش

ص:382


1- 1)الأنفال:16.

و لا یشارک فیما غنم بعد مفارقته،و یشارک فی السابق،و کذا یشارک مع القریبة لعدم فوات الاستنجاد به.

و لو زاد الضعف علی المسلمین جاز الهرب.

و فی جواز انهزام مائة بطل عن مائتی ضعیف و واحد نظر،ینشأ:

من صورة العدد،و المعنی.و الأقرب المنع إذ العدد معتبر مع تقارب الذی کان فیه إلی آخره.و الأصح عدم الجواز،لانحصار الجواز فی التحرف و التحیز لا فی ترک القتال،و لوجوب التحیز إلیها،باعتبار کونه أحد الأمرین الواجبین:من القتال مع الجیش،و التحیز إلی الفئة،و الأصل بقاء الوجوب.

قوله: (و لا یشارک فیما غنم بعد مفارقته).

هذا إذا کانت الفئة التی تحیّز إلیها بعیدة،بدلیل قوله:(و کذا یشارک مع القریبة)،و به صرح فی التذکرة (1).و فی حاشیة الشهید:أن الفئة إن کانت من العسکر یشارک،و إلا لم یجز التحیز إلیها.و قد عرفت فیما تقدم أن البعد إن خرج به عن کونه مقاتلا منع التحیز،و إلا فلا،فیبنی علیه ما هنا،و یکون حینئذ مشارکا إذا جاز التحیّز مطلقا،لأن جواز التحیز إلیها منوط بصلاحیتها للاستنجاد، و منی خرجت بکثرة البعد عن الصلاحیة لم یجز التحیز،و مع بقاء الصلاحیة هی کسریة الجیش.

قوله: (و فی جواز انهزام مائة بطل عن مائتی ضعیف و واحد نظر، ینشأ من صورة العدد و المعنی).

لا نظر إلی المعنی مع وجود الدلائل الدالة علی اعتبار العدد من غیر تقیید، و الأصح جواز الانهزام حینئذ،فیکون قوله:(و الأقرب المنع)خلاف المفتی به، و قوله:([إذ] (2)العدد معتبر مع تقارب الأوصاف)،دعوی تقیید إطلاق النصوص بغیر حجة معتبرة.

ص:383


1- 1)التذکرة 1:411. [1]
2- 2) فی نسخ جامع المقاصد(إن)،و ما أثبتناه من نسخة القواعد،و هو الصحیح.

الأوصاف،فیجوز هرب مائة ضعیف من المسلمین من مائة بطل مع ظن العجز علی رأی.و کذا لو زاد الکفار عن الضعف و ظن السلامة استحب الثبات.

و لو ظن العطب وجب الانصراف،و لو انفرد اثنان بواحد من المسلمین لم یجب الثبات. و تجب مواراة الشهید دون الحربی،فإن اشتبها فلیوار من کان کمیش الذکر. و یجوز المحاربة بکل ما یرجی فیه الفتح،کنصب المناجیق و إن کان فیهم نسوة و صبیان،و هدم الحصون و البیوت،و الحصار،و منع قوله: (فیجوز هرب مائة ضعیف من المسلمین من مائة بطل مع ظن العجز علی رأی).

أی:إذا کان اعتبار العدد إنما هو مع تقارب الأوصاف یبنی علیه جواز ما ذکر،و قد عرفت أن اعتبار ذلک منظور فیه،و لکن یجوز الهرب هاهنا بدلیل آخر و هو:قوله تعالی (وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَی التَّهْلُکَةِ) (1)فیکون ما ذکره من التفریع غیر واضح.

قوله: (و لو انفرد اثنان بواحد من المسلمین لم یجب الثبات علی رأی).

الوجوب قوی،للروایة (2).

قوله: (و تجب مواراة الشهید دون الحربی).

بل الکافر مطلقا و لو کان ذمیا،و کذا المؤلفة.

قوله: (فإن اشتبها فلیوار من کان کمیش الذکر).

أی:صغیره،و هذا هو الأصح،فیجوز النظر إلی العورة حینئذ.

ص:384


1- 1)البقرة 2:195. [1]
2- 2) الکافی 5:34 حدیث 1، [2]التهذیب 7:174 حدیث 342.

السابلة من الدخول و الخروج.

و یکره بإرسال الماء،و إضرام النار،و قطع الأشجار إلاّ مع الضرورة،و إلقاء السم علی رأی.

تتمة

تتمة:لا یجوز قتل المجانین،و لا الصبیان،و لا النساء منهم و إن أعنّ إلاّ مع الحاجة،و لا الشیخ الفانی و لا الخنثی المشکل.

و یقتل الراهب و الکبیر إن کان ذا رأی أو قتال. و لو تترسوا بالنساء،أو الصبیان،أو آحاد المسلمین جاز رمی الترس فی حال القتال،و لو کانوا یدفعون عن أنفسهم و احتمل الحال ترکهم فالأقرب جواز رمی الترس غیر المسلم. قوله: (و إلقاء السم علی رأی).

یحرم إن أمکن الفتح بدونه.

قوله: (إلا مع الحاجة).

لو أخر الاستثناء عن الشیخ و الخنثی لکان أحسن.

قوله: (و الکبیر إن کان ذا رأی أو قتال).

هذا بمنزلة التقیید[لقوله] (1):(و لا الشیخ الفانی)لأن کونه فانیا لا یخرجه عن کونه ذا رأی.

قوله: (و لو کانوا یدفعون عن أنفسهم).

أی:الکفار،بأن یکون المسلمون قد قصدوهم،بخلاف ما لو قصد الکفار المسلمین بالحرب.

قوله: (و احتمل الحال ترکهم).

إن لم یکن علی المسلمین ضرر بالترک.

قوله: (فالأقرب جواز رمی الترس غیر المسلم).

هذا هو الأصح،و وجه القرب:أن أولاد الکفار و نساءهم و إن منع من

ص:385


1- 1)لم ترد فی نسخ جامع المقاصد و وردت فی النسخة الحجریة،و أثبتناها لاقتضاء السیاق.

و لو أمکن التحرز عن الترس المسلم فقصده الغازی وجب القود و الکفارة،و لو لم یمکن التحرز فلا قود،و لا دیة و تجب الکفارة. و یکره التبیت،و القتال قبل الزوال لغیر حاجة،و تعرقب الدابة و إن وقفت به، قتلهم إلا أنهم یذهبون هدرا،و لیس لدمهم حرمة،فیجوز عند الحاجة دفعهم، و لأنهم ربما اتخذوا ذلک عادة،فیمتنع الوصول إلیهم،و لفعل النبی صلی اللّه علیه و آله بالطائف،حیث رماهم بالمنجنیق و فیهم الأطفال و النساء (1)،أما المسلم فیجب الاحتیاط فی دمه.

قوله: (وجب القود و الکفارة).

هی:کفارة الجمع،لأنه قتل عمدا عدوانا.

قوله: (و لو لم یمکن التحرز فلا قود و لا دیة و تجب الکفارة).

هی کفارة واحدة،لظاهر قوله تعالی (فَإِنْ کانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَکُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) (2)و کما أنها دلیل علی ذلک فهی دلیل علی عدم وجوب القود و الدیة.

قوله: (و تعرقب الدابة و إن وقفت به).

أی:یکره للمسلم أن یعرقب دابته،بدلیل قوله:(و إن وقفت به)و مرجع الضمیر مدلول علیه بالمصدر و هو تعرقب،و لا یحرم ذلک،أما الکراهیة فلثبوت النهی عن ذلک (3)،و أما عدم التحریم فلأن«الناس مسلطون علی أموالهم» (4).

فإن قیل:یحرم تعذیب الدابة،و عدم إطعامها و سقیها و تحمیلها فوق الطاقة،فکیف جازت العرقبة؟

ص:386


1- 1)المغازی للواقدی 3:927.
2- 2) النساء:92. [1]
3- 3) الکافی 5:49 حدیث 8.
4- 4) عوالی اللآلی 2:138 حدیث 383.

و نقل رؤوس الکفار إلاّ مع نکایة الکفار به،و المبارزة من دون إذن الإمام علی رأی،و یحرم لو منع،و تجب لو الزم.

و لو طلبها مشرک استحب الخروج الیه للقوی الواثق من نفسه بالنهوض،و یحرم علی الضعیف علی اشکال،فإن شرط الانفراد لم تجز المعاونة إلاّ إذا فر المسلم و طلبه الحربی فیجوز دفعه.

قلنا:حال الحرب مخالف لغیره،و إتلاف الدابة و إضعافها أمر مطلوب، لأن إبقاءها بحالها ربما أدّی إلی استعانة الکفار بها،و قد فعل ذلک جعفر بن أبی طالب علیه السلام فی مؤتة (1)،حیث علم أنه مقتول.و أما دابة الکفار فیجوز أن تعرقب،لأنه یفضی إلی أضعافهم.و یجوز إتلاف الدابة بالذکاة علی کل حال قطعا.

قوله: (إلا مع نکایة الکفار به).

أی:إذ لا لهم.

قوله: (و المبارزة من دون إذن الإمام علی رأی).

هذا أصح،للأخبار الدالة علی الجواز (2)،لکن یحرم طلبها،لما ورد من النهی عنه(و أنه بغی) (3)(4).

قوله: (و تحرم لو منع،و تجب لو الزم،و لو طلبها مشرک استحب الخروج إلیه للقوی الواثق من نفسه بالنهوض).

لکن بإذن الإمام،فیستحب له أن یستأذنه،و یستحب للإمام أن یأذن له،فتجیء فیها الأحکام الأربعة.

قوله: (و تحرم علی الضعیف علی إشکال).

الترک أولی،فإن قیل:هل الإشکال مع الإذن أم بدونه؟و الأول

ص:387


1- 1)الکافی 5:49 حدیث 9. [1]
2- 2) التهذیب 6:169 حدیث 323.
3- 3) الکافی 5:34 حدیث 2،التهذیب 6:169 حدیث 324.
4- 4) ما بین القوسین لم یرد فی«س»و«ن»و ورد فی«ه».

و لو لم یطلبه فالأقوی المنع من محاربته،فان استنجد أصحابه نقض أمانه،فان تبرعوا بالإعانة فمنعهم فهو علی عهدة الشرط،و إن لم یمنعهم جاز قتاله معهم.

و لو لم یشرط الانفراد جاز إعانة المسلم.

و تجوز الخدعة فی الحرب للمبارز،و غیره.و یحرم الغدر بالکفار، و الغلول منهم،و التمثیل بهم.

و لا ینبغی أن یخرج الإمام معه المخذّل،کمن یزهد فی مشکل،لأنه مع الاذن کیف یحرم أو یکره؟و هل یأذن الإمام فی الحرام؟! قلنا:یحتمل أن یأذن علیه السلام و لا یعلم حال المستأذن،فیکون التحریم أو الکراهة علی المستأذن باعتبار ما یعلم من نفسه،أو یقال:الحکم فی ذلک بدون الاذن،فیکون الحال متردّدا بین التحریم و الکراهة،بناء علی أن المبارزة بدون الإذن مکروهة.

قوله: (و لو لم یطلبه فالأقوی المنع من محاربته).

الأقوی أقوی،وفاء بالشرط.

قوله: (و تجوز الخدعة فی الحرب).

نص فی القاموس أن المروی من«أن الحرب خدعة» (1):مثلث الخاء المعجمة و کهمزة (2).

قوله: (و یحرم الغدر بالکفار).

أی:بعد الأمان.

قوله: (و الغلول منهم).

أی:السرقة من أموالهم للحدیث.

قوله: (و لا ینبغی أن یخرج الامام معه المخذّل.).

المراد:لا یجوز ذلک بدلیل قوله:(و لا من یعین علی المسلمین.) و وجهه أن فی ذلک ضررا للمسلمین.

ص:388


1- 1)الفقیه 4:272 حدیث 828،التهذیب 6:162،حدیث 298،299.
2- 2) القاموس(خدع)3:16.

الخروج،و یعتذر بالحر و شبهه،و لا المرجف،و هو:من یقول:هلکت سریة المسلمین،و لا من یعین علی المسلمین بالتجسیس و اطلاع الکفار علی عورات المسلمین،و لا من یوقع العداوة بین المسلمین،و لا یسهم له لو خرج.

و تجوز له الاستعانة بأهل الذمة،و المشرک الذی تؤمن غائلته، و العبد المأذون له فیه،و المراهق.

و یجوز استئجار المسلم للجهاد من الإمام و غیره،و أن یبذل الإمام من بیت المال ما یستعین به المحارب.

و لو أخرجه الإمام قهرا لم یستحق اجرة،و إن لم یتعین علیه لتعینه بإلزامه و إن کان عبدا أو ذمیا.

و لو عیّن شخصا لدفن المیت و غسله فلا اجرة له،و إن کان للمیت ترکة،أو فی بیت المال اتساع.

قوله: (و المشرک الذی تؤمن غائلته).

أی:یؤمن غدرة،و لو لم یؤمن لم یجز إخراجه.

قوله: (لم یستحق أجرة و إن لم یتعین علیه).

أی:بسبب آخر غیر الإلزام.

قوله: (و لو عین شخصا لدفن المیت و غسله فلا اجرة له).

و کذا لو لم یعینه،نعم لو أرید به تعیینه للأفعال المندوبة فإنه یظهر فائدة التعیین فی سقوط الأجرة.

ص:389

و لو استأجر للجهاد فخلی سبیله قبل المواقفة استحق اجرة الذهاب. و لو وقفوا من غیر قتال ففی استحقاق کمال الأجرة نظر،ینشأ من مساواة الوقوف للجهاد و لهذا یسهم له.

و یکره للغازی أن یتولی قتل أبیه الکافر،و لا یجوز له قتل صبیان الکفار،و لا نسائهم مع عدم الحاجة.

الفصل الثانی:فی الاسترقاق

الفصل الثانی:فی الاسترقاق:

الأساری إن کانوا إناثا أو أطفالا ملکوا بالسبی و إن کانت الحرب قائمة.

و الذکور البالغون إن أخذوا حال المقاتلة حرم إبقاؤهم ما لم قوله: (و لو استأجر للجهاد فخلی سبیله قبل المواقفة استحق اجرة الذهاب).

و لو ذهب بغیر إذنه،کما لو هرب،فکما لو فعل الأجیر بعض ما استؤجر علیه.

قوله: (و لو وقفوا من غیر قتال ففی استحقاق کمال الأجرة نظر.).

إن تحقق صحة الاستئجار علی الجهاد لم یثبت له من الأجرة إلا بنسبة ما فعل،و إن لم نجوّز ذلک،و جعلنا الإجارة إنما هی فی مقابل المواقفة-کما نقله الشارح قولا- (1)،لزمه تمامها.و القول بأن استحقاق تمام الأجرة مستند إلی صدق اسم الجهاد بذلک،لاستحقاق السهم بالمواقفة،بعید،و المسألة موضع تردّد.

قوله: (و الذکور البالغون إن أخذوا حال المقاتلة حرم إبقاؤهم ما لم یسلموا).

ص:390


1- 1)إیضاح الفوائد 1:360.

یسلموا،.

فإن أسلموا فظاهر عبارة التذکرة (1)و المنتهی (2)و التحریر (3)تشعر بالتوقف فی الحکم،و الشیخ رحمه اللّه حکم بکون الامام علیه السلام مخیرا بین المنّ و الفداء و الاسترقاق (4)،و لم یصرح المصنف هنا بتوقف و لا ضدّه.

و فی الحواشی المنسوبة إلی شیخنا الشهید علی التحریر:إنّ توقف المصنف یحتمل شیئین:

الأول:منع هذه الأحکام إلاّ المنّ لأنه لم یکن له استرقاق و لا فداء فی حال الکفر ففی حال الإسلام أولی،و هو قوی متین لو لا ما سیأتی من الروایة.

الثانی:تعین استرقاقه و تحتمه-کما هو قول بعض العامة- (5)لأن المن مضیع للمالیة الثابتة بالاستیلاء،و الفداء لم یثبت قبل الإسلام،فکذا بعده استصحابا لما کان،لکن روی الشیخ بإسناده عن الزهری،عن علی بن الحسین علیهما السلام قال:«الأسیر إذا أسلم فقد حقن دمه و صار فیئا» (6)،و هی مشعرة بأن المراد:من أخذ و الحرب قائمة،لأن الآخر محقون الدم علی الأصح.

و لا دلالة فیه ظاهرة،لأنه من أخذ بعد الحرب لا یعد محقون الدم،و لهذا لو أسر مرة أخری فی الحرب قتل،فلا دلالة فیها،لإمکان تنزیلها علی من أخذ بعد الحرب،و مع ذلک فهی دالة علی الاسترقاق حتما،و لا قائل به من الأصحاب إلا ما یحتمله توقف المصنف.

و کذا روی الشیخ مفاداة النبی صلی اللّه علیه و آله الذی أسره أصحابه (7)،و لا دلالة فیها أیضا،لأنها واقعة عین لا عموم لها،و لا نعلم حال

ص:391


1- 1)التذکرة 1:424.
2- 2) المنتهی 2:928. [1]
3- 3) تحریر الأحکام 1:140. [2]
4- 4) المبسوط 2:20. [3]
5- 5) المجموع 19:313.
6- 6) الکافی 5:35 حدیث 1، [4]التهذیب 6:153 حدیث 267.
7- 7) المبسوط 2:20.

و یتخیر الإمام بین ضرب رقابهم،و قطع أیدیهم و أرجلهم من خلاف و یترکهم حتی ینزفوا و یموتوا. و إن أخذوا بعد انقضاء الحرب حرم قتلهم.

و یتخیر الإمام بین المن،و الفداء،و الاسترقاق.و مال الفداء و رقابهم مع الاسترقاق کالغنیمة.

ذلک الأسیر کیف کان،و التمسک بالاستصحاب قوی.

قوله: (و یتخیر الامام بین ضرب رقابهم.).

هذا التخییر فی صنف القتلة،و هل هذا تخییر مصلحة و اجتهاد،أم تخییر شهوة؟لم أجد به تصریحا،و الظاهر أنه تخییر شهوة.

قوله: (و ترکهم حتی ینزفوا و یموتوا).

ینزفوا بضم الیاء،و فتح الزاء،و فیه قوله:(و یموتوا)تنبیه علی أنه لا بد من موتهم،و إلا لم یتحقق الامتثال،فلو لم یموتوا بذلک فلا بد من الإجهاز علیهم.

قوله: (و یتخیر الامام بین المنّ و الفداء و الاسترقاق).

هنا أحکام:

أ:هذا التخییر اجتهاد فی المصلحة لا تخییر شهوة،کما صرح به المصنف فی التذکرة (1)و المنتهی (2)،لأنه ولیّ المسلمین و وکیلهم،فلا بد من تحرّی المصلحة لهم.

ب:لا فرق بین الکتابی و غیره علی الأصح للعموم،و فرّق الشیخ،فلم یثبت ذلک فی غیر الکتابی،بل جوز المنّ و المفاداة و منع من الاسترقاق،لأنه لا یقرّ علی دینه (3)،و هو ضعیف.

ص:392


1- 1)التذکرة 1:424. [1]
2- 2) المنتهی 2:928. [2]
3- 3) المبسوط 2:20. [3]

و لا یسقط هذا التخییر بإسلامهم بعد الأسر.

و یجوز استرقاق امرأة کل کافر أسلم قبل الظفر به،و لا یمنع من ذلک کونها حاملا بولد مسلم،سواء وطأها المسلم أو أسلم زوجها لکن لا یسترق الولد.

و ینفسخ النکاح بأسر الزوجة مطلقا و إن کانت کبیرة،و بأسر الزوج الصغیر مطلقا،و بأسر الزوجیین و إن کانا کبیرین،و باسترقاق الزوج الکبیر،لا بأسره خاصة. ج:لا یثبت القتل فی هذا القسم،و أثبته بعض الأصحاب (1)،و هو ضعیف.

قوله: (سواء وطأها المسلم،أو أسلم زوجها).

وطء المسلم لها إما بشبهة مطلقا،أو بملک الیمین،أو بالعقد إذا کانت کتابیة و هو ظاهر.

قوله: (و ینفسخ النکاح بأسر الزوجة مطلقا).

و فی التذکرة (2)و المنتهی (3):أنه إذا أسر الزوجین معا واحد،و تملکهما -بحیث صارا رقا له-یبقی النکاح،لکنه یتخیر فی الفسخ.و هو ممکن،و العموم یقتضی عدم الفرق،و ینتقض بالمملوکین کما سیأتی.

و یجاب بأن الحکم فی المملوکین لا یعرف فیه مخالف بخلاف ما هنا.

قوله: (و بأسر الزوج الصغیر مطلقا).

لأنه کالزوجة یملک بالأسر.

قوله: (و باسترقاق الزوج الکبیر لا بأسره خاصة).

لأنه لا یصیر رقا بمجرد الأسر.

ص:393


1- 1)منهم:ابن البراج فی المهذب 1:316.
2- 2) التذکرة 1:426. [1]
3- 3) المنتهی 2:929. [2]

و لو کانا مملوکین تخیّر الغانم. و لو صولح أهل المسبیة علی إطلاقها بإطلاق أسیر مسلم فی یدهم فأطلقوه لم تجب إعادة المرأة. و لو أطلقت بعوض جاز،ما لم یکن قد استولدها مسلم.

و یجوز سبی منکوحة الذمی فینفسخ النکاح،و معتقه،و معتق المسلم. و لا تنقطع اجارة المسلم فی العبد المسبی،و لا الدار المغنومة. و لا یسقط الدین للمسلم و الذمی عن الحربی بالسبی و الاسترقاق،إلاّ أن یکون الدین للسابی فیسقط،کما لو اشتری عبدا له علیه دین، قوله: (و لو کانا مملوکین تخیر الغانم).

لأنه لم یحدث رقا یقتضی الانفساخ.و فیه نظر،إذ لا نسلم أن المقتضی للانفساخ إنما هو حدوث الرق،و حدیث أوطاس عام،إلا أن یثبت خروج الرقیقین بالإجماع.

قوله: (و لو صولح أهل المسبیة-إلی قوله:-لم تجب إعادة المرأة).

وجهه أن الحر لا عوض له شرعا.

قوله: (و معتق المسلم).

إما مطلقا علی القول به،أو بالنذر علی الوجه الذی یتصور.

قوله: (و لا تنقطع إجارة المسلم فی العبد المسبی و الدار المغنومة).

قد یفهم من هذا و ما بعده أن الذمی تنقطع إجارته،و لیس بواضح.

قوله: (إلا أن یکون الدین للسابی فیسقط کما لو اشتری عبدا له علیه دین).

هذا تمثیل لا حمل و قیاس،و مستند ذلک الإجماع،و أنّ ذمة العبد مملوکة حینئذ،فلا یعقل استحقاق شیء فیها.

ص:394

و یقضی الدین من ماله المغنوم إن سبق الاغتنام الرق علی اشکال. و قدم حق الدین علی الغنیمة و إن زال ملکه بالرق،کما یقضی دین المرتد.

قوله: (و یقضی الدین من ماله المغنوم إن سبق الاغتنام الرق علی إشکال).

یجب أن یقرأ الاغتنام بالنصب علی أنه مفعول به مقدم،و الرق فاعل مؤخر فیکون مرفوعا.و منشأ الاشکال:من أن المال یخرج بالاسترقاق عن الملک، و محل الدین الذمة لا المال،فینقطع تعلق الدین بالمال بالاسترقاق،و من أن حق المال أن یقضی منه الدین وجوبا عند المطالبة،و من ثمّ یأخذه الحاکم قهرا إذا امتنع من الأداء،و الامتناع من أخذه بخصوصه إذا أراد الأداء ارتفاقا بحاله،من حیث أنه مخیر فی جهات الأداء و ذلک لا ینفی التعلق،و الأصل بقاء هذا التعلق بعد الاسترقاق استصحابا لما کان،فلا یزول بمجرد ذلک،و هذا التعلق سابق علی حق الاغتنام فیجب تقدیمه،و هو الأصح.

قوله: (و قدّم حق الدین علی الغنیمة و إن زال ملکه بالرق.).

جواب عن سؤال مقدر تقدیره:إن الاسترقاق مزیل للملک،فکیف یقضی الدین منه،بخلاف الموت،فإنه لا یزیله بالکلیة،فإن جمعا من الفقهاء یقولون بأن المیت یملک بعد الموت،حیث یقولون:بأن الترکة علی حکم مال المیت.

و جوابه:أن زوال الملک لا یقتضی زوال جمیع آثاره کما فی المرتد عن فطرة،فإن ماله یخرج حکما عن ملکه،و مع ذلک تقضی دیونه منه،و فی هذا الکلام نظر من وجهین:

الأول بأن الإشکال یقتضی تعادل الطرفین،کما هو المتفاهم،و جواب أحد الوجهین یقتضی ترجیح الآخر،و قد تضمنت العبارة الأمرین،و مقتضاهما التنافی.

ص:395

و لو استرق بعد الاغتنام تبع بالدین بعد العتق،و قدم حق الغنیمة فی ماله.

و لو اقترنا فأقوی الاحتمالین تقدیم حق الغنیمة المتعلق بالعین، و لو کان الدین لحربی فاسترق المدیون فالأقرب الثانی:أن ثبوت الحکم المذکور فی المرتد إن کان محل وفاق فلا یلزم من ثبوت الحکم فیه ثبوته هاهنا،و إن کان محل خلاف احتیج إلی دلیل من خارج یرجح أحد الحکمین علی الآخر،و بمجرد ذلک لا یندفع الوجه الأول هاهنا،إلا أن یقال:العبارة تشعر بالفتوی بالمذکور فیها،و لا ینافیه وجود تردد ما،فیکون الإشکال تعبیرا عن ذلک التردد،و ذکر المرتد علی سبیل التمثیل و الإیضاح، لا علی سبیل الحمل و القیاس (1).

قوله: (و لو استرق بعد الاغتنام تبع بالدین بعد العتق و قدم حق الغنیمة).

لأن ذمته حینئذ بحالها،و هی محل الدین،و له صلاحیة الأداء بوجه آخر، فان له أن یخرج المال عنه بجمیع أسباب النقل،و لغیره انتزاعه بدین سابق باذن الحاکم حیث یمکن،و بدونه حیث یتعذر،و لیس لصاحب الدین بعد وقوع ذلک منازعة.و ذهب الشارح إلی وجوب القضاء من المال هنا،و ظاهره أن هذه المسألة محل تردّد (2)،و هو بعید،و مختار المصنف هنا هو الأصح.

قوله: (و لو اقترنا فأقوی الاحتمالین تقدیم حق الغنیمة المتعلق بالعین).

و الأصح تقدیم الدین لسبق تعلقه بالعین کما بیناه،و لا یضرّ کون محله الذمة،لأن ذلک لا یقتضی نفی التعلق.

قوله: (و لو کان الدین لحربی فاسترق المدیون فالأقرب سقوطه).

ص:396


1- 1)العبارة من(قوله:و قدم.إلی نهایة الصفحة)لم ترد فی«ن»،و وردت فی«س»و«ه».
2- 2) إیضاح الفوائد 1:362.

سقوطه. و لو أسلما أو أسلم المالک فهو باق،إلاّ أن یکون خمرا.

هذا إذا کان الدین قرضا أو ثمنا و شبهه،أما لو کان إتلافا أو غصبا فالأقرب السقوط بإسلام المدیون. هذا قسیم ما إذا کان الدین لمسلم أو ذمی،و وجهه أن الدین فی ذمة المسترق،و ذمته تحت سلطنة المسلم و قهره،و ما فیها تحت السلطنة تبعا،و الحربی و ماله یملکان للمسلم بالقهر،لأنهما فیء،و قد یناقش فی تحقق القهر المقتضی للتملک،و لا شبهة فی ثبوته فی الدین تبعا لا مباشرة،لعدم تعین الدین و وجوده و کونه محقّقا.

قوله: (و لو أسلما).

أی:المالک و المدیون.

(أو أسلم المالک خاصة،فهو باق).

أی:الدین باق بحاله،لأنه مال لمسلم،إلا أن یکون ما لا یملکه المسلم کالخمر،و اکتفی به لظهور الأمر فی أن الخنزیر کذلک.

قوله: (أو ثمنا و شبهه).

کالصداق و عوض الإجارة.

قوله: (أما لو کان إتلافا أو غصبا فالأقرب السقوط بإسلام المدیون).

وجه القرب:أن الحربی فیء للمسلم،فإذا قهره أو أتلف علیه شیئا لم یثبت له علیه شیء.و ینبغی أن یقال:إن التقیید بإسلام المدیون ضائع،لأن الحربی إذا قهر حربیا ملکه،و جاز شراؤه منه،کما سیأتی،فإذا قهره علی ماله ملکه أیضا،و إتلافه نوع من القهر،و حینئذ فلا یثبت فی ذمته شیء إن أسلم و إن لم یسلم،فلا حاجة إلی هذا القید.

ص:397

و لو سبیت امرأة و ولدها الصغیر کره التفریق بینهما. و لو عجز الأسیر عن المشی لم یجب قتله،للجهل بحکم الإمام فیه،فان قتله مسلم فهدر.و یجب إطعامه و سقیه و إن أرید قتله بعد لحظة،و یکره قتله صبرا. و حکم الطفل المسبی تابع لحکم أبویه،فإن أسلم أحدهما تبعه، و لو سبی منفردا ففی تبعیته للسابی فی الإسلام اشکال،أقربه ذلک قوله: (کره التفریق بینهما).

الحق التحریم،و فی تعیین مدته خلاف،فقیل:إلی سبع سنین (1)،و قیل:

إلی مدة الرضاع (2)،و قیل:إلی البلوغ (3)،و هل یتعدی الحکم لی الجدة و الأب؟ فیه نظر.

قوله: (و لو عجز الأسیر عن المشی لم یجب قتله للجهل بحکم الامام فیه).

ینبغی أن یراد بنفی الوجوب:نفی الجواز،فیراد بالأعم الأخص.و المراد بالأسیر هنا:هو المأخوذ و الحرب قائمة،لا بعد انقضائها،و إن کان کل منهما لا یعلم حکم الامام فیه،لأن الأول مخیر فیه بین أنواع القتل،و أما الثانی فإنما یتخیر فیه بین الأمور التی لیس القتل واحدا منها علی الأصح.

قوله: (فان قتله مسلم فهدر).

و کذا لو قتله کافر.

قوله: (و یکره قتله صبرا).

القتل صبرا هو الحبس لیقتل،و قیل غیر ذلک.

قوله: (ففی تبعیته للسابی فی الإسلام إشکال،أقربه ذلک فی

ص:398


1- 1)قاله أحمد و الشافعی و سعید بن عبد العزیز و أصحاب الرأی،انظر:المغنی لابن قدامة 1:460.
2- 2) ذهب الیه لیث و الأوزاعی کما فی المغنی لابن قدامة 1:460.
3- 3) ذهب إلیه الشافعی فی أحد قولیه،انظر:المغنی 1:460.

فی الطهارة،لأصالتها السالمة عن معارضة یقین النجاسة.

و کل حربی أسلم فی دار الحرب قبل الظفر به فإنه یحقن دمه، و یعصم ماله المنقول دون الأرضین و العقارات فإنها للمسلمین،و یتبعه أولاده الأصاغر و إن کان فیهم حمل،دون زوجاته و أولاده الکبار.

و لو وقع الشک فی بلوغ الأسیر اعتبر بالشعر الخشن علی العانة، فإن ادعی استعجاله بالدواء ففی القبول اشکال.و یعول علی إنبات الشعر الخشن تحت الإبط،لا باخضرار الشارب.

و الخنثی إن بال من فرج الذکور،أو سبق،أو انقطع آخرا منه فذکر،و بالعکس امرأة،و لو اشتبه لم یجز قتله.

الطهارة.).

التبعیة فی هذا خاصة دون غیره أقرب إلی الاحتیاط،و إن کان الحدیث قد یشعر بأن المقتضی للکفر الموجب لأحکامه هو کونه مع أبویه،بحیث یتمکنان من إفساد اعتقاده (1).

قوله: (فان ادعی استعجاله بالدواء ففی القبول إشکال).

الأصح القبول للاحتیاط فی الدم.

قوله: (و یعول علی إنبات الشعر تحت الإبط).

یشکل ذلک بأن الروایة وردت باعتبار شعر العانة (2).

قوله: (و الخنثی إن بال من فرج الذکر).

أی:دون الآخر.

(أو سبق).

ینبغی أن یراد:و لم یتأخر من الآخر،أو تأخر و لم یسبق من الآخر.

ص:399


1- 1)الفقیه 2:26 حدیث 96.
2- 2) التهذیب 6:173 حدیث 339.

و لو أسلم عبد الحربی فی دار الحرب قبل مولاه،فان قهر مولاه بالخروج إلینا قبله تحرر،و إلاّ فلا.

الفصل الثالث:فی الاغتنام

اشارة

الفصل الثالث:فی الاغتنام:و مطالبه ثلاثة:

الأول:المراد بالغنیمة هنا کل مال أخذته الفئة المجاهدة علی سبیل الغلبة
اشارة

الأول:المراد بالغنیمة هنا کل مال أخذته الفئة المجاهدة علی سبیل الغلبة،دون المختلس،و المسروق فإنه لآخذه،و دون ما ینجلی عنه الکفار بغیر قتال فإنه قوله: (و لو أسلم عبد الحربی فی دار الحرب قبل مولاه،فإن قهر مولاه بالخروج إلینا قبله تحرر،و إلاّ فلا).

هذا أصح،لأن مجرد الإسلام لا یصیره حرّا و إن ذهبت عنه سلطنة الکافر،فما دام لا یتحقق القهر و الغلبة لا یصیر حرّا.

قوله: (المراد بالغنیمة هنا کل مال.).

إنما قال:(هنا)لأن الغنیمة هی:کل ما یغتنم بسبب من الأسباب:

کتجارة،و زراعة،و حیازة مباح،و قهر،و غلبة بالإیجاف بالخیل و الرکاب،و هی قسمان:

أ:تقدم فی باب الخمس.

ب:المراد هنا،فعلی هذا:الغنیمة فی موضوعها اللغوی لم ینقل إلی المعنی الثانی کما یراه العامة،و صدقها علی کل من المعنیین صدق العام علی أفراده.

قوله: (دون المختلس و المسروق).

المختلس:المأخوذ و صاحبه حاضر متیقظ بالحیلة،و المسروق:المأخوذ خفیة بخلاف ذلک،و هذا القسم یختص به آخذه.

فان قیل:قد سبق تحریم الغلول من الکفار.قلنا:یمکن الجمع،لأنه لا منافاة بین تحریم الفعل و الاختصاص بالملک،مع إمکان الحمل علی تخصیص التحریم بحال الأمان أو بحال الحرب.

قوله: (دون ما ینجلی عنه الکفار بغیر قتال فإنه للإمام).

ص:400

للإمام،و دون اللقطة فإنها لآخذها.

و لو أخذ من الحربی علی جهة السوم ثم هرب ملکه.

و أقسام الغنیمة ثلاثة

و أقسام الغنیمة ثلاثة:ما ینقل و یحول من الأمتعة و غیرها،و ما لا ینقل و یحول کالأراضی،و ما هو سبی کالنساء و الأطفال.

و الأول:إن لم یصح للمسلم تملکه فلیس غنیمة

و الأول:إن لم یصح للمسلم تملکه فلیس غنیمة،بل ینبغی إتلافه کالخنزیر،أو یجوز إبقاؤه للتخلیل کالخمر.و إن صح کالذهب، و الفضة،و الأقمشة،و غیرها اخرج منه الخمس و الجعائل و ما یصطفیه الإمام لنفسه،و الباقی للغانمین خاصة،سواء حواه العسکر أو لا،و لیس لغیرهم فیه شیء،و لا لبعضهم الاختصاص بشیء.

حقه:و دون بالعطف،لأنه معطوف علی المخرج بدون،و کان الأولی أن یقول:بغیر إیجاف بخیل و لا رکاب،لأن مقتضی عبارته أن ما أخذ بالفزع-مثل أن ینزل المسلمون علی حصن،أو علی قلعة فیهرب أهله،و یترکون أموالهم فزعا-أن لا یکون غنیمة،و قد صرح فی المنتهی (1)و التذکرة (2)بأنه غنیمة،و هو صریح القرآن العزیز (3)،و اختار الشیخ أنه مما أفاء اللّه علی رسوله (4)،و الأول هو الأظهر.

قوله: (و الأول إن لم یصح للمسلم تملکه فلیس غنیمة).

علی ظاهر هذه العبارة مؤاخذة،لأنه قد جعل هذا أحد أقسام الغنیمة، فکیف یصح قوله:(لیس غنیمة)؟ قوله: (بل ینبغی إتلافه کالخنزیر أو یجوز إبقاؤه للتخلیل کالخمر).

هذه العبارة فاسدة الترکیب،لأنه لا معنی للإضراب ب(بل)فیها،و کان حقه أن یقول:و هو إما أن یجوز إبقاؤه کالخمر لفائدة التخلیل،أو لا کالخنزیر.

ص:401


1- 1)المنتهی 2:922. [1]
2- 2) التذکرة 1:419. [2]
3- 3) الحشر:7. [3]
4- 4) المبسوط 2:64. [4]

نعم لبعضهم التخصیص بما یحتاج الیه من المأکول،و علف الدواب قدر الکفایة،سواء کان غنیا أو فقیرا،و سواء کان هناک سوق أولا،و سواء کان المأکول من الطعام أو مثل السکر و الفاکهة الرطبة أو الیابسة.

و لو احتاج الغانم الی ذبح البهیمة المأکولة أکل اللحم،و ردّ الجلد الی المغنم.و لو عمل منه شنا أو شبهه رده و علیه أجرته.و لیس له لبس الثیاب،و لا استعمال الدواء و الدهن،إلاّ مع الضمان.

و یباح الأخذ لمن معه طعام،و من لیس معه لکن قدر الحاجة ما داموا فی دار الحرب.و لیس له أن یضیف من لیس من الغانمین.و لو فضل من الطعام شیء بعد الدخول الی دار الإسلام رده.

و لو أقرض غانم مثله شیئا من الغنیمة،أو علفا لدوابه جاز،و لا یکون قرضا لانتفاء ملک الأول،و یکون الثانی أحق بالید.

و لیس للأول مطالبته،فإن رده علیه صار أولی بالید المتجددة.

و لو خرجا من دار الحرب لم یجز له رده علی المقرض،بل علی الغنیمة.

و لو باعه من الغنیمة بشیء منها،فکل منهما أحق بالید فیما صار الیه،و لیس بیعا،فلا یجری فیه الربا،و لو کان الثمن من غیر الغنیمة لم قوله: (سواء کان غنیا أو فقیرا).

و قیل:لا یجوز إلا عند الحاجة،و الأصح الأول،لظاهر قوله تعالی:

(فَکُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ) (1).

قوله: (و لو عمل منه شنّا).

هو فی الأصل:القربة البالیة.

ص:402


1- 1)الأنفال:69. [1]

یملکه البائع و رده علی المشتری،و لو کان المشتری من غیر الغانمین لم یصح إقرار یده علیه،بل یرده إلی الغنیمة.

و الثانی:ما لا ینقل یخرج منه الخمس

و الثانی:ما لا ینقل یخرج منه الخمس إما بإفراز بعضه،أو بإخراج خمس حاصله،و الباقی للمسلمین قاطبة،لا یختص به الغانمون مثل الأرض،فإن فتحت عنوة فإن کانت محیاة فهی للمسلمین قاطبة،لا یختص بها الغانمون،و النظر فیها الی الامام.

و لا یصح بیعها،و لا وقفها،و لا هبتها،و لا یملکها المتصرف فیها علی الخصوص.

و یقبّلها الإمام لمن یراه،بما یراه حظا للمسلمین،و یصرف قوله: (ما لا ینقل یخرج منه الخمس.).

هذا فی حال ظهور الامام علیه السلام،أما فی حال الغیبة ففی الأخبار ما یدل علی أنه لا خمس فیه (1).

قوله: (و لا یصح بیعها و لا وقفها و لا هبتها).

هذا فی حال ظهور الامام علیه السلام،أما فی حال الغیبة فینفذ ذلک کله کما صرح به فی الدروس (2)و صرح به غیره.

و قد عدّ الأصحاب فی المفتوح عنوة:أرض العراق،و حدّها طولا:من الموصل إلی تخوم عبادان،و عرضا:من طرف القادسیة المتصل بعذیب الهجانات إلی حلوان بالضم،و مکة علی الظاهر من المذهب،و خراسان:من أقصاها إلی کرمان،و خوزستان،و همدان،و قزوین و ما حوالیها-ذکره بعض الأصحاب مستندا إلی المبسوط (3)-و الشام و لم یذکروا تحدیدها،و کتب التواریخ کافلة ببیان ما سوی ذلک.

ص:403


1- 1)الفقیه 2:23 حدیث 88،التهذیب 143-145 حدیث 399-404.
2- 2) الدروس:163.
3- 3) المبسوط 2:33-34.

حاصلها فی مصالحهم کسد الثغور،و بناء القناطر،و معونة الغزاة،و أرزاق الولاة و القضاة،و ما أشبهه.

فلو ماتت لم یصح إحیاؤها،لأن المالک لها معروف،و هو المسلمون کافة،و ما کان منها مواتا حال الفتح فللإمام خاصة،لا یجوز إحیاؤها إلاّ بإذنه،فإن تصرف فیها أحد بغیر اذن فعلیه طسقها له،و فی حال الغیبة یملکها المحیی من غیر إذن.

و أما أرض الصلح فلأربابها إن صولحوا علی أن الأرض لهم،و لو صولحوا علی أنها للمسلمین،و لهم السکنی،و علیهم الجزیة فالعامر للمسلمین قاطبة،و الموات للإمام خاصة.

و علیهم ما یصالحهم الإمام إذا شرطت الأرض لهم،و یملکونها علی الخصوص،و یتصرفون بالبیع و غیره،فان باع أحدهم أرضه علی مسلم صح،و انتقل مال الصلح عن الأرض إلی رقبة الذمی.

و لو أسلم الذمی ملک أرضه،و سقط مال الصلح عنه.

و أما أرض من أسلم أهلها علیها فهی لهم خاصة،و لیس علیهم سوی الزکاة مع الشرائط.

قوله: (و ما کان منها مواتا حال الفتح).

مقتضی العبارة أن هذا من الغنیمة،و لیس کذلک،لأن هذا من الأنفال.

قوله: (فعلیه طسقها له).

هو الخراج،فارسی معرب.

قوله: (أرض من أسلم أهلها علیها).

فی هذا الترکیب نظر،لأنه لیس فی الصلة ضمیر یعود إلی الموصول،و لا یتم الربط بدونه.و اعتذر بأن فی(أسلم)ضمیر یعود إلیه و(أهلها)بدل منه،لأن

ص:404

و کل أرض ترک أهلها عمارتها فللإمام أن یقبلها ممن یعمرها، و یأخذ منها طسقها لأربابها.

و کل من أحیی أرضا میتة لم یسبقه غیره إلیها فهو أولی،فإن کان لها مالک معروف فعلیه طسقها له،و له انتزاعها من یده.

الثالث:السبایا و الذراری

الثالث:السبایا و الذراری:و هی من الغنائم،یخرج منها الخمس و الباقی للغانمین خاصة.

فروع

فروع:

أ:المباحات بالأصل کالصید،و الشجر لا تخص أحدا

أ:المباحات بالأصل کالصید،و الشجر لا تخص أحدا،فإن إبدال المظهر من المضمر جائز.و فیه نظر،لأن ذلک حیث یکون الإضمار محقّقا، بأن یکون الفعل مما یمتنع التصریح بفاعله کفعل الأمر و مضارع المتکلم مثلا، لا نحو هذا،و لأن فیه فسادا آخر،فان الضمیر لا مفسّر له حینئذ أصلا فیبقی علی إبهامه،فإن مرجعه إن صحّ مبهم،و هو الموصول،بخلاف ما قلناه،لأن مفسر الضمیر موجود.

قوله: (فان کان لها مالک معروف فعلیه طسقها له).

ذکر الأصحاب هذا الحکم کذلک،فان قیل:کیف جاز التصرف فی ملک الغیر بغیر إذنه؟ قلنا:إذا دلت القرائن علی إعراضه عن عمارتها،فقد ظهرت علامات الإباحة لمن شاء أحیاها،کما فی سائر الأشیاء التی شهدت القرائن بإعراض المالک عنها،و یجب علیه أجرتها،لأن القرائن إنما دلت علی الإعراض عن العمارة لا عن الأجرة-و لو أن المالک ترک عمارتها لضرورة منع مانع و نحو ذلک لم یجز لأحد إحیاؤها إلا بإذنه-أو یقال:إحیاؤها قبل أن یعلم ذلک،ثم ظهر المالک، و هذا جید أیضا.

قوله: (المباحات بالأصل.).

أی:هذه لا تعد من الغنیمة،بل هی لآخذها،لأن الغنیمة مال الکفار،

ص:405

کان علیه أثر ملک کالطیر المقصوص،و الشجر المقطوع فغنیمة.

ب:لو وجد شیء فی دار الحرب

ب:لو وجد شیء فی دار الحربیصلح للمسلمین و الکفار فلقطة.

ج:الغانم هل یملک حصته من الغنیمة بمجرد الاغتنام أو یملک إن تملک؟فیه احتمال

ج:الغانم هل یملک حصته من الغنیمة بمجرد الاغتنام أو یملک إن تملک؟فیه احتمال،فعلی الثانی یسقط حقه منها بالإعراض قبل القسمة،إذ الغرض الأقصی فی الجهاد حفظ الملة،و الغنیمة تابعة فتسقط بالإعراض. لکن ما کان علیه منا أثر الید فهو مملوک،فهو غنیمة.

قوله: (لو وجد شیء فی دار الحرب.).

أی:مطروحا فی مکان لا تظهر علیه علامة ید الکافر،کالخیمة و نحوها، فی طریق و نحوه.

قوله: (الغانم هل یملک حصته من الغنیمة بمجرد الاغتنام؟).

سیأتی تحقیق القول فی ذلک،و إنما ذکره هنا للتفریع علی الثانی.

قوله: (فعلی الثانی یسقط حقه منها بالإعراض قبل القسمة).

لأنه غیر مالک،و إنما هو ذو أولویة،و یفهم من العبارة أنه علی القول بالملک بالاغتنام لا یسقط حقه بالإعراض.و یرده:أن الملک ربما کان ضعیفا متزلزلا یقبل الزوال بالإعراض،فلا منافاة.

قوله: (إذ الغرض الأقصی فی الجهاد حفظ الملة،و الغنیمة تابعة، فیسقط بالإعراض).

قد یقال:هذا لا یصلح للاستدلال،لأنه لا دلالة فیه،و لا تلازم بین النتیجة و ما یجعل مقتضیا لها.

و یجاب:بأنه یمکن أن یکون استدلالا بالمناسبة،بمعنی أنه یناسب غرض الجهاد ثبوت أثر الاعراض،و هو سقوط الحق من الغنیمة و تمحیضه للقربة،لأن مقصود الجهاد لا یفوت بذلک،بل یتأکد.

ص:406

و الأقرب عدم صحة الإعراض بعد قوله:اخترت الغنیمة، و یفرض المعرض کالمعدوم. و لو أعرض الجمیع ففی نقلها إلی أرباب الخمس خاصة نظر، قوله: (و الأقرب عدم صحة الإعراض بعد قوله:اخترت الغنیمة).

هذا بناء علی صحة الإعراض عن الحق فیها المبنی علی الثانی،و وجه القرب توقف الملک علی اختیاره و إلاّ لکان قهریا،فیحصل بالاغتنام و قد فرض خلافه،و الاختیار قد حصل.

و فیه نظر من وجهین:

الأول:إنا لا نسلم توقف الملک علی اختیاره،بل علی القسمة التی هی منوطة باختیار الإمام.

الثانی:انه لو ثبت توقفه علی اختیاره فهو اختیار مخصوص،لا مطلق الاختیار.و الحق:إن قلنا أنه لا یملک بالاغتنام فعدم الملک مستصحب إلی أن یتحقق ما دل الشرع علی التملک به قطعا،و هو القسمة.

قوله: (و یفرض المعرض کالمعدوم).

أی فتقسم الغنیمة بین الباقین سواء،فیکون هذا الحکم من أحکام ما قبل الأقرب،و هو حیث یصح الإعراض.

و ربما فهم بعض الفضلاء تعلقه بجملة الأقرب،علی أنه حکم من أحکامه،حیث أن الإعراض إذا لم یصح فالمعرض من حیث هو معرض کالمعدوم، بمعنی أنه مساو لمن لم یعرض (1).و هذا محتمل،إلاّ أنه بعید لا یخلو من تکلّف، و المتبادر خلافه.

قوله: (و لو أعرض الجمیع ففی نقلها إلی أرباب الخمس خاصة

ص:407


1- 1)إیضاح الفوائد 1:367.

أقربه أنها للإمام. و الأقرب صحة أعراض المفلّس دون السفیه و الصبی،إلاّ أن یبلغ قبل القسمة.و لا إعراض للعبد عن الرضخ بل لسیده.و یصح أعراض السالب عن سلبه.و لو مات قبل الاعراض فللوارث أن یعرض.

نظر أقربه أنها للإمام).

النظر فی أنها لأرباب الخمس مطلقا للشرکة بین الجمیع،باعتبار الخمس،المقتضیة للتسلط علی باقی الغنیمة،الذی لا یملکه مالک،فهو کالمباح المختلط بالمملوک شائعا،فإن لصاحبه علیه یدا و للإمام علیه السلام،لأن من عداه لیس له ید و إن کان له استحقاق،إذ لیس له حیازة،إذ الید فی الغنیمة إنما هی بالحیازة،و ذلک متحقق فی الإمام علیه السلام دون غیره فیکون أحق بها،و هذا هو وجه القرب،فان فیه أرجحیة.

قوله: (و الأقرب صحة إعراض المفلس دون السفیه و الصبی).

هذا ینبغی أن یکون متفرعا علی الثانی و هو ثبوت الأولویة،إذ لو ملک المفلس لم یجز له التصرف فی المال،و بعد الملک لا یحتاج فی التملک إلی شیء آخر،بخلاف ما لو قلنا بالأولویة خاصة،و کلام الشارح الفاضل (1)هنا لا یخلو من نظر،لأنه بیّن القرب بأنه غیر مالک،و مقابله بأنه مالک.

و أما السفیه فینبغی عدم صحة إعراضه مطلقا،لأنه یستلزم التصرف فی الحقوق المالیة و هو ممنوع منه،و عبارة الصبی معلوم عدم الاعتداد بها.

قوله: (و لا إعراض العبد عن الرضخ،بل سیده).

و فی بعض النسخ:(و لا إعراض للعبد عن الرضخ،بل لسیده)و هی أحسن و أوقع فی النفس.

ص:408


1- 1)إیضاح الفوائد 1:368.
د:هل یملک الغنیمة بالاستیلاء أو القسمة

د:هل یملک الغنیمة بالاستیلاء أو القسمة،أو یظهر الملک بالاستیلاء مع القسمة و انتفاؤه مع الاعراض و التلف؟فیه نظر أقربه الأول.

ه:لو کان فی المغنم من ینعتق علی بعضهم انعتق علی الأول نصیبه

ه:لو کان فی المغنم من ینعتق علی بعضهم انعتق علی الأول نصیبه،و قوّم علیه إن قلنا بالتقویم فی مثله، قوله: (هل تملک الغنیمة بالاستیلاء.).

لا یخفی ما فی هذه العبارة من التکلّف و البعد عن الفهم،لأن الناظر یتوهم مغایرتها لما فی الفرع الثالث،و الأقرب ما قربه المصنف،و هو الملک بالاستیلاء،لأن الملک یمتنع أن یبقی بغیر مالک،لعدم تعلقه،و قد زال ملک الکفار،فیثبت ملک المسلمین،إذ لا واسطة،و لا یضرّ ثبوت الإعراض،لأنه متزلزل ضعیف.

فائدة:معنی ملکه:أن یملک صیرورته،بحیث یقدر علی التملک بسبب قریب،علی معنی أنه قد حصل المعدّ الذی صار حصول الملک معه قریبا جدا، و لا بد للعبارة من تأویل،و إلا فکل کامل له أهلیة أن یملک،أو یقال:المراد ملک أن یملک هذا الشیء المخصوص،أعنی:الغنیمة،و هذا خاص بالغانمین.

فإن قلت:أی شیء یراد بملکه أن یملک؟ قلت:الظاهر أن المراد به:حصول الأولویة،کما فی أولویة التحجیر فی الأرض المباحة،و حیازة المباحات و اللقطة و نحو ذلک.

قوله: (لو کان فی المغنم من ینعتق علی بعضهم انعتق علی الأول نصیبه).

أی:علی القول بالملک بالاستیلاء،و الضمیر فی(نصیبه)یعود إلی ذلک البعض.

قوله: (و قوّم علیه إن قلنا بالتقویم فی مثله).

و هو أن من أدخل فی ملکه شخصا ممن ینعتق علیه قوّم علیه،لأنه بإدخاله

ص:409

و لا ینعتق علی الثانی إلاّ أن یخصه الامام به فینعتق،و إن خص به جماعة هو أحدهم و رضی عتق علیه و لزمه نصیب الشرکاء.

و:لو وطأ الغانم جاریة المغنم عالما سقط من الحد بقدر

و:لو وطأ الغانم جاریة المغنم عالما سقط من الحد بقدر إیاه فی ملکه معتق،لأن اختیار السبب اختیار للمسبب،و إن کان لا یعلم ذلک، کما لو اشتری وکیل المالک له أباه بماله.

قوله: (و لا ینعتق علی الثانی).

أی:علی القول بأنه ملک ان یملک.

قوله: (إلا أن یخصه الامام به فینعتق).

لأن قسمة الغنیمة باختیار الامام،و یملک الغانم بتخصیص الامام،و لا یتوقف علی رضاه.

قوله: (و إن خص به جماعة هو أحدهم و رضی.).

إنما قیده بالرضی هنا لأن الشرکة عیب،فلا یلزمه الرضی بها،و الذی ینفذ فعل الامام له و لا یتوقف علی رضاه،إنما هو التعیین من الغنیمة لا جعله شریکا.

فان قلت:فلو فعل الامام ذلک تعین علیه الرضی لعدم جواز مخالفته، قلت:لا بحث لنا فی الإمام علیه السلام،لأنه معصوم تجب طاعته،و کل ما یفعله فهو عین الحق،إنما البحث علی تقدیرین:

أحدهما:إن نائبه علیه السلام لو فعل ذلک باجتهاده توقف علی الرضی.

الثانی:إن الذی تقتضیه صحة النظر بالنسبة إلی المدارک الفقهیة ما ذا؟ أیلزم الامام علیه السلام أحد الغانمین بالرضی بالحق المشترک؟فیقال:الذی یرشد إلیه الدلیل العدم،لفقد ما یدل علی ذلک من الشرع بنص أو إجماع،و تحقق الإلزام فی أصل الحق من الغنیمة لا یقتضی تحقق الإلزام فی الرضی بالمشترک،و لسنا نحکم بالتوقف علی الرضی علی تقدیر إلزامه،و هو ظاهر.

قوله: (لو وطأ الغانم جاریة المغنم عالما سقط من الحد بقدر حقه).

ص:410

حقه، و أقیم علیه الحد بقدر نصیب الباقین،فإن أحبلها فله منه بقدر حقه.

و الأقرب وجوب العشر مع البکارة،و نصفه مع عدمها،و یسقط منه قدر نصیبه و یلحق الولد به و تصیر أم ولد. هذا مبنی علی الأقرب من أنه یملک،و التقیید بکونه عالما لیخرج الجاهل لأنه ذو شبهة،و ینبغی أن یقید بکونه عامدا،إذ الناسی لا یقصر عن ذی الشبهة، و ظاهر وجه سقوط مقدار حصته من الحدّ،لأنه وطء فی ملک.و لو قلنا بالأولویة أو بالانکشاف بالقسمة فالذی ینبغی أن لأحد،لعدم تحقق ملک الغیر،و لتجویز حصولها فی ملکه بالقسمة،فلا یقصر عن الشبهة.

قوله: (و الأقرب وجوب العشر مع البکارة،و نصفه مع عدمها).

هذا مبنی علی الملک بالاستیلاء،لأنها حینئذ مشترکة،و الأشهر فی وطء المشترکة ذلک،و قیل بوجوب مهر المثل (1)،و العمل علی المشهور للروایة،و إن کان جانب المالیة یقتضی مهر المثل.

و لو قلنا:بعدم الملک بالحیازة فمهر المثل أقوی لانتفاء الشرکة.و لو قلنا بالمراعاة،فالمتجه توقف الحال علی الکاشف.و هذا إذا کانت جاهلة أو مکرهة، فلو کانت مطاوعة عالمة ففی وجوب المهر إشکال،لأنها بغیّ،و أطلق الشیخ فی الخلاف عدم وجوب الحد (2)،و فی المبسوط نفی وجوب المهر بالوطء (3)،و کلاهما غیر جید.

قوله: (و یسقط منه قدر نصیبه).

لأنه مملوک له.

قوله: (و یلحق الولد به).

لامتناع الحکم بلحاق البعض دون البعض الآخر.

قوله: (و تصیر أم ولده).

لأنها مملوکة له ولدت فی ملکه فیتناولها اللفظ باعتبار الاشتقاق.

ص:411


1- 1)المجموع 19:338،المهذب 2:242.
2- 2) الخلاف 3:184 مسألة 14 کتاب السیر.
3- 3) المبسوط 2:32.

و تقوّم الجاریة علیه و ولدها یوم سقوطه حیا،إلاّ ان کانت قومت قبل الوضع فلا یقوم الولد.

ز:یجوز إتلاف ما یحتاج إلی إتلافه من أموال الکفار للظفر بهم کقطع الأشجار

ز:یجوز إتلاف ما یحتاج إلی إتلافه من أموال الکفار للظفر بهم کقطع الأشجار،و قتل الحیوان،لا مع عدم الحاجة. و الکتب إن کانت مباحة کالطب و الأدب،لم یجز إتلافها قوله: (و تقوّم الجاریة علیه،و ولدها یوم سقوطه حیّا).

أما تقویمها فلصیرورتها أم ولده،و أما ولدها فللحاقه بها و صیرورته حرّا، و أما تقویمه یوم سقوطه فلأنه حینئذ یحکم علیه بکونه آدمیا،و هو محل کونه مالا بالاستقلال،و قد فوته علیهم.و لا یخفی أن حصته منه تسقط قیمتها.

و أما التقیید بسقوطه حیّا،فلأنه لو سقط میّتا فلا تقویم للام،لکن یلزم أرشها و تسقط حصته.

قوله: (إلاّ إن کانت قوّمت قبل الوضع).

لأنها حینئذ تقوّم مع الحمل.

قوله: (لا مع عدم الحاجة).

ظاهره التحریم،و الکراهیة أظهر،و قد صرح فی المنتهی بکراهیة قطع الأشجار،و فی قتل الحیوان قال:لا ینبغی (1)،و لا شک أن قتل الحیوان أغلظ من قطع الأشجار،لکن التحریم لا یخلو من بعد،و إن کان فی الحدیث نهی النبی صلی اللّه علیه و آله عن ذلک عند عدم الحاجة (2)،فإنه محمول علی الکراهیة،لأن المتبادر فی أمثال ذلک التأدیب.

ص:412


1- 1)المنتهی 2:909. [1]
2- 2) الکافی 5:29،30 حدیث 8،9، [2]التهذیب 6:138،139 حدیث 232،233.

و هی غنیمة،و غیرها کالزندقة و الکفر لا یجوز إبقاؤها،و کذا التوراة و الإنجیل. و کلب الصید،و الماشیة،و الزرع،و الحائط،غنیمة بخلاف غیره.

المطلب الثانی:فی قسمة الغنیمة

المطلب الثانی:فی قسمة الغنیمة:

تجب البدأة بالمشروط کالجعائل و السلب و الرضخ،ثم بما تحتاج إلیه الغنیمة من النفقة مدة بقائها حتی تقسم کأجرة الراعی و الحافظ،ثم الخمس.

قوله: (و کذا التوراة و الإنجیل).

لأنهما محرفان مبدلان،فلا یمکن الاهتداء إلی ما هو حکم اللّه المنسوخ،و لو أرید بهما النقض و الحجة جاز الاستبقاء علی الظاهر.و لو ظفرنا بأهل الخلاف لم یجز لنا فعل ذلک بکتبهم،لأنها مال مملوک لهم و لیس غنیمة لنا،و لتمیز الحق من الباطل فیها،نعم یجب دفع العوض إلیهم عنها،و جعلها عند من له قوة النقض من المؤمنین.و لو أفرد منها عن غیره جاز غسله بعد دفع العوض.

قوله: (تجب البدأة بالمشروط کالجعائل و السلب).

لتعلق الاستحقاق بتلک العین المخصوصة.

قوله: (و الرضخ).

فی التذکرة:أخر الرضخ عما تحتاج إلیه الغنیمة (1)،و کذا فعل فی المنتهی (2)و التحریر (3)،و الظاهر أنه لا تفاوت،لأن الرضخ لا بد منه،و لا یزاحم الأمور المذکورة.

ص:413


1- 1)التذکرة 1:433.
2- 2) المنتهی 2:948.
3- 3) تحریر الأحکام 1:146. [1]

و تقسم أربعة الأخماس الباقیة بین المقاتلة،و من حضر و إن لم یقاتل حتی المولود بعد الحیازة قبل القسمة،و المدد المتصل بهم بعد الغنیمة قبل القسمة و المریض بالسویة.و لا یفضّل أحد لشدة بلائه،للراجل سهم،و للفارس سهمان،و لذی الأفراس ثلاثة،سواء قاتلوا فی البر أو البحر،استغنوا عن الخیل أو لا.

قوله: (حتی المولود بعد الحیازة قبل القسمة).

و لا فرق بین کون أبویه أو أحدهما حاضرا أو لا.

قوله: (و المدد المتصل بهم بعد الغنیمة قبل القسمة).

بشرط إلحاقه بهم،و حضوره معهم قبل القسمة،فإن لم یلحق بهم إلاّ بعدها فلا شیء له إجماعا.و فی عبارة ابن الجنید ما یقتضی الاستحقاق إذا کان المدد بصدد المعونة و إن لم یلحق قبل القسمة و لا یقسر حاله عن السریة (1)،إلا أن المصنف نقل الإجماع فی غیر موضع علی عدم الاستحقاق(إذا لم یصل قبل القسمة) (2)(3).

قوله: (و المریض).

سواء کان مرضه مانعا من الجهاد کالمفلوج،أم لا کذی الصداع،و هو مذهب الأصحاب (4).

قوله: (و للفارس سهمان).

و قیل:ثلاثة أسهم (5)،و به روایة (6)،و الأول هو الأصح و المشهور، و بالشهرة ترجح الروایة علی الأخری

ص:414


1- 1)نقله عنه فی المختلف:328.
2- 2) نقل الإجماع فی المنتهی 2:952. [1]
3- 3) ما بین القوسین لم یرد فی«ن».
4- 4) منهم الشیخ فی المبسوط 2:71. [2]
5- 5) نقله عنه فی المختلف:328.
6- 6) التهذیب 6:147 حدیث 257،الاستبصار 3:3 حدیث 4.

و لا سهم للعبید،و لا النساء،و لا الکفار،و لا الأعراب و هم من أظهر الإسلام و لم یصفه و إن قاتلوا مع المهاجرین علی رأی،بل یرضخ الإمام للجمیع علی حسب المصلحة.

و ینبغی المفاضلة فی الرضخ بسبب شدة قتاله و ضعفه. و لا سهم للمخذل،و لا المرجف،و لا یرضخ لهم و لا لغیر الخیل من الإبل و البغال و الحمیر.

قوله: (و لا للأعراب،و هم:من أظهر الإسلام و لم یصفه،و إن قاتلوا مع المهاجرین علی رأی).

المراد بالأعراب هنا:من کان من أهل البادیة کذلک،و الرأی المذکور هو المشهور بین الأصحاب،و علیه الفتوی،و به روایة حسنة (1).و المراد ب(من أظهر الإسلام و لم یصفه):من لم یعرف معناه،بحیث یعبر عنه بنعوته،و إنما أظهر الشهادتین خاصة،و لیس له علم بمقاصد الإسلام.

قوله: (و ینبغی المفاضلة فی الرضخ بسبب شدة قتاله و ضعفه).

هذا الحکم یمکن أن یکون علی الاستحباب،فیشکل بأن مناط المفاضلة هو المصلحة و بدونها لا یجوز،فکیف یتصور الاستحباب؟و یمکن کونه علی الوجوب،فیشکل بأن المصلحة لو اقتضت خلاف ذلک وجب المصیر إلیها،إلا أن یحمل علی الوجوب مع مطابقته للمصلحة.

قوله: (و لا یسهم للمخذل و لا المرجف و لا یرضخ لهم).

إن قیل:قد سبق أنه لا یجوز أخذهم مع الجیش،و ذکر أنهم لا یسهم لهم، فإعادته تکرار.

و یجاب:بأن ذکر عدم الإسهام هناک استطرادی،و هاهنا محله الحقیقی.

و أیضا ففی الإعادة فائدة بیان عدم الرضخ،و أعاد الضمیر إلی المخذل و المرجف بصیغة الجمع إما علی المعنی،لأن المحلی باللام فی قوة المتعدد لمعنی الجنس،أو لأن

ص:415


1- 1)الکافی 5:23 حدیث 1،التهذیب 6:148 حدیث 261.

و فی الإسهام للحطم و هو الذی ینکس،و القحم و هو الکبیر الهرم،و الضرع و هو الصغیر،و الأعجف و هو المهزول،و الرازح و هو الذی لا حراک به نظر،ینشأ:من عموم الاسم،و من عدم الانتفاع.

و الاعتبار بکونه فارسا عند الحیازة، التثنیة یقع علیها الجمع إما حقیقة أو مجازا.

قوله: (و فی الأسهام للحطم).

و هو:الذی ینکس الحطم ککتف،هو الذی بقوائمه داء یکاد یقع علی رأسه منه،و هو معنی النکس،و فی التذکرة (1)و المنتهی (2):هو الذی ینکسر، و عبارة القاموس (3)قد تناسبه.

قوله: (و القحم و هو:الکبیر الهرم).

القحم بفتح القاف،و إسکان الحاء المهملة.

قوله: (و الضرع) (4).

هو بفتح الضاد المعجمة و الراء معا.

قوله: (و الرازح) (5).

هو بالراء،ثم الزای بعد الألف،و الحاء المهملة.

قوله: (نظر ینشأ.).

المسألة موضع تردد.

قوله: (و الاعتبار بکونه فارسا عند الحیازة إلی القسمة).

ظاهر هذه العبارة:أنه إنما یستحق سهم الفارس إذا کان فارسا من حین

ص:416


1- 1)التذکرة 1:434.
2- 2) المنتهی 2:951.
3- 3) القاموس(حطم)4:98.
4- 4) الضرع:الصغیر الذی لا یصلح للرکوب أو الضعیف،مجمع البحرین(ضرع)4:364.
5- 5) رزح البعیر رزحا:هزل هزالا شدیدا فهو رازح،و منه«لا سهم للرازح»یعنی الهالک هزالا،مجمع البحرین( [1]رزح)2:352.

فلو دخل المعرکة راجلا فملک بعد انقضاء الحرب فرسا قبل القسمة أسهم لها.

الحیازة إلی زمان القسمة.و هو مشکل،إذ لا دلیل یدل علی اعتبار ذلک.

و الذی یقتضیه النظر أنّ کل من صدق علیه أنه فارس وقت القسمة استحق،لأنه محل اعتبار الفارس و الراجل.

و لا استبعاد فی استحقاقه لو صار فارسا بعد الحیازة قبل القسمة،لأنه لیس أبعد من المدد اللاحق قبلها،و المولود قبلها،إلا أن الموجود فی عبارات المصنف فی کتبه (1)،و غیره (2):أن الاعتبار بکونه فارسا وقت الحیازة،فربما بنی ذلک علی أن الغنیمة تملک بالحیازة،حتی لو قلنا یملک بالقسمة اعتبر الحال حین القسمة.

و کلام المصنف هنا یقتضی المعنی الذی ذکرناه أولا،حیث قال إنه(لو دخل راجلا فملک قبل القسمة فرسا أسهم لها)و إن کان قوله:(و الاعتبار بکونه فارسا.)لا یطبق علیه بحسب ظاهره،و إنما الذی یحتمله أمران:

أحدهما:ما سبق.

و الثانی:أن الزمان من الحیازة إلی القسمة کله معتبر،ففی أی جزء منه کان فارسا ثبت له السهمان،و فیه بعد ظاهر.

و نزّل شیخنا الشهید العبارة:علی معنی أو القسمة،و جعل ما قبل أو مبنیا علی ملک الغانم بالحیازة،و ما بعدها مبنیا علی ملکه بالقسمة،و ما أبعده عن التصور،و أبعد العبارة عن الدلالة علیه (3).

قوله: (فلو دخل المعرکة راجلا فملک بعد انقضاء الحرب فرسا قبل القسمة).

إن لم ینزل هذا الحکم علی ملک الفرس قبل الحیازة کان منافیا لما دلت

ص:417


1- 1)التذکرة 1:435، [1]تحریر الأحکام 1:146. [2]
2- 2) منهم:المحقق فی المختصر النافع 1:113،و شرائع الإسلام 1:325.
3- 3) فی النسخة الحجریة و«ن»کان قد حصل خلط فی العبارات السابقة،فرتبناها اعتمادا علی ما فی «س»و«ه».

و لو قاتل فارسا ثم نفقت فرسه،أو باعها،أو أخذه المشرکون بعد الحیازة قبل القسمة لم یسهم له. و لا یسهم للمغصوب مع غیبة المالک،و له الأجرة علی الغاصب،و مع حضوره السهم له،و للمقاتل سهم الراجل.

و الأقرب احتساب الأجرة منه فان قصر عنه وجب الإکمال.

علیه العبارة السابقة.

قوله: (و لو قاتل فارسا،ثم نفقت فرسه،أو باعها،أو أخذها المشرکون بعد الحیازة قبل القسمة،لم یسهم لها).

نفقت بکسر الفاء و فتحها:ذهبت.

قوله: (و لا یسهم للمغصوب مع غیبة المالک).

لأن السهم و إن کان منسوبا إلی الفرس إلاّ أنه فی الحقیقة للفارس باعتبارها،و الغاصب بالنسبة إلیها معدود راجلا،لأن قتاله علیها منهی عنه،فلا یستحق بسببه سهما فی الغنیمة.و مع غیبة المالک یمتنع استحقاقه سهما فی الغنیمة،فلا یستحق أحدهما شیئا.

قوله: (و مع حضوره السهم له).

لأن المعتبر فی الاستحقاق بالفرس وجودها و إن لم یقاتل علیها،فالقتال علیها غیر منظور إلیه،و قد تحقق ذلک.

لا یقال:المراد کونها بحیث یمکن القتال علیها عادة إذا أراده،لیکون محسوبا من المدد،و ذلک مفقود ها هنا.

لأنا نقول:الإمکان فی نظر الشارع حاصل و إن انتفی حسّا.

قوله: (و الأقرب احتساب الأجرة منه).

أی:الأقرب احتساب الأجرة اللازمة للغاصب من سهم الفرس المغصوب الثابت للمالک بسب حضوره.

و وجه القرب:أن المالک إنما استحق السهم بسبب فعل الغاصب،و هو:

ص:418

و لو کان ذا أفراس فالوجه التقسیط،فیأخذ المالک حصته مع حضوره. أخذ الفرس و الانتفاع به،فاستوفی عوض منفعته،و لا یکون للمعوّض الواحد أزید من عوض.

و فیه نظر،لأنا لا نسلم أن المالک إنما استحق ذلک بالسبب المذکور، و لم لا یجوز أن یکون استحقاقه لکونها فرسا له مع الجیش،و الأجرة ثابتة علی الغاصب،فلا یسقط بالأمر المحتمل؟ و أیضا فإنّ السهم من الغنیمة لیس فی مقابل منفعة الفرس،و إنما هو ثابت بالأصالة للفارس باعتباره،و لم یملکه الغاصب،إذ لو ملک لامتنع انتقاله عنه،و لکان أخذ الزائد عن الأجرة منه محرما،إذ لا مقتضی له،و یستحیل أن یؤدی دینه اللازم له مما لا یملکه و لا یستحقه من غیر رضی من مالکه،فالأصح وجوب الأجرة علی الغاصب وراء السهم.

قوله: (و لو کان ذا أفراس فالوجه التقسیط،فیأخذ المالک حصته مع حضوره).

أی:لو کان الغاصب ذا أفراس سوی المغصوب،أو یقال:الجمع علی حقیقته،فلا حاجة إلی التقیید بما سوی المغصوب،فالوجه تقسیط ما یستحقه بسبب الفرس الثانی بین المغصوب و ما یملکه.

و وجهه:أن سهمه الذی یستحقه بنفسه لا مدافع له،و کذا الذی یستحقه بسبب إحدی أفراسه،لأن المغصوب واحد،فلا یمکن أن یکون له أزید من سهم، و یبقی السهم الثالث،کما یحتمل نسبته إلی فرسه الآخر یحتمل نسبته إلی المغصوب بغیر تفاوت،فنسبته إلی أحدهما دون الآخر ترجیح بغیر مرجح،فیتعین التقسیط:

بأن یقسم السهم قسمین،فیکون للمالک نصفه،و للغاصب نصفه باعتبار فرسه الآخر.

و اعلم:أن الشارح الفاضل السید عمید الدین جعل التقسیط بوجه آخر،

ص:419

و لو تعددت أفراس المالک خاصة،أو افراسهما معا فإشکال. و هو:تقسیط مجموع السهمین علی الأفراس الثلاثة.و فیه نظر (1)،لأن فی الروایة عن أمیر المؤمنین علیه السلام:«إذا کان مع الرجل أفراس فی غزو لم یسهم إلا لفرسین منها» (2)و ذلک دال علی إلغاء ما سوی فرسین،و هذه کما تدل علی نفی تقسیط مجموع السهمین علی الأفراس کلها،تدل علی أن السهم إما للفرس المغصوب،أو لفرس الغاصب،لأن الاستثناء فی سیاق النفی یدل علی الحصر، و هو یقتضی إلغاء أحد الأفراس المنافی للتقسیط.

و الحق:أن للغاصب بأفراسه ثلاثة أسهم کاملة،و الترجیح قائم،فإن المملوک أولی بنسبة السهم إلیه من جهة کونه مملوکا،لانتفاء أهلیة ملک الغاصب السهم بسبب المغصوب،و لأنه لو لم یوجد المغصوب لا یستحق ذلک،فمع وجوده یبقی استحقاقه للاستصحاب،و لأن وجود المغصوب فی حقه کعدمه،و یجب سهم أخر للمغصوب یستحقه مالکه مع حضوره.

و المصنف لما أسلف أن المالک یستحق السهم فی مقابل منفعة الفرس التی استوفاها الغاصب،حیث جعل الأجرة منه،لم یوجب للمالک سهما بالاستقلال،و فیه ضعف ظاهر.

فرع:لو تعددت أفراس الغاصب و اتحد المغصوب و کانت أفراس الغاصب فوق اثنتین،فعلی ما اخترناه یسقط السهم علی ثلاثة إن کانت أفراسه ثلاثة،و علی أربعة إن کانت أربعة،و علی هذا،و علی ما ذکره الشارح،یقسط مجموع السهمین علی مجموع الأفراس.

قوله: (و لو تعدد أفراس المالک خاصة،أو أفراسهما معا فإشکال).

هنا مسألتان:

الاولی:أنّ تتعدد أفراس المالک دون الغاصب،لأن تعدد أفراس

ص:420


1- 1)فی«س»تقدم الفرع الذی سیأتی فیما بعد،و الظاهر أن محله الصحیح هناک لما لا یخفی.
2- 2) الکافی 5:44 حدیث 3، [1]التهذیب 6:147 حدیث 256،الاستبصار 3:4 حدیث 6.

و سهم المستأجر و المستعار للمقاتل.

و أرباب الصنائع کالبقال،و البیطار،و الخیاط،و البزاز إن قاتلوا أسهم لهم،و إلاّ فإن حضروا للجهاد فکذلک،و إلاّ لم یسهم لهم.

الغاصب قد سبق بیان حکمه،و لا شک أن المالک یستحق ثلاثة أسهم بأفراسه، لکن السهم الثالث هل هو مستند إلی الفرس المغصوب أم لا؟فیه إشکال،ینشأ من أن المغصوب لو لم یکن حاضرا استحق ثلاثة أسهم بأفراسه التی معه،فلا یزول هذا الحکم بحضوره،لانتفاء المقتضی،و من أن السهم الثالث یمکن إسناده إلی کل من الأفراس التی معه و المغصوب،فإسناده إلی واحد بخصوصه ترجیح بلا مرجح.

فان قلت:لا معنی لهذا الإشکال،لأن المالک یستحق ثلاثة أسهم علی کل تقدیر،فأی شیء یکون محل الإشکال؟و أی فائدة تترتب علی الوجهین فیه؟ قلت:فائدته ترجع إلی الأجرة علی ما اختاره المصنف من أنها تحسب من سهم المغصوب،فان حکمنا بأن السهم الثالث للمغصوب لم تجب أجرة اخری إن و فی بها،و إلاّ وجبت.و لک أن تقول:علی ما قدمه المصنف من اختیار التقسیط یلزمه هنا القول به،فلا یتجه الإشکال المذکور.

و الصحیح:أن للمالک ثلاثة أسهم کاملة و الأجرة عن المغصوب، و وجهه معلوم مما سبق.

الثانیة:لو تعددت أفراسهما ففی الواجب إشکال،ینشأ من أن ملاحظة وجوب ثلاثة أسهم لکل منهما باعتبار فرسین،و من أن عدم الأولویة فی نسبة السهم الثالث إلی فرس دون فرس یقتضی التقسیط.و علی هذا ففی احتساب الأجرة من شیء مما یستحقه المالک إشکال،بناء علی ما اختاره المصنف:من أن الأجرة من سهم المغصوب،و علی ما اخترناه،فالواجب لکل منهما ثلاثة أسهم، و تجب اجرة المغصوب أیضا علی الغاصب.

ص:421

و لو غنمت السریة شارکها الجیش الصادرة هی عنه،لا من جیش البلد.

و لا یتشارک الجیشان الخارجان الی جهتین.

و یکره تأخیر القسمة فی دار الحرب بغیر عذر،و إقامة الحدود فیها. و لو غنم المشرکون أموال المسلمین لم یملکوها،فلو ارتجعت فلا سبیل علی الأحرار،و أما الأموال و العبید فلأربابها قبل القسمة،و لو عرفت بعدها استعیدت،و رجع الغانم علی الإمام مع تفرق الغانمین.

قوله: (و لو غنمت السریة شارکها الجیش الصادرة عنه).

لأنها مردودة،و لو کانت سریتین فکالواحدة،سواء کانتا إلی جهة واحدة أو إلی جهتین،لأن المجموع جیش واحد.

قوله: (و یکره تأخیر القسمة فی دار الحرب من غیر عذر).

هذا مذهب أکثر الأصحاب،إلاّ ابن الجنید،فإنه اختار أن لا یقسم إلا بعد الخروج من دار الحرب (1)،و الأول هو المختار،لفعل النبی صلی اللّه علیه و آله (2)،و لأنه لا یؤمن استرجاع المشرکین لها.

قوله: (و إقامة الحدود فیها).

لئلا تحمل المحدود الغیرة فیدخل إلی دار الحرب،و لو قتل عمدا اقتصّ منه فی دار الحرب.

قوله: (فلا سبیل علی الأحرار).

لامتناع دفع العوض عنها کما یقوله الشیخ فی الأموال (3).

قوله: (و لو عرفت بعدها استعیدت.).

و قیل:بل یدفع إلی مالکها قیمتها من بیت المال (4)،و هو ضعیف.

ص:422


1- 1)نقله عنه فی المنتهی 2:954. [1]
2- 2) ذکره الشیخ فی المبسوط 2:35. [2]
3- 3) النهایة:295.
4- 4) قاله العلامة فی المختلف:329.

و المرصد للجهاد إنما یملک رزقه بقبضه من بیت المال،فلو مات قبله لم یطالب الوارث و إن کان قد حل.

و لا یستحق أحد سلبا و لا نفلا إلاّ بالشرط.

المطلب الثالث:فی اللواحق
اشارة

المطلب الثالث:فی اللواحق:

أ:السلب المستحق للقاتل کل ما ید المقتول علیه

أ:السلب المستحق للقاتل کل ما ید المقتول علیه،و هو جنّة للقتال أو سلاح کالسیف و الرمح و الدرقة،و الثیاب التی علیه، و الفرس،و البیضة،و الجوشن.و ما لا ید علیه کالجنائب التی تساق خلفه،و الرحل فغنیمة.أما ما یده علیه و لیس جنة کالمنطقة،و الخاتم، و النفقة التی معه ففی کونها سلبا أو غنیمة نظر.

قوله: (و المرصد للجهاد إنما یملک رزقه بقبضه من بیت المال).

لأن ذلک لیس أجرة،فإن الارتزاق من بیت المال لا یزید علی کونه مصرفا،فما دام لا یقبضه لا یملکه.

قوله: (و لا نفلا) (1).

هی محرکة.

قوله: (کل ما ید المقتول علیه و هو جنة للقتال أو سلاح).

الجنة بالضم:ما یستر،و الواو فی قوله:(و هو)حالیة،و ما ذکره بعد ذلک تمثیل للجنة و السلاح.

قوله: (أما ما یده علیه و لیس جنة.).

أی لیس جنة و لا سلاحا،و الأصح الفرق بین نحو النفقة (2)و نحو المنطقة (3)،لأن العرف لا یساعد علی کون النفقة مما یعد سلبا بخلاف المنطقة.

ص:423


1- 1)قال الجوهری:و النفل-بالتحریک-:الغنیمة،و الجمع الأنفال،انظر:الصحاح(نفل)5:1833.
2- 2) قال الجوهری:و النفاق أیضا جمع النفقة من الدراهم،یقال:نفقت-بالکسر-نفاق القوم أی:فنیت، الصحاح(نفق)4:1560.
3- 3) قال الطریحی:المنطق کمنبر:ما یشد به الوسط،مجمع البحرین(نطق)5:239.
ب:إنما یستحق السلب بشروط

ب:إنما یستحق السلب بشروط:أن یشرطه الامام له،و أن یقتل حالة الحرب،فلو قتله بعد أن ولّوا الدبر فلا سلب بل غنیمة،و أن یغرر بنفسه،فلو رمی سهما من صف المسلمین الی صف المشرکین فقتل فلا سلب،و أن لا یکون المقتول مثخنا بل یکون قادرا علی القتال،و أن لا یکون القاتل کافرا و لا مخذلا،و أن لا یکون القتل محرما فلو قتل امرأة غیر معاونة فلا سلب.

ج:لا ینقص ذو السهم عن سهمه شیئا لأجل السلب

ج:لا ینقص ذو السهم عن سهمه شیئا لأجل السلب،بل یجمعان له.و یأخذ السلب الصبی،و المرأة،و المجنون مع الشرائط.

د:لو تعدد القاتل فالسلب بینهما

د:لو تعدد القاتل فالسلب بینهما،و لو جرحه الأول فصیره مثخنا فالسلب له،و إلاّ فللثانی.

ه:النفل

ه:النفل:هو ما یجعله الإمام لبعض المجاهدین من الغنیمة بشرط،مثل أن یقول:من دلنی علی القلعة،أو من قتل فلانا،أو من قوله: (و ان یغرر بنفسه).

أی:یخاطر بها مخاطرة زائدة علی أصل الجهاد المشترک بین الکل.

قوله: (و أن لا یکون القاتل کافرا).

اختار فی المنتهی (1)و التحریر (2)استحقاقه السلب،لأنه له سهما فی الغنیمة بالرضخ،و هو قریب.

قوله: (و یأخذ السلب الصبی و المرأة و المجنون).

لأن لهم سهما فی الغنیمة أو رضخا،و کذا القول فی العبد و الکافر علی ما سبق.

قوله: (النفل).

هو بالتحریک:زیادة ینفل بها بعض الغانمین فی مقابل عمل.

ص:424


1- 1)المنتهی 2:944. [1]
2- 2) تحریر الأحکام 1:146. [2]

یتولی السریة،أو من یحمل الرایة فله کذا.

و إنما یکون مع الحاجة،بأن یقل المسلمون و یکثر العدو و یحتاج إلی سریة أو کمین من المسلمین و لا تقدیر لها إلاّ بحسب نظره.

و جعل النبی علیه السلام فی البدأة،و هی السریة التی تنفذ أولا الربع،و فی الرجعة الثلث،و هی المنفذة الثانیة بعد رجوع الاولی لیس عاما.

و:یجوز جعل النفل من سهمه

و:یجوز جعل النفل من سهمه،و من أصل الغنیمة،و من أربعة الأخماس.و لو قال قبل لقاء العدو:من أخذ شیئا من الغنیمة فهو له صح.

ز:یجوز أن یجعل من ماله دینا

ز:یجوز أن یجعل من ماله دینا،بشرط أن یکون معلوما قدرا و وصفا و عینا،بشرط العلم بالوصف أو المشاهدة.و لو کانت من مال الغنیمة جاز أن تکون مجهولة کعبد.

قوله: (و جعل النبی صلی اللّه علیه و آله فی البدأة).

هی بفتح الباء و القصر.

قوله: (و لو قال قبل لقاء العدوّ:من أخذ شیئا من الغنیمة فهو له صح).

الظاهر:أن هذا القید لا موضع له،فلو قال ذلک بعد لقاء العدوّ ثبت الحکم.

قوله: (یجوز أن یجعل من ماله-إلی قوله:-بشرط العلم بالوصف أو المشاهدة).

و ذلک لأن هذا جعالة،و شرطها العلم بالعوض،لکن سیأتی فی الجعالة إن شاء اللّه تعالی:أنّ جهالة العوض لا تقدح إذا لم تکن مانعة من التسلیم،کما لو قال:من فعل کذا فله عندی الذی بید فلان.

ص:425

ح:لو عینها منها ففتح البلد صلحا

ح:لو عینها منها ففتح البلد صلحا،فان اتفق المجعول له و أربابها علی الأخذ أو دفع القیمة جاز،و إلاّ فسخ الصلح و ردوا إلی مأمنهم،لأنه صلح منع الوفاء بما وجب بشرط قبله علی اشکال. و لو کانت جاریة فأسلمت قبل الفتح مطلقا،أو بعده إن کان المجعول له کافرا فالقیمة،و لو ماتت قبل الفتح،أو بعده،أو لم تکن فیها جاریة فلا شیء. قوله: (و إلاّ فسخ الصلح و ردّوا إلی مأمنهم،لأنه صلح منع الوفاء بما وجب بشرط قبله علی إشکال).

ینشأ مما ذکره،و من أن نقض الصلح المتعلق بالمصلحة العامة المتضمن ضرر المسلمین لا یجوز،لاعتقاد المصلحة الخاصة فی حینها،فإن إتلاف مال الغیر عند معارضة المصلحة الکلیة،أو توقف دفع الضرر الأقوی علیه جائز،و قد یجب.

و الأصح اتباع المصلحة فی ذلک،فان کان نقض الصلح لا یضر بالمسلمین لقوتهم و استظهارهم نقض و أخذت الجاریة،و إلا أبقی و دفع إلیه قیمتها، و الاستدلال السابق لا ینهض علی أزید من ذلک.

قوله: (فأسلمت قبل الفتح مطلقا).

أی:سواء کان المجعول له کافرا،أم لا.

قوله: (و لو ماتت قبل الفتح أو بعده أو لم یکن فیها جاریة فلا شیء).

أما فی الأخیر،فلفقد العوض،إذ المشروط لا وجود له،و غیره لم یجر له ذکر.

فان قلت:قد بذل الدال عمله فی مقابل عوض،و قد فات،فله اجرة المثل.

قلت:لم یبذله فی مقابل عوض،بل بذله فی مقابل ما لا وجود له أصلا، و تخیّله وجوده لا یصیره عوضا،ففی الحقیقة بذله فی مقابل شیء متخیل ذهنا،

ص:426

و لو جعل الجاریة للدال فعجزنا عن الفتح،أو تجاوزنا عنها مع القدرة فلا شیء و إن أتم الدلالة،إلاّ إذا رجعنا الی الفتح بدلالته.

و لو فتحها طائفة أخری لمّا سمعوا الدلالة فلا شیء علیهم إذ لم یجز الشرط معهم.

و لو ماتت قبل التسلیم مع المکنة احتمل اجرة المثل و القیمة. و لیس بشیء فی الواقع،فلا یکون له اجرة.و أمّا فی الأولین،فلأن تلف العوض المشروط بغیر تقصیر منّا لا یوجب له عوضا.

قوله: (و لو ماتت قبل التسلیم مع المکنة احتمل اجرة المثل و القیمة).

هذه المسألة کالمستثناة من قوله:(و لو ماتت قبل الفتح أو بعده)فیجب أن تقید العبارة بما إذا لم یمکن التسلیم،و ما ذکره المصنف هنا احتمالان:

أما احتمال الأجرة،فلأن العوض قد فات،و هو من ضماننا لوجوب تسلیمه و حصول القدرة علیه،فیجب رد عوض العمل المحترم الذی لم یصدر مجانا، و ذلک اجرة مثله،فانّ تلف العوض المعین یوجب انفساخ العقد.

و أما احتمال القیمة،فلأن العوض الذی هو الجاریة قد دخل تحت أیدینا،مع کونه مضمونا و إمکان تسلیمه،فیجب عوض تلفه،و هو القیمة هنا، لأن شأن المضمون إذا تلف ذلک،و لأن القیمة أقرب إلی الجاریة من أجرة المثل.و لا نسلم انفساخ العقد فی هذه الحالة مع إمکان التسلیم و لا یلزم من انفساخه بالتلف قبله انفساخه هنا،و هذا قریب.

و حکی شیخنا الشهید عن بعض معاصریه:أنّه کان یزعم أنّ المراد بالأجرة:اجرة الجاریة إلی وقت التلف،ثم قیمتها بعد التلف،و ردّه بأنّه یقتضی السکوت عن أقوی الاحتمالین،و التعرض إلی أضعفهما.

و أقول:إنّ وجوب الأجرة للجاریة غیر محتمل أصلا،لأن تأخیر تسلیمها قبل المطالبة لا یقتضی کونها مغصوبة،فکیف تجب لها اجرة؟

ص:427

و لو لم یحصل للغانمین سوی الجاریة ففی وجوب تسلیمها اشکال.

ط:لو جعل للمشترک فدیة علی إسراء المسلمین

ط:لو جعل للمشترک فدیة علی إسراء المسلمین لم یجب الوفاء لأنه لا عوض للحر.

المقصد الرابع:فی ترک القتال

اشارة

المقصد الرابع:فی ترک القتال:و فیه فصلان:

الأول:فی الأمان

اشارة

الأول:فی الأمان:و فیه مطلبان:

الأول:فی أرکانه
اشارة

الأول:فی أرکانه:و هی أربعة:

الأول:العاقد

الأول:العاقد:و لا یصح عامّا،و لا لأهل إقلیم،و لا لبلد،و لا لقریة و قوله: (و لو لم یحصل للغانمین سوی الجاریة ففی وجوب تسلیمها إشکال).

ینبغی عدم الإشکال فی وجوب التسلیم عملا بالشرط،و هو الأصح.

قوله: (الأوّل:فی الأمان).

الأمان:عبارة عن ترک القتال إجابة لسؤال الکفار بالإمهال،کذا قال فی المنتهی (1)،و قریب منه قوله فی التذکرة (2).

فإن قیل:الأمان یعم البغاة.قلنا:البغاة لما کانوا مسلمین،و قتالهم إنما هو لخروجهم عن طاعة الإمام،لم یکن قتالهم إلا لدفعهم عمّا هم علیه من الخروج، فمتی أطاعوا لم یجز قتالهم،و إلا وجب مع قدرة المسلمین،و مع عجزهم و وجود المصلحة تجوز مهادنتهم،و نساؤهم و أموالهم آمنة،و دفعهم واجب،و لا یقال لمن هذا شأنه:مستأمن،لأن هؤلاء فی دار الإسلام،و إنما مثلهم مثل المسلم إذا ارتد أو فعل ما یوجب القتل،فالأمان إنما یکون للکفار الذین لیسوا فی دار الإسلام.

قوله: (و لا یصح عامّا و لا لأهل إقلیم و لا لبلد و لا لقریة و حصن

ص:428


1- 1)المنتهی 2:913. [1]
2- 2) التذکرة 1:414. [2]

حصنإلاّ من الإمام أو لمن نصبه عامّا.

و لو نصبه للنظر فی جهة جاز أن یذم أهلها،و یصح من آحاد المسلمین لآحاد الکفار. و یشترط فی العاقد عامّا أو خاصا البلوغ،و العقل،و الاختیار.فلا یصح من الصبی و إن راهق،و لا من المجنون،و لا المکره.

و یصح من المرأة،و العبد،و السفیه،و الشیخ الهم.

الثانی:المعقود له

الثانی:المعقود له:و هو کل من یجب جهاده من حربی أو ذمی خارق للذمة،و سیأتی البحث فیه.

و إنما یصح مع المصلحة،إما لاستمالة الکافر لیرغب فی الإسلام، أو لترفه الجند،أو لترتیب أمورهم،أو لقتلهم،أو لیدخلوا دارنا و ندخل دارهم فنطلع علی عوراتهم.

الثالث:العقد

الثالث:العقد:و شرطه انتفاء المفسدة، إلاّ من الامام.).

لیس علی إطلاقه،فإن نحو الحصن الصغیر یلحق بالآحاد،فیصح ذمامه من آحاد المسلمین،فلا بد من استثنائه.

قوله: «و یصح من آحاد المسلمین لآحاد الکفار).

المراد بآحاد الکفار:العدد الیسیر:کالعشرة،و القافلة القلیلة،و الحصن الصغیر،و قد روی عن الصادق علیه السلام:«ان علیا علیه السلام أجاز أمان عبد مملوک لأهل حصن،و قال:هو من المؤمنین» (1).

قوله: (و یشترط فی العاقد عامّا أو خاصا.).

هذه العبارة تشعر بأن ما قبلها لیس شرطا للعاقد،و لیس کذلک.

قوله: (و شرطه انتفاء المفسدة).

قد یقال:قد سبق اشتراط المصلحة فی صحته،و هو یقتضی انتفاء المفسدة.

ص:429


1- 1)الکافی 5:31 حدیث 2، [1]التهذیب 6:140 حدیث 235.

فلو أمّن جاسوسا،أو من فیه مضرة لم ینعقد.

و یحصل باللفظ،و الکتابة،و الإشارة المفهمة.فاللفظ:کل ما یدل بالصریح مثل آمنتک أو أجرتک أو أنت فی ذمة الإسلام و ما أشبهه،و کذا الکتابة و الإشارة الدالتان علیه. أما لو قال:لا تخف،أو لا بأس علیک فان انضم الیه ما یدل علی الأمان کان أمانا،و إلاّ فلا علی إشکال،إذ مفهومه و جوابه:أنّ وجود المصلحة لا ینفی وجود المفسدة من وجه آخر،فیمکن أن یقال:لو کان فی العقد مصلحة و مفسدة عمل بالأرجح،فأیهما کان الآخر مضمحلا فی جنبه،أو کان کالمضمحل عمل به.و لا ریب أن هذا الحکم و أمثاله إنما هو بالنسبة إلی نائب الامام،أما الإمام علیه السلام فإن مرجع الأحکام إلیه من غیر اعتراض علیه و لا حکم.و فائدة هذا الحکم و أمثاله معرفة ما یقتضیه الدلیل،و یدل علی أن اختیار الإمام هو الحکم الفلانی دون غیره.

قوله: (فلو آمن جاسوسا).

أی:نائب الإمام،أو الإمام علیه السلام حیث لا یعلم کونه جاسوسا.

قوله: (فاللفظ کل ما یدل بالصریح).

مراده باللفظ:المعتبر صحته.

قوله: (و کذا الکتابة و الإشارة الدالتان علیه).

أی:و کاللفظ المعتبر-الذی سبق تفسیره-الکتابة و الإشارة،مع الدلالة علی ذلک لا بدونه.

قوله: (أما لو قال:لا تخف أو لا بأس علیک،فإن انضم إلیه ما یدل علی الأمان کان أمانا).

و الضمیمة هی:القرائن الحالیة أو المقالیة،کما لو طلبهم لیؤمنهم،أو طلبوا منه الأمان فأظهر الرضی بذلک و قال:لهم هذا،و أمثال ذلک.

قوله: (و إلاّ فلا علی إشکال إذ مفهومه ذلک).

ص:430

ذلک. و لا بد من قبول الحربی إما نطقا أو إشارة أو سکوتا،أما لو رد لم ینعقد.

و لو قال الوالی:آمنت من قصد التجارة صح.و لو قال غیره لم ینعقد،فان توهمه الحربی أمانا رد إلی مأمنه و لا یغتال.

الرابع:الوقت

الرابع:الوقت:و إنما یصح قبل الأسر،فلو أذم المسلم بعد أن استؤسر الحربی لم یصح،و یصح قبله و إن أشرف جیش الإسلام علی الظفر مع المصلحة.

و لو أقر المسلم قبل الأسر بالذمام قبل لا بعده،إذ لا یصح منه حینئذ أی:علی إشکال فی عدم کونه أمانا علی ذلک التقدیر-أی:انتفاء الضمیمة المذکورة-لأن مفهوم لا تخف و لا بأس علیک الأمان.و المراد بهذا المفهوم:ما یفهم من اللفظ باعتبار الاستعمال،و یستفاد منه باعتبار المحاورة غالبا، و إن لم یکن موضوعه اللغوی،لأن نفی البأس و النهی عن الخوف لا یدل علی الأمان بإحدی الدلالات باعتبار أصل الوضع و ان أشعر به،لکن الاستعمال الکثیر یقتضیه.و الظاهر أنه لا یکون أمانا إلاّ بالضمیمة،لانتفاء المقتضی،و عدم استقرار حال الاستعمال،بحیث لا یستفاد من اللفظ إلاّ هذا المعنی.

و اعلم أن المصنف ذکر فی المنتهی (1)و التذکرة (2)أنه لو قال بالفارسیة:

(مترس)کان أمانا،و معناه بالعربیة:لا تخف،و نفی الأمان عن قوله:لا تخف إلا بالقرینة،و فیه مناقشة،إذ قد یلوح منه التنافی.

قوله: (و لو قال الوالی:آمنت من قصد التجارة.).

الفرق أن هذا الأمان عام،و لیس لغیر الوالی عقده.

قوله: (و لو أقر المسلم قبل الأسر بالذمام قبل لا بعده،إذ لا یصح

ص:431


1- 1)المنتهی 2:915. [1]
2- 2) التذکرة 1:415. [2]

إنشاؤه. و لو ادعاه الحربی فأنکر المسلم قدم قوله من غیر یمین.

و لو مات المسلم،أو جن قبل الجواب لم یلتفت الی الدعوی إلاّ بالبینة،و فی الموضعین یرد إلی مأمنه ثم یصیر حربا.

و لا یعقده أکثر من سنة إلاّ للحاجة.

المطلب الثانی:فی الأحکام
اشارة

المطلب الثانی:فی الأحکام:

کل حربی عقد لنفسه الأمان وجب الوفاء له،بما شرطه من وقت و غیره،ما لم یخالف المشروع،و یکون معصوما من القتل و السبی فی نفسه و ماله،و یلزم من طرف المسلم،فلا یحل نبذه إلاّ مع ظهور خیانة، و لا یلزم من طرف الکافر بل له نبذه متی شاء فیصیر حربا.و مع حفظ العهد لو قتله مسلم کان آثما و لا ضمان،نعم لو أتلف علیه مالا ضمنه. منه حینئذ إنشاؤه).

و قد صار الأسیر فیئا للمسلمین،أو محتوما قتله،فلا یسقط هذا الحکم بمجرد دعواه،بخلاف ما قبل الأسر،فإنه لیس کذلک.

قوله: (و لو ادعاه الحربی.).

إنما قبل قول المسلم من غیر یمین،لأن القتل و الأسر حکمان ثابتان علی الحربی،و بمجرد دعواه لا یسقطان،و إنکار المسلم لا یأتی علی حق یترتب علیه،بل علی ما یقتضی سقوط ما قد علم ثبوته.

قوله: (و لا یعقده أکثر من سنة إلاّ للحاجة).

إجماعا.

قوله: (و لا یلزم من طرف الکافر).

لأن الأمان ارتفاق بحاله،فله أن یردّه کل وقت.

قوله: (و مع حفظ العهد لو قتله مسلم کان آثما و لا ضمان،نعم لو أتلف علیه مالا ضمنه).

الفرق انّ المال له عوض،و الحربی لا عوض له من دیة و لا کفارة.

ص:432

و لو عقد الحربی لنفسه الأمان لیسکن فی دار الإسلام دخل ماله تبعا له،فان التحق بدار الحرب للاستیطان،و خلّف عندنا مالا ودیعة أو غیرها انتقض أمانه لنفسه دون ماله،فان مات انتقل إلی وراثه، فان کان مسلما ملکه مستمرا،و إن کان کافرا انتقض الأمان فی المال و صار فیئا للإمام خاصة حیث لم یوجف علیه.و کذا لو مات فی دار الإسلام.

و لو استرق بعد رجوعه الی داره ملک ماله تبعا له،و لا یتخصص به من خصصه الإمام برقبته،بل للإمام و إن عتق.

و لو أذن له الإمام فی الخروج فی رسالة،أو تجارة،أو حاجة فهو علی أمانه.

و کل موضع حکم فیه بانتفاء الأمان إما لصغر العاقد،أو قوله: (دخل ماله تبعا).

لأن إتلاف المال ضرر،و الأمان یقتضی عدم الضرر.

قوله: (انتقض أمانه لنفسه دون ماله).

لا یقال:ثبت تبعا فیزول تبعا،لأنّا نقول:قد علمت التبعیة فی الثبوت لا فی الزوال،و الأصل عدمها.

قوله: (ملکه مستمرا).

أی:ملکا غیر زائل،بخلاف ما لو کان کافرا،فإنه یملکه،إلاّ أن یکون فیئا.

قوله: (و لا یختصص به من خصصه الامام برقبته).

أی:لا یختص بالمال من خصصه الامام برقبته،لأن الرق یزیل ملکه عنه،و لا یقتضی ملک المسلم إیاه،لعدم الإیجاف علیه،و انتفاء السلطنة عنه، و لو عتق بعد ذلک لم یعد إلی ملکه لخروجه عنه.

قوله: (و کل موضع حکم فیه بانتفاء الأمان،إما لصغر العاقد،أو

ص:433

جنونه،أو لغیر ذلک فإن الحربی لا یغتال بل یرد إلی مأمنه ثم یصیر حربا.و کذا لو دخل بشبهة الأمان مثل أن یسمع لفظا فیعتقده أمانا،أو یصحب رفقة،أو یدخل لتجارة،أو یستذم فیقال له:نذمک،فتوهم أنّا ذممناه.

و لو دخل لیسمع کلام اللّه،أو لسفارة فهو آمن لقصده.

و لو دخل مسلم دارهم مستأمنا،فسرق وجب علیه إعادته إلی مالکه،سواء کان المالک فی دار الإسلام أو دار الحرب.

و لو استأسروا مسلما فأطلقوه بشرط الإقامة عندهم و الأمن منه لزم الثانی خاصة،فإن أطلقوه علی مال لم یجب دفعه.و لو تبعه قوم عند الخروج فله دفعهم و قتلهم دون غیرهم.

جنونه،أو لغیر ذلک فإن الحربی لا یغتال.).

هذا إذا کان هناک شبهة أمان تقتضیه لا بدونه،فإن الأمان لا یوجب ذلک،و کذا لو استأمن علی شرط فنقضه.و یمکن الاعتناء بالعبارة من حیث أن المراد:من تصح أمانته و لا یکون النقض من قبله.

قوله: (أو یصحب رفقة).

مراده:من المسلمین،فیظن الأمان بسبب مرافقتهم.

قوله: (أو یدخل فی تجارة).

و یظن مثل ما تقدم.

قوله: (و لو دخل لیسمع کلام اللّه،أو لسفارة فهو آمن).

أما الأول فلوجوب الإجابة إلیه لصریح الکلام العزیز،و أما الثانی فلأن الإرسال أمر ضروری تعم به البلوی،فلو قتلنا رسولهم لأفضی إلی قتل رسولنا.

قوله: (و لو دخل مسلم دارهم مستأمنا.).

لأن طلب الأمان کما یقتضی أمانه منهم یقتضی أمانهم منه.

قوله: (فلو تبعه قوم.).

إنما جاز دفعهم،لأنهم یطلبون منه ما لا یجوز و لم یقتضه الأمان،بخلاف غیرهم،لبقاء أمانه.

ص:434

و لو شرط العود علیه بعد دخول دار الإسلام لم یجز له العود.

و لو اشتری منهم شیئا فلزمه الثمن وجب إنفاذه،و لو اکره علی الشراء فعلیه رد العین. و لو اقترض حربی من مثله،ثم دخل بالأمان وجب رد ما علیه، قوله: (و لو اشتری منهم شیئا فلزمه الثمن وجب إنفاذه).

بمقتضی الأمان.

قوله: (و لو أکره علی الشراء فعلیه رد العین).

و لو تلفت بعد قبضها،فان لم یکن قد أکره علی القبض وجب عوضها، و إن أکره علیه فالظاهر أنه لا شیء علیه،علی تقدیر أن لا یدیم یده علیها بعد الإکراه،بخلاف ما لو أثبتها بعد الإکراه فإنه یضمن،لأن العقد إذا ضمن بصحیحه ضمن بفاسده.

قوله: (و لو اقترض حربی من مثله ثم دخل بالأمان وجب ردّ ما علیه).

قال فی المنتهی:لأن الأصل وجوب الرّد،و لا دلیل علی براءة الذمة منه (1).

قلت:قد یقال:ینبغی أن یکون ذلک إذا ترافعا إلینا،فإن الحربی إذا قهره مسلم أو حربی علی ماله ملکه،إلا أن یعتذر بأن هذا حق ثبت فی الذمة علی طریق التراضی،بخلاف ما استولی علیه قهرا،فحینئذ یجب ردّه علی کل حال، و ینبغی أیضا أن یکون کذلک کل حق ثبت فی الذمة علی طریق التراضی،و قد سبق فی کلام المصنف نحوه.

ص:435


1- 1)المنتهی 2:917. [1]

و کذا لو تزوج امرأة و أمهرها و أسلما الزم الزوج المهر إن کان مما یملک، و إلاّ القیمة. و لو أسلم الحربی لم یکن لزوجته الکافرة مطالبته بالمهر الذی فی ذمته،و لا لوارثها. قوله: (و کذا لو تزوج امرأة و أمهرها و أسلما الزم الزوج المهر إن کان مما یملک و إلا القیمة).

قیّد المصنف فی المنتهی (1)و التذکرة (2)و التحریر (3)إسلامهما بکونه معا، و مقتضاه أنها لو تأخر إسلامها لم یکن لها المطالبة،و صرح بهذا المقتضی فی کتبه (4)،و کذا هنا،و إن لم یقید إسلامهما بکونه معا،و علل الحکم الأخیر بأنّها أهل حرب،و لا أمان لها علی هذا المهر.

و لک أن تقول:هذا حق مالی قد ثبت فی الذمة بطریق شرعی،و قد استوفی عوضه،فلا دلیل علی سقوطه،و نفی الأمان عنه لا یسقطه،لسبق وجوب الرد،و قد سبق فی کلام المصنف ما یقتضی أن الذی یسقط بإسلام المدیون ما کان غصبا أو إتلافا،لا ما کان ثمنا و شبهه،و قد صرح به الفاضل السید عمید الدین فی الشرح،معلّلا بأن الثمن و نحوه لم یثبت فی الذمة قهرا،بل علی طریق التراضی بدفع العوض،فیکون ثابتا لعدم المسقط.

قوله: (و لا لوارثها).

فی المنتهی (5)و التذکرة (6)و التحریر (7)تقیید الوارث بکونه کافرا،فان

ص:436


1- 1)المصدر السابق.
2- 2) التذکرة 1:418.
3- 3) تحریر الأحکام 1:137. [1]
4- 4) المنتهی 2:917،و [2]التذکرة 1:418،و [3]التحریر 1:137. [4]
5- 5) المنتهی 2:917. [5]
6- 6) التذکرة 1:418. [6]
7- 7) تحریر الأحکام 1:137. [7]

و لو ماتت قبل إسلامه،أو أسلمت قبله ثم ماتت طالبه وارثها المسلم لا الحربی.و لو أمن الأسیر من استأسره فهو فاسد،لأنه کالمکره، و لو أمن غیره صح.

و لو تجسس مسلم لأهل الحرب،و أطلعهم علی عورات المسلمین لم یحل قتله بل یعزر إن شاء الإمام.

و لو دخل الحربی بأمان،فقال له الإمام:إن أقمت حکمت علیک حکم أهل الذمة،فأقام سنة جاز أخذ الجزیة منه. المسلم تجوز له المطالبة،و هو مشکل علی ما صار إلیه،لأن المهر إذا سقط من ذمة الزوج لم یکن لأحد المطالبة به (1).و کذا الإشکال فی قوله:(و لو ماتت قبل إسلامه،أو أسلمت قبله ثم ماتت طالبه وارثها المسلم لا الحربی)لأن المهر إذا سقط من ذمته لم یکن لأحد المطالبة به،و إن کان باقیا لمالکه طالبه هو و جمیع من یقوم مقامه.

قوله: (و لو آمن الأسیر من استأسره فهو فاسد لأنه کالمکره).

و ذلک تعویلا علی ما دلت علیه القرائن.

قوله: (و لو دخل الحربی بأمان،فقال له الامام:إن أقمت حکمت علیک حکم أهل الذمة،فأقام سنة جاز أخذ الجزیة منه).

فی حواشی شیخنا الشهید:تقیید الحکم بما إذا کان هذا من أهل الکتاب،و استشکل الحکم فی غیره،من حیث أنه لا یقر بالجزیة إلا الکتابی،

ص:437


1- 1)فی الحجری وردت العبارة التالیة:(أی:لو ماتت قبل إسلامه ثم أسلم،فإن ورثها مسلم طالب به لانه قد استحقه فی ذمته بالإرث قبل إسلامه فلا یسقط،و لو أسلمت قبله تقرر المهر فی ذمته لأنه حق لمسلمة، و لو ماتت طالبه وارثها المسلم لا الحربی،لأن الحربی لا یستحق علی المسلم مالا لأنه فیء للمسلم، فلا یجیء هذا الاشکال.نعم،یشکل عدم مطالبة الحربی إیاه بناء علی أن الذی یسقط عن المدیون بالإسلام هو الغصب و قیمة المتلفات)،و وردت أیضا فی«ه»و کتب بعدها(بخطه قدس سره)، و لم ترد فی«س»و«ن».
خاتمة

خاتمة:إذا حاصر بلدا أو قلعة فنزلوا علی حکمه صح،و کذا إن نزلوا علی حکم غیره،بشرط أن یکون کامل العقل مسلما عدلا بصیرا بمصالح القتال.و الأقرب اشتراط الحریة،و الذکورة ممن یختاره الفریقان أو الإمام خاصة،دون اختیارهم خاصة. و من العمل بالشرط،و عبارة التذکرة (1)و المنتهی (2)و کلام الشیخ (3)ظاهر فی مطلق الحربی،و لیس ببعید،لأن تأمین الحربی سنة و أزید للمصلحة جائز،فیجوز أن یشترط علیه مال.و لو شبه ما علیه بالجزیة لم یستلزم کونه جزیة حقیقة لیشترط کونه کتابیا.

و لو قال له الإمام:اخرج إلی دار الحرب،فإن أقمت عندنا صیرت نفسک ذمیا،فأقام سنة،ثم قال:أقمت لحاجة قبل قوله:قال فی المنتهی:و لم تؤخذ منه الجزیة،ثم حکی عن الشیخ قوة صیرورته ذمیّا،لأنه خالف الإمام (4)(5)،و فی هذا إشعار بکونه کتابیا.

قوله: (بشرط أن یکون کامل العقل.).

و یشترط أیضا أن یکون مجتهدا فی أحکام الجهاد،لامتناع الحکم من غیره.

قوله: (و الأقرب اشتراط الحریة و الذکورة فیمن یختاره الفریقان، أو الإمام خاصة دون اختیارهم خاصة).

المتبادر من العبارة:أنهم لو اختاروا من یکون حکما،فان کان المختار هو الامام وحده،بأن یرضوا باختیاره،أو هم و الإمام جمیعا اشترطت الحریة

ص:438


1- 1)التذکرة 1:419. [1]
2- 2) المنتهی 2:921.
3- 3) المبسوط 2:16.
4- 4) المصدر السابق. [2]
5- 5) المنتهی 2:921. [3]

و یجوز تعدده،فان مات أحدهم بطل حکم الباقین،و کذا لو مات الواحد قبل الحکم،و یردون إلی مأمنهم.

و یشترط فی کل من المتعددین ما شرط فی الواحد،و یلزم ما یحکم به الحاکم إذا لم یکن منافیا للمشروع،فان حکم بقتل الرجال، و سبی الذراری و النساء،و غنیمة المال نفذ،و کذا إذا حکم باسترقاق الرجال أو بالمن علیهم.

و یجب أن یکون ما یحکم به ما فیه الحظ للمسلمین.

و الذکورة،لأن حکم العبد و المرأة لا یجوز،فلا یقع من الإمام،و إن کان باختیارهم خاصة لم یشترطا.و هو مشکل،لأنه إن جاز حکم المرأة و العبد لم یفرق بین اختیارهم و اختیاره علیه السلام.و کذا إن لم یجز،لأن تنفیذ حکمه من الامام علیه السلام لا بد منه.و إطلاق عبارة التذکرة (1)و المنتهی (2)و التحریر (3)یقتضی الاشتراط مطلقا،و هو الأوجه.

و قد ذکر الأصحاب:أنهم لو رضوا بحکم مجهول لم یعینوه صح الرضی به، ثم ینظر،فان عیّنوا من هو بالصفات صح،و إلاّ فلا و عینوا من له أهلیة الحکم، و لعل المصنف أراد أن یبین:أنّ تعیین الامام لا یکون إلاّ لمن له أهلیة الحکم، بخلاف تعیینهم،فإنهم ربما عینوا من لا یکون حکما عندنا،و إن لم یصح کونه حاکما،فجاءت عبارته دالة علی غیر المراد.

قوله: (فان مات أحدهم بطل حکم الباقین).

لأن الحکم منوط برأی الجمیع،لأن الظاهر أنه لم یرض برأی أحدهم.

ص:439


1- 1)التذکرة 1:418. [1]
2- 2) المنتهی 2:920.
3- 3) تحریر الأحکام 1:138.

و لو حکم بالجزیة،أو باسترقاق من یسلم و قتل الباقی علی الکفر جاز،و لا یجوز حینئذ استرقاق من أقام علی الکفر،و یجوز المن علیه. و لو منّ الامام علی بعض من حکم بقتلهم جاز،فإن أسلموا قبل أن یحکم الحاکم عصموا أنفسهم و أموالهم و أهلیهم،و لو أسلموا بعد الحکم بقتل الرجال و سبی الذراری و النساء و أخذ المال سقط القتل خاصة.

قوله: (و لو حکم بالجزیة أو باسترقاق من یسلم و قتل الباقی علی الکفر جاز).

لأن الفرض اقتضاء المصلحة ذلک.لا یقال:الجزیة مشروطة بالتراضی فلا ینفذ فیها حکم الحاکم،لأنا نقول:التراضی قد حصل،لأنهم رضوا بحکم الحاکم و نزلوا علیه.

قوله: (و لا یجوز حینئذ استرقاق من أقام علی الکفر،و یجوز المنّ علیه).

أی:حین تحقق الحکم بقتل الباقی علی الکفر،و الفرق أنهم رضوا بحکم الحاکم،و الاسترقاق لم یحکم به فلا یجوز،لأنه مخالفة للحکم.و أما المنّ فلأنه خیر من القتل،فرضاهم بالقتل یقتضی رضاهم بالمنّ من باب أولی،و لأن فیه إسقاطا لما وقع الرضی علیه من القتل لا إیجاب شیء آخر.و مثل الاسترقاق المفاداة.

قوله: (و لو منّ الامام علی بعض من حکم بقتلهم جاز).

یسأل فیه عن شیئین:

أحدهما:أن المنّ قد وقع قبل هذا بغیر فصل جوازه،فاعادته تکرار.

الثانی:التقیید ببعض من حکم بقتلهم لا وجه له،فإن للإمام علیه السلام أن یمنّ علی الجمیع،لأنه إنما یفعل ما فیه الغبطة للمسلمین،و لفعل النبی صلی اللّه علیه و آله فی بنی قریظة،و هذه عبارة المنتهی (1).و لو حکم بالقتل و رأی الامام أن یمنّ علی الرجال أو علی بعضهم جاز.و لو صدّر المصنف هذه

ص:440


1- 1)المنتهی 2:921. [1]

و لو أراد الإمام استرقاق الرجال لم یجز،بل یسترق الذریة،و یغنم المال،و یخرج منه الخمس،و الباقی غنیمة،لأنه أخذ قهرا.

و لو جعل للزعیم أمان مائة صح،و یعین من شاء،فان عد مائة و أغفل نفسه جاز قتله.

الفصل الثانی:فی عقد الجزیة

اشارة

الفصل الثانی:فی عقد الجزیة:و فیه مطالب:

الأول:المعقود له

الأول:المعقود له:و هو کل ذمی بالغ،عاقل،حر،ذکر، متأهب للقتال،ملتزم بشرائط الذمة السابقة.

فالذمی یشتمل من له کتاب کالیهود،و النصاری،و من له شبهة کتاب کالمجوس،و الصبی،و المجنون،و العبد،و المرأة أتباع لا جزیة علیهم. الجملة بالفاء عوض الواو،و أسقط(بعض)لاندفع السؤالان معا.

قوله: (و لو أراد الإمام استرقاق الرجال لم یجز).

أی:و الحال أنه قد حکم بقتلهم،لأن الاسترقاق لا یجوز مع الحکم بالقتل،و قد سقط بالإسلام،فینتفی السبیل عنهم.

قوله: (فان عد مائة و أغفل نفسه جاز قتله).

لأنه لا أمان له و لا شبهة أمان،و لو أعتقده أمانا لم یبعد کونه شبهة،فیرد إلی مأمنه و یقبل قوله فیه.

قوله: (و الصبیّ و المجنون و العبد و المرأة اتباع لا جزیة علیهم).

و قیل:تؤخذ الجزیة من العبد (1)،و مختار المصنف هنا أقوی،لأن العبد مال و لا ملک له،و کلما یحصل فهو مال لمولاه.

إن قیل:العبد مندرج فی الآیة.

قلنا:بل خارج من قوله (حَتّی یُعْطُوا) (2)إذ لا یقدر علی شیء.

ص:441


1- 1)قاله ابن الجنید کما فی المختلف:334.
2- 2) التوبة:29. [1]

و تسقط عن الهم علی رأی،و تؤخذ ممن عداهم و إن کانوا رهبانا،أو مقعدین،و لا تسقط عن الفقیر،بل ینظر بها حتی یوسر کالدین.

و للرجل أن یستتبع من شاء من نساء الأقارب و إن لم یکن محارمه مع الشرط،فإن أطلق لم یتبعه إلاّ صغار أولاده و زوجاته.

و إذا بلغ الصبی،أو أفاق المجنون،أو أعتق العبد فعلیهم الجزیة، و یستأنف العقد معهم،أو یسلموا،فان امتنعوا صاروا حربا.

و لو أفاق المجنون حولا وجبت علیه و إن جن بعد ذلک.

و لو کان یجن و یفیق قیل:یحکم للأغلب،و قیل:یلفق أیام الإفاقة،فإذا بلغت حولا فالجزیة.

و لو بعثت امرأة من دار الحرب تطلب أن یعقد لها الذمة لتصیر الی دار الإسلام عقد لها،بشرط أن تجری علیها أحکامنا،سواء جاءت منفردة أو معها غیرها.

قوله: (و تسقط عن الهمّ علی رأی).

الأصح لا تسقط،للعموم،و فی التفصیل-بأنه إن کان ذا رأی أو قتال أخذت منه،و إلاّ فلا-قوة،لاستثناء من لا رأی له و لا قتال من الآیة الشریفة، لعدم جواز قتله،إلا أن الأمر بأخذ الجزیة منهم عام فی باقی الأوامر،و لا دلیل علی السقوط،و بتقدیر عدم الاندراج فی الآیة فلا دلالة فیها علی العدم.

قوله: (و لا تسقط عن الفقیر).

علی الأصح،للعموم.

قوله: (و لو کان یجن و یفیق.).

السقوط قوی،إلا أن یقال:أن الجزیة تجب مقسطة علی أجزاء الحول، فحینئذ یتجه التلفیق،و الأقوی العدم،للشک فی المقتضی.

ص:442

و لا یشترط علیها الجزیة،فإن بذلتها عرفها الامام سقوطها،فإن بذلتها حینئذ کانت هبة لا جزیة. و لو حاصرنا بلدا،فسأل اهله الصلح بوضع الجزیة علی النساء و الصبیان لم یصح،لأنهم مال فلا یثبت علیهم شیء،فان طلبت النساء أن یبذلن الجزیة لیکون الرجال فی أمان لم یصح.

و لو قتلنا الرجال،و سألت النساء أن یعقد لهن الأمان لیقمن فی دار الإسلام عقد لهن بشرط أن تجری علیهن أحکامنا.و لو بذلن الجزیة لم یصح أخذها جزیة.

قوله: (فان بذلتها حینئذ کانت هبة لا جزیة).

فی حواشی شیخنا الشهید ما حاصله:أنّه یعلم من هذا أن الهبة تصح بأیّ شیء کان،و لا یشترط فیها القبول قولا،قال:إلا أن یقال:المراد بالبذل:

الإتیان بصیغة الهبة،حملا لإطلاق الهبة علی المعهود،فتراعی شرائطها.و لک أن تقول:إن المراد:کونها بالبذل المذکور مع علمها بالحال خارجة من الجزیة داخلة فی قسم الهبة،فإن حصل الإیجاب و القبول المملکان ملکت،و إلا أفاد البذل الإباحة.

و لیس غرض المصنف هنا بیان أحکام الهبة،بل غرضه بیان أن هذا البذل لما خرج بالمبذول عن کونه جزیة،لامتناعها من النساء،لم یکن له باب إلا الهبة،لأنه تبرع بمال،فتجری علیه أحکام الهبة،و لیس من غرضه بیان کون البذل بمجرده کافیا فی کونه هبة أولا،و قد قال المصنف فی المنتهی فی هذه المسألة بعد ذکر کون المبذول هبة:و یلزم علی شروط الهبة،ثم قال:و یجوز لها الرجوع فیه فیما لها أن ترجع فی الهبة (1).

قوله: (و لو قلنا الرجال،و سألت النساء:أن یعقد لهن الأمان لیقمن فی دار الإسلام،عقد لهن بشرط أن تجری علیهن أحکامنا).

لا کلام فی جواز ذلک لو بعثن بهذا من دار الحرب إلی دار الإسلام،أما

ص:443


1- 1)المنتهی 2:964. [1]

و لا فرق بین قتل الرجال قبل عقد الجزیة،و بعدها فی عدم إقرارها علی النساء. لو کنّ فی حصن و نحوه و قتل الرجال و بقی النساء و طلبن ذلک،فقد اختلف کلام الأصحاب فیه:فقال الشیخ:یلزم عقد الذمة لهن علی أن تجری علیهن أحکام الإسلام،و لا یأخذ منهن شیئا (1)،و قیل:یجوز أخذ الجزیة منهن لو سألن ذلک (2)،و قال المصنف فی التذکرة (3)و المنتهی (4):لا یجوز إقرارهن بحال، و یتوصل إلی فتح الحصن و یسبین،لأنهن أموال للمسلمین،و یظهر من المختلف (5)موافقة کلام الشیخ،و عبارة الکتاب تحتمل الأمرین.

و الوجه:أنّ الحصن إن أمکن التوصل إلی فتحه لم یجز عقد الأمان للنساء، لانهن مال،و إلاّ جاز،کما لو طلبت المرأة أو النساء ذلک من دار الحرب،و لا یجوز أخذ الجزیة منهن علی حال.

قوله: (و لا فرق بین قتل الرجال قبل عقد الجزیة و بعدها فی عدم إقرارها علی النساء).

و قال أبو القاسم بن سعید فی الشرائع:إنّ قتل الرجال إن کان بعد عقد الجزیة استصحب الحکم بالنسبة إلی النساء (6)،و الأصح ما هنا،لعدم تعقل أخذ الجزیة من النساء،لأنهن لسن من أهلها،و فی العبارة مسامحة،لأن ضمیر(بعدها) یعود إلی عقد الجزیة،و حقه التذکیر.

ص:444


1- 1)المبسوط 2:40. [1]
2- 2) نسبه فی المختلف:335 إلی بعض الأصحاب.
3- 3) التذکرة 1:440. [2]
4- 4) المنتهی 2:964. [3]
5- 5) المختلف:335.
6- 6) الشرائع 1:328. [4]

و لو حاصرنا بلدا،و لم نجد فیه سوی النساء،فسألن بذل الجزیة لیسلمن من الرق لم یجب. و لو بلغ الصبی سفیها لم یقر إلاّ بجزیة،فان اتفق مع ولیه علی جزیة عقداها صح،و إن اختلفا قدمنا اختیاره لتعلقه بحقن دمه،و تؤخذ الجزیة من أهل الذمة عربا کانوا أو عجما. و لو ادعی أهل حرب أنهم منهم قبل بذلهم الجزیة،و لم یکلفوا قوله: (و لو حاصرنا بلدا و لم نجد فیه سوی النساء،فسألن بذل الجزیة لیسلمن من الرق لم یجب).

نفی الوجوب أعم من نفی الجواز،بل ربما أشعر اختیار ذکره بثبوت الجواز، و هو مخالف لما اختاره المصنف فی التذکرة (1)و المنتهی (2)،نعم إن تعذر الفتح لم تتحقق المخالفة.

قوله: (و إن اختلفا قدمنا اختیاره لتعلقه بحقن دمه).

سوق العبارة یدل علی أن المراد باختلافهما:ارادة السفیه العقد بها،و الولی خلافه.

قوله: (و تؤخذ الجزیة من أهل الذمة عربا کانوا أو عجما).

و قال ابن الجنید:إنّ نصاری تغلب لا تؤخذ منهم الجزیة،لما نقل من أنهم تنصروا بعد مبعث النبی صلی اللّه علیه و آله (3)،و لم یثبت.

قوله: (و لو ادعی أهل حرب أنهم منهم قبل بذلهم للجزیة.).

أی:من أهل الذمة،و إنما لم یکلفوا البینة،لأنه ربما تعذر أو تعسر الاطلاع علی أحوالهم إلا من قبلهم،و لقبول قولهم فی دینهم الذی یدینون به،و لو رجع بعضهم عن هذه الدعوی لم یقدح فی ذمة الباقین،نعم لو أسلم منهم اثنان

ص:445


1- 1)التذکرة 1:440.
2- 2) المنتهی 2:964.
3- 3) نقله عنه فی المختلف:336.

البینة،فإن ظهر کذبهم انتقض العهد و جاز اغتیالهم لتلبیسهم.و لو ظهر قوم زعموا أنهم أهل الزبور ففی تقریرهم اشکال،و إنما یقر الیهود و النصاری و المجوس لو دخل اباؤهم فی هذه الأدیان قبل مبعث النبی علیه السلام،فلو دخل جماعة من عبّاد الأوثان فیها بعد البعثة لم یقروا.

و عدلا،ثم شهدا بخلاف دعواهم قبل،فیصالحون حینئذ.

فإن قیل:لم لم یحکم بکون ذلک شبهة؟ قلنا:لأن الأمان إنما وقع علی تقدیر شیء زعموه مع علمهم بعدمه، فیکون نفی الأمان معلوما عندهم.

قوله: (و لو ظهر قوم زعموا أنهم أهل الزبور ففی تقریرهم إشکال).

ینشأ من تناول (أُوتُوا الْکِتابَ) (1)لهم،و من أنّ المراد بالکتاب:التوراة و الإنجیل لا مطلقا،و لأن المتبادر من الکتاب:ما اشتمل علی الأحکام لا نحو الزبور،فإنه مواعظ خال من الأحکام،و قد نقل المصنف فی المنتهی الإجماع علی أنّ اللام فی(الکتاب)الواقع فی قوله تعالی (مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ) (2)للعهد، و المعهود هو التوراة و الإنجیل (3)،و مثل الزبور صحف إبراهیم.و الأصح عدم تقریرهم،لما قلناه،و إن سلّم أنّ اللام لیس للعهد فالشک فی صدق اسم الکتاب علی الزبور،مع قیام الدلیل الدال علی وجوب قتل المشرکین کاف فی منع تقریرهم.و کذا القول فی صحف إبراهیم و نحوها.و قوله:(و لو ظهر قوم زعموا.) لیس علی ما ینبغی،لأنه یعطی أن الإشکال إذا زعموا ذلک،و لیس کذلک، بل لو کان قوم أهلا للزبور و تحقق ذلک فی تقریرهم الاشکال،و کأنه أراد بذلک الإشعار بأنّ مثل هؤلاء لیسوا بموجودین و لا نعرف مثلهم.

قوله: (و إنما یقر الیهود و النصاری و المجوس،لو دخل آباؤهم فی هذه الأدیان قبل مبعث النبی صلی اللّه علیه و آله).

ربما یقال:لا فائدة فی التقیید بدخول الآباء،بل هو مضرّ،لأن دخولهم

ص:446


1- 1)التوبة:29.
2- 2) التوبة:29. [1]
3- 3) المنتهی 2:961. [2]

و لو دخلوا بعد التبدیل قبل البعثة احتمل التقریر مطلقا، لانحطاط درجة المجوس المقرین علی دینهم عنهم. قبل المبعث کاف،و لا حاجة الی دخول الآباء،و عنه جوابان:

أحدهما:أن الکلام فی الیهود و النصاری و المجوس الذین فی أزمنتنا هذه، و هؤلاء إنما یتصور دخول آبائهم فی هذه الأدیان قبل المبعث دونهم،فلو اعتبر دخولهم امتنع تقریر هؤلاء.

الثانی:أن دخول الآباء لما کان کافیا عن دخولهم بأنفسهم فی تقریرهم، دلّ علی أن دخولهم کاف بطریق أولی،و لو أنه قال:لو دخلوا هم أو آباؤهم، لسلم عن هذا السؤال.

و إنما اعتبر ذلک،لأن الدخول بعد البعثة و نسخ الملة السابقة تبدیل للدین،و قال علیه السلام:«من بدل دینه فاقتلوه» (1).و لا یرد أنّ الملل السابقة علی ملة عیسی علیه السلام منسوخة،فلا یقر بالدخول فیها قبل مبعثه صلی اللّه علیه و آله،لأنا نقول:الملل السابقة بالإضافة إلی ملتنا بمنزلة ملة واحدة.

قوله: (و لو دخلوا بعد التبدیل قبل البعثة،احتمل التقریر مطلقا، لانحطاط درجة المجوس المقرین علی دینهم عنهم).

قوله: (مطلقا)فی مقابل التقیید بالتمسک بغیر المحرف،و المراد بغیر المحرف:

ما بقی بعد التحریف،و ما کان قبل أن یحرف،لأن مجموع ذلک هو الکتاب.

و المراد بالتمسک به:هو اعتقاد أنه الحق عندهم،و لا یضر عدم العلم به تفصیلا دون العمل به،لأن عدم ذلک لا یخل بکونه دینا له.و یحتمل أن یراد بغیر المحرف:ما یبقی بعد التحریف،و هو بعید،لأن عدم التصدیق بالبعض بمنزلة عدم التصدیق بالکل.

ص:447


1- 1)سنن ابن ماجة 2:848 حدیث 2535.

و التقریر ان تمسکوا بغیر المحرف. و الصابئون من النصاری و السامرة من الیهود إن کفروهم لم یقروا و إن جعلوهم مبدعة أقروا. و ما ذکره من انحطاط درجتهم عن المجوس-لیکون تقریرهم بطریق أولی، توجیها للاحتمال الأول-منظور فیه،لأن المقرین من المجوس لم یثبت دخولهم فی دینهم بعد التبدیل،حتی لو ثبت ذلک جاء الإشکال فی تقریرهم أیضا.

و ینبغی ابتناء المسألة علی تحقیق معنی(أوتوا الکتاب) (1)فان صدق حقیقة بالتمسک ببعضه ثبت التقریر،و إلا فلا.و کلّ هذا رجوع إلی تخمین،فانّ دلائل القتل عامة،و التخصیص یحتاج إلی دلیل،و مثل هذا غیر کاف فی ثبوته، فالأرجح هو الوجه الثانی.

قوله: (و التقریر إن تمسکوا بغیر المحرف).

إن أرید بغیر المحرف هو ما بقی من الأحکام سلیما عن التحریف و ما کان منها قبل التحریف فهو حق،فانّ التمسک بذلک تمسک بمجموع الکتاب، و إن أرید تمسکه بما بقی منها بعد التحریف خاصة فلیس بواضح،لتضمنه إنکار بعض الکتاب،و هو جار مجری إنکار جمیعه،و المعتمد اعتبار التمسک بالمجموع، و إلا لم یقر.

قوله: (و الصابئون من النصاری و السامرة من الیهود إن کفروهم لم یقروا و إن جعلوهم مبتدعة أقروا).

قد قیل:إن الصابئین من النصاری،و قیل:إنهم یسبتون فهم من الیهود، و قیل:إنهم من المجوس (2)،و قیل:إنهم یعبدون الکواکب و یقولون:إن الکواکب السبعة آلهة و إن الفلک حی ناطق و علی هذا فلا یقرون بالجزیة.و الذی اختاره المصنف:أنهم من النصاری،و السامرة من الیهود،و أنهم إن کان کلّ من

ص:448


1- 1)التوبة:29.
2- 2) قاله مجاهد و الحسن کما فی التفسیر الکبیر 3:105. [1]

و الأقرب تقریر المتولد بین الوثنی و النصرانی بالجزیة،بعد بلوغه إن کان أبوه نصرانیا،و إلاّ فلا. الفریقین عند فریقه کافرا لمخالفته له فی الاعتقاد لم یقروا بالجزیة،و إن کانوا عندهم مبتدعة لا یخالفونهم فی أصل الاعتقاد فهم منهم حقیقة یقرون بالجزیة.

لکن قد یقال:إن المرجع فی ذلک إن کان إلی الیهود و النصاری أشکل، من حیث أنّ الاقدام علی قتلهم بقول الکفار الذین لا یؤمنون مما یخالف أصول المذهب،و الاطلاع علی حالهم إلا من قبلهم عزیز.

و لو قیل بأخذ الجزیة منهم،تعویلا علی ما نقل من کونهم من النصاری و الیهود إلی أن یعلم تکفیرهم إیاهم و عدمه،أو رجوعا إلی إخبارهم عن أنفسهم بذلک،و بأنهم لا یکفرونهم لکان وجها،لأنّ دعوی من ادّعی أنه من أهل الجزیة مسموعة ما لم یعلم خلافها.

قوله: (و الأقرب تقریر المتولد بین الوثنی و النصرانی بالجزیة بعد بلوغه إن کان أبوه نصرانیا و إلاّ فلا).

أما إذا کان الأب نصرانیا فلا بحث لثبوت تبعیته له،و أما إذا کانت الأم نصرانیة خاصة فیشکل الحکم،لتحقق لحاقه بها،و الولد یتبع أشرف الطرفین.

فان قیل:لیست الام من أهل الجزیة و الأب و ثنی،فلا مقتضی لتقریره بها.

قلنا:ثبوت التقریر بالجزیة له لیس بتبعیة الأم،بل بکونه نصرانیا من أهل الکتاب،و تبعیته لها ثابتة،فیکون تابعا لها فی الدین.

و قد أفتی المصنف بما اختاره هنا فی کتبه کالتحریر (1)و التذکرة (2)و المنتهی (3)،و الذی یسوق إلیه النظر عدم الفرق بین الام و الأب فی التبعیة

ص:449


1- 1)تحریر الأحکام 1:149.
2- 2) التذکرة 1:438.
3- 3) المنتهی 2:964.

و لو توثن نصرانی و له ولد صغیر،ففی زوال حکم التنصر عنه نظر،فان قلنا بالزوال لم یقبل منه بعد بلوغه إلا الإسلام،و إن قلنا بالبقاء جاز إقراره بالجزیة.

و لو تنصر الوثنی و له ابن صغیر و کبیر،فأقاما علی التوثن،ثم بلغ الصغیر بعد البعثة جاز إقراره علی التنصر لو طلبه بالجزیة دون الکبیر.

و لا بد من التزام الذمی بجری أحکام المسلمین علیه.

الثانی:العاقد
اشارة

الثانی:العاقد:و هو الإمام أو من ینصبه،و یجب علیه القبول إذا بذلوه،إلاّ إذا خاف غائلتهم،و لا یقبل من الجاسوس.

و لو عقد مسلم لم یصح و إن کان لواحد،لکن لا یغتال بل یرد إلی مأمنه،فإن أقام سنة لم یطالب عنها.

و صورة العقد أن یقول العاقد:اقررتکم بشرط الجزیة،و التزام أحکام الإسلام،أو ما یؤدی هذا المعنی،فیقول الذمی:قبلت،فهذان شرطان لا بد منهما،و البواقی إن شرطت وجبت.

و یصح العقد مؤقتا علی اشکال ینشأ:من أنه بدل عن الإسلام فلا یصح فیه التوقیت کالمبدل،و یصح مؤبدا،و لو قال:ما شئت صح.

بالدین،و کون الأم لا جزیة علیها غیر قادح،لأن المانع من جهة کونها امرأة لا من جهة الدین،و قوة هذا الوجه ظاهرة.

قوله: (و لو توثن نصرانی و له ولد صغیر،ففی زوال حکم التنصر عنه نظر).

الأصح لا یزول،لأن استصحاب ما ثبت إلی أن یعلم المزیل لازم.

قوله: (و یصح العقد مؤقتا علی إشکال.).

الأصح الصحة،نظرا إلی ظاهر قوله تعالی (حَتّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ) (1)فإن غایة القتال إعطاؤها.

ص:450


1- 1)التوبة:29. [1]

و لا یصح تعلیقه بمشیئة الإمام علی اشکال:من حیث أنه لیس للإمام الابتداء بالنقض،و من حیث الشرط. و لو قال:ما شاء اللّه،أو ما اقرکم اللّه فکالتعلیق بمشیئة الکافر، لأنه تعالی أمرنا بالتقریر ما دام باذلا للجزیة.

و لا تقدیر للجزیة،بل بحسب ما یراه الإمام.و یجوز وضعها علی رؤوسهم،و علی أرضهم،و له الجمع علی رأی. و تؤخذ عند انتهاء کل حول،فإن أسلم قبل الأداء سقطت،و إن کان بعد الحول علی رأی. قوله: (و لا یصح تعلیقه بمشیئة الامام علی إشکال،من حیث أنه لیس للإمام الابتداء بالنقض،و من حیث الشرط).

المراد:أن الامام علیه السلام یمتنع کون العقد مؤقتا بمشیئته،إذ لا مشیئة له فیه نظرا إلی أنه لازم من طرف الإمام،فإن الجزیة إذا بذلها الذمی وجب قبولها،و متی کان لازما من طرفه لم یکن له رفعه و لا نقضه،فانتفی کونه بمشیئته، فامتنع تعلیقه بها،لأن اشتراطه ینافی مقتضی العقد.

و یمکن أن یقال:إن تعلیقه بمشیئته استقلالا من دون رضی الکافر مخالف لمقتضی العقد،لا تعلیقه بها مع رضی الکافر بذلک،لأن غایته تفویض المشیئة إلیه،و المشیئة فیه ثابتة للکافر،و تفویضها أمر ممکن لأنه فعل قابل للنیابة فیجوز.

قوله: (أو ما أقررکم اللّه).

الصواب:أو ما أقرّکم بغیر فک الإدغام.

قوله: (و له الجمع علی رأی).

له ذلک و لا مانع منه،و إطلاق الآیة یتناوله (1).

قوله: (و ان کان بعد الحول علی رأی).

هذا هو الأصح،لامتناع أخذ الجزیة من المسلم،و لأن الإسلام یجبّ ما

ص:451


1- 1)التوبة:29.

نعم لو باعها الإمام أخذت منه.و لو مات بعد الحول قبل الأداء أخذت من صلب ترکته.و إذا فسد العقد لم نقتلهم بل نلحقهم بأهلهم، فإن أقاموا سنة عندنا أخذت الجزیة. و لو دخل الکافر دارنا بغیر أمان لم نأخذ منه شیئا،لأنه لم یقبله، لکن نغتاله.

و لو قال:دخلت لسماع کلام اللّه أو لسفارة صدّقناه،و لا نغتاله و إن لم یکن معه کتاب.

و یجوز أن یشترط علیهم ضیافة من یمر بهم من المسلمین.

و یشترط أن یکون زائدا علی أقل ما یجب علیهم من الجزیة لو اقتصر علی الضیافة،و أن یکون معلوم المقدار بأن یعیّن عدد الأیام،و عدد قبله.

قوله: (فإن أقاموا سنة عندنا أخذنا الجزیة).

الفرق بین هذا و بین ما إذا عقد واحد من المسلمین:أنّ العاقد هنا له أهلیة العقد فیؤثر رضاه،بخلاف ما هناک.

قوله: (و یشترط أن یکون زائدا علی أقل ما یجب علیهم من الجزیة لو اقتصر علی الضیافة).

إنما اشترطت الزیادة لیتحقق الأمران،أعنی:الجزیة،و الضیافة معا،التی هی مشروطة زائدا علی الجزیة،و بهذا صرّح الشیخ فی المبسوط (1)و المتأخرون (2)، و لأن مصرفهما مختلف کما سیأتی.

قوله: (و أن یکون معلوم المقدار،بأن یعین عدد الأیام.).

لأن الجهالة مانعة من المطالبة بمقدار معین،و لقائل أن یقول:إذا جاز ضرب الجزیة مجهولة فلیجز ضرب الضیافة کذلک،لأنها جزیة،أو شرط مع

ص:452


1- 1)المبسوط 2:38.
2- 2) منهم:یحیی بن سعید فی الجامع للشرائع:235،و المحقق فی الشرائع 1:329.

من یضاف،و قدر القوت و الأدم،و علف الدواب و جنسه. و ینبغی أن یکون النزول فی فاضل بیعهم،و کنائسهم و منازلهم. و لیس لنا إخراج أرباب المنازل و إن ضاقت عنا،و حینئذ من سبق الی منزل فهو أولی.

فروع

فروع:

أ:وضع علی علیه السلام علی الفقیر فی کل حول اثنی عشر درهما

أ:وضع علی علیه السلام علی الفقیر فی کل حول اثنی عشر درهما،و علی المتوسط أربعة و عشرین،و علی الغنی ثمانیة و أربعین.

الجزیة،و لم أظفر فی ذلک بشیء نفیا و لا إثباتا.

و لا تتقدر الضیافة بثلاثة أیام علی الأصح اتباعا للشرط،و قوله علیه السلام:«الضیافة ثلاثة أیام» (1)محمول علی الضیافة المعتادة،و تلک لا شرط فیها.

قوله: (و قدر القوت و الأدم و علف الدواب و جنسه).

أی:جنس کل واحد من ذلک.

قوله: (و ینبغی أن یکون النزول فی فاضل بیعهم و کنائسهم و منازلهم).

أی:فیما فضل عن حاجتهم من هذه المذکورات،و هذا علی طریق الاستحباب علی الظاهر،فیجوز النزول مطلقا.نعم لا یجوز إخراج أرباب المنازل علی حال،و یؤمرون بتوسعة أبواب الکنائس و تعلیتها.

قوله: (و حینئذ من سبق إلی منزل فهو أولی).

أی:و حین ضیق المنازل عنا إلی آخره،و وجه الأولویة:أنها کالربط حینئذ،لاستواء المسلمین فی جواز النزول فیها،فمن سبق إلی منزل کان أولی.و لو قام و ترک متاعه مریدا للعود فالأولویة بحالها،و قال الشیخ:یقرع (2)،و الأصح

ص:453


1- 1)الکافی 6:283 حدیث 2. [1]
2- 2) المبسوط 2:39. [2]

و لیس ذلک لازما،بل بحسب ما یراه الإمام فی کل وقت،فلو قدّر علی الغنی قدرا ثم علم أنه غیر واجب لم یکن له الرجوع،إلاّ أن ینبذ العهد ثم یرجع الی بذل الأقل فیجوز مع المصلحة.

و لو ماکس الإمام بالزیادة،فامتنع من بذلها وجب القبول بالأقل.

الأول،أما لو جاؤوا دفعة فالقرعة مع الضیق.

قوله: (فلو قدّر علی الغنی قدرا ثم علم أنه غیر واجب لم یکن له الرجوع،إلا أن ینبذ العهد،ثم یرجع إلی بذل الأقل).

أی:إذا کان تقدیر الجزیة بحسب ما یراه الإمام علی اختلاف الأوقات، فلو قدّر علی الغنی قدرا،ثم علم الغنی أن ذلک القدر غیر واجب فی شرعنا بالأصالة فیمکن عقد الذمة علی أقل منه،لم یکن له الرجوع عنه إلی بذل الأقل،لتحقق العقد المشتمل علی اشتراط ذلک المقتضی لوجوبه،إلا أن ینبذ العهد و یفسخ العقد،فإنّ له فسخه،لأنه غیر لازم من طرفه،ثم یرجع إلی بذل الأقل.

و لقائل أن یقول:إذا کان تقدیر الجزیة برأی الامام و بحسب ما یراه، فلیس للکافر الفسخ و الرجوع إلی الأقل،لأنه قد رأی ذلک القدر،لأنه المفروض.

و جوابه:أنّ التقدیر من طرفنا منوط برأی الامام لا من طرف الکافر،بناء علی أنه لا مقدّر لها،و من ثمّ لو بذل الکافر الذمی من أول الأمر جزیة قلیلة وجب قبولها إذا صلح المبذول لکونه جزیة،و امتنع الکافر مما سواه.

و للإمام المماکسة إذا اقتضتها المصلحة،رعایة لمصلحة المسلمین،فإن امتنع الکافر من بذل الزیادة أصلا وجب قبول الأقل.و فی کون الجزیة مقدرة أم لا أقوال:

أ:تقدیرها کثرة و قلة.

ب:تقدیرها فی طرف القلة.

ج:عدم التقدیر مطلقا،و کونها بحیث لا یعلم الکافر بقدرها-الذی هو معنی الصغار عند بعضهم-ینافی الأول.

ص:454

ب:لو اجتمع علیه جزیة سنتین لم تتداخل

ب:لو اجتمع علیه جزیة سنتین لم تتداخل،و لو مات فی أثناء السنة فالأقرب السقوط بالکلیة. و تقدم الجزیة علی الوصایا،و تقسّط الترکة بینها و بین الدین.

ج:ینبغی أن یکون عدد الضیفان علی الغنی أکثر

ج:ینبغی أن یکون عدد الضیفان علی الغنی أکثر،و لا یفرق بینه و بین الفقیر بجنس الطعام. و اعلم أن شیخنا الشهید قال فی حواشیه:إن هذا الحکم انما یتم علی تقدیر الجزیة،أما علی عدم التقدیر فإنه بحسب ما وضعه الإمام.و لیس بجید،نظرا إلی أن سوق العبارة یقتضی تفریع هذا الحکم علی عدم التقدیر،ثم إنه لا یستقیم فی نفسه أیضا علی التقدیر،لأنه علی هذا لا یسوغ له الرجوع إلی الأقل و إن نبذ العهد،إلاّ أن یحمل علی أنّ لأقل الجزیة مقدارا،و یعقد الامام بأزید منه،ثم یعلم الکافر عدم وجوب الزائد،و فیه مالا یخفی.

قوله: (و لو مات فی أثناء السنة فالأقرب السقوط بالکلیة).

لعدم العلم بوجوبها بحصول أجزاء الحول شیئا فشیئا المقتضی للشک فی وجوب بعضها ببعض الحول،فالأصح السقوط.

قوله: (و تقسط الترکة بینها و بین الدین).

لأنها دین،و لا فرق بین کونها مضروبة علی الرؤوس و علی الأرضین، لأن ضربها علی الأرض ضرب معاملة،و لیس مقتضاه أن یؤدی منها.

قوله: (ینبغی أن یکون عدد الضیفان علی الغنی أکثر).

هذا الحکم علی الاستحباب،لأن الجزیة منوط تقدیرها برأی الإمام،فلو رأی خلاف ذلک جاز.

لکن قد یقال:إن کان علیه السلام قد رأی تقدیر العدد علی الغنی أکثر باقتضاء المصلحة لم یجز مخالفته،فلا یکون مستحبا بل واجبا،و یمکن الجواب:بأنه مع اقتضاء المصلحة-العقد مطلقا-یستحب له التکثیر علی الغنی.

قوله: (و لا یفرق بینه و بین الفقیر بجنس الطعام).

لأن الفرق بالقدر کاف فی التفاوت،و لا یختلف الحال علی المسلمین فی طعامهم.

ص:455

و لا تحتسب الضیافة من الدینار،و یختص الدینار بأهل الفیء، و الضیافة مشترکة بین الطارقین من المسلمین و إن لم یجاهدوا.

د:الصغار إن جعلناه عدم علمه بالمقدار لم تجب الإهانة

د:الصغار إن جعلناه عدم علمه بالمقدار لم تجب الإهانة،و إلاّ فالأقرب الوجوب،فلو و کلّ مسلما لأدائها لم یجز.

و تؤخذ منه قائما،و المسلم قاعدا،و یأمره بإخراج یده من جیبه و یطأطئ رأسه.

قوله: (و لا تحسب الضیافة من الدینار).

لعل المراد:أن الضیافة لا تکون محسوبة من مال الجزیة الذی ربما قدر بالدینار.و فی حواشی شیخنا الشهید حمل ذلک علی تقدیر الجزیة بالدینار،و فیه بعد،لأنه قد سبق فی کلامه أنه لا مقدّر لها سوی ما رآه الإمام.

قوله: (و یختص الدینار بأهل الفیء،و الضیافة مشترکة.).

هذا أیضا کالذی قبله،و قد یستفاد من هذه العبارة و التی قبلها:مغایرة الجزیة للضیافة،مع أنه قد سبق فی کلامه جواز الاقتصار علیها.

و یجاب بأنه قد سبق أیضا وجوب زیادتها علی مقدار أقل الجزیة لیتحقق الأمران معا،فإن الجزیة لا تختص بنوع من الأموال کالنقد مثلا،بل کل ما یعد مالا یؤخذ عنها.

قوله: (الصغار إن جعلناه عدم علمه بالمقدار لم تجب الإهانة).

قد ینظر فی ذلک،بأن یکون الموجب للإهانة شیء آخر،من شیء منقول فی السنة و نحوه قوله: (و إلا فالأقرب الوجوب).

مقتضاه:إنا إذا لم نجعله عدم العلم بالمقدار تجب الإهانة،و لیس بظاهر، لأنّا إذا لم نقل بذلک یمکن القول بأنه جریان أحکامنا علیهم کما هو مقالة

ص:456

ه:لو طلبوا أداء الجزیة باسم الصدقة،و یزیدون فی القدر

ه:لو طلبوا أداء الجزیة باسم الصدقة،و یزیدون فی القدر جازت الإجابة مع المصلحة.

و الأقرب فی الجبران مراعاة مصلحة المسلمین فی القیمة السوقیة، المبسوط (1)،فلا یظهر ما قاله،و لو تم له ذلک بأن یکون هو مدلول الآیة علی هذا التقدیر،فلا معنی لقوله:(فالأقرب).

و یمکن أن یعتذر له:بأن المراد إذا فسرنا الصغار بعدم علم المقدار،فلا شبهة فی عدم دلالته علی الإهانة،فلا تجب الإهانة بمقتضی الآیة،و إن لم نفسره بذلک احتمل إرادته لأنه أحد الأقوال،و هو الأقرب عند المصنف،و حینئذ (2)فلا خلل فی العبارة.

فإن قیل:إن فسّرنا الصغار بإجراء أحکامنا علیهم فلا دلیل علی وجوب الإهانة،و إن فسّرناها بإهانتهم فأی دلیل علی اعتبار جریان أحکامنا علیهم؟ قلت:اعتبار جریان أحکامنا علیهم أمر مجمع علیه،و الظاهر من الآیة اعتبار الإهانة،و هو ما علیه أکثر المفسرین (3).

قوله: (لو طلبوا أداء الجزیة باسم الصدقة و یزیدون فی القدر.).

و هل یبقی وجوب الإهانة بحاله إن قلنا به؟ظاهرهم العدم،لأن بذل الزیادة للتخلص من الإهانة،و هل یعتبر-الشنق- (4)و الوقص؟ (5)فیه نظر.

قوله: (و الأقرب فی الجبران مراعاة المصلحة).

هذا هو الأصح،إذ لیس ذلک زکاة بالأصالة،فیعتبر أغبط الأمرین للمسلمین.

ص:457


1- 1)المبسوط 2:38.
2- 2) فی«ن»:(و الشیخ)بدل(و حینئذ).
3- 3) الأسطر الأربعة السابقة کانت مقدمة علی الفقرة التی قبلها فی النسخة الحجریة و«ن»و«ه» فأخرناها اعتمادا علی ما فی«س»،و هو الصحیح.
4- 4) قال الطریحی:الشنق-بالتحریک-فی الصدقة ما بین الفریضتین،و هو مما لا تتعلق به زکاة کالزائد من الإبل علی الخمس الی التسع،و ما زاد منها علی العشر إلی أربع عشرة،و الجمع أشناق، و بعضهم یخص الشنق بالإبل و الوقص بالبقر،مجمع البحرین( [1]شنق)5:197.
5- 5) قال الطریحی:الوقص-بالتحریک،و فی إسکان القاف لغة-واحد الأوقاص من الصدقة،و هو ما بین الفریضتین،و البعض یجعل الوقص فی البقر خاصة،مجمع البحرین(و [2]قص)4:190.

أو التقدیر الشرعی.

و:لو خرقوا الذمة فی دار الإسلام ردهم الی مأمنهم

و:لو خرقوا الذمة فی دار الإسلام ردهم الی مأمنهم،و هل له قتلهم و استرقاقهم و مفاداتهم؟فیه نظر. و لو أسلموا قبل الحکم سقط الجمیع،إلاّ القود و الحد و المال.

و لو أسلموا بعد الاسترقاق و المفاداة لم یسقط ما حکم علیهم.

ز:یمضی الإمام الثانی ما قرره الأول

ز:یمضی الإمام الثانی ما قرره الأول،إذا لم تخرج مدة تقریره،فلو شرط الدوام فی الجزیة لم یغیره الثانی،و لو أطلق الأول جاز له التغییر بحسب المصلحة.

ح:یکره أن یبدأ الذمی بالسلام

ح:یکره أن یبدأ الذمی بالسلام.

و یستحب أن یضطر إلی أضیق الطرق،و یمنع من جادة الطریق. قوله: (لو خرقوا الذمة فی دار الإسلام ردّهم إلی مأمنهم).

أی:جوازا بدلیل قوله:(و هل له قتلهم.).

قوله: (و هل له قتلهم و استرقاقهم و مفاداتهم؟فیه نظر).

الأظهر وجوب ردّهم إلی مأمنهم،عملا باستصحاب الحکم السابق،إلاّ أن یقاتلوا المسلمین،أو یقتلوا منهم،أو یسبوا اللّه و رسوله و نحو ذلک.

قوله: (فلو شرط الدوام فی الجزیة لم یغیره الثانی).

إن قیل:قد تقتضی المصلحة التغییر فیجب أن یجوز،قلنا:إنما شرط الإمام دوامه،مع علمه بعدم اختلاف المصلحة لأنه معصوم،بخلاف ما لو أطلق.

قوله: (و یمنع من جادة الطریق).

هذا مع استطراق المسلمین لا مطلقا،و المراد:منعه من صدر الجادة لیضطر إلی جانبها،فیضیق علیه.

ص:458

الثالث:حکم العقد
اشارة

الثالث:حکم العقد:و یجب لهم بعقد الذمة وجوب الکف عنهم و أن یعصمهم بالضمان نفسا و مالا. و لا یتعرض لکنائسهم،و لا لخمورهم و خنازیرهم بشرط عدم التظاهر،فمن أراق خمرهم،أو قتل خنزیرهم مع الستر ضمنه بقیمته عندهم،و لا شیء مع التظاهر.و لو غصبهم وجب رده.

و لو ترافعوا إلینا فی خصوماتهم تخیّر الحاکم:بین:الحکم بشرع الإسلام،و ردهم الی أهل نحلتهم لیحکموا بمقتضی شرعهم،و یجب دفع قوله: (و یجب لهم بعقد الذمة وجوب الکف عنهم).

ای:یثبت لهم وجوب ذلک.

قوله: (و أن یعصمهم بالضمان نفسا و مالا).

أی:و أن یعصمهم العقد أو الإمام بدلیل السیاق،و المراد بقوله:

(بالضمان)أی:بضمان کل منهما علی من یتلف واحدا منهما،فإنّ ضمانهما موجب للعصمة فی کل منهما،و نصبهما فی العبارة علی التمییز،للنسبة فی(یعصمهم).

و یمکن أن یکون معناه:و أن یعصمهم فی النفس و المال بضمانهما الحاصل بالعقد،لأنه یصیّر دماءهم و أموالهم کدماء المسلمین و أموالهم.

قوله: (و لو ترافعوا إلینا فی خصوماتهم تخیر الحاکم بین الحکم بشرع الإسلام،و ردهم إلی أهل نحلتهم لیحکموا بمقتضی شرعهم).

یتعین الحکم فی مواضع:

الأول:إذا کان أحد الخصمین مسلما،فإنه لا یجوز إجراء حکم الکافر علی المسلم،و ظاهر قوله:(و لو ترافعوا)قد یشعر بذلک.

الثانی:لو تحاکموا إلی حکامهم فقضوا علیهم بالجور فترافعوا إلینا،وجب الحکم بشرع الإسلام،و فی روایة هارون بن حمزة،عن ابی عبد اللّه علیه السلام ما

ص:459

الکفار عنهم.و لو انفردوا ببلدة بعیدة عن بلاد الإسلام،ففی وجوب دفع من یقصدهم من الکفار اشکال.و لو شرطناه وجب،و لو شرطنا عدم الذب لم یجب،

و یحکم العقد علیهم بأشیاء

و یحکم العقد علیهم بأشیاء:

یومئ الی ذلک (1).

الثالث:لو کان المتحاکمان من أهل ملتین،و لم یتراضیا بحاکم من إحدی الملتین حذرا من وقع الفتنة،فإنّ الدفع عنهم واجب علینا.

الرابع:إذا کان المتحاکم فیه عدوانا-عندنا لا عندهم-،کما لو أتلف أحدهم خمرا أو خنزیرا علی آخر منهم فی حال التظاهر،فإنه لا شیء علی المتلف حینئذ،عندنا،فلا یجوز الردّ إلیهم لیقضوا بالغرم فی هذه الحالة،لأن الإتلاف واجب حینئذ.

الخامس:إذا فعل أحدهم ما یوجب العقوبة عندنا خاصة من حد أو تعزیر لم یجز الرد إلیهم،لئلاّ یتعطل حدّ اللّه تعالی،نعم،لو اتفقت الملتان فی إیجاب شیء جاز الرد.و لا عبرة بالاختلاف فی الکم و الکیف.

قوله: (و لو انفردوا ببلدة بعیدة عن بلاد الإسلام ففی وجوب دفع من یقصدهم من الکفار إشکال).

ینشأ من ظاهر قوله علیه السلام:«دماؤهم کدمائنا،و أموالهم کأموالنا»،و من عدم صراحته فی الدلالة،و انتفاء الضرر عن المسلمین،إذ لیسوا فی حوزتهم و بلادهم،و لما فی جمع العساکر و إثارة الحرب من الضرر العظیم، و الوجوب أحوط.و مثله ما لو کانوا فی بلدة بین بلاد الإسلام و بلاد الکفر.

قوله: (و لو شرطناه وجب،و لو شرطنا عدم الذبّ لم یجب).

أی:و الحال انفرادهم ببلدة بعیدة،کما أنّا لو شرطنا عدم الذب مع القرب بطل،لمنافاته مقتضی العقد.

ص:460


1- 1)التهذیب 6:301 حدیث 842.
أ:الکنائس

أ:الکنائس،فلا یمکنون من بناء کنیسة فی بلدة مصرها المسلمون،و لا فی بلدة ملکناها منهم قهرا أو صلحا،فإن أحدثوا شیئا نقض،و لهم الاستمرار علی ما کان فی الجمیع،و رم المستهدم منها،و یکره للمسلم اجارة الرم.

و لو وجد فی بلد المسلمین کنیسة،و لم یعلم سبقها و لا تأخرها لم ینقض،لاحتمال أن تکون فی بریة و اتصلت بعمارة المسلمین.

و لو صالحونا علی أن الأرض للمسلمین،و لهم السکنی و إبقاء الکنائس جاز،و لو شرطنا النقض جاز.

قوله: (فی بلدة مصّرها المسلمون).

مثل:الکوفة،و البصرة،و بغداد.

قوله: (و لا فی بلدة ملکناها منهم قهرا أو صلحا).

أی:علی أن الأرض للمسلمین،و علی رقابهم الجزیة بدلیل(ملکناها).

قوله: (و لهم الاستمرار علی ما کان فی الجمیع).

أی:حتی فی التی مصّرها المسلمون،بأن کانت الکنیسة مثلا فی فلاة،ثم دخلت فی خطة (1)بلد المسلمین،کما نبّه علیه فیما بعد.

قوله: (و رمّ المستهدم منها).

و هو المشرف علی الانهدام،و مثله المنهدم،لامتناع بقاء البناء مدة طویلة من دون إصلاحه و مرمته.

قوله: (و لو صالحونا علی أنّ الأرض للمسلمین و لهم السکنی و إبقاء الکنائس.).

هذا کالبیان لما سبق إجماله،و لهم الاستمرار علی ما کان فی الجمیع،فإنّ منه الأرض التی ملکناها بالصلح،و مقتضی ذلک:الاستمرار بها مطلقا،فتنبه

ص:461


1- 1)قال الجوهری:و الخطة بالکسر:الأرض یختطها الرجل لنفسه،و هو أن یعلم علیها علامة بالخط لیعلم انه قد اختارها لیبنیها دارا،و منه خطط الکوفة و البصرة.انظر:الصحاح( [1]خطط)3:1123.

و لو أطلقوا احتمل النقض،لأنا ملکنا الأرض بالصلح،و هو یقتضی صیرورة الجمیع لنا،و عدمه عملا بقرینة حالهم،لافتقارهم الی مجتمع لعباداتهم.

و لو صالحناهم علی أن الأرض لهم،و یؤدون الخراج فلهم تجدید الکنائس فیها،و کل موضع منعنا من الأحداث لم نمنع من إصلاح القدیم.

نعم لو انهدمت ففی الإعادة نظر، لهذا.

فرع:لو صالحونا علی أنّ الأرض لنا،و أن یحدثوا کنیسة مثلا،قال فی التذکرة:جاز،لأن لهم استثناء الأرض کلها فبعضها أولی (1)،و هو قریب.

قوله: (و لو أطلقوا احتمل النقض،لأنا ملکنا الأرض بالصلح، و هو یقتضی صیرورة الجمیع لنا).

هذا بحسب ظاهر اللفظ،لکن القرائن الحالیة دالة علی استثناء موضع عبادتهم،لامتناع بقائهم عادة من دون موضع لعبادتهم،إذ لیس فی مللهم العبادة حیث اتفق،کما امتنع بقاؤهم فی تلک الأرض من دون مسکن،فما دل علی استثناء المسکن دل علی استثناء موضع العبادة.

قوله: (و عدمه عملا بقرینة حالهم.).

و هو الأصح.

قوله: (نعم لو انهدمت ففی الإعادة نظر).

أی:انهدمت کلها کما هو ظاهر اللفظ،و إن کانت عبارة الشارح ولد المصنف قد توهم خلافه (2).و منشأ النظر:من أنها کنیسة قد استثنیت،فتکون إعادتها کابقائها،و من ظاهر قوله علیه السلام:«لا کنیسة فی الإسلام» (3)و هو

ص:462


1- 1)التذکرة 1:446.
2- 2) إیضاح الفوائد 1:390.
3- 3) وردت الروایة فی إیضاح الفوائد 1:390 بلفظ:(لا حصن فی الإسلام و لا کنیسة).

و لا یجوز لهم توسیع خطتها.

ب:عدم تعلیة بنائه المستجد علی جاره المسلم

ب:عدم تعلیة بنائه المستجد علی جاره المسلم و إن کانت دار جاره فی غایة الانخفاض،و فی المساواة إشکال. و لا یجب أن یقصر عن بناء جمیع المسلمین فی البلد،بل بناء محلته،و لو کانوا فی موضع منفرد فلا حجر.

و لا یمنع من شراء دار مرتفعة،و لا تهدم لو ملکها.نعم لو اشتراها من ذمی ظلم بالارتفاع هدم المرتفع.

و لو اشتراها المسلم من هذا الظالم لم تهدم،فلو باعها المسلم فالأقرب إقراره علی أقوی.و لا فرق بین الإبقاء و الإعادة،و لا نسلم أن الاستثناء مطلقا إنما هو للإبقاء دون غیره.

قوله: (و لا یجوز لهم توسیع خطتها).

لأنها ککنیسة محدثة.

قوله: (و فی المساواة إشکال).

الأصح لا یجوز،لظاهر قوله علیه السلام:«الإسلام یعلو و لا یعلی علیه» (1)،و لأن الذمی مأخوذ بما فیه الذلة و الإهانة،و ما قیل:من أنّ أول الحدیث یدل علی منع المساواة و آخره یدل علی جوازها لیس بشیء،لأن أوله یدل مطابقة و آخره یشعر بمفهومه الضعیف،و مثل هذا کیف یعدّ دلالة،خصوصا مع التصریح فی أوله بمنع المساواة.

قوله: (بل بناء محلته).

المراد به:بناء جیرانه عرفا.

قوله: (فلو باعها المسلم فالأقرب إقراره علی العلو).

ص:463


1- 1)الفقیه 4:243 حدیث 778.

العلو. و لو انهدمت المرتفعة مطلقا لم یجز له أن یعلو فی الإعادة،و لا یلزمهم إخفاء العمارة.

ج:عدم دخول المساجد

ج:عدم دخول المساجد،لا للاستیطان و لا للاجتیاز،سواء أذن لهم مسلم أو لا.

د:عدم استیطان الحجاز

د:عدم استیطان الحجاز،و المراد به:مکة و المدینة،و هی داخلة فی جزیرة العرب،لأن حدها من عدن الی ریف عبادان طولا، أی:لو باعها المسلم من ذمی ترکه لظهوره،و وجه القرب عدم الظلم استصحابا لما ثبت للمسلم،و هو الأصح.

قوله: (و لو انهدمت المرتفعة مطلقا لم یجز أن یعلو فی الإعادة).

المراد بالإطلاق:کون الارتفاع وقع أو لحق،و إنما لم یجز لأنه حینئذ بناء للذمی،و الارتفاع الأول إنما أبقی لأنه بناء لمسلم محترم،فاستصحب حکمه.

و ربما احتمل الجواز،لثبوت استحقاق إبقائه.و لا وجه له،لأنّ استحقاق إبقائه لا من جهة کونه حقا للکافر،بل من جهة کون البناء محترما من جهة أنه کان للمسلم،و هو منتف هنا.

قوله: (و لا یلزمهم إخفاء العمارة).

لا بأن یبنوا داخل الجدار إذا أشرف علی الانهدام جدارا آخر،و لا بکونها لیلا أو تحت الأرض.

قوله: (عدم استیطان الحجاز،و المراد به:مکة و المدینة).

و کذا الطائف و مخالیفها و نواحیها،و إنما سمی حجازا لأنه حجز بین نجد و تهامة،و هی بکسر التاء،و هی أرض معروفة وراء مکة،و قد یقال لمکة:

تهامة.

قوله: (و هی داخلة فی جزیرة العرب،لأن حدها من عدن إلی ریف عبادان طولا).

عدن:بلد فی الیمین،و الریف:هی المزارع و مواضع المیاه،و عبادان:

ص:464

و من تهامة و ما والاها إلی أطراف الشام عرضا. و یجوز لهم الاجتیاز بالحجاز،و الامتیار منه.

و لا یمکّن من الإقامة أزید من ثلاثة أیام علی موضع سوی الدخول و الخروج،و یمنع من الاجتیاز بالحرم،فلو جاء لرسالة خرج الیه من یسمعها.و لو دفن به نبش قبره و اخرج،و لو مرض و خیف موته بنقله نقل.

جزیرة تحیط بها شعبتان من دجلة و الفرات.

قوله: (و من تهامة و ما والاها إلی أطراف الشام عرضا).

و إنما کانت هذه جزیرة،لأن بحر الهند-الذی هو بحر الحبشة-و بحر فارس و الفرات و دجلة محیط بها،و إنما نسبت إلی العرب،لأنها منزلهم و مسکنهم و معدنهم.

و قیل:یحرم استیطانهم بجزیرة العرب کلها لشرفها،بکونها منزلا للعرب الذین منهم النبی صلی اللّه علیه و آله (1)،و قد روی عن ابن عباس:أن النبی صلی اللّه علیه و آله أوصی بإخراج المشرکین من جزیرة العرب (2)،و قال علیه السلام:

«لا یجتمع دینان فی جزیرة العرب» (3).

و حمل ذلک المصنف علی إرادة الحجاز،لشرفه بمبعث النبی صلی اللّه علیه و آله،و لأنه لولا ذلک لوجب إخراج أهل الذمة من الیمن،و لیس بواجب،و لم یخرجهم عمر.و یشکل:بأن المتبادر من جزیرة العرب جمیعها دون الحجاز خاصة، و فعل عمر بعید عن أن یکون حجة.

قوله: (و لو دفن به نبش قبره).

فی عبارة المبسوط:لم یخرج للنهی عن النبش (4)،و هو ضعیف.

ص:465


1- 1)قاله العلامة فی المنتهی 2:971،و [1]التذکرة 1:445. [2]
2- 2) صحیح البخاری 4:120.
3- 3) جامع الأصول 9:343 حدیث 6979.
4- 4) المبسوط 2:48.
ه:التزام جمیع ما تقدم

ه:التزام جمیع ما تقدم من الشرائط.

نکتة

نکتة:حکم انتقاض العهد بالقتال الاغتیال،و ما عداه یرد إلی مأمنه،و لو نبذ إلینا العهد الحق بالمأمن أیضا.

و لو کذب بعد إسلامه علی رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عزّر،فإن کذّبه فهو مرتد،فان نسبه الی الزنی فهو مرتد،فإن أسلم لم یلزمه شیء و احتمل القتل،لأن حد قذف النبی صلی اللّه علیه و آله القتل،و حد القذف لا یسقط بالتوبة،و وجوب ثمانین،لأن قذف النبی صلی اللّه علیه و آله ارتداد،و قد سقط حکمه بالتوبة و بقی حد القذف.

المطلب الرابع:فی المهادنة
اشارة

المطلب الرابع:فی المهادنة:و هی المعاهدة علی ترک الحرب مدة من غیر عوض. قوله: (التزام جمیع ما تقدم من الشرائط).

أی:فی أول الکتاب.

قوله: (و ما عداه یرد إلی مأمنه).

قد سبق التردد فی ذلک للمصنف،فرجع عنه هنا إلی الجزم بعدم الاعتبار،و یستثنی نقضه بالقتال،و بما سبق ذکره.

قوله: (و احتمل القتل،لأن حد قذف النبی صلی اللّه علیه و آله القتل).

هذا أظهر،و قوله بعد:(لأن قذف النبی صلی اللّه علیه و آله ارتداد.).

لیس بشیء،لأنه ارتداد و موجب القتل،فإذا سقط أحد الحکمین بالإسلام لم یلزم سقوط الآخر،بل یبقی کما کان،و لو تم استدلاله لم یجب شیء أصلا و لا ثمانون،لعدم المقتضی له أصلا.

قوله: (فی المهادنة:و هی:المعاهدة علی ترک الحرب مدة من غیر عوض).

هذا القید الأخیر المراد منه:أنّ المهادنة مبنیة و موضوعة علی عدم العوض،

ص:466

و هی جائزة مع المصلحة للمسلمین،و واجبة مع حاجتهم إلیها،إما لقلتهم،أو لرجاء إسلامهم مع الصبر،أو ما یحصل به الاستظهار، فإن جاز اشتراطه و أراد به:أنه لیس کالجزیة من شرطه العوض فیجوز بعوض، لأنه شرط سائغ لا ینافی مقصود المهادنة،فیجوز اشتراطه للعموم.

قوله: (و واجبة مع حاجتهم إلیها).

فی التذکرة (1)و المنتهی (2):إنها لا تجب بحال،لعموم الأمر بالقتال، و لفعل الحسین صلوات اللّه علیه.

و جوابه ظاهر،فإن الأمر بالقتال مقید بمقتضی (وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَی التَّهْلُکَةِ) (3).و أما فعل الحسین صلوات اللّه علیه فإنه لا نعلم منه أنّ المصلحة کانت فی المهادنة و ترکها،و لعله علیه السلام علم أنه لو هادن یزید علیه اللعنة لم یف له،أو أنّ أمر الحق یضعف کثیرا بحیث یلتبس علی الناس،مع أن یزید لعنه اللّه کان متهتکا فی فعله،معلنا بمخالفة الدین،غیر مداهن کأبیه لعنة اللّه علیهما،و من هذا شأنه لا یمتنع أن یری إمام الحق وجوب جهاده و إن علم أنه یستشهد،علی أنه علیه السلام فی الوقت الذی تصدی للحرب فیه لم یبق له طریق إلی المهادنة،فإن ابن زیاد لعنه اللّه کان غلیظا فی أمرهم علیهم السلام،فربما فعل بهم ما هو فوق القتل أضعافا مضاعفة.

قوله: (أو لرجاء إسلامهم مع الصبر).

فی إدخال هذا القسم فی الحاجة مناقشة،بل هو بما فیه مصلحة ألصق، و بالجواز أشبه،اللهم إلاّ أن تظهر علامات إرادتهم الإسلام،بحیث یغلب علی الظن ذلک،فإنه یبعد القول بجواز قتالهم حینئذ.

قوله: (أو ما یحصل به الاستظهار).

أی:أو لرجاء ما یحصل به الاستظهار،بأن یکون فی المسلمین قوة و فی

ص:467


1- 1)التذکرة 1:447. [1]
2- 2) المنتهی 2:974. [2]
3- 3) البقرة:195. [3]

فان لم تکن حاجة،و لا مضرة لم تجب الإجابة،بل ینظر إلی الأصلح،فإن کان فی طرف الترک لم تجز المهادنة،و إنما یتولاها الإمام أو من نصبه لذلک. و یشترط خلوها عن شرط فاسد کشرط ترک مسلم،أو ماله فی أیدیهم،و شرط دفع مال إلیهم إلا مع الخوف،و التظاهر بالمناکیر،و اعادة المهاجرات. ثم إن لم یکن الامام مستظهرا لضعف المسلمین،و قوة شوکة العدو لم تتقدر المدة،بل بحسب ما یراه و لو عشر سنین.

المشرکین أیضا،و یرجی بالمهادنة تجدد ضعف للمشرکین أو قوة للمسلمین.

قوله: (فان لم تکن حاجة و لا مضرة لم تجب الإجابة).

قد یقال:قوله:(فان لم تکن حاجة)مغن عن قوله:(و لا مضرة).

قوله: (و إنما یتولاها الإمام أو من نصبه لذلک).

إما لخصوصه أو لأمر عام دخلت فیه.

قوله: (و التظاهر بالمناکیر،و إعادة المهاجرات).

تقدیم الاستثناء علی هذین الأمرین دلیل علی عدم جوازهما مطلقا، بخلاف ما قبلهما فإنه یجوز مع الخوف،فأما إعادة المهاجرات فلا یجوز علی حال، لورود القرآن بالمنع منه (1).و ینبغی أن یکون من لا یؤمن أن یفتنوه عن دینه کذلک،و به صرح فی التحریر (2).

و أما التظاهر بالمناکیر،فقد عده فی المبسوط من الشروط الفاسدة،و عد من جملتها رد من جاء منهم مسلما و أطلق (3)،و قد یقال:إن الضرورة لو دعت إلی اشتراط إظهار المناکیر لم یکن أعظم من رد من جاء منهم إلینا مسلما.

ص:468


1- 1)الممتحنة:10.
2- 2) تحریر الأحکام 1:153. [1]
3- 3) المبسوط 2:52. [2]

و لو انعکس الحال لم تجز الزیادة علی سنة لقوله تعالی (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ) .

و تجوز إلی أربعة أشهر لقوله تعالی (فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) و فیما بینهما خلاف أقربه اعتبار الأصلح. قوله: (و لو انعکس الحال لم تجز الزیادة علی سنة.).

الأوجه أن یقال:لم یجز إلی سنة،فان الآیة (1)تدل علی وجوب الجهاد فی السنة،و لو جازت المهادنة سنة لانتفی وجوب الجهاد فیها،و هو غیر جائز مع الإمکان،و به صرح شیخنا فی الدروس،قال:و تتقدر الهدنة بما دون السنة فیراعی الأصلح (2).و فی المبسوط:و لا یجوز إلی سنة و زیادة علیها بلا خلاف،لقوله تعالی (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) (3)فاقتضی ذلک قتلهم بکل حال-إلی أن قال-:فأما إذا کانت المدة أکثر من أربعة أشهر و أقل من سنة فالظاهر المتقدم یقتضی أنه لا یجوز،و قیل:انه یجوز مثل مدة الجزیة (4).

و هذه العبارة تقتضی مساواة ما فوق الأربعة للسنة،و هو ضعیف،بل الحق أنّ ما دون السنة کالأربعة،لأنّ القتال بعد الأربعة غیر متحتم،بل یجب کونه فی السنة مرة کما سبق،أما السنة فلا یجوز إلا مع الضرورة.

قوله: (و فیما بینهما خلاف أقربه اعتبار الأصلح).

عبارة المبسوط تشعر بعدم جواز ما فوق الأربعة (5)،و مختار المصنف أقوی، لما قلناه.

ص:469


1- 1)التوبة:5.
2- 2) الدروس:162.
3- 3) التوبة:5. [1]
4- 4) قاله الشیخ فی المبسوط 2:50-51. [2]
5- 5) المبسوط 2:51. [3]

و لو عقد مع الضعف علی أزید من عشر سنین بطل الزائد. و لا بد من تعیین المدة،فلو شرط مدة مجهولة لم یصح،و لو أطلقها بطلت الهدنة،إلاّ أن یشترط الخیار لنفسه فی النقض متی شاء،و حکم العقد الصحیح وجوب الوفاء به الی آخر المدة أو الی أن یصدر منه خیانة و علموها، فان لم یعلموا أنه خیانة فینذر و لا یغتال. قوله: (و لو عقد مع الضعف علی أزید من عشر سنین بطل الزائد).

لأن ما زاد علیها لا یجوز،لأن النبی صلی اللّه علیه و آله إنما صالح علی العشر فی الحدیبیة (1).و مال فی التذکرة (2)و المنتهی (3)إلی الجواز مع الضرورة، و لیس بذلک البعید،فبناء علی الأول یبطل الشرط خاصة.و المتجه بطلان الشرط و العقد جمیعا،لأن التراضی إنما وقع علیهما.

قوله: (و لو أطلقها بطلت الهدنة).

إذ لا شیء یمکن الرجوع إلیه حینئذ.

قوله: (إلا أن یشترط الخیار لنفسه فی النقض متی شاء).

فإنه یجوز،لأن التراضی إذا وقع علی ذلک کان فی الحقیقة بمشیئة الجمیع -أعنی:الامام و المشرکین-و لا مانع من ذلک،لأن الجهالة تنتفی حینئذ،و لیس هذا من العقود التی یمنع من صحتها الغرر.

قوله: (أو إلی أن یصدر منه خیانة و علموها،فان لم یعلموا أنه خیانة فینذر و لا یغتال).

الظاهر أنّ ضمیر(و علموها)یعود إلی المسلمین،أی:و تحققوا أنّها خیانة، فحینئذ یغتال المشرک،و إن لم یعلموا ذلک و یتحققوا وجب إنذاره و لم یجز

ص:470


1- 1)تاریخ الطبری 2:635.
2- 2) التذکرة 1:447. [1]
3- 3) المنتهی 2:974.

و لو استشعر الإمام خیانة جاز له أن ینبذ العهد إلیهم،و ینذرهم.

و لا یجوز نبذ الجزیة بمجرد التهمة،و لو شرط مع الضعف عشر سنین فزال الضعف وجب الوفاء بالشرط.

و حکم الفاسد أن لا یغتال إلاّ بعد الإنذار،و یجب الوفاء بالشرط الصحیح.

اغتیاله،و احتمال عود الضمیر إلی المشرکین بعید،فان توحید ضمیر(منه)و(ینذر) و(لا یغتال)یأبی ذلک.

قوله: (و لا یجوز نبذ الجزیة بمجرد التهمة).

فرق بینهما بأمور:

الأول:إن عقد الذمة لمصلحة أهل الکتاب،و لهذا تجب علی الإمام إجابتهم علیه،و عقد الهدنة و الأمان لمصلحة المسلمین لا لحقهم،فافترقا.

و فیه نظر،فان عقد الذمة أیضا لمصلحة المسلمین،و لهذا لو کان فیه مضرة للمسلمین لم یجز عقدها.

و لو فرّق:بأن لأهل الکتاب فی عقد الجزیة حق،بخلاف الهدنة-فإنها لمحض مصلحة المسلمین،فما دام لم یظهر المقتضی لنبذة یجب التمسک به،لوجوب إجابتهم إلیه مع عدم ظهور المفسدة-لکان أولی.

الثانی:إن عقد الذمة آکد،لأنه عقد معاوضة و مؤبد،بخلاف الهدنة و الأمان،و مما یدل علی تأکیده:أنه لو نقض بعض أهل الذمة و سکت الباقون لم ینتقض عهدهم،و لو کان فی الهدنة انتقض،صرح به الأصحاب،و منهم المصنف فی المنتهی (1)و التذکرة (2)،و تأثیره فی الفرق غیر ظاهر.

الثالث:إن عقد الهدنة منوط بحال الضرورة،و مع خوف الخیانة فالضرورة تقتضی عدمه،بخلاف عقد الجزیة.

ص:471


1- 1)المنتهی 2:980. [1]
2- 2) التذکرة 1:450. [2]

و العادة إن یشرط رد من جاءنا منهم علیهم و هو سائغ،إلاّ فی المرأة إذا جاءت مسلمة،و من لا یؤمن أن یفتن عن دینه إذا جاء مسلما لقلة عشیرته. الرابع:إن أهل الذمة فی قبضة الامام و لا یخشی الضرر کثیرا من نقضهم،بخلاف أهل الهدنة،کذا ذکروه،و لعله لکون الجزیة إنما یرضی ببذلها المشرکون بعد کمال الضعف،لأن الصبر علی الصّغار،و تحمل الإهانة،و عدم رکوب الخیل و لبس السلاح،و نحو ذلک،و بذل مال الجزیة غیر معلوم المقدار أمر شدید لا یصبر علیه عن قوة ید.

فان قلت:قوله تعالی (وَ إِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِیانَةً فَانْبِذْ إِلَیْهِمْ عَلی سَواءٍ) (1)صالح لأهل الذمة أیضا.

قلنا:لما کان قبول الجزیة من أهل الذمة واجبا ما بذلوه،لقوله تعالی:

(حَتّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ) (2)وجب أن لا یثبت جواز النقض هنا،إلاّ بتحقق السبب.

قوله: (و العادة أن یشترط ردّ من جاءنا منهم علیهم).

إنما عبّر بالعادة،لأنه قد وقع ذلک فی فعله علیه السلام فی صلح الحدیبیة.

قوله: (و من لا یؤمن أن یفتن عن دینه إذا جاء مسلما لقلة عشیرته).

لا بد من التقیید بضعفه أیضا،و مثله من کثرت عشیرته و لا یدفعون عنه.

و الذی ینبغی أن لا یراد بفتنه عن دینه:رجوعه عنه،فإنه لو کان قویّ الایمان شدید البصیرة لا عشیرة له و لا یستطیع إظهار دینه لا یجوز رده،بل یراد فتنة عن دینه ظاهرا،فان بلاد الشرک لا یجوز الإقامة بها لمن لا یقدر علی إظهار دینه،فلا یجوز اشتراط إقامته.و اعلم أن المراد بالعشیرة و الرهط هنا واحد و هم:

قرابته الأدنی و الأبعد.

ص:472


1- 1)الأنفال:58. [1]
2- 2) التوبة:29. [2]

و لو أمنّا أن یفتنوه عن دینه لکثرة رهطه جاز رده،فإذا هاجرت منهم امرأة مسلمة لم یجز ردها و إن کانت ذات عشیرة،إذ رهطها لا یمنعونها عن التزویج بالکافر بخلاف الرجل،فإذا هاجرت و أسلمت لم ترد علی زوجها،و إن طلبها زوجها دفع الیه ما سلمه إلیها من مهر خاصة،دون غیره من نفقة و هبة.

و لو کان المهر الذی دفعه إلیها محرما کخمر و شبهه،أو لم یکن قد دفع إلیها شیئا لم یدفع إلیه شیء،و لا قیمة المحرم و إن کانت قبضته کافرة.

و لو جاء أب الزوج أو اخوه أو شبهه لم یدفع إلیه شیء أیضا، و الدافع فی موضعه إنما هو الإمام من بیت المال،لأنه من المصالح،هذا إذا قدمت الی بلد الإمام أو خلیفته و منع من ردها.

قوله: (فان طلبها زوجها.).

لا بد من تقیید الطلب بکونها فی العدة،لما سیأتی من التنبیه علیه.

قوله: (و لو کان المهر الذی دفعه إلیها محرما کخمر و شبهه،أو لم یکن قد دفع إلیها شیئا لم یدفع إلیه شیء و لا قیمة المحرّم).

أما الأول:فلما سبق من أن المحرّم یسقط عن ذمة الحربی إذا أسلم،کما لو أسلم دافعه،و لا تثبت قیمته فی ذمته.

و أما الثانی:فلقوله تعالی (وَ آتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) (1)و من لم یدفع شیئا لم ینفق شیئا،لأن المراد هو المهر خاصة.

قوله: (و لو جاء أب الزوج أو أخوه أو شبهه لم یدفع إلیه شیء أیضا).

لأن الطلب حق للزوج خاصة،و هذا إذا لم یکن أحدهم وکیلا له،فإنّ طلب وکیل الزوج طلب الزوج،بخلاف طلب أحد من أقاربه أو أقاربها.

ص:473


1- 1)الممتحنة:10. [1]

و لو قدمت غیر بلدهما فمنعها غیر الإمام،و غیر خلیفته لم یدفع إلیه شیء،سواء کان المانع العامة أو رجال الإمام.

فروع

فروع:

أ:لو قدمت مجنونة،أو عاقلة فجنت لم یجب الرد

أ:لو قدمت مجنونة،أو عاقلة فجنت لم یجب الرد لجواز تقدم إسلامها،ثم إن علم تقدم الإسلام دفع الیه مهرها.

و لو اشتبه لم یجب،فإن أفاقت و اعترفت بتقدم إسلامها أعید علیه، و إن قالت:لم أزل کافرة ردت علیه.

قوله: (و لو قدمت غیر بلدهما فمنعها غیر الامام و غیر خلیفته لم یدفع إلیه شیء،سواء کان المانع العامة أو رجال الإمام).

لأن الدفع من سهم المصالح بیت المال إنما هو إلی الامام و نائبه،و لیس للباقین فی ذلک دخل،فلا یتوجه الأمر بالدفع إلیهم و یجب علیهم المنع لأن ذلک من جملة المعروف الواجب فیجب الأمر به،فإنّ تمکین الکافر من المسلمة غیر جائز.

قوله: (لو قدمت مجنونة أو عاقلة فجنت لم یجب الردّ،لجواز تقدم إسلامها).

ینبغی أن یراد بعدم وجوب الرد تحریمه،لأن الاحتمال کاف فی المنع.

قیل:استصحاب الحال یقتضی بقاء کفرها،فیجب الرد.

قلنا:شرط الرد کونها کافرة،و تجویز الإسلام مانع،فلا یقدح استصحاب الکفر لأن الاستصحاب لا ینافیه الاحتمال،و هو مناف لجواز الرد.نعم لو کان شرط الرد الحکم بکونها کافرة لزم ذلک،و لیس کذلک،بل الشرط العلم بکونها کافرة بعد الامتحان المأمور به فی الآیة (1)،و ذلک متعذر إلاّ بعد الإفاقة.

قوله: (و لو اشتبه لم یجب).

أی:إن اشتبه تقدم الإسلام لم یجب دفع المهر،لانتفاء الشرط أو السبب،

ص:474


1- 1)الممتحنة:10.
ب:لو قدمت صغیرة فوصفت الإسلام لم ترد لجواز الافتنان

ب:لو قدمت صغیرة فوصفت الإسلام لم ترد لجواز الافتنان،و لا المهر الی أن تبلغ،فان بلغت و أقامت علی الإسلام رد المهر،و إلاّ ردت هی.

ج:لو قدمت مسلمة،فجاء زوجها لیطلبها فارتدت لم ترد

ج:لو قدمت مسلمة،فجاء زوجها لیطلبها فارتدت لم ترد،لأنها بحکم المسلم،فیجب أن تتوب أو تحبس،و یرد علیه المهر للحیلولة.

د:لو جاء زوجها یطلبها فمات قبله،أو ماتت کذلک فلا شیء له

د:لو جاء زوجها یطلبها فمات قبله،أو ماتت کذلک فلا شیء له،و إن مات أحدهما بعد المطالبة أعید علیه أو علی وارثه.

ه:لو قدمت مسلمة فطلقها بائنا أو خالعها قبل المطالبة لم یکن له المطالبة

ه:لو قدمت مسلمة فطلقها بائنا أو خالعها قبل المطالبة لم یکن له المطالبة،لزوال الزوجیة فتزول الحیلولة،و لو کان رجعیا فراجعها عادت المطالبة. و هو:الحیلولة بالإسلام.

قوله: (لو قدمت صغیرة فوصفت الإسلام).

المراد بها:نطقت بما یقتضیه،و عبّر بالوصف لأن الإسلام متعذر فی حقها،فلم یبق إلا نطقها بألفاظه الذی هو:عبارة عن وصفها إیّاه.

قوله: (و یرد علیه المهر للحیلولة).

أی:للحیلولة المعهودة،و هی حیلولة الإسلام بینه و بینها،لأنّ إسلامها هو الذی جعلها بعد الارتداد بحکم المسلمین،بمعنی:أنّ کثیرا من أحکام المسلمین یجری علیها.

قوله: (فإن مات أحدهما بعد المطالبة.).

للاستحقاق بالمطالبة.

قوله: (و لو کان رجعیا فراجعها عادت المطالبة).

اشترط المراجعة فی المطالبة لأنه بعد الطلاق لا یستحق المطالبة بها،لأنّ الطلاق یوجب التفریق و المباعدة و إن کان رجعیا،فکیف یستحق معه المطالبة؟ فإن قیل:لم لا تکون المطالبة رجعیة؟

ص:475

و:لو قدمت مسلمة،فجاء زوجها و أسلم فی العدة الرجعیة ردت إلیه

و:لو قدمت مسلمة،فجاء زوجها و أسلم فی العدة الرجعیة ردت إلیه،فإن کان قد أخذ منا المهر استعدناه،لأن المهر للحیلولة و لم یحل بینهما، و إن أسلم بعدها لم ترد علیه،فان کان قد طالب بالمهر قبل انقضاء العدة فمنعناه کان له المطالبة،لحصول الحیلولة.

و لو طالب بعد الانقضاء لم یکن له،لأنه التزم حکم الإسلام، و لیس من حکمه المطالبة بعد البینونة.

ز:لو قدمت أمة مسلمة ذات زوج لم ترد علیه

ز:لو قدمت أمة مسلمة ذات زوج لم ترد علیه،لأن إسلامها یمنع من ردها و یحکم بحریتها.

و إن کان الزوج حرا فله المطالبة بمهرها،و إلاّ فلسیده، قلنا:لا دلالة لها علی ذلک إلاّ بضمیمة خارجیة،فإن تحققت أمکن القول بأنها رجعة،لأنها حینئذ کنایة (1).

قوله: (فجاء زوجها،و أسلم فی العدة الرجعیة).

تسمیة هذه العدة رجعیة مجاز من حیث أنّ الزوج لو أسلم فیها لکان أحق بالزوجة،فکان إسلامه قبل العدة رجعة،أو من حیث أنه لو وقع الطلاق فی مثل هذه لکان مستحقا للرجعة.

و الأول أولی،لأنها لو کانت مطلقة اثنتین عندنا مثلا،ثم اختلف الدین لکان أحق بها إذا أسلم فی العدة،فإن عدة اختلاف الدین لا تنقسم إلی البائن و الرجعی.و دلّ بإسلامه فی العدة علی أنها لو لم تکن ذات عدة کغیر المدخول بها لیست کذلک،فإنها تبین بمجرد إسلامها.

قوله: (و الا فلسیده).

أی:و إن لم یکن الزوج حرا فالمطالبة بالمهر لسیده،لأنّ المال حق للسید لا له،لکن لا یدفع إلیه إلا إذا حضر الزوج و طالب بالزوجة،لأنه للحیلولة بینها و بین الزوج،فإذا حضر الزوج و طالب ثبتت المطالبة بالمهر للمولی،فیعتبر

ص:476


1- 1)فی«ن»:کتابیة.

و أما سیدها فلا ترد علیه و لا قیمتها.

ح:لو قدمت مسلمة،فادعی زوجیتها مشرک لم یحکم إلاّ باعترافها

ح:لو قدمت مسلمة،فادعی زوجیتها مشرک لم یحکم إلاّ باعترافها،أو بشاهدین عدلین.و لو ادعی دفع المهر قبل فیه شاهد و امرأتان، و شاهد و یمین.

ط:لا اعتبار بالمهر الذی وقع علیه العقد

ط:لا اعتبار بالمهر الذی وقع علیه العقد،بل بالمقبوض منه،فلو اختلفا قدّم قولها مع الیمین،فإن أقام بینة بالزائد اعطی.

حضورهما،و اختاره فی التذکرة (1)،و قال فی المنتهی:و عندی فی وجوب ردّ مهر الأمة نظر (2).

قلت:ینشأ من عموم الآیة بالأمر بالرد (3)،و من أن إیتاء العبد غیر ممکن إرادته،لأنه لم ینفق شیئا و لا یملک شیئا،و سیده لیس زوجا.

و قد یرجّح الوجه الأول بأنه لیس فی الآیة تعیین الإیتاء للزوج،و إنما یعلم ذلک من خارج.

فان قیل:فیلزم وجوب الدفع الی السید بمجرد مطالبته،لأنّ الإنفاق منه، و ظاهر الآیة یقتضیه.

قلنا:قد وقع الاتفاق علی اشتراط المطالبة بالزوجة فی العدة فی وجوب دفع المهر،و ذلک حق للزوج لا للسید،فلا بد من تحققه،و لا ریب أنّ الوجوب أقوی.

قوله: (و أما سیدها فلا ترد علیه).

قد یقال:ما سبق من الحکم بحریتها یغنی عن التعرض إلیه.

قوله: (لم یحکم إلاّ باعترافها،أو بشاهدین عدلین).

لأنّ النکاح لا یثبت إلاّ بشهادة العدلین،و قیل:إنه یثبت من طرف

ص:477


1- 1)التذکرة 1:449. [1]
2- 2) المنتهی 2:978. [2]
3- 3) الممتحنة:10.
ی:لو شرط اعادة الرجال مطلقا بطل الصلح

ی:لو شرط اعادة الرجال مطلقا بطل الصلح،لتناوله من یؤمن افتتانه لکثرة عشیرته أو لقوته،و من لا یؤمن.و کل من وجب رده لا یجب حمله،بل یخلی بینه و بینهم.

و إذا رد من له عشیرة لم نکرهه علیه،و لا نمنعه إن اختاره،و لا یمنع عنه من جاء لیرده و نوصیه أن یهرب،فإذا هرب منهم و لم یکن فی قبضة الامام لم یتعرض له. المرأة بما یثبت له المال.

قوله: (لو شرط إعادة الرجال مطلقا بطل الصلح).

یحتمل أن یرید بقوله:(مطلقا)وقوع الشرط مقیدا بالإطلاق الذی یقتضی عموم الإعادة،سواء کان المعاد فیه یمنعونه،أم لا.

و یحتمل أن یراد به:وقوع الشرط علی الإطلاق،أی:معری عن القید، بأن شرط إعادة الرجال و لم یقید بمن یؤمن افتتانه و من لا یؤمن،و لا ریب فی البطلان فی الأول،لأنه صریح فی تناول من لا تجوز إعادته.

و أما الثانی فیمکن القول بصحته و إن کان ظاهره یتناوله،لأنّ إطلاق العقود إنما ینزل علی الصحیح منها دون الفاسد،و البطلان قوی نظرا إلی أنّ (الرجال)لکونه جمعا محلّی باللاّم یتناول هذا الفرد و یندرج فیه،و التنزیل علی إرادة ما سواه یحتاج إلی مخصص.

قوله: (فإذا هرب منهم،و لم یکن فی قبضة الإمام لم یتعرض له).

یفهم من العبارة أنه لو کان فی قبضة الإمام یتعرض له،و لیس کذلک فإنّ من هرب و غیره سواء فی التخلیة بینهم و بینه.

و لعل المراد:أنه کما لا یجب حمله لو کان فی قبضة الإمام لا یجب التعرض له لو لم یکن فی قبضته.

إذا عرفت هذا فهل یجوز التعرض له فی هذه الحالة،و حمله فی الأول؟ ینبغی أن لا یجوز ذلک،لأنّ المشروط هو عدم المنع،و ما سواه حکم علی المسلم بما

ص:478

خاتمة

خاتمة:ما یؤخذ من أموال المشرکین حال الحرب فهو للمقاتلة بعد الخمس،و ما تأخذه سریة بغیر إذن الإمام فهو للإمام. و ما یترکه الکفار فزعا،و یفارقونه من غیر حرب فهو للإمام.و ما یؤخذ صلحا أو جزیة فهو للمجاهدین،و مع عدمهم لفقراء المسلمین.و ما یؤخذ سرقة من أهل الحرب فی زمان الهدنة یعاد علیهم،و فی غیر زمانها لآخذه و فیه الخمس.

و من مات من أهل الحرب و خلّف مالا،و لا وارث له،فهو للإمام.

و إذا نقض الذمی العهد و لحق بدار الحرب فأمان أمواله باق،فان مات و لا وارث له مسلم ورثه الذمی و الحربی،فإذا انتقل إلی الحربی لم یثبت جوازه،فیقتصر علی المشروط.

قوله: (ما یؤخذ من أموال المشرکین حال الحرب.).

قد سبق أنه بعد الخمس،و الجعائل،و الرضخ،و النفل،و السلب إذا کان مما ینقل و یحول.

قوله: (و ما تأخذه سریة بغیر إذن الإمام فهو للإمام).

قد سبق أیضا التنبیه علی الخلاف فی غنیمة من غزا بغیر إذنه،و أن هذا هو المشهور.

قوله: (و ما یترکه الکفار فزعا،و یفارقونه من غیر حرب فهو للإمام).

قد سبق أیضا أنّ هذا حیث لا یوجف المسلمون علیهم بالخیل و الرکاب، فانّ ما یترکونه فی هذه الحالة غنیمة علی الأصح.

قوله: (و ما یؤخذ صلحا،أو جزیة فهو للمجاهدین).

إذا کان مما ینقل و یحول.

قوله: (ورثه الذمی و الحربی).

أی:کل منهما له صلاحیة الإرث،سواء اجتمعا أو انفردا إلاّ أنه إذا

ص:479

زال الأمان عنه،و صغار أولاده باقون علی الذمة،فإن بلغوا خیّروا بین عقد الذمة بأداء الجزیة،و بین الانصراف إلی مأمنهم.

تتمة

تتمة:إذا انتقل الذمی إلی دین لا یقر أهله علیه ألزم بالإسلام،أو قتل.

و لو انتقل الی ما یقر أهله علیه ففی القبول خلاف،ینشأ:من کون الکفر ملة واحدة،و من قوله تعالی (وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً) ، انتقل إلی الحربی زال الأمان عنه،و صار للإمام علیه السلام کما نبه علیه بقوله:

(فإذا انتقل إلی الحربی.).

قوله: (و صغار أولاده باقون علی الذمة).

المراد بهم:المتروکون فی دار الإسلام،بقرینة قوله:(فان بلغوا خیّروا.).

قوله: (و لو انتقل إلی ما یقر أهله علیه،ففی القبول خلاف ینشأ من کون الکفر ملة واحدة،و من قوله تعالی (وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ) (1).

یضعف الأول بأنّ المراد من کون الکفر ملة واحدة المجاز،للقطع بأنه ملل لا ملة،و المعنی:الکفر بالنسبة إلی الإسلام کالملة الواحدة لکمال المباینة بین الإسلام و الکفر،و ثبوت الاشتراک بین الملل فی معنی الکفر.

قیل:قوله تعالی (فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ) لا دلالة فیه،لأنّ المراد عدم کونه مرضیا عند اللّه،لا أنه لا یقر علیه.و هو ضعیف،لأنّ القبول ضد الرد،فما کان غیر مقبول کان مردودا.و أظهر منه دلالة قوله علیه السلام:«من بدل دینه فاقتلوه» (2)و الدین أعم،و لا اعتبار بتخیل أنّ المراد به الإسلام،و لأنه مأمور بالإسلام علی کل حال،و استثنی له الإقرار علی دینه،فیبقی ما سواه علی الأصل،

ص:480


1- 1)آل عمران:85. [1]
2- 2) دعائم الإسلام 2:480، [2]سنن ابن ماجة 2:848.

فإن عاد ففی قبوله قولان،فإن أصر فقتل قیل:لا یملک أطفاله للاستصحاب. و لو فعل الذمی السائغ عندهم خاصة لم یتعرض،إلاّ أن یتجاهر فیعمل معه بمقتضی شرع الإسلام،و لو فعل ما لیس بسائغ عندهم أیضا فالحکم فیه کالمسلم،و للحاکم دفعه الی أهل ملته لیقیموا علیه الحد بمقتضی شرعهم.

و لا یصح للکافر شراء المصحف و إن کان ذمیا،و الأقرب کراهیة کتب الأحادیث. و هذا هو الأصح.

قوله: (فان عاد ففی قبوله قولان).

أی:إن عاد إلی دینه الذی کان علیه،و الأصح أنه لا یقبل،لأنه قد خوطب بالإسلام،و تحتم علیه،و زال ما کان ثابتا له بمفارقة دینه الأول.

قوله: (فإن أصرّ فقتل قیل:لا یملک أطفاله للاستصحاب) (1).

أی:فان أصر علی ترک الإسلام و قد خوطب به،و هذا من المصنف،إما بناء علی الترجیح لعدم القبول،و إما علی التنزیل،و الأصح أنهم لا یملکون.

قوله: (فیعمل معه بمقتضی شرع الإسلام).

أی:یتحتم ذلک لئلا یتعطل حق اللّه.

قوله: (و لا یصح للکافر شراء المصحف و إن کان ذمیا).

لأنه لا یؤمن علی کتاب اللّه و کلامه العزیز،و لمنافاته التعظیم.

قوله: (و الأقرب کراهیة کتب الأحادیث).

للأصل و لأنّ تعظیمها لا یبلغ مرتبة تعظیم کلام اللّه،و إن کان الحکم بالتحریم،و بطلان البیع،طریقا إلی الاحتیاط.

ص:481


1- 1)قاله فخر المحققین فی إیضاح الفوائد 1:396.

و لا تصح وصیته ببناء بیعة،أو کنیسة،أو بصرف شیء فی کتابة التوراة و الإنجیل،و لو أوصی للراهب جاز. و مانع الزکاة مستحلا مرتد،و غیره یقاتل حتی یدفعها.

المطلب الخامس:فی أحکام البغاة

المطلب الخامس:فی أحکام البغاة:کل من خرج علی إمام عادل فهو باغ،و یجب قتاله علی کل من یستنفره الإمام،أو من نصبه عموما قوله: (و لا تصح وصیته ببناء بیعة أو کنیسة).

إلا أن یجعلها منزلا للمارة من أهل الذمة خاصة (1)،لأنّ ذلک لا یعد معصیة،بخلاف ما لو أراد منها المقصود الأصلی،و هو کونها بیتا لعبادتهم الفاسدة.

و فی حواشی شیخنا الشهید:إنّ هذا لیس علی إطلاقه،بل هو فی موضع لیس لهم الاستحداث.و لیس بشیء،لأنه و إن ثبت لهم جواز الاستحداث لیس لنا تنفیذ هذه الوصیة(لأنها وصیة) (2)فی أمر محرّم.نعم،لیس لنا أن نتعرض لهم ما لم یترافعوا إلینا،و لو أرادوا إنفاذها بالبناء فی موضع لیس لهم ذلک منعناهم من البناء خاصة.

و هکذا لو أوصی أحدهم فی شراء الخمر و الخنزیر،أو أوصی بالوقف علیهما،فإنهم ما لم یترافعوا إلینا،أو یتظاهروا بالمنکر لا نتعرض لهم.

قوله: (أو بصرف شیء فی کتابة التوراة و الإنجیل).

لأنهما محرفان مع نسخهما،فهما باطلان لا یجوز لنا تنفیذ الوصیة بکتابهما.

قوله: (و لو أوصی للراهب جاز).

و لنا أن ننفذه،لأنه لیس وصیة فی محرم.

قوله: (و مانع الزکاة.).

قیل:إنه انتقال إلی حکم الزکاة بغیر علاقة.

قوله: (کل من خرج علی إمام عادل).

ظاهر العبارة یقتضی اعتبار خروجه بالسیف،لأنه المتبادر من قوله:

ص:482


1- 1)فی«س»:من أهل الذمة و المسلمین،أو من أهل الذمة خاصة.
2- 2) لم ترد فی«ن»و«ه».

أو خصوصا علی الکفایة،فمن امتنع فعل کبیرة إن عینه الإمام،أو لم یقم به من فیه کفایة.

و الفرار هنا کالفرار فی حرب المشرکین،بل یجب الثبات لهم الی أن یفیئوا أو یقتلوا،و هم قسمان:

من له فئة یرجع إلیها،فیجوز أن یجهز علی جریحهم و یتبع علی مدبرهم و یقتل أسیرهم.

و من لا فئة له،فلا یتبع لهم مدبر،و لا یقتل لهم أسیر،و لا یجهز علی جریحهم،و لا تسبی ذراری الفریقین و لا نساؤهم،و لا تملک أموالهم الغائبة و إن کانت مما ینقل و یحوّل.

(خرج علی إمام عادل).و هی بعمومها تتناول الآحاد،و ما فوقهم.

و اعتبر الشیخ (1)،و ابن إدریس کثرتهم بحیث یکونون فی منعة (2).و قوی المصنف فی المنتهی الأول حتی لو کان واحدا،کما فی عبد الرحمن بن ملجم علیه اللعنة (3).و اعتبروا خروجهم عن قبضة الامام و أحکامه،و انفرادهم عنه ببلد أو بادیة،و فی التألیف بینه و بین اختیار المنتهی تأمل.

و اعتبروا-أیضا-أن یکون لهم تأویل سائغ عندهم،و إلا فهم قطاع الطریق،و إنما یقاتلون بعد سؤالهم،و حل شبههم إن کانت (4).

قوله: (علی الکفایة).

أی:یجب قتاله علی کل من یستنفره الامام علی الکفایة.

ص:483


1- 1)المبسوط 7:264. [1]
2- 2) السرائر:158.
3- 3) المنتهی 2:983. [2]
4- 4) جملة:«و إنما»إلخ لم ترد فی«س»و«ه».

و فی قسمة ما حواه العسکر بین الغانمین قولان،أقربهما المنع. و علی الجواز یقسم للراجل سهم،و للفارس سهمان،و لذی الأفراس ثلاثة.

و ساب الإمام العادل یقتل،و إذا عاون الذمی البغاة خرق الذمة، و للإمام الاستعانة بأهل الذمة فی قتل البغاة.

و لو أتلف الباغی مال عادل،أو نفسه حال الحرب ضمن.

و لو فعل ما یوجب حدا،و اعتصم بدار الحرب أقیم علیه مع الظفر.

المقصد الخامس:فی الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر

اشارة

المقصد الخامس:فی الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر.

و لا خلاف فی وجوبهما مع وجوب المعروف،و إنما الخلاف فی مقامین: قوله: (و فی قسمة ما حواه العسکر بین الغانمین قولان:أقربهما المنع).

بل الأصح الجواز،و هو الأشهر بین الأصحاب،و اختاره المصنف فی المختلف (1).

قوله: (و لو أتلف الباغی مال عادل.).

أی:شخص متابع للإمام العادل و لو کان ذمیّا.

قوله: (و إنما الخلاف فی مقامین.).

لا دلالة لقوله تعالی (وَ لْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ،وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) (2)الآیة،لأنّ إیجابه علی بعض لا ینافی إیجابه علی البعض الآخر بدلیل آخر.

و سره أنّ الامتثال أمر واحد،فربما کفی فیه البعض،علی أنه لو کان کفائیا لم یجب علی امة،و یکفی فیه ما دون ذلک،مع أنّ الوجوب الکفائی یتعلق

ص:484


1- 1)المختلف:337.
2- 2) آل عمران:104. [1]

أحدهما:أنهما واجبان علی الکفایة،أو علی الأعیان.

و الثانی:أنهما واجبان عقلا أو سمعا.و الأول فی المقامین أقوی. ثم الأمر بالمعروف ینقسم بانقسام متعلقة الی واجب،و ندب باعتبار وجوب متعلقة و ندبیته.و لما لم یقع المنکر إلاّ علی وجه القبح کان النهی عنه کله واجبا. بجمیع المکلفین.و الفرق بینه و بین العینی،أنّ الثانی یتعلق بالمکلفین نظرا إلی خصوص کل واحد،و الأول یتعلق بهم لا باعتبار عینهم،بل باعتبار وجوب إیجاد الماهیة،و لا أولویة.

قوله: (و الأول فی المقامین أقوی).

بل الأصح أنّ الوجوب عینی لظاهر (وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ) (1)و غیر ذلک،و لا محذور،لأنّ الواجب علی الجمیع المبادرة إلی الأمر و النهی،و لا یکفی بعض عن بعض،فلو تخلف بعض کان آثما و إن حصل المطلوب بالبعض الآخر،و لا کذلک الوجوب الکفائی،و لیس المراد أنه بعد التأثیر یبقی وجوب الأمر و النهی علی الباقین.

و أما أنّ الوجوب عقلی،نظرا إلی کونه لطفا،فإن أرید فی کل معروف فمشکل و الظاهر خلافه،و إن أرید فی بعض أفراد المعروف و المنکر فمسلّم،إلا أنّ الظاهر أن المبحوث عنه فی المسألة خلافه،و لعل الأظهر أنّ الوجوب سمعی.

قوله: (و لمّا لم یقع المنکر إلا علی وجه القبح،کان النهی عنه واجبا).

خالف بعضهم فی ذلک،فجعل المنکر قسمین:الحرام و المکروه (2)،و هو خلاف المتبادر من المنکر،فما ذکره المصنف أوجه.

ص:485


1- 1)الأعراف:199. [1]
2- 2) منهم:ابن حمزة فی الوسیلة:232.

و إنما یجبان بشروط أربعة

اشارة

و إنما یجبان بشروط أربعة:

أ:علم الآمر و الناهی بوجه الفعل

أ:علم الآمر و الناهی بوجه الفعل،لئلا یأمر بالمنکر و ینهی عن المعروف.

ب:تجویز التأثیر

ب:تجویز التأثیر،فلو عرف عدم المطاوعة سقط. قوله: (و إنما یجبان بشروط أربعة).

مقتضاه:أنّ الوجوب مشروط بجمیع هذه الأمور،و فی اشتراطه بالأول نظر،فانّ من علم أن زیدا قد صدر منه منکر،و ترک معروفا فی الجملة بنحو شهادة عدلین،و لا یعلم المعروف و المنکر،یتعلق به وجوب الأمر و النهی،و یجب تعلم ما یصح معه الأمر و النهی،کما یتعلق بالمحدث وجوب الصلاة،و یجب علیه تحصیل شروطها.

و الأصل فی ذلک أنه لا دلیل یدل علی اشتراط الوجوب بهذا الأمر الواقع،بخلاف غیره،و تقیید الأمر المطلق بشیء لیصیر الواجب مشروطا بالنسبة إلی ذلک الشیء یتوقف علی الدلیل.

قوله: (فلو عرف عدم المطاوعة سقط).

یشکل إذا جعلنا أدنی مراتب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر اعتقاد وجوب المتروک و تحریم المفعول،فانّ هذا لا یعقل سقوطه بمعرفة عدم المطاوعة.

و الذی یقتضیه التحقیق هو أن یقال:إنّ الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر لا یعقل کونه بالقلب وحده،إذ لا یعد ذلک أمرا و لا نهیا،لا لغة و لا عرفا، إذ لا یعد من اعتقد ذلک آمرا و لا ناهیا،فوجوبه من هذا الباب لا یتجه،و إنما هو اعتقاد ذلک بالقلب من توابع الإیمان بجمیع ما جاء به النبی صلی اللّه علیه و آله فلا بد من اعتبار أمر آخر فی المرتبة الأولی بضمیمته یعد فی الأمر و النهی،و هو إظهار عدم الرضی بضرب من الإعراض،و إظهار الکراهة أو الهجران.

و اعلم أنه یکفی فی معرفة عدم المطاوعة الظن الغالب،کما صرح به

ص:486

ج:إصرار المأمور

ج:إصرار المأمور،و المنهی علی ما یستحق بسببه أحدهما،فلو ظهر الإقلاع سقط.

د:انتفاء المفسدة عن الآمر و الناهی

د:انتفاء المفسدة عن الآمر و الناهی،فلو ظن ضررا فی نفسه،أو ماله،أو بعض المؤمنین سقط الوجوب.

فیجبان بالقلب مطلقا،و أقله اعتقاد وجوب ما ترکه،و تحریم ما یفعله،و عدم الرضی به. المصنف فی التذکرة (1)و المنتهی (2)،و لا بعد فی ذلک،فإنّ إطلاق المعرفة علی ما غلب علیه الظن أمر شائع فی الشرعیات.

قوله: (و یجبان بالقلب مطلقا).

أی:غیر مقید الوجوب بتجویز التأثیر و انتفاء المفسدة و عدمهما (3).و یرد علیه منافاته لقوله:(فلو عرف عدم المطاوعة سقط)،لأنّ معناه:سقط کل من الأمر و النهی(لانتفاء) (4)فائدتهما،إلاّ أن یتکلف متکلف تقیید السقوط بما عدا المرتبة الأولی،أو کون الإطلاق فی مقابل اشتراط الإضرار،و انتفاء المفسدة خاصة.

و فیه من التکلف ما لا یخفی،مع أنه غیر صحیح،لأنّ الاعتقاد لا یسقط بعدم(تجویز) (5)التأثیر للأمر و النهی و هو ظاهر.و الصحیح ما قدمناه من اعتبار شیء زائد لیصدق الأمر و النهی،و الأوجه أن یسقط قوله:(و یجبان بالقلب)فلا یبقی فی العبارة کلام.

قوله: (و عدم الرضی به).

ینبغی تنزیله علی إرادة إظهار عدم الرضی،لیتحقق ما قلناه من اعتبار

ص:487


1- 1)التذکرة 1:458.
2- 2) المنتهی 2:993.
3- 3) فی«س»:و عدمها.
4- 4) لم ترد فی«ن»و«ه».
5- 5) لم ترد فی«ن»و«ه».

و کما لو علم الطاعة بضرب من الاعراض،و إظهار الکراهیة،أو الهجران فیجب.

و باللسان بأن یعرف عدم الاکتفاء بذلک فیأمره نطقا،و ینهاه کذلک بالأیسر من القول فالأیسر متدرجا،مع عدم القبول إلی الأخشن منه.

و بالید مع الحاجة بنوع من الضرب و الإهانة،فلو افتقر الی الجراح، أو القتل ففی الوجوب مطلقا أو بإذن الإمام قولان. و أما إقامة الحدود فإنها الی الإمام خاصة،أو من یأذن له،و لفقهاء الشیعة فی حال الغیبة ذلک.

أمر زائد علی الاعتقاد القلبی.

قوله: (کما لو علم المطاوعة بضرب من الاعراض).

هذا مثال للمرتبة الأولی،التی هی أقل الأمر و النهی،المشروطة بإظهار عدم الرضی کما حققناه.

قوله: (فلو افتقر إلی الجراح،أو القتل ففی الوجوب مطلقا،أو بإذن الإمام قولان).

أحدهما قول السید:لا یشترط إذن الامام (1)،و قواه المصنف فی المنتهی (2)لأنّ الجرح و القتل غیر مقصودین،إنما المقصود الائتمار و الانزجار،و هما غیر مشروطین لوجوبهما علی جمیع المکلفین.و إذا لم یکن الواجب مشروطا،فکذا ما یتوقف علیه أما القتل و الجرح المقصودین بذاتهما،لا لتوقف شیء آخر علیهما، فیشترطان قطعا،و توجه هذا الکلام ظاهر.

و الثانی:الاشتراط لما یخشی من ثوران الفتنة و هو الأصح،فعلی هذا هل

ص:488


1- 1)ذهب الی الأول السید المرتضی کما نقله عنه الشیخ فی الاقتصاد:150،و نقله أیضا فی الإیضاح 1:398،و ذهب الیه ابن إدریس فی السرائر.و ذهب الی الثانی الشیخ فی النهایة:300، و الاقتصاد:150،و ابن البراج فی المهذب 1:341،و سلار فی المراسم:260.
2- 2) المنتهی 2:993.

و للمولی فی حال الغیبة إقامة الحد علی مملوکه،و فی إقامته علی ولده و زوجته قول بالجواز. و لو ولی من قبل الجائر،عالما بتمکنه من وضع الأشیاء فی مظانها، ففی جواز إقامة الحد بنیة أنه نائب عن سلطان الحق نظر،فإن ألزمه السلطان بها جاز ما لم یکن قتلا ظلما فلا تقیة و إن بلغ حد تلف نفسه.

یجوز للفقیه الجامع للشرائط أن یتولاه فی زمان الغیبة؟ینبغی بناؤه علی جواز إقامة الحدود.

قوله: (و للمولی فی حال الغیبة إقامة الحد علی مملوکه).

ذکر أصحابنا:أنه قد ورد فی ذلک رخص،و إطلاقهم یقتضی عدم اشتراط اتصاف المولی بصفات الحاکم،و هو قول الأکثر،بل کاد یکون إجماعا.

و علی ما ذکرناه من الإطلاق فإنما یجوز له ذلک حیث لا یحتاج إلی إثبات الموجب بالبینة،لأن ذلک إنما یتولاه الحاکم،و لا بأس بالقول بذلک.

قوله: (و فی إقامته علی ولده و زوجته قول بالجواز).

عبارتهم فی ذلک مطلقة أیضا،و مقتضاه عدم اشتراط أهلیة الحکم، و یلوح من عبارة المختلف الاشتراط فی الجمیع حتی فی العبد (1)،و علی هذا فیکون استثناء هذه من عموم المنع من إقامة الحدود.

و الأصح:أنه لا یجوز إقامة الحد علی الولد و الزوجة إلا مع الأهلیة،و أما المملوک فان الحکم فیه کاد یکون إجماعیا،و قد ذکروا استفاضة النقل فی الترخیص فیه،و ما هذا شأنه فتقییده لا یکون إلاّ بدلیل.

قوله: (و لو ولی من قبل الجائز عالما بتمکّنه من وضع الأشیاء فی مظانها،ففی جواز إقامة الحدّ له بنیّة أنه نائب عن سلطان الحق نظر).

ظاهر عبارة الکتاب:أنّ هذا الحکم فیمن لیس بصفات الحکم،لأنه قد

ص:489


1- 1)المختلف:339.

و للفقهاء الحکم بین الناس مع الأمن من الظالمین،و قسمة الزکوات و الأخماس،و الإفتاء بشرط استجماعهم لصفات المفتی،و هی:

الایمان،و العدالة،و معرفة الأحکام بالدلیل،و القدرة علی استنباط المتجددات من الفروع من أصولها.

و یفتقر فی معرفة الأحکام الی معرفة الآیات المتعلقة بالشرع، و هی نحو من خمسمائة آیة،و الی ما یتعلق بالأحکام من الأحادیث،و معرفة الرواة،و أقاویل الفقهاء لئلا یخرج عن الإجماع،و معرفة أصول الفقه و الکلام،و شرائط البرهان،و ما یتعلق بالأخبار من النحو و اللغة و التصریف.

و لا یشترط حفظ الآیات و الأحادیث،بل قدرته علی الرجوع إلیها من مظانها،و الإخلاد إلی أصل مصحح،و روایتها عن عدل بإسناد متصل کذلک الی إمام.

و یجب علی الناس مساعدتهم،و الترافع إلیهم فی الأحکام،فمن امتنع علی خصمه و أثر المضی إلی حکام الجور کان مأثوما.و لا یحل لفاقد الشرائط أو جزم بأن للفقهاء فی حال الغیبة إقامة الحدود،فلو اعتبر صفات الحکم هنا لم یکن للنظر وجه.و قد استدل له:بأنه من الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر،و لیس بواضح،لأن الحکم و الإفتاء و اقامة الحدود باب منفرد عن باب الأمر و النهی، و قد سبق فی الأمر و النهی ما ینبه علی ذلک،و الأصح:أنه إنما یجوز إذا کان بصفات الحکم.

قوله: (و معرفة الأحکام بالدلیل).

إن أراد به:معرفتها بالفعل منعناه،فان ذلک غیر شرط فی تحقق الاجتهاد،و إن أراد:بالقوة القریبة من الفعل أغنی عنه اشتراط قدرته(علی استنباط المتجددات من الفروع من أصولها)و الجار الأول:متعلق بالمتجددات، و الثانی:ب(استنباط).

ص:490

بعضها الحکم و لا الإفتاء،و لا ینفذ حکمه،و لا یکفیه فتوی العلماء،و لا تقلید المتقدمین،فان المیت لا قول له و ان کان مجتهدا. و لا یقدح فی العدالة ولایة القضاء من قبل الظالمین بالإکراه.

و یعتمد الحق ما أمکن،فإن أکره علی الحکم بمذاهب أهل الخلاف جاز،ما لم یبلغ قتلا ظلما فلا یجوز ارتکابه و إن خاف التلف. قوله: (و لا الإفتاء).

أی:مسندا ذلک إلی نفسه،فأما إذا حکاه عن المجتهد فإنه صحیح،و یجوز التمسک به،و لا تعدّ الحکایة فتوی.

قوله: (و لا ینفذ حکمه).

أی:لا یعتدّ به،فلا یمنع من تأثیر رجوع الشاهد،و لا من نقضه بالاجتهاد،و إن کان ما حکم به حقا،لأنه لا أثر لعبارته.

قوله: (فان المیت لا قول له و إن کان مجتهدا).

مما یدل علی ذلک:أنّ الإجماع لا ینعقد مع خلافه حیّا،و ینعقد بعد موته، و لا یعتد حینئذ بخلافه.

قوله: (فلا یجوز ارتکابه و إن خاف التلف).

ظاهره المنع و إن خاف القتل بطریق أشد.

ص:491

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.