بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 74

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 74: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

كتاب الروضة

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و الصلاة و السلام علی خیر خلقه و خلیفته فی خلیقته محمد و آله الطاهرین أما بعد فهذا هو المجلد السابع عشر من كتاب بحار الأنوار تألیف المولی الأستاد الاستناد مولانا محمد باقر بن محمد تقی المجلسی قدس اللّٰه روحهما و نور ضریحهما(1)

و هذا هو كتاب الروضة منه و هو یحتوی علی المواعظ و الحكم و الخطب و أمثالها المأثورة عن اللّٰه تعالی و الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و السادة المعصومین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین و عن أتباعهم علیهم السلام و ما شاكل ذلك.

أبواب المواعظ و الحكم

باب 1 مواعظ اللّٰه عز و جل فی القرآن المجید

الآیات:

النساء: وَ لَقَدْ وَصَّیْنَا الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِیَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ غَنِیًّا حَمِیداً131 وَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا132 إِنْ یَشَأْ یُذْهِبْكُمْ أَیُّهَا


1- 1. قال المولی المتبحر النحریر الحاجّ المیرزا حسین النوریّ نور اللّٰه ضریحه: ان المجلد السابع عشر من كتاب بحار الأنوار من المجلدات التی لم تخرج فی حیاة مصنفها( العلّامة المجلسیّ) الی البیاض و انما أخرجه بعد وفاته تلمیذه العالم الأجل و النحریر الأكمل المیرزا عبد اللّٰه الافندی رحمه اللّٰه.

النَّاسُ وَ یَأْتِ بِآخَرِینَ وَ كانَ اللَّهُ عَلی ذلِكَ قَدِیراً133 مَنْ كانَ یُرِیدُ ثَوابَ الدُّنْیا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ كانَ اللَّهُ سَمِیعاً بَصِیراً134(1)

الأنعام: قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ یَلْبِسَكُمْ شِیَعاً وَ یُذِیقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَیْفَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لَعَلَّهُمْ یَفْقَهُونَ 66(2)

و قال سبحانه: وَ رَبُّكَ الْغَنِیُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ یَشَأْ یُذْهِبْكُمْ وَ یَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما یَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّیَّةِ قَوْمٍ آخَرِینَ- إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ- قُلْ یا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلی مَكانَتِكُمْ إِنِّی عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 137(3)

الأعراف: وَ كَمْ مِنْ قَرْیَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَیاتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ 4 فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ5 (4)

ص: 2


1- 1. قوله تعالی« إِنْ تَكْفُرُوا» أی تجحدوا وصیته. و قوله:« حَمِیداً» أی مستوجبا للحمد. قوله« یُذْهِبْكُمْ» أی یهلككم. أصله ان یشأ اذهابكم یذهبكم. قوله:« عَلی ذلِكَ قَدِیراً»، یعنی قادرا علی الافناء و الایجاد.
2- 2. قوله تعالی:« أَوْ یَلْبِسَكُمْ شِیَعاً» لبست علیه الامر إذا خلطت بعضه ببعض أی یخلطكم فرقا مختلفین. و قوله:« یُذِیقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ» أی یقتل بعضكم بعضا حتّی یفنی الكل. قوله:« نُصَرِّفُ الْآیاتِ» أی نظهر الآیات و نكررها مرة بعد اخری حتّی یزول الشبه لكی یعلموا الحق.
3- 3. قوله:« وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ» أی لستم بمعجزین اللّٰه عن الإتیان بالبعث و العقاب. و قوله:« عَلی مَكانَتِكُمْ» أی علی قدر منزلتكم و تمكنكم من الدنیا و معناه اثبتوا علی الكفر. و قوله:« مَنْ تَكُونُ» مفعول« تعلمون» و قرأ حمزة و الكسائی« یكون» بالباء لان تأنیث العاقبة لیس بحقیقی.
4- 4. قوله تعالی« بَیاتاً» أی بائتین فی اللیل و هو مصدر وقع موقع الحال و قوله: « أَوْ هُمْ قائِلُونَ عطف علی« بَیاتاً» أی وقت القیلولة و هی نصف النهار. و حذفت واو الحال استثقالا لاجتماع الواوین. و قوله:« دَعْواهُمْ» أی دعاؤهم او استغاثتهم.

التوبة: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 106(1)

یونس: وَ لَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ وَ ما كانُوا لِیُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِی الْقَوْمَ الْمُجْرِمِینَ14 ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِی الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَیْفَ تَعْمَلُونَ 15

و قال تعالی: وَ اللَّهُ یَدْعُوا إِلی دارِ السَّلامِ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ 26-إلی قوله تعالی- وَ إِمَّا نُرِیَنَّكَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ فَإِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِیدٌ عَلی ما یَفْعَلُونَ48 وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ إلی قوله تعالی قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَیاتاً أَوْ نَهاراً ما ذا یَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ52 أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَ قَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ53 ثُمَّ قِیلَ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ 54 إلی قوله وَ ما تَكُونُ فِی شَأْنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَیْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ وَ ما یَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ 62(2)

و قال تعالی: وَ یُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ هود ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُری نَقُصُّهُ عَلَیْكَ مِنْها قائِمٌ وَ حَصِیدٌ103 وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِی یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَیْ ءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ ما زادُوهُمْ غَیْرَ تَتْبِیبٍ104 وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُری وَ هِیَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِیمٌ شَدِیدٌ105 إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ106 وَ ما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ 107یَوْمَ

ص: 3


1- 1. قوله تعالی:« فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أی فیخبركم بما فعلتم و یجازیكم علیه.
2- 2. قوله تعالی:« إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ» أی تدخلون فیه و الإفاضة الدخول فی العمل علی جهة الانصباب إلیه. و العزوب الذهاب عن المعلوم و ضده حضور المعنی للنفس و المعنی ما تغیب عن علم ربك من مثقال ذرة أی وزن نملة صغیرة.

یَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ- فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ109 خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ 110وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ 111 -إلی قوله تعالی- وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما یَعْمَلُونَ خَبِیرٌ114 فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ115(1)

الرعد: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ لا یَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَ لا ضَرًّا قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِی الظُّلُماتُ وَ النُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَیْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ18أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِیَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّیْلُ زَبَداً رابِیاً وَ مِمَّا یُوقِدُونَ عَلَیْهِ فِی النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْیَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّا ما یَنْفَعُ النَّاسَ فَیَمْكُثُ فِی الْأَرْضِ كَذلِكَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلَّذِینَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنی وَ الَّذِینَ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ

ص: 4


1- 1. قوله تعالی« مِنْها قائِمٌ» أی باق كالزرع المحصود عافی الاثر. و قوله« تَتْبِیبٍ» أی غیر تخسیر و قوله« وَ ما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ» أی و ما نؤخر الیوم الا لانتهاء مدة معدودة متناهیة علی حذف المضاف و إرادة مدة التأجیل كلها بالاجل لا منتهاها فانه غیر معدود. قوله:« زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ» الزفیر اخراج النفس و الشهیق رده و المراد شدة حالهم و كربهم و تشبیه صراخهم بصوت الحمیر. لان الزفیر و الشهیق أول نهاقه و آخره. قوله:« ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ» لیس المراد السماء و الأرض بعینها بل المراد التبعید فان للعرب الفاظا للتبعید فی معنی التأیید یقولون لافعل ذلك ما اختلف اللیل و النهار و ما دامت السموات و الأرض و ما تنبت النبت ظنا منهم أن هذه الأشیاء لا یتغیر و یریدون بذلك التأیید، فخاطبهم سبحانه بالمتعارف من كلامهم علی قدر عقولهم. و قوله« عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ» أی غیر مقطوع و لا ممنوع.

الْحِسابِ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ19 أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمی إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ 20(1)

إبراهیم: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسی بِآیاتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ6.

و قال تعالی: قالَتْ رُسُلُهُمْ أَ فِی اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَدْعُوكُمْ لِیَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ یُؤَخِّرَكُمْ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی12.

و قال تعالی: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ یَشَأْ یُذْهِبْكُمْ وَ یَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِیدٍ23 وَ ما ذلِكَ عَلَی اللَّهِ بِعَزِیزٍ24.

و قال تعالی: وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصارُ44 مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ 45وَ أَنْذِرِ النَّاسَ یَوْمَ یَأْتِیهِمُ الْعَذابُ فَیَقُولُ الَّذِینَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ46 نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَ وَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ47 وَ سَكَنْتُمْ فِی مَساكِنِ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَیَّنَ لَكُمْ كَیْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ48 فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ ذُو انتِقامٍ 49(2)

ص: 5


1- 1. قوله تعالی:« رابِیاً» أن طافیا عالیا فوق الماء. و قوله،« جُفاءً» أی یجفی به أی یرمی به السیل و الفلز المذاب.
2- 2. قوله تعالی:« تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصارُ» أی تفتح و لا تغمض. و قوله:« مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ» أی مسرعین رافعی رءوسهم. و الاهطاع الاسراع، و الاقناع رفع الرأس. و قوله: « لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ» أی لا یرجع الیهم أعینهم و لا یطبقونها و لا یغمضونها. قوله« هَواءٌ» أی خالیة من العقل لفزعهم. قوله:« وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ» أی مكروا بالأنبیاء قبلك ما امكنهم من المكر كما مكروا بك فعصمهم اللّٰه من مكرهم كما عصمك.« وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ» أی جزاء مكرهم بحذف المضاف. و قوله:« مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ» أصله مخلف رسله وعده تقدم المفعول الثانی ایذانا بان اللّٰه لا یخلف الوعد أصلا، و إذا لم یخلف رسله وعده أحدا كیف یخلف رسله.

النحل: هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ36 فَأَصابَهُمْ سَیِّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ37. و قال تعالی تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلی أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِیُّهُمُ الْیَوْمَ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ 66(1)

الأسری: قُلْ كُلٌّ یَعْمَلُ عَلی شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدی سَبِیلًا 87(2)

مریم: إِنْ كُلُّ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِی الرَّحْمنِ عَبْداً95 لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا96 وَ كُلُّهُمْ آتِیهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ فَرْداً97 إلی قوله تعالی وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً98(3)

الأنبیاء: وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْیَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِینَ 12فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْكُضُونَ13 لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ14 قالُوا یا وَیْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ15 فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ إلی قوله تعالی وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِینَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ43 قُلْ مَنْ یَكْلَؤُكُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ44 أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَ لا هُمْ مِنَّا یُصْحَبُونَ45 بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَ آباءَهُمْ حَتَّی طالَ عَلَیْهِمُ الْعُمُرُ أَ فَلا یَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَ فَهُمُ

ص: 6


1- 1. قوله:« فَهُوَ وَلِیُّهُمُ الْیَوْمَ» عبر بالیوم عن زمان الدنیا أو یوم القیامة علی أنه حكایة حال ماضیة كما قاله البیضاوی.
2- 2. الشاكلة الطبیعة و الخلقة أو الطریقة و المذهب أی كل واحد من المؤمن و الكافر یعمل علی طبیعته و خلقته التی تخلق بها. و قیل علی طریقته و سنته التی اعتادها.
3- 3. قوله تعالی:« هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ» أی هل تشعر باحد منهم و تراه. و قوله: « رِكْزاً» الركز الصوت الخفی و أصل التركیب هو الخفاء و منه ركز الرمح إذا غیب طرفه فی الأرض و الركاز المال المدفون.

الْغالِبُونَ 46(1)

الحج: یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ 2یَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَی النَّاسَ سُكاری وَ ما هُمْ بِسُكاری وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِیدٌ3

و قال تعالی: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ وَ كَثِیرٌ حَقَّ عَلَیْهِ الْعَذابُ وَ مَنْ یُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ20 هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِی رَبِّهِمْ فَالَّذِینَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیابٌ مِنْ نارٍ یُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِیمُ21 یُصْهَرُ بِهِ ما فِی بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ22 كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِیدُوا فِیها وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ23 إِنَّ اللَّهَ یُدْخِلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ

ص: 7


1- 1. قوله تعالی:« وَ كَمْ قَصَمْنا» أی كم أهلكنا. و القصم- بالفتح-: الكسر، یقال: هو قاصم الجبابرة. و قال البیضاوی هذه الآیة واردة عن غضب عظیم لان القصم كسر یبین تلائم الاجزاء بخلاف الفصم فانه كسر بلا ابانة و قوله تعالی:« یَرْكُضُونَ» أی یهربون سراعا و الركض العدو بشدة الوطی. و قوله« لا تَرْكُضُوا» علی إرادة القول أی قیل لهم استهزاء لا تركضوا و قوله:« ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ» الترفة النعمة و الترف النعم. و قوله:« حَصِیداً خامِدِینَ» أی مثل الحصید و هو البنت المحصود و لذلك لم یجمع. و« خامِدِینَ» ای میتین من خمدت النار. قوله:« وَ حاقَ بِهِمْ»* ای حال بهم وبال استهزائهم و سخریتهم و الفرق بین السخریة و الهزء أن فی السخریة معنی طلب الذلة لان التسخیر التذلیل، و اما الهزء فیقتضی طلب صغر القدر بما یظهر فی القول. قوله:« مَنْ یَكْلَؤُكُمْ» ای یحفظكم و الكلاءة الحفظ. و قوله:« مِنَ الرَّحْمنِ» ای من بأس الرحمن. و قوله:« مُعْرِضُونَ» ای لا یخطرون ببالهم فضلا ان یخافوا بأسه حتّی إذا كلئوا منه عرفوا الكالئ و صلحوا للسؤال. و قوله:« وَ لا هُمْ مِنَّا یُصْحَبُونَ» قال ابن قتیبة ای لا یجیرهم منا أحد لان المجیر صاحب الجار. تقول صحبك اللّٰه ای حفظك اللّٰه و اجارك.

أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ24 وَ هُدُوا إِلَی الطَّیِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلی صِراطِ الْحَمِیدِ 25.

و قال تعالی: وَ إِنْ یُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ وَ قَوْمُ إِبْراهِیمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ وَ أَصْحابُ مَدْیَنَ وَ كُذِّبَ مُوسی فَأَمْلَیْتُ لِلْكافِرِینَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَیْفَ كانَ نَكِیرِ43 فَكَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِیَ ظالِمَةٌ فَهِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ 44- إلی قوله تعالی- وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ أَمْلَیْتُ لَها وَ هِیَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَ إِلَیَّ الْمَصِیرُ47(1)

المؤمنون: حَتَّی إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ102 لَعَلِّی أَعْمَلُ صالِحاً فِیما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ103 فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ104 فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ105 وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ

ص: 8


1- 1. قوله تعالی:« تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ» ای تنسأ و الذهول الذهاب عن الشی ء دهشا و حیرة. و قوله:« تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها» ای لو كان ثمّ مرضعة لذهلت او حامل لوضعت و ان لم یكن هناك حامل و لا مرضعة و المراد شدة هول القیامة. و قوله:« هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِی رَبِّهِمْ» ای فوجان مختصمان و الخصم یستوی فیه المذكر و المؤنث و الواحد و الجمع و لذلك قال:« اخْتَصَمُوا» لانهما جمعان و لیسا برجلین. قوله:« قُطِّعَتْ» ای قدرت علی مقادیر جثتهم ثیاب. و قوله:« یُصْهَرُ بِهِ» الصهر الاذابة ای یذاب و ینضج بذلك الحمیم ما فی بطونهم من الاحشاء و یذاب به الجلود. قوله:« وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ» جمع مقمع ای سیاط یجلدون بها. و قوله« ذُوقُوا» أی قیل لهم ذوقوا بحذف القول. قوله« مِنْ أَساوِرَ» جمع اسورة و هی جمع سوار. و هو صفة مفعول محذوف. قوله« فَأَمْلَیْتُ» ای فأمهلت یقال: أملی اللّٰه لفلان فی العمر اذا أخر عنه أجله. قوله« فَكَیْفَ كانَ نَكِیرِ» أی انكاری علیهم بتغییر النعمة محنة و الحیاة هلاكا و العمارة خرابا. قوله« خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها» أی ساقطة حیطانها علی سقوفها بان تعطلت بنیانها فخرت سقوفها ثمّ تهدمت حیطانها فسقطت فوق السقف.« خاوِیَةٌ» بمعنی خالیة أی خالیة مع بقاء عروشها و سلامتها فیكون الجار متعلقة بخاویة.

فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ 106(1)

النور: أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ یَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَیْهِ وَ یَوْمَ یُرْجَعُونَ إِلَیْهِ فَیُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ 64(2)

النمل: إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِی حَرَّمَها وَ لَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ93 وَ أَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدی فَإِنَّما یَهْتَدِی لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِینَ94 وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَیُرِیكُمْ آیاتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 95.

القصص وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولی بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَ هُدیً وَ رَحْمَةً لَعَلَّهُمْ یَتَذَكَّرُونَ 43- إلی قوله - وَ لكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَیْهِمُ الْعُمُرُ 44(3)

الروم: قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِینَ 42 فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّینِ الْقَیِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ 43 مَنْ كَفَرَ فَعَلَیْهِ كُفْرُهُ وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْكافِرِینَ 45 -إلی

ص: 9


1- 1. قوله تعالی« وَ مِنْ وَرائِهِمْ» الوراء هنا بمعنی الامام كقوله تعالی« وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ یَأْخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ» و قوله« بَرْزَخٌ» البرزخ الحاجز بین الشیئین. قوله« فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ» ای لا یتواصلون بالأنساب و لا یتعاطفون بها مع معرفة بعضهم بعضا.
2- 2. قوله« ما أَنْتُمْ عَلَیْهِ» أی من الخیرات و المعاصی و الایمان و النفاق. و« یوم» منصوب بالعطف علی محذوف هو ظرف زمان و التقدیر ما أنتم تثبتون علیه الآن و یوم یرجعون، خرج من الخطاب الی الغیبة.
3- 3. قوله تعالی« بَصائِرَ لِلنَّاسِ» البصائر الحجج و البراهین للناس و العبر یبصرون بها و هی بدل من التوراة. و البصائر جمع البصیرة و هی نور القلب. قوله« فَتَطاوَلَ عَلَیْهِمُ الْعُمُرُ» العمر بضمتین: الحیاة كما فی القاموس ای فطال علیهم مدة انقطاع الوحی فاندرست الشرائع فأوحینا الیك خبر موسی و غیره. فالمستدرك الوحی إلیه فحذف و اقیم سببه مقامه.

قوله- وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلی قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِینَ أَجْرَمُوا وَ كانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ 47(1)

التنزیل: أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ یَمْشُونَ فِی مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ أَ فَلا یَسْمَعُونَ 26(2)

سبأ: أَ فَلَمْ یَرَوْا إِلی ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَیْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِیبٍ 10.

و قال تعالی: وَ حِیلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ ما یَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْیاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِی شَكٍّ مُرِیبٍ 54(3)

فاطر: یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَی اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ16 إِنْ یَشَأْ یُذْهِبْكُمْ وَ یَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِیدٍ17 وَ ما ذلِكَ عَلَی اللَّهِ بِعَزِیزٍ18 - إلی قوله - أَ وَ لَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعْجِزَهُ مِنْ شَیْ ءٍ فِی السَّماواتِ وَ لا فِی الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِیماً قَدِیراً 43(4)

یس: یا حَسْرَةً عَلَی الْعِبادِ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ 29 أَ لَمْ یَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَیْهِمْ لا یَرْجِعُونَ 30 وَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِیعٌ لَدَیْنا مُحْضَرُونَ 31.

و قال تعالی: وَ لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلی أَعْیُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّی یُبْصِرُونَ 66

ص: 10


1- 1. قوله« فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِینَ أَجْرَمُوا وَ كانَ حَقًّا- الآیة» أی فانتقمنا من المذنبین و دفعنا العذاب عن المؤمنین و كان واجبا علینا نصرهم.
2- 2. قوله تعالی« یَمْشُونَ فِی مَساكِنِهِمْ» یعنی یمرون أهل مكّة فی متاجرهم علی دیارهم و قوله« أَ فَلا یَسْمَعُونَ» أی سماع تدبر.
3- 3. قوله تعالی« كِسَفاً» الكسفة: القطعة من الشی ء. قوله« منیب» أی راجع الی ربه فانه یكون كثیر التأمل فی أمره و قوله« فِی شَكٍّ مُرِیبٍ» ای فی شك مشكك كما قالوا عجب عجیب.
4- 4. قوله« لِیُعْجِزَهُ مِنْ شَیْ ءٍ» أی لم یكن اللّٰه یفوته شی ء قوله« مِنْ شَیْ ءٍ» فاعل لیعجزه و« من» مزیدة.

وَ لَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلی مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِیًّا وَ لا یَرْجِعُونَ 67(1)

الزمر: قُلْ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّینَ وَ أُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِینَ14 قُلْ إِنِّی أَخافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ15 قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِینِی16 فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ17 لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ یُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ یا عِبادِ فَاتَّقُونِ18 وَ الَّذِینَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ یَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَی اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْری فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ 19 أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَیْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِی النَّارِ20 لكِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّةٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا یُخْلِفُ اللَّهُ الْمِیعادَ 21.

و قال تعالی: أَ فَمَنْ یَتَّقِی بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ قِیلَ لِلظَّالِمِینَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ 26 كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَیْثُ لا یَشْعُرُونَ 27 فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْیَ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا یَعْلَمُونَ 28.

و قال تعالی: وَ لَوْ أَنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ بَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ یَكُونُوا یَحْتَسِبُونَ 48 وَ بَدا لَهُمْ سَیِّئاتُ ما كَسَبُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ 49(2)

المؤمن: أَ وَ لَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِینَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ آثاراً فِی الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ ما كانَ لَهُمْ مِنَ

ص: 11


1- 1. قوله« وَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا» ان مخففة من الثقلیة و اللام هی الفارقة. و« ما» مزیدة للتأكید و« كل» أصله كلهم. و معناه ان الأمم كلهم یوم القیامة یحضرون فیقفون علی ما عملوه فی الدنیا. و قوله« لَطَمَسْنا» الطمس محو الشی ء حتّی یذهب أثره. قوله« فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ» انتصاب الصراط بنزع الخافض أی الی الطریق. قوله« مُضِیًّا وَ لا یَرْجِعُونَ» أی لم یقدروا علی ذهاب و لا مجی ء.
2- 2. قوله تعالی« إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ»« الذین» خبر« ان» و قوله« لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ» الظلل جمع الظلة و هی السترة العالیة و هذا شرح لخسرانهم. و الانقاذ: الانجاء.

اللَّهِ مِنْ واقٍ22 ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِیهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِیٌّ شَدِیدُ الْعِقابِ 23.

و قال تعالی: یا قَوْمِ ما لِی أَدْعُوكُمْ إِلَی النَّجاةِ وَ تَدْعُونَنِی إِلَی النَّارِ- تَدْعُونَنِی لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَ أُشْرِكَ بِهِ ما لَیْسَ لِی بِهِ عِلْمٌ وَ أَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَی الْعَزِیزِ الْغَفَّارِ45 لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِی إِلَیْهِ لَیْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِی الدُّنْیا وَ لا فِی الْآخِرَةِ وَ أَنَّ مَرَدَّنا إِلَی اللَّهِ وَ أَنَّ الْمُسْرِفِینَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ46 فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ47 فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ 48(1)

حم عسق: وَ تَرَی الظَّالِمِینَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ یَقُولُونَ هَلْ إِلی مَرَدٍّ مِنْ سَبِیلٍ- وَ تَراهُمْ یُعْرَضُونَ عَلَیْها خاشِعِینَ مِنَ الذُّلِّ یَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِیٍّ وَ قالَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِینَ فِی عَذابٍ مُقِیمٍ45 وَ ما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِیاءَ یَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِیلٍ46 اسْتَجِیبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ یَوْمَئِذٍ وَ ما لَكُمْ مِنْ نَكِیرٍ47(2)

الزخرف: وَ كَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِیٍّ فِی الْأَوَّلِینَ6 وَ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ 7 فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَ مَضی مَثَلُ الْأَوَّلِینَ - إلی قوله

ص: 12


1- 1. قوله تعالی« تَدْعُونَنِی لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ» بدل أو بیان فیه تعلیل و الدعاء كالهدایة فی التعدیة بالی و اللام. و قوله« ما لَیْسَ لِی بِهِ عِلْمٌ» أی بربوبیته علم و المراد نفی المعلوم و الاشعار بأن الالوهیة لا بدّ لها من برهان.
2- 2. قوله تعالی« وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ» أی من یخلیه اللّٰه و ضلاله لیس له معین من بعد خذلان اللّٰه. و قوله« هَلْ إِلی مَرَدٍّ» أی رجوع و ردّ الی الدنیا. و قوله« وَ تَراهُمْ یُعْرَضُونَ عَلَیْها» أی علی النار و یدلّ علیها العذاب. و قوله« مِنْ طَرْفٍ خَفِیٍّ» أی ضعیف النظر مسارقة و« من» ابتدائیة أو بمعنی الباء. و ذلك لما علیهم من الهوان یسارقون النظر الی النار خوفا منها.

تعالی - وَ كَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِی قَرْیَةٍ مِنْ نَذِیرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلی أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلی آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ23 قالَ أَ وَ لَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدی مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَیْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ24 فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَیْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ25(1)

الدخان: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِیمٍ26 وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِیها فاكِهِینَ 27 كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِینَ 28 فَما بَكَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِینَ 29(2)

الأحقاف: وَ لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِیما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِیهِ وَ جَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَ أَبْصاراً وَ أَفْئِدَةً فَما أَغْنی عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَ لا أَبْصارُهُمْ وَ لا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَیْ ءٍ إِذْ كانُوا یَجْحَدُونَ بِآیاتِ اللَّهِ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ 26(3)

ق: وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِی الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِیصٍ 35 إِنَّ فِی ذلِكَ لَذِكْری لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَی السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِیدٌ 36(4)

ص: 13


1- 1. قوله تعالی« أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَ مَضی مَثَلُ الْأَوَّلِینَ» البطش الاخذ الشدید و« مضی» أی و سلف فی القرآن قصصهم العجیبة. و قوله« مُتْرَفُوها» هم المتنعمون الذین آثروا الترفة علی طلب الحجة یرید الرؤساء، و تخسیس المترفین اشعار بان التنعم و حبّ البطالة صرفهم عن النظر الی التقلید.
2- 2. قوله تعالی« وَ نَعْمَةٍ» قال فی القاموس النعمة بالكسر الدعة و المال و الاسم النعمة بالفتح. و قوله« مُنْظَرِینَ» أی مهملین الی وقت آخر.
3- 3. قوله تعالی« وَ لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِیما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ»« ان» نافیة بمعنی« ما» النافیة، و هو أی« ان» فی النفی مع« ما» الموصولة بمعنی الذی أحسن فی اللفظ من« ما» النافیة.
4- 4. قوله تعالی« بَطْشاً» أی قوة. و قوله« فَنَقَّبُوا فِی الْبِلادِ» أی فتحوا المسالك فی البلاد لشدة بطشهم. و قوله« هَلْ مِنْ مَحِیصٍ» أی هل وجدوا مفرا من الموت. و فی القاموس محص منی أی هرب. و قوله:« لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» أی عقل یتفكر و یتدبر. و قوله:« أَوْ أَلْقَی السَّمْعَ» أی أصغی لاستماعه. و قوله« هُوَ شَهِیدٌ» أی شاهد بصدقه فیتعظ بظواهره و ینزجر بزواجره.

الواقعة: نَحْنُ قَدَّرْنا بَیْنَكُمُ الْمَوْتَ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ عَلی أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ فِی ما لا تَعْلَمُونَ 61(1)

التغابن: هُوَ الَّذِی خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ- یَعْلَمُ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ یَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَ ما تُعْلِنُونَ وَ اللَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ- أَ لَمْ یَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ- ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِیهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّناتِ فَقالُوا أَ بَشَرٌ یَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَ تَوَلَّوْا وَ اسْتَغْنَی اللَّهُ وَ اللَّهُ غَنِیٌّ حَمِیدٌ6(2)

الطلاق: وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِیداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً- فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً- أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِیداً فَاتَّقُوا اللَّهَ یا أُولِی الْأَلْبابِ 10(3)

الملك: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ قِیلَ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ27 قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِیَ اللَّهُ وَ مَنْ مَعِیَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ یُجِیرُ الْكافِرِینَ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ28 قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِی ضَلالٍ

ص: 14


1- 1. قوله تعالی:« وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ» أی لا یسبقنا أحد فیهرب من الموت أو لا یسبقنا أحد منكم علی ما قدرنا له من الموت حتّی یزید فی مقدار حیاته، أو لا یسبقنا خالق و لا مقدر فی الخلق و التقدیر و فعلنا ما فعلنا و لم یكن لما فعلناه مثال و انا لقادرون. و قوله:« عَلی أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ» أی لسنا بعاجزین علی خلقكم و بعثكم ثانیا، او علی ان نبدل منكم اشباهكم فنخلق بدلكم. و قوله:« نُنْشِئَكُمْ» أی نوجدكم بعد أن نفنیكم و قوله« فِی ما لا تَعْلَمُونَ» أی فی نشأة لا تعلمون كیفیتها.
2- 2. قوله تعالی« فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ» أی ضرر كفرهم فی الدنیا و أصل الوبال الثقل. و النكر هو عذاب الاستیصال. و قوله:« فَحاسَبْناها حِساباً شَدِیداً» أی بالاستقصاء و المناقشة.
3- 3. قوله تعالی:« عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها» أی عتوا علی اللّٰه و رسله و جاوزوا الحد فی المخالفة.

مُبِینٍ29 قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ 30(1)

المعارج: أَ یَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ38 كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا یَعْلَمُونَ39 فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ40 عَلی أَنْ نُبَدِّلَ خَیْراً مِنْهُمْ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِینَ41 فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا حَتَّی یُلاقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی یُوعَدُونَ42 یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ 43خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْیَوْمُ الَّذِی كانُوا یُوعَدُونَ 44(2)

القیامة: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ22 إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ23 وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ یُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ25 كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِیَ26 وَ قِیلَ مَنْ راقٍ27 وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ28 وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ29 إِلی رَبِّكَ یَوْمَئِذٍ الْمَساقُ30 فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّی31 وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّی32 ثُمَّ ذَهَبَ إِلی أَهْلِهِ یَتَمَطَّی33 أَوْلی لَكَ فَأَوْلی34 ثُمَّ أَوْلی لَكَ فَأَوْلی 35 أَ یَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ یُتْرَكَ سُدیً36 أَ لَمْ یَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِیٍّ یُمْنی37 ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّی38 فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثی 39 أَ لَیْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یُحْیِیَ الْمَوْتی 40(3)

ص: 15


1- 1. قوله تعالی« سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا» أی بان علیها الكأبة و الحزن و ساءتها رؤیة العذاب. و قوله:« تَدَّعُونَ» أی تطلبون و تستعجلون به، تفتعلون من الدعاء. أو به تدعون، أو بسببه تدعون أن لا بعث فهو من الدعوی. قوله:« غَوْراً» بمعنی غائرا مصدر وصف به و قوله:« بِماءٍ مَعِینٍ» أی جار، أو ظاهر سهل التناول.
2- 2. قوله تعالی« فَلا أُقْسِمُ»« لا» مزیدة للتأكید و المراد بالمشارق: قیل للشمش ثلاثمائة و ستون مشرقا و ثلاثمائة و ستون مغربا، فی كل یوم له مشرق و مغرب. و قوله:« فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا» أی اتركهم فی باطلهم. قوله:« مِنَ الْأَجْداثِ» أی من القبور. قوله:« سِراعاً» أی مسرعین. قوله« كَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ» أی الی منصوبات للعبادة او أعلام.« یوفضون» أی یسرعون. قوله:« تَرْهَقُهُمْ» أی تغشاهم.
3- 3. قوله تعالی:« ناضِرَةٌ» أی حسنة مضیئة مشرقة« إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ» أی ینتظر ثواب ربها. ورد فی الحدیث« ینتهی اولیاء اللّٰه بعد ما یفرغ من الحساب الی نهر یسمی الحیوان. فیغتسلون فیه و یشربون منه فتبیض وجوههم اشراقا فیذهب عنهم كل قذی و وعث ثمّ یؤمرون بدخول الجنة فمن هذا المقام ینظرون الی ربهم كیف یثیبهم قال فذلك قوله تعالی« إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ» و انما یعنی بالنظر إلیه النظر الی ثوابه تبارك و تعالی و قال: و الناظرة فی بعض اللغة هی المنتظرة أ لم تسمع الی قوله:« فَناظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ» أی منتظرة. و قوله:« وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ» أی كالحة شدیدة العبوس.« تَظُنُّ أَنْ یُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ» أی تتوقع أرباب تلك الوجوه أو توقن أن یفعل بها داهیة عظیمة تكسر قفار الظهر. و قوله: « إِذا بَلَغَتِ التَّراقِیَ» أی إذا بلغت النفس الترقوة( گلوگاه). و قوله:« وَ قِیلَ مَنْ راقٍ» أی یقال له: من یرقیك ممّا بك؟ یعنی هل من طبیب؟ و قوله:« وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ» أی أیقن أن الذی نزل به فراق الدنیا و محابها و علم بمفارقة الاحبة. قوله:« وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» أی التوت شدة فراق الدنیا بشدة خوف الآخرة، أو التوت احدی ساقیه بالاخری عند الموت. و المساق المصیر. و قوله:« یَتَمَطَّی» أی یتبختر افتخارا فی مشیته اعجابا بنفسه. قوله:« أَوْلی لَكَ» كلمة وعید و تهدید أی بعدا لك من خیر الدنیا و بعدا لك من خیر الآخرة. و قیل معناه: الذم أولی لك من تركه. و قوله:« سُدیً» أی مهملا لا یحاسب و لا یسأل و لا یعاقب.

المرسلات: أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِینَ16 ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِینَ17 كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ19 وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ (1)

النبأ: إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِیباً یَوْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ وَ یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً41(2)

عبس: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ33 یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ34 وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ 35وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ36 لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ37 وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ 38ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ39 وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ40 تَرْهَقُها قَتَرَةٌ41 أُولئِكَ هُمُ

ص: 16


1- 1. قوله تعالی:« وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ» الویل فی الأصل مصدر منصوب باضمار فعله عدل به الی الرفع للدلالة علی ثبات الهلاك للمدعو علیه و« یومئذ» ظرفه أو صفته.
2- 2. قوله:« یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً» أی فی الدنیا فلم أخلق و لم أكلف، أو فی هذا الیوم فلم أبعث لم و انشر.

الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ42(1)

الإنفطار: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ13 وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِی جَحِیمٍ14 یَصْلَوْنَها یَوْمَ الدِّینِ 15(2)

المطففین: أَ لا یَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ4 لِیَوْمٍ عَظِیمٍ5 یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ6

الغاشیة: هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ1 وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ2 عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً4 تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ5 لَیْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِیعٍ6 لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ7 وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ8 لِسَعْیِها راضِیَةٌ9 فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ10 لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً11 فِیها عَیْنٌ جارِیَةٌ12 فِیها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ13 وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ 14وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ15 وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ26(3).

ص: 17


1- 1. قوله تعالی« فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ» أی النفحة وصفت بها مجازا لان الناس یصخون لها. و قوله:« شَأْنٌ یُغْنِیهِ» أی یشغله عن غیره. قوله:« وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ» أی مضیئة بما تری من النعم. و« وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ» أی علیها غبار و كدورة و« تَرْهَقُها قَتَرَةٌ» أی یغشیها سواد و ظلمة.
2- 2. قوله تعالی:« یَصْلَوْنَها یَوْمَ الدِّینِ» أی یدخلونها و یقاسون حرها و یلزمونها بكونهم فیها. و یوم الدین ای یوم الجزاء و الحساب.
3- 3. قوله تعالی:« الْغاشِیَةِ» یعنی القیامة لأنّها تغشی الخلائق باهوالها. قوله: « ناصِبَةٌ» ای عملت و نصبت فی اعمال لا یعنیها او نصب و تعب بالسلاسل و الاغلال. قوله: « آنِیَةٍ» ای شدیدة الحرارة بلغت إناها فی الحر، قوله« حامِیَةً» ای متناهیة فی الحر. « الضریع» هو نوع من الشوك لا ترعاه دابة لخبثه، أمرّ من الصبر و أنتن من الجیفة و أشد حرا من النار، سماه اللّٰه تعالی الضریع كما فی الروایة. قوله« ناعِمَةٌ» ای ذاب بهجة او متنعمة. و قوله:« لاغِیَةً» أی الهزل و الكذب. و قوله:« وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ» أی وسائد مرتبة بعضها بجنب بعض یستند إلیها. و« أَكْوابٌ» جمع كوب أی اقداح لا عری لها. قوله:« وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ» أی بسط فاخرة مبسوطة لها خمل.

باب 2 مواعظ اللّٰه عز و جل فی سائر الكتب السماوی و فی الحدیث القدسی و فی مواعظ جبرئیل علیه السلام

«1»- ن (1)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام یَقُولُ: أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِهِ إِذَا أَصْبَحْتَ فَأَوَّلُ شَیْ ءٍ یَسْتَقْبِلُكَ فَكُلْهُ وَ الثَّانِی فَاكْتُمْهُ وَ الثَّالِثُ فَاقْبَلْهُ وَ الرَّابِعُ فَلَا تُؤْیِسْهُ وَ الْخَامِسُ فَاهْرَبْ مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ مَضَی فَاسْتَقْبَلَهُ جَبَلٌ أَسْوَدُ عَظِیمٌ فَوَقَفَ وَ قَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ آكُلَ هَذَا وَ بَقِیَ مُتَحَیِّراً ثُمَّ رَجَعَ إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ لَا یَأْمُرُنِی إِلَّا بِمَا أُطِیقُ فَمَشَی إِلَیْهِ لِیَأْكُلَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ صَغُرَ حَتَّی انْتَهَی إِلَیْهِ فَوَجَدَهُ لُقْمَةً فَأَكَلَهَا فَوَجَدَهَا أَطْیَبَ شَیْ ءٍ أَكَلَهُ ثُمَّ مَضَی فَوَجَدَ طَسْتاً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أَكْتُمَ هَذَا فَحَفَرَ لَهُ حُفْرَةً وَ جَعَلَهُ فِیهِ وَ أَلْقَی عَلَیْهِ التُّرَابَ ثُمَّ مَضَی فَالْتَفَتَ فَإِذَا الطَّسْتُ قَدْ ظَهَرَ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَمَضَی فَإِذَا هُوَ بِطَیْرٍ وَ خَلْفَهُ بَازِیٌّ فَطَافَ الطَّیْرُ حَوْلَهُ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَقْبَلَ هَذَا فَفَتَحَ كُمَّهُ فَدَخَلَ الطَّیْرُ فِیهِ فَقَالَ لَهُ الْبَازِی أَخَذْتَ صَیْدِی وَ أَنَا خَلْفَهُ مُنْذُ أَیَّامٍ فَقَالَ إِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ لَا أُویِسَ هَذَا فَقَطَعَ مِنْ فَخِذِهِ قِطْعَةً فَأَلْقَاهَا إِلَیْهِ ثُمَّ مَضَی فَلَمَّا مَضَی فَإِذَا هُوَ بِلَحْمِ مَیْتَةٍ مُنْتِنٍ مَدُودٍ فَقَالَ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَهْرُبَ مِنْ هَذَا فَهَرَبَ مِنْهُ وَ رَجَعَ وَ رَأَی فِی الْمَنَامِ كَأَنَّهُ قَدْ قِیلَ لَهُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَهَلْ تَدْرِی مَا ذَا كَانَ قَالَ لَا قِیلَ لَهُ أَمَّا الْجَبَلُ فَهُوَ الْغَضَبُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یَرَ نَفْسَهُ وَ جَهِلَ قَدْرَهُ مِنْ عِظَمِ الْغَضَبِ فَإِذَا حَفِظَ نَفْسَهُ وَ عَرَفَ قَدْرَهُ وَ سَكَنَ غَضَبُهُ كَانَتْ عَاقِبَتُهُ كَاللُّقْمَةِ الطَّیِّبَةِ الَّتِی أَكَلَهَا.

ص: 18


1- 1. عیون أخبار الرضا« ع» ص 152.

وَ أَمَّا الطَّسْتُ فَهُوَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ إِذَا كَتَمَهُ الْعَبْدُ وَ أَخْفَاهُ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا أَنْ یُظْهِرَهُ لِیُزَیِّنَهُ بِهِ مَعَ مَا یَدَّخِرُ لَهُ مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ.

وَ أَمَّا الطَّیْرُ فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْتِیكَ بِنَصِیحَةٍ فَاقْبَلْهُ وَ اقْبَلْ نَصِیحَتَهُ.

وَ أَمَّا الْبَازِی فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِی یَأْتِیكَ فِی حَاجَةٍ فَلَا تُؤْیِسْهُ.

وَ أَمَّا اللَّحْمُ الْمُنْتِنُ فَهِیَ الْغِیبَةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا.

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ(1) عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّ أَبَاهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا ابْنَ آدَمَ مَا تُنْصِفُنِی أَتَحَبَّبُ إِلَیْكَ بِالنِّعَمِ وَ تَتَمَقَّتُ إِلَیَّ بِالْمَعَاصِی خَیْرِی عَلَیْكَ مُنْزَلٌ وَ شَرُّكَ إِلَیَّ صَاعِدٌ وَ لَا یَزَالُ مَلَكٌ كَرِیمٌ یَأْتِینِی عَنْكَ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ بِعَمَلٍ قَبِیحٍ یَا ابْنَ آدَمَ لَوْ سَمِعْتَ وَصْفَكَ مِنْ غَیْرِكَ وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ مَنِ الْمَوْصُوفُ لَسَارَعْتَ إِلَی مَقْتِهِ.

ما(2)، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ وَ فِیهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ بِعَمَلٍ غَیْرِ صَالِحٍ.

«3»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] لی (3)،[الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عُرْوَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَهْبِیِ (4) جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ أَبِی حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ

ص: 19


1- 1. العیون ص 197 و راجع فی بیان المراد بالأسانید الثلاثة المجلد الأول ص 51 باب تلخیص المصادر.
2- 2. الأمالی ج 1 ص 126 و 281 و ج 2 ص 183.
3- 3. معانی الأخبار ص 178. الخصال ج 1 ص 7. الأمالی المجلس الحادی و الأربعون ص 141.
4- 4. فی بعض النسخ« الدهنی».

وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِیٌّ بِهِ (1) وَ اعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِیَامُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ.

«4»- مع (2)،[معانی الأخبار] عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ فِی حَدِیثٍ مَرْفُوعٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَرْسَلَنِی إِلَیْكَ بِهَدِیَّةٍ لَمْ یُعْطِهَا أَحَداً قَبْلَكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ وَ مَا هِیَ قَالَ الصَّبْرُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الرِّضَا وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الزُّهْدُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الْإِخْلَاصُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الْیَقِینُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّ مَدْرَجَةَ ذَلِكَ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ وَ مَا التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ الْعِلْمُ بِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا یَضُرُّ وَ لَا یَنْفَعُ وَ لَا یُعْطِی وَ لَا یَمْنَعُ وَ اسْتِعْمَالُ الْیَأْسِ مِنَ الْخَلْقِ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ یَعْمَلْ لِأَحَدٍ سِوَی اللَّهِ وَ لَمْ یَرْجُ وَ لَمْ یَخَفْ سِوَی اللَّهِ وَ لَمْ یَطْمَعْ فِی أَحَدٍ سِوَی اللَّهِ فَهَذَا هُوَ التَّوَكُّلُ قَالَ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ فَمَا تَفْسِیرُ الصَّبْرِ قَالَ تَصْبِرُ فِی الضَّرَّاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِی السَّرَّاءِ وَ فِی الْفَاقَةِ كَمَا تَصْبِرُ فِی الْغِنَی وَ فِی الْبَلَاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِی الْعَافِیَةِ فَلَا یَشْكُو حَالَهُ عِنْدَ الْخَلْقِ بِمَا یُصِیبُ مِنَ الْبَلَاءِ قُلْتُ فَمَا تَفْسِیرُ الْقَنَاعَةِ قَالَ یَقْنَعُ بِمَا یُصِیبُ مِنَ الدُّنْیَا یَقْنَعُ بِالْقَلِیلِ وَ یَشْكُرُ الْیَسِیرَ قُلْتُ فَمَا تَفْسِیرُ الرِّضَا قَالَ الرَّاضِی لَا یَسْخَطُ عَلَی سَیِّدِهِ أَصَابَ الدُّنْیَا أَمْ لَا وَ لَا یَرْضَی لِنَفْسِهِ بِالْیَسِیرِ مِنَ الْعَمَلِ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ فَمَا تَفْسِیرُ الزُّهْدِ قَالَ الزَّاهِدُ یُحِبُّ مَنْ یُحِبُّ خَالِقَهُ وَ یُبْغِضُ مَنْ یُبْغِضُ خَالِقَهُ وَ یَتَحَرَّجُ (3) مِنْ حَلَالِ الدُّنْیَا وَ لَا یَلْتَفِتُ إِلَی حَرَامِهَا فَإِنَّ حَلَالَهَا حِسَابٌ وَ حَرَامَهَا عِقَابٌ وَ یَرْحَمُ جَمِیعَ الْمُسْلِمِینَ كَمَا یَرْحَمُ نَفْسَهُ وَ یَتَحَرَّجُ مِنَ الْكَلَامِ

ص: 20


1- 1. إلی هنا رواه الشیخ فی أمالیه ج 2 ص 203 من حدیث جعفر بن محمّد عن آبائه عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- 2. معانی الأخبار ص 260.
3- 3. التحرج، التجنب.

كَمَا یَتَحَرَّجُ مِنَ الْمَیْتَةِ الَّتِی قَدِ اشْتَدَّ نَتْنُهَا وَ یَتَحَرَّجُ عَنْ حُطَامِ الدُّنْیَا(1) وَ زِینَتِهَا كَمَا یَتَجَنَّبُ النَّارَ أَنْ تَغْشَاهُ وَ یَقْصُرُ أَمَلَهُ وَ كَانَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ أَجَلُهُ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ فَمَا تَفْسِیرُ الْإِخْلَاصِ قَالَ الْمُخْلِصُ الَّذِی لَا یَسْأَلُ النَّاسَ شَیْئاً حَتَّی یَجِدَ وَ إِذَا وَجَدَ رَضِیَ وَ إِذَا بَقِیَ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ أَعْطَاهُ فِی اللَّهِ فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَسْأَلِ الْمَخْلُوقَ فَقَدْ أَقَرَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْعُبُودِیَّةِ وَ إِذَا وَجَدَ فَرَضِیَ فَهُوَ عَنِ اللَّهِ رَاضٍ وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَنْهُ رَاضٍ وَ إِذَا أَعْطَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ عَلَی حَدِّ الثِّقَةِ بِرَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ فَمَا تَفْسِیرُ الْیَقِینِ قَالَ الْمُوقِنُ یَعْمَلُ لِلَّهِ كَأَنَّهُ یَرَاهُ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ یَرَی اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ یَرَاهُ وَ أَنْ یَعْلَمَ یَقِیناً أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ یَكُنْ لِیُخْطِیهِ وَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ یَكُنْ لِیُصِیبَهُ وَ هَذَا كُلُّهُ أَغْصَانُ التَّوَكُّلِ وَ مَدْرَجَةُ الزُّهْدِ.

«5»- ل (2)،[الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْكُمَیْدَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِجَبْرَئِیلَ علیه السلام عِظْنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِیهِ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّیْلِ وَ عِزُّهُ كَفُّهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ.

«6»- عَنْ كِتَابِ إِرْشَادِ الْقُلُوبِ لِلدَّیْلَمِیِ (3)، رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله سَأَلَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ فَقَالَ یَا رَبِّ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ شَیْ ءٌ عِنْدِی أَفْضَلَ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَیَّ وَ الرِّضَا بِمَا قَسَمْتُ یَا مُحَمَّدُ وَجَبَتْ مَحَبَّتِی لِلْمُتَحَابِّینَ فِیَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِی لِلْمُتَعَاطِفِینَ فِیَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِی لِلْمُتَوَاصِلِینَ فِیَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِی لِلْمُتَوَكِّلِینَ عَلَیَّ وَ لَیْسَ لِمَحَبَّتِی عَلَمٌ (4) وَ لَا غَایَةٌ وَ لَا نِهَایَةٌ وَ كُلَّمَا رَفَعْتُ لَهُمْ عَلَماً وَضَعْتُ لَهُمْ عَلَماً أُولَئِكَ الَّذِینَ نَظَرُوا إِلَی

ص: 21


1- 1. الحطام الفتاة و ما یحطم من عیدان الزرع إذا یبس. و المال القلیل.
2- 2. الخصال ج 1 ص 7.
3- 3. الباب الرابع و الخمسون هكذا بدون ذكر السند.
4- 4. بفتحتین كنایة عن عدم المحدودیة.

الْمَخْلُوقِینَ بِنَظَرِی إِلَیْهِمْ وَ لَا یَرْفَعُوا الْحَوَائِجَ إِلَی الْخَلْقِ بُطُونُهُمْ خَفِیفَةٌ مِنْ أَكْلِ الْحَلَالِ نَعِیمُهُمْ فِی الدُّنْیَا ذِكْرِی وَ مَحَبَّتِی وَ رِضَایَ عَنْهُمْ- یَا أَحْمَدُ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَكُونَ أَوْرَعَ النَّاسِ فَازْهَدْ فِی الدُّنْیَا وَ ارْغَبْ فِی الْآخِرَةِ فَقَالَ یَا إِلَهِی كَیْفَ أَزْهَدُ فِی الدُّنْیَا وَ أَرْغَبُ فِی الْآخِرَةِ قَالَ خُذْ مِنَ الدُّنْیَا خِفّاً(1) مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ اللِّبَاسِ وَ لَا تَدَّخِرْ لِغَدٍ وَ دُمْ عَلَی ذِكْرِی فَقَالَ یَا رَبِّ وَ كَیْفَ أَدُومُ عَلَی ذِكْرِكَ فَقَالَ بِالْخَلْوَةِ عَنِ النَّاسِ وَ بُغْضِكَ الْحُلْوَ وَ الْحَامِضَ وَ فَرَاغِ بَطْنِكَ وَ بَیْتِكَ مِنَ الدُّنْیَا- یَا أَحْمَدُ فَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ الصَّبِیِّ إِذَا نَظَرَ إِلَی الْأَخْضَرِ وَ الْأَصْفَرِ أَحَبَّهُ وَ إِذَا أُعْطِیَ شَیْئاً مِنَ الْحُلْوِ وَ الْحَامِضِ اغْتَرَّ بِهِ فَقَالَ یَا رَبِّ دُلَّنِی عَلَی عَمَلٍ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَیْكَ قَالَ اجْعَلْ لَیْلَكَ نَهَاراً وَ نَهَارَكَ لَیْلًا قَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ اجْعَلْ نَوْمَكَ صَلَاةً وَ طَعَامَكَ الْجُوعَ- یَا أَحْمَدُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ ضَمِنَ لِی بِأَرْبَعِ خِصَالٍ إِلَّا أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ یَطْوِی لِسَانَهُ فَلَا یَفْتَحُهُ إِلَّا بِمَا یَعْنِیهِ وَ یَحْفَظُ قَلْبَهُ مِنَ الْوَسْوَاسِ وَ یَحْفَظُ عِلْمِی وَ نَظَرِی إِلَیْهِ وَ تَكُونُ قُرَّةُ عَیْنِهِ الْجُوعَ- یَا أَحْمَدُ لَوْ(2)

ذُقْتَ حَلَاوَةَ الْجُوعِ وَ الصَّمْتِ وَ الْخَلْوَةِ وَ مَا وَرِثُوا مِنْهَا قَالَ یَا رَبِّ مَا مِیرَاثُ الْجُوعِ قَالَ الحِكْمَةُ وَ حِفْظُ الْقَلْبِ وَ التَّقَرُّبُ إِلَیَّ وَ الْحُزْنُ الدَّائِمُ وَ خِفَّةُ الْمَئُونَةِ بَیْنَ النَّاسِ وَ قَوْلُ الْحَقِّ وَ لَا یُبَالِی عَاشَ بِیُسْرٍ أَوْ بِعُسْرٍ- یَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِی بِأَیِّ وَقْتٍ یَتَقَرَّبُ الْعَبْدُ إِلَی اللَّهِ قَالَ لَا یَا رَبِّ قَالَ إِذَا كَانَ جَائِعاً أَوْ سَاجِداً- یَا أَحْمَدُ عَجِبْتُ مِنْ ثَلَاثَةِ عَبِیدٍ عَبْدٌ دَخَلَ فِی الصَّلَاةِ وَ هُوَ یَعْلَمُ إِلَی مَنْ یَرْفَعُ یَدَیْهِ وَ قُدَّامَ مَنْ هُوَ وَ هُوَ یَنْعُسُ (3)

وَ عَجِبْتُ مِنْ عَبْدٍ لَهُ قُوتُ یَوْمٍ مِنَ الْحَشِیشِ أَوْ غَیْرِهِ وَ هُوَ یَهْتَمُّ لِغَدٍ وَ عَجِبْتُ مِنْ عَبْدٍ لَا یَدْرِی أَنِّی رَاضٍ عَنْهُ أَمْ سَاخِطٌ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَضْحَكُ.

ص: 22


1- 1. بكسر الخاء من الخفیف.
2- 2. للتمنی.
3- 3. النعاس أول النوم و هو الحالة التی یحتاج الإنسان فیها الی النوم.

یَا أَحْمَدُ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فَوْقَ لُؤْلُؤَةٍ وَ دُرَّةٍ فَوْقَ دُرَّةٍ لَیْسَ فِیهَا قَصْمٌ وَ لَا وَصْلٌ فِیهَا الْخَوَاصُّ أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ أُكَلِّمُهُمْ كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلَیْهِمْ أَزِیدُ فِی مُلْكِهِمْ سَبْعِینَ ضِعْفاً وَ إِذَا تَلَذَّذَ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِالطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ تَلَذَّذُوا بِكَلَامِی وَ ذِكْرِی وَ حَدِیثِی قَالَ یَا رَبِّ مَا عَلَامَاتُ أُولَئِكَ قَالَ هُمْ فِی الدُّنْیَا مَسْجُونُونَ قَدْ سَجَنُوا أَلْسِنَتَهُمْ مِنْ فُضُولِ الْكَلَامِ وَ بُطُونَهُمْ مِنْ فُضُولِ الطَّعَامِ- یَا أَحْمَدُ إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلَّهِ هِیَ الْمَحَبَّةُ لِلْفُقَرَاءِ وَ التَّقَرُّبُ إِلَیْهِمْ قَالَ یَا رَبِّ وَ مَنِ الْفُقَرَاءُ قَالَ الَّذِینَ رَضُوا بِالْقَلِیلِ وَ صَبَرُوا عَلَی الْجُوعِ وَ شَكَرُوا عَلَی الرَّخَاءِ وَ لَمْ یَشْكُوا جُوعَهُمْ وَ لَا ظَمَأَهُمْ وَ لَمْ یَكْذِبُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَمْ یَغْضَبُوا عَلَی رَبِّهِمْ وَ لَمْ یَغْتَمُّوا عَلَی مَا فَاتَهُمْ وَ لَمْ یَفْرَحُوا بِمَا آتَاهُمْ- یَا أَحْمَدُ مَحَبَّتِی مَحَبَّةٌ لِلْفُقَرَاءِ فَادْنُ الْفُقَرَاءَ وَ قَرِّبْ مَجْلِسَهُمْ مِنْكَ وَ بَعِّدِ الْأَغْنِیَاءَ وَ بَعِّدْ مَجْلِسَهُمْ مِنْكَ فَإِنَّ الْفُقَرَاءَ أَحِبَّائِی- یَا أَحْمَدُ لَا تَتَزَیَّنُ بِلِینِ اللِّبَاسِ وَ طِیبِ الطَّعَامِ وَ لَینِ الْوَطَاءِ فَإِنَّ النَّفْسَ مَأْوَی كُلِّ شَرٍّ وَ هِیَ رَفِیقُ كُلِّ سُوءٍ تَجُرُّهَا إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ تَجُرُّكَ إِلَی مَعْصِیَتِهِ وَ تُخَالِفُكَ فِی طَاعَتِهِ وَ تُطِیعُكَ فِیمَا تَكْرَهُ وَ تَطْغَی إِذَا شَبِعَتْ وَ تَشْكُو إِذَا جَاعَتْ وَ تَغْضَبُ إِذَا افْتَقَرَتْ وَ تَتَكَبَّرُ إِذَا اسْتَغْنَتْ وَ تَنْسَی إِذَا كَبِرَتْ وَ تَغْفُلُ إِذَا أَمِنَتْ وَ هِیَ قَرِینَةُ الشَّیْطَانِ وَ مَثَلُ النَّفْسِ كَمَثَلِ النَّعَامَةِ

تَأْكُلُ الْكَثِیرَ وَ إِذَا حُمِلَ عَلَیْهَا لَا تَطِیرُ وَ مَثَلُ الدِّفْلَی (1)

لَوْنُهُ حَسَنٌ وَ طَعْمُهُ مُرٌّ- یَا أَحْمَدُ أَبْغِضِ الدُّنْیَا وَ أَهْلَهَا وَ أَحِبَّ الْآخِرَةَ وَ أَهْلَهَا قَالَ یَا رَبِّ وَ مَنْ أَهْلُ الدُّنْیَا وَ مَنْ أَهْلُ الْآخِرَةِ قَالَ أَهْلُ الدُّنْیَا مَنْ كَثُرَ أَكْلُهُ وَ ضِحْكُهُ وَ نَوْمُهُ وَ غَضَبُهُ قَلِیلُ الرِّضَا لَا یَعْتَذِرُ إِلَی مَنْ أَسَاءَ إِلَیْهِ وَ لَا یَقْبَلُ مَعْذِرَةَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ كَسْلَانُ عِنْدَ الطَّاعَةِ شُجَاعٌ عِنْدَ الْمَعْصِیَةِ أَمَلُهُ بَعِیدٌ وَ أَجَلُهُ قَرِیبٌ لَا یُحَاسِبُ نَفْسَهُ قَلِیلُ الْمَنْفَعَةِ كَثِیرُ الْكَلَامِ قَلِیلُ الْخَوْفِ كَثِیرُ الْفَرَحِ عِنْدَ الطَّعَامِ وَ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْیَا

ص: 23


1- 1. بكسر الدال و سكون الفاء و الف مقصورة نبت زهره كالورد الأحمر. یقال له بالفارسیة( خرزهرة) ورقها كورق الخلاف مر الطعم محلل نافع من الحكة و الجرب.

لَا یَشْكُرُونَ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ لَا یَصْبِرُونَ عِنْدَ الْبَلَاءِ كَثِیرُ النَّاسِ عِنْدَهُمْ قَلِیلٌ یَحْمَدُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَا لَا یَفْعَلُونَ وَ یَدْعُونَ بِمَا لَیْسَ لَهُمْ وَ یَتَكَلَّمُونَ بِمَا یَتَمَنَّوْنَ وَ یَذْكُرُونَ مَسَاوِیَ النَّاسِ وَ یُخْفُونَ حَسَنَاتِهِمْ قَالَ یَا رَبِّ هَلْ یَكُونُ سِوَی هَذَا الْعَیْبِ فِی أَهْلِ الدُّنْیَا قَالَ یَا أَحْمَدُ إِنَّ عَیْبَ أَهْلِ الدُّنْیَا كَثِیرٌ فِیهِمُ الْجَهْلُ وَ الْحُمْقُ- لَا یَتَوَاضَعُونَ لِمَنْ یَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ وَ هُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ عُقَلَاءُ وَ عِنْدَ الْعَارِفِینَ حَمْقَاءُ: یَا أَحْمَدُ إِنَّ أَهْلَ الْخَیْرِ وَ أَهْلَ الْآخِرَةِ رَقِیقَةٌ وُجُوهُهُمْ كَثِیرٌ حَیَاؤُهُمْ قَلِیلٌ حُمْقُهُمْ كَثِیرٌ نَفْعُهُمْ قَلِیلٌ مَكْرُهُمْ النَّاسُ مِنْهُمْ فِی رَاحَةٍ وَ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِی تَعَبٍ كَلَامُهُمْ مَوْزُونٌ مُحَاسِبِینَ لِأَنْفُسِهِمْ مُتْعِبِینَ لَهَا تَنَامُ أَعْیُنُهُمْ وَ لَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ أَعْیُنُهُمْ بَاكِیَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ ذَاكِرَةٌ إِذَا كُتِبَ النَّاسُ مِنَ الْغَافِلِینَ كُتِبُوا مِنَ الذَّاكِرِینَ فِی أَوَّلِ النِّعْمَةِ یَحْمَدُونَ وَ فِی آخِرِهَا یَشْكُرُونَ دُعَاؤُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَرْفُوعٌ وَ كَلَامُهُمْ مَسْمُوعٌ تَفْرَحُ الْمَلَائِكَةُ بِهِمْ یَدُورُ دُعَاؤُهُمْ تَحْتَ الْحُجُبِ یُحِبُّ الرَّبُّ أَنْ یَسْمَعَ كَلَامَهُمْ كَمَا تُحِبُّ الْوَالِدَةُ وَلَدَهَا وَ لَا یَشْغَلُهُمْ عَنِ اللَّهِ شَیْ ءٌ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَا یُرِیدُونَ كَثْرَةَ الطَّعَامِ وَ لَا كَثْرَةَ الْكَلَامِ وَ لَا كَثْرَةَ اللِّبَاسِ النَّاسُ عِنْدَهُمْ مَوْتَی وَ اللَّهُ عِنْدَهُمْ حَیٌّ قَیُّومٌ كَرِیمٌ یَدْعُونَ الْمُدْبِرِینَ كَرَماً وَ یُرِیدُونَ الْمُقْبِلِینَ تَلَطُّفاً قَدْ صَارَتِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ عِنْدَهُمْ وَاحِدَةً یَمُوتُ النَّاسُ مَرَّةً وَ یَمُوتُ أَحَدُهُمْ فِی كُلِّ یَوْمٍ سَبْعِینَ مَرَّةً مِنْ مُجَاهَدَةِ أَنْفُسِهِمْ وَ مُخَالَفَةِ هَوَاهُمْ وَ الشَّیْطَانُ الَّذِی یَجْرِی فِی عُرُوقِهِمْ وَ لَوْ تَحَرَّكَتْ رِیحٌ لَزَعْزَعَتْهُمْ وَ إِنْ قَامُوا بَیْنَ یَدَیَ كَأَنَّهُمْ بُنْیانٌ مَرْصُوصٌ (1) لَا أَرَی فِی قَلْبِهِمْ شُغُلًا لِمَخْلُوقٍ فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُحْیِیَنَّهُمْ حَیَاةً طَیِّبَةً إِذَا فَارَقَتْ أَرْوَاحُهُمْ مِنْ جَسَدِهِمْ- لَا أُسَلِّطُ عَلَیْهِمْ مَلَكَ الْمَوْتِ وَ لَا یَلِی قَبْضَ رُوحِهِمْ غَیْرِی وَ لَأَفْتَحَنَّ لِرُوحِهِمْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ كُلَّهَا وَ لَأَرْفَعَنَّ الْحُجُبَ كُلَّهَا دُونِی وَ لَآمُرَنَّ الْجِنَانَ فَلْتُزَیَّنَنَّ وَ الْحُورَ الْعِینَ فَلْتُزَفَّنَ (2) وَ الْمَلَائِكَةَ فَلْتُصَلِّیَنَ

ص: 24


1- 1. أی مزلق بعضه الی بعض ثابت، من الرص و هو اتصال بعض البناء ببعض.
2- 2. زففت العروس الی زوجها أزف- بالضم- زفا و زفافا، و أزففتها أی أهدیتها الی زوجها.

وَ الْأَشْجَارَ فَلْتُثْمِرَنَّ وَ ثِمَارَ الْجَنَّةِ فَلْتُدْلِیَنَ (1) وَ لَآمُرَنَّ رِیحاً مِنَ الرِّیَاحِ الَّتِی تَحْتَ الْعَرْشِ فَلْتَحْمِلَنَّ جِبَالًا مِنَ الْكَافُورِ وَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَلْتَصِیرَنَّ وَقُوداً مِنْ غَیْرِ النَّارِ فَلْتَدْخُلَنَّ بِهِ وَ لَا یَكُونُ بَیْنِی وَ بَیْنَ رُوحِهِ سِتْرٌ فَأَقُولُ لَهُ عِنْدَ قَبْضِ رُوحِهِ مَرْحَباً وَ أَهْلًا بِقُدُومِكَ عَلَیَّ اصْعَدْ بِالْكَرَامَةِ وَ الْبُشْرَی وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِیها نَعِیمٌ مُقِیمٌ خالِدِینَ فِیها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ فَلَوْ رَأَیْتَ الْمَلَائِكَةَ كَیْفَ یَأْخُذُ بِهَا وَاحِدٌ وَ یُعْطِیهَا الْآخَرُ.

یَا أَحْمَدُ إِنَّ أَهْلَ الْآخِرَةِ لَا یَهْنَؤُهُمُ الطَّعَامُ مُنْذُ عَرَفُوا رَبَّهُمْ وَ لَا یَشْغَلُهُمْ مُصِیبَةٌ مُنْذُ عَرَفُوا سَیِّئَاتِهِمْ یَبْكُونَ عَلَی خَطَایَاهُمْ یَتْعَبُونَ أَنْفُسَهُمْ وَ لَا یُرِیحُونَهَا وَ إِنَّ رَاحَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِی الْمَوْتِ وَ الْآخِرَةُ مُسْتَرَاحُ الْعَابِدِینَ مُونِسُهُمْ دُمُوعُهُمُ الَّتِی تَفِیضُ عَلَی خُدُودِهِمْ وَ جُلُوسُهُمْ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ عَنْ أَیْمَانِهِمْ وَ عَنْ شَمَائِلِهِمْ وَ مُنَاجَاتُهُمْ مَعَ الْجَلِیلِ الَّذِی فَوْقَ عَرْشِهِ وَ إِنَّ أَهْلَ الْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ فِی أَجْوَافِهِمْ قَدْ قَرِحَتْ (2)

یَقُولُونَ مَتَی نَسْتَرِیحُ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَی دَارِ الْبَقَاء.

یَا أَحْمَدُ هَلْ تَعْرِفُ مَا لِلزَّاهِدِینَ عِنْدِی فِی الْآخِرَةِ قَالَ لَا یَا رَبِّ قَالَ یُبْعَثُ الْخَلْقُ وَ یُنَاقَشُونَ بِالْحِسَابِ وَ هُمْ مِنْ ذَلِكَ آمِنُونَ إِنَّ أَدْنَی مَا أُعْطِی لِلزَّاهِدِینَ فِی الْآخِرَةِ أَنْ أُعْطِیَهُمْ مَفَاتِیحَ الْجِنَانِ كُلَّهَا حَتَّی یَفْتَحُوا أَیَّ بَابٍ شَاءُوا وَ لَا أَحْجُبُ عَنْهُمْ وَجْهِی وَ لَأُنْعِمَنَّهُمْ بِأَلْوَانِ التَّلَذُّذِ مِنْ كَلَامِی وَ لَأُجْلِسَنَّهُمْ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ وَ أُذَكِّرَنَّهُمْ مَا صَنَعُوا وَ تَعِبُوا فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ أَفْتَحُ لَهُمْ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ بَابٌ تَدْخُلُ عَلَیْهِمُ الْهَدَایَا مِنْهُ بُكْرَةً وَ عَشِیّاً مِنْ عِنْدِی وَ بَابٌ یَنْظُرُونَ مِنْهُ إِلَیَّ كَیْفَ شَاءُوا بِلَا صُعُوبَةٍ وَ بَابٌ یَطَّلِعُونَ مِنْهُ إِلَی النَّارِ فَیَنْظُرُونَ مِنْهُ إِلَی الظَّالِمِینَ كَیْفَ یُعَذَّبُونَ وَ بَابٌ تَدْخُلُ عَلَیْهِمْ مِنْهُ الْوَصَائِفُ (3) وَ الْحُورُ الْعِینُ قَالَ یَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ الزَّاهِدُونَ الَّذِینَ وَصَفْتَهُمْ قَالَ الزَّاهِدُ هُوَ الَّذِی لَیْسَ لَهُ بَیْتٌ یَخْرَبُ فَیَغْتَمَّ بِخَرَابِهِ وَ لَا لَهُ

ص: 25


1- 1. أی فلترسلن و تنزلن.
2- 2. أی جرحت من الحزن و الهم بالآخرة.
3- 3. الوصائف جمع الوصیفة و هی الخادمة.

وَلَدٌ یَمُوتُ فَیَحْزَنَ لِمَوْتِهِ وَ لَا لَهُ شَیْ ءٌ یَذْهَبُ فَیَحْزَنَ لِذَهَابِهِ وَ لَا یَعْرِفُهُ إِنْسَانٌ لِیَشْغَلَهُ عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَا لَهُ فَضْلُ طَعَامٍ لِیُسْأَلَ عَنْهُ وَ لَا لَهُ ثَوْبٌ لَیِّنٌ- یَا أَحْمَدُ وُجُوهُ الزَّاهِدِینَ مُصْفَرَّةٌ مِنْ تَعَبِ اللَّیْلِ وَ صَوْمِ النَّهَارِ وَ أَلْسِنَتُهُمْ كِلَالٌ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَی قُلُوبُهُمْ فِی صُدُورِهُمْ مَطْعُونَةٌ مِنْ كَثْرَةِ مَا یُخَالِفُونَ أَهْوَاءَهُمْ قَدْ ضَمَّرُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ كَثْرَةِ صَمْتِهِمْ (1) قَدْ أُعْطُوا الْمَجْهُودَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ- لَا مِنْ خَوْفِ نَارٍ وَ لَا مِنْ شَوْقِ جَنَّةٍ وَ لَكِنْ یَنْظُرُونَ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَیَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی أَهْلٌ لِلْعِبَادَةِ كَأَنَّمَا یَنْظُرُونَ إِلَی مَنْ فَوْقَهَا قَالَ یَا رَبِّ هَلْ تُعْطِی لِأَحَدٍ مِنْ أُمَّتِی هَذَا قَالَ یَا أَحْمَدُ هَذِهِ دَرَجَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ مِنْ أُمَّتِكَ وَ أُمَّةِ غَیْرِكَ وَ أَقْوَامٌ مِنَ الشُّهَدَاءِ قَالَ یَا رَبِّ أَیُّ الزُّهَّادِ أَكْثَرُ زُهَّادُ أُمَّتِی أَمْ زُهَّادُ بَنِی إِسْرَائِیلَ قَالَ إِنَّ زُهَّادَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی زُهَّادِ أُمَّتِكَ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِی بَقَرَةٍ بَیْضَاءَ فَقَالَ یَا رَبِّ كَیْفَ یَكُونُ ذَلِكَ وَ عَدَدُ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَكْثَرُ مِنْ أُمَّتِی قَالَ لِأَنَّهُمْ شَكُّوا بَعْدَ الْیَقِینِ وَ جَحَدُوا بَعْدَ الْإِقْرَارِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمِدْتُ اللَّهَ لِلزَّاهِدِینَ كَثِیراً وَ شَكَرْتُهُ وَ دَعَوْتُ لَهُمْ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ وَ ارْحَمْهُمْ وَ احْفَظْ عَلَیْهِمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَیْتَ لَهُمْ اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمْ إِیمَانَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِی لَیْسَ بَعْدَهُ شَكٌّ وَ زَیْغٌ وَ وَرَعاً لَیْسَ بَعْدَهُ رَغْبَةٌ وَ خَوْفاً لَیْسَ بَعْدَهُ غَفْلَةٌ وَ عِلْماً لَیْسَ بَعْدَهُ جَهْلٌ وَ عَقْلًا لَیْسَ بَعْدَهُ حُمْقٌ وَ قُرْباً لَیْسَ بَعْدَهُ بُعْدٌ وَ خُشُوعاً لَیْسَ بَعْدَهُ قَسَاوَةٌ وَ ذِكْراً لَیْسَ بَعْدَهُ نِسْیَانٌ وَ كَرَماً لَیْسَ بَعْدَهُ هَوَانٌ وَ صَبْراً لَیْسَ بَعْدَهُ ضَجَرٌ وَ حِلْماً لَیْسَ بَعْدَهُ عَجَلَةٌ وَ امْلَأْ قُلُوبَهُمْ حَیَاءً مِنْكَ حَتَّی یَسْتَحْیُوا مِنْكَ كُلَّ وَقْتٍ وَ تُبَصِّرُهُمْ بِآفَاتِ الدُّنْیَا وَ آفَاتِ أَنْفُسِهِمْ وَ وَسَاوِسِ الشَّیْطَانِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ.

یَا أَحْمَدُ عَلَیْكَ بِالْوَرَعِ فَإِنَّ الْوَرَعَ رَأْسُ الدِّینِ وَ وَسَطُ الدِّینِ وَ آخِرُ الدِّینِ إِنَّ الْوَرَعَ یُقَرِّبُ الْعَبْدَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی.

یَا أَحْمَدُ إِنَّ الْوَرَعَ كَالشُّنُوفِ (2) بَیْنَ الْحُلِیِّ وَ الْخُبْزِ بَیْنَ الطَّعَامِ إِنَّ الْوَرَعَ

ص: 26


1- 1. ضمر: هزل و دق و قل لحمه.
2- 2. جمع الشنف: ما علق فی الاذن او اعلاها من الحلی.

رَأْسُ الْإِیمَانِ وَ عِمَادُ الدِّینِ إِنَّ الْوَرَعَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ السَّفِینَةِ كَمَا أَنَّ فِی الْبَحْرِ لَا یَنْجُو إِلَّا مَنْ كَانَ فِیهَا كَذَلِكَ لَا یَنْجُو الزَّاهِدُونَ إِلَّا بِالْوَرَعِ- یَا أَحْمَدُ مَا عَرَفَنِی عَبْدٌ وَ خَشَعَ لِی إِلَّا وَ خَشَعْتُ لَهُ- یَا أَحْمَدُ الْوَرَعُ یَفْتَحُ عَلَی الْعَبْدِ أَبْوَابَ الْعِبَادَةِ فَتَكَرَّمَ بِهِ عِنْدَ الْخَلْقِ وَ یَصِلُ بِهِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یَا أَحْمَدُ عَلَیْكَ بِالصَّمْتِ فَإِنَّ أَعْمَرَ الْقُلُوبِ قُلُوبُ الصَّالِحِینَ وَ الصَّامِتِینَ وَ إِنَّ أَخْرَبَ الْقُلُوبِ قُلُوبُ الْمُتَكَلِّمِینَ بِمَا لَا یَعْنِیهِمْ- یَا أَحْمَدُ إِنَّ الْعِبَادَةَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا طَلَبُ الْحَلَالِ فَإِذَا طَیَّبْتَ مَطْعَمَكَ وَ مَشْرَبَكَ فَأَنْتَ فِی حِفْظِی وَ كَنَفِی قَالَ یَا رَبِّ مَا أَوَّلُ الْعِبَادَةِ قَالَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ الصَّمْتُ وَ الصَّوْمُ قَالَ یَا رَبِّ وَ مَا مِیرَاثُ الصَّوْمِ قَالَ الصَّوْمُ یُورِثُ الحِكْمَةَ وَ الحِكْمَةُ تُورِثُ الْمَعْرِفَةَ وَ الْمَعْرِفَةُ تُورِثُ الْیَقِینَ فَإِذَا اسْتَیْقَنَ الْعَبْدُ لَا یُبَالِی كَیْفَ أَصْبَحَ بِعُسْرٍ أَمْ بِیُسْرٍ وَ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ فِی حَالَةِ الْمَوْتِ یَقُومُ عَلَی رَأْسِهِ مَلَائِكَةٌ بِیَدِ كُلِّ مَلَكٍ كَأْسٌ مِنْ مَاءِ الْكَوْثَرِ وَ كَأْسٌ مِنَ الْخَمْرِ یَسْقُونَ رُوحَهُ حَتَّی تَذْهَبَ سَكْرَتُهُ وَ مَرَارَتُهُ وَ یُبَشِّرُونَهُ بِالْبِشَارَةِ الْعُظْمَی وَ یَقُولُونَ لَهُ طِبْتَ وَ طَابَ مَثْوَاكَ (1) إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَی الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ الْحَبِیبِ الْقَرِیبِ فَتَطِیرُ الرُّوحُ مِنْ أَیْدِی الْمَلَائِكَةِ فَتَصْعَدُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ لَا یَبْقَی حِجَابٌ وَ لَا سِتْرٌ بَیْنَهَا وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا مُشْتَاقٌ وَ تَجْلِسُ عَلَی عَیْنٍ عِنْدَ الْعَرْشِ ثُمَّ یُقَالُ لَهَا كَیْفَ تَرَكْتِ الدُّنْیَا- فَتَقُولُ إِلَهِی وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَا عِلْمَ لِی بِالدُّنْیَا أَنَا مُنْذُ خَلَقْتَنِی خَائِفَةٌ مِنْكَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی صَدَقْتَ عَبْدِی كُنْتَ بِجَسَدِكَ فِی الدُّنْیَا وَ رُوحُكَ مَعِی فَأَنْتَ بِعَیْنِی سِرُّكَ وَ عَلَانِیَتُكَ سَلْ أُعْطِكَ وَ تَمَنَّ عَلَیَّ فَأُكْرِمْكَ هَذِهِ جَنَّتِی فَتَجَنَّحْ فِیهَا وَ هَذَا جِوَارِی فَاسْكُنْهُ فَتَقُولُ الرُّوحُ إِلَهِی عَرَّفْتَنِی نَفْسَكَ فَاسْتَغْنَیْتُ بِهَا عَنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَوْ كَانَ رِضَاكَ فِی أَنْ أُقْطَعَ إِرْباً إِرْباً وَ أُقْتَلَ سَبْعِینَ قَتْلَةً بِأَشَدِّ مَا یُقْتَلُ بِهِ النَّاسُ لَكَانَ رِضَاكَ أَحَبَّ إِلَیَّ إِلَهِی كَیْفَ أُعْجَبُ بِنَفْسِی وَ أَنَا ذَلِیلٌ إِنْ لَمْ

ص: 27


1- 1. المثوی: المنزل و المكان.

تُكْرِمْنِی وَ أَنَا مَغْلُوبٌ إِنْ لَمْ تَنْصُرْنِی وَ أَنَا ضَعِیفٌ إِنْ لَمْ تُقَوِّنِی وَ أَنَا مَیِّتٌ إِنْ لَمْ تُحْیِنِی بِذِكْرِكَ وَ لَوْ لَا سَتْرُكَ لَافْتَضَحْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ عَصَیْتُكَ إِلَهِی كَیْفَ لَا أَطْلُبُ رِضَاكَ وَ قَدْ أَكْمَلْتَ عَقْلِی حَتَّی عَرَفْتُكَ وَ عَرَفْتُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ وَ الْأَمْرَ مِنَ النَّهْیِ وَ الْعِلْمَ مِنَ الْجَهْلِ وَ النُّورَ مِنَ الظُّلْمَةِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أَحْجُبُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِأَحِبَّائِی.

یَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِی أَیُّ عَیْشٍ أَهْنَأُ وَ أَیُّ حَیَاةٍ أَبْقَی قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ أَمَّا الْعَیْشُ الْهَنِی ءُ(1) فَهُوَ الَّذِی لَا یَفْتُرُ صَاحِبُهُ (2) عَنْ ذِكْرِی وَ لَا یَنْسَی نِعْمَتِی وَ لَا یَجْهَلُ حَقِّی یَطْلُبُ رِضَایَ فِی لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ أَمَّا الْحَیَاةُ الْبَاقِیَةُ فَهِیَ الَّتِی یَعْمَلُ لِنَفْسِهِ حَتَّی تَهُونَ عَلَیْهِ الدُّنْیَا وَ تَصْغُرَ فِی عَیْنِهِ وَ تَعْظُمَ الْآخِرَةُ عِنْدَهُ وَ یُؤْثِرَ هَوَایَ عَلَی هَوَاهُ وَ یَبْتَغِیَ مَرْضَاتِی وَ یُعَظِّمَ حَقَّ عَظَمَتِی وَ یَذْكُرَ عِلْمِی بِهِ وَ یُرَاقِبَنِی بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ عِنْدَ كُلِّ سَیِّئَةٍ أَوْ مَعْصِیَةٍ وَ یُنَقِّیَ قَلْبَهُ عَنْ كُلِّ مَا أَكْرَهُ وَ یُبْغِضَ الشَّیْطَانَ وَ وَسَاوِسَهُ وَ لَا یَجْعَلَ لِإِبْلِیسَ عَلَی قَلْبِهِ سُلْطَاناً وَ سَبِیلًا فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَسْكَنْتُ قَلْبَهُ حُبّاً حَتَّی أَجْعَلَ قَلْبَهُ لِی وَ فَرَاغَهُ وَ اشْتِغَالَهُ وَ هَمَّهُ وَ حَدِیثَهُ مِنَ النِّعْمَةِ الَّتِی أَنْعَمْتُ بِهَا عَلَی أَهْلِ مَحَبَّتِی مِنْ خَلْقِی وَ أَفْتَحُ عَیْنَ قَلْبِهِ وَ سَمْعِهِ حَتَّی یَسْمَعَ بِقَلْبِهِ وَ یَنْظُرَ بِقَلْبِهِ إِلَی جَلَالِی وَ عَظَمَتِی وَ أُضِیقُ عَلَیْهِ الدُّنْیَا وَ أُبْغِضُ الدُّنْیَا وَ أُبْغِضُ إِلَیْهِ مَا فِیهَا مِنَ اللَّذَّاتِ وَ أُحَذِّرُهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا كَمَا یُحَذِّرُ الرَّاعِی غَنَمَهُ مِنْ مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ فَإِذَا كَانَ هَكَذَا یَفِرُّ مِنَ النَّاسِ فِرَاراً وَ یَنْقُلُ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَی دَارِ الْبَقَاءِ وَ مِنْ دَارِ الشَّیْطَانِ إِلَی دَارِ الرَّحْمَنِ.

یَا أَحْمَدُ وَ لَأُزَیِّنَنَّهُ بِالْهَیْبَةِ وَ الْعَظَمَةِ فَهَذَا هُوَ الْعَیْشُ الْهَنِی ءُ وَ الْحَیَاةُ الْبَاقِیَةُ وَ هَذَا مَقَامُ الرَّاضِینَ فَمَنْ عَمِلَ بِرِضَایَ أُلْزِمُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ أُعَرِّفُهُ شُكْراً لَا یُخَالِطُهُ الْجَهْلُ وَ ذِكْراً لَا یُخَالِطُهُ النِّسْیَانُ وَ مَحَبَّةً لَا یُؤْثِرُ عَلَی مَحَبَّتِی مَحَبَّةَ الْمَخْلُوقِینَ فَإِذَا أَحَبَّنِی أَحْبَبْتُهُ وَ أَفْتَحُ عَیْنَ قَلْبِهِ إِلَی جَلَالِی وَ لَا أُخْفِی عَلَیْهِ خَاصَّةَ خَلْقِی

ص: 28


1- 1. الهنی ء: السائغ و ما أتاك بلا مشقة.
2- 2. أی لا یمل و لا یكسل و لا یضعف.

وَ أُنَاجِیهِ فِی ظُلَمِ اللَّیْلِ وَ نُورِ النَّهَارِ حَتَّی یَنْقَطِعَ حَدِیثُهُ مَعَ الْمَخْلُوقِینَ (1)

وَ مُجَالَسَتُهُ مَعَهُمْ وَ أُسْمِعُهُ كَلَامِی وَ كَلَامَ مَلَائِكَتِی وَ أُعَرِّفُهُ السِّرَّ الَّذِی سَتَرْتُهُ عَنْ خَلْقِی وَ أُلْبِسُهُ الْحَیَاءَ حَتَّی یَسْتَحْیِیَ مِنْهُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ وَ یَمْشِی عَلَی الْأَرْضِ مَغْفُوراً لَهُ وَ أَجْعَلُ قَلْبَهُ وَاعِیاً وَ بَصِیراً وَ لَا أُخْفِی عَلَیْهِ شَیْئاً مِنْ جَنَّةٍ وَ لَا نَارٍ وَ أُعَرِّفُهُ مَا یَمُرُّ عَلَی النَّاسِ فِی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنَ الْهَوْلِ وَ الشِّدَّةِ وَ مَا أُحَاسِبُ الْأَغْنِیَاءَ وَ الْفُقَرَاءَ وَ الْجُهَّالَ وَ الْعُلَمَاءَ وَ أُنَوِّمُهُ فِی قَبْرِهِ وَ أُنْزِلُ عَلَیْهِ مُنْكَراً وَ نَكِیراً حَتَّی یَسْأَلَاهُ وَ لَا یَرَی غَمْرَةَ الْمَوْتِ وَ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ وَ اللَّحْدِ وَ هَوْلَ الْمُطَّلَعِ (2) ثُمَّ أَنْصِبُ لَهُ مِیزَانَهُ وَ أَنْشُرُ دِیوَانَهُ ثُمَّ أَضَعُ كِتَابَهُ فِی یَمِینِهِ فَیَقْرَؤُهُ مَنْشُوراً ثُمَّ لَا أَجْعَلُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ تَرْجُمَاناً فَهَذِهِ صِفَاتُ الْمُحِبِّینَ.

یَا أَحْمَدُ اجْعَلْ هَمَّكَ هَمّاً وَاحِداً فَاجْعَلْ لِسَانَكَ لِسَاناً وَاحِداً وَ اجْعَلْ بَدَنَكَ حَیّاً لَا تَغْفُلُ عَنِّی مَنْ یَغْفُلُ عَنِّی لَا أُبَالِی بِأَیِّ وَادٍ هَلَكَ- یَا أَحْمَدُ اسْتَعْمِلْ عَقْلَكَ قَبْلَ أَنْ یَذْهَبَ فَمَنِ اسْتَعْمَلَ عَقْلَهُ لَا یُخْطِئُ وَ لَا یَطْغَی.

یَا أَحْمَدُ أَ لَمْ تَدْرِ لِأَیِّ شَیْ ءٍ فَضَّلْتُكَ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ بِالْیَقِینِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ سَخَاوَةِ النَّفْسِ وَ رَحْمَةِ الْخَلْقِ وَ كَذَلِكَ أَوْتَادُ الْأَرْضِ لَمْ یَكُونُوا أَوْتَاداً إِلَّا بِهَذَا.

یَا أَحْمَدُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَجَاعَ بَطْنَهُ وَ حَفِظَ لِسَانَهُ عَلَّمْتُهُ الحِكْمَةَ وَ إِنْ كَانَ كَافِراً تَكُونُ حِكْمَتُهُ حُجَّةً عَلَیْهِ وَ وَبَالًا وَ إِنْ كَانَ مُؤْمِناً تَكُونُ حِكْمَتُهُ لَهُ نُوراً وَ بُرْهَاناً وَ شِفَاءً وَ رَحْمَةً فَیَعْلَمُ مَا لَمْ یَكُنْ یَعْلَمُ وَ یُبْصِرُ مَا لَمْ یَكُنْ یُبْصِرُ فَأَوَّلُ مَا أُبَصِّرُهُ عُیُوبُ نَفْسِهِ حَتَّی یَشْتَغِلَ عَنْ عُیُوبِ غَیْرِهِ وَ أُبَصِّرُهُ دَقَائِقَ الْعِلْمِ حَتَّی لَا یَدْخُلَ عَلَیْهِ الشَّیْطَانُ.

یَا أَحْمَدُ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ الْعِبَادَةِ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنَ الصَّمْتِ وَ الصَّوْمِ فَمَنْ صَامَ وَ لَمْ یَحْفَظْ لِسَانَهُ كَانَ كَمَنْ قَامَ وَ لَمْ یَقْرَأْ فِی صَلَاتِهِ فَأُعْطِیهِ أَجْرَ الْقِیَامِ وَ لَمْ أُعْطِهِ أَجْرَ الْعَابِدِینَ.

ص: 29


1- 1. فی بعض النسخ« من المخلوقین».
2- 2. المطلع بشد الطاء المهملة و فتح اللام: المكان المشرف الذی یطلع منه.

یَا أَحْمَدُ هَلْ تَدْرِی مَتَی تَكُونُ الْعَبْدُ عَابِداً قَالَ لَا یَا رَبِّ قَالَ إِذَا اجْتَمَعَ فِیهِ سَبْعُ خِصَالٍ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ صَمْتٌ یَكُفُّهُ عَمَّا لَا یَعْنِیهِ وَ خَوْفٌ یَزْدَادُ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ بُكَائِهِ وَ حَیَاءٌ یَسْتَحْیِی مِنِّی فِی الْخَلَاءِ وَ أَكْلُ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ یُبْغِضُ الدُّنْیَا لِبُغْضِی لَهَا وَ یُحِبُّ الْأَخْیَارَ لِحُبِّی إِیَّاهُمْ- یَا أَحْمَدُ لَیْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ أُحِبُّ اللَّهَ أَحَبَّنِی حَتَّی یَأْخُذَ قُوتاً وَ یَلْبَسَ دُوناً وَ یَنَامَ سُجُوداً وَ یُطِیلَ قِیَاماً وَ یَلْزَمَ صَمْتاً وَ یَتَوَكَّلَ عَلَیَّ وَ یَبْكِیَ كَثِیراً وَ یُقِلَّ ضِحْكاً وَ یُخَالِفَ هَوَاهُ وَ یَتَّخِذَ الْمَسْجِدَ بَیْتاً وَ الْعِلْمَ صَاحِباً وَ الزُّهْدَ جَلِیساً وَ الْعُلَمَاءَ أَحِبَّاءَ وَ الْفُقَرَاءَ رُفَقَاءَ وَ یَطْلُبَ رِضَایَ وَ یَفِرَّ مِنَ الْعَاصِینَ فِرَاراً وَ یَشْغَلَ بِذِكْرِی اشْتِغَالًا وَ یُكْثِرَ التَّسْبِیحَ دَائِماً وَ یَكُونَ بِالْوَعْدِ صَادِقاً وَ بِالْعَهْدِ وَافِیاً وَ یَكُونَ قَلْبُهُ طَاهِراً وَ فِی الصَّلَاةِ زَاكِیاً وَ فِی الْفَرَائِضِ مُجْتَهِداً وَ فِیمَا عِنْدِی فِی الثَّوَابِ رَاغِباً وَ مِنْ عَذَابِی رَاهِباً وَ لِأَحِبَّائِی قَرِیناً وَ جَلِیساً- یَا أَحْمَدُ لَوْ صَلَّی الْعَبْدُ صَلَاةَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ یَصُومُ صِیَامَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ یَطْوِی مِنَ الطَّعَامِ مِثْلَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَبِسَ لِبَاسَ الْعَارِی ثُمَّ أَرَی فِی قَلْبِهِ مِنْ حُبِّ الدُّنْیَا ذَرَّةً أَوْ سَعَتِهَا أَوْ رِئَاسَتِهَا أَوْ حُلِیِّهَا أَوْ زِینَتِهَا- لَا یُجَاوِرُنِی فِی دَارِی وَ لَأَنْزِعَنَّ مِنْ قَلْبِهِ مَحَبَّتِی وَ عَلَیْكَ سَلَامِی وَ رَحْمَتِی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

أقول: و رأیت فی بعض الكتب لهذا الحدیث سندا هكذا قال الإمام أبو عبد اللّٰه محمد بن علی البلخی عن أحمد بن إسماعیل الجوهری عن أبی محمد علی بن مظفر بن إلیاس العبدی عن أبی نصر أحمد بن عبد اللّٰه الواعظ عن أبی الغنائم عن أبی الحسن عبد اللّٰه بن الواحد بن محمد بن عقیل عن أبی إسحاق إبراهیم بن حاتم الزاهد بالشام عن إبراهیم بن محمد عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن عن أبی عبد اللّٰه عبد الحمید بن أحمد بن سعید عن أبی بشر عن الحسن بن علی المقری عن أبی مسلم محمد بن الحسن المقری عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عن أبیه عن جده عن علی بن أبی طالب علیهم السلام قال: هذا ما سئل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ربه لیلة المعراج و ذكر نحوه إلی آخر الخبر

ص: 30

و وجدت فی نسخة قدیمة أخری (1) قال الشیخ أبو عمرو عثمان بن محمد البلخی أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسماعیل الجوهری قال حدثنا أبو علی المطر بن إلیاس بن سعد بن سلیمان (2) قال أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّٰه بن إسحاق الواعظ قال أخبرنا أبو الغنائم الحسن بن حماد المقری قراءة بأهواز فی آخر شهر رمضان سنة ثلاث و أربعین و أربعمائة قال أخبرنا أبو مسلم محمد بن الحسن المقری قراءة علیه من أصله قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عقیل قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهیم بن حاتم الزاهد

بالشام قال حدثنا إبراهیم بن محمد بن أحمد قال حدثنا إسحاق بن بشر عن جعفر بن محمد الصادق عن أبیه عن جده عن علی بن أبی طالب علیهما السلام: و ذكر نحوه.

«7»- كا(3)،[الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی رَفَعَهُ قَالَ: إِنَّ مُوسَی علیه السلام نَاجَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ لَهُ فِی مُنَاجَاتِهِ یَا مُوسَی- لَا یَطُولُ فِی الدُّنْیَا أَمَلُكَ فَیَقْسُوَ لِذَلِكَ قَلْبُكَ وَ قَاسِی الْقَلْبِ مِنِّی بَعِیدٌ- یَا مُوسَی كُنْ كَمَسَرَّتِی فِیكَ (4) فَإِنَّ مَسَرَّتِی أَنْ أُطَاعَ فَلَا أُعْصَی وَ أَمِتْ قَلْبَكَ بِالْخَشْیَةِ وَ كُنْ خَلَقَ الثِّیَابِ (5) جَدِیدَ الْقَلْبِ تُخْفَی عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ تُعْرَفُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ حِلْسَ الْبُیُوتِ (6)

مِصْبَاحَ اللَّیْلِ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ قُنُوتَ الصَّابِرِینَ وَ صِحْ إِلَیَّ مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ صِیَاحَ الْمُذْنِبِ الْهَارِبِ مِنْ عَدُوِّهِ وَ اسْتَعِنْ بِی عَلَی ذَلِكَ فَإِنِّی نِعْمَ الْعَوْنُ وَ نِعْمَ الْمُسْتَعَانُ.

ص: 31


1- 1. طبعت هذه الرسالة مع تحف العقول سنة 1297 ه. و السندان فیهما تصحیف و تحریف و لا یسعنی تصحیحهما.
2- 2. كذا.
3- 3. روضة الكافی ص 42.
4- 4. هذا تشبیه للمبالغة و حاصله كن علی حال اكون مسرورا بفعالك فكانك تكون مسرورا.
5- 5. الخلق- ككتف- البالی.
6- 6. الحلس: بساط یبسط فی البیت.

یَا مُوسَی إِنِّی أَنَا اللَّهُ فَوْقَ الْعِبَادِ وَ الْعِبَادُ دُونِی وَ كُلٌّ لِی دَاخِرُونَ (1)

فَاتَّهِمْ نَفْسَكَ عَلَی نَفْسِكَ وَ لَا تَأْتَمِنْ وَلَدَكَ عَلَی دِینِكَ إِلَّا أَنْ یَكُونَ وَلَدُكَ مِثْلَكَ یُحِبُّ الصَّالِحِینَ.

یَا مُوسَی اغْسِلْ وَ اغْتَسِلْ وَ اقْتَرِبْ مِنْ عِبَادِیَ الصَّالِحِینَ- یَا مُوسَی كُنْ إِمَامَهُمْ فِی صَلَاتِهِمْ وَ إِمَامَهُمْ فِیمَا یَتَشَاجَرُونَ (2)

وَ احْكُمْ بَیْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلْتُ عَلَیْكَ فَقَدْ أَنْزَلْتُهُ حُكْماً بَیِّناً وَ بُرْهَاناً نَیِّراً وَ نُوراً یَنْطِقُ بِمَا كَانَ فِی الْأَوَّلِینَ وَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِی الْآخِرِینَ- أُوصِیكَ یَا مُوسَی وَصِیَّةَ الشَّفِیقِ الْمُشْفِقِ بِابْنِ الْبَتُولِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ صَاحِبِ الْأَتَانِ وَ الْبُرْنُسِ وَ الزَّیْتِ وَ الزَّیْتُونِ وَ الْمِحْرَابِ (3)

وَ مِنْ بَعْدِهِ بِصَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الطَّیِّبِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ فَمَثَلُهُ فِی كِتَابِكَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ مُهَیْمِنٌ عَلَی الْكُتُبِ كُلِّهَا(4) وَ أَنَّهُ رَاكِعٌ سَاجِدٌ رَاغِبٌ رَاهِبٌ إِخْوَانُهُ الْمَسَاكِینُ وَ أَنْصَارُهُ قَوْمٌ آخَرُونَ (5)

وَ یَكُونُ فِی زَمَانِهِ أَزْلٌ وَ زِلْزَالٌ (6)

وَ قَتْلٌ وَ قِلَّةٌ مِنَ الْمَالِ اسْمُهُ أَحْمَدُ مُحَمَّدٌ الْأَمِینُ مِنَ الْبَاقِینَ مِنْ ثُلَّةِ الْأَوَّلِینَ الْمَاضِینَ (7)

یُؤْمِنُ بِالْكُتُبِ كُلِّهَا

ص: 32


1- 1. ساغرون عاجزون.
2- 2. التشاجر: التنازع و التخاصم.
3- 3. الاتان- بالفتح- الحمارة. و البرنس- بضم الباء و النون-: قلنسوة طویلة كان النساك یلبسونها فی صدر الإسلام. و المراد بالزیتون و الزیت: الثمرة المعروفة و دهنها لانه« ص» كان یأكلهما. او نزلتا له فی المائدة من السماء، أو المراد بالزیتون مسجد دمشق او جبال الشام كما ذكره الفیروزآبادی ای اعطاه اللّٰه بلاد الشام. و بالزیت الدهن الذی روی انه كان فی بنی إسرائیل و كان غلیانها من علامات النبوّة و المحراب لزومه و كثرة العبادة فیه( كما فی المرآة).
4- 4. المهیمن هنا المشاهد و المؤتمن.
5- 5. أی لیسوا من قومه و عشیرته.
6- 6. الثلة الجماعة من الناس ای انه من سلالة اشارف الأنبیاء.
7- 7. الازل- بشد اللام-: الضیق و الشدة.

وَ یُصَدِّقُ جَمِیعَ الْمُرْسَلِینَ وَ یَشْهَدُ بِالْإِخْلَاصِ لِجَمِیعِ النَّبِیِّینَ- أُمَّتُهُ مَرْحُومَةٌ مُبَارَكَةٌ مَا بَقُوا فِی الدِّینِ عَلَی حَقَائِقِهِ لَهُمْ سَاعَاتٌ مُوَقَّتَاتٌ یُؤَدُّونَ فِیهَا الصَّلَوَاتِ أَدَاءَ الْعَبْدِ إِلَی سَیِّدِهِ نَافِلَتَهُ فَبِهِ فَصَدِّقْ وَ مَنَاهِجَهُ فَاتَّبِعْ فَإِنَّهُ أَخُوكَ- یَا مُوسَی إِنَّهُ أُمِّیٌّ وَ هُوَ عَبْدٌ صِدْقٌ مُبَارَكٌ لَهُ فِیمَا وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ وَ یُبَارَكُ عَلَیْهِ كَذَلِكَ كَانَ فِی عِلْمِی وَ كَذَلِكَ خَلَقْتُهُ بِهِ أَفْتَحُ (1) السَّاعَةَ وَ بِأُمَّتِهِ أَخْتِمُ مَفَاتِیحَ الدُّنْیَا فَمُرْ ظَلَمَةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنْ لَا یَدْرُسُوا اسْمَهُ وَ لَا یَخْذُلُوهُ وَ إِنَّهُمْ لَفَاعِلُونَ وَ حُبُّهُ لِی حَسَنَةٌ فَأَنَا مَعَهُ وَ أَنَا مِنْ حِزْبِهِ (2)

وَ هُوَ مِنْ حِزْبِی وَ حِزْبُهُمُ الْغَالِبُونَ فَتَمَّتْ كَلِمَاتِی لَأُظْهِرَنَّ دِینَهُ عَلَی الْأَدْیَانِ كُلِّهَا وَ لَأُعْبَدَنَّ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ لَأُنْزِلَنَّ عَلَیْهِ قُرْآناً فُرْقَاناً- شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ مِنْ نَفْثِ الشَّیْطَانِ فَصَلِّ عَلَیْهِ یَا ابْنَ عِمْرَانَ فَإِنِّی أُصَلِّی عَلَیْهِ وَ مَلَائِكَتِی- یَا مُوسَی أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا إِلَهُكَ- لَا تَسْتَذِلَّ الْحَقِیرَ الْفَقِیرَ وَ لَا تَغْبِطِ الْغَنِیَّ بِشَیْ ءٍ یَسِیرٍ وَ كُنْ عِنْدَ ذِكْرِی خَاشِعاً وَ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ بِرَحْمَتِی طَامِعاً وَ أَسْمِعْنِی لَذَاذَةَ التَّوْرَاةِ بِصَوْتٍ خَاشِعٍ حَزِینٍ اطْمَئِنَّ عِنْدَ ذِكْرِی وَ ذَكِّرْ بِی مَنْ یَطْمَئِنُّ إِلَیَّ وَ اعْبُدْنِی وَ لَا تُشْرِكْ بِی شَیْئاً وَ تَحَرَّ مَسَرَّتِی (3)

إِنِّی أَنَا السَّیِّدُ الْكَبِیرُ إِنِّی خَلَقْتُكَ مِنْ نُطْفَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِینٍ-(4) مِنْ طِینَةٍ أَخْرَجْتُهَا مِنْ أَرْضٍ ذَلِیلَةٍ مَمْشُوجَةٍ-(5) فَكَانَتْ بَشَراً فَأَنَا صَانِعُهَا خَلْقاً فَتَبَارَكَ وَجْهِی وَ تَقَدَّسَ صُنْعِی (6)

لَیْسَ كَمِثْلِی شَیْ ءٌ

ص: 33


1- 1. الباء للملابسة و الغرض اتصال امته و دولته و نبوّته بقیام الساعة.
2- 2. أی انصره و اعینه.
3- 3. التحرّی: الطلب ای اطلب ما یوجب رضای عنك.
4- 4. المهین: الحقیر و القلیل و الضعیف.
5- 5. أی مخطوطة من أنواع، و المراد انی خلقتك من نطفة و أصل تلك النطفة حصل من شخص خلقته من طینة الأرض و هو آدم علیه السلام و اخذت طینته من جمیع وجه الأرض المشتملة علی الوان و أنواع مختلفة( كذا فی المرآة).
6- 6. فی بعض النسخ من المصدر« صنیعی».

وَ أَنَا الْحَیُّ الدَّائِمُ الَّذِی لَا أَزُولُ.

یَا مُوسَی كُنْ إِذَا دَعَوْتَنِی خَائِفاً مُشْفِقاً وَجِلًا عَفِّرْ وَجْهَكَ لِی فِی التُّرَابِ وَ اسْجُدْ لِی بِمَكَارِمِ بَدَنِكَ وَ اقْنُتْ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الْقِیَامِ وَ نَاجِنِی حِینَ تُنَاجِینِی بِخَشْیَةٍ مِنْ قَلْبٍ وَجِلٍ وَ أَحْیِ بِتَوْرَاتِی أَیَّامَ الْحَیَاةِ وَ عَلِّمِ الْجُهَّالَ مَحَامِدِی وَ ذَكِّرْهُمْ آلَائِی وَ نِعْمَتِی وَ قُلْ لَهُمْ لَا یَتَمَادَوْنَ فِی غَیِّ مَا هُمْ فِیهِ فَإِنَّ أَخْذِی أَلِیمٌ شَدِیدٌ.

یَا مُوسَی إِذَا انْقَطَعَ حَبْلُكَ مِنِّی لَمْ یَتَّصِلْ بِحَبْلِ غَیْرِی فَاعْبُدْنِی وَ قُمْ بَیْنَ یَدَیَّ مَقَامَ الْعَبْدِ الْحَقِیرِ الْفَقِیرِ ذُمَّ نَفْسَكَ فَهِیَ أَوْلَی بِالذَّمِّ وَ لَا تَتَطَاوَلْ بِكِتَابِی عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَكَفَی بِهَذَا وَاعِظاً لِقَلْبِكَ وَ مُنِیراً وَ هُوَ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ وَ تَعَالَی.

یَا مُوسَی مَتَی مَا دَعَوْتَنِی وَ رَجَوْتَنِی وَ إِنِّی سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَی مَا كَانَ مِنْكَ السَّمَاءُ تُسَبِّحُ لِی وَجَلًا وَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ مَخَافَتِی مُشْفِقُونَ وَ الْأَرْضُ تُسَبِّحُ لِی طَمَعاً وَ كُلُّ الْخَلْقِ یُسَبِّحُونَ لِی دَاخِرِینَ (1)

ثُمَّ عَلَیْكَ بِالصَّلَاةِ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا مِنِّی بِمَكَانٍ وَ لَهَا عِنْدِی عَهْدٌ وَثِیقٌ وَ أَلْحِقْ بِهَا مَا هُوَ مِنْهَا زَكَاةَ الْقُرْبَانِ مِنْ طَیِّبِ الْمَالِ وَ الطَّعَامِ فَإِنِّی لَا أَقْبَلُ إِلَّا الطَّیِّبَ یُرَادُ بِهِ وَجْهِی وَ اقْرُنْ مَعَ ذَلِكَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ الرَّحِمُ أَنَا خَلَقْتُهَا فَضْلًا مِنْ رَحْمَتِی لِیَتَعَاطَفَ بِهَا الْعِبَادُ وَ لَهَا عِنْدِی سُلْطَانٌ فِی مَعَادِ الْآخِرَةِ وَ أَنَا قَاطِعُ مَنْ قَطَعَهَا وَ وَاصِلُ مَنْ وَصَلَهَا وَ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِمَنْ ضَیَّعَ أَمْرِی.

یَا مُوسَی أَكْرِمِ السَّائِلَ إِذَا أَتَاكَ بِرَدٍّ جَمِیلٍ أَوْ إِعْطَاءٍ یَسِیرٍ فَإِنَّهُ یَأْتِیكَ مَنْ لَیْسَ بِإِنْسٍ وَ لَا جَانٍّ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَنِ یَبْلُونَكَ كَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِیمَا أَوْلَیْتُكَ وَ كَیْفَ مُوَاسَاتُكَ فِیمَا خَوَّلْتُكَ (2) وَ اخْشَعْ لِی بِالتَّضَرُّعِ وَ اهْتِفْ لِی بِوَلْوَلَةِ الْكِتَابِ (3) وَ اعْلَمْ أَنِّی أَدْعُوكَ دُعَاءَ السَّیِّدِ مَمْلُوكَهُ لِیَبْلُغَ بِهِ شَرَفَ الْمَنَازِلِ وَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِی عَلَیْكَ وَ عَلَی آبَائِكَ الْأَوَّلِینَ.

ص: 34


1- 1. فی بعض النسخ« داخرین» و هو حال عن الضمیر فی« یسبحون».
2- 2. التخویل: التملیك.
3- 3. الولولة: صوت متتابع بالویل و الاستغاثة.

یَا مُوسَی لَا تَنْسَنِی عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَا تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ الْمَالِ فَإِنَّ نِسْیَانِی یُقْسِی الْقُلُوبَ وَ مَعَ كَثْرَةِ الْمَالِ كَثْرَةُ الذُّنُوبِ الْأَرْضُ مُطِیعَةٌ وَ السَّمَاءُ مُطِیعَةٌ وَ الْبِحَارُ مُطِیعَةٌ وَ عِصْیَانِی شَقَاءُ الثَّقَلَیْنِ وَ أَنَا الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ رَحْمَانُ كُلِّ زَمَانٍ آتِی بِالشِّدَّةِ بَعْدَ الرَّخَاءِ وَ بِالرَّخَاءِ بَعْدَ الشِّدَّةِ وَ بِالْمُلُوكِ بَعْدَ الْمُلُوكِ وَ مُلْكِی قَائِمٌ دَائِمٌ لَا یَزُولُ وَ لَا یَخْفَی عَلَیَّ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ وَ كَیْفَ یَخْفَی عَلَیَّ مَا مِنِّی مُبْتَدَؤُهُ وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ هَمُّكَ فِیمَا عِنْدِی وَ إِلَیَّ تَرْجِعُ لَا مَحَالَةَ.

یَا مُوسَی اجْعَلْنِی حِرْزَكَ وَ ضَعْ عِنْدِی كَنْزَكَ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَ خَفْنِی وَ لَا تَخَفْ غَیْرِی إِلَیَّ الْمَصِیرُ- یَا مُوسَی ارْحَمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكَ فِی الْخَلْقِ وَ لَا تَحْسُدْ مَنْ هُوَ فَوْقَكَ فَإِنَّ الْحَسَدَ یَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ.

یَا مُوسَی إِنَّ ابْنَیْ آدَمَ تَوَاضَعَا فِی مَنْزِلَةٍ لِیَنَالا بِهَا مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَقَرَّبَا قُرْبَاناً وَ لَا أَقْبَلُ إِلَّا مِنَ الْمُتَّقِینَ فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَدْ عَلِمْتَ فَكَیْفَ تَثِقُ بِالصَّاحِبِ بَعْدَ الْأَخِ وَ الْوَزِیرِ.

َا مُوسَی ضَعِ الْكِبْرَ وَ دَعِ الْفَخْرَ وَ اذْكُرْ أَنَّكَ سَاكِنُ الْقَبْرِ فَلْیَمْنَعْكَ ذَلِكَ مِنَ الشَّهَوَاتِ.

یَا مُوسَی عَجِّلِ التَّوْبَةَ وَ أَخِّرِ الذَّنْبَ وَ تَأَنَّ فِی الْمَكْثِ بَیْنَ یَدَیَّ فِی الصَّلَاةِ وَ لَا تَرْجُ غَیْرِی اتَّخِذْنِی جُنَّةً لِلشَّدَائِدِ وَ حِصْناً لِمُلِمَّاتِ الْأُمُورِ.

یَا مُوسَی كَیْفَ تَخْشَعُ لِی خَلِیقَةً لَا تَعْرِفُ فَضْلِی عَلَیْهَا وَ كَیْفَ تَعْرِفُ فَضْلِی عَلَیْهَا وَ هِیَ لَا تَنْظُرُ فِیهِ وَ كَیْفَ تَنْظُرُ فِیهِ وَ هِیَ لَا تُؤْمِنُ بِهِ وَ كَیْفَ تُؤْمِنُ بِهِ وَ هِیَ لَا تَرْجُو ثَوَاباً وَ كَیْفَ تَرْجُو ثَوَاباً وَ هِیَ قَدْ قَنِعَتْ بِالدُّنْیَا وَ اتَّخَذَتْهَا مَأْوًی وَ رَكَنَتْ إِلَیْهَا رُكُونَ الظَّالِمِینَ؟(1)

ص: 35


1- 1. حاصله الركون الی الدنیا و المیل إلیها و اتخاذها وطنا و مأوی ینافی الخشوع للّٰه اذ الركون ملزوم بعدم رجاء الآخرة لان من یرجو لقاء اللّٰه یحقر الدنیا فی عینه و من یؤمن باللّٰه یرجو لقاءه.

یَا مُوسَی نَافِسْ فِی الْخَیْرِ أَهْلَهُ (1) فَإِنَّ الْخَیْرَ كَاسْمِهِ وَ دَعِ الشَّرَّ لِكُلِّ مَفْتُونٍ.

یَا مُوسَی اجْعَلْ لِسَانَكَ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِكَ تَسْلَمْ-(2) وَ أَكْثِرْ ذِكْرِی بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ تَغْنَمْ وَ لَا تَتَّبِعِ الْخَطَایَا فَتَنْدَمَ فَإِنَّ الْخَطَایَا مَوْعِدُهَا النَّارُ.

یَا مُوسَی أَطِبِ الْكَلَامَ لِأَهْلِ التَّرْكِ لِلذُّنُوبِ وَ كُنْ لَهُمْ جَلِیساً وَ اتَّخِذْهُمْ لِغَیْبِكَ إِخْوَاناً وَ جِدَّ مَعَهُمْ یَجِدُّونَ مَعَكَ (3)

یَا مُوسَی الْمَوْتُ لَاقِیكَ لَا مَحَالَةَ فَتَزَوَّدْ زَادَ مَنْ هُوَ عَلَی مَا یَتَزَوَّدُ وَارِدٌ.

یَا مُوسَی مَا أُرِیدَ بِهِ وَجْهِی فَكَثِیرٌ قَلِیلُهُ وَ مَا أُرِیدَ بِهِ غَیْرِی فَقَلِیلٌ كَثِیرُهُ وَ إِنَّ أَصْلَحَ أَیَّامِكَ الَّذِی هُوَ أَمَامَكَ فَانْظُرْ أَیُّ یَوْمٍ هُوَ فَأَعِدَّ لَهُ الْجَوَابَ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ بِهِ وَ مَسْئُولٌ وَ خُذْ مَوْعِظَتَكَ مِنَ الدَّهْرِ وَ أَهْلِهِ فَإِنَّ الدَّهْرَ طَوِیلُهُ قَصِیرٌ وَ قَصِیرُهُ طَوِیلٌ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ فَانٍ فَاعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرَی ثَوَابَ عَمَلِكَ لِكَیْ یَكُونَ أَطْمَعَ لَكَ فِی الْآخِرَةِ لَا مَحَالَةَ فَإِنَّ مَا بَقِیَ مِنَ الدُّنْیَا كَمَا وَلَّی مِنْهَا وَ كُلُّ عَامِلٍ یَعْمَلُ عَلَی بَصِیرَةٍ وَ مِثَالٍ فَكُنْ مُرْتَاداً لِنَفْسِكَ (4) یَا ابْنَ عِمْرَانَ لَعَلَّكَ تَفُوزُ غَداً یَوْمَ السُّؤَالِ فَهُنَالِكَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ.

یَا مُوسَی أَلْقِ كَفَّیْكَ ذُلًّا بَیْنَ یَدَیَّ كَفِعْلِ الْعَبْدِ الْمُسْتَصْرِخِ إِلَی سَیِّدِهِ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ رُحِمْتَ وَ أَنَا أَكْرَمُ الْقَادِرِینَ.

یَا مُوسَی سَلْنِی مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَإِنَّهُمَا بِیَدِی لَا یَمْلِكُهَا أَحَدٌ غَیْرِی وَ انْظُرْ حِینَ تَسْأَلُنِی كَیْفَ رَغْبَتُكَ فِیمَا عِنْدِی لِكُلِّ عَامِلٍ جَزَاءٌ وَ قَدْ یُجْزَی الْكَفُورُ بِمَا سَعَی.

یَا مُوسَی طِبْ نَفْساً عَنِ الدُّنْیَا وَ انْطَوِ(5) عَنْهَا فَإِنَّهَا لَیْسَتْ لَكَ وَ لَسْتَ لَهَا مَا لَكَ وَ لِدَارِ الظَّالِمِینَ إِلَّا الْعَامِلَ فِیهَا بِالْخَیْرِ فَإِنَّهَا لَهُ نِعْمَ الدَّارُ.

ص: 36


1- 1. أی بالغ فی الخیر و زد علیه.
2- 2. یعنی إذا أردت الكلام فابدأ باستعمال قلبك و عقلك.
3- 3. فی بعض النسخ« وجد معهم یجودون معك».
4- 4. الارتیاد: الطلب.
5- 5. یعنی اتركها و ارغب عنها.

یَا مُوسَی مَا آمُرُكَ بِهِ فَاسْمَعْ وَ مَهْمَا أَرَاهُ فَاصْنَعْ (1) خُذْ حَقَائِقَ التَّوْرَاةِ إِلَی صَدْرِكَ وَ تَیَقَّظْ بِهَا فِی سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا تُمَكِّنْ أَبْنَاءَ الدُّنْیَا مِنْ صَدْرِكَ فَیَجْعَلُونَهُ وَكْراً كَوَكْرِ الطَّیْرِ(2)

یَا مُوسَی أَبْنَاءُ الدُّنْیَا وَ أَهْلُهَا فِتَنٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَكُلٌّ مُزَیَّنٌ لَهُ مَا هُوَ فِیهِ وَ الْمُؤْمِنُ مَنْ زُیِّنَتْ لَهُ الْآخِرَةُ فَهُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهَا مَا یَفْتُرُ قَدْ حَالَتْ شَهْوَتُهَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ لَذَّةِ الْعَیْشِ فَادَّلَجَتْهُ بِالْأَسْحَارِ(3) كَفِعْلِ الرَّاكِبِ السَّائِقِ إِلَی غَایَتِهِ یَظَلُّ كَئِیباً وَ یُمْسِی حَزِیناً(4)

وَ طُوبَی لَهُ لَوْ قَدْ كُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ذَا یُعَایِنُ مِنَ السُّرُورِ.

یَا مُوسَی الدُّنْیَا نُطْفَةٌ(5) لَیْسَتْ بِثَوَابٍ لِلْمُؤْمِنِ وَ لَا نَقِمَةٍ مِنْ فَاجِرٍ فَالْوَیْلُ الطَّوِیلُ لِمَنْ بَاعَ ثَوَابَ مَعَادِهِ بِلَعْقَةٍ لَمْ تَبْقَ وَ بِلَعْسَةٍ لَمْ تَدُمْ (6)

وَ كَذَلِكَ فَكُنْ

ص: 37


1- 1. أی كل وقت أری و اعلم ما آمرك حسنا فافعل فیه أی افعل الاوامر فی أوقاتها التی أمرتك بادائها فیها.
2- 2. الوكر و الوكرة: عش الطائر.
3- 3. قال المصنّف فی المرآة: الادلاج: السیر باللیل و ظاهر العبارة أنّه استعمل هنا متعدیا بمعنی التسییر باللیل و لم یأت فیما عندنا من كتب اللغة قال الفیروزآبادی: الدلج- محركة- و الدلجة- بالضم و الفتح-: السیر من اول اللیل و قد ادلجوا، فان ساروا من آخره فادلجوا بالتشدید. انتهی. و یمكن أن یكون علی الحذف و الایصال ای ادلجت الشهوة معه و سیرته بالاسحار كالراكب الذی سائق قرینه الی الغایة التی یتسابقان إلیها و الغایة هنا الجنة و الفوز بالكرامة و القرب و الحب و الوصال او الموت و هو اظهر.
4- 4. الكأبة: الغم و سوء الحال و الانكسار من الحزن و المعنی انه یكون فی نهاره مغموما و فی لیله محزونا لطلب الآخرة و لكن لو كشف الغطاء حتّی یری ما له فی الآخرة یحصل له السرور و ما لا یخفی.
5- 5. النطفة: ما یبقی فی الدلو أو القربة من الماء كنی بها عن قلتها.
6- 6. اللعقة القلیل ممّا یلعق. و اللعس- بالفتح-: العض و المراد هنا ما یقطعه باسنانه و فی بعض نسخ المصدر« بلعقة لم تبق و بلعبة لم تدم».

كَمَا أَمَرْتُكَ وَ كُلُّ أَمْرِی رَشَادٌ.

یَا مُوسَی إِذَا رَأَیْتَ الْغِنَی مُقْبِلًا فَقُلْ ذَنْبٌ عُجِّلَتْ إِلَی عُقُوبَتِهِ وَ إِذَا رَأَیْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا فَقُلْ مَرْحَباً بِشِعَارِ الصَّالِحِینَ وَ لَا تَكُنْ جَبَّاراً ظَلُوماً وَ لَا تَكُنْ لِلظَّالِمِینَ قَرِیناً.

یَا مُوسَی مَا عُمُرٌ وَ إِنْ طَالَ یُذَمُّ آخِرُهُ وَ مَا ضَرَّكَ مَا زُوِیَ عَنْكَ إِذَا حُمِدَتْ مَغَبَّتُهُ (1)

یَا مُوسَی صَرَخَ الْكِتَابُ إِلَیْكَ صُرَاخاً(2) بِمَا أَنْتَ إِلَیْهِ صَائِرٌ فَكَیْفَ تَرْقُدُ عَلَی هَذَا الْعُیُونُ أَمْ كَیْفَ یَجِدُ قَوْمٌ لَذَّةَ الْعَیْشِ لَوْ لَا التَّمَادِی فِی الْغَفْلَةِ وَ الِاتِّبَاعُ لِلشِّقْوَةِ وَ التَّتَابُعُ لِلشَّهْوَةِ وَ مِنْ دُونِ هَذَا یَجْزَعُ الصِّدِّیقُونَ.

یَا مُوسَی مُرْ عِبَادِی یَدْعُونِی عَلَی مَا كَانَ بَعْدَ أَنْ یُقِرُّوا لِی أَنِّی أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ مُجِیبُ الْمُضْطَرِّینَ وَ أُبَدِّلُ الزَّمَانَ وَ آتِی بِالرَّخَاءِ وَ أَشْكُرُ الْیَسِیرَ وَ أُثِیبُ الْكَثِیرَ وَ أُغْنِی الْفَقِیرَ وَ أَنَا الدَّائِمُ الْعَزِیزُ الْقَدِیرُ فَمَنْ لَجَأَ إِلَیْكَ وَ انْضَوَی (3) إِلَیْكَ مِنَ الْخَاطِئِینَ فَقُلْ أَهْلًا وَ سَهْلًا یَا رَحْبَ الْفِنَاءِ(4) بِفِنَاءِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ كُنْ لَهُمْ كَأَحَدِهِمْ وَ لَا تَسْتَطِلْ عَلَیْهِمْ بِمَا أَنَا أَعْطَیْتُكَ فَضْلَهُ وَ قُلْ لَهُمْ فَلْیَسْأَلُونِی مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی فَإِنَّهُ لَا یَمْلِكُهَا أَحَدٌ غَیْرِی وَ أَنَا ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ، طُوبَی لَكَ یَا

ص: 38


1- 1. زوی عنك أی بعد عنك. و المغبة: العاقبة.
2- 2. فی بعض نسخ المصدر« صرح الكتاب صراحا» و ما فی المتن أصوب.
3- 3. انضوی إلیه: انضم، و فی بعض النسخ« و انطوی».
4- 4. الرحب- بالضم-: السعة. و بالفتح-: الواسع. قیل: لعل المراد ان من لجأ الیك یا موسی من عبادی الخاطئین لتستغفر له و تدخل باستشفاعك فی زمرة الساكنین فی جوار قبولی فلا ترد مسألته فان رحمتی قد سبقت غضبی، فقل له: أهلا و سهلا و مرحبا، فانك رحب الفناء بسبب كونك فی فناء قبولی و رحمتی الواسعة، فآمنه من سخطی و اسكنه باستغفارك و شفاعتك المقبولة فی فناء فضلی و مغفرتی. كذا وجدته فی هامش بعض النسخ المخطوطة من الكافی و قد یقرأ فی بعض نسخ الحدیث« یا رحب الفناء نزلت بفناء» و الظاهر هو الأصحّ.

مُوسَی كَهْفُ الْخَاطِئِینَ وَ جَلِیسُ الْمُضْطَرِّینَ وَ مُسْتَغْفَرٌ لِلْمُذْنِبِینَ إِنَّكَ مِنِّی بِالْمَكَانِ الرَّضِیِّ فَادْعُنِی بِالْقَلْبِ النَّقِیِّ وَ اللِّسَانِ الصَّادِقِ وَ كُنْ كَمَا أَمَرْتُكَ أَطِعْ أَمْرِی وَ لَا تَسْتَطِلْ عَلَی عِبَادِی بِمَا لَیْسَ مِنْكَ مُبْتَدَؤُهُ وَ تَقَرَّبْ إِلَیَّ فَإِنِّی مِنْكَ قَرِیبٌ فَإِنِّی لَمْ أَسْأَلْكَ مَا یُؤْذِیكَ ثِقَلُهُ وَ لَا حَمْلُهُ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَنِی فَأُجِیبَكَ وَ أَنْ تَسْأَلَنِی فَأُعْطِیَكَ وَ أَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَیَّ بِمَا مِنِّی أَخَذْتَ تَأْوِیلَهُ وَ عَلَیَّ تَمَامُ تَنْزِیلِهِ.

یَا مُوسَی انْظُرْ إِلَی الْأَرْضِ فَإِنَّهَا عَنْ قَرِیبٍ قَبْرُكَ وَ ارْفَعْ عَیْنَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ فَإِنَّ فَوْقَكَ فِیهَا مَلِكاً عَظِیماً وَ ابْكِ عَلَی نَفْسِكَ مَا دُمْتَ فِی الدُّنْیَا وَ تَخَوَّفِ الْعَطَبَ (1) وَ الْمَهَالِكَ وَ لَا تَغُرَّنَّكَ زِینَةُ الدُّنْیَا وَ زَهْرَتُهَا وَ لَا تَرْضَ بِالظُّلْمِ وَ لَا تَكُنْ ظَالِماً فَإِنِّی لِلظَّالِمِ رَصِیدٌ حَتَّی أُدِیلَ مِنْهُ الْمَظْلُومَ.

یَا مُوسَی إِنَّ الْحَسَنَةَ عَشَرَةُ أَضْعَافٍ وَ مِنَ السَّیِّئَةِ الْوَاحِدَةِ الْهَلَاكُ وَ لَا تُشْرِكْ بِی لَا یَحِلُّ لَكَ أَنْ تُشْرِكَ بِی قَارِبْ وَ سَدِّدْ(2) وَ ادْعُ دُعَاءَ الطَّامِعِ الرَّاغِبِ فِیمَا عِنْدِی النَّادِمِ عَلَی مَا قَدَّمَتْ یَدَاهُ فَإِنَّ سَوَادَ اللَّیْلِ یَمْحُوهُ النَّهَارُ وَ كَذَلِكَ السَّیِّئَةُ تَمْحُوهَا الْحَسَنَةُ وَ عَشْوَةُ اللَّیْلِ (3) تَأْتِی عَلَی ضَوْءِ النَّهَارِ وَ كَذَلِكَ السَّیِّئَةُ تَأْتِی عَلَی الْحَسَنَةِ الْجَلِیلَةِ فَتُسَوِّدُهَا.

«8»- قَالَ السَّیِّدُ(4) قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ(5): رَأَیْتُ فِی الزَّبُورِ فِی السُّورَةِ الثَّالِثَةِ وَ الثَّلَاثِینَ ثِیَابُ الْعَاصِی ثِقَالٌ عَلَی الْأَبْدَانِ وَ وَسَخٌ عَلَی الْوَجْهِ وَ وَسَخُ الْأَبْدَانِ یَنْقَطِعُ بِالْمَاءِ وَ وَسَخُ الذُّنُوبِ لَا یَنْقَطِعُ إِلَّا بِالْمَغْفِرَةِ طُوبَی لِلَّذِینَ كَانَ بَاطِنُهُمْ أَحْسَنَ مِنْ ظَاهِرِهِمْ وَ مَنْ كَانَتْ لَهُ وَدَائِعُ فَرِحَ بِهَا یَوْمَ الْآزِفَةِ وَ مَنْ عَمِلَ

ص: 39


1- 1. العطب- بالتحریك-: الهلاك.
2- 2. قال فی النهایة و فیه« قاربوا و سددوا» أی اقتصدوا فی الأمور كلها و اتركوا العلو فیها و التقصیر. یقال قارب فلان فی الأمور إذا اقتصد، و قال فی السین و الدال: قاربوا و سددوا أی اطلبوا باعمالكم السداد و الاستقامة و هو القصد فی الامر و العدل فیه.
3- 3. عشوة اللیل: ظلمته.
4- 4. یعنی ابن طاوس.
5- 5. المصدر ص 50.

بِالْمَعَاصِی وَ أَسَرَّهَا مِنَ الْمَخْلُوقِینَ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی إِسْرَارِهَا مِنِّی قَدْ أَوْفَیْتُكُمْ مَا وَعَدْتُكُمْ مِنْ طَیِّبَاتِ الرِّزْقِ وَ نَبَاتِ الْبَرِّ وَ طَیْرِ السَّمَاءِ وَ مِنْ جَمِیعِ الثَّمَرَاتِ وَ رَزَقْتُكُمْ مَا لَمْ تَحْتَسِبُوا وَ ذَلِكَ كُلُّهُ عَلَی الذُّنُوبِ مَعْشَرَ الصُّوَّامِ بَشِّرِ الصَّائِمِینَ بِمَرْتِبَةِ الْفَائِزِینَ وَ قَدْ أَنْزَلْتُ عَلَی أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِمَا أَنْزَلْتُ عَلَیْكُمْ دَاوُدُ سَوْفَ تُحَرَّفُ كُتُبِی وَ یُفْتَرَی عَلَیَّ كَذِباً فَمَنْ صَدَّقَ بِكُتُبِی وَ رُسُلِی فَقَدْ أَنْجَحَ وَ أَفْلَحَ وَ أَنَا الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ- وَ فِی السُّورَةِ السَّابِعَةِ وَ السِّتِّینَ ابْنَ آدَمَ جَعَلْتُ لَكُمُ الدُّنْیَا دَلَائِلَ عَلَی الْآخِرَةِ وَ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ یَسْتَأْجِرُ الرَّجُلَ فَیَطْلُبُ حِسَابَهُ فَتُرْعَدُ فَرَائِصُهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَ لَیْسَ یَخَافُ عُقُوبَةَ النَّارِ وَ أَنْتُمْ مُكْثِرُونَ التَّمَرُّدَ وَ تَجْعَلُونَ الْمَعَاصِیَ فِی الظُّلَمِ الدُّجَی إِنَّ الظَّلَامَ لَا یَسْتُرُكُمْ عَلَیَّ بَلِ اسْتَخْفَیْتُمْ عَلَی الْآدَمِیِّینَ وَ تَهَاوَنْتُمْ بِی وَ لَوْ أَمَرْتُ فَطَرَاتِ الْأَرْضِ تَبْتَلِعُكُمْ فَتَجْعَلُكُمْ نَكَالًا(1)

وَ لَكِنْ جُدْتُ عَلَیْكُمْ بِالْإِحْسَانِ فَإِنِ اسْتَغْفَرْتُمُونِی تَجِدُونِی غَفَّاراً فَإِنْ تَعْصُونِی اتِّكَالًا عَلَی رَحْمَتِی فَقَدْ یَجِبُ أَنْ یُتَّقَی مَنْ یُتَوَكَّلُ عَلَیْهِ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ وَ فِی الثَّامِنَةِ وَ السِّتِّینَ- ابْنَ آدَمَ لَمَّا رَزَقْتُكُمُ اللِّسَانَ وَ أَطْلَقْتُ لَكُمُ الْأَوْصَالَ (2) وَ رَزَقْتُكُمُ الْأَمْوَالَ جَعَلْتُمُ الْأَوْصَالَ كُلَّهَا عَوْناً عَلَی الْمَعَاصِی كَأَنَّكُمْ بِی تَغْتَرُّونَ وَ بِعُقُوبَتِی تَتَلَاعَبُونَ وَ مَنْ أَجْرَمَ الذُّنُوبَ وَ أَعْجَبَهُ حُسْنُهُ فَلْیَنْظُرِ الْأَرْضَ كَیْفَ لَعِبَتْ بِالْوُجُوهِ فِی الْقُبُورِ وَ تَجْعَلُهَا رَمِیماً إِنَّمَا الْجَمَالُ جَمَالُ مَنْ عُوفِیَ مِنَ النَّارِ وَ إِذَا فَرَغْتُمْ مِنَ الْمَعَاصِی رَجَعْتُمْ إِلَیَّ أَ حَسِبْتُمْ أَنِّی خَلَقْتُكُمْ عَبَثاً إِنِّی إِنَّمَا جَعَلْتُ الدُّنْیَا رَدِیفَ الْآخِرَةِ فَسَدِّدُوا وَ قَارِبُوا وَ اذْكُرُوا رَحْلَةَ الدُّنْیَا وَ ارْجُوا ثَوَابِی وَ خَافُوا عِقَابِی وَ اذْكُرُوا صَوْلَةَ الزَّبَانِیَةِ وَ ضِیقَ الْمَسْلَكِ فِی النَّارِ وَ غَمَّ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ وَ بَرْدَ الزَّمْهَرِیرِ ازْجُرُوا أَنْفُسَكُمْ حَتَّی تَنْزَجِرَ وَ أَرْضُوهَا بِالْیَسِیرِ مِنَ الْعَمَلِ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ.

ص: 40


1- 1. الفطر: الشق. و النكال العذاب و اسم ما یجعل عبرة للغیر.
2- 2. الاوصال: الأعضاء.

وَ فِی الْحَادِیَةِ وَ السَّبْعِینَ طَلَبُ الثَّوَابِ بِالْمُخَادَعَةِ یُورِثُ الْحِرْمَانَ وَ حُسْنُ الْعَمَلِ یُقَرِّبُ مِنِّی أَ رَأَیْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحْضَرَ سَیْفاً لَا نَصْلَ لَهُ أَوْ قَوْساً لَا سَهْمَ لَهُ أَ كَانَ یَرْدَعُ عَدُوَّهُ وَ كَذَلِكَ التَّوْحِیدُ لَا یَتِمُّ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ إِطْعَامِ الطَّعَامِ لِرِضَایَ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ.

وَ فِی الرَّابِعَةِ وَ الثَّمَانِینَ مُولِجُ اللَّیْلِ فِی النَّهَارِ وَ مُغَیِّبُ النُّورِ فِی الظُّلْمَةِ وَ مُذِلُّ الْعَزِیزِ وَ مُعِزُّ الذَّلِیلِ وَ أَنَا الْمَلِكُ الْأَعْلَی مَعْشَرَ الصِّدِّیقِینَ كَیْفَ مُسَاعَدَتُكُمْ أَنْفُسَكُمْ عَلَی الضَّحِكِ وَ أَیَّامُكُمْ تَفْنَی وَ الْمَوْتُ بِكُمْ نَازِلٌ وَ تَمُوتُونَ وَ تَرْعَی الدُّودُ فِی أَجْسَادِكُمْ وَ تَنْسَاكُمُ الْأَهْلُونَ وَ الْأَقْرِبَاءُ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ.

وَ فِی الْمِائَةِ مَنْ فَزَّعَ نَفْسَهُ بِالْمَوْتِ هَانَتْ عَلَیْهِ الدُّنْیَا وَ مَنْ أَكْثَرَ الْهَمَّ وَ الْأَبَاطِیلَ اقْتَحَمَ عَلَیْهِ الْمَوْتُ مِنْ حَیْثُ لَا یَشْعُرُ إِنَّ اللَّهَ لَا یَدَعُ شَابّاً لِشَبَابِهِ وَ لَا شَیْخاً لِكِبَرِهِ إِذَا قَرُبَتْ آجَالُكُمْ تَوَفَّتْكُمْ رُسُلِی وَ هُمْ لا یُفَرِّطُونَ فَالْوَیْلُ لِمَنْ تَوَفَّتْهُ رُسُلِی وَ هُوَ عَلَی الْفَوَاحِشِ لَمْ یَدَعْهَا وَ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ الْمَخْلُوقِینَ وَ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ كَانَ لِأَحَدٍ قِبَلَهُ تَبِعَةُ خَرْدَلَةٍ حَتَّی یُؤَدِّیَهَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَ اللَّیْلِ إِذَا أَظْلَمَ وَ الصُّبْحِ إِذَا اسْتَنَارَ(1) وَ السَّمَاءِ الرَّفِیعَةِ وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ لَیُخْرَجَنَّ الْمَظَالِمُ وَ لَتُؤَدَّی كَائِنَةً مَا كَانَتْ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ أَوْ مِنْ سَیِّئَاتِ الْمَظْلُومِ تُجْعَلُ عَلَی سَیِّئَاتِكُمْ وَ السَّعِیدُ مَنْ أَخَذَ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ انْصَرَفَ إِلَی أَهْلِهِ مُضِی ءَ الْوَجْهِ وَ الشَّقِیُّ مَنْ أَخَذَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ وَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ وَ انْصَرَفَ إِلَی أَهْلِهِ بَاسِرَ الْوَجْهِ بَسْراً قَدْ شَحَبَ لَوْنُهُ وَ وَرِمَتْ قَدَمَاهُ وَ خَرَجَ لِسَانُهُ دَالِعاً عَلَی صَدْرِهِ (2) وَ غَلُظَ شَعْرُهُ فَصَارَ فِی النَّارِ

ص: 41


1- 1. فی المصدر« و النهار إذا أبار» بدل« و الصبح إذا استنار».
2- 2. بسر یبسر بسرا و بسورا من باب قعد ای عبس وجهه فهو باسر و منه قوله تعالی« وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ» و قوله« ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ» و شحب لونه أی تغیر من جوع أو مرض و نحوهما و دلع لسانه أی خرج من فمه. و قوله« دالعا لسانه علی صدره» أی خارجا لسانه متدلیا علی صدره.

مَحْسُوراً مُبَعَّداً مَدْحُوراً(1) وَ صَارَتْ عَلَیْهِ اللَّعْنَةُ وَ سُوءُ الْحِسَابِ وَ أَنَا الْقَادِرُ الْقَاهِرُ الَّذِی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ أَنَا السَّمِیعُ الْعَلِیمُ.

«9»- مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ: قِیلَ فِی التَّوْرَاةِ قُلْ لِصَاحِبِ الْمَالِ الْكَثِیرِ لَا یَغْتَرَّ بِكَثْرَةِ مَالِهِ وَ غِنَاهُ فَإِنِ اغْتَرَّ فَلْیُطْعِمِ الْخَلْقَ غَدَاءً وَ عِشَاءً وَ قُلْ لِصَاحِبِ الْعِلْمِ لَا یَغْتَرَّ بِكَثْرَةِ عِلْمِهِ فَإِنِ اغْتَرَّ فَلْیَعْلَمْ أَنَّهُ مَتَی یَمُوتُ وَ قُلْ لِصَاحِبِ الْعَضُدِ الْقَوِیِّ لَا یَغْتَرَّ بِقُوَّتِهِ فَإِنِ اغْتَرَّ بِقُوَّتِهِ فَلْیَدْفَعِ الْمَوْتَ عَنْ نَفْسِهِ.

«10»- عُدَّةُ الدَّاعِی (2)، رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی دَاوُدَ علیه السلام یَا دَاوُدُ مَنْ أَحَبَّ حَبِیباً صَدَّقَ قَوْلَهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِحَبِیبٍ رَضِیَ فِعْلَهُ وَ مَنْ وَثِقَ بِحَبِیبٍ اعْتَمَدَ عَلَیْهِ وَ مَنِ اشْتَاقَ إِلَی حَبِیبٍ جَدَّ فِی السَّیْرِ إِلَیْهِ یَا دَاوُدُ ذِكْرِی لِلذَّاكِرِینَ وَ جَنَّتِی لِلْمُطِیعِینَ وَ حُبِّی لِلْمُشْتَاقِینَ وَ أَنَا خَاصَّةً لِلْمُحِبِّینَ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ أَهْلُ طَاعَتِی فِی ضِیَافَتِی وَ أَهْلُ شُكْرِی فِی زِیَادَتِی وَ أَهْلُ ذِكْرِی فِی نِعْمَتِی وَ أَهْلُ مَعْصِیَتِی لَا أُویِسُهُمْ مِنْ رَحْمَتِی إِنْ تَابُوا فَأَنَا حَبِیبُهُمْ وَ إِنْ دَعَوْا فَأَنَا مُجِیبُهُمْ وَ إِنْ مَرِضُوا فَأَنَا طَبِیبُهُمْ أُدَاوِیهِمْ بِالْمِحَنِ وَ الْمَصَائِبِ لِأُطَهِّرَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْمَعَایِبِ.

أعلام الدین، للدیلمی: مثله.

«11»- وَ فِیهِ (3)،

قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: مَكْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ یَا مُوسَی مَنْ أَحَبَّنِی لَمْ یَنْسَنِی وَ مَنْ رَجَا مَعْرُوفِی أَلَحَّ فِی مَسْأَلَتِی یَا مُوسَی إِنِّی لَسْتُ بِغَافِلٍ عَنْ خَلْقِی وَ لَكِنْ أُحِبُّ أَنْ یَسْمَعَ مَلَائِكَتِی ضَجِیجَ الدُّعَاءِ مِنْ عِبَادِی وَ تَرَی حَفَظَتِی تَقَرُّبَ بَنِی آدَمَ إِلَیَّ بِمَا أَنَا مُقَوِّیهِمْ عَلَیْهِ وَ مُسَبِّبُهُ لَهُمْ یَا مُوسَی قُلْ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تُبْطِرَنَّكُمُ النِّعْمَةُ(4)

فَیُعَاجِلَكُمُ السَّلْبُ وَ لَا تَغْفُلُوا عَنِ الشُّكْرِ فَیُقَارِعَكُمُ الذُّلُّ وَ أَلِحُّوا

ص: 42


1- 1. المحسور الممنوع یعنی درمانده و افسوس خورده. و المدحور المطرود: رانده شده.
2- 2. المصدر ص 186.
3- 3. المصدر ص 143.
4- 4. البطر: الدهش عند هجوم النعمة.

فِی الدُّعَاءِ تَشْمَلْكُمُ الرَّحْمَةُ بِالْإِجَابَةِ وَ تَهْنِئْكُمُ الْعَافِیَةُ.

«12»- وَ رُوِیَ (1) فِی زَبُورِ دَاوُدَ: یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی ابْنَ آدَمَ تَسْأَلُنِی فَأَمْنَعُكَ لِعِلْمِی بِمَا یَنْفَعُكَ ثُمَّ تُلِحُّ عَلَیَّ بِالْمَسْأَلَةِ فَأُعْطِیكَ مَا سَأَلْتَ فَتَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی مَعْصِیَتِی فَأَهُمُّ بِهَتْكِ سِتْرِكَ فَتَدْعُونِی فَأَسْتُرُ عَلَیْكَ فَكَمْ مِنْ جَمِیلٍ أَصْنَعُ مَعَكَ وَ كَمْ قُبْحٍ تَصْنَعُ مَعِی یُوشِكُ أَنْ أَغْضَبَ عَلَیْكَ غَضْبَةً لَا أَرْضَی بَعْدَهَا أَبَداً- وَ مِنَ الْإِنْجِیلِ ألا [لَا] تَدِینُوا وَ أَنْتُمْ خطاء [خُطَاةٌ] فَیُدَانَ مِنْكُمْ بِالْعَذَابِ- لَا تَحْكُمُوا بِالْجَوْرِ فَیُحْكَمَ عَلَیْكُمْ بِالْعَذَابِ بِالْمِكْیَالِ الَّذِی تَكِیلُونَ یُكَالُ لَكُمْ وَ بِالْحُكْمِ الَّذِی تَحْكُمُونَ یُحْكَمُ عَلَیْكُمْ- وَ مِنَ الْإِنْجِیلِ

أَیْضاً احْذَرُوا الْكَذَّابَةَ الَّذِینَ یَأْتُونَكُمْ بِلِبَاسِ الْحُمْلَانِ فَهُمْ فِی الْحَقِیقَةِ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ (2) لَا یُمْكِنُ الشَّجَرَةَ الطَّیِّبَةَ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَاراً رَدِیَّةً وَ لَا الشَّجَرَةَ الرَّدِیَّةَ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَاراً صَالِحَةً.

«13»- ختص (3)،[الإختصاص] عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی التَّوْرَاةِ أَرْبَعٌ مَكْتُوبَاتٌ وَ أَرْبَعٌ إِلَی جَانِبِهِنَّ مَنْ أَصْبَحَ عَلَی الدُّنْیَا حَزِیناً أَصْبَحَ عَلَی رَبِّهِ سَاخِطاً وَ مَنْ شَكَا مُصِیبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا یَشْكُو رَبَّهُ وَ مَنْ أَتَی غَنِیّاً فَتَضَعْضَعَ لَهُ لِشَیْ ءٍ یُصِیبُهُ مِنْهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِینِهِ وَ مَنْ دَخَلَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ النَّارَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ هُوَ مِمَّنْ یَتَّخِذُ آیاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ الْأَرْبَعَةُ إِلَی جَانِبِهِنَّ كَمَا تَدِینُ تُدَانُ وَ مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ وَ مَنْ لَمْ یَسْتَشِرْ یَنْدَمْ وَ الْفَقْرُ هُوَ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ.

«14»- ین (4)،[كتاب حسین بن سعید] و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ:

ص: 43


1- 1. عدّة الداعی ص 152.
2- 2. كذا.
3- 3. الاختصاص ص 226. و سیأتی فی باب مواعظ الصادق علیه السلام عن أمالی الشیخ ج 1 ص 233 بإسناده عن رفاعة مثله.
4- 4. هذا رمز الی كتابی الحسین بن سعید الأهوازی أو كتابه و النوادر و كلها مخطوط و الخبر رواه الصدوق- رحمه اللّٰه- فی المجلس التاسع و الثمانین من امالیه و فی معافی الاخبار و علل الشرائع و من لا یحضره الفقیه. و رواه البرقی أیضا فی المحاسن.

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی آدَمَ أَنِّی جَامِعٌ لَكَ الْكَلَامَ كُلَّهُ فِی أَرْبَعِ كَلِمٍ قَالَ یَا رَبِّ وَ مَا هُنَّ فَقَالَ وَاحِدَةٌ لِی وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ قَالَ یَا رَبِّ بَیِّنْهُنَّ لِی حَتَّی أَعْمَلَ بِهِنَّ قَالَ أَمَّا الَّتِی لِی فَتَعْبُدُنِی لَا تُشْرِكُ بِی شَیْئاً وَ أَمَّا الَّتِی لَكَ فَأَجْزِیكَ بِعَمَلِكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهِ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَعَلَیْكَ الدُّعَاءُ وَ عَلَیَّ الْإِجَابَةُ وَ أَمَّا الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَتَرْضَی لِلنَّاسِ مَا تَرْضَی لِنَفْسِكَ.

«15»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِ (1)،

رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ یَقُولُ یَا ابْنَ آدَمَ فِی كُلِّ یَوْمٍ یُؤْتَی رِزْقُكَ وَ أَنْتَ تَحْزَنُ وَ یَنْقُصُ مِنْ عُمُرِكَ وَ أَنْتَ لَا تَحْزَنُ تَطْلُبُ مَا یُطْغِیكَ وَ عِنْدَكَ مَا یَكْفِیكَ.

باب 3 ما أوصی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلی أمیر المؤمنین علیه السلام

«1»- ل (2)،[الخصال] عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ(3)

عَنْ یُونُسَ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْهَاكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ عِظَامٍ الْحَسَدِ وَ الْحِرْصِ وَ الْكَذِبِ.

یَا عَلِیُّ سَیِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ الْأَخَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرُكَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی كُلِّ حَالٍ

ص: 44


1- 1. المصدر ص 140.
2- 2. الخصال ج 1 ص 62.
3- 3. یعنی إسماعیل بن مرار.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ فَرَحَاتٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا لِقَاءُ الْإِخْوَانِ وَ الْإِفْطَارُ مِنَ الصِّیَامِ وَ التَّهَجُّدُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ لَمْ یَقُمْ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثُ خِصَالٍ مِنْ حَقَائِقِ الْإِیمَانِ الْإِنْفَاقُ فِی الْإِقْتَارِ(1) وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ بَذْلُ الْعِلْمِ لِلْمُتَعَلِّمِ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثُ خِصَالٍ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ تُعْطِی مَنْ حَرَمَكَ وَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ.

«2»- ل (2)،[الخصال] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الشَّاهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْخَالِدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّالِحِ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبِی مَالِكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ قَالَ فِی وَصِیَّتِهِ لَهُ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ بِهِنَّ فَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ وَ مَنْ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَهُوَ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَی النَّاسِ یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ لَا تُطِیقُهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِی مَالِهِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَیْسَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَی مَا یَحْرُمُ عَلَیْهِ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَهُ وَ تَرَكَهُ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ یُتَخَوَّفُ مِنْهُنَّ الْجُنُونُ التَّغَوُّطُ بَیْنَ الْقُبُورِ وَ الْمَشْیُ فِی خُفٍّ وَاحِدٍ وَ الرَّجُلُ یَنَامُ وَحْدَهُ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِیتُ الْقَلْبَ مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ (3) وَ مُجَالَسَةُ الْأَغْنِیَاءِ

ص: 45


1- 1. الاقتار الضیق فی المعیشة.
2- 2. الخصال ج 2 ص 62.
3- 3. الانذال جمع نذل بسكون الذال المعجمة و هو الساقط فی الدین او الحسب و من كان خسیسا. و فی بعض النسخ« الارذال».

وَ الْحَدِیثُ مَعَ النِّسَاءِ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ یَزِدْنَ فِی الْحِفْظِ وَ یُذْهِبْنَ السُّقْمَ اللُّبَانُ (1) وَ السِّوَاكُ وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَسْوَاسِ أَكْلُ الطِّینِ وَ تَقْلِیمُ الْأَظْفَارِ بِالْأَسْنَانِ وَ أَكْلُ اللِّحْیَةِ

یَا عَلِیُّ أَنْهَاكَ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ الْحَسَدِ وَ الْحِرْصِ وَ الْكِبْرِیَاءِ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ یُقْسِینَ الْقَلْبَ اسْتِمَاعُ اللَّهْوِ وَ طَلَبُ الصَّیْدِ وَ إِتْیَانُ بَابِ السُّلْطَانِ

یَا عَلِیُّ الْعَیْشُ فِی ثَلَاثَةٍ دَارٍ قَوْرَاءَ(2) وَ جَارِیَةٍ حَسْنَاءَ وَ فَرَسٍ قَبَّاءَ.

قال مصنف هذا الكتاب رضی اللّٰه عنه (3)

الفرس القباء الضامر البطن یقال فرس أقب و قباء لأن الفرس یذكر و یؤنث و یقال للأنثی قباء لا غیر.

«3»- مكا(4)،[مكارم الأخلاق] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ:

یَا عَلِیُّ أُوصِیكَ بِوَصِیَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَلَا تَزَالُ بِخَیْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِیَّتِی.

یَا عَلِیُّ مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی إِمْضَائِهِ أَعْقَبَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَمْناً وَ إِیمَاناً یَجِدُ طَعْمَهُ

یَا عَلِیُّ مَنْ لَمْ یُحْسِنْ وَصِیَّتَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ كَانَ نَقْصاً فِی مُرُوَّتِهِ وَ لَمْ یَمْلِكِ الشَّفَاعَةَ.

یَا عَلِیُّ أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ أَصْبَحَ لَا یَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ

یَا عَلِیُّ مَنْ خَافَ النَّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ

یَا عَلِیُّ شَرُّ النَّاسِ مَنْ أَكْرَمَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ

یَا عَلِیُّ شَرُّ النَّاسِ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْیَا غَیْرِهِ.

ص: 46


1- 1. هو ما یقال له بالفارسیة( كندر).
2- 2. بفتح القاف ممدودا كحمراء: الواسعة.
3- 3. یعنی الصدوق نفسه.
4- 4. مكارم الأخلاق: ص 500.

یَا عَلِیُّ مَنْ لَمْ یَقْبَلِ الْعُذْرَ مِنْ مُتَنَصِّلٍ (1)

صَادِقاً كَانَ أَوْ كَاذِباً لَمْ یَنَلْ شَفَاعَتِی

یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ الْكَذِبَ فِی الصَّلَاحِ وَ أَبْغَضَ الصِّدْقَ فِی الْفَسَادِ

یَا عَلِیُّ مَنْ تَرَكَ الْخَیْرَ لِغَیْرِ اللَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ فَقَالَ عَلِیٌّ لِغَیْرِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهَا صِیَانَةً لِنَفْسِهِ یَشْكُرُهُ اللَّهُ عَلَی ذَلِكَ.

یَا عَلِیُّ شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ.

یَا عَلِیُّ شَارِبُ الْخَمْرِ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَلَاتَهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَإِنْ مَاتَ فِی الْأَرْبَعِینَ مَاتَ كَافِراً

یَا عَلِیُّ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَ مَا أَسْكَرَ كَثِیرُهُ فَالْجُرْعَةُ مِنْهُ حَرَامٌ

یَا عَلِیُّ جُعِلَتِ الذُّنُوبُ كُلُّهَا فِی بَیْتٍ وَ جُعِلَ مِفْتَاحُهَا شُرْبَ الْخَمْرِ.

یَا عَلِیُّ تَأْتِی عَلَی شَارِبِ الْخَمْرِ سَاعَةٌ لَا یَعْرِفُ فِیهَا رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ

یَا عَلِیُّ إِنَّ إِزَالَةَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِی أَهْوَنُ مِنْ إِزَالَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ لَمْ تنقص [تَنْقَضِ] أَیَّامُهُ.

یَا عَلِیُّ مَنْ لَمْ تَنْتَفِعْ بِدِینِهِ وَ دُنْیَاهُ فَلَا خَیْرَ لَكَ فِی مُجَالَسَتِهِ وَ مَنْ لَمْ یُوجِبْ لَكَ فَلَا تُوجِبْ لَهُ وَ لَا كَرَامَةَ(2)

یَا عَلِیُّ یَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ فِی الْمُؤْمِنِ ثَمَانُ خِصَالٍ وَقَارٌ عِنْدَ الْهَزَاهِزِ(3)

وَ صَبْرٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ شُكْرٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ قُنُوعٌ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یَظْلِمُ الْأَعْدَاءَ وَ لَا یَتَحَامَلُ عَلَی الْأَصْدِقَاءِ(4) بَدَنُهُ مِنْهُ فِی تَعَبٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِی رَاحَةٍ.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ وَالِدٌ لِوَلَدِهِ وَ الرَّجُلُ یَدْعُو لِأَخِیهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ وَ الْمَظْلُومُ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَنْتَصِرَنَّ لَكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ.

یَا عَلِیُّ ثَمَانِیَةٌ إِنْ أُهِینُوا فَلَا یَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ الذَّاهِبُ إِلَی مَائِدَةٍ لَمْ

ص: 47


1- 1. تنصل الی فلان من الجنایة خرج و تبرأ عنده منها. و تنصل من كذا: خرج و تنصل الشی ء: أخرجه و تنصل فلان من ذنبه تبرأ منه.
2- 2. أوجب لفلان حقه: راعاه.
3- 3. الهزاهز: الفتن التی تهز الناس من الشدائد و الحروب.
4- 4. تحامل علی فلان: جار و لم یعدل و كلفه ما لا یطیق. و الاصدقاء جمع صدیق.

یُدْعَ إِلَیْهَا وَ الْمُتَأَمِّرُ(1) عَلَی رَبِّ الْبَیْتِ وَ طَالِبُ الْخَیْرِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ طَالِبُ الْفَضْلِ مِنَ اللِّئَامِ وَ الدَّاخِلُ بَیْنَ اثْنَیْنِ فِی سِرٍّ لَمْ یُدْخِلَاهُ فِیهِ وَ الْمُسْتَخِفُّ بِالسُّلْطَانِ وَ الْجَالِسُ فِی مَجْلِسٍ لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ وَ الْمُقْبِلُ بِالْحَدِیثِ عَلَی مَنْ لَا یَسْمَعُ مِنْهُ.

یَا عَلِیُّ حَرَّمَ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَی كُلِّ فَاحِشٍ بَذِیٍ (2) لَا یُبَالِی مَا قَالَ وَ لَا مَا قِیلَ لَهُ.

یَا عَلِیُّ طُوبَی لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ

یَا عَلِیُّ لَا تَمْزَحْ فَیَذْهَبَ بَهَاؤُكَ وَ لَا تَكْذِبْ فَیَذْهَبَ نُورُكَ وَ إِیَّاكَ وَ خَصْلَتَیْنِ الضَّجْرَةَ وَ الْكَسَلَ فَإِنَّكَ إِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَلَی حَقٍّ وَ إِنْ كَسِلْتَ لَمْ تُؤَدِّ حَقّاً

یَا عَلِیُّ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةٌ إِلَّا سُوءَ الْخُلُقِ فَإِنَّ صَاحِبَهُ كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ ذَنْبٍ دَخَلَ فِی ذَنْبٍ

یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ أَسْرَعُ شَیْ ءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ فَكَافَأَكَ بِالْإِحْسَانِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تَبْغِی عَلَیْهِ وَ هُوَ یَبْغِی عَلَیْكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدْتَهُ عَلَی أَمْرٍ فَوَفَیْتَ لَهُ وَ غَدَرَ بِكَ وَ رَجُلٌ وَصَلَ قَرَابَتَهُ فَقَطَعُوهُ

یَا عَلِیُّ مَنِ اسْتَوْلَی عَلَیْهِ الضَّجَرُ رَحَلَتْ عَنْهُ الرَّاحَةُ.

یَا عَلِیُّ اثْنَتَا عَشْرَةَ خَصْلَةً یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ الْمُسْلِمِ أَنْ یَتَعَلَّمَهَا عَلَی الْمَائِدَةِ أَرْبَعٌ مِنْهَا فَرِیضَةٌ وَ أَرْبَعٌ مِنْهَا سُنَّةٌ وَ أَرْبَعٌ مِنْهَا أَدَبٌ فَأَمَّا الْفَرِیضَةُ فَالْمَعْرِفَةُ بِمَا یَأْكُلُ وَ التَّسْمِیَةُ وَ الشُّكْرُ وَ الرِّضَا وَ أَمَّا السُّنَّةُ فَالْجُلُوسُ عَلَی الرِّجْلِ الْیُسْرَی وَ الْأَكْلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَ أَنْ یَأْكُلَ مِمَّا یَلِیهِ وَ مَصُّ الْأَصَابِعِ وَ أَمَّا الْأَدَبُ فَتَصْغِیرُ اللُّقْمَةِ وَ الْمَضْغُ الشَّدِیدُ وَ قِلَّةُ النَّظَرِ فِی وُجُوهِ النَّاسِ وَ غَسْلُ الْیَدَیْنِ.

یَا عَلِیُّ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ مِنْ لَبِنَتَیْنِ لَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ جَعَلَ حِیطَانَهَا الْیَاقُوتَ وَ سَقْفَهَا الزَّبَرْجَدَ وَ حَصَاهَا اللُّؤْلُؤَ وَ تُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ وَ الْمِسْكَ الْأَذْفَرَ(3) ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِی فَقَالَتْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ قَدْ

ص: 48


1- 1. تأمر علیه: تسلط و تحكم علیه.
2- 2. البذی علی فعیل: الكلام القبیح. و الذی تكلم بالفحش.
3- 3. ذفر المسك- من باب علم- ظهر رائحته و اشتدت فهو أذفر.

سَعِدَ مَنْ یَدْخُلُنِی قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یَدْخُلُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ(1) وَ لَا نَمَّامٌ وَ لَا شُرْطِیُ (2) وَ لَا مُخَنَّثٌ وَ لَا نَبَّاشٌ وَ لَا عَشَّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قَدَرِیٌّ.

یَا عَلِیُّ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَشَرَةٌ الْقَتَّاتُ (3)

وَ السَّاحِرُ وَ الدَّیُّوثُ وَ نَاكِحُ الْمَرْأَةِ حَرَاماً فِی دُبُرِهَا وَ نَاكِحُ الْبَهِیمَةِ وَ مَنْ نَكَحَ ذَاتَ مَحْرَمٍ وَ السَّاعِی فِی الْفِتْنَةِ وَ بَائِعُ السِّلَاحِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَ مَانِعُ الزَّكَاةِ وَ مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَمَاتَ وَ لَمْ یَحُجَّ

یَا عَلِیُّ لَا وَلِیمَةَ إِلَّا فِی خَمْسٍ فِی عُرْسٍ أَوْ خُرْسٍ أَوْ عِذَارٍ أَوْ وِكَارٍ أَوْ رِكَازٍ(4) فَالْعُرْسُ التَّزْوِیجُ وَ الْخُرْسُ النِّفَاسُ بِالْوَلَدِ وَ الْعِذَارُ الْخِتَانُ وَ الْوِكَارُ فِی شِرَی الدَّارِ وَ الرِّكَازُ الرَّجُلُ یَقْدَمُ مِنْ مَكَّةَ.

یَا عَلِیُّ لَا یَنْبَغِی لِلْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ ظَاعِناً(5) إِلَّا فِی ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِی غَیْرِ مُحَرَّمٍ

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَ تَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَیْكَ.

یَا عَلِیُّ بَادِرْ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ أَرْبَعٍ شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ

ص: 49


1- 1. أدمن الخمر أی أدام شربها. و مدمن الخمر المداوم شربها.
2- 2. الشرطی: منسوب الی الشرطة- كغرفة-: عون السلطان و الوالی. و قیل الطائفة من خیار أعوان الولاة و رؤساء الضابطة و رجالها، سموا بذلك لانهم اعلموا انفسهم بعلامات یعرفون بها. و انما لم یدخلوا الجنة لجورهم علی الناس و ظلمهم غالبا.
3- 3. القتات: النمام. و فی المصدر« القتال» و هو تصحیف.
4- 4. الخرس- بالضم- و الخراس- بالكسر- طعام الولادة. و الخرسة- بالضم طعام النفساء نفسها. و العذار- بالكسر- طعام الختان او البناء، و عذر الغلام عذرا- من باب ضرب- ختنه. و الوكار: الذی یدعی إلیه الناس عند بناء الدار أو شرائها، و الوكرة طعام یعمل عند الفراق من البناء. كذا فی كتب اللغة و الركاز: الغنیمة.
5- 5. أی راحلا.

وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَ حَیَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ.

یَا عَلِیُّ كَرِهَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأُمَّتِی الْعَبَثَ فِی الصَّلَاةِ وَ الْمَنَّ فِی الصَّدَقَةِ وَ إِتْیَانَ الْمَسَاجِدِ جُنُباً وَ الضَّحِكَ بَیْنَ الْقُبُورِ وَ التَّطَلُّعَ فِی الدُّورِ وَ النَّظَرَ إِلَی فُرُوجِ النِّسَاءِ لِأَنَّهُ یُورِثُ الْعَمَی وَ كَرِهَ الْكَلَامَ عِنْدَ الْجِمَاعِ لِأَنَّهُ یُورِثُ الْخَرَسَ وَ كَرِهَ النَّوْمَ بَیْنَ الْعِشَاءَیْنِ لِأَنَّهُ یَحْرِمُ الرِّزْقَ وَ كَرِهَ الْغُسْلَ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ وَ كَرِهَ دُخُولَ الْأَنْهَارِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ فَإِنَّ فِیهَا سُكَّاناً مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ كَرِهَ دُخُولَ الْحَمَّامِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ وَ كَرِهَ الْكَلَامَ بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ فِی صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَ كَرِهَ رُكُوبَ الْبَحْرِ فِی وَقْتِ هَیَجَانِهِ وَ كَرِهَ النَّوْمَ فَوْقَ سَطْحٍ لَیْسَ بِمُحَجَّرٍ وَ قَالَ مَنْ نَامَ عَلَی سَطْحٍ غَیْرِ مُحَجَّرٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ وَ كَرِهَ أَنْ یَنَامَ الرَّجُلُ فِی بَیْتٍ وَحْدَهُ وَ كَرِهَ أَنْ یَغْشَی الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَ هِیَ حَائِضٌ فَإِنْ فَعَلَ وَ خَرَجَ الْوَلَدُ مَجْذُوماً أَوْ بِهِ بَرَصٌ فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ وَ كَرِهَ أَنْ یُكَلِّمَ الرَّجُلُ مَجْذُوماً إِلَّا أَنْ یَكُونَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ قَدْرُ ذِرَاعٍ وَ قَالَ علیه السلام فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ وَ كَرِهَ أَنْ یَأْتِیَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ وَ قَدِ احْتَلَمَ حَتَّی یَغْتَسِلَ مِنَ الِاحْتِلَامِ فَإِنْ فَعَلَ وَ خَرَجَ الْوَلَدُ مَجْنُوناً فَلَا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ وَ كَرِهَ الْبَوْلَ عَلَی شَطِّ نَهَرٍ جَارٍ(1)

وَ كَرِهَ أَنْ یُحْدِثَ الرَّجُلُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوْ نَخْلَةٍ قَدْ أَثْمَرَتْ وَ كَرِهَ أَنْ یَتَنَعَّلَ الرَّجُلُ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ كَرِهَ أَنْ یَدْخُلَ الرَّجُلُ بَیْتاً مُظْلِماً إِلَّا مَعَ السِّرَاجِ.

یَا عَلِیُّ آفَةُ الْحَسَبِ الِافْتِخَارُ

یَا عَلِیُّ مَنْ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَافَ مِنْهُ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ مَنْ لَمْ یَخَفِ اللَّهَ أَخَافَهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ.

یَا عَلِیُّ ثَمَانِیَةٌ لَا یُقْبَلُ مِنْهُمُ الصَّلَاةُ الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی مَوَالِیهِ وَ النَّاشِزُ وَ زَوْجُهَا عَلَیْهَا سَاخِطٌ وَ مَانِعُ الزَّكَاةِ وَ تَارِكُ الْوُضُوءِ وَ الْجَارِیَةُ الْمُدْرِكَةُ تُصَلِّی بِغَیْرِ خِمَارٍ وَ إِمَامُ قَوْمٍ یُصَلِّی بِهِمْ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَ السَّكْرَانُ وَ الزِّبِّینُ (2)

ص: 50


1- 1. أی جانبه حال جریانه.
2- 2. الزبین- كسكین- مدافع الاخبثین أی البول و الغائط او ممسكهما علی كره.

وَ هُوَ الَّذِی یُدَافِعُ الْبَوْلَ وَ الْغَائِطَ.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ مَنْ آوَی الْیَتِیمَ وَ رَحِمَ الضَّعِیفَ وَ أَشْفَقَ عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَفَقَ بِمَمْلُوكِهِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ فَهُوَ أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَیْهِ فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ وَ مَنْ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَهُوَ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ أَغْنَی النَّاسِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ لَا یُطِیقُهَا أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُوَاسَاةُ لِلْأَخِ فِی مَالِهِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَیْسَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَی مَا یَحْرُمُ عَلَیْهِ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَهُ وَ تَرَكَهُ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ وَ إِنْ أَنْصَفْتَهُمْ ظَلَمُوكَ السَّفِلَةُ وَ أَهْلُكَ وَ خَادِمُكَ وَ ثَلَاثَةٌ لَا یَنْتَصِفُونَ مِنْ ثَلَاثَةٍ حُرٌّ مِنْ عَبْدِهِ وَ عَالِمٌ مِنْ جَاهِلٍ وَ قَوِیٌّ مِنْ ضَعِیفٍ.

یَا عَلِیُّ سَبْعَةٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ وَ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ لَهُ مَنْ أَسْبَغَ وُضُوءَهُ وَ أَحْسَنَ صَلَاتَهُ وَ أَدَّی زَكَاةَ مَالِهِ وَ كَفَّ غَضَبَهُ وَ سَجَنَ لِسَانَهُ وَ اسْتَغْفَرَ لِذَنْبِهِ وَ أَدَّی النَّصِیحَةَ لِأَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِ.

یَا عَلِیُّ لَعَنَ اللَّهُ ثَلَاثَةً آكِلَ زَادِهِ وَحْدَهُ وَ رَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ وَ النَّائِمَ فِی بَیْتٍ وَحْدَهُ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ یُتَخَوَّفُ مِنْهُنَّ الْجُنُونُ التَّغَوُّطُ بَیْنَ الْقُبُورِ وَ الْمَشْیُ فِی خُفٍّ وَاحِدٍ وَ الرَّجُلُ یَنَامُ وَحْدَهُ .

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ یَحْسُنُ فِیهِنَّ الْكَذِبُ (1) الْمَكِیدَةُ فِی الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ

ص: 51


1- 1. لا یخفی أن الكذب حرام و فعله من المعاصی كسائر المحرمات و لا فرق بینه و بینها و لكن إذا دار الامر بینه و بین الأهمّ منه فلیقدم الأهمّ حینئذ مهما كان لان العقل مستقل بوجوب الأهمّ عند التزاحم كما إذا دار الامر بانقاذ غریق الی ارتكاب حرام مثلا و تزاحم الامر بینه و بین واجب آخر فلیقدم الأهمّ منهما و قد دلت علیه الأدلة الأربعة. و الموارد الثلاث من هذه الموارد.

وَ الْإِصْلَاحُ بَیْنَ النَّاسِ وَ ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِیتُ الْقَلْبَ مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ وَ مُجَالَسَةُ الْأَغْنِیَاءِ وَ الْحَدِیثُ مَعَ النِّسَاءِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ مِنْ حَقَائِقِ الْإِیمَانِ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَ إِنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ بَذْلُ الْعِلْمِ لِلْمُتَعَلِّمِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ یَكُنْ فِیهِ لَمْ یَتِمَّ عَمَلُهُ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ فَرَحَاتٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا لِقَاءُ الْإِخْوَانِ وَ تَفْطِیرُ الصَّائِمِ وَ التَّهَجُّدُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ.

یَا عَلِیُّ أَنْهَاكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ الْحَسَدِ وَ الْحِرْصِ وَ الْكِبْرِ.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَیْنِ وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَ بُعْدُ الْأَمَلِ وَ حُبُّ الْبَقَاءِ:

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ وَ ثَلَاثٌ كَفَّارَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُنْجِیَاتٌ فَأَمَّا الدَّرَجَاتُ فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی السَّبَرَاتِ (1)

وَ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ الْمَشْیُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ إِلَی الْجَمَاعَاتِ فَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ فَإِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ فَشُحٌّ مُطَاعٌ وَ هَوًی مُتَّبَعٌ وَ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ وَ أَمَّا الْمُنْجِیَاتُ فَخَوْفُ اللَّهِ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ الْقَصْدُ فِی الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ كَلِمَةُ الْعَدْلِ فِی الرِّضَا وَ السَّخَطِ.

یَا عَلِیُّ لَا رَضَاعَ بَعْدَ فِطَامٍ وَ لَا یُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ.

یَا عَلِیُّ سِرْ سَنَتَیْنِ بَرَّ وَالِدَیْكَ سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَكَ سِرْ مِیلًا عُدْ مَرِیضاً سِرْ مِیلَیْنِ شَیِّعْ جَنَازَةً سِرْ ثَلَاثَةَ أَمْیَالٍ أَجِبْ دَعْوَةً سِرْ أَرْبَعَةَ أَمْیَالٍ زُرْ أَخاً فِی اللَّهِ سِرْ خَمْسَةَ أَمْیَالٍ أَغِثِ الْمَلْهُوفَ سِرْ سِتَّةَ أَمْیَالٍ انْصُرِ الْمَظْلُومَ وَ عَلَیْكَ بِالاسْتِغْفَارِ.

ص: 52


1- 1. السبرات جمع سبرة- بالفتح- شدة البرد. و قیل الغداة الباردة. و فی بعض نسخ المصدر« الشتوات».

یَا عَلِیُّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ الصِّیَامُ وَ لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَتَمَلَّقُ إِذَا حَضَرَ وَ یَغْتَابُ إِذَا غَابَ وَ یَشْمَتُ بِالْمُصِیبَةِ وَ لِلظَّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِیَةِ وَ یُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ وَ لِلْمُرَائِی ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَنْشَطُ إِذَا كَانَ عِنْدَ النَّاسِ وَ یَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَ یُحِبُّ أَنْ یُحْمَدَ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ وَ لِلْمُنَافِقِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَ إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَ إِذَا ائْتُمِنَ خَانَ.

یَا عَلِیُّ تِسْعَةُ أَشْیَاءَ تُورِثُ النِّسْیَانَ أَكْلُ التُّفَّاحِ الْحَامِضِ وَ أَكْلُ الْكُزْبُرَةِ(1)

وَ الْجُبُنِّ وَ سُؤْرِ الْفَأْرَةِ وَ قِرَاءَةُ كِتَابَةِ الْقُبُورِ وَ الْمَشْیُ بَیْنَ امْرَأَتَیْنِ وَ طَرْحُ الْقَمْلَةِ وَ الْحِجَامَةُ فِی النُّقْرَةِ(2) وَ الْبَوْلُ فِی الْمَاءِ الرَّاكِدِ.

یَا عَلِیُّ الْعَیْشُ فِی ثَلَاثَةٍ دَارٍ قَوْرَاءَ وَ جَارِیَةٍ حَسْنَاءَ وَ فَرَسٍ قَبَّاءَ.

یَا عَلِیُّ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ الْمُتَوَاضِعَ فِی قَعْرِ بِئْرٍ لَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ رِیحاً یَرْفَعُهُ فَوْقَ الْأَخْیَارِ فِی دَوْلَةِ الْأَشْرَارِ.

یَا عَلِیُّ مَنِ انْتَمَی إِلَی غَیْرِ مَوَالِیهِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ مَنْ مَنَعَ أَجِیراً أَجْرَهُ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا ذَلِكَ الْحَدَثُ قَالَ الْقَتْلُ.

یَا عَلِیُّ الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَی أَمْوَالِهِمْ وَ دِمَائِهِمْ وَ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّیِّئَاتِ.

یَا عَلِیُّ أَوْثَقُ عُرَی الْإِیمَانِ الْحُبُّ فِی اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِی اللَّهِ.

یَا عَلِیُّ مَنْ أَطَاعَ امْرَأَتَهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ مَا تِلْكَ الطَّاعَةُ قَالَ یَأْذَنُ فِی الذَّهَابِ إِلَی الْحَمَّامَاتِ وَ الْعُرُسَاتِ وَ النَّائِحَاتِ وَ لُبْسِ ثِیَابِ الرِّقَاقِ.

یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ أَذْهَبَ بِالْإِسْلَامِ نَخْوَةَ الْجَاهِلِیَّةِ وَ تَفَاخُرَهُمْ

ص: 53


1- 1. یعنی گشنیز.
2- 2. النقرة: ثقب فی القفاء، و ثقب فی وسط الورك.

بِآبَائِهِمْ أَلَا وَ إِنَّ النَّاسَ مِنْ آدَمَ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ وَ أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ.

یَا عَلِیُّ مِنَ السُّحْتِ ثَمَنُ الْمَیْتَةِ وَ ثَمَنُ الْكَلْبِ وَ ثَمَنُ الْخَمْرِ وَ مَهْرُ الزَّانِیَةِ وَ الرِّشْوَةُ فِی الْحُكْمِ وَ أَجْرُ الْكَاهِنِ.

یَا عَلِیُّ مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِیُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ یُجَادِلَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِیَدْعُوَ النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.

یَا عَلِیُّ إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ قَالَ النَّاسُ مَا خَلَّفَ وَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ مَا قَدَّمَ.

یَا عَلِیُّ الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ.

یَا عَلِیُّ مَوْتُ الْفَجْأَةِ رَاحَةُ الْمُؤْمِنِ وَ حَسْرَةُ الْكَافِرِ.

یَا عَلِیُّ أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی الدُّنْیَا اخْدُمِی مَنْ خَدَمَنِی وَ أَتْعِبِی مَنْ خَدَمَكِ.

یَا عَلِیُّ إِنَّ الدُّنْیَا لَوْ عَدَلَتْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَمَا سَقَی الْكَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ.

یَا عَلِیُّ مَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ إِلَّا وَ هُوَ یَتَمَنَّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنَّهُ لَمْ یُعْطَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا قُوتاً.

یَا عَلِیُّ شَرُّ النَّاسِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ فِی قَضَائِهِ.

یَا عَلِیُّ أَنِینُ الْمُؤْمِنِ الْمَرِیضِ تَسْبِیحٌ وَ صِیَاحُهُ تَهْلِیلٌ وَ نَوْمُهُ عَلَی الْفِرَاشِ عِبَادَةٌ وَ تَقَلُّبُهُ مِنْ جَنْبٍ إِلَی جَنْبٍ جِهَادٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِنْ عُوفِیَ یَمْشِی فِی النَّاسِ وَ مَا عَلَیْهِ مِنْ ذَنْبٍ.

یَا عَلِیُّ لَوْ أُهْدِیَ إِلَیَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَ لَوْ دُعِیتُ إِلَی ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ.

یَا عَلِیُّ لَیْسَ عَلَی النِّسَاءِ جُمُعَةٌ وَ لَا جَمَاعَةٌ وَ لَا إِقَامَةٌ وَ لَا عِیَادَةُ مَرِیضٍ وَ لَا اتِّبَاعُ جَنَازَةٍ وَ لَا هَرْوَلَةٌ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ لَا اسْتِلَامُ الْحَجَرِ وَ لَا حَلْقٌ وَ لَا تَوَلِّی الْقَضَاءِ وَ لَا أَنْ تُسْتَشَارَ وَ لَا تَذْبَحَ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَ لَا تَجْهَرَ بِالتَّلْبِیَةِ وَ لَا تُقِیمَ عِنْدَ قَبْرٍ وَ لَا تَسْمَعَ الْخُطْبَةَ وَ لَا تَتَوَلَّی التَّزْوِیجَ وَ لَا تَخْرُجَ مِنْ بَیْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ خَرَجَتْ بِغَیْرِ إِذْنِهِ لَعَنَهَا اللَّهُ وَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ لَا تُعْطِیَ مِنْ بَیْتِ

ص: 54

زَوْجِهَا شَیْئاً إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ لَا تَبِیتَ وَ زَوْجُهَا عَلَیْهَا سَاخِطٌ وَ إِنْ كَانَ ظَالِماً لَهَا.

یَا عَلِیُّ الْإِسْلَامُ عُرْیَانٌ وَ لِبَاسُهُ الْحَیَاءُ وَ زِینَتُهُ الْوَفَاءُ وَ مُرُوَّتُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَ عِمَادُهُ الْوَرَعُ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

یَا عَلِیُّ سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ وَ طَاعَةُ الْمَرْأَةِ نَدَامَةٌ.

یَا عَلِیُّ إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِی شَیْ ءٍ فَفِی لِسَانِ الْمَرْأَةِ.

یَا عَلِیُّ نَجَا الْمُخِفُّونَ وَ هَلَكَ الْمُثْقِلُونَ.

یَا عَلِیُّ مَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ یَزِدْنَ فِی الْحِفْظِ وَ یُذْهِبْنَ الْبَلْغَمَ اللُّبَانُ وَ السِّوَاكُ وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ

یَا عَلِیُّ السِّوَاكُ مِنَ السُّنَّةِ وَ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ وَ یَجْلُو الْبَصَرَ وَ یُرْضِی الرَّحْمَنَ وَ یُبَیِّضُ الْأَسْنَانَ وَ یَذْهَبُ بِالْبَخَرِ(1) وَ یَشُدُّ اللِّثَةَ وَ یُشَهِّی الطَّعَامَ وَ یَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ وَ یَزِیدُ فِی الْحِفْظِ وَ یُضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ وَ تَفْرَحُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ.

یَا عَلِیُّ النَّوْمُ أَرْبَعَةٌ نَوْمُ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام عَلَی أَقْفِیَتِهِمْ وَ نَوْمُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَیْمَانِهِمْ وَ نَوْمُ الْكُفَّارِ وَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی أَیْسَارِهِمْ وَ نَوْمُ الشَّیَاطِینِ عَلَی وُجُوهِهِمْ.

یَا عَلِیُّ مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیّاً إِلَّا وَ جَعَلَ ذُرِّیَّتَهُ مِنْ صُلْبِهِ وَ جَعَلَ ذُرِّیَّتِی مِنْ صُلْبِكَ وَ لَوْلَاكَ مَا كَانَتْ لِی ذُرِّیَّةٌ.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ إِمَامٌ یَعْصِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُطَاعُ أَمْرُهُ وَ زَوْجَةٌ یَحْفَظُهَا زَوْجُهَا وَ هِیَ تَخُونُهُ وَ فَقْرٌ لَا یَجِدُ صَاحِبُهُ مُدَاوِیاً وَ جَارُ سَوْءٍ فِی دَارِ مُقَامٍ.

یَا عَلِیُّ إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ سَنَّ فِی الْجَاهِلِیَّةِ خَمْسَ سُنَنٍ أَجْرَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْإِسْلَامِ حَرَّمَ نِسَاءَ الْآبَاءِ عَلَی الْأَبْنَاءِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ(2) وَ وَجَدَ كَنْزاً فَأَخْرَجَ مِنْهُ الْخُمُسَ وَ تَصَدَّقَ بِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ

ص: 55


1- 1. البخر- بالتحریك-: الریح المنتن فی الغم.
2- 2. النساء: 26.

تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ الْآیَةَ(1) وَ لَمَّا حَفَرَ زَمْزَمَ سَمَّاهَا سِقَایَةَ الْحَاجِّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی- أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ الْآیَةَ(2)

وَ سَنَّ فِی الْقَتْلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَأَجْرَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ فِی الْإِسْلَامِ وَ لَمْ یَكُنْ لِلطَّوَافِ عَدَدٌ عِنْدَ قُرَیْشٍ فَسَنَّ لَهُمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ فَأَجْرَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ فِی الْإِسْلَامِ.

یَا عَلِیُّ إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ كَانَ لَا یَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ وَ لَا یَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَ لَا یَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ وَ یَقُولُ أَنَا عَلَی دِینِ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام.

یَا عَلِیُّ أَعْجَبُ النَّاسِ إِیمَاناً وَ أَعْظَمُهُمْ یَقِیناً قَوْمٌ یَكُونُونَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ لَمْ یَلْحَقُوا النَّبِیَّ وَ حُجِبَ عَنْهُمُ الْحُجَّةُ فَآمَنُوا بِسَوَادٍ عَلَی بَیَاضٍ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ یُقْسِینَ الْقَلْبَ اسْتِمَاعُ اللَّهْوِ وَ طَلَبُ الصَّیْدِ وَ إِتْیَانُ بَابِ السُّلْطَانِ.

یَا عَلِیُّ لَا تُصَلِّ فِی جِلْدِ مَا لَا تَشْرَبُ لَبَنَهُ وَ لَا تَأْكُلُ لَحْمَهُ وَ لَا تُصَلِّ فِی ذَاتِ الْجَیْشِ وَ لَا فِی ذَاتِ الصَّلَاصِلِ وَ لَا فِی ضَجْنَانَ (3)

یَا عَلِیُّ كُلْ مِنَ الْبَیْضِ مَا اخْتَلَفَ طَرَفَاهُ وَ مِنَ السَّمَكِ مَا كَانَ لَهُ قُشُورٌ وَ مِنَ الطَّیْرِ مَا دَفَّ وَ اتْرُكْ مِنْهُ مَا صَفَ (4) وَ كُلْ مِنْ طَیْرِ الْمَاءِ مَا كَانَتْ لَهُ قَانِصَةٌ أَوْ صِیصِیَةٌ(5)

ص: 56


1- 1. الأنفال: 42.
2- 2. التوبة: 19.
3- 3. ذات الجیش: واد قرب المدینة قیل بینها و بین میقات أهل المدینة میل واحد. و ذات الصلاصل: اسم موضع فی طریق مكّة. و ضجنان- كسكران-: جبل قرب مكّة. و النهی تنزیهی یحمل علی الكراهة.
4- 4. دف الطائر: حرك جناحیه كالحمام. وصف الطائر جناحیه: بسطهما و لم یحركهما.
5- 5. القانصة واحدة قوانص الطیر- كفاصلة و فواصل- و قد اختلفوا فیها فقیل هی للطیر بمنزلة المصارین لغیرها و هذا القول ضعیف جدا لان المصارین هی الامعاء، و قد ورد فی الخبر« كل من طیر البر ما كانت له حوصلة و من طیر الماء ما كانت له قانصة» كقانصة الحمام- لا معدة كمعدة الإنسان و المعی موجود فی الطیور كلها و قیل هی الحوصلة و قیل هی بمنزلة معدة للإنسان و هذان القولان معناهما واحد، لان الحوصلة للطیور بمنزلة المعدة للإنسان و هی التی یجتمع فیها كل ما تنقر من الحب و غیره ثمّ ینحدر الی معی، و قیل: هی اللحمة الغلیظة جدا التی یجتمع فیها كل ما تنقر من الحصی الصغار بعد ما انحدر من الحوصلة یقال لها بالفارسیة سنگدان و هذا القول هو الصواب كما یظهر من الحدیث( كذا فی المعیار) و الصیصیة هی الشوكة التی فی رجل الطیر فی موضع العقب و هی الاصبع الزائد فی باطن رجل الطائر بمنزلة الإبهام من بنی آدم لأنّها شوكته.

یَا عَلِیُّ كُلُّ ذِی نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَ مِخْلَبٍ مِنَ الطَّیْرِ فَحَرَامٌ أَكْلُهُ

یَا عَلِیُّ لَا قَطْعَ فِی ثَمَرٍ وَ لَا كَثَرٍ(1)

یَا عَلِیُّ لَیْسَ عَلَی زَانٍ عُقْرٌ(2)

وَ لَا حَدَّ فِی التَّعْرِیضِ وَ لَا شَفَاعَةَ فِی حَدٍّ وَ لَا یَمِینَ فِی قَطِیعَةِ رَحِمٍ وَ لَا یَمِینَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ وَ لَا لِامْرَأَةٍ مَعَ زَوْجِهَا وَ لَا لِلْعَبْدِ مَعَ مَوْلَاهُ وَ لَا صَمْتَ یَوْماً إِلَی اللَّیْلِ وَ لَا وِصَالَ فِی صِیَامٍ وَ لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ هِجْرَةٍ.

یَا عَلِیُّ لَا یُقْتَلُ وَالِدٌ بِوَلَدِه.

یَا عَلِیُّ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دُعَاءَ قَلْبٍ سَاهٍ.

یَا عَلِیُّ نَوْمُ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ الْجَاهِلِ.

یَا عَلِیُّ رَكْعَتَانِ یُصَلِّیهِمَا الْعَالِمُ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ یُصَلِّیهَا الْعَابِدُ.

یَا عَلِیُّ لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا وَ لَا یَصُومُ الْعَبْدُ تَطَوُّعاً إِلَّا

ص: 57


1- 1. الثمر- بفتح المثلثة و المیم- الرطب ما دام فی رأس النخلة. و لا قطع أی فی سرقته، قال العلقمی: قال: شیخنا قال: الخطابی تأوله الشافعی علی ما كان معلقا فی النخل قبل أن یجد و یحرز و قوله« و لا كثر» بفتح الكاف و المثلثة جمار النخل قال: فی النهایة هو شحمه الذی فی وسط النخلة. قال المناوی و تمامه« إلا ما آواه الجرین» فبین الحالة التی فیها القطع و هو كون المال فی حرز( السراج المنیر فی شرح الجامع الصغیر).
2- 2. العقر- بالضم- صداق المرأة.

بِإِذْنِ مَوْلَاهُ وَ لَا یَصُومُ الضَّیْفُ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ صَاحِبِهِ.

یَا عَلِیُّ صَوْمُ یَوْمِ الْفِطْرِ وَ صَوْمُ یَوْمِ الْأَضْحَی حَرَامٌ وَ صَوْمُ الْوِصَالِ حَرَامٌ وَ صَوْمُ الصَّمْتِ حَرَامٌ وَ صَوْمُ نَذْرِ الْمَعْصِیَةِ حَرَامٌ وَ صَوْمُ الدَّهْرِ حَرَامٌ.

یَا عَلِیُّ فِی الزِّنَاءِ سِتُّ خِصَالٍ ثَلَاثٌ مِنْهَا فِی الدُّنْیَا وَ ثَلَاثٌ مِنْهَا فِی الْآخِرَةِ أَمَّا الَّتِی فِی الدُّنْیَا فَیَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ وَ یُعَجِّلُ الْفَنَاءَ وَ یَقْطَعُ الرِّزْقَ وَ أَمَّا الَّتِی فِی الْآخِرَةِ فَسُوءُ الْحِسَابِ وَ سَخَطُ الرَّحْمَنِ وَ الْخُلُودُ فِی النَّارِ.یَا عَلِیُّ الرِّبَا سَبْعُونَ جُزْءاً فَأَیْسَرُهُ مِثْلُ أَنْ یَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ فِی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ

یَا عَلِیُّ دِرْهَمٌ رِبًا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سَبْعِینَ زَنْیَةً كُلُّهَا بِذَاتِ مَحْرَمٍ.

یَا عَلِیُّ مَنْ مَنَعَ قِیرَاطاً مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ فَلَیْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَا مُسْلِمٍ وَ لَا كَرَامَةَ

یَا عَلِیُّ تَارِكُ الصَّلَاةِ یَسْأَلُ الرَّجْعَةَ إِلَی الدُّنْیَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی حَتَّی إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ الْآیَةَ(1)

یَا عَلِیُّ تَارِكُ الْحَجِّ وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ كَافِرٌ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی : وَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ (2)

یَا عَلِیُّ مَنْ سَوَّفَ الْحَجَّ حَتَّی یَمُوتَ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً.

یَا عَلِیُّ الصَّدَقَةُ تَرُدُّ الْقَضَاءَ الَّذِی قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً.

یَا عَلِیُّ صِلَةُ الرَّحِمِ یَزِیدُ فِی الْعُمُرِ.

یَا عَلِیُّ افْتَتِحْ بِالْمِلْحِ وَ اخْتِمْ بِالْمِلْحِ فَإِنَّ فِیهِ شِفَاءً مِنِ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ دَاءً(3)

یَا عَلِیُّ لَوْ قَدِمْتُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَشَفَعْتُ فِی أَبِی وَ أُمِّی وَ عَمِّی وَ أَخٍ كَانَ لِی فِی الْجَاهِلِیَّةِ.

ص: 58

(4) یَا عَلِیُّ لَا صَدَقَةَ وَ ذُو رَحِمٍ مُحْتَاجٌ.

یَا عَلِیُّ دِرْهَمٌ فِی الْخِضَابِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ یُنْفَقُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ فِیهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ خَصْلَةً یَطْرُدُ الرِّیحَ مِنَ الْأُذُنَیْنِ وَ یَجْلُو الْبَصَرَ وَ یُلَیِّنُ الْخَیَاشِیمَ وَ یُطَیِّبُ النَّكْهَةَ وَ یَشُدُّ اللِّثَةَ وَ یَذْهَبُ بِالصُّنَانِ (5) وَ یُقِلُّ وَسْوَسَةَ الشَّیْطَانِ وَ تَفْرَحُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَ یَسْتَبْشِرُ بِهِ الْمُؤْمِنَ وَ یَغِیظُ بِهِ الْكَافِرَ وَ هُوَ زِینَةٌ وَ طِیبٌ وَ یَسْتَحْیِی مِنْهُ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ وَ هُوَ بَرَاءَةٌ لَهُ فِی قَبْرِهِ.

یَا عَلِیُّ لَا خَیْرَ فِی قَوْلٍ إِلَّا مَعَ الْفِعْلِ وَ لَا فِی مَنْظَرٍ إِلَّا مَعَ الْمَخْبَرِ(6)

وَ لَا فِی الْمَالِ إِلَّا مَعَ الْجُودِ وَ لَا فِی الصِّدْقِ إِلَّا مَعَ الْوَفَاءِ وَ لَا فِی الْعِفَّةِ إِلَّا مَعَ الْوَرَعِ وَ لَا فِی الصَّدَقَةِ إِلَّا مَعَ النِّیَّةِ وَ لَا فِی الْحَیَاةِ إِلَّا مَعَ الصِّحَّةِ وَ لَا فِی الْوَطَنِ إِلَّا مَعَ الْأَمْنِ وَ السُّرُورِ.

یَا عَلِیُّ حُرِّمَ مِنَ الشَّاةِ سَبْعَةُ أَشْیَاءَ الدَّمُ وَ الْمَذَاكِیرُ وَ الْمَثَانَةُ وَ النُّخَاعُ وَ الْغُدَدُ وَ الطِّحَالُ وَ الْمَرَارَةُ.

یَا عَلِیُّ لَا تُمَاكِسْ فِی أَرْبَعَةِ أَشْیَاءَ فِی شِرَاءِ الْأُضْحِیَّةِ وَ الْكَفَنِ وَ النَّسَمَةِ وَ الْكِرَی إِلَی مَكَّةَ یَا عَلِیُّ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَشْبَهِكُمْ بِی خُلُقاً قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً أَعْظَمُكُمْ حِلْماً وَ أَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ وَ أَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إِنْصَافاً.

یَا عَلِیُّ أَمَانٌ لِأُمَّتِی مِنَ الْغَرَقِ إِذَا هُمْ رَكِبُوا السُّفُنَ فَقَرَءُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (7) بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّی لَغَفُورٌ رَحِیمٌ (8)

یَا عَلِیُّ أَمَانٌ لِأُمَّتِی مِنَ السَّرَقِ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی إِلَی آخِرِ السُّورَةِ(9)

یَا عَلِیُّ أَمَانٌ لِأُمَّتِی مِنَ الْهَدْمِ- إِنَّ اللَّهَ یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِیماً غَفُوراً(10)

ص: 58

یَا عَلِیُّ أَمَانٌ لِأُمَّتِی مِنَ الْهَمِّ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- لَا مَلْجَأَ وَ لَا مَنْجَی مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَیْهِ.

یَا عَلِیُّ أَمَانٌ لِأُمَّتِی مِنَ الْحَرَقِ- إِنَّ وَلِیِّیَ اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ (11) وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (12)

یَا عَلِیُّ مَنْ خَافَ السِّبَاعَ فَلْیَقْرَأْ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ(13)

یَا عَلِیُّ وَ مَنِ اسْتَصْعَبَ عَلَیْهِ دَابَّتُهُ فَلْیَقْرَأْ فِی أُذُنِهَا الْیُمْنَی- وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ (14)

یَا عَلِیُّ مَنْ خَافَ سَاحِراً أَوْ شَیْطَاناً فَلْیَقْرَأْ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ الْآیَةَ(15)

یَا عَلِیُّ مَنْ كَانَ فِی بَطْنِهِ مَاءٌ أَصْفَرُ(16) فَلْیَكْتُبْ عَلَی بَطْنِهِ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ یَشْرَبُهُ فَإِنَّهُ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

یَا عَلِیُّ حَقُّ الْوَلَدِ عَلَی وَالِدِهِ أَنْ یُحَسِّنَ اسْمَهُ وَ أَدَبَهُ وَ یَضَعَهُ مَوْضِعاً صَالِحاً وَ حَقُّ الْوَالِدِ عَلَی وَلَدِهِ أَنْ لَا یُسَمِّیَهُ بِاسْمِهِ وَ لَا یَمْشِیَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَا یَجْلِسَ أَمَامَهُ وَ لَا یَدْخُلَ مَعَهُ الْحَمَّامَ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَسْوَاسِ أَكْلُ الطِّینِ وَ تَقْلِیمُ الْأَظْفَارِ بِالْأَسْنَانِ وَ أَكْلُ اللِّحْیَةِ.

یَا عَلِیُّ لَعَنَ اللَّهُ وَالِدَیْنِ حَمَلَا وَلَدَهُمَا عَلَی عُقُوقِهِمَا.

یَا عَلِیُّ یَلْزَمُ الْوَالِدَیْنِ مِنْ وَلَدِهِمَا مَا یَلْزَمُ لَهُمَا مِنْ عُقُوقِهِمَا.

یَا عَلِیُّ رَحِمَ اللَّهُ وَالِدَیْنِ حَمَلَا وَلَدَهُمَا عَلَی بِرِّهِمَا.

یَا عَلِیُّ مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَیْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا.

یَا عَلِیُّ مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَاسْتَطَاعَ نَصْرَهُ فَلَمْ یَنْصُرْهُ خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

یَا عَلِیُّ مَنْ كَفَی یَتِیماً فِی نَفَقَةٍ بِمَالِهِ حَتَّی یَسْتَغْنِیَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ.

یَا عَلِیُّ مَنْ مَسَحَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ یَتِیمٍ تَرَحُّماً لَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

ص: 58


1- 1. المؤمنون: 101.
2- 2. آل عمران: 91- 92.
3- 3. الامر ارشادی و ذلك لانه كان منشأ أكثر الأمراض من الطعام و هضمه فی المعدة و الملح قبل الطعام و بعده یؤثر فی المعدة خشونة موجبة لهضم الطعام بسهولة فهذا تأثیر طبیعی موجب لحفظ البدن من الأمراض الكثیرة.
4- (*) سقطت هنا خمسة أسطر و تأتی بعد قوله یوم القیامة صدر ص 61.
5- 1. النكهة ریح الفم، و الصنان رائحة معاطن الجسد إذا تغیرت و هی من أصن اللحم إذا انتن، و الصنان ذفر الابط و النتن عموما.
6- 2. فی بعض النسخ« فی نظر إلّا مع الخبرة».
7- 3. الزمر: 67.
8- 4. هود: 43.
9- 5. الإسراء: 110 و 111.
10- 6. فاطر: 39.
11- 1. الأعراف: 196.
12- 2. الأنعام: 91.
13- 3. التوبة: 128.
14- 4. آل عمران: 78.
15- 5. یونس: 3.
16- 6. ماء اصفر: صفرائیست كه بطریق ادرار دفع شود( بحر الجواهر).

یَا عَلِیُّ أَنَا ابْنُ الذَّبِیحَیْنِ (1) أَنَا دَعْوَةُ أَبِی إِبْرَاهِیمَ.

یَا عَلِیُّ الْعَقْلُ مَا اكْتُسِبَ بِهِ الْجَنَّةُ وَ طُلِبَ بِهِ رِضَا الرَّحْمَنِ

یَا عَلِیُّ إِنَّ أَوَّلَ خَلْقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَقْلُ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ وَ قَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِی وَ بِكَ أُثِیبُ وَ بِكَ أُعَاقِبُ (2)

یَا عَلِیُّ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِیرِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ عَمَّا لَا یَلِیقُ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا عِبَادَةَ مِثْلُ التَّفَكُّرِ.

یَا عَلِیُّ آفَةُ الْحَدِیثِ الْكَذِبُ وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْیَانُ وَ آفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ وَ آفَةُ الْجَمَالِ الْخُیَلَاءُ وَ آفَةُ الْحِلْمِ الْحَسَدُ.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةٌ یَذْهَبْنَ ضَیَاعاً(3)

الْأَكْلُ عَلَی الشِّبَعِ وَ السِّرَاجُ فِی الْقَمَرِ وَ الزَّرْعُ فِی السَّبَخَةِ(4) وَ الصَّنِیعَةُ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهَا

یَا عَلِیُّ مَنْ نَسِیَ الصَّلَاةَ عَلَیَّ فَقَدْ أَخْطَأَ طَرِیقَ الْجَنَّةِ.

یَا عَلِیُّ إِیَّاكَ وَ نَقْرَةَ الْغُرَابِ وَ فَرِیسَةَ الْأَسَدِ(5)

یَا عَلِیُّ لَأَنْ أُدْخِلَ یَدِی فِی فَمِ التِّنِّینِ (6) إِلَی الْمِرْفَقِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَسْأَلَ مَنْ لَمْ یَكُنْ ثُمَّ كَانَ.

ص: 59


1- 1. یعنی بهما إسماعیل علیه السلام و عبد اللّٰه أباه صلّی اللّٰه علیه و آله و إشارة الی قول إبراهیم علیه السلام « وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ».
2- 2. یعنی أن العقل هو موجب الاختیار و هو ملاك التكلیف فافهم.
3- 3. أی مهملا ضائعا.
4- 4. السبخة: ارض ذات نز و ملح. یعنی شوره زار. و الصنیعة: الاحسان.
5- 5. فریسة الأسد هو ما یفترسه یعنی احذر منهما.
6- 6. التنین- كسكین-: الحیة العظیمة. و قیل انه أشر من الكوسج، فی فمه انیاب مثل اسنة الرماح، احمر العینین براق، طویل كالنخلة، واسع الفم و الجوف، یبلع كثیرا من الحیوان.

یَا عَلِیُّ إِنَّ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْقَاتِلُ غَیْرَ قَاتِلِهِ وَ الضَّارِبُ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

یَا عَلِیُّ تَخَتَّمْ بِالْیَمِینِ فَإِنَّهُ فَضِیلَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُقَرَّبِینَ قَالَ بِمَ أَتَخَتَّمُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِالْعَقِیقِ الْأَحْمَرِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ جَبَلٍ أَقَرَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ لِی بِالنُّبُوَّةِ وَ لَكَ بِالْوَصِیَّةِ وَ لِوُلْدِكَ بِالْإِمَامَةِ وَ لِشِیعَتِكَ بِالْجَنَّةِ وَ لِأَعْدَائِكَ بِالنَّارِ.

یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَشْرَفَ عَلَی الدُّنْیَا فَاخْتَارَنِی مِنْهَا عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِیَةَ فَاخْتَارَكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّالِثَةَ فَاخْتَارَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الرَّابِعَةَ فَاخْتَارَ فَاطِمَةَ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ

یَا عَلِیُّ إِنِّی رَأَیْتُ اسْمَكَ مَقْرُوناً بِاسْمِی فِی أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ فَآنَسْتُ بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ إِنِّی لَمَّا بَلَغْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ فِی مِعْرَاجِی إِلَی السَّمَاءِ وَجَدْتُ عَلَی صَخْرَتِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَیْهَا إِنِّی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ علیه السلام مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا جَاوَزْتُ السِّدْرَةَ انْتَهَیْتُ إِلَی عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ جَلَالُهُ فَوَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی قَوَائِمِهِ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ حَبِیبِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ.

یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعْطَانِی فِیكَ سَبْعَ خِصَالٍ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ عَلَی الصِّرَاطِ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ یَحْیَا إِذَا حُیِیتُ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ مَعِی عِلِّیِّینَ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مَعِی مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ الَّذِی خِتامُهُ مِسْكٌ

ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا سَلْمَانُ إِنَّ لَكَ فِی عِلَّتِكَ إِذَا اعْتَلَلْتَ ثَلَاثَ خِصَالٍ أَنْتَ مِنَ اللَّهِ بِذِكْرٍ وَ دُعَاؤُكَ فِیهَا مُسْتَجَابٌ وَ لَا تَدَعُ الْعِلَّةُ عَلَیْكَ ذَنْباً إِلَّا حَطَّتْهُ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِالْعَافِیَةِ إِلَی انْقِضَاءِ أَجَلِكَ.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا أَبَا ذَرٍّ إِیَّاكَ وَ السُّؤَالَ فَإِنَّهُ ذُلٌّ حَاضِرٌ

ص: 60

وَ فَقْرٌ تَتَعَجَّلُهُ وَ فِیهِ حِسَابٌ طَوِیلٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ

یَا أَبَا ذَرٍّ تَعِیشُ وَحْدَكَ وَ تَمُوتُ وَحْدَكَ وَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَحْدَكَ وَ یَسْعَدُ بِكَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ یَتَوَلَّوْنَ غُسْلَكَ وَ تَجْهِیزَكَ وَ دَفْنَكَ یَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَسْأَلْ بِكَفِّكَ فَإِنْ أَتَاكَ شَیْ ءٌ فَاقْبَلْهُ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِیمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَیْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَیْبَ.

«4»- ف (1)،[تحف العقول]: وَصِیَّتُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

یَا عَلِیُّ إِنَّ مِنَ الْیَقِینِ أَنْ لَا تُرْضِیَ أَحَداً بِسَخَطِ اللَّهِ وَ لَا تَحْمَدَ أَحَداً بِمَا آتَاكَ اللَّهُ وَ لَا تَذُمَّ أَحَداً عَلَی مَا لَمْ یُؤْتِكَ اللَّهُ فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا یَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِیصٍ وَ لَا تَصْرِفُهُ كَرَاهَةُ كَارِهٍ إِنَّ اللَّهَ بِحُكْمِهِ وَ فَضْلِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الْفَرَحَ فِی الْیَقِینِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِی الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.

یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ (2)

وَ لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ(3)

أَحْسَنُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِیرِ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ.

یَا عَلِیُّ آفَةُ الْحَدِیثِ الْكَذِبُ عَلَی اللَّهِ وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْیَانُ وَ آفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ(4)

وَ آفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُ (5) وَ آفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْیُ وَ آفَةُ الْجَمَالِ الْخُیَلَاءُ وَ آفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ.

یَا عَلِیُّ عَلَیْكَ بِالصِّدْقِ وَ لَا تَخْرُجْ مِنْ فِیكَ كَذِبَةٌ أَبَداً وَ لَا تَجْتَرِیَنَّ عَلَی خِیَانَةٍ أَبَداً وَ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ وَ ابْذُلْ مَالَكَ وَ نَفْسَكَ دُونَ دِینِكَ وَ عَلَیْكَ بِمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ فَارْكَبْهَا وَ عَلَیْكَ بِمَسَاوِی الْأَخْلَاقِ فَاجْتَنِبْهَا.

ص: 61


1- 1. تحف العقول ص 6.
2- 2. الاعود: الانفع.
3- 3. المظاهرة: المعاونة.
4- 4. الفترة: الضعف و انكسار.
5- 5. السماحة: الجود.

یَا عَلِیُّ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَی اللَّهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَیْهِ فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ وَ مَنْ وَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَهُوَ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَی النَّاسِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِی مَنْ حَرَمَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مُنْجِیَاتٌ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَ تَبْكِی عَلَی خَطِیئَتِكَ وَ یَسَعُكَ بَیْتُكَ.

یَا عَلِیُّ سَیِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُسَاوَاةُ الْأَخِ فِی اللَّهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ مِنْ حُلَلِ اللَّهِ رَجُلٌ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِی اللَّهِ فَهُوَ زَوْرُ اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُكْرِمَ زَوْرَهُ (1) وَ یُعْطِیَهُ مَا سَأَلَ وَ رَجُلٌ صَلَّی ثُمَّ عَقَّبَ إِلَی الصَّلَاةِ الْأُخْرَی فَهُوَ ضَیْفُ اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُكْرِمَ ضَیْفَهُ وَ الْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ فَهُمَا وَفْدُ اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُكْرِمَ وَفْدَهُ (2)

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ ثَوَابُهُنَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الْحَجُّ یَنْفِی الْفَقْرَ وَ الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ الْبَلِیَّةَ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ یَكُنْ فِیهِ لَمْ یَقُمْ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ عِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ السَّفِیهِ وَ عَقْلٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثَةٌ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رَجُلٌ أَحَبَّ لِأَخِیهِ مَا أَحَبَّ لِنَفْسِهِ وَ رَجُلٌ بَلَغَهُ أَمْرٌ فَلَمْ یُقْدِمْ فِیهِ وَ لَمْ یَتَأَخَّرْ حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ الْأَمْرَ لِلَّهِ رِضًا أَوْ سَخَطٌ وَ رَجُلٌ لَمْ یَعِبْ أَخَاهُ بِعَیْبٍ حَتَّی یُصْلِحَ ذَلِكَ الْعَیْبَ عَنْ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ كُلَّمَا أَصْلَحَ مِنْ نَفْسِهِ عَیْباً بَدَا لَهُ مِنْهَا آخَرُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ فِی نَفْسِهِ شُغُلًا.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ سَخَاءُ النَّفْسِ وَ طِیبُ الْكَلَامِ وَ الصَّبْرُ عَلَی الْأَذَی.

یَا عَلِیُّ فِی التَّوْرَاةِ أَرْبَعٌ إِلَی جَنْبِهِنَّ أَرْبَعٌ مَنْ أَصْبَحَ عَلَی الدُّنْیَا حَرِیصاً

ص: 62


1- 1. أی زائره و قاصده.
2- 2. الوفد: الضیف الوارد.

أَصْبَحَ وَ هُوَ عَلَی اللَّهِ سَاخِطٌ وَ مَنْ أَصْبَحَ یَشْكُو مُصِیبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا یَشْكُو رَبَّهُ وَ مَنْ أَتَی غَنِیّاً فَتَضَعْضَعَ (1)

لَهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِینِهِ وَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَهُوَ مَنِ اتَّخَذَ آیَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ لَعِباً.

أَرْبَعٌ إِلَی جَنْبِهِنَّ أَرْبَعٌ مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ وَ مَنْ لَمْ یَسْتَشِرْ یَنْدَمْ كَمَا تَدِینُ تُدَانُ وَ الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ فَقِیلَ لَهُ الْفَقْرُ مِنَ الدِّینَارِ وَ الدِّرْهَمِ فَقَالَ الْفَقْرُ مِنَ الدِّینِ.

یَا عَلِیُّ كُلُّ عَیْنٍ بَاكِیَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَعْیُنٍ عَیْنٌ سَهِرَتْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (2)

وَ عَیْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ فَاضَتْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ (3)

یَا عَلِیُّ طُوبَی لِصُورَةٍ نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْهَا تَبْكِی عَلَی ذَنْبٍ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَی ذَلِكَ الذَّنْبِ أَحَدٌ غَیْرُ اللَّهِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُنْجِیَاتٌ فَأَمَّا الْمُوبِقَاتُ فَهَوًی مُتَّبَعٌ وَ شُحٌّ مُطَاعٌ وَ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ وَ أَمَّا الْمُنْجِیَاتُ فَالْعَدْلُ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ الْقَصْدُ فِی الْغِنَی وَ الْفَقْرِ وَ خَوْفُ اللَّهِ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ یَرَاكَ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ یَحْسُنُ فِیهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِیدَةُ فِی الْحَرْبِ وَ عِدَتُكَ زَوْجَتَكَ وَ الْإِصْلَاحُ بَیْنَ النَّاسِ.

یَا عَلِیُّ ثَلَاثٌ یَقْبُحُ فِیهِنَّ الصِّدْقُ النَّمِیمَةُ وَ إِخْبَارُ الرَّجُلِ عَنْ أَهْلِهِ بِمَا یَكْرَهُ وَ تَكْذِیبُكَ الرَّجُلَ عَنِ الْخَیْرِ(4)

یَا عَلِیُّ أَرْبَعٌ یَذْهَبْنَ ضَلَالًا الْأَكْلُ بَعْدَ الشِّبَعِ وَ السِّرَاجُ فِی الْقَمَرِ وَ الزَّرْعُ فِی الْأَرْضِ السَّبِخَةِ وَ الصَّنِیعَةُ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهَا.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعٌ أَسْرَعُ شَیْ ءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ فَكَافَأَكَ بِالْإِحْسَانِ إِسَاءَةً

ص: 63


1- 1. تضعضع له أی ذل و خضع، و انما ذلك إذا كان خضوعه له لغناه.
2- 2. سهر- كفرح- أی بات و لم ینم لیلا أی تركت النوم زائدا عن العادة.
3- 3. أی سال دمعها بكثرة.
4- 4. فی المصدر« و تكذیبك الرجل عن الخیر».

وَ رَجُلٌ لَا تَبْغِی عَلَیْهِ وَ هُوَ یَبْغِی عَلَیْكَ وَ رَجُلٌ عَاقَدْتَهُ عَلَی أَمْرٍ فَمِنْ أَمْرِكَ الْوَفَاءُ لَهُ وَ مِنْ أَمْرِهِ الْغَدْرُ بِكَ وَ رَجُلٌ تَصِلُ رَحِمَهُ وَ یَقْطَعُهَا.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعٌ مَنْ یَكُنْ فِیهِ كَمَلَ إِسْلَامُهُ الصِّدْقُ وَ الشُّكْرُ وَ الْحَیَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ

یَا عَلِیُّ قِلَّةُ طَلَبِ الْحَوَائِجِ مِنَ النَّاسِ هُوَ الْغِنَی الْحَاضِرُ وَ كَثْرَةُ الْحَوَائِجِ إِلَی النَّاسِ مَذَلَّةٌ وَ هُوَ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ.

«5»- ف (1)،[تحف العقول]: یَا عَلِیُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الصِّیَامُ وَ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ إِنَّ لِلْمُتَكَلِّفِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ یَتَمَلَّقُ إِذَا شَهِدَ وَ یَغْتَابُ إِذَا غَابَ وَ یَشْمَتُ بِالْمُصِیبَةِ وَ لِلظَّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِیَةِ وَ یُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ وَ لِلْمُرَائِی ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَنْشَطُ إِذَا كَانَ عِنْدَ النَّاسِ وَ یَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَ یُحِبُّ أَنْ یُحْمَدَ فِی جَمِیعِ الْأُمُورِ وَ لِلْمُنَافِقِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ وَ إِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ وَ إِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ وَ لِلْكَسْلَانِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَتَوَانَی حَتَّی یُفَرِّطَ وَ یُفَرِّطُ حَتَّی یُضَیِّعَ وَ یُضَیِّعُ حَتَّی یَأْثَمَ وَ لَیْسَ یَنْبَغِی لِلْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِی ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِی غَیْرِ مُحَرَّمٍ.

یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا عَمَلَ كَالتَّدْبِیرِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ إِنَّ الْكَذِبَ آفَةُ الْحَدِیثِ وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْیَانُ وَ آفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ.

یَا عَلِیُّ إِذَا رَأَیْتَ الْهِلَالَ (2)

فَكَبِّرْ ثَلَاثاً وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَنِی وَ خَلَقَكَ وَ قَدَّرَكَ مَنَازِلَ وَ جَعَلَكَ آیَةً لِلْعَالَمِینَ.

ص: 64


1- 1. التحف ص 10.
2- 2. الهلال: غرة القمر او للیلتین أو إلی ثلاث أو الی سبع. قال: شیخنا البهائی( قده): یمتد وقت قراءة الدعاء بامتداد وقت التسمیة هلالا، و الأولی عدم تأخیره عن اللیلة الأولی عملا بالمتیقن المتفق علیه لغة و عرفا، فان لم یتیسر فعن اللیلة الثانیة لقول أكثر أهل اللغة بالامتداد إلیها، فان فاتك فعن الثالثة لقول كثیر منهم بانها آخر لیاله.

یَا عَلِیُّ إِذَا نَظَرْتَ فِی مِرْآةٍ فَكَبِّرْ ثَلَاثاً وَ قُلِ اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِی فَحَسِّنْ خُلُقِی.

یَا عَلِیُّ إِذَا هَالَكَ أَمْرٌ فَقُلِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا فَرَّجْتَ عَنِّی قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ- فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ؟

قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَهْبَطَ آدَمَ بِالْهِنْدِ وَ أَهْبَطَ حَوَّاءَ بِجُدَّةَ وَ الْحَیَّةَ بِأَصْفَهَانَ وَ إِبْلِیسَ بِمِیسَانَ (1) وَ لَمْ یَكُنْ فِی الْجَنَّةِ شَیْ ءٌ أَحْسَنَ مِنَ الْحَیَّةِ وَ الطَّاوُسِ وَ كَانَ لِلْحَیَّةِ قَوَائِمُ كَقَوَائِمِ الْبَعِیرِ فَدَخَلَ إِبْلِیسُ جَوْفَهَا فَغَرَّ آدَمَ وَ خَدَعَهُ فَغَضِبَ اللَّهُ عَلَی الْحَیَّةِ وَ أَلْقَی عَنْهَا قَوَائِمَهُمَا وَ قَالَ جَعَلْتُ رِزْقَكِ التُّرَابَ وَ جَعَلْتُ تَمْشِینَ عَلَی بَطْنِكِ- لَا رَحِمَ اللَّهُ مَنْ رَحِمَكِ وَ غَضِبَ عَلَی الطَّاوُسِ لِأَنَّهُ كَانَ دَلَّ إِبْلِیسَ عَلَی الشَّجَرَةِ فَمَسَخَ مِنْهُ صَوْتَهُ وَ رِجْلَیْهِ.

فَمَكَثَ آدَمُ بِالْهِنْدِ مِائَةَ سَنَةٍ لَا یَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَاضِعاً یَدَهُ عَلَی رَأْسِهِ یَبْكِی عَلَی خَطِیئَتِهِ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ یَا آدَمُ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ یَا آدَمُ أَ لَمْ أَخْلُقْكَ بِیَدِی أَ لَمْ أَنْفُخْ فِیكَ مِنْ رُوحِی

أَ لَمْ أُسْجِدْ لَكَ مَلَائِكَتِی أَ لَمْ أُزَوِّجْكَ حَوَّاءَ أَمَتِی أَ لَمْ أُسْكِنْكَ جَنَّتِی فَمَا هَذَا الْبُكَاءُ یَا آدَمُ تَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ قَابِلٌ تَوْبَتَكَ قُلْ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَتُبْ عَلَیَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ.

یَا عَلِیُّ إِذَا رَأَیْتَ حَیَّةً فِی رَحْلِكَ فَلَا تَقْتُلْهَا حَتَّی تَخْرُجَ عَلَیْهَا ثَلَاثاً فَإِنْ رَأَیْتَهَا الرَّابِعَةَ فَاقْتُلْهَا فَإِنَّهَا كَافِرَةٌ.

یَا عَلِیُّ إِذَا رَأَیْتَ حَیَّةً فِی طَرِیقٍ فَاقْتُلْهَا فَإِنِّی قَدِ اشْتَرَطْتُ عَلَی الْجِنِّ أَلَّا یَظْهَرُوا فِی صُورَةِ الْحَیَّاتِ.

یَا عَلِیُّ أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَیْنِ وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَ بُعْدُ الْأَمَلِ وَ حُبُّ الدُّنْیَا مِنَ الشَّقَاءِ.

یَا عَلِیُّ إِذَا أُثْنِیَ عَلَیْكَ فِی وَجْهِكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی خَیْراً مِمَّا یَظُنُّونَ

ص: 65


1- 1. میسان كورة معروفة بین البصرة و واسط و النسبة میسانی- كما فی القاموس و لعلّ ذكر هذه المواضع كنایة عن بعد المسافة بینها.

وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ لَا تُؤَاخِذْنِی بِمَا یَقُولُونَ.

یَا عَلِیُّ إِذَا جَامَعْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّیْطَانَ وَ جَنِّبِ الشَّیْطَانَ مَا رَزَقْتَنِی فَإِنْ قَضَی أَنْ یَكُونَ بَیْنَكُمَا وَلَدٌ لَمْ یَضُرَّهُ الشَّیْطَانُ أَبَداً

یَا عَلِیُّ ابْدَأْ بِالْمِلْحِ وَ اخْتِمْ فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِینَ دَاءً أَوَّلُهَا الْجُنُونُ وَ الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ.

یَا عَلِیُّ ادَّهِنْ بِالزَّیْتِ فَإِنَّ مَنِ ادَّهَنَ بِالزَّیْتِ لَمْ یَقْرَبْهُ الشَّیْطَانُ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً.

یَا عَلِیُّ لَا تُجَامِعْ أَهْلَكَ لَیْلَةَ النِّصْفِ وَ لَا لَیْلَةَ الْهِلَالِ أَ مَا رَأَیْتَ الْمَجْنُونَ یُصْرَعُ فِی لَیْلَةِ الْهِلَالِ وَ لَیْلَةِ النِّصْفِ كَثِیراً(1)

یَا عَلِیُّ إِذَا وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ أَوْ جَارِیَةٌ فَأَذِّنْ فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی وَ أَقِمْ فِی الْیُسْرَی فَإِنَّهُ لَا یَضُرُّهُ الشَّیْطَانُ أَبَداً.

یَا عَلِیُّ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِشَرِّ النَّاسِ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ لَا یَغْفِرُ الذَّنْبَ وَ لَا یُقِیلُ الْعَثْرَةَ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ لَا یُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ لَا یُرْجَی خَیْرُهُ.

«6»- ف (2)،[تحف العقول]: یَا عَلِیُّ إِیَّاكَ وَ دُخُولَ الْحَمَّامِ بِغَیْرِ مِئْزَرٍ فَإِنَّ مَنْ دَخَلَ الْحَمَّامَ بِغَیْرِ مِئْزَرٍ مَلْعُونٌ النَّاظِرُ وَ الْمَنْظُورُ إِلَیْهِ.

یَا عَلِیُّ لَا تَتَخَتَّمْ فِی السَّبَّابَةِ وَ الْوُسْطَی فَإِنَّهُ كَانَ یَتَخَتَّمُ قَوْمُ لُوطٍ فِیهِمَا وَ لَا تُعَرِّ الْخِنْصِرَ-(3)

ص: 66


1- 1. لما كان القمر یؤثر فی الكرة الارضیة تأثیرا طبیعیا موجبا لبروز آثار فی المواد الارضیة فیمكن أن یؤثر فی المزاج أیضا علی نحو یظهر آثاره فی الاولاد و الاعقاب.
2- 2. التحف ص 13.
3- 3. نهیه صلّی اللّٰه علیه و آله لاجل التشبه و هذا العنوان أحد موجبات الحرمة فی الإسلام، فكل عمل كان مثل ذلك فهو حرام ما دام هذا العنوان صادقا علیه و إذا لم یصدق علیه لم یكن من هذه الجهة حرام كما سئل عن علیّ علیه السلام عن قول رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله:« غیروا الشیب و لا تشبهوا بالیهود» فقال علیه السلام:« انما قال صلّی اللّٰه علیه و آله ذلك و الدین قل فالآن قد اتسع نطاقه و ضرب بجرانه فامرؤ و ما اختار». و الحاصل التشبه فی المختصات المذهبیة متعمدا حرام.

یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ یُعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی فَإِنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ یَقُولُ یَا مَلَائِكَتِی عَبْدِی هَذَا قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَیْرِی اشْهَدُوا أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ.

یَا عَلِیُّ إِیَّاكَ وَ الْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ یُسَوِّدُ الْوَجْهَ ثُمَّ یُكْتَبُ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً وَ إِنَّ الصِّدْقَ یُبَیِّضُ الْوَجْهَ وَ یُكْتَبُ عِنْدَ اللَّهِ صَادِقاً وَ اعْلَمْ أَنَّ الصِّدْقَ مُبَارَكٌ وَ الْكَذِبَ مَشْئُومٌ.

یَا عَلِیُّ احْذَرِ الْغِیبَةَ وَ النَّمِیمَةَ فَإِنَّ الْغِیبَةَ تُفَطِّرُ وَ النَّمِیمَةَ تُوجِبُ عَذَابَ الْقَبْرِ.

یَا عَلِیُّ لَا تَحْلِفْ بِاللَّهِ كَاذِباً وَ لَا صَادِقاً مِنْ غَیْرِ ضَرُورَةٍ وَ لَا تَجْعَلِ اللَّهَ عُرْضَةً لِیَمِینِكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یَرْحَمُ وَ لَا یَرْعَی مَنْ حَلَفَ بِاسْمِهِ كَاذِباً.

یَا عَلِیُّ لَا تَهْتَمَّ لِرِزْقِ غَدٍ فَإِنَّ كُلَّ غَدٍ یَأْتِی بِرِزْقِهِ.

یَا عَلِیُّ إِیَّاكَ وَ اللَّجَاجَةَ فَإِنَّ أَوَّلَهَا جَهْلٌ وَ آخِرَهَا نَدَامَةٌ.

یَا عَلِیُّ عَلَیْكَ بِالسِّوَاكِ فَإِنَّ السِّوَاكَ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ وَ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ وَ مَجْلَاةٌ لِلْعَیْنِ وَ الْخِلَالُ یُحَبِّبُكَ إِلَی الْمَلَائِكَةِ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّی بِرِیحِ فَمِ مَنْ لَا یَتَخَلَّلُ بَعْدَ الطَّعَامِ.

یَا عَلِیُّ لَا تَغْضَبْ فَإِذَا غَضِبْتَ فَاقْعُدْ وَ تَفَكَّرْ فِی قُدْرَةِ الرَّبِّ عَلَی الْعِبَادِ وَ حِلْمِهِ عَنْهُمْ وَ إِذَا قِیلَ لَكَ اتَّقِ اللَّهَ فَانْبِذْ غَضَبَكَ وَ رَاجِعْ حِلْمَكَ

یَا عَلِیُّ احْتَسِبْ بِمَا تُنْفِقُ عَلَی نَفْسِكَ تَجِدْهُ عِنْدَ اللَّهِ مَذْخُوراً.

یَا عَلِیُّ أَحْسِنْ خُلُقَكَ مَعَ أَهْلِكَ وَ جِیرَانِكَ وَ مَنْ تُعَاشِرُ وَ تُصَاحِبُ مِنَ النَّاسِ تُكْتَبْ عِنْدَ اللَّهِ فِی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی

یَا عَلِیُّ مَا كَرِهْتَهُ لِنَفْسِكَ فَاكْرَهْ لِغَیْرِكَ وَ مَا أَحْبَبْتَهُ لِنَفْسِكَ فَأَحِبَّهُ لِأَخِیكَ تَكُنْ عَادِلًا فِی حُكْمِكَ مُقْسِطاً فِی عَدْلِكَ مُحَبّاً(1)

فِی أَهْلِ السَّمَاءِ مَوْدُوداً(2) فِی صُدُورِ أَهْلِ الْأَرْضِ احْفَظْ وَصِیَّتِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

ص: 67


1- 1. فی بعض النسخ« محببا».
2- 2. مودودا من الود أی محبوبا.

«7»- سن (1)،[المحاسن] أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ السَّرِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام: یَا عَلِیُّ أُوصِیكَ بِوَصِیَّةٍ فَاحْفَظْهَا عَنِّی فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِ فَكَانَ فِی وَصِیَّتِهِ أَنْ قَالَ إِنَّ الْیَقِینَ أَنْ لَا تُرْضِیَ أَحَداً بِسَخَطِ اللَّهِ وَ لَا تَحْمَدَ أَحَداً عَلَی مَا آتَاكَ اللَّهُ وَ لَا تَذُمَّ أَحَداً عَلَی مَا لَمْ یُؤْتِكَ اللَّهُ فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا یَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِیصٍ وَ لَا یَصْرِفُهُ كَرَاهِیَةُ كَارِهٍ إِنَّ اللَّهَ بِحُكْمِهِ وَ فَضْلِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الْفَرَحَ فِی الْیَقِینِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِی الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.

یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِیرِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ.

یَا عَلِیُّ آفَةُ الْحَدِیثِ الْكَذِبُ وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْیَانُ وَ آفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ وَ آفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ (2) وَ آفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ وَ آفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْیُ وَ آفَةُ الْجَمَالِ الْخُیَلَاءُ وَ آفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ.

یَا عَلِیُّ إِنَّكَ لَا تَزَالُ بِخَیْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِیَّتِی أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ.

«8»- كا(3)،[الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْ قَالَ: یَا عَلِیُّ أُوصِیكَ فِی نَفْسِكَ بِخِصَالٍ فَاحْفَظْهَا عَنِّی ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنْهُ

ص: 68


1- 1. المحاسن ص 16 و 17.
2- 2. الظرف- بفتح الظاء المعجمة و كسر الراء ككتف- أی البلیغ و الصلف- بفتح الصاد و اللام- هو الغلوّ فی الظرف و الزیادة علی المقدار مع تكبر. قال المناوی: الصلف- بالتحریك- مجاوزة القدر، یعنی عاهة براعة اللسان و ذكاء الجنان التطاول علی الاقران و التمدح بما لیس فی الإنسان، و المراد ان الظرف من الصفات الحسنة لكن له آفة ردیئة كثیرا ما تعرض له فإذا عرضت له أفسدته فلیحذر ذو الظرافة تلك الآفة.
3- 3. روضة الكافی ص 79.

أَمَّا الْأُولَی فَالصِّدْقُ وَ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ فِیكَ كَذِبَةٌ أَبَداً وَ الثَّانِیَةُ الْوَرَعُ وَ لَا تَجْتَرِی عَلَی خِیَانَةٍ أَبَداً وَ الثَّالِثَةُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ وَ الرَّابِعَةُ كَثْرَةُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ یُبْنَی لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ أَلْفُ بَیْتٍ فِی الْجَنَّةِ وَ الْخَامِسَةُ بَذْلُكَ مَالَكَ وَ دَمَكَ دُونَ دِینِكَ وَ السَّادِسَةُ الْأَخْذُ بِسُنَّتِی فِی صَلَاتِی وَ صَوْمِی وَ صَدَقَتِی أَمَّا الصَّلَاةُ فَالْخَمْسُونَ رَكْعَةً وَ أَمَّا الصِّیَامُ فَثَلَاثَةُ أَیَّامٍ فِی الشَّهْرِ- الْخَمِیسُ فِی أَوَّلِهِ وَ الْأَرْبِعَاءُ فِی وَسَطِهِ وَ الْخَمِیسُ فِی آخِرِهِ وَ أَمَّا الصَّدَقَةُ فَجُهْدَكَ حَتَّی تَقُولَ قَدْ أَسْرَفْتُ وَ لَمْ تُسْرِفْ وَ عَلَیْكَ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ وَ عَلَیْكَ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ وَ عَلَیْكَ بِصَلَاةِ اللَّیْلِ (1)

وَ عَلَیْكَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ وَ عَلَیْكَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ وَ عَلَیْكَ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ وَ عَلَیْكَ بِتِلَاوَةِ

الْقُرْآنِ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ عَلَیْكَ بِرَفْعِ یَدَیْكَ فِی صَلَاتِكَ وَ تَقْلِیبِهِمَا وَ عَلَیْكَ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ وَ عَلَیْكَ بِمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ فَارْكَبْهَا وَ مَسَاوِی الْأَخْلَاقِ فَاجْتَنِبْهَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَا تَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَكَ.

ین (2)، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابن علوان عن عمرو بن ثابت عن جعفر عن أبی جعفر علیه السلام قال: قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لعلی و ذكر نحوه- و وجدته منقولا من خط الشهید ره نقلا من كتاب الحسین بن سعید عن ابن أبی عمیر عن معاویة بن عمار: مثله.

«9»- ما(3)،[الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْفَضْلِ الْأَشْعَرِیِ

عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام إِلَی الْیَمَنِ فَقَالَ لَهُ وَ هُوَ یُوصِیهِ.

یَا عَلِیُّ أُوصِیكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مَعَ الْإِجَابَةِ وَ بِالشُّكْرِ فَإِنَّ مَعَهُ الْمَزِیدَ وَ أَنْهَاكَ مِنْ أَنْ تَخْفِرَ عَهْداً(4) وَ تُعِینَ عَلَیْهِ وَ أَنْهَاكَ عَنِ الْمَكْرِ فَإِنَّهُ لا یَحِیقُ الْمَكْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ وَ أَنْهَاكَ عَنِ الْبَغْیِ فَإِنَّهُ مَنْ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ.

ص: 69


1- 1. بین القوسین لیس فی المصدر.
2- 2. مخطوط.
3- 3. الأمالی ج 2 ص 210.
4- 4. أخفره نقض عهده.

باب 4 ما أوصی به رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلی أبی ذر رحمه اللّٰه

«1»- مع (1)،[معانی الأخبار] ل، [الخصال] عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْوَارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ السِّجْزِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَعِیدٍ الْبَصْرِیِّ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ عُمَیْرٍ اللَّیْثِیِ (2)

عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ یَوْماً عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی الْمَسْجِدِ جَالِسٌ وَحْدَهُ فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَقَالَ لِی یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِیَّةً قُلْتُ وَ مَا تَحِیَّتُهُ قَالَ رَكْعَتَانِ تَرْكَعُهُمَا فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِی بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاةُ قَالَ خَیْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ وَ مَنْ شَاءَ أَكْثَرَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ إِیمَانٌ بِاللَّهِ وَ جِهَادٌ فِی سَبِیلِهِ قُلْتُ أَیُّ الْمُؤْمِنِینَ أَكْمَلُ إِیمَاناً قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً قُلْتُ وَ أَیُّ الْمُؤْمِنِینَ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ قُلْتُ وَ أَیُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ قُلْتُ فَأَیُّ اللَّیْلِ أَفْضَلُ قَالَ جَوْفُ اللَّیْلِ الْغَابِرِ قُلْتُ فَأَیُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ قَالَ طُولُ الْقُنُوتِ قُلْتُ فَأَیُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ إِلَی فَقِیرٍ فِی سِرٍّ(3) قُلْتُ مَا الصَّوْمُ قَالَ فَرْضٌ

ص: 70


1- 1. معانی الأخبار ص 332، الخصال ج 2 ص 103 و 104.
2- 2. فی الخصال عتبة بن عمید اللیثی و هو تصحیف.
3- 3. فی الخصال« الی فقیر ذی سن». و الجهد: الطاقة، و أقل الرجل صار الی القلة و هی الفقر و الهمزة للصیرورة و ربما یعبر بالقلة عن العدم فیقال قلیل الخیر أی لا یكاد یفعله.

مَجْزِیٌّ وَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافٌ كَثِیرَةٌ قُلْتُ فَأَیُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ قَالَ أَغْلَاهَا ثَمَناً وَ أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا قُلْتُ فَأَیُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَ أُهَرِیقَ دَمُهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ قُلْتُ فَأَیُّ آیَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَیْكَ أَعْظَمُ قَالَ آیَةُ الْكُرْسِیِّ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ فِی الْكُرْسِیِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِی أَرْضِ فَلَاةٍ وَ فَضْلُ الْعَرْشِ عَلَی الْكُرْسِیِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَی تِلْكَ الْحَلْقَةِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ النَّبِیُّونَ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ نَبِیٍّ قُلْتُ كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ قَالَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمَّاءَ غَفِیرَاءَ(1)

قُلْتُ مَنْ كَانَ أَوَّلُ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ آدَمُ قُلْتُ وَ كَانَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مُرْسَلًا قَالَ نَعَمْ خَلَقَهُ اللَّهُ بِیَدِهِ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ.

ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ سُرْیَانِیُّونَ: آدَمُ وَ شِیثٌ وَ أَخْنُوخُ وَ هُوَ إِدْرِیسُ علیه السلام وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ وَ نُوحٌ علیه السلام وَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مِنَ الْعَرَبِ هُودٌ وَ صَالِحٌ وَ شُعَیْبٌ وَ نَبِیُّكَ مُحَمَّدٌ وَ أَوَّلُ نَبِیٍّ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ مُوسَی وَ آخِرُهُمْ عِیسَی بَیْنَهُمَا سِتُّمِائَةِ نَبِیٍّ.

قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ قَالَ مِائَةَ كِتَابٍ وَ أَرْبَعَةَ كُتُبٍ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی شِیثٍ خَمْسِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِدْرِیسَ ثَلَاثِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ عِشْرِینَ صَحِیفَةً وَ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا كَانَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ قَالَ كَانَتْ أَمْثَالًا كُلُّهَا وَ كَانَ فِیهَا أَیُّهَا الْمَلِكُ الْمُبْتَلَی الْمَغْرُورُ إِنِّی لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْیَا بَعْضَهَا إِلَی بَعْضٍ وَ لَكِنْ بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّی دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنِّی لَا أَرُدُّهَا وَ إِنْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ وَ عَلَی الْعَاقِلِ مَا لَمْ یَكُنْ مَغْلُوباً عَلَی عَقْلِهِ أَنْ یَكُونَ لَهُ أَرْبَعُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ یُنَاجِی فِیهَا رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَاعَةٌ یُحَاسِبُ فِیهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ

ص: 71


1- 1. قال الجوهریّ: جاءوا جماء غفیراء- ممدودا- و الجماء الغفیر، و جم الغفیر و جماء الغفیر أی جاءوا بجماعتهم و لم یتخلف منهم أحد و كانت فیهم كثرة، و قال: الجماء الغفیر اسم و لیس بفعل الا أنّه تنصب المصادر التی هی فی معناه كقولك جاءونی جمیعا و قاطبة وطرا و كافة، و ادخلوا فیه الالف و اللام كما ادخلوا فی قولهم أوردها العراك أی أوردها عراكا.

یَتَفَكَّرُ فِیمَا صَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ وَ سَاعَةٌ یَخْلُو فِیهَا بِحَظِّ نَفْسِهِ مِنَ الْحَلَالِ فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ عَوْنٌ لِتِلْكَ السَّاعَاتِ وَ اسْتِجْمَامٌ لِلْقُلُوبِ وَ تَوْزِیعٌ لَهَا(1)

وَ عَلَی الْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ بَصِیراً بِزَمَانِهِ مُقْبِلًا عَلَی شَأْنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ فَإِنَّ مَنْ حَسَبَ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِیمَا یَعْنِیهِ وَ عَلَی الْعَاقِلِ أَنْ یَكُونَ طَالِباً(2)

لِثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ تَلَذُّذٍ فِی غَیْرِ مُحَرَّمٍ.

قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَی قَالَ كَانَتْ عِبَراً كُلُّهَا وَ فِیهَا عَجَبٌ لِمَنْ أَیْقَنَ بِالْمَوْتِ كَیْفَ یَفْرَحُ وَ لِمَنْ أَیْقَنَ بِالنَّارِ لِمَ یَضْحَكُ وَ لِمَنْ یَرَی الدُّنْیَا وَ تَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا لِمَ یَطْمَئِنُّ إِلَیْهَا وَ لِمَنْ یُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كَیْفَ یَنْصَبُ (3)

وَ لِمَنْ أَیْقَنَ بِالْحِسَابِ لِمَ لَا یَعْمَلُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ فِی أَیْدِینَا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِمَّا كَانَ فِی صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی قَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ اقْرَأْ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّی- وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّی بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا- وَ الْآخِرَةُ خَیْرٌ وَ أَبْقی- إِنَّ هذا(4) لَفِی الصُّحُفِ الْأُولی صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی (5)

قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی قَالَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّهُ رَأْسُ الْأَمْرِ كُلِّهِ قُلْتُ زِدْنِی قَالَ عَلَیْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ ذِكْرِ اللَّهِ كَثِیراً فَإِنَّهُ ذِكْرٌ لَكَ فِی السَّمَاءِ وَ نُورٌ لَكَ فِی الْأَرْضِ قُلْتُ زِدْنِی قَالَ الصَّمْتُ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّیَاطِینِ وَ عَوْنٌ لَكَ عَلَی أَمْرِ دِینِكَ.

قُلْتُ زِدْنِی قَالَ إِیَّاكَ وَ كَثْرَةَ الضَّحِكِ فَإِنَّهُ یُمِیتُ الْقَلْبَ وَ یَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ قُلْتُ زِدْنِی قَالَ انْظُرْ إِلَی مَنْ هُوَ تَحْتَكَ وَ لَا تَنْظُرْ إِلَی مَنْ هُوَ فَوْقَكَ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرِی نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْكَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِی قَالَ :

ص: 72


1- 1. الاستجمام التفریح، یقال: لاستجم قلبی بشی ء من اللّٰهو أی أنی لاجعل قلبی یتفكه بشی ء من اللّٰهو. و قوله« و توزیع لها» كذا فی الخصال و فی المعانی« و تفریغ لها».
2- 2. كذا.
3- 3. أی یتعب نفسه بالجد و الجهد و فی بعض نسخ المعانی« لم یغضب» و لعله الأصحّ.
4- 4. یعنی ذكر هذه الاربع آیات.
5- 5. الأعلی: 14- 19.

صِلْ قَرَابَتَكَ وَ إِنْ قَطَعُوكَ قُلْتُ زِدْنِی قَالَ أَجِبِ الْمَسَاكِینَ وَ مُجَالَسَتَهُمْ قُلْتُ زِدْنِی قَالَ قُلِ الْحَقَّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً قُلْتُ زِدْنِی قَالَ لَا تَخَفْ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ قُلْتُ زِدْنِی قَالَ لِیَحْجُزْكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ وَ لَا تَجِدُ عَلَیْهِمْ (1)

فِیمَا تَأْتِی ثُمَّ قَالَ كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یَكُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ یَعْرِفُ مِنَ النَّاسِ مَا یَجْهَلُ مِنْ نَفْسِهِ وَ یَسْتَحْیِی لَهُمْ مِمَّا هُوَ فِیهِ وَ یُؤْذِی جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا ذَرٍّ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِیرِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ.

ما(2)، [الأمالی] للشیخ الطوسی مرسلا: مثله.

أقول: و رواه الشیخ جعفر بن أحمد القمی فی كتاب الغایات مرسلا: مثلهما أیضا و لكن إلی قوله صلی اللّٰه علیه و آله و فضل العرش علی الكرسی كفضل الفلاة علی تلك الحلقة و قال اختصرناه و أخذنا منه موضع الحاجة.

«2»- ل (3)،[الخصال] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْفَقِیهِ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ الْمَكِّیِّ وَ حَمْدَانَ جَمِیعاً عَنِ الْمَكِّیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِیُّ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَلْخِیِّ عَنْ مَكِّیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ وَ الْحَسَنِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَبْعٍ أَوْصَانِی أَنْ أَنْظُرَ إِلَی مَنْ هُوَ دُونِی وَ لَا أَنْظُرَ إِلَی مَنْ هُوَ فَوْقِی وَ أَوْصَانِی بِحُبِّ الْمَسَاكِینِ وَ الدُّنُوِّ مِنْهُمْ وَ أَوْصَانِی أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً وَ أَوْصَانِی أَنْ أَصِلَ رَحِمِی وَ إِنْ أَدْبَرَتْ وَ أَوْصَانِی أَنْ لَا أَخَافَ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَ أَوْصَانِی أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ قَوْلِ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.

«3»- مِنْ كِتَابِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ (4)، یَقُولُ مَوْلَایَ أَبِی طَوَّلَ اللَّهُ عُمُرَهُ الْفَضْلُ

ص: 73


1- 1. أی لا تغضب.
2- 2. الأمالی ج 2 ص 138.
3- 3. الخصال ج 2 ص 3.
4- 4. المصدر ص 537.

بْنُ الْحَسَنِ هَذِهِ الْأَوْرَاقُ مِنْ وَصِیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ الَّتِی أَخْبَرَنِی بِهَا الشَّیْخُ الْمُفِیدُ أَبُو الْوَفَاءُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِی الرَّازِیُّ وَ الشَّیْخُ الْأَجَلُّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بَابَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ إِجَازَةً قَالا أَمْلَی عَلَیْنَا الشَّیْخُ الْأَجَلُّ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ وَ أَخْبَرَنِی بِذَلِكَ الشَّیْخُ الْعَالِمُ الْحُسَیْنُ بْنُ الْفَتْحِ الْوَاعِظُ الْجُرْجَانِیُّ فِی مَشْهَدِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ الْإِمَامُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّیْبَانِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ رَجَاءُ بْنُ یَحْیَی الْعَبَرْتَائِیُّ الْكَاتِبُ (1)

سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ فِیهَا مَاتَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمُّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهُنَائِیِ (2) قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ عَنْ أَبِی الْأَسْوَدِ قَالَ: قَدِمْتُ الرَّبَذَةَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی ذَرٍّ جُنْدَبِ بْنِ جُنَادَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ.

فَحَدَّثَنِی أَبُو ذَرٍّ قَالَ دَخَلْتُ ذَاتَ یَوْمٍ فِی صَدْرِ نَهَارِهِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِهِ فَلَمْ أَرَ فِی الْمَسْجِدِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ إِلَی جَانِبِهِ جَالِسٌ فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَةَ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَوْصِنِی بِوَصِیَّةٍ یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهَا فَقَالَ نَعَمْ وَ أَكْرِمْ بِكَ. یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ إِنِّی مُوصِیكَ بِوَصِیَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِنَّهَا جَامِعَةٌ لِطُرُقِ الْخَیْرِ وَ سُبُلِهِ فَإِنَّكَ إِنْ حَفِظْتَهَا كَانَ لَكَ بِهَا كِفْلَانِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ یَرَاكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ عِبَادَةِ اللَّهِ الْمَعْرِفَةُ بِهِ فَهُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ فَلَا شَیْ ءَ قَبْلَهُ وَ الْفَرْدُ فَلَا ثَانِیَ لَهُ وَ الْبَاقِی لَا إِلَی غَایَةٍ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا مِنْ شَیْ ءٍ وَ هُوَ اللَّهُ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ثُمَّ الْإِیمَانُ بِی وَ الْإِقْرَارُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَرْسَلَنِی إِلَی كَافَّةِ النَّاسِ- بَشِیراً وَ نَذِیراً وَ داعِیاً إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً ثُمَّ حُبُّ أَهْلِ بَیْتِیَ

ص: 74


1- 1. سیأتی ضبط العبرتائی بعد تمام الحدیث.
2- 2. الهنائی- بضم الهاء و نون و مد- كما فی التقریب.

الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً.

وَ اعْلَمْ یَا أَبَا ذَرٍّ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَهْلَ بَیْتِی فِی أُمَّتِی كَسَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا غَرِقَ وَ مِثْلِ بَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً.

یَا أَبَا ذَرٍّ احْفَظْ مَا أُوصِیكَ بِهِ تَكُنْ سَعِیداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ

یَا أَبَا ذَرٍّ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِیهِمَا كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَ صِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَ فَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ وَ حَیَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِیَّاكَ وَ التَّسْوِیفَ بِأَمَلِكَ فَإِنَّكَ بِیَوْمِكَ وَ لَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ فَإِنْ یَكُنْ غَدٌ لَكَ فَكُنْ فِی الْغَدِ كَمَا كُنْتَ فِی الْیَوْمِ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ غَدٌ لَكَ لَمْ تَنْدَمْ عَلَی مَا فَرَّطْتَ فِی الْیَوْمِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ یَوْماً لَا یَسْتَكْمِلُهُ وَ مُنْتَظِرٍ غَداً لَا یَبْلُغُهُ

یَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ نَظَرْتَ إِلَی الْأَجَلِ وَ مَصِیرِهِ لَأَبْغَضْتَ (1) الْأَمَلَ وَ غُرُورَهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ كَأَنَّكَ فِی الدُّنْیَا غَرِیبٌ أَوْ كَعَابِرِ سَبِیلٍ وَ عُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ وَ إِذَا أَمْسَیْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ وَ خُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَ حَیَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا اسْمُكَ غَداً.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِیَّاكَ أَنْ تُدْرِكَكَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الْعَثْرَةِ فَلَا تُقَالَ الْعَثْرَةُ(2)

وَ لَا تُمَكَّنَ مِنَ الرَّجْعَةِ وَ لَا یَحْمَدَكَ مَنْ خَلَّفْتَ بِمَا تَرَكْتَ وَ لَا یَعْذِرَكَ مَنْ تَقْدَمُ عَلَیْهِ

ص: 75


1- 1. فی بعض نسخ المصدر« لانقصت الامل».
2- 2. العثرة الزلة و الخطیئة. و الاقالة: فسخ البیع، و تقایلا إذا فسخا. و الصرعة- بكسر الصاد- المرة من الصرع.

بِمَا اشْتَغَلْتَ بِهِ (1)

یَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ عَلَی عُمُرِكَ أَشَحَّ مِنْكَ عَلَی دِرْهَمِكَ وَ دِینَارِكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ یَنْتَظِرُ أَحَدٌ إِلَّا غِنًی مُطْغِیاً أَوْ فَقْراً مُنْسِیاً أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً أَوْ هَرَماً مُفْنِداً(2) أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً أَوِ الدَّجَّالَ فَإِنَّهُ شَرُّ غَائِبٍ یُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَ السَّاعَةُ أَدْهی وَ أَمَرُّ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَالِمٌ لَا یُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ وَ مَنْ طَلَبَ عِلْماً لِیَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنِ ابْتَغَی الْعِلْمَ لِیَخْدَعَ بِهِ النَّاسَ لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ

یَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا سُئِلْتَ عَنْ عِلْمٍ لَا تَعْلَمُهُ فَقُلْ لَا أَعْلَمُهُ تَنْجُ مِنْ تَبِعَتِهِ وَ لَا تُفْتِ بِمَا لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ تَنْجُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ

یَا أَبَا ذَرٍّ یَطَّلِعُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَی قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَیَقُولُونَ مَا أَدْخَلَكُمُ النَّارَ وَ قَدْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ لِفَضْلِ تَأْدِیبِكُمْ وَ تَعْلِیمِكُمْ فَیَقُولُونَ إِنَّا كُنَّا نَأْمُرُ بِالْخَیْرِ وَ لَا نَفْعَلُهُ

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ حُقُوقَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ وَ إِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصِیَهَا الْعِبَادُ وَ لَكِنْ أَمْسُوا وَ أَصْبِحُوا تَائِبِینَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكُمْ فِی مَمَرِّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فِی آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ یَأْتِی بَغْتَةً وَ مَنْ یَزْرَعْ خَیْراً یُوشِكْ أَنْ یَحْصُدَ خَیْراً وَ مَنْ یَزْرَعْ شَرّاً یُوشِكْ أَنْ یَحْصُدَ نَدَامَةً وَ لِكُلِّ زَارِعٍ مِثْلُ مَا زَرَعَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا یُسْبَقُ بَطِی ءٌ بِحَظِّهِ وَ لَا یُدْرِكُ حَرِیصٌ مَا لَمْ یُقَدَّرْ لَهُ وَ مَنْ أُعْطِیَ خَیْراً

ص: 76


1- 1. یعنی واظب نفسك أن لا یدركك الموت حین غفلتك و اشتغالك بالدنیا فلا تتمكن من الاقالة و الرجعة و وارثك لا یحمدك بما تركت له. و لا یقبل اللّٰه العذر منك باشتغالك بأمور الدنیا.
2- 2. یقال: فند من باب- علم- خرف و ضعف عقله، و فی المصدر« مقعدا»، و قوله« مجهزا» أجهز علی الجریح شد علیه و اتم قتله، و جهز المیت اعد ما یلزمه.

فَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَاهُ وَ مَنْ وُقِیَ شَرّاً فَإِنَّ اللَّهَ وَقَاهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِیَادَةٌ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَرَی ذَنْبَهُ كَأَنَّهُ تَحْتَ صَخْرَةٍ یَخَافُ أَنْ تَقَعَ عَلَیْهِ وَ إِنَّ الْكَافِرَ لَیَرَی ذَنْبَهُ كَأَنَّهُ ذُبَابٌ مَرَّ عَلَی أَنْفِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً جَعَلَ ذُنُوبَهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُمَثَّلَةً وَ الْإِثْمَ عَلَیْهِ ثَقِیلًا وَبِیلًا-(1)

وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً أَنْسَاهُ ذُنُوبَهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَنْظُرْ إِلَی صِغَرِ الْخَطِیئَةِ وَ لَكِنِ انْظُرْ إِلَی مَنْ عَصَیْتَ

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ ارْتِكَاضاً مِنَ الْخَطِیئَةِ مِنَ الْعُصْفُورِ حِینَ یُقْذَفُ بِهِ فِی شَرِكِهِ (2)

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَذَاكَ الَّذِی أَصَابَ حَظَّهُ وَ مَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَإِنَّمَا یُوَبِّخُ نَفْسَهُ (3)

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحْرَمُ رِزْقَهُ بِالذَّنْبِ یُصِیبُهُ

یَا أَبَا ذَرٍّ دَعْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِی شَیْ ءٍ وَ لَا تَنْطِقْ فِیمَا لَا یَعْنِیكَ وَ اخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ وَرِقَكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَیُدْخِلُ قَوْماً الْجَنَّةَ فَیُعْطِیهِمْ حَتَّی یَمَلُّوا وَ فَوْقَهُمْ قَوْمٌ فِی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی فَإِذَا نَظَرُوا إِلَیْهِمْ عَرَفُوهُمْ فَیَقُولُونَ رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كُنَّا مَعَهُمْ فِی الدُّنْیَا فَبِمَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَیْنَا فَیُقَالُ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ إِنَّهُمْ كَانُوا یَجُوعُونَ حِینَ تَشْبَعُونَ وَ یَظْمَئُونَ حِینَ تَرْوَوْنَ وَ یَقُومُونَ حِینَ تَنَامُونَ وَ یَشْخَصُونَ حِینَ تَحْفَظُونَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُرَّةَ عَیْنِی فِی الصَّلَاةِ وَ حَبَّبَ إِلَیَّ الصَّلَاةَ كَمَا حَبَّبَ إِلَی الْجَائِعِ الطَّعَامَ وَ إِلَی الظَّمْآنِ الْمَاءَ وَ إِنَّ الْجَائِعَ إِذَا أَكَلَ شَبِعَ وَ إِنَ

ص: 77


1- 1. الوبیل الوخیم وزنا و معنی.
2- 2. الارتكاض: الاضطراب، و ارتكض الرجل فی أمره تقلب فیه و حاوله. و الشرك- محركة- حبالة الصید.
3- 3. أی عابها و لامها.

الظَّمْآنَ إِذَا شَرِبَ رَوِیَ وَ أَنَا لَا أَشْبَعُ مِنَ الصَّلَاةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَیُّمَا رَجُلٍ تَطَوَّعَ فِی یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَی الْمَكْتُوبَةِ كَانَ لَهُ حَقّاً وَاجِباً بَیْتٌ فِی الْجَنَّةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا دُمْتَ فِی الصَّلَاةِ فَإِنَّكَ تَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ وَ مَنْ یُكْثِرْ قَرْعَ بَابِ الْمَلِكِ یُفْتَحْ لَهُ:

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقُومُ مُصَلِّیاً إِلَّا تَنَاثَرَ عَلَیْهِ الْبِرُّ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَرْشِ وَ وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ یُنَادِی یَا ابْنَ آدَمَ لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ فِی الصَّلَاةِ وَ مَنْ تُنَاجِی مَا انْفَتَلْتَ (1)

یَا أَبَا ذَرٍّ طُوبَی لِأَصْحَابِ الْأَلْوِیَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَحْمِلُونَهَا فَیَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَی الْجَنَّةِ أَلَا وَ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَی الْمَسَاجِدِ بِالْأَسْحَارِ وَ غَیْرِ الْأَسْحَارِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الصَّلَاةُ عِمَادُ الدِّینِ وَ اللِّسَانُ أَكْبَرُ وَ الصَّدَقَةُ تَمْحُو الْخَطِیئَةَ وَ اللِّسَانُ أَكْبَرُ وَ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ وَ اللِّسَانُ أَكْبَرُ وَ الْجِهَادُ نَبَاهَةٌ وَ اللِّسَانُ (2) أَكْبَرُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الدَّرَجَةُ فِی الْجَنَّةِ كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیَرْفَعُ بَصَرَهُ فَیَلْمَعُ لَهُ نُورٌ یَكَادُ یَخْطَفُ بَصَرَهُ فَیَفْزَعُ لِذَلِكَ فَیَقُولُ مَا هَذَا فَیُقَالُ هَذَا نُورُ أَخِیكَ فَیَقُولُ أَخِی فُلَانٌ كُنَّا نَعْمَلُ جَمِیعاً فِی الدُّنْیَا وَ قَدْ فُضِّلَ عَلَیَّ هَكَذَا فَیُقَالُ لَهُ إِنَّهُ كَانَ أَفْضَلَ مِنْكَ عَمَلًا ثُمَّ یُجْعَلُ فِی قَلْبِهِ الرِّضَا حَتَّی یَرْضَی.

یَا أَبَا ذَرٍّ الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ وَ مَا أَصْبَحَ فِیهَا مُؤْمِنٌ إِلَّا حَزِیناً فَكَیْفَ لَا یَحْزَنُ الْمُؤْمِنُ وَ قَدْ أَوْعَدَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ وَارِدُ جَهَنَّمَ وَ لَمْ یُعِدْهُ أَنَّهُ صَادِرٌ عَنْهَا(3)

وَ لَیَلْقَیَنَّ أَمْرَاضاً وَ مُصِیبَاتٍ وَ أُمُوراً تَغِیظُهُ وَ لَیُظْلَمَنَّ فَلَا یُنْتَصَرُ یَبْتَغِی ثَوَاباً مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَمَا یَزَالُ فِیهَا حَزِیناً حَتَّی یُفَارِقَهَا فَإِذَا فَارَقَهَا أَفْضَی إِلَی الرَّاحَةِ وَ الْكَرَامَةِ.

ص: 78


1- 1. انفتل أی انصرف.
2- 2. النباهة الفتنة و الشرف و ضد الخمول.
3- 3. أشار الی قوله تعالی فی سورة مریم 72 و 73:« وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلی رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِیًّا ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا- الآیة».

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مِثْلِ طُولِ الْحُزْنِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ أُوتِیَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا یُبْكِیهِ لَحَقِیقٌ أَنْ یَكُونَ قَدْ أُوتِیَ عِلْمَ مَا لَا یَنْفَعُهُ لِأَنَّ اللَّهَ نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ- إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا یُتْلی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً- وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْكُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً(1)

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ یَبْكِیَ فَلْیَبْكِ وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَلْیُشْعِرْ قَلْبَهُ الْحُزْنَ وَ لْیَتَبَاكَ إِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِیَ بَعِیدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا أَجْمَعُ عَلَی عَبْدٍ خَوْفَیْنِ وَ لَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَیْنِ فَإِذَا أَمِنَنِی فِی الدُّنْیَا أَخَفْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِذَا خَافَنِی فِی الدُّنْیَا آمَنْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْعَبْدَ لَیُعْرَضُ عَلَیْهِ ذُنُوبُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ أَمَا إِنِّی كُنْتُ مُشْفِقاً فَیُغْفَرُ لَهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَیَتَّكِلُ عَلَیْهَا وَ یَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَیْهِ غَضْبَانُ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَعْمَلُ السَّیِّئَةَ فَیَفْرَقُ (2) مِنْهَا فَیَأْتِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آمِناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْعَبْدَ لَیُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَكُونُ ذَلِكَ الذَّنْبُ نُصْبَ عَیْنَیْهِ تَائِباً مِنْهُ فَارّاً إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الْكَیِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَ عَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَ الْعَاجِزُ مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ وَ هَوَاهَا وَ تَمَنَّی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَمَانِیَّ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ أَوَّلَ شَیْ ءٍ یُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَمَانَةُ وَ الْخُشُوعُ حَتَّی لَا تَكَادَ تَرَی خَاشِعاً.

یَا أَبَا ذَرٍّ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ الدُّنْیَا كَانَتْ تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ

ص: 79


1- 1. الإسراء: 108- 109.
2- 2. أی یدهش و یخاف و یضطرب.

أَوْ ذُبَابٍ مَا سَقَی الْكَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الدُّنْیَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِیهَا إِلَّا مَنِ ابْتَغَی بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَبْغَضَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الدُّنْیَا خَلَقَهَا ثُمَّ عَرَضَهَا فَلَمْ یَنْظُرْ إِلَیْهَا وَ لَا یَنْظُرُ إِلَیْهَا حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْإِیمَانِ بِهِ وَ تَرْكِ مَا أَمَرَ بِتَرْكِهِ

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی أَخِی عِیسَی علیه السلام یَا عِیسَی لَا تُحِبَّ الدُّنْیَا فَإِنِّی لَسْتُ أُحِبُّهَا وَ أَحِبَّ الْآخِرَةَ فَإِنَّمَا هِیَ دَارُ الْمَعَادِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی بِخَزَائِنِ الدُّنْیَا عَلَی بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ خَزَائِنُ الدُّنْیَا وَ لَا یَنْقُصُكَ مِنْ حَظِّكَ عِنْدَ رَبِّكَ فَقُلْتُ یَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا إِذَا شَبِعْتُ شَكَرْتُ رَبِّی وَ إِذَا جُعْتُ سَأَلْتُهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَیْراً فَقَّهَهُ فِی الدِّینِ وَ زَهَّدَهُ فِی الدُّنْیَا وَ بَصَّرَهُ بِعُیُوبِ نَفْسِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا زَهِدَ عَبْدٌ فِی الدُّنْیَا إِلَّا أَنْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِی قَلْبِهِ وَ أَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَ یُبَصِّرُهُ عُیُوبَ الدُّنْیَا وَ دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِماً إِلَی دَارِ السَّلَامِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا رَأَیْتَ أَخَاكَ قَدْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا فَاسْتَمِعْ مِنْهُ فَإِنَّهُ یُلْقِی الْحِكْمَةَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ قَالَ مَنْ لَمْ یَنْسَ الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَی وَ تَرَكَ فَضْلَ زِینَةِ الدُّنْیَا وَ آثَرَ مَا یَبْقَی عَلَی مَا یَفْنَی وَ لَمْ یَعُدَّ غَداً مِنْ أَیَّامِهِ وَ عَدَّ نَفْسَهُ فِی الْمَوْتَی.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یُوحِ إِلَیَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ وَ لَكِنْ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ- وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّی یَأْتِیَكَ الْیَقِینُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّی أَلْبَسُ الْغَلِیظَ وَ أَجْلِسُ عَلَی الْأَرْضِ وَ أَلْعَقُ أَصَابِعِی وَ أَرْكَبُ الْحِمَارَ بِغَیْرِ سَرْجٍ وَ أُرْدِفُ خَلْفِی فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِی فَلَیْسَ مِنِّی.

یَا أَبَا ذَرٍّ حُبُّ الْمَالِ وَ الشَّرَفِ أَذْهَبُ لِدِینِ الرَّجُلِ مِنْ ذِئْبَیْنِ ضَارِیَیْنِ فِی زِرْبِ

ص: 80

الْغَنَمِ (1) فَأَغَارَا فِیهَا حَتَّی أَصْبَحَا فَمَا ذَا أَبْقَیَا مِنْهَا.

قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْخَائِفُونَ الْخَائِضُونَ الْمُتَوَاضِعُونَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِیراً أَ هُمْ یَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَی الْجَنَّةِ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّهُمْ یَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ فَیَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ كَمَا أَنْتُمْ حَتَّی (2)

تُحَاسَبُوا فَیَقُولُونَ بِمَ نُحَاسَبُ فَوَ اللَّهِ مَا مَلَكْنَا فَنَجُودَ وَ نَعْدِلَ وَ لَا أُفِیضَ عَلَیْنَا فَنَقْبِضَ وَ نَبْسُطَ وَ لَكُنَّا عَبَدْنَا رَبَّنَا حَتَّی دَعَانَا فَأَجَبْنَا.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الدُّنْیَا مَشْغَلَةٌ لِلْقُلُوبِ وَ الْأَبْدَانِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَائِلُنَا عَمَّا نَعَّمَنَا فِی حَلَالِهِ فَكَیْفَ بِمَا نَعَّمَنَا فِی حَرَامِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّی قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ یَجْعَلَ رِزْقَ مَنْ یُحِبُّنِی الْكَفَافَ وَ أَنْ یُعْطِیَ مَنْ یُبْغِضُنِی كَثْرَةَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ طُوبَی لِلزَّاهِدِینَ فِی الدُّنْیَا الرَّاغِبِینَ فِی الْآخِرَةِ الَّذِینَ اتَّخَذُوا أَرْضَ اللَّهِ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِیباً وَ اتَّخَذُوا كِتَابَ اللَّهِ شِعَاراً وَ دُعَاءَهُ دِثَاراً یَقْرِضُونَ الدُّنْیَا قَرْضاً.

یَا أَبَا ذَرٍّ حَرْثُ الْآخِرَةِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَ حَرْثُ الدُّنْیَا الْمَالُ وَ الْبَنُونَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ رَبِّی أَخْبَرَنِی فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا أَدْرَكَ الْعَابِدُونَ دَرْكَ الْبُكَاءِ وَ إِنِّی لَأَبْنِی لَهُمْ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی قَصْراً لَا یُشَارِكُهُمْ فِیهِ أَحَدٌ.

قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْمُؤْمِنِینَ أَكْیَسُ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْراً وَ أَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ الْقَلْبُ وَ اسْتَوْسَعَ قُلْتُ فَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِنَابَةُ إِلَی دَارِ الْخُلُودِ وَ التَّجَافِی عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُرِی النَّاسَ أَنَّكَ تَخْشَی اللَّهَ فَیُكْرِمُوكَ وَ قَلْبُكَ فَاجِرٌ.

ص: 81


1- 1. الزرب موضع المواشی.
2- 2. أی قفوا مكانكم و لا تبرحوا.

یَا أَبَا ذَرٍّ لِیَكُنْ لَكَ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ نِیَّةٌ حَتَّی فِی النَّوْمِ وَ الْأَكْلِ

یَا أَبَا ذَرٍّ لِیَعْظُمْ جَلَالُ اللَّهِ فِی صَدْرِكَ فَلَا تَذْكُرْهُ كَمَا یَذْكُرُهُ الْجَاهِلُ عِنْدَ الْكَلْبِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ وَ عِنْدَ الْخِنْزِیرِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً قِیَاماً مِنْ خِیفَتِهِ مَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ حَتَّی یُنْفَخَ فِی الصُّورِ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ فَیَقُولُونَ جَمِیعاً سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ مَا عَبَدْنَاكَ كَمَا یَنْبَغِی لَكَ أَنْ تُعْبَدَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ وَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبْعِینَ نَبِیّاً- لَاسْتَقَلَّ عَمَلَهُ مِنْ شِدَّةِ مَا یَرَی یَوْمَئِذٍ وَ لَوْ أَنَّ دَلْواً صُبَّتْ مِنْ غِسْلِینٍ فِی مَطْلَعِ الشَّمْسِ لَغَلَتْ مِنْهُ جَمَاجِمُ مِنْ مَغْرِبِهَا وَ لَوْ زَفَرَتْ جَهَنَّمُ زَفْرَةً لَمْ یَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ جَاثِیاً عَلَی رُكْبَتَیْهِ (1) یَقُولُ رَبِّ نَفْسِی نَفْسِی حَتَّی یَنْسَی إِبْرَاهِیمُ إِسْحَاقَ علیهما السلام یَقُولُ یَا رَبِّ أَنَا خَلِیلُكَ إِبْرَاهِیمُ فَلَا تُنْسِنِی.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْیَا فِی لَیْلَةٍ ظَلْمَاءَ لَأَضَاءَتْ لَهَا الْأَرْضُ أَفْضَلَ مِمَّا یُضِیئُهَا الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ لَوَجَدَ رِیحَ نَشْرِهَا جَمِیعُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ لَوْ أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ نُشِرَ الْیَوْمَ فِی الدُّنْیَا لَصَعِقَ مَنْ یَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ مَا حَمَلَتْهُ أَبْصَارُهُمْ.

یَا أَبَا ذَرٍّ اخْفِضْ صَوْتَكَ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَ عِنْدَ الْقِتَالِ وَ عِنْدَ الْقُرْآنِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا تَبِعْتَ جَنَازَةً فَلْیَكُنْ عَقْلُكَ فِیهَا مَشْغُولًا بِالتَّفَكُّرِ وَ الْخُشُوعِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَاحِقٌ بِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ إِذَا فَسَدَ فَالْمِلْحُ دَوَاؤُهُ فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ فَلَیْسَ لَهُ دَوَاءٌ وَ اعْلَمْ أَنَّ فِیكُمْ خُلُقَیْنِ الضَّحِكَ مِنْ غَیْرِ عَجَبٍ وَ الْكَسَلَ مِنْ غَیْرِ سَهْوٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ رَكْعَتَانِ مُقْتَصَدَتَانِ فِی تَفَكُّرٍ خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ وَ الْقَلْبُ سَاهٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الْحَقُّ ثَقِیلٌ مُرٌّ وَ الْبَاطِلُ خَفِیفٌ حُلْوٌ وَ رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ تُورِثُ حُزْناً.

ص: 82


1- 1. جثی علی ركبتیه أی جلس علیها أو قام علی اطراف أصابعه یعنی به زانو در آمد.

طَوِیلًا(1)

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا یَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّی یَرَی النَّاسَ فِی جَنْبِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمْثَالَ الْأَبَاعِرِ(2) ثُمَّ یَرْجِعَ إِلَی نَفْسِهِ فَیَكُونَ هُوَ أَحْقَرَ حَاقِرٍ لَهَا.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا تُصِیبُ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ حَتَّی تَرَی النَّاسَ كُلَّهُمْ حَمْقَاءَ فِی دِینِهِمْ عُقَلَاءَ فِی دُنْیَاهُمْ.

یَا أَبَا ذَرٍّ حَاسِبْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ فَهُوَ أَهْوَنُ لِحِسَابِكَ غَداً وَ زِنْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُوزَنَ وَ تَجَهَّزْ لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ یَوْمَ تُعْرَضُ لَا تَخْفَی عَلَی اللَّهِ خَافِیَةٌ.

یَا أَبَا ذَرٍّ اسْتَحْیِ مِنَ اللَّهِ فَإِنِّی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَأُظِلُّ حِینَ (3)

أَذْهَبُ إِلَی الْغَائِطِ مُتَقَنِّعاً بِثَوْبِی أَسْتَحِی مِنَ الْمَلَكَیْنِ اللَّذَیْنِ مَعِی.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَ تُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ نَعَمْ فِدَاكَ أَبِی قَالَ فَاقْصِرْ مِنَ الْأَمَلِ وَ اجْعَلِ الْمَوْتَ نُصْبَ عَیْنَیْكَ وَ اسْتَحِ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَیَاءِ قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا نَسْتَحِی مِنَ اللَّهِ قَالَ لَیْسَ ذَلِكَ الْحَیَاءَ وَ لَكِنَّ الْحَیَاءَ مِنَ اللَّهِ أَنْ لَا تَنْسَی الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَی وَ الْجَوْفَ وَ مَا وَعَی وَ الرَّأْسَ وَ مَنْ حَوَی وَ مَنْ أَرَادَ كَرَامَةَ الْآخِرَةِ فَلْیَدَعْ زِینَةَ الدُّنْیَا فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ أَصَبْتَ وَلَایَةَ اللَّهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ یَكْفِی مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْبِرِّ مَا یَكْفِی الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَثَلُ الَّذِی یَدْعُو بِغَیْرِ عَمَلٍ كَمَثَلِ الَّذِی یَرْمِی بِغَیْرِ وَتَرٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ یُصْلِحُ بِصَلَاحِ الْعَبْدِ وُلْدَهُ وَ وُلْدَ وُلْدِهِ وَ یَحْفَظُهُ فِی دُوَیْرَتِهِ وَ الدُّورَ حَوْلَهُ مَا دَامَ فِیهِمْ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَ جَلَّ یُبَاهِی الْمَلَائِكَةَ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ رَجُلٍ فِی أَرْضٍ قَفْرٍ فَیُؤَذِّنُ ثُمَّ یُقِیمُ ثُمَّ یُصَلِّی فَیَقُولُ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی یُصَلِّی وَ لَا یَرَاهُ

ص: 83


1- 1. فی المصدر« توجب حزنا طویلا».
2- 2. الاباعر و الابعرة: جمع بعیر: الجمل البازل او الجذع للذكر و الأنثی و یطلق أیضا علی كل ما یحمل.
3- 3. فی المصدر« لا أزال».

غَیْرِی فَیَنْزِلُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یُصَلُّونَ وَرَاءَهُ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَی الْغَدِ مِنْ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ رَجُلٍ قَامَ مِنَ اللَّیْلِ فَصَلَّی وَحْدَهُ فَسَجَدَ وَ نَامَ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی رُوحُهُ عِنْدِی وَ جَسَدُهُ سَاجِدٌ وَ رَجُلٍ فِی زَحْفٍ فَرَّ أَصْحَابُهُ وَ ثَبَتَ هُوَ وَ یُقَاتِلُ حَتَّی یُقْتَلَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ رَجُلٍ یَجْعَلُ جَبْهَتَهُ فِی بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ إِلَّا شَهِدَتْ لَهُ بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَا مِنْ مَنْزِلٍ یَنْزِلُهُ قَوْمٌ إِلَّا وَ أَصْبَحَ ذَلِكَ الْمَنْزِلُ یُصَلِّی عَلَیْهِمْ أَوْ یَلْعَنُهُمْ

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ صَبَاحٍ وَ لَا رَوَاحٍ إِلَّا وَ بِقَاعُ الْأَرْضِ تُنَادِی بَعْضُهَا بَعْضاً یَا جَارُ هَلْ مَرَّ بِكِ ذَاكِرٌ لِلَّهِ تَعَالَی أَوْ عَبْدٌ وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَیْكِ سَاجِداً لِلَّهِ فَمِنْ قَائِلَةٍ لَا وَ مِنْ قَائِلَةٍ نَعَمْ فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ اهْتَزَّتْ وَ انْشَرَحَتْ وَ تَرَی أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَی جَارَتِهَا

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمَّا خَلَقَ الْأَرْضَ وَ خَلَقَ مَا فِیهَا مِنَ الشَّجَرِ لَمْ یَكُنْ فِی الْأَرْضِ شَجَرَةٌ یَأْتِیهَا بَنُو آدَمَ إِلَّا أَصَابُوا مِنْهَا مَنْفَعَةً فَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَ الشَّجَرُ كَذَلِكَ حَتَّی تَتَكَلَّمَ فَجَرَةُ بَنِی آدَمَ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِیمَةِ قَوْلِهِمْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً فَلَمَّا قَالُوهَا اقْشَعَرَّتِ الْأَرْضُ وَ ذَهَبَتْ مَنْفَعَةُ الْأَشْجَارِ:

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْأَرْضَ لَتَبْكِی عَلَی الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً

یَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ فِی أَرْضٍ قِیٍّ یَعْنِی قَفْرٍ فَتَوَضَّأَ أَوْ تَیَمَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ صَلَّی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَلَائِكَةَ فَصَفُّوا خَلْفَهُ صَفّاً- لَا یُرَی طَرَفَاهُ یَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ وَ یَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ وَ یُؤَمِّنُونَ عَلَی دُعَائِهِ

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ أَقَامَ وَ لَمْ یُؤَذِّنْ لَمْ یُصَلِّ مَعَهُ إِلَّا مَلَكَاهُ اللَّذَانِ مَعَهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ شَابٍّ یَدَعُ لِلَّهِ الدُّنْیَا وَ لَهْوَهَا وَ أَهْرَمَ شَبَابَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ صِدِّیقاً.

یَا أَبَا ذَرٍّ الذَّاكِرُ فِی الْغَافِلِینَ كَالْمُقَاتِلِ فِی الْفَارِّینَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الْجَلِیسُ الصَّالِحُ خَیْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ وَ الْوَحْدَةُ خَیْرٌ مِنْ جَلِیسِ السَّوْءِ وَ إِمْلَاءُ الْخَیْرِ خَیْرٌ مِنَ السُّكُوتِ وَ السُّكُوتُ خَیْرٌ مِنْ إِمْلَاءِ الشَّرِّ.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِناً وَ لَا یَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِیٌّ وَ لَا تَأْكُلْ طَعَامَ

ص: 84

الْفَاسِقِینَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ تُحِبُّهُ فِی اللَّهِ وَ كُلْ طَعَامَ مَنْ یُحِبُّكَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ لِسَانِ كُلِّ قَائِلٍ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ امْرُؤٌ وَ لْیَعْلَمْ مَا یَقُولُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ اتْرُكْ فُضُولَ الْكَلَامِ وَ حَسْبُكَ مِنَ الْكَلَامِ مَا تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ كَفَی بِالْمَرْءِ كَذِباً أَنْ یُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا یَسْمَعُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ شَیْ ءٍ أَحَقَّ بِطُولِ السِّجْنِ مِنَ اللِّسَانِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَعَالَی إِكْرَامَ ذِی الشَّیْبَةِ الْمُسْلِمِ وَ إِكْرَامَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ الْعَامِلِینَ وَ إِكْرَامَ السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَا عَمِلَ مَنْ لَمْ یَحْفَظْ لِسَانَهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَكُنْ عَیَّاباً وَ لَا مَدَّاحاً وَ لَا طَعَّاناً وَ لَا مُمَارِیاً.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا یَزَالُ الْعَبْدُ یَزْدَادُ مِنَ اللَّهِ بُعْداً مَا سَاءَ خُلُقُهُ

یَا أَبَا ذَرٍّ الْكَلِمَةُ الطَّیِّبَةُ صَدَقَةٌ وَ كُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَی الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ أَجَابَ دَاعِیَ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ عِمَارَةَ مَسَاجِدِ اللَّهِ كَانَ ثَوَابُهُ مِنَ اللَّهِ الْجَنَّةَ.

فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ تُعْمَرُ مَسَاجِدُ اللَّهِ قَالَ لَا تُرْفَعُ فِیهَا الْأَصْوَاتُ وَ لَا یُخَاضُ فِیهَا بِالْبَاطِلِ وَ لَا یشتر [یُشْتَرَی] فِیهَا وَ لَا یُبَاعُ وَ اتْرُكِ اللَّغْوَ مَا دُمْتَ فِیهَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَا تَلُومَنَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا نَفْسَكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعْطِیكَ مَا دُمْتَ جَالِساً فِی الْمَسْجِدِ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ دَرَجَةً فِی الْجَنَّةِ وَ تُصَلِّی عَلَیْكَ الْمَلَائِكَةُ وَ تُكْتَبُ لَكَ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ فِیهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ تُمْحَی عَنْكَ عَشْرُ سَیِّئَاتٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَ تَعْلَمُ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (1) قُلْتُ لَا أَدْرِی فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی قَالَ فِی انْتِظَارِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الصَّلَاةِ.

ص: 85


1- 1. آل عمران: 200.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی الْمَكَارِهِ مِنَ الْكَفَّارَاتِ وَ كَثْرَةُ الِاخْتِلَافِ إِلَی الْمَسَاجِدِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّ أَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَیَّ الْمُتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِی الْمُتَعَلِّقَةُ قُلُوبُهُمْ بِالْمَسَاجِدِ وَ الْمُسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ أُولَئِكَ إِذَا أَرَدْتُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ عُقُوبَةً ذَكَرْتُهُمْ فَصَرَفْتُ الْعُقُوبَةَ عَنْهُمْ.

یَا أَبَا ذَرٍّ كُلُّ جُلُوسٍ فِی الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إِلَّا ثَلَاثَةً قِرَاءَةُ مُصَلٍّ أَوْ ذِكْرُ اللَّهِ أَوْ سَائِلٌ عَنْ عِلْمٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ بِالْعَمَلِ بِالتَّقْوَی أَشَدَّ اهْتِمَاماً مِنْكَ بِالْعَمَلِ فَإِنَّهُ لَا یَقِلُّ عَمَلٌ بِالتَّقْوَی وَ كَیْفَ یَقِلُّ عَمَلٌ یَتَقَبَّلُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ (1)

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا یَكُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِینَ حَتَّی یُحَاسِبَ نَفْسَهُ أَشَدَّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّرِیكِ شَرِیكَهُ فَیَعْلَمَ مِنْ أَیْنَ مَطْعَمُهُ وَ مِنْ أَیْنَ مَشْرَبُهُ وَ مِنْ أَیْنَ مَلْبَسُهُ أَ مِنْ حِلٍّ ذَلِكَ أَمْ مِنْ حَرَامٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ لَمْ یُبَالِ مِنْ أَیْنَ اكْتَسَبَ الْمَالَ لَمْ یُبَالِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَیْنَ أَدْخَلَهُ النَّارَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَی اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَكْثَرُكُمْ ذِكْراً لَهُ وَ أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَتْقَاكُمْ لَهُ وَ أَنْجَاكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدُّكُمْ لَهُ خَوْفاً.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یَتَّقُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الشَّیْ ءِ الَّذِی لَا یُتَّقَی مِنْهُ خَوْفاً مِنَ الدُّخُولِ فِی الشُّبْهَةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ وَ إِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ لِلْقُرْآنِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَصْلُ الدِّینِ الْوَرَعُ وَ رَأْسُهُ الطَّاعَةُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ كُنْ وَرِعاً تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَ خَیْرُ دِینِكُمُ الْوَرَعُ.

ص: 86


1- 1. المائدة: 30.

یَا أَبَا ذَرٍّ فَضْلُ الْعِلْمِ خَیْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ وَ اعْلَمْ أَنَّكُمْ لَوْ صَلَّیْتُمْ حَتَّی تَكُونُوا كَالْحَنَایَا(1) وَ صُمْتُمْ حَتَّی تَكُونُوا كَالْأَوْتَارِ مَا یَنْفَعُكُمْ ذَلِكَ إِلَّا بِوَرَعٍ

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ أَهْلَ الْوَرَعِ وَ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ حَقّاً.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ لَمْ یَأْتِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِثَلَاثٍ فَقَدْ خَسِرَ قُلْتُ وَ مَا الثَّلَاثُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی قَالَ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ السَّفِیهِ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَقْوَی النَّاسِ فَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَغْنَی النَّاسِ فَكُنْ بِمَا فِی یَدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِی یَدَیْكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَذِهِ الْآیَةِ لَكَفَتْهُمْ- وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ (2)

یَا أَبَا ذَرٍّ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یُؤْثِرُ عَبْدِیَ هَوَایَ عَلَی هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِی نَفْسِهِ وَ هُمُومَهُ فِی آخِرَتِهِ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كَفَفْتُ عَلَیْهِ ضَیْعَتَهُ (3)

وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا یَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا یُدْرِكُهُ الْمَوْتُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ یَنْفَعُكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ احْفَظِ اللَّهَ یَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَی اللَّهِ فِی الرَّخَاءِ یَعْرِفْكَ فِی الشِّدَّةِ وَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ جَرَی الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَهَدُوا أَنْ یَنْفَعُوكَ بِشَیْ ءٍ لَمْ

ص: 87


1- 1. الحنایا جمع حنیة ما كان منحنیا كالقوس.
2- 2. الطلاق: 32.
3- 3. و قد یقرأ فی بعض النسخ« كففت عنه ضیقه».

یُكْتَبْ لَكَ مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ وَ لَوْ جَهَدُوا أَنْ یَضُرُّوكَ بِشَیْ ءٍ لَمْ یَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَیْكَ مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالرِّضَا فِی الْیَقِینِ فَافْعَلْ وَ إِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِی الصَّبْرِ عَلَی مَا تَكْرَهُ خَیْراً كَثِیراً وَ إِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً.

یَا أَبَا ذَرٍّ اسْتَغْنِ بِغِنَی اللَّهِ یُغْنِكَ اللَّهُ فَقُلْتُ وَ مَا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ غَدَاءَةُ یَوْمٍ وَ عَشَاءَةُ لَیْلَةٍ فَمَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ أَغْنَی النَّاسِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنِّی لَسْتُ كَلَامَ الْحَكِیمِ أَتَقَبَّلُ وَ لَكِنْ هَمَّهُ وَ هَوَاهُ فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَ هَوَاهُ فِیمَا أُحِبُّ وَ أَرْضَی جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْداً لِی وَ ذِكْراً وَ وَقَاراً وَ إِنْ لَمْ یَتَكَلَّمْ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا یَنْظُرُ إِلَی صُوَرِكُمْ وَ لَا إِلَی أَمْوَالِكُمْ (1) وَ لَكِنْ یَنْظُرُ إِلَی قُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ.

یَا أَبَا ذَرٍّ التَّقْوَی هَاهُنَا التَّقْوَی هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَی صَدْرِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَرْبَعٌ لَا یُصِیبُهُنَّ إِلَّا مُؤْمِنٌ الصَّمْتُ وَ هُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ وَ التَّوَاضُعُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ قِلَّةُ الشَّیْ ءِ یَعْنِی قِلَّةَ الْمَالِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ هُمَّ بِالْحَسَنَةِ وَ إِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِكَیْلَا تُكْتَبَ مِنَ الْغَافِلِینَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ مَلَكَ مَا بَیْنَ فَخِذَیْهِ وَ بَیْنَ لَحْیَیْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنُؤْخَذُ بِمَا یَنْطِقُ بِهِ أَلْسِنَتُنَا قَالَ یَا بَا ذَرٍّ وَ هَلْ یَكُبُّ النَّاسَ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ إِنَّكَ لَا تَزَالُ سَالِماً مَا سَكَتَّ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ كُتِبَ لَكَ أَوْ عَلَیْكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الرَّجُلَ یَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِی الْمَجْلِسِ لِیُضْحِكَهُمْ بِهَا فَیَهْوِی فِی جَهَنَّمَ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ وَیْلٌ لِلَّذِی یُحَدِّثُ فَیَكْذِبُ لِیُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَیْلٌ لَهُ وَیْلٌ لَهُ وَیْلٌ لَهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ صَمَتَ نَجَا فَعَلَیْكَ بِالصِّدْقِ وَ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ فِیكَ كَذِبَةٌ أَبَداً قُلْتُ

ص: 88


1- 1. فی بعض النسخ« أقوالكم».

یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَوْبَةُ الرَّجُلِ الَّذِی یَكْذِبُ مُتَعَمِّداً فَقَالَ الِاسْتِغْفَارُ وَ صَلَوَاتُ الْخَمْسِ تَغْسِلُ ذَلِكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِیَّاكَ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّ الْغِیبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِمَ ذَاكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی قَالَ لِأَنَّ الرَّجُلَ یَزْنِی فَیَتُوبُ إِلَی اللَّهِ فَیَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ الْغِیبَةُ لَا تُغْفَرُ حَتَّی یَغْفِرَهَا صَاحِبُهَا.

یَا أَبَا ذَرٍّ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْغِیبَةُ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا یَكْرَهُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ فِیهِ ذَاكَ الَّذِی یُذْكَرُ بِهِ قَالَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا هُوَ فِیهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا لَیْسَ فِیهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ ذَبَّ عَنْ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ الْغِیبَةَ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ نَصْرَهُ فَنَصَرَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنْ خَذَلَهُ وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ نَصْرَهُ خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ قُلْتُ وَ مَا الْقَتَّاتُ قَالَ النَّمَّامُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ صَاحِبُ النَّمِیمَةِ لَا یَسْتَرِیحُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْآخِرَةِ

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ فِی الدُّنْیَا فَهُوَ ذُو لِسَانَیْنِ فِی النَّارِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ وَ إِفْشَاءُ سِرِّ أَخِیكَ خِیَانَةٌ فَاجْتَنِبْ ذَلِكَ وَ اجْتَنِبْ مَجْلِسَ الْعَشِیرَةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ تُعْرَضُ أَعْمَالُ أَهْلِ الدُّنْیَا عَلَی اللَّهِ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَی الْجُمُعَةِ فِی یَوْمَیْنِ الْإِثْنَیْنِ وَ الْخَمِیسِ فَیَغْفِرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْداً كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَخِیهِ شَحْنَاءُ(1)

فَقَالَ اتْرُكُوا عَمَلَ هَذَیْنِ حَتَّی یَصْطَلِحَا.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِیَّاكَ وَ هِجْرَانَ أَخِیكَ فَإِنَّ الْعَمَلَ لَا یُتَقَبَّلُ مِنَ الْهِجْرَانِ.

ص: 89


1- 1. الشحناء: العداوة امتلئت منها النفس.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَنْهَاكَ عَنِ الْهِجْرَانِ وَ إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلَا تَهْجُرْهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ كَمَلًا فَمَنْ مَاتَ فِیهَا مُهَاجِراً لِأَخِیهِ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَی بِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِیَاماً(1) فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ- یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ مَاتَ وَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ لَمْ یَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ قَبْلَ ذَلِكَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَیُعْجِبُنِی الْجَمَالُ حَتَّی وَدِدْتُ أَنَّ عِلَاقَةَ سَوْطِی وَ قِبَالَ نَعْلِی حَسَنٌ فَهَلْ یُرْهَبُ عَلَی ذَلِكَ قَالَ كَیْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ قَالَ أَجِدُهُ عَارِفاً لِلْحَقِّ مُطْمَئِنّاً إِلَیْهِ قَالَ لَیْسَ ذَلِكَ بِالْكِبْرِ وَ لَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ تَتْرُكَ الْحَقَّ وَ تَتَجَاوَزَهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ تَنْظُرَ إِلَی النَّاسِ وَ لَا تَرَی أَنَّ أَحَداً عِرْضُهُ كَعِرْضِكَ وَ لَا دَمُهُ كَدَمِكَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَكْثَرُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ الْمُسْتَكْبِرُونَ فَقَالَ رَجُلٌ وَ هَلْ یَنْجُو مِنَ الْكِبْرِ أَحَدٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ وَ رَكِبَ الْحِمَارَ وَ حَلَبَ الْعَنْزَ(2) وَ جَالَسَ الْمَسَاكِینَ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ حَمَلَ بِضَاعَتَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْكِبْرِ یَعْنِی مَا یَشْتَرِی مِنَ السُّوقِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُیَلَاءَ لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَی أَنْصَافِ سَاقَیْهِ وَ لَا جُنَاحَ عَلَیْهِ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ كَعْبَیْهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ رَفَعَ ذَیْلَهُ وَ خَصَفَ نَعْلَهُ وَ عَفَّرَ وَجْهَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْكِبْرِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ كَانَ لَهُ قَمِیصَانِ فَلْیَلْبَسْ أَحَدَهُمَا وَ لْیُلْبِسِ الْآخَرَ أَخَاهُ.

یَا أَبَا ذَرٍّ سَیَكُونُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِی یُولَدُونَ فِی النَّعِیمِ وَ یُغَذَّوْنَ بِهِ هِمَّتُهُمْ أَلْوَانُ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ یُمْدَحُونَ بِالْقَوْلِ أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِی.

یَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ تَرَكَ لُبْسَ الْجَمَالِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ تَوَاضُعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ كَسَاهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ طُوبَی لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ تَعَالَی فِی غَیْرِ مَنْقَصَةٍ وَ أَذَلَّ نَفْسَهُ فِی غَیْرِ مَسْكَنَةٍ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ وَ رَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ

ص: 90


1- 1. مثل بین یدیه مثولا: انتصب قائما.
2- 2. فی المصدر« حلب الشاة».

طُوبَی لِمَنْ صَلَحَتْ سَرِیرَتُهُ وَ حَسُنَتْ عَلَانِیَتُهُ وَ عَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ طُوبَی لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ الْبَسِ الْخَشِنَ مِنَ اللِّبَاسِ وَ الصَّفِیقَ مِنَ الثِّیَابِ (1)لِئَلَّا یَجِدَ الْفَخْرُ فِیكَ مَسْلَكاً.

یَا أَبَا ذَرٍّ یَكُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ یَلْبَسُونَ الصُّوفَ فِی صَیْفِهِمْ وَ شِتَائِهِمْ یَرَوْنَ أَنَّ لَهُمُ الْفَضْلَ بِذَلِكَ عَلَی غَیْرِهِمْ أُولَئِكَ تَلْعَنُهُمْ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.

یَا أَبَا ذَرٍّ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كُلُّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِی طِمْرَیْنِ لَا یُؤْبَهُ بِهِ (2) لَوْ أَقْسَمَ عَلَی اللَّهِ لَأَبَرَّهُ.

أقول: وجدت فی بعض نسخ الأمالی و كانت مصحّحة قدیمة أملی علینا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن قدس اللّٰه روحه یوم الجمعة الرابع من المحرم سنة سبع و خمسین و أربعمائة قال أخبرنا جماعة عن أبی المفضل: و ساق الحدیث إلی آخره- و رواه الشیخ فی أمالیه (3) عن جماعة عن أبی المفضل قال حدثنا رجاء بن یحیی أبو الحسین العبرتائی الكاتب (4)

سنة أربع عشرة و ثلاثمائة و فیها مات عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن الأصم عن الفضیل بن یسار عن وهب بن عبد اللّٰه بن أبی ذبی الهنائی عن أبی الحرب بن أبی الأسود الدؤلی: مثله- و رواه الورام فی جامعه (5): أیضا.

ص: 91


1- 1. ثوب صفیق: كثیف نسجه.
2- 2. أی لا یلتفت إلیه و لا یعتد به. و الطمر- بالكسر- الثوب الخلق.
3- 3. الأمالی ج 2 ص 138.
4- 4. العبرتائی بالعین المهملة المفتوحة و الباء الموحدة و الراء المهملة و التاء المثناة فوق. و الكاتب كذا فی( جش و صه) بخط المصنّف و فی هامش جامع الرواة قال و فی نسخة من« صه» للشهید الثانی« كایب بن یحیی» و ضبطه بالباء بعد الیاء.
5- 5. تنبیه الخواطر ج 2 ص 51.

باب 5 وصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی عبد اللّٰه بن مسعود

«1»- مكا(1)،[مكارم الأخلاق]

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ(2)

قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ خَمْسَةُ رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِنَا یَوْماً عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ شَدِیدَةٌ وَ لَمْ یَكُنْ ذُقْنَا مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ إِلَّا الْمَاءَ وَ اللَّبَنَ وَ وَرَقَ الشَّجَرِ قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَی مَتَی نَحْنُ عَلَی هَذِهِ الْمَجَاعَةِ الشَّدِیدَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَزَالُونَ فِیهَا مَا عِشْتُمْ فَأَحْدِثُوا لِلَّهِ شُكْراً فَإِنِّی قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ الَّذِی أُنْزِلَ عَلَیَّ وَ عَلَی مَنْ كَانَ قَبْلِی فَمَا وَجَدْتُ مَنْ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا الصَّابِرُونَ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- إِنَّما یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ (3) أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا(4) إِنِّی جَزَیْتُهُمُ الْیَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی- وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِیراً(6) أُولئِكَ یُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ بِما صَبَرُوا(7) یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا یَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ(8) وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ

ص: 92


1- 1. مكارم الأخلاق ص 519.
2- 2. عبد اللّٰه بن مسعود من أصحاب النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله بجله و أطراه قوم و جرحه آخرون.
3- 3. الزمر: 14. و قوله« بِغَیْرِ حِسابٍ» أی لا یهتدی إلیه حساب الحساب.
4- 4. الفرقان: 75. و الغرفة أعلی درجات الجنة و ذلك بما صبروا من المشاق.
5- 5. المؤمنون: 113.
6- 6. الدهر: 12. ای بما صبروا علی أداء الواجبات و اجتناب المحرمات« جنة» أی بستانا و« حریرا» یلبسونه.
7- 7. القصص: 54.
8- 8. البقرة: 213. قوله« لما» اصله« لم» و زیدت« ما» و فیها توقع. و البأساء: الفقر و الضراء: الوجع.

بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ (1) قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الصَّابِرُونَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِینَ یَصْبِرُونَ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ عَنْ مَعْصِیَتِهِ الَّذِینَ كَسَبُوا طَیِّباً وَ أَنْفَقُوا قَصْداً وَ قَدَّمُوا فَضْلًا فَأَفْلَحُوا وَ أَنْجَحُوا.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَیْهِمُ الْخُشُوعُ وَ الْوَقَارُ وَ السَّكِینَةُ وَ التَّفَكُّرُ وَ اللِّینُ وَ الْعَدْلُ وَ التَّعْلِیمُ وَ الِاعْتِبَارُ وَ التَّدْبِیرُ وَ التَّقْوَی وَ الْإِحْسَانُ وَ التَّحَرُّجُ (2) وَ الْحُبُّ فِی اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِی اللَّهِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ الْعَدْلُ فِی الْحُكْمِ وَ إِقَامَةُ الشَّهَادَةِ وَ مُعَاوَنَةُ أَهْلِ الْحَقِّ وَ الْبَغِیَّةُ عَلَی الْمُسِی ءِ(3) وَ الْعَفْوُ لِمَنْ ظَلَمَ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا وَ إِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا وَ إِذَا حَكَمُوا عَدَلُوا وَ إِذَا قَالُوا صَدَقُوا وَ إِذَا عَاهَدُوا وَفَوْا وَ إِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا وَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً- وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً- وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً وَ یَقُولُونَ لِلنَّاسِ حُسْناً.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ هُمُ الْفَائِزُونَ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ- فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلی نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَإِنَّ النُّورَ إِذَا وَقَعَ فِی الْقَلْبِ انْشَرَحَ وَ انْفَسَحَ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ عَلَامَةٍ قَالَ نَعَمْ التَّجَافِی عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الْإِنَابَةُ إِلَی دَارِ الْخُلُودِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْفَوْتِ فَمَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا قَصُرَ أَمَلُهُ فِیهَا وَ تَرَكَهَا لِأَهْلِهَا.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی لِیَبْلُوَكُمْ أَیُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا(4) یَعْنِی أَیُّكُمْ أَزْهَدُ فِی الدُّنْیَا إِنَّهَا دَارُ الْغُرُورِ وَ دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ وَ لَهَا یَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ إِنَ

ص: 93


1- 1. البقرة: 155.
2- 2. التحرج: التجنب.
3- 3. بغی یبغی بغاء- بضم الباء و بغیا- بفتحها- و بغی و بغیة- بالضم- و بغیة بالكسر- علیه تعدی و جنی و استطال علیه و ظلمه.
4- 4. هود: 7. الملك: 2.

أَحْمَقَ النَّاسِ مَنْ طَلَبَ الدُّنْیَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَیاةُ الدُّنْیا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِینَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَیْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَیْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ یَكُونُ حُطاماً وَ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِیدٌ(1) قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا(2) یَعْنِی الزُّهْدَ فِی الدُّنْیَا.

وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِمُوسَی یَا مُوسَی إِنَّهُ لَنْ یَتَزَیَّنَ الْمُتَزَیِّنُونَ بِزِینَةٍ أَزْیَنَ فِی عَیْنَیَّ مِثْلَ الزُّهْدِ یَا مُوسَی إِذَا رَأَیْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا فَقُلْ مَرْحَباً بِشِعَارِ الصَّالِحِینَ وَ إِذَا رَأَیْتَ الْغِنَی مُقْبِلًا فَقُلْ ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی- وَ لَوْ لا أَنْ یَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ یَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُیُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَیْها یَظْهَرُونَ- وَ لِبُیُوتِهِمْ أَبْواباً وَ سُرُراً عَلَیْها یَتَّكِؤُنَ- وَ زُخْرُفاً وَ إِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ الْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِینَ (3) وَ قَوْلُهُ مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِیها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِیدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ یَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً- وَ مَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَ سَعی لَها سَعْیَها وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْیُهُمْ مَشْكُوراً(4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَنِ اشْتَاقَ إِلَی الْجَنَّةِ سَارَعَ فِی الْخَیْرَاتِ وَ مَنْ خَافَ النَّارَ تَرَكَ الشَّهَوَاتِ وَ مَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ أَعْرَضَ عَنِ اللَّذَّاتِ وَ مَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا هَانَتْ عَلَیْهِ الْمُصِیبَاتُ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُهُ تَعَالَی- زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِینَ وَ الْقَناطِیرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ الْآیَةَ(5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی مُوسَی بِالْكَلَامِ وَ الْمُنَاجَاةِ حِینَ تُرَی خُضْرَةُ الْبَقْلِ مِنْ بَطْنِهِ مِنْ هُزَالِهِ (6) وَ مَا سَأَلَ مُوسَی حِینَ تَوَلَّی إِلَی الظِّلِّ إِلَّا طَعَاماً

ص: 94


1- 1. الحدید: 19.
2- 2. مریم: 13.
3- 3. الزخرف: 32- 34.
4- 4. الإسراء: 19 و 20.
5- 5. آل عمران: 12.
6- 6. الهزال: قلة اللحم و الشحم، نقیض السمن.

یَأْكُلُهُ مِنْ جُوعٍ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِأَمْرِ نُوحٍ نَبِیِّ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ عَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عَاماً یَدْعُو إِلَی اللَّهِ فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ لَا أُمْسِی وَ إِذَا أَمْسَی قَالَ لَا أُصْبِحُ فَكَانَ لِبَاسُهُ الشَّعْرَ وَ طَعَامُهُ الشَّعِیرَ وَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِأَمْرِ دَاوُدَ علیه السلام خَلِیفَةِ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ وَ كَانَ لِبَاسُهُ الشَّعْرَ وَ طَعَامُهُ الشَّعِیرَ وَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِأَمْرِ سُلَیْمَانَ علیه السلام مَعَ مَا كَانَ فِیهِ مِنَ الْمُلْكِ كَانَ یَأْكُلُ الشَّعِیرَ وَ یُطْعِمُ النَّاسَ الْحُوَّارَی (1)

وَ كَانَ لِبَاسُهُ الشَّعْرَ وَ كَانَ إِذَا جَنَّهُ اللَّیْلُ شَدَّ یَدَهُ إِلَی عُنُقِهِ فَلَا یَزَالُ قَائِماً یُصَلِّی حَتَّی یُصْبِحَ وَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِأَمْرِ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ علیه السلام كَانَ لِبَاسُهُ الصُّوفَ وَ طَعَامُهُ الشَّعِیرَ وَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِأَمْرِ یَحْیَی علیه السلام كَانَ لِبَاسُهُ اللِّیفَ وَ كَانَ یَأْكُلُ وَرَقَ الشَّجَرِ وَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِأَمْرِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیهما السلام وَ هُوَ الْعَجَبُ كَانَ یَقُولُ إِدَامِیَ الْجُوعُ وَ شِعَارِیَ الْخَوْفُ وَ لِبَاسِیَ الصُّوفُ وَ دَابَّتِی رِجْلَایَ وَ سِرَاجِی بِاللَّیْلِ الْقَمَرُ وَ صَلَایَ (2)

فِی الشِّتَاءِ مَشَارِقُ الشَّمْسِ وَ فَاكِهَتِی وَ رَیْحَانَتِی بُقُولُ الْأَرْضِ مِمَّا یَأْكُلُ الْوُحُوشُ وَ الْأَنْعَامُ وَ أَبِیتُ وَ لَیْسَ لِی شَیْ ءٌ وَ أُصْبِحُ وَ لَیْسَ لِی شَیْ ءٌ وَ لَیْسَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ أَغْنَی مِنِّی.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ كُلُّ هَذَا مِنْهُمْ یُبْغِضُونَ مَا أَبْغَضَ اللَّهُ وَ یُصَغِّرُونَ مَا صَغَّرَ اللَّهُ وَ یُزْهِدُونَ مَا أَزْهَدَ اللَّهُ وَ قَدْ أَثْنَی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ فَقَالَ لِنُوحٍ- إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً(3) وَ قَالَ لِإِبْرَاهِیمَ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِیمَ خَلِیلًا(4) وَ قَالَ لِدَاوُدَ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ (5) وَ قَالَ لِمُوسَی وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً(6) وَ قَالَ أَیْضاً لِمُوسَی علیه السلام وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا(7) وَ قَالَ لِیَحْیَی علیه السلام وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ

ص: 95


1- 1. الحواری- بالضم و تشدید الواو المفتوحة: الدقیق الابیض.
2- 2. فی المصدر« اصطلائی فی الشتاء» و صلی بالنار و اصطلی استدفأ بها.
3- 3. الإسراء: 3.
4- 4. النساء: 124.
5- 5. ص: 25.
6- 6. النساء: 164.
7- 7. مریم: 53.

صَبِیًّا(1) وَ قَالَ لِعِیسَی علیه السلام یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِی عَلَیْكَ وَ عَلی والِدَتِكَ إِذْ أَیَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِی الْمَهْدِ وَ كَهْلًا إِلَی قَوْلِهِ وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ كَهَیْئَةِ الطَّیْرِ بِإِذْنِی (2) وَ قَالَ إِنَّهُمْ كانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كانُوا لَنا خاشِعِینَ (3) یَا ابْنَ مَسْعُودٍ كُلُّ ذَلِكَ لِمَا خَوَّفَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ- وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ- لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (4) قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ جِی ءَ بِالنَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ النَّارُ لِمَنْ رَكِبَ مُحَرَّماً وَ الْجَنَّةُ لِمَنْ تَرَكَ الْحَلَالَ فَعَلَیْكَ بِالزُّهْدِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا یُبَاهِی اللَّهُ بِهِ الْمَلَائِكَةَ وَ بِهِ یُقْبِلُ اللَّهُ عَلَیْكَ بِوَجْهِهِ وَ یُصَلِّی عَلَیْكَ الْجَبَّارُ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ سَیَأْتِی مِنْ بَعْدِی أَقْوَامٌ یَأْكُلُونَ طَیِّبَ الطَّعَامِ وَ أَلْوَانَهَا وَ یَرْكَبُونَ الدَّوَابَّ وَ یَتَزَیَّنُونَ بِزِینَةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا وَ یَتَبَرَّجُونَ تَبَرُّجَ النِّسَاءِ وَ زِیُّهُنَّ مِثْلُ زِیِّ الْمُلُوكِ الْجَبَابِرَةِ وَ هُمْ مُنَافِقُو هَذِهِ الْأُمَّةِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ شَارِبُونَ بِالْقَهَوَاتِ لَاعِبُونَ بِالْكِعَابِ (6)

رَاكِبُونَ الشَّهَوَاتِ تَارِكُونَ الْجَمَاعَاتِ رَاقِدُونَ عَنِ الْعَتَمَاتِ (7)

مُفْرِطُونَ فِی الْعَدَوَاتِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ یَلْقَوْنَ غَیًّا(8)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَثَلُهُمْ مَثَلُ الدِّفْلَی (9) زَهْرَتُهَا حَسَنَةٌ وَ طَعْمُهَا مُرٌّ كَلَامُهُمُ الْحِكْمَةُ

ص: 96


1- 1. مریم: 13.
2- 2. المائدة: 109.
3- 3. الأنبیاء: 90.
4- 4. الحجر: 43 و 44.
5- 5. الزمر: 69.
6- 6. القهوات جمع قهوة و المراد بها هنا الخمر ظاهرا و الكعاب بالكسر خصوص النرد، و فی بعض النسخ« شاربوا القهوات».
7- 7. یعنی لم یصلوا العتمة و ینامون عنها.
8- 8. مریم: 6.
9- 9. مرّ معناه سابقا أنّه بالفارسیة خرزهرة.

وَ أَعْمَالُهُمْ دَاءٌ لَا یَقْبَلُ الدَّوَاءَ- أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَا یُغْنِی مَنْ یَتَنَعَّمُ فِی الدُّنْیَا إِذَا أُخْلِدَ فِی النَّارِ- یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ یَبْنُونَ الدُّورَ وَ یُشَیِّدُونَ الْقُصُورَ وَ یُزَخْرِفُونَ الْمَسَاجِدَ وَ لَیْسَتْ هِمَّتُهُمْ إِلَّا الدُّنْیَا عَاكِفُونَ عَلَیْهَا مُعْتَمِدُونَ فِیهَا آلِهَتُهُمْ بُطُونُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ- وَ إِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِینَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُونِ (1) قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ إِلَی قَوْلِهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ (2) وَ مَا هُوَ إِلَّا مُنَافِقٌ جَعَلَ دِینَهُ هَوَاهُ وَ إِلَهَهُ بَطْنَهُ كُلَّمَا اشْتَهَی مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ لَمْ یَمْتَنِعْ مِنْهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ فَرِحُوا بِالْحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَا الْحَیاةُ الدُّنْیا فِی الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ (3)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَحَارِیبُهُمْ (4) نِسَاؤُهُمْ وَ شَرَفُهُمُ الدَّرَاهِمُ وَ الدَّنَانِیرُ وَ هِمَّتُهُمْ بُطُونُهُمْ أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْأَشْرَارِ الْفِتْنَةُ مَعَهُمْ وَ إِلَیْهِمْ یَعُودُ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی أَ فَرَأَیْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِینَ- ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا یُوعَدُونَ- ما أَغْنی عَنْهُمْ ما كانُوا یُمَتَّعُونَ (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَجْسَادُهُمْ لَا تَشْبَعُ وَ قُلُوبُهُمْ لَا تَخْشَعُ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ الْإِسْلَامُ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ مِنْ أَعْقَابِكُمْ فَلَا تُسَلِّمُوا فِی نَادِیهِمْ وَ لَا تُشَیِّعُوا جَنَائِزَهُمْ وَ لَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ فَإِنَّهُمْ یَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكُمْ وَ یُظْهِرُونَ بِدَعْوَاكُمْ وَ یُخَالِفُونَ أَفْعَالَكُمْ فَیَمُوتُونَ عَلَی غَیْرِ مِلَّتِكُمْ أُولَئِكَ لَیْسُوا مِنِّی وَ لَا أَنَا مِنْهُمْ فَلَا تَخَافَنَّ أَحَداً غَیْرَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- أَیْنَما تَكُونُوا یُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ(6)

ص: 97


1- 1. الشعراء: 129- 131.
2- 2. الجاثیة: 22.
3- 3. الرعد: 26.
4- 4. المحاریب: جمع محراب.
5- 5. الشعراء: 205- 207.
6- 6. النساء: 78.

وَ یَقُولُ یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ- فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْیَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(1)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ مِنِّی وَ مِنْ جَمِیعِ الْمُرْسَلِینَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ عَلَیْهِمْ غَضَبُ اللَّهِ وَ سُوءُ الْحِسَابِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لُعِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ إِلَی قَوْلِهِ وَ لكِنَّ كَثِیراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ أُولَئِكَ یُظْهِرُونَ الْحِرْصَ الْفَاحِشَ وَ الْحَسَدَ الظَّاهِرَ وَ یَقْطَعُونَ الْأَرْحَامَ وَ یَزْهَدُونَ فِی الْخَیْرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(3) وَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً(4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ عَلَی دِینِهِ مِثْلُ الْقَابِضِ عَلَی الْجَمْرَةِ بِكَفِّهِ یَقُولُ لِذَلِكَ الزَّمَانِ إِنْ كَانَ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ ذِئْباً وَ إِلَّا أَكَلَتْهُ الذِّئْبُ (5):

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عُلَمَاؤُهُمْ وَ فُقَهَاؤُهُمْ خَوَنَةٌ فَجَرَةٌ أَلَا إِنَّهُمْ أَشْرَارُ خَلْقِ اللَّهِ وَ كَذَلِكَ أَتْبَاعُهُمْ وَ مَنْ یَأْتِیهِمْ وَ یَأْخُذُ مِنْهُمْ وَ یُحِبُّهُمْ وَ یُجَالِسُهُمْ وَ یُشَاوِرُهُمْ أَشْرَارُ خَلْقِ اللَّهِ یُدْخِلُهُمْ نَارَ جَهَنَّمَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ-(6) وَ نَحْشُرُهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَلی وُجُوهِهِمْ عُمْیاً وَ بُكْماً وَ صُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِیراً(7) كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ

ص: 98


1- 1. الحدید: 14 و 15.
2- 2. المائدة: 82- 84.
3- 3. الرعد: 25.
4- 4. الجمعة: 5.
5- 5. كذا.
6- 6. البقرة: 17.
7- 7. الإسراء: 97: و الخبوت: سكون النار.

بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها لِیَذُوقُوا الْعَذابَ (1) وَ إِذا أُلْقُوا فِیها سَمِعُوا لَها شَهِیقاً وَ هِیَ تَفُورُ- تَكادُ تَمَیَّزُ مِنَ الْغَیْظِ(2) كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِیدُوا فِیها وَ قِیلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِیقِ (3) لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ هُمْ فِیها لا یَسْمَعُونَ (4) یَدَّعُونَ أَنَّهُمْ عَلَی دِینِی وَ سُنَّتِی وَ مِنْهَاجِی وَ شَرَائِعِی إِنَّهُمْ مِنِّی بِرَاءٌ وَ أَنَا مِنْهُمْ بَرِی ءٌ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تُجَالِسُوهُمْ فِی الْمَلَإِ وَ لَا تُبَایِعُوهُمْ فِی الْأَسْوَاقِ وَ لَا تَهْدُوهُمُ الطَّرِیقَ وَ لَا تَسْقُوهُمُ الْمَاءَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ كانَ یُرِیدُ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها نُوَفِّ إِلَیْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِیها وَ هُمْ فِیها لا یُبْخَسُونَ الْآیَةَ(5) یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- مَنْ كانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ (6)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَا بَلْوَی أُمَّتِی بَیْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَ الْبَغْضَاءُ وَ الْجِدَالُ أُولَئِكَ أَذِلَّاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِی دُنْیَاهُمْ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَیَخْسِفَنَّ اللَّهُ بِهِمْ وَ یَمْسَخُهُمْ قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ قَالَ فَبَكَی رَسُولُ اللَّهِ وَ بَكَیْنَا لِبُكَائِهِ وَ قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا یُبْكِیكَ قَالَ رَحْمَةً لِلْأَشْقِیَاءِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ (7) یَعْنِی الْعُلَمَاءَ وَ الْفُقَهَاءَ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ یُرِیدُ بِهِ الدُّنْیَا وَ آثَرَ عَلَیْهِ حُبَّ الدُّنْیَا وَ زِینَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ كَانَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ مَعَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی الَّذِینَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْكافِرِینَ (8)

ص: 99


1- 1. النساء: 55 و قوله تعالی« نَضِجَتْ» أی احترقت.
2- 2. الملك: 6 و 7 و الشهیق: الصوت المنكر كصوت الحمار. و هی تفور أی تغلی. « تكاد تمیز» أی تتقطع.
3- 3. الحجّ: 22.
4- 4. الأنبیاء: 100 و قوله« زَفِیرٌ» صوت كصوت الحمار و المراد شدة تنفسهم.
5- 5. هود: 15.
6- 6. الشوری: 19.
7- 7. السبأ: 50.
8- 8. البقرة: 84.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ لِلدُّنْیَا وَ زِیْنَتَهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَ لَمْ یَعْمَلْ بِمَا فِیهِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَی وَ مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ رِیَاءً وَ سُمْعَةً یُرِیدُ بِهِ الدُّنْیَا نَزَعَ اللَّهُ بَرَكَتَهُ وَ ضَیَّقَ عَلَیْهِ مَعِیشَتَهُ وَ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ مَنْ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ فَقَدْ هَلَكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَمَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا یُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً(1)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَلْیَكُنْ جُلَسَاؤُكَ الْأَبْرَارَ وَ إِخْوَانُكَ الْأَتْقِیَاءَ وَ الزُّهَّادَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ فِی كِتَابِهِ الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَنَّهُمْ یَرَوْنَ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً وَ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً فَفِی ذَلِكَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِهِمْ فَلَا یَكُونُ فِیهِمُ الشَّاهِدُ بِالْحَقِّ وَ لَا الْقَوَّامُونَ بِالْقِسْطِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی كُونُوا قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلی أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَیْنِ وَ الْأَقْرَبِینَ (3)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ یَتَفَاضَلُونَ بِأَحْسَابِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزی- إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلی- وَ لَسَوْفَ یَرْضی (4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَیْكَ بِخَشْیَةِ اللَّهِ وَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ فَإِنَّهُ یَقُولُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوی وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(5) وَ یَقُولُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِیَ رَبَّهُ (6)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ دَعْ عَنْكَ مَا لَا یَعْنِیكَ وَ عَلَیْكَ بِمَا یُغْنِیكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ (7)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِیَّاكَ أَنْ تَدَعَ طَاعَةً وَ تَقْصِدَ مَعْصِیَةً شَفَقَةً عَلَی أَهْلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ

ص: 100


1- 1. الكهف: 110.
2- 2. الزخرف: 67. و الاخلاء: الاحباء.
3- 3. النساء: 134. قوامین أی دائمین علی القیام بالعدل.
4- 4. اللیل: 19- 21.
5- 5. المدّثّر: 55.
6- 6. البینة: 8.
7- 7. عبس: 37.

تَعَالَی یَقُولُ- یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا وَ لا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(1)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ احْذَرِ الدُّنْیَا وَ لَذَّاتِهَا وَ شَهَوَاتِهَا وَ زِینَتَهَا وَ أَكْلَ الْحَرَامِ وَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ الْمَرَاكِبَ وَ النِّسَاءَ وَ الْبَنِینَ وَ الْقَنَاطِیرَ الْمُقَنْطَرَةَ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ- ... وَ الْأَنْعَامَ وَ الْحَرْثَ ذلِكَ مَتاعُ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ- قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَیْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ(2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَغْتَرَّنَّ بِاللَّهِ وَ لَا تَغْتَرَّنَّ بِصَلَاتِكَ وَ عَمَلِكَ وَ بِرِّكَ وَ عِبَادَتِكَ

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا تَلَوْتَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَی فَأَتَیْتَ عَلَی آیَةٍ فِیهَا أَمْرٌ وَ نَهْیٌ فَرَدِّدْهَا نَظَراً وَ اعْتِبَاراً فِیهَا وَ لَا تَسْهُ عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّ نَهْیَهُ یَدُلُّ عَلَی تَرْكِ الْمَعَاصِی وَ أَمْرَهُ یَدُلُّ عَلَی عَمَلِ الْبِرِّ وَ الصَّلَاحِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ فَكَیْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ وَ وُفِّیَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (3)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تُحَقِّرَنَّ ذَنْباً وَ لَا تُصَغِّرَنَّهُ وَ اجْتَنِبِ الْكَبَائِرَ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا نَظَرَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی ذُنُوبِهِ دَمَعَتْ عَیْنَاهُ قَیْحاً وَ دَماً یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً(4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا قِیلَ لَكَ اتَّقِ اللَّهَ فَلَا تَغْضَبْ فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ إِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَصِّرْ أَمَلَكَ فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَقُلْ إِنِّی لَا أُمْسِی وَ إِذَا أَمْسَیْتَ فَقُلْ إِنِّی لَا أُصْبِحُ وَ اعْزِمْ عَلَی مُفَارَقَةِ الدُّنْیَا وَ أَحِبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَ لَا تَكْرَهْ لِقَاءَهُ فَإِنَّ اللَّهَ

ص: 101


1- 1. لقمان: 32 و 33. و الغرور بفتح الغین و المراد به الشیطان.
2- 2. مأخوذة من آل عمران: 12 و 13.
3- 3. آل عمران: 24.
4- 4. آل عمران: 28.
5- 5. البقرة: 202.

یُحِبُّ لِقَاءَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَهُ وَ یَكْرَهُ لِقَاءَ مَنْ یَكْرَهُ لِقَاءَهُ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَغْرِسِ الْأَشْجَارَ وَ لَا تجری [تُجْرِ] الْأَنْهَارَ(1)

وَ لَا تُزَخْرِفِ الْبُنْیَانَ وَ لَا تَتَّخِذِ الْحِیطَانَ وَ الْبُسْتَانَ فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ(2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَ یُسَمُّونَهُ النَّبِیذَ عَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ أَنَا مِنْهُمْ بَرِی ءٌ وَ هُمْ مِنِّی بُرَآءُ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ الزَّانِی بِأُمِّهِ أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنْ یُدْخِلُ فِی مَالِهِ مِنَ الرِّبَا مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ وَ مَنْ شَرِبَ الْمُسْكِرَ قَلِیلًا أَوْ كَثِیراً فَهُوَ أَشَدُّ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ آكِلِ الرِّبَا لِأَنَّهُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ أُولَئِكَ یَظْلِمُونَ الْأَبْرَارَ وَ یُصَدِّقُونَ الْفُجَّارَ وَ الْفَسَقَةَ الْحَقُّ عِنْدَهُمْ بَاطِلٌ وَ الْبَاطِلُ عِنْدَهُمْ حَقٌّ هَذَا كُلُّهُ لِلدُّنْیَا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ عَلَی غَیْرِ الْحَقِّ وَ لَكِنْ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ فَهُمْ لا یَهْتَدُونَ- رَضُوا بِالْحَیاةِ الدُّنْیا وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِینَ هُمْ عَنْ آیاتِنا غافِلُونَ- أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ رَدَّ عَنْ ذِكْرِی وَ ذِكْرِ الْآخِرَةِ(3) نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ- وَ إِنَّهُمْ لَیَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِیلِ وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ- حَتَّی إِذا جاءَنا قالَ یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ (4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِنَّهُمْ لَیَعِیبُونَ عَلَی مَنْ یَقْتَدِی بِسُنَّتِی فَرَائِضَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِیًّا حَتَّی أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِی وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ- إِنِّی جَزَیْتُهُمُ الْیَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ احْذَرْ سُكْرَ الْخَطِیئَةِ فَإِنَّ لِلْخَطِیئَةِ سُكْراً كَسُكْرِ الشَّرَابِ بَلْ هِیَ

ص: 102


1- 1. أی لإكثار الثروة لا مطلقا.
2- 2. التكاثر: 1.
3- 3. كذا و فی المصدر« وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَیِّضْ- الآیة» أی و من یعرض عن القرآن.
4- 4. الزخرف 35- 37. و قوله« نُقَیِّضْ» أی نهیئ، و قیض اللّٰه فلانا لفلان أی أتاحه.
5- 5. المؤمنون 112 و 113.

أَشَدُّ سُكْراً مِنْهُ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ (1) وَ یَقُولُ إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَی الْأَرْضِ زِینَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَیُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا- وَ إِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَیْها صَعِیداً جُرُزاً(2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ الدُّنْیَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَنْ فِیهَا مَلْعُونٌ مَنْ طَلَبَهَا وَ أَحَبَّهَا وَ نَصَبَ لَهَا وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی كُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ- وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ (3) وَ قَوْلُهُ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا عَمِلْتَ عَمَلًا فَاعْمَلْ لِلَّهِ خَالِصاً لِأَنَّهُ لَا یَقْبَلُ مِنْ عِبَادِهِ الْأَعْمَالَ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصاً فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزی- إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلی- وَ لَسَوْفَ یَرْضی (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ دَعْ نَعِیمَ الدُّنْیَا وَ أَكْلَهَا وَ حَلَاوَتَهَا وَ حَارَّهَا وَ بَارِدَهَا وَ لَیِّنَهَا وَ طَیِّبَهَا وَ أَلْزِمْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ عَنْهَا فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (6)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَلَا تُلْهِیَنَّكَ الدُّنْیَا وَ شَهَوَاتُهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ (7)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا عَمِلْتَ عَمَلًا مِنَ الْبِرِّ وَ أَنْتَ تُرِیدُ بِذَلِكَ غَیْرَ اللَّهِ فَلَا تَرْجُ بِذَلِكَ مِنْهُ ثَوَاباً فَإِنَّهُ یَقُولُ- فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً(8)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا مَدَحَكَ النَّاسُ فَقَالُوا إِنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَ تَقُومُ اللَّیْلَ وَ أَنْتَ عَلَی غَیْرِ ذَلِكَ فَلَا تَفْرَحْ بِذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَ یُحِبُّونَ أَنْ یُحْمَدُوا بِما لَمْ یَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (9)

ص: 103


1- 1. البقرة: 17.
2- 2. الكهف: 6 و 7.
3- 3. الرحمن 26 و 27.
4- 4. القصص: 88.
5- 5. اللیل: 19- 21.
6- 6. التكاثر: 8.
7- 7. المؤمنون: 115.
8- 8. الكهف: 105.
9- 9. آل عمران: 185. و المفازة: المنجاة أی فائزین بالنجاة.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَكْثِرْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَ الْبِرِّ فَإِنَّ الْمُحْسِنَ وَ الْمُسِی ءَ یَنْدَمَانِ یَقُولُ الْمُحْسِنُ یَا لَیْتَنِی ازْدَدْتُ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ یَقُولُ الْمُسِی ءُ قَصَّرْتُ وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ(1)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تُقَدِّمِ الذَّنْبَ وَ لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ وَ لَكِنْ قَدِّمِ التَّوْبَةَ وَ أَخِّرِ الذَّنْبَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسانُ لِیَفْجُرَ أَمامَهُ (2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِیَّاكَ أَنْ تَسُنَّ سُنَّةً بِدْعَةً فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَنَّ سُنَّةَ سَیِّئَةً لَحِقَهُ وِزْرُهَا وَ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ (3) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ(4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَرْكَنْ إِلَی الدُّنْیَا وَ لَا تَطْمَئِنَّ إِلَیْهَا فَسَتُفَارِقُهَا عَنْ قَلِیلٍ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ نَخْلٍ طَلْعُها هَضِیمٌ (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ اذْكُرِ الْقُرُونَ الْمَاضِیَةَ وَ الْمُلُوكَ الْجَبَابِرَةَ الَّذِینَ مَضَوْا فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَیْنَ ذلِكَ كَثِیراً(6)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ انْظُرْ أَنْ تَدَعَ الذَّنْبَ (7) سِرّاً وَ عَلَانِیَةً صَغِیراً وَ كَبِیراً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَیْثُ مَا كُنْتَ یَرَاكَ وَ هُوَ مَعَكَ فَاجْتَنِبْهَا(8)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ اتَّقِ اللَّهَ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّهُ یَقُولُ- ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنی مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ ما كانُوا(9)

ص: 104


1- 1. القیامة: 2.
2- 2. القیامة: 5.
3- 3. یس: 11.
4- 4. القیامة: 13.
5- 5. مضمون مأخوذ من الآیات الواردة فی سورة الشعراء: 147 و 148 و سورة الدخان آیة 24 و 25 لا لفظها و هذا من سهو الرواة و اعتمادهم علی حافظتهم.
6- 6. الفرقان: 38.
7- 7. فی المصدر« ایاك و الذنب» و فی بعض نسخه مثل ما فی المتن.
8- 8. فی المصدر و« هُوَ مَعَكُمْ أَیْنَ ما كُنْتُمْ».
9- 9. المجادلة: 8.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ اتَّخِذِ الشَّیْطَانَ عَدُوّاً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّ الشَّیْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا(1) وَ یَقُولُ عَنْ إِبْلِیسَ ثُمَّ لَآتِیَنَّهُمْ مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَیْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِینَ (2) وَ یَقُولُ فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِینَ (3)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَانْظُرْ أَنْ لَا تَأْكُلَ الْحَرَامَ وَ لَا تَلْبَسَ الْحَرَامَ وَ لَا تَأْخُذَ مِنَ الْحَرَامِ وَ لَا تَعْصِ اللَّهَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ لِإِبْلِیسَ وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَیْهِمْ بِخَیْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ وَ عِدْهُمْ وَ ما یَعِدُهُمُ الشَّیْطانُ إِلَّا غُرُوراً(4) وَ قَالَ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا وَ لا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَقْرَبَنَّ مِنَ الْحَرَامِ مِنَ الْمَالِ وَ النِّسَاءِ(6) فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (7) وَ لَا تُؤْثِرَنَّ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ بِاللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- فَأَمَّا مَنْ طَغی وَ آثَرَ الْحَیاةَ الدُّنْیا فَإِنَّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأْوی (8) یَعْنِی الدُّنْیَا الْمَلْعُونَةَ وَ الْمَلْعُونُ مَا فِیهَا إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ- لَا تَخُونَنَّ أَحَداً فِی مَالٍ یَضَعُهُ عِنْدَكَ أَوْ أَمَانَةٍ ائْتَمَنَكَ عَلَیْهَا فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها(9)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَتَكَلَّمْ إِلَّا بِالْعِلْمِ بِشَیْ ءٍ سَمِعْتَهُ وَ رَأَیْتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ

ص: 105


1- 1. فاطر: 6.
2- 2. الأعراف: 16.
3- 3. ص: 85.
4- 4. الإسراء: 66.
5- 5. لقمان: 33، و فاطر: 5.
6- 6. فی المصدر« یا ابن مسعود خف اللّٰه فی السر و العلانیة» مكان« لا تقربن إلخ».
7- 7. الرحمن: 46.
8- 8. النازعات: 37- 39.
9- 9. النساء: 58.

مَسْؤُلًا(1) وَ قَالَ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ یُسْئَلُونَ (2) وَ قَالَ إِذْ یَتَلَقَّی الْمُتَلَقِّیانِ عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِیدٌ- ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ(3) وَ قَالَ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَهْتَمَّنَّ لِلرِّزْقِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَی اللَّهِ رِزْقُها(5) وَ قَالَ وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (6) وَ قَالَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَ إِنْ یَمْسَسْكَ بِخَیْرٍ فَهُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(7)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ مَنْ یَدَعُ الدُّنْیَا وَ یُقْبِلُ عَلَی تِجَارَةِ الْآخِرَةِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَتَّجِرُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ وَ یُرْبِحُ اللَّهُ تِجَارَتَهُ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِیتاءِ الزَّكاةِ یَخافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ(8)

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ لِی بِتِجَارَةِ الْآخِرَةِ فَقَالَ لَا تُرِیحَنَّ لِسَانَكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ أَنْ تَقُولَ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَهَذِهِ التِّجَارَةُ الْمُرْبِحَةُ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- یَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ- لِیُوَفِّیَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ یَزِیدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (9)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ كُلَّمَا أَبْصَرْتَهُ بِعَیْنِكَ وَ اسْتَحْلَاهُ قَلْبُكَ فَاجْعَلْهُ لِلَّهِ فَذَلِكَ تِجَارَةُ الْآخِرَةِ لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ- ما عِنْدَكُمْ یَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ (10)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ وَ إِذَا تَكَلَّمْتَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ تَعْرِفْ حَقَّهَا فَإِنَّهُ مَرْدُودٌ عَلَیْكَ وَ لَا یَزَالُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَرُدُّ غَضَبَ اللَّهِ عَنِ الْعِبَادِ حَتَّی إِذَا لَمْ یُبَالُوا مَا یَنْقُصُ

ص: 106


1- 1. الإسراء: 36.
2- 2. الزخرف: 18.
3- 3. ق: 16 و 17.
4- 4. ق: 15.
5- 5. هود: 6.
6- 6. الذاریات: 22.
7- 7. الأنعام: 17.
8- 8. النور: 37.
9- 9. فاطر: 29 و 30.
10- 10. النحل: 98.

مِنْ دِینِهِمْ بَعْدَ إِذْ سَلِمَتْ دُنْیَاهُمْ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی كَذَبْتُمْ كَذَبْتُمْ لَسْتُمْ بِهَا بِصَادِقِینَ فَإِنَّهُ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ (1)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَحِبَّ الصَّالِحِینَ فَإِنَّ الْمَرْءَ مَعَ مَنْ أَحَبَّهُ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ عَلَی أَعْمَالِ الْبِرِّ فَأَحِبَّ الْعُلَمَاءَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً(2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِیَّاكَ أَنْ تُشْرِكَ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ إِنْ نُشِرْتَ بِالْمِنْشَارِ أَوْ قُطِعْتَ أَوْ صُلِبْتَ أَوْ أُحْرِقْتَ بِالنَّارِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (3)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ اصْبِرْ مَعَ الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ وَ یُسَبِّحُونَهُ وَ یُهَلِّلُونَهُ وَ یَحْمَدُونَ وَ یَعْمَلُونَ بِطَاعَتِهِ وَ یَدْعُونَهُ بُكْرَةً وَ عَشِیّاً فَإِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَیْناكَ عَنْهُمْ (4) ما عَلَیْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ وَ ما مِنْ حِسابِكَ عَلَیْهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِینَ (5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَخْتَارَنَّ عَلَی ذِكْرِ اللَّهِ شَیْئاً فَإِنَّهُ یَقُولُ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ(6) وَ یَقُولُ فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِی وَ لا تَكْفُرُونِ (7) وَ یَقُولُ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (8) وَ یَقُولُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (9)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَیْكَ بِالسَّكِینَةِ وَ الْوَقَارِ وَ كُنْ سَهْلًا لَیِّناً عَفِیفاً مُسْلِماً تَقِیّاً نَقِیّاً بَارّاً طَاهِراً مُطَهَّراً صَادِقاً خَالِصاً سَلِیماً صَحِیحاً لَبِیباً صَالِحاً صَبُوراً شَكُوراً مُؤْمِناً وَرِعاً

ص: 107


1- 1. فاطر: 11. و ما بین القوسین لیس فی المصدر.
2- 2. النساء: 69.
3- 3. الحدید: 18.
4- 4. الكهف: 27.
5- 5. الأنعام: 52.
6- 6. العنكبوت: 44.
7- 7. البقرة: 152.
8- 8. البقرة: 186.
9- 9. المؤمن: 60.

عَابِداً زَاهِداً رَحِیماً عَالِماً فَقِیهاً یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ إِبْراهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوَّاهٌ مُنِیبٌ (1) وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً(2) وَ یَقُولُونَ لِلنَّاسِ حُسْناً- وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً- وَ الَّذِینَ إِذا ذُكِّرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ لَمْ یَخِرُّوا عَلَیْها صُمًّا وَ عُمْیاناً وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً- خالِدِینَ فِیها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً(3)

وَ یَقُولُ اللَّهُ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ- الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ- إِلَّا عَلی أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَیْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ- فَمَنِ ابْتَغی وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلَواتِهِمْ یُحافِظُونَ- أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ- الَّذِینَ یَرِثُونَ

الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ (4) یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أُولئِكَ فِی جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (5) وَ قَالَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَی قَوْلِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِیمٌ (6)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَحْمِلَنَّكَ الشَّفَقَةُ عَلَی أَهْلِكَ وَ وُلْدِكَ عَلَی الدُّخُولِ فِی الْمَعَاصِی وَ الْحَرَامِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ (7) وَ عَلَیْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- وَ الْباقِیاتُ الصَّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَیْرٌ أَمَلًا(8)

ص: 108


1- 1. هود: 77، و الاواه: كثیر التأسف، و المنیب: الراجع إلی اللّٰه تعالی.
2- 2. الفرقان: 64 و 65.
3- 3. الفرقان: 72 الی 76.
4- 4. المؤمنون: 1 الی 12.
5- 5. المعارج: 35.
6- 6. الأنفال: 2- 6.
7- 7. الشعراء: 88 و 89.
8- 8. الكهف: 44.

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ لَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ یَهْدِی النَّاسَ إِلَی الْخَیْرِ وَ یَأْمُرُهُمْ بِالْخَیْرِ وَ هُوَ غَافِلٌ عَنْهُ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ (1)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَیْكَ بِحِفْظِ لِسَانِكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَیْكَ بِالسَّرَائِرِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- یَوْمَ تُبْلَی السَّرائِرُ- فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ(3)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ احْذَرِ یَوْماً تُنْشَرُ فِیهِ الصَّحَائِفُ وَ تَظْهَرُ فِیهِ الْفَضَائِحُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنا بِها وَ كَفی بِنا حاسِبِینَ (4)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ اخْشَ اللَّهَ تَعَالَی بِالْغَیْبِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ یَرَاكَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ خَشِیَ الرَّحْمنَ بِالْغَیْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِیبٍ- ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ یَوْمُ الْخُلُودِ(5)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ انْصَحِ الْأُمَّةَ وَ ارْحَمْهُمْ فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَی أَهْلِ بَلْدَةٍ وَ أَنْتَ فِیهَا وَ أَرَادَ أَنْ یُنْزِلَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ نَظَرَ إِلَیْكَ فَرَحِمَهُمْ بِكَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- وَ ما كانَ رَبُّكَ لِیُهْلِكَ الْقُری بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ (6)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِیَّاكَ أَنْ تُظْهِرَ مِنْ نَفْسِكَ الْخُشُوعَ وَ التَّوَاضُعَ لِلْآدَمِیِّینَ وَ أَنْتَ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ رَبِّكَ مُصِرٌّ عَلَی الْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ(7)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَلَا تَكُنْ مِمَّنْ یُشَدِّدُ عَلَی النَّاسِ وَ یُخَفِّفُ عَلَی نَفْسِهِ یَقُولُ اللَّهُ

ص: 109


1- 1. البقرة: 41.
2- 2. یس: 65.
3- 3. الطارق: 9 و 10.
4- 4. الأنبیاء: 48.
5- 5. ق: 32 و 33.
6- 6. هود: 119.
7- 7. المؤمن: 19.

تَعَالَی لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (1)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا عَمِلْتَ عَمَلًا فَاعْمَلْ بِعِلْمٍ وَ عَقْلٍ وَ إِیَّاكَ وَ أَنْ تَعْمَلَ عَمَلًا بِغَیْرِ تَدْبِیرٍ وَ عِلْمٍ فَإِنَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَقُولُ- وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِی نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً(2)

یَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَیْكَ بِالصِّدْقِ وَ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ فِیكَ كَذِبَةٌ أَبَداً وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ أَحْسِنْ وَ ادْعُ النَّاسَ إِلَی الْإِحْسَانِ وَ صِلْ رَحِمَكَ وَ لَا تَمْكُرِ النَّاسَ وَ أَوْفِ النَّاسَ بِمَا عَاهَدْتَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی وَ یَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ یَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (3) تَمَّتِ الْمَوْعِظَةُ وَ بِاللَّهِ التَّوْفِیقُ.

باب 6 جوامع وصایا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و مواعظه و حكمه

«1»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] لی (4)،[الأمالی] للصدوق الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الْعَسْكَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دُرَیْدٍ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنِ الْعُتْبِیِّ یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِیبٍ الْبَصْرِیُّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی الْمِنْقَرِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ (5)

عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ قَیْسُ بْنُ عَاصِمٍ: وَفَدْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلْتُ وَ عِنْدَهُ الصَّلْصَالُ بْنُ الدَّلَهْمَشِ فَقُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ عِظْنَا مَوْعِظَةً

ص: 110


1- 1. الصف: 2.
2- 2. النحل: 94.
3- 3. النحل: 92.
4- 4. المعانی ص 232. الخصال ج 1 ص 56. الأمالی المجلس الأول ص 3.
5- 5. فی المعانی« العلاء بن فضیل». و فی الأمالی« العلاء بن محمّد بن الفضل». و فی الخصال« العلاء بن الفضل».

نَنْتَفِعُ بِهَا فَإِنَّا قَوْمٌ نَعِیرُ(1) فِی الْبَرِّیَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا قَیْسُ إِنَّ مَعَ الْعِزِّ ذُلًّا وَ إِنَّ مَعَ الْحَیَاةِ مَوْتاً وَ إِنَّ مَعَ الدُّنْیَا آخِرَةً وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حَسِیباً وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ رَقِیباً وَ إِنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً وَ لِكُلِّ سَیِّئَةٍ عِقَاباً وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكَ یَا قَیْسُ مِنْ قَرِینٍ یُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَیٌّ وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَیِّتٌ فَإِنْ كَانَ كَرِیماً أَكْرَمَكَ وَ إِنْ كَانَ لَئِیماً أَسْلَمَكَ ثُمَّ لَا یُحْشَرُ إِلَّا مَعَكَ وَ لَا تُبْعَثُ إِلَّا مَعَهُ وَ لَا تُسْأَلُ إِلَّا عَنْهُ فَلَا تَجْعَلْهُ إِلَّا صَالِحاً فَإِنَّهُ إِنْ صَلَحَ آنَسْتَ بِهِ وَ إِنْ فَسَدَ لَا تَسْتَوْحِشُ إِلَّا مِنْهُ وَ هُوَ فِعْلُكَ.

فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ هَذَا الْكَلَامُ فِی أَبْیَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ نَفْخَرُ بِهِ عَلَی مَنْ یَلِینَا مِنَ الْعَرَبِ وَ نَدَّخِرُهُ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَأْتِیهِ بِحَسَّانَ قَالَ قَیْسٌ فَأَقْبَلْتُ أُفَكِّرُ فِیمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْعِظَةَ مِنَ الشِّعْرِ فَاسْتَتَبَ (2) لِیَ الْقَوْلُ قَبْلَ مَجِی ءِ حَسَّانَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَضَرَتْنِی أَبْیَاتٌ أَحْسَبُهَا تُوَافِقُ مَا تُرِیدُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ یَا قَیْسُ فَقُلْتُ:

تَخَیَّرْ خَلِیطاً(3) مِنْ فِعَالِكَ إِنَّمَا***قَرِینُ الْفَتَی فِی الْقَبْرِ مَا كَانَ یَفْعَلُ

وَ لَا بُدَّ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَنْ تُعِدَّهُ***لِیَوْمٍ یُنَادَی الْمَرْءُ فِیهِ فَیُقْبِلُ

فَإِنْ كُنْتَ مَشْغُولًا بِشَیْ ءٍ فَلَا تَكُنْ***بِغَیْرِ الَّذِی یَرْضَی بِهِ اللَّهُ تُشْغَلُ

فَلَنْ یَصْحَبَ الْإِنْسَانُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ***وَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَّا الَّذِی كَانَ یَعْمَلُ

أَلَا إِنَّمَا الْإِنْسَانُ ضَیْفٌ لِأَهْلِهِ***یُقِیمُ قَلِیلًا بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَرْحَلُ

«2»- لی (4)،[الأمالی] للصدوق السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ:

ص: 111


1- 1. أی نذهب و نجی ء و نردد فی البریة ای الصحراء. و فی بعض النسخ« نعبر».
2- 2. أی استقام، و فی بعض النسخ« استبان» أی ظهر.
3- 3. فی المعانی« قرینا» مكان« خلیطا».
4- 4. الأمالی المجلس السادس ص 14. و المراد بالسنانی: محمّد بن أحمد. و بالاسدی: محمّد بن أبی عبد اللّٰه الكوفیّ.

الِاشْتِهَارُ بِالْعِبَادَةِ رِیبَةٌ إِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ- عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ وَ أَسْخَی النَّاسِ مَنْ أَدَّی زَكَاةَ مَالِهِ وَ أَزْهَدُ النَّاسِ مَنِ اجْتَنَبَ الْحَرَامَ وَ أَتْقَی النَّاسِ مَنْ قَالَ الْحَقَّ فِیمَا لَهُ وَ عَلَیْهِ- وَ أَعْدَلُ النَّاسِ مَنْ رَضِیَ لِلنَّاسِ مَا یَرْضَی لِنَفْسِهِ وَ كَرِهَ مَا یَكْرَهُ لِنَفْسِهِ وَ أَكْیَسُ النَّاسِ مَنْ كَانَ أَشَدَّ ذِكْراً لِلْمَوْتِ وَ أَغْبَطُ النَّاسِ مَنْ كَانَ تَحْتَ التُّرَابِ قَدْ أَمِنَ الْعِقَابَ یَرْجُو الثَّوَابَ وَ أَغْفَلُ النَّاسِ مَنْ لَمْ یَتَّعِظْ بِتَغَیُّرِ الدُّنْیَا مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ وَ أَعْظَمُ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا خَطَراً مَنْ لَمْ یَجْعَلْ لِلدُّنْیَا عِنْدَهُ خَطَراً وَ أَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَی عِلْمِهِ- وَ أَشْجَعُ النَّاسِ مَنْ غَلَبَ هَوَاهُ وَ أَكْثَرُ النَّاسِ قِیمَةً أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَقَلُّ النَّاسِ قِیمَةً أَقَلُّهُمْ عِلْماً وَ أَقَلُّ النَّاسِ لَذَّةً الْحَسُودُ وَ أَقَلُّ النَّاسِ رَاحَةً الْبَخِیلُ وَ أَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالْحَقِّ أَعْلَمُهُمْ بِهِ وَ أَقَلُّ النَّاسِ حُرْمَةً الْفَاسِقُ وَ أَقَلُّ النَّاسِ وَفَاءً الْمُلُوكُ وَ أَقَلُّ النَّاسِ صَدِیقاً الْمَلِكُ وَ أَفْقَرُ النَّاسِ الطَّامِعُ وَ أَغْنَی النَّاسِ مَنْ لَمْ یَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِیراً وَ أَفْضَلُ النَّاسِ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ أَكْرَمُ النَّاسِ أَتْقَاهُمْ وَ أَعْظَمُ النَّاسِ قَدْراً مَنْ تَرَكَ مَا لَا یَعْنِیهِ- وَ أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ أَقَلُّ النَّاسِ مُرُوَّةً مَنْ كَانَ كَاذِباً وَ أَشْقَی النَّاسِ الْمُلُوكُ وَ أَمْقَتُ النَّاسِ الْمُتَكَبِّرُ- وَ أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ وَ أَحْلَمُ النَّاسِ مَنْ فَرَّ مِنْ جُهَّالِ النَّاسِ وَ أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ خَالَطَ كِرَامَ النَّاسِ وَ أَعْقَلُ النَّاسِ أَشَدُّهُمْ مُدَارَاةً لِلنَّاسِ وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالتُّهَمَةِ مَنْ جَالَسَ أَهْلَ التُّهَمَةِ وَ أَعْتَی النَّاسِ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ أَوْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَی الْعُقُوبَةِ وَ أَحَقُّ النَّاسِ بِالذَّنْبِ السَّفِیهُ الْمُغْتَابُ وَ أَذَلُّ النَّاسِ مَنْ أَهَانَ النَّاسَ وَ أَحْزَمُ النَّاسِ أَكْظَمُهُمْ لِلْغَیْظِ وَ أَصْلَحُ النَّاسِ أَصْلَحُهُمْ لِلنَّاسِ وَ خَیْرُ النَّاسِ مَنِ انْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ.

كِتَابُ الْغَایَاتِ (1)،

رُوِیَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الِاشْتِهَارُ بِالْعِبَادَةِ إِلَی آخِرِهِ.

ص: 112


1- 1. تألیف أبی محمّد جعفر بن أحمد بن علی القمّیّ نزیل الری مخطوط.

مع (1)،[معانی الأخبار] عن ابن الولید عن الصفار عن أیوب بن نوح عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن سیف بن عمیرة عن أبی حمزة الثمالی عن الصادق علیه السلام: مثله.

كنز الكراجكی (2)، مرسلا: مثله.

«3»- لی (3)،[الأمالی] للصدوق عَنِ ابْنِ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ فَحَسُنَ مُنْقَلَبُهُ إِذْ رَضِیَ عَنْهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَیْلٌ لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ سَاءَ عَمَلُهُ فَسَاءَ مُنْقَلَبُهُ إِذْ سَخِطَ عَلَیْهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

«4»- لی (4)،[الأمالی] للصدوق عَنِ ابْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِمْ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحْسَنَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ لَمْ یُؤَاخَذْ بِمَا مَضَی مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَنْ أَسَاءَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَ الْآخِرِ.

«5»- لی (5)،[الأمالی] للصدوق عَنِ الطَّالَقَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَزِیدَ الصُّدَائِیِ (6) عَنْ أَبِی شَیْبَةَ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَقْبَلُوا لِی بِسِتٍّ أَتَقَبَّلُ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا وَ إِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تُخْلِفُوا وَ إِذَا ائْتَمَنْتُمْ فَلَا تَخُونُوا وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَلْسِنَتَكُمْ.

ص: 113


1- 1. معانی الأخبار ص 195.
2- 2. كنز الفوائد ص 138.
3- 3. الأمالی المجلس الثالث عشر ص 35 و المراد با بن ناتانة الحسین بن إبراهیم.
4- 4. الأمالی المجلس الثالث عشر ص 35. و المراد بابن إدریس الحسین بن أحمد.
5- 5. المصدر المجلس العشرون ص 55. و المراد بالطالقانی محمّد بن إبراهیم بن إسحاق.
6- 6. فی المصدر« الصیداوی».

«6»- لی (1)،[الأمالی] للصدوق عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِی اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ أَتْقَی النَّاسِ وَ ارْضَ بِقِسْمِ اللَّهِ تَكُنْ أَغْنَی النَّاسِ وَ كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ أَحْسِنْ مُصَاحَبَةَ مَنْ صَاحَبَكَ تَكُنْ مُسْلِماً.

«7»- ل، [الخصال] لی (2)،[الأمالی] للصدوق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَهْبِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ عُمَیْرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ عَمِّهِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًی فِی جَسَدِهِ آمِناً فِی سَرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ یَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِیزَتْ لَهُ الدُّنْیَا(3) یَا ابْنَ جُعْشُمٍ یَكْفِیكَ مِنْهَا مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ وَ وَارَی عَوْرَتَكَ فَإِنْ یَكُنْ بَیْتٌ یَكُنُّكَ فَذَاكَ وَ إِنْ تَكُنْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا فَبَخْ بَخْ وَ إِلَّا فَالْخُبْزُ وَ مَاءُ الْجَرِّ وَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ حِسَابٌ عَلَیْكَ أَوْ عَذَابٌ.

«8»- لی (4)،[الأمالی] للصدوق عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُ مَنْ هُوَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْإِیمَانَ وَ التَّقْوَی وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ عَاقِبَةِ الْأُمُورِ إِنَّ أَشْرَفَ الْحَدِیثِ ذِكْرُ اللَّهِ وَ رَأْسَ الْحِكْمَةِ طَاعَتُهُ وَ أَصْدَقَ الْقَوْلِ وَ أَبْلَغَ الْمَوْعِظَةِ وَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ كِتَابُ اللَّهِ وَ أَوْثَقَ الْعُرَی الْإِیمَانُ بِاللَّهِ وَ خَیْرَ الْمِلَلِ مِلَّةُ إِبْرَاهِیمَ وَ أَحْسَنَ السُّنَنِ سُنَّةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَحْسَنَ الْهَدْیِ هَدْیُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَیْرَ الزَّادِ التَّقْوَی وَ خَیْرَ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ وَ خَیْرَ الْهُدَی مَا اتُّبِعَ وَ خَیْرَ الْغِنَی غِنَی النَّفْسِ وَ خَیْرَ مَا أُلْقِیَ فِی الْقَلْبِ الْیَقِینُ وَ زِینَةَ الْحَدِیثِ الصِّدْقُ

ص: 114


1- 1. المصدر المجلس السادس و الثلاثون ص 121.
2- 2. الخصال ج 1 ص 77. و الأمالی المجلس الحادی و الستون ص 232.
3- 3. السرب- بكسر السین- النفس و بفتحها المسلك. و بفتحتین: البیت. و قوله« حیزت»- بكسر المهملة و الزای المعجمة-( له الدنیا) أی ضمت و جمعت.
4- 4. المجلس الرابع و السبعون ص 292.

وَ زِینَةَ الْعِلْمِ الْإِحْسَانُ وَ أَشْرَفَ الْمَوْتِ قَتْلُ الشَّهَادَةِ وَ خَیْرَ الْأُمُورِ خَیْرُهَا عَاقِبَةً وَ مَا قَلَّ وَ كَفَی خَیْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَ أَلْهَی وَ الشَّقِیَّ مَنْ شَقِیَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ وَ السَّعِیدَ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ وَ أَكْیَسَ الْكَیْسِ التُّقَی وَ أَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفُجُورُ وَ شَرَّ الرِّوَایَةِ رِوَایَةُ الْكَذِبِ وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ شَرَّ الْعَمَی عَمَی الْقَلْبِ وَ شَرَّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَعْظَمَ الْمُخْطِئِینَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِسَانُ كَذَّابٍ وَ شَرَّ الْكَسْبِ كَسْبُ الرِّبَا وَ شَرَّ الْمَأْكَلِ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ ظُلْماً وَ أَحْسَنَ زِینَةِ الرَّجُلِ السَّكِینَةُ مَعَ الْإِیمَانِ وَ مَنْ یَبْتَغِ السُّمْعَةَ یُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ وَ مَنْ یَعْرِفِ الْبَلَاءَ یَصْبِرْ عَلَیْهِ وَ مَنْ لَا یَعْرِفْهُ یُنْكِرْهُ وَ الرَّیْبُ كُفْرٌ وَ مَنْ یَسْتَكْبِرْ یَضَعْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یُطِعِ الشَّیْطَانَ یَعْصِ اللَّهَ وَ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ یُعَذِّبْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَشْكُرِ اللَّهَ یَزِدْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَصْبِرْ عَلَی الرَّزِیَّةِ یُغِثْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَحَسْبُهُ اللَّهُ- لَا تُسْخِطُوا اللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ لَا تَتَقَرَّبُوا إِلَی أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ بِتَبَاعُدٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ شَیْ ءٌ یُعْطِیهِ بِهِ خَیْراً أَوْ یَصْرِفُهُ بِهِ عَنْهُ السُّوءَ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ ابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ إِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ نَجَاحُ كُلِّ خَیْرٍ یُبْتَغَی وَ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ شَرٍّ یُتَّقَی وَ إِنَّ اللَّهَ یَعْصِمُ مَنْ أَطَاعَهُ وَ لَا یَعْتَصِمُ مِنْهُ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا یَجِدُ الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ مَهْرَباً فَإِنَّ أَمْرَ اللَّهِ نَازِلٌ بِإِذْلَالِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْخَلَائِقُ وَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِیبٌ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ- تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ قَالَ فَقَالَ لِیَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام هَذَا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

ین (1)، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَنِ الْجَوْهَرِیِّ وَ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ سَمِعْتُ كَلَاماً یُرْوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: السَّعِیدُ مَنْ سَعِدَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

«9»- لی (2)،[الأمالی] للصدوق عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْتَحْیُوا مِنَ اللَّهِ

ص: 115


1- 1. كتاب الحسین بن سعید الأهوازی مخطوط.
2- 2. الأمالی المجلس التسعون ص 366.

حَقَّ الْحَیَاءِ قَالُوا وَ مَا نَفْعَلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِینَ فَلَا یَبِیتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَ أَجَلُهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ لْیَحْفَظِ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَی وَ الْبَطْنَ وَ مَا وَعَی وَ لْیَذْكُرِ الْقَبْرَ وَ الْبِلَی وَ مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ فَلْیَدَعْ زِینَةَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا.

ب (1)،[قرب الإسناد] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ حَوَی مَكَانَ وَعَی وَ وَعَی مَكَانَ حَوَی.

«10»- فس (2)،[تفسیر القمی] عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَا مِنْ دَارٍ فِیهَا فَرْحَةٌ إِلَّا یَتْبَعُهَا تَرْحَةٌ(3)

وَ مَا مِنْ هَمٍّ إِلَّا وَ لَهُ فَرَحٌ إِلَّا هَمَّ أَهْلِ النَّارِ فَإِذَا عَمِلْتَ سَیِّئَةً فَأَتْبِعْهَا بِحَسَنَةٍ تَمْحُهَا سَرِیعاً وَ عَلَیْكَ بِصَنَائِعِ الْخَیْرِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مَصَارِعَ السَّوْءِ.

قال المفسر و إنما قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لأمیر المؤمنین علیه السلام علی حد التأدیب للناس لا بأن لأمیر المؤمنین علیه السلام سیئات عملها.

«11»- فس (4)،[تفسیر القمی] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْكَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِینَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَمْ یَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَی الدُّنْیَا حَسَرَاتٍ وَ مَنْ رَمَی بِبَصَرِهِ إِلَی مَا فِی یَدِ غَیْرِهِ كَثُرَ هَمُّهُ وَ لَمْ یُشْفَ غَیْظُهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَلَیْهِ نِعْمَةً إِلَّا فِی مَطْعَمٍ أَوْ فِی مَلْبَسٍ فَقَدْ قَصَرَ عَمَلُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ وَ مَنْ أَصْبَحَ عَلَی الدُّنْیَا حَزِیناً أَصْبَحَ عَلَی اللَّهِ سَاخِطاً وَ مَنْ شَكَا مُصِیبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا یَشْكُو رَبَّهُ وَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَهُوَ مِمَّنْ یَتَّخِذُ آیاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ مَنْ أَتَی ذَا مَیْسَرَةٍ فَیَتَخَشَّعُ لَهُ طَلَباً لِمَا فِی یَدَیْهِ ذَهَبَ ثُلُثَا دِینِهِ ثُمَّ قَالَ وَ لَا تَعْجَلْ وَ لَیْسَ یَكُونُ الرَّجُلُ یَسْأَلُ مِنَ الرَّجُلِ

ص: 116


1- 1. قرب الإسناد ص 13.
2- 2. تفسیر علیّ بن إبراهیم سورة الرعد ص 341.
3- 3. الترح: الحزن و الهم.
4- 4. المصدر سورة الحجر آیة 89 ص 356.

الرِّفْقَ فَیُبَجِّلَهُ (1) وَ یُوَقِّرَهُ فَقَدْ یَجِبُ ذَلِكَ لَهُ عَلَیْهِ وَ لَكِنْ یُرِیهِ أَنَّهُ یُرِیدُ بِتَخَشُّعِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ وَ یُرِیدُ أَنْ یَخْتِلَهُ عَمَّا فِی یَدَیْهِ (2).

«12»- ل (3)،[الخصال] عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: غَرِیبَتَانِ فَاحْتَمِلُوهَا كَلِمَةُ حُكْمٍ مِنْ سَفِیهٍ فَاقْبَلُوهَا وَ كَلِمَةُ سَفَهٍ مِنْ حَكِیمٍ فَاغْفِرُوهَا.

«13»- ل (4)،[الخصال] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَی أُمَّتِی الْهَوَی وَ طُولُ الْأَمَلِ أَمَّا الْهَوَی فَإِنَّهُ یَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَیُنْسِی الْآخِرَةَ وَ هَذِهِ الدُّنْیَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً وَ هَذِهِ الْآخِرَةُ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً وَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَ لَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْیَا فَافْعَلُوا فَإِنَّكُمُ الْیَوْمَ فِی دَارِ عَمَلٍ وَ لَا حِسَابَ وَ أَنْتُمْ غَداً فِی دَارِ حِسَابٍ وَ لَا عَمَلَ.

ل (5)، [الخصال] ابن بندار عن أبی العباس الحمادی عن أحمد بن محمد الشافعی عن عمه إبراهیم محمد عن علی بن أبی علی اللّٰهبی عن ابن المنكدر عن جابر: مثله.

«14»- ل (6)،[الخصال] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الْعَسْكَرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ

ص: 117


1- 1. التبجیل: التعظیم.
2- 2. ختله أی خدعه و ما كره. و معنی قوله« فقد یجب ذلك له علیه» أی قد یكون یجب تعظیم بعض مسئولین علی السائل و« ذلك» اشارة الی التبجیل و التوقیر و الضمیر فی« له» راجع الی المسئول و فی« علیه» الی السائل.
3- 3. الخصال ج 1 ص 19.
4- 4. المصدر ج 1 ص 27.
5- 5. الخصال ج 1 ص 27.
6- 6. المصدر ج 2 ص 84.

الْكَرِیمِ عَنِ ابْنِ عَوْفٍ عَنْ مَكِّیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُبَیْدَةَ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ یَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَوْسَطِ أَیَّامِ التَّشْرِیقِ فَعَرَفَ أَنَّهُ الْوَدَاعُ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ الْعَضْبَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ كُلُّ دَمٍ كَانَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَهُوَ هَدَرٌ وَ أَوَّلُ دَمٍ هُدِرَ دَمُ الْحَارِثِ بْنِ رَبِیعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضِعاً فِی هُذَیْلٍ فَقَتَلَهُ بَنُو اللَّیْثِ أَوْ قَالَ كَانَ مُسْتَرْضِعاً فِی بَنِی لَیْثٍ فَقَتَلَهُ هُذَیْلٌ (1) وَ كُلُّ رِبًا كَانَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَمَوْضُوعٌ وَ أَوَّلُ رِبًا وُضِعَ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2)

أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ فَهُوَ الْیَوْمَ كَهَیْئَةِ یَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ- رَجَبُ مُضَرَ الَّذِی بَیْنَ جُمَادَی وَ شَعْبَانَ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمُ- فَلا تَظْلِمُوا فِیهِنَّ أَنْفُسَكُمْ فَإِنَّ النَّسِی ءَ زِیادَةٌ فِی الْكُفْرِ یُضَلُّ بِهِ الَّذِینَ كَفَرُوا یُحِلُّونَهُ عاماً وَ یُحَرِّمُونَهُ عاماً لِیُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَكَانُوا یُحَرِّمُونَ الْمُحَرَّمَ عَاماً وَ یَسْتَحِلُّونَ صَفَرَ وَ یُحَرِّمُونَ صَفَرَ عَاماً وَ یَسْتَحِلُّونَ الْمُحَرَّمَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّیْطَانَ قَدْ یَئِسَ أَنْ یُعْبَدَ فِی بِلَادِكُمْ آخِرَ الْأَبَدِ وَ رَضِیَ مِنْكُمْ بِمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِیعَةٌ فَلْیُؤَدِّهَا إِلَی مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَیْهَا- أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَارٍ- لَا یَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَ اسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ فَلَكُمْ عَلَیْهِنَّ حَقٌّ وَ لَهُنَّ عَلَیْكُمْ حَقٌّ وَ مِنْ حَقِّكُمْ عَلَیْهِنَّ أَنْ لَا یُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ وَ لَا یَعْصِیَنَّكُمْ فِی مَعْرُوفٍ فَإِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ فَلَهُنَ رِزْقُهُنَّ وَ كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَا تَضْرِبُوهُنَّ. أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی

ص: 118


1- 1. كان ابن ربیعة مسترضعا فی بنی سعد فقتله بنو هذیل فی الجاهلیة. و التردید و الوهم من الراوی.
2- 2. انما بدأ صلّی اللّٰه علیه و آله بابطال الربا و الدم من أهله و اقربائه لیعلم أنّه لیس فی الدین محاباة.

قَدْ تَرَكْتُ فِیكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا- كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاعْتَصِمُوا بِهِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَیُّ یَوْمٍ هَذَا قَالُوا یَوْمٌ حَرَامٌ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ فَأَیُّ شَهْرٍ هَذَا قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَیُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ عَلَیْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَ أَمْوَالَكُمْ وَ أَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ یَوْمِكُمْ هَذَا فِی شَهْرِكُمْ هَذَا فِی بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَی یَوْمِ تَلْقَوْنَهُ أَلَا فَلْیُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ لَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ حَتَّی إِنَّهُ لَیُرَی بَیَاضُ إِبْطَیْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّی قَدْ بَلَّغْتُ.

«15»- ب (1)،[قرب الإسناد] ابْنُ ظَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قِلَّةُ الْعِیَالِ أَحَدُ الْیَسَارَیْنِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُنْزِلُ الْمَعُونَةَ عَلَی قَدْرِ الْمَئُونَةِ وَ یُنْزِلُ الصَّبْرَ عَلَی قَدْرِ قِلَّةِ الْیَسَارِ(2).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَمَانَةُ تَجْلِبُ الْغِنَی وَ الْخِیَانَةُ تَجْلِبُ الْفَقْرَ.

«16»- ب (3)،[قرب الإسناد] عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ قَالَ: ابْتَدَرَ النَّاسُ إِلَی قِرَابِ سَیْفِ (4) رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ مَوْتِهِ فَإِذَا صَحِیفَةٌ صَغِیرَةٌ وَجَدُوا فِیهَا مَنْ آوَی مُحْدِثاً فَهُوَ كَافِرٌ وَ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ أَعْتَی النَّاسِ (5) عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ أَوْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ.

«17»- ب (6)،[قرب الإسناد] ابْنُ ظَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ:

ص: 119


1- 1. قرب الإسناد ص 55 و المراد بابن ظریف- بالظاء المعجمة- الحسن بن ظریف بن ناصح ثقة( صه. حش).
2- 2. فی المصدر« علی قدر شدة البلاء».
3- 3. المصدر ص 112.
4- 4. ابتدر القوم أمرا: بادر بعضهم بعضا إلیه أیهم یسبق إلیه أی اسرعوا. و قراب السیف: جفنه و هو وعاء یكون فیه السیف بغمده و حمالته.
5- 5. عتی- كدعی- و المصدر عتو- كسمو- استكبر و جاوز الحد، فهو عات و الجمع عتاة كداع و دعاة.
6- 6. المصدر ص 50 و المراد بابن علوان الحسین بن علوان الكلبی عامی له كتاب( ست، صه، جش).

وُجِدَ فِی غِمْدِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَحِیفَةٌ مَخْتُومَةٌ فَفَتَحُوهَا فَوَجَدُوا فِیهَا مِنْ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی اللَّهِ الْقَاتِلُ غَیْرَ قَاتِلِهِ وَ الضَّارِبُ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً(1)

أَوْ آوَی مُحْدِثاً فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ- لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا وَ مَنْ تَوَلَّی إِلَی غَیْرِ مَوَالِیهِ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

«18»- ن (2)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اخْتَارُوا الْجَنَّةَ عَلَی النَّارِ وَ لَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ فَتُقْذَفُوا فِی النَّارِ مُنَكَّسِینَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً.

«19»- ب (3)،[قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثَةٌ هُنَّ أُمُّ الْفَوَاقِرِ(4)

سُلْطَانٌ إِنْ أَحْسَنْتَ إِلَیْهِ لَمْ یَشْكُرْ وَ إِنْ أَسَأْتَ إِلَیْهِ لَمْ یَغْفِرْ وَ جَارٌ عَیْنُهُ تَرْعَاكَ وَ قَلْبُهُ تَبْغَاكَ إِنْ رَأَی حَسَنَةً دَفَنَهَا وَ لَمْ یُفْشِهَا وَ إِنْ رَأَی سَیِّئَةً أَظْهَرَهَا وَ أَذَاعَهَا وَ زَوْجَةٌ إِنْ شَهِدْتَ لَمْ تَقَرَّ عَیْنُكَ بِهَا وَ إِنْ غِبْتَ لَمْ تَطْمَئِنَّ إِلَیْهَا.

«20»- ما(5)،[الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَیْنٍ الْخَلَّالِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ زُفَرَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَشْرَسَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَیُّوبَ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَسَرَّ مَا یُرْضِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَظْهَرَ اللَّهُ لَهُ مَا یَسُرُّهُ وَ مَنْ أَسَرَّ مَا یُسْخِطُ اللَّهَ تَعَالَی أَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ مَا یَحْزُنُهُ وَ مَنْ كَسَبَ مَالًا مِنْ غَیْرِ حِلِّهِ أَفْقَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ وَ مَنْ سَعَی فِی رِضْوَانِ اللَّهِ أَرْضَاهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَذَلَّ مُؤْمِناً أَذَلَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ عَادَ مَرِیضاً فَإِنَّهُ یَخُوضُ فِی

ص: 120


1- 1. أی ابتدع بدعة.
2- 2. عیون أخبار الرضا علیه السلام ص 200.
3- 3. قرب الإسناد ص 40 و المراد بابن زیاد مسعدة بن زیاد الكوفیّ الربعی ثقة عین روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام( صه. جش). له كتاب عنه هارون بن مسلم( ست).
4- 4. الفواقر جمع الفاقرة و هی الداهیة.
5- 5. الأمالی ج 1 ص 185.

الرَّحْمَةِ وَ أَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی حَقْوَیْهِ فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِیضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ وَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ یَطْلُبُ عِلْماً شَیَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ مَنْ كَظَمَ غَیْظاً مَلَأَ اللَّهُ جَوْفَهُ إِیمَاناً وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ مُحَرَّمٍ أَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَةً تَسُرُّهُ وَ مَنْ عَفَا مِنْ مَظْلِمَةٍ أَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهَا عِزّاً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ بَنَی مَسْجِداً وَ لَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ(1) بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ- وَ مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً فَهِیَ فِدَاءٌ عَنِ النَّارِ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهَا فِدَاءُ عُضْوٍ مِنْهُ- وَ مَنْ أَعْطَی دِرْهَماً فِی سَبِیلِ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعَمِائَةِ حَسَنَةٍ وَ مَنْ أَمَاطَ(2)

عَنْ طَرِیقِ الْمُسْلِمِینَ مَا یُؤْذِیهِمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ قِرَاءَةِ أَرْبَعِمِائَةِ آیَةٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا بِعَشْرِ حَسَنَاتٍ وَ مَنْ لَقِیَ عَشَرَةً مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِتْقَ رَقَبَةٍ وَ مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً لُقْمَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ وَ مَنْ كَسَاهُ ثَوْباً كَسَاهُ اللَّهُ مِنَ الْإِسْتَبْرَقِ وَ الْحَرِیرِ وَ صَلَّی عَلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا بَقِیَ فِی ذَلِكَ الثَّوْبِ سِلْكٌ (3).

«21»- ما(4)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ حَنَانٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سَلْمَانَ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ مِنْ أَتْقَی النَّاسِ وَ ارْضَ بِقِسْمِ اللَّهِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَی النَّاسِ وَ كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ یُجَاوِرُكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ أَحْسِنْ مُصَاحَبَةَ مَنْ صَاحَبَكَ تَكُنْ مُسْلِماً.

«22»- ما(5)،[الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّنْیَا دُوَلٌ فَمَا كَانَ لَكَ مِنْهَا

ص: 121


1- 1. المفحص: الموضع الذی تفحص القطاة أی تكشف التراب عنه لتبیض فیه.
2- 2. أماط الاذی عن الطریق: أی أبعده.
3- 3. السلك: الخیط.
4- 4. الأمالی ج 1 ص 120.
5- 5. المصدر ج 1 ص 229.

أَتَاكَ عَلَی ضَعْفِكَ وَ مَا كَانَ عَلَیْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ- وَ مَنِ انْقَطَعَ رَجَاهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ قَرَّتْ عَیْنُهُ.

«23»- ما(1)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ ابْنِ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیهم السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی خُطْبَتِهِ إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ كِتَابُ اللَّهِ وَ خَیْرُ الْهَدْیِ هَدْیُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ كَانَ إِذَا خَطَبَ قَالَ فِی خُطْبَتِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ اشْتَدَّ صَوْتُهُ وَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ثُمَّ یَقُولُ صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَةُ أَوْ مَسَّتْكُمْ (2)

ثُمَّ یَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَ السَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَ یُشِیرُ بِإِصْبَعَیْهِ.

«24»- ما(3)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنِ ابْنِ الْحَمَّامِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّحْوِیِّ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ مُطَهَّرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ خَلَفٍ عَنْ لَیْثِ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُنْ فِی الدُّنْیَا كَأَنَّكَ غَرِیبٌ وَ كَأَنَّكَ عابری [عَابِرُ] سَبِیلٍ وَ عُدَّ نَفْسَكَ فِی أَصْحَابِ الْقُبُورِ قَالَ قَالَ مُجَاهِدٌ وَ قَالَ لِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَ أَنْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِذَا أَمْسَیْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ أَنْ تُصْبِحَ وَ إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ أَنْ تُمْسِیَ وَ خُذْ مِنْ حَیَاتِكَ لِمَوْتِكَ وَ مِنْ صِحَّتِكَ لِسُقْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا اسْمُكَ غَداً.

ما(4)، [الأمالی] للشیخ الطوسی عن ابن حمویه عن أبی الحسین عن أبی خلیفة عن الحجبی عن حماد بن زید عن لیث عن مجاهد عن ابن عمر: مثله.

«25»- ما(5)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورَ

ص: 122


1- 1. المصدر ج 1 ص 347.
2- 2. یقال صبحهم- بالتخفیف و التشدید- أی أتاهم صباحا.
3- 3. المصدر ج 1 ص 390.
4- 4. المصدر ج 2 ص 16.
5- 5. المصدر ج 2 ص 87.

عَنْ أَیُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّیِّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ بْنِ یُونُسَ الْكُوفِیِّ عَنْ جَدِّهِ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْأَنْبِیَاءُ قَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِیَادَةٌ وَ أَنْتُمْ فِی مَمَرِّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فِی آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ یَأْتِیكُمْ بَغْتَةً فَمَنْ یَزْرَعْ خَیْراً یَحْصُدْ غِبْطَةً وَ مَنْ یَزْرَعْ شَرّاً یَحْصُدْ نَدَامَةً.

«26»- ما(1)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِی عَمَلًا صَالِحاً لَا یُحَالُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ قَالَ لَا تَغْضَبْ وَ لَا تَسْأَلْ شَیْئاً وَ ارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَی لِنَفْسِكَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِی قَالَ إِذَا صَلَّیْتَ الْعَصْرَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ سَبْعاً وَ سَبْعِینَ مَرَّةً تَحُطُّ عَنْكَ عَمَلَ سَبْعٍ وَ سَبْعِینَ سَیِّئَةً قَالَ مَا لِی سَبْعٌ وَ سَبْعُونَ سَیِّئَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاجْعَلْهَا لَكَ وَ لِأَبِیكَ قَالَ مَا لِی وَ لِأَبِی سَبْعٌ وَ سَبْعُونَ سَیِّئَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اجْعَلْهَا لَكَ وَ لِأَبِیكَ وَ لِأُمِّكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِی وَ لِأَبِی وَ أُمِّی سَبْعٌ وَ سَبْعُونَ سَیِّئَةً قَالَ اجْعَلْهَا لَكَ وَ لِأَبِیكَ وَ أُمِّكَ وَ لِقَرَابَتِكَ.

«27»- ما(2)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَهْلٍ الْعَاقُولِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: جَاءَ أَبُو أَیُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَیْدٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی وَ أَقْلِلْ لَعَلِّی أَنْ أَحْفَظَ قَالَ أُوصِیكَ بِخَمْسٍ بِالْیَأْسِ عَمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَی وَ إِیَّاكَ وَ الطَّمَعَ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ وَ صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَ إِیَّاكَ وَ مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ وَ أَحِبَّ لِأَخِیكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ.

«28»- ما(3)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ

ص: 123


1- 1. المصدر ج 2 ص 121.
2- 2. المصدر ج 2 ص 122.
3- 3. المصدر ج 2 ص 125.

بْنِ شُعْبَةَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ وَ مَنْ لَاحَی الرِّجَالَ سَقَطَتْ مُرُوَّتُهُ وَ ذَهَبَتْ كَرَامَتُهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَزَلْ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَنْهَانِی عَنْ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ كَمَا یَنْهَانِی عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَ عِبَادَةِ أَوْثَانٍ.

«29»- ل (1)،[الخصال] عَنِ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَسْرَعَ الْخَیْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ إِنَّ أَسْرَعَ الشَّرِّ عِقَاباً الْبَغْیُ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ عَیْباً أَنْ یَنْظُرَ مِنَ النَّاسِ إِلَی مَا یَعْمَی عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ یُعَیِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا یَسْتَطِیعُ تَرْكَهُ وَ یُؤْذِیَ جَلِیسَهُ بِمَا لَا یَعْنِیهِ.

«30»- مع (2)،[معانی الأخبار] عَنِ الْوَرَّاقِ عَنْ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَتْقَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَغْنَی النَّاسِ فَلْیَكُنْ بِمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِی یَدِهِ.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَبْغَضَ النَّاسَ وَ أَبْغَضَهُ النَّاسُ- ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِی لَا یُقِیلُ عَثْرَةً وَ لَا یَقْبَلُ مَعْذِرَةً وَ لَا یَغْفِرُ ذَنْباً قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِی لَا یُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ لَا یُرْجَی خَیْرُهُ وَ إِنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام قَامَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تُحَدِّثُوا

ص: 124


1- 1. الخصال ج 1 ص 54.
2- 2. معانی الأخبار ص 196 تحت رقم 2.

بِالْحِكْمَةِ الْجُهَّالَ فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ وَ لَا تُعِینُوا الظَّالِمَ عَلَی ظُلْمِهِ فَیَبْطُلَ فَضْلُكُمْ الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ أَمْرٌ تَبَیَّنَ لَكَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعْهُ وَ أَمْرٌ تَبَیَّنَ لَكَ غَیُّهُ فَاجْتَنِبْهُ وَ أَمْرٌ اخْتُلِفَ فِیهِ فَرُدَّهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«31»- مع (1)،[معانی الأخبار] عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وُجِدَ فِی ذُؤَابَةِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَحِیفَةٌ فَإِذَا فِیهَا مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنَّ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ وَ مَنْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ تَعَالَی مِنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا قَالَ ثُمَّ قَالَ تَدْرِی مَا یَعْنِی بِقَوْلِهِ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ قُلْتُ مَا یَعْنِی بِهِ قَالَ یَعْنِی أَهْلَ الدِّینِ.

و الصرف التوبة فی قول أبی جعفر علیه السلام و العدل الفداء فی قول أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

«32»- ف (2)،[تحف العقول] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا لِی أَرَی حُبَّ الدُّنْیَا قَدْ غَلَبَ عَلَی كَثِیرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّی كَأَنَّ الْمَوْتَ فِی هَذَا الدُّنْیَا عَلَی غَیْرِهِمْ كُتِبَ وَ كَأَنَّ الْحَقَّ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا عَلَی غَیْرِهِمْ وَجَبَ وَ حَتَّی كَأَنَّ مَا یَسْمَعُونَ مِنْ خَبَرِ الْأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ عِنْدَهُمْ كَسَبِیلِ قَوْمٍ سَفْرٍ عَمَّا قَلِیلٍ إِلَیْهِمْ رَاجِعُونَ (3) تُبَوِّءُونَهُمْ أَجْدَاثَهُمْ وَ تَأْكُلُونَ تُرَاثَهُمْ وَ أَنْتُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ أَ مَا یَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ لَقَدْ جَهِلُوا وَ نَسُوا كُلَّ مَوْعِظَةٍ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ أَمِنُوا شَرَّ كُلِّ عَاقِبَةِ سَوْءٍ وَ لَمْ یَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ(4)

وَ لَا بَوَائِقَ كُلِّ حَادِثَةٍ.

ص: 125


1- 1. معانی الأخبار ص 379 تحت رقم 3.
2- 2. التحف ص 29.
3- 3. یعنی أنهم إذا سمعوا بموت فلان مثلا یظنون أنّه قد سافر الی مكان فی الأرض ثمّ یرجع الیهم ثانیا بعد مضی أیّام. و قوله« تبوءونهم اجداثهم» فی الكافی« بیوتهم اجداثهم» و سیأتی تفسیره.
4- 4. الفادحة: النازلة و الفادح الصعب المثقل. و البوائق جمع البائقة و هی الداهیة و الشر.

طُوبَی لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ طُوبَی لِمَنْ طَابَ كَسْبُهُ وَ صَلَحَتْ سَرِیرَتُهُ وَ حَسُنَتْ عَلَانِیَتُهُ وَ اسْتَقَامَتْ خَلِیقَتُهُ طُوبَی لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ طُوبَی لِمَنْ مَنَعَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ إِخْوَانِهِ طُوبَی لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ زَهِدَ فِیمَا أُحِلَّ لَهُ مِنْ غَیْرِ رَغْبَةٍ عَنْ سُنَّتِی وَ رَفَضَ زَهْرَةَ الدُّنْیَا(1)

مِنْ غَیْرِ تَحَوُّلٍ عَنْ سُنَّتِی وَ اتَّبَعَ الْأَخْیَارَ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ بَعْدِی وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ وَ رَحِمَ أَهْلَ الْمَسْكَنَةِ طُوبَی لِمَنِ اكْتَسَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مَالًا مِنْ غَیْرِ معصیته [مَعْصِیَةٍ] وَ أَنْفَقَهُ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ وَ عَادَ بِهِ عَلَی أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ(2) وَ جَانَبَ أَهْلَ الْخُیَلَاءِ وَ التَّفَاخُرِ وَ الرَّغْبَةِ فِی الدُّنْیَا الْمُبْتَدِعِینَ خِلَافَ سُنَّتِی (3) الْعَامِلِینَ بِغَیْرِ سِیرَتِی طُوبَی لِمَنْ حَسُنَ مَعَ النَّاسِ خُلُقُهُ وَ بَذَلَ لَهُمْ مَعُونَتَهُ وَ عَدَلَ عَنْهُمْ شَرَّهُ.

«33»- ف (4)،[تحف العقول]: وَصِیَّتُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (5)

لَمَّا بَعَثَهُ إِلَی الْیَمَنِ یَا مُعَاذُ

ص: 126


1- 1. المراد بها بهجتها و غضارتها.
2- 2. یعنی صرفه فیهم.
3- 3. المبتدع صاحب البدعة.
4- 4. المصدر ص 25.
5- 5. معاذ بن جبل بضم المیم انصاری خزرجی، یكنی أبا عبد الرحمن، أسلم و هو ابن ثمان عشرة سنة، و شهد لیلة العقبة مع السبعین- من أهل یثرب( المدینة)- و شهد مع رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله المشاهد، و بعثه صلی اللّٰه علیه و آله الی الیمن بعد غزوة تبوك، فی سنة العاشر، و عاش الی أن توفی فی طاعون عمواس بناحیة الاردن سنة ثمان عشرة فی خلافة عمر. و لما بعثه صلی اللّٰه علیه و آله الی الیمن شیعه صلی اللّٰه علیه و آله و من كان معه من المهاجرین و الأنصار- و معاذ راكب، و رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله یمشی الی جنبه، و یوصیه. فقال معاذ یا رسول اللّٰه: أنا راكب و أنت تمشی ألا انزل فامشی معك و مع أصحابك؟ فقال: یا معاذ انما أحتسب خطای هذه فی سبیل اللّٰه. ثمّ أوصاه بوصایا- ذكرها الفریقین مشروحا و موجزا فی كتبهم- ثم التفت صلی اللّٰه علیه و آله ، فاقبل بوجهه نحو المدینة، فقال: ان أولی الناس بی المتقون من كانوا و حیث كانوا.

عَلِّمْهُمْ كِتَابَ اللَّهِ وَ أَحْسِنْ أَدَبَهُمْ عَلَی الْأَخْلَاقِ الصَّالِحَةِ وَ أَنْزِلِ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ خَیْرَهُمْ وَ شَرَّهُمْ (1)

وَ أَنْفِذْ فِیهِمْ أَمْرَ اللَّهِ وَ لَا تُحَاشِ فِی أَمْرِهِ وَ لَا مَالِهِ أَحَداً(2) فَإِنَّهَا لَیْسَتْ بِوَلَایَتِكَ وَ لَا مَالِكَ وَ أَدِّ إِلَیْهِمُ الْأَمَانَةَ فِی كُلِّ قَلِیلٍ وَ كَثِیرٍ وَ عَلَیْكَ بِالرِّفْقِ وَ الْعَفْوِ فِی غَیْرِ تَرْكٍ لِلْحَقِّ-(3)

یَقُولُ الْجَاهِلُ قَدْ تَرَكْتُ مِنْ حَقِّ اللَّهِ وَ اعْتَذِرْ إِلَی أَهْلِ عَمَلِكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ خَشِیتَ أَنْ یَقَعَ إِلَیْكَ مِنْهُ عَیْبٌ (4)

حَتَّی یَعْذِرُوكَ وَ أَمِتْ أَمْرَ الْجَاهِلِیَّةِ إِلَّا مَا سَنَّهُ الْإِسْلَامُ وَ أَظْهِرْ أَمْرَ الْإِسْلَامِ كُلَّهُ صَغِیرَهُ وَ كَبِیرَهُ وَ لْیَكُنْ أَكْثَرُ هَمِّكَ الصَّلَاةَ فَإِنَّهَا رَأْسُ الْإِسْلَامِ بَعْدَ الْإِقْرَارِ بِالدِّینِ وَ ذَكِّرِ النَّاسَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ اتَّبِعِ الْمَوْعِظَةَ فَإِنَّهُ أَقْوَی لَهُمْ عَلَی الْعَمَلِ بِمَا یُحِبُّ اللَّهُ ثُمَّ بُثَّ فِیهِمُ الْمُعَلِّمِینَ وَ اعْبُدِ اللَّهَ الَّذِی إِلَیْهِ تَرْجِعُ وَ لَا تَخَفْ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ تَرْكِ الْخِیَانَةِ وَ لِینِ الْكَلَامِ وَ بَذْلِ السَّلَامِ وَ حِفْظِ الْجَارِ وَ رَحْمَةِ الْیَتِیمِ وَ حُسْنِ الْعَمَلِ وَ قَصْرِ الْأَمَلِ وَ حُبِّ الْآخِرَةِ وَ الْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ وَ لُزُومِ الْإِیمَانِ وَ الْفِقْهِ فِی الْقُرْآنِ وَ كَظْمِ الْغَیْظِ وَ خَفْضِ الْجَنَاحِ (5)

وَ إِیَّاكَ أَنْ تَشْتِمَ مُسْلِماً أَوْ تُطِیعَ آثِماً أَوْ تَعْصِیَ إِمَاماً عَادِلًا أَوْ تُكَذِّبَ صَادِقاً أَوْ تُصَدِّقَ كَاذِباً وَ اذْكُرْ رَبَّكَ عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَ حَجَرٍ وَ أَحْدِثْ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً السِّرَّ بِالسِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةَ بِالْعَلَانِیَةِ یَا مُعَاذُ لَوْ لَا أَنَّنِی أَرَی أَلَّا نَلْتَقِیَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لَقَصَّرْتُ فِی الْوَصِیَّةِ وَ لَكِنَّنِی

ص: 127


1- 1. أی أنزل الناس منازلهم علی قدرهم و شئونهم من الخیر و شر.
2- 2. لا تحاش من حاش یحاش أی نزه و المراد أنك لا تكترث بما تفعله و لا تخاف من أحد و لا تستوحش منهم.
3- 3. فی بعض النسخ« من غیر ترك للحق».
4- 4. یعنی أن فی كل أمر خشیت أن یسرع إلیك عیب منه تقدم العذر قبل أن یعذروك.
5- 5. الخفض: الغض و الاخفاء و أیضا خفض ضد رفع و بمعنی اللین و السهل، و الجناح ما یطیر به الطائر و خفض الجناح كنایة عن التواضع.

أَرَی أَنْ لَا نَلْتَقِیَ أَبَداً(1) ثُمَّ اعْلَمْ یَا مُعَاذُ أَنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَیَّ مَنْ یَلْقَانِی عَلَی مِثْلِ الْحَالِ الَّتِی فَارَقَنِی عَلَیْهَا(2).

«34»- ف (3)،[تحف العقول] مِنْ كَلَامِهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً وَ إِنَّ شَرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَقْوَی النَّاسِ فَلْیَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ أَغْنَی النَّاسِ فَلْیَكُنْ بِمَا فِی یَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِی یَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِ النَّاسِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ وَ مَنَعَ رِفْدَهُ (4)

وَ جَلَدَ عَبْدَهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ- قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ لَا یُرْجَی خَیْرُهُ وَ لَا یُؤْمَنُ شَرُّهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ لَا یُقِیلُ عَثْرَةً وَ لَا یَقْبَلُ مَعْذِرَةً ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ یُبْغِضُ النَّاسَ وَ یُبْغِضُونَهُ.

إِنَّ عِیسَی علیه السلام قَامَ خَطِیباً فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ- لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجُهَّالِ فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ وَ لَا تَظْلِمُوا وَ لَا تُكَافِئُوا

ص: 128


1- 1. هذا البیان تصریح بموته صلی اللّٰه علیه و آله و أن معاذا لن یراه بعد الیوم و مقامه هذا، فانه صلّی اللّٰه علیه و آله و دعه و انصرف و سار معاذ الی الیمن حتّی أتی صنعاء الیمن فمكث أربعة عشر شهرا ثمّ رجع الی المدینة فلما دخلها فقد مات رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- 2. لعل فی هذا البیان إشارة الی معاذ بانك لو تلقانی یوم القیامة علی مثل هذه الحال و لم تتغیر حالك فی مستقبل الزمان و لم تنحرف عن طریقی بعد وفاتی تكون محبوبا عندی و لكن قیل فی حقه: انه من أصحاب الصحیفة و هم الذین كتبوا صحیفة و اشترطوا علی أن یزیلوا الإمامة عن علیّ علیه السلام. و ممن قوی خلافة أبی بكر.
3- 3. التحف ص 27.
4- 4. الرفد بالكسر: العطاء و الصلة و هو اسم من رفده رفدا من باب ضرب أی أعطاه و أعانه. و الظاهر أنّه أعمّ من منع الحقوق الواجبة و المستحبة.

ظَالِماً فَیَبْطُلَ (1) فَضْلُكُمْ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ أَمْرٌ بَیِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ وَ أَمْرٌ بَیِّنٌ غَیُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَ أَمْرٌ اخْتُلِفَ فِیهِ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ- أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ لَكُمْ مَعَالِمَ فَانْتَهُوا إِلَی مَعَالِمِكُمْ وَ إِنَّ لَكُمْ نِهَایَةً فَانْتَهُوا إِلَی نِهَایَتِكُمْ- إِنَّ الْمُؤْمِنَ بَیْنَ مَخَافَتَیْنِ أَجَلٌ قَدْ مَضَی لَا یَدْرِی مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِیهِ وَ بَیْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِیَ لَا یَدْرِی مَا اللَّهُ قَاضٍ فِیهِ فَلْیَأْخُذِ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ مِنْ دُنْیَاهُ لِآخِرَتِهِ وَ مِنَ الشَّیْبَةِ قَبْلَ الْكِبَرِ وَ مِنَ الْحَیَاةِ قَبْلَ الْمَوْتِ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ (2)

وَ مَا بَعْدَ الدُّنْیَا دَارٌ إِلَّا الْجَنَّةُ وَ النَّارُ.

«35»- سن (3)،[المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ ره: أَوْصَانِی خَلِیلِی بِسَبْعَةِ خِصَالٍ لَا أَدَعُهُنَّ عَلَی كُلِّ حَالٍ أَوْصَانِی أَنْ أَنْظُرَ إِلَی مَنْ هُوَ دُونِی وَ لَا أَنْظُرَ إِلَی مَنْ هُوَ فَوْقِی وَ أَنْ أُحِبَّ الْفُقَرَاءَ وَ أَدْنُوَ مِنْهُمْ وَ أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً وَ أَنْ أَصِلَ رَحِمِی وَ إِنْ كَانَتْ مُدْبِرَةً وَ لَا أَسْأَلَ النَّاسَ شَیْئاً وَ أَوْصَانِی أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.

«36»- سن (4)،[المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ فَقَالَ عَلِّمْنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ عَلَیْكَ بِالْیَأْسِ عَمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَی الْحَاضِرُ قَالَ زِدْنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

ص: 129


1- 1. كافا الرجل علی ما كان منه جازاه. كافا فلانا راقبه و قابله، صار نظیرا له و ساواه.
2- 2. المستعتب: طلب العتبی أی الاسترضاء و المراد أن بعد الموت لا یكون ما یوجب الرضا لان زمان الاعمال قد انقضی و ختم دیوانها و لعلّ أصل العتبی الرضا و الفرح من الرجوع عن الذنب و الاساءة و هذا المعنی لا یمكن الوصول إلیه الا فی دار الدنیا، و قبل الموت فلیس بعد الموت من استرضاء بهذا المعنی.
3- 3. المحاسن ص 11 باب 7.
4- 4. المحاسن ص 16 باب 10.

إِیَّاكَ وَ الطَّمَعَ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ قَالَ زِدْنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ یَكُ خَیْراً وَ رُشْداً فَاتَّبِعْهُ وَ إِنْ یَكُ غَیّاً فَدَعْهُ.

«37»- سن (1)،[المحاسن] عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام وَجَدَ كِتَاباً فِی قِرَابِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَ الْإِصْبَعِ فِیهِ إِنَّ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی اللَّهِ الْقَاتِلُ غَیْرَ قَاتِلِهِ وَ الضَّارِبُ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ وَالَی غَیْرَ مَوَالِیهِ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً فَلَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا وَ لَا یَجُوزُ لِمُسْلِمٍ أَنْ یَشْفَعَ فِی حَدٍّ.

«38»- جا(2)،[المجالس] للمفید عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ النَّهْشَلِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَجَبٌ لِغَافِلٍ وَ لَیْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وَ عَجَبٌ لِطَالِبِ الدُّنْیَا وَ الْمَوْتُ یَطْلُبُهُ وَ عَجَبٌ لِضَاحِكٍ مِلْ ءَ فِیهِ وَ هُوَ لَا یَدْرِی أَ رَضِیَ اللَّهُ أَمْ سَخِطَ لَهُ.

«39»- جا(3)،[المجالس] للمفید عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ مِنًی فَقَالَ نَضَّرَ اللَّهُ (4)

عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ یَسْمَعْهَا فَكَمْ مِنْ حَامِلِ فِقْهٍ غَیْرُ فَقِیهٍ وَ كَمْ حَامِلُ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثَةٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهَا قَلْبُ عَبْدٍ مُسْلِمٍ (5)

إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمُ الْمُسْلِمُونَ

ص: 130


1- 1. المحاسن ص 17 باب 10.
2- 2. مجالس المفید ص 45.
3- 3. المصدر ص 110.
4- 4. فی النهایة: نضره و نضره و أنضره أی نعمه و یروی بالتخفیف و التشدید من النضارة و هی فی الأصل حسن الوجه و البریق و انما أراد حسن خلقه و قدره.
5- 5. الغل الخیانة و الحقد.

إِخْوَةٌ تَتَكَافَی دِمَاؤُهُمْ وَ هُمْ یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ یَسْعَی بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ (1).

«40»- كشف (2)،[كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ: كَانَتْ خُطْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْجُمُعَةِ یَحْمَدُ اللَّهَ وَ یُثْنِی عَلَیْهِ ثُمَّ یَقُولُ أَثَرَ ذَلِكَ وَ قَدْ عَلَا صَوْتُهُ وَ اشْتَدَّ غَضَبُهُ وَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَیْشٍ صَبَّحَكُمْ أَوْ مَسَّاكُمْ ثُمَّ یَقُولُ بُعِثْتُ وَ السَّاعَةَ كَهَاتَیْنِ ثُمَّ أَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَ الْوُسْطَی الَّتِی تَلِی الْإِبْهَامَ ثُمَّ یَقُولُ إِنَّ أَفْضَلَ الْحَدِیثِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَیْرَ الْهَدْیِ هَدْیُ مُحَمَّدٍ وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ فَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَ مَنْ تَرَكَ دَیْناً أَوْ ضَیَاعاً فَإِلَیَ (3).

«41»- جع (4)،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعَفَافُ زِینَةُ الْبَلَاءِ وَ التَّوَاضُعُ زِینَةُ الْحَسَبِ وَ الْفَصَاحَةُ زِینَةُ الْكَلَامِ وَ الْعَدْلُ زِینَةُ الْإِیمَانِ وَ السَّكِینَةُ زِینَةُ الْعِبَادَةِ وَ الْحِفْظُ زِینَةُ الرِّوَایَةِ وَ حِفْظُ الْحِجَاجِ زِینَةُ الْعِلْمِ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ زِینَةُ الْعَقْلِ وَ بَسْطُ الْوَجْهِ زِینَةُ الْحِلْمِ وَ الْإِیثَارُ زِینَةُ الزُّهْدِ وَ بَذْلُ الْمَوْجُودِ زِینَةُ الْیَقِینِ وَ التَّقَلُّلُ زِینَةُ الْقَنَاعَةِ وَ تَرْكُ الْمَنِّ زِینَةُ الْمَعْرُوفِ وَ الْخُشُوعُ زِینَةُ الصَّلَاةِ وَ تَرْكُ مَا لَا یَعْنِی زِینَةُ الْوَرَعِ.

«42»- كا(5)،[الكافی] عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَّ بِنَا ذَاتَ یَوْمٍ وَ نَحْنُ فِی نَادِینَا وَ هُوَ عَلَی نَاقَتِهِ وَ ذَلِكَ حِینَ رَجَعَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

ص: 131


1- 1. سئل الصادق علیه السلام عن معناه فقال علیه السلام: لو أن جیشا من المسلمین حاصروا قوما من المشركین فأشرف رجل منهم فقال: أعطونی الأمان حتّی القی صاحبكم أناظره فأعطاهم أدناهم الأمان وجب علی أفضلهم الوفاء به( مجمع البحرین).
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 375.
3- 3. كذا.
4- 4. جامع الأخبار ص 143 الفصل التاسع و السبعون.
5- 5. الكافی ج 8 ص 168 تحت رقم 190.

فَوَقَفَ عَلَیْنَا فَسَلَّمَ وَ رَدَدْنَا عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ مَا لِی أَرَی حُبَّ الدُّنْیَا قَدْ غَلَبَ عَلَی كَثِیرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّی كَأَنَّ الْمَوْتَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا عَلَی غَیْرِهِمْ كُتِبَ وَ كَأَنَّ الْحَقَّ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا عَلَی غَیْرِهِمْ وَجَبَ وَ حَتَّی كَأَنْ لَمْ یَسْمَعُوا وَ یَرَوْا مِنْ خَبَرِ الْأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ سَبِیلُهُمْ سَبِیلُ قَوْمٍ سَفْرٍ(1)

عَمَّا قَلِیلٍ إِلَیْهِمْ رَاجِعُونَ بُیُوتُهُمْ أَجْدَاثُهُمْ وَ یَأْكُلُونَ تُرَاثَهُمْ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ (2)

هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ أَ مَا یَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ لَقَدْ جَهِلُوا وَ نَسُوا كُلَّ وَعْظٍ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ أَمِنُوا شَرَّ كُلِّ عَاقِبَةِ سَوْءٍ وَ لَمْ یَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ وَ بَوَائِقَ حَادِثَةٍ(3)

طُوبَی لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ.

طُوبَی لِمَنْ مَنَعَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ إِخْوَانِهِ.

طُوبَی لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ زَهِدَ فِیمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ غَیْرِ رَغْبَةٍ عَنْ سِیرَتِی وَ رَفَضَ زَهْرَةَ الدُّنْیَا مِنْ غَیْرِ تَحَوُّلٍ عَنْ سُنَّتِی وَ اتَّبَعَ الْأَخْیَارَ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ بَعْدِی وَ جَانَبَ أَهْلَ الْخُیَلَاءِ وَ التَّفَاخُرِ وَ الرَّغْبَةِ فِی الدُّنْیَا الْمُبْتَدِعِینَ خِلَافَ سُنَّتِی الْعَامِلِینَ بِغَیْرِ سِیرَتِی.

ص: 132


1- 1. السفر جمع مسافر فیحتمل ارجاع الضمیر فی قوله:« سبیلهم» الی الاحیاء و فی قوله:« الیهم» الی الأموات أی هؤلاء الاحیاء مسافرون یقطعون منازل اعمارهم من السنین و الشهور حتّی یلحقوا بهؤلاء الأموات و یحتمل العكس فی ارجاع الضمیرین فالمراد أن سبیل هؤلاء الأموات عند هؤلاء الاحیاء لعدم اتعاظهم بموتهم و عدم مبالاتهم سبیل قوم كانوا ذهبوا الی سفر و عن قریب یرجعون الیهم و یؤیده ما فی النهج و تفسیر القمّیّ« و كان الذی نری من الأموات سفر عما قلیل الینا راجعون».
2- 2. الاجداث جمع الجدث و هو القبر أی یرون أن بیوت هؤلاء الأموات اجداثهم و مع ذلك یأكلون تراثهم أو یریدون أن تراث هؤلاء قد زالت عنهم و بقی فی ایدیهم و مع ذلك لا یتعظون و یظنون أنهم مخلدون بعدهم. و التراث: ما یخلفه الرجل لورثته. و الظاهر أنّه وقع فی نسخ الكتاب تصحیف و الاصوب ما فی النهج« نبوؤهم اجداثهم و نأكل تراثهم» و فی التفسیر« ننزلهم اجداثهم».
3- 3. الفادحة النازلة.

طُوبَی لِمَنِ اكْتَسَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مَالًا مِنْ غَیْرِ مَعْصِیَةٍ فَأَنْفَقَهُ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ وَ عَادَ بِهِ عَلَی أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ طُوبَی لِمَنْ حَسُنَ مَعَ النَّاسِ خُلُقُهُ وَ بَذَلَ لَهُمْ مَعُونَتَهُ وَ عَدَلَ عَنْهُمْ شَرَّهُ طُوبَی لِمَنْ أَنْفَقَ الْقَصْدَ وَ بَذَلَ الْفَضْلَ وَ أَمْسَكَ قَوْلَهُ عَنِ الْفُضُولِ وَ قَبِیحِ الْفِعْلِ.

«43»- ختص (1)،[الإختصاص]: خَطَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَی تَبُوكَ بِثَنِیَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِیثِ كِتَابُ اللَّهِ وَ أَوْثَقَ الْعُرَی كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ خَیْرَ الْمِلَلِ مِلَّةُ إِبْرَاهِیمَ وَ خَیْرَ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشْرَفَ الْحَدِیثِ ذِكْرُ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الْقُرْآنُ وَ خَیْرَ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ أَحْسَنَ الْهَدْیِ هَدْیُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَشْرَفَ الْقَتْلِ قَتْلُ الشُّهَدَاءِ وَ أَعْمَی الْهُدَی الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَی وَ خَیْرَ الْأَعْمَالِ مَا نَفَعَ وَ خَیْرَ الْهُدَی مَا اتُّبِعَ وَ شَرَّ الْعَمَی عَمَی الْقَلْبِ وَ الْیَدُ الْعُلْیَا خَیْرٌ مِنَ الْیَدِ السُّفْلَی وَ مَا قَلَّ وَ كَفَی خَیْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَ أَلْهَی وَ شَرُّ الْمَعْذِرَةِ حِینَ یَحْضُرُ الْمَوْتُ وَ شَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا یَأْتِی الْجُمُعَةَ إِلَّا نَذْراً وَ مِنْهُمْ مَنْ لَا یَذْكُرُ اللَّهَ إِلَّا هَجْراً وَ مِنْ أَعْظَمِ الْخَطَایَا اللِّسَانُ الْكَذُوبُ وَ خَیْرُ الْغِنَی غِنَی النَّفْسِ وَ خَیْرُ الزَّادِ التَّقْوَی وَ رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللَّهِ وَ خَیْرُ مَا أُلْقِیَ فِی الْقَلْبِ الْیَقِینُ وَ الِارْتِیَابُ مِنَ الْكُفْرِ وَ النِّیَاحَةُ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِیَّةِ وَ الْغُلُولُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ وَ السُّكْرُ جَمْرٌ مِنَ النَّارِ وَ الشِّعْرُ مِنْ إِبْلِیسَ وَ الْخَمْرُ جِمَاعُ الْآثَامِ وَ النِّسَاءُ حِبَالاتُ إِبْلِیسَ وَ الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ وَ شَرُّ الْمَكَاسِبِ كَسْبُ الرِّبَا وَ شَرُّ الْمَأْكَلِ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ وَ السَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ وَ الشَّقِیُّ مَنْ شَقِیَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ وَ إِنَّمَا یَصِیرُ أَحَدُكُمْ إِلَی مَوْضِعِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ وَ الْأَمْرُ إِلَی آخِرِهِ وَ مِلَاكُ الْعَمَلِ خَوَاتِیمُهُ وَ أَرْبَی الرِّبَا الْكَذِبُ وَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِیبٌ وَ سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُ الْمُؤْمِنِ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِیَةٌ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ وَ مَنْ یَتَأَلَّ عَلَی اللَّهِ یُكْذِبْهُ وَ مَنْ یَعْفُ یعفو [یَعْفُ] اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ كَظَمَ الْغَیْظَ یَأْجُرْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَصْبِرْ عَلَی الرَّزِیَّةِ یُعَوِّضْهُ اللَّهُ وَ مَنْ یَتَّبِعِ السُّمْعَةَ یُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ وَ مَنْ یَصَمَّ بَصَّرَهُ وَ مَنْ

ص: 133


1- 1. الاختصاص ص 342.

یَعْصِ اللَّهَ یُعَذِّبْهُ اللَّهُ- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِأُمَّتِی اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِأُمَّتِی أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ.

«44»- ین (1)،[كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی قَالَ أُوصِیكَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَیْئاً وَ إِنْ قُطِعْتَ وَ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ وَ لَا تَنْهَرْ وَالِدَیْكَ وَ إِنْ أَمَرَاكَ عَلَی أَنْ تُخْرِجَ مِنْ دُنْیَاكَ فَاخْرُجْ مِنْهَا وَ لَا تَسُبَّ النَّاسَ وَ إِذَا لَقِیتَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ فَالْقِهِ بِبِشْرٍ حَسَنٍ وَ صُبَّ لَهُ مِنْ فَضْلِ دَلْوِكَ أَبْلِغْ مَنْ لَقِیتَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ عَنِّی السَّلَامَ وَ ادْعُ النَّاسَ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ اعْلَمْ أَنَّ لَكَ بِكُلِّ مَنْ أَجَابَكَ عِتْقَ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ یَعْقُوبَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الصُّغَیْرَاءَ عَلَیْهِمْ حَرَامٌ یَعْنِی النَّبِیذَ وَ هُوَ الْخَمْرُ وَ كُلُّ مُسْكِرٍ عَلَیْهِمْ حَرَامٌ.

«45»- ین (2)،[كتاب حسین بن سعید] و النوادر عَنِ ابْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِیٌّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ بِغَرْزِ رَاحِلَتِهِ وَ هُوَ یُرِیدُ بَعْضَ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِی عَمَلًا أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ فَقَالَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ یَأْتِیَهُ النَّاسُ إِلَیْكَ فَأْتِهِ إِلَیْهِمْ وَ مَا كَرِهْتَ أَنْ یَأْتِیَهُ إِلَیْكَ فَلَا تَأْتِهِ إِلَیْهِمْ خَلِّ سَبِیلَ الرَّاحِلَةِ.

«46»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِ (3)،

بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ: خَطَبَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ فِی زَمَانِ هُدْنَةٍ وَ أَنْتُمْ عَلَی ظَهْرِ سَفَرٍ وَ السَّیْرُ بِكُمْ سَرِیعٌ فَقَدْ رَأَیْتُمُ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ یُبْلِیَانِ كُلَّ جَدِیدٍ وَ یُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِیدٍ وَ یَأْتِیَانِ بِكُلِّ وَعْدٍ وَ وَعِیدٍ فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ لِبُعْدِ الْمَجَازِ- فَقَامَ مِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا نَعْمَلُ فَقَالَ إِنَّهَا دَارُ بَلَاءٍ وَ ابْتِلَاءٍ وَ انْقِطَاعٍ وَ فَنَاءٍ فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَیْكُمُ الْأُمُورُ كَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَیْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَ مَاحِلٌ مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ مَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَی النَّارِ وَ مَنْ جَعَلَهُ الدَّلِیلَ یَدُلُّهُ عَلَی السَّبِیلِ

ص: 134


1- 1. مخطوط.
2- 2. مخطوط.
3- 3. المصدر ص 21 و 22.

وَ هُوَ كِتَابُ تَفْصِیلٍ وَ بَیَانُ تَحْصِیلٍ هُوَ الْفَصْلُ لَیْسَ بِالْهَزْلِ وَ لَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ وَ ظَاهِرُهُ حُكْمُ اللَّهِ وَ بَاطِنُهُ عِلْمُ اللَّهِ تَعَالَی فَظَاهِرُهُ وَثِیقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِیقٌ لَهُ نُجُومٌ وَ عَلَی نُجُومِهِ نُجُومٌ (1) لَا تُحْصَی عَجَائِبُهُ وَ لَا تُبْلَی غَرَائِبُهُ فِیهِ مَصَابِیحُ الْهُدَی وَ مَنَارُ الْحِكْمَةِ وَ دَلِیلٌ عَلَی الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ النَّصَفَةَ فَلْیَرْعَ رَجُلٌ بَصَرُهُ وَ لْیُبْلِغِ النَّصَفَةَ نَظَرُهُ یَنْجُو مِنْ عَطَبٍ وَ یَتَخَلَّصُ مِنْ نَشَبٍ فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَیَاةُ قَلْبِ الْبَصِیرِ كَمَا یَمْشِی الْمُسْتَنِیرُ فِی الظُّلُمَاتِ وَ النُّورُ یُحْسِنُ التَّخَلُّصَ وَ یُقِلُّ التَّرَبُّصَ (2).

«47»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ الْمَوْتَةَ الْمَوْتَةَ الْوَحِیَّةَ الْوَحِیَّةَ(3) لَا تَرُدُّهَا سَعَادَةٌ أَوْ شَقَاوَةٌ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِیهِ بِالرَّوْحِ وَ الرَّاحَةِ لِأَهْلِ دَارِ الْحَیَوَانِ الَّذِی كَانَ لَهَا سَعْیُهُمْ وَ فِیهَا جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِیهِ بِالْوَیْلِ وَ الْحَسْرَةِ وَ الْكَرَّةِ الْخَاسِرَةِ لِأَهْلِ دَارِ الْغُرُورِ الَّذِینَ كَانَ لَهَا سَعْیُهُمْ وَ فِیهَا رَغْبَتُهُمْ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ وَجْهَانِ یُقْبِلُ بِوَجْهٍ وَ یُدْبِرُ بِوَجْهٍ إِنْ أُوتِیَ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ خَیْراً حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِیَ خَذَلَهُ- بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ ثُمَّ یَعُودُ جِیفَةً- لَا یَدْرِی مَا یُفْعَلُ بِهِ فِیمَا بَیْنَ ذَلِكَ بِئْسَ

الْعَبْدُ عَبْدٌ خُلِقَ لِلْعِبَادَةِ فَأَلْهَتْهُ الْعَاجِلَةُ عَنِ الْآجِلَةِ(4)

فَازَ بِالرَّغْبَةِ الْعَاجِلَةِ عَنِ الْآجِلَةِ وَ شَقِیَ بِالْعَاقِبَةِ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَ اخْتَالَ وَ نَسِیَ الْكَبِیرَ الْمُتَعَالِ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا وَ بَغَی وَ نَسِیَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَی- بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ هَوًی یُضِلُّهُ وَ نَفْسٌ تُذِلُّهُ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ طَمَعٌ یَقُودُهُ إِلَی طَبَعٍ.

«48»- ما(5)،[الأمالی] للشیخ الطوسی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ

ص: 135


1- 1. فی المصدر« له تخوم و علی تخومه تخوم».
2- 2. كذا فی المصدر.
3- 3. كذا و الوحی الوحی. مقصورا-: أی البدار البدار، السرعة السرعة، العجلة العجلة، و شی ء و حیّ: مسرع، فعیل بمعنی فاعل و منه موت و حیّ أی سریع و ذكاة و حیة بهاء: سریعة. و توحی علی تفعل: أسرع.
4- 4. أی شغلته و صرفته حبّ الدنیا عن الآخرة أو الموت.
5- 5. الأمالی ج 2 ص 287.

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُرِیدُ حَاجَةً فَإِذَا هُوَ بِالْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ فَقَالَ احْمِلُوا هَذَا الْغُلَامَ خَلْفِی فَاعْتَنَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ خَلْفِهِ عَلَی الْغُلَامِ- ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامُ خَفِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ یَا غُلَامُ خَفِ اللَّهَ یَكْفِكَ مَا سِوَاهُ وَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَ لَوْ أَنَّ جَمِیعَ الْخَلَائِقِ اجْتَمَعُوا عَلَی أَنْ یَصْرِفُوا عَنْكَ شَیْئاً قَدْ قُدِّرَ لَكَ لَمْ یَسْتَطِیعُوا وَ لَوْ أَنَّ جَمِیعَ الْخَلَائِقِ اجْتَمَعُوا عَلَی أَنْ یَصْرِفُوا إِلَیْكَ شَیْئاً لَمْ یُقَدَّرْ لَكَ لَمْ یَسْتَطِیعُوا- وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَ أَنَّ الْفَرَحَ مَعَ الْكَرْبِ وَ أَنَّ الْیُسْرَ مَعَ الْعُسْرِ وَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِیبٌ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ لَوْ أَنَّ قُلُوبَ عِبَادِی اجْتَمَعَتْ عَلَی قَلْبِ أَشْقَی عَبْدٍ لِی مَا نَقَصَنِی ذَلِكَ مِنْ سُلْطَانِی جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَ لَوْ أَنَّ قُلُوبَ عِبَادِی اجْتَمَعَتْ عَلَی قَلْبِ أَسْعَدِ عَبْدٍ لِی مَا زَادَ ذَلِكَ فِی سُلْطَانِی جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَ لَوْ أَنِّی أَعْطَیْتُ كُلَّ عَبْدٍ مَا سَأَلَنِی مَا كَانَ ذَلِكَ إِلَّا مِثْلَ إِبْرَةٍ جَاءَهَا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی فَغَمَسَهَا فِی الْبَحْرِ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَطَائِی كَلَامٌ وَ عِدَتِی كَلَامٌ وَ إِنَّمَا أَقُولُ لِشَیْ ءٍ كُنْ فَیَكُونُ.

«49»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ(1)، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: السَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ.

ص: 136


1- 1. قال المؤلّف- رحمه اللّٰه- فی المجلد الأول ص 7 فی بیان الأصول و الكتب المأخوذ منها:« كتاب الإمامة و التبصرة من الحیرة للشیخ الأجل أبی الحسن علیّ بن الحسین ابن موسی بن بابویه والد الصدوق- طیب اللّٰه تربتهما- و أصل آخر منه أو من غیره من القدماء المعاصرین له. و یظهر من بعض القرائن أنّه تألیف الشیخ الثقة الجلیل هارون بن موسی التعلكبری- رحمه اللّٰه-» انتهی. أقول: و قال المولی الأستاذ الشیخ آغا بزرگ فی الذریعة ج 2 ص 342 ما حاصله هذا الكتاب لبعض قدماء الاصحاب المعاصرین للشیخ الصدوق و لا یمكن أن یكون من تألیفات علی بن بابویه لانه یروی مؤلّفه فیه عن أبی محمّد هارون بن موسی التلعكبری المتوفی سنة 385 و أیضا عن أبی المفضل الشیبانی المتوفّی سنة 387. و عن الحسن بن حمزة العلوی. و عن سهل بن أحمد الدیباجی المتوفی بعد سنة 370. و عن أحمد بن علی الراوی عن محمّد بن الحسن بن الولید الذی توفّی سنة 343 فكیف یكون من یروی عن هؤلاء المشایخ المتأخرین هو والد الصدوق الذی توفّی سنة 329 فان روایة المتقدم عصرا عن المتأخر و ان وقعت فی روایاتنا لكن المقام لیس منها بشهادة أن الشیخ الصدوق مع اكثاره فی الروایة عن والده فی جمیع مؤلّفاته لم یذكر روایة واحدة عن أحد من هؤلاء المشایخ الذین مر ذكرهم ممن یروی مؤلف الإمامة و التبصرة عنهم غالبا فیه.

باب 7 ما جمع من مفردات كلمات الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و جوامع كلمه

أقول: قد أورد القاضی القضاعی من العامة شطرا من كلماته صلی اللّٰه علیه و آله فی كتاب الشهاب ثم جمع بینها و بین كلمات علی علیه السلام الشیخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر الأصفهانی من أصحابنا فی كتاب مجمع البحرین و مطلع السعادتین أیضا و أوردها أیضا جماعة أخری أیضا من الخاصة و العامة فی مطاوی الكتب المؤلفة فی ذكر جوامع كلماتهما و كلمات سائر السادة المعصومین كما سیجی ء الإشارة إلیه فی باب ما جمع من جوامع كلم أمیر المؤمنین علیه السلام.

«1»- ف (1)،[تحف العقول] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفَی بِالْمَوْتِ وَاعِظاً وَ كَفَی بِالتُّقَی غِنًی وَ كَفَی بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا وَ كَفَی بِالْقِیَامَةِ مَوْئِلًا(2) وَ بِاللَّهِ مُجَازِیاً.

«2»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَصْلَتَانِ لَیْسَ فَوْقَهُمَا مِنَ الْبِرِّ شَیْ ءٌ الْإِیمَانُ بِاللَّهِ وَ النَّفْعُ لِعِبَادِ اللَّهِ وَ خَصْلَتَانِ لَیْسَ فَوْقَهُمَا مِنَ الشَّرِّ شَیْ ءٌ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَ الضَّرُّ لِعِبَادِ اللَّهِ.

3 وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَوْصِنِی بِشَیْ ءٍ یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهِ فَقَالَ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ

ص: 137


1- 1. التحف ص 35.
2- 2. الموئل: الملجأ من وأل إلیه وألا و وءولا: إذا رجع إلیه و طلب النجاة منه.

یُسَلِّكَ عَنِ الدُّنْیَا(1) وَ عَلَیْكَ بِالشُّكْرِ یَزِیدُ فِی النِّعْمَةِ وَ أَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَتَی یُسْتَجَابُ لَكَ وَ إِیَّاكَ وَ الْبَغْیَ فَإِنَّ اللَّهَ قَضَی أَنَّهُ مَنْ ... بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ (2) وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْیُكُمْ عَلی أَنْفُسِكُمْ (3) وَ إِیَّاكَ وَ الْمَكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ قَضَی وَ لا یَحِیقُ الْمَكْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ (4).

«4»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تُحْرَصُونَ عَلَی الْإِمَارَةِ تَكُونُ حَسْرَةً وَ نَدَامَةً فَنِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ وَ بِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ(5).

«5»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَنْ یُفْلِحَ قَوْمٌ أَسْدَوْا أَمْرَهُمْ إِلَی امْرَأَةٍ(6).

«6»- وَ قِیلَ لَهُ علیه السلام أَیُّ الْأَصْحَابِ أَفْضَلُ قَالَ إِذَا ذُكِرْتَ أَعَانَكَ وَ إِذَا نُسِیتَ ذَكَرَكَ.

«7»- وَ قِیلَ أَیُّ النَّاسِ شَرٌّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْعُلَمَاءُ إِذَا فَسَدُوا.

«8»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْصَانِی رَبِّی بِتِسْعٍ أَوْصَانِی بِالْإِخْلَاصِ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ الْعَدْلِ فِی الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ الْقَصْدِ فِی الْفَقْرِ وَ الْغِنَی وَ أَنْ أَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِی وَ أُعْطِیَ

ص: 138


1- 1. أی ینتزعك منها.
2- 2. مضمونها فی سورة الحجّ: 60.
3- 3. یونس: 23.
4- 4. فاطر: 24.
5- 5. الفطم: القطع و فصل الولد عن الرضاع. و لعلّ المراد فنعمت الامارة التی أرضعت الناس بلبنها و استفادوا منها. و بئست الامارة التی فطمت الناس عن ارضاعها. و لم یستفادوا منها. و قال فی النهایة: ضرب المرضعة مثلا للامارة و ما توصله الی صاحبها من المنافع، و ضرب الفاطمة مثلا للموت الذی یهدم علیه لذاته.
6- 6. فی بعض نسخ المصدر« اسندوا» و المعنی واحد. و المراد بالامر الولایة و ذلك لنقصها و عجزها لان الوالی مأمور بالبروز للقیام بشأن الرعیة و المرأة عورة لا تصلح لذلك فلا یصحّ أن تتولی الامارة و لا القضاء و ان ادعت القدرة علی ذلك فنفس تلك الادعاء دلیل علی عدم قابلیتها.

مَنْ حَرَمَنِی وَ أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِی وَ أَنْ یَكُونَ صَمْتِی فِكْراً وَ مَنْطِقِی ذِكْراً وَ نَظَرِی عَبَراً(1).

«9»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: قَیِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ (2).

«10»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا سَادَ الْقَوْمَ فَاسِقُهُمْ وَ كَانَ زَعِیمُ الْقَوْمِ أَذَلَّهُمْ وَ أُكْرِمَ الرَّجُلُ الْفَاسِقُ فَلْیَنْتَظِرِ الْبَلَاءَ.

«11»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: سُرْعَةُ الْمَشْیِ یَذْهَبُ بِبَهَاءِ الْمُؤْمِنِ.

«12»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَزُولُ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ فِی تُهَمَةِ مَنْ هُوَ بَرِی ءٌ حَتَّی یَكُونَ أَعْظَمَ جُرْماً مِنَ السَّارِقِ (3).

«13»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْجَوَادَ فِی حَقِّهِ.

«14»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِیَارَكُمْ وَ أَغْنِیَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ (4)

وَ أَمْرُكُمْ شُورَی بَیْنَكُمْ فَظَهْرُ الْأَرْضِ خَیْرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِهَا وَ إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ وَ أَغْنِیَاؤُكُمْ بُخَلَاءَكُمْ وَ أُمُورُكُمْ إِلَی نِسَائِكُمْ فَبَطْنُ الْأَرْضِ خَیْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا.

«15»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَی وَ عِنْدَهُ ثَلَاثٌ فَقَدْ تَمَّتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فِی الدُّنْیَا مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَی مُعَافًی فِی بَدَنِهِ آمِناً فِی سَرْبِهِ (5) عِنْدَهُ قُوتُ یَوْمِهِ فَإِنْ كَانَتْ عِنْدَهُ

ص: 139


1- 1. العبر جمع العبرة و هی الاعتبار و الموعظة.
2- 2. قد كره كتابة الحدیث جمع فی الصدر الأول منهم ابن عبّاس- رضی اللّٰه عنه و استدلوا بقوله صلّی اللّٰه علیه و آله« لا تكتبوا عنی شیئا غیر القرآن» كما رواه مسلم لكن هذه الروایة علی فرض صحتها لا تنافی قوله« قیدوا العلم بالكتاب» لان النهی فیها خاصّ بوقت نزول القرآن و ذلك لخوف أن یشتبه بالقرآن لانه نزل نجوما و لعلّ النهی مقدم و الاذن ناسخ عند أمن اللبس. و بعض المتأخرین من العامّة كره كتابة العلم و علل بان الإنسان ربما یتكل علیها فلا یحفظ شیئا فی ذهنه، و هذا التعلیل علیل جدا.
3- 3. یعنی من سرق ماله قد یتهم زیدا و عمرا و من هو بری ء حتّی صار جرمه أعظم من السارق.
4- 4. السمحاء جمع السامح و هو الجواد.
5- 5. السرب بفتح السین و سكون الراء و الباء الموحدة الوجهة و الطریق و الطریقة یقال فلان آمن فی سربه أی مطمئن فی طریقته و مذهبه و قیل أی فی نفسه.

الرَّابِعَةُ فَقَدْ تَمَّتْ عَلَیْهِ النِّعْمَةُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ هُوَ الْإِیمَانُ.

«16»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ارْحَمُوا عَزِیزاً ذَلَّ وَ غَنِیّاً افْتَقَرَ وَ عَالِماً ضَاعَ فِی زَمَانِ جُهَّالٍ.

«17»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَلَّتَانِ (1)

كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ فِیهِمَا مَفْتُونٌ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ.

«18»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَی حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَیْهَا وَ بُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَیْهَا.

«19»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

«20»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَلْعُونٌ مَنْ أَلْقَی كَلَّهُ عَلَی النَّاسِ (2).

«21»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعِبَادَةُ سَبْعَةُ أَجْزَاءٍ أَفْضَلُهَا طَلَبُ الْحَلَالِ.

«22»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَا یُطَاعُ جَبْراً وَ لَا یُعْصَی مَغْلُوباً وَ لَمْ یُهْمِلِ الْعِبَادَ مِنَ الْمَمْلَكَةِ وَ لَكِنَّهُ الْقَادِرُ عَلَی مَا أَقْدَرَهُمْ عَلَیْهِ وَ الْمَالِكُ لِمَا مَلَّكَهُمْ إِیَّاهُ فَإِنَّ الْعِبَادَ إِنِ اسْتَمَرُّوا(3)

بِطَاعَةِ اللَّهِ لَمْ یَكُنْ مِنْهَا مَانِعٌ وَ لَا عَنْهَا صَادٌّ وَ إِنْ عَمِلُوا بِمَعْصِیَةٍ فَشَاءَ أَنْ یَحُولَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهَا فَعَلَ وَ لَیْسَ مَنْ إِنْ شَاءَ أَنْ یَحُولَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ شَیْ ءٍ فَعَلَ وَ لَمْ یَفْعَلْهُ فَأَتَاهُ الَّذِی فَعَلَهُ كَانَ هُوَ الَّذِی أَدْخَلَهُ فِیهِ (4).

«23»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِابْنِهِ إِبْرَاهِیمَ وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ لَوْ لَا أَنَّ الْمَاضِیَ فَرَطُ الْبَاقِی وَ أَنَّ الْآخِرَ لَاحِقٌ بِالْأَوَّلِ (5)

لَحَزِنَّا عَلَیْكَ یَا إِبْرَاهِیمُ ثُمَّ دَمَعَتْ عَیْنُهُ وَ قَالَ تَدْمَعُ الْعَیْنُ وَ یَحْزَنُ الْقَلْبُ وَ لَا نَقُولُ إِلَّا مَا یَرْضَی الرَّبُّ وَ إِنَّا بِكَ یَا إِبْرَاهِیمُ لَمَحْزُونُونَ.

ص: 140


1- 1. الخلة- بالفتح- الخصلة.
2- 2. الكل: الثقل و العیال و المئونة.
3- 3. فی بعض نسخ المصدر« ائتمروا» بدون الشرطیة و الایتمار الامتثال.
4- 4. توضیح ذلك أن مجرد القدرة علی الحیلولة بین العبد و فعله لا یدلّ علی كونه تعالی فاعله اذ القدرة علی المنع غیر المنع و لا یوجب اسناد الفعل إلیه سبحانه.
5- 5. الفرط- بفتحتین- السابق الوارد من القوم لیهیئ لهم الدلاء و الارشاء و الحیاض و یستقی و هو فعل بمعنی فاعل مثل تبع بمعنی تابع و منه قوله صلّی اللّٰه علیه و آله« أنا فرطكم علی الحوض» أی متقدمكم و سابقكم إلیه.

«24»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْجَمَالُ فِی اللِّسَانِ.

«25»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُقْبَضُ الْعِلْمُ انْتِزَاعاً مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنَّهُ یُقْبَضُ الْعُلَمَاءُ حَتَّی إِذَا لَمْ یَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا اسْتَفْتَوْا فَأَفْتَوْا بِغَیْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

«26»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ جِهَادِ أُمَّتِی انْتِظَارُ الْفَرَجِ (1).

«27»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مُرُوَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَ إِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَنَا.

«28»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَغْبَطُ أَوْلِیَائِی عِنْدِی مِنْ أُمَّتِی رَجُلٌ خَفِیفُ الْحَالِ (2)

ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ(3) أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ فِی الْغَیْبِ وَ كَانَ غَامِضاً فِی النَّاسِ (4)

وَ كَانَ رِزْقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ عَلَیْهِ إِنْ مَاتَ قَلَّ تُرَاثُهُ وَ قَلَّ بَوَاكِیهِ (5).

ص: 141


1- 1. أی الترقب و التهیؤ له بحیث یصدق علیه اسم المنتظر و لیس معناه ترك السعی و العمل لانه ینافی معنی الجهاد.
2- 2. الغبطة: حسن الحال و المسرة و أصله من غبطه غبطا إذا عظم نعمة فی عینه و تمنی مثل حاله من غیر أن یرید زوالها عنه، و رجل خفیف الحال یعنی قلیل المال و الحظ من الدنیا. و الأصحّ« خفیف الحاذ» بالذال المعجمة أی خفیف الظهر من العیال كما ذكره اللغویون لكن فی جمیع النسخ« الحال» و لعله تصحیف كما أن فی بعض النسخ من المصدر« حفیف الحال» بالحاء المهملة و هو أیضا بمعنی قلیل المال و المعیشة.
3- 3. فی بعض النسخ« ذو حظ من صلاح».
4- 4. و الغامض الضعیف و الحقیر و أصله المبهم و المخفی، یقال نسب غامض أی لا یعرف و غامضا فی الناس یعنی من كان خفیا عنهم لا یعرف سوی اللّٰه تعالی و مغمورا غیر مشهور.
5- 5. فی المصدر« فصبر علیه و مات-« الخ» و التراث ما تخلفه الرجل لورثته من المیراث و هو مصدر و التاء فیه بدل من الواو و البواكی جمع باكیة، و قلة بواكیه لقلة عیالاته. و للّٰه در من نظم الحدیث فقال: أخص الناس بالایمان عبد***خفیف الحاذ مسكنه القفار له فی اللیل حظ من صلاة***و من صوم إذا طلع النهار و قوت النفس یأتی من كفاف***و كان له علی ذاك اصطبار و فیه عفة و به خمول***الیه بالاصابع لا یشار فذاك قد نجا من كل شر***و لم تمسسه یوم البعث نار و قل الباكیات علیه لما***قضی نحبا و لیس له یسار

«29»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَ لَا وَصَبٍ (1)

وَ لَا حُزْنٍ حَتَّی الْهَمِّ یُهِمُّهُ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ مِنْ سَیِّئَاتِهِ.

«30»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكَلَ مَا یَشْتَهِی وَ لَبِسَ مَا یَشْتَهِی وَ رَكِبَ مَا یَشْتَهِی لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ إِلَیْهِ حَتَّی یَنْزِعَ أَوْ یَتْرُكَ.

«31»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ السُّنْبُلَةِ تَخِرُّ مَرَّةً وَ تَسْتَقِیمُ مَرَّةً(2)

وَ مَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ لَا یَزَالُ مُسْتَقِیماً لَا یُشْعِرُ وَ سُئِلَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً فِی الدُّنْیَا فَقَالَ النَّبِیُّونَ ثُمَّ الْأَمَاثِلُ فَالْأَمَاثِلُ وَ یُبْتَلَی الْمُؤْمِنُ عَلَی قَدْرِ إِیمَانِهِ وَ حُسْنِ عَمَلِهِ (3) فَمَنْ صَحَّ إِیمَانُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَ مَنْ سَخُفَ إِیمَانُهُ وَ ضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلَاؤُهُ (4).

«32»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ كَانَتِ الدُّنْیَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مَا أَعْطَی

ص: 142


1- 1. النصب:- محركة- التعب. و الوصب- محركة- أیضا المرض و الوجع.
2- 2. السنبلة واحدة السنبل من الزرع ما كان فی اعلا سوقه. و الخر السقوط من علو الی سفل. و الأرز شجر عظیم صلب كشجر الصنوبر. شجرة آرزة أی ثابتة و لعلّ المراد به قلب المؤمن و الكافر؛ فان قلب المؤمن لرقته یتقلب أحواله مرة یسهل و مرة یصعب، بخلاف قلب الكافر فانه لا یزال یصعب و هی كالحجارة بل أشدّ قسوة.
3- 3. البلاء ما یختبر و یمتحن به من خیر او شر و أكثر ما یأتی مطلقا الشر و ما أرید به الخیر یأتی مقیدا كما قال تعالی« بَلاءً حَسَناً» و أصله المحسنة و اللّٰه تعالی یبتلی عبده بالصنع الجمیل لیمتحن شكره و بما یكره لیمتحن به صبره. و فی النهایة« فیه أشدّ الناس بلاء الأنبیاء ثمّ الامثل فالامثل» أی الأشرف فالاشرف و الأعلی فالاعلی فی الرتبة و المنزلة. و الاماثل جمع الامثل. و أماثل القوم خیارهم» انتهی.
4- 4. سخف- كقرب- نقص و ضعف.

كَافِراً وَ لَا مُنَافِقاً مِنْهَا شَیْئاً.

«33»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّنْیَا دُوَلٌ (1)

فَمَا كَانَ لَكَ أَتَاكَ عَلَی ضَعْفِكَ وَ مَا كَانَ مِنْهَا عَلَیْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ وَ مَنِ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ وَ مَنْ رَضِیَ بِمَا قَسَمَهُ اللَّهُ قَرَّتْ عَیْنُهُ.

«34»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّهُ وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَمَلٍ یُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَ قَدْ نَبَّأْتُكُمْ بِهِ وَ نَهَیْتُكُمْ عَنْهُ وَ مَا مِنْ عَمَلٍ یُقَرِّبُكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ إِلَّا وَ قَدْ نَبَّأْتُكُمْ بِهِ وَ أَمَرْتُكُمْ (2)

بِهِ فَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِینَ نَفَثَ فِی رُوعِی أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّی تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَأَجْمِلُوا فِی الطَّلَبِ وَ لَا یَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ شَیْ ءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ یَطْلُبُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ بِمَعَاصِیهِ فَإِنَّهُ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ (3).

«35»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: صَوْتَانِ یُبْغِضُهُمَا اللَّهُ إِعْوَالٌ عِنْدَ مُصِیبَةٍ وَ مِزْمَارٌ عِنْدَ نِعْمَةٍ(4).

«36»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلَامَةُ رِضَا اللَّهِ عَنْ خَلْقِهِ رُخْصُ أَسْعَارِهِمْ وَ عَدْلُ سُلْطَانِهِمْ.

ص: 143


1- 1. الدول: جمع الدولة و هی ما یتداول من المال و الغلبة. و الدنیا دول یعنی لا ثبات لها و لا قرار، بل تتغیر فتكون مرة لهذا و مرة لذاك.
2- 2. منقول فی الكافی ج 2- 74 بلفظ أفصح.
3- 3. النفث: الالقاء و الالهام. و الروع بالفتح فالسكون: الفزع و بالضم موضع الفزع أعنی القلب فالمعنی فی الحقیقة واحد الا أن الروع بالفتح اسم للحدث أی الفزع و بالضم اسم للذات أی القلب المفزع. و روح الأمین لقب جبرئیل علیه السلام لانه یوحی و ینفث فی القلب المفزع فیطمئنه و یأمنه من الفزع و الاضطراب. و یستفاد منه أن الإنسان و ان بلغ أقصی مراتب الكمال و قد یعرض علیه ما یفزعه. و قیل: أول موضع قال فیه رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله ذلك كان فی احدی غزواته لما رأی أصحابه یسرعون الی جمع الغنائم قال« ص» ذلك. و الاجمال فی الطلب ترك المبالغة فیه.
4- 4. العول و العولة بالفتح فالسكون و الاعوال: رفع الصوت بالبكاء. و المزمار: ما یترنم به من الاناشید. و الآلة التی یزمر فیها.

وَ عَلَامَةُ غَضَبِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ جَوْرُ سُلْطَانِهِمْ وَ غَلَاءُ أَسْعَارِهِمْ (1).

«37»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ فِی نُورِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَنْ كَانَ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَیْراً قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَطِیئَةً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ.

«38»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أُعْطِیَ أَرْبَعاً لَمْ یُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِیَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ یُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الشُّكْرَ لَمْ یُحْرَمِ الزِّیَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِیَ التَّوْبَةَ لَمْ یُحْرَمِ الْقَبُولَ وَ مَنْ أُعْطِیَ الدُّعَاءَ لَمْ یُحْرَمِ الْإِجَابَةَ.

«39»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعِلْمُ خَزَائِنُ وَ مَفَاتِیحُهُ السُّؤَالُ فَاسْأَلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ یُؤْجَرُ أَرْبَعَةٌ السَّائِلُ وَ الْمُتَكَلِّمُ وَ الْمُسْتَمِعُ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ.

«40»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: سَائِلُوا الْعُلَمَاءَ وَ خَاطِبُوا الْحُكَمَاءَ وَ جَالِسُوا الْفُقَرَاءَ.

«41»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ وَ أَفْضَلُ دِینِكُمُ الْوَرَعُ.

«42»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَفْتَی النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.

«43»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ عَظِیمَ الْبَلَاءِ یُكَافَأُ بِهِ عَظِیمُ الْجَزَاءِ فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً ابْتَلَاهُ فَمَنْ رَضِیَ قَلْبُهُ فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ الرِّضَا وَ مَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ(2).

44 وَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَیْئاً وَ إِنْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ وَ إِنْ عُذِّبْتَ إِلَّا وَ قَلْبُكَ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ وَ وَالِدَیْكَ فَأَطْعِمْهُمَا وَ

ص: 144


1- 1. الرخص: ضد الغلاء و أصله السهل و الیسر. و الاسعار جمع السعر- بالكسر و هو الثمن.
2- 2.« یكافئ به» علی بناء المفعول أی یجازی أو یساوی. فی القاموس: كافاه مكافأة و كفاء: جازاه، و فلانا ماثله و وافیه.« فاذا أحبّ اللّٰه عبدا» أی أراد أن یوصل الجزاء العظیم إلیه و یرضی عنه و وجده أهلا لذلك ابتلاه بعظیم البلاء من الأمراض الجسمانیة و المكاره الروحانیة.

بَرَّهُمَا حَیَّیْنِ أَوْ مَیِّتَیْنِ فَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَ مَالِكَ فَافْعَلْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ فَلَا تَدَعْهَا مُتَعَمِّداً فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً فَرِیضَةً مُتَعَمِّداً فَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ مِنْهُ بَرِیئَةٌ وَ إِیَّاكَ وَ شُرْبَ الْخَمْرِ وَ كُلَّ مُسْكِرٍ فَإِنَّهُمَا مِفْتَاحَا كُلِّ شَرٍّ.

45 وَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ یُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَیَّةَ فَقَالَ لَهُ إِلَی مَا تَدْعُو النَّاسَ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی وَ أَدْعُو لی [إِلَی] مَنْ إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ وَ إِنِ اسْتَعَنْتَ بِهِ وَ أَنْتَ مَكْرُوبٌ أَعَانَكَ وَ إِنْ سَأَلْتَهُ وَ أَنْتَ مُقِلٌّ أَغْنَاكَ- فَقَالَ أَوْصِنِی یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ لَا تَغْضَبْ قَالَ زِدْنِی قَالَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَی لَهُمْ بِهِ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ زِدْنِی فَقَالَ لَا تَسُبَّ النَّاسَ فَتَكْتَسِبَ الْعَدَاوَةَ مِنْهُمْ قَالَ زِدْنِی قَالَ لَا تَزْهَدْ فِی الْمَعْرُوفِ عِنْدَ أَهْلِهِ قَالَ زِدْنِی قَالَ تحب [تَحَبَّبْ إِلَی] النَّاسِ یُحِبُّوكَ وَ الْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ وَ لَا تَضْجَرْ فَیَمْنَعَكَ الضَّجَرُ حَظَّكَ مِنَ الْآخِرَةِ وَ الدُّنْیَا وَ اتَّزِرْ إِلَی نِصْفِ السَّاقِ وَ إِیَّاكَ وَ إِسْبَالَ الْإِزَارِ(1) وَ الْقَمِیصِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَخِیلَةِ وَ اللَّهُ لَا یُحِبُّ الْمَخِیلَةَ.

«46»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ الشَّیْخَ الزان [الزَّانِیَ] وَ الْغَنِیَّ الظَّلُومَ وَ الْفَقِیرَ الْمُخْتَالَ وَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ وَ یُحْبِطُ أَجْرَ الْمُعْطِی الْمَنَّانِ وَ یَمْقُتُ الْبَذَخَ الْجَرِی ءَ الْكَذَّابَ (2).

«47»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَفَاقَرَ افْتَقَرَ.

«48»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِیمَانِ وَ الرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَیْشِ.

«49»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِیمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ فِی غَیْرِ تَرْكِ حَقٍّ وَ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْیَتِهِ.

«50»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا نُهِیتُ عَنْ شَیْ ءٍ بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مَا نُهِیتُ عَنْ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ (3).

ص: 145


1- 1. یقال: أسبل ازاره إذا أرخاه و أسدله. و المخیلة: الكبر.
2- 2. المختال: المتكبر. و الملحف: الملح فی السؤال. و البذخ: الفخر و الكبر. و الجری علی وزن فعیل من جرأ- ككرم- جراءة و جرأة فهو جری. و المعنی لا یبالی ما قال أو ما قیل فیه.
3- 3. الملاحاة: المنازعة و المخاصمة و المجادلة. و منه« من لاحاك فقد عاداك».

«51»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ مُسْلِماً أَوْ ضَرَّهُ أَوْ مَاكَرَهُ.

«52»- وَ قَامَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ فَقَالَ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ یَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی غَیْرِ فَقِیهٍ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِمْ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ (1) إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ لُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَ هُمْ یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ یَسْعَی بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ (2).

«53»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا بَایَعَ الْمُسْلِمُ الذِّمِّیَّ فَلْیَقُلِ اللَّهُمَّ خِرْ لِی وَ لَهُ (3).

«54»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَیْراً فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ عَنْ سُوءٍ فَسَلِمَ.

«55»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإِیمَانِ الَّذِی إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی بَاطِلٍ وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ یُخْرِجْهُ الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ یَتَعَاطَ مَا لَیْسَ لَهُ (4).

«56»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ بَلَغَ حَدّاً فِی غَیْرِ حَدٍّ فَهُوَ مِنَ الْمُعْتَدِینَ (5).

«57»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِی صَلَاةٍ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِی غَیْرِ صَلَاةٍ وَ ذِكْرُ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ وَ الصَّدَقَةُ أَفْضَلُ مِنَ الصَّوْمِ وَ الصَّوْمُ حَسَنَةٌ ثُمَّ قَالَ لَا قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ وَ لَا قَوْلَ وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِیَّةٍ وَ لَا قَوْلَ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِیَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.

ص: 146


1- 1. الغل- بالكسر- الحقد، و الغل- بالضم- طوق من حدید یجعل فی العنق. و غل غلولا من باب قعد خان فی المغنم.
2- 2. تقدم معناه.
3- 3. یقال: خر لی و اختر لی أی اجعل أمری خیرا و ألهمنی فعله و اختر لی الاصلح. ( مجمع البحرین).
4- 4. لم یتعاط أی لم یأخذ و لم یتناول، و هذا الحدیث أیضا مرویّ فی الكافی فی باب المؤمن و صفاته- ج 2 ص 239-
5- 5. أی من توجه علیه التعزیر فعلی الحاكم أن لا یبلغ به الحد، بل ینقص علی أقل حدود المعزر فإذا بلغ به الحدّ فهو من المعتدین و فی بعض نسخ المصدر« غیر حق» و الظاهر أنه تصحیف.

«58»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَنَاةُ مِنَ اللَّهِ وَ الْعَجَلَةُ مِنَ الشَّیْطَانِ (1).

«59»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِیُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ(2)

أَوْ یُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ یَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ لِیُعَظِّمُوهُ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ فَإِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِلَّهِ وَ لِأَهْلِهَا وَ مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ فِی غَیْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِی وَضَعَهُ اللَّهُ فِیهِ مَقَّتَهُ اللَّهُ وَ مَنْ دَعَا إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ أَنَا رَئِیسُكُمْ (3)

وَ لَیْسَ هُوَ كَذَلِكَ لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ إِلَیْهِ حَتَّی یَرْجِعَ عَمَّا قَالَ وَ یَتُوبَ إِلَی اللَّهِ مِمَّا ادَّعَی.

«60»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ لِلْحَوَارِیِّینَ تَحَبَّبُوا إِلَی اللَّهِ وَ تَقَرَّبُوا إِلَیْهِ قَالُوا یَا رُوحَ اللَّهِ بِمَا ذَا نَتَحَبَّبُ إِلَی اللَّهِ وَ نَتَقَرَّبُ قَالَ بِبُغْضِ أَهْلِ الْمَعَاصِی وَ الْتَمِسُوا رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِهِمْ قَالُوا یَا رُوحَ اللَّهِ فَمَنْ نُجَالِسُ إِذًا قَالَ مَنْ یُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْیَتُهُ وَ یَزِیدُ فِی عَمَلِكِمْ مَنْطِقُهُ وَ یُرَغِّبُكُمْ فِی الْآخِرَةِ عَمَلُهُ.

«61»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَبْعَدُكُمْ بِی شَبَهاً الْبَخِیلُ الْبَذِیُّ الْفَاحِشُ (4).

«62»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ.

«63»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذْ رَأَیْتُمُ الرَّجُلَ لَا یُبَالِی مَا قَالَ أَوْ مَا قِیلَ فِیهِ فَإِنَّهُ لِبَغِیَّةٍ أَوْ شَیْطَانٍ (5).

«64»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَی كُلِّ فَاحِشٍ بَذِیٍّ قَلِیلِ الْحَیَاءِ

ص: 147


1- 1. الاناة- كقناة-: الوقار و الحلم.
2- 2. أی لیجادل و یخاصم، من المراء.
3- 3. فی بعض نسخ المصدر« أنا ولیكم».
4- 4. البذی علی فعیل: الذی تكلم بالفحش. و البذاء: الكلام القبیح.
5- 5. فی بعض نسخ المصدر« لبغی». و فی بعض الكتب« لغیة» و اللام للملكیة المجازیة و هی بكسر المعجمة و تشدید الیاء المفتوحة المثناة من تحت: الضلال، یقال: إنّه ولد غیة أی ولد زنا، و الغیی كالغنی: الدنی الساقط عن الاعتبار. و لعلّ ما فی المتن تصحیف هنا و ما یأتی.

لَا یُبَالِی مَا قَالَ وَ مَا قِیلَ فِیهِ أَمَا إِنَّهُ إِنْ تَنْسُبْهُ (1)

لَمْ تَجِدْهُ إِلَّا لِبَغْیٍ أَوْ شِرْكِ شَیْطَانٍ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ فِی النَّاسِ شَیَاطِینُ قَالَ نَعَمْ أَ وَ مَا تَقْرَأُ قَوْلَ اللَّهِ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ(2).

«65»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَنْفَعْهُ یَنْفَعْكَ وَ مَنْ لَا یُعِدَّ الصَّبْرَ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ یَعْجِزْ وَ مَنْ قَرَضَ النَّاسَ قَرَضُوهُ وَ مَنْ تَرَكَهُمْ لَمْ یَتْرُكُوهُ (3)

قِیلَ فَأَصْنَعُ مَا ذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِیَوْمِ فَقْرِكَ (4).

«66»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی خَیْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِی مَنْ حَرَمَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ-.

«67»- وَ خَرَجَ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً وَ قَوْمٌ یُدَحْرِجُونَ حَجَراً فَقَالَ أَشَدُّكُمْ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَ أَحْمَلُكُمْ مَنْ عَفَا بَعْدَ الْمَقْدُرَةِ(5).

«68»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ هَذَا دِینٌ أَرْتَضِیهِ لِنَفْسِی وَ لَنْ یُصْلِحَهُ إِلَّا السَّخَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ فَأَكْرِمُوهُ بِهِمَا مَا صَحِبْتُمُوهُ.

«69»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُكُمْ إِیمَاناً أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً.

«70»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْخُلُقِ یَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ فَقِیلَ لَهُ مَا أَفْضَلُ مَا أُعْطِیَ الْعَبْدُ قَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ.

«71»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْخُلُقِ یُثْبِتُ الْمَوَدَّةَ.

72 وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْبِشْرِ یَذْهَبُ بِالسَّخِیمَةِ(6).

ص: 148


1- 1. فی بعض نسخ المصدر« ان تبینه».
2- 2. سورة الإسراء آیة 66.
3- 3. قرض فلانا: مدحه أو ذمه. و أقرضه أی أعطاه قرضا.
4- 4. العرض بالفتح: المتاع یقال: اشتریت المتاع بعرض أی بمتاع مثله.
5- 5. یقال: دحی الحجر بیده أی رمی به. و فی بعض نسخ المصدر« یدحرجون». و أحمله أی أعانه و یمكن أن یقرأ« أحلمكم» بتقدیم اللام.
6- 6. السخیمة: الضغینة و الحقد الموجدة فی النفس من السخمة و هی السواد.

«73»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خِیَارُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً الَّذِینَ یَأْلِفُونَ وَ یُؤْلَفُونَ.

«74»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَیْدِی ثَلَاثَةٌ سَائِلَةٌ وَ مُنْفِقَةٌ وَ مُمْسِكَةٌ وَ خَیْرُ الْأَیْدِی الْمُنْفِقَةُ.

«75»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَیَاءُ حَیَاءَانِ حَیَاءُ عَقْلٍ وَ حَیَاءُ حُمْقٍ فَحَیَاءُ الْعَقْلِ الْعِلْمُ وَ حَیَاءُ الْحُمْقِ الْجَهْلُ.

«76»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَلْقَی جِلْبَابَ الْحَیَاءِ لَا غِیبَةَ لَهُ.

«77»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیَفِ إِذَا وَعَدَ.

«78»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَمَانَةُ تَجْلِبُ الرِّزْقَ وَ الْخِیَانَةُ تَجْلِبُ الْفَقْرَ.

«79»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: نَظَرُ الْوَلَدِ إِلَی وَالِدَیْهِ حُبّاً لَهُمَا عِبَادَةٌ.

«80»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: جَهْدُ الْبَلَاءِ أَنْ یُقَدَّمَ الرَّجُلُ فَتُضْرَبَ رَقَبَتُهُ صَبْراً-(1)

وَ الْأَسِیرُ مَا دَامَ فِی وَثَاقِ الْعَدُوِّ وَ الرَّجُلُ یَجِدُ عَلَی بَطْنِ امْرَأَتِهِ رَجُلًا.

«81»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعِلْمُ خَدِینُ الْمُؤْمِنِ وَ الْحِلْمُ وَزِیرُهُ وَ الْعَقْلُ دَلِیلُهُ وَ الصَّبْرُ أَمِیرُ جُنُودِهِ وَ الرِّفْقُ وَالِدُهُ وَ الْبَرُّ أَخُوهُ وَ النَّسَبُ آدَمُ وَ الْحَسَبُ التَّقْوَی وَ الْمُرُوَّةُ إِصْلَاحُ الْمَالِ (2).

82 وَ جَاءَهُ رَجُلٌ بِلَبَنٍ وَ عَسَلٍ لِیَشْرَبَهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله شَرَابَانِ یُكْتَفَی بِأَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ أَشْرَبُهُ وَ لَا أُحَرِّمُهُ وَ لَكِنِّی أَتَوَاضَعُ لِلَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ یَضَعُهُ اللَّهُ وَ مَنِ اقْتَصَدَ فِی مَعِیشَتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ وَ مَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ (3)

وَ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ آجَرَهُ اللَّهُ.

ص: 149


1- 1. الجهد: المشقة و الصبر أصله الحبس. یقال: قتل صبرا أی حبس علی القتل او قتل مكتوفا مغلولا لا یمكنه أن یدافع.
2- 2. الخدین. الصدیق و الرفیق من خادنه أی صادقه و صاحبه. یعنی ان من نسبه ینتهی الی آدم و آدم من طین، فلا یفتخر به. و المروة أصله المروءة فتقلب الهمزة واوا و تدغم و المعنی كمال الرجولیة. و نقل عن الشهید( ره) فی الدروس أنّه قال:« المروءة تنزیه النفس عن الدناءة التی لا یلیق بها».
3- 3. بذر من التبذیر و هو تفریق المال فی غیر القصد.

«83»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْرَبُكُمْ مِنِّی غَداً فِی الْمَوْقِفِ أَصْدَقُكُمْ لِلْحَدِیثِ وَ آدَاكُمْ لِلْأَمَانَةِ وَ أَوْفَاكُمْ بِالْعَهْدِ وَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ.

«84»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا مُدِحَ الْفَاجِرُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ وَ غَضِبَ الرَّبُّ.

85 وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا الْحَزْمُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله تُشَاوِرُ امْرَأً ذَا رَأْیٍ ثُمَّ تُطِیعُهُ.

«86»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یَوْماً أَیُّهَا النَّاسُ مَا الرَّقُوبُ فِیكُمْ قَالُوا الرَّجُلُ یَمُوتُ وَ لَمْ یَتْرُكْ وَلَداً(1)

فَقَالَ بَلِ الرَّقُوبُ حَقُّ الرَّقُوبِ رَجُلٌ مَاتَ وَ لَمْ یُقَدِّمْ مِنْ وُلْدِهِ أَحَداً یَحْتَسِبُهُ عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانُوا كَثِیراً بَعْدَهُ ثُمَّ قَالَ مَا الصُّعْلُوكُ فِیكُمْ قَالُوا الرَّجُلُ الَّذِی لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ

بَلِ الصُّعْلُوكُ حَقُّ الصُّعْلُوكِ مَنْ لَمْ یُقَدِّمْ مِنْ مَالِهِ شَیْئاً یَحْتَسِبُهُ عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَ كَثِیراً مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ قَالَ مَا الصُّرَعَةُ فِیكُمْ قَالُوا الشَّدِیدُ الْقَوِیُّ الَّذِی لَا یُوضَعُ جَنْبُهُ فَقَالَ بَلِ الصُّرَعَةُ حَقُّ الصُّرَعَةِ رَجُلٌ وَكَزَ الشَّیْطَانُ فِی قَلْبِهِ وَ اشْتَدَّ غَضَبُهُ وَ ظَهَرَ دَمُهُ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ فَصَرَعَ بِحِلْمِهِ غَضَبَهُ.

«14»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَمِلَ عَلَی غَیْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا یُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا یُصْلِحُ.

«88»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْجُلُوسُ فِی الْمَسْجِدِ انْتِظَاراً لِلصَّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ یُحْدِثْ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا یُحْدِثُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الِاغْتِیَابُ.

«89»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّائِمُ فِی عِبَادَةٍ وَ إِنْ كَانَ نَائِماً عَلَی فِرَاشِهِ مَا لَمْ یَغْتَبْ مُسْلِماً.

«90»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَذَاعَ فَاحِشَةً(2) كَانَ كَمُبْدِئِهَا وَ مَنْ عَیَّرَ مُؤْمِناً بِشَیْ ءٍ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرْكَبَهُ.

«91»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ وَ إِنْ لَمْ تَظْلِمْهُمْ ظَلَمُوكَ السَّفِلَةُ وَ زَوْجَتُكَ وَ خَادِمُكَ (3).

ص: 150


1- 1. الرقوب وزان رسول الذی یراقب، من الرقبة بمعنی الانتظار و المرأة التی تراقب موت زوجها او ولدها فترثه. و الصعلوك: الفقیر. و الصرعة بضم الأول و فتح الثانی و الثالث: الذی یصرع الناس و بالغ فی الصرع، من صرعه أی طرحه علی الأرض. و الوكز: الركز. یقال: وكزه فی الأرض أی ركزه و غرزه فیه.
2- 2. الإذاعة: الانتشار.
3- 3. أی و لو لم تظلمهم أنت لكن ظلموك لدناءة أخلاقهم و نقصان عقولهم.

«92»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعٌ مِنْ عَلَامَاتِ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَیْنِ وَ قَسْوَةُ الْقَلْبِ وَ شِدَّةُ الْحِرْصِ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا وَ الْإِصْرَارُ عَلَی الذَّنْبِ.

93 وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَوْصِنِی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَغْضَبْ ثُمَّ أَعَادَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَا تَغْضَبْ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ الشَّدِیدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِیدُ الَّذِی یَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ.

«94»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً أَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقاً.

«95»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا كَانَ الرِّفْقُ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا كَانَ الْخُرْقُ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا شَانَهُ (1).

«96»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكِسْوَةُ تُظْهِرُ الْغِنَی وَ الْإِحْسَانُ إِلَی الْخَادِمِ یُكْبِتُ الْعَدُوَّ.

«97»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أُمِرْتُ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أُمِرْتُ بِتَبْلِیغِ الرِّسَالَةِ.

«98»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْتَعِینُوا عَلَی أُمُورِكُمْ بِالْكِتْمَانِ فَإِنَّ كُلَّ ذِی نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ.

«99»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْإِیمَانُ نِصْفَانِ نِصْفٌ فِی الصَّبْرِ وَ نِصْفٌ فِی الشُّكْرِ.

«100»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْعَهْدِ مِنَ الْإِیمَانِ.

«101»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَكْلُ فِی السُّوقِ دَنَاءَةٌ.

«102»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَوَائِجُ إِلَی اللَّهِ وَ أَسْبَابُهَا فَاطْلُبُوهَا إِلَی اللَّهِ بِهِمْ فَمَنْ أَعْطَاكُمُوهَا فَخُذُوهَا عَنِ اللَّهِ بِصَبْرٍ.

«103»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَجَباً لِلْمُؤْمِنِ لَا یَقْضِی اللَّهُ عَلَیْهِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَیْراً لَهُ سَرَّهُ أَوْ سَاءَهُ إِنِ ابْتَلَاهُ كَانَ كَفَّارَةً لِذَنْبِهِ وَ إِنْ أَعْطَاهُ وَ أَكْرَمَهُ كَانَ قَدْ حَبَاهُ (2).

«104»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَی وَ الْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ الْغِنَی فِی قَلْبِهِ وَ جَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ وَ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ وَ مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسَی

ص: 151


1- 1. الخرق بضم الخاء المعجمة: ضد الرفق. و فی الحدیث« الخرق شؤم و الرفق یمن» من خرقه خرقا من باب تعب إذا فعله فلم یرفق به فهو أخرق و الأنثی خرقاء و الاسم، الخرق بالضم فالسكون.
2- 2. حباه ای اعطاه.

وَ الدُّنْیَا أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ شَتَّتَ عَلَیْهِ أَمْرَهُ وَ لَمْ یَنَلْ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا مَا قُسِّمَ لَهُ.

105 وَ قَالَ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ عَنْ جَمَاعَةِ أُمَّتِهِ فَقَالَ جَمَاعَةُ أُمَّتِی أَهْلُ الْحَقِّ وَ إِنْ قَلُّوا(1).

«106»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَلَی عَمَلٍ ثَوَاباً فَهُوَ مُنْجِزٌ لَهُ وَ مَنْ أَوْعَدَهُ عَلَی عَمَلٍ عِقَاباً فَهُوَ فِیهِ بِالْخِیَارِ.

«107»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِی أَخْلَاقاً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً وَ أَعْظَمُكُمْ حِلْماً وَ أَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ وَ أَشَدُّكُمْ إِنْصَافاً مِنْ نَفْسِهِ فِی الْغَضَبِ وَ الرِّضَا.

«108»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ أَفْضَلُ مِنَ الصَّائِمِ الصَّامِتِ (2).

«109»- وَ قَالَ: وُدُّ الْمُؤْمِنِ فِی اللَّهِ مِنْ أَعْظَمِ شُعَبِ الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّ فِی اللَّهِ وَ أَبْغَضَ فِی اللَّهِ وَ أَعْطَی فِی اللَّهِ وَ مَنَعَ فِی اللَّهِ فَهُوَ مِنْ أَصْفِیَاءِ اللَّهِ.

«110»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَبُّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَی اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنْفَعُهُمْ لِعِبَادِهِ وَ أَقْوَمُهُمْ بِحَقِّهِ الَّذِینَ یُحَبِّبُ إِلَیْهِمُ الْمَعْرُوفَ وَ فِعَالَهُ.

«111»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَتَی إِلَیْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ (3) وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا فَأَثْنُوا فَإِنَّ الثَّنَاءَ جَزَاءٌ.

«112»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ حُرِمَ الرِّفْقَ فَقَدْ حُرِمَ الْخَیْرَ كُلَّهُ.

«113»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُمَارِ أَخَاكَ (4) وَ لَا تُمَازِحْهُ وَ لَا تَعِدْهُ فَتُخْلِفَهُ.

«114»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحُرُمَاتُ الَّتِی تَلْزَمُ كُلَّ مُؤْمِنٍ رِعَایَتُهَا وَ الْوَفَاءُ بِهَا حُرْمَةُ الدِّینِ وَ حُرْمَةُ الْأَدَبِ وَ حُرْمَةُ الطَّعَامِ.

ص: 152


1- 1. السؤال عن كمیة الجماعة.
2- 2. یقال: رجل طاعم ای حسن الحال فی المطعم. و المراد به هنا المفطر.
3- 3. فكافئوه ای جازوه من كافأ الرجل مكافأة بمعنی جازاه.
4- 4. المراء: الجدال.

«115»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ دَعِبٌ لَعِبٌ وَ الْمُنَافِقُ قَطِبٌ وَ غَضِبٌ (1).

«116»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَی تَقْوَی اللَّهِ الْغِنَی.

«117»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْجَلُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْیُ.

«118»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْهَدِیَّةُ عَلَی ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ هَدِیَّةُ الْمُكَافَاةِ وَ هَدِیَّةُ مُصَانَعَةٍ وَ هَدِیَّةٌ لِلَّهِ.

«119»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ تَرَكَ شَهْوَةً حَاضِرَةً لِمَوْعُودٍ لَمْ یَرَهُ.

«120»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَدَّ غَداً مِنْ أَجَلِهِ (2) فَقَدْ أَسَاءَ صُحْبَةَ الْمَوْتِ.

«121»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَ نِسَاؤُكُمْ وَ فَسَقَ شُبَّانُكُمْ (3)

وَ لَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قِیلَ لَهُ وَ یَكُونُ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ وَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بالمعروف [بِالْمُنْكَرِ] وَ نَهَیْتُمْ عَنِ المنكر [الْمَعْرُوفِ] قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ وَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَیْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً وَ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً.

«122»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا تَطَیَّرْتَ فَامْضِ وَ إِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تَقْضِ وَ إِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ.

«123»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: رُفِعَ عَنْ أُمَّتِی تِسْعٌ الْخَطَاءُ وَ النِّسْیَانُ (4)

وَ مَا أُكْرِهُوا عَلَیْهِ

ص: 153


1- 1. الدعب- ككتف- اللاعب و الممازح. و القطب أیضا- ككتف- العبوس و الذی زوی ما بین عینیه و كلح.
2- 2. من أجله ای من عمره.
3- 3. فی بعض نسخ المصدر« شبابكم» و فی اللغة: الشباب بالفتح و التخفیف و الشبان بالضم و التشدید: جمع الشاب.
4- 4. قیل الخطأ و النسیان مرفوع إثمهما لا حكمهما اذ حكمهما من الضمان لا یرتفع. و قوله« و ما اكرهوا علیه» یستثنی منه القتل، و فیه نظر، و المسألة معنونة فی كتب أصول الفقه مبحث أصل البراءة مشروحة. و الطیرة بكسر الطاء، و فتح الیاء و سكونها-: ما یتشأم به من الفأل الردی. اصله من الطیر، لان أكثر تشأم العرب كان به خصوصا الغراب و كان ذلك یصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع حتّی روی ان الطیرة شرك و انما یذهبه التوكل. و المراد برفع المؤاخذة عن الحسد هو ما لم یظهره الحاسد كما ورد فی الاخبار« ان المؤمن لا یظهر الحسد»، فالظاهر ان جملة« ما لم ینطق بشفة و لا لسان» قید للثلاثة الأخیرة و یؤیده ما فی الكافی ج 2 ص 463« قال: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله:« وضع عن امتی تسع خصال: الخطاء و النسیان و ما لا یعلمون و ما لا یطیقون و ما اضطروا إلیه و ما استكرهوا علیه و الطیرة و الوسوسة فی التفكر فی الخلق و الحسد ما لم یظهر بلسان أو ید». و یحتمل ان یكون المراد بالتفكر فی الوسوسة التفكر فیما یوسوس الشیطان فی النفس من أحوال المخلوقین و سوء الظنّ به فی أعمالهم و أحوالهم. و یمكن أن یكون فیه تقدیم و تأخیر من النسّاخ و الصحیح:« و الوسوسة فی التفكر فی الخلق» كما فی الكافی و كما قیل:« وسوسة الشیطان للإنسان عند تفكره فی أمر الخلقة» و روی« ثلاث لم یسلم منها أحد: الطیرة و الحسد و الظنّ». الخبر». و أعلم ان هذه الموارد لا بدّ أن تكون فی صورة التی لا یستقل العقل بقبحها كما إذا كان مقدماتها حصلت بید المكلف و تكون من قبله، حتی تكون رفعها منة علی الأمة. و نظیرها قوله تعالی فی آخر سورة البقرة« رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ- الآیة» و تفصیلها تطلب فی مبحث أصل البراءة من كتب أصول الفقه.

وَ مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ مَا لَا یُطِیقُونَ وَ مَا اضْطُرُّوا إِلَیْهِ وَ الْحَسَدُ وَ الطِّیَرَةُ وَ التَّفَكُّرُ فِی الْوَسْوَسَةِ فِی الْخَلْقِ مَا لَمْ یَنْطِقْ بِشَفَةٍ وَ لَا لِسَانٍ.

«124»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَحْزَنُ أَحَدُكُمْ أَنْ تُرْفَعَ عَنْهُ الرُّؤْیَا فَإِنَّهُ إِذَا رَسَخَ فِی الْعِلْمِ رُفِعَتْ عَنْهُ الرُّؤْیَا.

«125»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِی إِذَا صَلَحَا صَلَحَتْ أُمَّتِی وَ إِذَا فَسَدَا فَسَدَتْ أُمَّتِی قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمْ قَالَ الْفُقَهَاءُ وَ الْأُمَرَاءُ.

«126»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَكْمَلُ النَّاسِ عَقْلًا أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ وَ أَطْوَعُهُمْ لَهُ وَ أَنْقَصُ النَّاسِ عَقْلًا أَخْوَفُهُمْ لِلسُّلْطَانِ وَ أَطْوَعُهُمْ لَهُ.

ص: 154

«127»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُمْ تُمِیتُ الْقَلْبَ الْجُلُوسُ مَعَ الْأَنْذَالِ (1)

وَ الْحَدِیثُ مَعَ النِّسَاءِ وَ الْجُلُوسُ مَعَ الْأَغْنِیَاءِ.

«128»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا غَضِبَ اللَّهُ عَلَی أُمَّةٍ لَمْ یَنْزِلِ الْعَذَابَ عَلَیْهِمْ غَلَتْ أَسْعَارُهَا وَ قَصُرَتْ أَعْمَارُهَا وَ لَمْ تَرْبَحْ تِجَارَتُهَا وَ لَمْ تَزْكُ ثِمَارُهَا وَ لَمْ تَغْزُرْ أَنْهَارُهَا(2)

وَ حُبِسَ عَنْهَا أَمْطَارُهَا وَ سُلِّطَ عَلَیْهَا أَشْرَارُهَا.

«129»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَثُرَ الزِّنَی بَعْدِی كَثُرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ(3)

وَ إِذَا طُفِّفَ الْمِكْیَالُ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِینَ وَ النَّقْصِ وَ إِذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ مَنَعَتِ الْأَرْضُ بَرَكَاتِهَا مِنَ الزَّرْعِ وَ الثِّمَارِ وَ الْمَعَادِنِ وَ إِذَا جَارُوا فِی الْحُكْمِ تَعَاوَنُوا عَلَی الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ وَ إِذَا نَقَضُوا الْعُهُودَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ وَ إِذَا قَطَّعُوا الْأَرْحَامَ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِی أَیْدِی الْأَشْرَارِ وَ إِذَا لَمْ یَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ یَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لَمْ یَتَّبِعُوا الْأَخْیَارَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَشْرَارَهُمْ فَیَدْعُو عِنْدَ ذَلِكَ خِیَارُهُمْ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ.

«130»- وَ لَمَّا نَزَلَتْ عَلَیْهِ وَ لا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْكَ إِلی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ(4) قَالَ مَنْ لَمْ یَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ انْقَطَعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَی

ص: 155


1- 1. الانذال- جمع النذل. و النذل: الخسیس و المحتقر فی جمیع احواله. و فی بعض النسخ هكذا« قال صلّی اللّٰه علیه و آله: ثلاثة مجالستهم تمیت القلب: الجلوس مع الأغنیاء و الجلوس مع الانذال، و الحدیث مع النساء». و رواه الكلینی فی الكافی ج 2 ص 141 كما فی المتن.
2- 2. غزر الماء- بالضم- ای كثر.
3- 3. الفجأة مصدر ای ما فاجأك یعنی ما جاءك بغتة من غیر أن تشعر به. الطفیف: النقصان و القلیل و الخسیس. و السنین: الجدب و القحط و قلة الامطار و المیاه. و المراد بالنقص نقص ریع الأرض من الحبوب و الثمرات قال اللّٰه تعالی فی سورة الأعراف- 127« وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِینَ وَ نَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَذَّكَّرُونَ».
4- 4. سورة طه: 131.

الدُّنْیَا(1)

وَ مَنْ مَدَّ عَیْنَیْهِ إِلَی مَا فِی أَیْدِی النَّاسِ مِنْ دُنْیَاهُمْ طَالَ حُزْنُهُ وَ مَنْ سَخِطَ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ رِزْقِهِ وَ تَنَغَّصَ عَلَیْهِ عَیْشُهُ (2) وَ لَمْ یَرَ أَنَّ لِلَّهِ عَلَیْهِ نِعْمَةً إِلَّا فِی مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ فَقَدْ جَهِلَ وَ كَفَرَ نِعَمَ اللَّهِ وَ ضَلَّ سَعْیُهُ وَ دَنَا مِنْهُ عَذَابُهُ-.

«131»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ مُسْلِماً فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْإِسْلَامُ فَقَالَ الْإِسْلَامُ عُرْیَانٌ وَ لِبَاسُهُ التَّقْوَی وَ شِعَارُهُ الْهُدَی (3) وَ دِثَارُهُ الْحَیَاءُ وَ مِلَاكُهُ الْوَرَعُ وَ كَمَالُهُ الدِّینُ وَ ثَمَرَتُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (4).

«132»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ طَلَبَ رِضَا مَخْلُوقٍ بِسَخَطِ الْخَالِقِ سَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ ذَلِكَ الْمَخْلُوقَ.

«133»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عَبِیداً مِنْ خَلْقِهِ لِحَوَائِجِ النَّاسِ یَرْغَبُونَ فِی الْمَعْرُوفِ وَ یَعُدُّونَ الْجُودَ مَجْداً وَ اللَّهُ یُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ.

ص: 156


1- 1. المراد ان من لم یصبر و لم یتسل نفسه بما عند اللّٰه من الاجور و الدرجات الرفیعة و غیر ذلك انقطعت نفسه حسرة علی الدنیا و ما فیها.
2- 2. یقال: تنغص علیه عیشه ای تكدر. و انغص: منع نصیبه، من نغص ای لم یتم له مراده و عیشه.
3- 3. الشعار- بالكسر-: ما یلی شعر الجسد. و الدثار- بالكسر- ما یتدثر به الإنسان من كساء او غیره فالشعار تحت الدثار و الدثار فوق الشعار. و الهدی- بالضم-: الرشاد.
4- 4. یعنی بیت النبوّة و ذلك لطهارة نفوسهم و حیاتهم، قال اللّٰه عزّ و جلّ فی سورة الأحزاب« إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً» ذلك البیت أسسه اللّٰه تعالی و جعل اهله طاهرا مطهرا معصوما معیارا لیكونوا المیزان و المقتدی لمجتمع العالم الإسلامی فیجب علی المسلمین حبهم و الاقتداء بهم حتّی ینالوا السعادة و الكمال فی الدنیا و الآخرة و لا یبعد شمولها لغیرهم ممن اتصفوا بصفاتهم و اخلاقهم علی حسب درجات ایمانهم كقول رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله لسلمان الفارسیّ:« سلمان منا أهل البیت». قال اللّٰه العزیز فی سورة إبراهیم نقلا عن قوله:« فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی».

«134»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً یَفْزَعُ إِلَیْهِمُ النَّاسُ فِی حَوَائِجِهِمْ أُولَئِكَ هُمُ الْآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«135»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمُؤْمِنَ یَأْخُذُ بِأَدَبِ اللَّهِ إِذَا أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَیْهِ اتَّسَعَ وَ إِذَا أَمْسَكَ عَنْهُ أَمْسَكَ.

«136»- وَ قَالَ: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ- لَا یُبَالِی الرَّجُلُ مَا تَلِفَ مِنْ دِینِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ دُنْیَاهُ.

«137»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ جَبَلَ قُلُوبَ عِبَادِهِ عَلَی حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَیْهَا وَ بُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَیْهَا.

«138»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِی خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلَاءُ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هُنَّ قَالَ إِذَا أَخَذُوا الْمَغْنَمَ دُوَلًا(1)

وَ الْأَمَانَةَ مَغْنَماً وَ الزَّكَاةَ مَغْرَماً وَ أَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَ عَقَّ أُمَّهُ وَ بَرَّ صَدِیقَهُ وَ جَفَا أَبَاهُ وَ ارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ فِی الْمَسَاجِدِ وَ أُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ وَ كَانَ زَعِیمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وَ إِذَا لُبِسَ الْحَرِیرُ وَ شُرِبَتِ الْخَمْرُ وَ اتُّخِذَ الْقِیَانُ وَ الْمَعَازِفُ (2) وَ لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْیَرْقُبُوا بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ خِصَالٍ رِیحاً حَمْرَاءَ وَ مَسْخاً وَ فَسْخاً.

«139»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ.

«140»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَكُونُ النَّاسُ فِیهِ ذِئَاباً فَمَنْ لَمْ یَكُنْ ذِئْباً أَكَلَتْهُ الذِّئَابُ.

«141»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقَلُّ مَا یَكُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ أَخٌ یُوثَقُ بِهِ أَوْ دِرْهَمٌ مِنْ حَلَالٍ (3).

ص: 157


1- 1. فی بعض النسخ« إذا اكلوا» و المغنم الغنیمة. و الدول جمع دولة و هو ما یتداول فیكون مرة لهذا و مرة لذاك، فتطلق علی المال.
2- 2. القیان- جمع القینة-: المغنیة. و المعازف جمع معزف: و هی من آلات الطرب كالطنبور و العود و نحوه من عزف بمعنی صوت و غنی.
3- 3. أی لا یكون فی آخر الزمان شی ء أقل منهما.

«142»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِ (1).

«143»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا یُدْرَكُ الْخَیْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ وَ لَا دِینَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ.

«144»- وَ أَثْنَی قَوْمٌ بِحَضْرَتِهِ عَلَی رَجُلٍ حَتَّی ذَكَرُوا جَمِیعَ خِصَالِ الْخَیْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرُكَ عَنْهُ بِاجْتِهَادِهِ فِی الْعِبَادَةِ وَ أَصْنَافِ الْخَیْرِ تَسْأَلُنَا(2) عَنْ عَقْلِهِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الْأَحْمَقَ یُصِیبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ وَ إِنَّمَا یَرْتَفِعُ الْعِبَادُ غَداً فِی الدَّرَجَاتِ وَ یَنَالُونَ الزُّلْفَی مِنْ رَبِّهِمْ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

«145»- وَ قَالَ: قَسَمَ اللَّهُ الْعَقْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كُنَّ فِیهِ كَمَلَ عَقْلُهُ وَ مَنْ لَمْ تَكُنَّ فِیهِ فَلَا عَقَلَ لَهُ حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ لِلَّهِ وَ حُسْنُ الطَّاعَةِ لِلَّهِ وَ حُسْنُ الصَّبْرِ عَلَی أَمْرِ اللَّهِ-.

«146»- وَ قَدِمَ الْمَدِینَةَ رَجُلٌ نَصْرَانِیٌّ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ وَ كَانَ فِیهِ بَیَانٌ وَ لَهُ وَقَارٌ وَ هَیْبَةٌ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِیَّ فَزَجَرَ الْقَائِلَ وَ قَالَ مَهْ إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ وَ عَمِلَ بِطَاعَتِهِ (3).

«147»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعِلْمُ خَلِیلُ الْمُؤْمِنِ وَ الْحِلْمُ وَزِیرُهُ وَ الْعَقْلُ دَلِیلُهُ وَ الْعَمَلُ قَیِّمُهُ وَ الصَّبْرُ أَمِیرُ جُنُودِهِ وَ الرِّفْقُ وَالِدُهُ وَ الْبِرُّ أَخُوهُ وَ النَّسَبُ آدَمُ وَ الْحَسَبُ التَّقْوَی وَ الْمُرُوَّةُ إِصْلَاحُ الْمَالِ.

«148»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَقَدَّمَتْ إِلَیْهِ یَدٌ كَانَ عَلَیْهِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ یُكَافِئَ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَالثَّنَاءُ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ.

«149»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَصَافَحُوا فَإِنَّ التَّصَافُحَ یُذْهِبُ السَّخِیمَةَ(4).

«150»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَی كُلِّ خَصْلَةٍ وَ لَا یُطْبَعُ عَلَی الْكَذِبِ وَ لَا عَلَی الْخِیَانَةِ.

ص: 158


1- 1. الاحتراس و التحرس: التحفظ من حرسه حرسا ای حفظه.
2- 2. فی بعض نسخ المصدر« تسأله».
3- 3.« مه» بالفتح- اسم فعل بمعنی انكفف.
4- 4. التصافح: المصافحة. و السخیمة: الضغینة و الحقد.

«151»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْماً وَ رُوِیَ حِكْمَةً وَ إِنَّ مِنَ الْبَیَانِ سِحْراً.

«152»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی ذَرٍّ أَیُّ عُرَی الْإِیمَانِ أَوْثَقُ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ الْمُوَالاةُ فِی اللَّهِ وَ الْمُعَادَةُ فِی اللَّهِ وَ الْحُبُّ فِی اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِی اللَّهِ.

«153»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللَّهَ (1) وَ رِضَاهُ بِمَا قَضَی اللَّهُ وَ مِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ (2) تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ وَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَی اللَّهُ.

«154»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّدَمُ تَوْبَةٌ.

«155»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ حَرَامَهُ.

«156»- وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَوْصِنِی فَقَالَ لَهُ احْفَظْ لِسَانَكَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی قَالَ احْفَظْ لِسَانَكَ ثُمَّ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ وَیْحَكَ وَ هَلْ یَكُبُّ النَّاسَ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ (3).

«157»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِی مَصَارِعَ السَّوْءِ وَ الصَّدَقَةُ الْخَفِیَّةُ تُطْفِئُ غَضَبَ اللَّهِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ زِیَادَةٌ فِی الْعُمُرِ وَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ وَ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِی الْآخِرَةِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ.

«158»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَی عَبْدِهِ أَنْ یَرَی أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَیْهِ وَ یُبْغِضُ الْبُؤْسَ وَ التَّبَؤُّسَ (4).

ص: 159


1- 1. فی بعض نسخ المصدر« استخارة اللّٰه».
2- 2. الشقوة: الشقاوة. و السخط: ضد الرضا. و سخط علیه ای غضب علیه.
3- 3. یقال: كب علی وجهه: ای صرعه و قلبه. و المناخر جمع المنخر بفتح المیم و الخاء: و هو الانف من نخر- بالفتح- ای مد الصوت و النفس فی خیاشیمه. و الحصائد جمع الحصد و الحصید و الحصیدة-: من حصد الزرع ای قطع و حصائد السنتهم: ما یقولونه من الكلام فی حقّ الغیر، لانه حصد به.
4- 4. تباءس أی تفاقر و أری تخشع الفقراء اخباتا و تضرعا.

«159»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْمَسْأَلَةِ نِصْفُ الْعِلْمِ وَ الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَیْشِ.

«160»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَ تَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَ الْأَمَلُ (1).

«161»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَیَاءُ مِنَ الْإِیمَانِ.

«162»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ لَمْ تَزُلْ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَ أَفْنَاهُ وَ عَنْ شَبَابِهِ فِیمَ أَبْلَاهُ وَ عَمَّا اكْتَسَبَهُ مِنْ أَیْنَ اكْتَسَبَهُ وَ فِیمَ أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).

«163»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ یَظْلِمْهُمْ وَ حَدَّثَهُمْ فَلَمْ یَكْذِبْهُمْ وَ وَعَدَهُمْ فَلَمْ یُخْلِفْهُمْ فَهُوَ مِمَّنْ كَمَلَتْ مُرُوَّتُهُ-(3) وَ ظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ وَ وَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ (4)وَ حَرُمَتْ غِیبَتُهُ.

«164»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ حَرَامٌ كُلُّهُ عِرْضُهُ وَ مَالُهُ وَ دَمُهُ.

«165»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَوْ بِالسَّلَامِ.

«166»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْإِیمَانُ عَقْدٌ بِالْقَلْبِ وَ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ.

«167»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ الْغِنَی مِنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ (5) وَ لَكِنَّ الْغِنَی غِنَی النَّفْسِ.

«168»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَرْكُ الشَّرِّ صَدَقَةٌ.

«169»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعَةٌ تَلْزَمُ كُلَّ ذِی حِجًی وَ عَقْلٍ (6) مِنْ أُمَّتِی قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هُنَّ قَالَ اسْتِمَاعُ الْعِلْمِ وَ حِفْظُهُ وَ نَشْرُهُ وَ الْعَمَلُ بِهِ.

«170»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مِنَ الْبَیَانِ سِحْراً وَ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا وَ مِنَ الْقَوْلِ عِیّاً(7).

ص: 160


1- 1. یعنی: ان ابن آدم إذا كبر و ضعفت غرائزه و خلقته قوی فیه الحرص و الامل.
2- 2. السؤال عی المحبة لأنّها أساس الإسلام و الدین. و قد مضی بیانه.
3- 3. المروة أصله المروءة. تقلب الهمزة واوا و تدغم.
4- 4.« و وجبت أخوته» فی المصدر« وجب أجره» و لعلّ ما فی المتن هو الصواب.
5- 5. العرض- محركة- المتاع و حطام الدنیا.
6- 6. الحجی بالكسر و القصر: العقل و الفطنة. و أصله الستر.
7- 7. عیی فی المنطق: حصر. و عیا تعییة الرجل: أتی بكلام لا یهتدی إلیه. و قیل: العی: التحیر فی الكلام و بالفتح العجز و عدم الاهتداء بوجه مراده. و فی بعض نسخ المصدر« غیا» بالغین المعجمة مصدر من باب ضرب أی ضل و خاب و هلك، و الغیة بالفتح و الكسر: الضلال.

«171»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: السُّنَّةُ سُنَّتَانِ سُنَّةٌ فِی فَرِیضَةٍ الْأَخْذُ بَعْدِی بِهَا هُدًی وَ تَرْكُهَا ضَلَالَةٌ وَ سُنَّةٌ فِی غَیْرِ فَرِیضَةٍ الْأَخْذُ بِهَا فَضِیلَةٌ وَ تَرْكُهَا غَیْرُ خَطِیئَةٍ.

«172»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرْضَی سُلْطَاناً بِمَا یُسْخِطُ اللَّهَ خَرَجَ مِنْ دِینِ اللَّهِ.

«173»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرٌ مِنَ الْخَیْرِ مُعْطِیهِ وَ شَرٌّ مِنَ الشَّرِّ فَاعِلُهُ.

«174»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَقَلَهُ اللَّهُ مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِی إِلَی عِزِّ الطَّاعَةِ أَغْنَاهُ بِلَا مَالٍ وَ أَعَزَّهُ بِلَا عَشِیرَةٍ وَ آنَسَهُ بِلَا أَنِیسٍ وَ مَنْ خَافَ اللَّهَ أَخَافَ مِنْهُ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ مَنْ لَمْ یَخَفِ اللَّهَ أَخَافَهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَنْ رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بِالْیَسِیرِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِیَ اللَّهُ مِنْهُ بِالْیَسِیرِ مِنَ

الْعَمَلِ وَ مَنْ لَمْ یَسْتَحْیِ مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ مِنَ الْمَعِیشَةِ خَفَّتْ مَئُونَتُهُ وَ رَخِیَ بَالُهُ وَ نُعِّمَ عِیَالُهُ وَ مَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا أَثْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِی قَلْبِهِ وَ أَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَ بَصَّرَهُ عُیُوبَ الدُّنْیَا دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا وَ أَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْیَا سَالِماً إِلَی دَارِ الْقَرَارِ.

«175»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقِیلُوا ذَوِی الْهَنَاتِ عَثَرَاتِهِمْ (1).

«176»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا قَصْرُ الْأَمَلِ وَ شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ الْوَرَعُ عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ.

«177»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَعْمَلْ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ رِیَاءً وَ لَا تَدَعْهُ حَیَاءً.

«178»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا أَخَافُ عَلَی أُمَّتِی ثَلَاثاً شُحّاً مُطَاعاً وَ هَوًی مُتَّبَعاً وَ إِمَاماً ضَالًّا.

«179»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ وَ مَنْ لَاحَی الرِّجَالَ ذَهَبَتْ مُرُوَّتُهُ وَ كَرَامَتُهُ.

«180»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا إِنَّ شَرَّ أُمَّتِی الَّذِینَ یُكْرَمُونَ مَخَافَةَ شَرِّهِمْ أَلَا

ص: 161


1- 1. الهناة: الداهیة و هی المصیبة و جمعها هنوات. و العثرات جمع العثرة: و هی السقطة و الزلة و الخطیئة و المعنی: تجاوزوا و تصفحوا عن زلات صاحب المصیبة.

وَ مَنْ أَكْرَمَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ فَلَیْسَ مِنِّی.

«181»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَصْبَحَ مِنْ أُمَّتِی وَ هِمَّتُهُ غَیْرُ اللَّهِ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ یَهْتَمَّ بِأُمُورِ الْمُؤْمِنِینَ فَلَیْسَ مِنْهُمْ وَ مَنْ أَقَرَّ بِالذُّلِّ طَائِعاً فَلَیْسَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

«182»- وَ كَتَبَ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مُعَاذٍ یُعَزِّیهِ بِابْنِهِ (2) مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَی مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلَامٌ عَلَیْكَ فَإِنِّی أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَیْكَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِی جَزَعُكَ عَلَی وَلَدِكَ الَّذِی قَضَی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ إِنَّمَا كَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِیئَةِ(3) وَ عَوَارِیهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ عِنْدَكَ فَمَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ إِلَی أَجَلٍ وَ قَبَضَهُ لِوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ- لَا یَحْبِطَنَّ جَزَعُكَ أَجْرَكَ وَ لَوْ قَدِمْتَ عَلَی ثَوَابِ مُصِیبَتِكَ لَعَلِمْتَ أَنَّ الْمُصِیبَةَ قَدْ قَصُرَتْ لِعَظِیمِ مَا أَعَدَّ اللَّهُ عَلَیْهَا مِنَ الثَّوَابِ لِأَهْلِ التَّسْلِیمِ وَ الصَّبْرِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْجَزَعَ لَا یَرُدُّ مَیِّتاً وَ لَا یَدْفَعُ قَدَراً فَأَحْسِنِ الْعَزَاءَ وَ تَنَجَّزِ الْمَوْعُودَ فَلَا یَذْهَبَنَّ أَسَفُكَ عَلَی

ص: 162


1- 1. قال السبط الشهید المفدی سید الشهداء الحسین بن علی صلوات اللّٰه و سلامه علیهما فی خطبته یوم عاشوراء اذ عرض علیه و أصحابه الأمان فأنف من الذل:« ألا و ان الدعی ابن الدعی قد ركز بین اثنتین بین الذلة و السلة، هیهات منا الذلة، یأبی اللّٰه ذلك لنا و رسوله و المؤمنون، و حجور طابت و طهرت و أنوف حمیة و نفوس أبیه من أن تؤثر طاعة اللئام علی مصارع الكرام ألا و انی زاحف بهذه الاسرة و مقلل من هذه الكثرة مع قلة العدد و خذلة الناصر» و لنعم ما قال الحمیری: طعمت أن تسومه الضیم قوم***و أبی اللّٰه و الحسام الصنیع كیف یلوی علی الدنیة جیدا***لسوی اللّٰه ما لواه الخضوع فأبی أن یعیش الا عزیزا***أو تجلی الكفاح و هو صریع فتلقی الجموع فردا و لكن***كل عضو فی الروع منه جموع زوج السیف بالنفوس و لكن***مهرها الموت و الخضاب النجیع
2- 2. التعزیة: التسلیة من عزی یعزی من باب تعب: صبر علی ما نابه و التعزی: التصبر و التسلی عند المصیبة و شعاره أن یقول:« إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ» و العزاء ممدودا: الصبر و التعزی یجیی ء بمعنی النسبة من تعزی الی فلان أی نسبه إلیه.
3- 3. المواهب جمع الموهبة: العطیة، الشی ء الموهوب. و الهنیئة: ما تیسر من غیر مشقة.

مَا لَازِمٌ لَكَ وَ لِجَمِیعِ الْخَلْقِ نَازِلٌ بِقَدَرِهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

«183»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ كَثْرَةُ الْقُرَّاءِ وَ قِلَّةُ الْفُقَهَاءِ وَ كَثْرَةُ الْأُمَرَاءِ وَ قِلَّةُ الْأُمَنَاءِ وَ كَثْرَةُ الْمَطَرِ وَ قِلَّةُ النَّبَاتِ.

«184»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَبْلِغُونِی حَاجَةَ مَنْ لَا یَسْتَطِیعُ إِبْلَاغِی حَاجَتَهُ فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَاناً حَاجَةَ مَنْ لَا یَسْتَطِیعُ إِبْلَاغَهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَیْهِ عَلَی الصِّرَاطِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

«185»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: غَرِیبَتَانِ كَلِمَةُ حُكْمٍ مِنْ سَفِیهٍ فَاقْبَلُوهَا وَ كَلِمَةُ سَیِّئَةٍ مِنْ حَكِیمٍ فَاغْفِرُوهَا.

«186»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لِلْكَسْلَانِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَتَوَانَی حَتَّی یُفَرِّطَ وَ یُفَرِّطُ حَتَّی یُضَیِّعَ وَ یُضَیِّعُ حَتَّی یَأْثَمَ.

«187»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یَسْتَحْیِ مِنَ الْحَلَالِ نَفَعَ نَفْسَهُ وَ خَفَّتْ مَئُونَتُهُ وَ نَفَی عَنْهُ الْكِبْرَ وَ مَنْ رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بِالْیَسِیرِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْقَلِیلِ مِنَ الْعَمَلِ وَ مَنْ یَرْغَبُ فِی الدُّنْیَا فَطَالَ فِیهَا أَمَلُهُ أَعْمَی اللَّهُ قَلْبَهُ عَلَی قَدْرِ رَغْبَتِهِ فِیهَا وَ مَنْ زَهِدَ فِیهَا فَقَصَّرَ فِیهَا أَمَلَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ عِلْماً بِغَیْرِ تَعَلُّمٍ وَ هُدًی بِغَیْرِ هِدَایَةٍ وَ أَذْهَبَ عَنْهُ الْعَمَی (2) وَ جَعَلَهُ بَصِیراً أَلَا إِنَّهُ سَیَكُونُ بَعْدِی أَقْوَامٌ- لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَ التَّجَبُّرِ وَ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْغِنَی إِلَّا بِالْبُخْلِ وَ لَا تَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْمَحَبَّةُ فِی النَّاسِ إِلَّا بِاتِّبَاعِ الْهَوَی وَ التَیْسِیرِ فِی الدِّینِ (3)

أَلَا فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَصَبَرَ عَلَی الْفَقْرِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْغِنَی وَ صَبَرَ عَلَی الذُّلِّ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْعِزِّ وَ صَبَرَ عَلَی الْبَغْضَاءِ فِی النَّاسِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی الْمَحَبَّةِ- لَا یُرِیدُ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ خَمْسِینَ صِدِّیقاً.

ص: 163


1- 1. سیأتی فی كتاب عهد أمیر المؤمنین علیه السلام للاشتر لما ولاه مصر:« قال: و تفقد أمور من لا یصل إلیك منهم ممن تقتحمه العیون و تحقره الرجال، ففرغ لاولئك ثقتك من أهل الخشیة و التواضع فلیرفع إلیك أمورهم، ثمّ اعمل فیهم بالاعذار إلی اللّٰه یوم تلقاه فان هؤلاء من بین الرعیة أحوج الی الإنصاف من غیرهم؛ و كل فأعذر إلی اللّٰه فی تأدیة حقه إلیه».
2- 2. فی بعض نسخ المصدر« فأذهب عنه».
3- 3. أی المسامحة و المماطلة فی أمر الدین.

«188»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ تَخَشُّعَ النِّفَاقِ وَ هُوَ أَنْ یُرَی الْجَسَدُ خَاشِعاً وَ الْقَلْبُ لَیْسَ بِخَاشِعٍ.

«189»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُحْسِنُ الْمَذْمُومُ مَرْحُومٌ.

«190»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اقْبَلُوا الْكَرَامَةَ وَ أَفْضَلُ الْكَرَامَةِ الطِّیبُ أَخَفُّهُ مَحْمِلًا وَ أَطْیَبُهُ رِیحاً.

«191»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا تَكُونُ الصَّنِیعَةُ(1) إِلَی ذِی دِینٍ أَوْ ذِی حَسَبٍ وَ جِهَادُ الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا وَ التَّوَدُّدُ نِصْفُ الدِّینِ وَ مَا عَالَ امْرُؤٌ قَطُّ عَلَی اقْتِصَادٍ(2) وَ اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ أَبَی اللَّهُ أَنْ یَجْعَلَ رِزْقَ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ حَیْثُ یَحْتَسِبُونَ.

«192»- وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَبْلُغُ عَبْدٌ أَنْ یَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِینَ حَتَّی یَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَراً لِمَا بِهِ الْبَأْسُ.

«2»- عو(3)،[غوالی اللئالی] قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَیْراً جَعَلَ لَهُ وَزِیراً صَالِحاً إِنْ نَسِیَ ذَكَّرَهُ وَ إِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ سِیرُوا سَیْرَ أَضْعَفِكُمْ الْفِرَارُ مِمَّا لَا یُطَاقُ مَنِ اسْتَوَی یَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ الدُّنْیَا دَارُ مِحْنَةٍ الدُّنْیَا سَاعَةٌ فَاجْعَلُوهَا طَاعَةً مَعَ كُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ(4)

اسْتَعِینُوا عَلَی الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ لَهَا لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَنَامٌ (5)

وَ سَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ مَنْ لَمْ یَصْبِرْ عَلَی ذُلِّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً بَقِیَ فِی ذُلِّ الْجَهْلِ أَبَداً مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا اخْتِلَافُ أُمَّتِی رَحْمَةٌ(6) ابْدَأْ بِنَفْسِكَ شَرُّ النَّاسِ مَنْ أَكَلَ وَحْدَهُ

ص: 164


1- 1. الصنیعة: الاحسان. و جمعها الصنائع.
2- 2. عال أی افتقر. و فی بعض النسخ« و استزادوا الرزق».
3- 3. العوالی اللئالی لابن أبی جمهور مخطوط.
4- 4. الترح ضد الفرح و ترح ترحا أی حزن. و معنی الحدیث أن مع كل سرور حزن یعقبه حتّی كأنّه معه أی المشیئة الإلهیّة جرت بذلك لئلا تسكن نفوس العقلاء الی نعیمها.
5- 5. سنام كل شی ء أعلاه.
6- 6. أی تزاورهم و ترددهم و ضیافتهم كما فی قوله تعالی« وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ»* أی مجی ء كل واحد عقیب الآخر. و كما فی قوله« و مختلف الملائكة» أی محل نزولهم و صعودهم.

وَ مَنَعَ رِفْدَهُ وَ جَلَدَ عَبْدَهُ إِذَا تَغَیَّرَ السُّلْطَانُ تَغَیَّرَ الزَّمَانُ- إِذَا كَانَ الدَّاءُ مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ بَطَلَ هُنَاكَ الدَّوَاءُ الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ اخْتَلَفَ السَّخِیُّ قَرِیبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِیبٌ مِنَ النَّاسِ اجْتَنِبْ خَمْساً الْحَسَدَ وَ الطِیَرَةَ وَ الْبَغْیَ وَ سُوءَ الظَّنِّ وَ النَّمِیمَةَ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِی بِی مَنْ فُتِحَ لَهُ بَابُ خَیْرٍ فَلْیَنْتَهِزْهُ فَإِنَّهُ لَا یَدْرِی مَتَی یُغْلَقُ عَنْهُ الْأُمُورُ بِتَمَامِهَا وَ الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِمِهَا شَاوِرُوهُنَّ وَ خَالِفُوهُنَّ حُبُّكَ لِلشَّیْ ءِ یُعْمِی وَ یُصِمُّ الْمَرْأَةُ كَالضِّلْعِ الْعَوْجَاءِ بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَوْ بِالسَّلَامِ (1)

الْفِرَارُ فِی وَقْتِهِ ظَفَرٌ الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ- لَا خَیْرَ فِی السَّرَفِ وَ لَا سَرَفَ فِی الْخَیْرِ- إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِیمَانِ التَّوَدُّدُ إِلَی النَّاسِ الْمَقْدُورُ كَائِنٌ وَ الْهَمُّ فَاضِلٌ الصَّدَقَةُ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ تَسْتَنْزِلُ الرِّزْقَ وَ تَقِی مَصَارِعَ السَّوْءِ وَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ تَرْكُ الْفُرَصِ غُصَصٌ الْفُرَصُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ أَضْیَقُ الْأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الْفَرَجِ حُسْنُ الْعَهْدِ مِنَ الْإِیمَانِ مَنْ تَعَلَّمْتَ مِنْهُ حَرْفاً صِرْتَ لَهُ عَبْداً الظَّفَرُ الْجَزْمُ وَ الْحَزْمُ إِذَا جَاءَ الْقَضَاءُ ضَاقَ الْفَضَاءُ الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ طَالِبُ الْعِلْمِ مَحْفُوفٌ بِعِنَایَةِ اللَّهِ النَّدَمُ تَوْبَةٌ الْحَاسِدُ مُغْتَاظٌ عَلَی مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ الْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْیِ وَ الرَّأْیُ بِتَحْصِینِ الْأَسْرَارِ- أَعْقَلُ النَّاسِ مُحْسِنٌ خَائِفٌ وَ أَجْهَلُهُمْ مُسِی ءٌ آمِنٌ طَالِبُ الْعِلْمِ لَا یَمُوتُ أَوْ یُمَتَّعَ جِدُّهُ بِقَدْرِ كَدِّهِ الْمُؤْمِنُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ- الْكَعْبَةُ تُزَارُ وَ لَا تَزُورُ السُّكُوتُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ بِدْعَةٌ السُّلْطَانُ ظِلُّ اللَّهِ یَأْوِی إِلَیْهِ كُلُّ مَظْلُومٍ (2) الْعَدْلُ جُنَّةٌ وَاقِیَةٌ وَ جُنَّةٌ بَاقِیَةٌ أَصْلِحْ وَزِیرَكَ فَإِنَّهُ الَّذِی یَقُودُكَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ النَّارِ- الْجَاهُ أَحَدُ الرِّفْدَیْنِ وَ الْآخَرُ الْمَالُ الْأُمُورُ مَرْهُونَةٌ بِأَوْقَاتِهَا الْهَدِیَّةُ تُذْهِبُ السَّخِیمَةَ تَصَافَحُوا فَإِنَّهُ یَذْهَبُ بِالْغِلِ.

ص: 165


1- 1. أی صلوا فشبه الرحم المقطوع الوصلة بأرض منقطع عنها الغیث. و قال العلقمی أی ندوها بصلتها. و ذلك لانهم یطلقون النداوة علی الصلة كما یطلقون الیبس علی القطیعة لانهم لما رأوا بعض الأشیاء تتصل و تختلط بالنداوة و یحصل منها التجافی و التفرق بالیبس استعاروا البلل للوصل و الیبس للقطیعة. فذكر البلل تخییل.
2- 2. أخرجه البیهقیّ فی شعب الایمان بسند ضعیف عن عبد اللّٰه بن عمر بن الخطّاب.

الْهَدِیَّةُ تُورِثُ الْمَوَدَّةَ وَ تَجْدُرُ الْأُخُوَّةَ(1)

وَ تُذْهِبُ الضَّغِینَةَ وَ تَهَادَوْا تَحَابُّوا نِعْمَ الشَّیْ ءُ الْهَدِیَّةُ أَمَامَ الْحَاجَةِ اهْدِ لِمَنْ یَهْدِیكَ الْهَدِیَّةُ تَفْتَحُ الْبَابَ الْمُصْمَتَ نِعْمَ مِفْتَاحُ الْحَاجَةِ الْهَدِیَّةُ الْمَرْءُ مَخْبُوٌّ تَحْتَ لِسَانِهِ (2) مَا یُصْلِحُ لِلْمَوْلَی فَعَلَی الْعَبْدِ حَرَامٌ الْهَدَایَا رِزْقُ اللَّهِ مَنْ أُهْدِیَ إِلَیْهِ شَیْ ءٌ فَلْیَقْبَلْهُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَاهْدُوا إِلَیْهَا طَرَائِفَ الْحِكَمِ.

فِی حَدِیثِ الْقُدْسِیِّ: یَا دَاوُدُ فَرِّغْ لِی بَیْتاً أَسْكُنْهُ إِنَّ لِلَّهِ فِی أَیَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ أَلَا فَتَرَصَّدُوا لَهَا السَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ مَنْ نَظَرَ فِی الْعَوَاقِبِ سَلِمَ فِی النَّوَائِبِ لَا مَنْعَ وَ لَا إِسْرَافَ وَ لَا بُخْلَ وَ لَا إِتْلَافَ خَیْرُ الْأُمُورِ أَوْسَطُهَا مَا الْعِلْمُ إِلَّا مَا حَوَاهُ الصَّدْرُ الدُّنْیَا دَارُ بَلِیَّةٍ تَعَمَّمُوا تُزَادُوا حِلْماً الْعِمَامَةُ مِنَ الْمُرُوَّةِ هَذَانِ مُحَرَّمَانِ عَلَی ذُكُورِ أُمَّتِی یَعْنِی الذَّهَبَ وَ الْحَرِیرَ.

«3»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ مِنَ الْأَصْدَافِ الطَّاهِرَةِ(3)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعِلْمُ وَدِیعَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ الْعُلَمَاءُ أُمَنَاؤُهُ عَلَیْهِ فَمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ أَدَّی أَمَانَتَهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْمَلْ بِعِلْمِهِ كُتِبَ فِی دِیوَانِ اللَّهِ مِنَ الْخَائِنِینَ.

قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِأَخْلَاقِكُمْ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْیَا مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّهُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی بِقَلْبِهِ جَعَلَ اللَّهُ قُلُوبَ الْعِبَادِ مُنْقَادَةً إِلَیْهِ بِالْوُدِّ وَ الرَّحْمَةِ وَ كَانَ اللَّهُ إِلَیْهِ بِكُلِّ خَیْرٍ أَسْرَعَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ وَ لَا یَزِیدُ فِی الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ یُصِیبُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا خَیْرَ لَكَ فِی صُحْبَةِ مَنْ لَا یَرَی لَكَ مِثْلَ الَّذِی یَرَی لِنَفْسِهِ.

ص: 166


1- 1. أی حوطها و حجزها. و الضغینة: الحقد و الشحناء.
2- 2. من خبأ یخبأ أی مستور.
3- 3. قال المؤلّف فی ج 1 ص 10 أنّه للشیخ العلامة الشهید محمّد بن مكی( ره).

«4»- أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ الْجَلِیلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَعِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذِهِ أَحَادِیثُ مَحْذُوفَةُ الْأَسْنَادِ كَتَبَهَا الشَّیْخُ ابْنُ مَكِّیٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ خَطِّ سَدِیدِ الدِّینِ بْنِ مُطَهَّرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَجَازَهَا لَهُ شَیْخُهُ السَّیِّدُ الْمُرْتَضَی النَّقِیبُ الْمُعَظَّمُ النَّسَّابَةُ الْعَلَّامَةُ مَفْخَرُ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ تَاجُ الْمِلَّةِ وَ الدِّینِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ السَّیِّدِ الْعَلَّامَةِ النَّقِیبِ الزَّاهِدِ جَلَالِ الدِّینِ أَبِی جَعْفَرٍ الْقَاسِمِ ابْنِ السَّیِّدِ النَّقِیبِ فَخْرِ الدِّینِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ ابْنِ السَّیِّدِ نَقِیبٍ جَلَالِ الدِّینِ أَبِی جَعْفَرٍ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ الْحَسَنِ بْنِ رَضِیِّ الدِّینِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَلِیِّ الدِّینِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحْسِنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْقَصْرِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَطِیبِ بِالْكُوفَةِ ابْنِ عَلِیٍّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْمُعَیَّةِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الدِّیبَاجِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعُمَرِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُثَنَّی ابْنِ الْإِمَامِ السِّبْطِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنْ شُیُوخِهِ الثِّقَاتِ وَ هُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الرَّاحِمُونَ یَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ارْحَمْ مَنْ فِی الْأَرْضِ یَرْحَمْكَ مَنْ فِی السَّمَاءِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الصَّوْمُ جُنَّةٌ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اكْفُلُوا لِی بِسِتٍّ أَكْفُلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلَا یَكْذِبْ وَ إِذَا ائْتُمِنَ فَلَا یَخُنْ وَ إِذَا وَعَدَ فَلَا یَخْلُفْ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی الْحَوَارِی تَمَنَّیْتُ أَنْ أَرَی أَبِی سُلَیْمَانَ الدَّارَانِیَّ فِی الْمَنَامِ فَرَأَیْتُهُ بَعْدَ سَنَةٍ فَقُلْتُ لَهُ یَا مُعَلِّمُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ فَقَالَ یَا أَحْمَدُ جِئْتُ مِنْ بَابِ الصَّغِیرِ فَلَقِیتُ وَسْقَ شِیحٍ (1)

فَأَخَذْتُ مِنْهُ عُوداً مَا أَدْرِی تَخَلَّلْتُ بِهِ أَوْ رَمَیْتُ بِهِ فَأَنَا فِی حِسَابِهِ مُنْذُ سَنَةٍ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ تَمَّ الْخَبَرُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و بخطه أیضا ما صورته و علی هذه الأحادیث خط السید تاج الدین بن

ص: 167


1- 1. الوسق وقر النخلة، و الشیح بالحاء المهملة: نبات أنواعه كثیرة كله طیب الرائحة.

معیة رحمه اللّٰه ما صورته سمع هذه الأحادیث من لفظ مولانا الشیخ الإمام العالم الفاضل العامل الزاهد الورع مفخر العلماء سلالة الفضلاء شمس الملة و الحق و الدین محمد بن مكی أدام اللّٰه فضائله فی یوم السبت حادی عشر شوال من سنة أربع و خمسین و سبعمائة و أجزت له روایتها عنی بالسند المتقدم و غیره من طرقی مشایخ الحلة الذین رووها إلی آخر ما سیأتی فی آخر مجلدات الكتاب.

و بخطه أیضا فی أول هذه الأحادیث إجازة أخری من السید تاج الدین أبی عبد اللّٰه مفخر العلماء و الفضلاء شمس الحق و الدین صحیح و كتبه محمد بن معیة فی حادی عشر شوال سنة أربع و خمسین و سبعمائة و الحمد لله وحده و صلی اللّٰه علی محمد و آله و سلم.

و بخطه نقلا من خط الشهید رحمهما اللّٰه عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَعْمَی الْعَمَی الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَی خَیْرُ الْغِنَی غِنَی النَّفْسِ مَنْ یَعْصِ اللَّهَ یُعَذِّبْهُ عَفْوُ الْمُلُوكِ بَقَاءُ الْمُلْكِ- لَا یَجْنِی عَلَی الْمَرْءِ إِلَّا یَدُهُ وَ لِسَانُهُ صُحْبَةُ عِشْرِینَ سَنَةً قَرَابَةٌ خَیْرُ الرِّزْقِ مَا یَكْفِی الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَكْفُورَتَانِ.

«5»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِ (1)، قَالَ أَسْوَدُ بْنُ أَصْرَمَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ أَ تَمْلِكُ یَدَكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَتَمْلِكُ لِسَانَكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا تَبْسُطْ یَدَكَ إِلَّا إِلَی خَیْرٍ وَ لَا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلَّا مَعْرُوفاً.

«6»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِ (2)، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَةٌ وَ سَاءَتْهُ سَیِّئَةٌ فَهُوَ مُؤْمِنٌ- لَا خَیْرَ فِی عَیْشٍ إِلَّا لِرَجُلَیْنِ عَالِمٍ مُطَاعٍ وَ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ كَفَی بِالنَّفْسِ غِنًی وَ بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا- لَا تَنْظُرُوا إِلَی صِغَرِ الذَّنْبِ وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَی مَنِ اجْتَرَأْتُمْ.

قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: آفَةُ الْحَدِیثِ الْكَذِبُ وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْیَانُ وَ آفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ وَ آفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ (3) لَا حَسَبَ إِلَّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلَّا بِتَقْوَی وَ لَا عَمَلَ

ص: 168


1- 1. مخطوط.
2- 2. المصدر ص 13.
3- 3. تقدم معناه ص 68.

إِلَّا بِنِیَّةٍ وَ لَا عِبَادَةَ إِلَّا بِیَقِینٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله (1): مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ خَافَ اللَّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ الدُّنْیَا وَ مَنْ رَضِیَ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا یَكْفِیهِ كَانَ أَیْسَرُ مَا فِیهَا یَكْفِیهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الدُّنْیَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَ اللَّهُ مُسْتَعْمِلُكُمْ فِیهَا فَانْظُرُوا كَیْفَ تَعْمَلُونَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَرَكَ مَعْصِیَةَ اللَّهِ مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ أَرْضَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ مَشَی مَعَ ظَالِمٍ لِیُعِینَهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِیمَانِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: دَعْ مَا یُرِیبُكَ إِلَی مَا لَا یُرِیبُكَ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ فَقْدَ شَیْ ءٍ تَرَكْتَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا فَتُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً(2).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: بَادِرُوا بِعَمَلِ الْخَیْرِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا عَنْهُ وَ احْذَرُوا الذُّنُوبَ فَإِنَّ الْعَبْدَ یُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیُحْبَسُ عَنْهُ الرِّزْقُ.

«7»- وَ مِنْهُ (3)،

قَالَ مِنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْخِصَالِ مِنْ وَاحِدَةٍ إِلَی عَشَرَةٍ رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: خَصْلَةٌ مَنْ لَزِمَهَا أَطَاعَتْهُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ وَ رَبِحَ الْفَوْزَ فِی الْجَنَّةِ قِیلَ وَ مَا هِیَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ التَّقْوَی مَنْ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ تَلَا وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً- وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (4).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُؤْمِنُ بَیْنَ مَخَافَتَیْنِ بَیْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَی لَا یَدْرِی مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِیهِ وَ بَیْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِیَ مَا اللَّهُ قَاضٍ فِیهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ وُقِیَ شَرَّ ثَلَاثٍ فَقَدْ وُقِیَ الشَّرَّ كُلَّهُ لَقْلَقِهِ وَ قَبْقَبِهِ وَ ذَبْذَبِهِ.

ص: 169


1- 1. المصدر ص 164.
2- 2. أی خالصا للّٰه لا شوب فیه.
3- 3. المصدر ص 184.
4- 4. الطلاق: 2 و 3.

فَلَقْلَقُهُ لِسَانُهُ وَ قَبْقَبُهُ بَطْنُهُ وَ ذَبْذَبُهُ فَرْجُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَیْنِ وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَ الْإِصْرَارُ عَلَی الذَّنْبِ وَ الْحِرْصُ عَلَی الدُّنْیَا.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَمْسٌ لَا یَجْتَمِعْنَ إِلَّا فِی مُؤْمِنٍ حَقّاً یُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ النُّورُ فِی الْقَلْبِ وَ الْفِقْهُ فِی الْإِسْلَامِ وَ الْوَرَعُ وَ الْمَوَدَّةُ فِی النَّاسِ وَ حُسْنُ السَّمْتِ فِی الْوَجْهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اضْمَنُوا لِی سِتّاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَ أَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَ أَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوْصَانِی رَبِّی بِسَبْعٍ أَوْصَانِی بِالْإِخْلَاصِ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ وَ أَنْ أَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِی وَ أُعْطِیَ مَنْ حَرَمَنِی وَ أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِی وَ أَنْ یَكُونَ صَمْتِی فِكْراً وَ نَظَرِی عَبَراً وَ حُفِظَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله ثَمَانٌ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِی خُلُقاً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَعْظَمُكُمْ حِلْماً وَ أَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ وَ أَشَدُّكُمْ حُبّاً لِإِخْوَانِهِ فِی دِینِهِ وَ أَصْبَرُكُمْ عَلَی الْحَقِّ وَ أَكْظَمُكُمْ لِلْغَیْظِ وَ أَحْسَنُكُمْ عَفْواً وَ أَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إِنْصَافاً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْكَبَائِرُ تِسْعٌ أَعْظَمُهُنَّ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ وَ أَكْلُ الرِّبَا وَ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ وَ اسْتِحْلَالُ الْبَیْتِ الْحَرَامِ وَ السِّحْرُ فَمَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ بَرِی ءٌ مِنْهُنَّ كَانَ مَعِی فِی جَنَّةٍ مَصَارِیعُهَا مِنْ ذَهَبٍ (1).

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْإِیمَانُ فِی عَشَرَةٍ الْمَعْرِفَةِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ وَ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ الصَّبْرِ وَ الْیَقِینِ وَ الرِّضَا وَ التَّسْلِیمِ فَأَیَّهَا فَقَدَ صَاحِبُهُ بَطَلَ نِظَامُهُ.

ص: 170


1- 1. المصاریع جمع المصراع و هو احدی عضادتی الباب.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (1): قَالَ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَ أَحْسِنْ إِلَی مَنْ أَسَاءَ إِلَیْكَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: قُلِ الْحَقَّ وَ لَوْ عَلَی نَفْسِكَ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اعْتَبِرُوا فَقَدْ خَلَتِ الْمَثُلَاتُ (2) فِیمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كُنْ لِلْیَتِیمِ كَالْأَبِ الرَّحِیمِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ تَزْرَعُ كَذَلِكَ تَحْصُدُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ وَ عِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ وَ عِنْدَ یَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3): أَحْسِنُوا مُجَاوَرَةَ النِّعَمِ لَا تَمَلُّوهَا(4) وَ لَا تُنَفِّرُوهَا فَإِنَّهَا قَلَّ مَا نَفَرَتْ مِنْ قَوْمٍ فَعَادَتْ إِلَیْهِمْ.

وَ قَالَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: مَنْ قَالَ قَبَّحَ اللَّهُ الدُّنْیَا قَالَتِ الدُّنْیَا قَبَّحَ اللَّهُ أَعْصَانَا لِلرَّبِّ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ كَانَ عَابِداً وَ مَنْ رَضِیَ بِقَسْمِ اللَّهِ كَانَ غَنِیّاً وَ مَنْ أَحْسَنَ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَهُ كَانَ مُسْلِماً وَ مَنْ صَاحَبَ النَّاسَ بِالَّذِی یجب [یُحِبُ] أَنْ یُصَاحِبُوهُ كَانَ عَدْلًا.

وَ قَالَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ: مَنِ اشْتَاقَ إِلَی الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ مَنْ أَشْفَقَ (5) مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَ مَنْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا هَانَتْ عَلَیْهِ الْمُصِیبَاتُ وَ مَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِی الْخَیْرَاتِ.

وَ قَالَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ: اجْتَهِدُوا فِی الْعَمَلِ فَإِنْ قَصُرَ بِكُمُ الضَّعْفُ فَكُفُّوا عَنِ الْمَعَاصِی.

ص: 171


1- 1. المصدر ص 194 و فیه زیادة اختار المصنّف بعضه.
2- 2. المثلات الدواهی و العقوبات.
3- 3. المصدر ص 271.
4- 4. النعم المجاورة أی الحاصلة و قوله« لا تملوها» أی لا تزجروها و لا تزیلوها لانها اذا زالت قل أن تعود.
5- 5. الاشفاق: الخوف.

«8»- أَعْلَامُ الدِّینِ (1)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا عَیْشَ إِلَّا لِرَجُلَیْنِ عَالِمٌ نَاطِقٌ وَ مُتَعَلِّمٌ وَاعٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ لِلْقُلُوبِ صَدَأٌ كَصَدَإِ النُّحَاسِ (2) فَاجْلُوهَا بِالاسْتِغْفَارِ وَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الزُّهْدُ لَیْسَ بِتَحْرِیمِ الْحَلَالِ وَ لَكِنْ أَنْ یَكُونَ بِمَا فِی یَدَیِ اللَّهِ أَوْثَقُ مِنْهُ بِمَا فِی یَدَیْهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِی مُؤْمِنٍ الْبُخْلُ وَ سُوءُ الظَّنِّ بِالرِّزْقِ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَكْثَرَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَ مِنْ كُلِّ ضِیقٍ مَخْرَجاً وَ رَزَقَهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَحْتَسِبُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: كَلِمَةُ الْحِكْمَةِ یَسْمَعُهَا الْمُؤْمِنُ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِی مَصَارِعَ السَّوْءِ وَ صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ تَدْفَعُ مِیتَةَ السَّوْءِ وَ تَنْفِی الْفَقْرَ وَ تَزِیدُ فِی الْعُمُرِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ وَ بَسَطَ رِضَاهُ وَ بَذَلَ مَعْرُوفَهُ وَ وَصَلَ رَحِمَهُ وَ أَدَّی أَمَانَتَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی النُّورِ الْأَعْظَمِ وَ مَنْ لَمْ یَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ وَ مَنْ لَمْ یَرَ أَنَّ لِلَّهِ عِنْدَهُ نِعْمَةً إِلَّا فِی مَطْعَمٍ وَ مَشْرَبٍ قَلَّ عَمَلُهُ وَ كَبُرَ جَهْلُهُ وَ مَنْ نَظَرَ إِلَی مَا فِی أَیْدِی النَّاسِ طَالَ حُزْنُهُ وَ دَامَ أَسَفُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسْنُ الْخُلُقِ وَ صِلَةُ الْأَرْحَامِ وَ بِرُّ الْقَرَابَةِ تَزِیدُ فِی الْأَعْمَارِ وَ تَعْمُرُ الدِّیَارَ وَ لَوْ كَانَ الْقَوْمُ فُجَّاراً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْأَتْقِیَاءَ الْأَخْفِیَاءَ الَّذِینَ إِذَا حَضَرُوا لَمْ یُعْرَفُوا وَ إِذَا غَابُوا لَمْ یُفْقَدُوا قُلُوبُهُمْ مَصَابِیحُ الْهُدَی مُنْجَوْنَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ.

ص: 172


1- 1. تألیف أبی محمّد الحسن بن أبی الحسن محمّد الدیلمیّ صاحب إرشاد القلوب مخطوط.
2- 2. الصدأ- بفتح الصاد المهملة و الدال و الهمز- مادة لونها یأخذ من الحمرة، و الشقرة تتكون علی وجه الحدید و نحوه بسبب رطوبة الهواء.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْوَحْدَةُ مِنْ قَرِینِ السَّوْءِ وَ الْحَزْمُ أَنْ تَسْتَشِیرَ ذَا الرَّأْیِ وَ تُطِیعَ أَمْرَهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: جَامِلُوا الْأَشْرَارَ بِأَخْلَاقِهِمْ تَسْلَمُوا مِنْ غَوَائِلِهِمْ وَ بَایِنُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ كَیْلَا تَكُونُوا مِنْهُمْ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ أَقْوَمُ مِنْ قِدْحٍ لَكَانَ لَهُ مِنَ النَّاسِ غَامِزٌ(1)

وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِأَخْلَاقِكُمْ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ أَحَدٍ وَلِیَ شَیْئاً مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِینَ فَأَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَیْراً إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَزِیراً صَالِحاً إِنْ نَسِیَ ذَكَّرَهُ وَ إِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ وَ إِنْ هَمَّ بِشَرٍّ كَفَّهُ وَ زَجَرَهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ الْبَخِیلَ فِی حَیَاتِهِ السَّخِیَّ عِنْدَ وَفَاتِهِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: ادْعُوا اللَّهَ وَ أَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا یَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَمَلُ رَحْمَةٌ لِأُمَّتِی وَ لَوْ لَا الْأَمَلُ مَا رَضَعَتْ وَالِدَةٌ وَلَدَهَا وَ لَا غَرَسَ غَارِسٌ شَجَراً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَشَارَ عَلَیْكَ الْعَاقِلُ النَّاصِحُ فَاقْبَلْ وَ إِیَّاكَ وَ الْخِلَافَ عَلَیْهِمْ فَإِنَّ فِیهِ الْهَلَاكَ وَ عَادَ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ جَعَلَ اللَّهُ مَا مَضَی كَفَّارَةً وَ أَجْراً وَ مَا بَقِیَ عَافِیَةً وَ شُكْراً.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خُلُقَانِ لَا یَجْتَمِعَانِ فِی مُؤْمِنٍ الشُّحُّ وَ سُوءُ الْخُلُقِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: وَیْلٌ لِلَّذِینَ یَجْتَلِبُونَ الدُّنْیَا بِالدِّینِ یَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنْ لِینِ أَلْسِنَتِهِمْ كَلَامُهُمْ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أَ بِی یَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَیَّ یَجْتَرِءُونَ فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَبْعَثَنَّ عَلَیْهِمْ فِتْنَةً تَذَرُ الْحَلِیمَ مِنْهُمْ حَیْرَانَ-.

وَ كَتَبَ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَعْضِ أَصْحَابِهِ یُعَزِّیهِ أَمَّا بَعْدُ فَعَظَّمَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ لَكَ الْأَجْرَ وَ أَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَ رَزَقَنَا وَ إِیَّاكَ الشُّكْرَ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَ أَمْوَالَنَا وَ أَهَالِیَنَا مَوَاهِبُ اللَّهِ الْهَنِیئَةُ وَ عَوَارِیهِ الْمُسْتَرِدَّةُ بِهَا إِلَی أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَ یَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْنَا

ص: 173


1- 1. كذا.

الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَی وَ الصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَی وَ قَدْ كَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ تَعَالَی فِی غِبْطَةٍ وَ سُرُورٍ وَ قَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ مَذْخُورٍ إِنْ صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ فَلَا تَجْزَعَنَّ أَنْ تُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ وَ أَنْ تَنْدَمَ غَداً عَلَی ثَوَابِ مُصِیبَتِكَ فَإِنَّكَ لَوْ قَدِمْتَ عَلَی ثَوَابِهَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُصِیبَةَ قَدْ قَصُرَتْ عَنْهَا وَ اعْلَمْ أَنَّ الْجَزَعَ لَا یَرُدُّ فَائِتاً وَ لَا یَدْفَعُ حُسْنَ قَضَاءٍ فَلْیَذْهَبْ أَسَفُكَ مَا هُوَ نَازِلٌ بِكَ مَكَانَ ابْنِكَ وَ السَّلَامُ.

«9»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ(1)، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الشَّقِیُّ مَنْ شَقِیَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: شَرُّ الرِّوَایَةِ رِوَایَةُ الْكَذِبِ وَ شَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ شَرُّ الْعَمَی عَمَی الْقَلْبِ وَ شَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ شَرُّ الْكَسْبِ كَسْبُ الرِّبَا وَ شَرُّ الْمَأْكَلِ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ ظُلْماً.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الشَّیْخُ شَابٌّ عَلَی حُبِّ أَنِیسٍ وَ طُولِ حَیَاةٍ وَ كَثْرَةِ مَالٍ.

وَ مِنْهُ عَنِ الْحَسَنِ الْحَمْزَةِ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَدِیقُ كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَ عَدُوُّهُ جَهْلُهُ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: صَدِیقُ عَدُوِّ عَلِیٍّ عَدُوُّ عَلِیٍّ.

وَ مِنْهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعِلْمُ رَائِدٌ وَ الْعَقْلُ سَائِقٌ وَ النَّفْسُ حَرُونٌ (2).

ص: 174


1- 1. مخطوط.
2- 2. الحرون- بفتح الحاء المهملة-: الفرس الذی لا ینقاد و إذا اشتد به الجری وقف. و الرائد: رسول الذی یرسله القوم لینظر لهم مكانا ینزلون فیه. و السائق فاعل من ساقه یسوقه فهو سائق. و معنی الكلام واضح.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: الْعَقْلُ هَدِیَّةٌ(1).

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِیهِ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: الْعِلْمُ رَأْسُ الْخَیْرِ كُلِّهِ وَ الْجَهْلُ رَأْسُ الشَّرِّ كُلِّهِ.

وَ مِنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: عَلِّمُوا وَ لَا تُعَنِّفُوا فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ الْعَالِمَ خَیْرٌ مِنَ الْمُعَنِّفِ (2).

وَ مِنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: غَرِیبَتَانِ غَرِیبَةٌ كَلِمَةُ حُكْمٍ مِنْ سَفِیهٍ فَاقْبَلُوهَا وَ كَلِمَةُ سَفَهٍ مِنْ حَكِیمٍ فَاغْفِرُوهَا.

«10»- أَعْلَامُ الدِّینِ، لِلدَّیْلَمِیِّ أَرْبَعُونَ حَدِیثاً رَوَاهَا ابْنُ وَدْعَانَ بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ الْأَوَّلُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِیهَا عَلَی غَیْرِنَا كُتِبَ وَ كَأَنَّ الْحَقَّ عَلَی غَیْرِنَا وَجَبَ وَ كَأَنَّ مَا نَسْمَعُ مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِیلٍ إِلَیْنَا رَاجِعُونَ نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ وَ نَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ قَدْ نَسِینَا كُلَّ وَاعِظَةٍ وَ أَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ(3)

طُوبَی لِمَنْ أَنْفَقَ مَا اكْتَسَبَهُ مِنْ غَیْرِ مَعْصِیَةٍ وَ جَالَسَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الذِّلَّةِ وَ الْمَسْكَنَةِ طُوبَی لِمَنْ ذَلَّتْ نَفْسُهُ وَ حَسُنَتْ خَلِیقَتُهُ وَ صَلَحَتْ سَرِیرَتُهُ وَ عُزِلَ عَنِ النَّاسِ شَرُّهُ طُوبَی لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَ لَمْ تَشْتَهِرْهُ الْبِدْعَةُ(4).

الثَّانِی عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ سَمِعْتُ قَیْسَ بْنَ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِیَّ یَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی وَفْدٍ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ فَقَالَ لِی اغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَ سِدْرٍ

ص: 175


1- 1. كذا.
2- 2. العنف ضد الرفق و العتاب أی لا تشددوا بل ارفقوا بهم.
3- 3. الجائحة: الآفة.
4- 4. رواه الدیلمیّ فی الفردوس من حدیث أنس بن مالك بسند حسن هكذا« وسعته السنة و لم یعد عنها الی البدعة».

فَفَعَلْتُ ثُمَّ عُدْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عِظْنَا عِظَةً نَنْتَفِعْ بِهَا فَقَالَ یَا قَیْسُ إِنَّ مَعَ الْعِزِّ ذُلًّا وَ إِنَّ مَعَ الْحَیَاةِ مَوْتاً وَ إِنَّ مَعَ الدُّنْیَا آخِرَةً وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حَسِیباً وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ رَقِیباً وَ إِنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً وَ لِكُلِّ سَیِّئَةٍ عِقَاباً وَ إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنَّهُ یَا قَیْسُ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ قَرِینٍ یُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَیٌّ وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَیِّتٌ فَإِنْ كَانَ كَرِیماً أَكْرَمَكَ وَ إِنْ كَانَ لَئِیماً أَسْلَمَكَ- لَا یُحْشَرُ إِلَّا مَعَكَ وَ لَا تُحْشَرُ إِلَّا مَعَهُ وَ لَا تُسْأَلُ إِلَّا عَنْهُ وَ لَا تُبْعَثُ إِلَّا مَعَهُ فَلَا تَجْعَلْهُ إِلَّا صَالِحاً فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صَالِحاً لَمْ تَأْنَسْ إِلَّا بِهِ وَ إِنْ كَانَ فَاحِشاً لَا تَسْتَوْحِشْ إِلَّا مِنْهُ وَ هُوَ عَمَلُكَ فَقَالَ قَیْسٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نُظِمَ هَذَا شعر [شِعْراً] لَافْتَخَرْتُ بِهِ عَلَی مَنْ یَلِینَا مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ یُقَالُ لَهُ الصَّلْصَالُ قَدْ حَضَرَ فِیهِ شَیْ ءٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ فَتَأْذَنُ لِی بِإِنْشَادِهِ فَقَالَ نَعَمْ فَأَنْشَأَ یَقُولُ:

تَخَیَّرْ قَرِیناً مِنْ فِعَالِكَ إِنَّمَا***قَرِینُ الْفَتَی فِی الْقَبْرِ مَا كَانَ یَفْعَلُ

فَلَا بُدَّ لِلْإِنْسَانِ مِنْ أَنْ یُعِدَّهُ***لِیَوْمٍ یُنَادَی الْمَرْءُ فِیهِ فَیُقْبِلُ

فَإِنْ كُنْتَ مَشْغُولًا بِشَیْ ءٍ فَلَا تَكُنْ***بِغَیْرِ الَّذِی یَرْضَی بِهِ اللَّهُ تُشْغَلُ

فَمَا یَصْحَبُ الْإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ***وَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَّا الَّذِی كَانَ یَعْمَلُ

أَلَا إِنَّمَا الْإِنْسَانُ ضَیْفٌ لِأَهْلِهِ***یُقِیمُ قَلِیلًا عِنْدَهُمْ ثُمَّ یَرْحَلُ

الثَّالِثُ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ جُمُعَةٍ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسِ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تَشْتَغِلُوا وَ أَصْلِحُوا الَّذِی بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ رَبِّكُمْ تَسْعَدُوا وَ أَكْثِرُوا مِنَ الصَّدَقَةِ تُرْزَقُوا وَ أْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ تُحْصَنُوا وَ انْتَهُوا عَنِ الْمُنْكَرِ تُنْصَرُوا یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَكْیَسَكُمْ أَكْثَرُكُمْ ذِكْراً لِلْمَوْتِ وَ إِنَّ أَحْزَمَكُمْ أَحْسَنُكُمْ اسْتِعْدَاداً لَهُ أَلَا وَ إِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْعَقْلِ التَّجَافِیَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الْإِنَابَةَ إِلَی دَارِ الْخُلُودِ وَ التَّزَوُّدَ لِسُكْنَی الْقُبُورِ وَ التَّأَهُّبَ لِیَوْمِ النُّشُورِ(1).

ص: 176


1- 1. التأهب: التهیؤ و الاستعداد.

الرَّابِعُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی خُطْبَتِهِ-: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ لَكُمْ مَعَالِمَ فَانْتَهُوا إِلَی مَعَالِمِكُمْ وَ إِنَّ لَكُمْ نِهَایَةً فَانْتَهُوا إِلَی نِهَایَتِكُمْ إِنَّ الْمُؤْمِنَ بَیْنَ مَخَافَتَیْنِ یَوْمَ قَدْ مَضَی لَا یَدْرِی مَا اللَّهُ قَاضٍ فِیهِ وَ یَوْمَ قَدْ بَقِیَ لَا یَدْرِی مَا اللَّهُ صَانِعٌ بِهِ فَلْیَأْخُذِ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ مِنْ دُنْیَاهُ لِآخِرَتِهِ وَ مِنْ شَبَابِهِ لِهَرَمِهِ وَ مِنْ صِحَّتِهِ لِسُقْمِهِ وَ مِنْ حَیَاتِهِ لِوَفَاتِهِ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ وَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ (1)

وَ لَا بَعْدَ الدُّنْیَا مِنْ دَارٍ إِلَّا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ.

الْخَامِسُ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی خُطْبَتِهِ لَا عَیْشَ إِلَّا لِعَالِمٍ نَاطِقٍ أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ فِی زَمَانِ هُدْنَةٍ وَ إِنَّ السَّیْرَ بِكُمْ سَرِیعٌ وَ قَدْ رَأَیْتُمُ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ كَیْفَ یُبْلِیَانِ كُلَّ جَدِیدٍ وَ یُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِیدٍ وَ یَأْتِیَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ فَقَالَ لَهُ الْمِقْدَادُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ مَا الْهُدْنَةُ فَقَالَ دَارُ بَلَاءٍ وَ انْقِطَاعٍ فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَیْكُمُ الْأُمُورُ كَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَیْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَ صَادِقٌ مُصَدَّقٌ وَ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ مَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَی النَّارِ وَ هُوَ أَوْضَحُ دَلِیلٍ إِلَی خَیْرِ سَبِیلٍ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَ مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَ مَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ.

السَّادِسُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَكْمُلُ عَبْدٌ الْإِیمَانَ بِاللَّهِ حَتَّی یَكُونَ فِیهِ خَمْسُ خِصَالٍ التَّوَكُّلُ عَلَی اللَّهِ وَ التَّفْوِیضُ إِلَی اللَّهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَ الصَّبْرُ عَلَی بَلَاءِ اللَّهِ إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ فِی اللَّهِ وَ أَبْغَضَ فِی اللَّهِ وَ أَعْطَی لِلَّهِ وَ مَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِیمَانَ.

السَّابِعُ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی خُطْبَتِهِ: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا یُكْتَبُ مِنَ الْمُسْلِمِینَ حَتَّی یَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ لَا یَنَالُ دَرَجَةَ الْمُؤْمِنِینَ حَتَّی یَأْمَنَ أَخُوهُ بَوَائِقَهُ وَ جَارُهُ بَوَادِرَهُ (2)

وَ لَا یُعَدُّ مِنَ الْمُتَّقِینَ حَتَّی

ص: 177


1- 1. استعتبه أی طلب منه العتبی أی استرضاه، یعنی لیس بعد الموت من استرضاء.
2- 2. البوائق جمع بائقة و هی الداهیة و الشر و الغائلة، و البوادر جمع بادرة و هی الغضب و الحدة.

یَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَراً عَمَّا بِهِ الْبَأْسُ إِنَّهُ مَنْ خَافَ الْبَیَاتَ أَدْلَجَ وَ مَنْ أَدْلَجَ (1) الْمَسِیرَ وَصَلَ وَ إِنَّمَا تَعْرِفُونَ عَوَاقِبَ أَعْمَالِكُمْ لَوْ قَدْ طُوِیَتْ صَحَائِفُ آجَالِكُمْ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ نِیَّةَ الْمُؤْمِنِ خَیْرٌ مِنْ عَمَلِهِ وَ نِیَّةُ الْفَاسِقِ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ.

الثَّامِنُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنِ انْقَطَعَ إِلَی اللَّهِ كَفَاهُ كُلَّ مَئُونَةٍ وَ مَنِ انْقَطَعَ إِلَی الدُّنْیَا وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَیْهَا وَ مَنْ حَاوَلَ أَمْراً بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ كَانَ أَبْعَدَ لَهُ مِمَّا رَجَا وَ أَقْرَبَ مِمَّا اتَّقَی وَ مَنْ طَلَبَ مَحَامِدَ النَّاسِ بِمَعَاصِی اللَّهِ عَادَ حَامِدُهُ مِنْهُمْ ذَامّاً وَ مَنْ أَرْضَی النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ وَ مَنْ أَرْضَی اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمْ وَ مَنْ أَحْسَنَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ وَ مَنْ أَحْسَنَ سَرِیرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِیَتَهُ وَ مَنْ عَمِلَ لِآخِرَتِهِ كَفَی اللَّهُ أَمْرَ دُنْیَاهُ.

التَّاسِعُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ إِنَّ اللِّسَانَ أَمْلَكُ شَیْ ءٍ لِلْإِنْسَانِ أَلَا وَ إِنَّ كَلَامَ الْعَبْدِ كُلَّهُ عَلَیْهِ إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَی أَوْ أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْیٌ عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ إِصْلَاحٌ بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ فَقَالَ وَ هَلْ یَكُبُّ النَّاسَ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ فَمَنْ أَرَادَ السَّلَامَةَ فَلْیَحْفَظْ مَا جَرَی بِهِ لِسَانُهُ وَ لْیَحْرُسْ مَا انْطَوَی عَلَیْهِ جِنَانُهُ وَ لِیُحْسِنْ عَمَلَهُ وَ لْیُقَصِّرْ أَمَلَهُ ثُمَّ لَمْ یَمْضِ إِلَّا أَیَّامٌ حَتَّی نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- لا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَیْنَ النَّاسِ (2).

الْعَاشِرُ عَنْ أَبِی مُوسَی الْأَشْعَرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَسُبُّوا الدُّنْیَا فَنِعْمَتْ مَطِیَّةُ الْمُؤْمِنِ فَعَلَیْهَا یَبْلُغُ الْخَیْرَ وَ بِهَا یَنْجُو مِنَ الشَّرِّ إِنَّهُ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَعَنَ اللَّهُ الدُّنْیَا قَالَتِ الدُّنْیَا لَعَنَ اللَّهُ أَعْصَانَا لِرَبِّهِ.

فَأَخَذَ الشَّرِیفُ الرَّضِیُّ بِهَذَا الْمَعْنَی فَنَظَمَهُ بَیْتاً:

یَقُولُونَ الزَّمَانُ بِهِ فَسَادٌ***فَهُمْ فَسَدُوا وَ مَا فَسَدَ الزَّمَانُ

ص: 178


1- 1. الادلاج السیر إلی آخر اللیل.
2- 2. النساء: 114.

الْحَادِیَ عَشَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَرَی جَزَاءَ مَا قَدَّمَ وَ قِلَّةَ غَنَاءِ مَا خَلَّفَ (1) وَ لَعَلَّهُ مِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ وَ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ.

الثَّانِیَ عَشَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ لَنْ یَعْدُوَ امْرُؤٌ مَا قُسِمَ لَهُ فَأَجْمِلُوا فِی الطَّلَبِ وَ إِنَّ الْعُمُرَ مَحْدُودٌ لَنْ یَتَجَاوَزَ أَحَدٌ مَا قُدِّرَ لَهُ فَبَادِرُوا قَبْلَ نَفَادِ الْأَجَلِ وَ الْأَعْمَالِ الْمُحْصَاةِ.

الثَّالِثَ عَشَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی بَعْضِ خُطَبِهِ أَوْ مَوَاعِظِهِ-: أَ مَا رَأَیْتُمُ الْمَأْخُوذِینَ عَلَی الْعِزَّةِ وَ الْمُزْعِجِینَ بَعْدَ الطُّمَأْنِینَةِ الَّذِینَ أَقَامُوا عَلَی الشُّبُهَاتِ وَ جَنَحُوا إِلَی الشَّهَوَاتِ حَتَّی أَتَتْهُمْ رُسُلُ رَبِّهِمْ فَلَا مَا كَانُوا أَمَلُوا أَدْرَكُوا وَ لَا إِلَی مَا فَاتَهُمْ رَجَعُوا قَدِمُوا عَلَی مَا عَمِلُوا وَ نَدِمُوا عَلَی مَا خَلَّفُوا وَ لَنْ یُغْنِیَ النَّدَمُ وَ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً قَدَّمَ خَیْراً وَ أَنْفَقَ قَصْداً وَ قَالَ صِدْقاً وَ مَلَكَ دَوَاعِیَ شَهْوَتِهِ وَ لَمْ تَمْلِكْهُ وَ عَصَیَ أَمْرَ نَفْسِهِ فَلَمْ تَمْلِكْهُ.

الرَّابِعَ عَشَرَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّهَا النَّاسُ لَا تُعْطُوا الْحِكْمَةَ غَیْرَ أَهْلِهَا فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ وَ لَا تُعَاقِبُوا ظَالِماً فَیَبْطُلَ فَضْلُكُمْ وَ لَا تُرَاءُوا النَّاسَ فَیَحْبَطَ عَمَلُكُمْ وَ لَا تَمْنَعُوا الْمَوْجُودَ فَیَقِلَّ خَیْرُكُمْ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْأَشْیَاءَ ثَلَاثَةٌ أَمْرٌ اسْتَبَانَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ وَ أَمْرٌ اسْتَبَانَ غَیُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَ أَمْرٌ اخْتُلِفَ عَلَیْكُمْ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ أَیُّهَا النَّاسُ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَمْرَیْنِ خَفِیفٌ مَئُونَتُهُمَا عَظِیمٌ أَجْرُهُمَا لَمْ یُلْقَ اللَّهُ بِمِثْلِهِمَا طُولِ الصَّمْتِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ.

الْخَامِسَ عَشَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خُطْبَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُیُونُ وَ وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ (2)

فَكَانَ مِمَّا ضُبِطَتْ مِنْهَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عَبْداً مَنْ تَوَاضَعَ عَنْ رِفْعَةٍ وَ زَهِدَ عَنْ رَغْبَةٍ وَ أَنْصَفَ عَنْ قُوَّةٍ وَ حَلُمَ عَنْ قُدْرَةٍ أَلَا وَ إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عَبْدٌ أَخَذَ فِی الدُّنْیَا الْكَفَافَ وَ صَاحَبَ فِیهَا الْعَفَافَ وَ تَزَوَّدَ لِلرَّحِیلِ وَ تَأَهَّبَ لِلْمَسِیرِ أَلَا وَ إِنَّ أَعْقَلَ النَّاسِ عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ فَأَطَاعَهُ وَ عَرَفَ عَدُوَّهُ فَعَصَاهُ وَ عَرَفَ دَارَ إِقَامَتِهِ فَأَصْلَحَهَا وَ عَرَفَ سُرْعَةَ رَحِیلِهِ فَتَزَوَّدَ لَهَا أَلَا وَ إِنَ

ص: 179


1- 1. كذا.
2- 2. ذرفت أی سالت. و وجلت أی خافت.

خَیْرَ الزَّادِ مَا صَحِبَهُ التَّقْوَی وَ خَیْرَ الْعَمَلِ مَا تَقَدَّمَتْهُ النِّیَّةُ وَ أَعْلَی النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ أَخْوَفُهُمْ مِنْهُ.

السَّادِسَ عَشَرَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا یُؤْتَی النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ إِحْدَی مِنْ ثَلَاثٍ إِمَّا مِنْ شُبْهَةٍ فِی الدِّینِ ارْتَكَبُوهَا أَوْ شَهْوَةٍ لِلَذَّةٍ آثَرُوهَا أَوْ عَصَبِیَّةٍ لحمة [لِحَمِیَّةٍ] أَعْمَلُوهَا فَإِذَا لَاحَتْ (1)

لَكُمْ شُبْهَةٌ فِی الدِّینِ فَاجْلُوهَا بِالْیَقِینِ وَ إِذَا عَرَضَتْ لَكُمْ شَهْوَةٌ فَاقْمَعُوهَا بِالزُّهْدِ وَ إِذَا عَنَتْ لَكُمْ غَضْبَةٌ فَأَدُّوهَا بِالْعَفْوِ إِنَّهُ یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَجْرٌ فَلْیَقُمْ فَلَا یَقُومُ إِلَّا الْعَافُونَ أَ لَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَهُ تَعَالَی فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (2).

السَّابِعَ عَشَرَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَا ابْنَ آدَمَ تُؤْتَی كُلَّ یَوْمٍ بِرِزْقِكَ وَ أَنْتَ تَحْزَنُ وَ یَنْقُصُ كُلَّ یَوْمٍ مِنْ عُمُرِكَ وَ أَنْتَ تَفْرَحُ أَنْتَ فِیمَا یَكْفِیكَ وَ تَطْلُبُ مَا یُطْغِیكَ- لَا بِقَلِیلٍ تَقْنَعُ وَ لَا مِنْ كَثِیرٍ تَشْبَعُ.

الثَّامِنَ عَشَرَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ إِذَا رَأَیْنَاهُ ضَاحِكاً حَتَّی بَدَتْ ثَنَایَاهُ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّا ضَحِكْتَ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِی جِیئَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی فَقَالَ أَحَدُهُمَا یَا رَبِّ خُذْ لِی بِمَظْلِمَتِی مِنْ آخَرَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلِمَتَهُ فَقَالَ: یَا رَبِّ لَمْ یَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِی شَیْ ءٌ فَقَالَ یَا رَبِّ فَلْیَحْمِلْ مِنْ أَوْزَارِی ثُمَّ فَاضَتْ عَیْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ الْیَوْمَ لَیَوْمٌ تَحْتَاجُ النَّاسُ فِیهِ إِلَی مَنْ یَحْمِلُ عَنْهُمْ أَوْزَارَهُمْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِلطَّالِبِ بِحَقِّهِ ارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَی الْجَنَّةِ فَانْظُرْ مَا ذَا تَرَی فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَرَأَی مَا أَعْجَبَهُ مِنَ الْخَیْرِ وَ النِّعْمَةِ فَقَالَ یَا رَبِّ لِمَنْ هَذَا فَقَالَ لِمَنْ أَعْطَانِی ثَمَنَهُ فَقَالَ یَا رَبِّ وَ مَنْ یَمْلِكُ ثَمَنَ ذَلِكَ فَقَالَ أَنْتَ فَقَالَ كَیْفَ بِذَلِكَ فَقَالَ بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِیكَ فَقَالَ قَدْ عَفَوْتُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَخُذْ بِیَدِ أَخِیكَ فَادْخُلَا الْجَنَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَیْنِكُمْ.

ص: 180


1- 1. أی ظهرت و بدت.
2- 2. الشوری: 40.

التَّاسِعَ عَشَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ فَقَالَ الَّذِینَ نَظَرُوا إِلَی بَاطِنِ الدُّنْیَا حِینَ نَظَرَ النَّاسُ إِلَی ظَاهِرِهَا فَاهْتَمُّوا بِآجِلِهَا حِینَ اهْتَمَّ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ یُمِیتَهُمْ وَ تَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنْ سَیَتْرُكَهُمْ فَمَا عَرَضَ لَهُمْ مِنْهَا عَارِضٌ إِلَّا رَفَضُوهُ وَ لَا خَادَعَهُمْ مِنْ رِفْعَتِهَا خَادِعٌ إِلَّا وَضَعُوهُ خُلِقَتِ الدُّنْیَا عِنْدَهُمْ فَمَا یُجَدِّدُونَهَا وَ خَرِبَتْ بَیْنَهُمْ فَمَا یَعْمُرُونَهَا وَ مَاتَتْ فِی صُدُورِهِمْ فَمَا یُحِبُّونَها بَلْ یَهْدِمُونَهَا فَیَبْنُونَ بِهَا آخِرَتَهُمْ وَ یَبِیعُونَهَا فَیَشْتَرُونَ بِهَا مَا یَبْقَی لَهُمْ نَظَرُوا إِلَی أَهْلِهَا صَرْعَی قَدْ حَلَّتْ بِهِمُ الْمَثُلَاثُ فَمَا یَرَوْنَ أَمَاناً دُونَ مَا یَرْجُونَ وَ لَا خَوْفاً دُونَ مَا یَحْذَرُونَ.

الْعِشْرُونَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّمَا أَنْتُمْ خَلَفُ مَاضِینَ وَ بَقِیَّةُ مُتَقَدِّمِینَ كَانُوا أَكْبَرَ مِنْكُمْ بَسْطَةً وَ أَعْظَمَ سَطْوَةً فَأُزْعِجُوا عَنْهَا أَسْكَنَ مَا كَانُوا إِلَیْهَا وَ غَدَرَتْ بِهِمْ وَ أُخْرِجُوا مِنْهَا أَوْثَقَ مَا كَانُوا بِهَا فَلَمْ یَمْنَعْهُمْ قُوَّةُ عَشِیرَةٍ وَ لَا قُبِلَ مِنْهُمْ بَذْلُ فِدْیَةٍ فَأَرْحِلُوا أَنْفُسَكُمْ بِزَادٍ مُبْلِغٍ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذُوا عَلَی فَجْأَةٍ وَ قَدْ غَفَلْتُمْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ.

الْحَادِی وَ الْعِشْرُونَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُنْ فِی الدُّنْیَا كَأَنَّكَ غَرِیبٌ وَ عَابِرُ سَبِیلٍ وَ اعْدُدْ نَفْسَكَ فِی الْمَوْتَی وَ إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ وَ إِذَا أَمْسَیْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ وَ خُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِسُقْمِكَ وَ مِنْ شَبَابِكَ لِهَرَمِكَ وَ مِنْ حَیَاتِكَ لِوَفَاتِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَا اسْمُكَ غَداً.

الثَّانِی وَ الْعِشْرُونَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَعْضِ خُطَبِهِ أَوْ مَوَاعِظِهِ-: أَیُّهَا النَّاسُ لَا یَشْغَلَنَّكُمْ دُنْیَاكُمْ عَنْ آخِرَتِكُمْ فَلَا تُؤْثِرُوا هَوَاكُمْ عَلَی طَاعَةِ رَبِّكُمْ وَ لَا تَجْعَلُوا أَیْمَانَكُمْ ذَرِیعَةً إِلَی مَعَاصِیكُمْ وَ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَ مَهِّدُوا لَهَا قَبْلَ أَنْ تُعَذَّبُوا وَ تَزَوَّدُوا لِلرَّحِیلِ قَبْلَ أَنْ تُزْعَجُوا فَإِنَّهَا مَوْقِفُ عَدْلٍ وَ اقْتِضَاءِ حَقٍّ وَ سُؤَالٍ عَنْ وَاجِبٍ وَ قَدْ أَبْلَغَ فِی الْإِعْذَارِ مَنْ تَقَدَّمَ بِالْإِنْذَارِ.

ص: 181

الثَّالِثُ وَ الْعِشْرُونَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ أُحُدٍ وَ النَّاسُ یُحْدِقُونَ بِهِ وَ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَی طَلْحَةَ أَیُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَی مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَ أَعْرِضُوا عَمَّا ضَمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْیَاكُمْ وَ لَا تَسْتَعْمِلُوا جوارحا [جَوَارِحَ] غُذِّیَتْ بِنِعْمَتِهِ فِی التَّعَرُّضِ لِسَخَطِهِ بِنَقِمَتِهِ وَ اجْعَلُوا شُغُلَكُمْ فِی الْتِمَاسِ مَغْفِرَتِهِ وَ اصْرِفُوا هِمَّتَكُمْ بِالتَّقَرُّبِ إِلَی طَاعَتِهِ إِنَّهُ مَنْ بَدَأَ بِنَصِیبِهِ مِنَ الدُّنْیَا فَإِنَّهُ نَصِیبُهُ مِنَ الْآخِرَةِ وَ لَمْ یُدْرِكْ مِنْهَا مَا یُرِیدُ وَ مَنْ بَدَأَ بِنَصِیبِهِ مِنَ الْآخِرَةِ وَصَلَ إِلَیْهِ مِنَ الدُّنْیَا.

الرَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِیَّاكُمْ وَ فُضُولَ المَطْعَمِ فَإِنَّهُ یَسُمُّ الْقَلْبَ بِالْقَسْوَةِ(1)

وَ یُبْطِئُ بِالْجَوَارِحِ عَنِ الطَّاعَةِ وَ یَصُمُّ الْهِمَمَ عَنْ سَمَاعِ الْمَوْعِظَةِ وَ إِیَّاكُمْ وَ فُضُولَ النَّظَرِ فَإِنَّهُ یَبْدُرُ الْهَوَی (2)

وَ یُوَلِّدُ الْغَفْلَةَ وَ إِیَّاكُمْ وَ اسْتِشْعَارَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ یَشُوبُ الْقَلْبَ شِدَّةَ الْحِرْصِ وَ یَخْتِمُ عَلَی الْقُلُوبِ بِطَابَعِ حُبِّ الدُّنْیَا وَ هُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ سَیِّئَةٍ وَ رَأْسُ كُلِّ خَطِیئَةٍ وَ سَبَبُ إِحْبَاطِ كُلِّ حَسَنَةٍ.

الْخَامِسُ وَ الْعِشْرُونَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ خَیْرٌ یُرْجَی أَوْ شَرٌّ یُتَّقَی أَوْ بَاطِلٌ عَرَفَ فَاجْتَنَبَ أَوْ حَقٌّ یَتَعَیَّنُ فَطَلَبَ وَ آخِرَةٌ أَظَلَّ إِقْبَالُهَا فَسَعَی لَهَا وَ دُنْیَا عَرَفَ نَفَادَهَا فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَ كَیْفَ یَعْمَلُ لِلْآخِرَةِ مَنْ لَا یَنْقَطِعُ مِنَ الدُّنْیَا رَغْبَتُهُ وَ لَا تَنْقَضِی فِیهَا شَهْوَتُهُ إِنَّ الْعَجَبَ كُلَّ الْعَجَبِ لِمَنْ صَدَّقَ بِدَارِ الْبَقَاءِ وَ هُوَ یَسْعَی لِدَارِ الْفَنَاءِ وَ عَرَفَ أَنَّ رِضَا اللَّهِ فِی طَاعَتِهِ وَ هُوَ یَسْعَی فِی مُخَالَفَتِهِ.

السَّادِسُ وَ الْعِشْرُونَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: حَلُّوا أَنْفُسَكُمُ الطَّاعَةَ وَ أَلْبِسُوهَا قِنَاعَ الْمُخَالَفَةِ(3) فَاجْعَلُوا آخِرَتَكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ سَعْیَكُمْ لِمُسْتَقَرِّكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ عَنْ قَلِیلٍ رَاحِلُونَ وَ إِلَی اللَّهِ صَائِرُونَ وَ لَا

ص: 182


1- 1. وسمه یسمه وسمة: أی كواه و أثر فیه و جعل له علامة یعرف بها.
2- 2. بدر یبدر بدورا الشی ء: عاجله و سبقه.
3- 3. القناع: ما تغطی به المرأة رأسها.

یُغْنِی عَنْكُمْ هُنَالِكَ إِلَّا صَالِحُ عَمَلٍ قَدَّمْتُمُوهُ وَ حُسْنُ ثَوَابٍ أَحْرَزْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تَقْدَمُونَ عَلَی مَا قَدَّمْتُمْ وَ تُجَازُونَ عَلَی مَا أَسْلَفْتُمْ فَلَا تَخْدَعَنَّكُمْ زَخَارِفُ دُنْیَا دَنِیَّةٍ عَنْ مَرَاتِبِ جَنَّاتٍ عَلِیَّةٍ فَكَانَ قَدِ انْكَشَفَ الْقِنَاعُ وَ ارْتَفَعَ الِارْتِیَابُ وَ لَاقَی كُلُّ امْرِئٍ مُسْتَقَرَّهُ وَ عَرَفَ مَثْوَاهُ وَ مُنْقَلَبَهُ (1).

السَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُطْبَتِهِ: لَا تَكُونُوا مِمَّنْ خَدَعَتْهُ الْعَاجِلَةُ وَ غَرَّتْهُ الْأُمْنِیَّةُ فَاسْتَهْوَتْهُ الْخُدْعَةُ فَرَكَنَ إِلَی دَارِ سَوْءٍ سَرِیعَةِ الزَّوَالِ وَشِیكَةِ الِانْتِقَالِ (2) إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ مِنْ دُنْیَاكُمْ هَذِهِ فِی جَنْبِ مَا مَضَی إِلَّا كَإِنَاخَةِ رَاكِبٍ أَوْ صَرِّ حَالِبٍ (3) فَعَلَی مَا تَعْرُجُونَ وَ مَا ذَا تَنْتَظِرُونَ فَكَأَنَّكُمْ وَ اللَّهِ وَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِیهِ مِنَ الدُّنْیَا لَمْ یَكُنْ وَ مَ