بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 27: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»-ج، الإحتجاج رُوِیَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَؤُلَاءِ یَرْوُونَ حَدِیثاً فِی مِعْرَاجِهِمْ أَنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَی عَلَی الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّیقُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ غَیَّرُوا كُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی هَذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْعَرْشَ كَتَبَ عَلَی قَوَائِمِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَاءَ كَتَبَ فِی مَجْرَاهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْكُرْسِیَّ كَتَبَ عَلَی قَوَائِمِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اللَّوْحَ كَتَبَ فِیهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِسْرَافِیلَ كَتَبَ عَلَی جَبْهَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَبْرَئِیلَ كَتَبَ عَلَی جَنَاحِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ كَتَبَ فِی أَكْنَافِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَرَضِینَ كَتَبَ فِی أَطْبَاقِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجِبَالَ كَتَبَ فِی رُءُوسِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الشَّمْسَ كَتَبَ عَلَیْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْقَمَرَ كَتَبَ عَلَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ السَّوَادُ الَّذِی تَرَوْنَهُ فِی الْقَمَرِ فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَلْیَقُلْ
ص: 1
عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَلِیُّ اللَّهِ (1).
«2»-ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكْتُوبٌ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِأَلْفَیْ عَامٍ (2).
«3»-لی، الأمالی للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنِ الضَّبِّیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِی عَمْرٍو عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ (3) قَالَ: مَكْتُوبٌ عَلَی الْعَرْشِ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی لَا شَرِیكَ لِی وَ مُحَمَّدٌ عَبْدِی وَ رَسُولِی أَیَّدْتُهُ بِعَلِیٍّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ (4) فَكَانَ النَّصْرُ عَلِیّاً علیه السلام (5) وَ دَخَلَ مَعَ الْمُؤْمِنِینَ فَدَخَلَ فِی الْوَجْهَیْنِ جَمِیعاً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ (6).
«4»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی قَتَادَةَ الْحَرَّانِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَیْتُ لَیْلَةَ الْإِسْرَاءِ مَكْتُوباً عَلَی قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی خَلَقْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ بِیَدِی- مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِعَلِیٍّ وَ نَصَرْتُهُ بِعَلِیٍّ (7).
یل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة عن أبی الحمراء مثله (8).
«5»-ل، الخصال فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ یَا عَلِیُّ إِنِّی رَأَیْتُ
ص: 2
اسْمَكَ مَقْرُوناً بِاسْمِی (1) فِی أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ فَآنَسْتُ بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ إِنِّی لَمَّا بَلَغْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ فِی مِعْرَاجِی إِلَی السَّمَاءِ وَجَدْتُ عَلَی صَخْرَتِهِ (2) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَیْهَا إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا جَاوَزْتُ السِّدْرَةَ انْتَهَیْتُ إِلَی عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ جَلَالُهُ فَوَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی قَوَائِمِهِ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ حَبِیبِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِی وَجَدْتُ عَلَی بُطْنَانِ الْعَرْشِ مَكْتُوباً أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ عَبْدِی وَ رَسُولِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ (3).
«6»-ل، الخصال الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ أَیُّوبَ الْمُطَّلِبِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ عَلَی بَابِهَا مَكْتُوباً بِالذَّهَبِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ حَبِیبُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ- فَاطِمَةُ أَمَةُ اللَّهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ عَلَی مُبْغِضِیهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ (4).
المناقب، لمحمد بن أحمد بن شاذان عنه علیه السلام مثله (5).
«7»-مع، معانی الأخبار ع، علل الشرائع الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطَّائِفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ
ص: 3
الْوَاقِدِیِّ عَنِ الْهُذَیْلِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ آدَمَ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ وَ أَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ وَ زَوَّجَهُ حَوَّاءَ أَمَتَهُ فَرَفَعَ طَرْفَهُ نَحْوَ الْعَرْشِ فَإِذَا هُوَ بِخَمْسِ سُطُورٍ (1) مَكْتُوبَاتٍ قَالَ آدَمُ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ إِذَا تَشَفَّعُوا (2) بِهِمْ إِلَیَّ خَلْقِی شَفَّعْتُهُمْ فَقَالَ آدَمُ یَا رَبِّ بِقَدْرِهِمْ (3) عِنْدَكَ مَا اسْمُهُمْ فَقَالَ أَمَّا الْأَوَّلُ فَأَنَا الْمَحْمُودُ وَ هُوَ مُحَمَّدٌ وَ الثَّانِی فَأَنَا الْعَالِی وَ هَذَا عَلِیٌّ وَ الثَّالِثُ فَأَنَا الْفَاطِرُ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ الرَّابِعُ فَأَنَا الْمُحْسِنُ وَ هَذَا حَسَنٌ (4) وَ الْخَامِسُ فَأَنَا ذُو الْإِحْسَانِ وَ هَذَا الْحُسَیْنُ كُلٌّ یَحْمَدُ اللَّهَ (5) عَزَّ وَ جَلَّ (6).
«8»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْخَزَّازِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَاشِمِیِّ عَنْ عَلِیٍّ الْمَدِینِیِّ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ حَبِیبُ اللَّهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ فَاطِمَةُ أَمَةُ اللَّهِ عَلَی بَاغِضِهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ (7).
كشف، كشف الغمة من الأحادیث التی جمعها العز المحدث عن ابن عباس مثله (8).
ص: 4
«9»-فس، تفسیر القمی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَبْدِیِّ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنِ الْأَصْبَغِ أَنَّهُ سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی فَقَالَ مَكْتُوبٌ عَلَی قَائِمَةِ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ بِأَلْفَیْ عَامٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَاشْهَدُوا بِهِمَا وَ أَنَّ عَلِیّاً وَصِیُّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا (1).
«10»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْقَاضِی عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ الْتَفَتَ آدَمُ یَمْنَةَ الْعَرْشِ فَإِذَا خَمْسَةُ أَشْبَاحٍ فَقَالَ یَا رَبِّ هَلْ خَلَقْتَ قَبْلِی مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً قَالَ لَا (2) قَالَ علیه السلام فَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ أَرَی أَسْمَاءَهُمْ فَقَالَ هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ مِنْ وُلْدِكَ لَوْلَاهُمْ مَا خَلَقْتُكَ وَ لَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ وَ لَا الْعَرْشَ وَ لَا الْكُرْسِیَّ وَ لَا السَّمَاءَ وَ لَا الْأَرْضَ وَ لَا الْمَلَائِكَةَ وَ لَا الْجِنَّ وَ لَا الْإِنْسَ هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ شَقَقْتُ لَهُمْ اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَأَنَا الْمَحْمُودُ وَ هَذَا مُحَمَّدٌ وَ أَنَا الْأَعْلَی وَ هَذَا عَلِیٌّ وَ أَنَا الْفَاطِرُ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ذُو الْإِحْسَانِ وَ هَذَا الْحَسَنُ وَ أَنَا الْمُحْسِنُ وَ هَذَا الْحُسَیْنُ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنَّهُ لَا یَأْتِینِی أَحَدٌ وَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ مَحَبَّةِ أَحَدِهِمْ إِلَّا أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِی وَ آلَیْتُ بِعِزَّتِی أَنَّهُ لَا یَأْتِینِی أَحَدٌ وَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ بُغْضِ أَحَدِهِمْ إِلَّا أَدْخَلْتُهُ نَارِی یَا آدَمُ هَؤُلَاءِ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی بِهِمْ أُنْجِی مَنْ أُنْجِی وَ بِهِمْ أُهْلِكُ مَنْ أُهْلِكُ.
ص: 5
«11»-وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: إِنَّ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَمَّا أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِإِسْجَادِهِ مَلَائِكَتَهُ لَهُ وَ بِإِدْخَالِهِ الْجَنَّةَ نَادَاهُ اللَّهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ یَا آدَمُ فَانْظُرْ إِلَی سَاقِ عَرْشِی فَنَظَرَ فَوَجَدَ عَلَیْهِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ زَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ آدَمُ یَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ هَؤُلَاءِ ذُرِّیَّتُكَ لَوْلَاهُمْ مَا خَلَقْتُكَ.
«12»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الْمُرْتَضَی بْنُ الدَّاعِی عَنْ جَعْفَرٍ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْوَاقِدِیِّ عَنِ الْهُذَیْلِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَنْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ وَقَفَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَعَطَسَ فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ أَنْ حَمِدَهُ فَقَالَ یَا آدَمُ أَ حَمِدْتَنِی فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ لَا عَبْدَانِ أُرِیدُ أَنْ أَخْلُقَهُمَا فِی آخِرِ الزَّمَانِ مَا خَلَقْتُكَ قَالَ آدَمُ یَا رَبِّ بِقَدْرِهِمْ عِنْدَكَ مَا اسْمُهُمْ فَقَالَ تَعَالَی یَا آدَمُ انْظُرْ نَحْوَ الْعَرْشِ فَإِذَا بِسَطْرَیْنِ مِنْ نُورٍ أَوَّلُ السَّطْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ وَ عَلِیٌّ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ السَّطْرُ الثَّانِی آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ أَرْحَمَ مَنْ وَالاهُمَا وَ أُعَذِّبَ مَنْ عَادَاهُمَا (1).
«13»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بُكَیْرٍ الْهَجَرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَوَّلَ وَصِیٍّ كَانَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ وَ مَا مِنْ نَبِیٍّ مَضَی إِلَّا وَ لَهُ وَصِیٌّ كَانَ عَدَدُ جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ مِائَةَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ نَبِیٍّ خَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُولُو الْعَزْمِ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ مُحَمَّدٌ وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ كَانَ هِبَةَ اللَّهِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِیَاءِ وَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ
ص: 6
أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ عَلَی قَائِمَةِ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ فِی زَوَایَا الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ عَنْ یَمِینِ رَبِّنَا وَ كِلْتَا یَدَیْهِ یَمِینٌ (1)
- عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَهَذِهِ حُجَّتُنَا عَلَی مَنْ أَنْكَرَ حَقَّنَا وَ جَحَدَنَا مِیرَاثَنَا وَ مَا مَنَعَنَا مِنَ الْكَلَامِ وَ أَمَامَنَا الْیَقِینُ فَأَیُّ حُجَّةٍ تَكُونُ أَبْلَغَ (2) مِنْ هَذَا (3).
توضیح: قال فی النهایة فی الحدیث الحجر الأسود یمین اللّٰه فی أرضه هذا كلام تمثیل و تخییل و منه الحدیث الآخر و كلتا یدیه یمین أی إن یدیه تبارك و تعالی بصفة الكمال لا نقص فی واحدة منهما لأن الشمال ینقص من الیمین انتهی.
أقول: أراد علیه السلام أنه مكتوب عن یمین العرش و لیس شمال العرش انقص من یمینه بل لكل منهما شرافة و فضیلة قوله و أمامنا الیقین أی ما یمنعنا من الكلام و الموت المتیقن أمامنا نصل إلیه عن قریب و نخرج من أیدی الظالمین و نفوز بثواب اللّٰه رب العالمین.
«14»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ قَالَ: حَوْلَ الْعَرْشِ كِتَابٌ جَلِیلٌ مَسْطُورٌ أَنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (4).
«15»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أَخْطَأَ آدَمُ خَطِیئَةً تَوَجَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا آدَمُ مَا عِلْمُكَ بِمُحَمَّدٍ قَالَ حِینَ خَلَقْتَنِی رَفَعْتُ رَأْسِی فَرَأَیْتُ فِی الْعَرْشِ مَكْتُوباً- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (5).
ص: 7
«16»-شف، كشف الیقین مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ بَشِیراً مَا اسْتَقَرَّ الْكُرْسِیُّ وَ الْعَرْشُ وَ لَا دَارَ الْفَلَكُ وَ لَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا بِأَنْ كُتِبَ عَلَیْهَا (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا عَرَجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ اخْتَصَّنِی اللَّطِیفُ بِنِدَائِهِ قَالَ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ قَالَ أَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنْ اسْمِی وَ فَضَّلْتُكَ عَلَی جَمِیعِ بَرِیَّتِی فَانْصِبْ أَخَاكَ عَلِیّاً عَلَماً لِعِبَادِی یَهْدِیهِمْ إِلَی دِینِی یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَنْ تَأَمَّرَ عَلَیْهِ لَعَنْتُهُ وَ مَنْ خَالَفَهُ عَذَّبْتُهُ وَ مَنْ أَطَاعَهُ قَرَّبْتُهُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی جَعَلْتُ عَلِیّاً إِمَامَ الْمُسْلِمِینَ فَمَنْ تَقَدَّمَ عَلَیْهِ أَخْزَیْتُهُ وَ مَنْ عَصَاهُ أَشْجَیْتُهُ (2) إِنَّ عَلِیّاً سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ حُجَّتِی عَلَی الخلیفة (الْخَلِیقَةِ) أَجْمَعِینَ (3).
بیان: أشجیته من قولهم أشجاه أی قهره و غلبه و أوقعه فی حزن و فی بعض النسخ أسجنته من السجن لكنه لم یأت هذا (4) البناء و كان فیه تصحیفا و فی بالی أردیته.
«17»-یل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ عُرِضَتْ عَلَیَّ الْجَنَّةُ وَجَدْتُ عَلَی أَوْرَاقِ الْجَنَّةِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَلِیُّ اللَّهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ (5).
ص: 8
«18»-كشف، كشف الغمة مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكْتُوبٌ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِأَلْفَیْ عَامٍ (1).
«19»-وَ مِنْهُ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَانِی جَبْرَئِیلُ وَ قَدْ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ فَإِذَا فِیهَا مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ النَّبِیُّ وَ مَكْتُوبٌ عَلَی الْآخَرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلِیٌّ الْوَصِیُّ (2).
«20»-الْكَرَاجُكِیُّ فِی كَنْزِ الْفَوَائِدِ، حَدَّثَنِی الشَّرِیفُ طَاهِرُ بْنُ مُوسَی الْحُسَیْنِیُّ بِمِصْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلَّالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الطِّهْرَانِیِّ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ التَّمَّارِ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ قَالَ: أَشْخَصَنِی هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَرْضِ الْحِجَازِ إِلَی الشَّامِ زَائِراً لَهُ فَسِرْتُ فَلَمَّا أَتَیْتُ أَرْضَ الْبَلْقَاءِ رَأَیْتُ جَبَلًا أَسْوَدَ وَ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ أَحْرُفاً لَمْ أَعْلَمْ مَا هِیَ فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ دَخَلْتُ عُمَانَ قَصَبَةَ الْبَلْقَاءِ فَسَأَلْتُ عَنْ رَجُلٍ یَقْرَأُ مَا عَلَی الْقُبُورِ وَ الْجِبَالِ فَأُرْشِدْتُ إِلَی شَیْخٍ كَبِیرٍ فَعَرَّفْتُهُ مَا رَأَیْتُ فَقَالَ اطْلُبْ شَیْئاً أَرْكَبُهُ لِأَخْرُجَ مَعَكَ فَحَمَلْتُهُ مَعِی عَلَی رَاحِلَتِی وَ خَرَجْنَا إِلَی الْجَبَلِ وَ مَعِی مَحْبَرَةٌ وَ بَیَاضٌ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ لِی مَا أَعْجَبَ مَا عَلَیْهِ بِالْعِبْرَانِیَّةِ فَنَقَلْتُهُ بِالْعَرَبِیَّةِ فَإِذَا هُوَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ جَاءَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا وَ كَتَبَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ بِیَدِهِ (3).
«21»-الْمَنَاقِبُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
ص: 9
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ لِلشَّمْسِ وَجْهَیْنِ (1) فَوَجْهٌ یُضِی ءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ وَجْهٌ یُضِی ءُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَ عَلَی الْوَجْهَیْنِ مِنْهُمَا كِتَابَةٌ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا تِلْكَ الْكِتَابَةُ قُلْنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ الْكِتَابَةُ الَّتِی تَلِی أَهْلَ السَّمَاءِ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَمَّا الْكِتَابَةُ الَّتِی تَلِی أَهْلَ الْأَرْضِ عَلِیٌّ نُورُ الْأَرَضِینَ (2).
«22»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَلَقَ آدَمَ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ عَطَسَ آدَمُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ حَمِدْتَنِی عَبْدِی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ لَا عَبْدَانِ أُرِیدُ أَنْ أَخْلُقَهُمَا فِی دَارِ الدُّنْیَا مَا خَلَقْتُكَ قَالَ إِلَهِی فَیَكُونَانِ مِنِّی قَالَ نَعَمْ یَا آدَمُ ارْفَعْ رَأْسَكَ انْظُرْ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَی الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ وَ عَلِیٌّ مُقِیمُ الْحُجَّةِ مَنْ عَرَفَ حَقَّ عَلِیٍّ زَكَی وَ طَابَ وَ مَنْ أَنْكَرَ حَقَّهُ لُعِنَ وَ خَابَ أَقْسَمْتُ بِعِزَّتِی أَنْ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ مَنْ أَطَاعَهُ وَ إِنْ عَصَانِی وَ أَقْسَمْتُ بِعِزَّتِی أَنْ أُدْخِلَ النَّارَ مَنْ عَصَاهُ وَ إِنْ أَطَاعَنِی (3).
أقول: قد أوردنا بعض الأخبار فی باب تزویج فاطمة علیها السلام و فی باب أن الجن تأتیهم.
«23»-وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ مَا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ لِابْنِ الْبِطْرِیقِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَكْتُوبٌ عَلَی الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ- مُحَمَّدٌ عَبْدِی وَ رَسُولِی أَیَّدْتُهُ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ (4) بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
ص: 10
«24»-وَ مِنْ كِتَابِ الْمُقْنِعِ فِی الْإِمَامَةِ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أُمِرَ بِعَرْضِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ عَلَیَّ فَرَأَیْتُهُمَا جَمِیعاً رَأَیْتُ الْجَنَّةَ وَ أَلْوَانَ نَعِیمِهَا وَ رَأَیْتُ النَّارَ وَ أَلْوَانَ عَذَابِهَا وَ عَلَی كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِیَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ.
«25»-وَ مِنْ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ فَضْلٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: هَبَطَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَكٌ لَهُ عِشْرُونَ أَلْفَ رَأْسٍ فَوَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِیُقَبِّلَ یَدَهُ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ مَهْلًا مَهْلًا یَا مُحَمَّدُ فَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ أَجْمَعِینَ وَ الْمَلَكُ یُقَالُ لَهُ مَحْمُودٌ فَإِذَا بَیْنَ مَنْكِبَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُنْذُ كَمْ هَذَا الْكِتَابُ مَكْتُوبٌ بَیْنَ مَنْكِبَیْكَ قَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ أَبَاكَ آدَمَ بِاثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ (1).
«26»-وَ مِنْ كِتَابِ الْمِعْرَاجِ، تَأْلِیفِ الشَّیْخِ الصَّالِحِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذاً مُثْبَتٌ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ الْأَیْمَنِ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی غَرَسْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ بِیَدِی أَسْكَنْتُهَا (2) مَلَائِكَتِی مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِعَلِیٍّ (3).
«27»-وَ مِنْهُ، عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَسْطُورٌ بِخَطٍّ جَلِیلٍ (4)
ص: 11
حَوْلَ الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (1).
«28»-وَ مِنْهُ، عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَلُومُونَنِی فِی مَحَبَّتِی لِأَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا أَحْبَبْتُهُ حَتَّی أَمَرَنِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ بِمَحَبَّتِهِ ثُمَّ قَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَلُومُونَنِی فِی تَقْدِیمِی لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَوَ عِزَّةِ رَبِّی مَا قَدَّمْتُهُ حَتَّی أَمَرَنِی عَزَّ اسْمُهُ بِتَقْدِیمِهِ وَ جَعَلَهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَمِیرَ أُمَّتِی وَ إِمَامَهَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَجَدْتُ عَلَی كُلِّ بَابِ سَمَاءٍ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا صِرْتُ إِلَی حُجُبِ النُّورِ رَأَیْتُ عَلَی كُلِّ حِجَابٍ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمَّا صِرْتُ إِلَی الْعَرْشِ وَجَدْتُ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِهِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (2).
ص: 12
«1»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سُهَیْلِ بْنِ غَزْوَانَ الْبَصْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الْجِنِّ كَانَ یُقَالُ لَهَا عَفْرَاءُ وَ كَانَتْ تَنْتَابُ (1) النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَسْمَعُ مِنْ كَلَامِهِ فَتَأْتِی صَالِحِی الْجِنِّ فَیُسْلِمُونَ عَلَی یَدَیْهَا وَ إِنَّهَا فَقَدَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَ عَنْهَا جَبْرَئِیلَ فَقَالَ إِنَّهَا زَارَتْ أُخْتاً لَهَا تُحِبُّهَا فِی اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله طُوبَی لِلْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ فِی الْجَنَّةِ عَمُوداً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَیْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ فِی كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُتَحَابِّینَ وَ الْمُتَزَاوِرِینَ (2) یَا عَفْرَاءُ أَیَّ شَیْ ءٍ رَأَیْتِ قَالَتْ رَأَیْتُ عَجَائِبَ كَثِیرَةً قَالَ فَأَعْجَبُ مَا رَأَیْتِ قَالَتْ رَأَیْتُ إِبْلِیسَ فِی الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ عَلَی صَخْرَةٍ بَیْضَاءَ مَادّاً یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ إِلَهِی إِذَا بَرَرْتَ (3) قَسَمَكَ وَ أَدْخَلْتَنِی نَارَ جَهَنَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا خَلَّصْتَنِی مِنْهَا وَ حَشَرْتَنِی مَعَهُمْ فَقُلْتُ یَا حَارِثُ مَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِی تَدْعُو بِهَا قَالَ لِی رَأَیْتُهَا عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِسَبْعَةِ آلَافِ سَنَةٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهُمْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَنَا أَسْأَلُهُ بِحَقِّهِمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ لَوْ أَقْسَمَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ لَأَجَابَهُمْ (4).
ص: 13
«2»-فس، تفسیر القمی وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (1) قَالَ أَبُو إِبْلِیسَ وَ قَالَ الْجِنُّ مِنْ وُلْدِ الْجَانِّ مِنْهُمْ مُؤْمِنُونَ وَ كَافِرُونَ وَ یَهُودُ (2) وَ نَصَارَی وَ یَخْتَلِفُ أَدْیَانُهُمْ وَ الشَّیَاطِینُ مِنْ وُلْدِ إِبْلِیسَ وَ لَیْسَ فِیهِمْ مُؤْمِنُونَ إِلَّا وَاحِدٌ اسْمُهُ هَامُ بْنُ هِیمِ بْنِ لَاقِیسَ بْنِ إِبْلِیسَ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَآهُ جَسِیماً عَظِیماً وَ امْرَأً مَهُولًا فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا هَامُ بْنُ هِیمِ بْنِ لَاقِیسَ بْنِ إِبْلِیسَ كُنْتُ یَوْمَ قَتَلَ قَابِیلُ هَابِیلَ غُلَاماً ابْنَ أَعْوَامٍ أَنْهَی عَنِ الِاعْتِصَامِ وَ آمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ لَعَمْرِی الشَّابُّ الْمُؤَمَّلُ وَ الْكَهْلُ الْمُؤَمَّرُ فَقَالَ دَعْ عَنْكَ هَذَا یَا مُحَمَّدُ فَقَدْ جَرَتْ تَوْبَتِی عَلَی یَدِ نُوحٍ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ فِی السَّفِینَةِ فَعَاتَبْتُهُ (3) عَلَی دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِیمَ حَیْثُ أُلْقِیَ فِی النَّارِ فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ مُوسَی حِینَ غَرَّقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ وَ نَجَّی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ هُودٍ حِینَ دَعَا عَلَی قَوْمِهِ فَعَاتَبْتُهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ صَالِحٍ فَعَاتَبْتُهُ عَلَی دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ وَ لَقَدْ قَرَأْتُ الْكُتُبَ فَكُلُّهَا (4) تُبَشِّرُنِی بِكَ وَ الْأَنْبِیَاءُ یُقْرِءُونَكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُونَ أَنْتَ أَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَكْرَمُهُمْ فَعَلِّمْنِی مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْكَ شَیْئاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلِّمْهُ فَقَالَ هَامٌ یَا مُحَمَّدُ إِنَّا لَا نُطِیعُ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍّ فَمَنْ هَذَا قَالَ هَذَا أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ نَعَمْ نَجِدُ اسْمَهُ فِی الْكُتُبِ إِلْیَا فَعَلَّمَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ الْهَرِیرِ بِصِفِّینَ جَاءَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (5).
بیان: المؤمل علی بناء المفعول أی بئس حالك عند شبابك حیث كانوا یأملون منك الخیر و فی حال كونك كهلا حیث أمروك علیهم و فی البصائر المتأمل كما سیأتی و هو إما من الأمل أیضا أو بمعنی التثبت فی الأمر و النظر فیه و الغلام
ص: 14
المقبل (1) أی إلی الدنیا فإن الإنسان فی أول العمر مقبل إلیها
و فی روایات العامة هكذا بئس لعمر اللّٰه عمل الشیخ المتوسم و الشاب المتلوم.
قال الجزری المتوسم المتحلی بسمة الشیوخ و المتلوم المتعرض للأئمة فی الفعل السیئ (2) و یجوز أن یكون من اللومة و هی الحاجة أی المنتظر لقضائها انتهی.
و فی الخرائج بئس سیرة الشیخ المتأمل و الشاب المؤمل و لا یخفی توجیهه.
«3»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ (3) إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ طَوِیلٌ كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ قَالَ یُشْبِهُ (4) الْجِنَّ وَ كَلَامَهُمْ فَمَنْ أَنْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا الْهَامُ بْنُ الْهِیمِ بْنِ لَاقِیسَ بْنِ إِبْلِیسَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ إِبْلِیسَ إِلَّا أَبَوَیْنِ (5) فَقَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَكَمْ أَتَی لَكَ قَالَ أَكَلْتُ عُمُرَ الدُّنْیَا إِلَّا أَقَلَّهُ أَنَا أَیَّامَ قَتَلَ قَابِیلُ هَابِیلَ غُلَامٌ أَفْهَمُ الْكَلَامَ وَ أَنْهَی عَنِ الِاعْتِصَامِ وَ أَطُوفُ (6) الْآجَامَ وَ آمُرُ بِقَطِیعَةِ الْأَرْحَامِ وَ أُفْسِدُ الطَّعَامَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ سِیرَةُ الشَّیْخِ الْمُتَأَمِّلِ وَ الْغُلَامِ الْمُقْبِلِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی تَائِبٌ قَالَ عَلَی یَدِ مَنْ جَرَی (7) تَوْبَتُكَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ عَلَی یَدَیْ نُوحٍ وَ كُنْتُ مَعَهُ فِی سَفِینَتِهِ وَ عَاتَبْتُهُ عَلَی دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ حَتَّی بَكَی وَ أَبْكَانِی وَ قَالَ لَا جَرَمَ أَنِّی عَلَی ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِینَ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ ثُمَّ كُنْتُ مَعَ هُودٍ فِی مَسْجِدِهِ مَعَ الَّذِینَ
ص: 15
آمَنُوا مَعَهُ فَعَاتَبْتُهُ عَلَی دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ حَتَّی بَكَی وَ أَبْكَانِی وَ قَالَ لَا جَرَمَ أَنِّی عَلَی ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِینَ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ ثُمَّ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِیمَ حِینَ كَادَهُ قَوْمُهُ فَأَلْقَوْهُ فِی النَّارِ فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً ثُمَّ كُنْتُ مَعَ یُوسُفَ حِینَ حَسَدَهُ إِخْوَتُهُ فَأَلْقَوْهُ فِی الْجُبِّ فَبَادَرْتُهُ إِلَی قَعْرِ الْجُبِّ فَوَضَعْتُهُ وَضْعاً رَفِیقاً ثُمَّ كُنْتُ مَعَهُ فِی السِّجْنِ أُؤْنِسُهُ فِیهِ حَتَّی أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهُ ثُمَّ كُنْتُ مَعَ مُوسَی علیه السلام وَ عَلَّمَنِی سِفْراً مِنَ التَّوْرَاةِ وَ قَالَ إِنْ أَدْرَكْتَ عِیسَی فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَلَقِیتُهُ وَ أَقْرَأْتُهُ مِنْ مُوسَی السَّلَامَ وَ عَلَّمَنِی سِفْراً مِنَ الْإِنْجِیلِ وَ قَالَ إِنْ أَدْرَكْتَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ- فَعِیسَی یَا رَسُولَ اللَّهِ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی عِیسَی رُوحِ اللَّهِ وَ كَلِمَتِهِ وَ جَمِیعِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ السَّلَامُ وَ عَلَیْكَ یَا هَامُ بِمَا بَلَّغْتَ السَّلَامَ فَارْفَعْ إِلَیْنَا حَوَائِجَكَ قَالَ حَاجَتِی أَنْ یُبْقِیكَ اللَّهُ لِأُمَّتِكَ وَ یُصْلِحَهُمْ لَكَ وَ یَرْزُقَهُمُ الِاسْتِقَامَةَ لِوَصِیِّكَ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنَّ الْأُمَمَ السَّالِفَةَ إِنَّمَا هَلَكَتْ بِعِصْیَانِ الْأَوْصِیَاءِ وَ حَاجَتِی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تُعَلِّمَنِی سُوَراً مِنَ الْقُرْآنِ أُصَلِّی بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ عَلِّمِ الْهَامَ وَ ارْفُقْ بِهِ فَقَالَ هَامٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِی ضَمَمْتَنِی إِلَیْهِ فَإِنَّا مَعَاشِرَ الْجِنِّ قَدْ أُمِرْنَا أَنْ لَا نُكَلِّمَ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا هَامُ مَنْ وَجَدْتُمْ فِی الْكِتَابِ وَصِیَّ آدَمَ قَالَ شَیْثَ بْنَ آدَمَ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ نُوحٍ قَالَ سَامَ بْنَ نُوحٍ قَالَ فَمَنْ كَانَ وَصِیَّ هُودٍ قَالَ یُوحَنَّا بْنُ حزان (حنان) (1) ابْنُ عَمِّ هُودٍ قَالَ فَمَنْ كَانَ وَصِیَّ إِبْرَاهِیمَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَمَنْ كَانَ وَصِیَّ مُوسَی- قَالَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ قَالَ فَمَنْ كَانَ وَصِیَّ عِیسَی قَالَ شَمْعُونُ بْنُ حَمُّونَ الصَّفَا ابْنُ عَمِّ مَرْیَمَ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِی الْكِتَابِ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ قَالَ هُوَ فِی التَّوْرَاةِ إِلْیَا
ص: 16
قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا إِلْیَا هُوَ عَلِیٌّ وَصِیِّی قَالَ الْهَامُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَهُ اسْمٌ غَیْرُ هَذَا قَالَ نَعَمْ هُوَ حَیْدَرَةُ فَلِمَ تَسْأَلُنِی عَنْ ذَلِكَ قَالَ إِنَّا وَجَدْنَا فِی كِتَابِ الْأَنْبِیَاءِ أَنَّهُ فِی الْإِنْجِیلِ هَیْدَارَا قَالَ هُوَ حَیْدَرَةُ قَالَ فَعَلَّمَهُ عَلِیٌّ سُوَراً مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ هَامٌ یَا عَلِیُّ یَا وَصِیَّ مُحَمَّدٍ أَكْتَفِی بِمَا عَلَّمْتَنِی مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ نَعَمْ یَا هَامُ قَلِیلُ الْقُرْآنِ كَثِیرٌ- (1) ثُمَّ قَامَ هَامٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَدَّعَهُ فَلَمْ یَعُدْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قُبِضَ علیه السلام (2).
«4»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَوْمُ الْأَحَدِ لِلْجِنِّ لَیْسَ تَظْهَرُ فِیهِ لِأَحَدٍ غَیْرِنَا (3).
«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: أَوْصَانِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِحَوَائِجَ لَهُ بِالْمَدِینَةِ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا فِی فَجِّ الرَّوْحَاءِ عَلَی رَاحِلَتِی إِذاً إِنْسَانٌ یَلْوِی بِثَوْبِهِ قَالَ فَمِلْتُ إِلَیْهِ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ عَطْشَانٌ فَنَاوَلْتُهُ الْإِدَاوَةَ قَالَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِی بِهَا ثُمَّ نَاوَلَنِی كِتَاباً طِینُهُ رَطْبٌ قَالَ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَی خَتْمِهِ إِذَا هُوَ خَاتَمُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ مَتَی عَهْدُكَ بِصَاحِبِ الْكِتَابِ قَالَ السَّاعَةَ قَالَ فَإِذَا فِیهِ أَشْیَاءُ یَأْمُرُنِی بِهَا ثُمَّ قَالَ الْتَفَتُّ فَإِذاً لَیْسَ عِنْدِی أَحَدٌ قَالَ فَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَقِیتُهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ أَتَانِی بِكِتَابِكَ (4) وَ طِینُهُ رَطْبٌ قَالَ إِذَا عَجِلَ بِنَا أَمْرٌ أَرْسَلْتُ (5) بَعْضَهُمْ یَعْنِی الْجِنَّ وَ زَادَ فِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ یَا سَدِیرُ إِنَّ لَنَا خَدَماً مِنَ الْجِنِّ فَإِذَا أَرَدْنَا السُّرْعَةَ بَعَثْنَاهُمْ (6).
ص: 17
یج، الخرائج و الجرائح سعد عن محمد بن الحسین مثله (1)
بیان: قوله بالمدینة إما متعلق بأوصانی فیكون الراوی خرج قبله علیه السلام إلی مكة فأوصاه علیه السلام بأشیاء یعملها فی مكة فالمراد بالقدوم القدوم إلی مكة أو بالحوائج فالأمر بالعكس و الفج الطریق بین الجبلین أو الطریق الواسع و الروحاء موضع بین الحرمین علی ثلاثین أو أربعین میلا من المدینة علی ما ذكره الفیروزآبادی و قال لوی (2) بثوبه أشار.
«6»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَسْتَأْذِنُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقِیلَ إِنَّ عِنْدَهُ قوم (قَوْماً) أَثْبُتُ قَلِیلًا حَتَّی یَخْرُجُوا فَخَرَجَ قَوْمٌ أَنْكَرْتُهُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْهُمْ (3) ثُمَّ أَذِنَ لِی فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا زَمَانُ بَنِی أُمَیَّةَ وَ سَیْفُهُمْ یَقْطُرُ دَماً فَقَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ هَؤُلَاءِ وَفْدُ شِیعَتِنَا مِنَ الْجِنِّ جَاءُوا یَسْأَلُونَنَا عَنْ مَعَالِمِ دِینِهِمْ (4).
یج، الخرائج و الجرائح سعد عن أحمد بن محمد مثله (5).
«7»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِیمَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ إِذَا الْتَفَتَ عَنْ یَسَارِهِ فَإِذَا كَلْبٌ أَسْوَدُ فَقَالَ مَا لَكَ قَبَّحَكَ اللَّهُ مَا أَشَدَّ مُسَارَعَتَكَ فَإِذَا هُوَ شَبِیهٌ بِالطَّائِرِ فَقُلْتُ مَا هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ هَذَا عَثْمٌ بَرِیدُ الْجِنِّ مَاتَ هِشَامٌ السَّاعَةَ فَهُوَ یَطِیرُ یَنْعَاهُ فِی كُلِّ بَلْدَةٍ (6).
ص: 18
یج، الخرائج و الجرائح سعد عن أحمد بن محمد عن علی بن الحكم مثله (1).
«8»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنِ ابْنِ حَازِمٍ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: أَتَیْتُ بَابَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَعَ أَصْحَابٍ لَنَا لِنَدْخُلَ عَلَیْهِ فَإِذَا ثَمَانِیَةُ نَفَرٍ كَأَنَّهُمْ مِنْ أَبٍ وَ أُمٍّ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ زَرَابِیُّ وَ أَقْبِیَةٌ طَاقَ طَاقَ وَ عَمَائِمُ صُفْرٌ دَخَلُوا فَمَا احْتَبَسُوا حَتَّی خَرَجُوا قَالَ لِی یَا سَعْدُ رَأَیْتَهُمْ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أُولَئِكَ إِخْوَانُكُمْ مِنَ الْجِنِّ أَتَوْنَا یَسْتَفْتُونَنَا فِی حَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ كَمَا تَأْتُونَّا وَ تَسْتَفْتُونَّا فِی حَلَالِكُمْ وَ حَرَامِكُمْ (2).
بیان: الزرابی جمع الزربیة و هی الطنفسة و قیل البساط ذو الخمل و قوله طاق طاق أی لبسوا قباء مفردا لیس معه شی ء آخر من الثیاب كما ورد فی الحدیث الإقامة طاق طاق أو إنه لم یكن له بطانة و لا قطن و قال فی القاموس الطاق ضرب من الثیاب و الطیلسان أو الأخضر انتهی و ما ذكرناه أظهر فی المقام لا سیما مع التكرار.
«9»-یر، بصائر الدرجات عَنْهُ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: طَلَبْتُ الْإِذْنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَبَعَثَ إِلَیَّ لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ عِنْدِی قَوْماً مِنْ إِخْوَانِكُمْ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ عَلَیَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا یُشْبِهُونَ الزُّطَّ عَلَیْهِمْ أَقْبِیَةٌ طَبَقَیْنِ وَ خِفَافٌ فَسَلَّمُوا وَ مَرُّوا وَ دَخَلْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قُلْتُ لَهُ مَا أَعْرِفُ هَؤُلَاءِ جُعِلْتُ فِدَاكَ الَّذِینَ خَرَجُوا فَمَنْ هُمْ (3) قَالَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ قُلْتُ لَهُ وَ یَظْهَرُونَ لَكُمْ قَالَ نَعَمْ (4).
بیان: لعل المراد بالطبقین أن كل قباء كان من طبقین غیر محشو بالقطن و یقال بالفارسیة: دوتهی.
ص: 19
«10»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ بِشْرٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حُمِلَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَالٌ مِنْ خُرَاسَانَ مَعَ رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ لَمْ یَزَالا یَتَفَقَّدَانِ الْمَالَ حَتَّی مَرَّا بِالرَّیِّ فَرَفَعَ (1) إِلَیْهِمَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا كِیساً فِیهِ أَلْفَا دِرْهَمٍ فَجَعَلَا یَتَفَقَّدَانِ فِی كُلِّ یَوْمٍ الْكِیسَ حَتَّی دَنَیَا مِنَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ تَعَالَ حَتَّی نَنْظُرَ مَا حَالُ الْمَالِ فَنَظَرَا فَإِذَا الْمَالُ عَلَی حَالِهِ مَا خَلَا كِیسَ الرَّازِیِّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ مَا نَقُولُ السَّاعَةَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَحَدُهُمَا إِنَّهُ علیه السلام كَرِیمٌ وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ یَكُونَ عِلْمُ مَا نَقُولُ عِنْدَهُ فَلَمَّا دَخَلَا الْمَدِینَةَ قَصَدَا إِلَیْهِ فَسَلَّمَا إِلَیْهِ الْمَالَ فَقَالَ لَهُمَا أَیْنَ كِیسُ الرَّازِیِّ فَأَخْبَرَاهُ بِالْقِصَّةِ فَقَالَ لَهُمَا إِنْ رَأَیْتُمَا الْكِیسَ تَعْرِفَانِهِ قَالا نَعَمْ قَالَ یَا جَارِیَةُ عَلَیَّ بِكِیسِ كَذَا وَ كَذَا فَأَخْرَجَتِ الْكِیسَ فَرَفَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَیْهِمَا فَقَالَ أَ تَعْرِفَانِهِ قَالا هُوَ ذَاكَ قَالَ إِنِّی احْتَجْتُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ إِلَی مَالٍ فَوَجَّهْتُ رَجُلًا مِنَ الْجِنِّ مِنْ شِیعَتِنَا فَأَتَانِی بِهَذَا الْكِیسِ مِنْ مَتَاعِكُمَا (2).
«11»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أُرِیدُ الْإِذْنَ عَلَیْهِ فَإِذَا رَوَاحِلُ عَلَی الْبَابِ مَصْفُوفَةٌ وَ إِذَا أَصْوَاتٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَخَرَجَ عَلَیَّ قَوْمٌ مُعْتَمُّونَ بِالْعَمَائِمِ یُشْبِهُونَ الزُّطَّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَبْطَأَ إِذْنُكَ الْیَوْمَ وَ قَدْ رَأَیْتُ قَوْماً خَرَجُوا عَلَیَّ مُعْتَمِّینَ بِالْعَمَائِمِ فَأَنْكَرْتُهُمْ فَقَالَ أَ وَ تَدْرِی مَنْ أُولَئِكَ یَا سَعْدُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ أُولَئِكَ إِخْوَانُكَ مِنَ الْجِنِّ یَأْتُونَنَا یَسْأَلُونَنَا عَنْ حَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ وَ مَعَالِمِ دِینِهِمْ (3).
بیان الزطّ جنس من السودان و یقال أنكره إذا جهله.
ص: 20
«12»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ لَا أَسْتَأْذِنُ عَلَیْهِ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجِئْتُ ذَاتَ یَوْمٍ أَوْ لَیْلَةٍ فَجَلَسْتُ فِی فُسْطَاطِهِ بِمِنًی قَالَ فَاسْتُؤْذِنَ لِشَبَابٍ كَأَنَّهُمْ رِجَالُ الزُّطِّ فَخَرَجَ عِیسَی شَلَقَانَ فَذَكَرْنَا لَهُ (1) فَأَذِنَ لِی قَالَ فَقَالَ لِی یَا بَا عَاصِمٍ مَتَی جِئْتَ قُلْتُ قَبْلَ (2) أُولَئِكَ الَّذِینَ دَخَلُوا عَلَیْكَ وَ مَا رَأَیْتُهُمْ خَرَجُوا قَالَ أُولَئِكَ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ فَسَأَلُوا عَنْ مَسَائِلِهِمْ ثُمَّ ذَهَبُوا (3).
«13»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ سَائِقِ الْحَاجِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ أُقِیمُ عَلَیْكَ حَتَّی تَشْخَصَ فَقَالَ لَا امْضِ حَتَّی یَقْدُمَ عَلَیْنَا أَبُو الْفَضْلِ سَدِیرٌ فَإِنْ تَهَیَّأَ لَنَا بَعْضُ مَا نُرِیدُ كَتَبْنَا إِلَیْكَ قَالَ فَسِرْتُ یَوْمَیْنِ وَ لَیْلَتَیْنِ قَالَ فَأَتَانِی رَجُلٌ طَوِیلٌ آدَمُ بِكِتَابٍ خَاتَمُهُ رَطْبٌ وَ الْكِتَابُ رَطْبٌ قَالَ فَقَرَأْتُهُ (4) إِنَّ أَبَا الْفَضْلِ قَدْ قَدِمَ عَلَیْنَا وَ نَحْنُ شَاخِصُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَقِمْ حَتَّی نَأْتِیَكَ قَالَ فَأَتَانِی فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُ أَتَانِی الْكِتَابُ رَطْباً وَ الْخَاتَمُ رَطْباً قَالَ فَقَالَ إِنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْجِنِّ كَمَا أَنَّ لَنَا أَتْبَاعاً (5) مِنَ الْإِنْسِ فَإِذَا أَرَدْنَا أَمْراً بَعَثْنَاهُمْ (6).
«14»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِیمَ بْنَ وَهْبٍ وَ هُوَ یَقُولُ خَرَجْتُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَبَا الْحَسَنِ بِالْعُرَیْضِ فَانْطَلَقْتُ حَتَّی أَشْرَفْتُ عَلَی قَصْرِ بَنِی سُرَاةٍ ثُمَّ انْحَدَرْتُ الْوَادِیَ فَسَمِعْتُ صَوْتاً لَا أَرَی
ص: 21
شَخْصَهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ (1) صَاحِبُكَ خَلْفَ الْقَصْرِ عِنْدَ السُّدَّةِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَداً ثُمَّ رَدَّ عَلَیَّ الصَّوْتَ بِاللَّفْظِ الَّذِی كَانَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَاقْشَعَرَّ جِلْدِی ثُمَّ انْحَدَرْتُ فِی الْوَادِی حَتَّی أَتَیْتُ قَصْدَ الطَّرِیقِ الَّذِی خَلْفَ الْقَصْرِ وَ لَمْ أَطَأْ فِی الْقَصْرِ ثُمَّ أَتَیْتُ السَّدَّ نَحْوَ السَّمُرَاتِ ثُمَّ انْطَلَقْتُ قَصْدَ الْغَدِیرِ فَوَجَدْتُ خَمْسِینَ حَیَّاتٍ رَوَافِعَ مِنْ عِنْدِ الْغَدِیرِ ثُمَّ اسْتَمَعْتُ فَسَمِعْتُ كَلَاماً وَ مُرَاجَعَةً فَصَفَقْتُ بِنَعْلَیَّ لِیُسْمَعَ وَطْئِی فَسَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ یَتَنَحْنَحُ فَتَنَحْنَحْتُ وَ أَجَبْتُهُ ثُمَّ نَظَرْتُ وَ هَجَمْتُ فَإِذَا حَیَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِسَاقِ شَجَرَةٍ فَقَالَ لَا عَتِیٌّ وَ لَا ضَائِرٌ (2) فَرَمَتْ بِنَفْسِهَا ثُمَّ نَهَضَتْ عَلَی مَنْكِبِهِ ثُمَّ أَدْخَلَتْ رَأْسَهَا فِی أُذُنِهِ فَأَكْثَرَتْ مِنَ الصَّفِیرِ فَأَجَابَ بَلَی قَدْ فَصَلْتُ بَیْنَكُمْ وَ لَا یَبْغِی خِلَافَ مَا أَقُولُ إِلَّا ظَالِمٌ وَ مَنْ ظَلَمَ فِی دُنْیَاهُ فَلَهُ عَذَابُ النَّارِ فِی آخِرَتِهِ مَعَ عِقَابٍ شَدِیدٍ أُعَاقِبُهُ إِیَّاهُ وَ آخُذُ (3) مَالًا إِنْ كَانَ لَهُ حَتَّی یَتُوبَ فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَ لَكُمْ عَلَیْهِمْ طَاعَةٌ فَقَالَ نَعَمْ وَ الَّذِی أَكْرَمَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 22
بِالنُّبُوَّةِ وَ أَعَزَّ عَلِیّاً علیه السلام بِالْوَصِیَّةِ وَ الْوَلَایَةِ إِنَّهُمْ لَأَطْوَعُ لَنَا مِنْكُمْ یَا مَعْشَرَ الْإِنْسِ وَ قَلِیلٌ ما هُمْ (1).
بیان: قوله روافع أی مرتفعات أو مسرعات أو صاعدات قال الفیروزآبادی رفع البعیر فی مسیره بالغ و القوم أصعدوا فی البلاد و برق رافع ساطع و الصفق الضرب یسمع له صوت.
قوله علیه السلام و قلیل ما هم أی الجن قلیل مع كثرتهم فی جنب من یطیعوننا من سائر المخلوقات أو الإنس قلیل بالنسبة إلی الجن.
«15»-یج، الخرائج و الجرائح سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لَنَا خُدَّاماً مِنَ الْجِنِّ فَإِذَا أَرَدْنَا السُّرْعَةَ بَعَثْنَاهُمْ (2).
«16»-ختص، الإختصاص ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ: زَامَلْتُ جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ الْجُعْفِیَّ إِلَی الْحَجِّ فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ ذَهَبَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام فَوَدَّعَهُ ثُمَّ خَرَجْنَا فَمَا زِلْنَا مَعَهُ حَتَّی نَزَلْنَا الْأُخَیْرِجَةَ (3) فَلَمَّا صَلَّیْنَا الْأُولَی وَ رَحَلْنَا وَ اسْتَوَیْنَا فِی الْمَحْمِلِ إِذَا رَجُلٌ (4) طُوَالٌ آدَمُ شَدِیدُ الْأُدْمَةِ وَ مَعَهُ كِتَابٌ طِینُهُ رَطْبٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ إِلَی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ فَتَنَاوَلَهُ جَابِرٌ وَ أَخَذَهُ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ مَتَی عَهْدُكَ بِسَیِّدِی قَبْلَ الصَّلَاةِ أَوْ بَعْدَ الصَّلَاةِ قَالَ بَعْدَ الصَّلَاةِ السَّاعَةَ قَالَ فَفَكَّ الْكِتَابَ وَ أَقْبَلَ یَقْرَأُهُ وَ یُقَطِّبُ وَجْهَهُ فَمَا ضَحِكَ وَ لَا تَبَسَّمَ حَتَّی وَافَیْنَا الْكُوفَةَ لَیْلًا فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَیْتُهُ إِعْظَاماً لَهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ عَلَیَّ وَ فِی عُنُقِهِ كِعَابٌ قَدْ عَلَّقَهَا وَ قَدْ رَكِبَ قَصَبَةً وَ هُوَ یَقُولُ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ أَمِیرٌ غَیْرُ مَأْمُورٍ وَ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ وَ أَقْبَلَ یَدُورُ فِی أَزِقَّةِ الْكُوفَةِ وَ النَّاسُ
ص: 23
یَقُولُونَ جُنَّ جَابِرٌ جُنَّ جَابِرٌ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَرَدَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَی یُوسُفَ بْنِ عُثْمَانَ بِأَنِ انْظُرْ رَجُلًا مِنْ جُعْفٍ- یُقَالُ لَهُ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ وَ ابْعَثْ إِلَیَّ بِرَأْسِهِ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ الْتَفَتَ إِلَی جُلَسَائِهِ فَقَالَ مَنْ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ فَقَدْ أَتَانِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَأْمُرُنِی بِضَرْبِ عُنُقِهِ وَ أَنْ أَبْعَثَ إِلَیْهِ بِرَأْسِهِ فَقَالُوا أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ هَذَا رَجُلٌ عَلَّامَةٌ صَاحِبُ حَدِیثٍ وَ وَرَعٍ وَ زُهْدٍ وَ إِنَّهُ جُنَّ وَ خُولِطَ فِی عِلْمِهِ وَ هَا هُوَ ذَا فِی الرَّحْبَةِ یَلْعَبُ مَعَ الصِّبْیَانِ فَكَتَبَ إِلَی هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّكَ كَتَبْتَ إِلَیَّ فِی هَذَا الرَّجُلِ الْجُعْفِیِّ وَ أَنَّهُ جُنَّ فَكَتَبَ إِلَیْهِ دَعْهُ فَقَالَ فَمَا مَضَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی جَاءَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ فَقَتَلَ یُوسُفَ بْنَ عُمَرَ (عُثْمَانَ) وَ صَنَعَ مَا صَنَعَ (1).
«17»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْرَشٍ قَالَ حَدَّثَتْنِی حَكِیمَةُ بِنْتُ مُوسَی قَالَتْ رَأَیْتُ الرِّضَا علیه السلام وَاقِفاً عَلَی بَابِ بَیْتِ الْحَطَبِ وَ هُوَ یُنَاجِی وَ لَسْتُ أَرَی أَحَداً فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی لِمَنْ تُنَاجِی فَقَالَ هَذَا عَامِرٌ الزَّهْرَائِیُّ أَتَانِی یَسْأَلُنِی وَ یَشْكُو إِلَیَّ فَقُلْتُ سَیِّدِی (2) أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ كَلَامَهُ فَقَالَ لِی إِنَّكِ إِذَا (3) سَمِعْتِ بِهِ حُمِمْتِ سَنَةً فَقُلْتُ سَیِّدِی (4) أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ فَقَالَ لِیَ اسْمَعِی فَاسْتَمَعْتُ فَسَمِعْتُ شِبْهَ الصَّفِیرِ وَ رَكِبَتْنِی الْحُمَّی فَحُمِمْتُ سَنَةً (5).
أقول: سیأتی أخبار هذا الباب فی أبواب معجزاتهم علیهم السلام.
ص: 24
«1»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ ضُرَیْسٍ (1) الْوَابِشِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ عَلَی ثَلَاثَةٍ وَ سَبْعِینَ حَرْفاً وَ إِنَّمَا عِنْدَ آصَفَ (2) مِنْهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلَّمَ بِهِ فَخُسِفَ بِالْأَرْضِ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ سَرِیرِ بِلْقِیسَ ثُمَّ تَنَاوَلَ السَّرِیرَ بِیَدِهِ ثُمَّ عَادَتِ الْأَرْضُ كَمَا كَانَتْ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ عِنْدَنَا نَحْنُ مِنَ الِاسْمِ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَرْفٌ عِنْدَ اللَّهِ اسْتَأْثَرَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (3).
كشف، كشف الغمة من كتاب الدلائل للحمیری عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام و سعید أبی عمر الجلاب عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (4)
بیان: استأثر أی استبدّ و تفرّد به كائنا هو فی سائر الغیوب التی تفرّد بعلمها أو معها.
«2»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَمْ یَحْفَظْ اسْمَهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام أُعْطِیَ حَرْفَیْنِ وَ كَانَ یَعْمَلُ بِهِمَا وَ أُعْطِیَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ وَ أُعْطِیَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام ثَمَانِیَةَ أَحْرُفٍ وَ أُعْطِیَ نُوحٌ علیه السلام خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفاً وَ أُعْطِیَ آدَمُ علیه السلام خَمْسَةً وَ عِشْرِینَ
ص: 25
حَرْفاً وَ إِنَّهُ جَمَعَ اللَّهُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ ثَلَاثَةٌ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً أَعْطَی اللَّهُ مُحَمَّداً اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ حَرْفاً وَ حَجَبَ عَنْهُ حَرْفاً وَاحِداً (1).
«3»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ثَلَاثَةٌ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ إِنَّمَا كَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلَّمَ بِهِ فَانْخَرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ سَبَإٍ فَتَنَاوَلَ عَرْشَ بِلْقِیسَ حَتَّی صَیَّرَهُ إِلَی سُلَیْمَانَ ثُمَّ انْبَسَطَتِ الْأَرْضُ فِی أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ عِنْدَنَا مِنْهُ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَرْفٌ عِنْدَ اللَّهِ مُسْتَأْثَرٌ (2) بِهِ (3) فِی عِلْمِ الْغَیْبِ (4).
«4»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ (5) عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مَعَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ حَرْفَانِ یَعْمَلُ بِهِمَا وَ كَانَ مَعَ مُوسَی علیه السلام أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ وَ كَانَ مَعَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام سِتَّةُ أَحْرُفٍ وَ كَانَ مَعَ آدَمَ خَمْسَةٌ وَ عشرین (عِشْرُونَ) حَرْفاً وَ كَانَ مَعَ نُوحٍ (6) ثَمَانِیَةٌ وَ جُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اسْمَ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَجَبَ عَنْهُ وَاحِداً (7).
«5»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ عَلَی ثَلَاثَةٍ وَ سَبْعِینَ حَرْفاً كَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهَا
ص: 26
حَرْفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلَّمَ بِهِ فَخُسِفَ بِالْأَرْضِ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ سَرِیرِ بِلْقِیسَ ثُمَّ تَنَاوَلَ السَّرِیرَ بِیَدِهِ ثُمَّ عَادَتِ الْأَرْضُ كَمَا كَانَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ عِنْدَنَا مِنَ الِاسْمِ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَرْفٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی اسْتَأْثَرَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ الْمَكْتُوبِ (1).
«6»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (2) عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی أَظُنُّ أَنَّ لِی عِنْدَكَ مَنْزَلَةً قَالَ أَجَلْ قَالَ قُلْتُ فَإِنَّ لِی إِلَیْكَ حَاجَةً قَالَ وَ مَا هِیَ قُلْتُ تُعَلِّمُنِی الِاسْمَ الْأَعْظَمَ قَالَ وَ تُطِیقُهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَادْخُلِ الْبَیْتَ قَالَ فَدَخَلَ الْبَیْتَ فَوَضَعَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ فَأَظْلَمَ الْبَیْتُ فَأُرْعِدَتْ فَرَائِصُ عُمَرَ فَقَالَ مَا تَقُولُ أُعَلِّمُكَ فَقَالَ لَا قَالَ فَرَفَعَ یَدَهُ فَرَجَعَ الْبَیْتُ كَمَا كَانَ (3).
«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ سُلَیْمَانُ عِنْدَهُ اسْمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ الَّذِی إِذَا سَأَلَهُ (4) بِهِ أَعْطَی وَ إِذَا دَعَا بِهِ أَجَابَ وَ لَوْ كَانَ الْیَوْمَ لَاحْتَاجَ إِلَیْنَا (5).
«8»-كش، رجال الكشی نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ قَاسِمٍ الصَّحَّافِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدَائِنِ یَعْرِفُهُ الْقَاسِمُ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنِی بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَی الْأَعْظَمِ فَقَالَ لِی إِنَّكَ لَنْ تَقْوَی عَلَی ذَلِكَ قَالَ فَلَمَّا أَلْحَحْتُ قَالَ فَمَكَانَكَ إِذاً ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْبَیْتَ هُنَیْهَةً ثُمَّ صَاحَ بِی ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَقَالَ لِی مَا ذَلِكَ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی بِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ فَنَظَرْتُ إِلَی الْبَیْتِ یَدُورُ بِی وَ أَخَذَنِی أَمْرٌ عَظِیمٌ كِدْتُ أَهْلِكُ فَضَحِكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَسْبِی لَا أُرِیدُ (6).
ص: 27
«9»-ختص، الإختصاص مُحَمَّدُ بْنُ (1) عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا أَبَانُ كَیْفَ یُنْكِرُ النَّاسُ قَوْلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ لَمَّا قَالَ لَوْ شِئْتُ لَرَفَعْتُ رِجْلِی هَذِهِ فَضَرَبْتُ بِهَا صَدْرَ ابْنِ أَبِی سُفْیَانَ بِالشَّامِ فَنَكَسْتُهُ عَنْ سَرِیرِهِ وَ لَا یُنْكِرُونَ تَنَاوُلَ آصَفَ وَصِیِّ سُلَیْمَانَ عَرْشَ بِلْقِیسَ وَ إِتْیَانَهُ سُلَیْمَانَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْهِ طَرْفُهُ أَ لَیْسَ نَبِیُّنَا صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلَ الْأَنْبِیَاءِ وَ وَصِیُّهُ أَفْضَلَ الْأَوْصِیَاءِ أَ فَلَا جَعَلُوهُ كَوَصِیِّ سُلَیْمَانَ حَكَمَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّنَا وَ أَنْكَرَ فَضْلَنَا (2).
«10»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفِیدِ رَفَعَهُ إِلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا سَلْمَانُ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ لَا یَعْرِفُنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا وَ أَنْكَرَ فَضْلَنَا یَا سَلْمَانُ أَیُّمَا أَفْضَلُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْ سُلَیْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ سَلْمَانُ بَلْ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا سَلْمَانُ فَهَذَا آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا قَدَرَ أَنْ یَحْمِلَ عَرْشَ بِلْقِیسَ مِنْ فَارِسَ فِی طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ وَ لَا أَفْعَلُ أَضْعَافَ ذَلِكَ وَ عِنْدِی عِلْمُ أَلْفِ كِتَابٍ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی شَیْثِ بْنِ آدَمَ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ خَمْسِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِدْرِیسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ علیه السلام عِشْرِینَ صَحِیفَةً وَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ فَقُلْتُ صَدَقْتَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ علیه السلام اعْلَمْ یَا سَلْمَانُ أَنَّ الشَّاكَّ فِی أَمْرِنَا وَ عُلُومِنَا كَالْمُمْتَرِی (3) فِی مَعْرِفَتِنَا وَ حُقُوقِنَا وَ قَدْ فَرَضَ وَلَایَتَنَا فِی كِتَابِهِ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ وَ بَیَّنَ فِیهِ مَا وَجَبَ الْعَمَلُ بِهِ وَ هُوَ غَیْرُ مَكْشُوفٍ (4).
ص: 28
«1»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَسْأَلُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ أَنْفِی عَنِّی فِیهِ (1) التَّقِیَّةَ قَالَ فَقَالَ ذَلِكَ لَكَ قُلْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ قَالَ فَعَلَیْهِمَا لَعْنَةُ اللَّهِ بِلَعَنَاتِهِ كُلِّهَا مَاتَا وَ اللَّهِ وَ هُمَا كَافِرَانِ مُشْرِكَانِ (2) بِاللَّهِ الْعَظِیمِ ثُمَّ قُلْتُ- الْأَئِمَّةُ یُحْیُونَ الْمَوْتَی وَ یُبْرِءُونَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ یَمْشُونَ عَلَی الْمَاءِ قَالَ مَا أَعْطَی اللَّهُ نَبِیّاً شَیْئاً قَطُّ إِلَّا وَ قَدْ أَعْطَاهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَعْطَاهُ مَا لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُمْ قُلْتُ وَ كُلُّ مَا كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ أَعْطَاهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ نَعَمْ ثُمَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ ثُمَّ مِنْ بَعْدُ كُلَّ إِمَامٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَعَ الزِّیَادَةِ الَّتِی تَحْدُثُ فِی كُلِّ سَنَةٍ وَ فِی كُلِّ شَهْرٍ إِی وَ اللَّهِ (3) فِی كُلِّ سَاعَةٍ (4).
«2»-یج، الخرائج و الجرائح الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَرِیرَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا فَضْلُنَا عَلَی مَنْ خَالَفَنَا فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَرَی الرَّجُلَ مِنْهُمْ أَرْخَی بَالًا وَ أَنْعَمَ عَیْشاً وَ أَحْسَنَ حَالًا وَ أَطْمَعَ فِی الْجَنَّةِ
ص: 29
قَالَ فَسَكَتَ عَنِّی حَتَّی كُنَّا بِالْأَبْطَحِ مِنْ مَكَّةَ وَ رَأَیْنَا النَّاسَ یَضِجُّونَ (1) إِلَی اللَّهِ قَالَ مَا أَكْثَرَ الضَّجِیجَ وَ الْعَجِیجَ وَ أَقَلَّ الْحَجِیجَ وَ الَّذِی بَعَثَ بِالنُّبُوَّةِ مُحَمَّداً وَ عَجَّلَ بِرُوحِهِ إِلَی الْجَنَّةِ مَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ إِلَّا مِنْكَ وَ مِنْ أَصْحَابِكَ خَاصَّةً قَالَ ثُمَّ مَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِی فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَكْثَرُ النَّاسِ خَنَازِیرُ وَ حَمِیرٌ وَ قِرَدَةٌ إِلَّا رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ (2).
«3»-یج، الخرائج و الجرائح الصَّفَّارُ عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَا مَوْلَاكَ وَ مِنْ شِیعَتِكَ ضَعِیفٌ ضَرِیرٌ اضْمَنْ لِیَ الْجَنَّةَ قَالَ أَ وَ لَا أَعْطَیْتُكَ عَلَامَةَ الْأَئِمَّةِ قُلْتُ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْ تَجْمَعَهَا لِی قَالَ وَ تُحِبُّ ذَلِكَ قُلْتُ كَیْفَ لَا أُحِبُّ فَمَا زَادَ أَنْ مَسَحَ عَلَی بَصَرِی فَأَبْصَرْتُ جَمِیعَ مَا فِی السَّقِیفَةِ الَّتِی كَانَ فِیهَا جَالِساً قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَذَا بَصَرُكَ فَانْظُرْ مَا تَرَی بِعَیْنِكَ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا أَبْصَرْتُ إِلَّا كَلْباً وَ خِنْزِیراً وَ قِرْداً قُلْتُ مَا هَذَا الْخَلْقُ الْمَمْسُوخُ قَالَ هَذَا الَّذِی تَرَی هَذَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ وَ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لِلنَّاسِ مَا نَظَرَ الشِّیعَةُ إِلَی مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا فِی هَذِهِ الصُّورَةِ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنْ أَحْبَبْتَ تَرَكْتُكَ عَلَی حَالِكَ هَكَذَا وَ حِسَابُكَ عَلَی اللَّهِ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ ضَمِنْتُ لَكَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةَ وَ رَدَدْتُكَ عَلَی حَالِكَ الْأَوَّلِ قُلْتُ لَا حَاجَةَ لِی إِلَی النَّظَرِ إِلَی هَذَا الْخَلْقِ الْمَنْكُوسِ رُدَّنِی فَمَا لِلْجَنَّةِ عِوَضٌ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَرَجَعْتُ كَمَا كُنْتُ (3).
«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب سَلْمَانُ شَلَقَانُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ كَانَتْ لَهُ خُئُولَةٌ فِی بَنِی مَخْزُومٍ وَ إِنَّ شَابّاً مِنْهُمْ أَتَاهُ فَقَالَ یَا خَالِ إِنَّ أَخِی وَ تِرْبِی (4) مَاتَ وَ قَدْ حَزِنْتُ عَلَیْهِ حُزْناً شَدِیداً فَقَالَ لَهُ تَشْتَهِی أَنْ تَرَاهُ قَالَ نَعَمْ
ص: 30
قَالَ فَأَرِنِی قَبْرَهُ فَخَرَجَ وَ تَقَنَّعَ بِرِدَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُسْتَجَابِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْقَبْرِ تَكَلَّمَ بِشَفَتَیْهِ ثُمَّ رَكَضَهُ بِرِجْلِهِ فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ یَقُولُ ومیكا بِلِسَانِ الْفُرْسِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام أَ لَمْ تَمُتْ وَ أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ بَلَی وَ لَكِنَّا مِتْنَا عَلَی سُنَّةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ فَانْقَلَبَتْ أَلْسِنَتُنَا (1).
فائدة: قال الشیخ المفید فی كتاب المسائل فأما ظهور المعجزات علی الأئمة و الأعلام فإنه من الممكن الذی لیس بواجب عقلا و لا یمتنع قیاسا و قد جاءت بكونه منهم علیهم السلام الأخبار علی التظاهر و الانتشار فقطعت علیه من جهة السمع و صحیح الآثار و معی فی هذا الباب جمهور أهل الإمامة و بنو نوبخت تخالف فیه و تأباه.
و كثیر من المنتمین إلی الإمامیة یوجبونه عقلا كما یوجبونه للأنبیاء علیهم السلام و المعتزلة بأسرها علی خلافنا جمیعا فیه سوی ابن الإخشید و من تبعه فإنهم یذهبون فیه إلی الجواز و أصحاب الحدیث كافة تجوزه لكل صالح من أهل التقی و الإیمان.
ثم قال القول فی ظهور المعجزات علی المعصومین من الخاصة و السفراء و الأبواب.
و أقول إن ذلك جائز لا یمنع منه عقل و لا سنة و لا كتاب و هو مذهب جماعة من مشایخ الإمامیة و إلیه یذهب ابن الإخشید من المعتزلة و أصحاب الحدیث فی الصالحین الأبرار و بنو نوبخت من الإمامیة یمتنعون من ذلك و یوافقون المعتزلة فی الخلاف علینا فیه و یجامعهم علی ذلك الزیدیة و الخوارج المارقة من الإسلام انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه.
و لعل مراده رحمه اللّٰه بالمعصوم هنا غیر المعنی المصطلح و الحق أن المعجزات الجاریة علی أیدی غیر الأئمة علیهم السلام من أصحابهم و نوابهم إنما هی معجزاتهم علیهم السلام تظهر علی أیدی أولئك السفراء لبیان صدقهم و كلامه رحمه اللّٰه أیضا لا یأبی عن ذلك و مذهب النوبختیة هنا فی غایة السخافة و الغرابة.
ص: 31
«1»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ الْقَصِیرِ قَالَ: ابْتَدَأَنِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ أَمَا إِنَّ ذَا الْقَرْنَیْنِ قَدْ خُیِّرَ السَّحَابَتَیْنِ فَاخْتَارَ الذَّلُولَ وَ ذَخَرَ لِصَاحِبِكُمُ الصَّعْبَ فَقُلْتُ وَ مَا الصَّعْبُ فَقَالَ مَا كَانَ مِنْ سَحَابٍ فِیهِ رَعْدٌ وَ صَاعِقَةٌ وَ بَرْقٌ فَصَاحِبُكُمْ یَرْكَبُهُ أَمَا إِنَّهُ سَیَرْكَبُ السَّحَابَ وَ یَرْقَی فِی الْأَسْبَابِ أَسْبَابِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ خَمْسٌ عَوَامِرُ وَ ثِنْتَانِ خَرَابٌ (1).
ختص، الإختصاص ابن عیسی عن ابن سنان عن القماط و أبی سلام الحناط عن سورة بن كلیب عن أبی جعفر علیه السلام مثله (2).
«2»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام مَلَكَ مَا فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَا تَحْتَهَا فَعُرِضَتْ لَهُ سَحَابَتَانِ إِحْدَاهُمَا الصَّعْبَةُ وَ الْأُخْرَی الذَّلُولُ وَ كَانَ فِی الصَّعْبَةِ مُلْكُ مَا تَحْتَ الْأَرْضِ وَ فِی الذَّلُولِ مُلْكُ مَا فَوْقَ الْأَرْضِ فَاخْتَارَ الصَّعْبَةَ عَلَی الذَّلُولِ فَدَارَتْ بِهِ سَبْعُ أَرَضِینَ فَوَجَدَ ثَلَاثاً خَرَاباً وَ أَرْبَعَةً عَوَامِرَ (3).
«3»-ختص، الإختصاص إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام حِینَ خُیِّرَ مُلْكَ مَا فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَا تَحْتَهَا عُرِضَتْ لَهُ سَحَابَتَانِ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (4).
«4»-ختص، الإختصاص الْمُعَلَّی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ
ص: 32
مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَرْعَدَتِ السَّمَاءُ وَ أَبْرَقَتْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الرَّعْدِ وَ مِنْ هَذَا الْبَرْقِ فَإِنَّهُ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمْ قُلْتُ مَنْ صَاحِبُنَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1).
«5»-أَقُولُ قَالَ الشَّیْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ، رَوَی (2) بَعْضُ عُلَمَاءِ الْإِمَامِیَّةِ فِی كِتَابِ مَنْهَجِ التَّحْقِیقِ إِلَی سَوَاءِ الطَّرِیقِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی بَكْرٍ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الْحَسَنُ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ علیه السلام سَأَلَ رَبَّهُ مُلْكاً لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ فَهَلْ مَلَكْتَ مِمَّا مَلَكَ (3) سُلَیْمَانُ بْنُ دَاوُدَ شَیْئاً فَقَالَ علیه السلام وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُلْكَ فَأَعْطَاهُ وَ إِنَّ أَبَاكَ مَلَكَ مَا لَمْ یَمْلِكْهُ بَعْدَ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا یَمْلِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ (4) نُرِیدُ تُرِینَا مِمَّا فَضَّلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ فَقَالَ علیه السلام أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَوَضَّأَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِدَعَوَاتٍ لَمْ نَفْهَمْهَا ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی جِهَةِ الْمَغْرِبِ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَوَقَفَتْ عَلَی الدَّارِ وَ إِلَی جَانِبِهَا سَحَابَةٌ أُخْرَی فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیَّتُهَا السَّحَابَةُ اهْبِطِی بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهَبَطَتْ وَ هِیَ تَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ خَلِیفَتُهُ (5) وَ وَصِیُّهُ مَنْ شَكَّ فِیكَ فَقَدْ هَلَكَ وَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ سَلَكَ سَبِیلَ النَّجَاةِ قَالَ- ثُمَّ انْبَسَطَتِ السَّحَابَةُ إِلَی الْأَرْضِ حَتَّی كَأَنَّهَا بِسَاطٌ مَوْضُوعٌ فَقَالَ أَمِیرُ
ص: 33
الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اجْلِسُوا عَلَی الْغَمَامَةِ فَجَلَسْنَا وَ أَخَذْنَا مَوَاضِعَنَا فَأَشَارَ إِلَی السَّحَابَةِ الْأُخْرَی فَهَبَطَتْ وَ هِیَ تَقُولُ كَمَقَالَةِ الْأُولَی وَ جَلَسَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَیْهَا مُفْرَدَةً (1) ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ وَ أَشَارَ إِلَیْهَا بِالْمَسِیرِ نَحْوَ الْمَغْرِبِ وَ إِذَا بِالرِّیحِ قَدْ دَخَلَتْ تَحْتَ السَّحَابَتَیْنِ فَرَفَعَتْهُمَا رَفْعاً رَفِیقاً فَتَأَمَّلْتُ نَحْوَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ إِذَا بِهِ عَلَی كُرْسِیٍّ وَ النُّورُ یَسْطَعُ مِنْ وَجْهِهِ یَكَادُ یَخْطَفُ الْأَبْصَارَ فَقَالَ الْحَسَنُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ مُطَاعاً بِخَاتَمِهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِمَا ذَا یُطَاعُ فَقَالَ علیه السلام أَنَا عَیْنُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ أَنَا لِسَانُ اللَّهِ النَّاطِقُ فِی خَلْقِهِ أَنَا نُورُ اللَّهِ الَّذِی لَا یُطْفَأُ أَنَا بَابُ اللَّهِ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ ثُمَّ قَالَ أَ تُحِبُّونَ أَنْ أُرِیَكُمْ خَاتَمَ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ قُلْنَا نَعَمْ فَأَدْخَلَ یَدَهُ إِلَی جَیْبِهِ فَأَخْرَجَ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ فَصُّهُ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ قَالَ سَلْمَانُ فَتَعَجَّبْنَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ تَعْجَبُونَ وَ مَا الْعَجَبُ مِنْ مِثْلِی أَنَا أُرِیكُمُ الْیَوْمَ مَا لَمْ تَرَوْهُ أَبَداً (2) فَقَالَ الْحَسَنُ أُرِیدُ تُرِینِی (3) یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ وَ السَّدَّ الَّذِی بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ فَسَارَتِ الرِّیحُ تَحْتَ السَّحَابَةِ (4) فَسَمِعْنَا لَهَا دَوِیّاً كَدَوِیِّ الرَّعْدِ وَ عَلَتْ فِی الْهَوَاءِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقْدُمُنَا حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی جَبَلٍ شَامِخٍ فِی الْعُلُوِّ وَ إِذَا شَجَرَةٌ جَافَّةٌ قَدْ تَسَاقَطَتْ أَوْرَاقُهَا وَ جَفَّتْ أَغْصَانُهَا فَقَالَ الْحَسَنُ مَا بَالُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَدْ یَبِسَتْ فَقَالَ علیه السلام سَلْهَا فَإِنَّهَا تُجِیبُكَ فَقَالَ الْحَسَنُ أَیَّتُهَا الشَّجَرَةُ مَا بَالُكِ قَدْ حَدَثَ بِكِ مَا نَرَاهُ مِنَ الْجَفَافِ فَلَمْ تُجِبْهُ فَقَالَ
ص: 34
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِحَقِّی عَلَیْكِ إِلَّا مَا أَجَبْتِیهِ (1) قَالَ الرَّاوِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهَا وَ هِیَ تَقُولُ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ یَا وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَلِیفَتَهُ ثُمَّ قَالَتْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَجِیئُنِی فِی كُلِّ لَیْلَةٍ وَقْتَ السَّحَرِ وَ یُصَلِّی عِنْدِی رَكْعَتَیْنِ وَ یُكْثِرُ مِنَ التَّسْبِیحِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ جَاءَتْهُ غَمَامَةٌ بَیْضَاءُ یُنْفَخُ مِنْهَا رِیحُ الْمِسْكِ وَ عَلَیْهَا كُرْسِیٌّ فَیَجْلِسُ فَتَسِیرُ بِهِ (2) وَ كُنْتُ أَعِیشُ بِبَرَكَتِهِ فَانْقَطَعَ عَنِّی مُنْذُ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَهَذَا سَبَبُ مَا تَرَاهُ مِنِّی فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ مَسَحَ بِكَفِّهِ عَلَیْهَا فَاخْضَرَّتْ وَ عَادَتْ إِلَی حَالِهَا وَ أَمَرَ الرِّیحَ (3) فَسَارَتْ بِنَا وَ إِذَا نَحْنُ بِمَلَكٍ یَدُهُ فِی الْمَغْرِبِ وَ الْأُخْرَی بِالْمَشْرِقِ (4) فَلَمَّا نَظَرَ الْمَلَكُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِیُّهُ وَ خَلِیفَتُهُ حَقّاً وَ صِدْقاً فَقُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَذَا الَّذِی یَدُهُ فِی الْمَغْرِبِ وَ الْأُخْرَی بِالْمَشْرِقِ (5) فَقَالَ علیه السلام هَذَا الْمَلَكُ الَّذِی وَكَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِظُلْمَةِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ لَا یَزُولُ (6) إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَمْرَ الدُّنْیَا إِلَیَّ وَ إِنَّ أَعْمَالَ الْخَلْقِ تُعْرَضُ فِی كُلِّ یَوْمٍ عَلَیَّ ثُمَّ تُرْفَعُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ سِرْنَا حَتَّی وَقَفْنَا عَلَی سَدِّ یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ لِلرِّیحِ اهْبِطِی بِنَا مِمَّا یَلِی هَذَا الْجَبَلَ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی جَبَلٍ شَامِخٍ فِی الْعُلُوِّ وَ هُوَ جَبَلُ الْخَضِرِ علیه السلام فَنَظَرْنَا إِلَی السَّدِّ وَ إِذَا ارْتِفَاعُهُ مَدُّ الْبَصَرِ وَ هُوَ أَسْوَدُ
ص: 35
كَقِطْعَةِ لَیْلٍ دَامِسٍ (1) یَخْرُجُ مِنْ أَرْجَائِهِ الدُّخَانُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنَا صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ عَلَی هَؤُلَاءِ الْعَبِیدِ قَالَ سَلْمَانُ فَرَأَیْتُ أَصْنَافاً ثَلَاثَةً طُولُ أَحَدِهِمْ (2) مِائَةٌ وَ عِشْرُونَ ذِرَاعاً وَ الثَّانِی طُولُ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعُونَ (3) ذِرَاعاً وَ الثَّالِثُ یَفْرُشُ أَحَدَ أُذُنَیْهِ تَحْتَهُ وَ الْأُخْرَی یَلْتَحِفُ بِهِ ثُمَّ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَمَرَ الرِّیحَ فَسَارَتْ بِنَا إِلَی جَبَلِ قَافٍ فَانْتَهَیْتُ (4) إِلَیْهِ وَ إِذَا هُوَ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ عَلَیْهَا (5) مَلَكٌ عَلَی صُورَةِ النَّسْرِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ الْمَلَكُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَلِیفَتَهُ أَ تَأْذَنُ لِی فِی الْكَلَامِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ قَالَ لَهُ إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ عَمَّا تَسْأَلُنِی عَنْهُ فَقَالَ الْمَلَكُ بَلْ تَقُولُ أَنْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ تُرِیدُ أَنْ آذَنَ لَكَ أَنْ تَزُورَ الْخَضِرَ علیه السلام قَالَ نَعَمْ فَقَالَ علیه السلام قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَأَسْرَعَ الْمَلَكُ بَعْدَ أَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ثُمَّ تَمَشَّیْنَا (6) عَلَی الْجَبَلِ هُنَیْئَةً فَإِذَا بِالْمَلَكِ قَدْ عَادَ إِلَی مَكَانِهِ بَعْدَ زِیَارَةِ الْخَضِرِ علیه السلام فَقَالَ سَلْمَانُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رَأَیْتُ الْمَلَكَ مَا زَارَ الْخَضِرَ إِلَّا حِینَ أَخَذَ إِذْنَكَ فَقَالَ علیه السلام وَ الَّذِی (7) رَفَعَ السَّمَاءَ بِغَیْرِ عَمَدٍ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَامَ أَنْ یَزُولَ مِنْ مَكَانِهِ بِقَدْرِ نَفَسٍ وَاحِدٍ لَمَا زَالَ حَتَّی آذَنَ لَهُ وَ كَذَلِكَ یَصِیرُ حَالُ وَلَدِیَ الْحَسَنِ وَ بَعْدَهُ
ص: 36
الْحُسَیْنُ وَ تِسْعَةٌ (1) مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ فَقُلْنَا مَا اسْمُ الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِقَافٍ فَقَالَ علیه السلام تَرْجَائِیلُ (2) فَقُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَیْفَ تَأْتِی كُلَّ لَیْلَةٍ إِلَی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ تَعُودُ فَقَالَ كَمَا أَتَیْتُ بِكُمْ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنِّی لَأَمْلِكُ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مَا لَوْ عَلِمْتُمْ بِبَعْضِهِ لَمَا احْتَمَلَهُ جَنَانُكُمْ إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ عَلَی اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ حَرْفاً وَ كَانَ عِنْدَ آصَفَ بْنِ بَرْخِیَا حَرْفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلَّمَ بِهِ فَخَسَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَرْضَ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَرْشِ بِلْقِیسَ حَتَّی تَنَاوَلَ السَّرِیرَ ثُمَّ عَادَتِ الْأَرْضُ كَمَا كَانَتْ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفِ النَّظَرِ (3) وَ عِنْدَنَا نَحْنُ وَ اللَّهِ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَرْفٌ وَاحِدٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اسْتَأْثَرَ بِهِ (4) فِی عِلْمِ الْغَیْبِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ عَرَفَنَا مَنْ عَرَفَنَا وَ أَنْكَرَنَا مَنْ أَنْكَرَنَا ثُمَّ قَامَ علیه السلام وَ قُمْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِشَابٍّ فِی الْجَبَلِ یُصَلِّی بَیْنَ قَبْرَیْنِ فَقُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَذَا الشَّابُّ فَقَالَ علیه السلام صَالِحٌ النَّبِیُّ فَقَالَ علیه السلام وَ هَذَانِ الْقَبْرَانِ لِأُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ إِنَّهُ یَعْبُدُ اللَّهَ بَیْنَهُمَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ صَالِحٌ لَمْ یَتَمَالَكْ نَفْسَهُ حَتَّی بَكَی وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ أَعَادَهَا إِلَی صَدْرِهِ وَ هُوَ یَبْكِی فَوَقَفَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَهُ حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَقُلْنَا لَهُ مَا بُكَاؤُكَ قَالَ صَالِحٌ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَمُرُّ بِی عِنْدَ كُلِّ غَدَاةٍ فَیَجْلِسُ فَتَزْدَادُ عِبَادَتِی بِنَظَرِی إِلَیْهِ فَقُطِعَ ذَلِكَ (5) مُذْ عَشَرَةِ أَیَّامٍ فَأَقْلَقَنِی ذَلِكَ فَتَعَجَّبْنَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام تُرِیدُونَ أَنْ أُرِیَكُمْ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قُلْنَا نَعَمْ فَقَامَ وَ نَحْنُ مَعَهُ حَتَّی دَخَلَ بُسْتَاناً مَا رَأَیْنَا أَحْسَنَ مِنْهُ وَ فِیهِ مِنْ جَمِیعِ الْفَوَاكِهِ وَ الْأَعْنَابِ وَ أَنْهَارُهُ
ص: 37
تَجْرِی وَ الْأَطْیَارُ یَتَجَاوَبْنَ (1) عَلَی الْأَشْجَارِ فَحِینَ رَأَتْهُ (2) الْأَطْیَارُ أَتَتْ تُرَفْرِفُ حَوْلَهُ حَتَّی تَوَسَّطْنَا الْبُسْتَانَ وَ إِذَا سَرِیرٌ عَلَیْهِ شَابٌّ مُلْقًی عَلَی ظَهْرِهِ وَاضِعٌ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ فَأَخْرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْخَاتَمَ مِنْ جَیْبِهِ وَ جَعَلَهُ فِی إِصْبَعِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَنَهَضَ قَائِماً وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَصِیَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ أَنْتَ وَ اللَّهِ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ وَ قَدْ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكَ وَ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَأُعْطِیتُ ذَلِكَ الْمُلْكَ قَالَ سَلْمَانُ فَلَمَّا سَمِعْنَا (3) كَلَامَ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لَمْ أَتَمَالَكْ نَفْسِی حَتَّی وَقَعْتُ عَلَی أَقْدَامِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أُقَبِّلُهَا وَ حَمِدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی جَزِیلِ عَطَائِهِ بِهِدَایَتِهِ إِلَی وَلَایَةِ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً وَ فَعَلَ (4) أَصْحَابِی كَمَا فَعَلْتُ ثُمَّ سَأَلْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا وَرَاءَ قَافٍ قَالَ علیه السلام وَرَاءَهُ مَا لَا یَصِلُ إِلَیْكُمْ عِلْمُهُ فَقُلْنَا تَعْلَمُ (5) ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام عِلْمِی بِمَا وَرَاءَهُ كَعِلْمِی بِحَالِ هَذِهِ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا وَ إِنِّی الْحَفِیظُ الشَّهِیدُ عَلَیْهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَلِكَ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ وُلْدِی بَعْدِی ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنِّی لَأَعْرَفُ بِطُرُقِ السَّمَاوَاتِ مِنْ طُرُقِ الْأَرْضِ نَحْنُ الِاسْمُ الْمَخْزُونُ الْمَكْنُونُ نَحْنُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی الَّتِی إِذَا سُئِلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا أَجَابَ نَحْنُ الْأَسْمَاءُ الْمَكْتُوبَةُ عَلَی الْعَرْشِ وَ لِأَجْلِنَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ السَّمَاءَ (6) وَ الْأَرْضَ وَ الْعَرْشَ وَ الْكُرْسِیَّ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ مِنَّا تَعَلَّمَتِ الْمَلَائِكَةُ التَّسْبِیحَ وَ التَّقْدِیسَ وَ التَّوْحِیدَ
ص: 38
وَ التَّهْلِیلَ وَ التَّكْبِیرَ وَ نَحْنُ الْكَلِمَاتُ الَّتِی تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتابَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَ تُرِیدُونَ أَنْ أُرِیَكُمْ عَجَباً قُلْنَا نَعَمْ قَالَ غُضُّوا أَعْیُنَكُمْ فَفَعَلْنَا ثُمَّ قَالَ افْتَحُوهَا فَفَتَحْنَاهَا فَإِذَا نَحْنُ بِمَدِینَةٍ مَا رَأَیْنَا أَكْبَرَ مِنْهَا الْأَسْوَاقُ فِیهَا قَائِمَةٌ (1) وَ فِیهَا أُنَاسٌ مَا رَأَیْنَا أَعْظَمَ مِنْ خَلْقِهِمْ عَلَی طُولِ النَّخْلِ قُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ بَقِیَّةُ قَوْمِ عَادٍ كُفَّارٌ لَا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِیَكُمْ إِیَّاهُمْ وَ هَذِهِ الْمَدِینَةَ وَ أَهْلَهَا أُرِیدُ أَنْ أُهْلِكَهُمْ وَ هُمْ لَا یَشْعُرُونَ قُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تُهْلِكُهُمْ (2) بِغَیْرِ حُجَّةٍ قَالَ لَا بَلْ بِحُجَّةٍ عَلَیْهِمْ فَدَنَا (3) مِنْهُمْ وَ تَرَاءَی لَهُمْ فَهَمُّوا أَنْ یَقْتُلُوهُ وَ نَحْنُ نَرَاهُمْ وَ هُمْ یَرَوْنَ (4) ثُمَّ تَبَاعَدَ عَنْهُمْ وَ دَنَا مِنَّا وَ مَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی صُدُورِنَا وَ أَبْدَانِنَا وَ تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ لَمْ نَفْهَمْهَا وَ عَادَ إِلَیْهِمْ ثَانِیَةً حَتَّی صَارَ بِإِزَائِهِمْ وَ صَعِقَ فِیهِمْ صَعْقَهً قَالَ سَلْمَانُ- لَقَدْ ظَنَنَّا أَنَّ الْأَرْضَ قَدِ انْقَلَبَتْ وَ السَّمَاءَ قَدْ سَقَطَتْ وَ أَنَّ الصَّوَاعِقَ مِنْ فِیهِ قَدْ خَرَجَتْ فَلَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ (5) فِی تِلْكَ السَّاعَةِ أَحَدٌ قُلْنَا (6) یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِهِمْ قَالَ هَلَكُوا وَ صَارُوا كُلُّهُمْ إِلَی النَّارِ قُلْنَا هَذَا مُعْجِزٌ مَا رَأَیْنَا وَ لَا سَمِعْنَا بِمِثْلِهِ فَقَالَ علیه السلام أَ تُرِیدُونَ أَنْ أُرِیَكُمْ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ فَقُلْنَا لَا نُطِیقُ بِأَسْرِنَا عَلَی احْتِمَالِ شَیْ ءٍ آخَرَ (7) فَعَلَی مَنْ لَا یَتَوَالاكَ وَ (لَا) یُؤْمِنُ بِفَضْلِكَ وَ عَظِیمِ قَدْرِكَ عَلَی اللَّهِ (8)
ص: 39
عَزَّ وَ جَلَّ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ اللَّاعِنِینَ وَ الْمَلَائِكَةِ (1) وَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ ثُمَّ سَأَلْنَا (2) الرُّجُوعَ إِلَی أَوْطَانِنَا فَقَالَ أَفْعَلُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَشَارَ (3) إِلَی السَّحَابَتَیْنِ فَدَنَتَا مِنَّا فَقَالَ علیه السلام خُذُوا مَوَاضِعَكُمْ فَجَلَسْنَا عَلَی سَحَابَةٍ (4) وَ جَلَسَ علیه السلام عَلَی الْأُخْرَی وَ أَمَرَ الرِّیحَ فَحَمَلَتْنَا حَتَّی صِرْنَا فِی الْجَوِّ وَ رَأَیْنَا الْأَرْضَ كَالدِّرْهَمِ ثُمَّ حَطَّتْنَا فِی دَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَقَلَّ مِنْ طَرْفِ النَّظَرِ (5) وَ كَانَ وُصُولُنَا إِلَی الْمَدِینَةِ وَقْتَ الظُّهْرِ وَ الْمُؤَذِّنُ یُؤَذِّنُ وَ كَانَ خُرُوجُنَا مِنْهَا وَقْتَ عَلَتِ الشَّمْسُ (6) فَقُلْنَا بِاللَّهِ الْعَجَبُ كُنَّا فِی جَبَلِ قَافٍ مَسِیرَةَ خَمْسِ سِنِینَ وَ عُدْنَا فِی خَمْسِ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ (7) فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ أَنَّنِی أَرَدْتُ أَنْ أَجُوبَ (8) الدُّنْیَا بِأَسْرِهَا وَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَ أَرْجِعَ فِی أَقَلَّ مِنَ الطَّرْفِ لَفَعَلْتُ بِمَا عِنْدِی (9) مِنِ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ فَقُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْتَ وَ اللَّهِ الْآیَةُ الْعُظْمَی وَ الْمُعْجِزُ الْبَاهِرُ بَعْدَ أَخِیكَ وَ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (10).
أقول: هذا خبر غریب لم نره فی الأصول التی عندنا و لا نردّها و نردّ علمها إلیهم علیهم السلام.
ص: 40
«1»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنِ الْعِبَادِیِّ عَبْدِ الْخَالِقِ (1) عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ عَالَمٍ كُلُّ عَالَمٍ مِنْهُمْ أَكْبَرُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِینَ مَا یَرَی عَالَمٌ مِنْهُمْ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَالَماً غَیْرَهُمْ وَ إِنِّی الْحُجَّةُ عَلَیْهِمْ (2).
«2»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَرْفَعُ الْحَدِیثَ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَدِینَتَیْنِ (3) إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَی بِالْمَغْرِبِ عَلَیْهِمَا سُورَانِ مِنْ حَدِیدٍ وَ عَلَی كُلِّ مَدِینَةٍ أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِیهَا سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ یَتَكَلَّمُ كُلٌّ لُغَةً بِخِلَافِ لُغَةِ صَاحِبِهِ وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِیعَ اللُّغَاتِ وَ مَا فِیهَا وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا عَلَیْهِمَا حُجَّةٌ غَیْرِی وَ الْحُسَیْنِ أَخِی (4).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن الحسین (5) عن أبیه بهذا الإسناد مثله (6).
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ بِسْطَامَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِیقِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ
ص: 41
عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَدِینَةً (1) خَلْفَ الْبَحْرِ سَعَتُهَا مَسِیرَةُ أَرْبَعِینَ یَوْماً لِلشَّمْسِ (2) فِیهَا قَوْمٌ لَمْ یَعْصُوا اللَّهَ قَطُّ وَ لَا یَعْرِفُونَ إِبْلِیسَ وَ لَا یَعْلَمُونَ خَلْقَ إِبْلِیسَ نَلْقَاهُمْ فِی كُلِّ حِینٍ فَیَسْأَلُونَّا عَمَّا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ وَ یَسْأَلُونَّا الدُّعَاءَ فَنُعْلِمُهُمْ وَ یَسْأَلُونَّا عَنْ قَائِمِنَا مَتَی یَظْهَرُ وَ فِیهِمْ عِبَادَةٌ وَ اجْتِهَادٌ شَدِیدٌ- وَ لِمَدِینَتِهِمْ أَبْوَابٌ مَا بَیْنَ الْمِصْرَاعِ إِلَی الْمِصْرَاعِ مِائَةُ فَرْسَخٍ لَهُمْ تَقْدِیسٌ وَ اجْتِهَادٌ شَدِیدٌ لَوْ رَأَیْتُمُوهُمْ لَاحْتَقَرْتُمْ (3) عَمَلَكُمْ یُصَلِّی الرَّجُلُ مِنْهُمْ شَهْراً لَا یَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ طَعَامُهُمُ التَّسْبِیحُ وَ لِبَاسُهُمُ الْوَرَقُ (4) وَ وُجُوهُهُمْ مُشْرِقَةٌ بِالنُّورِ إِذَا رَأَوْا مِنَّا وَاحِداً لَحَسُوهُ (5) وَ اجْتَمَعُوا إِلَیْهِ وَ أَخَذُوا مِنْ أَثَرِهِ مِنَ الْأَرْضِ یَتَبَرَّكُونَ بِهِ لَهُمْ دَوِیٌّ إِذَا صَلُّوا أَشَدَّ مِنْ دَوِیِّ الرِّیحِ الْعَاصِفِ فِیهِمْ جَمَاعَةٌ لَمْ یَضَعُوا السِّلَاحَ مُنْذُ كَانُوا یَنْتَظِرُونَ قَائِمَنَا یَدْعُونَ (6) أَنْ یُرِیَهُمْ إِیَّاهُ وَ عُمُرُ أَحَدِهِمْ أَلْفُ سَنَةٍ إِذَا رَأَیْتَهُمْ رَأَیْتَ الْخُشُوعَ وَ الِاسْتِكَانَةَ وَ طَلَبَ مَا یُقَرِّبُهُمْ إِلَیْهِ (7) إِذَا احْتَبَسْنَا ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَخَطٍ یَتَعَاهَدُونَ السَّاعَةَ الَّتِی نَأْتِیهِمْ فِیهَا لَا یَسْأَمُونَ وَ لَا یَفْتُرُونَ یَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ كَمَا عَلَّمْنَاهُمْ وَ إِنَّ فِیمَا نَعْلَمُهُمْ مَا لَوْ تُلِیَ عَلَی النَّاسِ
ص: 42
لَكَفَرُوا بِهِ وَ لَأَنْكَرُوهُ یَسْأَلُونَنَا عَنِ الشَّیْ ءِ إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ (1) فَإِذَا أَخْبَرْنَاهُمْ بِهِ انْشَرَحَتْ صُدُورُهُمْ لِمَا یَسْمَعُونَ (2) مِنَّا وَ سَأَلُوا اللَّهَ طُولَ الْبَقَاءِ وَ أَنْ لَا یَفْقِدُونَا وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ الْمِنَّةَ مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فِیمَا نُعَلِّمُهُمْ عَظِیمَةٌ وَ لَهُمْ خَرْجَةٌ مَعَ الْإِمَامِ إِذَا قَامَ یَسْبِقُونَ فِیهَا أَصْحَابَ السِّلَاحِ مِنْهُمْ وَ یَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهُمْ مِمَّنْ یَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِهِ (3) فِیهِمْ كُهُولٌ وَ شُبَّانٌ إِذَا رَأَی شَابٌّ مِنْهُمُ الْكَهْلَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ جِلْسَةَ الْعَبْدِ لَا یَقُومُ حَتَّی یَأْمُرَهُ لَهُمْ طَرِیقٌ هُمْ أَعْلَمُ بِهِ مِنَ الْخَلْقِ إِلَی حَیْثُ یُرِیدُ الْإِمَامُ فَإِذَا أَمَرَهُمُ الْإِمَامُ بِأَمْرٍ قَامُوا عَلَیْهِ (4) أَبَداً حَتَّی یَكُونَ هُوَ الَّذِی یَأْمُرُهُمْ بِغَیْرِهِ لَوْ أَنَّهُمْ وَرَدُوا عَلَی مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ مِنَ الْخَلْقِ لَأَفْنَوْهُمْ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ لَا یَخْتَلُّ الْحَدِیدُ فِیهِمْ (5) وَ لَهُمْ سُیُوفٌ مِنْ حَدِیدٍ غَیْرِ هَذَا الْحَدِیدِ لَوْ ضَرَبَ أَحَدُهُمْ بِسَیْفِهِ جَبَلًا لَقَدَّهُ حَتَّی یَفْصِلَهُ یَغْزُو بِهِمُ الْإِمَامُ الْهِنْدَ وَ الدَّیْلَمَ وَ الْكُرْكَ (6) وَ التُّرْكَ وَ الرُّومَ وَ بَرْبَرَ وَ مَا بَیْنَ جَابَرْسَا إِلَی جَابَلْقَا وَ هُمَا مَدِینَتَانِ وَاحِدَةٌ بِالْمَشْرِقِ وَ أُخْرَی بِالْمَغْرِبِ لَا یَأْتُونَ عَلَی أَهْلِ دِینٍ إِلَّا دَعَوْهُمْ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی الْإِسْلَامِ (7) وَ إِلَی الْإِقْرَارِ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ لَمْ یُقِرَّ بِالْإِسْلَامِ وَ لَمْ یُسْلِمْ قَتَلُوهُ حَتَّی لَا یَبْقَی بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ مَا دُونَ الْجَبَلِ أَحَدٌ إِلَّا أَقَرَّ (8).
ص: 43
بَیَانٌ أَقُولُ رَوَاهُ الشَّیْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ مِنَ الْأَرْبَعِینَ لِسَعْدٍ الْإِرْبِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ الْیَقْطِینِیِّ مَعاً عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ مِیرَاثِ الْعِلْمِ مَا مَبْلَغُهُ أَ جَوَامِعُ هُوَ مِنَ الْعِلْمِ أَمْ تَفْسِیرُ كُلِّ شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِی یَتَكَلَّمُ (1) فِیهَا فَقَالَ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَدِینَتَیْنِ مَدِینَةً بِالْمَشْرِقِ وَ مَدِینَةً بِالْمَغْرِبِ فِیهِمَا قَوْمٌ لَا یَعْرِفُونَ إِبْلِیسَ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (2).
قوله لحسوه اللحس أخذ الشی ء باللسان و لعل المراد به هاهنا اهتمامهم فی أخذ العلم قال الجزری فی حدیث غسل الید من الطعام إن الشیطان حساس لحاس أی كثیر الحس لما یصل إلیه تقول لحست الشی ء ألحسه إذا أخذته بلسانك و یقال التحست منه حقی أی أخذته و اللاحوس الحریص.
قوله علیه السلام لا یختل فیهم الحدید قال الفیروزآبادی اختله بالرمح نفذه و انتظمه و تخلله به طعنه أثر أخری و یحتمل أن یكون من ختله إذا خدعه قوله علیه السلام و ما دون الجبل أی المحیط بالدنیا.
«4»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنَّ لِلَّهِ مَدِینَةً بِالْمَشْرِقِ وَ مَدِینَةً بِالْمَغْرِبِ عَلَی كُلِّ وَاحِدَةٍ سُورٌ مِنْ حَدِیدٍ فِی كُلِّ سُورٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ یَدْخُلُ مِنْ كُلِّ مِصْرَاعٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لُغَةِ آدَمِیِّینَ وَ لَیْسَ فِیهَا لُغَةٌ إِلَّا مُخَالِفٌ لِلْأُخْرَی وَ مَا مِنْهَا لُغَةٌ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُهَا وَ لَا
ص: 44
فِیهِمَا وَ لَا بَیْنَهُمَا ابْنُ نَبِیٍّ غَیْرِی وَ غَیْرُ أَخِی وَ أَنَا الْحُجَّةُ عَلَیْهِمْ (1).
خص، منتخب البصائر سلمة بن الخطاب عن سلیمان بن سماعة و عبد اللّٰه بن محمد عن عبد اللّٰه بن القاسم مثله (2)
- أقول رواه الحسن بن سلیمان من الأربعین لسعد الإربلی عن سعد بن عبد اللّٰه عن سلمة مثله (3).
«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَجْلَانَ أَبِی صَالِحٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قُبَّةِ آدَمَ فَقُلْتُ لَهُ هَذِهِ قُبَّةُ آدَمَ فَقَالَ نَعَمْ وَ لِلَّهِ قِبَابٌ كَثِیرَةٌ أَمَا إِنَّ خَلْفَ مَغْرِبِكُمْ هَذَا تِسْعَةً وَ ثَلَاثِینَ مَغْرِباً أَرْضاً بَیْضَاءَ مَمْلُوَّةً خَلْقاً یَسْتَضِیئُونَ بِنُورِنَا لَمْ یَعْصُوا اللَّهَ طَرْفَةَ عَیْنٍ لَا یَدْرُونَ أَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أَمْ لَمْ یَخْلُقْهُ یَتَبَرَّءُونَ مِنْ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ قِیلَ لَهُ كَیْفَ هَذَا یَتَبَرَّءُونَ مِنْ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ هُمْ لَا یَدْرُونَ أَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أَمْ لَمْ یَخْلُقْهُ فَقَالَ لِلسَّائِلِ أَ تَعْرِفُ إِبْلِیسَ قَالَ لَا إِلَّا بِالْخَبَرِ قَالَ فَأُمِرْتَ بِاللَّعْنَةِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَذَلِكَ أُمِرَ هَؤُلَاءِ (4).
«6»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ مِنْ وَرَاءِ شَمْسِكُمْ هَذِهِ أَرْبَعِینَ عَیْنَ شَمْسٍ مَا بَیْنَ شَمْسٍ إِلَی شَمْسٍ أَرْبَعُونَ عَاماً فِیهَا خَلْقٌ كَثِیرٌ مَا یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ أَوْ لَمْ یَخْلُقْهُ وَ إِنَّ مِنْ وَرَاءِ قَمَرِكُمْ هَذَا أَرْبَعِینَ قَمَراً مَا بَیْنَ قَمَرٍ إِلَی قَمَرٍ مَسِیرَةُ أَرْبَعِینَ یَوْماً فِیهَا خَلْقٌ كَثِیرٌ مَا یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ أَوْ لَمْ یَخْلُقْهُ قَدْ أُلْهِمُوا كَمَا أُلْهِمَتِ النَّحْلُ لَعْنةَ الْأَوَّلِ وَ
ص: 45
الثَّانِی فِی كُلِّ وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ وَ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ مَلَائِكَةٌ مَتَی لَمْ یَلْعَنُوهُمَا عُذِّبُوا (1).
أقول: أوردنا كثیرا من الأخبار فی ذلك فی باب العوالم من كتاب السماء و العالم.
«7»-سر، السرائر مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا مِنْ شَیْ ءٍ (2) وَ لَا مِنْ آدَمِیٍّ وَ لَا إِنْسِیٍّ وَ لَا جِنِّیٍّ (3) وَ لَا مَلَكٍ فِی السَّمَاوَاتِ إِلَّا وَ نَحْنُ الْحُجَجُ عَلَیْهِمْ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا وَ قَدْ عُرِضَ وَلَایَتُنَا عَلَیْهِ وَ احْتُجَّ بِنَا عَلَیْهِ فَمُؤْمِنٌ بِنَا وَ كَافِرٌ وَ جَاحِدٌ حَتَّی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ الْآیَةَ (4).
«8»-ختص، الإختصاص أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَرَّةَ وَ الْحَسَنِ بْنِ بَرَّا عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ (5) عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ عِنْدَكُمْ عُلَمَاءُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ قَالَ یَزْجُرُ الطَّیْرَ وَ یَقْفُو الْأَثَرَ فِی السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مَسِیرَةَ شَهْرٍ لِلرَّاكِبِ الْمُحِثِّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ عَالِمَ الْمَدِینَةِ أَعْلَمُ مِنْ عَالِمِكُمْ قَالَ وَ مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِ عَالِمِ الْمَدِینَةِ قَالَ إِنَّ عَالِمَ الْمَدِینَةِ (6) یَنْتَهِی إِلَی أَنْ لَا یَقْفُوَ الْأَثَرَ وَ لَا یَزْجُرَ الطَّیْرَ وَ یَعْلَمَ فِی اللَّحْظَةِ الْوَاحِدَةِ مَسِیرَةَ الشَّمْسِ یَقْطَعُ اثْنَیْ عَشَرَ بُرُوجاً وَ اثْنَیْ عَشَرَ بَرّاً وَ اثْنَیْ عَشَرَ بَحْراً وَ اثْنَیْ عَشَرَ عَالَماً فَقَالَ لَهُ الْیَمَانِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً یَعْلَمُ هَذَا وَ مَا أَدْرِی مَا هُنَّ وَ خَرَجَ (7).
ص: 46
بیان: لعل المراد بقفو الأثر الحكم بأوضاع النجوم و حركاتها و بزجر الطیر ما كان بین العرب من الاستدلال بحركات الطیور و أصواتها علی الحوادث قال فی النهایة الزجر للطیر هو التیمن و التشؤم بها و التفؤل بطیرانها كالسانح و البارح و هو نوع من الكهانة و القیافة.
«9»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، تَأْلِیفُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مِمَّا رَوَاهُ مِنَ الْأَرْبَعِینَ لِسَعْدٍ الْإِرْبِلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ خَالِدٍ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْمَشْرِقِ مَدِینَةً اسْمُهَا جَابَلْقَا (1) لَهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ بَیْنَ (2) كُلِّ بَابٍ إِلَی صَاحِبِهِ فَرْسَخٌ عَلَی كُلِّ بَابٍ بُرْجٌ فِیهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ یَهْلُبُونَ (3) الْخَیْلَ وَ یَشْهَرُونَ السَّیْفَ وَ السِّلَاحَ یَنْتَظِرُونَ قِیَامَ قَائِمِنَا وَ إِنِّی الْحُجَّةُ عَلَیْهِمْ (4).
بیان: الهلب بالضم ما غلظ من الشعر أو شعر الذنب و هلبه نتف هلبه كهلبه و فی النهایة فی حدیث أنس لا تهلبوا أذناب الخیل أی لا تستأصلوها بالجز و القطع.
«10»-وَ مِنْ كِتَابِ الْبَصَائِرِ، لِسَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ یَقْطِینٍ الْجَوَالِیقِیِّ عَنْ فلفلة (قَلْقَلَةَ) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ جَبَلًا مُحِیطاً بِالدُّنْیَا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ وَ إِنَّمَا خُضْرَةُ السَّمَاءِ مِنْ خُضْرَةِ ذَلِكَ الْجَبَلِ وَ خَلَقَ خَلْفَهُ خَلْقاً لَمْ یَفْتَرِضْ عَلَیْهِمْ شَیْئاً مِمَّا افْتَرَضَهُ عَلَی خَلْقِهِ مِنْ صَلَاةٍ وَ زَكَاةٍ وَ كُلٌّ یَلْعَنُ رَجُلَیْنِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ سَمَّاهُمَا (5).
ص: 47
«1»-ج، الإحتجاج رُوِیَ عَنِ الْخَالِدِ بْنِ الْهَیْثَمِ الْفَارِسِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ أَنَّ فِی الْأَرْضِ أَبْدَالًا فَمَنْ هَؤُلَاءِ الْأَبْدَالُ قَالَ صَدَقُوا الْأَبْدَالُ الْأَوْصِیَاءُ (1) جَعَلَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْأَرْضِ بَدَلَ الْأَنْبِیَاءِ إِذْ رَفَعَ الْأَنْبِیَاءَ وَ خَتْمُهُمْ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
بَیَانٌ: ظَاهِرُ الدُّعَاءِ
الْمَرْوِیِّ مِنْ أُمِّ دَاوُدَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ حَیْثُ قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ وَ رَحِمْتَ وَ بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَوْصِیَاءِ وَ السُّعَدَاءِ وَ الشُّهَدَاءِ وَ أَئِمَّةِ الْهُدَی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْأَبْدَالِ وَ الْأَوْتَادِ وَ السُّیَّاحِ وَ الْعُبَّادِ وَ الْمُخْلِصِینَ وَ الزُّهَّادِ وَ أَهْلِ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ.
إلی آخر الدعاء یدل علی مغایرة الأبدال للأئمة علیهم السلام لكن لیس بصریح فیها فیمكن حمله علی التأكید.
و یحتمل أن یكون المراد به فی الدعاء خواص أصحاب الأئمة علیهم السلام و الظاهر من الخبر نفی ما تفتریه الصوفیة من العامة كما لا یخفی علی المتتبع العارف بمقاصدهم علیهم السلام.
ص: 48
«1»-شی، تفسیر العیاشی ابْنُ سِنَانٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْعِجْلِیَّةِ یَقُولُونَ إِنَّ سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا رَآهُ هُوَ وَ لَا أَبُوهُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ عَیْنَیْهِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ رَآهُ أَبُوهُ عِنْدَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ مَحْفُوظٌ لَهُ فَلَا تَذْهَبَنَّ یَمِیناً وَ لَا شِمَالًا فَإِنَّ الْأَمْرَ وَ اللَّهِ وَاضِحٌ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَی أَنْ یُحَوِّلُوا هَذَا الْأَمْرَ مِنْ مَوْضِعِهِ الَّذِی وَضَعَهُ اللَّهُ فِیهِ مَا اسْتَطَاعُوا وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كَفَرُوا جَمِیعاً حَتَّی لَا یَبْقَی أَحَدٌ لَجَاءَ اللَّهُ لِهَذَا الْأَمْرِ بِأَهْلٍ یَكُونُونَ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكافِرِینَ (1) حَتَّی فَرَغَ مِنَ الْآیَةِ وَ قَالَ فِی آیَةٍ أُخْرَی فَإِنْ یَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَیْسُوا بِها بِكافِرِینَ (2) ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَهْلَ هَذِهِ الْآیَةِ هُمْ أَهْلُ تِلْكَ الْآیَةِ (3).
ص: 49
«1»-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَ أُمِرْنَا بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَ أَنْ لَا نُنْزِیَ (1) حِمَاراً عَلَی عَتِیقَةٍ وَ لَا نَمْسَحَ عَلَی خُفٍّ (2).
«2»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ الْأَئِمَّةُ بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَنَّهُمْ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ لَا یَحِلُّ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَا یَحِلُّ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَّا مَا خَلَا ذَلِكَ فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
بیان: یدل ظاهرا علی اشتراكهم مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی سائر الخصائص سوی ما ذكر.
ص: 50
«1»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ فَیُحِبَّ بِهَذَا وَ یُبْغِضَ بِهَذَا فَأَمَّا مَحَبَّتُنَا (1) فَیُخْلِصُ الْحُبَّ (2) لَنَا كَمَا یَخْلُصُ الذَّهَبُ بِالنَّارِ لَا كَدَرَ فِیهِ مَنْ (3) أَرَادَ أَنْ یَعْلَمَ حُبَّنَا فَلْیَمْتَحِنْ قَلْبَهُ فَإِنْ شَارَكَهُ (4) فِی حُبِّنَا حُبَّ عَدُوِّنَا فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ وَ اللَّهُ عَدُوُّهُمْ وَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ اللَّهُ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِینَ (5).
«2»-ب، قرب الإسناد ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ الرِّضَا علیه السلام قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ لَا یَكُونَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ حِجَابٌ حَتَّی یَنْظُرَ إِلَی اللَّهِ (6) وَ یَنْظُرَ اللَّهُ إِلَیْهِ فَلْیَتَوَلَّ آلَ مُحَمَّدٍ وَ یَبْرَأْ (7) مِنَ عَدُوِّهِمْ وَ یَأْتَمَّ بِالْإِمَامِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ
ص: 51
نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ نَظَرَ إِلَی اللَّهِ (1).
بیان: نظره إلی اللّٰه كنایة عن غایة المعرفة بحسب طاقته و قابلیته و نظر اللّٰه إلیه كنایة عن نهایة اللطف و الرحمة.
«3»-ل، الخصال فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: حُبُّ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَاجِبٌ وَ الْوَلَایَةُ لَهُمْ وَاجِبَةٌ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَاجِبَةٌ وَ مِنَ الَّذِینَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ هَتَكُوا حِجَابَهُ وَ أَخَذُوا (2) مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام فَدَكَ (3) وَ مَنَعُوهَا مِیرَاثَهَا وَ غَصَبُوهَا وَ زَوْجَهَا حُقُوقَهُمَا وَ هَمُّوا بِإِحْرَاقِ بَیْتِهَا وَ أَسَّسُوا الظُّلْمَ وَ غَیَّرُوا سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَاجِبَةٌ وَ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْأَنْصَابِ وَ الْأَزْلَامِ أَئِمَّةِ الضَّلَالِ وَ قَادَةِ الْجَوْرِ كُلِّهِمْ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ وَاجِبَةٌ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَشْقَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ شَقِیقِ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ قَاتِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَاجِبَةٌ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ جَمِیعِ قَتَلَةِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وَاجِبَةٌ وَ الْوَلَایَةُ لِلْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ لَمْ یُغَیِّرُوا وَ لَمْ یُبَدِّلُوا بَعْدَ نَبِیِّهِمْ صلی اللّٰه علیه و آله وَاجِبَةٌ مِثْلِ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ وَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیِّ وَ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ وَ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ وَ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ التَّیِّهَانِ وَ سَهْلِ بْنَ حُنَیْفٍ وَ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ وَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَ خُزَیْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ذِی الشَّهَادَتَیْنِ وَ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ وَ مَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ وَ فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِمْ وَ الْوَلَایَةُ لِأَتْبَاعِهِمْ وَ الْمُقْتَدِینَ بِهِمْ وَ بِهُدَاهُمْ وَاجِبَةٌ (4).
أقول: قد مضی مثله بتغیر ما فی المجلد الرابع عن الرضا علیه السلام فیما كتب للمأمون فی أصول الدین و فروعه.
«4»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مُقْبِلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ
ص: 52
عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ جَالَسَ لَنَا عَائِباً أَوْ مَدَحَ لَنَا قَالِیاً أَوْ وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً أَوْ قَطَعَ لَنَا وَاصِلًا أَوْ وَالَی لَنَا عَدُوّاً أَوْ عَادَی لَنَا وَلِیّاً فَقَدْ كَفَرَ بِالَّذِی أَنْزَلَ السَّبْعَ الْمَثَانِیَ وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ (1).
«5»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: عَشْرٌ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ (2) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءُ الزَّكَاةِ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ الْوَلَایَةُ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ اجْتِنَابُ كُلِّ مُسْكِرٍ (3).
ل، الخصال الطالقانی عن الحسن بن علی العدوی عن صهیب بن عباد عن أبیه عن جعفر بن محمد عن أبیه عن جده علیهم السلام مثله (4).
«6»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّلَّالِ عَنْ سَبْرَةَ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ حُبَیْشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ كَیْفَ أَمْسَیْتَ قَالَ أَمْسَیْتُ مُحِبّاً لِمُحِبِّنَا وَ مُبْغِضاً لِمُبْغِضِنَا وَ أَمْسَی مُحِبُّنَا مُغْتَبِطاً بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ كَانَ یَنْتَظِرُهَا وَ أَمْسَی عَدُوُّنَا یُؤَسِّسُ بُنْیانَهُ عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ فَكَأَنَّ ذَلِكَ الشَّفَا قَدِ انْهَارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ وَ كَأَنَّ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لِأَهْلِهَا فَهَنِیئاً لِأَهْلِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ وَ التَّعْسُ (5) لِأَهْلِ النَّارِ وَ النَّارُ لَهُمْ یَا حُبَیْشُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَعْلَمَ أَ مُحِبٌّ لَنَا أَمْ مُبْغِضٌ فَلْیَمْتَحِنْ قَلْبَهُ فَإِنْ كَانَ یُحِبُّ وَلِیّاً لَنَا فَلَیْسَ بِمُبْغِضٍ لَنَا وَ إِنْ كَانَ یُبْغِضُ وَلِیّاً لَنَا فَلَیْسَ بِمُحِبٍّ لَنَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی
ص: 53
أَخَذَ الْمِیثَاقَ لِمُحِبِّینَا بِمَوَدَّتِنَا وَ كَتَبَ فِی الذِّكْرِ اسْمَ مُبْغِضِنَا نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ أَفْرَاطُنَا أَفْرَاطُ الْأَنْبِیَاءِ (1).
بیان: الغبطة حسن الحال و المسرة و المغتبط بالكسر الذی یتمنی الناس حاله.
«7»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَارِثِیِّ عَنِ أَحْمَدَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ مَنْ أَحَبَّنَا لِلَّهِ وَ أَحَبَّ مُحِبَّنَا لَا لِغَرَضِ دُنْیَا یُصِیبُهَا مِنْهُ وَ عَادَی عَدُوَّنَا لَا لِإِحْنَةٍ كَانَتْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ ثُمَّ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلَیْهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ وَ زَبَدِ الْبَحْرِ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ (2).
بیان: الإحنة بالكسر الحقد.
«8»-م، تفسیر الإمام علیه السلام مع، معانی الأخبار ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ع، علل الشرائع الْمُفَسِّرُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَاتَ یَوْمٍ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَحِبَّ فِی اللَّهِ وَ أَبْغِضْ فِی اللَّهِ وَ وَالِ فِی اللَّهِ وَ عَادِ فِی اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا تَنَالُ وَلَایَةَ اللَّهِ إِلَّا بِذَلِكَ وَ لَا یَجِدُ رَجُلٌ طَعْمَ الْإِیمَانِ وَ إِنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ حَتَّی یَكُونَ كَذَلِكَ وَ قَدْ صَارَتْ مُؤَاخَاةُ النَّاسِ یَوْمَكُمْ هَذَا أَكْثَرُهَا فِی الدُّنْیَا عَلَیْهَا یَتَوَادُّونَ وَ عَلَیْهَا یَتَبَاغَضُونَ وَ ذَلِكَ لَا یُغْنِی عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً فَقَالَ لَهُ وَ كَیْفَ لِی أَنْ أَعْلَمَ أَنِّی قَدْ وَالَیْتُ وَ عَادَیْتُ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ وَلِیُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی أُوَالِیَهُ وَ مَنْ عَدُوُّهُ حَتَّی أُعَادِیَهُ فَأَشَارَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَ تَرَی هَذَا فَقَالَ بَلَی قَالَ وَلِیُّ هَذَا وَلِیُّ اللَّهِ فَوَالِهِ وَ عَدُوُّ هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ فَعَادِهِ قَالَ وَالِ وَلِیَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِیكَ وَ وُلْدِكَ وَ عَادِ عَدُوَّ هَذَا
ص: 54
وَ لَوْ أَنَّهُ أَبُوكَ أَوْ وُلْدُكَ (1).
«9»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَجْمَعَ اللَّهُ لَهُ الْخَیْرَ كُلَّهُ فَلْیُوَالِ عَلِیّاً بَعْدِی وَ لْیُوَالِ أَوْلِیَاءَهُ وَ لْیُعَادِ أَعْدَاءَهُ (2).
«10»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا وَ أَبْغَضَ عَدُوَّنَا فِی اللَّهِ مِنْ غَیْرِ تِرَةٍ وَتَرَهَا إِیَّاهُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا ثُمَّ مَاتَ عَلَی ذَلِكَ فَلَقِیَ اللَّهَ وَ عَلَیْهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ غَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ (3).
بیان: الترة بالكسر الحقد و الظلم و الثأر یقال وتره یتره وترا و ترة و وتره ماله نقصه إیاه.
«11»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ یَعْرِفْ سُوءَ مَا أَتَی إِلَیْنَا مِنْ ظُلْمِنَا وَ ذَهَابِ حَقِّنَا وَ مَا رَكِبَنَا (4) بِهِ فَهُوَ شَرِیكُ مَنْ أَتَی (5) إِلَیْنَا فِیمَا وُلِّینَا بِهِ (6).
بیان: فیما ولینا به أی استولی علینا و قرب منا بسببه أو علی بناء المجهول من التفعیل أی فیما جعلنا اللّٰه به والیا.
ص: 55
«12»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ حَكَمِ بْنِ أَعْیَنَ (1) عَنْ مُیَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ النَّخَعِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: أَتَی نَفَرٌ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام فَقَالُوا إِنَّ بَنِی عَمِّنَا وَفَدُوا إِلَی مُعَاوِیَةَ بْنَ أَبِی سُفْیَانَ طَلَبَ رِفْدِهِ (2) وَ جَائِزَتِهِ وَ إِنَّا قَدْ وَفَدْنَا إِلَیْكَ صِلَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَصِیرَةٌ مِنْ طَوِیلَةٍ مَنْ أَحَبَّنَا لَا لِدُنْیَا یُصِیبُهَا مِنَّا وَ عَادَی عَدُوَّنَا لَا لِشَحْنَاءَ كَانَتْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ أَتَی اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ عَلِیٍّ (3).
بیان: قوله قصیرة من طویلة إما كلام الراوی أی اقتصر علیه السلام من الكلام الطویل علی قلیل یغنی غناءه أو من كلامه علیه السلام بأن یكون معمولا لفعل محذوف أی خذها كما هو المتعارف أو خبر مبتدأ محذوف أی هذه.
ثم الظاهر أن قول الراوی إن بنی عمنا حكایة عن الزمان السالف إن كان إتیانهم فی زمان إمامته علیه السلام كما هو الظاهر من السیاق و من الراوی فتفطن و سیأتی (4) فی باب حبهم إلی الحسین فلا یحتاج إلی تكلف.
«13»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُدْرِكٍ أَبِی عَلِیٍّ الطَّائِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیُّ عُرَی (5) الْإِیمَانِ أَوْثَقُ فَقَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ قُولُوا فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الصَّلَاةُ فَقَالَ إِنَّ لِلصَّلَاةِ فَضْلًا وَ لَكِنْ لَیْسَ بِالصَّلَاةِ قَالُوا الزَّكَاةُ قَالَ إِنَّ لِلزَّكَاةِ فَضْلًا وَ لَیْسَ بِالزَّكَاةِ
ص: 56
قَالُوا صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ إِنَّ لِرَمَضَانَ فَضْلًا وَ لَیْسَ بِرَمَضَانَ قَالُوا فَالْحَجُّ وَ الْعُمْرَةُ قَالَ إِنَّ لِلْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ فَضْلًا وَ لَیْسَ بِالْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ قَالُوا فَالْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ لِلْجِهَادِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَضْلًا وَ لَیْسَ بِالْجِهَادِ قَالُوا فَاللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ (1) فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَوْثَقَ عُرَی الْإِیمَانِ الْحُبُّ فِی اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِی اللَّهِ وَ تَوَالِی وَلِیِّ اللَّهِ وَ تَعَادِی عَدُوِّ اللَّهِ (2).
«14»-ضا، فقه الرضا علیه السلام رُوِیَ أَنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی بَعْضِ عُبَّادِ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ قَدْ دَخَلَ قَلْبَهُ شَیْ ءٌ أَمَّا عِبَادَتُكَ لِی فَقَدْ تَعَزَّزْتَ بِی وَ أَمَّا زُهْدُكَ فِی الدُّنْیَا فَقَدْ تَعَجَّلْتَ الرَّاحَةَ فَهَلْ وَالَیْتَ لِی وَلِیّاً أَوْ عَادَیْتَ لِی عَدُوّاً ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَی النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا (3).
«15»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَعْدَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ إِنْ تُبْدُوا ما فِی أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ یُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ قَالَ حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُدْخِلَ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ حُبِّهِمَا (4).
بیان: من حبهما أی من حب أبی بكر و عمر فالمراد بقوله لِمَنْ یَشاءُ الشیعة كما ورد فی الأخبار الكثیرة.
«16»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّمَا یَعْبُدُ اللَّهَ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَ أَمَّا مَنْ لَا یَعْرِفُ اللَّهَ كَأَنَّمَا یَعْبُدُ غَیْرَهُ هَكَذَا ضَالًّا قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ مَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ قَالَ یُصَدِّقُ اللَّهَ وَ یُصَدِّقُ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مُوَالاةِ عَلِیٍّ وَ الِایتِمَامِ بِهِ وَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَی مِنْ بَعْدِهِ وَ الْبَرَاءَةُ إِلَی اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ كَذَلِكَ عِرْفَانُ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَیُّ شَیْ ءٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَنَا اسْتَكْمَلْتُ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ قَالَ تُوَالِی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ تُعَادِی أَعْدَاءَ اللَّهِ وَ تَكُونُ مَعَ الصَّادِقِینَ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ
ص: 57
وَ مَنْ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَقَالَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ثُمَّ انْتَهَی الْأَمْرُ إِلَیْنَا ثُمَّ ابْنِی جَعْفَرٌ وَ أَوْمَأَ إِلَی جَعْفَرٍ وَ هُوَ جَالِسٌ فَمَنْ وَالَی هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَالَی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ كَانَ مَعَ الصَّادِقِینَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ قُلْتُ وَ مَنْ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ الْأَوْثَانُ الْأَرْبَعَةُ قَالَ قُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ أَبُو الْفَصِیلِ وَ رُمَعُ وَ نَعْثَلٌ وَ مُعَاوِیَةُ وَ مَنْ دَانَ دِینَهُمْ فَمَنْ عَادَی هَؤُلَاءِ فَقَدْ عَادَی أَعْدَاءَ اللَّهِ (1).
بیان: قوله هكذا كأنه علیه السلام أشار إلی الخلف أو إلی الیمین و الشمال أی حاد عن الطریق الموصل إلی النجاة فلا یزیده كثرة العمل إلا بعدا عن المقصود كمن ضل عن الطریق.
«17»-سر، السرائر مِنْ كِتَابِ أُنْسِ الْعَالِمِ لِلصَّفْوَانِیِّ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا (2) قَدِمَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی أُحِبُّكَ وَ أُحِبُّ فُلَاناً وَ سَمَّی بَعْضَ أَعْدَائِهِ فَقَالَ علیه السلام أَمَّا الْآنَ فَأَنْتَ أَعْوَرُ فَإِمَّا أَنْ تَعْمَی وَ إِمَّا أَنْ تُبْصِرُ.
«18»-وَ قِیلَ لِلصَّادِقِ علیه السلام إِنَّ فُلَاناً یُوَالِیكُمْ إِلَّا أَنَّهُ یَضْعُفُ عَنِ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّكُمْ فَقَالَ هَیْهَاتَ كَذَبَ مَنِ ادَّعَی مَحَبَّتَنَا وَ لَمْ یَتَبَرَّأْ مِنْ عَدُوِّنَا (3).
«19»-وَ رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَمَالُ الدِّینِ وَلَایَتُنَا وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَدُوِّنَا ثُمَّ قَالَ الصَّفْوَانِیُّ وَ اعْلَمْ (4) أَنَّهُ لَا یَتِمُّ الْوَلَایَةُ وَ لَا تَخْلُصُ الْمَحَبَّةُ وَ لَا تَثْبُتُ الْمَوَدَّةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ قَرِیباً كَانَ أَوْ بَعِیداً (5) فَلَا تَأْخُذْكَ بِهِ رَأْفَةٌ
ص: 58
فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ (1) لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ الْآیَةَ (2).
«20»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَثَلُ الَّذِینَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِما لا یَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَ نِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَعْقِلُونَ (3) قَالَ الْإِمَامُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَثَلُ الَّذِینَ كَفَرُوا فِی عِبَادَتِهِمْ لِلْأَصْنَامِ وَ اتِّخَاذِهِمُ الْأَنْدَادَ مِنْ دُونِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام كَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِما لا یَسْمَعُ یُصَوِّتُ بِمَا لَا یَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَ نِداءً لَا یَفْهَمُ مَا یُرَادُ مِنْهُ فَیُغِیثَ الْمُسْتَغِیثَ وَ یُعِینَ مَنِ اسْتَعَانَهُ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ عَنِ الْهُدَی فِی اتِّبَاعِهِمُ الْأَنْدَادَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ الْأَضْدَادَ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ الَّذِینَ سَمَّوْهُمْ بِأَسْمَاءِ خِیَارِ خَلَائِقِ اللَّهِ (4) وَ لَقَّبُوهُمْ بِأَلْقَابِ أَفَاضِلِ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ نَصَبَهُمُ اللَّهُ لِإِقَامَةِ دِینِ اللَّهِ فَهُمْ لا یَعْقِلُونَ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام هَذَا فِی عُبَّادِ الْأَصْنَامِ وَ فِی النُّصَّابِ لِأَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عُتَاةِ مَرَدَتِهِمْ سَوْفَ یُصَیِّرُونَهُمْ إِلَی الْهَاوِیَةِ (5) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَعُوذُ بِاللَّهِ (6) مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ فَإِنَّ مَنْ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْهُ أَعَاذَهُ اللَّهُ وَ نَعُوذُ (7) مِنْ هَمَزَاتِهِ وَ نَفَخَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ أَ تَدْرُونَ مَا هِیَ أَمَّا هَمَزَاتُهُ فَمَا یُلْقِیهِ فِی قُلُوبِكُمْ مِنْ بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ نُبْغِضُكُمْ بَعْدَ مَا عَرَفْنَا مَحَلَّكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ مَنْزِلَتَكُمْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنْ تُبْغِضُوا أَوْلِیَاءَنَا وَ تُحِبُّوا أَعْدَاءَنَا فَاسْتَعِیذُوا بِاللَّهِ مِنَ مَحَبَّةِ أَعْدَائِنَا وَ عَدَاوَةِ أَوْلِیَائِنَا فَتَعَاذُوا
ص: 59
مِنْ بُغْضِنَا وَ عَدَاوَتِنَا فَإِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَعْدَاءَنَا فَقَدْ عَادَانَا وَ نَحْنُ مِنْهُ بِرَاءٌ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ بَرِی ءٌ (1).
«21»-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِی الظَّالِمِینَ أَنَّهُمْ مَلْعُونُونَ وَ الْبَرَاءَةُ مِنْهُمْ وَاجِبَةٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أُولئِكَ یُعْرَضُونَ عَلی رَبِّهِمْ وَ یَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِینَ كَذَبُوا عَلی رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ الَّذِینَ یَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ یَبْغُونَها عِوَجاً وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (2) وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِی تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ إِنَّ سَبِیلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3) وَ الْأَئِمَّةُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِمَامَانِ إِمَامُ هُدًی وَ إِمَامُ ضَلَالَةٍ (4) قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا (5) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ لا یُنْصَرُونَ وَ أَتْبَعْناهُمْ فِی هذِهِ الدُّنْیا لَعْنَةً وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِینَ (6) وَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (7) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ ظَلَمَ عَلِیّاً مَقْعَدِی هَذَا بَعْدَ وَفَاتِی فَكَأَنَّمَا جَحَدَ نُبُوَّتِی وَ نُبُوَّةَ الْأَنْبِیَاءِ مِنْ قَبْلِی (8) وَ مَنْ تَوَلَّی ظَالِماً فَهُوَ ظَالِمٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِیاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَی الْإِیمانِ وَ مَنْ
ص: 60
یَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (1) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ (2) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ (3) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا تَرْكَنُوا إِلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ (4) وَ الظُّلْمُ هُوَ وَضْعُ الشَّیْ ءِ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ فَمَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ فَهُوَ الظَّالِمُ الْمَلْعُونُ وَ مَنْ وَضَعَ الْإِمَامَةَ فِی غَیْرِ أَهْلِهَا فَهُوَ ظَالِمٌ مَلْعُونٌ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ جَحَدَ عَلِیّاً إِمَامَتَهُ مِنْ بَعْدِی فَإِنَّمَا جَحَدَ نُبُوَّتِی وَ مَنْ جَحَدَ نُبُوَّتِی فَقَدْ جَحَدَ رُبُوبِیَّتَهُ (5) وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْمَظْلُومُ بَعْدِی مَنْ ظَلَمَكَ فَقَدْ ظَلَمَنِی وَ مَنْ أَنْصَفَكَ فَقَدْ أَنْصَفَنِی وَ مَنْ جَحَدَكَ فَقَدْ جَحَدَنِی وَ مَنْ وَالاكَ فَقَدْ وَالانِی وَ مَنْ عَادَاكَ فَقَدْ عَادَانِی وَ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِی وَ اعْتِقَادُنَا فِیمَنْ جَحَدَ إِمَامَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ علیهم السلام بِمَنْزِلَةِ (6) مَنْ جَحَدَ نُبُوَّةَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام وَ اعْتِقَادُنَا فِیمَنْ أَقَرَّ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنَ بَعْدِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ مَنْ آمَنَ بِجَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ أَنْكَرَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (7).
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الْمُنْكِرُ لآِخِرِنَا كَالْمُنْكِرِ لِأَوَّلِنَا.
ص: 61
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِی اثْنَا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ (1) طَاعَتُهُمْ طَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُمْ مَعْصِیَتِی مَنْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أَنْكَرَنِی.
وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَنْ شَكَّ فِی كُفْرِ أَعْدَائِنَا وَ الظَّالِمِینَ لَنَا فَهُوَ كَافِرٌ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَا زِلْتُ مَظْلُوماً مُنْذُ وَلَدَتْنِی أُمِّی حَتَّی إِنَّ عَقِیلًا كَانَ یُصِیبُهُ رَمَدٌ (2) فَقَالَ لَا تَذُرُّونِّی حَتَّی تَذُرُّوا عَلِیّاً فَیَذُرُّونِّی وَ مَا بِی رَمَدٌ وَ اعْتِقَادُنَا فِیمَنْ قَاتَلَ عَلِیّاً علیه السلام كَقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَاتَلَ عَلِیّاً فَقَدْ قَاتَلَنِی وَ قَوْلِهِ مَنْ حَارَبَ عَلِیّاً فَقَدْ حَارَبَنِی وَ مَنْ حَارَبَنِی فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ (3) وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ وَ أَمَّا فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا فَاعْتِقُادُنَا أَنَّهَا سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَغْضَبُ لِغَضَبِهَا وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا (4) وَ أَنَّهَا خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْیَا سَاخِطَةً عَلَی ظَالِمِهَا وَ غَاصِبِهَا وَ مَانِعِی إِرْثِهَا (5) وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی مَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ غَاظَهَا فَقَدْ غَاظَنِی وَ مَنْ سَرَّهَا فَقَدْ سَرَّنِی (6)
ص: 62
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ هِیَ رُوحِیَ الَّتِی بَیْنَ جَنْبَیَّ یَسُوؤُنِی مَا سَاءَهَا وَ یَسُرُّنِی مَا سَرَّهَا وَ اعْتِقَادُنَا فِی الْبَرَاءَةِ أَنَّهَا وَاجِبَةٌ مِنَ الْأَوْثَانِ الْأَرْبَعَةِ وَ الْإِنَاثِ الْأَرْبَعِ وَ مِنْ جَمِیعِ أَشْیَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ أَنَّهُمْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (1) وَ لَا یَتِمُّ الْإِقْرَارُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِالْأَئِمَّةِ علیهم السلام إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ (2).
«22»-كَنْزُ الْفَوَائِدِ لِلْكَرَاجُكِیِّ، أَخْبَرَنِی أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ نُوحِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ خَیْرُ الصِّدِّیقِینَ وَ أَفْضَلُ السَّابِقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ زَوْجُ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ خَلِیفَةُ خَیْرِ الْمُرْسَلِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحُجَّةُ بَعْدِی عَلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ اسْتَوْجَبَ دُخُولَ النَّارِ مَنْ عَادَاكَ یَا عَلِیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَانِی عَلَی جَمِیعِ الْبَرِیَّةِ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ مَا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ وَ إِنَّ وَلَایَتَكَ لَا تُقْبَلُ إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَاءِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ بِذَلِكَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَكْفُرْ (3)
ص: 63
«1»-ب، قرب الإسناد عَلِیٌّ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: ابْتَدَرَ النَّاسُ إِلَی قِرَابِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ فَإِذَا صَحِیفَةٌ صَغِیرَةٌ وَجَدُوا فِیهَا مَنْ آوَی مُحْدِثاً فَهُوَ كَافِرٌ وَ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ مِنْ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی اللَّهِ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ أَوْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ (1).
«2»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ (2)
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی وَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ بِرِوَایَةِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَعْنَةُ اللَّهِ (3) وَ لَعْنَةُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَائِهِ الْمُرْسَلِینَ وَ لَعْنَتِی عَلَی مَنِ انْتَمَی إِلَی غَیْرِ أَبِیهِ أَوِ ادَّعَی إِلَی غَیْرِ مَوَالِیهِ أَوْ ظَلَمَ أَجِیراً أَجْرَهُ (4).
«4»-وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَوَلَّی إِلَی غَیْرِ مَوَالِیهِ (5).
«5»-ب، قرب الإسناد ابْنُ طَرِیفٍ (6) عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: وُجِدَ فِی غِمْدِ سَیْفٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَحِیفَةٌ مَخْتُومَةٌ فَفَتَحُوهَا فَوَجَدُوا فِیهَا إِنَّ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی
ص: 64
اللَّهِ الْقَاتِلُ غَیْرَ قَاتِلِهِ وَ الضَّارِبُ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا وَ مَنْ تَوَلَّی إِلَی غَیْرِ مَوَالِیهِ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
«6»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الصَّیْقَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وُجِدَ فِی ذُؤَابَةِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ صَحِیفَةٌ فَإِذَا فِیهَا مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنَّ أَعْتَی النَّاسِ عَلَی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ قَتَلَ غَیْرَ قَاتِلِهِ وَ مَنْ ضَرَبَ غَیْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا قَالَ ثُمَّ قَالَ تَدْرِی مَا یَعْنِی بِقَوْلِهِ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَ مَوَالِیهِ قُلْتُ مَا یَعْنِی بِقَوْلِهِ قَالَ یَعْنِی أَهْلَ الدِّینِ (2) وَ الصَّرْفُ (3) التَّوْبَةُ فِی قَوْلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ الْعَدْلُ الْفِدَاءُ فِی قَوْلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام.
بیان: لعل المراد بالذؤابة ما یعلق فی قبضة السیف و العتو التكبر و التجبر و المراد بغیر قاتله غیر مرید قتله أو غیر قاتل من هو ولی دمه فالإسناد مجازی و فی الثانی یحتمل الأول و الضارب حقیقة و قوله یعنی أهل الدین أراد أن الولاء هنا لم یرد به ولاء العتق بل ولاء الإمامة
كَمَا فِی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ.
و سیأتی فی خبر ابن نباتة أنه فسر المولی و الأب و الأجیر بأمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه.
«14»-و قال الجزری فی حدیث المدینة من أحدث فیها حدثا أو آوی محدثا.
الأمر
ص: 65
الحادث المنكر الذی لیس بمعتاد و لا معروف فی السنة و المحدث یروی بكسر الدال و فتحها علی الفاعل و المفعول فمعنی الكسر من نصر جانیا و آواه و أجاره من خصمه و حال بینه و بین أن یقتص منه و الفتح هو الأمر المبتدع نفسه و یكون معنی الإیواء فیه الرضا به و الصبر علیه فإنه إذا رضی بالبدعة و أقر فاعلها و لم ینكرها علیه فقد آواه انتهی.
أقول: ظاهر أنه علیه السلام أراد ما علم أنهم یبتدعونه فی المدینة من غصب الخلافة و ما لحقه من سائر البدع التی عم شومها الإسلام.
فَمَا رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْعِلَلِ (1)، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحْدَثَ فِی الْمَدِینَةِ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً قُلْتُ وَ مَا ذَلِكَ الْحَدَثُ قَالَ الْقَتْلُ (2).
لعله خص به تقیة لاشتهار هذا التفسیر بینهم.
وَ رَوَی الصَّدُوقُ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُخَالِفِینَ إِلَی أُمَیَّةَ بْنِ یَزِیدَ الْقُرَشِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَی مُحْدِثاً فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ لَا یُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَ لَا عَدْلٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْحَدَثُ قَالَ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ مَثَّلَ مُثْلَةً بِغَیْرِ قَوَدٍ أَوِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَیْرِ سُنَّةٍ أَوِ انْتَهَبَ نُهْبَةً ذَاتَ (3) شَرَفٍ قَالَ فَقِیلَ مَا الْعَدْلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْفِدْیَةُ قَالَ فَقِیلَ فَمَا الصَّرْفُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ التَّوْبَةُ (4)
ص: 66
اللزوم لجماعتهم و معنی جماعتهم و عقاب نكث البیعة*
«1»-لی، الأمالی للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَهْضَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِینَ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا جَمَاعَةُ الْمُسْلِمِینَ قَالَ جَمَاعَةُ أَهْلِ الْحَقِّ وَ إِنْ قَلُّوا (1).
أقول: قد مرت الأخبار من هذا الباب فی كتاب العلم فی باب معنی الجماعة و الفرقة و السنة و البدعة.
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَاهَانَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ بُنْدَارَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ تَمِیمٍ الرَّازِیِّ (2) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الدِّینُ نَصِیحَةٌ قِیلَ لِمَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِكِتَابِهِ وَ لِلْأَئِمَّةِ فِی الدِّینِ وَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِینَ (3).
«3»-ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاسَ فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًی فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا ثُمَّ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ یَسْمَعْهَا (4) فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَیْرُ فَقِیهٍ وَ رُبَ
ص: 67
حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ یَسْعَی بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ هُمْ (1) یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ (2).
ل، الخصال أبی عن سعد عن البرقی مثله (3)
أقول: قد مضی الخبر بسند آخر مع شرحه فی باب فضل كتابة الحدیث فی المجلد الأول.
«4»-ل، الخصال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ نَكْثُ الصَّفْقَةِ وَ تَرْكُ السُّنَّةِ وَ فِرَاقُ الْجَمَاعَةِ وَ ثَلَاثٌ مُنْجِیَاتٌ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَ تَبْكِی عَلَی خَطِیئَتِكَ وَ تَلْزَمُ (4) بَیْتَكَ (5).
بیان: الصفقة البیعة لما فیه من صفق الید بالید.
«5»-فس، تفسیر القمی إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ (6) قَالَ نَزَلَتْ بِمِنًی فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ فَلَمَّا نَزَلَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی فَجَاءَ إِلَی مَسْجِدِ الْخَیْفِ فَجَمَعَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا وَ بَلَّغَهَا
ص: 68
مَنْ لَمْ یَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَیْرُ فَقِیهٍ (1) وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ (2) بِهِ لَنْ تَضِلُّوا وَ لَنْ تَزِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی فَإِنَّهُ قَدْ نَبَّأَنِیَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ أَنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ كَإِصْبَعَیَّ هَاتَیْنِ وَ جَمَعَ بَیْنَ سَبَّابَتَیْهِ وَ لَا أَقُولُ كَهَاتَیْنِ وَ جَمَعَ بَیْنَ سَبَّابَتِهِ وَ الْوُسْطَی فَتَفْضُلَ هَذِهِ عَلَی هَذِهِ (3).
«6»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ قَالَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ اذْهَبْ بِنَا إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَیْهِ فَوَجَدْنَاهُ قَدْ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَقَالَ لَهُ سُفْیَانُ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا بِحَدِیثِ خُطْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ قَالَ دَعْنِی حَتَّی أَذْهَبَ فِی حَاجَتِی فَإِنِّی قَدْ رَكِبْتُ فَإِذَا جِئْتُ حَدَّثْتُكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا حَدَّثْتَنِی قَالَ فَنَزَلَ فَقَالَ مُرْ لِی (4) بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ حَتَّی أُثْبِتَهُ فَدَعَا بِهِ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ خُطْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ لِیُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَیْسَ بِفَقِیهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَ هُمْ یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ یَسْعَی بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ فَكَتَبَهُ (5)
ص: 69
ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَیْهِ وَ رَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ جِئْتُ أَنَا وَ سُفْیَانُ فَلَمَّا كُنَّا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ فَقَالَ لِی كَمَا أَنْتَ حَتَّی أَنْظُرَ فِی هَذَا الْحَدِیثِ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ وَ اللَّهِ أَلْزَمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَقَبَتَكَ شَیْئاً لَا یَذْهَبُ مِنْ رَقَبَتِكَ أَبَداً فَقَالَ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ قَدْ عَرَفْنَاهُ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ مَنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ الَّذِینَ یَجِبُ عَلَیْنَا نَصِیحَتُهُمْ مُعَاوِیَةُ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ وَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ وَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَ كُلُّ مَنْ لَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ عِنْدَنَا وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ خَلْفَهُمْ وَ قَوْلُهُ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَأَیُّ الْجَمَاعَةِ مُرْجِئٌ یَقُولُ مَنْ لَمْ یُصَلِّ وَ لَمْ یَصُمْ وَ لَمْ یَغْتَسِلْ مِنْ جَنَابَةٍ وَ هَدَمَ الْكَعْبَةَ وَ نَكَحَ أُمَّهُ فَهُوَ عَلَی إِیمَانِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ أَوْ قَدَرِیٌّ یَقُولُ لَا یَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَكُونُ مَا شَاءَ إِبْلِیسُ أَوْ حَرُورِیٌّ یَبْرَأُ (1) مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ شَهِدَ عَلَیْهِ بِالْكُفْرِ أَوْ جَهْمِیٌّ یَقُولُ إِنَّمَا هِیَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَیْسَ الْإِیمَانُ شَیْ ءٌ غَیْرَهَا قَالَ وَیْحَكَ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ یَقُولُونَ فَقُلْتُ یَقُولُونَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ اللَّهِ الْإِمَامُ الَّذِی یَجِبُ عَلَیْنَا نَصِیحَتُهُ وَ لُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ أَهْلُ بَیْتِهِ قَالَ فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَخَرَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَا تُخْبِرْ بِهَا (2) أَحَداً (3).
بیان: لما حدثنی لما بالتشدید حرف استثناء بمعنی إلا یقال أنشدك اللّٰه لما فعلت أی لا أسأل إلا فعلك قاله ابن هشام أو المعنی أسألك فی جمیع الأحوال إلا فی وقت فعلك من لی بالفتح و التخفیف سؤال فی صورة الاستفهام أو بالضم و التشدید صیغة أمر أی تفضل و فی بعض النسخ بالراء خطبة خبر محذوف
ص: 70
أی هذه كما أنت أی توقف و أصله الزم ما أنت فیه فالكاف زائدة و ما موصولة منصوبة المحل بالإغراء.
و المرجئة قوم یكتفون بالإیمان و یقولون لا مدخل للأعمال فی الإیمان و لا تتفاوت مراتب الإیمان و لا تضر معه معصیة و هم فرق شتی لهم مذاهب شنیعة مذكورة فی الملل و النحل.
و المراد بالقدریة هنا التفویضیة الذین قالوا إنه لیس لله سبحانه و قضائه و قدره مدخل فی أعمال العباد قال بعضهم إنه لا یقدر اللّٰه تعالی علی التصرف فی أعمالهم فهم عزلوا الرب تعالی عن ملكه و قالوا لا یكون ما شاء اللّٰه فنفوا أن یكون لله تعالی مشیة و إرادة و تدبیر و تصرف فی أفعال العباد و أثبتوا ذلك لإبلیس.
و الحروریة الخوارج أو فرقة منهم منسوبة إلی حروراء بالمد و القصر و فتح الحاء فیهما و هی قریة كانت قریبة من الكوفة كان أول اجتماعهم و تحكیمهم فیها.
و قال فی المغرب رجل جهم الوجه عبوس و به سمی جهم بن صفوان المنسوب إلیه الجهمیة و هی فرقة شایعته (1) علی مذهبه و هی القول بأن الجنة و النار تفنیان و أن الإیمان هو المعرفة فقط دون الإقرار و دون سائر الطاعات و أنه لا فعل لأحد علی الحقیقة إلا لله و أن العباد فیما ینسب إلیهم من الأفعال كالشجر تحركها الریح فالإنسان لا یقدر علی شی ء إنما هو مجبر فی أفعاله لا قدرة له و لا إرادة و لا اختیار انتهی.
و فی الملل و النحل نسب إلیه القول بأن من أتی بالمعرفة ثم جحد بلسانه لم یكفر بجحده و قال الإیمان لا یتبعض أی لا ینقسم إلی عقد و قول و عمل و لا یتفاضل أهله فیه فإیمان الأنبیاء و إیمان الأمة علی نمط واحد إذ المعارف لا تتفاضل انتهی.
ص: 71
و أی شی ء یقولون أی الأئمة علیهم السلام أو شیعتهم أو الأعم و لا یخفی أن الثوری اللعین الذی هو رئیس الصوفیة و إمامهم بخرقه الكتاب أظهر كفره و وغل فی الشرك قلبه و خالف النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی جمیع الخصال الثلاث.
«7»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا نَظَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی وَلِیٍّ لَهُ یُجْهِدُ نَفْسَهُ بِالطَّاعَةِ لِإِمَامِهِ وَ النَّصِیحَةِ إِلَّا كَانَ مَعَنَا فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی (1).
بیان: قال الجزری فی حدیث الدعاء ألحقنی بالرفیق الأعلی الرفیق جماعة الأنبیاء الذین یسكنون أعلی علیین و هو اسم جاء علی فعیل و معناه الجماعة كالصدیق و الخلیط یقع علی الواحد و الجمع و منه قوله تعالی وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً (2)
«8»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِینَ قِیدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ (3).
«9»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِینَ وَ نَكَثَ صَفْقَةَ الْإِبْهَامِ جَاءَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَجْذَمَ (4).
بیان: القید بالكسر القدر و هو من قبیل تشبیه المعقول بالمحسوس و النكث نقض العهد و صفقة الإبهام كنایة عن البیعة
و قال فی النهایة فیه من تعلم القرآن ثم نسیه لقی اللّٰه یوم القیامة و هو أجذم.
أی مقطوع الید من الجذم القطع
وَ مِنْهُ حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ نَكَثَ بَیْعَتَهُ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ أَجْذَمُ لَیْسَتْ لَهُ یَدٌ.
قال القتیبی الأجذم هاهنا الذی ذهبت أعضاؤه كلها و لیست الید أولی بالعقوبة من باقی الأعضاء
ص: 72
یقال رجل أجذم و مجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام و هو الداء المعروف.
قال الجوهری لا یقال للمجذوم أجذم و قال ابن الأنباری ردا علی ابن قتیبة لو كان العقاب لا یقع إلا بالجارحة التی باشرت المعصیة لما عوقب الزانی بالجلد و الرجم فی الدنیا و بالنار فی الآخرة قال ابن الأنباری معنی الحدیث أنه لقی اللّٰه و هو أجذم الحجة لا لسان له یتكلم و لا حجة فی یده و قول علی علیه السلام لیست له ید أی لا حجة له.
و قیل معناه لقیه منقطع السبب یدل علیه قوله القرآن سبب بید اللّٰه و سبب بأیدیكم فمن نسیه فقد قطع سببه و قال الخطابی معنی الحدیث ما ذهب إلیه ابن الأعرابی و هو أن من نسی القرآن لقی اللّٰه خالی الید من الخیر صفرها من الثواب فكنی بالید عما تحویه و تشتمل علیه من الخیر.
قلت و فی تخصیص علی علیه السلام بذكر الید معنی لیس فی حدیث نسیان القرآن لأن البیعة تباشرها الید من بین الأعضاء و هو أن یضع البائع یده فی ید الإمام عند عقد البیعة و أخذها علیه.
الآیات؛
المائدة: «إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ* وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ»(60-61)
إبراهیم: «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْكُرُونَ»(40)
تفسیر؛
أقول: سیأتی فی المجلد التاسع تأویل الآیة الأولی و أن المراد بالذین
ص: 73
آمنوا فی الموضعین الأئمة علیهم السلام و سنورد الأخبار المتواترة من طریق الخاصة و العامة فی ذلك فثبت وجوب موالاتهم و حبهم و نصرتهم و الاعتقاد بإمامتهم صلوات اللّٰه علیهم و أما الآیة الثانیة فسیأتی فی الأخبار المستفیضة أنهم علیهم السلام هم المقصودون من الذریة فی دعاء إبراهیم علیه السلام و أنه علیه السلام دعا لشیعتهم بأن تهوی قلوبهم إلی أئمتهم.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِیمَا رَوَاهُ الْعَیَّاشِیُّ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ یَعْنِ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَنْتُمْ أُولَئِكَ وَ نُظَرَاؤُكُمْ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ فِی النَّاسِ مَثَلُ الشَّعْرَةِ الْبَیْضَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ (1).
وَ فِی الْكَافِی، عَنْهُ علیه السلام وَ لَمْ یَعْنِ الْبَیْتَ فَیَقُولَ إِلَیْهِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام (2).
وَ فِی الْإِحْتِجَاجِ، عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَفْئِدَةُ مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْنَا وَ ذَلِكَ دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام حَیْثُ قَالَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ
وَ فِی الْبَصَائِرِ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ جَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْنَا.
وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ تَعَالَی عَنَی بِقَوْلِهِ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ ثَمَرَاتِ الْقُلُوبِ (3) أَیْ حُبِّهِمْ إِلَی النَّاسِ لِیَأْتُوا إِلَیْهِمْ-.
وَ سَیَأْتِی الْأَخْبَارُ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ.
«14»-1- لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمَازِنِیِّ عَنْ عَبَّادٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ 6 جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَتْ خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشِیَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَاهَی بِكُمْ وَ غَفَرَ لَكُمْ عَامَّةً وَ لِعَلِیٍّ خَاصَّةً وَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ غَیْرَ مُحَابٍ لِقَرَابَتِی هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی أَنَّ السَّعِیدَ كُلَّ السَّعِیدِ حَقَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ
ص: 74
بَعْدَ مَوْتِهِ وَ أَنَّ الشَّقِیَّ كُلَّ الشَّقِیِّ حَقَّ الشَّقِیِّ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ (1).
بیان: قوله غیر محاب بتخفیف الباء أی لا أقول فیهم ما لا یستحقونه محاباة لهم قال الفیروزآبادی حاباه محاباة و حباء نصره و اختصه و مال إلیه انتهی و بالتشدید تصحیف.
«2»-لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ نَضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَادٍّ عَنِ الْقَنْدِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كُلُّ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ إِنَّ عَدَاوَتَنَا تُلْحِقُ بِالْیَهُودِ وَ النَّصَارَی إِنَّكُمْ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّی تُحِبُّونِی وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُ هَذَا یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام (2).
«3»-ختص، الإختصاص أَبُو غَالِبٍ الزُّرَارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَمِّیَ الْحُصَیْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَدْنَاهُ وَ قَالَ مَنْ هَذَا مَعَكَ قَالَ ابْنُ أَخِی إِسْمَاعِیلَ فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ إِسْمَاعِیلَ وَ تَجَاوَزَ عَنْهُ سَیِّئَ عَمَلِهِ كَیْفَ خَلَفْتُمُوهُ قَالَ بِخَیْرٍ مَا أَبْقَی اللَّهُ لَنَا مَوَدَّتَكُمْ فَقَالَ یَا حُصَیْنُ لَا تَسْتَصْغِرُوا مَوَدَّتَنَا فَإِنَّهَا مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا اسْتَصْغَرْتُهَا وَ لَكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَیْهَا (3).
«4»-لی، الأمالی للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَمِیمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (4) عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی (5) عَنْ أَبِیهِ
ص: 75
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّی أَكُونَ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَهْلِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَ عِتْرَتِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ ذَاتِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ ذَاتِهِ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ یَا بَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا تَزَالُ تَجِی ءُ بِالْحَدِیثِ یُحْیِی اللَّهُ بِهِ الْقُلُوبَ (1).
بیان: قوله و ذاتی أی كل ما ینسب إلی سوی ما ذكر.
«5»-لی، الأمالی للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی عَنْ هِشَامِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا یَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ وَ أَحِبُّونِی لِحُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحِبُّوا أَهْلَ بَیْتِی لِحُبِّی (2).
ل، الخصال محمد بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن أحمد بن العباس عن محمد بن یحیی الصوفی عن یحیی بن معین عن هشام بن یوسف مثله (3)
«6»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَهُ (4)
7- ع، علل الشرائع لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ عِصَامِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ (5) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنَ الْأَمْنِ
ص: 76
وَ الْإِیمَانِ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ شَمْسٌ وَ غَرَبَتْ (1) وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ مَاتَ مَوْتَةً جَاهِلِیَّةً وَ حُوسِبَ بِمَا عَمِلَ (2).
«8»-لی، الأمالی للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَا ثَبَتَ حُبُّكَ فِی قَلْبِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ فَزَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا ثَبَتَتْ لَهُ قَدَمٌ حَتَّی یُدْخِلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِحُبِّكَ الْجَنَّةَ (3).
«9»-ب، قرب الإسناد ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ أَحَبَّنَا (4) نَفَعَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ وَ لَوْ كَانَ أَسِیراً فِی یَدِ الدَّیْلَمِ وَ مَنْ أَحَبَّنَا لِغَیْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ بِهِ مَا یَشَاءُ إِنَّ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَیَحُطُّ الذُّنُوبَ عَنِ الْعِبَادِ كَمَا تَحُطُّ الرِّیحُ الشَّدِیدَةُ الْوَرَقَ عَنِ الشَّجَرِ (5).
ثو، ثواب الأعمال ابن الولید عن الصفار عن ابن سعد الأزدی من قوله إن حبنا إلی آخر الخبر (6).
«10»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ل، الخصال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَرْبَعَةٌ أَنَا الشَّفِیعُ (7) لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَوْ أَتَوْنِی بِذُنُوبِ أَهْلِ
ص: 77
الْأَرْضِ مُعِینٌ (1) لِأَهْلِ بَیْتِی وَ الْقَاضِی لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ عِنْدَ مَا اضْطُرُّوا إِلَیْهِ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ الدَّافِعُ عَنْهُمْ بِیَدِهِ (2).
«11»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمْ شَفِیعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْمُكْرِمُ لِذُرِّیَّتِی وَ الْقَاضِی لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ وَ السَّاعِی لَهُمْ فِی أُمُورِهِمْ عِنْدَ مَا اضْطُرُّوا إِلَیْهِ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ (3).
«12»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ زَیْدَوَیْهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمْرُوسٍ الْهَمَدَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ حُبَّ الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَقَدْ أَصَابَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَلَا یَشُكَّنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ فِی الْجَنَّةِ فَإِنَّ فِی حُبِّ أَهْلِ بَیْتِی عِشْرِینَ خَصْلَةً عَشْرٌ مِنْهَا فِی الدُّنْیَا وَ عَشْرٌ فِی الْآخِرَةِ أَمَّا فِی الدُّنْیَا (4) فَالزُّهْدُ وَ الْحِرْصُ عَلَی الْعَمَلِ (5) وَ الْوَرَعُ فِی الدِّینِ وَ الرَّغْبَةُ فِی الْعِبَادَةِ وَ التَّوْبَةُ قَبْلَ الْمَوْتِ وَ النَّشَاطُ فِی قِیَامِ اللَّیْلِ وَ الْیَأْسُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ الْحِفْظُ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْیِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ التَّاسِعَةُ بُغْضُ الدُّنْیَا وَ الْعَاشِرَةُ السَّخَاءُ وَ أَمَّا فِی الْآخِرَةِ (6) فَلَا یُنْشَرُ لَهُ دِیوَانٌ وَ لَا یُنْصَبُ لَهُ مِیزَانٌ وَ یُعْطَی كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ یُكْتَبُ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَ یَبْیَضُّ وَجْهُهُ وَ یُكْسَی مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَ یُشَفَّعُ فِی مِائَةٍ مِنْ
ص: 78
أَهْلِ بَیْتِهِ وَ یَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ بِالرَّحْمَةِ وَ یُتَوَّجُ مِنْ تِیجَانِ الْجَنَّةِ وَ الْعَاشِرَةُ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَطُوبَی لِمُحِبِّی أَهْلِ بَیْتِی (1).
«13»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَ لِأَهْلِكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ مُحِبِّی شِیعَتِكَ وَ مُحِبِّی مُحِبِّی شِیعَتِكَ فَأَبْشِرْ فَإِنَّكَ الْأَنْزَعُ الْبَطِینُ مَنْزُوعٌ مِنَ الشِّرْكِ بَطِینٌ مِنَ الْعِلْمِ (2).
«14»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی فَلْیَتَمَسَّكْ (3) بِحُبِّ عَلِیٍّ وَ أَهْلِ بَیْتِی (4).
«15»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ آمِناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ (5).
«16»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام مَنْ أَحَبَّكَ كَانَ مَعَ النَّبِیِّینَ فِی دَرَجَتِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُبْغِضُكَ فَلَا یُبَالِی مَاتَ یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً (6).
«17»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ لَا یُحِبُّ هَذَا فَقَدْ كَذَبَ (7).
«18»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (8).
«19»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِیِ
ص: 79
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَیْخِ بْنِ (1) مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ (2) عُمَرَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی مَسْرُوقٍ الْأَجْدَعِ فَإِذَا عِنْدَهُ ضَیْفٌ لَهُ لَا نَعْرِفُهُ وَ هُمَا یَطْعَمَانِ مِنْ طَعَامٍ لَهُمَا فَقَالَ الضَّیْفُ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِخَیْبَرَ (3) فَلَمَّا قَالَهَا عَرَفْنَا أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ (4) النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ قَالَ جَاءَتْ صَفِیَّةُ بِنْتُ حُیَیِّ بْنِ أَخْطَبَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَسْتُ كَأَحَدِ نِسَائِكَ قَتَلْتَ الْأَبَ وَ الْأَخَ وَ الْعَمَّ فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَإِلَی مَنْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی هَذَا وَ أَشَارَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنِی بِهِ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ قَالَ قُلْنَا بَلَی قَالَ دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ یَا أَعْوَرُ قَالَ قُلْتُ حُبُّكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ اللَّهَ (5) قُلْتُ اللَّهَ فَنَاشَدَنِی ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِمَّنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِیمَانِ إِلَّا وَ هُوَ یَجِدُ مَوَدَّتَنَا (6) عَلَی قَلْبِهِ فَهُوَ یُحِبُّنَا وَ لَیْسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِمَّنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِلَّا وَ هُوَ یَجِدُ بُغْضَنَا عَلَی قَلْبِهِ فَهُوَ یُبْغِضُنَا (7) فَأَصْبَحَ مُحِبُّنَا یَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ فَكَأَنَّ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لَهُ وَ أَصْبَحَ مُبْغِضُنَا عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ فَهَنِیئاً لِأَهْلِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ وَ تَعْساً لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ (8).
ص: 80
بشا، بشارة المصطفی الحسن بن الحسین بن بابویه عن شیخ الطائفة عن المفید مثله (1)
- كشف، كشف الغمة من كفایة الطالب بإسناده عن السبیعی مثله (2)
بیان: قال الجوهری التعس الهلاك و أصله الكب و هو ضد الانتعاش یقال تعسا لفلان أی ألزمه اللّٰه هلاكا.
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه التعس الانحطاط و العثار و الإزلال و الإدحاض بمعنی و هو العثار الذی لا یستقال صاحبه و إذا سقط الساقط فأرید به الانتعاش و الاستقامة قیل لعا له و إذا لم یرد ذلك قیل تعسا له (3) انتهی.
أقول: قوله مثواهم منصوب علی الظرفیة أی فی مثواهم أو بنزع الخافض أی لمثواهم.
«20»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ الطَّائِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا وَ لِقُرَیْشٍ إِذَا تَلَاقَوْا تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُسْتَبْشِرَةٍ وَ إِذَا لَقَوْنَا لَقَوْنَا بِغَیْرِ ذَلِكَ فَغَضِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِیمَانُ حَتَّی یُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ (4).
«21»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَصِیرَةِ (5) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَالِسَیْنِ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ جَالِسٌ إِلَی جَنْبِهِ إِذْ قَرَأَ
ص: 81
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (1) قَالَ فَانْتَقَضَ عَلِیٌّ علیه السلام انْتِقَاضَ الْعُصْفُورِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا شَأْنُكَ (2) تَجْزَعُ فَقَالَ وَ مَا لِی لَا أَجْزَعُ وَ اللَّهُ یَقُولُ إِنَّهُ یَجْعَلُنَا خُلَفَاءَ الْأَرْضِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَجْزَعْ وَ اللَّهِ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ (3).
بیان: الانتقاض الارتعاد.
«22»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: لَمَّا قَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنَاسِكَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ أَنْشَأَ یَقُولُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ مُسْلِماً فَقَامَ إِلَیْهِ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْإِسْلَامُ فَقَالَ علیه السلام الْإِسْلَامُ عُرْیَانٌ وَ لِبَاسُهُ التَّقْوَی وَ زِینَتُهُ الْحَیَاءُ وَ مِلَاكُهُ الْوَرَعُ وَ كَمَالُهُ الدِّینُ وَ ثَمَرَتَهُ الْعَمَلُ وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (4).
بیان: قال الفیروزآبادی ملاك الأمر و یكسر قوامه الذی یملك به.
«23»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ أَبِی الْخَالِدِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْخَوْلَانِیِّ عَنْ زَاذَانَ قَالَ سَمِعْتُ سَلْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ لَا أَزَالُ أُحِبُّ عَلِیّاً علیه السلام فَإِنِّی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَضْرِبُ فَخِذَهُ وَ یَقُولُ مُحِبُّكَ لِی مُحِبٌ
ص: 82
وَ مُحِبِّی لِلَّهِ مُحِبٌّ وَ مُبْغِضُكَ لِی مُبْغِضٌ وَ مُبْغِضِی لِلَّهِ تَعَالَی مُبْغِضٌ (1).
«24»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ التَّمَّارِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مِیثَمٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَقُولُ تَمَسَّیْنَا لَیْلَةً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ لَنَا لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِیمَانِ إِلَّا أَصْبَحَ یَجِدُ مَوَدَّتَنَا عَلَی قَلْبِهِ وَ لَا أَصْبَحَ عَبْدٌ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِلَّا یَجِدُ بُغْضَنَا عَلَی قَلْبِهِ فَأَصْبَحْنَا نَفْرَحُ بِحُبِّ الْمُحِبِّ لَنَا وَ نَعْرِفُ بُغْضَ الْمُبْغِضِ لَنَا وَ أَصْبَحَ مُحِبُّنَا مُغْتَبِطاً بِحُبِّنَا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ یَنْتَظِرُهَا كُلَّ یَوْمٍ وَ أَصْبَحَ مُبْغِضُنَا یُؤَسِّسُ بُنْیَانَهُ عَلَی شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَكَأَنَّ ذَلِكَ الشَّفَا قَدِ انْهَارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ وَ كَأَنَّ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لِأَصْحَابِ أَهْلِ الرَّحْمَةِ (2) فَهَنِیئاً لِأَصْحَابِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ وَ تَعْساً لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ إِنَّ عَبْداً لَنْ یَقْصُرَ فِی حُبِّنَا لِخَیْرٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِی قَلْبِهِ وَ لَنْ یُحِبَّنَا مَنْ یُحِبُّ مُبْغِضَنَا إِنَّ ذَلِكَ لَا یَجْتَمِعُ فِی قَلْبٍ وَاحِدٍ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ (3) یُحِبُّ بِهَذَا قَوْماً وَ یُحِبُّ بِالْآخَرِ عَدُوَّهُمْ وَ الَّذِی یُحِبُّنَا فَهُوَ یُخْلِصُ حُبَّنَا كَمَا یُخْلِصُ الذَّهَبَ لَا غِشَّ فِیهِ نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ أَفْرَاطُنَا أَفْرَاطُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنَا وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَنَا حِزْبُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ علیه السلام وَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ حِزْبُ الشَّیْطَانِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ یَعْلَمَ حَالَهُ فِی حُبِّنَا فَلْیَمْتَحِنْ قَلْبَهُ فَإِنْ وَجَدَ فِیهِ حُبَّ مَنْ أَلَّبَ (4) عَلَیْنَا فَلْیَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَدُوُّهُ وَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ اللَّهُ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِینَ (5).
ص: 83
«25»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِثْلَهُ (1).
- كتاب الغارات، لإبراهیم محمد الثقفی بإسناده عن حبیش بن المعتمر عنه علیه السلام مثله (2)
إیضاح: قوله و أفراطنا قال الفیروزآبادی فرط سبق و تقدم و ولدا ماتوا له صغارا و إلیه رسوله قدمه و أرسله و القوم تقدمهم إلی الورد لإصلاح الحوض و الدلاء و الفرط الاسم من الإفراط و العلم المستقیم یقتدی به (3) و بالتحریك المتقدم إلی الماء للواحد و الجمع و ما تقدمك من أجر و عمل و ما لم یدرك من الولد انتهی.
أقول: فیحتمل أن یكون المراد أولادنا أولاد الأنبیاء أو الشفیع المتقدم منا فی الآخرة یشفع للأنبیاء
كَمَا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَی الْحَوْضِ.
أو الإمام المقتدی منا هو مقتدی الأنبیاء.
قوله علیه السلام ألب علینا بتشدید اللام أی جمع علینا الناس و حرصهم علی الإضرار بنا قال الفیروزآبادی ألب إلیه القوم أتوه من كل جانب و جمع و اجتمع و أسرع و عاد و الألب بالفتح التدبیر علی العدو من حیث لا یعلم و الطرد الشدید و هم علیه ألب و إلب واحد مجتمعون علیه بالظلم و العداوة و التألیب التحریض و الإفساد.
«26»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ بَكَّارِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَمْزَةَ الزَّیَّاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا لِلَّهِ وَرَدْنَا نَحْنُ وَ هُوَ عَلَی نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله هَكَذَا وَ ضَمَّ إِصْبَعَیْهِ وَ مَنْ أَحَبَّنَا
ص: 84
لِلدُّنْیَا فَإِنَّ الدُّنْیَا لَتَسَعُ الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ (1).
«27»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی مَعْشَرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَ لَا أُحَدِّثُكَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ بِالْحَسَنَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَمِنَ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ السَّیِّئَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ (2) فِی النَّارِ قُلْتُ بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ الْحَسَنَةُ حُبُّنَا وَ السَّیِّئَةُ بُغْضُنَا (3).
یر، بصائر الدرجات ابن فضال عن عاصم بن حمید مثله (4).
«28»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمْ شَفِیعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْمُحِبُّ لِأَهْلِ بَیْتِی وَ الْمُوَالِی لَهُمْ وَ الْمُعَادِی فِیهِمْ وَ الْقَاضِی لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ وَ السَّاعِی لَهُمْ فِیمَا یَنُوبُهُمْ (5) مِنْ أُمُورِهِمْ (6).
بیان: لعله صلی اللّٰه علیه و آله عد الموالی و المعادی (7) واحدا لتلازمهما.
«29»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ حَشِیشٍ (8) عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ السَّاعَةِ فَقَالَ مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ حُبَّ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ أَنْتَ مَعَ
ص: 85
مَنْ أَحْبَبْتَ (1).
«30»-ع، علل الشرائع عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابُ الْقُرَشِیُّ (2) عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ خُرَّزَادَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی (3) عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّی أَكُونَ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ یَكُونَ عِتْرَتِی أَحَبَّ (4) إِلَیْهِ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ یَكُونَ أَهْلِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَ تَكُونَ ذَاتِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ ذَاتِهِ (5).
بشا، بشارة المصطفی أبو محمد الجبار بن علی عن محمد بن أحمد الفلفلی عن الحسین بن الحسن عن محمد بن إدریس الحنظلی عن الحسن بن عبد الرحیم عن سعید بن أبی نصر عن ابن أبی لیلی عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبی لیلی عن أبیه مثله (6).
«31»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ (7) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنْ جَدِّهِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ وَ اسْمُهُ سُلَیْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلنَّاسِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا یَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ (8)
ص: 86
وَ أَحِبُّونِی لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحِبُّوا قَرَابَتِی لِی (1).
«32»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَانَ یُحِبُّنَا وَ هُوَ فِی مَوْضِعٍ لَا یَشِینُهُ فَهُوَ مِنْ خَالِصِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الْمَوْضِعُ الَّذِی لَا یَشِینُهُ قَالَ لَا یُرْمَی فِی مَوْلِدِهِ (2) وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ لَمْ یُجْعَلْ وَلَدَ زِنًا (3).
«33»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ حَدِیثٌ یُرْوَی أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنِّی أُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ أَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً فَقَالَ لَیْسَ هَكَذَا قَالَ إِنَّمَا قَالَ لَهُ أَعْدَدْتَ لِفَاقَتِكَ جِلْبَاباً یَعْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ (4).
«34»-مع، معانی الأخبار مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلَی حَاجَتِهِ (5) فَیَرْجِعُ وَ مَا ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَمْلَأُ صَحِیفَتُهُ حَسَنَاتٍ قَالَ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ یَمُرُّ بِالْقَوْمِ وَ یَذْكُرُونَّا (6) أَهْلَ الْبَیْتِ فَیَقُولُونَ كُفُّوا فَإِنَّ هَذَا یُحِبُّهُمْ
ص: 87
فَیَقُولُ الْمَلَكُ لِصَاحِبِهِ اكْتُبْ هَیْبَ (1) آلِ مُحَمَّدٍ فِی فُلَانٍ الْیَوْمَ (2).
«35»-لی، الأمالی للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی ذُرْعَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَیْرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَلَایَتِی وَ وَلَایَةُ أَهْلِ بَیْتِی أَمَانٌ (3) مِنَ النَّارِ (4).
«36»-لی، الأمالی للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی نُوَیْرَةَ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی قُدَامَةَ الْفَدَّانِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْهِ بِمَعْرِفَةِ أَهْلِ بَیْتِی وَ وَلَایَتِهِمْ فَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ الْخَیْرَ كُلَّهُ (5).
«37»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَنْ أَقَامَ فَرَائِضَ اللَّهِ وَ اجْتَنَبَ مَحَارِمَ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ الْوَلَایَةَ لِأَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّ اللَّهِ وَ تَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَدْخُلْ مِنْ أَیِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِیَةِ شَاءَ (6).
«38»-لی، الأمالی للصدوق الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِكَ سَادَاتُ أُمَّتِی مَنْ أَحَبَّنَا فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَ مَنْ وَالانَا فَقَدْ وَالَی اللَّهَ وَ مَنْ عَادَانَا فَقَدْ عَادَی اللَّهَ وَ مَنْ أَطَاعَنَا فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَانَا فَقَدْ عَصَی اللَّهَ (7).
«39»-ل، الخصال الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ تَمَسَّكَ بِنَا لَحِقَ وَ مَنْ سَلَكَ غَیْرَ طَرِیقِنَا غَرِقَ لِمُحِبِّینَا أَفْوَاجٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ لِمُبْغِضِینَا أَفْوَاجٌ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ
ص: 88
وَ قَالَ علیه السلام مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ وَ قَاتَلَ مَعَنَا أَعْدَاءَنَا بِیَدِهِ فَهُمْ مَعَنَا فِی دَرَجَتِنَا وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ وَ لَمْ یُقَاتِلْ مَعَنَا أَعْدَاءَنَا فَهُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ بِدَرَجَةٍ وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ لَمْ یُعِنَّا بِلِسَانِهِ وَ لَا بِیَدِهِ فَهُوَ فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ وَ أَعَانَ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ یَدِهِ فَهُوَ مَعَ عَدُوِّنَا فِی النَّارِ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ وَ لَمْ یُعِنْ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ لَا بِیَدِهِ فَهُوَ فِی النَّارِ قَالَ علیه السلام أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَ اللَّهِ لَا یُحِبُّنِی إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُنِی إِلَّا مُنَافِقٌ (1).
«40»-ع، علل الشرائع مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُسَامٍ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُهْ أَبِی الرَّبِیعِ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدِ بْنِ جُذْعَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ الْأَمْنَ وَ الْإِیمَانَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ حُوسِبَ بِمَا عَمِلَ (2).
«41»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ رَزِینٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: سِتُّ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ الَّذِی یُحِبُّ لِأَخِیهِ مَا یُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَ یَكْرَهُ لَهُ مَا یَكْرَهُ لِنَفْسِهِ وَ یُنَاصِحُهُ الْوَلَایَةَ وَ یَعْرِفُ فَضْلِی وَ یَطَأُ عَقِبِی وَ یَنْتَظِرُ عَاقِبَتِی (3).
بیان: لعل المراد بالعاقبة دولته و دولة ولده علیه السلام (4) فی الرجعة أو فی القیامة كما قال تعالی وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ (5) و یحتمل أن یكون المراد بالعاقبة هنا الولد أو
ص: 89
آخر الأولاد فإن العاقبة تكون بمعنی الولد و آخر كل شی ء كما ذكره الفیروزآبادی فیكون المراد انتظار الفرج بظهور القائم علیه السلام.
«42»-سن، المحاسن بَكْرُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی اللَّهِ بِغَیْرِ حِجَابٍ وَ یَنْظُرَ اللَّهُ إِلَیْهِ بِغَیْرِ حِجَابٍ فَلْیَتَوَلَّ آلَ مُحَمَّدٍ وَ لِیَتَبَرَّأْ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ لْیَأْتَمَّ بِإِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَیْهِ بِغَیْرِ حِجَابٍ وَ نَظَرَ إِلَی اللَّهِ بِغَیْرِ حِجَابٍ (1).
بیان: لعل المراد بنظره إلیه تعالی النظر إلی نبینا و أئمتنا صلوات اللّٰه علیهم كما ورد فی الخبر أو إلی رحمته و كرامته أو هو كنایة عن غایة العرفان و بنظره تعالی إلیه لطفه و إحسانه و هو مجاز شائع فی القرآن و الحدیث و كلام العرب فالمراد بقوله علیه السلام بغیر حجاب بغیر واسطة.
«43»-سن، المحاسن الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَحَبَّ (2) أَهْلَ الْبَیْتِ وَ حَقَّقَ حُبَّنَا فِی قَلْبِهِ جَرَی یَنَابِیعُ الْحِكْمَةِ عَلَی لِسَانِهِ وَ جُدِّدَ الْإِیمَانُ فِی قَلْبِهِ وَ جُدِّدَ لَهُ عَمَلُ سَبْعِینَ نَبِیّاً وَ سَبْعِینَ صِدِّیقاً وَ سَبْعِینَ شَهِیداً وَ عَمَلُ سَبْعِینَ عَابِداً عَبَدَ اللَّهَ سَبْعِینَ سَنَةً (3).
«44»-سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: قَالَ لِی یَا بِشْرَ بْنَ غَالِبٍ مَنْ أَحَبَّنَا لَا یُحِبُّنَا إِلَّا لِلَّهِ جِئْنَا نَحْنُ وَ هُوَ كَهَاتَیْنِ وَ قَدَّرَ بَیْنَ سَبَّابَتَیْهِ وَ مَنْ أَحَبَّنَا لَا یُحِبُّنَا إِلَّا لِلدُّنْیَا فَإِنَّهُ إِذَا قَامَ قَائِمُ الْعَدْلِ وَسِعَ عَدْلُهُ الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ (4).
بیان: أی ینتفع من عدل الإمام فی الدنیا.
«45»-سن، المحاسن خَلَّادٌ الْمُقْرِی عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ لَیْثِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی
ص: 90
عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ (1) عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ یَوَدُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِنَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَنْتَفِعُ عَبْدٌ بِعَمَلِهِ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا (2).
«46»-سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِیلِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَذَّاءِ (3) عَنْ أَبِی كَلَدَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الرَّوْحُ وَ الرَّاحَةُ وَ الرَّحْمَةُ وَ النُّصْرَةُ وَ الْیُسْرُ وَ الْیَسَارُ وَ الرِّضَا وَ الرِّضْوَانُ وَ الْفَرَجُ وَ الْمَخْرَجُ وَ الظُّهُورُ وَ التَّمْكِینُ وَ الْغُنْمُ وَ الْمَحَبَّةُ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِمَنْ وَالَی عَلِیّاً علیه السلام وَ ائْتَمَّ بِهِ (4).
«47»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ وَ الْحَضْرَمِیِّ (5) عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِكُلِّ شَیْ ءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (6).
«48»-سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ أَوْ غَیْرُهُ عَنْ حَفْصٍ الدَّهَّانِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ فَوْقَ كُلِّ عِبَادَةٍ عِبَادَةٌ وَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَفْضَلُ (7) عِبَادَةٍ (8).
«49»-سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَیُّ شَیْ ءٍ أَفْضَلُ مَا یَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَی اللَّهِ فِیمَا افْتَرَضَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ أَفْضَلُ مَا یَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَی اللَّهِ طَاعَةُ اللَّهِ وَ طَاعَةُ رَسُولِهِ وَ حُبُّ اللَّهِ وَ حُبُّ رَسُولِهِ وَ أُولِی الْأَمْرِ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ حُبُّنَا إِیمَانٌ وَ بُغْضُنَا كُفْرُ (9).
ص: 91
«50»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا زَیْدُ حُبُّنَا إِیمَانٌ وَ بُغْضُنَا كُفْرُ (1).
«51»-مل، كامل الزیارات أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ أَخِی أُدَیْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا أَحْبَبْتُمُونَا عَلَی ذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ عِنْدَنَا قَالَ أَیُّوبُ قَالَ أَصْحَابُنَا وَ قَدْ عَرَفْتُمُ مَوْضِعَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ (2).
بیان: لعل المعنی أنی لما ذكرت هذا الخبر للأصحاب قالوا قد عرفتم من هذا الخبر موضع الذهب و الفضة و أنه لیس لهما قدر عند الأئمة علیهم السلام أو المعنی أن الأصحاب ذكروا هذه الجملة فی تلك الروایة فیكون من كلام الإمام علیه السلام مخاطبا للشیعة أی لما عرفتم دناءة الذهب و الفضة و رفعة درجات الآخرة ما طلبتم بحبكم لنا الدنیا.
و یحتمل أن یكون المعنی أن الأصحاب قالوا عند ذكر الخبر مخاطبین للأئمة علیهم السلام إنكم مع معرفتكم بمواضع المعادن و الكنوز و كلها بیدكم لا تعطونها شیعتكم لئلا تصیر نیاتهم مشوبة أو قال أصحابنا قد عرفتم أن ذلك كنایة من أن خلفاء الجور موضع الذهب و الفضة و تركتموهم أو مع علمكم بمواضعها تركتموها و لعل الأول أظهر.
«52»-سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی خَلَفٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الرَّوْحُ وَ الرَّاحَةُ وَ الْفَلْجُ وَ الْفَلَاحُ وَ النَّجَاحُ وَ الْبَرَكَةُ وَ الْعَفْوُ وَ الْعَافِیَةُ وَ الْمُعَافَاةُ وَ الْبُشْرَی وَ النَّضْرَةُ وَ الرِّضَا وَ الْقُرْبُ وَ الْقَرَابَةُ وَ النَّصْرُ وَ الظَفَرُ وَ التَّمْكِینُ وَ السُّرُورُ وَ الْمَحَبَّةُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی مَنْ أَحَبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ وَالاهُ وَ ائْتَمَّ بِهِ وَ أَقَرَّ بِفَضْلِهِ وَ تَوَلَّی الْأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِهِ وَ حَقٌّ عَلَیَّ أَنْ أُدْخِلَهُمْ فِی شَفَاعَتِی وَ حَقٌّ عَلَی رَبِّی أَنْ یَسْتَجِیبَ لِی فِیهِمْ وَ هُمْ أَتْبَاعِی وَ مَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی جَرَی فِیَّ مَثَلُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ فِی الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِی لِأَنِّی مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ إِبْرَاهِیمُ مِنِّی دِینُهُ
ص: 92
دِینِی وَ سُنَّتُهُ سُنَّتِی وَ أَنَا أَفْضَلُ مِنْهُ وَ فَضْلِی مِنْ فَضْلِهِ وَ فَضْلُهُ مِنْ فَضْلِی وَ یُصَدِّقُ (1) قَوْلِی قَوْلُ (2) رَبِّی ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (3)
بیان: الروح الرحمة و الفلاح الفوز و النجاة و النجاح الظفر بالمطلوب
و قال فی النهایة فیه سلوا اللّٰه العفو و العافیة و المعافاة.
فالعفو محو الذنوب و العافیة أن یسلم من الأسقام و البلایا و المعافاة هی أن یعافیك اللّٰه من الناس و یعافیهم منك أی یغنیك عنهم و یغنیهم عنك و یصرف أذاهم عنك و أذاك عنهم و قیل هی مفاعلة من العفو و هو أن یعفو عن الناس و یعفوا هم عنه انتهی.
و البشری فی الدنیا علی لسان أئمتهم و عند الموت و فی القیامة و النضرة بالحجة و الرضا من اللّٰه و رضا اللّٰه عنهم و القرب من اللّٰه و القرابة من الأئمة و النصر فی الرجعة و الظفر علی الأعادی فی الدنیا و الآخرة و كذا التمكین فی الرجعة و السرور عند الموت و فی الآخرة.
«53»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْجَنَّةِ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ وَ فِی النَّارِ ثَلَاثُ دَرَكَاتٍ فَأَعْلَی دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ لِمَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ نَصَرَنَا بِلِسَانِهِ وَ یَدِهِ وَ فِی الدَّرَجَةِ الثَّانِیَةِ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ نَصَرَنَا بِلِسَانِهِ وَ فِی الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ فِی أَسْفَلِ الدَّرْكِ مِنَ النَّارِ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ وَ أَعَانَ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ یَدِهِ وَ فِی الدَّرْكِ الثَّانِیَةِ مِنَ النَّارِ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ وَ أَعَانَ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ فِی الدَّرْكِ الثَّالِثَةِ مِنَ النَّارِ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ (4).
ص: 93
«54»-سن، المحاسن مَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَیْنِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ وَ كَذَلِكَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ ثُلُثِ ثَوَابِ أَعْمَالِ الْعِبَادِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ نَصَرَكَ بِلِسَانِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ ثُلُثَیْ ثَوَابِ أَعْمَالِ الْعِبَادِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ نَصَرَكَ بِلِسَانِهِ وَ یَدِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ ثَوَابِ الْعِبَادِ (1).
بیان: لعل المراد ثواب أعمال العباد من غیر المحبین تقدیرا أو أعمالهم غیر الحب أی أعمال الجوارح و الأظهر أن المراد أنهم یعطون مثل ثواب أعمال العباد استحقاقا و إن كان ما یتفضل علیهم أكثر.
«55»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ رُبَّمَا خَلَا بِیَ (2) الشَّیْطَانُ فَخَبُثَتْ نَفْسِی ثُمَّ ذَكَرْتُ حُبِّی إِیَّاكُمْ وَ انْقِطَاعِی إِلَیْكُمْ فَطَابَتْ نَفْسِی فَقَالَ یَا زِیَادُ وَیْحَكَ وَ مَا الدِّینُ إِلَّا الْحُبُّ أَ لَا تَرَی إِلَی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی (3) إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (4).
بیان: لعل الاستشهاد بالآیة إما لأن حبهم من حب اللّٰه أو بیان أن الحب لا یتم إلا بالمتابعة (5).
«56»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَرَفْتُمْ فِی مُنْكِرِینَ كَثِیرٍ وَ أَحْبَبْتُمْ فِی مُبْغِضِینَ كَثِیرٍ وَ قَدْ یَكُونُ حُبّاً لِلَّهِ فِی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ حُبّاً فِی الدُّنْیَا فَمَا كَانَ
ص: 94
فِی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَثَوَابُهُ عَلَی اللَّهِ وَ مَا كَانَ فِی الدُّنْیَا لَیْسَ بِشَیْ ءٍ ثُمَّ نَفَضَ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْمُرْجِئَةَ وَ هَذِهِ الْقَدَرِیَّةَ وَ هَذِهِ الْخَوَارِجَ لَیْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا یَرَی أَنَّهُ عَلَی الْحَقِّ وَ إِنَّكُمْ إِنَّمَا أَحْبَبْتُمُونَا فِی اللَّهِ ثُمَّ تَلَا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (1)
تبیین: لعل المعنی أن الحب لله أنما ینفع إذا كان مع العمل بطاعته و متابعة من أمر بطاعته فهؤلاء المخالفون و إن كانوا یحبون اللّٰه تعالی لكن لما خالفوا أمره لم ینفعهم الحب ثم استشهد علیه السلام بالآیات لبیان أنهم خالفوا أمره تعالی و بالآیة الأخیرة علی أن علامة حب اللّٰه تعالی متابعة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله.
«57»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الْعِجْلِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ قَادِمٌ مِنْ خُرَاسَانَ مَاشِیاً فَأَخْرَجَ رِجْلَیْهِ وَ قَدْ تَغَلَّفَتَا وَ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا جَاءَ بِی مِنْ حَیْثُ جِئْتُ إِلَّا حُبُّكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ لَوْ أَحَبَّنَا حَجَرٌ حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَنَا وَ هَلِ الدِّینُ إِلَّا الْحُبُّ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ قَالَ یُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَیْهِمْ وَ هَلِ الدِّینُ إِلَّا الْحَبُّ (2).
«58»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا نُسَمِّی بِأَسْمَائِكُمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَیَنْفَعُنَا ذَلِكَ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ وَ هَلِ الدِّینُ إِلَّا الْحُبُّ قَالَ اللَّهُ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (3).
بیان: قوله إنا نسمی أی أولادنا و الجواب مبنی علی أن التسمیة متفرعة علی الحب.
ص: 95
«59»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عِبَادِی اعْمَلُوا أَفْضَلَ الطَّاعَاتِ وَ أَعْظَمَهَا لِأُسَامِحَكُمْ وَ إِنْ قَصَّرْتُمْ فِیمَا سِوَاهَا وَ اتْرُكُوا أَعْظَمَ الْمَعَاصِی وَ أَقْبَحَهَا لِئَلَّا أُنَاقِشَكُمْ فِی رُكُوبِ مَا عَدَاهَا إِنَّ أَعْظَمَ الطَّاعَاتِ تَوْحِیدِی وَ تَصْدِیقُ نَبِیِّی وَ التَّسْلِیمُ لِمَنْ یَنْصِبُهُ (1) بَعْدَهُ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْأَئِمَّةُ الطَّاهِرُونَ مِنْ نَسْلِهِ علیه السلام وَ إِنَّ أَعْظَمَ الْمَعَاصِی عِنْدِی الْكُفْرُ بِی وَ بِنَبِیِّی وَ مُنَابَذَةُ وَلِیِّ مُحَمَّدٍ بَعْدَهُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَوْلِیَائِهِ بَعْدَهُ فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَكُونُوا عِنْدِی فِی الْمَنْظَرِ الْأَعْلَی وَ الشَّرَفِ الْأَشْرَفِ فَلَا یَكُونَنَّ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِی آثَرَ عِنْدَكُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ بَعْدَهُ مِنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ وَ بَعْدَهُمَا مِنْ أَبْنَائِهِمَا الْقَائِمِینَ بِأُمُورِ عِبَادِی بَعْدَهُمَا فَإِنَّ مَنْ كَانَ ذَلِكَ عَقِیدَتَهُ جَعَلْتُهُ مِنْ أَشْرَفِ (2) مُلُوكِ جِنَانِی وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَیَّ مَنْ تَمَثَّلَ بِی وَ ادَّعَی رُبُوبِیَّتِی وَ أَبْغَضَهُمْ إِلَیَّ بَعْدَهُ مَنْ تَمَثَّلَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَازَعَهُ نُبُوَّتَهُ وَ ادَّعَاهَا وَ أَبْغَضَهُمْ إِلَیَّ بَعْدَهُ مَنْ تَمَثَّلَ بِوَصِیِّ مُحَمَّدٍ وَ نَازَعَهُ مَحَلَّهُ وَ شَرَفَهُ وَ ادَّعَاهُمَا وَ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَیَّ بَعْدَ هَؤُلَاءِ الْمُدَّعِینَ لِمَا هُمْ بِهِ لِسَخَطِی مُتَعَرِّضُونَ مَنْ كَانَ لَهُمْ عَلَی ذَلِكَ مِنَ الْمُعَاوِنِینَ وَ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَیَّ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مَنْ كَانَ مِنَ الرَّاضِینَ بِفِعْلِهِمْ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ مِنَ الْمُعَاوِنِینَ كَذَلِكَ (3) أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیَّ الْقَوَّامُونَ بِحَقِّی وَ أَفْضَلُهُمْ لَدَیَّ وَ أَكْرَمُهُمْ عَلَیَّ مُحَمَّدٌ سَیِّدُ الْوَرَی وَ أَكْرَمُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ بَعْدَهُ عَلِیٌّ أَخُو الْمُصْطَفَی الْمُرْتَضَی ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْقَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَقِّ وَ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَهُمْ مَنْ أَعَانَهُمْ عَلَی حَقِّهِمْ وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیَّ بَعْدَهُمْ مَنْ أَحَبَّهُمْ وَ أَبْغَضَ أَعْدَاءَهُمْ وَ إِنْ لَمْ یُمْكِنْهُ مَعُونَتُهُمْ (4).
بیان: المنابذة المحاربة.
ص: 96
«60»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ الْعَرْشَ خَلَقَ لَهُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ أَلْفَ رُكْنٍ وَ خَلَقَ عِنْدَ كُلِّ رُكْنٍ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفٍ وَ سِتِّینَ أَلْفَ مَلَكٍ لَوْ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَی لِأَصْغَرِهِمْ فَالْتَقَمَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعَ مَا كَانَ ذَلِكَ بَیْنَ لَهَوَاتِهِ إِلَّا كَالرَّمْلَةِ فِی الْمَفَازَةِ الْفَضْفَاضَةِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ یَا عِبَادِی احْتَمِلُوا عَرْشِی هَذَا فَتَعَاطَوْهُ فَلَمْ یُطِیقُوا حَمْلَهُ وَ لَا تَحْرِیكَهُ فَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَاحِداً فَلَمْ یَقْدِرُوا أَنْ یُزَعْزِعُوهُ فَخَلَقَ اللَّهُ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَشَرَةً فَلَمْ یَقْدِرُوا أَنْ یُحَرِّكُوهُ فَخَلَقَ اللَّهُ بِعَدَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ جَمَاعَتِهِمْ فَلَمْ یَقْدِرُوا أَنْ یُحَرِّكُوهُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِجَمِیعِهِمْ خَلُّوهُ عَلَیَّ أُمْسِكْهُ بِقُدْرَتِی فَخَلَّوْهُ فَأَمْسَكَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقُدْرَتِهِ ثُمَّ قَالَ لِثَمَانِیَةٍ مِنْهُمْ احْمِلُوهُ أَنْتُمْ فَقَالُوا یَا رَبَّنَا لَمْ نُطِقْهُ نَحْنُ وَ هَذَا الْخَلْقُ الْكَثِیرُ وَ الْجَمُّ الْغَفِیرُ فَكَیْفَ نُطِیقُهُ الْآنَ دُونَهُمْ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنِّی أَنَا اللَّهُ الْمُقَرِّبُ لِلْبَعِیدِ (1) وَ الْمُذَلِّلُ لِلْعَبِیدِ وَ الْمُخَفِّفُ لِلشَّدِیدِ وَ الْمُسَهِّلُ لِلْعَسِیرِ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ وَ أَحْكُمُ مَا أُرِیدُ أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتٍ تَقُولُونَهَا یَخِفُّ بِهَا عَلَیْكُمْ قَالُوا وَ مَا هِیَ یَا رَبَّنَا قَالَ تَقُولُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ فَقَالُوهَا فَحَمَلُوهُ وَ خَفَّ عَلَی كَوَاهِلِهِمْ كَشَعْرَةٍ نَابِتَةٍ عَلَی كَاهِلِ رَجُلٍ جَلْدٍ قَوِیٍّ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِسَائِرِ تِلْكَ الْأَمْلَاكِ خَلُّوا عَلَی هَؤُلَاءِ الثَّمَانِیَةِ عَرْشِی لِیَحْمِلُوهُ وَ طُوفُوا أَنْتُمْ حَوْلَهُ وَ سَبِّحُونِی وَ مَجِّدُونِی وَ قَدِّسُونِی فَإِنِّی أَنَا اللَّهُ الْقَادِرُ عَلَی مَا رَأَیْتُمْ (2) وَ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَعْجَبَ أَمْرَ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةِ حَمَلَةِ الْعَرْشِ فِی كَثْرَتِهِمْ وَ قُوَّتِهِمْ وَ عِظَمِ خَلْقِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَؤُلَاءِ مَعَ قُوَّتِهِمْ لَا یُطِیقُونَ حَمْلَ صَحَائِفَ یُكْتَبُ (3) فِیهَا
ص: 97
حَسَنَاتُ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِی قَالُوا وَ مَنْ هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِنُحِبَّهُ وَ نُعَظِّمَهُ وَ نَتَقَرَّبَ إِلَی اللَّهِ بِمُوَالاتِهِ قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ رَجُلٌ كَانَ قَاعِداً مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مُغَطَّی الرَّأْسِ لَمْ یَعْرِفْهُ فَلَمَّا جَاوَزَهُ الْتَفَتَ خَلْفَهُ فَعَرَفَهُ فَوَثَبَ إِلَیْهِ قَائِماً حَافِیاً حَاسِراً وَ أَخَذَ بِیَدِهِ فَقَبَّلَهَا وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ وَ صَدْرَهُ وَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا شَقِیقَ رَسُولِ اللَّهِ لَحْمُكَ لَحْمُهُ وَ دَمُكَ دَمُهُ وَ عِلْمُكَ مِنْ عِلْمِهِ وَ حِلْمُكَ مِنْ حِلْمِهِ وَ عَقْلُكَ مِنْ عَقْلِهِ أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُسْعِدَنِی بِمَحَبَّتِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَذَا الْفِعْلِ وَ هَذَا الْقَوْلِ مِنَ الثَّوَابِ مَا لَوْ كُتِبَ تَفْصِیلُهُ فِی (1) صَحَائِفِهِ لَمْ یُطِقْ (2) حَمْلَهَا جَمِیعُ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةِ الطَّائِفُونَ بِالْعَرْشِ وَ الْأَمْلَاكُ الْحَامِلُونَ لَهُ (3) فَقَالَ أَصْحَابُهُ لَمَّا رَجَعَ إِلَیْهِمْ أَنْتَ فِی جَلَالَتِكَ وَ مَوْضِعِكَ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ مَحَلِّكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَفْعَلُ بِهَذَا مَا نَرَی فَقَالَ لَهُمْ یَا أَیُّهَا الْجَاهِلُونَ وَ هَلْ یُثَابُ فِی الْإِسْلَامِ إِلَّا بِحُبِّ مُحَمَّدٍ وَ حُبِّ هَذَا فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَذَا الْقَوْلِ بِمِثْلِ مَا (4) كَانَ أَوْجَبَ لَهُ بِذَلِكَ الْفِعْلِ وَ الْقَوْلِ أَیْضاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَقَدْ صَدَقَ فِی مَقَالَتِهِ لِأَنَّ رَجُلًا لَوْ عَمَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِثْلَ عُمُرِ الدُّنْیَا مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ وَ رَزَقَهُ مِثْلَ أَمْوَالِهَا مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ فَأَنْفَقَ أَمْوَالَهُ كُلَّهَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ أَفْنَی عُمُرَهُ فِی صِیَامِ نَهَارِهِ وَ قِیَامِ لَیْلِهِ لَا یُفْطِرُ شَیْئاً مِنْهُ وَ لَا یَسْأَمُ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ تَعَالَی مُنْطَوِیاً عَلَی بُغْضِ مُحَمَّدٍ أَوْ بُغْضِ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِی قَامَ إِلَیْهِ هَذَا الرَّجُلُ مُكْرِماً إِلَّا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ وَ لَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْمَالَهُ عَلَیْهِ وَ أَحْبَطَهَا قَالَ فَقَالُوا وَ مَنْ هَذَانِ الرَّجُلَانِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا
ص: 98
الْفَاعِلُ مَا فَعَلَ فَذَلِكَ الْمُقْبِلُ الْمُغَطِّی رَأْسَهُ فَهُوَ هَذَا فَبَادَرُوا إِلَیْهِ یَنْظُرُونَ (1) فَإِذَا هُوَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَوْسِیُّ الْأَنْصَارِیُّ وَ أَمَّا الْمَقُولُ لَهُ هَذَا الْقَوْلُ فَهَذَا الْآخَرُ الْمُقْبِلُ الْمُغَطِّی رَأْسَهُ فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ مَا أَكْثَرَ مَنْ یَسْعَدُ بِحُبِّ هَذَیْنِ وَ مَا كَثُرَ مَنْ یَشْقَی مِمَّنْ یَنْتَحِلُ حُبَّ أَحَدِهِمَا وَ بُغْضَ الْآخَرِ إِنَّهُمَا جَمِیعاً یَكُونَانِ خَصْماً لَهُ وَ مَنْ كَانَا لَهُ خَصْماً كَانَ مُحَمَّدٌ لَهُ (2) خَصْماً وَ مَنْ كَانَ مُحَمَّدٌ لَهُ خَصْماً كَانَ اللَّهُ لَهُ خَصْماً وَ فُلِجَ عَلَیْهِ (3) وَ أُوْجِبَ عَلَیْهِ عَذَابُهُ (4) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّمَا یَعْرِفُ الْفَضْلَ لِأَهْلِ الْفَضْلِ أَهْلُ الْفَضْلِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَعْدٍ أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ یَخْتِمُ لَكَ بِالشَّهَادَةِ وَ یُهْلِكُ بِكَ أُمَّةً مِنَ الْكَفَرَةِ وَ یَهْتَزُّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِكَ وَ یَدْخُلُ بِشَفَاعَتِكَ الْجَنَّةَ مِثْلُ عَدَدِ شُعُورِ حَیَوَانَاتِ بَنِی كَلْبٍ (5) قَالَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً تَفْتَرِشُونَهَا لِمَنَامِكُمْ وَ مَقِیلِكُمْ وَ السَّماءَ بِناءً سَقْفاً مَحْفُوظاً أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ بِقُدْرَتِهِ یَجْرِی (6) فِیهَا شَمْسُهَا وَ قَمَرُهَا وَ كَوَاكِبُهَا مُسَخَّرَةً لِمَنَافِعِ عِبَادِ اللَّهِ وَ إِمَائِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَعْجَبُوا لِحِفْظِهِ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَحْفَظُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا وَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ ثَوَابُ (7) طَاعَاتِ الْمُحِبِّینَ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً یَعْنِی الْمَطَرَ یَنْزِلُ مَعَ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكٌ یَضَعُهَا
ص: 99
فِی مَوْضِعِهَا الَّذِی یَأْمُرُهُ بِهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَعَجِبُوا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ وَ تَسْتَكْثِرُونَ عَدَدَ هَؤُلَاءِ إِنَّ عَدَدَ الْمَلَائِكَةِ الْمُسْتَغْفِرِینَ لِمُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ هَؤُلَاءِ وَ إِنَّ عَدَدَ الْمَلَائِكَةِ اللَّاعِنِینَ لِمُبْغِضِیهِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ هَؤُلَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ (1) أَ لَا تَرَوْنَ كَثْرَةَ عَدَدِ هَذِهِ الْأَوْرَاقِ وَ الْحُبُوبِ وَ الْحَشَائِشِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ عَدَدَهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَكْثَرُ مِنْهَا عَدَداً مَلَائِكَةٌ یَبْتَذِلُونَ لِآلِ مُحَمَّدٍ فِی خِدْمَتِهِمْ أَ تَدْرُونَ فِیمَا یَبْتَذِلُونَ لَهُمْ یَبْتَذِلُونَ فِی حَمْلِ أَطْبَاقِ النُّورِ عَلَیْهَا التُّحَفُ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ فَوْقَهَا مَنَادِیلُ النُّورِ وَ یَخْدُمُونَهُمْ فِی حَمْلِ مَا یَحْمِلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْهَا إِلَی شِیعَتِهِمْ وَ مُحِبِّیهِمْ وَ إِنَّ طَبَقاً مِنْ ذَلِكَ الْأَطْبَاقِ یَشْتَمِلُ مِنَ الْخَیْرَاتِ عَلَی مَا لَا یَفِی بِأَقَلِّ جُزْءٍ مِنْهُ جَمِیعُ أَمْوَالِ الدُّنْیَا (2).
بیان: الفضفاضة الواسعة و الابتذال ضد الصیانة.
«61»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَامَ ثَوْبَانُ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَی قِیَامُ السَّاعَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَعْدَدْتَ لَهَا إِذْ تَسْأَلُ عَنْهَا قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَثِیرَ عَمَلٍ إِلَّا أَنِّی أُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِلَی مَا ذَا بَلَغَ حُبُّكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ فِی قَلْبِی مِنْ مَحَبَّتِكَ مَا لَوْ قُطِّعْتُ بِالسُّیُوفِ وَ نُشِرْتُ بِالْمَنَاشِیرِ وَ قُرِضْتُ بِالْمَقَارِیضِ وَ أُحْرِقْتُ بِالنِّیرَانِ وَ طُحِنْتُ بِإِرْحَاءِ الْحِجَارَةِ كَانَ أَحَبَّ إِلَیَّ وَ أَسْهَلَ عَلَیَّ مِنْ أَنْ أَجِدَ لَكَ فِی قَلْبِی غِشّاً أَوْ غِلًّا (3) أَوْ بُغْضاً لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ وَ أَصْحَابِكَ وَ أَحَبُّ (4) الْخَلْقِ إِلَیَّ بَعْدَكَ أَحَبُّهُمْ لَكَ وَ أَبْغَضُهُمْ إِلَیَّ مَنْ لَا یُحِبُّكَ وَ یُبْغِضُكَ أَوْ یُبْغِضُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَا عِنْدِی مِنْ حُبِّكَ وَ حُبِّ مَنْ یُحِبُّكَ وَ بُغْضِ
ص: 100
مَنْ یُبْغِضُكَ أَوْ یُبْغِضُ أَحَداً مِمَّنْ تُحِبُّهُ فَإِنْ قُبِلَ هَذَا مِنِّی فَقَدْ سَعِدْتُ وَ إِنْ أُرِیدَ مِنِّی عَمَلٌ غَیْرُهُ (1) فَمَا أَعْلَمُ لِی عَمَلًا أَعْتَمِدُهُ وَ أَعْتَدُّ بِهِ غَیْرَ هَذَا أُحِبُّكُمْ جَمِیعاً أَنْتَ وَ أَصْحَابَكَ وَ إِنْ كُنْتُ لَا أُطِیقُهُمْ فِی أَعْمَالِهِمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرْ فَإِنَّ الْمَرْءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّهُ یَا ثَوْبَانُ لَوْ كَانَ عَلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ مِلْ ءُ مَا بَیْنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ لَانْحَسَرَتْ وَ زَالَتْ عَنْكَ بِهَذِهِ الْمُوَالاةِ أَسْرَعَ مِنِ انْحِدَارِ الظِّلِّ عَنِ الصَّخْرَةِ الْمَلْسَاءِ الْمُسْتَوِیَةِ إِذَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ وَ مِنِ انْحِسَارِ الشَّمْسِ إِذَا غَابَتْ عَنْهَا الشَّمْسُ (2).
بیان: انحصار الشمس ذهاب شعاعها.
«62»-م، تفسیر الإمام علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ مَحَبَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثَمَانِیَةَ أَبْوَابِهَا وَ أَبَاحَهُ جَمِیعَهَا یَدْخُلُ مِمَّا شَاءَ مِنْهَا وَ كُلُّ أَبْوَابِ الْجِنَانِ یُنَادِیهِ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَ لَمْ تَدْخُلْنِی أَ لَمْ تَخُصَّنِی مِنْ بَیْنِهَا (3).
«63»-جا، المجالس للمفید مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الزَّیَّاتُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ عَنْ قَیْسٍ عَنْ لَیْثٍ عَنِ ابْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ یُحِبُّنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِنَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَنْتَفِعُ عَبْدٌ بِعَمَلِهِ إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا (4).
«64»-جا، المجالس للمفید الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ نَصَرَنَا بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَهُوَ مَعَنَا فِی الْغُرْفَةِ الَّتِی نَحْنُ فِیهَا وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ
ص: 101
وَ نَصَرَنَا بِلِسَانِهِ فَهُوَ دُونَ ذَلِكَ بِدَرَجَةٍ وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ وَ كَفَّ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَهُوَ فِی الْجَنَّةِ (1).
«65»-جا، المجالس للمفید عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ وَلَایَتَنَا وَ أَوْجَبَ مَوَدَّتَنَا وَ اللَّهِ مَا نَقُولُ بِأَهْوَائِنَا وَ لَا نَعْمَلُ بِآرَائِنَا وَ لَا نَقُولُ إِلَّا مَا قَالَ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ (2).
«66»-جا، المجالس للمفید عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی سَالِمٍ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَرَی رَأْیَ الْخَوَارِجِ لَا رَأْیَ لِی غَیْرُهُ حَتَّی جَلَسْتُ إِلَی أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ أُمِرَ النَّاسُ بِخَمْسٍ فَعَمِلُوا بِأَرْبَعٍ وَ تَرَكُوا وَاحِدَةً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا بَا سَعِیدٍ مَا هَذِهِ الْأَرْبَعُ الَّتِی عَمِلُوا بِهَا قَالَ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ الْحَجُّ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ فَمَا الْوَاحِدَةُ الَّتِی تَرَكُوهَا قَالَ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ الرَّجُلُ وَ إِنَّهَا الْمُفْتَرَضَةُ مَعَهُنَّ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ نَعَمْ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ الرَّجُلُ فَقَدْ كَفَرَ النَّاسُ إِذَنْ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ فَمَا ذَنْبِی (3).
«67»-جا، المجالس للمفید مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِی النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ هَتَفَ بِنَا أَعْرَابِیٌّ بِصَوْتٍ جَهْوَرِیٍّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَشَاءُ فَقَالَ الْمَرْءُ یُحِبُّ الْقَوْمَ وَ لَا یَعْمَلُ بِأَعْمَالِهِمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اعْرِضْ عَلَیَّ الْإِسْلَامَ فَقَالَ اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ وَ تُقِیمُ الصَّلَاةَ وَ تُؤْتِی
ص: 102
الزَّكَاةَ وَ تَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ تَحُجُّ الْبَیْتَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ تَأْخُذُ عَلَی هَذَا أَجْراً فَقَالَ لَا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی قَالَ قُرْبَایَ أَوْ قُرْبَاكَ قَالَ بَلْ قُرْبَایَ قَالَ هَلُمَّ یَدَكَ حَتَّی أُبَایِعَكَ لَا خَیْرَ فِیمَنْ یَوَدُّكَ وَ لَا یَوَدُّ قُرْبَاكَ (1).
«68»-جا، المجالس للمفید عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَبْهَرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَخْبَرَنِی مِینَا مَوْلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ لِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ یَا مِینَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ بَلَی قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَنَا شَجَرَةٌ وَ فَاطِمَةُ علیها السلام فَرْعُهَا وَ عَلِیٌّ علیه السلام لِقَاحُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام ثَمَرَتُهَا وَ مُحِبُّوهُمْ مِنْ أُمَّتِی وَرَقُهَا (2).
«69»-جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بُنِیَ الْإِسْلَامُ عَلَی خَمْسَةِ دَعَائِمَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجِّ الْبَیْتِ وَ الْوَلَایَةِ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).
«70»-جا، المجالس للمفید بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ (4) یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ بَیْنِ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَسْأَلَهُ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ عُمُرِكَ فِیمَا أَفْنَیْتَهُ وَ جَسَدِكَ فِیمَا أَبْلَیْتَهُ وَ مَالِكَ مِنْ أَیْنَ اكْتَسَبْتَهُ وَ أَیْنَ وَضَعْتَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ وَ مَا عَلَامَةُ حُبِّكُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَحَبَّةُ هَذَا وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
«71»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ
ص: 103
أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لَنَا خَادِمَةً لَا تَعْرِفُ مَا نَحْنُ عَلَیْهِ فَإِنْ أَذْنَبَتْ ذَنْباً وَ أَرَادَتْ أَنْ تَحْلِفَ بِیَمِینٍ قَالَتْ لَا وَ حَقِّ الَّذِی إِذَا ذَكَرْتُمُوهُ بَكَیْتُمْ قَالَ فَقَالَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ (1).
«72»-كشف، كشف الغمة عَنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ یَوْماً خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ وَ مَنْ مَاتَ عَلَیْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
«73»-وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ قَالَ: خَیْرُكُمْ خَیْرُكُمْ لِأَهْلِی (2).
«74»-فض، كتاب الروضة یل، الفضائل لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً فِی الْمَسْجِدِ إِذَا أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِهِ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ شِمَالِهِ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَبَّلَ عَلِیّاً وَ أَلْزَمَهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَبَّلَ الْحَسَنَ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی فَخِذِهِ (3) الْأَیْمَنِ وَ قَبَّلَ الْحُسَیْنَ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی (4) فَخِذِهِ الْأَیْسَرِ ثُمَّ جَعَلَ یُقَبِّلُهُمَا وَ یَرْشِفُ (5) شَفَتَیْهِمَا وَ یَقُولُ بِأَبِی أَبُوكُمَا وَ بِأَبِی أُمُّكُمَا ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی بَاهَی بِهِمَا وَ بِأَبِیهِمَا وَ بِأُمِّهِمَا وَ بِالْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِهِمَا الْمَلَائِكَةَ جَمِیعاً ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُمْ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُمْ اللَّهُمَّ مَنْ أَطَاعَنِی فِیهِمْ وَ حَفِظَ وَصِیَّتِی فَارْحَمْهُ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَإِنَّهُمْ أَهْلِی وَ الْقَوَّامُونَ بِدِینِی وَ الْمُحْیُونَ لِسُنَّتِی وَ التَّالُونَ لِكِتَابِ رَبِّی فَطَاعَتُهُمْ طَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُمْ مَعْصِیَتِی.
بیان: رشفه كضربه و نصره و سمعه رشفا مصه ذكره الفیروزآبادی.
«75»-كشف، كشف الغمة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ابْنِ أَخِی أَبِی ذَرٍّ حَدَّثَنِی أَبُو ذَرٍّ وَ كَانَ
ص: 104
صَغْوُهُ وَ انْقِطَاعُهُ إِلَی عَلِیٍّ وَ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ قَالَ: قُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِنِّی أُحِبُّ أَقْوَاماً مَا أَبْلَغُ أَعْمَالَهُمْ قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَ لَهُ مَا اكْتَسَبَ قُلْتُ فَإِنِّی أُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّهِ قَالَ فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَلَإٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ رِجَالٌ مِنْهُمْ فَإِنَّا نُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَمْ یَذْكُرُوا أَهْلَ بَیْتِهِ فَغَضِبَ وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَحِبُّوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَا یَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ وَ أَحِبُّونِی بِحُبِّ رَبِّی وَ أَحِبُّوا أَهْلَ بَیْتِی بِحُبِّی فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَفَنَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ صَائِماً وَ رَاكِعاً وَ سَاجِداً ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ غَیْرَ مُحِبٍّ لِأَهْلِ بَیْتِی لَمْ یَنْفَعْهُ ذَلِكَ قَالُوا وَ مَنْ أَهْلُ بَیْتُكِ (1) یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ أَیُّ أَهْلِ بَیْتِكَ هَؤُلَاءِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَجَابَ مِنْهُمْ دَعْوَتِی وَ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتِی وَ مَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنِّی وَ مِنْ لَحْمِی وَ دَمِی فَقَالُوا نَحْنُ نُحِبُّ اللَّهَ (2) وَ رَسُولَهُ وَ أَهْلَ بَیْتِ رَسُولِهِ فَقَالَ بَخٍ بَخٍ فَأَنْتُمْ إِذاً مِنْهُمْ (3) أَنْتُمْ إِذاً مِنْهُمْ وَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَ لَهُ مَا اكْتَسَبَ (4).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی جماعة عن أبی المفضل عن عمر بن إسحاق بن أبی حماد عن محمد بن المغیرة الحرانی عن أبی قتادة عبد اللّٰه بن واقد عن شداد بن سعید عن عیینة (5) بن عبد الرحمن عن واقع (6) بن سحبان عن عبد اللّٰه بن الصامت مثله (7)
بیان: قال الفیروزآبادی یقال صغوه و صغوه معك أی میله و قال صفن
ص: 105
الرجل أی صف قدمیه.
«75»-بشا، بشارة المصطفی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ أَبِی زَائِدَةَ الْأَفْرَاقِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ یَشْكُرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ هَذَا عَلَی عَاتِقٍ وَ هَذَا عَلَی عَاتِقٍ وَ هُوَ یَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً وَ هَذَا مَرَّةً فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا قَالَ إِنِّی أُحِبُّهُمَا وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُمَا (1) فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِی (2).
«76»-بشا، بشارة المصطفی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عِیسَی التَّنُوخِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَیْقٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُطَرِّفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَرَادَ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مَوْتِی وَ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّتِی وَعَدَنِی رَبِّی فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ ذُرِّیَّتَهُ فَإِنَّهُمْ لَنْ یُخْرِجُوكُمْ (3) مِنْ بَابِ هُدًی وَ لَمْ یُدْخِلُوكُمْ فِی بَابِ ضَلَالَةٍ.
«77»-بشا، بشارة المصطفی أَبُو عَلِیِّ ابْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَارِثِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ مَنْ أَحَبَّنَا وَ أَحَبَّ مُحِبَّنَا لَا لِغَرَضِ دُنْیَا یُصِیبُهَا مِنْهُ وَ عَادَی عَدُوَّنَا لَا لِإِحْنَةٍ (4) كَانَتْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ ثُمَّ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلَیْهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ وَ زَبَدِ الْبَحْرِ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ (5).
ص: 106
«78»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی سَهْلٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: أَ لَا أُحَدِّثُكَ حَدِیثاً قَبْلَ أَنْ تُشَابَ (1) الْأَحَادِیثُ بِأَبَاطِیلَ إِنَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا شَجَرَةٌ وَ فَاطِمَةُ وَ عَلِیٌّ فَرْعُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثَمَرُهَا وَ مُحِبُّهُمْ مِنْ أُمَّتِی وَرَقُهَا وَ حَیْثُ نَبَتَ أَصْلُ الشَّجَرِ نَبَتَ فَرْعُهَا فِی جَنَّةِ عَدْنٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ (2).
بیان: لعل المراد بنبات الشجرة فی جنة عدن أخذ طینتهم منها أو هو كنایة عن وصولهم إلیها أو عن حسن الشجرة المشبه بها و رفعتها و طراوتها و یحتمل أن یكون فیها شجرة فیها من الأغصان و الأوراق بعددهم كما هو الظاهر من بعض الأخبار.
«79»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ عَرْفَجَةَ عَنِ النُّعْمَانِ الْأَزْدِیِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ لَا یُؤْمِنُ رَجُلٌ حَتَّی یُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِی وَ حَتَّی یَدَعَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ مُحِقٌّ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَا عَلَامَةُ حُبِّ أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ هَذَا وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).
«80»-كِتَابُ صَفْوَةِ الْأَخْبَارِ، عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ كَانَ خَادِماً لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْكَاظِمُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ حَدَّثَنِی أَخِی وَ حَبِیبِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَیْهِ غَیْرُ مُعْرِضٍ عَنْهُ فَلْیَتَوَالَكَ یَا عَلِیُّ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ رَاضٍ عَنْهُ فَلْیَتَوَالَ ابْنَكَ
ص: 107
الْحَسَنَ علیه السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ وَ لَا خَوْفَ عَلَیْهِ فَلْیَتَوَالَ ابْنَكَ الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ مَحَا اللَّهُ ذُنُوبَهُ عَنْهُ فَلْیُوَالِ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَإِنَّهُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ قَرِیرُ الْعَیْنِ فَلْیَتَوَالَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ علیهما السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُعْطِیَهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَلْیَتَوَالَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیهما السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ طَاهِراً مُطَهَّراً فَلْیَتَوَالَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ الْكَاظِمَ علیهما السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ ضَاحِكٌ فَلْیَتَوَالَ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ رُفِعَتْ دَرَجَاتُهُ وَ بُدِّلَتْ سَیِّئَاتُهُ حَسَنَاتٍ فَلْیَتَوَالَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْجَوَادَ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُحَاسِبَهُ حِساباً یَسِیراً وَ یُدْخِلَهُ جَنَّاتِ عَدْنٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ فَلْیَتَوَالَ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْهَادِیَ علیهما السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ مِنَ الْفَائِزِینَ فَلْیَتَوَالَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیَّ علیهما السلام وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ كَمُلَ إِیمَانُهُ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ فَلْیَتَوَالَ الْحُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ الْمُنْتَظَرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْهُدَی وَ أَعْلَامُ التُّقَی مَنْ أَحَبَّهُمْ وَ تَوَالاهُمْ كُنْتُ ضَامِناً لَهُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ (1).
«81»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ أَبِی ذَاتَ یَوْمٍ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِنَا بَیْنَ الْمِنْبَرِ وَ الْقَبْرِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ فَأَعِینُونِی عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ مَنِ ائْتَمَّ بِعَبْدٍ فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِهِ وَ أَنْتُمْ شِیعَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتُمْ شُرَطُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ وَ السَّابِقُونَ الْآخِرُونَ فِی الدُّنْیَا وَ السَّابِقُونَ فِی الْآخِرَةِ إِلَی الْجَنَّةِ قَدْ ضَمِنَّا لَكُمُ الْجَنَّةَ بِضَمَانِ اللَّهِ وَ ضَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَهْلِ (2) بَیْتِهِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ (3)
ص: 108
وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ كَمْ مَرَّةً قَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لِقَنْبَرٍ یَا قَنْبَرُ أَبْشِرْ وَ بَشِّرْ وَ اسْتَبْشِرْ وَ اللَّهِ لَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَی جَمِیعِ أُمَّتِهِ إِلَّا الشِّیعَةَ وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شرف (1) (شَرَفاً) وَ إِنَّ شَرَفَ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ عُرْوَةً وَ إِنَّ عُرْوَةَ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ إمام (إِمَاماً) وَ إِمَامُ الْأَرْضِ أَرْضٌ یَسْكُنُ فِیهِ الشِّیعَةُ (2) أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَیِّداً وَ سَیِّدُ الْمَجَالِسِ مَجَالِسُ الشِّیعَةِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَهْوَةً وَ شَهْوَةُ الدُّنْیَا سُكْنَی شِیعَتِنَا فِیهَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا اسْتَكْمَلَ أَهْلُ خِلَافِكُمْ طَیِّبَاتِ مَالِهِمْ وَ مَا لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ (3) وَ مَنْ دَعَا مِنْ مُخَالِفٍ لَكُمْ فَإِجَابَةُ دُعَائِهِ لَكُمْ (4) وَ مَنْ طَلَبَ مِنْكُمْ إِلَی اللَّهِ حَاجَةً فَلَهُ مِائَةٌ (5) وَ مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً فَلَهُ مِائَةٌ (6) وَ مَنْ دَعَا بِدَعْوَةٍ فَلَهُ مِائَةٌ (7) وَ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً فَلَا یُحْصَی تَضَاعُفُهَا وَ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ سَیِّئَةً فَمُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله حَجِیجُهُ یَعْنِی یُحَاجُّ عَنْهُ مِنْ تَبِعَتِهَا (8) وَ اللَّهِ إِنَّ صَائِمَكُمْ لَیَرْعَی فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْعَوْنِ حَتَّی یُفْطِرَ (9) وَ إِنَّ حَاجَّكُمْ وَ مُعْتَمِرَكُمْ لَخَاصُّ اللَّهِ وَ إِنَّكُمْ جَمِیعاً لَأَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ وَ أَهْلُ
ص: 109
إِجَابَتِهِ وَ أَهْلُ وَلَایَتِهِ لَا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لَا حُزْنٌ كُلُّكُمْ فِی الْجَنَّةِ فَتَنَافَسُوا فِی فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ وَ اللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَقْرَبَ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ شِیعَتِنَا مَا أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْكُمْ وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ تُفْتَنُوا فَیَشْمَتَ بِكُمْ عَدُوُّكُمْ وَ یَعْلَمَ النَّاسُ ذَلِكَ لَسَلَّمَتْ عَلَیْكُمُ الْمَلَائِكَةُ قُبُلًا وَ قَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَخْرُجُ أَهْلُ وَلَایَتِنَا مِنْ قُبُورِهِمْ- یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُشْرِقَةً وُجُوهُهُمْ قَرَّتْ أَعْیُنُهُمْ قَدْ أُعْطُوا الْأَمَانَ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْكُمْ یَقُومُ إِلَی صَلَاتِهِ إِلَّا وَ قَدِ اكْتَنَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خَلْفِهِ یُصَلُّونَ عَلَیْهِ وَ یَدْعُونَ لَهُ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ جوهر (جَوْهَراً) وَ جَوْهَرُ وُلْدِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ سَلَامُهُ نَحْنُ (1) وَ شِیعَتُنَا.
قَالَ سَعْدَانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ زَادَ فِی الْحَدِیثِ عَیْثَمُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ (2) مَا زُخْرِفَتِ الْجَنَّةُ وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ مَا خُلِقَتِ الْحُورُ (3) وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ مَا نَزَلَتْ قَطْرَةٌ وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ مَا نَبَتَتْ حَبَّةٌ وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ مَا قَرَّتْ عَیْنٌ وَ اللَّهِ لَا لَلَّهُ أَشَدُّ حُبّاً لَكُمْ مِنِّی فَأَعِینُونَا عَلَی ذَلِكَ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ (4).
بیان: قال فی النهایة شرط السلطان نخبة أصحابه الذین یقدمهم علی غیرهم من جند و أنتم السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ أی فی المیثاق و فی القاموس الجوهر كل حجر یستخرج منه شی ء ینتفع به و من الشی ء ما وضعت علیه جبلته و الجری المقدم.
«82»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُؤْمِنٍ الشِّیرَازِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
ص: 110
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ مَالِكاً أَنْ یُسَعِّرَ النِّیرَانَ السَّبْعَ وَ أَمَرَ رِضْوَانَ أَنْ یُزَخْرِفَ الْجِنَانَ الثَّمَانَ وَ یَقُولُ یَا مِیكَائِیلُ مُدَّ (1) الصِّرَاطَ عَلَی مَتْنِ جَهَنَّمَ وَ یَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ انْصِبْ مِیزَانَ الْعَدْلِ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ قَرِّبْ أُمَّتَكَ لِلْحِسَابِ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یُعْقَدَ عَلَی الصِّرَاطِ سَبْعُ قَنَاطِرَ طُولُ كُلِّ قَنْطَرَةٍ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ فَرْسَخٍ وَ عَلَی كُلِّ قَنْطَرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَسْأَلُونَ هَذِهِ الْأُمَّةَ نِسَاءَهُمْ وَ رِجَالَهُمْ عَلَی الْقَنْطَرَةِ الْأُولَی عَنْ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ حُبِّ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَمَنْ أَتَی بِهِ جَازَ الْقَنْطَرَةَ الْأُولَی كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَ مَنْ لَا یُحِبُّ أَهْلَ بَیْتِهِ سَقَطَ عَلَی أُمِّ رَأْسِهِ فِی قَعْرِ جَهَنَّمَ وَ لَوْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ عَمَلُ سَبْعِینَ صِدِّیقاً (2).
«83»-یف، الطرائف مِنَ الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ قَالَ: أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا یَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ وَ لِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ أَحِبُّونِی لِحُبِّ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَحِبُّوا أَهْلَ بَیْتِی لِحُبِّی.
«84»-وَ رَوَی صَاحِبُ الْكَشَّافِ وَ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً (3) الْآیَةَ.
بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَرِیرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ شَهِیداً أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مَغْفُوراً لَهُ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ تَائِباً أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مُؤْمِناً مُسْتَكْمِلَ الْإِیمَانِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ بَشَّرَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ یُزَفُّ إِلَی الْجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَی بَیْتِ زَوْجِهَا أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ جَعَلَ اللَّهُ زُوَّارَ قَبْرِهِ الْمَلَائِكَةَ بِالرَّحْمَةِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی
ص: 111
حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ عَلَی السُّنَّةِ وَ الْجَمَاعَةِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَكْتُوباً بَیْنَ عَیْنَیْهِ آیِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ لَمْ یَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ (1).
«85»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ أَبِی لَیْلَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا یُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّی أَكُونَ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ یَكُونَ عِتْرَتِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ یَكُونَ أَهْلِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَ یَكُونَ ذَاتِی أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ ذَاتِهِ (2).
«86»-كَنْزُ الْفَوَائِدِ لِلْكَرَاجُكِیِّ، حَدَّثَنَا الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُرَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَاصِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِی الشَّوَارِبِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ الضُّبَیْعِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: سُئِلَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَیْكُمْ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ مَوْلَاكُمْ فَأَحِبُّوهُ وَ كَبِیرُكُمْ فَاتَّبِعُوهُ وَ عَالِمُكُمْ فَأَكْرِمُوهُ وَ قَائِدُكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ فَعَزِّرُوهُ (3) وَ إِذَا دَعَاكُمْ فَأَجِیبُوهُ وَ إِذَا أَمَرَكُمْ فَأَطِیعُوهُ أَحِبُّوهُ لِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی مَا قُلْتُ لَكُمْ فِی عَلِیٍّ إِلَّا مَا أَمَرَنِی بِهِ رَبِّی (4).
«87»-وَ أَخْبَرَنِی الشَّرِیفُ أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ الْحُسَیْنِیُّ وَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ وَ أَبُو الرَّجَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَمِیعاً عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُهَیْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ السَّاعِدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: بَیْنَا أَبُو ذَرٍّ قَاعِدٌ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُنْتُ یَوْمَئِذٍ فِیهِمْ إِذْ طَلَعَ عَلَیْنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَرَمَاهُ أَبُو ذَرٍّ بِنَظَرِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ مَنْ لَكُمْ بِرَجُلٍ مَحَبَّتُهُ تُسَاقِطُ
ص: 112
الذُّنُوبَ عَنْ مُحِبِّیهِ كَمَا تُسَاقِطُ الرِّیحُ الْعَاصِفُ الْهَشِیمَ مِنَ الْوَرَقِ عَنِ الشَّجَرِ سَمِعْتُ نَبِیَّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَهُ ذَلِكَ قَالُوا مَنْ هُوَ یَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ هُوَ الرَّجُلُ الْمُقْبِلُ إِلَیْكُمْ ابْنُ عَمِّ نَبِیِّكُمْ سَمِعْتُهُ (1) یَقُولُ- عَلِیٌّ بَابُ عِلْمِی وَ مُبِینٌ لِأُمَّتِی مَا أُرْسِلْتُ بِهِ مِنْ بَعْدِی حُبُّهُ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ نِفَاقٌ وَ النَّظَرُ إِلَیْهِ بِرَأْفَةٍ وَ مَوَدَّةٍ عِبَادَةٌ وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَثَلُ أَهْلِ بَیْتِی فِی أُمَّتِی مَثَلُ سَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا هَلَكَ وَ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ ثُمَّ قَالَ یَا بَا ذَرٍّ مَنْ عَمِلَ لآِخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ أَمْرَ دُنْیَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ مَنْ أَحْسَنَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ الَّذِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عِبَادِهِ وَ مَنْ أَحْسَنَ سَرِیرَتَهُ أَحْسَنَ اللَّهُ عَلَانِیَتَهُ إِنَّ لُقْمَانَ الْحَكِیمَ قَالَ لِابْنِهِ وَ هُوَ یَعِظُهُ یا بُنَیَّ مَنَ ذَا الَّذِی ابْتَغَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمْ یَجِدْهُ وَ مَنْ ذَا الَّذِی لَجَأَ إِلَی اللَّهِ فَلَمْ یُدَافِعْ عَنْهُ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِی تَوَكَّلَ عَلَی اللَّهِ فَلَمْ یَكْفِهِ ثُمَّ مَضَی یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ الَّذِی نَفْسُ أَبِی ذَرٍّ بِیَدِهِ مَا مِنْ أُمَّةٍ ائْتَمَّتْ أَوْ قَالَ اتَّبَعَتْ رَجُلًا وَ فِیهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَ دِینِهِ مِنْهُ إِلَّا ذَهَبَ أَمْرُهُمْ سَفَالًا (2).
«88»-كِتَابُ الْمَنَاقِبِ، لِابْنِ شَاذَانَ أُسْتَادِ الْكَرَاجُكِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ (3) إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَخْبَرَنِی فِیكَ بِأَمْرٍ قَرَّتْ بِهِ عَیْنِی وَ فَرِحَ بِهِ قَلْبِی قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِی أَقْرِئْ مُحَمَّداً مِنِّی السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّ عَلِیّاً إِمَامُ الْهُدَی وَ مِصْبَاحُ الدُّجَی وَ الْحُجَّةُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا فَإِنَّهُ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ وَ إِنِّی آلَیْتُ بِعِزَّتِی أَنْ لَا أُدْخِلَ النَّارَ أَحَداً تَوَلَّاهُ وَ سَلَّمَ لَهُ وَ لِلْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ مَنْ تَرَكَ وَلَایَتَهُ وَ التَّسْلِیمَ لَهُ وَ لِلْأَوْصِیَاءِ مِنْ
ص: 113
بَعْدِهِ وَ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ وَ أَطْبَاقَهَا مِنْ أَعْدَائِهِ وَ لَأَمْلَأَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أَوْلِیَائِهِ وَ شِیعَتِهِ (1).
«89»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَغَضِبَ فَقَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَذْكُرُونَ مَنْ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَنْزِلَتِی وَ مَقَامٌ كَمَقَامِی إِلَّا النُّبُوَّةَ (2) أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ كَافَأَهُ بِالْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ یَدْخُلُ مِنْ أَیِّ بَابٍ شَاءَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَابَ الْأَنْبِیَاءِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَشْرَبَ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ یَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی وَ یَرَی مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً یُهَوِّنُ اللَّهُ عَلَیْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ جَعَلَ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ بِكُلِّ عِرْقٍ فِی بَدَنِهِ حَوْرَاءَ وَ شَفَّعَهُ فِی ثَمَانِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَی بَدَنِهِ حَدِیقَةٌ (3) فِی الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ عَرَفَ عَلِیّاً وَ أَحَبَّهُ بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكَ الْمَوْتِ كَمَا بَعَثَ اللَّهُ (4) إِلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ دَفَعَ عَنْهُ أَهْوَالَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ نَوَّرَ قَبْرَهُ وَ فَسَحَهُ مَسِیرَةَ سَبْعِینَ عَاماً وَ بَیَّضَ وَجْهَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَظَلَّهُ اللَّهُ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ مَعَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ آمَنَهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ أَهْوَالِ یَوْمِ الصَّاخَّةِ (5) أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً تَقَبَّلَ اللَّهُ
ص: 114
مِنْهُ حَسَنَاتِهِ وَ تَجَاوَزَ عَنْ سَیِّئَاتِهِ وَ كَانَ فِی الْجَنَّةِ رَفِیقَ حَمْزَةَ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَثْبَتَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِی قَلْبِهِ وَ أَجْرَی عَلَی لِسَانِهِ الصَّوَابَ وَ فَتَحَ اللَّهُ (1) لَهُ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً سُمِّیَ أَسِیرَ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ وَ بَاهَی اللَّهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ (2) وَ حَمَلَةَ عَرْشِهِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً نَادَاهُ مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَنْ یَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً وَضَعَ اللَّهُ عَلَی رَأْسِهِ تَاجَ الْكَرَامَةِ وَ أَلْبَسَهُ حُلَّةَ الْعِزَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً مَرَّ عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَ لَمْ یَرَ صُعُوبَةً أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ بَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ وَ جَوَازاً عَلَی الصِّرَاطِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَذَابِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً لَا یُنْشَرُ لَهُ دِیوَانٌ وَ لَا یُنْصَبُ لَهُ مِیزَانٌ وَ قِیلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَمِنَ مِنَ الْحِسَابِ وَ الْمِیزَانِ وَ الصِّرَاطِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ صَافَحَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ زَارَتْهُ أَرْوَاحُ الْأَنْبِیَاءِ وَ قَضَی اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ كَافِراً أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ عَلَی الْإِیمَانِ وَ كُنْتُ أَنَا كَفِیلَهُ بِالْجَنَّةِ (3).
«90»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ صَافَحَ عَلِیّاً فَكَأَنَّمَا صَافَحَنِی وَ مَنْ صَافَحَنِی فَكَأَنَّمَا صَافَحَ أَرْكَانَ الْعَرْشِ وَ مَنْ عَانَقَهُ فَكَأَنَّمَا عَانَقَنِی وَ مَنْ عَانَقَنِی فَكَأَنَّمَا عَانَقَ الْأَنْبِیَاءَ كُلَّهُمْ وَ مَنْ صَافَحَ مُحِبّاً لِعَلِیٍّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ وَ أُدْخِلَ (4) الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ (5).
ص: 115
«91»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقُولُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ حُجَّتِی عَلَی خَلْقِی وَ نُورِی فِی بِلَادِی وَ أَمِینِی عَلَی عِلْمِی لَا أُدْخِلُ النَّارَ مَنْ عَرَفَهُ وَ إِنْ عَصَانِی وَ لَا أُدْخِلُ الْجَنَّةَ مَنْ أَنْكَرَهُ وَ إِنْ أَطَاعَنِی (1).
«92»-وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَرَادَ التَّوَكُّلَ عَلَی اللَّهِ فَلْیُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِی وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْجُوَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَلْیُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِی وَ مَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْیُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِی وَ مَنْ أَرَادَ دُخُولَ الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَلْیُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِی فَوَ اللَّهِ مَا أَحَبَّهُمْ أَحَدٌ إِلَّا رَبِحَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ (2).
«93»-وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقْعُدُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی الْفِرْدَوْسِ وَ هُوَ جَبَلٌ قَدْ عَلَا عَلَی الْجَنَّةِ وَ فَوْقَهُ عَرْشُ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ مِنْ سَفْحِهِ (3) تَنْفَجِرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ وَ تَتَفَرَّقُ فِی الْجِنَانِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی كُرْسِیٍّ مِنْ نُورٍ تَجْرِی بَیْنَ یَدَیْهِ التَّسْنِیمُ لَا یَجُوزُ أَحَدٌ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا وَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ أَهْلِ بَیْتِهِ یُشْرِفُ عَلَی الْجَنَّةِ فَیُدْخِلُ مُحِبِّیهِ الْجَنَّةَ وَ مُبْغِضِیهِ النَّارَ (4).
«94»-وَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا سَلْمَانُ مَنْ أَحَبَّ فَاطِمَةَ ابْنَتِی فَهُوَ فِی الْجَنَّةِ مَعِی وَ مَنْ أَبْغَضَهَا فَهُوَ فِی النَّارِ یَا سَلْمَانُ حُبُّ فَاطِمَةَ یَنْفَعُ فِی مِائَةِ مَوْطِنٍ أَیْسَرُ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ الْمَوْتُ وَ الْقَبْرُ وَ الْمِیزَانُ وَ الْمَحْشَرُ وَ الصِّرَاطُ وَ الْمُحَاسَبَةُ فَمَنْ رَضِیَتْ عَنْهُ ابْنَتِی فَاطِمَةُ رَضِیتُ عَنْهُ وَ مَنْ رَضِیتُ عَنْهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ غَضِبَتْ عَلَیْهِ فَاطِمَةُ غَضِبْتُ عَلَیْهِ وَ مَنْ غَضِبْتُ عَلَیْهِ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِ یَا سَلْمَانُ وَیْلٌ لِمَنْ یَظْلِمُهَا وَ یَظْلِمُ
ص: 116
ذُرِّیَّتَهَا وَ شِیعَتَهَا (1).
«95»-وَ عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّمَا أَصْبَحَ أَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ هَلْ رَأَی أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْیَا وَ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْبَحَ ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ رَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ عَمِّی حَمْزَةَ وَ ابْنَ عَمِّی جَعْفَراً جَالِسَیْنِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِمَا طَبَقُ تِینٍ (2) وَ هُمَا یَأْكُلَانِ مِنْهُ فَمَا لَبِثَا أَنْ تَحَوَّلَ رُطَباً فَأَكَلَا مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُمَا فَمَا وَجَدْتُمَا (3) أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ فِی الْآخِرَةِ قَالا الصَّلَاةَ وَ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ إِخْفَاءَ الصَّدَقَةِ (4).
«96»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ بِلَالِ بْنِ حَمَامَةَ قَالَ: طَلَعَ (5) عَلَیْنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ وَجْهُهُ مُشْرِقٌ كَدَارَةِ الْقَمَرِ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ (6) وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا النُّورُ فَقَالَ بِشَارَةٌ أَتَتْنِی مِنْ رَبِّی فِی أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی وَ ابْنَتِی وَ أَنَّ اللَّهَ زَوَّجَ عَلِیّاً بِفَاطِمَةَ وَ أَمَرَ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجِنَانِ فَهَزَّ شَجَرَةَ طُوبَی فَحَمَلَتْ رِقَاعاً یَعْنِی صِكَاكاً بِعَدَدِ مُحِبِّی أَهْلِ بَیْتِی وَ أَنْشَأَ مِنْ تَحْتِهَا مَلَائِكَةً مِنْ نُورٍ وَ دَفَعَ إِلَی كُلِّ مَلَكٍ صَكّاً فَإِذَا اسْتَوَتِ الْقِیَامَةُ بِأَهْلِهَا نَادَتِ الْمَلَائِكَةُ فِی الْخَلَائِقِ (7) فَلَا تَلْقَی مُحِبّاً لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ إِلَّا دَفَعْتَ إِلَیْهِ صَكّاً فِیهِ فَكَاكُهُ مِنَ النَّارِ بِأَخِی وَ ابْنِ عَمِّی وَ ابْنَتِی فَكَاكُ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ مِنْ أُمَّتِی مِنَ النَّارِ (8).
«97»-وَ عَنْ أَیُّوبَ السِّجِسْتَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ فَاسْتَقْبَلَنِی فِی الطَّوَافِ أَنَسُ
ص: 117
بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ لِی أَ لَا أُبَشِّرُكَ تَفْرَحُ (1) بِهِ فَقُلْتُ بَلَی فَقَالَ كُنْتُ وَاقِفاً بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ هُوَ قَاعِدٌ فِی الرَّوْضَةِ فَقَالَ لِی أَسْرِعْ وَ أْتِنِی بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَذَهَبْتُ فَإِذَا عَلِیٌّ (2) وَ فَاطِمَةُ علیهما السلام فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُوكَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ سَلِّمْ عَلَی جَبْرَئِیلَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا جَبْرَئِیلُ فَرَدَّ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ السَّلَامَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَبْرَئِیلُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ طُوبَی لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ مُحِبِّیكَ وَ الْوَیْلُ ثُمَّ الْوَیْلُ لِمُبْغِضِیكَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَیْنَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ فَیُزَخُّ (3) بِكُمَا إِلَی السَّمَاءِ حَتَّی تُوقَفَا (4) بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَیَقُولُ لِنَبِیِّهِ علیه السلام أَوْرِدْ عَلِیّاً الْحَوْضَ وَ هَذَا كَأْسٌ أَعْطِهِ حَتَّی یَسْقِیَ مُحِبِّیهِ وَ شِیعَتَهُ وَ لَا یَسْقِی أَحَداً مِنْ مُبْغِضِیهِ وَ یَأْمُرُ لِمُحِبِّیهِ أَنْ یُحَاسَبُوا حِسَاباً یَسِیراً وَ یُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَی الْجَنَّةِ (5).
«98»-وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (6) قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ مِنْ نُورِ وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام سَبْعِینَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ یُسَبِّحُونَهُ وَ یُقَدِّسُونَهُ (7) وَ یَكْتُبُونَ ذَلِكَ لِمُحِبِّیهِ وَ مُحِبِّی وُلْدِهِ (8).
«99»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام (9) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 118
حَدَّثَنِی جَبْرَئِیلُ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَالَ مَنْ عَلِمَ (1) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدِی وَ رَسُولِی وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالبٍ خَلِیفَتِی وَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِی أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِی وَ نَجَّیْتُهُ مِنَ النَّارِ بِعَفْوِی وَ أَبَحْتُ لَهُ جِوَارِی وَ أَوْجَبْتُ لَهُ كَرَامَتِی وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْهِ نِعْمَتِی وَ جَعَلْتُهُ مِنْ خَاصَّتِی وَ خَالِصَتِی إِنْ نَادَانِی لَبَّیْتُهُ وَ إِنْ دَعَانِی أَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی أَعْطَیْتُهُ وَ إِنْ سَكَتَ ابْتَدَأْتُهُ وَ إِنْ أَسَاءَ رَحِمْتُهُ وَ إِنْ فَرَّ مِنِّی دَعَوْتُهُ وَ إِنْ رَجَعَ إِلَیَّ قَبِلْتُهُ وَ إِنْ قَرَعَ بَابِی فَتَحْتُهُ وَ مَنْ لَمْ یَشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی أَوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَ لَمْ یَشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدِی وَ رَسُولِی أَوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَ لَمْ یَشْهَدْ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَتِی أَوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَ لَمْ یَشْهَدْ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِی فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِی وَ صَغَّرَ عَظَمَتِی وَ كَفَرَ بِآیَاتِی وَ كُتُبِی وَ رُسُلِی إِنْ قَصَدَنِی حَجَبْتُهُ وَ إِنْ سَأَلَنِی حَرَمْتُهُ وَ إِنْ نَادَانِی لَمْ أَسْمَعْ نِدَاءَهُ وَ إِنْ دَعَانِی لَمْ أَسْتَجِبْ (2) دُعَاءَهُ وَ إِنْ رَجَانِی خَیَّبْتُهُ وَ ذَلِكَ جَزَاؤُهُ مِنِّی (3) وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ فَقَامَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنِ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ فِی زَمَانِهِ (4) عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ثُمَّ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سَتُدْرِكُهُ یَا جَابِرُ فَإِذَا أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ ثُمَّ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْكَاظِمُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ الرِّضَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی ثُمَّ التَّقِیُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ النَّقِیُّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الزَّكِیُّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ ابْنُهُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ مَهْدِیُّ أُمَّتِی الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً هَؤُلَاءِ یَا جَابِرُ خُلَفَائِی وَ أَوْصِیَائِی وَ أَوْلَادِی وَ عِتْرَتِی مَنْ أَطَاعَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَنِی
ص: 119
وَ مَنْ عَصَاهُمْ فَقَدْ عَصَانِی وَ مَنْ أَنْكَرَهُمْ أَوْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أَنْكَرَنِی وَ بِهِمْ یُمْسِكُ اللَّهُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ بِهِمْ یَحْفَظُ اللَّهُ الْأَرْضَ أَنْ تَمِیدَ بِأَهْلِهَا (1).
«100»-وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً قَبِلَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْهُ صَلَاتَهُ وَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ وَ اسْتَجَابَ دُعَاءَهُ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ عِرْقٍ فِی بَدَنِهِ مَدِینَةً فِی الْجَنَّةِ (2) أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ آلَ مُحَمَّدٍ أَمِنَ مِنَ (3) الْحِسَابِ وَ الْمِیزَانِ وَ الصِّرَاطِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَنَا كَفِیلُهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ الْأَنْبِیَاءِ أَلَا وَ مَنْ أَبْغَضَ آلَ مُحَمَّدٍ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَكْتُوباً بَیْنَ عَیْنَیْهِ آیِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (4).
«101»- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ التَّقِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیهم السلام عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهَا وَ عَمِّهَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ رَأَیْتُ فِیهَا شَجَرَةً تَحْمِلُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ أَسْفَلُهَا خَیْلٌ بُلْقٌ وَ أَوْسَطُهَا الْحُورُ الْعِینُ وَ فِی أَعْلَاهَا الرِّضْوَانُ قُلْتُ (5) لِجَبْرَئِیلَ لِمَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ لِابْنِ عَمِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا أَمَرَ اللَّهُ الْخَلِیقَةَ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ (6) یُؤْتَی بِشِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام حَتَّی یَنْتَهِیَ بِهِمْ إِلَی هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَیُلْبَسُونَ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ یُرْكَبُونَ خَیْلَ الْبُلْقِ وَ یُنَادِی مُنَادٍ هَؤُلَاءِ شِیعَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَبَرُوا فِی الدُّنْیَا عَلَی الْأَذَی فَحُبُوا الْیَوْمَ (7).
ص: 120
«102»-وَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ (1) عَنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ لَقِیَنِی أَبِی نُوحٌ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ عَلَی أُمَّتِكَ فَقُلْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ نِعْمَ الْخَلِیفَةُ خَلَّفْتَ ثُمَّ لَقِیَنِی أَخِی مُوسَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ عَلَی أُمَّتِكَ فَقُلْتُ عَلِیّاً فَقَالَ نِعْمَ الْخَلِیفَةُ خَلَّفْتَ ثُمَّ لَقِیَنِی أَخِی عِیسَی فَقَالَ لِی مَنْ خَلَّفْتَ عَلَی أُمَّتِكَ فَقُلْتُ عَلِیّاً فَقَالَ نِعْمَ الْخَلِیفَةُ خَلَّفْتَ قَالَ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ یَا جَبْرَئِیلُ مَا لِی لَا أَرَی إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَعَدَلَ بِی إِلَی حَظِیرَةٍ فَإِذَا فِیهَا شَجَرَةٌ (2) لَهَا ضُرُوعٌ كَضُرُوعِ الْغَنَمِ كُلَّمَا خَرَجَ ضَرْعٌ مِنْ فَمِ وَاحِدٍ رَدَّهُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ (3) فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ عَلَی أُمَّتِكَ فَقُلْتُ عَلِیّاً فَقَالَ نِعْمَ الْخَلِیفَةُ خَلَّفْتَ إِنِّی یَا مُحَمَّدُ سَأَلْتُ اللَّهَ رَبِّی أَنْ یُوَلِّیَنِی غِذَاءَ أَطْفَالِ شِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَنَا أُغَذِّیهِمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (4).
بیان: الدارة ما أحاط بالشی ء و هالة القمر و زخ به فی مكان أی دفع و رمی فحبوا علی بناء المفعول من الحبوة و هی العطیة.
«103»-أَعْلَامُ الدِّینِ، لِلدَّیْلَمِیِّ مِنْ كِتَابِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا وَ لَقِیَ اللَّهَ وَ عَلَیْهِ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ ذُنُوباً كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَغْفِرَ لَهُ.
«104»-وَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ حُبَیْشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ فِی الرَّحْبَةِ مُتَّكِئاً فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ كَیْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ رَدَّ عَلَیَّ وَ قَالَ أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ مُحِبّاً لِمُحِبِّنَا صَابِراً عَلَی بُغْضِ مُبْغِضِنَا إِنَّ مُحِبَّنَا یَنْتَظِرُ الرَّوْحَ وَ الْفَرَجَ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ وَ إِنَ
ص: 121
مُبْغِضَنَا بَنَی بُنْیَاناً فَأَسَّسَ بُنْیَانَهُ عَلَی شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَكَأَنَّمَا بُنْیَانُهُ قَدْ انْهَارَ (1).
«105»-وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِدَاوُدَ الرَّقِّیِّ أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِالْحَسَنَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَمِنَ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ بِالسَّیِّئَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ الْحَسَنَةُ حُبُّنَا وَ السَّیِّئَةُ بُغْضُنَا.
«106»-وَ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ: أَتَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ فَقُلْتُ حُبُّكَ فَقَالَ اللَّهَ اللَّهَ مَا جَاءَ بِكَ إِلَّا حُبِّی فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَمَا إِنِّی سَأُحَدِّثُكَ بِشُكْرِهَا إِنَّهُ لَا یَمُوتُ عَبْدٌ یُحِبُّنِی حَتَّی یَرَانِی حَیْثُ یُحِبُّ وَ لَا یَمُوتُ عَبْدٌ یُبْغِضُنِی حَتَّی یَرَانِی حَیْثُ یَكْرَهُهُ.
«107»-وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِعُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ یَا بَا صَخْرٍ إِنَّ اللَّهَ یُعْطِی الدُّنْیَا لِمَنْ یُحِبُّهُ وَ یُبْغِضُ وَ لَا یُعْطِی هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا أَهْلَ صَفْوَتِهِ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَی دِینِی وَ دِینِ آبَائِی.
«108»-وَ قَالَ علیه السلام وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی یَقُولَ عَدُوُّنَا فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ إِنَّ شِیعَتَنَا یَأْخُذُونَ بِحُجَزِنَا وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ نَبِیُّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ اللَّهِ.
«109»-وَ قَالَ لَهُ زِیَادٌ الْأَسْوَدُ إِنِّی أُلِمُّ بِالذُّنُوبِ فَأَخَافُ الْهَلَكَةَ ثُمَّ أَذْكُرُ حُبَّكُمْ فَأَرْجُو النَّجَاةَ فَقَالَ علیه السلام وَ هَلِ الدِّینُ إِلَّا الْحُبُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی حَبَّبَ إِلَیْكُمُ الْإِیمانَ وَ قَالَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ قَالَ (2) رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی أُحِبُّكَ فَقَالَ إِنَّكَ لَتُحِبُّنِی فَقَالَ الرَّجُلُ إِی وَ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.
«110»-وَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لِلْمُؤْمِنِ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی عِشْرُونَ خَصْلَةً یَفِی لَهُ بِهَا لَهُ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی أَنْ لَا یَفْتِنَهُ وَ لَا یُضِلَّهُ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُعَرِّیَهُ
ص: 122
وَ لَا یُجَوِّعَهُ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یَخْذُلَهُ وَ یُعِزَّهُ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُمِیتَهُ غَرْقاً وَ لَا حَرْقاً وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یَقَعَ عَلَی شَیْ ءٍ وَ لَا یَقَعَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَقِیَهُ مَكْرَ الْمَاكِرِینَ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُعِیذَهُ مِنْ سَطَوَاتِ الْجَبَّارِینَ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُجْعَلَ مَعَنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُسَلِّطَ عَلَیْهِ مِنَ الْأَدْوَاءِ مَا یَشِینُ خِلْقَتَهُ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُمِیتَهُ عَلَی كَبِیرَةٍ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُنْسِیَهُ مَقَامَهُ فِی الْمَعَاصِی حَتَّی یُحْدِثَ تَوْبَةً وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یَحْجُبَ عِلْمَهُ وَ یُعَرِّفَهُ بِحُجَّتِهِ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُعَزِّبَ فِی قَلْبِهِ الْبَاطِلَ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَحْشُرَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ نُورُهُ یَسْعَی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُوَفِّقَهُ لِكُلِّ خَیْرٍ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُسَلِّطَ عَلَیْهِ عَدُوَّهُ فَیُذِلَّهُ وَ لَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَخْتِمَ لَهُ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ یَجْعَلَهُ مَعَنَا فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی هَذِهِ شَرَائِطُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِینَ.
«111»-وَ مِنْ كِتَابِ فَرَجِ الْكَرْبِ، عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَفَرَّقَ النَّاسُ شُعَباً وَ رَجَعْتُمْ أَنْتُمْ إِلَی أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فَأَرَدْتُمْ مَا أَرَادَ اللَّهُ وَ أَحْبَبْتُمْ مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ وَ اخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَهُ اللَّهُ فَأَبْشِرُوا وَ اسْتَبْشِرُوا فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْكُمْ حَسَنَاتُكُمْ الْمُتَجَاوَزُ عَنْ سَیِّئَاتِكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الذُّنُوبَ تَسَاقَطُ عَنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا كَمَا تُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ تَرَی الْمَلائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ (1) وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا (2) وَ اللَّهِ یَا بَا مُحَمَّدٍ مَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا غَیْرَكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قُلْتُ نَعَمْ زِدْنِی فَقَالَ قَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ (3)
ص: 123
یُرِیدُ أَنَّكُمْ وَفَیْتُمْ بِمَا أَخَذَ عَلَیْكُمْ مِیثَاقَهُ مِنْ وَلَایَتِنَا وَ أَنَّكُمْ لَمْ تَسْتَبْدِلُوا بِنَا غَیْرَنَا وَ قَالَ الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (1) وَ اللَّهِ مَا عَنَی بِهَذَا غَیْرَكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ یَا بَا مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ زِدْنِی (2) قَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ حَیْثُ یَقُولُ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (3) وَ اللَّهِ مَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا غَیْرَكُمْ هَلْ سَرَرْتُكَ فَقُلْتُ نَعَمْ زِدْنِی قَالَ وَ قَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ (4) فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی هَذَا الْمَوْضِعِ النَّبِیُّونَ وَ نَحْنُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا فَهَلْ سَرَرْتُكَ فَقُلْتُ نَعَمْ زِدْنِی فَقَالَ لَقَدِ اسْتَثْنَاكُمُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الشَّیْطَانِ فَقَالَ إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ (5) وَ اللَّهِ مَا عَنَی بِهَذَا غَیْرَكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ فَقُلْتُ نَعَمْ زِدْنِی فَقَالَ قَالَ اللَّهُ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً (6) وَ اللَّهِ مَا عَنَی بِهَذَا غَیْرَكُمْ هَلْ سَرَرْتُكَ یَا بَا مُحَمَّدٍ قُلْتُ زِدْنِی (7) فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ مَا اسْتَثْنَی اللَّهُ تَعَالَی بِهِ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا شِیعَتَنَا فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ (8) وَ هُمْ شِیعَتُنَا یَا بَا مُحَمَّدٍ هَلْ سَرَرْتُكَ قُلْتُ زِدْنِی (9) یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ
ص: 124
قَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ حَیْثُ قَالَ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (1) فَنَحْنُ الَّذِینَ نَعْلَمُ وَ أَعْدَاؤُنَا الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ وَ شِیعَتُنَا هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ قُلْتُ زِدْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ مَا یُحْصَی تَضَاعُفُ ثَوَابِكُمْ یَا بَا مُحَمَّدٍ مَا مِنْ آیَةٍ (2) تَعُودُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ تَذْكُرُ أَهْلَهَا بِخَیْرٍ إِلَّا وَ هِیَ فِینَا وَ فِیكُمْ مَا مِنْ آیَةٍ تَسُوقُ إِلَی النَّارِ إِلَّا وَ هِیَ فِی عَدُوِّنَا وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ اللَّهِ مَا عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ وَ مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام غَیْرُنَا وَ غَیْرُكُمْ وَ إِنَّ سَائِرَ النَّاسِ مِنْكُمْ بِرَاءٌ یَا بَا مُحَمَّدٍ هَلْ سَرَرْتُكَ قُلْتُ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَرِحاً.
«112»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (3) فَقَالَ مَنِ انْتَحَلَ وَلَایَتَنَا فَقَدْ جَازَ الْعَقَبَةَ فَنَحْنُ تِلْكَ الْعَقَبَةُ الَّتِی مَنِ اقْتَحَمَهَا نَجَا ثُمَّ مَهْلًا أُفِیدُكَ حَرْفاً هُوَ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا قَوْلُهُ تَعَالَی فَكُّ رَقَبَةٍ (4) إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی فَكَّ رِقَابَكُمْ مِنَ النَّارِ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَنْتُمْ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ لَوْ أَنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ یَأْتِی بِذُنُوبٍ مِثْلِ رَمْلِ (5) عَالِجٍ لَشَفَعْنَا فِیهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی فَلَكُمُ الْبُشْرَی فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ لا تَبْدِیلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ
«113»-وَ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ عَلْقَمَةُ بْنُ الْحَضْرَمِیِّ وَ أَبُو حَسَّانَ الْعِجْلِیُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَجْلَانَ نَنْتَظِرُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَخَرَجَ عَلَیْنَا فَقَالَ مَرْحَباً وَ أَهْلًا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ إِنَّكُمْ لَعَلَی دِینِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ فَمَنْ كَانَ عَلَی دِینِ اللَّهِ تَشْهَدُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ فَمَكَثَ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ بُورُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا قَارَفْتُمُ الْكَبَائِرَ فَأَنَا أَشْهَدُ قُلْنَا وَ مَا الْكَبَائِرُ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ أَكْلُ
ص: 125
مَالِ الْیَتِیمِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ وَ الرِّبَا وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ قَالَ مَا مِنَّا أَحَدٌ أَصَابَ مِنْ هَذَا شَیْئاً فَقَالَ فَأَنْتُمْ إِذاً نَاجُونَ فَاجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هَذَا لِلَّهِ وَ لَا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلنَّاسِ فَهُوَ لِلنَّاسِ وَ مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ لَهُ فَلَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ بِدِینِكُمْ فَإِنَّ الْخُصُومَةَ مَمْرَضَةٌ لِلْقَلْبِ إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ (1) وَ قَالَ أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّی یَكُونُوا مُؤْمِنِینَ (2).
«114»-وَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ شِیعَتُنَا أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَالَ أَنْتُمْ أَهْلُ تَحِیَّةِ اللَّهِ بِالسَّلَامِ وَ أَهْلُ أَثَرَةِ اللَّهِ بِرَحْمَتِهِ وَ أَهْلُ تَوْفِیقِ اللَّهِ بِعِصْمَتِهِ وَ أَهْلُ دَعْوَتِهِ بِطَاعَتِهِ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ أَسْمَاؤُكُمْ عِنْدَنَا الصَّالِحُونَ الْمُصْلِحُونَ وَ أَنْتُمْ أَهْلُ الرِّضَا لِرِضَائِهِ عَنْكُمْ وَ الْمَلَائِكَةُ إِخْوَانُكُمْ فِی الْخَیْرِ فَإِذَا اجْتَهَدْتُمْ ادْعُوا وَ إِذَا أَذْنَبْتُمْ اسْتَغْفِرُوا وَ أَنْتُمْ خَیْرُ الْبَرِّیَّةِ بَعْدَنَا دِیَارُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ وَ قُبُورُكُمْ لَكُمْ جَنَّةٌ- لِلْجَنَّةِ خُلِقْتُمْ وَ فِی الْجَنَّةِ نَعِیمُكُمْ وَ إِلَی الْجَنَّةِ تَسِیرُونَ.
«115»-وَ رَوَی خَالِدُ بْنُ نَجِیحٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مَرْحَباً بِكُمْ وَ أَهْلًا وَ سَهْلًا وَ اللَّهِ إِنَّا لَنَسْتَأْنِسُ بِرُؤْیَتِكُمْ إِنَّكُمْ مَا أَحْبَبْتُمُونَا لِقَرَابَةٍ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ وَ لَكِنْ لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْحُبُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی غَیْرِ دُنْیَا أَصَبْتُمُوهَا مِنَّا وَ لَا مَالٍ أُعْطِیتُمْ عَلَیْهِ أَجَبْتُمُونَا فِی تَوْحِیدِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ قَضَی عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ فَقَالَ كُلُّ شَیْ ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (3) وَ لَیْسَ یَبْقَی إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ اللَّهُمَّ كَمَا كَانُوا مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الدُّنْیَا فَاجْعَلْهُمْ مَعَهُمْ فِی الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ كَمَا كَانَ سِرُّهُمْ عَلَی سِرِّهِمْ وَ عَلَانِیَتُهُمْ عَلَی عَلَانِیَتِهِمْ فَاجْعَلْهُمْ فِی ثِقْلِ مُحَمَّدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
«116»-وَ سَأَلَهُ أَبُو بَصِیرٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً كَثِیراً (4) مَا عَنَی بِذَلِكَ فَقَالَ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابَ الْكَبَائِرِ وَ مَنْ مَاتَ
ص: 126
وَ لَیْسَ فِی رَقَبَتِهِ بَیْعَةٌ لِإِمَامٍ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ لَا یُعْذَرُ النَّاسُ حَتَّی یَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ فَمَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ لَمْ یَضُرَّهُ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ فَكَانَ كَمَنْ هُوَ مَعَ الْقَائِمِ فِی فُسْطَاطِهِ قَالَ ثُمَّ مَكَثَ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ لَا بَلْ كَمَنْ قَاتَلَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ لَا بَلْ وَ اللَّهِ كَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
«117»-وَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَحْوَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ فِی الْجَنَّةِ نَهَراً أَبْیَضَ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ فِیهِ أَبَارِیقُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ عَلَی شَاطِئِهِ قِبَابُ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ فَضَرَبَ جَبْرَئِیلُ بِجَنَاحِهِ إِلَی جَانِبِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ إِنَّ فِیهَا لَشَجَراً یُصَفِّقْنَ بِالتَّسْبِیحِ بِصَوْتٍ لَمْ یَسْمَعِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ یُثْمِرْنَ أَثْدَاءً كَالرُّمَّانِ تُلْقِی الثَّمَرَةَ إِلَی الرَّجُلِ فَیَشُقُّهَا عَنْ سَبْعِینَ حُلَّةً وَ الْمُؤْمِنُونَ یَا عَلِیُّ عَلَی كَرَاسِیَّ مِنْ نُورٍ وَ هُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ عَلَی الرَّجُلِ نَعْلَانِ یُضِی ءُ لَهُ شِرَاكُهُمَا أَمَامَهُ حَیْثُ شَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ فَبَیْنَا الْمُؤْمِنُ كَذَلِكَ إِذَا أَشْرَفَتْ عَلَیْهِ امْرَأَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ فَتَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ مَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ فَیَقُولُ وَ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ أَنَا مِنَ اللَّوَاتِی قَالَ اللَّهُ وَ لَدَیْنا مَزِیدٌ (1) فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَشْرَفَتْ عَلَیْهِ أُخْرَی مِنْ فَوْقِهِمْ فَتَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ مَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ فَیَقُولُ وَ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ أَنَا مِنَ اللَّوَاتِی قَالَ اللَّهُ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزاءً بِما كانُوا یَعْمَلُونَ (2) ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ إِنَّهُ لَیَجِیئُهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یُسَمُّونَهُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ.
«118»-وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَفَدَ إِلَی الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَفْدٌ فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ أَصْحَابَنَا وَفَدُوا إِلَی مُعَاوِیَةَ وَ وَفَدْنَا نَحْنُ إِلَیْكَ فَقَالَ إِذَنْ أُجِیزُكُمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا یُجِیزُهُمْ فَقَالُوا جُعِلْنَا فِدَاكَ إِنَّمَا جِئْنَا لِدِینِنَا قَالَ فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ وَ نَكَتَ (3)
ص: 127
فِی الْأَرْضِ وَ أَطْرَقَ طَوِیلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ قَصِیرَةٌ مِنْ طَوِیلَةٍ مَنْ أَحَبَّنَا لَمْ یُحِبَّنَا لِقَرَابَةٍ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ وَ لَا لِمَعْرُوفٍ أَسْدَیْنَاه إِلَیْهِ إِنَّمَا أَحَبَّنَا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ جَاءَ مَعَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ كَهَاتَیْنِ (1) وَ قَرَنَ بَیْنَ سَبَّابَتَیْهِ (2).
بیان: قال الجوهری باره یبوره أی جربه و اختبره.
«119»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مِمَّا رَوَاهُ مِنَ الْأَرْبَعِینَ رِوَایَةُ سَعْدٍ الْإِرْبِلِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ جَاءَ أَعْرَابِیٌّ (3) مِنْ بَنِی عَامِرٍ فَوَقَفَ وَ سَلَّمَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ مِنْكَ رَسُولٌ یَدْعُونَّا إِلَی الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمْنَا ثُمَّ إِلَی الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْجِهَادِ فَرَأَیْنَاهُ حَسَناً (4) ثُمَّ نَهَیْتَنَا عَنِ الزِّنَا وَ السَّرِقَةِ وَ الْغَیْبَةِ وَ الْمُنْكَرِ فَانْتَهَیْنَا (5) فَقَالَ لَنَا رَسُولُكَ عَلَیْنَا أَنْ نُحِبَّ صِهْرَكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَمَا السِّرُّ فِی ذَلِكَ وَ مَا نَرَاهُ عِبَادَةً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِخَمْسِ خِصَالٍ أَوَّلُهَا أَنِّی كُنْتُ یَوْمَ بَدْرٍ جَالِساً بَعْدَ أَنْ غَزَوْنَا إِذْ هَبَطَ (6) جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ بَاهَیْتُ الْیَوْمَ بِعَلِیٍّ مَلَائِكَتِی وَ هُوَ یَجُولُ بَیْنَ الصُّفُوفِ وَ یَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ الْمَلَائِكَةُ تُكَبِّرُ مَعَهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا أُلْهِمُ حُبَّهُ إِلَّا مَنْ أُحِبُّهُ وَ لَا أُلْهِمُ بُغْضَهُ إِلَّا مَنْ أُبْغِضُهُ وَ الثَّانِیَةُ أَنِّی كُنْتُ یَوْمَ أُحُدٍ جَالِساً وَ قَدْ فَرَغْنَا مِنْ جِهَازِ عَمِّی حَمْزَةَ إِذْ أَتَانِی (7) جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فَرَضْتُ الصَّلَاةَ وَ وَضَعْتُهَا عَنِ الْمَرِیضِ وَ فَرَضْتُ
ص: 128
الصَّوْمَ وَ وَضَعْتُهُ عَنِ الْمَرِیضِ وَ الْمُسَافِرِ وَ فَرَضْتُ الْحَجَّ وَ وَضَعْتُهُ عَنِ الْمُقِلِّ الْمُدْقِعِ (1) وَ فَرَضْتُ الزَّكَاةَ وَ وَضَعْتُهَا عَمَّنْ لَا یَمْلِكُ النِّصَابَ وَ جَعَلْتُ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَیْسَ فِیهِ رُخْصَةٌ الثَّالِثَةُ (2) أَنَّهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ كِتَاباً وَ لَا خَلَقَ خَلْقاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ سَیِّداً فَالْقُرْآنُ سَیِّدُ الْكُتُبِ الْمُنْزَلَةِ وَ جَبْرَئِیلُ سَیِّدُ الْمَلَائِكَةِ أَوْ قَالَ إِسْرَافِیلُ وَ أَنَا سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ لِكُلِّ أَمْرٍ سَیِّدٌ (3) وَ حُبِّی وَ حُبُّ عَلِیٍّ سَیِّدُ مَا تَقَرَّبَ بِهِ الْمُتَقَرِّبُونَ مِنْ طَاعَةِ رَبِّهِمْ الرَّابِعَةُ (4) أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَلْقَی فِی رُوعِی أَنَّ حُبَّهُ (5) شَجَرَةُ طُوبَی الَّتِی غَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَی بِیَدِهِ الْخَامِسَةُ أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ لَكَ (6) مِنْبَرٌ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ النَّبِیُّونَ كُلُّهُمْ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ (7) وَ نُصِبَ لِعَلِیٍّ علیه السلام كُرْسِیٌّ إِلَی جَانِبِكَ (8) إِكْرَاماً لَهُ فَمَنْ هَذِهِ خَصَائِصُهُ یَجِبُ عَلَیْكُمْ أَنْ تُحِبُّوهُ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ سَمْعاً وَ طَاعَةً (9).
«120»-وَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ
ص: 129
أَبِی شَیْبَةَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ (1) عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: اكْتَنَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ فَذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا الْجَنَّةَ فَقَالَ (2) أَبُو دُجَانَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْتُكَ (3) تَقُولُ الْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَی النَّبِیِّینَ وَ سَائِرِ الْأُمَمِ حَتَّی تَدْخُلَهَا فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا دُجَانَةَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِوَاءً مِنْ نُورٍ وَ عَمُوداً مِنْ نُورٍ خَلَقَهُمَا قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ (4) بِأَلْفَیْ سَنَةٍ مَكْتُوبٌ عَلَی ذَلِكَ اللِّوَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ آلُ مُحَمَّدٍ خَیْرُ الْبَرِّیَّةِ صَاحِبُ اللِّوَاءِ عَلِیٌّ إِمَامُ الْقَوْمِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا بِكَ وَ شَرَّفَنَا فَقَالَ (5) لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا عَلِمْتَ (6) أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّنَا وَ انْتَحَلَ مَحَبَّتَنَا أَسْكَنَهُ اللَّهُ مَعَنَا وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ (7).
«121»-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ أَبِی مِخْنَفٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مِیثَمٍ أَنَّهُ وَجَدَ فِی كِتَابِ أَبِیهِ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ نَعَمْ
ص: 130
أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ شِیعَتُكَ وَ مِیعَادُكَ وَ مِیعَادُهُمُ الْحَوْضُ غُرّاً مُحَجَّلِینَ مُكَحَّلِینَ مُتَوَّجِینَ قَالَ یَعْقُوبُ فَحَدَّثْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام بِهَذَا فَقَالَ هَكَذَا هُوَ عِنْدَنَا فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام (1) ثُمَّ قَالَ وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ فِی كِتَابِهِ نَحْوَ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِینَ حَدِیثاً فِی تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ مِثْلُ مَا ذَكَرَهُ فِی هَذَا الْحَدِیثِ أَنَّ خَیْرَ الْبَرِیَّةِ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شِیعَتُهُ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ هُمْ عَدُوُّهُ وَ شِیعَتُهُمْ (2).
«122»-وَ مِنْ كِتَابِ مَنْهَجِ التَّحْقِیقِ إِلَی سَوَاءِ الطَّرِیقِ، رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ الْآلِ لِابْنِ خَالَوَیْهِ یَرْفَعُهُ إِلَی جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنِی وَ خَلَقَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ فَعَصَرَ ذَلِكَ النُّورَ عَصْرَةً فَخَرَجَ مِنْهُ شِیعَتُنَا فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحُوا وَ قَدَّسْنَا فَقَدَّسُوا وَ هَلَّلْنَا فَهَلَّلُوا وَ مَجَّدْنَا فَمَجَّدُوا وَ وَحَّدْنَا فَوَحَّدُوا (3) ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَمَكَثَ الْمَلَائِكَةُ مِائَةَ عَامٍ لَا تَعْرِفُ تَسْبِیحاً وَ لَا تَقْدِیساً فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتْ شِیعَتُنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَذَا (4) فِی الْبَوَاقِی فَنَحْنُ الْمُوَحِّدُونَ حَیْثُ لَا مُوَحِّدَ غَیْرُنَا وَ حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا اخْتَصَّنَا (5) وَ اخْتَصَّ شِیعَتَنَا أَنْ یُزْلِفَنَا وَ شِیعَتَنَا فِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَانَا وَ اصْطَفَی شِیعَتَنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَكُونَ أَجْسَاماً فَدَعَانَا فَأَجَبْنَاهُ فَغَفَرَ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَسْتَغْفِرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ (6).
«123»-وَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی حَمْزَةَ عَنْ
ص: 131
أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الشِّیعَةِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ وَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ شِیعَتُنَا أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَعْدَنَا وَ مَا مِنْ شِیعَتِنَا أَحَدٌ یَقُومُ إِلَی الصَّلَاةِ إِلَّا اكْتَنَفَتْهُ فِیهَا عَدَدَ مَنْ خَالَفَهُ (1) مِنَ الْمَلَائِكَةِ یُصَلُّونَ عَلَیْهِ جَمَاعَةً حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ إِنَّ الصَّائِمَ مِنْكُمْ لَیَرْتَعُ فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّی یُفْطِرَ (2).
«124»-وَ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَخْبَرَنِی عَنْكَ بِأَمْرٍ قَرَّتْ بِهِ عَیْنِی وَ فَرِحَ بِهِ قَلْبِی قَالَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَقْرِئْ مُحَمَّداً مِنِّی السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّ عَلِیّاً إِمَامُ الْهُدَی وَ مِصْبَاحُ الدُّجَی وَ الْحُجَّةُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا وَ أَنَّهُ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ وَ أَنِّی آلَیْتُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی أَنْ لَا أُدْخِلَ النَّارَ أَحَداً تَوَالاهُ (3) وَ سَلَّمَ لَهُ وَ لِلْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ وَ أَطْبَاقَهَا مِنْ أَعْدَائِهِ وَ لَأَمْلَأَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أَوْلِیَائِهِ وَ شِیعَتِهِ (4).
«125»-وَ مِنْ كِتَابِ الشِّفَاءِ وَ الْجِلَاءِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ طِینَةَ الْمُؤْمِنِ مِنْ طِینَةِ الْأَنْبِیَاءِ فَلَا یَنْجَسُ أَبَداً وَ قَالَ إِنَّ عَمَلَ الْمُؤْمِنِ یَذْهَبُ فَیَمْهَدُ لَهُ فِی الْجَنَّةِ كَمَا یُرْسِلُ الرَّجُلُ غُلَامَهُ فَیَفْرُشُ لَهُ ثُمَّ تَلَا وَ مَنْ (5) عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (6)
«126»-وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَمَا لَا یَنْفَعُ مَعَ الشِّرْكِ شَیْ ءٌ فَلَا یَضُرُّ مَعَ الْإِیمَانِ شَیْ ءٌ.
«127»-وَ عَنْ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَا وَ ابْنُ
ص: 132
أَبِی یَعْفُورٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَلْحَةَ فَقَالَ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ سِتُّ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِیهِ كَانَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ قَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ مَا هِیَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ یُحِبُّ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِیهِ مَا یُحِبُّ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ وَ یَكْرَهُ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِیهِ مَا یَكْرَهُ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ عَلَیْهِ وَ یُنَاصِحُهُ الْوَلَایَةَ فَبَكَی ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ قَالَ كَیْفَ یُنَاصِحُهُ الْوَلَایَةَ قَالَ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِذَا كَانَ مِنْهُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَهَمُّهُ هَمُّهُ وَ فَرَّحَهُ فَرَحُهُ (1) إِنْ هُوَ فَرِحَ حَزَنَهُ لِحُزْنِهِ إِنْ هُوَ حَزَنَ فَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ مَا یُفَرِّجُ عَنْهُ فَرَّجَ عَنْهُ وَ إِلَّا دَعَا لَهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثَلَاثٌ لَكُمْ وَ ثَلَاثٌ لَنَا أَنْ تَعْرِفُوا فَضْلَنَا وَ أَنْ تَطَئُوا أَعْقَابَنَا وَ تَنْتَظِرُوا عَاقِبَتَنَا فَمَنْ كَانَ هَكَذَا كَانَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ فَأَمَّا الَّذِی بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَسْتَضِی ءُ بِنُورِهِمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ وَ أَمَّا الَّذِی عَنْ یَمِینِ اللَّهِ فَلَوْ أَنَّهُمْ یَرَاهُمْ مِنْ دُونِهِمْ لَمْ یَهْنَئْهُ الْعَیْشُ مِمَّا یَرَی مِنْ فَضْلِهِمْ فَقَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ مَا لَهُمْ لَا یَرَوْنَهُمْ وَ هُمْ عَنْ یَمِینِ اللَّهِ قَالَ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِنَّهُمْ مَحْجُوبُونَ بِنُورِ اللَّهِ أَ مَا بَلَغَكَ حَدِیثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ خَلْقاً عَنْ یَمِینِ اللَّهِ وَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وُجُوهُهُمْ أَبْیَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الضَّاحِیَةِ (2) فَیَسْأَلُ السَّائِلُ مَنْ هَؤُلَاءِ فَیُقَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ تَحَابُّوا فِی اللَّهِ (3).
«128»-نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَثْبَتُكُمْ عَلَی الصِّرَاطِ أَشَدُّكُمْ حُبّاً لِأَهْلِ بَیْتِی وَ لِأَصْحَابِی (4).
«129»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُعَتِّبٍ مَوْلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ
ص: 133
أَعْرَابِیٌّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِلْجَنَّةِ مِنْ ثَمَنٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا ثَمَنُهَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَقُولُهَا الْعَبْدُ مُخْلِصاً بِهَا قَالَ وَ مَا إِخْلَاصُهَا قَالَ الْعَمَلُ بِمَا بُعِثْتُ بِهِ فِی حَقِّهِ وَ حُبُّ أَهْلِ بَیْتِی قَالَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ إِنَّ حُبَّ أَهْلِ الْبَیْتِ لَمِنْ حَقِّهَا قَالَ إِنَّ حُبَّهُمْ لَأَعْظَمُ حَقِّهَا (1).
«130»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ اللَّیْثِ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ خَالِهِ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الرِّضَا علیه السلام لَمَّا دَخَلَ نَیْسَابُورَ وَ هُوَ رَاكِبٌ بَغْلَةً شَهْبَاءَ وَ قَدْ خَرَجَ عُلَمَاءُ نَیْسَابُورَ فِی اسْتِقْبَالِهِ فَلَمَّا سَارَ إِلَی الْمُرَبَّعَةِ تَعَلَّقُوا بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ وَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنَا بِحَقِّ آبَائِكَ الطَّاهِرِینَ حَدِیثاً عَنْ آبَائِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَأَخْرَجَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ رَأْسَهُ مِنَ الْهَوْدَجِ وَ عَلَیْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ سَیِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ الرُّوحُ الْأَمِینُ عَنِ اللَّهِ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَ جَلَّ وَجْهُهُ قَالَ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی عِبَادِی فَاعْبُدُونِی وَ لْیَعْلَمْ مَنْ لَقِیَنِی مِنْكُمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً بِهَا أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ حِصْنِی وَ مَنْ دَخَلَ حِصْنِی أَمِنَ عَذَابِی قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا إِخْلَاصُ الشَّهَادَةِ لِلَّهِ قَالَ طَاعَةُ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ وَلَایَةُ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام (2).
«131»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ هِشَامٍ النَّهْشَلِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِی بُرْدَةَ (3) الْأَسْلَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَا یَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ جَسَدِهِ فِیمَا أَبْلَاهُ وَ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَا أَفْنَاهُ وَ عَنْ مَالِهِ مِمَّا اكْتَسَبَهُ وَ فِیمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ
ص: 134
حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).
«132»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْخَمْرِیِّ (2) عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَ أَبِی بِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِ أَبِی لَهَبٍ یُقَالُ لَهُ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فَنَادَانِی یَا أَبَا الْفَضْلِ هَذَا الرَّجُلُ یُحَدِّثُكَ وَ ذَكَرَ اسْمَ الْمُحَدِّثِ وَ هُوَ سُدَیْفٌ فِی آخِرِ الْحَدِیثِ وَ لَمْ یَذْكُرْهُ هَاهُنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَرُبْنَا مِنْهُمْ وَ سَلَّمْنَا عَلَیْهِمْ فَقَالَ لَهُ حَدِّثْهُ فَقَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام وَ مَا رَأَیْتُ مُحَمَّدِیّاً قَطُّ یَعْدِلُهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فِی السِّلَاحِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَهُودِیّاً قَالَ جَابِرٌ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ إِنْ شَهِدَ إِنَّمَا احْتَجَزَ بِذَلِكَ مِنْ أَنْ یُسْفَكَ دَمُهُ أَوْ یُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُوَ صَاغِرٌ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَهُودِیّاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ (3) وَ إِنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ آمَنَ بِهِ وَ إِنْ لَمْ یُدْرِكْهُ بُعِثَ حَتَّی یُؤْمِنَ بِهِ مِنْ قَبْرِهِ (4) إِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ مَثَّلَ لِی أُمَّتِی فِی الطِّینِ وَ عَلَّمَنِی أَسْمَاءَ أُمَّتِی كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا فَمَرَّ بِی أَصْحَابُ الرَّایَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ قَالَ حَنَانٌ وَ قَالَ لِی أَبِی اكْتُبْ هَذَا الْحَدِیثَ فَكَتَبْتُهُ وَ خَرَجْنَا مِنْ غَدٍ إِلَی الْمَدِینَةِ فَقَدِمْنَا فَدَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمَكِّیِّینَ یُقَالُ لَهُ سُدَیْفٌ حَدَّثَنِی عَنْ أَبِیكَ بِحَدِیثٍ فَقَالَ وَ تَحْفَظُهُ فَقُلْتُ قَدْ كَتَبْتُهُ قَالَ فَهَاتِهِ فَعَرَضْتُهُ عَلَیْهِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی مَثَّلَ لِی
ص: 135
أُمَّتِی فِی الطِّینِ وَ عَلَّمَنِی أَسْمَاءَ أُمَّتِی كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا سَدِیرُ مَتَی حَدَّثَكَ بِهَذَا عَنْ أَبِی قُلْتُ الْیَوْمَ السَّابِعَ مُنْذُ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ یَرْوِیهِ عَنْ أَبِیكَ فَقَالَ قَدْ كُنْتُ أَرَی أَنَّ هَذَا الْحَدِیثَ لَا یَخْرُجُ عَنْ أَبِی إِلَی أَحَدٍ (1).
«133»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَلَایَتُنَا وَلَایَةُ اللَّهِ الَّتِی لَمْ یُبْعَثْ نَبِیٌّ قَطُّ إِلَّا بِهَا (2).
«134»-وَ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی كِتَابِ مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخِذاً بِیَدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ هُوَ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا ابْنُ عَلِیٍّ فَاعْرِفُوهُ فَوَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ إِنَّهُ لَفِی الْجَنَّةِ وَ مُحِبُّوهُ فِی الْجَنَّةِ وَ مُحِبُّو مُحِبِّهِ فِی الْجَنَّةِ (3).
«135»-كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ تَأْكُلُ السَّیِّئَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ (4).
«136»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحِبُّكُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیُبْغِضُكُمْ وَ مَا یَدْرِی مَا تَقُولُونَ فَیُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَمْلَأُ صَحِیفَتَهُ مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ قُلْتُ فَكَیْفَ قَالَ یَمُرُّ بِالْقَوْمِ یَنَالُونَ مِنَّا وَ إِذَا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ شِیعَتِهِمْ وَ یَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِنَا فَیَرْمُونَهُ وَ یَقُولُونَ فِیهِ فَیَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِذَلِكَ حَسَنَاتٍ حَتَّی یَمْلَأَ صَحِیفَتَهُ مِنْ غَیْرِ عَمَلٍ (5).
ص: 136
«137»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی النُّمَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أُحِبُّكَ فَقَالَ إِنَّكَ لَتُحِبُّنِی فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ (1).
«138»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا یَحْرِمَ شِیعَتَكَ التَّوْبَةَ حَتَّی تَبْلُغَ نَفْسُ أَحَدِهِمْ حَنْجَرَتَهُ فَأَجَابَنِی إِلَی ذَلِكَ وَ لَیْسَ ذَلِكَ لِغَیْرِهِمْ (2).
«139»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی شَیْخُ الطَّائِفَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ یُونُسَ الشَّحَّامِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام الرَّجُلُ مِنْ مَوَالِیكُمْ عَاصٍ (3) یَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ یَرْتَكِبُ الْمُوبِقَ مِنَ الذَّنْبِ نَتَبَرَّأُ مِنْهُ فَقَالَ تَبَرَّءُوا مِنْ فِعْلِهِ وَ لَا تَتَبَرَّءُوا مِنْ خَیْرِهِ وَ أَبْغِضُوا عَمَلَهُ فَقُلْتُ یَسَعُ لَنَا أَنْ نَقُولَ فَاسِقٌ فَاجِرٌ فَقَالَ لَا الْفَاسِقُ الْفَاجِرُ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ لَنَا وَ لِأَوْلِیَائِنَا أَبَی اللَّهُ أَنْ یَكُونَ وَلِیُّنَا فَاسِقاً فَاجِراً وَ إِنْ عَمِلَ مَا عَمِلَ وَ لَكِنَّكُمْ قُولُوا فَاسِقُ الْعَمَلِ فَاجِرُ الْعَمَلِ مُؤْمِنُ النَّفْسِ خَبِیثُ الْفِعْلِ طَیِّبُ الرُّوحِ وَ الْبَدَنِ لَا وَ اللَّهِ لَا یَخْرُجُ وَلِیُّنَا مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَحْنُ عَنْهُ رَاضُونَ یَحْشُرُهُ اللَّهُ عَلَی مَا فِیهِ مِنَ الذُّنُوبَ مُبْیَضّاً وَجْهُهُ مَسْتُورَةً عَوْرَتُهُ آمِنَةً رَوْعَتُهُ لَا خَوْفٌ عَلَیْهِ وَ لَا حُزْنٌ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُصَفَّی مِنَ الذُّنُوبِ إِمَّا بِمُصِیبَةٍ فِی مَالٍ أَوْ نَفْسٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ مَرَضٍ وَ أَدْنَی مَا یُصْنَعُ بِوَلِیِّنَا أَنْ یُرِیَهُ اللَّهُ رُؤْیَا مَهُولَةً فَیُصْبِحَ حَزِیناً لِمَا رَآهُ فَیَكُونَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لَهُ أَوْ خَوْفاً (4) یَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ أَهْلِ دَوْلَةِ الْبَاطِلِ (5) أَوْ یُشَدَّدَ
ص: 137
عَلَیْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَیَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ طَاهِراً مِنَ الذُّنُوبِ آمِنَةً رَوْعَتُهُ بِمُحَمَّدٍ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا (1) ثُمَّ یَكُونُ أَمَامَهُ أَحَدُ الْأَمْرَیْنِ رَحْمَةُ اللَّهِ الْوَاسِعَةُ الَّتِی هِیَ أَوْسَعُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ جَمِیعاً أَوْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیهما (2) فَعِنْدَهَا تُصِیبُهُ رَحْمَةُ اللَّهِ الْوَاسِعَةُ الَّتِی كَانَ أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا وَ لَهُ إِحْسَانُهَا وَ فَضْلُهَا (3).
«140»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ قَالَ كِتَابٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی وَرَقَةِ آسٍ وَ وَضَعَهُ عَلَی عَرْشِهِ- قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ بِأَلْفَیْ عَامٍ یَا شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنِّی أَنَا اللَّهُ أَجَبْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوَنِی وَ أَعْطَیْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُونِی وَ غَفَرْتُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْتَغْفِرُونِی (4).
«141»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ الْبِشَارَاتِ مَرْفُوعاً إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ كَبِرَ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یُدْرِكَنِی قَبْلَ هَذَا الْأَمْرِ الْمَوْتُ قَالَ فَقَالَ لِی یَا بَا حَمْزَةَ أَ وَ مَا تَرَی الشَّهِیدَ إِلَّا مَنْ قُتِلَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی یَا بَا حَمْزَةَ مَنْ آمَنَ بِنَا وَ صَدَّقَ حَدِیثَنَا وَ انْتَظَرَنَا كَانَ كَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَایَةِ الْقَائِمِ بَلْ وَ اللَّهِ تَحْتَ رَایَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5).
«142»-وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ لِیَ الصَّادِقُ علیه السلام (6) یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْمَیِّتَ عَلَی
ص: 138
هَذَا الْأَمْرِ شَهِیدٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ قَالَ وَ إِنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ فَإِنَّهُ حَیٌّ یُرْزَقُ (1).
«143»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا الْمُصَلِّینَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (2) قَالَ أُولَئِكَ وَ اللَّهِ أَصْحَابُ الْخَمْسِینَ مِنْ شِیعَتِنَا قَالَ قُلْتُ وَ الَّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ یُحافِظُونَ (3) قَالَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْخَمْسِ صَلَوَاتٍ مِنْ شِیعَتِنَا قَالَ قُلْتُ وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ (4) قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ مِنْ شِیعَتِنَا (5).
«144»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الصَّدُوقُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَهَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْبَاقِی عَنْ عُمَرَ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَاجِبِ بْنِ سُلَیْمَانَ (6) عَنْ وَكِیعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: رَأَیْتُ سَلْمَانَ وَ بِلَالًا یُقْبِلَانِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذاً انْكَبَّ سَلْمَانُ عَلَی قَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُقَبِّلُهَا فَزَجَرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا سَلْمَانُ لَا تَصْنَعْ بِی مَا تَصْنَعُ الْأَعَاجِمُ بِمُلُوكِهَا أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ آكُلُ مِمَّا یَأْكُلُ الْعَبْدُ (7) وَ أَقْعُدُ كَمَا یَقْعُدُ الْعَبْدُ (8) فَقَالَ سَلْمَانُ یَا مَوْلَایَ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ إِلَّا أَخْبَرْتَنِی بِفَضْلِ (9) فَاطِمَةَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ فَأَقْبَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّهَا الْجَارِیَةُ الَّتِی تَجُوزُ فِی عَرْصَةِ الْقِیَامَةِ عَلَی نَاقَةٍ رَأْسُهَا مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ عَیْنَاهَا مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ حُطَامُهَا
ص: 139
مِنْ جَلَالِ اللَّهِ وَ عُنُقُهَا مِنْ بَهَاءِ اللَّهِ وَ سَنَامُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ وَ ذَنَبُهَا مِنْ قُدْسِ اللَّهِ وَ قَوَائِمُهَا مِنْ مَجْدِ اللَّهِ إِنْ مَشَتْ (1) سَبَّحَتْ وَ إِنْ رَغَتْ قَدَّسَتْ عَلَیْهَا هَوْدَجٌ مِنْ نُورٍ فِیهِ جَارِیَةٌ إِنْسِیَّةٌ حُورِیَّةٌ عَزِیزَةٌ جُمِعَتْ فَخُلِقَتْ وَ صُنِعَتْ وَ مُثِّلَتْ مِنْ ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ فَأَوَّلُهَا مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ وَ أَوْسَطُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ وَ آخِرُهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ الْأَحْمَرِ عُجِنَتْ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ لَوْ تَفَلَتْ تَفْلَةً فِی سَبْعَةِ أَبْحُرٍ مَالِحَةٍ لَعَذُبَتْ وَ لَوْ أَخْرَجَتْ ظُفُرَ خِنْصِرِهَا إِلَی دَارِ الدُّنْیَا یَغْشَی الشَّمْسَ (2) وَ الْقَمَرَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهَا وَ مِیكَائِیلُ عَنْ شِمَالِهَا وَ عَلِیٌّ أَمَامَهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَرَاءَهَا وَ اللَّهُ یَكْلَؤُهَا وَ یَحْفَظُهَا فَیَجُوزُونَ فِی عَرْصَةِ الْقِیَامَةِ فَإِذاً النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ مَعَاشِرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ نَكِّسُوا رُءُوسَكُمْ هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكُمْ زَوْجَةُ عَلِیٍّ إِمَامِكُمْ أُمِّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ (3) فَتَجُوزُ الصِّرَاطَ وَ عَلَیْهَا رَیْطَتَانِ بَیْضَاوَانِ (4) فَإِذَا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ وَ نَظَرَتْ إِلَی مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهَا مِنَ الْكَرَامَةِ قَرَأَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِی أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا یَمَسُّنا فِیها نَصَبٌ وَ لا یَمَسُّنا فِیها لُغُوبٌ (5) قَالَ فَیُوحِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا یَا فَاطِمَةُ سَلِینِی أُعْطِكِ وَ تَمَنَّیْ عَلَیَّ أُرْضِكِ فَتَقُولُ إِلَهِی أَنْتَ الْمُنَی وَ فَوْقَ الْمُنَی أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تُعَذِّبَ مُحِبِّی وَ مُحِبِّی عِتْرَتِی (6) بِالنَّارِ فَیُوحِی اللَّهُ إِلَیْهَا یَا فَاطِمَةُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی لَقَدْ آلَیْتُ عَلَی
ص: 140
نَفْسِی مِنْ قَبْلِ أَنْ أَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِأَلْفَیْ عَامٍ أَنْ لَا أُعَذِّبَ مُحِبِّیكِ وَ مُحِبِّی عِتْرَتِكِ بِالنَّارِ (1).
«145»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی الْعُمْدَةِ مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَی عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَسَدَ النَّاسِ لِی فَقَالَ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَنَا وَ أَنْتَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَزْوَاجُنَا عَنْ أَیْمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا وَ ذُرِّیَّتُنَا خَلْفَ أَزْوَاجِنَا وَ شِیعَتُنَا خَلْفَ ذُرِّیَّتِنَا (2).
«146»-وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَقَالَ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ (3).
«147»-وَ بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ قُرَیْشٍ یَلْقَی بَعْضُهَا بَعْضاً بِوَجْهٍ یَكَادُ أَنْ یُسالَ (4) مِنَ الْوُدِّ وَ یَلْقَوْنَا بِوَجْهٍ (5) قَاطِبَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ وَ یَفْعَلُونَ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَقَالَ أَمَا وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحِبُّوهُمْ لِی (6).
«148»-وَ مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ نُصِبَ الصِّرَاطُ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ لَمْ یَجُزْ عَلَیْهِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ كِتَابُ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (7).
ص: 141
«149»-وَ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ یَقُولُ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عُنْوَانُ صَحِیفَةِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).
«150»-وَ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِی الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفاً لَا حِسَابَ (2) عَلَیْهِمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هُمْ مِنْ شِیعَتِكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ (3).
«151»-وَ رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُزَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یُونُسَ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكِنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ شِیعَتَنَا یَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی مَا بِهِمْ مِنَ الْعُیُوبِ وَ الذُّنُوبِ وَ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ فِی لَیْلَةِ الْبَدْرِ وَ قَدْ فُرِضَتْ (4) عَنْهُمُ الشَّدَائِدُ وَ سَهُلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ وَ أُعْطُوا الْأَمْنَ وَ الْأَمَانَ وَ ارْتَفَعَتْ عَنْهُمُ الْأَحْزَانُ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ شِرَاكُ نِعَالِهِمْ تَتَلَأْلَأُ نُوراً عَلَی نُوقٍ بِیضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ قَدْ ذُلِّلَتْ مِنْ غَیْرِ مَهَانَةٍ وَ نَجَتْ مِنْ غَیْرِ رِیَاضَةٍ أَعْنَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ أَحْمَرَ أَلْیَنَ مِنَ الْحَرِیرِ لِكَرَامَتِهِمْ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (5).
«152»-وَ بِسَنَدَیْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الْحَوْضِ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ جَاءَ بِجَوَازٍ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (6).
«153»-وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سُنَنِ أَبِی دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ
ص: 142
آلِهِ قَالَ: أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا یَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ وَ لِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ أَحِبُّونِی لِحُبِّ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَحِبُّوا أَهْلَ بَیْتِی لِحُبِّی (1).
بیان: قوله أن یسایل و فی بعض النسخ یسال لعله من السیلان فإن لین الوجه كنایة عن طلاقته و غلظته عن عبوسه قوله نجت بالجیم المشددة من قولهم نج إذا أسرع أو المخففة من نجا إذا أسرع أو خلص أی خلصت من العیوب.
«154»-أَقُولُ وَ رُوِیَ فِی الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ لِلسَّمْعَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَقَ فِیكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَبَ فِیكَ (2).
«155»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (3).
أقول: سیأتی الأخبار الكثیرة فی فضل حبهم علیهم السلام فی باب فضائل الشیعة من أبواب الإیمان و الكفر.
فائدة قال السید المرتضی رضی اللّٰه عنه فی الغرر
رَوَی أَبُو عُبَیْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ فِی كِتَابِهِ غَرِیبِ الْحَدِیثِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً أَوْ تَجْفَافاً.
قال أبو عبید فقد تأول بعض الناس هذا الخبر علی أنه أراد به الفقر فی الدنیا و لیس كذلك لأنا نری فیمن یحبهم مثل ما نری فی سائر الناس من الغناء و الفقر و لا تمیز بینهما قال و الصحیح أنه أراد الفقر فی یوم القیامة (4) و إخراج
ص: 143
الكلام مخرج الموعظة و النصیحة و الحث علی الطاعات فكأنه أراد من أحبنا فلیعد لفقره یوم القیامة ما یجبره من الثواب و القرب إلی اللّٰه تعالی و الزلف عنده.
قال أبو محمد عبد اللّٰه بن مسلم بن قتیبة وجه الحدیث خلاف ما قاله أبو عبیدة و لم یرد إلا الفقر فی الدنیا و معنی الخبر أن من أحبنا فلیصبر علی التقلل من الدنیا و التقنع منها و لیأخذ نفسه بالكف عن أحوال الدنیا و أعراضها و شبه الصبر علی الفقر بالتجفاف و الجلباب لأنه یستر الفقر كما یستر الجلباب و التجفاف البدن.
قال و یشهد بصحة هذا التأویل
مَا رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام مِنْ أَنَّهُ رَأَی قَوْماً عَلَی بَابِهِ فَقَالَ یَا قَنْبَرُ مَنْ هَؤُلَاءِ فَقَالَ لَهُ قَنْبَرُ هَؤُلَاءِ شِیعَتُكَ فَقَالَ مَا لِی لَا أَرَی فِیهِمْ سِیمَاءَ الشِّیعَةِ قَالَ وَ مَا سِیمَاءُ الشِّیعَةِ قَالَ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَی یُبْسُ الشِّفَاهِ مِنَ الظَّمَاءِ عُمْشُ الْعُیُونِ (1) مِنَ الْبُكَاءِ.
هذا كله قول ابن قتیبة فالوجهان جمیعا فی الخبر حسنان و إن كان الوجه الذی ذكره ابن قتیبة أحسن و أنصع (2).
و یمكن أن یكون فی الخبر وجه ثالث یشهد بصحته اللغة و هو أن أحد وجوه معنی لفظة الفقر أن یحز أنف البعیر حتی یخلص إلی العظم أو قریب منه ثم یلوی علیه حبل یذلل به الصعب یقال فقره یفقره فقرا إذا فعل به ذلك و بعیر مفقور و به فقرة و كل شی ء حززته و أثرت فیه فقد فقرته تفقیرا و منه سمیت الفاقرة و قیل سیف مفقر فیحتمل القول علی أنه یكون علیه السلام أراد من أحبنا فلیلزم نفسه و لیخطمها و لیقدها إلی الطاعات و لیصرفها عما تمیل طباعها إلیه من الشهوات و لیذللها علی الصبر علی ما كره منها و مشقة ما أرید منها كما یفعل ذلك بالبعیر الصعب و هذا وجه الثالث فی الخبر لم یذكر (3).
ص: 144
«1»-ج، الإحتجاج رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مَنْ طَابَتْ وِلَادَتُهُ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مَنْ خَبُثَتْ وِلَادَتُهُ وَ لَا یُوَالِیكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُعَادِیكَ إِلَّا كَافِرٌ (1).
أَقُولُ سَیَأْتِی فِیمَا وَعَظَ بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَوْفاً الْبِكَالِیَّ أَنَّهُ قَالَ: یَا نَوْفُ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَ هُوَ یُبْغِضُنِی وَ یُبْغِضُ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِی.
وَ سَیَأْتِی فِی أَبْوَابِ النُّصُوصِ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ بَابِ جَوَامِعِ مَنَاقِبِهِ فِی الْأَخْبَارِ الْكَثِیرَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ غَیْرِهِ أَنَّهُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُحِبُّكَ إِلَّا طَاهِرُ الْوِلَادَةِ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا خَبِیثُ الْوِلَادَةِ وَ مِثْلُهُ بِأَسَانِیدَ كَثِیرَةٍ.
«2»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ زِیَادٍ الْكَرْخِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: عَلَامَاتُ وَلَدِ الزِّنَا ثَلَاثٌ سُوءُ الْمَحْضَرِ وَ الْحَنِینُ إِلَی الزِّنَا وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).
بیان: سوء المحضر هو أن یحترز الناس عن حضوره و مجالسته لخبث لسانه و سوء أخلاقه و الحنین الاشتیاق و المیل.
«3»-ع، علل الشرائع مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِیِّ وَ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ الْأَنْبَارِیِّ مَعاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ
ص: 145
الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام (1) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی أَوَّلِ النِّعَمِ قِیلَ وَ مَا أَوَّلُ النِّعَمِ قَالَ طِیبُ الْوِلَادَةِ وَ لَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَتْ (2) وِلَادَتُهُ (3).
سن، المحاسن ابن یزید و عبد الرحمن معا عن عبد اللّٰه مثله (4).
«4»-ع، عِلَلُ الشَّرَائِعِ مع، مَعَانِی الْأَخْبَارِ لی، الْأَمَالِیُّ لِلصَّدُوقِ ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَصْبَحَ یَجِدُ بَرْدَ حُبِّنَا عَلَی قَلْبِهِ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی بَادِئِ النِّعَمِ قِیلَ وَ مَا بَادِئُ النِّعَمِ قَالَ طِیبُ الْمَوْلِدِ (5).
بیان: قوله برد حبنا أی لذته و راحته قال الجزری كل محبوب عندهم بارد.
«5»-ع، علل الشرائع مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی زِیَادٍ النَّهْدِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ مَنْ أَحَبَّنِی وَ أَحَبَّكَ وَ أَحَبَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی طِیبِ مَوْلِدِهِ فَإِنَّهُ لَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَتْ (6) وِلَادَتُهُ وَ لَا یُبْغِضُنَا إِلَّا مَنْ خَبُثَتْ وِلَادَتُهُ (7).
«6»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ
ص: 146
الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ مَنْ وَجَدَ بَرْدَ حُبِّنَا عَلَی قَلْبِهِ فَلْیُكْثِرِ الدُّعَاءَ لِأُمِّهِ فَإِنَّهَا لَمْ تَخُنْ أَبَاهُ (1).
بشا، بشارة المصطفی ع، علل الشرائع مع، معانی الأخبار ماجیلویه عن عمه عن محمد بن علی الكوفی عن محمد بن سنان عن المفضل مثله (2).
«7»-فس، تفسیر القمی سَلامٌ عَلَیْكُمْ طِبْتُمْ أَیْ طَابَ مَوَالِیدُكُمْ (3) لِأَنَّهُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا طَیِّبُ الْمَوْلِدِ فَادْخُلُوها خالِدِینَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِنَّ فُلَاناً وَ فُلَاناً غَصَبُونَا حَقَّنَا وَ اشْتَرَوْا بِهِ الْإِمَاءَ وَ تَزَوَّجُوا بِهِ النِّسَاءَ أَلَا وَ إِنَّا قَدْ جَعَلْنَا شِیعَتَنَا مِنْ ذَلِكَ فِی حِلٍّ لِتَطِیبَ مَوَالِیدُهُمْ (4).
«8»-ل، الخصال ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی نَصْرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَمْ یُحِبَّ عِتْرَتِی فَهُوَ لِإِحْدَی ثَلَاثٍ إِمَّا مُنَافِقٌ وَ إِمَّا لِزِنْیَةٍ وَ إِمَّا امْرُؤٌ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِی غَیْرِ طُهْرٍ (5).
«9»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا ابْتَلَی اللَّهُ بِهِ شِیعَتَنَا فَلَنْ یَبْتَلِیَهُمْ (6) بِأَرْبَعٍ بِأَنْ یَكُونُوا لِغَیْرِ رِشْدَةٍ أَوْ أَنْ یَسْأَلُوا بِأَكُفِّهِمْ أَوْ أَنْ یُؤْتَوْا فِی أَدْبَارِهِمْ أَوْ أَنْ یَكُونَ فِیهِ أَخْضَرُ أَزْرَقُ (7).
ص: 147
«10»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعُ خِصَالٍ لَا تَكُونُ فِی مُؤْمِنٍ لَا یَكُونُ مَجْنُوناً وَ لَا یَسْأَلُ عَلَی أَبْوَابِ النَّاسِ وَ لَا یُولَدُ مِنَ الزِّنَا وَ لَا یُنْكَحُ فِی دُبُرِهِ (1).
«11»-ب، قرب الإسناد مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنِّی لَأُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ وَ كَانَ فِیهِ لِینٌ قَالَ فَأَثْنَی عَلَیْهِ عِدَّةٌ فَقَالَ لَهُ كَذَبْتَ مَا یُحِبُّنَا مُخَنَّثٌ وَ لَا دَیُّوثٌ وَ لَا وَلَدُ زِنًا وَ لَا مَنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِی حَیْضِهَا قَالَ فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ صِفِّینَ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِیَةَ (2).
«12»-ل، الخصال الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام احْمَدُوا اللَّهَ عَلَی مَا اخْتَصَّكُمْ بِهِ مِنْ بَادِئِ النِّعَمِ أَعْنِی طِیبَ الْوِلَادَةِ (3).
«13»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ إِلَی الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلَامُ كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَإِذَا شَیْخٌ مُحْدَوْدِبٌ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ مِنْ شِدَّةِ الْكِبَرِ وَ فِی یَدِهِ عُكَّازَةٌ وَ عَلَی رَأْسِهِ بُرْنُسٌ أَحْمَرُ وَ عَلَیْهِ مِدْرَعَةٌ مِنَ الشَّعْرِ فَدَنَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ النَّبِیُّ مُسْنِدٌ (4) ظَهْرَهُ عَلَی الْكَعْبَةِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ لِی بِالْمَغْفِرَةِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خَابَ سَعْیُكَ یَا شَیْخُ وَ ضَلَّ عَمَلُكَ فَلَمَّا (5) تَوَلَّی الشَّیْخُ قَالَ لِی یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ تَعْرِفُهُ قُلْتُ (6) لَا قَالَ ذَلِكَ
ص: 148
اللَّعِینُ إِبْلِیسُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَعَدَوْتُ خَلْفَهُ حَتَّی لَحِقْتُهُ وَ صَرَعْتُهُ إِلَی الْأَرْضِ وَ جَلَسْتُ عَلَی صَدْرِهِ وَ وَضَعْتُ یَدِی فِی حَلْقِهِ لِأَخْنُقَهُ فَقَالَ لِی لَا تَفْعَلْ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَإِنِّی مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ إِنِّی لَأُحِبُّكَ جِدّاً وَ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلَّا شَرِكْتُ أَبَاهُ فِی أُمِّهِ فَصَارَ وَلَدَ زِناً فَضَحِكْتُ وَ خَلَّیْتُ سَبِیلَهُ (1).
«14»-سر، السرائر فِی كِتَابِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ الْعَطَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا یُحِبُّنَا مِنَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ أَهْلُ الْبُیُوتَاتِ وَ ذَوُو الشَّرَفِ وَ كُلُّ مَوْلُودٍ صَحِیحٌ وَ إِنَّمَا یُبْغِضُنَا مِنْ هَؤُلَاءِ (2) كُلُّ مُدَنَّسٍ مُطَرَّدٍ (3).
بیان: قال الفیروزآبادی دنس ثوبه و عرضه تدنیسا فعل به ما یشینه و قال طردته نفیته عنی.
«15»-سر، السرائر السَّیَّارِیُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا رَفَعُوهُ قَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ فَضَائِلِ شِیعَتِنَا أَنَّ الْعَوَاهِرَ لَمْ یَلِدْنَهُمْ (4) فِی جَاهِلِیَّةٍ وَ لَا إِسْلَامٍ وَ أَنَّهُمْ أَهْلُ الْبُیُوتَاتِ وَ الشَّرَفِ وَ الْمَعَادِنِ وَ الْحَسَبِ الصَّحِیحِ (5).
«16»-سر، السرائر السَّیَّارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنِ السَّكُونِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا یُحِبُّنَا مِنَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَهْلُ الْبُیُوتَاتِ وَ الشَّرَفِ وَ الْمَعَادِنِ وَ الْحَسَبِ الصَّحِیحِ وَ لَا یُبْغِضُنَا مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَّا كُلُّ دَنَسٍ مُلْصَقٍ (6).
بیان: الملصق كمعظم بالسین و الصاد و الزای الدعی المتهم فی نسبه أو من
ص: 149
ینتسب إلی قبیلة و لیس منهم.
«14»-17- جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ وَ حَدَّثَنِی عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَ لَا أُبَشِّرُكَ أَ لَا أَمْنَحُكَ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنِّی خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ فَفَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَخُلِقَ (1) مِنْهَا شِیعَتُنَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ بِأُمَّهَاتِهِمْ (2) إِلَّا شِیعَتَكَ فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لِطِیبِ مَوْلِدِهِمْ (3).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی جماعة عن أبی المفضل عن جعفر بن محمد بن الحسین إلی آخر السندین مثله (4).
«18»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ مَعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بَا ذَرٍّ مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی أَوَّلِ النِّعَمِ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا أَوَّلُ النِّعَمِ قَالَ طِیبُ الْوِلَادَةِ إِنَّهُ لَا یُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ (5).
«19»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْقُرَشِیِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ
ص: 150
رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ لَا یُبْغِضُكُمْ إِلَّا ثَلَاثَةٌ وَلَدُ زِنًا وَ مُنَافِقٌ وَ مَنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ وَ هِیَ حَائِضٌ (1).
«20»-ع، علل الشرائع الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُعْتَمِرٍ (2) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّمْلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَنْصُورٍ (3) عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنَّا بِمِنًی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ بَصُرْنَا بِرَجُلٍ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ مُتَضَرِّعٍ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ صَلَاتَهُ فَقَالَ علیه السلام هُوَ الَّذِی أَخْرَجَ أَبَاكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَمَضَی إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام غَیْرَ مُكْتَرِثٍ (4) فَهَزَّهُ هَزَّةً أَدْخَلَ أَضْلَاعَهُ الْیُمْنَی فِی الْیُسْرَی وَ الْیُسْرَی فِی الْیُمْنَی ثُمَّ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَنْ تَقْدِرَ عَلَی ذَلِكَ إِلَی أَجَلٍ مَعْلُومٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّی مَا لَكَ تُرِیدُ قَتْلِی فَوَ اللَّهِ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلَّا سَبَقَتْ نُطْفَتِی إِلَی رَحِمِ أُمِّهِ قَبْلَ نُطْفَةِ أَبِیهِ وَ لَقَدْ شَارَكْتُ مُبْغِضِیكَ فِی الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلَادِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ (5) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَدَقَ یَا عَلِیُّ لَا یُبْغِضُكَ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا سِفَاحِیٌّ وَ لَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا یَهُودِیٌّ وَ لَا مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِیٌّ وَ لَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا شَقِیٌّ وَ لَا مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا سَلَقْلَقِیَّةٌ وَ هِیَ الَّتِی تَحِیضُ مِنْ دُبُرِهَا ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ اعْرِضُوا أَوْلَادَكُمْ عَلَی مَحَبَّةِ عَلِیٍّ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَكُنَّا نَعْرِضُ حُبَّ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی أَوْلَادِنَا فَمَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً عَلِمْنَا أَنَّهُ مِنْ أَوْلَادِنَا وَ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً انْتَفَیْنَا مِنْهُ (6).
ص: 151
بیان: هزه حركه.
«21»-مع، معانی الأخبار ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِوَلَدِ الزِّنَا عَلَامَاتٍ أَحَدُهَا بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ ثَانِیهَا أَنْ یَحِنَّ إِلَی الْحَرَامِ الَّذِی خُلِقَ مِنْهُ (1) وَ ثَالِثُهَا الِاسْتِخْفَافُ بِالدِّینِ وَ رَابِعُهَا سُوءُ الْمَحْضَرِ لِلنَّاسِ وَ لَا یُسِی ءُ مَحْضَرَ إِخْوَانِهِ إِلَّا مَنْ وُلِدَ عَلَی غَیْرِ فِرَاشِ أَبِیهِ أَوْ مَنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِی حَیْضِهَا (2).
«22»-سن، المحاسن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالُ (3) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا بَرَدَ (4) عَلَی قَلْبِ أَحَدِكُمْ حُبُّنَا فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی أُولَی النِّعَمِ قُلْتُ عَلَی فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ قَالَ لَا وَ لَكِنْ عَلَی طِیبِ الْمَوْلِدِ إِنَّهُ لَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَتْ وِلَادَتُهُ وَ لَا یُبْغِضُنَا إِلَّا الْمُلَزَّقُ الَّذِی تَأْتِی بِهِ أُمُّهُ مِنْ رَجُلٍ آخَرَ فَتُلْزِمُهُ (5) زَوْجَهَا فَیَطَّلِعُ عَلَی عَوْرَاتِهِمْ وَ یَرِثُهُمْ أَمْوَالَهُمْ فَلَا یُحِبُّنَا ذَلِكَ أَبَداً وَ لَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ كَانَ صَفْوَةً مِنْ أَیِّ الْجِیلِ كَانَ (6).
«23»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بَرْدَ حُبِّنَا عَلَی قَلْبِهِ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَلَی أُولَی النِّعَمِ قُلْتُ وَ مَا أُولَی النِّعَمِ قَالَ طِیبُ الْوِلَادَةِ (7).
«24»-سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَی شُرَیْحٍ الْقَاضِی
ص: 152
الْكِنْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ نَصْرٌ الْقَاضِی وَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی كَعْبٍ مِنْ أَحْمَسَ فَتُحُدِّثَ بِأَحَادِیثَ فَلَمَّا خَرَجَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا خَلَّفْتُ بِالْكُوفَةِ عَرَبِیَّیْنِ وَ لَا عَجَمِیَّیْنِ أَنْصَبَ مِنْهُمَا فَقَالَ إِنَّ هَذَیْنِ صَحِیحٌ نَسَبُهُمَا وَ مَنْ صَحَّ نَسَبُهُ لَمْ یَدَّعِ عَلَی مِثْلِی مَا یُرِیدُ عَیْبَهُ (1) قَالَ فَخَرَجْتُ إِلَی الْكُوفَةِ فَلَقِیتُهُمَا فَقُلْتُ لِلنَّصْرِ أَوَّلًا سَمِعْتُ مَا كُنَّا فِیهِ مِنَ الْأَحَادِیثِ مَعَ جَعْفَرٍ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا كُنَّا إِلَّا فِی ذِكْرِ اللَّهِ وَ مَوَاعِظَ حَسَنَةٍ قَالَ لَقِیتُ الْآخَرَ (2) فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ مَا أَحْفَظُهُ وَ لَا أَذْكُرُ أَنِّی سَمِعْتُ مِنْهُ شَیْئاً قَالَ فَذَكَّرْتُهُ حَدِیثاً مِنَ الْأَحَادِیثِ قَالَ لِی وَیْلَكَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ جَعْفَرٍ وَ تُعِیدُهُ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ رَأْسُ عَبْدٍ مِنْ ذَهَبٍ لَكَانَتْ رِجْلَاهُ مِنْ خَشَبٍ اذْهَبْ قَبَّحَكَ اللَّهُ (3).
«25»-سن، المحاسن بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْماً غَلَبُونِی عَلَی دَارٍ لِی فِی أَحْمَسَ وَ جِیرَانُهَا نُصَّابٌ وَ الرَّجُلُ لَیْسَ مِنْهُمْ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ ذَكَرْتُ قَوْمٌ لَهُمْ نَسَبٌ صَحِیحٌ فَاسْتَعِنْ بِهِمْ عَلَی اسْتِخْرَاجِ حَقِّكَ فَإِنَّهُمْ یَفْعَلُونَ قَالَ فَجِئْتُ إِلَیْهِمْ فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ جَعْفَراً أَمَرَنِی أَنْ أَسْتَعِینَ بِكُمْ فَقَالُوا إِی وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ نَكُنْ بِمَوَالِی جَعْفَرٍ لَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَیْنَا فِی صِحَّةِ نَسَبِهِ أَنْ نَقُومَ فِی رِسَالَتِهِ فَقَامُوا مَعِی حَتَّی اسْتَخْرَجُوا الدَّارَ فَبَاعُوهَا لِی وَ أَعْطَوْنِیَ الثَّمَنَ (4).
«26»-سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ: اكْتَرَیْتُ مِنْ جَمَّالٍ شِقَّ مَحْمِلٍ وَ قَالَ لِی لَا تَهْتَمَّ لِزَمِیلٍ فَلَكَ زَمِیلٌ فَلَمَّا كُنَّا بِالْقَادِسِیَّةِ إِذَا هُوَ قَدْ جَاءَنِی بِجَارٍ لِی مِنَ الْعَرَبِ قَدْ كُنْتُ أَعْرِفُهُ بِخِلَافٍ شَدِیدٍ وَ قَالَ هَذَا زَمِیلُكَ
ص: 153
فَأَظْهَرْتُ أَنِّی كُنْتُ أَتَمَنَّاهُ عَلَی رَبِّی وَ أَدَّیْتُ (1) لَهُ فَرَحاً بِمُزَامَلَتِهِ وَ وَطَّنْتُ نَفْسِی أَنْ أَكُونَ عَبْداً لَهُ وَ أَخْدُمَهُ كُلُّ ذَلِكَ فَرَقاً مِنْهُ قَالَ فَإِذَا كُلُّ شَیْ ءٍ وَطَّنْتُ نَفْسِی عَلَیْهِ مِنْ خِدْمَتِهِ وَ الْعُبُودِیَّةِ لَهُ قَدْ بَادَرَنِی إِلَیْهِ فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمَدِینَةَ قَالَ یَا هَذَا إِنَّ لِی عَلَیْكَ حَقّاً وَ لِی بِكَ حُرْمَةً فَقُلْتُ حُقُوقٌ وَ حُرَمٌ قَالَ قَدْ عَرَفْتُ أَیْنَ تَنْحُو فَاسْتَأْذِنْ لِی عَلَی صَاحِبِكَ قَالَ فَبُهِتُّ (2) أَنْ أَنْظُرَ فِی وَجْهِهِ وَ لَا أَدْرِی (3) بِمَا أُجِیبُهُ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ وَ جِوَارِهِ مِنِّی وَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْخِلَافِ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ قِصَّتَهُ إِلَی أَنْ سَأَلَنِی الِاسْتِئْذَانَ عَلَیْكَ فَمَا أَجَبْتُهُ إِلَی شَیْ ءٍ قَالَ فَأْذَنْ لَهُ قَالَ فَلَمْ أُوتَ شَیْئاً مِنْ أُمُورِ الدُّنْیَا كُنْتُ بِهِ أَشَدَّ سُرُوراً مِنْ إِذْنِهِ لِیُعْلَمَ مَكَانِی مِنْهُ قَالَ فَجِئْتُ بِالرَّجُلِ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالتَّرْحِیبِ ثُمَّ دَعَا لَهُ بِالْمَائِدَةِ وَ أَقْبَلَ لَا یَدَعُهُ یَتَنَاوَلُ إِلَّا مِمَّا كَانَ یَتَنَاوَلُهُ وَ یَقُولُ لَهُ اطْعَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ حَتَّی إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلْنَا نَسْمَعُ (4) مِنْهُ أَحَادِیثَ لَمْ أَطْمَعْ أَنْ أَسْمَعَ مِثْلَهَا مِنْ أَحَدٍ یَرْوِیهَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی آخِرِ كَلَامِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً (5) فَجَعَلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْأَزْوَاجِ وَ الذُّرِّیَّةِ مِثْلَ مَا جَعَلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ فَنَحْنُ عَقِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذُرِّیَّتُهُ أَجْرَی اللَّهُ لآِخِرِنَا مِثْلَ مَا أَجْرَی لِأَوَّلِنَا قَالَ ثُمَّ قُمْنَا فَلَمْ تَمُرَّ بِی لَیْلَةٌ أَطْوَلُ مِنْهَا (6)
ص: 154
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ جِئْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ أَ لَمْ أُخْبِرْكَ بِخَبَرِ الرَّجُلِ فَقَالَ بَلَی وَ لَكِنَّ الرَّجُلَ لَهُ أَصْلٌ فَإِنْ یُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَیْراً قَبِلَ مَا سَمِعَ مِنَّا وَ إِنْ یُرِدْ بِهِ غَیْرَ ذَلِكَ مَنَعَهُ مَا ذَكَرْتُ مِنْهُ مِنْ قَدْرِهِ أَنْ یَحْكِیَ عَنَّا شَیْئاً مِنْ أَمْرِنَا قَالَ فَلَمَّا بَلَغْتُ الْعِرَاقَ مَا أَرَی (1) أَنَّ فِی الدُّنْیَا أَحَداً أَنْفَذُ مِنْهُ فِی هَذَا الْأَمْرِ (2).
بیان: قوله علیه السلام ما ذكرت منه لعله علی صیغة المتكلم أی ما ذكرت من صحة أصله و نسبه و هو المراد بالقدر و یحتمل الخطاب بأن یكون الراوی ذكر له مثل هذا.
«27»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ زُهَیْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَاعِداً مَعَ أَصْحَابِهِ فَرَأَی عَلِیّاً فَقَالَ هَذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ فَجَلَسَ بَیْنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَیْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ مَا وَجَدْتَ مَقْعَداً غَیْرَ فَخِذِی فَضَرَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ مِنْ خَلْفِهَا ثُمَّ قَالَ لَا تُؤْذِینِی فِی حَبِیبِی فَإِنَّهُ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا ثَلَاثَةٌ لِزَنْیَةٍ أَوْ مُنَافِقٌ أَوْ مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِی بَعْضِ حَیْضِهَا (3).
«28»- شا، الإرشاد الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیُّ عَنْ أَبِی بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَ لَا أُسِرُّكَ أَ لَا أَمْنَحُكَ أَ لَا أُبَشِّرُكَ فَقَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَشِّرْنِی قَالَ فَإِنِّی خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ فَفَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا شِیعَتَنَا فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لِطِیبِ مَوْلِدِهِمْ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ سِوَی شِیعَتِنَا (4).
ص: 155
«29»-شا، الإرشاد الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الزُّهْرِیِّ (1) عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی حُصَیْنٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ كُلُّهُمْ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ مَا خَلَا شِیعَتَنَا فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ طِیْبِ مَوَالِدِهِمْ (2).
«30»-شا، الإرشاد جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ سَهْلٍ (3) الْإِسْكَافِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعْمَةَ السَّلُولِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حِزَامٍ الْأَنْصَارِیَّ یَقُولُ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَمَاعَةً مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَنَا یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ بُورُوا أَوْلَادَكُمْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَمَنْ أَحَبَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لِرِشْدَةٍ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لِغَیَّةٍ (4).
بیان: قال الفیروزآبادی البور الاختبار و باره جربه و الناقة عرضها علی الفحل لینظر أ لاقح أم لا و قال ولد غیة و یكسر زنیة.
«31»-كِتَابُ الْإِسْتِدْرَاكِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عُقْدَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَنَا شِیعَةً فَهُوَ وَ اللَّهِ عَبْدٌ قِنٌّ فَمَنْ شَاءَ أَمْ أَبَی (5).
ص: 156
یحضرون عند الموت و غیره و أنه یسأل عن ولایتهم فی القبر*
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ مُوسَی بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكِیمِ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: مَنْ أَحَبَّنِی رَآنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَیْثُ یُحِبُّ وَ مَنْ أَبْغَضَنِی رَآنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَیْثُ یَكْرَهُ (1).
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ السَّبِیعِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَزَّازِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ فَقُلْتُ حُبِّی لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ یَا حَارِثُ أَ تُحِبُّنِی فَقُلْتُ نَعَمْ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَمَا لَوْ بَلَغَتْ نَفْسُكَ الْحُلْقُومَ رَأَیْتَنِی حَیْثُ تُحِبُّ وَ لَوْ رَأَیْتَنِی وَ أَنَا أَذُودُ الرِّجَالَ عَنِ الْحَوْضِ ذَوْدَ غَرِیبَةِ الْإِبِلِ لَرَأَیْتَنِی حَیْثُ تُحِبُّ وَ لَوْ رَأَیْتَنِی وَ أَنَا مَارٌّ عَلَی الصِّرَاطِ بِلِوَاءِ الْحَمْدِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَرَأَیْتَنِی حَیْثُ تُحِبُّ (2).
توضیح: قال فی النهایة فلیذادن رجال عن حوضی أی لیطردن و قال فی غریبة الإبل هذا مثل و ذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخل فیها غریبة من غیرها ضربت و طردت حتی تخرج عنها.
ص: 157
«3»-ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْقُشَیْرِیِّ (1) عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ (2) عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهُ حُبِّی وَ حُبُّ أَهْلِ بَیْتِی نَافِعٌ فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ أَهْوَالُهُنَّ عَظِیمَةٌ عِنْدَ الْوَفَاةِ وَ فِی الْقَبْرِ وَ عِنْدَ النُّشُورِ وَ عِنْدَ الْكِتَابِ وَ عِنْدَ الْحِسَابِ وَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ (3).
أقول: رواه فی الفردوس عن ابن شیرویه عن علی علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثله سواء (4).
«4»-سن، المحاسنُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ غَیْرُهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَیُنْتَفَعُ بِهِ فِی سَبْعِ مَوَاطِنَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ عِنْدَ الْقَبْرِ وَ یَوْمَ الْحَشْرِ وَ عِنْدَ الْحَوْضِ وَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ (5).
بیان: عند اللّٰه أی فی الدنیا بقربه لدیه أو استجابة دعائه و قبول أعماله أو فی درجات الجنة أو عند الحضور عند اللّٰه للحساب فیكون أوفق بالخبر السابق.
«5»-كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَثْبَتُكُمْ قَدَماً عَلَی الصِّرَاطِ أَشَدُّكُمْ حُبّاً لِأَهْلِ بَیْتِی (6).
«6»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا ثَبَّتَ اللَّهُ حُبَّكَ فِی قَلْبِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَزَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا ثَبَتَ لَهُ قَدَمٌ حَتَّی أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِحُبِّكَ الْجَنَّةَ (7).
ص: 158
«7»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْعَطَّارِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ مَا بَیْنَ مَنْ یُحِبُّكَ وَ بَیْنَ أَنْ یَرَی مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنَاهُ إِلَّا أَنْ یُعَایِنَ الْمَوْتَ ثُمَّ تَلَا رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً (1) فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ غَیْرَ الَّذِی كُنَّا نَعْمَلُ فِی عَدَاوَتِهِ فَیُقَالُ لَهُمْ فِی الْجَوَابِ أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما یَتَذَكَّرُ فِیهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جاءَكُمُ النَّذِیرُ وَ هُوَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِینَ لِآلِ مُحَمَّدٍ مِنْ نَصِیرٍ (2) یَنْصُرُهُمْ وَ لَا یُنْجِیهِمْ مِنْهُ وَ لَا یَحْجُبُهُمْ عَنْهُ (3).
«8»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة جَاءَ فِی تَأْوِیلِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام فِی حَدِیثِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (4) فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَ أَنْتُمْ حِینَئِذٍ تَنْظُرُونَ إِلَی وَصِیِّ مُحَمَّدٍ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ یُبَشِّرُ وَلِیَّهُ بِالْجَنَّةِ وَ عَدُوَّهُ بِالنَّارِ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ أَیْ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْكُمْ وَ لكِنْ لا تُبْصِرُونَ (5) أَیْ لَا تَعْرِفُونَ (6).
«9»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ عَنْ أَبِی نُبَاتَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ الْهَمْدَانِیُّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی نَفَرٍ مِنَ الشِّیعَةِ وَ كُنْتُ مَعَهُ فِیمَنْ دَخَلَ فَجَعَلَ الْحَارِثُ یَتَأَوَّدُ فِی مِشْیَتِهِ وَ یَخْبِطُ الْأَرْضَ بِمِحْجَنِهِ وَ كَانَ مَرِیضاً فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَتْ لَهُ مِنْهُ
ص: 159
مَنْزِلَةٌ وَ قَالَ كَیْفَ تَجِدُكَ یَا حَارِثُ (1) قَالَ نَالَ الدَّهْرُ (2) مِنِّی وَ زَادَنِی أَوَداً وَ غَلِیلًا (3) اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ قَالَ فِیمَ قَالَ فِی شَأْنِكَ وَ الْبَلِیَّةِ مِنْ قِبَلِكَ فَمِنْ مُفْرِطٍ غَالٍ وَ مُبْغِضٍ قَالٍ وَ مِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ فَلَا یَدْرِی أَ یُقْدِمُ أَمْ یُحْجِمُ قَالَ فَحَسْبُكَ یَا أَخَا هَمْدَانَ أَلَا إِنَّ خَیْرَ شِیعَتِی النَّمَطُ الْأَوْسَطُ إِلَیْهِمْ یَرْجِعُ الْغَالِی وَ بِهِمْ یَلْحَقُ التَّالِی قَالَ لَوْ كَشَفْتَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی الرَّیْبَ عَنْ قُلُوبِنَا وَ جَعَلْتَنَا فِی ذَلِكَ عَلَی بَصِیرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا قَالَ فَذَكِّرْ فَإِنَّكَ امْرُؤٌ مَلْبُوسٌ عَلَیْكَ إِنَّ دِینَ اللَّهِ لَا یُعْرَفُ بِالرِّجَالِ بَلْ بِآیَةِ الْحَقِّ وَ الْآیَةُ الْعَلَامَةُ فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ یَا حَارِثُ (4) إِنَّ الْحَقَّ أَحْسَنُ الْحَدِیثِ وَ الصَّادِعَ بِهِ مُجَاهِدٌ وَ بِالْحَقِّ أُخْبِرُكَ فَأَرْعِنِی سَمْعَكَ ثُمَّ خَبِّرْ بِهِ مَنْ كَانَتْ لَهُ خَصَاصَةٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَلَا إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ صِدِّیقُهُ الْأَوَّلُ صَدَّقْتُهُ وَ آدَمُ بَیْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ ثُمَّ إِنِّی صِدِّیقُهُ الْأَوَّلُ فِی أُمَّتِكُمْ حَقّاً فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخَرُونَ أَلَا وَ أَنَا خَاصَّتُهُ یَا حَارِ وَ خَالِصَتُهُ وَ صَفْوَتُهُ وَ وَصِیُّهُ وَ وَلِیُّهُ وَ صَاحِبُ نَجْوَاهُ وَ سِرِّهِ أُوتِیتُ فَهْمَ الْكِتَابِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ عِلْمَ الْقُرْآنِ (5) وَ الْأَسْبَابَ وَ اسْتُودِعْتُ أَلْفَ مِفْتَاحٍ یَفْتَحُ كُلُّ مِفْتَاحٍ أَلْفَ بَابٍ (6) یُفْضِی (7) كُلُّ بَابٍ إِلَی أَلْفِ أَلْفِ عَهْدٍ وَ أُیِّدْتُ أَوْ قَالَ أُمْدِدْتُ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ نَفْلًا وَ إِنَّ ذَلِكَ لَیَجْرِی لِی وَ لِمَنِ اسْتُحْفِظَ مِنْ ذُرِّیَّتِی مَا جَرَی اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ حَتَّی یَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْهَا
ص: 160
وَ أُبَشِّرُكَ یَا حَارِ لَیَعْرِفُنِی وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَلِیِّی وَ عَدُوِّی فِی مَوَاطِنَ شَتَّی عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْمُقَاسَمَةِ قَالَ وَ مَا الْمُقَاسَمَةُ قَالَ مُقَاسَمَةُ النَّارِ أَقْسِمُهَا صِحَاحاً (1) أَقُولُ هَذَا وَلِیِّی وَ هَذَا عَدُوِّی ثُمَّ أَخَذَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِیَدِ الْحَارِثِ وَ قَالَ یَا حَارِثُ أَخَذْتُ بِیَدِكَ كَمَا أَخَذَ بِیَدِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی وَ قَدْ اشْتَكَیْتُ إِلَیْهِ حَسَدَةَ قُرَیْشٍ وَ الْمُنَافِقِینَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذْتُ (2) بِحُجْزَةٍ مِنْ ذِی الْعَرْشِ تَعَالَی وَ أَخَذْتَ یَا عَلِیُّ بِحُجْزَتِی وَ أَخَذَتْ ذُرِّیَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَ شِیعَتُكُمْ بِحُجَزِكُمْ (3) فَمَا ذَا یَصْنَعُ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَ مَا ذَا یَصْنَعُ نَبِیُّهُ بِوَصِیِّهِ وَ مَا ذَا یَصْنَعُ وَصِیُّهُ بِأَهْلِ بَیْتِهِ وَ شِیعَتِهِمْ خُذْهَا إِلَیْكَ یَا حَارِ قَصِیرَةٌ مِنْ طَوِیلَةٍ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكَ مَا اكْتَسَبْتَ قَالَهَا ثَلَاثاً فَقَالَ الْحَارِثُ وَ قَامَ یَجُرُّ رِدَاءَهُ جَذَلًا (4) مَا أُبَالِی وَ رَبِّی بَعْدَ هَذَا أَ لَقِیتُ الْمَوْتَ أَوْ لَقِیَنِی (5).
بیان: فی القاموس أود كفرح اعوج و أودته فتأود عطفته فانعطف و آده الأمر بلغ منه المجهود و آد مال و رجع و تأود الأمر و تأداه ثقل علیه و قال خبط البعیر بیده الأرض كتخبطه و اختبطه وطئه شدیدا و قال المحجن كمنبر العصا المعوجة و قال الغلیل الحقد و الضغن و قال قلاه كرماه و رضیه أبغضه و كرهه و قال أحجم عنه كف أو نكص هیبة.
وَ فِی النِّهَایَةِ، فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام خَیْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ النَّمَطُ الْأَوْسَطُ.
النمط الطریقة من الطرائق و الضروب یقال لیس هذا من ذلك النمط أی من ذلك الضرب و النمط الجماعة من الناس أمرهم واحد و فی القاموس أرعنی سمعك
ص: 161
و راعنی استمع لمقالی قوله نفلا أی زائدا علی ما تقدم و قال الجوهری الجذل بالتحریك الفرح.
«10»-مَشَارِقُ الْأَنْوَارِ، عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: حُبُّ أَهْلِ بَیْتِی یَنْفَعُ مَنْ أَحَبَّهُمْ فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ مَهُولَةٍ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ فِی الْقَبْرِ وَ عِنْدَ الْقِیَامِ مِنَ الْأَجْدَاثِ وَ عِنْدَ تَطَایُرِ الصُّحُفِ وَ عِنْدَ الْحِسَابِ وَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ یَكُونَ آمِنًا فِی هَذِهِ الْمَوَاطِنِ فَلْیَتَوَالَ عَلِیّاً بَعْدِی وَ لْیَتَمَسَّكْ بِالْحَبْلِ الْمَتِینِ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ عِتْرَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ فَإِنَّهُمْ خُلَفَائِی وَ أَوْلِیَائِی عِلْمُهُمْ عِلْمِی وَ حِلْمُهُمْ حِلْمِی وَ أَدَبُهُمْ أَدَبِی وَ حَسَبُهُمْ حَسَبِی سَادَةُ الْأَوْلِیَاءِ وَ قَادَةُ الْأَتْقِیَاءِ وَ بَقِیَّةُ الْأَنْبِیَاءِ حَرْبُهُمْ حَرْبِی وَ عَدُوُّهُمْ عَدُوِّی (1).
«11»-أَعْلَامُ الدِّینِ، لِلدَّیْلَمِیِّ مِنْ كِتَابِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُ أَحَدِكُمْ هَذِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَی حَلْقِهِ قِیلَ لَهُ أَمَّا مَا كُنْتَ تَحْذَرُ مِنْ هَمِّ الدُّنْیَا فَقَدْ أَمِنْتَهُ ثُمَّ یُعْطَی بِشَارَتَهُ.
«12»-وَ عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَشِّرْ شِیعَتَكَ وَ مُحِبِّیكَ بِخِصَالٍ عَشْرٍ أَوَّلُهَا طِیبُ مَوْلِدِهِمْ وَ ثَانِیهَا حُسْنُ إِیمَانِهِمْ وَ ثَالِثُهَا حُبُّ اللَّهِ لَهُمْ وَ الرَّابِعَةُ الْفُسْحَةُ فِی قُبُورِهِمْ وَ الْخَامِسَةُ نُورُهُمْ یَسْعَی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ السَّادِسَةُ نَزْعُ الْفَقْرِ مِنْ بَیْنِ أَعْیُنِهِمْ وَ غِنَی قُلُوبِهِمْ وَ السَّابِعَةُ الْمَقْتُ مِنَ اللَّهِ لِأَعْدَائِهِمْ وَ الثَّامِنَةُ الْأَمْنُ مِنَ الْبَرَصِ وَ الْجُذَامِ وَ التَّاسِعَةُ انْحِطَاطُ الذُّنُوبِ وَ السَّیِّئَاتِ عَنْهُمْ وَ الْعَاشِرَةُ هُمْ مَعِی فِی الْجَنَّةِ وَ أَنَا مَعَهُمْ فَ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ
«13»-وَ رَوَی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَیْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ هَذَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَعْطَی شِیعَتَكَ وَ مُحِبِّیكَ سَبْعَ خِصَالٍ الرِّفْقَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ الْأُنْسَ عِنْدَ الْوَحْشَةِ وَ النُّورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ
ص: 162
وَ الْأَمْنَ عِنْدَ الْفَزَعِ وَ الْقِسْطَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ الْجَوَازَ عَلَی الصِّرَاطِ وَ دُخُولَ الْجَنَّةِ قَبْلَ النَّاسِ یَسْعی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ
«14»-وَ رَوَی جَابِرٌ أَیْضاً عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَحَبَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَقَدْ أَصَابَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَلَا یَشُكَّنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ فِی الْجَنَّةِ فَإِنَّ فِی حُبِّ أَهْلِ بَیْتِی عِشْرِینَ خَصْلَةً عَشْرٌ فِی الدُّنْیَا وَ عَشْرٌ فِی الْآخِرَةِ أَمَّا فِی الدُّنْیَا فَالزُّهْدُ وَ الْحِرْصُ عَلَی الْعَمَلِ وَ الْوَرَعُ فِی الدِّینِ وَ الرَّغْبَةُ فِی الْعِبَادَةِ وَ التَّوْبَةُ قَبْلَ الْمَوْتِ وَ النَّشَاطُ فِی قِیَامِ اللَّیْلِ وَ الْیَأْسُ مِمَّا فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ الْحِفْظُ لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَهْیِهِ وَ التَّاسِعَةُ بُغْضُ الدُّنْیَا وَ الْعَاشِرَةُ السَّخَاءُ وَ أَمَّا فِی الْآخِرَةِ فَلَا یُنْشَرُ لَهُ دِیوَانٌ وَ لَا یُنْصَبُ لَهُ مِیزَانٌ وَ یُعْطَی كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ یُكْتَبُ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَ یُبَیَّضُ وَجْهُهُ وَ یُكْسَی مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَ یُشَفَّعُ فِی مِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِ بِالرَّحْمَةِ وَ یُتَوَّجُ مِنْ تِیجَانِ الْجَنَّةِ الْعَاشِرَةُ دُخُولُ الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَطُوبَی لِمُحِبِّ أَهْلِ بَیْتِی.
«15»-وَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدِ اسْتَحْیَیْتُ مِمَّا أُكَرِّرُ هَذَا الْكَلَامَ عَلَیْكُمْ إِنَّمَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَغْتَبِطَ أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَنْجَرَتِهِ یَأْتِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام فَیَقُولَانِ لَهُ أَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُ فَقَدْ آمَنَكَ اللَّهُ مِنْهُ وَ أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَأَمَامَكَ فَأَبْشِرُوا (1) أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَیْنَاءُ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ شَهِیدٌ.
«16»-وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ ابْتِدَاءً مِنْهُ أَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ كَذَّبَنَا النَّاسُ وَ وَصَلْتُمُونَا وَ جَفَانَا النَّاسُ فَجَعَلَ اللَّهُ مَحْیَاكُمْ مَحْیَانَا وَ مَمَاتَكُمْ مَمَاتَنَا أَمَا وَ اللَّهِ مَا بَیْنَ الرَّجُلِ مِنْكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یُقِرَّ اللَّهُ عَیْنَهُ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَذَا الْمَكَانَ وَ أَوْمَأَ إِلَی حَلْقِهِ فَمَدَّ الْجِلْدَةَ ثُمَّ أَعَادَ ذَلِكَ فَوَ اللَّهِ مَا رَضِیَ حَتَّی حَلَفَ فَقَالَ وَ اللَّهِ
ص: 163
الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَحَدَّثَنِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بِذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ أَخَذُوا هَاهُنَا وَ هَاهُنَا وَ إِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ حَیْثُ أَخَذَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ عِبَادِهِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ اخْتَرْتُمْ خِیَرَةَ اللَّهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَی الْأَسْوَدِ وَ الْأَبْیَضِ وَ إِنْ كَانَ حَرُورِیّاً وَ إِنْ كَانَ شَامِیّاً.
«17»-وَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا یَغْتَبِطُ أَحَدُكُمْ حِینَ تَبْلُغُ نَفْسُهُ هَاهُنَا فَیَنْزِلُ عَلَیْهِ مَلَكٌ فَیَقُولُ أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَقَدْ أُعْطِیتَهُ وَ أَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُهُ فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ فَیُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَی مَنْزِلِهِ مِنَ الْجَنَّةِ فَیُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَی مَسْكَنِكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ انْظُرْ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ هُمْ رُفَقَاؤُكَ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ كانُوا یَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ (1)
«18»-وَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی دِینِ اللَّهِ وَ دِینِ مَلَائِكَتِهِ وَ إِنَّكُمْ وَ اللَّهِ لَعَلَی الْحَقِّ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ صَلُّوا فِی مَسَاجِدِكُمْ وَ عُودُوا مَرْضَاكُمْ فَإِذَا تَمَیَّزَ النَّاسُ فَتَمَیَّزُوا فَإِنَّ ثَوَابَكُمْ لَعَلَی اللَّهِ وَ إِنَّ أَغْبَطَ مَا تَكُونُونَ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُ أَحَدِكُمْ إِلَی هَذِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَی حَلْقِهِ قَرَّتْ عَیْنُهُ.
«19»-وَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْحَارِثِ الْأَعْوَرِ لَیَنْفَعَنَّكَ حُبُّنَا عِنْدَ ثَلَاثٍ عِنْدَ نُزُولِ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ عِنْدَ مُسَاءَلَتِكَ فِی قَبْرِكَ وَ عِنْدَ مَوْقِفِكَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ (2).
«20»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ نَاقِلًا مِنْ كِتَابٍ جَمَعَهُ السَّیِّدُ حَسَنُ بْنُ كَبْشٍ الْحُسَیْنِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفِیدِ رَفَعَ الْحَدِیثَ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ یَفْرَحُونَ فِی أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ خُرُوجِ أَنْفُسِهِمْ وَ أَنَا وَ أَنْتَ شَاهِدُهُمْ وَ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِی قُبُورِهِمْ وَ عِنْدَ الْعَرْضِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ (3).
«21»-قَالَ وَ مِمَّا رَوَاهُ لِیَ السَّیِّدُ الْجَلِیلُ بَهَاءُ الدَّیْنِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْحُسَیْنِیُ
ص: 164
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْكَشِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ إِلَی سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ أَنَّهُ حَضَرَ أَحَدَ ابْنَیْ سَابُورَ وَ كَانَ لَهُمَا وَرَعٌ وَ إِخْبَاتٌ فَمَرِضَ أَحَدُهُمَا وَ لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا زَكَرِیَّا بْنَ سَابُورَ قَالَ فَحَضَرْتُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ قَالَ فَبَسَطَ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ بَسَطْتُ یَدِی یَا عَلِیُّ قَالَ قَصَصْتُ ذَلِكَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ قُمْتُ عَنْهُ فَأَتْبَعَنِی رَسُولَهُ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِی خَبَرَ الرَّجُلِ الَّذِی حَضَرْتَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ أَیَّ شَیْ ءٍ سَمِعْتَهُ یَقُولُ قُلْتُ بَسَطَ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ بَسَطْتُ یَدِی یَا عَلِیُّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَآهُ وَ اللَّهِ رَآهُ وَ اللَّهِ (1).
«22»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ وَ جَلَسْنَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَسَأَلْنَا مَنْ أَنْتُمْ قُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ أَكْثَرُ مُحِبّاً لَنَا مِنَ الْكُوفَةِ ثُمَّ هَذِهِ الْعِصَابَةُ خَاصَّةً إِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ أَحْبَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ كَذَّبَنَا النَّاسُ وَ اتَّبَعْتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النَّاسُ فَجَعَلَ اللَّهُ مَحْیَاكُمْ مَحْیَانَا وَ مَمَاتَكُمْ مَمَاتَنَا فَأَشْهَدُ عَلَی أَبِی أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَرَی مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ أَوْ یَغْتَبِطَ (2) إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا ثُمَّ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ ثُمَّ قَالَ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً فَنَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
ص: 165
الآیات؛
إبراهیم: «مَثَلُ الَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّیحُ فِی یَوْمٍ عاصِفٍ لا یَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلی شَیْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِیدُ»(21)
طه: «وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی»(84)
(و قال تعالی): «وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا یَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً»(112)
تفسیر؛
حكم اللّٰه تعالی فی الآیة الأولی بكون أعمال الكفار باطلة و الأخبار المستفیضة وردت بإطلاق الكافر علی المخالفین لإنكارهم النصوص علی الأئمة علیهم السلام.
و روی علی بن إبراهیم فی تفسیر تلك الآیة أنه قال من لم یقر بولایة أمیر المؤمنین بطل عمله مثل الرماد الذی تجی ء الریح فتحمله. (1).
و فسر الاهتداء فی الآیة الثانیة فی كثیر من الأخبار بالاهتداء إلی الولایة و أما الإیمان فی الآیة الثالثة فلا ریب فی أن الولایة داخلة فیه فشرط اللّٰه تعالی الإیمان فی كون الأعمال الصالحة أسبابا (2) لعدم خوف الظلم بمنع ثواب یستحقه و الهضم أی الكسر منه بنقصان.
و قال ابن عباس لا یخاف أن یزاد علی سیئاته و لا ینقص من حسناته و الهضم فی اللغة الكسر و النقص و اعلم أن الإمامیة أجمعوا علی اشتراط صحة الأعمال و قبولها بالإیمان الذی من جملته الإقرار بولایة جمیع الأئمة علیهم السلام و إمامتهم و الأخبار
ص: 166
الدالة علیه متواترة بین الخاصة و العامة.
«1»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلا یَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً أَیْ لَا یَنْقُصُ مِنْ عَمَلِهِ شَیْئاً وَ أَمَّا ظُلْماً یَقُولُ لَنْ یَذْهَبَ بِهِ (1).
«2»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ إِذَا وَقَفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَنِ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ وَ عَنِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ وَ عَنِ الصِّیَامِ الْمَفْرُوضِ وَ عَنِ الْحَجِّ الْمَفْرُوضِ وَ عَنْ وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنْ أَقَرَّ بِوَلَایَتِنَا ثُمَّ مَاتَ عَلَیْهَا قُبِلَتْ مِنْهُ صَلَاتُهُ وَ صَوْمُهُ وَ زَكَاتُهُ وَ حَجُّهُ وَ إِنْ لَمْ یُقِرَّ بِوَلَایَتِنَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ شَیْئاً مِنْ أَعْمَالِهِ (2).
«3»-لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ خَلَقْتُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَ مَا فِیهِنَّ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعَ وَ مَنْ عَلَیْهِنَّ وَ مَا خَلَقْتُ مَوْضِعاً أَعْظَمَ مِنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً دَعَانِی هُنَاكَ مُنْذُ خَلَقْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ ثُمَّ لَقِیَنِی جَاحِداً لِوَلَایَةِ عَلِیٍّ لَأَكْبَبْتُهُ فِی سَقَرَ (3).
«4»-لی، الأمالی للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَقُولُ لَا خَیْرَ فِی الدُّنْیَا إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَیْنِ رَجُلٍ یَزْدَادُ كُلَّ یَوْمٍ إِحْسَاناً وَ رَجُلٍ یَتَدَارَكُ (4) سَیِّئَتَهُ بِالتَّوْبَةِ
ص: 167
وَ أَنَّی لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ اللَّهِ لَوْ سَجَدَ حَتَّی یَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتَ (1).
ل، الخصال أبی و ابن الولید معا عن سعد مثله (2)
- سن، المحاسن الأصفهانی مثله (3).
«5»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ إِنْ تَعَبَّدَ (4) وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً (5)
«6»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (6) عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (7) قَالَ هِیَ لِلْمُسْلِمِینَ عَامَّةً وَ الْحَسَنَةُ الْوَلَایَةُ فَمَنْ عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ كُتِبَتْ (8) لَهُ عَشْراً فَإِنْ لَمْ یَكُنْ وَلَایَةٌ (لَهُ) دُفِعَ عَنْهُ بِمَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَتِهِ فِی الدُّنْیَا وَ مَا لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (9).
أقول: قد مر مثله بأسانید جمة فی أبواب تفسیر الآیات.
«7»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ یَحْیَی (10) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ
ص: 168
وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ أَ لَا تَرَی كَیْفَ اشْتَرَطَ وَ لَمْ تَنْفَعْهُ التَّوْبَةُ أَوِ الْإِیمَانُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَتَّی اهْتَدَی وَ اللَّهِ لَوْ جَهَدَ أَنْ یَعْمَلَ (1) مَا قُبِلَ مِنْهُ حَتَّی یَهْتَدِیَ قَالَ قُلْتُ إِلَی مَنْ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ إِلَیْنَا (2).
بیان: لعل المراد بالإیمان علی هذا التفسیر الإسلام و قد مر مثله بأسانید.
«8»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ یَقُولُ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَ كَانَ قَدْ عَمِلَ فِی الدُّنْیَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ- یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَسْرَةً إِنْ كَانَ عَمَلُهُ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (3) یَقُولُ إِذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ رَأَی ذَلِكَ الشَّرَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ غُفِرَ لَهُ (4).
أقول: قد مرت الأخبار الدالة علی المقصود من هذا الباب فی أبواب النصوص علی الأئمة كقوله
فی خبر المفضل یا محمد لو أن عبدا یعبدنی حتی ینقطع و یصیر كالشن البالی ثم أتانی جاحدا لولایتهم ما أسكنه جنتی و لا أظللته تحت عرشی.
«16»-وَ سَیَأْتِی فِی بَابِ النَّصِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْأَخْبَارُ الْكَثِیرَةُ فِی ذَلِكَ كَقَوْلِهِ فِی خَبَرِ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ النَّهْشَلِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لَا أَقْبَلُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْإِقْرَارِ بِوَلَایَتِهِ مَعَ نُبُوَّةِ أَحْمَدَ رَسُولِی.
و قد مضی كثیر منها فی أبواب تأویل الآیات من هذا المجلد.
«9»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِیمَا كَتَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ إِلَی أَهْلِ مِصْرَ یَا عِبَادَ اللَّهِ إِنِ اتَّقَیْتُمُ اللَّهَ وَ حَفِظْتُمْ نَبِیَّكُمْ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ فَقَدْ عَبَدْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا عُبِدَ وَ ذَكَرْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا ذُكِرَ وَ شَكَرْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا شُكِرَ وَ أَخَذْتُمْ بِأَفْضَلِ الصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ وَ اجْتَهَدْتُمْ أَفْضَلَ الِاجْتِهَادِ وَ إِنْ كَانَ غَیْرُكُمْ أَطْوَلَ مِنْكُمْ صَلَاةً وَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ صِیَاماً فَأَنْتُمْ
ص: 169
أَتْقَی لِلَّهِ مِنْهُ وَ أَنْصَحُ لِأُولِی الْأَمْرِ (1).
«10»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ مُوسَی بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ بَزِیعٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ عَنْ قَیْسٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ یَوَدُّنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِنَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَنْفَعُ عَبْداً عَمَلُهُ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا (2).
«11»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّرَارِیِّ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ السَّابَاطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبَا أُمَیَّةَ یُوسُفَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَا یَضُرُّ مَعَ الْإِیمَانِ عَمَلٌ وَ لَا یَنْفَعُ مَعَ الْكُفْرِ عَمَلٌ فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ یَسْأَلْنِی أَبُو أُمَیَّةَ عَنْ تَفْسِیرِهَا إِنَّمَا عَنَیْتُ بِهَذَا أَنَّهُ مَنْ عَرَفَ الْإِمَامَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ یَتَوَلَّاهُ ثُمَّ عَمِلَ لِنَفْسِهِ بِمَا شَاءَ مِنْ عَمَلِ الْخَیْرِ قُبِلَ مِنْهُ ذَلِكَ وَ ضُوعِفَ لَهُ أَضْعَافاً كَثِیرَةً فَانْتَفَعَ بِأَعْمَالِ الْخَیْرِ مَعَ الْمَعْرِفَةِ فَهَذَا مَا عَنَیْتُ بِذَلِكَ وَ كَذَلِكَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ الَّتِی یَعْمَلُونَهَا إِذَا تَوَلَّوُا الْإِمَامَ الْجَائِرَ الَّذِی لَیْسَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ أَ لَیْسَ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَكَیْفَ لَا یَنْفَعُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ مِمَّنْ تَوَلَّی أَئِمَّةَ الْجَوْرِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هَلْ تَدْرِی مَا الْحَسَنَةُ الَّتِی عَنَاهَا اللَّهُ تَعَالَی فِی هَذِهِ الْآیَةِ هِیَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ طَاعَتُهُ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (3) وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ
ص: 170
وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1) وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِالسَّیِّئَةِ إِنْكَارَ الْإِمَامِ الَّذِی هُوَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِوَلَایَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ جَاءَهُ مُنْكِراً لِحَقِّنَا جَاحِداً لِوَلَایَتِنَا أَكَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی النَّارِ (2).
«12»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو مَنْصُورٍ السُّكَّرِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ یُوسُفَ السِّكَكِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ یَزِیدَ الرَّقَاشِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَلِقِینَ (3) مِنْ تَبُوكَ فَقَالَ لِی فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ أَلْقُوا لِیَ الْأَحْلَاسَ وَ الْأَقْتَابَ فَفَعَلُوا فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا لِی إِذَا ذُكِرَ آلُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام تَهَلَّلَتْ وُجُوهُكُمْ وَ إِذَا ذُكِرَ آلُ مُحَمَّدٍ كَأَنَّمَا یُفْقَأُ فِی وُجُوهِكُمْ حَبُّ الرُّمَّانِ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ جَاءَ أَحَدُكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِأَعْمَالٍ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ وَ لَمْ یَجِئْ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَأَكَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی النَّارِ (4).
بیان: الفقأ الشق و هو كنایة عن شدة احمرار الوجه للغضب.
«13»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ تَمِیمٍ وَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ وَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ كُلُّهُمْ ذَكَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثاً أَنْ یُثَبِّتَ قَائِلَكُمْ وَ أَنْ یَهْدِیَ ضَالَّكُمْ وَ أَنْ یُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَجْعَلَكُمْ جُوَدَاءَ نُجَبَاءَ رُحَمَاءَ فَلَوْ أَنَّ امْرَأً صَفَّ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ فَصَلَّی وَ صَامَ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ لِأَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مُبْغِضٌ دَخَلَ النَّارَ (5).
ص: 171
كشف، كشف الغمة من كتاب الأربعین للحافظ أبی بكر محمد بن أبی نصر عن ابن عباس مثله (1).
«14»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَی الْمَوْقِفِ وَ النَّاسُ فِیهِ كَثِیرٌ فَدَنَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ إِنَّ أَهْلَ الْمَوْقِفِ كَثِیرٌ قَالَ فَضَرَبَ بِبَصَرِهِ فَأَدَارَهُ فِیهِمْ ثُمَّ قَالَ ادْنُ مِنِّی یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ غُثَاءٌ یَأْتِی بِهِ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَ اللَّهِ مَا الْحَجُّ إِلَّا لَكُمْ لَا وَ اللَّهِ مَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ إِلَّا مِنْكُمْ (2).
بیان: الغثاء بالضم و المد ما یجی ء فوق السیل مما یحمله من الزبد و الوسخ و غیره ذكره فی النهایة.
«15»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَالُ أَقْوَامٍ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُمْ آلُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَرِحُوا وَ اسْتَبْشَرُوا وَ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُمْ آلُ مُحَمَّدٍ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُهُمْ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ عَبْداً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِعَمَلِ سَبْعِینَ نَبِیّاً مَا قَبِلَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُ حَتَّی یَلْقَاهُ بِوَلَایَتِی وَ وَلَایَةِ أَهْلِ بَیْتِی (3).
بیان: قال الفیروزآبادی اشمأز انقبض و اقشعر أو ذعر و الشی ء كرهه.
«16»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُسْتَوْرِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: قَالَ لَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیهما السلام أَیُّ الْبِقَاعِ أَفْضَلُ فَقُلْنَا (4) اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّ أَفْضَلَ الْبِقَاعِ
ص: 172
مَا بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا عُمِّرَ مَا عُمِّرَ نُوحٌ فِی قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عَاماً یَصُومُ النَّهَارَ وَ یَقُومُ اللَّیْلَ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ (1) ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ بِغَیْرِ وَلَایَتِنَا لَمْ یَنْفَعْهُ ذَلِكَ شَیْئاً (2).
ثو، ثواب الأعمال ابن الولید عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن أبی نجران عن عاصم عن الثمالی مثله (3)
- سن، المحاسن محمد بن علی عن ابن أبی نجران مثله (4).
«17»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی أُوَیْسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ عَطَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ لَكُمْ أَنَّ یُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ وَ أَنْ یُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ وَ أَنْ یَهْدِیَ ضَالَّكُمْ وَ أَنْ یَجْعَلَكُمْ نُجَدَاءَ جُوَدَاءَ رُحَمَاءَ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَلَّی وَ صَفَّ قَدَمَیْهِ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ لَقِیَ اللَّهَ بِبُغْضِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ دَخَلَ النَّارَ (5).
جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی المفید عن الجعابی عن عبد الكریم بن محمد عن سهل بن زنجلة عن ابن أبی أویس مثله (6).
«18»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ یَذْكُرُ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ إِذَا عَرَفْتَ الْحَقَّ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ اللَّهِ مَا قُلْتُ لَهُ هَكَذَا وَ لَكِنِّی قُلْتُ لَهُ إِذَا عَرَفْتَ الْحَقَّ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنْ خَیْرٍ یُقْبَلُ مِنْكَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
ص: 173
وَ جَلَّ یَقُولُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (1) وَ یَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (2) مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً (3).
«19»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقِیلَ لَهُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَجَانِبَ (4) یَرْوُونَ عَنْ أَبِیكَ یَقُولُونَ إِنَّ أَبَاكَ علیه السلام قَالَ إِذَا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَهُمْ یَسْتَحِلُّونَ مِنَ بَعْدِ ذَلِكَ كُلَّ مُحَرَّمٍ (5) قَالَ مَا لَهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِنَّمَا قَالَ أَبِی علیه السلام إِذَا عَرَفْتَ الْحَقَّ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنْ خَیْرٍ یُقْبَلُ مِنْكَ (6).
«20»-ج، الإحتجاج عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی جَوَابِ الزِّنْدِیقِ الْمُدَّعِی لِلتَّنَاقُضِ فِی الْقُرْآنِ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْیِهِ (7) وَ قَوْلُهُ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (8) فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ یُغْنِی إِلَّا مَعَ اهْتِدَاءٍ وَ لَیْسَ كُلُّ مَنْ وَقَعَ عَلَیْهِ اسْمُ الْإِیمَانِ كَانَ حَقِیقاً بِالنَّجَاةِ مِمَّا هَلَكَ بِهِ الْغُوَاةُ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَنَجَتِ الْیَهُودُ مَعَ اعْتِرَافِهَا التَّوْحِیدَ وَ إِقْرَارِهَا بِاللَّهِ وَ نَجَا سَائِرُ الْمُقِرِّینَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ مِنْ إِبْلِیسَ فَمَنْ دُونَهُ فِی الْكُفْرِ وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (9)
ص: 174
وَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (1) وَ لِلْإِیمَانِ حَالاتٌ وَ مَنَازِلُ یَطُولُ شَرْحُهَا وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْإِیمَانَ قَدْ یَكُونُ عَلَی وَجْهَیْنِ إِیمَانٍ بِالْقَلْبِ وَ إِیمَانٍ بِاللِّسَانِ كَمَا كَانَ إِیمَانُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا قَهَرَهُمُ السَّیْفُ (2) وَ شَمِلَهُمُ الْخَوْفُ فَإِنَّهُمْ آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ فَالْإِیمَانُ بِالْقَلْبِ هُوَ التَّسْلِیمُ لِلرَّبِّ وَ مَنْ سَلَّمَ الْأُمُورَ لِمَالِكِهَا لَمْ یَسْتَكْبِرْ عَنْ أَمْرِهِ كَمَا اسْتَكْبَرَ إِبْلِیسُ عَنِ السُّجُودِ لآِدَمَ وَ اسْتَكْبَرَ أَكْثَرُ الْأُمَمِ عَنْ طَاعَةِ أَنْبِیَائِهِمْ فَلَمْ یَنْفَعْهُمُ التَّوْحِیدُ كَمَا لَمْ یَنْفَعْ إِبْلِیسَ ذَلِكَ السُّجُودُ الطَّوِیلُ فَإِنَّهُ سَجَدَ سَجْدَةً وَاحِدَةً أَرْبَعَةَ آلَافِ عَامٍ لَمْ یُرِدْ بِهَا غَیْرَ زُخْرُفِ الدُّنْیَا وَ التَّمْكِینِ مِنَ النَّظِرَةِ فَلِذَلِكَ لَا تَنْفَعُ الصَّلَاةُ وَ الصَّدَقَةُ إِلَّا مَعَ الِاهْتِدَاءِ إِلَی سَبِیلِ النَّجَاةِ وَ طَرِیقِ الْحَقِّ (3).
«21»-ع، علل الشرائع مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمَدَائِنِیِّ (4) عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَتَبَ إِلَیْهِ كِتَاباً فِیهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً قَطُّ یَدْعُو إِلَی مَعْرِفَةِ اللَّهِ لَیْسَ مَعَهَا طَاعَةٌ فِی أَمْرٍ وَ لَا نَهْیٍ وَ إِنَّمَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ الْعَمَلَ بِالْفَرَائِضِ الَّتِی افْتَرَضَهَا (5) اللَّهُ عَلَی حُدُودِهَا مَعَ مَعْرِفَةِ مَنْ دَعَا إِلَیْهِ وَ مَنْ أَطَاعَ حَرَّمَ الْحَرَامَ ظَاهِرَهُ وَ بَاطِنَهُ (6) وَ صَلَّی وَ صَامَ وَ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ وَ عَظَّمَ حُرُمَاتِ اللَّهِ كُلَّهَا لَمْ یَدَعْ مِنْهَا شَیْئاً وَ عَمِلَ بِالْبِرِّ كُلِّهِ وَ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ كُلِّهَا وَ تَجَنَّبَ سَیِّئَهَا
ص: 175
وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِلُّ الْحَلَالَ وَ یُحَرِّمُ الْحَرَامَ بِغَیْرِ مَعْرِفَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یُحِلَّ لِلَّهِ حَلَالًا وَ لَمْ یُحَرِّمْ لَهُ حَرَاماً وَ إِنَّ مَنْ صَلَّی وَ زَكَّی وَ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ وَ فَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِغَیْرِ مَعْرِفَةِ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ طَاعَتَهُ فَلَمْ یَفْعَلْ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ لَمْ یُصَلِّ وَ لَمْ یَصُمْ وَ لَمْ یُزَكِّ وَ لَمْ یَحُجَّ وَ لَمْ یَعْتَمِرْ وَ لَمْ یَغْتَسِلْ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ لَمْ یَتَطَهَّرْ وَ لَمْ یُحَرِّمْ لِلَّهِ حَرَاماً وَ لَمْ یُحِلَّ لِلَّهِ حَلَالًا لَیْسَ لَهُ صَلَاةٌ وَ إِنْ رَكَعَ وَ إِنْ سَجَدَ وَ لَا لَهُ زَكَاةٌ وَ لَا حَجٌّ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ یَكُونُ بِمَعْرِفَةِ رَجُلٍ مَنَّ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ عَلَی خَلْقِهِ بِطَاعَتِهِ وَ أَمَرَ بِالْأَخْذِ عَنْهُ فَمَنْ عَرَفَهُ وَ أَخَذَ عَنْهُ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ أَنَّمَا هِیَ الْمَعْرِفَةُ وَ أَنَّهُ إِذَا عَرَفَ اكْتَفَی بِغَیْرِ طَاعَةٍ فَقَدْ كَذَبَ وَ أَشْرَكَ وَ إِنَّمَا قِیلَ اعْرِفْ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنَ الْخَیْرِ فَإِنَّهُ لَا یُقْبَلُ مِنْكَ ذَلِكَ بِغَیْرِ مَعْرِفَةٍ فَإِذَا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ مِنَ الطَّاعَةِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ فَإِنَّهُ مَقْبُولٌ مِنْكَ (1).
«22»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ وَ مَنْ تَابَ مِنْ ظُلْمٍ وَ آمَنَ مِنْ كُفْرٍ وَ عَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَی إِلَی وَلَایَتِنَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ (2).
«23»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَبَدَ اللَّهَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِی إِسْرَائِیلَ حَتَّی صَارَ مِثْلَ الْخِلَالِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَبِیِّ زَمَانِهِ قُلْ لَهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ جَبَرُوتِی لَوْ أَنَّكَ عَبَدْتَنِی حَتَّی تَذُوبَ كَمَا تَذُوبُ الْأَلْیَةُ فِی الْقِدْرِ مَا قَبِلْتُ مِنْكَ حَتَّی تَأْتِیَنِی مِنَ الْبَابِ الَّذِی أَمَرْتُكَ (3).
سن، المحاسن محمد بن علی عن صفوان مثله (4).
ص: 176
«24»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ كَرَّامٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُعَلَّی لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ مِائَةَ عَامٍ مَا بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ یَصُومُ النَّهَارَ وَ یَقُومُ اللَّیْلَ حَتَّی یَسْقُطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ تَلْتَقِیَ تَرَاقِیهِ هَرَماً جَاهِلًا لِحَقِّنَا (1) لَمْ یَكُنْ لَهُ ثَوَابٌ (2).
سن، المحاسن الوشاء مثله (3)
بیان: التراقی العظام المتصلة بالحلق من الصدر و التقاؤها كنایة عن نهایة الذبول و الدقة و التجفف.
«25»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُیَسِّرٍ (4) قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عِنْدَهُ فِی الْفُسْطَاطِ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِینَ رَجُلًا فَجَلَسَ بَعْدَ سُكُوتٍ مِنَّا طَوِیلٍ (5) فَقَالَ مَا لَكُمْ (6) لَعَلَّكُمْ تَرَوْنَ أَنِّی نَبِیُّ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا أَنَا كَذَلِكَ وَ لَكِنْ لِی قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وِلَادَةٌ فَمَنْ وَصَلَنَا (7) وَصَلَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ حَرَمَنَا حَرَمَهُ اللَّهُ أَ فَتَدْرُونَ أَیُّ الْبِقَاعِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً فَلَمْ یَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنَّا فَكَانَ (8) هُوَ الرَّادَّ عَلَی نَفْسِهِ قَالَ ذَلِكَ مَكَّةُ الْحَرَامُ الَّتِی رَضِیَهَا اللَّهُ (9) لِنَفْسِهِ حَرَماً وَ جَعَلَ بَیْتَهُ فِیهَا
ص: 177
ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ أَیُّ الْبِقَاعِ أَفْضَلُ فِیهَا عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً (1) فَلَمْ یَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنَّا فَكَانَ هُوَ الرَّادَّ عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ ذَلِكَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ أَیُّ بُقْعَةٍ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ (2) عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً فَلَمْ یَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنَّا فَكَانَ هُوَ الرَّادَّ عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ ذَاكَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ (3) وَ بَابِ الْكَعْبَةِ وَ ذَلِكَ حَطِیمُ إِسْمَاعِیلَ علیه السلام ذَاكَ الَّذِی كَانَ یُزَوِّدُ (4) فِیهِ غُنَیْمَاتِهِ وَ یُصَلِّی فِیهِ وَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ عَبْداً صَفَّ قَدَمَیْهِ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ قَامَ (5) اللَّیْلَ مُصَلِّیاً حَتَّی یَجِیئَهُ النَّهَارُ وَ صَامَ (6) النَّهَارَ حَتَّی یَجِیئَهُ اللَّیْلُ وَ لَمْ یَعْرِفْ حَقَّنَا وَ حُرْمَتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ شَیْئاً أَبَداً (7).
سن، المحاسن محمد بن علی و علی بن محمد معا عن ابن فضال مثله (8)
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ أَلَا إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِیمَ خَلِیلَ اللَّهِ كَانَ مِمَّنِ اشْتَرَطَ عَلَی رَبِّهِ قَالَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی (9) إِلَیْهِمْ إِنَّهُ (10) لَمْ یَعْنِ النَّاسَ كُلَّهُمْ فَأَنْتُمْ أَوْلِیَاؤُهُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَ نُظَرَاؤُكُمْ وَ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ فِی النَّاسِ مَثَلُ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَبْیَضِ وَ مَثَلُ الشَّعْرَةِ الْبَیْضَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ یَنْبَغِی
ص: 178
لِلنَّاسِ أَنْ یَحُجُّوا هَذَا الْبَیْتَ وَ یُعَظِّمُونَا (1) لِتَعْظِیمِ اللَّهِ وَ أَنْ تَلْقَوْنَا حَیْثُ كُنَّا نَحْنُ الْأَدِلَّاءُ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی (2)
«26»- ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ یَصِیرُ إِلَی (3) هَذِهِ الْآیَةِ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً (4)
«27»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُیَسِّرٍ بَیَّاعِ الزُّطِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ لِی جَاراً لَسْتُ أَنْتَبِهُ إِلَّا بِصَوْتِهِ (5) إِمَّا تَالِیَا كِتَابَهُ یُكَرِّرُهُ وَ یَبْكِی وَ یَتَضَرَّعُ وَ إِمَّا دَاعِیاً فَسَأَلْتُ (6) عَنْهُ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ فَقِیلَ (7) لِی إِنَّهُ مُجْتَنِبٌ لِجَمِیعِ الْمَحَارِمِ (8) قَالَ فَقَالَ یَا مُیَسِّرُ یَعْرِفُ شَیْئاً مِمَّا أَنْتَ عَلَیْهِ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ فَحَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ فَوَجَدْتُهُ لَا یَعْرِفُ شَیْئاً مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الرَّجُلِ فَقَالَ لِی مِثْلَ مَا قَالَ فِی الْعَامِ الْمَاضِی یَعْرِفُ شَیْئاً مِمَّا أَنْتَ عَلَیْهِ قُلْتُ لَا قَالَ یَا مُیَسِّرُ أَیُّ الْبِقَاعِ أَعْظَمُ حُرْمَةً قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ
ص: 179
قَالَ یَا مُیَسِّرُ مَا بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ مَا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَمَّرَهُ اللَّهُ فِیمَا بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ فِیمَا بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ یَعْبُدُهُ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ ذُبِحَ عَلَی فِرَاشِهِ مَظْلُوماً كَمَا یُذْبَحُ الْكَبْشُ الْأَمْلَحُ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَیْرِ وَلَایَتِنَا لَكَانَ حَقِیقاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُكِبَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ (1).
بیان: الأملح الذی بیاضه أكثر من سواده و قیل هو النقی البیاض و لعل التقیید به لكونه ألطف و الذبح فیه أسرع و قال الفیروزآبادی كبه قلبه و صرعه كأكبه.
«28»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قَالَ: مَرَّ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام بِرَجُلٍ رَافِعٍ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ یَدْعُو فَانْطَلَقَ مُوسَی فِی حَاجَتِهِ فَغَابَ عَنْهُ سَبْعَةَ أَیَّامٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِ وَ هُوَ رَافِعٌ یَدَیْهِ یَدْعُو وَ یَتَضَرَّعُ وَ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا مُوسَی لَوْ دَعَانِی حَتَّی تَسْقُطَ لِسَانُهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ حَتَّی یَأْتِیَنِی مِنَ الْبَابِ الَّذِی أَمَرْتُهُ بِهِ (2).
بیان: أی من طریق ولایة أنبیاء اللّٰه و أوصیائهم و متابعتهم.
«29»-سن، المحاسن الْقَاسِمُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عُبَیْسٍ عَنْ جَیْفَرٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ مَا بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ثُمَّ ذُبِحَ كَمَا یُذْبَحُ الْكَبْشُ مَظْلُوماً لَبَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ النَّفَرِ الَّذِینَ یَقْتَدِی بِهِمْ وَ یَهْتَدِی بِهُدَاهُمْ وَ یَسِیرُ بِسِیرَتِهِمْ إِنْ جَنَّةً فَجَنَّةٌ وَ إِنْ نَاراً فَنَارٌ (3).
ص: 180
«30»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْبَرَاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ یَعْنِی ابْنَ كَثِیرٍ (1) قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا صِرْنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ صَعِدَ عَلَی جَبَلٍ فَأَشْرَفَ فَنَظَرَ إِلَی النَّاسِ فَقَالَ مَا أَكْثَرَ الضَّجِیجَ وَ أَقَلَّ الْحَجِیجَ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ الرَّقِّیُّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ یَسْتَجِیبُ اللَّهُ دُعَاءَ هَذَا الْجَمْعِ الَّذِی أَرَی قَالَ وَیْحَكَ یَا بَا سُلَیْمَانَ إِنَّ اللَّهَ لَا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ الْجَاحِدُ لِوَلَایَةِ عَلِیٍّ كَعَابِدِ وَثَنٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ تَعْرِفُونَ مُحِبَّكُمْ وَ مُبْغِضَكُمْ قَالَ وَیْحَكَ یَا أَبَا سُلَیْمَانَ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ یُولَدُ إِلَّا كُتِبَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَدْخُلُ إِلَیْنَا بِوَلَایَتِنَا وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِنَا فَنَرَی مَكْتُوباً بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (2) نَعْرِفُ عَدُوَّنَا مِنْ وَلِیِّنَا (3).
«31»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی مُحَمَّداً بِالرِّسَالَةِ وَ أَنْبَأَهُ بِالْوَحْیِ فَأَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الحِكْمَةِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ فَمَنْ یُحِبَّنَا مِنْكُمْ نَفَعَهُ إِیمَانُهُ وَ یُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ لَمْ یُحِبَّنَا مِنْكُمْ لَمْ یَنْفَعْهُ إِیمَانُهُ وَ لَا یُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلُهُ (4).
بیان: أی و إن كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله أنال أی أعطی و جاد بالعلم و بثه فی الناس و لكن فینا أهل البیت ما یعقل به العلم و أبواب الحكمة و لا یوصل إلی صحیح العلم إلا الرجوع إلینا.
«32»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی كَهْمَشٍ عَنِ الْحَكَمِ أَبِی مُحَمَّدٍ
ص: 181
عَنْ عَمْرٍو عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ (1) عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: صَعِدَ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ شَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالرِّسَالَةِ وَ اخْتَصَّهُ بِالنُّبُوَّةِ وَ أَنْبَأَهُ بِالْوَحْیِ فَأَنَالَ النَّاسَ وَ أَنَالَ وَ فِینَا أَهْلَ (2) الْبَیْتِ مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الْحِكَمِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ فَمَنْ یُحِبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَنْفَعْهُ إِیمَانُهُ وَ یُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ لَا یُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلَا یَنْفَعُهُ إِیمَانُهُ وَ لَا یُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ لَوْ صَامَ النَّهَارَ وَ قَامَ اللَّیْلَ (3).
شا، الإرشاد مرسلا مثله (4)
- یر، بصائر الدرجات الحسن بن علی عن الحسین و أنس عن مالك بن عطیة عن أبی حمزة عن أبی الطفیل عن أمیر المؤمنین علیه السلام مثله (5)
- سن، المحاسن محمد بن علی عن عبیس بن هشام عن الحسن بن الحسین عن مالك بن عطیة عن أبی حمزة عن أبی الطفیل عنه علیه السلام مثله (6).
«33»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی فِیمَا أَعْلَمُ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (7) قَالَ إِلَی وَلَایَتِنَا وَ اللَّهِ أَ مَا تَرَی كَیْفَ اشْتَرَطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (8).
ص: 182
«34»-سن، المحاسن أَبِی عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ مَا أَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَ لَأُحَدِّثَنَّكُمْ وَ لَأَنْصَحَنَّ لَكُمْ وَ كَیْفَ لَا أَنْصَحُ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ جُنْدُ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا یَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَهْلُ دِینٍ غَیْرُكُمْ فَخُذُوهُ وَ لَا تُذِیعُوهُ وَ لَا تَحْبِسُوهُ عَنْ أَهْلِهِ فَلَوْ حَبَسْتُ عَنْكُمْ (1) یُحْبَسُ عَنِّی (2).
«35»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ عُمَرَ الْكَلْبِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَیَّ إِذْ قَالَ یَا عُمَرُ مَا أَكْثَرَ السَّوَادَ یَعْنِی النَّاسَ فَقُلْتُ أَجَلْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا یَحُجُّ لِلَّهِ غَیْرُكُمْ وَ لَا یُؤْتَی أَجْرَهُ مَرَّتَیْنِ غَیْرُكُمْ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ رُعَاةُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَهْلُ دِینِ اللَّهِ مِنْكُمْ یُقْبَلُ وَ لَكُمْ یُغْفَرُ (3).
«36»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا جَالِسٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (4) یَجْرِی لِهَؤُلَاءِ مِمَّنْ لَا یَعْرِفُ مِنْهُمْ هَذَا الْأَمْرَ فَقَالَ لَا إِنَّمَا هَذِهِ لِلْمُؤْمِنِینَ خَاصَّةً قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ رَأَیْتَ مَنْ صَامَ وَ صَلَّی وَ اجْتَنَبَ الْمَحَارِمَ وَ حَسُنَ وَرَعُهُ مِمَّنْ لَا یَعْرِفُ وَ لَا یَنْصِبُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یُدْخِلُ أُولَئِكَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ (5).
«37»-سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَیْكُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ (6) فِی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْخَیْرِ إِذَا تَوَلَّوُا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أُولِی
ص: 183
الْأَمْرِ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ قَبِلَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ (1).
«38»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی بُرْحَةَ الرَّمَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: النَّاسُ سَوَادٌ وَ أَنْتُمْ حَاجٌّ (2).
«39»-سن، المحاسن عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنِّی خَرَجْتُ بِأَهْلِی فَلَمْ أَدَعْ أَحَداً إِلَّا خَرَجْتُ بِهِ إِلَّا جَارِیَةً لِی نَسِیتُ فَقَالَ تَرْجِعُ وَ تَذْكُرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَخَرَجْتَ (3) لِتَسُدَّ بِهِمُ الْفِجَاجَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ اللَّهِ مَا یَحُجُّ غَیْرُكُمْ وَ لَا یُقْبَلُ إِلَّا مِنْكُمْ (4).
بیان: قوله علیه السلام لتسد بهم الفجاج أی تملأ بهم ما بین الجبال من عرفات و مشعر و منی.
«40»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَكْثَرَ السَّوَادَ قُلْتُ أَجَلْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا یَحُجُّ لِلَّهِ غَیْرُكُمْ وَ لَا یُصَلِّی الصَّلَاتَیْنِ غَیْرُكُمْ وَ لَا یُؤْتَی أَجْرَهُ مَرَّتَیْنِ غَیْرُكُمْ وَ إِنَّكُمْ لَرُعَاةُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ أَهْلُ الدِّینِ وَ لَكُمْ یُغْفَرُ وَ مِنْكُمْ یُقْبَلُ (5).
بیان: لعل المراد بالصلاتین الفرائض و النوافل أو السفریة و الحضریة أو الصلوات الخمس أو الصلاة علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو التفریق بین الصلاتین (6) فإنهم یبتدعون فی ذلك قوله علیه السلام رعاة الشمس و القمر و النجوم أی ترعونها و تراقبونها لأوقات الصلوات و العبادات قال الفیروزآبادی راعی النجوم راقبها و انتظر مغیبها كرعاها.
ص: 184
«41»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً فَدَخَلَ عَلَیْهِ دَاخِلٌ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ الْحَاجَّ الْعَامَ فَقَالَ إِنْ شَاءُوا فَلْیَكْثُرُوا وَ إِنْ شَاءُوا فَلْیَقِلُّوا وَ اللَّهِ مَا یَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا مِنْكُمْ وَ لَا یَغْفِرُ إِلَّا لَكُمْ (1).
«42»-سن، المحاسن النَّضْرُ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ الْحَارِثِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ وَ هُوَ كَرَّامُ بْنُ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ آیَةً فِی الْقُرْآنِ تُشَكِّكُنِی قَالَ وَ مَا هِیَ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ قَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ (3) شَكَكْتَ فِیهَا قُلْتُ مَنْ صَلَّی وَ صَامَ وَ عَبَدَ اللَّهَ قُبِلَ مِنْهُ قَالَ إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ الْعَارِفِینَ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ أَزْهَدُ فِی الدُّنْیَا أَمِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَیْسٍ قُلْتُ لَا بَلِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَیْسٍ قَالَ فَذَلِكَ (4) لَا یُتَقَبَّلُ مِنْهُ شَیْ ءٌ مِمَّا ذَكَرْتَ (5).
«43»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ ذُبِحَ كَمَا یُذْبَحُ الْكَبْشُ ثُمَّ أَتَی اللَّهَ بِبُغْضِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ عَمَلَهُ (6).
«44»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِیهِ النَّخَعِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُیَسِّرُ أَیُّ الْبُلْدَانِ أَعْظَمُ حُرْمَةً قَالَ فَمَا كَانَ مِنَّا أَحَدٌ یُجِیبُهُ حَتَّی كَانَ الرَّادَّ عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ مَكَّةُ فَقَالَ أَیُّ بِقَاعِهَا أَعْظَمُ حُرْمَةً قَالَ
ص: 185
فَمَا كَانَ مِنَّا أَحَدٌ یُجِیبُهُ حَتَّی كَانَ الرَّادَّ عَلَی نَفْسِهِ قَالَ بَیْنَ الرُّكْنِ إِلَی الْحِجْرِ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ حَتَّی یَنْقَطِعَ عِلْبَاؤُهُ هَرَماً ثُمَّ أَتَی اللَّهَ بِبُغْضِنَا (1) لَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ عَمَلَهُ (2).
بیان: العلباء بالكسر عصب العنق.
«45»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَعْظَمُ النَّاسِ حَسْرَةً (3) رَجُلٌ جَمَعَ مَالًا عَظِیماً بِكَدٍّ شَدِیدٍ وَ مُبَاشَرَةِ الْأَهْوَالِ وَ تَعَرُّضِ الْأَخْطَارِ ثُمَّ أَفْنَی مَالَهُ صَدَقَاتٍ (4) وَ مَبَرَّاتٍ وَ أَفْنَی شَبَابَهُ وَ قُوَّتَهُ فِی عِبَادَاتٍ وَ صَلَوَاتٍ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ لَا یَرَی لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام حَقَّهُ وَ لَا یَعْرِفُ لَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ (5) مَحَلَّهُ وَ یَرَی أَنَّ مَنْ لَا یُعَشِّرُهُ وَ لَا یُعَشِّرُ عُشَیْرَ (6) مِعْشَارِهِ أَفْضَلُ مِنْهُ علیه السلام یُوَاقِفُ عَلَی الْحُجَجِ (7) فَلَا یَتَأَمَّلُهَا وَ یَحْتَجُّ عَلَیْهَا بِالْآیَاتِ وَ الْأَخْبَارِ فَیَأْبَی إِلَّا تَمَادِیاً فِی غَیِّهِ فَذَاكَ أَعْظَمُ حَسْرَةً مِنْ كُلِّ مَنْ یَأْتِی (8) یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ صَدَقَاتُهُ مُمَثَّلَةٌ لَهُ فِی مِثَالِ الْأَفَاعِی تَنْهَشُهُ وَ صَلَوَاتُهُ وَ عِبَادَاتُهُ مُمَثَّلَةٌ لَهُ فِی مِثَالِ (9) الزَّبَانِیَةِ تَتْبَعُهُ (10) حَتَّی تَدُعَّهُ إِلَی جَهَنَّمَ دَعّاً یَقُولُ یَا وَیْلِی أَ لَمْ أَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ أَ لَمْ أَكُ مِنَ الْمُزَكِّینَ أَ لَمْ أَكُ عَنْ أَمْوَالِ النَّاسِ وَ نِسَائِهِمْ مِنَ الْمُتَعَفِّفِینَ فَلِمَا ذَا دُهِیتُ بِمَا دُهِیتُ
ص: 186
فَیُقَالُ لَهُ یَا شَقِیُّ مَا نَفَعَكَ مَا عَمِلْتَ (1) وَ قَدْ ضَیَّعْتَ أَعْظَمَ الْفُرُوضِ بَعْدَ تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ الْإِیمَانِ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ (2) اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَیَّعْتَ مَا لَزِمَكَ مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ وَ الْتَزَمْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ (3) عَلَیْكَ مِنَ الِایتِمَامِ بِعَدُوِّ اللَّهِ فَلَوْ كَانَ لَكَ بَدَلَ أَعْمَالِكَ هَذِهِ عِبَادَةُ الدَّهْرِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَی آخِرِهِ وَ بَدَلَ صَدَقَاتِكَ الصَّدَقَةُ بِكُلِّ أَمْوَالِ الدُّنْیَا بَلْ بِمِلْ ءِ الْأَرْضِ ذَهَباً لَمَا زَادَكَ ذَلِكَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِلَّا بُعْداً وَ مِنْ سَخَطِ (4) اللَّهِ إِلَّا قُرْباً (5).
«46»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَدَّی الزَّكَاةَ إِلَی مُسْتَحِقِّهَا وَ قَضَی الصَّلَاةَ (6) عَلَی حُدُودِهَا وَ لَمْ یُلْحِقْ بِهِمَا مِنَ الْمُوبِقَاتِ مَا یُبْطِلُهُمَا جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَغْبِطُهُ كُلُّ مَنْ فِی تِلْكَ الْعَرَصَاتِ حَتَّی یَرْفَعَهُ نَسِیمُ الْجَنَّةِ إِلَی أَعْلَی غُرَفِهَا وَ عَلَالِیهَا بِحَضْرَةِ مَنْ كَانَ یُوَالِیهِ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ مَنْ بَخِلَ بِزَكَاتِهِ وَ أَدَّی صَلَاتَهُ فَصَلَاتُهُ (7) مَحْبُوسَةٌ دُوَیْنَ السَّمَاءِ إِلَی أَنْ یَجِی ءَ حِینُ زَكَاتِهِ فَإِنْ أَدَّاهَا جُعِلَتْ كَأَحْسَنِ الْأَفْرَاسِ مَطِیَّةً لِصَلَاتِهِ فَحَمَلَتْهَا إِلَی سَاقِ الْعَرْشِ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سِرْ إِلَی الْجِنَانِ فَارْكُضْ فِیهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَمَا انْتَهَی إِلَیْهِ رَكْضُكَ فَهُوَ كُلُّهُ بِسَائِرِ مَا تَمَسُّهُ لِبَاعِثِكَ فَیَرْكُضُ فِیهَا عَلَی أَنَّ كُلَّ رَكْضَةٍ (8) مَسِیرَةُ سَنَةٍ فِی قَدْرِ لَمْحَةِ بَصَرِهِ مِنْ یَوْمِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (9) حَتَّی یَنْتَهِیَ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی حَیْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَیَكُونُ ذَلِكَ
ص: 187
كُلُّهُ لَهُ وَ مِثْلُهُ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ وَ أَمَامِهِ وَ خَلْفِهِ وَ فَوْقِهِ وَ تَحْتِهِ فَإِنْ (1) بَخِلَ بِزَكَاتِهِ وَ لَمْ یُؤَدِّهَا أُمِرَ بِالصَّلَاةِ (2) فَرُدَّتْ إِلَیْهِ وَ لُفَّتْ كَمَا یُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ ثُمَّ یُضْرَبُ بِهَا وَجْهُهُ وَ یُقَالُ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا تَصْنَعُ بِهَذَا دُونَ هَذَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَسْوَأَ حَالَ هَذَا وَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ وَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَسْوَأَ (3) حَالًا مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَجُلٌ حَضَرَ الْجِهَادَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَقُتِلَ مُقْبِلًا غَیْرَ مُدْبِرٍ وَ الْحُورُ الْعِینُ یَطَّلِعْنَ إِلَیْهِ وَ خُزَّانُ الْجِنَانِ یَتَطَلَّعُونَ وُرُودَ رُوحِهِ عَلَیْهِمْ وَ أَمْلَاكُ الْأَرْضِ (4) یَتَطَلَّعُونَ نُزُولَ حُورِ الْعِینِ إِلَیْهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ خُزَّانِ الْجِنَانِ فَلَا یَأْتُونَهُ (5) فَتَقُولُ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ حَوَالَیْ (6) ذَلِكَ الْمَقْتُولِ مَا بَالُ الْحُورِ الْعِینِ لَا یَنْزِلْنَ إِلَیْهِ وَ مَا بَالُ خُزَّانِ الْجِنَانِ لَا یَرِدُونَ عَلَیْهِ فَیُنَادَوْنَ مِنْ فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ یَا أَیَّتُهَا الْمَلَائِكَةُ انْظُرُوا إِلَی آفَاقِ السَّمَاءِ وَ دُوَیْنِهَا فَیَنْظُرُونَ فَإِذَا تَوْحِیدُ هَذَا الْعَبْدِ وَ إِیمَانُهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَلَاتُهُ وَ زَكَاتُهُ وَ صَدَقَتُهُ وَ أَعْمَالُ بِرِّهِ كُلُّهَا مَحْبُوسَاتٌ دُوَیْنَ السَّمَاءِ قَدْ طُبِّقَتْ آفَاقُ السَّمَاءِ كُلُّهَا كَالْقَافِلَةِ الْعَظِیمَةِ قَدْ مَلَأَتْ مَا بَیْنَ أَقْصَی الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ وَ مَهَابِّ الشَّمَالِ وَ الْجَنُوبِ تُنَادِی أَمْلَاكُ تِلْكَ الْأَثْقَالِ (7) الْحَامِلُونَ لَهَا الْوَارِدُونَ بِهَا مَا بَالُنَا لَا تُفَتَّحُ لَنَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِنَدْخُلَ إِلَیْهَا (8) بِأَعْمَالِ هَذَا الشَّهِیدِ
ص: 188
فَیَأْمُرُ اللَّهُ بِفَتْحِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ فَتُفْتَحُ ثُمَّ یُنَادِی یَا هَؤُلَاءِ (1) الْمَلَائِكَةُ أَدْخِلُوهَا إِنْ قَدَرْتُمْ فَلَا تُقِلُّهُمْ (2) أَجْنِحَتُهُمْ وَ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی الِارْتِفَاعِ بِتِلْكَ الْأَعْمَالِ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا لَا نَقْدِرُ عَلَی الِارْتِفَاعِ بِهَذِهِ الْأَعْمَالِ فَیُنَادِیهِمْ (3) مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَیُّهَا (4) الْمَلَائِكَةُ لَسْتُمْ حُمَّالَ هَذِهِ الْأَثْقَالِ (5) الصَّاعِدِینَ بِهَا إِنَّ حَمَلَتَهَا الصَّاعِدِینَ بِهَا مَطَایَاهَا الَّتِی تَرْفَعُهَا إِلَی دُوَیْنِ الْعَرْشِ ثُمَّ تُقِرُّهَا (6) فِی دَرَجَاتِ الْجِنَانَ فَیَقُولُ الْمَلَائِكَةُ یَا رَبَّنَا مَا مَطَایَاهَا فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَا الَّذِی حَمَلْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ فَیَقُولُونَ تَوْحِیدَهُ لَكَ (7) وَ إِیمَانَهُ بِنَبِیِّكَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی فَمَطَایَاهَا مُوَالاةُ عَلِیٍّ أَخِی نَبِیِّی وَ مُوَالاةُ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ فَإِنْ أَتَتْ (8) فَهِیَ الْحَامِلَةُ الرَّافِعَةُ الْوَاضِعَةُ لَهَا فِی الْجِنَانِ فَیَنْظُرُونَ فَإِذَا الرَّجُلُ مَعَ مَا لَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ لَیْسَ لَهُ مُوَالاةُ عَلِیٍّ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِ وَ مُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمْ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِلْأَمْلَاكِ الَّذِینَ كَانُوا حَامِلِیهَا اعْتَزِلُوهَا وَ أَلْحِقُوا بِمَرَاكِزِكُمْ مِنْ مَلَكُوتِی لِیَأْتِیَهَا مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِحَمْلِهَا وَ وَضْعِهَا فِی مَوْضِعِ اسْتِحْقَاقِهَا فَتُلْحَقُ تِلْكَ الْأَمْلَاكُ بِمَرَاكِزِهَا الْمَجْعُولَةِ لَهَا ثُمَّ یُنَادِی مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَیَّتُهَا الزَّبَانِیَةُ تَنَاوَلِیهَا وَ حُطِّیهَا (9) إِلی سَواءِ الْجَحِیمِ لِأَنَّ صَاحِبَهَا لَمْ یَجْعَلْ لَهَا مَطَایَا مِنْ مُوَالاةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِ قَالَ
ص: 189
فَتُنَادِی (1) تِلْكَ الْأَمْلَاكُ وَ یُقَلِّبُ اللَّهُ تِلْكَ الْأَثْقَالَ أَوْزَاراً وَ بَلَایَا عَلَی بَاعِثِهَا (2) لِمَا فَارَقَهَا عَنْ مَطَایَاهَا مِنْ مُوَالاةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ نَادَتْ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ إِلَی مُخَالَفَتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ مُوَالاتِهِ لِأَعْدَائِهِ فَیُسَلِّطُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هِیَ فِی صُورَةِ الْأَسْوَدِ عَلَی تِلْكَ الْأَعْمَالِ وَ هِیَ كَالْغِرْبَانِ وَ الْقِرْقِسِ (3) فَیَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِ تِلْكَ الْأَسْوَدِ نِیرَانٌ تُحْرِقُهَا وَ لَا یَبْقَی (4) لَهُ عَمَلٌ إِلَّا أَحْبَطَ وَ یَبْقَی عَلَیْهِ مُوَالاتُهُ لِأَعْدَاءِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ جَحَدَةِ وَلَایَتِهِ فَیُقِرُّ (5) ذَلِكَ فِی سَوَاءِ الْجَحِیمِ فَإِذَا هُوَ قَدْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُ وَ عَظُمَتْ أَوْزَارُهُ وَ أَثْقَالُهُ فَهَذَا أَسْوَأُ حَالًا مِنْ مَانِعِ الزَّكَاةِ الَّذِی یَحْفَظُ الصَّلَاةَ (6).
بیان: قال الجوهری العلیة الغرفة و الجمع العلالی و هو فعیلة مثل مریقة و أصله علیوة فأبدلت الواو یاء و أدغمت و قال بعضهم هی العلیة بالكسر علی فعیلة و بعضهم یجعلها من المضاعف و القرقس بالكسر البعوض الصغار.
«47»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ یُوسُفَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ لَمَّا دَخَلْنَا عَلَیْهِ أَنَا أَحْبَبْنَاكُمْ لِقَرَابَتِكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ مِنْ حَقِّكُمْ مَا أَحْبَبْنَاكُمْ لِدُنْیَا نُصِیبُهَا مِنْكُمْ إِلَّا لِوَجْهِ اللَّهِ وَ الدَّارِ الْآخِرَةِ وَ لِیَصْلُحَ لِامْرِئٍ مِنَّا دِینُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتُمْ مَنْ أَحَبَّنَا جَاءَ مَعَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ هَكَذَا ثُمَّ جَمَعَ بَیْنَ السَّبَّابَتَیْنِ وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَامَ النَّهَارَ وَ قَامَ اللَّیْلَ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ بِغَیْرِ وَلَایَتِنَا لَلَقِیَهُ وَ هُوَ غَیْرُ رَاضٍ أَوْ سَاخِطٌ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا
ص: 190
بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُمْ كافِرُونَ (1) ثُمَّ قَالَ وَ كَذَلِكَ الْإِیمَانُ لَا یَضُرُّ مَعَهُ عَمَلٌ كَمَا أَنَّ الْكُفْرَ لَا یَنْفَعُ مَعَهُ عَمَلٌ (2).
أقول: رواه الدیلمی فی أعلام الدین من كتاب الحسین بن سعید بإسناده عنه علیه السلام مثله (3).
«48»-جا، المجالس للمفید عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی أَخِی مُغَلِّسٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّا نَرَی الرَّجُلَ مِنَ الْمُخَالِفِینَ عَلَیْكُمْ لَهُ عِبَادَةٌ وَ اجْتِهَادٌ وَ خُشُوعٌ فَهَلْ یَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَیْئاً فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّمَا مَثَلُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَثَلُ أَهْلِ بَیْتٍ كَانُوا فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ كَانَ لَا یَجْتَهِدُ (4) أَحَدٌ مِنْهُمْ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً إِلَّا دَعَا فَأُجِیبَ (5) وَ إِنَّ رَجُلًا مِنْهُمُ اجْتَهَدَ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً ثُمَّ دَعَا فَلَمْ یُسْتَجَبْ لَهُ فَأَتَی عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام یَشْكُو إِلَیْهِ مَا هُوَ فِیهِ وَ یَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لَهُ فَتَطَهَّرَ عِیسَی وَ صَلَّی ثُمَّ دَعَا فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا عِیسَی إِنَّ عَبْدِی أَتَانِی مِنْ غَیْرِ الْبَابِ الَّذِی أُوتَی مِنْهُ إِنَّهُ دَعَانِی وَ فِی قَلْبِهِ شَكٌّ مِنْكَ فَلَوْ دَعَانِی حَتَّی یَنْقَطِعَ عُنُقُهُ وَ تَنْتَشِرَ أَنَامِلُهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ فَالْتَفَتَ عِیسَی علیه السلام (6) فَقَالَ تَدْعُو رَبَّكَ وَ فِی قَلْبِكَ شَكٌّ مِنْ نَبِیِّهِ فَقَالَ یَا رُوحَ اللَّهِ وَ كَلِمَتَهُ قَدْ كَانَ وَ اللَّهِ مَا قُلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ یَذْهَبَ بِهِ عَنِّی فَدَعَا لَهُ عِیسَی علیه السلام فَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ وَ صَارَ فِی حَدِّ أَهْلِ بَیْتِهِ (7) كَذَلِكَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ عَبْدٍ
ص: 191
وَ هُوَ یَشُكُّ فِینَا (1).
كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة من كتاب أبی عمر الزاهد بإسناده عن محمد بن مسلم مثله (2)
- عدة الداعی، عن محمد بن مسلم مثله (3)
بیان: إنما مثلنا أی مثل أصحابنا و أهل زماننا أو المراد بمثل أهل البیت مثل صاحب أهل بیت.
«49»-جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَالُ أَقْوَامٍ مِنْ أُمَّتِی إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُمْ إِبْرَاهِیمُ وَ آلُ إِبْرَاهِیمَ اسْتَبْشَرَتْ قُلُوبُهُمْ وَ تَهَلَّلَتْ وُجُوهُهُمْ وَ إِذَا ذُكِرْتُ وَ أَهْلَ بَیْتِی اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَلَحَتْ وُجُوهُهُمْ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَقِیَ اللَّهَ بِعَمَلِ سَبْعِینَ نَبِیّاً ثُمَّ لَمْ یَلْقَهُ (4) بِوَلَایَةِ أُولِی الْأَمْرِ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا (5).
توضیح: كلح كمنع ضحك فی عبوس و الكلوح العبوس و قال فی القاموس الصرف فی الحدیث التوبة و العدل الفدیة أو النافلة و العدل الفریضة أو بالعكس أو هو الوزن و العدل الكیل أو هو الاكتساب و العدل الفدیة أو الحیلة و منه فما یستطیعون صرفا و لا نصرا (6) أی ما یستطیعون أن یصرفوا عن أنفسهم العذاب.
«50»-جا، المجالس للمفید مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
ص: 192
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّهَا النَّاسُ الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ بِوُدِّنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِنَا فَوَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَا یَنْفَعُ عَبْداً عَمَلُهُ إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا وَ وَلَایَتِنَا (1).
«51»-نی، الغیبة للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ فِی الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَایَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِیَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِیَّةٍ فِی الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَایَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِیئَةً (2).
«52»-كشف، كشف الغمة قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَدِ انْتَحَلَتْ طَوَائِفُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ مُفَارَقَتِهَا أَئِمَّةَ الدِّینِ وَ الشَّجَرَةَ النَّبَوِیَّةَ إِخْلَاصَ الدِّیَانَةِ وَ أَخَذُوا أَنْفُسَهُمْ فِی مَخَایِلِ الرَّهْبَانِیَّةِ (3) وَ تَعَالَوْا فِی الْعُلُومِ وَ وَصَفُوا الْإِیمَانَ بِأَحْسَنِ صِفَاتِهِمْ وَ تَحَلَّوْا بِأَحْسَنِ السُّنَّةِ حَتَّی إِذَا طَالَ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ وَ بَعُدَتْ عَلَیْهِمُ الشُّقَّةُ وَ امْتُحِنُوا بِمِحَنِ الصَّادِقِینَ رَجَعُوا عَلَی أَعْقَابِهِمْ نَاكِصِینَ عَنْ سَبِیلِ الْهُدَی وَ عَلَمِ النَّجَاةِ یَتَفَسَّخُونَ تَحْتَ أَعْبَاءِ الدِّیَانَةِ تَفَسُّخَ حَاشِیَةِ الْإِبِلِ تَحْتَ أَوْرَاقِ (4) الْبُزَّلِ
وَ لَا تُحْرِزُ السَّبَقَ الرَّوَایَا وَ إِنْ جَرَتْ وَ لَا یَبْلُغُ الْغَایَاتِ إِلَّا سَبُوقُهَا
وَ ذَهَبَ الْآخَرُونَ إِلَی التَّقْصِیرِ فِی أَمْرِنَا وَ احْتَجُّوا بِمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ فَتَأَوَّلُوا بِآرَائِهِمْ وَ اتَّهَمُوا مَأْثُورَ الْخَبَرِ مِمَّا اسْتَحْسَنُوا (5) یَقْتَحِمُونَ فِی أَغْمَارِ الشُّبُهَاتِ وَ دَیَاجِیرِ الظُّلُمَاتِ بِغَیْرِ قَبَسِ نُورٍ مِنَ الْكِتَابِ وَ لَا أَثَرَةِ عِلْمٍ مِنْ مَظَانِّ الْعِلْمِ بِتَحْذِیرٍ مُثَبِّطِینَ
ص: 193
زَعَمُوا أَنَّهُمْ عَلَی الرُّشْدِ مِنْ غَیِّهِمْ وَ إِلَی مَنْ یَفْزَعُ خَلَفُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ قَدْ دَرَسَتْ أَعْلَامُ الْمِلَّةِ وَ دَانَتِ الْأُمَّةُ بِالْفُرْقَةِ وَ الِاخْتِلَافِ یُكَفِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُ وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِینَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَیِّناتُ (1) فَمَنِ الْمَوْثُوقُ بِهِ عَلَی إِبْلَاغِ الْحُجَّةِ وَ تَأْوِیلِ الْحِكْمَةِ إِلَّا أَهْلُ الْكِتَابِ وَ أَبْنَاءُ أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ مَصَابِیحُ الدُّجَی الَّذِینَ احْتَجَّ اللَّهُ بِهِمْ عَلَی عِبَادِهِ وَ لَمْ یَدَعِ الْخَلْقَ سُدًی مِنْ غَیْرِ حُجَّةٍ هَلْ تَعْرِفُونَهُمْ أَوْ تَجِدُونَهُمْ إِلَّا مِنْ فُرُوعِ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ وَ بَقَایَا الصَّفْوَةِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً وَ بَرَّأَهُمْ مِنَ الْآفَاتِ وَ افْتَرَضَ مَوَدَّتَهُمْ فِی الْكِتَابِ
هُمُ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ هُمْ مَعْدِنُ التُّقَی وَ خَیْرُ جِبَالِ الْعَالَمِینَ وَ نِیقِهَا (2)
«53»-وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارَزْمِیِّ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ مِثْلَ مَا قَامَ نُوحٌ فِی قَوْمِهِ وَ كَانَ لَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مُدَّ فِی عُمُرِهِ حَتَّی حَجَّ أَلْفَ عَامٍ عَلَی قَدَمَیْهِ ثُمَّ قُتِلَ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ مَظْلُوماً ثُمَّ لَمْ یُوَالِكَ یَا عَلِیُّ لَمْ یَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَ لَمْ یَدْخُلْهَا (3).
بیان: المخایل جمع المخیلة و هی موضوع الخیل و هو الظن أی أخذوا أنفسهم فی أمور هی مظنة الرهبانیة المبتدعة أی یخالفون السنة فی إتعاب أنفسهم و یقال تفسخ الفصیل تحت الحمل الثقیل إذا لم یطقه و الحاشیة صغار الإبل و الأوراق جمع أورق و هو من الإبل ما فی لونه بیاض إلی سواد و فی أكثر النسخ أوراق البزل و لعله تصحیف و فی بعضها ورق و هو أیضا بالضم جمع الأورق و هو أظهر لشیوع هذا الجمع و البزل كركع و یخفف جمع بازل و هو جمل أو ناقة طلع نابهما و ذلك فی السنة التاسعة.
و الحاصل أنه شبه علیه السلام ضعفهم عن إقامة السنن و نفورهم عنها لإلفهم بالبدع بناقة صغیرة ضرب علیها فحل قوی بازل لا تطیقه فتمتنع منه و الأصوب أنه أرواق
ص: 194
بتقدیم الراء كما فی بعض النسخ أی الأحمال الثقیلة تحمل علی الإبل الكاملة القویة فإن صغار الإبل لا تطیقها قال فی النهایة فیه (1) حتی إذا ألقت السماء بأرواقها أی بجمیع ما فیها من الماء و الأرواق الأثقال أراد میاهها المشتملة للسحاب و الروایا جمع الراویة و هو البعیر أو البغل أو الحمار الذی یستقی علیه و السبق بالتحریك الخطر الذی یوضع بین أهل السباق أی لا تسبق الجمال التی تحمل علیها الماء فی میدان المسابقة حتی تحرز السبق و إن عدت وسعت و لا یبلغ الغایة و هی العلامة التی توضع فی آخر المیدان إلا الذی اعتاد السبق و ذلك شأنه.
و الاقتحام الدخول فی الشی ء من غیر رویة و الغمرة الماء الكثیر و الدیجور الظلام و لیلة دیجور مظلمة و القبس بالتحریك شعلة من نار و القبس و الاقتباس طلبه و الإثارة من العلم و الأثرة منه بالتحریك بقیة منه.
قوله علیه السلام بتحذیر مثبطین حال عن فاعل یقتحمون أی حال كونهم معوقین الناس عن قبول الحق و متابعة أهله بتحذیرهم عنه بالشبهات یقال ثبطه عن الأمر أی عوقه و بطأ به عنه و یحتمل أن یكون بتحذیر مضافا إلی مثبطین أی اقتحامهم فی الشبهات بسبب تحذیر قوم عوقوهم عن متابعة الأئمة زعم المقتحمون أن المثبطین علی الرشد قوله من غیهم أی ذلك الزعم بسبب غیهم و درس لازم و متعد و هو الانمحاء أو المحو و یقال تركه سدی بالضم و الفتح أی مهملا و النیق بالنون المكسورة ثم الیاء الساكنة أرفع موضع فی الجبل و یحتمل الرفع و الجر كما لا یخفی.
«54»-بشا، بشارة المصطفی أَبُو الْبَرَكَاتِ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ وَ سَعِیدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ حَرْبِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَا أَبَا الْجَارُودِ مَا تَرْضَوْنَ (2) أَنْ تُصَلُّوا فَیُقْبَلَ مِنْكُمْ وَ تَصُومُوا فَیُقْبَلَ
ص: 195
مِنْكُمْ وَ تَحُجُّوا فَیُقْبَلَ مِنْكُمْ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیُصَلِّی غَیْرُكُمْ فَمَا یُقْبَلُ مِنْهُ وَ یَصُومُ غَیْرُكُمْ فَمَا یُقْبَلُ مِنْهُ وَ یَحُجُّ غَیْرُكُمْ فَمَا یُقْبَلُ مِنْهُ (1).
«55»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ زَیْدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ بِمَكَّةَ أَوْ بِمِنًی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ الْحَاجَّ قَالَ مَا أَقَلَّ الْحَاجَّ مَا یُغْفَرُ (2) إِلَّا لَكَ وَ لِأَصْحَابِكَ وَ لَا یُتَقَبَّلُ إِلَّا مِنْكَ وَ مِنْ أَصْحَابِكَ (3).
«56»-یل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: مَرَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِنَفَرٍ مِنْ قُرَیْشٍ فِی الْمَسْجِدِ فَتَغَامَزُوا عَلَیْهِ فَدَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَكَاهُمْ إِلَیْهِ فَخَرَجَ علیه السلام وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ لَهُمْ أَیُّهَا النَّاسُ مَا لَكُمْ إِذَا ذُكِرَ إِبْرَاهِیمُ وَ آلُ إِبْرَاهِیمَ أَشْرَقَتْ وُجُوهُكُمْ وَ إِذَا ذُكِرَ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ وَ عَبَسَتْ وُجُوهُكُمْ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلَ سَبْعِینَ نَبِیّاً لَمْ یَدْخُلِ الْجَنَّةَ حَتَّی یُحِبَّ هَذَا أَخِی عَلِیّاً وَ وُلْدَهُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ لِلَّهِ حَقّاً لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ إِنَّ لِی حَقّاً لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ وَ عَلِیٌّ وَ لَهُ حَقٌّ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَا (4).
«57»-جع، جامع الأخبار رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ قَنْبَرُ مَعَهُ فَرَأَی رَجُلًا قَائِماً یُصَلِّی فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا رَأَیْتُ رَجُلًا أَحْسَنَ صَلَاةً مِنْ هَذَا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَا قَنْبَرُ فَوَ اللَّهِ لَرَجُلٌ عَلَی یَقِینٍ مِنْ وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ خَیْرٌ مِمَّنْ لَهُ عِبَادَةُ أَلْفِ سَنَةٍ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّی یَعْرِفَ وَلَایَتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ جَاءَ بِعَمَلِ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ نَبِیّاً مَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّی یَعْرِفَ وَلَایَتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ إِلَّا أَكَبَّهُ
ص: 196
اللَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ (1).
«58»-وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أُمَّتِی أُمَّتِی إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ بَعْدِی وَ صَارُوا فِرْقَةً فِرْقَةً فَاجْتَهِدُوا فِی طَلَبِ الدِّینِ الْحَقِّ حَتَّی تَكُونُوا مَعَ أَهْلِ الْحَقِّ فَإِنَّ الْمَعْصِیَةَ فِی دِینِ الْحَقِّ تُغْفَرُ وَ الطَّاعَةَ فِی دِینِ الْبَاطِلِ لَا تُقْبَلُ (2).
«59»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُوسَی مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ إِلَی وَلَایَتِنَا (3).
«60»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَجَاءَهُ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لا تَطْغَوْا فِیهِ فَیَحِلَّ عَلَیْكُمْ غَضَبِی وَ مَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَوی وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ أُخْبِرُكَ أَنَّ التَّوْبَةَ وَ الْإِیمَانَ وَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَا یَقْبَلُهَا (4) إِلَّا بِالاهْتِدَاءِ أَمَّا التَّوْبَةُ فَمِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ وَ أَمَّا الْإِیمَانُ فَهُوَ التَّوْحِیدُ لِلَّهِ وَ أَمَّا الْعَمَلُ الصَّالِحُ فَهُوَ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَ أَمَّا الِاهْتِدَاءُ فَبِوُلَاةِ الْأَمْرِ وَ نَحْنُ هُمْ فَإِنَّمَا عَلَی النَّاسِ أَنْ یَقْرَءُوا الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ فَإِذَا احْتَاجُوا إِلَی تَفْسِیرِهِ فَالاهْتِدَاءُ بِنَا وَ إِلَیْنَا یَا عَمْرُو (5).
«61»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّهُ تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحاً وَ لَمْ یَهْتَدِ إِلَی وَلَایَتِنَا وَ مَوَدَّتِنَا وَ یَعْرِفْ فَضْلَنَا مَا أَغْنَی عَنْهُ ذَلِكَ شَیْئاً (6).
ص: 197
«62»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قَالَ آمَنَ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَمِلَ صَالِحاً قَالَ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ ثُمَّ اهْتَدَی إِلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَا یَنْفَعُ أَحَدَكُمُ الثَّلَاثَةُ حَتَّی یَأْتِیَ بِالرَّابِعَةِ فَمَنْ شَاءَ حَقَّقَهَا وَ مَنْ شَاءَ كَفَرَ بِهَا فَإِنَّا مَنَازِلُ الْهُدَی (1) وَ أَئِمَّةُ التُّقَی وَ بِنَا یُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ وَ یُدْفَعُ الْبَلَاءُ وَ بِنَا یُنْزَلُ الْغَیْثُ مِنَ السَّمَاءِ وَ دُونَ عِلْمِنَا تَكِلُّ أَلْسُنُ الْعُلَمَاءِ وَ نَحْنُ بَابُ حِطَّةٍ وَ سَفِینَةُ نُوحٍ وَ نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ الَّذِی یُنَادِی مَنْ فَرَّطَ فِینَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِالْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ وَ نَحْنُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ الَّذِی مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ وَ لَا یَزَالُ مُحِبُّنَا مَنْفِیّاً مؤذیا (مُودِیاً) مُنْفَرِداً مَضْرُوباً مَطْرُوداً مَكْذُوباً مَحْزُوناً بَاكِیَ الْعَیْنِ حَزِینَ الْقَلْبِ حَتَّی یَمُوتَ وَ ذَلِكَ فِی اللَّهِ قَلِیلٌ (2).
«63»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ یَعْنِی ابْنَ غَالِبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ فَرْقَدٍ النَّهْدِیِّ أَنَّهُ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (3) یَعْنِی إِذَا أَطَاعُوا اللَّهَ وَ أَطَاعُوا الرَّسُولَ مَا یُبْطِلُ أَعْمَالَكُمْ وَ قَالَ عَدَاوَتُنَا تُبْطِلُ أَعْمَالَكُمْ (4).
«64»-كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی فَمَا هَذَا الْهُدَی بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الْإِیمَانِ وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ قَالَ فَقَالَ مَعْرِفَةُ الْأَئِمَّةِ وَ اللَّهِ إِمَامٍ بَعْدَ إِمَامٍ (5).
ص: 198
«65»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَنْصُورٍ الصَّیْقَلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی فُسْطَاطِهِ بِمِنًی فَنَظَرَ إِلَی النَّاسِ فَقَالَ یَأْكُلُونَ الْحَرَامَ وَ یَلْبَسُونَ الْحَرَامَ وَ یَنْكِحُونَ الْحَرَامَ وَ تَأْكُلُونَ الْحَلَالَ وَ تَلْبَسُونَ الْحَلَالَ وَ تَنْكِحُونَ الْحَلَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا یَحُجُّ غَیْرُكُمْ وَ لَا یُتَقَبَّلُ إِلَّا مِنْكُمْ (1).
«66»-كِتَابُ الْمَنَاقِبِ، لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ وَ رَوَاهُ الْكَرَاجُكِیُّ عَنْهُ عَنْ نُوحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَیْمَنَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی حُصَیْنٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ 3 وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ (2) وَ خَیْرُ الصِّدِّیقِینَ وَ أَفْضَلُ السَّابِقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ زَوْجُ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ خَلِیفَةُ الْمُرْسَلِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْحُجَّةُ بَعْدِی عَلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ اسْتَحَقَّ دُخُولَ النَّارِ مَنْ عَادَاكَ یَا عَلِیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَانِی عَلَی جَمِیعِ الْبَرِّیَّةِ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ (3) مَا قَبِلَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ وَ إِنَّ وَلَایَتَكَ لَا تُقْبَلُ إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَاءِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ بِذَلِكَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَكْفُرْ (4)
«67»-وَ رَوَی ابْنُ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ (5) بِی إِلَی الْجَلِیلِ جَلَّ جَلَالُهُ أَوْحَی إِلَیَّ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ قُلْتُ
ص: 199
وَ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ فِی أُمَّتِكَ قُلْتُ خَیْرَهَا قَالَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ قُلْتُ نَعَمْ یَا رَبِّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی اطَّلَعْتُ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَرْتُكَ مِنْهَا فَشَقَقْتُ لَكَ اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَلَا أُذْكَرُ فِی مَوْضِعٍ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِی فَأَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ اطَّلَعْتُ الثَّانِیَةَ فِیهَا فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِیّاً وَ شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَأَنَا الْأَعْلَی وَ هُوَ عَلِیٌّ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی خَلَقْتُكَ وَ خَلَقْتُ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ سِنْخِ (1) نُورٍ مِنْ نُورِی وَ عَرَضْتُ وَلَایَتَكُمْ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ فَمَنْ قَبِلَهَا كَانَ عِنْدِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ جَحَدَهَا كَانَ عِنْدِی مِنَ الْكَافِرِینَ یَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عَبِیدِی عَبَدَنِی حَتَّی یَنْقَطِعَ وَ یَصِیرَ كَالشَّنِّ الْبَالِی ثُمَّ أَتَانِی جَاحِداً لِوَلَایَتِكُمْ مَا غَفَرْتُ لَهُ حَتَّی یُقِرَّ بِوَلَایَتِكُمْ یَا مُحَمَّدُ تُحِبُّ (2) أَنْ تَرَاهُمْ قُلْتُ نَعَمْ یَا رَبِّ فَقَالَ لِی الْتَفِتْ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ الْمَهْدِیِّ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نُورٍ قِیَامٌ یُصَلُّونَ وَ فِی وَسْطِهِمُ الْمَهْدِیُّ (3) یُضِی ءُ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ الْحُجَجُ وَ الْقَائِمُ مِنْ عِتْرَتِكَ (4) وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی (5) لَهُ الْحُجَّةُ الْوَاجِبَةُ لِأَوْلِیَائِی وَ هُوَ الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی بِهِمْ یُمْسِكُ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ (6).
ص: 200
«68»-أَعْلَامُ الدِّینِ، لِلدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَنَحْنُ نَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ هَذَا وَ شِیعَتِهِ وَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ لَهُمَا مِنْ عَلَامَةِ ذَلِكَ أَنْ لَا تَجْلِسَا مَجْلِسَهُ وَ لَا تُكَذِّبَا قَوْلَهُ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَهُودِیّاً وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ بِغَیْرِ وَلَایَتِنَا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی النَّارِ وَ مَنْ مَاتَ لَا یَعْرِفُ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ اللَّهِ مَا تَرَكَ اللَّهُ الْأَرْضَ مُنْذُ قَبَضَ آدَمَ إِلَّا وَ فِیهَا إِمَامٌ یُهْتَدَی بِهِ حُجَّةٌ عَلَی الْعِبَادِ مَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ وَ مَنْ لَزِمَهُ نَجَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی بَعْضِ كُتُبِهِ لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ أَطَاعَتْ إِمَاماً جَائِراً وَ إِنْ كَانَتْ بَرَّةً تَقِیَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِیَّةٍ أَطَاعَتْ إِمَاماً هَادِیاً وَ إِنْ كَانَتْ ظَالِمَةً مُسِیئَةً وَ مَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ فَقَدِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ (1).
«69»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ فِی الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَایَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِیَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِیَّةٍ دَانَتْ بِوَلَایَةِ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا طَالِحَةً (2) مُسِیئَةً (3).
ص: 201
«70»-قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام مَا الْعِلَّةُ أَنْ لَا دِیْنَ لِهَؤُلَاءِ وَ مَا عَتْبَ لِهَؤُلَاءِ (1) قَالَ لِأَنَّ سَیِّئَاتِ الْإِمَامِ الْجَائِرِ تَغْمِزُ حَسَنَاتِ أَوْلِیَائِهِ وَ حَسَنَاتِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ تَغْمِزُ سَیِّئَاتِ أَوْلِیَائِهِ (2).
«71»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُرَیْقٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ (3) بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ قَالَ مَا مِنْ شَیْ ءٍ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ یَعْدِلُ هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ لَا بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ وَ الصَّلَاةِ شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الزَّكَاةَ وَ لَا بَعْدَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الصَّوْمَ وَ لَا بَعْدَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الْحَجَّ وَ فَاتِحَةُ ذَلِكَ كُلِّهِ مَعْرِفَتُنَا وَ خَاتِمَتُهُ مَعْرِفَتُنَا الْخَبَرَ (4).
عقاب من قاتلهم أو ظلمهم أو خذلهم و لم ینصرهم *
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَی مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ بَیْتِی وَ قَاتَلَهُمْ وَ عَلَی الْمُتَعَرِّضِ عَلَیْهِمْ وَ السَّابِّ لَهُمْ أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ... یَوْمَ الْقِیامَةِ (5) وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (6)
ص: 202
صح،صحیفة الرضا علیه السلام : عَنهُ عَن آبَائِهِ علیهم السلام : مِثلَهُ وَ فِیهِ : وَ قَاتَلَهُم وَ المُعِینِ عَلَیهِم وَ مَن سَبَّهُم(1).
2- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لا یَسْتَوِی أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ فَقَالَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ مَنْ أَطَاعَنِی وَ سَلَّمَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بَعْدِی وَ أَقَرَّ بِوَلَایَتِهِ فَقِیلَ وَ أَصْحَابُ النَّارِ قَالَ مَنْ سَخِطَ الْوَلَایَةَ وَ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ قَاتَلَهُ بَعْدِی (2).
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصْحَابُ النَّارِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ عَلِیّاً بَعْدِی فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ مَعَ الْكُفَّارِ فَقَدْ كَفَرُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ أَلَا وَ إِنَّ عَلِیّاً بَضْعَةٌ مِنِّی فَمَنْ حَارَبَهُ فَقَدْ حَارَبَنِی وَ أَسْخَطَ رَبِّی ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً فَقَالَ یَا عَلِیُّ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمَّتِی بَعْدِی (3).
«4»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی غَسَّانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَبِیبٍ النَّهْدِیِّ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ شَبِیبٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: احْفَظُوا فِینَا مَا حَفِظَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فِی الْیَتِیمَیْنِ وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً (4)
«5»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی (5) جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (6) قَالَ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتَ إِمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ أَجْمَعِینَ
ص: 203
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ لَكِنْ سَیَكُونُ بَعْدِی أَئِمَّةٌ عَلَی النَّاسِ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَقُومُونَ فِی النَّاسِ فَیُكَذَّبُونَ وَ یَظْلِمُهُمْ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَ الضَّلَالِ وَ أَشْیَاعُهُمْ أَلَا وَ مَنْ وَالاهُمْ وَ اتَّبَعَهُمْ وَ صَدَّقَهُمْ فَهُوَ مِنِّی (1) وَ سَیَلْقَانِی أَلَا وَ مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ أَعَانَ عَلَی ظُلْمِهِمْ وَ كَذَّبَهُمْ فَلَیْسَ مِنِّی وَ لَا مَعِی وَ أَنَا مِنْهُ بَرِی ءٌ (2).
«6»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَیْسٍ الْمَشْرِقِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَا وَ ابْنُ عَمٍّ لِی وَ هُوَ فِی قَصْرِ بَنِی مُقَاتِلٍ فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَمِّی یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا الَّذِی أَرَی خِضَابٌ أَوْ شَعْرُكَ فَقَالَ خِضَابٌ وَ الشَّیْبُ إِلَیْنَا بَنِی هَاشِمٍ یَعْجَلُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ جِئْتُمَا لِنُصْرَتِی فَقُلْتُ إِنِّی رَجُلٌ كَبِیرُ السِّنِّ كَثِیرُ الدَّیْنِ كَثِیرُ الْعِیَالِ وَ فِی یَدِی بَضَائِعُ لِلنَّاسِ وَ لَا أَدْرِی مَا یَكُونُ وَ أَكْرَهُ أَنْ أُضِیعَ أَمَانَتِی وَ قَالَ لَهُ ابْنُ عَمِّی مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ لَنَا فَانْطَلِقَا فَلَا تَسْمَعَا لِی وَاعِیَةً وَ لَا تَرَیَا لِی سَوَاداً فَإِنَّهُ مَنْ سَمِعَ وَاعِیَتَنَا أَوْ رَأَی سَوَادَنَا فَلَمْ یُجِبْنَا وَ لَمْ یُغِثْنَا كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُكِبَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی النَّارِ (3).
«7»-جا، المجالس للمفید عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هراشة (هَرَاسَةَ) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِیَادٍ الْأَحْمَرِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: قَرَأَ وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَیْنِ یَتِیمَیْنِ الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ حَفِظَهُمَا رَبُّهُمَا لِصَلَاحِ أَبِیهِمَا فَمَنْ أَوْلَی بِحُسْنِ الْحِفْظِ مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ جَدُّنَا وَ بِنْتُهُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أُمُّنَا وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ وَحَّدَهُ وَ صَلَّی أَبُونَا (4).
«8»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً
ص: 204
عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْفَی نَبِیَّكُمْ أَنْ یَلْقَی مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقِیَتِ الْأَنْبِیَاءُ مِنْ أُمَمِهَا وَ جَعَلَ ذَلِكَ عَلَیْنَا (1).
«9»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ وَ غَضَبُ رَسُولِهِ عَلَی مَنْ أَهْرَقَ دَمِی وَ آذَانِی فِی عِتْرَتِی (2).
صح،صحیفة الرضا علیه السلام : عنه علیه السلام مثله(3).
«10»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْوَیْلُ لِظَالِمِی أَهْلِ بَیْتِی كَأَنِّی بِهِمْ غَداً مَعَ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ (4)
صح،صحیفة الرضا علیه السلام : عنه عن آبائه علیهم السلام : مثله(5).
«11»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَاتَلَنَا آخِرَ الزَّمَانِ فَكَأَنَّمَا قَاتَلَنَا مَعَ الدَّجَّالِ (6).
«13»-12- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی مُوسَی قَالَ حَدَّثَنِی أَخِی إِسْمَاعِیلُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ مَنْ عَادَی أَوْلِیَائِی فَقَدْ بَارَزَنِی بِالْمُحَارَبَةِ وَ مَنْ حَارَبَ أَهْلَ بَیْتِی فَقَدْ حَلَّ عَلَیْهِ عَذَابِی وَ مَنْ تَوَلَّی غَیْرَهُمْ فَقَدْ حَلَّ عَلَیْهِ
ص: 205
غَضَبِی وَ مَنْ أَعَزَّ غَیْرَهُمْ فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَلَهُ النَّارُ (1).
بیان: قوله علیه السلام و من أعز غیرهم أی بما یوجب ذلهم.
«13»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنِی زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ: مَنْ آذَی شَعْرَةً مِنِّی فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ آذَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَعَنَهُ مَلَأُ السَّمَاوَاتِ وَ مَلَأُ الْأَرْضِ وَ تَلَا إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً (3).
ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُزْمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ إِلَی قَوْلِهِ وَ مَلَأُ الْأَرْضِ (4)
«14»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَی الْیَهُودِ حِینَ قَالُوا عُزَیْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهُ عَلَی النَّصَارَی حِینَ قَالُوا الْمَسِیحُ ابْنُ اللَّهِ وَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَی مَنْ أَرَاقَ دَمِی وَ آذَانِی فِی عِتْرَتِی (5).
«15»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَیْنِ یَتِیمَیْنِ فِی الْمَدِینَةِ قَالَ فَحُفِظَ الْغُلَامَانِ بِصَلَاحِ أَبِیهِمَا فَمَنْ أَحَقُ
ص: 206
أَنْ یَرْجُوَ الْحِفْظَ مِنَ اللَّهِ بِصَلَاحِ مَنْ مَضَی مِنْ آبَائِهِ مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَدُّنَا وَ ابْنُ عَمِّهِ الْمُؤْمِنُ بِهِ الْمُهَاجِرُ مَعَهُ أَبُونَا وَ ابْنَتُهُ أُمُّنَا وَ زَوْجَتُهُ أَفْضَلُ أَزْوَاجِهِ جَدَّتُنَا فَأَیُّ النَّاسِ أَعْظَمُ عَلَیْكُمْ حَقّاً فِی كِتَابِهِ مِنَّا ثُمَّ نَحْنُ مِنْ أُمَّتِهِ وَ عَلَی مِلَّتِهِ نَدْعُوكُمْ إِلَی سُنَّتِهِ وَ الْكِتَابِ الَّذِی جَاءَ بِهِ مِنْ رَبِّهِ أَنْ تُحِلُّوا حَلَالَهُ وَ تُحَرِّمُوا حَرَامَهُ وَ تَعْمَلُوا بِحُكْمِهِ عِنْدَ تَفَرُّقِ النَّاسِ وَ اخْتِلَافِهِمْ (1).
«16»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ قَرَأَ الْآیَةَ وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً قَالَ حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِصَلَاحِ أَبِیهِمَا وَ مَا ذُكِرَ مِنْهُمَا صَلَاحٌ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمَوَدَّةِ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ وَ جَدَّتُنَا خَدِیجَةُ وَ أُمُّنَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ وَ أَبُونَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2)
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی ذُرْعَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْراً فِی الْآخِرَةِ أَعْظَمُهُمْ مُصِیبَةً فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّ أَهْلَ الْبَیْتِ أَعْظَمُ النَّاسِ مُصِیبَةً مُصِیبَتُنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلُ ثُمَّ یَشْرَكُنَا فِیهِ النَّاسُ (3).
بیان: ثم یشركنا فیه أی فی الأجر أو فی المصاب مطلقا أو بالرسول فتدبر.
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ عِیسَی بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍ
ص: 207
عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: مَا زِلْتُ مَظْلُوماً مُذْ كُنْتُ إِنَّهُ كَانَ عَقِیلٌ لَیَرْمَدُ فَیَقُولُ لَا تَذُرُّونِی حَتَّی تَذُرُّوا أَخِی عَلِیّاً فَأُضْجَعُ فأذری (فَأُذَرُّ) وَ مَا بِی رَمَدٌ (1).
بیان: أقول لا تخلو الروایة من غرابة بالنظر إلی التفاوت بین مولد أمیر المؤمنین علیه السلام و عقیل كما سیأتی فإن من المستبعد أن یكلف من له اثنتان و عشرون سنة مثلا تقدیم من له سنتان فی الإضرار و أبعد منه قبول الوالدین منه ذلك.
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سَابُورَ الترجمی (الْبُرْجُمِیِ) (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ بُرَیْدَةَ بْنِ حُصَیْبٍ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی تَعَالَی عَهْداً فَقُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اسْمَعْ عَلِیٌّ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ أَجْلِ قَلْبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِیعَةَ (3) الْإِیمَانِ فِی قَلْبِهِ قَالَ فَقَدْ فَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ إِنِّی مُسْتَخِصُّهُ بِبَلَاءٍ لَمْ یُصِبْ أَحَداً مِنْ أُمَّتِكَ (4) قَالَ قُلْتُ أَخِی وَ صَاحِبِی قَالَ ذَلِكَ مِمَّا قَدْ سَبَقَ مِنِّی إِنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ (5).
بیان: فی النهایة فیه اللّٰهم اجعل القرآن ربیع قلبی جعله ربیعا له لأن الإنسان یرتاح قلبه فی الربیع من الأزمان و یمیل إلیه.
«4»-ع، علل الشرائع حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ حُصَیْنٍ (6) عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ
ص: 208
أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا زِلْتُ أَنَا وَ مَنْ كَانَ قَبْلِی مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ مُبْتَلَیْنَ بِمَنْ یُؤْذِینَا وَ لَوْ كَانَ الْمُؤْمِنُ عَلَی رَأْسِ جَبَلٍ لَقَیَّضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مَنْ یُؤْذِیهِ لِیَأْجُرَهُ عَلَی ذَلِكَ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا زِلْتُ مَظْلُوماً مُنْذُ وَلَدَتْنِی أُمِّی حَتَّی إِنْ كَانَ عَقِیلٌ لَیُصِیبُهُ رَمَدٌ فَیَقُولُ لَا تَذُرُّونِی حَتَّی تَذُرُّوا عَلِیّاً فَیَذُرُّونِّی وَ مَا بِی مِنْ رَمَدٍ (1).
«5»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها (2) الْآیَةَ قَالَ نَحْنُ ذَلِكَ.
«6»-عُبْدُوسٌ الْهَمْدَانِیُّ وَ ابْنُ فَوْرَكَ الْأَصْفَهَانِیُّ وَ شِیرَوَیْهِ الدَّیْلَمِیُّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا یَلْقَی بَعْدَهُ قَالَ فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ قَرَابَتِی وَ صُحْبَتِی إِلَّا دَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ یَقْبِضَنِی إِلَیْهِ قَالَ یَا عَلِیُّ تَسْأَلُنِی أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ لِأَجَلٍ مُؤَجَّلٍ الْخَبَرَ.
«7»-وَ ذَهَبَ كَثِیرٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِلَی أَنَّ الْأَئِمَّةَ خَرَجُوا مِنَ الدُّنْیَا عَلَی الشَّهَادَةِ وَ اسْتَدَلُّوا بِقَوْلِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا مِنَّا إِلَّا مَقْتُولٌ شَهِیدٌ.
«8»-أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذِ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَبَكَی فَقُلْتُ مَا یُبْكِیكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبْكِی مِنْ ضَرْبَتِكَ عَلَی الْقَرْنِ وَ لَطْمِ فَاطِمَةَ خَدَّهَا وَ طَعْنَةِ الْحَسَنِ فِی فَخِذِهِ وَ السَّمِّ الَّذِی یُسْقَاهُ وَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ.
«9»-رَأَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْمَنَامِ قَائِلًا یَقُولُ:
إِذَا ذَكَرَ الْقَلْبُ رَهْطَ النَّبِیِّ ***وَ سَبْیَ النِّسَاءِ وَ هَتْكَ السِّتْرِ
وَ ذَبْحَ الصَّبِیِّ وَ قَتْلَ الْوَصِیِّ*** وَ قَتْلَ شَبِیرٍ وَ سَمَّ الشَّبَّرِ (3)
تَرَقْرَقَ فِی الْعَیْنِ مَاءُ الْفُؤَادِ*** وَ یَجْرِی عَلَی الْخَدِّ مِنْهُ الدُّرَرُ
ص: 209
فَیَا قَلْبُ صَبْراً عَلَی حُزْنِهِمْ*** فَعِنْدَ الْبَلَایَا تَكُونُ الْعِبَرُ
«10»-وَ أَجْمَعَ الْفُقَهَاءُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقْسِمُ الْخُمُسَ مِنَ الْغَنَائِمِ فِی بَنِی هَاشِمٍ.
«11»-وَ أَوْرَدَ الشَّافِعِیُّ عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی لَیْلَی أَنَّ فِی عَهْدِ عُمُرَ أُتِیَ بِمَالٍ كَثِیرٍ مِنْ فَارِسَ وَ سُوسٍ وَ الْأَهْوَازِ فَقَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ لَوْ أَقْرَضْتُمُونِی حَقَّكُمْ مِنْ هَذِهِ الْغَنَائِمِ لَأُعَوِّضُ عَلَیْكُمْ مَرَّةً أُخْرَی فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَجُوزُ فَقَالَ الْعَبَّاسُ أَخَافُ فَوْتَ حَقِّنَا فَكَانَ كَمَا قَالَ مَاتَ عُمَرُ وَ مَا رُدَّ عَلَیْنَا وَ فَاتَ حَقُّنَا.
«12»-وَ سُئِلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَنِ الْخُمُسِ فَقَالَ الْخُمُسُ لَنَا فَمُنِعْنَا فَصَبَرْنَا وَ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ رَدَّهُ إِلَی مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ رَدَّهُ أَیْضاً الْمَأْمُونُ فَمَنْ حَرُمَتْ عَلَیْهِ الصَّدَقَةُ وَ فُرِضَتْ لَهُ الْكَرَامَةُ وَ الْمَحَبَّةُ یَتَكَفَّفُونَ ضُرّاً وَ یَهْلِكُونَ فَقْراً یَرْهَنُ أَحَدُهُمْ سَیْفَهُ وَ یَبِیعُ آخَرُ ثَوْبَهُ وَ یَنْظُرُ إِلَی فَیْئِهِ بِعَیْنٍ مَرِیضَةٍ وَ یَتَشَدَّدُ عَلَی دَهْرِهِ بِنَفْسٍ ضَعِیفَةٍ لَیْسَ لَهُ ذَنْبٌ إِلَّا أَنَّ جَدَّهُ النَّبِیُّ وَ أَبَاهُ الْوَصِیُّ (1).
«13»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ مَخَافَةِ عَدُوِّهِمْ (2).
«14»-ع، علل الشرائع ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْكَبَائِرَ سَبْعٌ فِینَا نَزَلَتْ (3) وَ مِنَّا اسْتُحِلَّتْ فَأَوَّلُهَا الشِّرْكُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ وَ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْكَارُ حَقِّنَا فَأَمَّا الشِّرْكُ بِاللَّهِ فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِینَا مَا أَنْزَلَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِینَا مَا قَالَ
ص: 210
فَكَذَّبُوا اللَّهَ وَ كَذَّبُوا رَسُولَهُ فَأَشْرَكُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ فَقَدْ قَتَلُوا الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ أَصْحَابَهُ وَ أَمَّا أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ فَقَدْ ذَهَبُوا بِفَیْئِنَا الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فَأَعْطَوْهُ (1) غَیْرَنَا وَ أَمَّا عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ (2) النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ (3) فَعَقُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ذُرِّیَّتِهِ وَ عَقُّوا أُمَّهُمْ خَدِیجَةَ فِی ذُرِّیَّتِهَا وَ أَمَّا قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ فَقَدْ قَذَفُوا فَاطِمَةَ علیها السلام عَلَی مَنَابِرِهِمْ (4) وَ أَمَّا الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ فَقَدْ أَعْطَوْا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَیْعَتَهُمْ طَائِعِینَ غَیْرَ مُكْرَهِینَ فَفَرُّوا عَنْهُ وَ خَذَلُوهُ وَ أَمَّا إِنْكَارُ حَقِّنَا فَهَذَا مَا لَا یَتَنَازَعُونَ فِیهِ (5).
«15»-أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ قَالَ أَبَانُ بْنُ أَبِی عَیَّاشٍ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام مَا لَقِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ مِنْ ظُلْمِ قُرَیْشٍ وَ تَظَاهُرِهِمْ عَلَیْنَا وَ قَتْلِهِمْ إِیَّانَا وَ مَا لَقِیَتْ شِیعَتُنَا وَ مُحِبُّونَا مِنَ النَّاسِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُبِضَ وَ قَدْ قَامَ بِحَقِّنَا وَ أَمَرَ بِطَاعَتِنَا وَ فَرَضَ وَلَایَتَنَا وَ مَوَدَّتَنَا وَ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّا أَوْلَی (6) بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَمَرَ أَنْ یُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَتَظَاهَرُوا عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ احْتَجَّ عَلَیْهِمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ وَ مَا سَمِعَتِ الْعَامَّةُ فَقَالُوا صَدَقْتَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَكِنْ قَدْ نَسَخَهُ فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ أَكْرَمَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اصْطَفَانَا وَ لَمْ یَرْضَ لَنَا بِالدُّنْیَا وَ إِنَّ اللَّهَ لَا یَجْمَعْ لَنَا النُّبُوَّةَ وَ الْخِلَافَةَ فَشَهِدَ لَهُ بِذَلِكَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ وَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ سَالِمٌ
ص: 211
مَوْلَی أَبِی حُذَیْفَةَ فَشَبَّهُوا عَلَی الْعَامَّةِ وَ صَدَّقُوهُمْ وَ رَدُّوهُمْ عَلَی أَدْبَارِهِمْ وَ أَخْرَجُوهَا مِنْ مَعْدِنِهَا حَیْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ وَ احْتَجُّوا عَلَی الْأَنْصَارِ بِحَقِّنَا (1) فَعَقَدُوهَا لِأَبِی بَكْرٍ ثُمَّ رَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَی عُمَرَ یُكَافِیهِ بِهَا ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَی بَیْنَ سِتَّةٍ ثُمَّ جَعَلَهَا ابْنُ عَوْفٍ لِعُثْمَانَ عَلَی أَنْ یَرُدَّهَا عَلَیْهِ فَغَدَرَ بِهِ عُثْمَانُ وَ أَظْهَرَ ابْنُ عَوْفٍ كُفْرَهُ وَ طُعِنَ فِی (2) حَیَاتِهِ وَ زَعَمَ (3) أَنَّ عُثْمَانَ سَمَّهُ فَمَاتَ ثُمَّ قَامَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ فَبَایَعَا عَلِیّاً علیه السلام طَائِعَیْنِ غَیْرَ مُكْرَهَیْنِ ثُمَّ نَكَثَا وَ غَدَرَا وَ ذَهَبَا بِعَائِشَةَ مَعَهُمَا إِلَی الْبَصْرَةِ ثُمَّ دَعَا مُعَاوِیَةُ طُغَاةَ أَهْلِ الشَّامِ إِلَی الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ وَ نَصَبَ لَنَا الْحَرْبَ ثُمَّ خَالَفَهُ أَهْلُ حَرُورَاءَ عَلَی أَنَّ الْحُكْمَ (4) بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ فَلَوْ كَانَا حَكَمَا بِمَا اشْتُرِطَ عَلَیْهِمَا لَحَكَمَا أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی سُنَّتِهِ فَخَالَفَهُ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ وَ قَاتَلُوهُ ثُمَّ بَایَعُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام بَعْدَ أَبِیهِ وَ عَاهَدُوهُ ثُمَّ غَدَرُوا بِهِ وَ أَسْلَمُوهُ وَ وَثَبُوا بِهِ حَتَّی طَعَنُوهُ بِخَنْجَرٍ فِی فَخِذِهِ (5) وَ انْتَهَبُوا عَسْكَرَهُ وَ عَالَجُوا خَلَاخِیلَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ فَصَالَحَ مُعَاوِیَةَ وَ حَقَنَ دَمَهُ وَ دَمَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ هُمْ قَلِیلٌ حَقَّ قَلِیلٍ حَتَّی لَمْ یَجِدْ أَعْوَاناً ثُمَّ بَایَعَ الْحُسَیْنَ علیه السلام مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ أَلْفاً ثُمَّ غَدَرُوا بِهِ فَخَرَجُوا إِلَیْهِ فَقَاتَلُوهُ حَتَّی قُتِلَ علیه السلام ثُمَّ لَمْ نَزَلْ أَهْلَ الْبَیْتِ مُذْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نُذَلُّ وَ نُقْصَی وَ نُحْرَمُ وَ نُقْتَلُ
ص: 212
وَ نُطْرَدُ وَ نَخَافُ عَلَی دِمَائِنَا وَ كُلِّ مَنْ یُحِبُّنَا وَ وَجَدَ الْكَذَّابُونَ (1) لِكَذِبِهِمْ مَوْضِعاً یَتَقَرَّبُونَ (2) إِلَی أَوْلِیَائِهِمْ وَ قُضَاتِهِمْ وَ عُمَّالِهِمْ فِی كُلِّ بَلْدَةٍ یُحَدِّثُونَ عَدُوَّنَا وَ وُلَاتَهُمْ الْمَاضِینَ بِالْأَحَادِیثِ الْكَاذِبَةِ الْبَاطِلَةِ وَ یُحَدِّثُونَ وَ یَرْوُونَ عَنَّا مَا لَمْ نَقُلْ تَهْجِیناً مِنْهُمْ لَنَا وَ كَذِباً مِنْهُمْ عَلَیْنَا وَ تَقَرُّباً إِلَی وُلَاتِهِمْ وَ قُضَاتِهِمْ بِالزُّورِ وَ الْكَذِبِ وَ كَانَ عِظَمُ ذَلِكَ وَ كَثْرَتُهُ فِی زَمَنِ مُعَاوِیَةَ بَعْدَ مَوْتِ الْحَسَنِ علیه السلام فَقُتِلَتِ الشِّیعَةُ فِی كُلِّ بَلْدَةٍ وَ قُطِعَتْ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ وَ صَلَبُوهُمْ عَلَی التُّهَمَةِ وَ الظِّنَّةِ مِنْ ذِكْرِ حُبِّنَا وَ الِانْقِطَاعِ إِلَیْنَا ثُمَّ لَمْ یَزَلِ الْبَلَاءُ الشَّدِیدُ یَزْدَادُ (3) مِنْ زَمَنِ ابْنِ زِیَادٍ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ علیه السلام ثُمَّ جَاءَ الْحَجَّاجُ فَقَتَلَهُمْ بِكُلِّ قِتْلَةٍ وَ بِكُلِّ ظِنَّةٍ وَ بِكُلِّ تُهَمَةٍ حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ لَیُقَالُ لَهُ زِنْدِیقٌ أَوْ مَجُوسِیٌّ كَانَ ذَلِكَ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ أَنْ یُشَارَ إِلَیْهِ بِأَنَّهُ مِنْ شِیعَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ رُبَّمَا رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُذْكَرُ بِالْخَیْرِ وَ لَعَلَّهُ أَنْ یَكُونَ (4) وَرِعاً صَدُوقاً یُحَدِّثُ بِأَحَادِیثَ عَظِیمَةٍ عَجِیبَةٍ مِنْ تَفْضِیلِ بَعْضِ مَنْ قَدْ مَضَی مِنَ الْوُلَاةِ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ مِنْهَا شَیْئاً قَطُّ وَ هُوَ یَحْسَبُ أَنَّهَا حَقٌّ لِكَثْرَةِ مَنْ سَمِعَهَا (5) مِنْهُ مِمَّنْ لَا یُعْرَفُ بِكَذِبٍ وَ لَا بِقِلَّةِ وَرَعٍ وَ یَرْوُونَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَشْیَاءَ قَبِیحَةً وَ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا یَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُمْ رَوَوْا فِی (6) ذَلِكَ الْبَاطِلَ وَ الْكَذِبَ وَ الزُّورَ قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ سَمِّ لِی مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً قَالَ رِوَایَتُهُمْ عُمَرُ سَیِّدُ كُهُولِ الْجَنَّةِ (7) وَ إِنَّ عُمَرَ مُحَدَّثٌ وَ إِنَّ الْمَلَكَ یُلَقِّنُهُ وَ إِنَّ السَّكِینَةَ تَنْطِقُ عَلَی لِسَانِهِ وَ
ص: 213
عُثْمَانُ (1) الْمَلَائِكَةُ تَسْتَحِی مِنْهُ وَ اثْبُتْ حَرَی (2) فَمَا عَلَیْكَ إِلَّا نَبِیٌّ وَ صِدِّیقٌ وَ شَهِیدٌ حَتَّی عَدَّدَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَیْ (3) رِوَایَةٍ یَحْسَبُونَ أَنَّهَا حَقٌّ فَقَالَ هِیَ وَ اللَّهِ كُلُّهَا كَذِبٌ وَ زُورٌ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ لَمْ یَكُنْ مِنْهَا شَیْ ءٌ قَالَ مِنْهَا مَوْضُوعٌ وَ مِنْهَا مُحَرَّفٌ فَأَمَّا الْمُحَرَّفُ فَإِنَّمَا عَنَی أَنَّ عَلَیْكَ نَبِیٌّ وَ صِدِّیقٌ وَ شَهِیدٌ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام (4) وَ مِثْلُهُ وَ كَیْفَ لَا یُبَارَكُ لَكَ وَ قَدْ عَلَاكَ نَبِیٌّ وَ صِدِّیقٌ وَ شَهِیدٌ یَعْنِی عَلِیّاً (5) اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَوْلِی عَلَی قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی قَوْلِ عَلِیٍّ علیه السلام مَا اخْتَلَفَ فِیهِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَعْدِهِ إِلَی أَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ الْمَهْدِیَّ علیه السلام (6).
بیان: و طعن علی بناء المفعول أی أصابه الطاعون فی حیاته أی فی حیاة عثمان و فی بعض النسخ فی جنانه أی فی قلبه و جوفه و فی بعضها فی جنازته و هو كنایة عن الموت فی النهایة تقول العرب إذا أخبرت عن موت إنسان رمی فی جنازته.
«16»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَا مِنَّا إِلَّا مَقْتُولٌ الْخَبَرَ (7).
«17»-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ سُمَّ فِی غَزَاةِ خَیْبَرَ فَمَا زَالَتْ هَذِهِ الْأُكْلَةُ
ص: 214
تُعَاوِدُهُ حَتَّی قَطَعَتْ أَبْهَرَهُ (1) فَمَاتَ مِنْهَا وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ دُفِنَ بِالْغَرِیِّ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام سَمَّتْهُ امْرَأَتُهُ جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَشْعَثِ الْكِنْدِیِّ لَعَنَهُمَا اللَّهُ فَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ (2) وَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قُتِلَ بِكَرْبَلَاءَ قَتَلَهُ سِنَانُ بْنُ أَنَسٍ النَّخَعِیُّ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ علیهما السلام سَمَّهُ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَتَلَهُ وَ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام سَمَّهُ إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْوَلِیدِ فَقَتَلَهُ وَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام سَمَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فَقَتَلَهُ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِما السَّلَامُ سَمَّهُ هَارُونُ الرَّشِیدُ فَقَتَلَهُ وَ الرِّضَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام قَتَلَهُ الْمَأْمُونُ بِالسَّمِّ وَ أبو (أَبِی) جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الثَّانِی علیهما السلام قَتَلَهُ الْمُعْتَصِمُ بِالسَّمِّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِما السَّلَامُ قَتَلَهُ الْمُتَوَكِّلُ بِالسَّمِّ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَتَلَهُ الْمُعْتَضِدُ (3) بِالسَّمِّ وَ اعْتِقَادُنَا أَنَّ ذَلِكَ جَرَی عَلَیْهِمْ عَلَی الْحَقِیقَةِ وَ الصِّحَّةِ لَا عَلَی الْحِسْبَانِ وَ الْحَیْلُولَةِ (4) وَ لَا عَلَی الشَّكِّ وَ الشُّبْهَةِ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ شُبِّهُوا أَوْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَلَیْسَ مِنْ دِینِنَا عَلَی شَیْ ءٍ وَ نَحْنُ مِنْهُ بِرَاءٌ وَ قَدْ أَخْبَرَ النَّبِیُّ وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام أَنَّهُمْ مَقْتُولُونَ وَ مَنْ قَالَ إِنَّهُمْ لَمْ یُقْتَلُوا فَقَدْ كَذَّبَهُمْ وَ مَنْ كَذَّبَهُمْ فَقَدْ كَذَّبَ اللَّهَ وَ مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ وَ خَرَجَ بِهِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (5)
بیان: أقول: رأیت فی بعض الكتب المعتبرة أنه روی عن الصدوق رحمه اللّٰه مثله إلا أنه قال و سم المعتز علی بن محمد الهادی علیهما السلام و سم المعتمد الحسن بن علی العسكری علیهما السلام و هو أظهر فی الأول لأنه یشهد بعض الروایات بأن المتوكل لعنه اللّٰه قتل فی زمان الهادی علیه السلام إلا أن یقال أنه فعل ذلك بأمره بعده و هو بعید
ص: 215
و كذا فی الثانی المعتمد هو المعتمد لما سیأتی من قول أكثر العلماء و المؤرخین أنه علیه السلام توفی فی زمانه.
و قال ابن طاوس رحمه اللّٰه فی كتاب الإقبال فی الصلوات علیهم فی كل یوم من شهر رمضان عند ذكره علیه السلام و ضاعف العذاب علی من شرك فی دمه و هو المعتمد و المعتضد بروایة ابن بابویه القمی انتهی. (1)
و قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه فی شرح العقائد و أما ما ذكره الشیخ أبو جعفر رحمه اللّٰه من مضی نبینا و الأئمة علیهم السلام بالسم و القتل فمنه ما ثبت و منه ما لم یثبت و المقطوع به أن أمیر المؤمنین و الحسن و الحسین صلوات اللّٰه علیهم خرجوا من الدنیا بالقتل و لم یمت أحدهم حتف أنفه و من بعدهم (2) مسموما موسی بن جعفر علیهما السلام و یقوی فی النفس أمر الرضا علیه السلام و إن كان فیه شك فلا طریق إلی الحكم فیمن عداهم بأنهم سموا و اغتیلوا أو قتلوا صبرا فالخبر بذلك یجری مجری الإرجاف و لیس إلی تیقنه سبیل انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه. (3)
و أقول: مع ورود الأخبار الكثیرة الدالة عموما علی هذا الأمر و الأخبار المخصوصة الدالة علی شهادة أكثرهم و كیفیتها كما سیأتی فی أبواب تواریخ وفاتهم علیهم السلام لا سبیل إلی الحكم برده و كونه من الإرجاف نعم لیس فیمن سوی أمیر المؤمنین و فاطمة و الحسن و الحسین و موسی بن جعفر و علی بن موسی علیهم السلام أخبار متواترة توجب القطع بوقوعه بل إنما تورث الظن القوی بذلك و لم یقم دلیل علی نفیه و قرائن أحوالهم و أحوال مخالفیهم شاهدة بذلك لا سیما فیمن مات منهم فی حبسهم و تحت یدهم و لعل مراده رحمه اللّٰه أیضا نفی التواتر و القطع لا رد الأخبار.
«18»-نص، كفایة الأثر الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْخُزَاعِیُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی الْجَلُودِیِ
ص: 216
عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام بَعْدَ قَتْلِ أَبِیهِ فَقَالَ فِی خُطْبَتِهِ لَقَدْ حَدَّثَنِی حَبِیبِی جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ إِنَّ الْأَمْرَ یَمْلِكُهُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ صَفْوَتِهِ مَا مِنَّا إِلَّا مَقْتُولٌ أَوْ مَسْمُومٌ (1).
«19»-نص، كفایة الأثر مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ هَیْثَمٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ عَطَا عَنْ عُمَیْرِ بْنِ هَانِی عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِی أُمَیَّةَ قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ عَهِدَ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ یَمْلِكُهُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مَا مِنَّا إِلَّا مَسْمُومٌ أَوْ مَقْتُولٌ (2).
أقول: سیأتی تمام الخبرین فی أبواب تاریخه علیه السلام إن شاء اللّٰه تعالی و سیأتی فی أبواب وفاة كل منهم علیهم السلام ما یدل علی شهادتهم.
ص: 217
«1»- لی، الأمالی للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ سُدَیْفٍ الْمَكِّیِّ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام وَ مَا رَأَیْتُ مُحَمَّدِیّاً قَطُّ یَعْدِلُهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَهُودِیّاً قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ صَامَ وَ صَلَّی وَ زَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ فَقَالَ وَ إِنْ صَامَ وَ صَلَّی وَ زَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ (1).
«2»-ثو، ثواب الأعمال لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام (2) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَهُودِیّاً (3) قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَیْنِ قَالَ نَعَمْ فَإِنَّمَا احْتَجَزَ بِهَاتَیْنِ الْكَلِمَتَیْنِ عَنْ سَفْكِ دَمِهِ (4) أَوْ یُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُوَ صَاغِرٌ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَهُودِیّاً قِیلَ وَ كَیْفَ (5) یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ آمَنَ بِهِ (6).
«3»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ زِیَادٍ
ص: 218
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَوْ أَنَّ عَدُوَّ عَلِیٍّ جَاءَ إِلَی الْفُرَاتِ وَ هُوَ یُزَخُّ زَخِیخاً قَدْ أَشْرَفَ مَاؤُهُ عَلَی جَنْبَتَیْهِ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ شَرْبَةً وَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَ إِذَا شَرِبَهَا (1) قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا كَانَ ذَلِكَ إِلَّا مَیْتَةً (2) أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِیرٍ (3)
بیان: یزخ زخیخا بالخاء المعجمة أی یدفع بعضه بعضا لكثرته أو یبرق قال الفیروزآبادی زخه دفعه فی وهدة و زخ الخمر یزخ زخیخا برق و فی بعض النسخ بالراء المهملة و الجیم قال الفیروزآبادی الرج التحریك و التحرك و الاهتزاز و الرجرجة الاضطراب انتهی.
و الغرض بیان أن مثل هذا الماء مع وفوره و كثرته و عدم توهم إسراف و غصب و تضییق علی الغیر إذا شرب منه مع رعایة الآداب المستحبة كان علیه حراما لكفره و إنما أبیح نعم الدنیا للمؤمنین.
«4»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصِنِی قَالَ عَلَیْكَ بِمَوَدَّةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ عَبْدٍ حَسَنَةً حَتَّی یَسْأَلَهُ عَنْ حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ هُوَ تَعَالَی أَعْلَمُ فَإِنْ جَاءَهُ بِوَلَایَتِهِ قَبِلَ عَمَلَهُ عَلَی مَا كَانَ مِنْهُ وَ إِنْ لَمْ یَأْتِ بِوَلَایَتِهِ لَمْ یَسْأَلْهُ عَنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَی النَّارِ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ النَّارَ لَأَشَدُّ غَضَباً عَلَی مُبْغِضِ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْهَا عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ وَلَداً یَا ابْنَ عَبَّاسٍ لَوْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْأَنْبِیَاءَ الْمُرْسَلِینَ اجْتَمَعُوا عَلَی بُغْضِهِ وَ لَنْ یَفْعَلُوا لَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِالنَّارِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هَلْ یُبْغِضُهُ أَحَدٌ قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ نَعَمْ یُبْغِضُهُ قَوْمٌ یَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أُمَّتِی لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُمْ فِی الْإِسْلَامِ نَصِیباً
ص: 219
یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ مِنْ عَلَامَةِ بُغْضِهِمْ لَهُ تَفْضِیلَهُمْ مَنْ هُوَ دُونَهُ عَلَیْهِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنِّی وَ لَا أَوْصِیَاءَ أَكْرَمُ عَلَیْهِ مِنْ وَصِیِّی عَلِیٍّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمْ أَزَلْ لَهُ كَمَا أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَوْصَانِی بِمَوَدَّتِهِ وَ إِنَّهُ لَأَكْبَرُ عَمَلِی عِنْدِی الْخَبَرَ (1).
«5»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفَرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مِیثَمٍ التَّمَّارِ مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی وَجَدْتُ فِی كُتُبِ أَبِی أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لِأَبِی مِیثَمٍ أَحْبِبْ حَبِیبَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنْ كَانَ فَاسِقاً زَانِیاً وَ أَبْغِضْ مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ یَقُولُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (2) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ یَا عَلِیُّ وَ مِیعَادُكَ وَ مِیعَادُهُمُ الْحَوْضُ غَداً غُرّاً مُحَجَّلِینَ مُتَوَّجِینَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَكَذَا هُوَ عِیَاناً فِی كِتَابِ عَلِیٍّ (3).
«6»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ شَیْخٍ مِنْ ثُمَالَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی امْرَأَةٍ مِنْ تَمِیمٍ عَجُوزٍ كَبِیرَةٍ وَ هِیَ تُحَدِّثُ النَّاسَ قُلْتُ لَهَا یَرْحَمُكِ اللَّهُ حَدِّثِینِی مِنْ بَعْضِ فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَتْ أُحَدِّثُكَ وَ هَذَا شَیْخٌ كَمَا تَرَی بَیْنَ یَدَیَّ نَائِمٌ قُلْتُ لَهَا وَ مَنْ هَذَا فَقَالَتْ أَبُو الْحَمْرَاءِ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسْتُ إِلَیْهِ فَلَمَّا سَمِعَ (4) حِسِّی اسْتَوَی جَالِساً فَقَالَ مَهْ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ حَدِّثْنِی بِمَا
ص: 220
رَأَیْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَصْنَعُهُ بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ إِنَّ اللَّهَ (1) یَسْأَلُكَ عَنْهُ فَقَالَ عَلَی الْخَبِیرِ سَقَطْتَ خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ عَرَفَةَ وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَاهَی بِكُمْ فِی هَذَا الْیَوْمِ لِیَغْفِرَ لَكُمْ عَامَّةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ غَفَرَ لَكَ یَا عَلِیُّ خَاصَّةً ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ إِنَّ السَّعِیدَ حَقَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّكَ وَ أَطَاعَكَ وَ إِنَّ الشَّقِیَّ كُلَّ الشَّقِیِّ مَنْ عَادَاكَ وَ أَبْغَضَكَ وَ نَصَبَ لَكَ یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ یَا عَلِیُّ مَنْ حَارَبَكَ فَقَدْ حَارَبَنِی وَ مَنْ حَارَبَنِی فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ یَا عَلِیُّ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَ أَتْعَسَ اللَّهُ جَدَّهُ (2) وَ أَدْخَلَهُ نَارَ جَهَنَّمَ (3).
بیان: فقال مه كأنه ما للاستفهام حذفت ألفها و ألحقت بها هاء السكت أی ما ترید أو ما تقول قال فی النهایة فیه قلت فمه فما للاستفهام فأبدل الألف هاء للوقف و السكت و فی حدیث آخر ثم مه انتهی و التعس الهلاك و أتعسه أهلكه و الجد بالفتح الحظ و البخت.
«7»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَصَّاصِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّةِ یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَیْئاً أَشَرَّ مِنَ الْكَلْبِ وَ النَّاصِبُ أَشَرُّ مِنْهُ (4).
«8»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی الصَّیْرَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ
ص: 221
بَرِئَ اللَّهُ مِمَّنْ یَبْرَأُ مِنَّا لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَنَا أَهْلَكَ اللَّهُ مَنْ عَادَانَا اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّا سَبَبُ الْهُدَی لَهُمْ وَ إِنَّمَا یُعَادُونَّا لَكَ فَكُنْ أَنْتَ الْمُتَفَرِّدُ بِعَذَابِهِمْ (1).
«9»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ لا یُؤْمِنُ بِهِ وَ رَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِینَ مَنْ لَا یُؤْمِنُ بِهِ هُمْ أَعْدَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْفَسَادُ الْمَعْصِیَةُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ (2).
أقول: قد مضی أخبار كثیرة فی باب حبهم و سیأتی فی أبواب النصوص علی علی علیه السلام و أبواب مناقبه.
«10»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَی مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ بَیْتِی وَ عَلَی مَنْ قَاتَلَهُمْ وَ عَلَی الْمُعِینِ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی مَنْ سَبَّهُمْ أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (3)
«11»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیهما السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ یَقُولُ أَرْشِدْنَا لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ أَیْ أَرْشِدْنَا لِلُزُومِ الطَّرِیقِ الْمُؤَدِّی إِلَی مَحَبَّتِكَ وَ الْمَانِعِ أَنْ نَتَّبِعَ (4) أَهْوَاءَنَا فَنَعْطَبَ وَ نَأْخُذَ (5) بِآرَائِنَا فَنَهْلِكَ ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام طُوبَی لِلَّذِینَ هُمْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولٌ یَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِیفَ الْغَالِینَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِینَ وَ تَأْوِیلَ الْجَاهِلِینَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی عَاجِزٌ بِبَدَنِی عَنْ نُصْرَتِكُمْ وَ لَسْتُ أَمْلِكُ إِلَّا الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ اللَّعْنَ (6) فَكَیْفَ حَالِی
ص: 222
فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَنَّهُ قَالَ مَنْ ضَعُفَ عَنْ نُصْرَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلَعَنَ (1) فِی خَلَوَاتِهِ أَعْدَاءَنَا بَلَّغَ اللَّهُ صَوْتَهُ جَمِیعَ الْأَمْلَاكِ مِنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ فَكُلَّمَا لَعَنَ هَذَا الرَّجُلُ أَعْدَاءَنَا لَعْناً سَاعَدُوهُ وَ لَعَنُوا مَنْ یَلْعَنُهُ ثُمَّ ثَنَّوْا فَقَالُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَبْدِكَ هَذَا الَّذِی قَدْ بَذَلَ مَا فِی وُسْعِهِ وَ لَوْ قَدَرَ عَلَی أَكْثَرَ مِنْهُ لَفَعَلَ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَجَبْتُ دُعَاءَكُمْ وَ سَمِعْتُ نِدَاءَكُمْ وَ صَلَّیْتُ عَلَی رُوحِهِ فِی الْأَرْوَاحِ وَ جَعَلْتُهُ عِنْدِی مِنَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیارِ (2)
«12»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ وَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ وَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عِیسَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ دَخَلَ بَعْضُ الْخَبَرِ فِی بَعْضٍ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَدُورُ فِی أَسْوَاقِ الْكُوفَةِ فَلَعَنَتْهُ امْرَأَةٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ یَا ابْنَةَ سَلَقْلَقِیَّةٍ كَمْ قُتِلَتْ مِنَ أَهْلِكِ قَالَتْ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ فَلَمَّا انْصَرَفَتْ قَالَتْ لِأُمِّهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ السَّلَقْلَقِیَّةُ مَنْ وَلَدَتْ بَعْدَ حَیْضٍ وَ لَا یَكُونُ لَهَا نَسْلٌ فَقَالَتْ یَا أُمَّاهْ أَنْتِ هَكَذَا قَالَتْ بَلَی.
«13»-وَ فِی رِوَایَةٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهَا قَالَتْ وَ قَدْ حَكَمَ عَلَیْهَا مَا قَضَیْتَ بِالسَّوِیَّةِ وَ لَا تَعْدِلُ فِی الرَّعِیَّةِ وَ لَا قَضِیَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ بِالْمَرْضِیَّةِ فَنَظَرَ إِلَیْهَا ثُمَّ قَالَ یَا خَزِیَّةُ یَا بَذِیَّةُ یَا سَلْفَعُ أَوْ یَا سَلْسَعُ فَوَلَّتْ تُوَلْوِلُ وَ هِیَ تَقُولُ وَا وَیْلِی لَقَدْ هَتَكْتَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ سِتْراً كَانَ مَسْتُوراً.
«14»-وَ فِی خَصَائِصِ النَّطَنْزِیِّ، قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُبْغِضُكَ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا سِفَاحِیٌّ وَ لَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا یَهُودِیٌّ وَ لَا مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِیٌّ وَ لَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا شَقِیٌّ وَ لَا مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا سَلَقْلَقِیَّةٌ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ یَا عَلِیُّ وَ مَا السَّلَقْلَقِیَّةُ قَالَ الَّتِی تَحِیضُ مِنْ دُبُرِهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ
ص: 223
أَخْبَرْتَنِی بِشَیْ ءٍ هُوَ فِیَّ یَا عَلِیُّ لَا أَعُودُ إِلَی بُغْضِكَ أَبَداً فَقَالَ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَحَوِّلْ طَمْثَهَا حَیْثُ تَطْمَثُ النِّسَاءُ فَحَوَّلَ اللَّهُ طَمْثَهَا وَ قَالَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ فَتَبِعَهَا عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ وَ سَأَلَهَا عَنْ مَقَالِهِ فِیهَا فَصَدَّقَتْهُ فَقَالَ عَمْرٌو أَ تَرَاهُ سَاحِراً أَوْ كَاهِناً أَوْ مَخْدُوماً قَالَتْ بِئْسَمَا قُلْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَكِنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ النُّبُوَّةِ فَأَقْبَلَ ابْنُ حُرَیْثٍ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَأَخْبَرَهُ بِمَقَالِهِمَا فَقَالَ علیه السلام لَقَدْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ أَحْسَنَ قَوْلًا مِنْكَ (1).
بیان: قال الفیروزآبادی السلفع الصخابة البذیة السیئة الخلق انتهی.
و السلسع و السلقلقیة لم یظهر لهما معنی فی اللغة و المعنی الأول للسلقلقیة لا نعرف له معنی و سیأتی مضمون الخبر بأسانید فی المجلد التاسع.
«15»- جا، المجالس للمفید مُحَمَّدٌ بْنُ الْمُظَفَّرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ سُدَیْفٍ الْمَكِّیِّ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ مَا رَأَیْتُ مُحَمَّدِیّاً قَطُّ یَعْدِلُهُ قَالَ حَدَّثَنِی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ: نَادَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَحَضَرُوا بِالسِّلَاحِ وَ صَعِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِینَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَهُودِیّاً قَالَ جَابِرٌ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ وَ إِنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّمَا احْتَجَزَ مِنْ سَفْكِ دَمِهِ أَوْ یُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُوَ صَاغِرٌ ثُمَّ قَالَ علیه السلام مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَهُودِیّاً فَإِنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ كَانَ مَعَهُ وَ إِنْ هُوَ لَمْ یُدْرِكْهُ بُعِثَ فِی قَبْرِهِ فَآمَنَ بِهِ إِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ مَثَّلَ لِی أُمَّتِی فِی الطِّینِ وَ عَلَّمَنِی أَسْمَاءَهُمْ كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا فَمَرَّ بِی أَصْحَابُ الرَّایَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ قَالَ حَنَانُ بْنُ سَدِیرٍ فَعَرَضْتُ هَذَا الْحَدِیثَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام
ص: 224
فَقَالَ لِی أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ سُدَیْفٍ فَقُلْتُ اللَّیْلَةُ سَبْعٌ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْحَدِیثَ مَا ظَنَنْتُهُ مِنْ فِی أَبِی إِلَی أَحَدٍ (1).
بیان: لعل استبعاده علیه السلام آخرا لإظهار أنه من الأسرار و لا ینبغی إذاعته عند الأشرار.
«16»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة ذَكَرَ الشَّیْخُ الطُّوسِیُّ فِی كِتَابِ مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمُثَنَّی عَنِ ابْنِ مَهْرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرَّمَ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَی ظَالِمِ أَهْلِ بَیْتِی وَ قَاتِلِهِمْ وَ شَانِئِهِمْ وَ الْمُعِینِ عَلَیْهِمْ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ (2) فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ الْآیَةَ (3).
«17»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: كُلُّ عَدُوٍّ لَنَا نَاصِبٍ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ (4)
«18»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَةٌ لَعَنْتُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ كُلُّ نَبِیٍّ مُجَابٍ الزَّائِدُ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ الْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللَّهِ وَ الْمُتَعَزِّزُ بِالْجَبَرُوتِ لِیُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ وَ یُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ وَ الْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِی مَا حَرَّمَ اللَّهُ (5).
«19»-وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَالُ أَقْوَامٍ یُؤْذُونَ نَسَبِی وَ ذَا رَحِمِی أَلَا مَنْ
ص: 225
آذَی نَسَبِی وَ ذَا رَحِمِی فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ (1).
«20»-وَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَتَحَدَّثُونَ فَإِذَا رَأَوُا الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی قَطَعُوا حَدِیثَهُمْ وَ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِیمَانُ حَتَّی یُحِبَّهُمْ لِلَّهِ وَ لِقَرَابَتِهِمْ مِنِّی (2).
«21»-وَ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ، مِنْ كِتَابِ الْوَاحِدَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: مُبْغِضُ عَلِیٍّ علیه السلام یَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَ فِی عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ نَارٍ وَ عَلَی رَأْسِهِ شَیَاطِینُ یَلْعَنُونَهُ حَتَّی یَرِدَ الْمَوْقِفَ (3).
«22»-وَ مِنْ كِتَابِ الْبَصَائِرِ، عَنْ أَبِی جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْمُخَالِفُ لِعَلِیٍّ بَعْدِی كَافِرٌ وَ الشَّاكُّ بِهِ مُشْرِكٌ مُغَادِرٌ وَ الْمُحِبُّ لَهُ مُؤْمِنٌ صَادِقٌ وَ الْمُبْغِضُ لَهُ مُنَافِقٌ وَ الْمُحَارِبُ لَهُ مَارِقٌ وَ الرَّادُّ عَلَیْهِ زَاهِقٌ وَ الْمُقْتَفِی لِأَثَرِهِ لَاحِقٌ (4).
«23»-وَ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْعُمْدَةِ عَنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ قَالَ تَقُولُ الْقُبَّرَةُ فِی صِیَاحِهَا اللَّهُمَّ الْعَنْ بَاغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ (5).
«24»-وَ رُوِیَ أَیْضاً مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ لِلسَّمْعَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِعَرَفَاتٍ وَ أَنَا وَ عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَهُ فَأَوْمَأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ ضَعْ خَمْسَكَ فِی خَمْسِی یَعْنِی كَفَّكَ فِی كَفِّی یَا عَلِیُّ خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَ أَنْتَ فَرْعُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَغْصَانُهَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ یَا عَلِیُّ لَوْ أَنَّ أُمَّتِی صَامُوا حَتَّی یَكُونُوا كَالْحَنَایَا وَ صَلُّوا حَتَّی یَكُونُوا كَالْأَوْتَارِ ثُمَّ أَبْغَضُوكَ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ عَلَی وُجُوهِهِمْ فِی النَّارِ.
ص: 226
«25»-وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْفِرْدَوْسِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ فَلَیْسَ مِنِّی وَ لَا أَنَا مِنْهُ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً وَ نَصَبَ لِأَهْلِ بَیْتِی وَ مَنْ قَالَ الْإِیمَانُ كَلَامٌ.
«26»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ سَبَّنِی وَ مَنْ سَبَّنِی فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ سَبَّ اللَّهَ أُدْخِلَ نَارَ جَهَنَّمَ وَ لَهُ عَذَابٌ عَظِیمٌ.
بیان: قال فی النهایة الحنایا جمع حنیة أو حنی و هما القوس فعیل بمعنی مفعول لأنها محنیة أی معطوفة.
«27»-قَالَ الْكَرَاجُكِیُّ فِی كَنْزِ الْفَوَائِدِ، حَدَّثَنِی الْقَاضِی أَبُو الْحَسَنِ أَسَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْخَلَّالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَبَسَ قَطْرَ الْمَطَرِ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ بِسُوءِ رَأْیِهِمْ فِی أَنْبِیَائِهِمْ وَ إِنَّهُ حَابِسٌ قَطْرَ الْمَطَرِ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).
«28»-قَالَ وَ حَدَّثَنِی السُّلَمِیُّ عَنِ الْعَتَكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمَرْوَزِیِّ عَنِ الْحَسَنِ (2) بْنِ شَبِیبٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَی نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُبْغِضُ عَلِیّاً فَرَفَعَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ فَقَالَ أَبْغَضَكَ اللَّهُ أَ تُبْغِضُ وَیْحَكَ رَجُلًا سَابِقَةٌ مِنْ سَوَابِقِهِ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا (3).
«29»-وَ حَدَّثَنِی الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّاشِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ الْقَطَّانِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ
ص: 227
الْغَفَّارِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَدْرِی (1) مَنْ هَذَا قُلْتُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا الْبَحْرُ الزَّاخِرُ هَذَا الشَّمْسُ الطَّالِعَةُ أَسْخَی مِنَ الْفُرَاتِ كَفّاً وَ أَوْسَعُ مِنَ الدُّنْیَا قَلْباً فَمَنْ أَبْغَضَهُ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ (2).
«30»-وَ حَدَّثَنَا الْفَقِیهُ ابْنُ شَاذَانَ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدِّیبَاجِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ عَلَی بَابِهَا مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ حَبِیبُ اللَّهِ- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَلِیُّ اللَّهِ فَاطِمَةُ أَمَةُ اللَّهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ عَلَی مُبْغِضِیهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ (3).
«31»-وَ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْكِنَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ سَالِمٍ الْبَزَّازِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَمَنْ قَالَ غَیْرَ هَذَا فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ (4).
«32»-قَالَ وَ حَدَّثَنِی الْقَاضِی أَسَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: جَمَعَنَا زِیَادٌ فِی الرَّحْبَةِ فَمَلَأَ مِنَّا الرَّحْبَةَ وَ الْقَصْرَ وَ حَمَلَنَا عَلَی شَتْمِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ الْبَرَاءَةِ عَنْهُ وَ النَّاسُ فِی أَمْرٍ عَظِیمٍ قَالَ أَبِی فَهَوَّمْتُ (5) بِرَأْسِی هُوَیْمَةً فَإِذَا شَیْ ءٌ أَهْدَبُ أَهْدَلُ ذُو مِشْفَرٍ (6) طَوِیلٍ
ص: 228
مُتَدَلٍّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ فَفَزِعْتُ وَ قُلْتُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا النَّقَادُ ذُو الرَّقَبَةِ أَرْسَلَنِی رَبُّكَ (1) إِلَی صَاحِبِ هَذَا الْقَصْرِ فَانْتَبَهْتُ فَحَدَّثْتُ أَصْحَابِی فَقَالُوا أَنْتَ مَجْنُونٌ فَمَا بَرِحْنَا أَنْ خَرَجَ الْآذِنُ فَقَالَ انْصَرِفُوا فَإِنَّ الْأَمِیرَ قَدْ شُغِلَ وَ إِذَا الْفَالِجُ قَدْ ضَرَبَهُ فَأَنْشَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ یَقُولُ:
مَا كُنَّا مُنْتَهِیاً عَمَّا أَرَادَ بِنَا*** حَتَّی تَنَاوَلَهُ النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ
فَأَسْقَطَ الشِّقَّ مِنْهُ بِضَرْبَةٍ ثَبَتَتْ ***كَمَا تَنَاوَلَ مِنْهُ صَاحِبَ الرَّحَبَةِ (2)
«33»-وَ حَدَّثَنِی السُّلَمِیُّ عَنِ الْعَتَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْهَمَدَانِیِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ مَتَّوَیْهِ الْوَاسِطِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عِیسَی عَنْ رَحْمَةَ بْنِ مُصْعَبٍ الْبَاهِلِیِّ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَجَا الْعُطَارِدِیُّ لَا تَسُبُّوا هَذَا الرَّجُلَ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام فَإِنَّ رَجُلًا سَبَّهُ فَرَمَاهُ اللَّهُ بِكَوْكَبَیْنِ (3) فِی عَیْنَیْهِ (4).
«34»-وَ حَدَّثَنِی أَیْضاً السُّلَمِیُّ عَنِ الْعَتَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِی زُرْعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ ابْنِ أَبِی فُدَیْكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: كُنْتُ مُسْتَنِداً إِلَی الْمَقْصُورَةِ وَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَی الْمِنْبَرِ یَخْطُبُ وَ هُوَ یُؤْذِی عَلِیّاً علیه السلام فِی خُطْبَتِهِ فَذَهَبَ بِیَ النَّوْمُ (5) فَرَأَیْتُ الْقَبْرَ قَدْ انْفَرَجَ فَاطَّلَعَ مِنْهُ مُطَّلِعٌ فَقَالَ آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ لَعَنَكَ اللَّهُ آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ لَعَنَكَ اللَّهُ آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ لَعَنَكَ اللَّهُ (6).
ص: 229
«35»-وَ حَدَّثَنِی السُّلَمِیُّ عَنِ الْعَتَكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَی الْبَرْبَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُبْغِضُ عَلِیّاً إِلَّا فَاسِقٌ أَوْ مُنَافِقٌ أَوْ صَاحِبُ بَدَائِعَ (1).
«36»-وَ أَخْبَرَنِی شَیْخُنَا الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی الْمِنْبَرِ وَ هُوَ یَقُولُ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیَّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ (2).
«37»-وَ أَخْبَرَنِی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِیرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام جَاءَ حَتَّی صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ قَضَاءٌ (3) قَضَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَا یُحِبُّنِی إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُنِی إِلَّا مُنَافِقٌ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری (4)
«38»-وَ أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الدِّهْقَانِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی بَعْضِ حُجُرَاتِهِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَأَذِنَ لِی فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بَیْتِی بَیْتُكَ فَمَا لَكَ تَسْتَأْذِنُ عَلَیَّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْبَبْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ قَالَ یَا عَلِیُّ أَحْبَبْتَ مَا أَحَبَّ اللَّهُ وَ أَخَذْتَ بِآدَابِ اللَّهِ یَا عَلِیُّ أَ مَا عَلِمْتَ (5) أَنَّهُ أَبَی خَالِقِی وَ رَازِقِی أَنْ یَكُونَ لِی سِرٌّ دُونَكَ یَا
ص: 230
عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی مِنْ بَعْدِی وَ أَنْتَ الْمَظْلُومُ الْمُضْطَهَدُ بَعْدِی یَا عَلِیُّ الثَّابِتُ عَلَیْكَ كَالْمُقِیمِ مَعِی وَ مُفَارِقُكَ مُفَارِقِی یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ إِیَّاكَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ (1).
بیان: التهویم أول النوم و هو دون النوم الشدید ذكره الجزری و قال أهدب الأشفار أی طویل شعر الأجفان و منه حدیث زیاد طویل العنق أهدب و قال الأهدل المسترخی الشفة السفلی غلیظها و منه حدیث زیاد أهدب أهدل و فی مناقب ابن شهرآشوب فإذا أنا بشخص طویل العنق أهدل أهدب (2).
و فی روایة ابن أبی الحدید فرأیت شیئا أقبل طویل العنق مثل عنق البعیر أهدر أهدل كما تناول منه كان الضمیر راجع إلی أمیر المؤمنین علیه السلام و صاحب الرحبة حال أو بدل من الضمیر و یحتمل أن یكون فاعل تناول فالمراد به الملعون.
و فی المناقب
فأسقط الشق منه ضربة عجبا***كما تناول ظلما صاحب الرحبة
و فی روایة ابن أبی الحدید
فأثبت الشق منه ضربة عظمت.
و المصرع الثانی كما فی المناقب و كذا فی مجالس الشیخ و سیأتی الجمیع فی المجلد التاسع و علی هذه الروایة صاحب الرحبة علی علیه السلام.
«39»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ ابْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی قَتْلِ النَّاصِبِ قَالَ حَلَالُ الدَّمِ أَتَّقِی (3) عَلَیْكَ فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَقْلِبَ عَلَیْهِ حَائِطاً أَوْ تُغْرِقَهُ فِی مَاءٍ لِكَیْ لَا یُشْهَدَ بِهِ عَلَیْكَ فَافْعَلْ قُلْتُ فَمَا تَرَی فِی مَالِهِ قَالَ تَوِّهْ (4) مَا قَدَرْتَ عَلَیْهِ (5).
ص: 231
بیان: قوله علیه السلام توه أی أهلكه و أتلفه علی بناء التفعیل و فی بعض النسخ أتوه علی بناء الإفعال و هو أظهر.
«40»-مع، معانی الأخبار مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّهِیكِیِّ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَثَّلَ مِثَالًا أَوِ اقْتَنَی كَلْباً فَقَدْ خَرَجَ عَنِ الْإِسْلَامِ فَقِیلَ لَهُ هَلَكَ إِذاً كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ ذَهَبْتَ إِنَّمَا عَنَیْتُ بِقَوْلِی مَنْ مَثَّلَ مِثَالًا مَنْ نَصَبَ دِیناً غَیْرَ دِینِ اللَّهِ وَ دَعَا النَّاسَ إِلَیْهِ وَ بِقَوْلِی مَنِ اقْتَنَی كَلْباً مُبْغِضاً لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ اقْتَنَاهُ فَأَطْعَمَهُ وَ سَقَاهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِسْلَامِ (1).
«41»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَرَی فِی رَجُلٍ سَبَّابَةٍ لِعَلِیٍّ (2) قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ حَلَالُ الدَّمِ لَوْ لَا یَعُمُّ (3) بِهِ بَرِیئاً قُلْتُ أَیُّ شَیْ ءٍ (4) یَعُمُّ بِهِ بَرِیئاً قَالَ یُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ (5).
ثو، ثواب الأعمال أبی عن سعد عن ابن عیسی عن علی بن الحكم مثله (6)
بیان: أی لو لا أن یعم القاتل بسبب هذا القتل بریئا أی یصل ضرره إلی غیر مستحق یقال عمهم بالعطیة أی شملهم و فی التهذیب لو لا أن یغمر بریئا و المعنی واحد.
«42»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ
ص: 232
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ النَّاصِبُ مَنْ نَصَبَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لِأَنَّكَ لَا تَجِدُ رَجُلًا یَقُولُ أَنَا أُبْغِضُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ لَكِنَّ النَّاصِبَ مَنْ نَصَبَ لَكُمْ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَتَوَلَّوْنَا وَ أَنَّكُمْ مِنْ شِیعَتِنَا (1).
ثو، ثواب الأعمال أبی عن أحمد بن إدریس عن الأشعری مثله (2).
«43»-مع، معانی الأخبار مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَیْسَ النَّاصِبُ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَتَوَلَّوْنَا وَ تَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَعْدَائِنَا وَ قَالَ علیه السلام مَنْ أَشْبَعَ عَدُوّاً لَنَا فَقَدْ قَتَلَ وَلِیّاً لَنَا (3).
«44»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ رَجَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَزِیدَ (4) عَنْ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ عَنْ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ نَاصَبَ عَلِیّاً حَارَبَ اللَّهَ وَ مَنْ شَكَّ فِی عَلِیٍّ فَهُوَ كَافِرٌ (5).
«45»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْهَیْثَمِ (6) عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَحَدٌ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَجْذَمَ (7).
سن، المحاسن ابن فضال مثله (8)
ص: 233
بیان: قوله علیه السلام أجذم أی مقطوع الید أو متهافت الأطراف من الجذام أو مقطوع الحجة و سیأتی مزید توضیح له.
«46»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ الْوَثَنِ وَ النَّاصِبُ لآِلِ مُحَمَّدٍ شَرٌّ مِنْهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَنْ شَرٌّ مِنْ عَابِدِ الْوَثَنِ فَقَالَ إِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ تُدْرِكُهُ الشَّفَاعَةُ یَوْماً مَّا (1) وَ إِنَّ النَّاصِبَ لَوْ شَفَعَ (فِیهِ) أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَمْ یُشَفَّعُوا (2).
«47»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ كُلَّ مَلَكٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كُلَّ نَبِیٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ وَ كُلَّ صِدِّیقٍ وَ كُلَّ شَهِیدٍ شَفَعُوا فِی نَاصِبٍ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَنْ یُخْرِجَهُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ مِنَ النَّارِ مَا أَخْرَجَهُ اللَّهُ أَبَداً وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ ماكِثِینَ فِیهِ أَبَداً (3)
بیان: هذه الآیة فی سورة الكهف و هی فی خلود أهل الجنة فیها حیث قال وَ یُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ یَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ماكِثِینَ فِیهِ أَبَداً (4) فیمكن أن یكون الاستدلال بمفهوم الآیة حیث تدل علی أن غیر المؤمنین الصالحین لا یمكثون فی الجنة أبدا فكیف من لم یكن مؤمنا.
و فیه أن الآیات الدالة بمنطوقها علی ذلك كثیرة فلم استدل علیه السلام بمفهوم هذه الآیة.
و یمكن أن یكون نقلا بالمعنی للآیات الدالة علی خلود المكذبین و الجاحدین فی النار و یحتمل أن یكون علیه السلام استدل بقوله سبحانه وَ نادَوْا یا مالِكُ لِیَقْضِ
ص: 234
عَلَیْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (1) فاشتبه علی الراوی لاشتراك لفظ المكث أو یكون نقلا بالمعنی لتلك الآیة و یؤیده أن علی بن إبراهیم روی أن هذه الآیة و قبلها و بعدها نزلت فی أعداء آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«48»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: یُحْشَرُ الْمُرْجِئَةُ عُمْیَاناً وَ إِمَامُهُمْ أَعْمَی فَیَقُولُ بَعْضُ مَنْ یَرَاهُمْ مِنْ غَیْرِ أُمَّتِنَا مَا نَرَی أُمَّةَ مُحَمَّدٍ إِلَّا عُمْیَاناً فَیُقَالُ لَهُمْ لَیْسُوا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُمْ بَدَّلُوا فَبُدِّلَ بِهِمْ وَ غَیَّرُوا فَغُیِّرَ مَا بِهِمْ (3).
«49»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْفَضْلِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللّٰه (4) (لِلَّهِ) عَزَّ وَ جَلَّ فِی كُلِّ وَقْتٍ صَلَاةً یُصَلِّیهَا هَذَا الْخَلْقُ یَلْعَنُهُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لِمَ قَالَ بِجُحُودِهِمْ حَقَّنَا وَ تَكْذِیبِهِمْ إِیَّانَا (5).
«50»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عَدُوَّ عَلِیٍّ علیه السلام لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَجْرَعَ جُرْعَةً مِنَ الْحَمِیمِ وَ قَالَ سَوَاءٌ عَلَی مَنْ خَالَفَ هَذَا الْأَمْرَ صَلَّی أَوْ زَنَی (6).
«51»-وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام إِنَّ النَّاصِبَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا یُبَالِی صَامَ أَمْ صَلَّی زَنَی أَمْ سَرَقَ (7) إِنَّهُ فِی النَّارِ إِنَّهُ فِی النَّارِ (8).
ص: 235
«52»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَصْبَحَ عَدُوُّنَا عَلَی شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ وَ كَانَ شَفَا حُفْرَتِهِ قَدِ انْهَارَتْ بِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَتَعْساً لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ (1) إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرِینَ وَ مَا مِنْ أَحَدٍ یَقْصُرُ عَنْ حُبِّنَا بِخَیْرٍ جَعَلَهُ اللَّهُ عِنْدَهُ (2).
سن، المحاسن محمد بن علی عن الحكم بن مسكین مثله (3)
بیان: مثواهم أی فی مثواهم أو بدل اشتمال لأهل النار.
«53»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ عَلِیٍّ الصَّائِغِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَشْفَعُ لِحَمِیمِهِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ نَاصِباً وَ لَوْ أَنَّ نَاصِباً شَفَعَ لَهُ كُلُّ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ مَا شُفِّعُوا (4).
سن، المحاسن أبی عن النضر مثله (5).
«54»-ثو، ثواب الأعمال بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ هَاشِمِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ (6) عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ نُوحاً علیه السلام حَمَلَ فِی السَّفِینَةِ الْكَلْبَ وَ الْخِنْزِیرَ وَ لَمْ یَحْمِلْ فِیهَا وَلَدَ الزِّنَا وَ النَّاصِبُ شَرٌّ مِنْ وَلَدِ الزِّنَا (7).
سن، المحاسن أبی عن حمزة مثله (8).
ص: 236
«55»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ لَنَا جَاراً یَنْتَهِكُ الْمَحَارِمَ كُلَّهَا حَتَّی إِنَّهُ لَیَدَعُ الصَّلَاةَ فَضْلًا فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ أَعْظَمَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ قُلْتُ بَلَی قَالَ النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ (1).
سن، المحاسن ابن فضال مثله (2)
بیان: فضلا كأنه من قبیل الاكتفاء أی فضلا عن غیرها من العبادات أو یعد الترك فضلا و یتركها للفضل و الأول أظهر كقولهم لا یملك درهما فضلا عن دینار.
و قیل انتصابه علی المصدر و التقدیر فقد ملك درهم فقدا یفضل عن فقد ملك دینار.
و قال العلامة فی شرح المفتاح اعلم أن فضلا یستعمل فی موضع یستبعد فیه الأدنی و یراد به استحالة ما فوقه و لهذا یقع بین كلامین متغایری المعنی و أكثر استعماله أن یجی ء بعد نفی.
و قوله و أعظم كلام الراوی أی عد علیه السلام ذلك عظیما.
«56»-سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ أَوْ غَیْرُهُ رَفَعَهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ كَانَ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ یَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ فَقَالَ رَجُلٌ (3) كَانَ یَعْرِفُ اثْنَیْ عَشَرَ رَجُلًا وَ أَنْتَ (4) تَعْرِفُ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ (5) فَهَلْ تَدْرِی مَا لَحْنُ الْقَوْلِ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ قَالَ بُغْضُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ (6).
ص: 237
بیان: لحن القول أسلوبه و إمالته إلی جهة تعریض أو توریة و منه قیل للمخطئ اللاحن لأنه یعدل الكلام عن الصواب أی تعرف كفرهم و نفاقهم بما یترشح من كلامهم من بغض علی علیه السلام.
«57»-وَ رُوِیَ فِی الْمَجْمَعِ، عَنِ الْخُدْرِیِّ قَالَ: لَحْنُ الْقَوْلِ بُغْضُهُمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ وَ كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ رُوِیَ مِثْلُهُ عَنْ جَابِرٍ وَ قَالَ أَنَسٌ مَا خَفِیَ مُنَافِقٌ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ هَذِهِ الْآیَةِ (1).
«58»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ رَأَیْتَ الرَّادَّ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ كَالرَّادِّ عَلَیْكُمْ فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ مَنْ رَدَّ عَلَیْكَ هَذَا الْأَمْرَ فَهُوَ كَالرَّادِّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«59»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ نَصَبَ لِعَلِیٍّ علیه السلام حَرْباً كَانَ كَمَنْ نَصَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ وَ مَنْ نَصَبَ لَكَ أَنْتَ لَا یَنْصِبُ لَكَ إِلَّا عَلَی هَذَا الدِّینِ كَمَا كَانَ نَصَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
«60»-سن، المحاسن ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ حَمِیدَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله التَّارِكُونَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام الْمُنْكِرُونَ لِفَضْلِهِ الْمُظَاهِرُونَ أَعْدَاءَهُ خَارِجُونَ عَنِ الْإِسْلَامِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ عَلَی ذَلِكَ (4).
«61»-قب، المناقب لابن شهرآشوب سُئِلَ الْبَاقِرُ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ (5) قَالَ یَقِفُونَ فَیُسْأَلُونَ ما لَكُمْ لا
ص: 238
تَناصَرُونَ فِی الْآخِرَةِ كَمَا تَعَاوَنْتُمْ فِی الدُّنْیَا عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ یَقُولُ اللَّهُ بَلْ هُمُ الْیَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَلاوَمُونَ (1) إِلَی قَوْلِهِ كَالْمُجْرِمِینَ (2).
«62»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عُمَرَ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ قَالَ فَقَالَ یَا عُمَرُ رَأَیْتَ أَحَداً یَسُبُّ اللَّهَ قَالَ فَقُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَكَیْفَ قَالَ مَنْ سَبَّ وَلِیَّ اللَّهِ فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ (3).
«1»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ غَیْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا یَرْوِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَنْ یَعْمَلَ ابْنُ آدَمَ عَمَلًا أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِنْ رَجُلٍ قَتَلَ نَبِیّاً أَوْ إِمَاماً أَوْ هَدَمَ الْكَعْبَةَ الَّتِی جَعَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قِبْلَةً لِعِبَادِهِ أَوْ أَفْرَغَ مَاءَهُ فِی امْرَأَةٍ حَرَاماً (4).
«2»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ فِرْعَوْنَ ذَرُونِی أَقْتُلْ مُوسی (5)
ص: 239
مَنْ كَانَ یَمْنَعُهُ (1) قَالَ مَنَعَتْهُ رِشْدَتُهُ وَ لَا یَقْتُلُ الْأَنْبِیَاءَ وَ أَوْلَادَ الْأَنْبِیَاءِ إِلَّا أَوْلَادُ الزِّنَا (2).
مل، كامل الزیارات محمد بن جعفر عن محمد بن الحسین عن ابن أسباط مثله (3)
- مل، كامل الزیارات أبی و جماعة مشایخی عن سعد عن ابن أبی الخطاب مثله (4).
«3»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا یَقْتُلُ النَّبِیِّینَ وَ لَا أَوْلَادَهُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الزِّنَا (5).
«4»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَاقِرَ نَاقَةِ صَالِحٍ كَانَ أَزْرَقَ ابْنَ بَغِیٍّ وَ إِنَّ قَاتِلَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ابْنُ بَغِیٍّ وَ كَانَتْ مُرَادٌ تَقُولُ مَا نَعْرِفُ لَهُ فِینَا أَباً وَ لَا نَسَباً وَ إِنَّ قَاتِلَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ابْنُ بَغِیٍّ وَ إِنَّهُ لَمْ یَقْتُلِ الْأَنْبِیَاءَ وَ لَا أَوْلَادَ الْأَنْبِیَاءِ إِلَّا أَوْلَادُ الْبَغَایَا (6).
«5»-مل، كامل الزیارات أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا یَقْتُلُ النَّبِیِّینَ وَ أَوْلَادَ النَّبِیِّینَ إِلَّا أَوْلَادُ (7) زِنًا (8).
«6»-مل، كامل الزیارات أَبِی عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَمْرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ شَدَّادٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ لَا یَقْتُلُ الْأَنْبِیَاءَ وَ وُلْدَ الْأَنْبِیَاءِ إِلَّا
ص: 240
وَلَدُ زِنًا (1).
«7»-مل، كامل الزیارات مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ خَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُثَنًّی عَنْ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ جَعَلَ قَتْلَ أَوْلَادِ النَّبِیِّینَ فِی الْأُمَمِ (2) الْمَاضِیَةِ عَلَی یَدَیْ أَوْلَادِ الزِّنَا (3).
«8»-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِی قَتَلَةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ قَتَلَةِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (4) أَنَّهُمْ كُفَّارٌ مُشْرِكُونَ مُخَلَّدُونَ فِی أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ النَّارِ وَ مَنِ اعْتَقَدَ فِیهِمْ غَیْرَ مَا ذَكَرْنَاهُ فَلَیْسَ عِنْدَنَا مِنْ دِینِ اللَّهِ عَلَی شَیْ ءٍ.
«1»-سن، المحاسن إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سَعِیدِ (5) بْنِ خَیْثَمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَهُ سَبْعُ رَقَوَاتٍ قِیلَ وَ مَا سَبْعُ رَقَوَاتٍ قَالَ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَ یُشَفَّعُ فِی سَبْعِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ (6).
ص: 241
«1»-مع، معانی الأخبار الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: صَعِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَقَالَ مَنْ تَرَكَ دَیْناً أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَیَّ وَ إِلَیَّ وَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ فَصَارَ بِذَلِكَ أَوْلَی بِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ صَارَ أَوْلَی بِهِمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَ كَذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَهُ جَرَی ذَلِكَ لَهُ مِثْلُ مَا جَرَی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
توضیح: قال فی النهایة من ترك ضیاعا فإلی الضیاع العیال و أصله مصدر ضاع یضیع ضیاعا فسمی العیال بالمصدر كما تقول من مات و ترك فقرا أی فقراء و إن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجیاع و جائع انتهی.
و أقول ربما یتوهم التنافی بین أمثال هذا الخبر و بین
ما ورد من الأخبار من طرق الخاصة و العامة من أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله ترك الصلاة علی من توفی و علیه دین و قال صلوا علی صاحبكم.
و فی طریقنا حتی ضمنه بعض أصحابه و قد یجاب بأن هذا كان قبل ذلك عند التضیق و عدم حصول الغنائم و ذلك كان بعد التوسع فی بیت المال و تیسر الفتوحات و الغنائم.
و یؤیده ما روی من طریق المخالفین أنه كان یؤتی بالمتوفی و علیه دین فیقول صلی اللّٰه علیه و آله هل ترك لدینه قضاء فإن قیل ترك صلی فلما فتح اللّٰه تعالی الفتوح قال صلی اللّٰه علیه و آله أنا أولی بالمؤمنین من أنفسهم من توفی و ترك دینا فعلی و من ترك مالا فلورثته.
ص: 242
و أقول: یحتمل أن یكون ترك الصلاة نادرا للتأدیب لئلا یستخف بالدین و إن كان یقضی آخرا دینه أو لا یقضی لهذه المصلحة أو یكون ترك الصلاة لمن استدان فی معصیة أو إسراف فإنه لا یجب أداء دینه حینئذ علی الإمام كما یدل علیه خبر ابن سیابة الآتی أو لمن كان یتهاون فی أدائه و لم یكن عازما علیه.
«2»-فس، تفسیر القمی النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ (1) قَالَ نَزَلَتْ وَ هُوَ أَبٌ لَهُمْ وَ (2) مَعْنَی أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ فَجَعَلَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ أَوْلَادَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَباً لَهُمْ لِمَنْ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَصُونَ نَفْسَهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ مَالٌ وَ لَیْسَ لَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَلَایَةٌ فَجَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی نَبِیَّهُ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (3) وَ هُوَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِغَدِیرِ خُمٍّ أَیُّهَا النَّاسُ أَ لَسْتُ أَوْلَی بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالُوا بَلَی ثُمَّ أَوْجَبَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا أَوْجَبَهُ لِنَفْسِهِ عَلَیْهِمْ مِنَ الْوَلَایَةِ فَقَالَ أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَ الْمُؤْمِنِینَ (4) أَلْزَمَهُ مَئُونَتَهُمْ وَ تَرْبِیَةَ أَیْتَامِهِمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ وَ مَنْ تَرَكَ دَیْناً أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَیَّ وَ إِلَیَّ فَأَلْزَمَ اللَّهُ نَبِیَّهُ لِلْمُؤْمِنِینَ مَا یُلْزِمُ الْوَالِدَ لِلْوَلَدِ وَ أَلْزَمَ الْمُؤْمِنِینَ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ مَا یُلْزِمُ الْوَلَدَ لِلْوَالِدِ فَكَذَلِكَ أَلْزَمَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا أَلْزَمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ ذَلِكَ وَ بَعْدَهُ الْأَئِمَّةَ وَاحِداً وَاحِداً (5) وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هُمَا الْوَالِدَانِ قَوْلُهُ
ص: 243
وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَیْئاً وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً (1) فَالْوَالِدَانِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ كَانَ إِسْلَامُ عَامَّةِ الْیَهُودِ بِهَذَا السَّبَبِ لِأَنَّهُمْ آمَنُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ عِیَالاتِهِمْ (2).
«3»-جا، المجالس للمفید عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُطْبَةِ مِنًی أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَ لِوَرَثَتِهِ وَ مَنْ تَرَكَ كَلًّا أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَیَّ وَ إِلَیَّ.
بیان: الكل العیال و الثقال و من لا ولد له و لا والد.
أقول: تمامه بإسناده فی باب البدع من كتاب العلم.
«4»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام مَا حَقُّ الْإِمَامِ عَلَی النَّاسِ قَالَ حَقُّهُ عَلَیْهِمْ أَنْ یَسْمَعُوا لَهُ وَ یُطِیعُوا قُلْتُ فَمَا حَقُّهُمْ عَلَیْهِ قَالَ یُقَسِّمُ بَیْنَهُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ یَعْدِلُ فِی الرَّعِیَّةِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فِی النَّاسِ فَلَا یُبَالِی مَنْ أَخَذَ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا (3).
مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ هَكَذَا وَ هَكَذَا وَ هَكَذَا یَعْنِی مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ (4).
بیان: أن یسمعوا له كأن المراد بالسماع القبول و الطاعة فالفقرة الثانیة مفسرة لها أو المراد به الإنصات إلیه و عدم الالتفات إلی غیره عند سماع كلامه أو المراد بالأولی الإقرار و بالثانیة العمل فإذا كان ذلك فی الناس أی إن الإمام إذا عدل فی الرعیة و أجری حكم اللّٰه فیهم و قسم بالسویة فلا یبالی بسخط الناس و خروجهم من
ص: 244
الدین و ذهاب كل منهم إلی ناحیة بسبب ذلك كما تفرق الناس
عن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه بسبب ذلك حیث سوی بین الرؤساء و الضعفاء فی العطاء.
و هذه كانت سنة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و قد غیرها خلفاء الجور بعده تألیفا لقلوب الرؤساء و الأشراف فلما أراد أمیر المؤمنین علیه السلام تجدید سنة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله صار الأمر إلی ما صار.
و أما
ما نقل عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی غنائم حنین و الهوازن من تفضیل جماعة من أهل مكة و أشراف العرب.
فكأنه كان مأمورا بذلك فی خصوص تلك الواقعة لمصلحة عظیمة فی الدین أو كان ذلك من نصیبه صلی اللّٰه علیه و آله و سهم أهل بیته علیهم السلام من الخمس.
«5»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا تَخْتَانُوا وُلَاتَكُمْ وَ لَا تَغُشُّوا هُدَاتَكُمْ وَ لَا تُجَهِّلُوا أَئِمَّتَكُمْ وَ لَا تَصَدَّعُوا عَنْ حَبْلِكُمْ فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ وَ عَلَی هَذَا فَلْیَكُنْ تَأْسِیسُ أُمُورِكُمْ وَ الْزَمُوا هَذِهِ الطَّرِیقَةَ فَإِنَّكُمْ لَوْ عَایَنْتُمْ مَا عَایَنَ مَنْ قَدْ مَاتَ مِنْكُمْ مِمَّنْ خَالَفَ مَا قَدْ تُدْعَوْنَ إِلَیْهِ لَبَدَرْتُمْ وَ خَرَجْتُمْ وَ لَسَمِعْتُمْ وَ لَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَایَنُوا وَ قَرِیباً مَّا یُطْرَحُ الْحِجَابُ (1).
بیان: الاختیان الخیانة و أما النسبة إلی الخیانة كما توهم فلم یرد فی اللغة و المراد بالولاة الأئمة علیهم السلام أو الأعم منهم و من المنصوبین من قبلهم خصوصا بل عموما أیضا و كذا الهداة هم الأئمة علیهم السلام أو الأعم منهم و من العلماء الهادین إلی الحق.
لا تجهلوا علی بناء التفعیل أی لا تنسبوهم إلی الجهل أو علی بناء المجرد أی اعرفوهم بصفاتهم و علاماتهم و دلائلهم و میزوا بین ولاة الحق و ولاة الجور و لا تجهروا حقوقهم و رعایتهم و طاعتهم.
و التصدع التفرق و الحبل كنایة عما یتوصل به إلی النجاة و المراد هنا
ص: 245
الكتاب و أهل البیت علیهم السلام كما مر أنهم حبل اللّٰه المتین
و قال علیه السلام كتاب اللّٰه حبل ممدود من السماء إلی الأرض.
و الفشل الضعف و الجبن و الفعل كعلم و الریح الغلبة و القوة و الرحمة و النصرة و الدولة و هو إشارة إلی قوله تعالی وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُكُمْ (1) قوله علیه السلام و علی هذا أی لیكن أساس دینكم و أعمالكم علی التمسك بحبلهم علیهم السلام.
قوله علیه السلام ما قد تدعون إلیه أی من الجهاد مع معاویة و أضرابه أو الاقتداء بأئمة الحق و متابعتهم لبدرتم أی إلی طاعة أئمتكم و خرجتم إلی الجهاد و لسمعتم قولهم و أطعتم أمرهم.
«6»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ نُعِیَتْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله نَفْسُهُ وَ هُوَ صَحِیحٌ لَیْسَ بِهِ وَجَعٌ قَالَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ قَالَ فَنَادَی علیه السلام الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ أَمَرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارَ بِالسِّلَاحِ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَنَعَی إِلَیْهِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ قَالَ أُذَكِّرُ اللَّهَ الْوَالِیَ مِنْ بَعْدِی عَلَی أُمَّتِی أَلَّا یَرْحَمُ عَلَی جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِینَ فَأَجَلَّ كَبِیرَهُمْ وَ رَحِمَ ضَعِیفَهُمْ وَ وَقَّرَ عَالِمَهُمْ وَ لَمْ یُضِرَّ بِهِمْ فَیُذِلَّهُمْ وَ لَمْ یُفْقِرْهُمْ فَیُكْفِرَهُمْ وَ لَمْ یُغْلِقْ بَابَهُ دُونَهُمْ فَیَأْكُلَ قَوِیُّهُمْ ضَعِیفَهُمْ وَ لَمْ یَخْبِزْهُمْ (2) فِی بُعُوثِهِمْ فَیَقْطَعَ نَسْلَ أُمَّتِی ثُمَّ قَالَ قَدْ بَلَّغْتُ وَ نَصَحْتُ فَاشْهَدُوا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا آخِرُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی مِنْبَرِهِ (3).
ص: 246
بیان: یقال نعاه لی و إلی أخبرنی بموته و نفسه نائب الفاعل و ضمیر به أخیرا لمصدر نعیت و الصلاة منصوب بالإغراء و جامعة حال أو الصلاة مبتدأ و جامعة خبره أی تجمع الناس لأدائها و هذا وضع لنداء الصلاة ثم استعمل لكل أمر یراد الاجتماع له و لعل الأمر بالسلاح لإرادة بیان ما ثقل علی الناس و یخاف منه الفتنة و إن لم یذكر فی الروایة.
قوله ألا یرحم ألا بالفتح إما كلمة تحضیض أو مركب من أن الناصبة و لا النافیة و یقدر معه كلمة فی أی أذكره فی أن لا یرحم أی فی عدم الرحم أو بالكسر كلمة استثناء أی أذكرهم فی جمیع الأحوال إلا حال الرحم كقولهم أسألك إلا فعلت كذا و یحتمل أن تكون إن شرطیة و الفعل مجزوما.
و رحم ضعیفهم یشتمل الصغیر و الفقیر و النساء و لم یضر بهم من الإضرار و ربما یقرأ من الضرب و هو بعید و لم یفقرهم أی لم یدعهم فقراء بعدم دفع أموال اللّٰه إلیهم أو بأخذ أموالهم.
فیكفرهم أی یصیر سببا لكفرهم إذ كثیرا ما یصیر الفقر سببا للكفر لقلة الصبر علیه و هو أحد معانی
قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله كاد الفقر أن یكون كفرا.
قوله صلی اللّٰه علیه و آله و لم یخبزهم فی بعض النسخ بالخاء المعجمة ثم الباء الموحدة ثم الزاء المعجمة و الخبز السوق الشدید و فی بعضها بالجیم و النون من قولهم جنزه یجنزه إذا ستره و جمعه.
و فی قرب الإسناد بالجیم ثم المیم ثم الراء المهملة هكذا و لم یجمرهم فی ثغورهم (1) و هو أظهر نظرا إلی التعلیل قال فی النهایة فی حدیث عمر لا تجمروا الجیوش فتفتنوهم تجمیر الجیش جمعهم فی الثغور و حبسهم عن العود إلی أهلهم و البعوث الجیوش و هذا آخر كلام أی من جملة آخر خطبة له صلی اللّٰه علیه و آله.
«7»- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ غَیْرُهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ
ص: 247
حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ قَالَ: جَاءَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَسَلٌ وَ تِینٌ مِنْ هَمْدَانَ وَ حُلْوَانَ فَأَمَرَ الْعُرَفَاءَ أَنْ یَأْتُوا بِالْیَتَامَی فَأَمْكَنَهُمْ مِنْ رُءُوسِ الْأَزْقَاقِ یَلْعَقُونَهَا (1) وَ هُوَ یَقْسِمُهَا لِلنَّاسِ قَدَحاً قَدَحاً فَقِیلَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا لَهُمْ یَلْعَقُونَهَا فَقَالَ إِنَّ الْإِمَامَ أَبُو الْیَتَامَی وَ إِنَّمَا أَلْعَقْتُهُمْ هَذَا بِرِعَایَةِ الْآبَاءِ (2).
بیان: لعله ذكر التین استطرادا فإن اللعق كان لأزقاق العسل و یمكن أن یكون التین أیضا فی الأزقاق فاعتصر منها دبس ألعقهم إیاه أیضا و همدان بفتح الهاء و سكون المیم و الدال المهملة اسم قبیلة بالیمن و بفتح الهاء و المیم و الذال المعجمة اسم البلد المعروف و لا یخفی أن المناسب هنا البلد لكنه شاع تسمیة البلد أیضا بالمهملة و حلوان من بلاد كردستان قریبة من بغداد. (3) و فی القاموس العریف كأمیر من یعرف أصحابه و الجمع عرفاء و رئیس القوم سمی به لأنه عرف بذلك أو النقیب و هو دون الرئیس.
برعایة الآباءأی برعایة یشبه رعایة الآباء أو لرعایة آبائهم (4) فإن احترام الأولاد یوجب احترامهم (5).
«8»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ وَ عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَنَا أَوْلَی بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ وَ عَلِیٌّ أَوْلَی بِهِ مِنْ بَعْدِی فَقِیلَ لَهُ مَا مَعْنَی ذَلِكَ فَقَالَ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ تَرَكَ دَیْناً أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَیَّ وَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ فَالرَّجُلُ لَیْسَتْ لَهُ وَلَایَةٌ عَلَی
ص: 248
نَفْسِهِ (1) إِذَا لَمْ یَكُنْ لَهُ مَالٌ وَ لَیْسَ لَهُ عَلَی عِیَالِهِ أَمْرٌ وَ لَا نَهْیٌ إِذَا لَمْ یُجْرِ عَلَیْهِمُ النَّفَقَةَ وَ النَّبِیُّ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ بَعْدَهُمَا أَلْزَمَهُمْ هَذَا فَمِنْ هُنَاكَ صَارُوا أَوْلَی بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مَا كَانَ سَبَبُ إِسْلَامِ عَامَّةِ الْیَهُودِ إِلَّا مِنْ بَعْدِ هَذَا الْقَوْلِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّهُمْ آمَنُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ عِیَالاتِهِمْ (2).
بیان: فقال قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله أی معناه قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو سببه أو هو تفسیر للشی ء بمثال له لو عرف لعرف معنی ذلك الشی ء و لعل المراد بعدم الولایة علی النفس أنه ملوم مخذول عند نفسه أو لا یمكنه حمل نفسه علی النوافل و الآداب و الإنفاق و أداء الدیون و غیرها مما لا یتیسر بغیر المال و قیل أی لیست له ولایة فی أداء دیونه إذ عجز عنه و عدم الولایة علی العیال بالأمر و النهی لأنه لا یمكنه أن یأمرهم بالجلوس فی بیوتهم لأنه لا بد لهم من تحصیل النفقة أو أن یأمرهم بالتقتیر فی النفقة و ینهاهم عن بذل المال لأنه لیس مال عندهم.
قوله ألزمهم لعل ضمیر الجمع راجع إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام و ضمیر الفاعل المستتر إلیه و یحتمل أن یكون أفعل التفضیل فیكون ضمیر الجمع راجعا إلی الناس.
«9»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّمَا مُؤْمِنٍ أَوْ مُسْلِمٍ مَاتَ وَ تَرَكَ دَیْناً لَمْ یَكُنْ فِی فَسَادٍ وَ لَا إِسْرَافٍ فَعَلَی الْإِمَامِ أَنْ یَقْضِیَهُ فَإِنْ لَمْ یَقْضِهِ فَعَلَیْهِ إِثْمُ ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِینِ الْآیَةَ فَهُوَ مِنَ الْغَارِمِینَ وَ لَهُ سَهْمٌ عِنْدَ الْإِمَامِ فَإِنْ حَبَسَهُ (3) فَإِثْمُهُ عَلَیْهِ (4).
ص: 249
بیان: أیما مركب من أی و ما الزائدة لتأكید العموم و هو مبتدأ مضاف إلی مؤمن و التردید إما من الراوی أو من الإمام علیه السلام بناء علی أن المراد بالمؤمن الكامل الإیمان و بالمسلم كل من صحت عقائده أو المؤمن من صحت عقائده و المسلم من أظهر العقائد الحقة و إن كان منافقا فإن المنافقین كانوا مشاركین للمؤمنین فی الأحكام الظاهرة. و الفساد الصرف فی المعصیة و الإسراف البذل زائدا علی ما ینبغی و إن كان فی مصرف حق و إن لم یقضه أی علی الفرض المحال أو هو مبنی علی أن المراد بالإمام أعم من إمام الحق و الجور.
«10»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَصْلُحُ الْإِمَامَةُ إِلَّا لِرَجُلٍ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ حِلْمٌ یَمْلِكُ بِهِ غَضَبَهُ وَ حُسْنُ الْوَلَایَةِ عَلَی مَنْ یَلِی حَتَّی یَكُونَ لَهُمْ كَالْوَالِدِ الرَّحِیمِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی حَتَّی یَكُونَ لِلرَّعِیَّةِ كَالْأَبِ الرَّحِیمِ (1).
«11»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ طَبَرِسْتَانَ یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ قَالَ قَالَ مُعَاوِیَةُ وَ لَقِیتُ الطَّبَرِیَّ مُحَمَّداً بَعْدَ ذَلِكَ فَأَخْبَرَنِی قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی علیهما السلام یَقُولُ الْمُغْرَمُ إِذَا تَدَیَّنَ أَوْ اسْتَدَانَ فِی حَقٍّ الْوَهْمُ مِنْ مُعَاوِیَةَ أُجِّلَ سَنَةً فَإِنِ اتَّسَعَ وَ إِلَّا قَضَی عَنْهُ الْإِمَامُ مِنْ بَیْتِ الْمَالِ (2).
بیان: قال كلام علی بن محمد و الضمیر لسهل بعد ذلك أی بعد روایة محمد بن أسلم لمعاویة الحدیث و المغرم بضم المیم و فتح الراء المدیون و الوهم أی الشك بین تدین و استدان و هو كلام سهل أو علی و فی القاموس أدان و ادان و استدان و تدین أخذ دینا انتهی و إلا مركب من الشرطیة و حرف النفی و یحتمل الاستثناء.
ص: 250
«12»-نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِی عَلَیْكُمْ حَقّاً وَ لَكُمْ عَلَیَّ حَقٌّ فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَیَّ فَالنَّصِیحَةُ لَكُمْ وَ تَوْفِیرُ فَیْئِكُمْ عَلَیْكُمْ وَ تَعْلِیمُكُمْ كَیْ لَا تَجْهَلُوا وَ تَأْدِیبُكُمْ كَیْ مَا تَعْلَمُوا (1) وَ أَمَّا حَقِّی عَلَیْكُمْ فَالْوَفَاءُ بِالْبَیْعَةِ وَ النَّصِیحَةُ فِی الْمَشْهَدِ وَ الْمَغِیبِ وَ الْإِجَابَةُ حِینَ أَدْعُوكُمْ وَ الطَّاعَةُ حِینَ آمُرُكُمْ (2).
«13»-وَ قَالَ علیه السلام لَكُمْ عَلَیْنَا الْعَمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ سِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْقِیَامُ بِحَقِّهِ وَ النَّعْشُ (3) لِسُنَّتِهِ (4).
«14»-وَ مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ علیه السلام خَطَبَهَا بِصِفِّینَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِی عَلَیْكُمْ حَقّاً بِوِلَایَةِ أَمْرِكُمْ وَ لَكُمْ عَلَیَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِی لِی عَلَیْكُمْ فَالْحَقُّ (5) أَوْسَعُ الْأَشْیَاءِ فِی التَّوَاصُفِ (6) وَ أَضْیَقُهَا فِی التَّنَاصُفِ (7) لَا یَجْرِی لِأَحَدٍ إِلَّا جَرَی عَلَیْهِ وَ لَا یَجْرِی عَلَیْهِ إِلَّا جَرَی لَهُ وَ لَوْ كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ یَجْرِیَ لَهُ وَ لَا یَجْرِیَ عَلَیْهِ لَكَانَ ذَلِكَ خَالِصاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ دُونَ خَلْقِهِ لِقُدْرَتِهِ عَلَی عِبَادِهِ وَ لِعَدْلِهِ فِی كُلِّ مَا جَرَتْ عَلَیْهِ صُرُوفُ قَضَائِهِ وَ لَكِنَّهُ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَی الْعِبَادِ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ جَعَلَ جَزَاءَهُمْ عَلَیْهِ مُضَاعَفَةَ الثَّوَابِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَ تَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِیدِ أَهْلُهُ ثُمَّ جَعَلَ سُبْحَانَهُ مِنْ حُقُوقِهِ حُقُوقاً افْتَرَضَهَا لِبَعْضِ النَّاسِ عَلَی بَعْضٍ فَجَعَلَهَا تَتَكَافَأُ فِی وُجُوهِهَا (8) وَ یُوجِبُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ لَا یُسْتَوْجَبُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ وَ أَعْظَمُ مَا افْتَرَضَ سُبْحَانَهُ
ص: 251
مِنْ تِلْكَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالِی عَلَی الرَّعِیَّةِ وَ حَقُّ الرَّعِیَّةِ عَلَی الْوَالِی فَرِیضَةٌ فَرَضَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِكُلٍّ عَلَی كُلٍّ فَجَعَلَهَا نِظَاماً لِأُلْفَتِهِمْ وَ عِزّاً لِدِینِهِمْ فَلَیْسَتْ تَصْلُحُ الرَّعِیَّةُ إِلَّا بِصَلَاحِ الْوُلَاةِ وَ لَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ إِلَّا بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِیَّةِ فَإِذَا أَدَّتِ الرَّعِیَّةُ إِلَی الْوَالِی حَقَّهُ وَ أَدَّی الْوَالِی إِلَیْهَا حَقَّهَا عَزَّ الْحَقُّ بَیْنَهُمْ وَ قَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّینِ وَ اعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ وَ جَرَتْ عَلَی أَذْلَالِهَا (1) السُّنَنُ فَصَلُحَ بِذَلِكَ الزَّمَانُ وَ طُمِعَ فِی بَقَاءِ الدَّوْلَةِ وَ یَئِسَتْ مَطَامِعُ الْأَعْدَاءِ وَ إِذَا غَلَبَتِ الرَّعِیَّةُ وَالِیَهَا أَوْ أَجْحَفَ الْوَالِی بِرَعِیَّتِهِ اخْتَلَفَتْ هُنَالِكَ الْكَلِمَةُ وَ ظَهَرَتْ مَعَالِمُ الْجَوْرِ وَ كَثُرَ الْإِدْغَالُ فِی الدِّینِ وَ تُرِكَتْ مَحَاجُّ السُّنَنِ (2) فَعُمِلَ بِالْهَوَی وَ عُطِّلَتِ الْأَحْكَامُ وَ كَثُرَتْ عِلَلُ النُّفُوسِ فَلَا یُسْتَوْحَشُ لِعَظِیمِ حَقٍّ عُطِّلَ وَ لَا لِعَظِیمِ بَاطِلٍ فُعِلَ فَهُنَالِكَ تَذِلُّ الْأَبْرَارُ وَ تَعِزُّ الْأَشْرَارُ وَ تَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ عِنْدَ الْعِبَادِ فَعَلَیْكُمْ بِالتَّنَاصُحِ فِی ذَلِكَ وَ حُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَیْهِ فَلَیْسَ أَحَدٌ وَ إِنِ اشْتَدَّ عَلَی رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَ طَالَ فِی الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ بِبَالِغٍ حَقِیقَةَ مَا اللَّهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ وَ لَكِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَی الْعِبَادِ النَّصِیحَةُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ وَ التَّعَاوُنُ عَلَی إِقَامَةِ الْحَقِّ بَیْنَهُمْ وَ لَیْسَ امْرُؤٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ فِی الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ وَ تَقَدَّمَتْ فِی الدِّینِ فَضِیلَتُهُ بِفَوْقِ أَنْ یُعَانَ عَلَی مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ وَ لَا امْرُؤٌ وَ إِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ وَ اقْتَحَمَتْهُ الْعُیُونُ بِدُونِ أَنْ یُعِینَ عَلَی ذَلِكَ أَوْ یُعَانَ عَلَیْهِ فَأَجَابَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِكَلَامٍ طَوِیلٍ یُكْثِرُ فِیهِ الثَّنَاءَ عَلَیْهِ وَ یَذْكُرُ سَمْعَهُ وَ طَاعَتَهُ لَهُ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ عَظُمَ جَلَالُ اللَّهِ فِی نَفْسِهِ وَ جَلَّ مَوْضِعُهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنْ یَصْغُرَ عِنْدَهُ لِعِظَمِ ذَلِكَ كُلُّ مَا سِوَاهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَنْ عَظُمَتْ (3) نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ
ص: 252
وَ لَطُفَ إِحْسَانُهُ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ لَمْ تَعْظُمْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا ازْدَادَ حَقُّ اللَّهِ عَلَیْهِ عِظَماً وَ إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالاتِ الْوُلَاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ أَنْ یُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِ وَ یُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَی الْكِبْرِ وَ قَدْ كَرِهْتُ أَنْ یَكُونَ جَالَ فِی ظَنِّكُمْ أَنِّی أُحِبُّ الْإِطْرَاءَ وَ اسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ وَ لَسْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ كَذَلِكَ وَ لَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ یُقَالَ ذَلِكَ لَتَرَكْتُهُ انْحِطَاطاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ رُبَّمَا اسْتَحْلَی النَّاسُ الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلَاءِ فَلَا تُثْنُوا عَلَیَّ بِجَمِیلِ ثَنَاءٍ لِإِخْرَاجِی نَفْسِی إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْكُمْ مِنَ التَّقِیَّةِ فِی حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وَ فَرَائِضَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا فَلَا تُكَلِّمُونِی بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ وَ لَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّی بِمَا یُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ (1) وَ لَا تُخَالِطُونِی (2) بِالْمُصَانَعَةِ (3) وَ لَا تَظُنُّوا بِی اسْتِثْقَالًا فِی حَقٍّ (4) قِیلَ لِی وَ لَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِی فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ یُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ یُعْرَضَ عَلَیْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَیْهِ فَلَا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّی لَسْتُ فِی نَفْسِی بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ وَ لَا آمَنُ ذَاكَ مِنْ فِعْلِی إِلَّا أَنْ یَكْفِیَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِی مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّی فَإِنَّمَا أَنَا وَ أَنْتُمْ عَبِیدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لَا رَبَّ غَیْرُهُ یَمْلِكُ مِنَّا مَا لَا نَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَ أَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِیهِ إِلَی مَا صَلَحْنَا عَلَیْهِ فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدَی وَ أَعْطَانَا الْبَصِیرَةَ بَعْدَ الْعَمَی (5).
أقول: سیأتی بسند آخر أبسط من ذلك مشروحا فی كتاب الفتن.
«15»-كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌ
ص: 253
علیه السلام وَ قَالَ فِی خُطْبَتِهِ إِنَّ أَحَقَّ مَا یَتَعَاهَدُ الرَّاعِی مِنْ رَعِیَّتِهِ أَنْ یَتَعَاهَدَهُمْ بِالَّذِی لِلَّهِ عَلَیْهِمْ فِی وَظَائِفِ دِینِهِمْ وَ إِنَّمَا عَلَیْنَا أَنْ نَأْمُرَكُمْ بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ وَ أَنْ نَنْهَاكُمْ عَمَّا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَنْ نُقِیمَ أَمْرَ اللَّهِ فِی قَرِیبِ النَّاسِ وَ بَعِیدِهِمْ لَا نُبَالِی فِیمَنْ جَاءَ الْحَقُّ عَلَیْهِ (1) إِلَی آخِرِ الْخُطْبَةِ.
«1»-ل، الخصال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا وَ اللَّهِ أُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ یَا حَارِثُ أَمَّا إِذَا أَحْبَبْتَنِی فَلَا تُخَاصِمْنِی وَ لَا تُلَاعِبْنِی لَا تُجَارِینِی (2) وَ لَا تُمَازِحْنِی وَ لَا تُوَاضِعْنِی وَ لَا تُرَافِعْنِی (3).
بیان: قال الجزری فیه من طلب العلم لیجاری به العلماء أی یجری معهم فی المناظرة و الجدال لیظهر علمه للناس ریاء و سمعة و فی أكثر النسخ بالیاء فلا نافیة و فی بعضها بدونها و هو أظهر و فی بعضها بالباء الموحدة من التجربة.
قوله علیه السلام و لا تواضعنی و لا ترافعنی الظاهر أن المراد به لا تضعنی دون مرتبتی و لا ترفعنی عنها و المفاعلة للمبالغة و قال الفیروزآبادی المواضعة المراهنة و متاركة البیع و الموافقة فی الأمر و هلم أواضعك الرأی أطلعك علی رأیی و تطلعنی علی رأیك و قال رافعة إلی الحكام شكاة و رافعنی و خافضنی داورنی كل مداورة انتهی فیحتملان
ص: 254
بعض تلك المعانی بتكلف و الأظهر ما ذكرنا.
«2»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْخُوزِیُّ (1) عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام (2) قَالَ: دَعَا عَلِیّاً علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ عَلَی أَنْ تَضْمَنَ لِی ثَلَاثَ خِصَالٍ (3) قَالَ وَ مَا هِیَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَا تُدْخِلْ عَلَیْنَا شَیْئاً مِنْ خَارِجٍ وَ لَا تَدَّخِرْ عَنَّا شَیْئاً فِی الْبَیْتِ وَ لَا تُجْحِفْ بِالْعِیَالِ قَالَ ذَلِكَ لَكَ فَأَجَابَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (4).
«3»-ب، قرب الإسناد ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَةِ نُرِیدُ مَنْزِلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَلَحِقَنَا أَبُو بَصِیرٍ خَارِجاً مِنْ زُقَاقٍ مِنْ أَزِقَّةِ الْمَدِینَةِ وَ هُوَ جُنُبٌ وَ نَحْنُ لَا عِلْمَ لَنَا حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا بَصِیرٍ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِلْجُنُبِ أَنْ یَدْخُلَ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ فَرَجَعَ أَبُو بَصِیرٍ وَ دَخَلْنَا (5).
«4»-عم، إعلام الوری شا، الإرشاد رَوَی أَبُو بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ وَ كَانَتْ مَعِی جُوَیْرِیَةٌ لِی فَأَصَبْتُ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَی الْحَمَّامِ فَلَقِیتُ أَصْحَابَنَا الشِّیعَةَ وَ هُمْ مُتَوَجِّهُونَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَخِفْتُ أَنْ یَسْبِقُونِی وَ یَفُوتَنِی الدُّخُولُ إِلَیْهِ (6) فَمَشَیْتُ مَعَهُمْ حَتَّی دَخَلْنَا الدَّارَ مَعَهُمْ فَلَمَّا مَثُلْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ لَا یَدْخُلُهَا الْجُنُبُ فَاسْتَحْیَیْتُ وَ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَقِیتُ أَصْحَابَنَا فَخَشِیتُ (7) أَنْ یَفُوتَنِی الدُّخُولُ مَعَهُمْ وَ لَنْ أَعُودَ إِلَی مِثْلِهَا (8).
ص: 255
«5»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام فَعَطَسَ فَقُلْتُ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ ثُمَّ عَطَسَ فَقُلْتُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ ثُمَّ عَطَسَ فَقُلْتُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِذَا عَطَسَ مِثْلُكَ نَقُولُ لَهُ كَمَا یَقُولُ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَوْ كَمَا نَقُولُ (1) قَالَ نَعَمْ أَ لَیْسَ تَقُولُ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ وَ قَدْ صَلَّی (2) عَلَیْهِ وَ رَحِمَهُ وَ إِنَّمَا صَلَوَاتُنَا عَلَیْهِ رَحْمَةٌ لَنَا وَ قُرْبَةٌ (3).
بیان: الخبر یحتمل تجویز كل من القولین أو هما معا فلا تغفل.
«6»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: عَطَسَ یَوْماً وَ أَنَا عِنْدَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا یُقَالُ لِلْإِمَامِ إِذَا عَطَسَ قَالَ یَقُولُونَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ.
بیان: أیوب ثقة من أصحاب الرضا و الجواد و الهادی و العسكری علیهم السلام و روی أنه كان وكیلا للهادی و العسكری علیهما السلام فالضمیر فی عطس یحتمل رجوعه إلی كل من الأئمة الأربعة علیهم السلام لكن رجوعه إلی الهادی علیه السلام أظهر لكون أكثر روایاته و مسائله عنه علیه السلام.
ص: 256
«1»-یف، الطرائف رَوَی مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ فِی أَوَاسِطِ الْجُزْءِ الرَّابِعِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا السَّلَامُ عَلَیْكَ فَقَدْ عَرَفْنَا عَرِّفْنَا الصَّلَاةَ عَلَیْكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله قُولُوا صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ.
«2»-وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ فِی الْجُزْءِ السَّادِسِ فِی أَوَّلِ كُرَّاسٍ مِنْ أَوَّلِهِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا التَّسْلِیمُ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ فَقَالَ فِی رِوَایَتِهِ عَنِ ابْنِ صَالِحٍ عَنِ اللَّیْثِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ رَوَی الْبُخَارِیُّ نَحْوَ ذَلِكَ أَیْضاً فِی هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الْجُزْءِ الْمَذْكُورِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَوَاهُ أَیْضاً الْبُخَارِیُّ فِی الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ صَحِیحِهِ فِی اْلكُرَّاسِ الرَّابِعِ مِنْهُ وَ كَانَ الْجُزْءُ تِسْعَ كَرَارِیسَ مِنَ النُّسْخَةِ الْمَنْقُولِ مِنْهَا.
«3»-وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْحُمَیْدِیُّ فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصَّحِیحَیْنِ فِی مُسْنَدِ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ فِی الْحَدِیثِ الْخَامِسِ مِنْ إِفْرَادِ الْبُخَارِیِّ قَالَ: قُلْتُ (1) یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا السَّلَامُ عَلَیْكَ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ.
«4»-وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْحُمَیْدِیُّ أَیْضاً فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصَّحِیحَیْنِ فِی مُسْنَدِ أَبِی مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِیِّ فِی الْحَدِیثِ الثَّانِی مِنْ إِفْرَادِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ یُسَیْرٌ أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّیَ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ
ص: 257
فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی تَمَنَّیْنَا أَنَّهُ لَمْ یَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
«5»-وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الثَّعْلَبِیُّ بِإِسْنَادِهِ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً (1) قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا السَّلَامَ عَلَیْكَ فَكَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ (2) وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ (3).
«6»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنِ الْبُخَارِیِّ وَ مُسْلِمٍ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (4) كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ (5).
«7»-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنِ النَّبِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: مَا مِنْ دُعَاءٍ إِلَّا وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ السَّمَاءِ حِجَابٌ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ انْخَرَقَ ذَلِكَ الْحِجَابُ وَ دَخَلَ الدُّعَاءُ وَ إِذَا لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ رَجَعَ الدُّعَاءُ (6).
«8»-وَ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَرْشَ خَلَقَ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ قَالَ لَهُمْ طُوفُوا بَعَرْشِ النُّورِ وَ سَبِّحُونِی وَ احْمِلُوا عَرْشِی فَطَافُوا وَ سَبَّحُوا وَ أَرَادُوا أَنْ یَحْمِلُوا الْعَرْشَ فَمَا قَدَرُوا فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ طُوفُوا بَعَرْشِ النُّورِ فَصَلُّوا عَلَی نُورِ جَلَالِی مُحَمَّدٍ حَبِیبِی وَ احْمِلُوا عَرْشِی فَطَافُوا بَعَرْشِ الْجَلَالِ وَ صَلَّوْا
ص: 258
عَلَی مُحَمَّدٍ وَ حَمَلُوا الْعَرْشَ فَأَطَاقُوا حَمْلَهُ فَقَالُوا رَبَّنَا أَمَرْتَنَا بِتَسْبِیحِكَ وَ تَقْدِیسِكَ فَقَالَ اللَّهُ لَهُمْ یَا مَلَائِكَتِی إِذَا صَلَّیْتُمْ عَلَی حَبِیبِی مُحَمَّدٍ فَقَدْ سَبَّحْتُمُونِی وَ قَدَّسْتُمُونِی وَ هَلَّلْتُمُونِی (1).
«9»-قَالَ وَ رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّی عَلَیَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِی أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَمْ یَبْقَ رَطْبٌ وَ لَا یَابِسٌ إِلَّا وَ صَلَّی عَلَی ذَلِكَ الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّهِ عَلَیْهِ (2).
«10»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعَیْبٍ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِی لَیْلَی یَقُولُ لَقِیَنِی كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ أَ لَا أُهْدِی إِلَیْكَ هَدِیَّةً قُلْتُ بَلَی قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ إِلَیْنَا فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا كَیْفَ السَّلَامُ عَلَیْكَ فَكَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (3) كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ (4).
أقول: روی ابن بطریق هذا الخبر من صحیح مسلم و تفسیر الثعلبی عن عبد الرحمن بن أبی لیلی مثله بأسانید.
«11»-وَ رُوِیَ مِنَ الْبُخَارِیِّ أَیْضاً بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا التَّسْلِیمُ فَكَیْفَ نُصَلِّی عَلَیْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (5) كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ بِسَنَدٍ آخَرَ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ.
«12»-وَ قَالَ أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّیْثِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ (6).
ص: 259
أقول: و روی بأسانید جمة من صحاحهم و فیما ذكرناه كفایة.
«13»-وَ رَوَی بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَطَّارِ الشَّافِعِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكِنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قَضَی اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ (1).
و روی فی المستدرك من كتاب الفردوس بإسناده عن أمیر المؤمنین علیه السلام مثله (2).
«14»-وَ بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ دُعَاءٍ إِلَّا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ السَّمَاءِ حِجَابٌ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ فَإِذَا فُعِلَ ذَلِكَ انْخَرَقَ ذَلِكَ الْحِجَابُ وَ دَخَلَ الدُّعَاءُ فَإِذَا لَمْ یُفْعَلْ ذَلِكَ رَجَعَ الدُّعَاءُ (3).
«15»-وَ مِنْ كِتَابِ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ لِلسَّمْعَانِیِّ، بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً عَنِ الْحَارِثِ وَ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّی یُصَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (4).
أقول: سیأتی أخبار هذا الباب فی كتاب الدعاء إن شاء اللّٰه و إنما أوردت هنا قلیلا من ذلك لئلا یخلو هذا المجلد منه رأسا.
ص: 260
علی جناح الهدهد من فضلهم و أنهم یعلمون منطق الطیور و البهائم *
«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: فِی جَنَاحِ كُلِّ هُدْهُدٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَكْتُوبٌ بِالسُّرْیَانِیَّةِ آلُ مُحَمَّدٍ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (1).
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْمُقْرِی عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ هُدْهُدٍ إِلَّا وَ فِی جَنَاحِهِ مَكْتُوبٌ بِالسُّرْیَانِیَّةِ آلُ مُحَمَّدٍ خَیْرُ الْبَریَّةِ (2).
«3»-ل، الخصال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: بَیْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ بِیَدِهِ خُطَّافٌ مَذْبُوحٌ فَوَثَبَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی أَخَذَهُ مِنْ یَدِهِ ثُمَّ دَحَا بِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ أَ عَالِمُكُمْ أَمَرَكُمْ بِهَذَا أَمْ فَقِیهُكُمْ لَقَدْ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهَی عَنْ قَتْلِ سِتَّةٍ النَّحْلَةِ وَ النَّمْلَةِ وَ الضِّفْدِعِ وَ الصُّرَدِ وَ الْهُدْهُدِ وَ الْخُطَّافِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ أَمَّا الْخُطَّافُ فَإِنَّ دَوَرَانَهُ فِی السَّمَاءِ أَسَفاً لِمَا فُعِلَ بِأَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ تَسْبِیحُهُ قِرَاءَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ أَ لَا تَرَوْنَهُ وَ هُوَ یَقُولُ وَ لَا الضَّالِّینَ (3).
ص: 261
«4»-ع، علل الشرائع الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ عَنْ حَفْصٍ الْمَقْدِسِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ خَلْقاً لَیْسَ هُمْ مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ یَلْعَنُونَ مُبْغِضِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقِیلَ لَهُ وَ مَنْ هَذَا الْخَلْقُ قَالَ الْقَنَابِرُ تَقُولُ فِی السَّحَرِ اللَّهُمَّ الْعَنْ مُبْغِضِی عَلِیٍّ علیه السلام اللَّهُمَّ أَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ وَ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ (1).
«5»-قل، إقبال الأعمال مِنْ كِتَابِ النَّشْرِ وَ الطَّیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ فِی فَضْلِ یَوْمِ الْغَدِیرِ قَالَ: وَ فِی یَوْمِ الْغَدِیرِ عَرَضَ اللَّهُ الْوَلَایَةَ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ فَسَبَقَ إِلَیْهَا أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَزَیَّنَ بِهَا الْعَرْشَ ثُمَّ سَبَقَ إِلَیْهَا أَهْلُ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَزَیَّنَهَا بِالْبَیْتِ الْمَعْمُورِ ثُمَّ سَبَقَ إِلَیْهَا أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَزَیَّنَهَا بِالْكَوَاكِبِ ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَی الْأَرَضِینَ فَسَبَقَتْ إِلَیْهَا مَكَّةُ فَزَیَّنَهَا بِالْكَعْبَةِ ثُمَّ سَبَقَتْ إِلَیْهَا الْمَدِینَةُ فَزَیَّنَهَا بِالْمُصْطَفَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ سَبَقَتْ إِلَیْهَا الْكُوفَةُ فَزَیَّنَهَا بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَرَضَهَا عَلَی الْجِبَالِ فَأَوَّلُ جَبَلٍ أَقَرَّ بِذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَجْبَالٍ الْعَقِیقُ وَ جَبَلُ الْفَیْرُوزَجِ وَ جَبَلُ الْیَاقُوتِ فَصَارَتْ هَذِهِ الْجِبَالُ جِبَالَهُنَّ وَ أَفْضَلَ الْجَوَاهِرِ وَ سَبَقَتْ إِلَیْهَا جِبَالٌ أُخَرُ فَصَارَتْ مَعَادِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ مَا لَمْ یُقِرَّ بِذَلِكَ وَ لَمْ یَقْبَلْ صَارَتْ لَا تُنْبِتُ شَیْئاً وَ عُرِضَتْ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ عَلَی الْمِیَاهِ فَمَا قَبِلَ مِنْهَا صَارَ عَذْباً وَ مَا أَنْكَرَ صَارَ مِلْحاً أُجَاجاً وَ عَرَضَهَا فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ عَلَی النَّبَاتِ فَمَا قَبِلَهُ صَارَ حُلْواً طَیِّباً وَ مَا لَمْ یَقْبَلْ صَارَ مُرّاً ثُمَّ عَرَضَهَا فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ عَلَی الطَّیْرِ فَمَا قَبِلَهَا صَارَ فَصِیحاً مُصَوِّتاً وَ مَا أَنْكَرَهَا صَارَ (2) أَحَرَّ أَلْكَنَ (3) إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.
«6»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ فِی قَوْلِ اللَّهِ
ص: 262
عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً قَالَ أَخْبَرَهُمْ بِطَاعَتِهِمْ (1).
بیان: كان الخطاب متوجه إلی الأئمة علیهم السلام و الضمیران إما للأئمة أو لما فیهما أو الأول للأول و الثانی للثانی أو بالعكس.
«7»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی دَارِهِ وَ فِیهَا عَصَافِیرُ (2) وَ هُنَّ یَصِحْنَ فَقَالَ لِی أَ تَدْرِی مَا یَقُلْنَ هَؤُلَاءِ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ یُسَبِّحْنَ رَبَّهُنَّ وَ یَطْلُبْنَ رِزْقَهُنَّ (3).
«8»-ختص، الإختصاصُ یر، بصائرُ الدرجاتِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ (4) عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: فَتَلَا رَجُلٌ عِنْدَهُ هَذِهِ الْآیَةَ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ (5) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْسَ فِیهَا مِنْ إِنَّمَا هِیَ وَ أُوتِینَا كُلَّ شَیْ ءٍ (6).
بیان: لیس فیها (7) من أی فی الآیة مطلقا أو بالنسبة إلیهم علیهم السلام كما سیأتی.
«9»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ
ص: 263
إِنَّا عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ (1)
یر، بصائر الدرجات موسی بن جعفر عن محمد بن عبد الجبار عن عیسی بن عمرو عن أبی شیبة عن محمد بن مسلم عن أبی جعفر علیه السلام مثله (2)
یر، بصائر الدرجات محمد بن إسماعیل عن ابن أبی نجران عن یحیی بن عمر عن أبیه عن أبی شیبة مثله (3).
«10»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَنَا مَنْطِقَ الطَّیْرِ كَمَا عَلَّمَهُ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ مَنْطِقَ كُلِّ دَابَّةٍ فِی بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ (4).
«11»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ (5) وَ قَدْ وَ اللَّهِ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ عِلْمَ كُلِّ شَیْ ءٍ.
«12»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ خَلِیفَةَ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنِ الْفَیْضِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ یا أَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِینُ (6)
«13»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَوْبَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُ
ص: 264
وَ نَحْنُ مَعَهُ إِذَا هُوَ بِظَبْیٍ یَثْغُو وَ یُحَرِّكُ ذَنَبَهُ (1) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ عَلِمْتُمْ مَا قَالَ الظَّبْیُ قُلْنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّهُ أَتَانِی فَأَخْبَرَنِی أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ نَصَبَ شَبَكَةً لِأُنْثَاهُ فَأَخَذَهَا وَ لَهَا خِشْفَانِ لَمْ یَنْهَضَا وَ لَمْ یَقْوَیَا لِلرَّعْیِ فَسَأَلَنِی أَنْ أَسْأَلَهُمْ أَنْ یُطْلِقُوهَا وَ ضَمِنَ لِی أَنْ إِذَا أَرْضَعَتْ (2) خِشْفَیْهَا حَتَّی یَقْوَیَا لِلنُّهُوضِ (3) وَ الرَّعْیِ أَنْ یَرُدَّهَا عَلَیْهِمْ قَالَ فَاسْتَحْلَفْتُهُ فَقَالَ بَرِئْتُ مِنْ وَلَایَتِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنْ لَمْ أَفِ وَ أَنَا فَاعِلٌ ذَلِكَ (4) إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ الْبَلْخِیُّ سُنَّةٌ فِیكُمْ كَسُنَّةِ سُلَیْمَانَ علیه السلام (5).
بیان: قال الجوهری الثغاء صوت الشاء و المعز و ما شاكلهما و قال الفیروزآبادی الخشف مثلثة ولد الظبی أول ما یولد و أول مشیه.
«14»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی الْخَشَّابُ (6) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً قَاعِداً فِی أَصْحَابِهِ إِذْ مَرَّ بِهِ بَعِیرٌ فَجَاءَ حَتَّی ضَرَبَ بِجِرَانِهِ (7) الْأَرْضَ وَ رَغَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ سَجَدَ لَكَ هَذَا الْبَعِیرُ فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَفْعَلَ (8) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا بَلِ اسْجُدُوا لِلَّهِ إِنَّ هَذَا
ص: 265
الْجَمَلَ جَاءَ یَشْكُو أَرْبَابَهُ وَ زَعَمَ أَنَّهُمْ أَنْتَجُوهُ صَغِیراً فَلَمَّا كَبِرَ وَ قَدْ اعْتَمَلُوا عَلَیْهِ وَ صَارَ (1) عُوداً كَبِیراً أَرَادُوا نَحْرَهُ فَشَكَا ذَلِكَ فَدَخَلَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَدْخُلَهُ مِنَ الْإِنْكَارِ لِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ أَمَرْتُ شَیْئاً یَسْجُدُ لِآخَرَ (2) لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ثُمَّ أَنْشَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُحَدِّثُ فَقَالَ (3) ثَلَاثَةٌ مِنَ الْبَهَائِمِ تَكَلَّمُوا عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْجَمَلُ وَ الذِّئْبُ وَ الْبَقَرَةُ (4) فَأَمَّا الْجَمَلُ فَكَلَامُهُ الَّذِی سَمِعْتَ وَ أَمَّا الذِّئْبُ فَجَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَكَا إِلَیْهِ الْجُوعَ فَدَعَا أَصْحَابَهُ فَكَلَّمَهُمْ فِیهِ فَتَنَحَّوْا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِ الْغَنَمِ افْرُضُوا لِلذِّئْبِ شَیْئاً فَتَنَحَّوْا (5) ثُمَّ جَاءَ الثَّانِیَةَ فَشَكَا إِلَیْهِ الْجُوعَ فَدَعَاهُمْ وَ تَنَحَّوْا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلذِّئْبِ اخْتَلِسْ أَیْ خُذْ وَ لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَضَ لِلذِّئْبِ شَیْئاً مَا زَادَ عَلَیْهِ (6) شَیْئاً حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ أَمَّا الْبَقَرَةُ فَإِنَّهَا آمَنَتْ (7) بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَلَّتْ عَلَیْهِ وَ كَانَ فِی نَخْلِ أَبِی سَالِمٍ
ص: 266
فَقَالَ یَا آلَ ذَرِیحٍ تَعْمَلُ عَلَی نَجِیحٍ صَائِحٍ یَصِیحُ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ فَصِیحٍ بِأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ (1).
ختص، الإختصاص الْخَشَّابُ (2)
مِثْلَهُ وَ فِیهِ بَعْدَ قَوْلِهِ لِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو بَصِیرٍ أَ كَانَ عُمَرَ قَالَ أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ أَمَرْتُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (3).
بیان: العود المسن من الإبل و الشاء.
أقول: جوابه علیه السلام عن كونه عمر تصدیق مع تقیة أو مطایبة (4).
«15»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات الْحَجَّالُ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (5) عَنْ فُضَیْلٍ الْأَعْوَرِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ هَذِهِ الْعِصَابَةِ یُحَادِثُهُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذِكْرِ عُثْمَانَ فَإِذَا وَزَغٌ قَدْ قَرْقَرَ (6) مِنْ فَوْقِ الْحَائِطِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ (7) قُلْتُ لَا قَالَ یَقُولُ لَتَكُفَّنَّ عَنْ ذِكْرِ عُثْمَانَ أَوْ لَأَسُبَّنَّ عَلِیّاً (8).
ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن الحسین بن علی عن كرام عن
ص: 267
عبد اللّٰه بن طلحة عن أبی عبد اللّٰه (1)
مثله (2).
«16»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنَ كَانَتْ نَاقَةٌ لَهُ فِی الرِّعْیِ جَاءَتْ حَتَّی ضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا عَلَی الْقَبْرِ وَ تَمَرَّغَتْ عَلَیْهِ وَ إِنَّ أَبِی كَانَ یَحُجُّ عَلَیْهَا وَ یَعْتَمِرُ وَ مَا قَرَعَهَا قَرْعَةً قَطُّ (3).
«17»-یج، الخرائج و الجرائح رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْوَزَغِ قَالَ هُوَ الرِّجْسُ مَسْخٌ فَإِذَا قَتَلْتَهُ فَاغْتَسِلْ یَعْنِی شُكْراً (4) وَ قَالَ إِنَّ أَبِی كَانَ قَاعِداً فِی الْحِجْرِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ یُحَدِّثُهُ فَإِذَا هُوَ الْوَزَغُ یُوَلْوِلُ بِلِسَانِهِ فَقَالَ أَبِی علیه السلام لِلرَّجُلِ أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ هَذَا الْوَزَغُ قَالَ الرَّجُلُ لَا أَعْلَمُ مَا یَقُولُ قَالَ فَإِنَّهُ یَقُولُ لَئِنْ ذَكَرْتَ عُثْمَانَ لَأَسُبَّنَّ عَلِیّاً وَ قَالَ إِنَّهُ لَیْسَ یَمُوتُ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ مَیِّتٌ إِلَّا مُسِخَ وَزَغاً.
بیان: مسخهم وزغا لیس من التناسخ فی شی ء لأنه إما أن تكون أجسادهم الأصلیة تنقلب وزغا فلیس بتناسخ لكن حیاتهم قبل القیامة و الرجعة بعید و إما أن تكون أجسادهم المثالیة تتصور بتلك الصورة فهذا لیس هو التناسخ الذی أجمع المسلمون علی نفیه كما مر تحقیقه فی كتاب المعاد.
«18»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَوْماً بِأَرْضٍ قَفْرٍ فَرَأَی دُرَّاجاً فَقَالَ یَا دُرَّاجُ مُنْذُ كَمْ أَنْتَ فِی هَذِهِ الْبَرِّیَّةِ وَ مِنْ أَیْنَ مَطْعَمُكَ وَ مَشْرَبُكَ فَقَالَ
ص: 268
یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا فِی هَذِهِ الْبَرِّیَّةِ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ إِذَا جُعْتُ أُصَلِّی عَلَیْكُمْ فَأَشْبَعُ وَ إِذَا عَطِشْتُ أَدْعُو عَلَی ظَالِمِیكُمْ فَأَرْوَی (1).
«19»-یج، الخرائج و الجرائح الصَّفَّارُ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ كَرَّامٍ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْوَزَغِ فَقَالَ هُوَ رِجْسٌ مَسْخٌ فَإِذَا قَتَلْتَهُ فَاغْتَسِلْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَبِی علیه السلام كَانَ قَاعِداً یَوْماً فِی الْحِجْرِ فَإِذَا بِوَزَغٍ یُوَلْوِلُ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ لَئِنْ شَتَمْتُمْ قَوْمَنَا لَأَشْتِمَنَّ عَلِیّاً ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْوَزَغَ مِنْ مُسُوخِ بَنِی مَرْوَانَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ.
«20»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَلَمَّا انْتَشَرَتِ الْعَصَافِیرُ تَصَوَّتَتْ (3) فَقَالَ یَا بَا حَمْزَةَ أَ تَدْرِی مَا تَقُولُ فَقُلْتُ لَا قَالَ یُقَدِّسْنَ رَبَّهَا وَ یَسْأَلْنَهُ قُوتَ یَوْمِهَا (4) ثُمَّ قَالَ یَا بَا حَمْزَةَ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ (5).
«21»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَاوُدَ الْحَدَّادِ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ إِذْ نَظَرْتُ إِلَی زَوْجِ حَمَامٍ عِنْدَهُ فَهَدَلَ (6) الذَّكَرُ عَلَی الْأُنْثَی فَقَالَ أَ تَدْرِی مَا تَقُولُ تَقُولُ یَا سَكَنِی وَ عِرْسِی مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْكَ إِلَّا أَنْ یَكُونَ مَوْلَایَ (7).
ص: 269
«22»-ختص، الإختصاص الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاشَانِیُّ عَنْ أَبِی الْأَحْوَصِ دَاوُدَ بْنِ أَسَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَمِیلٍ (1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوَفَّقٍ وَ كَانَ هَارُونُ بْنُ مُوَفَّقٍ (2) مَوْلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام لِأُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی ارْكَبْ تدور (تَدُرْ) فِی (3) أَمْوَالٍ لَهُ قَالَ فَرَكِبْتُ فَأَتَیْتُ فَازَةً لَهُ قَدْ ضُرِبَتْ عَلَی جَدَاوِلِ مَاءٍ كَانَتْ عِنْدَهُ خَضِرَةٌ فَاسْتَنْزَهَ ذَلِكَ فَضَرَبْتُ لَهُ الْفَازَةَ هُنَاكَ فَجَلَسْتُ حَتَّی أَتَی وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ لَهُ فَقُمْتُ فَقَبَّلْتُ فَخِذَهُ وَ نَزَلَ وَ أَخَذْتُ رِكَابَهُ وَ أَمْسَكْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا نَزَلَ أَهْوَیْتُ لِآخُذَ الْعِنَانَ فَأَبَی وَ أَخَذَهُ هُوَ فَأَخْرَجَهُ مِنْ رَأْسِ الدَّابَّةِ وَ عَلَّقَهُ فِی طُنُبٍ مِنْ أَطْنَابِ الْفَازَةِ ثُمَّ جَلَسَ فَسَأَلَ عَنْ مَجِیئِی وَ ذَلِكَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ فَأَعْلَمْتُهُ مَجِیئِی مِنَ الْعَصْرِ إِلَی أَنْ جَمَحَ الْفَرَسُ وَ خَلَّی الْعِنَانَ (4) وَ مَرَّ یَتَخَطَّی الْجَدَاوِلَ وَ الزَّرْعَ إِلَی بَرَا حَتَّی بَالَ وَ رَاثَ وَ رَجَعَ فَنَظَرَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ لَمْ یُعْطَ آلَ دَاوُدَ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ قَدْ أُعْطِیَ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مِنْهُ (5).
بیان: قال الجوهری الفازة مظلة تمد بعمود قوله فاستنزه ذلك أی وجده نزهة و البرا التراب.
«23»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (6) عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ كَانَتْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام نَاقَةٌ قَدْ حَجَ
ص: 270
عَلَیْهَا اثْنَتَیْنِ وَ عِشْرِینَ حَجَّةً مَا قَرَعَهَا قَرْعَةً قَطُّ فَمَا فَجَأَتْنِی (1) بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَّا وَ قَدْ جَاءَنِی بَعْضُ الْمَوَالِی فَقَالُوا إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ فَأَتَتْ قَبْرَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَانْبَرَكَتْ عَلَیْهِ فَدَلَكَتْ بِجِرَانِهَا وَ هِیَ تَرْغُو فَقُلْتُ أَدْرِكُوهَا فَجِیئُونِی بِهَا قَبْلَ أَنْ یَعْلَمُوا بِهَا أَوْ یَرَوْهَا ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَا كَانَتْ رَأَتِ الْقَبْرَ قَطُّ (2).
«24»-أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام جَاءَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَقَالُوا لَهُ أَنْتَ الَّذِی تَقُولُ إِنَّ هَذَا الْجِرِّیَّ مَسْخٌ حَرَامٌ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالُوا أَرِنَا بُرْهَانَهُ فَجَاءَ بِهِمْ إِلَی الْفُرَاتِ وَ نَادَی هناس هناس (3) فَأَجَابَهُ الْجِرِّیُّ لَبَّیْكَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ أَنْتَ فَقَالَ مِمَّنْ عُرِضَتْ عَلَیْهِ وَلَایَتُكَ فَأَبَی وَ مُسِخَ وَ إِنَّ فِیمَنْ مَعَكَ لَمَنْ یُمْسَخُ كَمَا مُسِخْنَا وَ یَصِیرُ كَمَا صِرْنَا (4) فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَیِّنْ قِصَّتَكَ لِیَسْمَعَ مَنْ حَضَرَ فَیَعْلَمَ فَقَالَ نَعَمْ كُنَّا أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ قَبِیلَةً مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ كُنَّا قَدْ تَمَرَّدْنَا وَ عَصَیْنَا وَ عُرِضَتْ وَلَایَتُكَ عَلَیْنَا فَأَبَیْنَا وَ فَارَقْنَا الْبِلَادَ وَ اسْتَعْمَلْنَا الْفَسَادَ فَجَاءَنَا آتٍ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا فَصَرَخَ فِینَا صَرْخَةً فَجَمَعَنَا جَمْعاً وَاحِداً وَ كُنَّا مُتَفَرِّقِینَ فِی الْبَرَارِیَ فَجَمَعَنَا لِصَرْخَتِهِ ثُمَّ صَاحَ صَیْحَةً أُخْرَی وَ قَالَ كُونُوا مُسُوخاً بِقُدْرَةِ اللَّهِ فَمُسِخْنَا أَجْنَاساً مُخْتَلِفَةً ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا الْقِفَارُ كُونُوا أَنْهَاراً تُسْكِنْكَ هَذِهِ الْمُسُوخُ وَ اتَّصِلِی بِبِحَارِ الْأَرْضِ حَتَّی لَا یَبْقَی مَاءٌ إِلَّا وَ فِیهِ مِنْ هَذِهِ الْمُسُوخِ فَصِرْنَا مُسُوخاً كَمَا تَرَی (5).
ص: 271
«25»-وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی مَكَانٍ یُرِیدُهُ فَسِرْنَا وَ إِذَا ذِئْبٌ قَدِ انْحَدَرَ مِنَ الْجَبَلِ وَ جَاءَ حَتَّی وَضَعَ یَدَهُ عَلَی قَرَبُوسِ السَّرْجِ وَ تَطَاوَلَ فَخَاطَبَهُ فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ ارْجِعْ فَقَدْ فَعَلْتُ قَالَ فَرَجَعَ الذِّئْبُ مُهَرْوِلًا فَقُلْتُ سَیِّدِی (1) مَا شَأْنُهُ قَالَ ذَكَرَ أَنَّ زَوْجْتَهُ قَدْ عَسُرَتْ عَلَیْهَا الْوِلَادَةُ فَسَأَلَ لَهَا الْفَرَجَ وَ أَنْ یَرْزُقَهُ اللَّهُ وَلَداً لَا یُؤْذِی دَوَابَّ شِیعَتِنَا قُلْتُ لَهُ اذْهَبْ فَقَدْ فَعَلْتُ قَالَ ثُمَّ سِرْنَا فَإِذَا قَاعٌ مُجْدِبٌ یَتَوَقَّدُ حَرّاً وَ هُنَاكَ عَصَافِیرُ فَتَطَایَرْنَ وَ دُرْنَ حَوْلَ بَغْلَتِهِ (2) فَزَجَرَهَا وَ قَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ قَالَ ثُمَّ صَارَ (3) إِلَی مَقْصَدِهِ فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنَ الْغَدِ وَ عُدْنَا إِلَی الْقَاعِ فَإِذَا الْعَصَافِیرُ قَدْ طَارَتْ وَ دَارَتْ حَوْلَ بَغْلَتِهِ وَ رَفْرَفَتْ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ اشْرَبِی وَ ارْوَی قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِی الْقَاعِ ضَحْضَاحٌ مِنَ الْمَاءِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی بِالْأَمْسِ مَنَعْتَهَا وَ الْیَوْمَ سَقَیْتَهَا فَقَالَ اعْلَمْ أَنَّ الْیَوْمَ خَالَطَهَا الْقَنَابِرُ فَسَقَیْتُهَا وَ لَوْ لَا الْقَنَابِرُ مَا سَقَیْتُهَا (4) فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَا الْفَرْقُ بَیْنَ الْقَنَابِرِ وَ الْعَصَافِیرِ فَقَالَ وَیْحَكَ أَمَّا الْعَصَافِیرُ فَإِنَّهُمْ مَوَالِی عُمَرَ لِأَنَّهُمْ مِنْهُ وَ أَمَّا الْقَنَابِرُ فَإِنَّهُمْ مِنْ مَوَالِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ فِی صَفیرِهِمْ بُورِكْتُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ بُورِكَتْ شِیعَتُكُمْ وَ لَعَنَ اللَّهُ أَعْدَاءَكُمْ ثُمَّ قَالَ عَادَانَا مِنْ كُلٍّ شَیْ ءٌ (5) حَتَّی مِنَ الطُّیُورِ الْفَاخِتَةُ وَ مِنَ الْأَیَّامِ أَرْبِعَاءُ (6).
«26»-مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ الشَّافِعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ
ص: 272
دَاوُدَ عَنْ أَسَدِ بْنِ مُوسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ خَلْقاً لَیْسَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ وَ لَا مِنْ وُلْدِ إِبْلِیسَ یَلْعَنُونَ مُبْغِضِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْقَنَابِرُ (1) یُنَادُونَ فِی السَّحَرِ عَلَی رُءُوسِ الشَّجَرِ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی مُبْغِضِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2).
«27»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْمَدِینِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ الْجَعْفَرِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَأْكُلُوا (3) الْقُنْبُرَةَ وَ لَا تَسُبُّوهُ وَ لَا تُعْطُوهُ الصِّبْیَانَ یَلْعَبُونَ بِهَا فَإِنَّهَا كَثِیرَةُ التَّسْبِیحِ وَ تَسْبِیحُهَا لَعَنَ اللَّهُ مُبْغِضِی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (4).
اعلم أن رد الأخبار المستفیضة الواردة عن أئمة الأنام علیهم الصلاة و السلام بمحض استبعاد الأوهام أو تقلید الفلاسفة الذین استبدوا بالأحلام (5) و لم یؤمنوا بما جاءت به الأنبیاء الكرام لا یلیق بالأفاضل الأعلام كیف و قد ورد أمثالها فی القرآن الكریم من تسبیح الطیر مع داود علیه السلام و قوله عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ (6) و قصة الهدهد و النملة مع سلیمان علیه السلام و قوله تعالی وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ (7) و غیر ذلك.
ص: 273
و أی دلیل دل علی عدم شعورهم و إدراكهم للكلیات و عدم تكلمهم و نطقهم فإنا كثیرا ما نسمع كلام بعض الناس و غیرهم ممن لا نفهم لغاتهم بوجه فنظن أن كلامهم كأصوات الطیور لا نمیز بین كلماتهم و نتعجب من فهم بعضهم كلام بعض و الأخبار الدالة علی أن لها تسبیحا و ذكرا و أنها تعرف خالقهم و مصالحهم و مفاسدهم أكثر من أن تحصی و لا استبعاد فی كونها مكلفة ببعض التكالیف و تعذب فی الدنیا بتركها كما ورد فی الأخبار الكثیرة أنه لا یصاد طیر إلا بتركها التسبیح أو فی الآخرة أیضا كما روی فی تأویل قوله تعالی وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (1) و إن لم یكن تكلیفها عاما و عقابها أبدیا لضعف إدراكها.
و لو سلم أن لا نطق و لا كلام لهم فیمكن أن یقدرها اللّٰه علی ذلك فی بعض الأحیان لإظهار معجزة النبی و الإمام صلوات اللّٰه علیهم و بالجملة رد ما ورد عن أرباب العصمة صلوات اللّٰه علیهم أو تأویلها من غیر برهان قاطع اجتراء علی اللّٰه و رسوله و حججه علیهم السلام و سیأتی بعض القول فی ذلك فی الباب الآتی و تفصیله و تحقیقه فی كتاب السماء و العالم.
و أما ما ذكره السید الشریف المرتضی قدس اللّٰه روحه فی كتاب الغرر و الدرر حیث سأله سائل فقال ما القول فی الأخبار الواردة فی عدة كتب من الأصول و الفروع بمدح أجناس من الطیر و البهائم و المأكولات و الأرضین و ذم أجناس منها كمدح الحمام و البلبل و القنبر و الحجل (2) و الدراج و ما شاكل ذلك من فصیحات الطیر و البهائم و المأكولات و الأرضین و ذم الفواخت و الرخم (3) و ما یحكی من أن كل جنس من هذه الأجناس المحمودة تنطق بثناء علی اللّٰه تعالی و علی أولیائه و دعاء لهم و دعاء علی أعدائهم و أن كل جنس من هذه الأجناس المذمومة تنطق بضد ذلك من ذم الأولیاء علیهم السلام و كذا
ص: 274
الجری و ما شاكله من السمك و ما نطق به الجری من أنه مسخ بجحده الولایة و ورود الآثار بتحریمه لذلك.
و كذم الدب و القرد و الفیل و سائر المسوخ المحرمة و كذم البطیخة التی كسرها أمیر المؤمنین علیه السلام فصادفها مرة فقال من النار إلی النار و دبها من یده ففار من الموضع الذی سقطت فیه دخان و كذم الأرضین السبخة و القول بأنها جحدت الولایة أیضا و قد جاء فی هذا المعنی ما یطول شرحه و ظاهره مناف لما تدل العقول علیه من كون هذه الأجناس مفارقة لقبیل ما یجوز تكلیفه و یسوغ أمره و نهیه.
و فی هذه الأخبار التی أشرنا إلیها أن بعض هذه الأجناس یعتقد الحق و یدین به و بعضها یخالفه و هذا كله مناف لظاهر ما العقلاء علیه و منها ما یشهد أن لهذه الأجناس منطقا مفهوما و ألفاظا تفید أغراضا و أنها بمنزلة الأعجمی و العربی اللذین لا یفهم أحدهما صاحبه و أن شاهد ذلك من قول اللّٰه سبحانه فیما حكاه عن سلیمان علیه السلام یا أَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِینُ (1) و كلام النملة أیضا مما حكاه اللّٰه سبحانه و كلام الهدهد و احتجاجه و فهمه و جوابه فلینعم بذكر ما عنده مثابا إن شاء اللّٰه و باللّٰه التوفیق.
فأجاب رحمه اللّٰه بقوله اعلم أن المعول فیما یعتقد علی ما تدل الأدلة علیه من نفی و إثبات فإذا دلت الأدلة علی أمر من الأمور وجب أن یبنی كل وارد من الأخبار إذا كان ظاهره بخلافه علیه و نسوقه إلیه و نطابق بینه و بینه و نخلی ظاهرا إن كان له و نشرط إن كان مطلقا و نخصه إن كان عاما و نفصله إن كان مجملا و نوفق بینه و بین الأدلة من كل طریق اقتضی الموافقة و آل إلی المطابقة.
و إذا كنا نفعل ذلك و لا نحتشمه فی ظواهر القرآن المقطوع علی صحته المعلوم وروده فكیف نتوقف عن ذلك فی أخبار آحاد لا توجب علما و لا تثمر یقینا فمتی وردت علیك أخبار فأعرضها علی هذه الجملة و ابنها علیها و افعل ما حكمت به الأدلة
ص: 275
و أوجبته الحجج العقلیة و إن تعذر فیها بناء و تأویل و تخریج و تنزیل فلیس غیر الإطراح لها و ترك التعریج (1) علیها و لو اقتصرنا علی هذه الجملة لاكتفینا فیمن یتدبر و یتفكر.
و قد یجوز أن یكون المراد بذم هذه الأجناس من الطیر أنها ناطقة بضد الثناء علی اللّٰه و بذم أولیائه و نقص أصفیائه ذم متخذیها و مرتبطیها و إن هؤلاء المغرین بمحبة هذه الأجناس و اتخاذها هم الذین ینطقون بضد الثناء علی اللّٰه تعالی و یذمون أولیاءه و أحباءه فأضاف النطق إلی هذه الأجناس و هو لمتخذیها أو مرتبطیها للتجاور و التقارب و علی سبیل التجوز و الاستعارة كما أضاف اللّٰه تعالی السؤال فی القرآن إلی القریة و إنما هو لأهل القریة و كما قال تعالی وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِیداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً و فی هذا كله حذوف و قد أضیف فی الظاهر الفعل إلی من هو فی الحقیقة متعلق بغیره و القول فی مدح أجناس من الطیر و الوصف لها بأنها تنطق بالثناء علی اللّٰه و المدح لأولیائه یجری علی هذا المنهج الذی نهجناه.
فإن قیل كیف یستحق مرتبط هذه الأجناس مدحا بارتباطها و مرتبط بعض آخر ذما بارتباطه حتی علقتم المدح و الذم بذلك.
قلنا ما جعلنا لارتباط هذه الأجناس حظا فی استحقاق مرتبطیها مدحا و لا ذما و إنما قلنا إنه غیر ممتنع أن تجری عادة المؤمنین الموالین لأولیاء اللّٰه تعالی و المعادین لأعدائه بأن یألفوا ارتباط أجناس من الطیر و كذلك تجری عادة بعض أعداء اللّٰه تعالی باتخاذ بعض أجناس الطیر فیكون متخذ بعضها ممدوحا لا من أجل اتخاذه لكن لما هو علیه من الاتخاذ الصحیح فیضاف المدح إلی هذه الأجناس و هو لمرتبطها و النطق بالتسبیح و الدعاء الصحیح إلیها و هو لمتخذها تجوزا و اتساعا و كذلك القول فی الذم المقابل للمدح.
ص: 276
فإن قیل فلم نهی عن اتخاذ بعض هذه الأجناس إذا كان الذم لا یتعلق باتخاذها و إنما یتعلق ببعض متخذیها لكفرهم و ضلالهم.
قلنا یجوز أن یكون فی اتخاذ هذه البهائم المنهی عن اتخاذها و ارتباطها مفسدة و لیس یقبح خلقها فی الأصل لهذا الوجه لأنها خلقت لینتفع بها من سائر وجوه الانتفاع سوی الارتباط و الاتخاذ الذی لا یمتنع تعلق المفسدة به و یجوز أیضا أن یكون فی اتخاذ هذه الأجناس المنهی عنها شؤم و طیرة فللعرب فی ذلك مذهب معروف و یصح هذا النهی أیضا علی مذهب من نفی الطیرة علی التحقیق لأن الطیرة و التشؤم و إن كان لا تأثیر لهما علی التحقیق فإن النفوس تستشعر ذلك (1) و یسبق إلیها ما یجب علی كل حال تجنبه و التوقی منه و علی هذا یحمل معنی قوله علیه السلام لا یورد ذو عاهة علی مصح فأما تحریم السمك الجری و ما أشبه فغیر ممتنع لشی ء یتعلق بالمفسدة فی تناوله كما نقول فی سائر المحرمات فأما القول بأن الجری نطق بأنه مسخ لجحده الولایة فهو مما یضحك منه و یتعجب من قائله و الملتفت إلی مثله فأما تحریم الدب و القرد و الفیل فكتحریم كل محرم فی الشریعة و الوجه فی التحریم لا یختلف و القول بأنها ممسوخة إذا تكلفنا حملناه علی أنها كانت علی خلق حمیدة غیر منفور عنها ثم جعلت علی هذه الصورة الشنیئة علی سبیل التنفیر عنها و الزیادة عن الصد فی الانتفاع بها لأن بعض الأحیاء لا یجوز أن یكون غیره علی الحقیقة و الفرق بین كل حیین معلوم ضرورة فكیف یجوز أن یصیر حی حیا آخر غیره و إذا أرید بالمسخ هذا فهو باطل و إن أرید غیره نظرنا فیه.
و أما البطیخة فقد یجوز أن یكون أمیر المؤمنین علیه السلام لما ذاقها و نفر عن طعمها و زادت كراهیته لها قال من النار و إلی النار أی هذا من طعام أهل النار و ما یلیق بعذاب أهل النار كما یقول أحدنا ذلك فیما یستوبیه و یكرهه و یجوز أن یكون فوران الدخان عند الإلقاء لها علی سبیل التصدیق لقوله علیه السلام من النار إلی النار و إظهار معجز له.
ص: 277
و أما ذم الأرضین السبخة و القول بأنها جحدت الولایة فمتی لم یكن محمولا معناه علی ما قدمنا من جحد أهل هذه الأرض و سكانها الولایة لم یكن معقولا و یجری ذلك مجری قوله تعالی وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ (1) و أما إضافة اعتقاد الحق إلی بعض البهائم و اعتقاد الباطل و الكفر إلی بعض آخر فمما تخالفه العقول و الضرورات لأن هذه البهائم غیر عاقلة و لا كاملة و لا مكلفة فكیف تعتقد حقا أو باطلا و إذا ورد أثر فی ظاهره شی ء من هذه المحالات قلنا فیه إما إطراح أو تأول علی المعنی الصحیح و قد نهجنا طریق التأویل و بینا كیف التوسل إلیه فأما حكایته تعالی عن سلیمان یا أَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِینا مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِینُ (2) فالمراد به أنه علم ما یفهم به ما تنطق به الطیر و تتداعی فی أصواتها و أغراضها و مقاصدها بما یقع من صیاح علی سبیل المعجزة لسلیمان علیه السلام.
و أما الحكایة عن النملة بأنها قالت یا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا یَحْطِمَنَّكُمْ سُلَیْمانُ (3) فقد یجوز أن یكون المراد به أنه ظهر منها دلالة القول علی هذا المعنی و أشعرت باقی النمل و خوفتهم من الضرر بالمقام و أن النجاة فی الهرب إلی مساكنها فتكون إضافة القول إلیه مجازا و استعارة كما قال الشاعر:
و شكا إلی بعبرة و تحمحم
و كما قال الآخر:
و قالت له العینان سمعا و طاعة
و یجوز أن یكون وقع من النملة كلام ذو حرف منظومة كما یتكلم أحدنا یتضمن المعانی المذكورة و یكون ذلك المعجزة لسلیمان علیه السلام لأن اللّٰه تعالی سخر له الطیر
ص: 278
و أفهمه معانی أصواتها علی سبیل المعجز له و لیس هذا بمنكر فإن النطق بمثل هذا الكلام المسموع منا لا یمتنع وقوعه ممن لیس بمكلف و لا كامل العقل أ لا تری أن المجنون و من لم یبلغ الكمال من الصبیان قد یتكلفون (1) بالكلام المتضمن للأغراض و إن كان التكلیف و الكمال عنهم زائلین و القول فیما حكی عن الهدهد یجری علی الوجهین اللذین ذكرناهما فی النملة فلا حاجة بنا إلی إعادتهما.
و أما حكایته أنه قال لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِیداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَیَأْتِیَنِّی بِسُلْطانٍ مُبِینٍ (2) و كیف یجوز أن یكون ذلك فی الهدهد و هو غیر مكلف و لا یستحق مثله العذاب.
و الجواب عنه أن العذاب اسم للضرر الواقع و إن لم یكن مستحقا فلیس یجری مجری العقاب الذی لا یكون إلا جزاء علی أمر تقدم فلیس یمتنع أن یكون معنی لَأُعَذِّبَنَّهُ أی لأولمنه و یكون اللّٰه تعالی قد أباحه الإیلام له كما أباحه الذبح له لضرب من المصلحة كما سخر له الطیر یصرفها فی منافعه و أغراضه و كل هذا لا ینكر فی النبی المرسل تخرق له العادات و تظهر علی یده المعجزات و إنما یشتبه علی قوم یظنون أن هذه الحكایات تقتضی كون النمل و الهدهد مكلفین و قد بینا أن الأمر بخلاف ذلك. (3) انتهی كلامه رحمه اللّٰه ففی بعض ما ذكر ما فیه و قد أشرنا لمن له غرام (4) إلی فهم المرام فیما مضی و ما سیأتی إلی ما یكفیه و لم نتعرض للرد و القبول حذرا من أن ینتهی القول إلی ما لا یرتضیه من یعرف الحق بالرجال و یمكن تأویل كلامه بحیث لا ینافی ما نظن فیه و نعتقده من غایة العرفان و اللّٰه أعلم بحقیقة الحال و سیأتی الأخبار الكثیرة فی ذلك فی أبواب المعجزات و مضی بعضها.
ص: 279
«1»-ع، علل الشرائع مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِیُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرَانِیِّ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَانِعِیِّ عَنْ سَعِیدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَازِمٍ الْخُزَاعِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی الْجُهَنِیِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ تَخَتَّمْ بِالْیَمِینِ تَكُنْ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنِ الْمُقَرَّبُونَ (1) قَالَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ قَالَ بِمَا أَتَخَتَّمُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِالْعَقِیقِ الْأَحْمَرِ فَإِنَّهُ أَقَرَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ لِی بِالنُّبُوَّةِ وَ لَكَ یَا عَلِیُّ بِالْوَصِیَّةِ وَ لِوُلْدِكَ بِالْإِمَامَةِ وَ لِمُحِبِّیكَ بِالْجَنَّةِ وَ لِشِیعَةِ وُلْدِكَ بِالْفِرْدَوْسِ (2).
«2»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ یُوسُفَ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ وَ دَارِمِ بْنِ قَبِیصَةَ النَّهْشَلِیِّ مَعاً عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ تَخَتَّمُوا بِالْعَقِیقِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ جَبَلٍ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ لِی بِالنُّبُوَّةِ وَ لَكَ یَا عَلِیُّ بِالْوَصِیَّةِ (3).
«3»-ع، علل الشرائع حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَخَذَ بِطِّیخَةً لِیَأْكُلَهَا فَوَجَدَهَا مُرَّةً فَرَمَی بِهَا وَ قَالَ بُعْداً
ص: 280
وَ سُحْقاً فَقِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا هَذِهِ الْبِطِّیخَةُ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَخَذَ عَقْدَ مَوَدَّتِنَا عَلَی كُلِّ حَیَوَانٍ وَ نَبْتٍ فَمَا قَبِلَ الْمِیثَاقَ كَانَ عَذْباً طَیِّباً وَ مَا لَمْ یَقْبَلِ الْمِیثَاقَ كَانَ مَالِحاً زُعَاقاً (1).
«4»-حة، فرحة الغری رَأَیْتُ فِی كِتَابٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِیِّ قَالَ رَوَی الْخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَضَ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ عَلَی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَأَوَّلُ مَنْ أَجَابَ مِنْهَا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَزَیَّنَهَا بِالْعَرْشِ وَ الْكُرْسِیِّ ثُمَّ السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ فَزَیَّنَهَا (2) بِالْبَیْتِ الْمَعْمُورِ ثُمَّ السَّمَاءُ الدُّنْیَا فَزَیَّنَهَا (3) بِالنُّجُومِ ثُمَّ أَرْضُ الْحِجَازِ فَشَرَّفَهَا بِالْبَیْتِ الْحَرَامِ ثُمَّ أَرْضُ الشَّامِ فَزَیَّنَهَا بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ أَرْضُ طَیْبَةَ فَشَرَّفَهَا بِقَبْرِی ثُمَّ أَرْضُ كُوفَانَ فَشَرَّفَهَا بِقَبْرِكَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ قَبْرِی بِكُوفَانِ الْعِرَاقِ فَقَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ تُقْبَرُ بِظَاهِرِهَا قَتْلًا بَیْنَ الْغَرِیَّیْنِ وَ الذَّكَوَاتِ الْبِیضِ یَقْتُلُكَ شَقِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا عَاقِرُ نَاقَةِ صَالِحٍ عِنْدَ اللَّهِ بِأَعْظَمَ عِقَاباً مِنْهُ یَا عَلِیُّ یَنْصُرُكَ مِنَ الْعِرَاقِ مِائَةُ أَلْفِ سَیْفٍ (4).
«5»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمَدِینِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو ذَرٍّ وَ بِلَالٌ نَسِیرُ ذَاتَ یَوْمٍ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَنَظَرَ عَلِیٌّ إِلَی بِطِّیخٍ فَحَلَّ دِرْهَماً وَ دَفَعَهُ إِلَی بِلَالٍ فَقَالَ ایتِنِی بِهَذَا الدِّرْهَمِ مِنْ هَذَا الْبِطِّیخِ وَ مَضَی عَلِیٌّ إِلَی مَنْزِلِهِ فَمَا شَعُرْنَا إِلَّا وَ بِلَالٌ قَدْ وَافَی (5) بِالْبِطِّیخِ فَأَخَذَ عَلِیٌّ بِطِّیخَةً فَقَطَعَهَا فَإِذَا هِیَ مُرَّةٌ فَقَالَ یَا بِلَالُ ابْعُدْ بِهَذَا الْبِطِّیخِ عَنِّی وَ أَقْبِلْ
ص: 281
عَلَیَّ حَتَّی أُحَدِّثَكَ بِحَدِیثٍ حَدَّثَنِی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَدُهُ عَلَی مَنْكِبِی إِنَّ اللَّهَ (1) تَبَارَكَ وَ تَعَالَی طَرَحَ حُبِّی عَلَی الْحَجَرِ وَ الْمَدَرِ وَ الْبِحَارِ وَ الْجِبَالِ وَ الشَّجَرِ فَمَا أَجَابَ إِلَی حُبِّی عَذُبَ (2) وَ مَا لَمْ یُجِبْ إِلَی حُبِّی خَبُثَ وَ مَرَّ وَ إِنِّی لَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا الْبِطِّیخَ مِمَّا لَمْ یُجِبْ إِلَی حُبِّی (3).
«6»-ختص، الإختصاص عَنْ عِمْرَانَ الْیَشْكُرِیِّ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْمُدْلِجِیِّ عَنْ شَرِیفِ بْنِ رَبِیعَةَ عَنْ قَنْبَرٍ مَوْلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا أَشْتَهِی بِطِّیخاً قَالَ فَأَمَرَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِشِرَاءٍ فَوَجَّهْتُ بِدِرْهَمٍ فَجَاءُونَا بِثَلَاثِ بِطِّیخَاتٍ فَقَطَعْتُ وَاحِداً فَإِذَا هُوَ مُرٌّ فَقُلْتُ مُرٌّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ ارْمِ بِهِ (4) مِنَ النَّارِ وَ إِلَی النَّارِ قَالَ وَ قَطَعْتُ الثَّانِیَ فَإِذَا هُوَ حَامِضٌ فَقُلْتُ حَامِضٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ ارْمِ بِهِ (5) مِنَ النَّارِ إِلَی النَّارِ قَالَ فَقَطَعْتُ الثَّالِثَةَ فَإِذَا مَدُودَةٌ فَقُلْتُ مَدُودَةٌ (6) یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ارْمِ بِهِ مِنَ النَّارِ إِلَی النَّارِ قَالَ ثُمَّ وَجَّهْتُ بِدِرْهَمٍ آخَرَ فَجَاءُونَا بِثَلَاثِ بِطِّیخَاتٍ فَوَثَبْتُ عَلَی قَدَمَیَّ فَقُلْتُ أَعْفِنِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَنْ قَطْعِهِ كَأَنَّهُ تَأَثَّمَ بِقَطْعِهِ (7) فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ اجْلِسْ یَا قَنْبَرُ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ فَجَلَسْتُ فَقَطَعْتُ فَإِذَا هُوَ حُلْوٌ (8) فَقُلْتُ حُلْوٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ كُلْ وَ أَطْعِمْنَا فَأَكَلْتُ ضِلْعاً وَ أَطْعَمْتُهُ ضِلْعاً وَ أَطْعَمْتُ الْجَلِیسَ ضِلْعاً
ص: 282
فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا قَنْبَرُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَرَضَ وَلَایَتَنَا عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الثَّمَرِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ فَمَا قَبِلَ مِنْهُ وَلَایَتَنَا طَابَ وَ طَهُرَ وَ عَذُبَ وَ مَا لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ خَبُثَ وَ رَدِیَ وَ نَتُنَ (1).
بیان: التأثم الكف عن الإثم و كأنه خاف أن یخرج أیضا مرا فینسب الإثم فی ذلك إلیه أو تحرز عن الإسراف و إن كان ینافی علو شأنه فعلی الأول مأمورة أی بكونها حلوة أو قابلة لأمر المیثاق و علی الثانی المعنی أنها كثیرة كثیرة النتاج و لا إسراف فیه و فی الحدیث مهرة مأمورة أی كثیرة النتاج و النسل.
«7»-مد، العمدة مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الْمَنْصُورِ وَ هُوَ جَالِسٌ لِلْمَظَالِمِ فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ یَا بَا سُلَیْمَانَ حَدَّثَنِی الصَّادِقُ عَنِ الْبَاقِرِ عَنِ السَّجَّادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ تَخَتَّمُوا بِالْعَقِیقِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ حَجَرٍ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ لِی بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ وَ لِوُلْدِهِ بِالْوَلَایَةِ (2).
بیان: أقول هذه الأخبار و أمثالها من المتشابهات التی لا یعلم تأویلها إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ و لا بد فی مثلها من التسلیم و رد تأویلها إلیهم علیهم السلام و یمكن أن یقال لعل اللّٰه تعالی أعطاها شعورا و كلفها بالولایة ثم سلبه عنها و یخطر بالبال أنه یحتمل أن تكون استعارة تمثیلیة لبیان حسن بعض الأشیاء و شرافتها و قبح بعض الأشیاء و رداءتها فإن للأشیاء الحسنة و الشریفة من جمیع الأجناس و الأنواع مناسبة من جهة حسنها و للأشیاء القبیحة و الرذیلة مناسبة من جهة قبحها فكل ما له جهة شرافة و فضیلة و حسن فهی منسوبة إلی أشرف الأشارف محمد و أهل بیته صلوات اللّٰه علیهم فكأنه أخذ میثاق ولایتهم عنها و قبلتها.
ص: 283
أو المراد أنها لو كانت لها مدركة لكانت تقبلها و كذا كل ما له جهة رذالة و خباثة و قبح فهی بأجمعها منسوبة إلی أخبث الأخابث أعداء أهل البیت علیهم السلام و مباینة لهم علیهم السلام فكأنه أخذ میثاقهم عنها فأبت و أخذ میثاق أعدائهم عنها فقبلت أو المعنی أنها لو كانت ذوات شعور و أخذ میثاقهم عنها لكانت تأبی و أخذ میثاق أعدائهم عنها لكانت تقبل.
«8»-وَ رَوَی الشَّیْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوَارِزْمِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ دَعَاهُنَّ فَأَجَبْنَهُ فَعَرَضَ عَلَیْهِنَّ نُبُوَّتِی وَ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فقبلناهما (فَقَبِلَتَاهُمَا) ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ فَوَّضَ إِلَیْنَا أَمْرَ الدِّینِ فَالسَّعِیدُ مَنْ سَعِدَ بِنَا وَ الشَّقِیُّ مَنْ شَقِیَ بِنَا نَحْنُ الْمُحَلِّلُونَ لِحَلَالِهِ وَ الْمُحَرِّمُونَ لِحَرَامِهِ (1).
ص: 284
«1»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام الْإِمَامُ یَعْلَمُ إِذَا مَاتَ قَالَ نَعَمْ یَعْلَمُ بِالتَّعْلِیمِ حَتَّی یَتَقَدَّمَ فِی الْأَمْرِ قُلْتُ عَلِمَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِالرُّطَبِ وَ الرَّیْحَانِ الْمَسْمُومَیْنِ اللَّذَیْنِ بَعَثَ إِلَیْهِ یَحْیَی بْنُ خَالِدٍ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأَكَلَهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ قَالَ أَنْسَاهُ لِیُنْفِذَ فِیهِ الْحُكْمَ (1).
«2»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ (2) قَالَ: قُلْتُ الْإِمَامُ یَعْلَمُ مَتَی یَمُوتُ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ حَیْثُ (3) مَا بَعَثَ إِلَیْهِ یَحْیَی بْنُ خَالِدٍ بِرُطَبٍ وَ رَیْحَانٍ مَسْمُومَیْنِ (4) عَلِمَ بِهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأَكَلَهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ فَیَكُونُ مُعِیناً عَلَی نَفْسِهِ
ص: 285
فَقَالَ لَا یَعْلَمُ (1) قَبْلَ ذَلِكَ لِیَتَقَدَّمَ فِیمَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ فَإِذَا جَاءَ الْوَقْتُ أَلْقَی اللَّهُ عَلَی قَلْبِهِ النِّسْیَانَ لِیَقْضِیَ فِیهِ الْحُكْمَ (2).
«3»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ مُسَافِرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْعَشِیَّةِ الَّتِی اعْتَلَّ فِیهَا مِنْ لَیْلَتِهَا الْعِلَّةَ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا أَرْسَلَ اللَّهُ نَبِیّاً مِنْ أَنْبِیَائِهِ إِلَی أَحَدٍ حَتَّی یَأْخُذَ عَلَیْهِ ثَلَاثَةَ أَشْیَاءَ قُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ یَا سَیِّدِی قَالَ الْإِقْرَارُ لِلَّهِ بِالْعُبُودِیَّةِ وَ الْوَحْدَانِیَّةِ وَ إِنَّ اللَّهَ یُقَدِّمُ مَا یَشَاءُ وَ نَحْنُ قَوْمٌ أَوْ نَحْنُ مَعْشَرٌ (3) إِذَا لَمْ یَرْضَ اللَّهُ لِأَحَدِنَا الدُّنْیَا نَقَلَنَا إِلَیْهِ (4).
«4»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ أَوْ عَمَّنْ رَوَی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْإِمَامَ لَوْ لَمْ یَعْلَمْ مَا یُصِیبُهُ وَ إِلَی مَا یَصِیرُ فَلَیْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ (5).
«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ السَّائِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ شَدِیدُ الْعِلَّةِ فَیَرْفَعُ (6) رَأْسَهُ مِنَ الْمِخَدَّةِ ثُمَّ یَضْرِبُ بِهَا رَأْسَهُ وَ یَزْبَدُ (7) قَالَ فَقَالَ لِی صَاحِبُكُمْ أَبُو فُلَانٍ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نَخَافُ أَنْ یَكُونَ هَؤُلَاءِ اغْتَالُوكَ عِنْدَ مَا رَأَوْكَ مِنْ شِدَّةٍ عَلَیْكَ قَالَ فَقَالَ لَیْسَ عَلَیَّ بَأْسٌ فَبَرَأَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (8).
بیان: السائی هو علی بن سوید و هو من أصحاب الكاظم و الرضا علیهما السلام و كان ضمیر علیه راجع إلی الأول و أبو فلان كنایة عن أبی الحسن یعنی الرضا علیه السلام و
ص: 286
الاغتیال القتل بالحیلة و المراد هنا سقی السم.
«6»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ صَاحِبِ الْهَرَوِیِّ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَبِی مَرِضَ مَرَضاً شَدِیداً حَتَّی خِفْنَا عَلَیْهِ فَبَكَی بَعْضُ أَهْلِهِ عِنْدَ رَأْسِهِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ إِنِّی لَسْتُ بِمَیِّتٍ مِنْ وَجَعِی هَذَا إِنَّهُ أَتَانِی اثْنَانِ فَأَخْبَرَانِی أَنِّی لَسْتُ بِمَیِّتٍ مِنْ وَجَعِی هَذَا قَالَ فَبَرَأَ وَ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَمْكُثَ فَبَیْنَا هُوَ صَحِیحٌ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّذَیْنِ أَتَیَانِی مِنْ وَجَعِی ذَلِكَ أَتَیَانِی فَأَخْبَرَانِی أَنِّی مَیِّتٌ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَمَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (1).
أقول: سیأتی أكثر الأخبار فی ذلك فی أبواب وفاتهم علیهم السلام إن شاء اللّٰه تعالی.
ص: 287
أقول: سیأتی فی أخبار شهادة موسی بن جعفر علیهما السلام أن الرضا علیه السلام حضر بغداد و غسله و كفنه و دفنه صلی اللّٰه علیهما.
و
فی خبر أبی الصلت الهروی فی باب شهادة الرضا علیه السلام أنه حضر الجواد علیه السلام لغسله و كفنه و الصلاة علیه.
وَ كَذَا فِی خَبَرِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْیَنَ وَ فِیهِ أَنَّهُ قَالَ الرِّضَا علیه السلام لِهَرْثَمَةَ فَإِنَّهُ سَیُشْرِفُ عَلَیْكَ الْمَأْمُونُ وَ یَقُولُ لَكَ یَا هَرْثَمَةُ أَ لَیْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا إِمَامٌ مِثْلُهُ فَمَنْ یُغَسِّلُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی وَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ بِالْمَدِینَةِ مِنْ بِلَادِ الْحِجَازِ وَ نَحْنُ بِطُوسٍ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَأَجِبْهُ وَ قُلْ لَهُ إِنَّا نَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ یَجِبُ أَنْ یُغَسِّلَهُ الْإِمَامُ فَإِنْ تَعَدَّی مُتَعَدٍّ فَغَسَلَ الْإِمَامَ لَمْ تَبْطُلْ إِمَامَةُ الْإِمَامِ لِتَعَدِّی غَاسِلِهِ وَ لَا بَطَلَتْ إِمَامَةُ الْإِمَامِ الَّذِی بَعْدَهُ بِأَنْ غُلِبَ عَلَی غُسْلِ أَبِیهِ وَ لَوْ تَرَكَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی بِالْمَدِینَةِ لَغَسَّلَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ظَاهِراً مَكْشُوفاً وَ لَا یُغَسِّلُهُ الْآنَ أَیْضاً إِلَّا هُوَ مِنْ حَیْثُ یَخْفَی
«1»- خص، منتخب البصائر مُعَاوِیَةُ بْنُ حُكَیْمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی سَمَّالٍ (1) قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّا قَدْ رَوَیْنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ وَ قَدْ بَلَغَنَا هَذَا الْحَدِیثُ فَمَا تَقُولُ فِیهِ فَكَتَبَ إِلَیَّ أَنَّ الَّذِی بَلَغَكَ هُوَ الْحَقُّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ أَبُوكَ مَنْ غَسَّلَهُ وَ مَنْ وَلِیَهُ فَقَالَ لَعَلَّ الَّذِینَ حَضَرُوهُ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِینَ تَخَلَّفُوا عَنْهُ قُلْتُ وَ مَنْ هُمْ قَالَ حَضَرُوهُ الَّذِینَ حَضَرُوا
ص: 288
یُوسُفَ علیه السلام مَلَائِكَةُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ (1).
«2»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ طَلْحَةَ (2) قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام إِنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ فَقَالَ أَ مَا تَدْرُونَ مَنْ حَضَرَ یُغَسِّلُهُ (3) قَدْ حَضَرَهُ خَیْرٌ مِمَّنْ غَابَ عَنْهُ الَّذِینَ حَضَرُوا یُوسُفَ فِی الْجُبِّ حِینَ غَابَ عَنْهُ أَبَوَاهُ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ (4).
بیان: لعل الخبرین محمولان علی التقیة إما من أهل السنة أو من نواقص العقول من الشیعة مع أن كلا منهما صحیح فی نفسه إذ الرحمة فی الخبر الأول إشارة إلی الإمام و فی الخبر الثانی لم ینف صریحا حضور الإمام و حضور الملائكة لا ینافی حضوره و سیأتی فی باب تاریخ موسی علیه السلام أخبار كثیرة دالة علی حضور الرضا علیه السلام عند الغسل.
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَبَطَ جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ الَّذِینَ كَانُوا یَهْبِطُونَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ فَفُتِحَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بَصَرُهُ فَرَآهُمْ فِی مُنْتَهَی السَّمَاوَاتِ إِلَی الْأَرْضِ یُغَسِّلُونَ النَّبِیَّ مَعَهُ وَ یُصَلُّونَ مَعَهُ عَلَیْهِ وَ یَحْفِرُونَ لَهُ وَ اللَّهِ مَا حَفَرَ لَهُ غَیْرُهُمْ حَتَّی إِذَا وُضِعَ فِی قَبْرِهِ نَزَلُوا مَعَ مَنْ نَزَلَ فَوَضَعُوهُ فَتَكَلَّمَ وَ فُتِحَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَمْعُهُ فَسَمِعَهُ یُوصِیهِمْ بِهِ فَبَكَی وَ سَمِعَهُمْ یَقُولُونَ لَا نَأْلُوهُ جُهْداً وَ إِنَّمَا هُوَ صَاحِبُنَا بَعْدَكَ إِلَّا أَنَّهُ لَیْسَ یُعَایِنُنَا بِبَصَرِهِ بَعْدَ مَرَّتِنَا هَذِهِ حَتَّی إِذَا مَاتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَأَی الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ مِثْلَ ذَلِكَ الَّذِی رَأَی وَ رَأَیَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیْضاً
ص: 289
یُعِینُ الْمَلَائِكَةَ مِثْلَ الَّذِی صَنَعُوا بِالنَّبِیِّ حَتَّی إِذَا مَاتَ الْحَسَنُ رَأَی مِنْهُ الْحُسَیْنُ مِثْلَ ذَلِكَ وَ رَأَی النَّبِیَّ وَ عَلِیّاً یُعِینَانِ الْمَلَائِكَةَ حَتَّی إِذَا مَاتَ الْحُسَیْنُ رَأَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مِنْهُ مِثْلَ ذَلِكَ وَ رَأَی النَّبِیَّ وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ یُعِینُونَ الْمَلَائِكَةَ حَتَّی إِذَا مَاتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ رَأَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مِثْلَ ذَلِكَ وَ رَأَی النَّبِیَّ وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ یُعِینُونَ الْمَلَائِكَةَ حَتَّی إِذَا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ رَأَی جَعْفَرٌ مِثْلَ ذَلِكَ وَ رَأَی النَّبِیَّ وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ یُعِینُونَ الْمَلَائِكَةَ حَتَّی إِذَا مَاتَ جَعْفَرٌ رَأَی مُوسَی مِنْهُ مِثْلَ ذَلِكَ هَكَذَا یَجْرِی إِلَی آخِرِنَا (1).
بیان: لعل آخر الخبر من كلام الراوی أو الإمام علیه السلام علی الالتفات (2) أو المروی عنه غیر الصادق علیه السلام فصحف النساخ.
«4»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو بَصِیرٍ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِیمَا أَوْصَانِی بِهِ أَبِی علیه السلام أَنْ قَالَ یَا بُنَیَّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا یُغَسِّلْنِی أَحَدٌ غَیْرُكَ فَإِنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا إِمَامٌ (3).
«5»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ أَوْ غَیْرِهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّهُمْ یُحَاجُّونَّا یَقُولُونَ إِنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ قَالَ فَقَالَ مَا یُدْرِیهِمْ مَنْ غَسَّلَهُ فَمَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قُلْتُ لَهُمْ إِنْ قَالَ مَوْلَایَ إِنَّهُ غَسَّلَهُ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّی فَقَدْ صَدَقَ وَ إِنْ قَالَ غَسَّلَهُ فِی تُخُومِ الْأَرْضِ فَقَدْ صَدَقَ قَالَ لَا هَكَذَا فَقُلْتُ فَمَا أَقُولُ لَهُمْ قَالَ قُلْ لَهُمْ إِنِّی غَسَّلْتُهُ فَقُلْتُ أَقُولُ لَهُمْ إِنَّكَ غَسَّلْتَهُ (4).
«6»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِی مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ
ص: 290
الرِّضَا علیه السلام عَنِ الْإِمَامِ یُغَسِّلُهُ الْإِمَامُ قَالَ سُنَّةُ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام (1).
بیان: لعله أیضا محمول علی المصلحة فإن الظاهر من الأخبار أن موسی علیه السلام غسلته الملائكة و المراد أنه كما غسل موسی المعصوم لا یغسل الإمام إلا معصوم مع أنه یحتمل أن یكون حضر یوشع لغسله علیه السلام.
«7»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَنْ غَسَّلَ فَاطِمَةَ قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَكَأَنِّی اسْتَعْظَمْتُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ كَأَنَّكَ ضِقْتَ بِمَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ قَالَ فَقُلْتُ قَدْ كَانَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ لَا تَضِیقَنَّ فَإِنَّهَا صِدِّیقَةٌ وَ لَمْ یَكُنْ یُغَسِّلُهَا إِلَّا صِدِّیقٌ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَرْیَمَ لَمْ یُغَسِّلْهَا إِلَّا عِیسَی علیه السلام (2)
«1»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلَامُ أَخْبِرْنِی عَنِ الْإِمَامِ مَتَی یَعْلَمُ أَنَّهُ إِمَامٌ حِینَ یَبْلُغُهُ أَنَّ صَاحِبَهُ قَدْ مَضَی أَوْ حِینَ یَمْضِی مِثْلُ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قُبِضَ بِبَغْدَادَ وَ أَنْتَ هَاهُنَا قَالَ یَعْلَمُ ذَلِكَ حِینَ یَمْضِی صَاحِبُهُ قُلْتُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ یَعْلَمُ قَالَ یُلْهِمُهُ اللَّهُ ذَلِكَ (3).
«2»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ قَارِنٍ عَنْ رَجُلٍ كَانَ رَضِیعَ (4) أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ جَالِسٌ مَعَ مُؤَدِّبٍ لَهُ یُكَنَّی أَبَا زَكَرِیَّا وَ أَبُو جَعْفَرٍ عِنْدَنَا أَنَّهُ بِبَغْدَادَ
ص: 291
وَ أَبُو الْحَسَنِ یَقْرَأُ مِنَ اللَّوْحِ (1) عَلَی مُؤَدِّبِهِ إِذْ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً سَأَلَهُ الْمُؤَدِّبُ مَا بُكَاؤُكَ فَلَمْ یُجِبْهُ وَ قَالَ ائْذَنْ لِی بِالدُّخُولِ فَأَذِنَ لَهُ فَارْتَفَعَ الصِّیَاحُ وَ الْبُكَاءُ مِنْ مَنْزِلِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْنَا فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْبُكَاءِ فَقَالَ إِنَّ أَبِی قَدْ تُوُفِّیَ السَّاعَةَ فَقُلْنَا بِمَا عَلِمْتَ قَالَ قَدْ دَخَلَنِی مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ مَضَی فَتَعَرَّفْنَا ذَلِكَ الْوَقْتَ مِنَ الْیَوْمِ وَ الشَّهْرِ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَضَی فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (2).
«3»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فِی الْیَوْمِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ فَقِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ عَرَفْتَ ذَلِكَ قَالَ تَدَاخَلَنِی ذِلَّةٌ لِلَّهِ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهَا (3).
یر، بصائر الدرجات محمد بن عیسی عن أبی الفضل مثله (4).
«4»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِنِّی طَلَّقْتُ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ إِسْحَاقَ فِی رَجَبٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِی بِیَوْمٍ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ طَلَّقْتَهَا وَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَوْتِ أَبِی الْحَسَنِ قَالَ نَعَمْ (5).
«5»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِنَّهُمْ رَوَوْا عَنْكَ فِی مَوْتِ أَبِی الْحَسَنِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَكَ (6) عَلِمْتَ ذَلِكَ بِقَوْلِ سَعِیدٍ فَقَالَ جَاءَنِی سَعِیدٌ بِمَا قَدْ كُنْتُ عَلِمْتُهُ قَبْلَ مَجِیئِهِ (7).
ص: 292
«6»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّهُمْ رَوَوْا عَنْكَ فِی مَوْتِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَكَ عَلِمْتَ ذَلِكَ بِقَوْلِ سَعِیدٍ فَقَالَ جَاءَ سَعِیدٌ بَعْدَ مَا عَلِمْتُ بِهِ قَبْلَ مَجِیئِهِ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ طَلَّقْتُ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ إِسْحَاقَ فِی رَجَبٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بِیَوْمٍ قُلْتُ طَلَّقْتَهَا وَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَوْتِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ نَعَمْ قُلْتُ قَبْلَ أَنْ یَقْدَمَ عَلَیْكَ سَعِیدٌ قَالَ نَعَمْ (1).
بیان: الظاهر أن أم فروة كانت من نساء الكاظم علیه السلام و كان الرضا علیه السلام وكیلا فی تطلیقها فطلاقها بعد العلم بالموت إما مبنی علی أن العلم الذی هو مناط الحكم الشرعی هو العلم الحاصل من الأسباب الظاهرة لا ما یحصل بالإلهام و نحوه أو علم أن هذا من خصائصهم علیهم السلام كما طلق أمیر المؤمنین علیه السلام عائشة لتخرج من عداد أمهات المؤمنین و لعل قبل الطلاق لم تحل لهن الأزواج.
و یحتمل أن یكون المراد بالتطلیق المعنی اللغوی أو یكون الطلاق ظاهرا للمصلحة لعدم التشنیع فی تزویجها بعد انقضاء عدة الوفاة من یوم الفوت بأن یكون علیه السلام كان أخبرها بالموت عند وقوعه و من المعاصرین من قرأها أطلعت بالعین المهملة بمعنی أطلعتها أی أعلمتها بموته علیه السلام و لا یخفی ما فیه.
ص: 293
«1»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَ جَمَاعَةٍ مَعَهُ قَالُوا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَعْرِفُ الْإِمَامُ الَّذِی بَعْدَهُ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ فِی آخِرِ دَقِیقَةٍ تَبْقَی مِنْ رُوحِهِ (1).
«2»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَتَی یَعْرِفُ الْآخَرُ مَا عِنْدَ الْأَوَّلِ قَالَ فِی آخِرِ دَقِیقَةٍ تَبْقَی مِنْ رُوحِهِ (2).
«3»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ الْإِمَامُ مَتَی یَعْرِفُ إِمَامَتَهُ وَ یَنْتَهِی الْأَمْرُ إِلَیْهِ قَالَ فِی آخِرِ دَقِیقَةٍ مِنْ حَیَاةِ الْأَوَّلِ (3).
ص: 294
«1»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ بَلَغَنَا شَكْوَاكَ فَأَشْفَقْنَا فَلَوْ أَعْلَمْتَنَا أَوْ عَلِمْنَا مَنْ بَعْدَكَ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ عَالِماً وَ الْعِلْمُ یُتَوَارَثُ وَ لَا یَهْلِكُ عَالِمٌ إِلَّا بَقِیَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ قُلْتُ أَ فَیَسَعُ النَّاسَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ أَنْ لَا یَعْرِفُوا الَّذِی بَعْدَهُ فَقَالَ أَمَّا أَهْلُ هَذِهِ الْبَلْدَةِ فَلَا یَعْنِی الْمَدِینَةَ وَ أَمَّا غَیْرُهَا مِنَ الْبُلْدَانِ فَبِقَدْرِ مَسِیرِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ قَالَ قُلْتُ أَ رَأَیْتَ مَنْ مَاتَ فِی طَلَبِ ذَلِكَ فَقَالَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ قَالَ قُلْتُ فَإِذَا قَدِمُوا بِأَیِّ شَیْ ءٍ یَعْرِفُونَ صَاحِبَهُمْ قَالَ یُعْطَی السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ وَ الْهَیْبَةَ (1).
«2»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِذَا هَلَكَ الْإِمَامُ فَبَلَغَ قَوْماً لَیْسُوا بِحَضْرَتِهِ قَالَ یَخْرُجُونَ فِی الطَّلَبِ فَإِنَّهُمْ لَا یَزَالُونَ فِی عُذْرٍ مَا دَامُوا فِی الطَّلَبِ قُلْتُ یَخْرُجُونَ كُلُّهُمْ أَوْ یَكْفِیهِمْ أَنْ یَخْرُجَ بَعْضُهُمْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ قَالَ هَؤُلَاءِ الْمُقِیمُونَ فِی السَّعَةِ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَیْهِمْ أَصْحَابُهُمْ (2).
ص: 295
«3»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنْ بَلَغَنَا وَفَاةُ الْإِمَامِ كَیْفَ نَصْنَعُ قَالَ عَلَیْكُمْ النَّفِیرُ قُلْتُ النَّفِیرُ جَمِیعاً قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ (1) الْآیَةَ قُلْتُ نَفَرْنَا فَمَاتَ بَعْضُهُمْ فِی الطَّرِیقِ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ مَنْ یَخْرُجْ (2) مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (3).
شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قُلْتُ فَقَدِمْنَا الْمَدِینَةَ فَوَجَدْنَا صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ مُغْلَقاً عَلَیْهِ بَابُهُ مُرْخًی عَلَیْهِ سَتْرُهُ قَالَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا یَكُونُ إِلَّا بِأَمْرٍ بَیِّنٍ هُوَ الَّذِی إِذَا دَخَلْتَ الْمَدِینَةَ قُلْتَ إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ قَالُوا إِلَی فُلَانٍ (4).
بیان: قوله تعالی فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ قال البیضاوی الوقوع و الوجوب متقاربان و المعنی ثبت أجره عند اللّٰه ثبوت الأمر الواجب.
«4»-فس، تفسیر القمی وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ یَعْنِی إِذَا بَلَغَهُمْ وَفَاةُ الْإِمَامِ (5) یَجِبُ أَنْ یَخْرُجَ مِنْ كُلِّ بِلَادٍ فِرْقَةٌ مِنَ النَّاسِ وَ لَا یَخْرُجُوا كُلُّهُمْ كَافَّةً وَ لَمْ یَفْرِضِ اللَّهُ أَنْ یَخْرُجَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَیَعْرِفُوا خَبَرَ الْإِمَامِ وَ لَكِنْ یَخْرُجُ طَائِفَةٌ وَ یُؤَدُّوا ذَلِكَ إِلَی قَوْمِهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ كَیْ یعرفون (یَعْرِفُوا) الْیَقِینَ (6).
ص: 296
«5»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْوَلِیدِ (1) عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْیَقْطِینِیِّ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنْ خَالِهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنْ كَانَ كَوْنٌ وَ لَا أَرَانِیَ اللَّهُ یَوْمَكَ فَبِمَنْ أَئْتَمُّ فَأَوْمَأَ إِلَی مُوسَی علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ فَإِنْ مَضَی فَإِلَی مَنْ قَالَ فَإِلَی وَلَدِهِ قُلْتُ فَإِنْ مَضَی وَلَدُهُ وَ تَرَكَ أَخاً كَبِیراً وَ ابْناً صَغِیراً فَبِمَنْ أَئْتَمُّ قَالَ بِوَلَدِهِ ثُمَّ هَكَذَا أَبَداً فَقُلْتُ فَإِنْ أَنَا لَمْ أَعْرِفْهُ وَ لَمْ أَعْرِفْ مَوْضِعَهُ فَمَا أَصْنَعُ قَالَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَلَّی مَنْ بَقِیَ مِنْ حُجَجِكَ مِنْ وُلْدِ الْإِمَامِ الْمَاضِی فَإِنَّ ذَلِكَ یُجْزِیكَ (2).
«6»-ك، إكمال الدین الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ (3) عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ یَكُونُ النَّاسُ فِی حَالٍ لَا یَعْرِفُونَ الْإِمَامَ فَقَالَ قَدْ كَانَ یُقَالُ ذَلِكَ قُلْتُ فَكَیْفَ یَصْنَعُونَ قَالَ یَتَعَلَّقُونَ بِالْأَمْرِ الْأَوَّلِ حَتَّی یَسْتَبِینَ لَهُمُ الْأَخِیرُ (4).
«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ دُعِیَ إِلَی هَذَا الْأَمْرِ فَعَرَفَهُ وَ هُوَ فِی أَرْضٍ مُنْقَطِعَةٍ إِذْ (5) جَاءَ مَوْتُ الْإِمَامِ فَبَیْنَا هُوَ یَنْتَظِرُ إِذْ (6) جَاءَهُ الْمَوْتُ فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَی اللَّهِ (7) وَ رَسُولِهِ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ.
«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ: وَجَّهَ زُرَارَةُ ابْنَهُ عُبَیْداً إِلَی الْمَدِینَةِ یَسْتَخْبِرُ
ص: 297
لَهُ خَبَرَ أَبِی الْحَسَنِ وَ عَبْدِ اللَّهِ (1) فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ یَرْجِعَ إِلَیْهِ ابْنُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ حَكِیمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام فَذَكَرْتُ لَهُ زُرَارَةَ وَ تَوْجِیهَ ابْنِهِ عُبَیْدٍ إِلَی الْمَدِینَةِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یَكُونَ زُرَارَةُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (2).
«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِذَا حَدَثَ لِلْإِمَامِ حَدَثٌ كَیْفَ یَصْنَعُ النَّاسُ قَالَ كَانُوا یَكُونُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا إِلَی قَوْلِهِ یَحْذَرُونَ قَالَ قُلْتُ فَمَا حَالُهُمْ قَالَ هُمْ فِی عُذْرٍ (3).
«10»-وَ عَنْهُ أَیْضاً فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی مَا تَقُولُ فِی قَوْمٍ هَلَكَ إِمَامُهُمْ كَیْفَ یَصْنَعُونَ قَالَ فَقَالَ لِی أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ إِلَی قَوْلِهِ یَحْذَرُونَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَالُ الْمُنْتَظِرِینَ حَتَّی یَرْجِعَ الْمُتَفَقِّهُونَ قَالَ فَقَالَ لِی یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ كَانَ بَیْنَ مُحَمَّدٍ وَ عِیسَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا خَمْسُونَ وَ مِائَتَا سَنَةٍ فَمَاتَ قَوْمٌ عَلَی دِینِ عِیسَی انْتِظَاراً لِدِینِ مُحَمَّدٍ فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ (4).
بیان: لعل ذكر أهل الفترة علی سبیل التنظیر أو المراد به قوم أدركوا زمان رسالته صلی اللّٰه علیه و آله و ماتوا قبل الوصول إلیه و إتمام الحجة علیهم و إن كان بعیدا.
ص: 298
«1»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً لِأَصْحَابِهِ حَیَاتِی خَیْرٌ لَكُمْ وَ مَمَاتِی خَیْرٌ لَكُمْ قَالَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا حَیَاتُكَ نَعَمْ قَالُوا فَكَیْفَ مَمَاتُكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ (1) لُحُومَنَا عَلَی الْأَرْضِ أَنْ یَطْعَمَ مِنْهَا شَیْئاً (2).
«2»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمُسْلِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیَاتِی خَیْرٌ لَكُمْ وَ مَمَاتِی خَیْرٌ لَكُمْ فَأَمَّا حَیَاتِی فَإِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ بِی مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أَنْقَذَكُمْ مِنْ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ وَ أَمَّا مَمَاتِی فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَیَّ فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنٍ اسْتَزَدْتُ اللَّهَ لَكُمْ وَ مَا كَانَ مِنْ قَبِیحٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ كَیْفَ ذَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ قَدْ رُمِمْتَ یَعْنِی صِرْتَ رَمِیماً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَلَّا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ لُحُومَنَا عَلَی الْأَرْضِ فَلَا یَطْعَمُ مِنْهَا شَیْئاً (3).
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیٍّ (4) یَبْقَی فِی الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ حَتَّی
ص: 299
یُرْفَعَ بِرُوحِهِ وَ عَظْمِهِ وَ لَحْمِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ إِنَّمَا یُؤْتَی مَوْضِعُ آثَارِهِمْ وَ یُبَلَّغُ بِهِمْ (1) مِنْ بَعِیدٍ السَّلَامُ وَ یُسْمِعُونَهُمْ عَلَی آثَارِهِمْ مِنْ قَرِیبٍ (2).
مل، كامل الزیارات أبی و الكلینی معا عن محمد بن یحیی و غیره عن أحمد بن محمد مثله (3).
«4»-مل، كامل الزیارات أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ (4) قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَوْ نُبِشَ قَبْرُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ هَلْ كَانَ یُصَابُ فِی قَبْرِهِ شَیْ ءٌ فَقَالَ یَا ابْنَ بَكْرٍ (5) مَا أَعْظَمَ مَسَائِلَكَ إِنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ مَعَ أَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَخِیهِ فِی مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ یُرْزَقُونَ وَ یُحْبَرُونَ وَ إِنَّهُ لَعَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ مُتَعَلِّقٌ بِهِ یَقُولُ یَا رَبِّ أَنْجِزْ لِی مَا وَعَدْتَنِی وَ إِنَّهُ لَیَنْظُرُ إِلَی زُوَّارِهِ فَهُوَ أَعْرَفُ (6) بِهِمْ وَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ مَا فِی رَحَائِلِهِمْ مِنْ أَحَدِهِمْ بِوُلْدِهِ وَ إِنَّهُ لَیَنْظُرُ إِلَی مَنْ یَبْكِیهِ فَیَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ یَسْأَلُ أَبَاهُ الِاسْتِغْفَارَ لَهُ وَ یَقُولُ أَیُّهَا الْبَاكِی لَوْ عَلِمْتَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ لَفَرِحْتَ أَكْثَرَ مِمَّا حَزِنْتَ وَ إِنَّهُ لَیَسْتَغْفِرُ لَهُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ خَطِیئَةٍ (7).
أقول: قد مر بعض القول فی ذلك فی باب فضلهم علیهم السلام علی الأنبیاء و أوردنا فیه بعض الأخبار و ستأتی الأخبار الكثیرة فی ذلك فی كتاب المزار و سنتكلم علیها هناك إن شاء اللّٰه تعالی.
ص: 300
«5»-وَ قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ قَدَّسَ اللَّهُ لَطِیفَهُ فِی كِتَابِ الْمَقَالاتِ إِنَّ رُسُلَ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْبَشَرِ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ خُلَفَائِهِ علیهم السلام مُحَدَّثُونَ مَصْنُوعُونَ تَلْحَقُهُمُ الْآلَامُ وَ تَحْدُثُ لَهُمُ اللَّذَّاتُ وَ تَنْمِی أَجْسَادُهُمْ (1) بِالْأَغْذِیَةِ وَ تَنْقُصُ عَلَی مُرُورِ الزَّمَانِ وَ یَحُلُّ بِهِمُ الْمَوْتُ وَ یَجُوزُ عَلَیْهِمُ الْفَنَاءُ وَ عَلَی هَذَا الْقَوْلِ إِجْمَاعُ أَهْلِ التَّوْحِیدِ وَ قَدْ خَالَفَنَا فِیهِ الْمُنْتَمُونَ إِلَی التَّفْوِیضِ وَ طَبَقَاتُ الْغُلَاةِ فَأَمَّا أَحْوَالُهُمْ (2) بَعْدَ الْوَفَاةِ فَإِنَّهُمْ یُنْقَلُونَ مِنْ تَحْتِ التُّرَابِ فَیُسْكَنُونَ بِأَجْسَامِهِمْ وَ أَرْوَاحِهِمْ جَنَّةَ اللَّهِ تَعَالَی فَیَكُونُونَ فِیهَا أَحْیَاءً یَتَنَعَّمُونَ إِلَی یَوْمِ الْمَمَاتِ (3) یَسْتَبْشِرُونَ بِمَنْ یَلْحَقُ بِهِمْ مِنْ صَالِحِی أُمَمِهِمْ وَ شِیعَتِهِمْ وَ یَلْقَوْنَهُ بِالْكَرَامَاتِ وَ یَنْتَظِرُونَ مَنْ یَرِدُ عَلَیْهِمْ مِنْ أَمْثَالِ السَّابِقِینَ فِی الدِّیَانَاتِ (4) وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ عِتْرَتِهِ علیهم السلام خَاصَّةً لَا تَخْفَی عَلَیْهِمْ بَعْدَ الْوَفَاةِ أَحْوَالُ شِیعَتِهِمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا بِإِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَی لَهُمْ ذَلِكَ حَالًا بَعْدَ حَالٍ وَ یَسْمَعُونَ كَلَامَ الْمُنَاجِی لَهُمْ فِی مَشَاهِدِهِمُ الْمُكَرَّمَةِ الْعِظَامِ بِلَطِیفَةٍ مِنْ لَطَائِفِ اللَّهِ تَعَالَی بَیْنَهُمْ بِهَا مِنْ جُمْهُورِ الْعِبَادِ (5) وَ تَبْلُغُهُمُ الْمُنَاجَاةُ مِنْ بُعْدٍ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَایَةُ وَ هَذَا مَذْهَبُ فُقَهَاءِ الْإِمَامِیَّةِ كَافَّةً وَ حَمَلَةِ الْآثَارِ مِنْهُمْ وَ لَسْتُ أَعْرِفُ فِیهِ لِمُتَكِّلِمِیهِمْ مِنْ قَبْلُ مَقَالًا وَ بَلَغَنِی مِنْ بَنِی نَوْبَخْتَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی خِلَافٌ فِیهِ وَ لَقِیتُ جَمَاعَةً مِنَ الْمُقَصِّرِینَ عَنِ الْمَعْرِفَةِ مِمَّنْ یَنْتَمِی إِلَی الْإِمَامَةِ أَیْضاً یَأْبُونَهُ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ (6) تَعَالَی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
ص: 301
أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (1) وَ مَا یَتْلُو هَذِهِ مِنَ الْكَلَامِ وَ قَالَ فِی قِصَّةِ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ (2) قِیلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ یا لَیْتَ قَوْمِی یَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِی رَبِّی وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُكْرَمِینَ (3) وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ عِنْدَ قَبْرِی سَمِعْتُهُ وَ مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ مِنْ بَعِیدٍ بُلِّغْتُهُ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ الْأَخْبَارُ فِی تَفْصِیلِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْجُمْلَةِ عَنْ أَئِمَّةِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام بِمَا وَصَفْنَاهُ نَصّاً وَ لَفْظاً كَثِیرٌ وَ لَیْسَ هَذَا الْكِتَابُ مَوْضِعَ ذِكْرِهَا انْتَهَی (4) كَلَامُهُ شَرَّفَ اللَّهُ مَقَامَهُ.
یأتیهم أرواح الأنبیاء علیهم السلام و تظهر لهم الأموات من أولیائهم و أعدائهم *
«1»-ب، قرب الإسناد مُعَاوِیَةُ بْنُ حُكَیْمٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قَالَ لِیَ ابْتِدَاءً إِنَّ أَبِی كَانَ عِنْدِی الْبَارِحَةَ قُلْتُ أَبُوكَ قَالَ أَبِی قُلْتُ أَبُوكَ قَالَ أَبِی قُلْتُ أَبُوكَ قَالَ فِی الْمَنَامِ إِنَّ جَعْفَراً علیه السلام كَانَ یَجِی ءُ إِلَی أَبِی فَیَقُولُ یَا بُنَیَّ افْعَلْ كَذَا یَا بُنَیَّ افْعَلْ كَذَا یَا بُنَیَّ افْعَلْ كَذَا قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لِی یَا حَسَنُ إِنَّ مَنَامَنَا وَ یَقَظَتَنَا وَاحِدَةٌ (5).
ص: 302
بیان: لعل فی ذكر المنام توریة لضعف عقل السائل كما أشار علیه السلام إلیه آخرا.
«2»-یر، بصائر الدرجات ب، قرب الإسناد بِالْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی بِخُرَاسَانَ رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَاهُنَا وَ الْتَزَمْتُهُ (1).
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام حَدَّثَنِی عَبْدُ الْكَرِیمِ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عُبَیْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ (2) الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِیكَ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ رِدْفَ أَبِی وَ هُوَ یُرِیدُ الْعُرَیْضَ قَالَ فَلَقِیَهُ شَیْخٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ یَمْشِی قَالَ فَنَزَلَ إِلَیْهِ فَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَبَّلَ یَدَهُ ثُمَّ جَعَلَ یَقُولُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ الشَّیْخُ یُوصِیهِ فَكَانَ فِی آخِرِ مَا قَالَ لَهُ انْظُرِ الْأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَا تَدَعْهَا قَالَ وَ قَامَ أَبِی حَتَّی تَوَارَی الشَّیْخُ ثُمَّ رَكِبَ فَقُلْتُ یَا أَبَهْ مَنْ هَذَا الَّذِی صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ أَرَكَ صَنَعْتَهُ بِأَحَدٍ قَالَ هَذَا أَبِی یَا بُنَیَّ (3).
«4»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِی فَرَآنِی فَقَالَ مَا لَكَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ تَشْتَهِی أَنْ تَرَی أَبَا جَعْفَرٍ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ قُمْ فَادْخُلِ الْبَیْتَ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَالَ أَتَی قَوْمٌ مِنَ الشِّیعَةِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام بَعْدَ قَتْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَأَلُوهُ فَقَالَ تَعْرِفُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِذَا رَأَیْتُمُوهُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَارْفَعُوا السِّتْرَ فَرَفَعُوهُ فَإِذَا هُمْ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا یُنْكِرُونَهُ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَمُوتُ مَنْ مَاتَ
ص: 303
مِنَّا وَ لَیْسَ بِمَیِّتٍ وَ یَبْقَی مَنْ بَقِیَ مِنَّا حُجَّةً عَلَیْكُمْ (1).
«5»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَشِیرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ عِنْدَهُ فَقَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ وَدِدْتُ وَ اللَّهِ فَقَالَ قُمْ وَ ادْخُلْ ذَلِكَ الْبَیْتَ فَدَخَلْتُ الْبَیْتَ فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَاعِدٌ (2).
«6»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَتَی أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ أَ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ تُطِیعَنِی فَقَالَ لَا وَ لَوْ أَمَرَنِی لَفَعَلْتُ قَالَ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ قُبَاءَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی قُلْتُ لِأَبِی بَكْرٍ أَمَرَكَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَنْ تُطِیعَنِی فَقَالَ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَمَرْتُكَ فَأَطِعْهُ قَالَ فَخَرَجَ فَلَقِیَ عُمَرَ وَ هُوَ ذَعِرٌ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ تَبّاً لِأُمَّةٍ وَلَّوْكَ أَمْرَهُمْ أَ مَا تَعْرِفُ سِحْرَ بَنِی هَاشِمٍ (3).
«7»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلَاءِ بْنِ یَحْیَی الْمَكْفُوفِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ عَطِیَّةَ الْأَبْزَارِیِّ قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا آدَمُ علیه السلام بِحِذَاءِ الرُّكْنِ الْیَمَانِیِّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ انْتَهَی إِلَی الْحِجْرِ فَإِذَا نُوحٌ علیه السلام بِحِذَاءِ رَجُلٍ طَوِیلٍ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
«8»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی إِلَی بَعْضِ أَمْوَالِهِ فَلَمَّا بَرَزْنَا إِلَی الصَّحْرَاءِ اسْتَقْبَلَهُ شَیْخٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَنَزَلَ إِلَیْهِ أَبِی جَعَلْتُ أَسْمَعُهُ یَقُولُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ جَلَسَا فَتَسَاءَلَا طَوِیلًا ثُمَّ قَامَ الشَّیْخُ وَ انْصَرَفَ وَ وَدَّعَ أَبِی وَ قَامَ یَنْظُرُ فِی قَفَاهُ حَتَّی تَوَارَی عَنْهُ فَقُلْتُ لِأَبِی مَنْ هَذَا الشَّیْخُ الَّذِی سَمِعْتُكَ تَقُولُ
ص: 304
لَهُ مَا لَمْ تَقُلْهُ لِأَحَدٍ قَالَ هَذَا أَبِی (1).
«9»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ رَثُّ (2) الْهَیْئَةِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُقْبِلٌ عَلَیْهِ یُكَلِّمُهُ فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَذَا الَّذِی أَشْغَلَكَ عَنَّا قَالَ هَذَا وَصِیُّ مُوسَی علیه السلام (3).
«10»- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الصَّخْرِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِی (4) عَلَی عَلِیِّ بْنِ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِی طَاهِرٍ الْعَلَوِیِّ قَالَ أَبُو الصَّخْرِ فَأَظُنُّهُ مِنْ وُلْدِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ وَ كَانَ أَبُو طَاهِرٍ فِی دَارِ الصَّیْدِیِّینَ نَازِلًا قَالَ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ عِنْدَ الْعَصْرِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ رَكْوَةٌ مِنْ مَاءٍ وَ هُوَ یَتَمَسَّحُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْنَا السَّلَامَ ثُمَّ ابْتَدَأَنَا فَقَالَ مَعَكُمْ أَحَدٌ فَقُلْنَا لَا ثُمَّ الْتَفَتَ یَمِیناً وَ شِمَالًا هَلْ یَرَی (5) أَحَداً ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بِمِنًی وَ هُوَ یَرْمِی الْجَمَرَاتِ وَ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ رَمَی الْجَمَرَاتِ قَالَ فَاسْتَتَمَّهَا ثُمَّ بَقِیَ فِی یَدِهِ بَعْدُ خَمْسُ حَصَیَاتٍ فَرَمَی اثْنَتَیْنِ فِی نَاحِیَةٍ وَ ثَلَاثَةً فِی نَاحِیَةٍ فَقَالَ لَهُ جَدِّی جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ رَأَیْتُكَ صَنَعْتَ شَیْئاً مَا صَنَعَهُ أَحَدٌ قَطُّ رَأَیْتُكَ رَمَیْتَ الْجَمَرَاتِ ثُمَّ رَمَیْتَ بِخَمْسَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَةٍ فِی نَاحِیَةٍ وَ اثْنَتَیْنِ فِی نَاحِیَةٍ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ إِذَا كَانَ كُلُّ مَوْسِمٍ أُخْرِجَا الْفَاسِقَیْنِ الْغَاصِبَیْنِ (6) ثُمَّ یُفَرَّقُ بَیْنَهُمَا هَاهُنَا لَا
ص: 305
یَرَاهُمَا إِلَّا إِمَامٌ عَدْلٌ فَرَمَیْتُ الْأَوَّلَ اثْنَتَیْنِ وَ الْآخَرَ ثَلَاثَةً لِأَنَّ الْآخَرَ أَخْبَثُ مِنَ الْأَوَّلِ (1).
«11»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْكُوفَةِ فَتَبِعْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّی صَارَ (2) إِلَی جَبَّانَةِ الْیَهُودِ وَ وَقَفَ فِی وَسْطِهَا وَ نَادَی یَا یَهُودُ فَأَجَابُوهُ مِنْ جَوْفِ الْقُبُورِ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ مُطَاعٌ (3) یَعْنُونَ بِذَلِكَ یَا سَیِّدَنَا فَقَالَ كَیْفَ تَرَوْنَ الْعَذَابَ فَقَالُوا بِعِصْیَانِنِا لَكَ كَهَارُونَ فَنَحْنُ وَ مَنْ عَصَاكَ فِی الْعَذَابِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ صَاحَ صَیْحَةً كَادَتِ السَّمَاوَاتُ یَنْقَلِبْنَ فَوَقَعْتُ مَغْشِیّاً عَلَی وَجْهِی مِنْ هَوْلِ مَا رَأَیْتُ فَلَمَّا أَفَقْتُ رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی سَرِیرٍ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَی رَأْسِهِ إِكْلِیلٌ مِنَ الْجَوْهَرِ وَ عَلَیْهِ حُلَلٌ خُضْرٌ وَ صُفْرٌ وَ وَجْهُهُ كَدَارَةِ الْقَمَرِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی هَذَا مُلْكٌ عَظِیمٌ قَالَ نَعَمْ یَا جَابِرُ إِنَّ مُلْكَنَا أَعْظَمُ مِنْ مُلْكِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ سُلْطَانَنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلْطَانِهِ ثُمَّ رَجَعَ وَ دَخَلْنَا الْكُوفَةَ وَ دَخَلْتُ خَلْفَهُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَجَعَلَ یَخْطُو خُطُوَاتٍ وَ هُوَ یَقُولُ لَا وَ اللَّهِ لَا فَعَلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا كَانَ ذَلِكَ أَبَداً فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ لِمَنْ تُكَلِّمُ وَ لِمَنْ تُخَاطِبُ وَ لَیْسَ (4) أَرَی أَحَداً فَقَالَ یَا جَابِرُ كُشِفَ لِی عَنْ بَرَهُوتَ فَرَأَیْتُ شَیْبُویَه (5) وَ حَبْتَرَ وَ هُمَا یُعَذَّبَانِ فِی جَوْفِ تَابُوتٍ فِی بَرَهُوتَ فَنَادَیَانِی یَا أَبَا الْحَسَنِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رُدَّنَا إِلَی الدُّنْیَا نُقِرَّ بِفَضْلِكَ وَ نُقِرَّ بِالْوَلَایَةِ لَكَ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا فَعَلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا كَانَ ذَلِكَ أَبَداً ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ وَ لَوْ رُدُّوا
ص: 306
لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (1) یَا جَابِرُ وَ مَا مِنْ أَحَدٍ خَالَفَ وَصِیَّ نَبِیٍّ إِلَّا حُشِرَ أَعْمَی (2) یَتَكَبْكَبُ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ (3).
بیان: الدارة الهالة و لعله علیه السلام كنی عن الأول بشیبویه لشیبه و كبره و فی بعض النسخ سنبویه بالسین المهملة و النون و الباء الموحدة من السنبة و هی سوء الخلق و سرحة الغضب فهو بالثانی أنسب و حبتر و هو الثعلب بالأول أنسب و بالجملة ظاهر أن المراد بهما الأول و الثانی و إن لم یعلم سبب التكنیة.
ثم اعلم أنا أوردنا أكثر أخبار هذا الباب فی باب البرزخ و باب كفر الثلاثة و باب كفر معاویة و أبواب معجزات أمیر المؤمنین و سائر الأئمة علیهم السلام و قد مر أن الظاهر أن رؤیتهم فی أجسادهم المثالیة أو أرواحهم المجسمة و لا یبعد أجسادهم الأصلیة أیضا و الإیمان الإجمالی فی تلك الأمور كاف للمتدین المسلم لما ورد عنهم و رد علم تفاصیلها إلیهم صلوات اللّٰه علیهم.
«12»-وَ رَوَی الشَّیْخُ الْجَلِیلُ الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ مِنْ كِتَابِ الْقَائِمِ لِلْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَ مَرَّ حَتَّی أَتَی الْغَرِیَّیْنِ فَجَازَهُ فَلَحِقْنَاهُ وَ هُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَی الْأَرْضِ بِجَسَدِهِ لَیْسَ تَحْتَهُ ثَوْبٌ فَقَالَ لَهُ قَنْبَرٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَا أَبْسُطُ ثَوْبِی تَحْتَكَ قَالَ لَا هَلْ هِیَ إِلَّا تُرْبَةُ مُؤْمِنٍ أَوْ مُزَاحَمَتُهُ فِی مَجْلِسِهِ قَالَ الْأَصْبَغُ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تُرْبَةُ مُؤْمِنٍ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا كَانَتْ أَوْ تَكُونُ فَمَا مُزَاحَمَتُهُ فِی مَجْلِسِهِ فَقَالَ یَا ابْنَ نُبَاتَةَ لَوْ كُشِفَ لَكُمْ لَرَأَیْتُمْ (4) أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِینَ فِی هَذَا الظَّهْرِ حَلَقاً یَتَزَاوَرُونَ وَ یَتَحَدَّثُونَ إِنَّ فِی هَذَا الظَّهْرِ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ بِوَادِی (5)
ص: 307
بَرَهُوتَ نَسَمَةَ كُلِّ كَافِرٍ (1).
«13»-وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ لِلْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِینَ یَرَوْنَ آلَ مُحَمَّدٍ فِی جِبَالِ رَضْوَی فَتَأْكُلُ مِنْ طَعَامِهِمْ وَ تَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَ تُحَدِّثُ مَعَهُمْ فِی مَجَالِسِهِمْ حَتَّی یَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ اللَّهُ وَ أَقْبَلُوا مَعَهُ یُلَبُّونَ زُمَراً فَزُمَراً فَعِنْدَ ذَلِكَ یَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ وَ یَضْمَحِلُّ الْمُنْتَحِلُونَ وَ یَنْجُو الْمُقَرَّبُونَ (2).
الآیات؛
الأنفال: «وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ»(33)
تفسیر؛
فی الآیة دلالة علی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان أمانا لأهل الأرض من العذاب.
«1»-فس، تفسیر القمی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ اللَّهُ النُّجُومَ أَمَاناً لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ جَعَلَ أَهْلَ بَیْتِی أَمَاناً لِأَهْلِ الْأَرْضِ (3).
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ حُبَابِ بْنِ قِسْطَاسٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُبَیْدَةَ عَنْ إِیَاسِ بْنِ سَلَمَةَ (4) عَنْ أَبِیهِ (5) قَالَ
ص: 308
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ بَیْتِی أَمَانٌ لِأُمَّتِی (1).
ك، إكمال الدین محمد بن عمر الحافظ عن أحمد بن عبد العزیز عن عبد الرحمن بن صالح عن عبید اللّٰه بن موسی عن موسی بن عبیدة مثله (2).
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ وَ أَبِی مُوسَی الْأَشْعَرِیِّ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ بَیْتِی أَمَانٌ لِأُمَّتِی فَإِذَا ذَهَبَ النُّجُومُ ذَهَبَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ إِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَیْتِی ذَهَبَ أَهْلُ الْأَرْضِ (3).
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ بَیْتِی أَمَانٌ لِأُمَّتِی (4).
صح،صحیفة الرضا علیه السلام : عنه علیه السلام مثله(5).
«5»-ك، إكمال الدین أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنَا مَا فَضْلُكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ الْكَوَاكِبَ جُعِلَتْ فِی السَّمَاءِ أَمَاناً لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ جَاءَ أَهْلَ السَّمَاءِ مَا كَانُوا یُوعَدُونَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جُعِلَ أَهْلُ بَیْتِی أَمَاناً لِأُمَّتِی فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَیْتِی جَاءَ أُمَّتِی مَا كَانُوا یُوعَدُونَ (6).
«6»-ك، إكمال الدین مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِیِّ بْنِ سَهْلِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ
ص: 309
الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ جَدِّهِ (1) عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ ذَهَبَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ بَیْتِی أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَیْتِی ذَهَبَ أَهْلُ الْأَرْضِ (2).
یف، الطرائف أحمد بن حنبل فی مسنده عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثله (3)
و رواه موفق بن أحمد المالكی بإسناده إلی علی علیه السلام و ابن عباس مثله
مد، العمدة عن مسند عبد اللّٰه بن أحمد عن أبیه عن محمد بن علی الحضرمی عن یوسف بن یعیش عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبیه عن جده مثله (4).
ص: 310
و قد أوردنا أكثر أخبار هذا الباب فی كتاب المعاد و أبواب فضائل أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و أبواب فضائل الشیعة.
«1»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَیْرِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنِ الْحَاكِمِ الْحَافِظِ عَنْ أَبِی بَرْزَةَ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی إِبَانَتِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعَةٍ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَا أَفْنَاهُ وَ عَنْ شَبَابِهِ فِیمَا أَبْلَاهُ وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَیْنَ اكْتَسَبَهُ وَ فِیمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).
«2»-أَرْبَعِینُ الْمَكِّیِّ وَ وَلَایَةُ الطَّبَرِیِّ فَقَالَ لَهُ (2) فَمَا آیَةُ مُحِبِّكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ (3) فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ إِلَی جَانِبِهِ فَقَالَ إِنَّ حُبِّی مِنْ بَعْدِی حُبُّ هَذَا.
«3»-مَنْقَبَةُ الْمُطَهَّرِینَ عَنْ أَبِی نَعِیمٍ فَقَالَ عُمَرُ وَ مَا آیَةُ حُبِّكُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ حُبُّ هَذَا (4) وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی كَتِفِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنَا وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنَا (5).
«4»-ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ عَبْدٍ حَسَنَةً حَتَّی یَسْأَلَهُ عَنْ حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (6).
ص: 311
«5»-جا، المجالس للمفید الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقِ اللَّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلَاء عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ سَكَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ مَكَثَ عَبْدٌ فِی النَّارِ سَبْعُونَ خَرِیفاً وَ الْخَرِیفُ سَبْعُونَ سَنَةً ثُمَّ إِنَّهُ یَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُنَادِیهِ فَیَقُولُ یَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ لَمَّا رَحِمْتَنِی فَیُوحِی اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام اهْبِطْ (1) إِلَی عَبْدِی فَأَخْرِجْهُ فَیَقُولُ جَبْرَئِیلُ وَ كَیْفَ لِی بِالْهُبُوطِ فِی النَّارِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنِّی قَدْ أَمَرْتُهَا أَنْ تَكُونَ عَلَیْكَ بَرْداً وَ سَلَاماً قَالَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ فَمَا عِلْمِی بِمَوْضِعِهِ فَیَقُولُ إِنَّهُ مِنْ جُبٍّ مِنْ سِجِّینٍ فَیَهْبِطُ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّارِ فَیَجِدُهُ مَعْقُولًا عَلَی وَجْهِهِ فَیُخْرِجُهُ فَیَقِفُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَا عَبْدِی كَمْ لَبِثْتَ فِی النَّارِ تُنَاشِدُنِی فَیَقُولُ یَا رَبِّ مَا أُحْصِیهِ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَمَا وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ لَا مَنْ سَأَلْتَنِی بِحَقِّهِمْ عِنْدِی لَأَطَلْتُ هَوَانَكَ فِی النَّارِ وَ لَكِنَّهُ حَتْمٌ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا یَسْأَلَنِی عَبْدٌ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ إِلَّا غَفَرْتُهُ لَهُ مَا كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ الْیَوْمَ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ (2).
«6»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ (3) یَقُولُ عَجْلَانُ أَبُو صَالِحٍ ثِقَةٌ قَالَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا عَجْلَانُ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْكَ إِلَی جَنْبِی وَ النَّاسُ یُعْرَضُونَ عَلَیَّ (4).
«7»-أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی الْمَشَارِقِ عَنْ شُرَیْحٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ
ص: 312
الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ أَنْتَ نَذِیرُ أُمَّتِی وَ أَنْتَ رِبِّیُّهَا (1) وَ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِی وَ أَنْتَ سَاقِیهِ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ ذُو قَرْنَیْهَا وَ لَكَ كِلَا طَرَفَیْهَا وَ لَكَ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَی فَأَنْتَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ السَّاقِی وَ الْحَسَنُ الذَّائِدُ وَ الْحُسَیْنُ الْأَمِیرُ (2) وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْفَارِطُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ النَّاشِرُ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّائِقُ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ الْمُحْصِی لِلْمُحِبِّ وَ الْمُنَافِقِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی مُرَتِّبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مُنْزِلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَطِیبُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ جَامِعُهُمْ حَیْثُ یَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضی (3)
«8»-وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ أَنْتَ صَاحِبُ الْجِنَانِ وَ قَاسِمُ النِّیرَانِ (4) أَلَا وَ إِنَّ مَالِكاً وَ رِضْوَانَ یَأْتِیَانِی غَداً عَنْ أَمْرِ الرَّحْمَنِ فَیَقُولَانِ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ مَفَاتِیحُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ هِبَةً مِنَ اللَّهِ إِلَیْكَ فَسَلِّمْهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَدْفَعُهَا إِلَیْكَ فَمَفَاتِیحُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ یَوْمَئِذٍ بِیَدِكَ تَفْعَلُ بِهَا مَا تَشَاءُ (5).
«9»-وَ رَوَی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُدْخِلُ الْجَنَّةَ مُحِبَّهُ وَ النَّارَ عَدُوَّهُ فَأَیْنَ مَالِكٌ وَ رِضْوَانُ إِذاً فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ أَ لَیْسَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَعَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ وَ مَالِكٌ وَ رِضْوَانُ أَمْرُهُمَا إِلَیْهِ خُذْهَا یَا مُفَضِّلُ فَإِنَّهَا مِنْ مَكْنُونِ الْعِلْمِ وَ مَخْزُونِهِ (6).
«10»-وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُلِّینَا أَمْرَ شِیعَتِنَا
ص: 313
فَمَا كَانَ عَلَیْهِمْ لِلَّهِ فَهُوَ لَنَا وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لِلنَّاسِ فَهُوَ عَلَیْنَا (1).
«11»-وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ جَمِیلٍ مَا كَانَ عَلَیْهِمْ لِلَّهِ فَهُوَ لَنَا وَ مَا كَانَ لِلنَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهُ وَ مَا كَانَ لَنَا فَنَحْنُ أَحَقُّ مَنْ عَفَا عَنْ مُحِبِّیهِ (2).
«12»-وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُنَافِقِینَ قَالَ لِأَبِی الْحَسَنِ الثَّانِی علیه السلام إِنَّ مِنْ شِیعَتِكُمْ قَوْماً یَشْرَبُونَ الْخَمْرَ عَلَی الطَّرِیقِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَهُمْ عَلَی الطَّرِیقِ فَلَا یَزِیغُونَ عَنْهُ وَ اعْتَرَضَهُ آخَرُ فَقَالَ إِنَّ مِنْ شِیعَتِكَ مَنْ یَشْرَبُ النَّبِیذَ فَقَالَ علیه السلام قَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَشْرَبُونَ النَّبِیذَ فَقَالَ الرَّجُلُ مَا أَعْنِی مَاءَ الْعَسَلِ وَ إِنَّمَا أَعْنِی الْخَمْرَ قَالَ فَعَرِقَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یَجْمَعَ فِی قَلْبِ الْمُؤْمِنِ بَیْنَ رَسِیسِ (3) الْخَمْرِ وَ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ ثُمَّ صَبَرَ هُنَیْئَةً وَ قَالَ فَإِنْ فَعَلَهَا الْمَنْكُوبُ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ یَجِدُ رَبّاً رَءُوفاً وَ نَبِیّاً عَطُوفاً وَ إِمَاماً لَهُ عَلَی الْحَوْضِ عَرُوفاً وَ سَادَةً لَهُ بِالشَّفَاعَةِ وُقُوفاً وَ تَجِدُ أَنْتَ رُوحَكَ فِی بَرَهُوتَ مَلُوفاً (4).
بیان: رسیس الحب و الحمی ابتداؤهما و لعل المراد هنا ابتداء شربها فكیف إدمانها و فی بعض النسخ بالدال و هو نتن الإبط فالمراد هنا مطلق النتن و یقال نكبة الدهر أی بلغ منه أو أصاب بنكبة قوله عروفا أی یعرف محبه من مبغضه و قال الفیروزآبادی لفت الطعام لوفا أكلته أو مضغته و كلأ ملوف غسله المطر انتهی أی مأكولا أكلتك النار و فی بعض النسخ ملهوفا.
«13»-وَ قَالَ الْكَرَاجُكِیُّ فِی كَنْزِ الْفَوَائِدِ فِی بَیَانِ مُعْتَقَدِ الْإِمَامِیَّةِ یَجِبُ أَنْ یُعْتَقَدَ أَنَّ أَنْبِیَاءَ اللَّهِ تَعَالَی وَ حُجَجَهُ علیهم السلام هُمْ فِی الْقِیَامَةِ الْمُتَوَلُّونَ لِلْحِسَابِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَنَّ حُجَّةَ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ یَتَوَلَّی أَمْرَ رَعِیَّتِهِ الَّذِینَ كَانُوا فِی وَقْتِهِ
ص: 314
وَ أَنَّ سَیِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةَ الِاثْنَیْ عَشَرَ مِنْ بَعْدِهِ علیهم السلام هُمْ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ الَّذِینَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُحَاسِبُ أَهْلَ وَقْتِهِ وَ عَصْرِهِ وَ كَذَلِكَ كُلُّ إِمَامٍ بَعْدَهُ وَ أَنَّ الْمَهْدِیَّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ هُوَ الْمُوَاقِفُ لِأَهْلِ زَمَانِهِ وَ الْمُسَائِلُ لِلَّذِینَ فِی وَقْتِهِ (1).
«14»-الْمَنَاقِبُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا خَیْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ هَذَا سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ (2) وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَاءَ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ قَدْ أَضَاءَتِ الْقِیَامَةُ مِنْ ضَوْئِهَا (3) وَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مُرَصَّعٌ بِالزَّبَرْجَدِ وَ الْیَاقُوتِ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ یَقُولُ النَّبِیُّونَ هَذَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ (4) فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ هَذَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ هَذَا وَصِیُّ حَبِیبِ اللَّهِ (5) هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَیَقِفُ عَلَی مَتْنِ (6) جَهَنَّمَ فَیُخْرِجُ مِنْهَا مَنْ یُحِبُّ وَ یُدْخِلُ فِیهَا مَنْ یُبْغِضُ (7) وَ یَأْتِی أَبْوَابَ الْجَنَّةِ فَیُدْخِلُ أَوْلِیَاءَهُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ (8).
ص: 315
و رواه الحسن بن سلیمان فی كتاب المحتضر من كتاب السید حسن بن كبش مثله (1).
«15»-وَ مِنْهُ، رَفَعَهُ إِلَی جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لِفَصْلِ الْخِطَابِ دَعَا (2) رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَعَا (3) أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُكْسَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُلَّةً خَضْرَاءَ تُضِی ءُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ یُكْسَی عَلِیٌّ علیه السلام مِثْلَهَا وَ یُكْسَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُلَّةً وَرْدِیَّةً تُضِی ءُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ یُكْسَی عَلِیٌّ علیه السلام مِثْلَهَا ثُمَّ یُدْعَی بِنَا فَیُدْفَعُ إِلَیْنَا حِسَابُ النَّاسِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ نُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ نُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ یُدْعَی بِالنَّبِیِّینَ علیهم السلام فَیُقَامُونَ صَفَّیْنِ عِنْدَ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی نَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلِیّاً فَأَنْزَلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ زَوَّجَهُمْ فَعَلِیٌّ (4) وَ اللَّهِ الَّذِی یُزَوِّجُ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ وَ مَا ذَلِكَ إِلَی أَحَدٍ (5) غَیْرِهِ كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ لَهُ وَ فَضْلًا فَضَّلَهُ بِهِ وَ مَنَّ بِهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ وَ اللَّهِ یُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ وَ هُوَ الَّذِی یُغْلِقُ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوا فِیهَا أَبْوَابَهَا وَ یُغْلِقُ عَلَی أَهْلِ النَّارِ إِذَا دَخَلُوا فِیهَا أَبْوَابَهَا لِأَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ إِلَیْهِ وَ أَبْوَابَ النَّارِ إِلَیْهِ (6).
ص: 316
«16»-وَ مِنْهُ، مَرْفُوعاً إِلَی سَمَاعَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِذَا كَانَ لَكَ یَا سَمَاعَةُ عِنْدَ اللَّهِ حَاجَةٌ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَإِنَّ لَهُمَا عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ وَ قَدْراً مِنَ الْقَدْرِ فَبِحَقِّ ذَلِكَ الشَّأْنِ وَ بِحَقِّ ذَلِكَ الْقَدْرِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ لَمْ یَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ إِلَّا وَ هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَیْهِمَا فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (1).
ص: 317
«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ قَالَ: یُحْكَی لِلرِّضَا علیه السلام (1) خَبَرٌ مُخْتَلِفُ الْأَلْفَاظِ لَمْ تَقَعْ لِی رِوَایَتُهُ بِإِسْنَادٍ أَعْمَلُ عَلَیْهِ وَ قَدِ اخْتَلَفَ أَلْفَاظُ مَنْ رَوَاهُ إِلَّا أَنِّی سَآتِی بِهِ وَ بِمَعَانِیهِ وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُهُ كَانَ الْمَأْمُونُ فِی بَاطِنِهِ یُحِبُّ سَقَطَاتِ (2) الرِّضَا علیه السلام وَ أَنْ یَعْلُوَهُ الْمُحْتَجُّ وَ إِنْ أَظْهَرَ غَیْرَ ذَلِكَ فَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ الْفُقَهَاءُ وَ الْمُتَكَلِّمُونَ فَدَسَّ إِلَیْهِمْ أَنْ نَاظِرُوهُ فِی الْإِمَامَةِ فَقَالَ لَهُمُ الرِّضَا علیه السلام اقْتَصِرُوا عَلَی وَاحِدٍ مِنْكُمْ یَلْزَمُكُمْ مَا لَزِمَهُ فَرَضُوا بِرَجُلٍ یُعْرَفُ بِیَحْیَی بْنِ الضَّحَّاكِ السَّمَرْقَنْدِیِّ وَ لَمْ یَكُنْ بِخُرَاسَانَ مِثْلُهُ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام یَا یَحْیَی سَلْ مَا شِئْتَ فَقَالَ (3) نَتَكَلَّمُ فِی الْإِمَامَةِ كَیْفَ ادَّعَیْتَ لِمَنْ لَمْ یَؤُمَّ وَ تَرَكْتَ مَنْ أَمَّ وَ وَقَعَ الرِّضَا بِهِ فَقَالَ لَهُ یَا یَحْیَی أَخْبِرْنِی عَمَّنْ صَدَقَ كَاذِباً عَلَی نَفْسِهِ أَوْ كَذَبَ صَادِقاً عَنْ نَفْسِهِ أَ یَكُونُ مُحِقّاً مُصِیباً أَمْ مُبْطِلًا مُخْطِئاً فَسَكَتَ یَحْیَی
ص: 318
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَجِبْهُ فَقَالَ یُعْفِینِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ جَوَابِهِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الْحَسَنِ عَرِّفْنَا الْغَرَضَ فِی هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَقَالَ لَا بُدَّ لِیَحْیَی مِنْ أَنْ یُخْبِرَ عَنْ أَئِمَّتِهِ أَنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ أَوْ صَدَقُوا فَإِنْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ كَذَبُوا فَلَا إِمَامَةَ لِكَذَّابٍ وَ إِنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ صَدَقُوا فَقَدْ قَالَ أَوَّلُهُمْ وُلِّیتُكُمْ وَ لَسْتُ بِخَیْرِكُمْ وَ قَالَ تَالِیهِ كَانَتْ بَیْعَةُ أَبِی بَكْرٍ فَلْتَةً فَمَنْ عَادَ لِمِثْلِهَا فَاقْتُلُوهُ فَوَ اللَّهِ مَا أَرْضَی (1) لِمَنْ فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِمْ إِلَّا بِالْقَتْلِ فَمَنْ لَمْ یَكُنْ بِخَیْرِ النَّاسِ وَ الْخَیْرِیَّةُ لَا تَقَعُ إِلَّا بِنُعُوتٍ مِنْهَا الْعِلْمُ وَ مِنْهَا الْجِهَادُ وَ مِنْهَا سَائِرُ الْفَضَائِلِ وَ لَیْسَتْ فِیهِ وَ مَنْ كَانَتْ بَیْعَتُهُ فَلْتَةً یَجِبُ الْقَتْلُ عَلَی مَنْ فَعَلَ مِثْلَهَا كَیْفَ یُقَبَلُ عَهْدُهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ هَذَا صُورَتُهُ ثُمَّ یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ إِنَّ لِی شَیْطَاناً یَعْتَرِینِی فَإِذَا مَالَ بِی فَقَوِّمُونِی وَ إِذَا أَخْطَأْتُ فَأَرْشِدُونِی فَلَیْسُوا أَئِمَّةً بِقَوْلِهِمْ إِنْ كَانُوا صَدَقُوا وَ كَذَبُوا (2) فَمَا عِنْدَ یَحْیَی فِی هَذَا (3) فَعَجِبَ الْمَأْمُونُ مِنْ كَلَامِهِ علیه السلام وَ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا فِی الْأَرْضِ مَنْ یُحْسِنُ هَذَا سِوَاكَ (4).
قب، المناقب لابن شهرآشوب جمع المأمون المتكلمین علی رجل من ولد الصادق علیه السلام فاختاروا یحیی بن الضحاك السمرقندی و ساق الخبر مثل ما مر (5).
«2»-ج، الإحتجاج عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا ذَرٍّ آخِذاً بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ مُقْبِلًا بِوَجْهِهِ عَلَی النَّاسِ وَ هُوَ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَسَأُنَبِّئُهُ بِاسْمِی فَأَنَا جُنْدَبُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ أَنَا رَابِعُ أَرْبَعَةٍ مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ إِلَی قَوْلِهِ أَلَا أَیَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُتَحَیِّرَةُ بَعْدَ نَبِیِّهَا لَوْ قَدَّمْتُمْ مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ وَ أَخَّرْتُمْ مَنْ أَخَّرَ
ص: 319
اللَّهُ وَ جَعَلْتُمُ الْوَلَایَةَ حَیْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ لَمَا عَالَ وَلِیُّ اللَّهِ وَ لَمَا ضَاعَ فَرْضٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ وَ لَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ فِی حُكْمٍ مِنْ أَحْكَامِ اللَّهِ أَلَا إِنْ كَانَ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فَذُوقُوا وَبَالَ مَا كَسَبْتُمْ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (1).
«3»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا الدِّهْقَانُ مُعَنْعَناً عَنْ عُبَیْدِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَوْسِمِ وَ قَدْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَی النَّاسِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا جُنْدَبُ بْنُ السَّكَنِ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ فَمُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ نُوحٍ وَ الْآلُ مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ الصَّفْوَةُ وَ السُّلَالَةُ مِنْ إِسْمَاعِیلَ وَ الْعِتْرَةُ الْهَادِیَةُ مِنْ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ التَّحِیَّةُ وَ الْإِكْرَامُ بِهِ شُرِّفَ شَرِیفُهُمْ وَ بِهِ اسْتَوْجَبُوا الْفَضْلَ عَلَی قَوْمِهِمْ فَأَهْلُ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِینَا كَالسَّمَاءِ الْمَرْفُوعَةِ وَ الْأَرْضِ الْمَبْسُوطَةِ وَ الْجِبَالِ الْمَنْصُوبَةِ وَ الْكَعْبَةِ الْمَسْتُورَةِ وَ الشَّمْسِ الْمُشْرِقَةِ وَ الْقَمَرِ السَّارِی وَ النُّجُومِ الْهَادِیَةِ وَ الشَّجَرَةِ الزَّیْتُونَةِ أَضَاءَ زَیْتُهَا وَ بُورِكَ فِی زَنْدِهَا علیه السلام (2) وَ مِنْهُمْ (3) وَصِیُّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عِلْمِهِ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ بِتَأْوِیلِهِ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَلَا أَیَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُتَحَیِّرَةُ بَعْدَ نَبِیِّهَا أَمَ وَ اللَّهِ (4) لَوْ قَدَّمْتُمْ مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَخَّرْتُمْ مَنْ أَخَّرَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مَا عَالَ وَلِیُّ اللَّهِ وَ لَا طَاشَ سَهْمٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ وَ لَا تَنَازَعَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِی شَیْ ءٍ بَعْدَ نَبِیِّهَا أَلَا وَ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فَذُوقُوا وَبَالَ مَا كَسَبْتُمْ
ص: 320
وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (1)
بیان: قال الجزری عال الرجل كثر عیاله و فی حدیث عثمان كتب إلی أهل الكوفة أنی لیست بمیزان لا أعول أی لا أمیل عن الاستواء و الاعتدال یقال عال المیزان إذا ارتفع أحد طرفیه علی الآخر و عالت الفریضة ارتفعت انتهی.
و المراد بولی اللّٰه إما الإمام أو الأعم و طاش السهم عن الهدف مال و لم یصبه.
«4»-أَقُولُ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ قُدَمَاءِ أَصْحَابِنَا فِی الْأَخْبَارِ مَا هَذَا لَفْظُهُ مُنَاظَرَةُ الْحَرُورِیِّ وَ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ الْحَرُورِیُّ إِنَّ فِی أَبِی بَكْرٍ أَرْبَعَ خِصَالٍ اسْتَحَقَّ بِهَا الْإِمَامَةَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام مَا هُنَّ قَالَ فَإِنَّهُ أَوَّلُ الصِّدِّیقِینَ وَ لَا نَعْرِفُهُ حَتَّی یُقَالَ الصِّدِّیقُ وَ الثَّانِیَةُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْغَارِ وَ الثَّالِثَةُ الْمُتَوَلِّی أَمْرَ الصَّلَاةِ وَ الرَّابِعَةُ ضَجِیعُهُ فِی قَبْرِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ هَذِهِ الْخِصَالِ هُنَّ لِصَاحِبِكَ بَانَ بِهَا مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْحَكَ هَذِهِ الْخِصَالُ تَظُنُّ أَنَّهُنَّ مَنَاقِبُ لِصَاحِبِكَ وَ هِیَ (2) مَثَالِبُ لَهُ أَمَّا قَوْلُهُ كَانَ صِدِّیقاً فَاسْأَلُوهُ مَنْ سَمَّاهُ بِهَذَا الِاسْمِ قَالَ الْحَرُورِیُّ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام اسْأَلِ الْفُقَهَاءَ هَلْ أَجْمَعُوا عَلَی هَذَا مِنْ رِوَایَاتِهِمْ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ قَالَتِ الْجَمَاعَةُ اللَّهُمَّ لَا وَ قَدْ رُوِّینَا أَنَّ ذَلِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ الْحَرُورِیُّ أَ وَ لَیْسَ قَدْ زَعَمْتُمْ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ لَمْ یُشْرِكْ بِاللَّهِ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ فَإِنْ كَانَ مَا رُوِّیتُمْ حَقّاً فَأَحْرَی أَنْ یَسْتَحِقَّ هَذَا الِاسْمَ قَالَتِ الْجَمَاعَةُ أَجَلْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا حَرُورِیُّ إِنْ كَانَ سُمِّیَ صَاحِبُكَ صِدِّیقاً بِهَذِهِ الْخَصْلَةِ فَقَدْ اسْتَحَقَّهَا غَیْرُهُ قَبْلَهُ فَیَكُونُ الْمَخْصُوصَ بِهَذَا الِاسْمِ دُونَ أَبِی بَكْرٍ إِذْ كَانَ أَوَّلَ
ص: 321
الْمُؤْمِنِینَ مَنْ جَاءَ بِالصِّدْقِ وَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1) وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام هُوَ الْمُصَدِّقُ فَانْقَطَعَ الْحَرُورِیُّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّهُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْغَارِ فَذَلِكَ رَذِیلَةٌ لَا فَضِیلَةٌ مِنْ وُجُوهٍ الْأَوَّلُ أَنَّا لَا نَجِدُ لَهُ فِی الْآیَةِ مَدْحاً أَكْثَرَ مِنْ خُرُوجِهِ مَعَهُ وَ صُحْبَتِهِ لَهُ وَ قَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ أَنَّ الصُّحْبَةَ قَدْ یَكُونُ لِلْكَافِرِ مَعَ الْمُؤْمِنِ حَیْثُ یَقُولُ قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ یُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ (2) وَ قَوْلُهُ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنی وَ فُرادی ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ (3) وَ لَا مَدْحَ لَهُ فِی صُحْبَتِهِ إِذْ لَمْ یَدْفَعْ عَنْهُ ضَیْماً وَ لَمْ یُحَارِبْ عَنْهُ عَدُوّاً الثَّانِی قَوْلُهُ تَعَالَی لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا (4) وَ ذَلِكَ یَدُلُّ عَلَی قَلَقِهِ وَ ضَرَعِهِ وَ قِلَّةِ صَبْرِهِ وَ خَوْفِهِ عَلَی نَفْسِهِ وَ عَدَمِ وُثُوقِهِ بِمَا وَعَدَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنَ السَّلَامَةِ وَ الظَفَرِ وَ لَمْ یَرْضَ بِمُسَاوَاتِهِ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی نَهَاهُ عَنْ حَالِهِ ثُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ عَنْ حُزْنِهِ هَلْ كَانَ رِضاً لِلَّهِ تَعَالَی أَوْ سَخَطاً لَهُ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّهُ رِضاً لِلَّهِ تَعَالَی خُصِمْتَ لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَنْهَی عَنْ شَیْ ءٍ لِلَّهِ فِیهِ رِضًا وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّهُ سَخَطٌ فَمَا فَضْلُ مَنْ نَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ سَخَطِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَصَابَ فِی حُزْنِهِ فَقَدْ أَخْطَأَ مَنْ نَهَاهُ وَ حَاشَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا أَنَّ حُزْنَهُ كَانَ خَطَأً فَنَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ خَطَائِهِ الثَّالِثُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ مَعَنا تَعْرِیفٌ لِجَاهِلٍ لَمْ یَعْرِفْ حَقِیقَةَ مَا یَهُمُّ فِیهِ (5) وَ لَوْ لَمْ یَعْرِفِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَادَ اعْتِقَادِهِ لَمْ یَحْسُنْ مِنْهُ الْقَوْلُ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا وَ أَیْضاً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی مَعَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ حَیْثُ خَلَقَهُمْ وَ رَزَقَهُمْ وَ هُمْ فِی عِلْمِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی
ص: 322
ما یَكُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ (1) فَلَا فَضْلَ لِصَاحِبِكَ فِی هَذَا الْوَجْهِ وَ الرَّابِعُ قَوْلُهُ تَعَالَی فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلَیْهِ وَ أَیَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها (2) فِیمَنْ نَزَلَتْ قَالَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَلْ شَارَكَهُ أَبُو بَكْرٍ فِی السَّكِینَةِ قَالَ الْحَرُورِیُّ نَعَمْ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام كَذَبْتَ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ شَرِیكاً فِیهَا لَقَالَ تَعَالَی عَلَیْهِمَا فَلَمَّا قَالَ عَلَیْهِ دَلَّ عَلَی اخْتِصَاصِهَا بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَا خَصَّهُ بِالتَّأْیِیدِ بِالْمَلَائِكَةِ لِأَنَّ التَّأْیِیدَ بِالْمَلَائِكَةِ لَا یَكُونُ لِغَیْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْإِجْمَاعِ وَ لَوْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ مِمَّنْ یَسْتَحِقُّ الْمُشَارَكَةَ هُنَا لَأَشْرَكَهُ اللَّهُ فِیهَا كَمَا أَشْرَكَ فِیهَا الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ حُنَیْنٍ حَیْثُ یَقُولُ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلی رَسُولِهِ وَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ (3) مِمَّنْ یَسْتَحِقُّ الْمُشَارَكَةَ لِأَنَّهُ لَمْ یَصْبِرْ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله غَیْرُ تِسْعَةِ نَفَرٍ عَلِیٍّ علیه السلام وَ سِتَّةٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ أبو (أَبِی) دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیِّ وَ أَیْمَنَ ابْنِ أُمِّ أَیْمَنَ فَبَانَ بِهَذَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ یَكُنْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَوْ كَانَ مُؤْمِناً لَأَشْرَكَهُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی السَّكِینَةِ هُنَا كَمَا أَشْرَكَ فِیهَا الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ حُنَیْنٍ فَقَالَ الْحَرُورِیُّ قوما (4) (قُومُوا) فَقَدْ أَخْرَجَهُ مِنَ الْإِیمَانِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَنَا قُلْتُهُ وَ إِنَّمَا قَالَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ قَالَتِ الْجَمَاعَةُ خُصِمْتَ یَا حَرُورِیُّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِی الصَّلَاةِ بِالنَّاسِ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ خَرَجَ تَحْتَ یَدِ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ وَ كَانَ أُسَامَةُ قَدْ عَسْكَرَ عَلَی أَمْیَالٍ مِنَ الْمَدِینَةِ فَكَیْفَ یَتَقَدَّرُ أَنْ یَأْمُرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلًا قَدْ أَخْرَجَهُ تَحْتَ یَدِ
ص: 323
أُسَامَةَ وَ جَعَلَ أُسَامَةَ أَمِیراً عَلَیْهِ أَنْ یُصَلِّیَ بِالنَّاسِ بِالْمَدِینَةِ وَ لَمْ یَأْمُرِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِرَدِّ ذَلِكَ الْجَیْشِ بَلْ كَانَ یَقُولُ نَفِّذُوا جَیْشَ أُسَامَةَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا تَقَدَّمَ بِالنَّاسِ وَ كَبَّرَ وَ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله التَّكْبِیرَ خَرَجَ مُسْرِعاً یَتَهَادَی (1) بَیْنَ عَلِیٍّ وَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَ هُوَ مُعَصَّبُ الرَّأْسِ وَ رِجْلَاهُ یَخُطَّانِ الْأَرْضَ مِنَ الضَّعْفِ قَبْلَ أَنْ یَرْكَعَ بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ حَتَّی جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحَّاهُ عَنِ الْمِحْرَابِ فَلَوْ كَانَ النَّبِیُّ أَمَرَهُ بِالصَّلَاةِ لَمْ یَخْرُجْ إِلَیْهِ مُسْرِعاً عَلَی ضَعْفِهِ ذَلِكَ أَنْ لَا یَتِمَّ لَهُ رُكُوعٌ وَ لَا سُجُودٌ فَیَكُونُ ذَلِكَ حُجَّةً لَهُ فَدَلَّ عَلَی أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ أَمَرَهُ وَ الْحَدِیثُ الصَّحِیحُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَالِ مَرَضِهِ كَانَ إِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ أَتَاهُ بِلَالٌ فَیَقُولُ الصَّلَاةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ قَدَرَ عَلَی الصَّلَاةِ بِنَفْسِهِ تَحَامَلَ وَ خَرَجَ وَ إِلَّا أَمَرَ عَلِیّاً علیه السلام یُصَلِّی بِالنَّاسِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الرَّابِعَةُ زَعَمْتَ أَنَّهُ ضَجِیعُهُ فِی قَبْرِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَیْنَ قَبْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الْحَرُورِیُّ فِی بَیْتِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَ وَ لَیْسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُیُوتَ النَّبِیِّ إِلَّا أَنْ یُؤْذَنَ لَكُمْ (2) فَهَلِ اسْتَأْذَنَهُ فِی ذَلِكَ قَالَ الْحَرُورِیُّ نَعَمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام كَذَبْتَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَدَّ بَابَهُ عَنِ الْمَسْجِدِ وَ بَابَ صَاحِبِهِ عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ اتْرُكْ لِی كُوَّةً أَنْظُرْكَ مِنْهَا قَالَ لَهُ وَ لَا مِثْلَ قُلَامَةِ ظُفُرٍ فَأَخْرَجَهُمَا وَ سَدَّ أَبْوَابَهُمَا فَأَقِمِ الْبَیِّنَةَ عَلَی أَنَّهُ أَذِنَ لَهُمَا فِی ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِأَیِّ وَحْیٍ وَ بِأَیِّ نَصٍّ قَالَ بِمَا لَا یُدْفَعُ بِمِیرَاثِ ابْنَتَیْهِمَا
ص: 324
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَصَبْتَ أَصَبْتَ یَا حَرُورِیُّ اسْتَحَقَّا بِذَلِكَ تُسْعاً مِنْ ثُمْنٍ وَ هُوَ جُزْءٌ مِنِ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ جُزْءاً لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَاتَ عَنِ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ عَنْ تِسْعِ نِسْوَةٍ وَ أَنْتُمْ رُوِّیتُمْ أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ لَا تُورَثُ فَانْقَطَعَ الْحَرُورِیُّ.
بیان: قوله أ و لیس قد زعمتم أقول هذا السؤال و الجواب یحتملان وجهین الأول أن غرض الخارجی أن ما رویتم أن علیا لم یشرك فی وقت من الأوقات یدل علی أنه لیس أول من آمن لأن الإیمان إنما یكون بعد إنكار أو شك فأحری أی فأبو بكر أحری أن یستحق هذا الاسم لأن إیمانه كان بعد الشرك فأجاب علیه السلام بأن الصدیق مبالغة فی التصدیق و التصدیق إنما یكون بعد الإتیان بالصدق و لیس مشروطا بسبق الإنكار فالأسبق تصدیقا من كان بعد إتیان النبی بالصدق أسبق فی تصدیقه و قبوله و كان علی علیه السلام أسبق فی ذلك فهو أحق بهذا الاسم.
ثم أید ذلك بقوله تعالی وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (1) و
بما رواه المفسرون عن مجاهد و عن الضحاك عن ابن عباس أن الذی جاء بالصدق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الذی صدق به علی بن أبی طالب علیهما السلام.
فأطلق علیه التصدیق و اختص به لكونه أسبق فهو أحری بكونه صدیقا.
و یؤیده أن الظاهر من النسخة المنقول منها أنه كان هكذا و من جاء بالصدق هو رسول اللّٰه فضرب علی الواو أولا و كتب أخیرا فقوله إذ كان أول المؤمنین تعلیل لكون علی علیه السلام أولی بهذا الاسم.
الثانی أن یكون المراد بقوله أ و لیس قد زعمتم إلزامهم بأنه لو كان ما رویتم حقا لكان علی علیه السلام أحری باسم الصدیق فلما لم یسم به علم كذب الروایة فالجواب أن العلة التی ذكرتم فی تسمیة أبی بكر موجود فی علی علیه السلام بل فی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله حیث جاء بالصدق فهما أحری بهذا الاسم.
و فیه أن الجواب لا یطابق السؤال إلا بأن یرجع إلی منع عدم التسمیة فی
ص: 325
علی علیه السلام و منع كون تسمیة أبی بكر بذلك من اللّٰه و من رسوله و إنما سماه المفترون المدعون لإمامته ظلما و عتوا و ما ذكر سند للمنعین و لا یخفی بعده مع ما فیه من التكلف و سیاق السؤال حیث بنی السؤال علی عدم الشرك فقط و لم یبن علی ما سلمه الجماعة من سبق الإسلام و سیاق الجواب بوجوه شتی یطول ذكرها ینادیان بصحة ما ذكرنا فی الوجه الأول فتأمل.
«5»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ كُلَیْبِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الصَّیْدَاوِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَا یَمْنَعُكُمْ إِذَا كَلَّمَكُمُ النَّاسُ أَنْ تَقُولُوا (1) ذَهَبْنَا مِنْ حَیْثُ ذَهَبَ اللَّهُ وَ اخْتَرْنَا مِنْ حَیْثُ اخْتَارَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَارَ مُحَمَّداً وَ اخْتَارَ لَنَا (2) آلَ مُحَمَّدٍ فَنَحْنُ مُتَمَسِّكُونَ بِالْخِیَرَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (3).
ص: 326
باب 2 احتجاج الشیخ السدید المفید (1) رحمه اللّٰه علی عمر فی الرؤیا
«1»-ج، الإحتجاج حَدَّثَ الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّیُّ بِالرَّمْلَةِ فِی شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ عَنِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: رَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ سَنَةً مِنَ السِّنِینَ كَأَنِّی قَدْ اجْتَزْتُ فِی بَعْضِ الطُّرُقِ فَرَأَیْتُ حَلْقَةً دَائِرَةً فِیهَا نَاسٌ كَثِیرَةٌ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا هَذِهِ حَلْقَةٌ فِیهَا رَجُلٌ یَقُصُّ فَقُلْتُ مَنْ هُوَ قَالُوا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَفَرَّقْتُ الْحَلْقَةَ (2) فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ یَتَكَلَّمُ عَلَی النَّاسِ بِشَیْ ءٍ لَمْ أُحَصِّلْهُ (3) فَقَطَعْتُ عَلَیْهِ الْكَلَامَ وَ قُلْتُ أَیُّهَا الشَّیْخُ أَخْبِرْنِی مَا وَجْهُ الدَّلَالَةِ عَلَی فَضْلِ صَاحِبِكَ أَبِی بَكْرٍ عَتِیقِ بْنِ أَبِی قُحَافَةَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی ثانِیَ اثْنَیْنِ إِذْ هُما فِی الْغارِ (4) فَقَالَ وَجْهُ الدَّلَالَةِ عَلَی أَبِی بَكْرٍ (5) مِنْ هَذِهِ الْآیَةِ فِی سِتَّةِ مَوَاضِعَ الْأَوَّلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی ذَكَرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ فَجَعَلَهُ ثَانِیَهُ فَقَالَ ثانِیَ اثْنَیْنِ إِذْ هُما فِی الْغارِ
ص: 327
وَ الثَّانِی أَنَّهُ وَصَفَهُمَا بِالاجْتِمَاعِ فِی مَكَانٍ وَاحِدٍ لِتَأْلِیفِهِ بَیْنَهُمَا فَقَالَ إِذْ هُما فِی الْغارِ وَ الثَّالِثُ أَنَّهُ أَضَافَهُ إِلَیْهِ بِذِكْرِ الصُّحْبَةِ لِیَجْمَعَ بَیْنَهُمَا فِیمَا تَقْتَضِی (1) الرُّتْبَةَ فَقَالَ إِذْ یَقُولُ لِصاحِبِهِ وَ الرَّابِعُ أَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْ شَفَقَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهِ وَ رِفْقِهِ بِهِ لِمَوْضِعِهِ عِنْدَهُ فَقَالَ لا تَحْزَنْ وَ الْخَامِسُ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ اللَّهَ مَعَهُمَا عَلَی حَدٍّ سَوَاءٍ نَاصِراً لَهُمَا وَ دَافِعاً عَنْهُمَا فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا وَ السَّادِسُ أَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْ نُزُولِ السَّكِینَةِ عَلَی أَبِی بَكْرٍ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ تُفَارِقْهُ السَّكِینَةُ قَطُّ قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلَیْهِ فَهَذِهِ سِتَّةُ مَوَاضِعَ تَدُلُّ عَلَی فَضْلِ أَبِی بَكْرٍ مِنْ آیَةِ الْغَارِ لَا یُمْكِنُكَ وَ لَا لِغَیْرِكَ الطَّعْنُ فِیهَا فَقُلْتُ لَهُ حَبَّرْتَ (2) بِكَلَامِكَ فِی الِاحْتِجَاجِ لِصَاحِبِكَ عَنْهُ وَ إِنِّی بِعَوْنِ اللَّهِ سَأَجْعَلُ جَمِیعَ مَا أَتَیْتَ بِهِ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّیحُ فِی یَوْمٍ عاصِفٍ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی ذَكَرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ أَبَا بَكْرٍ ثَانِیَهُ فَهُوَ إِخْبَارٌ عَنِ الْعَدَدِ لَعَمْرِی لَقَدْ كَانَا اثْنَیْنِ فَمَا فِی ذَلِكَ مِنَ الْفَضْلِ فَنَحْنُ نَعْلَمُ ضَرُورَةً أَنَّ مُؤْمِناً وَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِناً وَ كَافِراً اثْنَانِ فَمَا أَرَی لَكَ فِی ذِكْرِ الْعَدَدِ طَائِلًا تَعْتَمِدُهُ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ وَصَفَهُمَا بِالاجْتِمَاعِ فِی الْمَكَانِ فَإِنَّهُ كَالْأَوَّلِ لِأَنَّ الْمَكَانَ یَجْمَعُ الْمُؤْمِنَ وَ الْكَافِرَ كَمَا یَجْمَعُ الْعَدَدُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْكُفَّارَ وَ أَیْضاً فَإِنَّ مَسْجِدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَشْرَفُ مِنَ الْغَارِ وَ قَدْ جَمَعَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ الْكُفَّارَ وَ فِی ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 328
فَما لِ الَّذِینَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِینَ عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِینَ (1) وَ أَیْضاً فَإِنَّ سَفِینَةَ نُوحٍ قَدْ جَمَعَتِ النَّبِیَّ وَ الشَّیْطَانَ وَ الْبَهِیمَةَ (2) وَ الْمَكَانُ لَا یَدُلُّ عَلَی مَا أَوْجَبْتَ مِنَ الْفَضِیلَةِ فَبَطَلَ فَضْلَانِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ أَضَافَهُ إِلَیْهِ بِذِكْرِ الصُّحْبَةِ فَإِنَّهُ أَضْعَفُ مِنَ الْفَضْلَیْنِ الْأَوَّلَیْنِ لِأَنَّ اسْمَ الصُّحْبَةِ یَجْمَعُ الْمُؤْمِنَ وَ الْكَافِرَ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ یُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِی خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (3) وَ أَیْضاً فَإِنَّ اسْمَ الصُّحْبَةِ یُطْلَقُ بَیْنَ الْعَاقِلِ وَ بَیْنَ الْبَهِیمَةِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ الَّذِی نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِهِمْ لِقَوْلِ اللَّهِ (4) عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ (5) أَنَّهُمْ سَمَّوُا الْحِمَارَ صَاحِباً فَقَالُوا:
شِعْراً:
إِنَّ الْحِمَارَ مَعَ الْحِمَارِ مَطِیَّةٌ*** فَإِذَا خَلَوْتُ بِهِ فَبِئْسَ الصَّاحِبُ
وَ أَیْضاً فَقَدْ سَمَّوُا الْجَمَادَ مَعَ الْحَیِّ صَاحِباً فَقَالُوا ذَلِكَ فِی السَّیْفِ وَ قَالُوا (6)
زُرْتُ هِنْداً وَ ذَاكَ غَیْرَ اخْتِیَانٍ (7)*** وَ مَعِی صَاحِبٌ كَتُومُ اللِّسَانِ
یَعْنِی السَّیْفَ فَإِذَا كَانَ اسْمُ الصُّحْبَةِ تَقَعُ بَیْنَ الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ بَیْنَ الْعَاقِلِ وَ
ص: 329
الْبَهِیمَةِ وَ بَیْنَ الْحَیَوَانِ وَ الْجَمَادِ فَأَیُّ حُجَّةٍ لِصَاحِبِكَ فِیهِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ قَالَ لا تَحْزَنْ فَإِنَّهُ وَبَالٌ عَلَیْهِ وَ مَنْقَصَةٌ لَهُ وَ دَلِیلٌ عَلَی خَطَائِهِ لِأَنَّ قَوْلَهُ لا تَحْزَنْ نَهْیٌ وَ صُورَةُ النَّهْیِ قَوْلُ الْقَائِلِ لَا تَفْعَلْ فَلَا یَخْلُو أَنْ یَكُونَ الْحُزْنُ وَقَعَ مِنْ أَبِی بَكْرٍ طَاعَةً أَوْ مَعْصِیَةً فَإِنْ كَانَ طَاعَةً فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَنْهَی عَنِ الطَّاعَاتِ بَلْ یَأْمُرُ بِهَا وَ یَدْعُو إِلَیْهَا وَ إِنْ كَانَ مَعْصِیَةً فَقَدْ نَهَاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهَا وَ قَدْ شَهِدَتِ الْآیَةُ بِعِصْیَانِهِ بِدَلِیلِ أَنَّهُ نَهَاهُ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ مَعَهُ وَ عَبَّرَ عَنْ نَفْسِهِ بِلَفْظِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (1) وَ قَدْ قِیلَ أَیْضاً فِی هَذَا إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ حُزْنِی عَلَی أَخِیكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَا كَانَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا أَیْ مَعِی وَ مَعَ أَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ السَّكِینَةَ نَزَلَتْ عَلَی أَبِی بَكْرٍ فَإِنَّهُ تَرْكٌ لِلظَّاهِرِ لِأَنَّ الَّذِی نَزَلَتْ عَلَیْهِ السَّكِینَةُ هُوَ الَّذِی أَیَّدَهُ بِالْجُنُودِ كَذَا یَشْهَدُ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ فِی قَوْلِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلَیْهِ وَ أَیَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها فَإِنْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ صَاحِبَ السَّكِینَةِ فَهُوَ صَاحِبُ الْجُنُودِ فَفِی هَذَا إِخْرَاجُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ النُّبُوَّةِ عَلَی أَنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ لَوْ كَتَمْتَهُ عَلَی صَاحِبِكَ لَكَانَ خَیْراً لَهُ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَنْزَلَ السَّكِینَةَ عَلَی النَّبِیِّ فِی مَوْضِعَیْنِ كَانَ مَعَهُ قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ فَشَرَّكَهُمْ فِیهَا فَقَالَ فِی أَحَدِ الْمَوْضِعَیْنِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلی رَسُولِهِ وَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی (2) وَ قَالَ فِی الْمَوْضِعِ الْآخَرِ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلی رَسُولِهِ وَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها (3)
ص: 330
وَ لَمَّا كَانَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ خَصَّهُ وَحْدَهُ بِالسَّكِینَةِ فَقَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلَیْهِ فَلَوْ كَانَ مَعَهُ مُؤْمِنٌ لَشَرَّكَهُ مَعَهُ فِی السَّكِینَةِ كَمَا شَرَّكَ مَنْ ذَكَرْنَا قَبْلَ هَذَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَدَلَّ إِخْرَاجُهُ مِنَ السَّكِینَةِ عَلَی إِخْرَاجِهِ مِنَ الْإِیمَانِ فَلَمْ یُحِرْ جَوَاباً وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ اسْتَیْقَظْتُ مِنْ نَوْمِی (1).
أقول: روی الكراجكی رحمه اللّٰه فی كنز الفوائد مثله (2).
ص: 331
باب 3 احتجاج السید المرتضی (1) قدس اللّٰه روحه فی تفضیل الأئمة علیهم السلام بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله علی جمیع الخلق ذكره فی رسالته الموسومة بالرسالة الباهرة فی العترة الطاهرة*
«1»-ج، الإِحتجاجُ قَالَ: وَ مِمَّا یَدُلُّ أَیْضاً عَلَی تَقْدِیمِهِمْ وَ تَعْظِیمِهِمْ عَلَی الْبَشَرِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی دَلَّنَا عَلَی أَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِهِمْ كَالْمَعْرِفَةِ بِهِ تَعَالَی فِی أَنَّهَا إِیمَانٌ وَ إِسْلَامٌ وَ أَنَّ الْجَهْلَ بِهِمْ وَ الشَّكَّ فِیهِمْ كَالْجَهْلِ بِهِ وَ الشَّكِّ فِیهِ فِی أَنَّهُ كُفْرُ وَ خُرُوجٌ مِنَ الْإِیمَانِ وَ هَذِهِ مَنْزِلَةٌ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ إِلَّا لِنَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَعْدَهُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَی جَمَاعَتِهِمْ السَّلَامُ لِأَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِنُبُوَّةِ الْأَنْبِیَاءِ الْمُتَقَدِّمَیْنِ مِنْ آدَمَ علیه السلام إِلَی عِیسَی علیه السلام أَجْمَعِینَ غَیْرُ وَاجِبَةٍ عَلَیْنَا وَ لَا تَعَلُّقَ لَهَا بِشَیْ ءٍ مِنْ تَكَالِیفِنَا وَ لَوْ لَا أَنَّ الْقُرْآنَ وَرَدَ بِنُبُوَّةِ مَنْ سُمِّیَ فِیهِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ الْمُتَقَدِّمَیْنِ فَعَرَفْنَاهُمْ تَصْدِیقاً لِلْقُرْآنِ وَ إِلَّا فَلَا وَجْهَ لِوُجُوبِ مَعْرِفَتِهِمْ عَلَیْنَا وَ لَا تَعَلُّقَ لَهَا بِشَیْ ءٍ مِنْ أَحْوَالِ تَكْلِیفِنَا (2) وَ بَقِیَ عَلَیْنَا أَنْ نَدُلَّ عَلَی أَنَّ الْأَمْرَ عَلَی مَا ادَّعَیْنَاهُ
ص: 332
وَ الَّذِی یَدُلُّ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِإِمَامَةِ مَنْ ذَكَرْنَاهُ علیه السلام مِنْ جُمْلَةِ الْإِیمَانِ وَ أَنَّ الْإِخْلَالَ بِهَا كُفْرٌ وَ رُجُوعٌ عَنِ الْإِیمَانِ إِجْمَاعُ الشِّیعَةِ الْإِمَامِیَّةِ عَلَی ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ وَ إِجْمَاعُهُمْ حُجَّةٌ بِدَلَالَةِ أَنَّ قَوْلَ الْحُجَّةِ الْمَعْصُومِ الَّذِی قَدْ دَلَّتِ الْعُقُولُ عَلَی وُجُودِهِ فِی كُلِّ زَمَانٍ فِی جُمْلَتِهِمْ وَ فِی زُمْرَتِهِمْ وَ قَدْ دَلَّلْنَا عَلَی هَذِهِ الطَّرِیقَةِ فِی مَوَاضِعَ كَثِیرَةٍ مِنْ كُتُبِنَا وَ اسْتَوْفَیْنَاهَا فِی جَوَابِ التَّبَّانِیَّاتِ خَاصَّةً وَ فِی كِتَابِ نُصْرَةِ مَا انْفَرَدَتْ بِهِ الشِّیعَةُ الْإِمَامِیَّةُ مِنَ الْمَسَائِلِ الْفِقْهِیَّةِ فَإِنَّ هَذَا الْكِتَابَ مَبْنِیٌّ عَلَی صِحَّةِ هَذَا الْأَصْلِ وَ یُمْكِنُ أَنْ یُسْتَدَلَّ عَلَی وُجُوبِ الْمَعْرِفَةِ بِهِمْ علیهم السلام بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ مُضَافاً إِلَی مَا بَیَّنَّاهُ مِنْ إِجْمَاعِ الْإِمَامِیَّةِ وَ ذَلِكَ أَنَّ جَمِیعَ أَصْحَابِ الشَّافِعِیِّ یَذْهَبُونَ إِلَی أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَی نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله فِی التَّشَهُّدِ الْأَخِیرِ فَرْضٌ وَاجِبٌ وَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ مَنْ أَخَلَّ بِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ (1) وَ أَكْثَرُهُمْ یَقُولُ إِنَّ الصَّلَاةَ فِی هَذَا التَّشَهُّدِ عَلَی آلِ النَّبِیِّ عَلَیْهِمُ الصَّلَوَاتُ فِی الْوُجُوبِ وَ اللُّزُومِ وَ وُقُوفِ إِجْزَاءِ الصَّلَاةِ عَلَیْهَا كَالصَّلَاةِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْبَاقُونَ مِنْهُمْ یَذْهَبُونَ إِلَی أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَی الْآلِ مُسْتَحَبَّةٌ وَ لَیْسَتْ بِوَاجِبَةٍ فَعَلَی الْقَوْلِ الْأَوَّلِ لَا بُدَّ لِكُلِّ مَنْ وَجَبَتْ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ مِنْ مَعْرِفَتِهِمْ مِنْ حَیْثُ كَانَ وَاجِباً عَلَیْهِ الصَّلَاةُ عَلَیْهِمْ فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَیْهِمْ فَرْعٌ عَلَی الْمَعْرِفَةِ بِهِمْ وَ مَنْ ذَهَبَ إِلَی أَنَّ ذَلِكَ مُسْتَحَبٌّ فَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْعِبَادَةِ وَ إِنْ كَانَ مَسْنُوناً مُسْتَحَبّاً وَ التَّعَبُّدُ بِهِ یَقْتَضِی التَّعَبُّدَ بِمَا لَا یَتِمُّ إِلَّا بِهِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ وَ مَنْ عَدَا أَصْحَابِ الشَّافِعِیِّ لَا یُنْكِرُونَ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ فِی التَّشَهُّدِ مُسْتَحَبَّةٌ وَ أَیُّ شُبْهَةٍ تَبْقَی مَعَ هَذَا فِی أَنَّهُمْ علیهم السلام أَفْضَلُ النَّاسِ وَ أَجَلُّهُمْ وَ ذِكْرُهُمْ وَاجِبٌ فِی الصَّلَاةِ وَ عِنْدَ أَكْثَرِ الْأُمَّةِ مِنَ الشِّیعَةِ الْإِمَامِیَّةِ وَ جُمْهُورِ أَصْحَابِ الشَّافِعِیِّ أَنَّ الصَّلَاةَ تَبْطُلُ بِتَرْكِهِ وَ هَلْ مِثْلُ هَذِهِ الْفَضِیلَةِ لِمَخْلُوقٍ سِوَاهُمْ أَوْ تَتَعَدَّاهُمْ وَ مِمَّا یُمْكِنُ الِاسْتِدْلَالُ بِهِ عَلَی ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ أَلْهَمَ جَمِیعَ الْقُلُوبِ وَ غَرَسَ
ص: 333
فِی كُلِّ النُّفُوسِ تَعْظِیمَ شَأْنِهِمْ وَ إِجْلَالَ قَدْرِهِمْ عَلَی تَبَایُنِ مَذَاهِبِهِمْ وَ اخْتِلَافِ دِیَانَاتِهِمْ وَ نِحَلِهِمْ وَ مَا اجْتَمَعَ (1) هَؤُلَاءِ الْمُخْتَلِفُونَ الْمُتْبَایِنُونَ مَعَ تَشَتُّتِ الْأَهْوَاءِ وَ تَشَعُّبِ الْآرَاءِ عَلَی شَیْ ءٍ كَإِجْمَاعِهِمْ عَلَی تَعْظِیمِ مَنْ ذَكَرْنَاهُ وَ إِكْبَارِهِمْ أَنَّهُمْ (2) یَزُورُونَ قُبُورَهُمْ وَ یَقْصِدُونَ مِنْ شَاحِطِ الْبِلَادِ وَ شَاطِئِهَا (3) مَشَاهِدَهُمْ وَ مَدَافِنَهُمْ وَ الْمَوَاضِعَ الَّتِی وُسِمَتْ (4) بِصَلَاتِهِمْ فِیهَا وَ حُلُولِهِمْ بِهَا وَ یُنْفِقُونَ فِی ذَلِكَ الْأَمْوَالَ وَ یَسْتَنْفِدُونَ الْأَحْوَالَ فَقَدْ أَخْبَرَنِی مَنْ لَا أُحْصِیهِ كَثْرَةً أَنَّ أَهْلَ نَیْسَابُورَ وَ مَنْ وَالاهَا مِنْ تِلْكَ الْبُلْدَانِ یَخْرُجُونَ فِی كُلِّ سَنَةٍ إِلَی طُوسَ لِزِیَارَةِ الْإِمَامِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا بِالْجِمَالِ الْكَثِیرَةِ وَ الْأُهْبَةِ (5) الَّتِی لَا تُوجَدُ مِثْلُهَا إِلَّا لِلْحَجِّ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ (6) وَ هَذَا مَعَ الْمَعْرُوفِ مِنِ انْحِرَافِ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَنْ هَذِهِ الْجِهَةِ وَ ازْوِرَارِهِمْ (7) عَنْ هَذَا الشِّعْبِ وَ مَا تَسْخِیرُ هَذِهِ الْقُلُوبِ الْقَاسِیَةِ وَ عَطْفُ هَذِهِ الْأُمَمِ الْبَائِنَةِ (8) إِلَّا كَالْخَارِقِ لِلْعَادَاتِ وَ الْخَارِجِ عَنِ الْأُمُورِ الْمَأْلُوفَاتِ وَ إِلَّا فَمَا الْحَامِلُ لِلْمُخَالِفِینَ لِهَذِهِ النِّحْلَةِ الْمُنْحَازِینَ عَنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ (9) عَلَی أَنْ یُرَاوِحُوا هَذِهِ الْمَشَاهِدَ وَ یُغَادُوهَا وَ یَسْتَنْزِلُوا عِنْدَهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَی الْأَرْزَاقَ وَ یَسْتَفْتِحُوا الْأَغْلَالَ (10) وَ یَطْلُبُوا بِبَرَكَاتِهَا (11) الْحَاجَاتِ
ص: 334
وَ یَسْتَدْفِعُوا الْبَلِیَّاتِ وَ الْأَحْوَالُ الظَّاهِرَةُ كُلُّهَا لَا تُوجِبُ ذَلِكَ وَ لَا تَقْتَضِیهِ وَ لَا تَسْتَدْعِیهِ وَ إِلَّا فَعَلُوا ذَلِكَ فِیمَنْ یَعْتَقِدُونَهُمْ وَ أَكْثَرُهُمْ یَعْتَقِدُونَ إِمَامَتَهُ وَ فَرْضَ طَاعَتِهِ وَ إِنَّهُ فِی الدِّیَانَةِ مُوَافِقٌ لَهُمْ غَیْرُ مُخَالِفٍ وَ مُسَاعِدٌ غَیْرُ مُعَانِدٍ وَ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ یَكُونُوا فَعَلُوا ذَلِكَ لِدَاعٍ مِنْ دَوَاعِی الدُّنْیَا فَإِنَّ الدُّنْیَا عِنْدَ غَیْرِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ مَوْجُودَةٌ وَ عِنْدَهَا هِیَ مَفْقُودَةٌ وَ لَا لِتَقِیَّةٍ وَ اسْتِصْلَاحٍ فَإِنَّ التَّقِیَّةَ هِیَ فِیهِمْ لَا مِنْهُمْ وَ لَا خَوْفَ مِنْ جِهَتِهِمْ وَ لَا سُلْطَانَ لَهُمْ وَ كُلُّ خَوْفٍ إِنَّمَا هُوَ عَلَیْهِمْ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا دَاعِی الدِّینِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْأَمْرُ الْغَرِیبُ الْعَجِیبُ الَّذِی لَا یَنْفَذُ فِی مِثْلِهِ إِلَّا مَشِیَّةُ اللَّهِ (1) وَ قُدْرَةُ الْقَهَّارِ الَّتِی تُذَلِّلُ الصِّعَابَ وَ تَقُودُ بِأَزِمَّتِهَا الرِّقَابَ وَ لَیْسَ لِمَنْ جَهِلَ هَذِهِ الْمَزِیَّةَ أَوْ تَجَاهَلَهَا وَ تَعَامَی عَنْهَا وَ هُوَ یُبْصِرُهَا أَنْ یَقُولَ إِنَّ الْعِلَّةَ فِی تَعْظِیمِ غَیْرِ فِرَقِ الشِّیعَةِ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَیْسَتْ مَا عَظَّمْتُمُوهُ وَ فَخَّمْتُمُوهُ وَ ادَّعَیْتُمْ خَرْقَهُ لِلْعَادَةِ وَ خُرُوجَهُ مِنَ الطَّبِیعَةِ بَلْ هِیَ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ مِنْ عِتْرَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُلُّ مَنْ عَظَّمَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ لِعِتْرَتِهِ (2) وَ أَهْلِ بَیْتِهِ مُعَظِّماً مُكْرِماً وَ إِذَا انْضَافَ إِلَی الْقَرَابَةِ الزُّهْدُ وَ هَجْرُ الدُّنْیَا وَ الْعِفَّةُ وَ الْعِلْمُ زَادَ الْإِجْلَالُ وَ الْإِكْرَامُ لِزِیَادَةِ أَسْبَابِهِمَا وَ الْجَوَابُ عَنْ هَذِهِ الشُّبْهَةِ الضَّعِیفَةِ إِنْ شَارَكَ (3) أَئِمَّتَنَا علیهم السلام فِی حَسَبِهِمْ وَ نَسَبِهِمْ وَ قَرَابَاتِهِمْ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله غَیْرُهُمْ وَ كَانَتْ لِكَثِیرٍ مِنْهُمْ عِبَادَاتٌ ظَاهِرَةٌ وَ زَهَادَةٌ فِی الدُّنْیَا بَادِیَةٌ وَ سِمَاتٌ جَمِیلَةٌ وَ صِفَاتٌ حَسَنَةٌ مِنْ وُلْدِ أَبِیهِمْ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ (4) رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَمَا رَأَیْنَا مِنَ الْإِجْمَاعِ عَلَی تَعْظِیمِهِمْ وَ زِیَارَةِ مَدَافِنِهِمْ وَ الِاسْتِشْفَاعِ بِهِمْ فِی
ص: 335
الْأَغْرَاضِ وَ الِاسْتِدْفَاعِ بِمَكَانِهِمْ لِلْأَعْرَاض وَ الْأَمْرَاضِ وَ مَا وَجَدْنَا مُشَاهِداً مُعَایِناً فِی هَذَا الشِّرَاكِ (1) أَلَا فَمَنْ ذَا الَّذِی أُجْمِعَ عَلَی فَرْطِ إِعْظَامِهِ وَ إِجْلَالِهِ مِنْ سَائِرِ صُنُوفِ الْعِتْرَةِ فِی هَذِهِ الْحَالَةِ یَجْرِی مَجْرَی الْبَاقِرِ وَ الصَّادِقِ وَ الْكَاظِمِ وَ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ لِأَنَّ مَنْ عَدَا مَنْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ صُلَحَاءِ الْعِتْرَةِ وَ زُهَّادِهَا مِمَّنْ یُعَظِّمُهُ فَرِیقٌ مِنَ الْأُمَّةِ وَ یُعْرِضُ عَنْهُ فَرِیقٌ وَ مَنْ عَظَّمَهُ مِنْهُمْ وَ قَدَّمَهُ لَا یَنْتَهِی فِی الْإِجْلَالِ وَ الْإِعْظَامِ إِلَی الْغَایَةِ الَّتِی یَنْتَهِی إِلَیْهَا مَنْ ذَكَرْنَاهُ وَ لَوْ لَا أَنَّ تَفْصِیلَ هَذِهِ الْجُمْلَةِ مَلْحُوظٌ مَعْلُومٌ لَفَصَّلْنَاهَا عَلَی طُولِ ذَلِكَ وَ لَأَسْمَیْنَا مَنْ كَنَّیْنَا عَنْهُ وَ نَظَرْنَا بَیْنَ كُلِّ مُعَظَّمٍ مُقَدَّمٍ مِنَ الْعِتْرَةِ لِیُعْلَمَ أَنَّ الَّذِی ذَكَرْنَاهُ هُوَ الْحَقٌ الْوَاضِحُ وَ مَا عَدَاهُ هُوَ الْبَاطِلُ الْمَاضِحُ (2) وَ بَعْدُ فَمَعْلُومٌ ضَرُورَةً أَنَّ الْبَاقِرَ وَ الصَّادِقَ وَ مَنَ وَلِیَهُمَا مِنَ الْأَئِمَّةِ (3) صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ كَانُوا فِی الدِّیَانَةِ وَ الِاعْتِقَادِ (4) وَ مَا یُفْتُونَ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ عَلَی خِلَافِ مَا یَذْهَبُ إِلَیْهِ مُخَالِفُو الْإِمَامِیَّةِ وَ إِنْ ظَهَرَ شَكٌّ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَا شَكَّ وَ لَا شُبْهَةَ عَلَی مُنْصِفٍ فِی أَنَّهُمْ لَمْ یَكُونُوا عَلَی مَذْهَبِ الْفِرْقَةِ الْمُخْتَلِفَةِ الْمُجْتَمِعَةِ (5) عَلَی تَعْظِیمِهِمْ وَ التَّقَرُّبِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی بِهِمْ وَ كَیْفَ یَعْتَرِضُ رَیْبٌ فِیمَا ذَكَرْنَاهُ وَ مَعْلُومٌ ضَرُورَةً أَنَّ شُیُوخَ الْإِمَامِیَّةِ وَ سَلَفَهُمْ فِی تِلْكَ الْأَزْمَانِ كَانُوا بِطَانَةً لِلصَّادِقِ (6) وَ الْكَاظِمِ وَ الْبَاقِرِ علیهم السلام وَ مُلَازِمِینَ لَهُمْ وَ مُتَمَسِّكِینَ
ص: 336
بِهِمْ وَ مُظْهِرِینَ أَنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ یَعْتَقِدُونَهُ وَ یَنْتَحِلُونَهُ وَ یُصَحِّحُونَهُ أَوْ یُبْطِلُونَهُ فَعَنْهُمْ تَلَقَّنُوهُ وَ مِنْهُمْ أَخَذُوهُ فَلَوْ لَمْ یَكُونُوا عَنْهُمْ بِذَلِكَ (1) رَاضِینَ وَ عَلَیْهِ مُقِرِّینَ لَأَبَوْا عَلَیْهِمْ نِسْبَةَ تِلْكَ الْمَذَاهِبِ إِلَیْهِمْ وَ هُمْ مِنْهَا بَرِیئُونَ خَلِیُّونَ وَ لَنَفَوْا مَا بَیْنَهُمْ مِنْ مُوَاصَلَةٍ وَ مُجَالَسَةٍ وَ مُلَازَمَةٍ وَ مُوَالاةٍ وَ مُصَافَاةٍ وَ مَدْحٍ وَ إِطْرَاءٍ وَ ثَنَاءٍ وَ لَأَبْدَلُوهُ بِالذَّمِّ وَ اللَّوْمِ وَ الْبَرَاءَةِ وَ الْعَدَاوَةِ فَلَوْ لَمْ یَكُونُوا علیهم السلام لِهَذِهِ الْمَذَاهِبِ مُعْتَقِدِینَ وَ بِهَا رَاضِینَ (2) لَبَانَ لَنَا وَ اتَّضَحَ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ إِلَّا هَذِهِ الدَّلَالَةُ لَكَفَتْ وَ أَغْنَتْ وَ كَیْفَ یَطِیبُ قَلْبُ عَاقِلٍ أَوْ یَسُوغُ فِی الدِّینِ لِأَحَدٍ أَنْ یُعَظِّمَ فِی الدِّینِ مَنْ هُوَ عَلَی خِلَافِ مَا یَعْتَقِدُ أَنَّهُ الْحَقُّ وَ مَا سِوَاهُ بَاطِلٌ ثُمَّ یَنْتَهِی فِی التَّعْظِیمَاتِ وَ الْكَرَامَاتِ إِلَی أَبْعَدِ الْغَایَاتِ وَ أَقْصَی النِّهَایَاتِ وَ هَلْ جَرَتْ بِمِثْلِ هَذَا (3) عَادَةٌ أَوْ مَضَتْ عَلَیْهِ سُنَّةٌ أَ وَ لَا یَرَوْنَ أَنَّ الْإِمَامِیَّةَ لَا تَلْتَفِتُ إِلَی مَنْ خَالَفَهَا مِنَ الْعِتْرَةِ وَ حَادَ عَنْ جَادَّتِهَا فِی الدِّیَانَةِ وَ مَحَجَّتِهَا فِی الْوَلَایَةِ وَ لَا تَسْمَحُ لَهُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْمَدْحِ وَ التَّعْظِیمِ فَضْلًا عَنْ غَایَتِهِ وَ أَقْصَی نِهَایَتِهِ بَلْ تَتَبَرَّأُ مِنْهُ وَ تُعَادِیهِ وَ تُجْرِیهِ فِی جَمِیعِ الْأَحْكَامِ مَجْرَی مَنْ لَا نَسَبَ لَهُ وَ لَا حَسَبَ لَهُ وَ لَا قَرَابَةَ وَ لَا عُلْقَةَ وَ هَذَا یُوقِظُ عَلَی أَنَّ اللَّهَ خَرَقَ فِی هَذِهِ الْعِصَابَةِ الْعَادَاتِ وَ قَلَّبَ الْجِبِلَّاتِ لِیُبَیِّنَ مِنْ عَظِیمِ مَنْزِلَتِهِمْ وَ شَرِیفِ مَرْتِبَتِهِمْ وَ هَذِهِ فَضِیلَةٌ تَزِیدُ عَلَی الْفَضَائِلِ وَ تُرْبِی (4) عَلَی جَمِیعِ الْخَصَائِصِ وَ الْمَنَاقِبِ وَ كَفَی بِهَا بُرْهَاناً لَائِحاً وَ مِیزَاناً رَاجِحاً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (5)
ص: 337
«1»-قَالَ: أَحَدُ الدَّلَائِلِ عَلَی إِمَامَتِهِمْ علیهم السلام مَا ظَهَرَ مِنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ الَّتِی تَفَرَّقَتْ فِی فِرَقِ الْعَالِمِ فَحَصَلَ فِی كُلِّ فِرْقَةٍ فَنٌّ مِنْهَا (1) وَ اجْتَمَعَتْ فُنُونُهَا وَ سَائِرُ أَنْوَاعِهَا فِی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام أَ لَا تَرَی مَا رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَبْوَابِ التَّوْحِیدِ وَ الْكَلَامَ الْبَاهِرَ الْمُفِیدَ مِنَ الْخُطَبِ وَ عُلُومِ الدِّینِ وَ أَحْكَامِ الشَّرِیعَةِ وَ تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مَا زَادَ عَلَی كَلَامِ جَمِیعِ الْخُطَبَاءِ وَ الْعُلَمَاءِ وَ الْفُصَحَاءِ حَتَّی أَخَذَ عَنْهُ الْمُتَكَلِّمُونَ وَ الْفُقَهَاءُ وَ الْمُفَسِّرُونَ وَ نَقَلَ أَهْلُ الْعَرَبِیَّةِ عَنْهُ أُصُولَ الْإِعْرَابِ وَ مَعَانِیَ اللُّغَاتِ وَ قَالَ فِی الطِّبِّ مَا اسْتَفَادَ مِنْهُ الْأَطِبَّاءُ وَ فِی الْحِكْمَةِ وَ الْوَصَایَا وَ الْآدَابِ مَا أَرْبَی عَلَی كَلَامِ جَمِیعِ الْحُكَمَاءِ وَ فِی النُّجُومِ وَ عِلْمِ الْآثَارِ مَا اسْتَفَادَهُ مِنْ جِهَتِهِ جَمِیعُ أَهْلِ الْمِلَلِ وَ الْآرَاءِ ثُمَّ قَدْ نَقَلَتِ الطَّوَائِفُ عَمَّنْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ أَبْنَائِهِ علیهم السلام مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ فِی جَمِیعِ الْأَنْحَاءِ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ فِی فَضْلِهِمْ وَ عُلُوِّ دَرَجَتِهِمْ فِی ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ اثْنَانِ فَقَدْ ظَهَرَ عَنِ الْبَاقِرِ وَ الصَّادِقِ علیهما السلام لَمَّا تَمَكَّنَا مِنَ الْإِظْهَارِ وَ زَالَتْ عَنْهُمَا التَّقِیَّةُ الَّتِی كَانَتْ عَلَی سَیِّدِ الْعَابِدِینَ علیه السلام مِنَ الْفَتَاوِی فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْمَسَائِلِ وَ الْأَحْكَامِ وَ رَوَی النَّاسُ عَنْهُمَا مِنْ عُلُومِ الْكَلَامِ وَ تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ وَ قِصَصِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمَغَازِی وَ السِّیَرِ وَ أَخْبَارِ الْعَرَبِ وَ مُلُوكِ الْأُمَمِ مَا سُمِّیَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِأَجْلِهِ بَاقِرَ الْعِلْمِ وَ رَوَی عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی أَبْوَابِهِ مِنْ مَشْهُورِی أَهْلِ الْعِلْمِ أَرْبَعَةُ آلَافِ إِنْسَانٍ
ص: 338
وَ صُنِّفَ مِنْ جَوَابَاتِهِ فِی الْمَسَائِلِ أَرْبَعُمِائَةِ كِتَابٍ هِیَ مَعْرُوفَةٌ بِكُتُبِ الْأُصُولِ رَوَاهَا أَصْحَابُهُ وَ أَصْحَابُ أَبِیهِ مِنْ قَبْلِهِ وَ أَصْحَابُ ابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ لَمْ یَبْقَ فَنٌّ مِنْ فُنُونِ الْعِلْمِ إِلَّا رُوِیَ عَنْهُ فِیهِ (1) أَبْوَابٌ وَ كَذَلِكَ (كَانَتْ) حَالُ ابْنِهِ مُوسَی علیه السلام مِنْ بَعْدِهِ فِی إِظْهَارِ الْعُلُومِ إِلَی أَنْ حَبَسَهُ الرَّشِیدُ وَ مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ وَ قَدِ انْتَشَرَ أَیْضاً عَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ ابْنِهِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ ذَلِكَ مَا شُهْرَةُ جُمْلَتِهِ تُغْنِی عَنْ تَفْصِیلِهِ وَ كَذَلِكَ كَانَتْ سَبِیلُ أَبِی الْحَسَنِ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیَّیْنِ علیهما السلام وَ إِنَّمَا كَانَتِ الرِّوَایَةُ عَنْهُمَا أَقَلَّ لِأَنَّهُمَا كَانَا مَحْبُوسَیْنِ فِی عَسْكَرِ السُّلْطَانِ مَمْنُوعَیْنِ مِنَ الِانْبِسَاطِ فِی الْفُتْیَا وَ أَنْ یَلْقَاهُمَا (2) كُلُّ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ إِذَا ثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ بَیْنُونَةُ أَئِمَّتِنَا علیهم السلام بِمَا وَصَفْنَاهُ عَنْ جَمِیعِ الْأَنَامِ وَ لَمْ یُمْكِنْ أَحَداً (3) أَنْ یَدَّعِیَ أَنَّهُمْ أَخَذُوا الْعِلْمَ عَنْ رِجَالِ الْعَامَّةِ أَوْ تَلَقَّنُوهُ (4) مِنْ رُوَاتِهِم وَ ثِقَاتِهِمْ (5) لِأَنَّهُمْ لَمْ یُرَوْا قَطُّ مُخْتَلِفِینِ إِلَی أَحَدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ فِی تَعَلُّمِ شَیْ ءٍ مِنَ الْعُلُومِ وَ لِأَنَّ مَا أُثِرَ عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ فَإِنَّ أَكْثَرَهُ لَمْ یُعْرَفْ إِلَّا مِنْهُمْ وَ لَمْ یَظْهَرْ إِلَّا عَنْهُمْ وَ عَلِمْنَا أَنَّ هَذِهِ الْعُلُومَ بِأَسْرِهَا قَدِ انْتَشَرَتْ عَنْهُمْ مَعَ غِنَاهُمْ عَنْ سَائِرِ النَّاسِ وَ تَیَقَّنَّا زِیَادَتَهُمْ فِی ذَلِكَ عَلَی كَافَّتِهِمْ وَ نُقْصَانَ جَمِیعِ الْعُلَمَاءِ عَنْ رُتْبَتِهِمْ ثَبَتَ (6) أَنَّهُمْ أَخَذُوهَا عَنِ النَّبِیِّ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ خَاصَّةً وَ أَنَّهُ قَدْ أَفْرَدَهُمْ بِهَا لِیَدُلَّ عَلَی إِمَامَتِهِمْ بِافْتِقَارِ النَّاسِ إِلَیْهِمْ فِیمَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ وَ غِنَاهُمْ عَنْهُمْ وَ لِیَكُونَ مَفْزَعاً لِأُمَّتِهِ فِی الدِّینِ وَ مَلْجَأً لَهُمْ فِی الْأَحْكَامِ وَ جَرَوْا فِی هَذَا التَّخْصِیصِ
ص: 339
مَجْرَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی تَخْصِیصِ اللَّهِ لَهُ بِإِعْلَامِهِ أَحْوَالَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَ إِفْهَامِهِ مَا فِی الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَقْرَأَ كِتَاباً أَوْ یَلْقَی أَحَداً مِنْ أَهْلِهِ هَذَا وَ قَدْ ثَبَتَ فِی الْعُقُولِ أَنَّ الْأَعْلَمَ الْأَفْضَلَ أَوْلَی بِالْإِمَامَةِ مِنَ الْمَفْضُولِ وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی (1) وَ قَوْلِهِ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ (2) وَ دَلَّ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِی قِصَّةِ طَالُوتَ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (3) أَنَّ التَّقَدُّمَ فِی الْعِلْمِ وَ الشَّجَاعَةِ مُوجِبٌ لِلتَّقَدُّمِ فِی الرِّئَاسَةِ وَ إِذَا كَانَ أَئِمَّتُنَا علیهم السلام أَعْلَمَ الْأُمَّةِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ الَّذِینَ اسْتَحَقُّوا الرِّئَاسَةَ عَلَی الْأَنَامِ عَلَی مَا قُلْنَاهُ دَلَالَةٌ أُخْرَی وَ مِمَّا یَدُلُّ عَلَی إِمَامَتِهِمْ أَیْضاً إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ عَلَی طَهَارَتِهِمْ وَ ظَاهِرِ عَدَالَتِهِمْ وَ عَدَمِ التَّعَلُّقِ عَلَیْهِمْ أَوْ عَلَی أَحَدٍ مِنْهُمْ بِشَیْ ءٍ یَشِینُهُ فِی دِیَانَتِهِ مَعَ اجْتِهَادِ أَعْدَائِهِمْ وَ مُلُوكِ أَزْمِنَتِهِمْ فِی الْغَضِّ مِنْهُمْ وَ الْوَضْعِ مِنْ أَقْدَارِهِمْ وَ التَّطَلُّبِ لِعَثَرَاتِهِمْ حَتَّی كَانُوا (4) یُقَرِّبُونَ مَنْ یُظْهِرُ عَدَاوَتَهُمْ وَ یُقْصُونَ (5) بَلْ یُحْفُونَ وَ یَنْفُونَ وَ یَقْتُلُونَ مَنْ یَتَحَقَّقُ بِوَلَایَتِهِمْ وَ هَذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ عِنْدَ مْنَ سَمِعَ بِأَخْبَارِ النَّاسِ فَلَوْلَا أَنَّهُمْ علیهم السلام كَانُوا عَلَی صِفَاتِ الْكَمَالِ مِنَ الْعِصْمَةِ وَ التَّأْیِیدِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی بِمَكَانٍ وَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ مَنَعَ بِلُطْفِهِ كُلَّ أَحَدٍ مِنْ أَنْ یَتَخَرَّصَ عَلَیْهِمْ بَاطِلًا أَوْ یَتَقَوَّلَ فِیهِمْ زُوراً لَمَّا سَمِعُوا علیهم السلام مِنْ ذَلِكَ عَلَی الْحَدِّ الَّذِی شَرَحْنَاهُ وَ لَا سِیَّمَا وَ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُمْ لَمْ یَكُونُوا مِمَّنْ لَا یُؤْبَهُ بِهِمْ وَ مِمَّنْ لَا یَدْعُو الدَّاعِیَ إِلَی
ص: 340
الْبَحْثِ عَنْ أَخْبَارِهِمْ لِخُمُولِهِمْ وَ انْقِطَاعِ آثَارِهِمْ بَلْ كَانُوا عَلَی أَعْلَی مَرْتَبَةٍ مِنْ تَعْظِیمِ الْخَلْقِ إِیَّاهُمْ وَ فِی الدَّرَجَةِ الرَّفِیعَةِ الَّتِی یَحْسُدُهُمْ عَلَیْهَا الْمُلُوكُ وَ یَتَمَنَّوْنَهَا لِأَنْفُسِهِمْ لِأَنَّ شِیعَتَهُمْ مَعَ كَثْرَتِهَا فِی الْخَلْقِ وَ غَلَبَتِهَا عَلَی أَكْثَرِ الْبِلَادِ اعْتَقَدَتْ فِیهِمُ الْإِمَامَةَ الَّتِی تُشَارِكُ النُّبُوَّةَ وَ ادَّعَتْ عَلَیْهِمُ (1) الْآیَاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ وَ الْعِصْمَةَ عَنِ الزَّلَّاتِ حَتَّی إِنَّ الْغُلَاةَ اعْتَقَدَتْ فِیهِمُ النُّبُوَّةَ وَ الْإِلَهِیَّةَ وَ كَانَ أَحَدُ أَسْبَابِ اعْتِقَادِهِمْ ذَلِكَ فِیهِمْ حُسْنَ آثَارِهِمْ وَ عُلُوَّ أَحْوَالِهِمْ وَ كَمَالَهُمْ فِی صِفَاتِهِمْ وَ قَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ فِیمَنْ حَصَلَ لَهُ جُزْءٌ مِنْ هَذِهِ النَّبَاهَةِ أَنْ لَا یَسْلَمَ مِنْ أَلْسِنَةِ أَعْدَائِهِ وَ نِسْبَتِهِمْ إِیَّاهُ إِلَی بَعْضِ الْعُیُوبِ الْقَادِحَةِ فِی الدِّیَانَةِ وَ الْأَخْلَاقِ فَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ أَئِمَّتَنَا علیهم السلام نَزَّهَهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ ثَبَتَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُتَوَلِّی لِجَمِیعِ الْخَلَائِقِ عَلَی ذَلِكَ بِلُطْفِهِ وَ جَمِیلِ صُنْعِهِ لَیَدُلَّ عَلَی أَنَّهُمْ حُجَجُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ السُّفَرَاءُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ الْأَرْكَانُ لِدِینِهِ وَ الْحَفَظَةُ لِشَرْعِهِ وَ هَذَا وَاضِحٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ دَلَالَةٌ أُخْرَی وَ مَا یَدُلُّ أَیْضاً عَلَی إِمَامَتِهِمْ علیهم السلام مَا حَصَلَ مِنَ الِاتِّفَاقِ عَلَی بِرِّهِمْ وَ عَدَالَتِهِمْ وَ عُلُوِّ قَدْرِهِمْ وَ طَهَارَتِهِمْ وَ قَدْ ثَبَتَ بِلَا شَكٍّ مَعْرِفَتُهُمْ لِكَثِیرٍ مِمَّنْ یَعْتَقِدُ إِمَامَتَهُمْ فِی أَیَّامِهِمْ وَ یَدِینُ اللَّهَ تَعَالَی بِعِصْمَتِهِمْ وَ النَّصُّ عَلَیْهِمْ وَ یَشْهَدُ بِالْمُعْجِزِ لَهُمْ وَ وَضَحَ أَیْضاً اخْتِصَاصُ هَؤُلَاءِ بِهِمْ وَ مُلَازَمَتُهُمْ إِیَّاهُمْ وَ نَقْلُهُمُ الْأَحْكَامَ وَ الْعُلُومَ عَنْهُمْ وَ حَمْلُهُمُ الزَّكَوَاتِ وَ الْأَخْمَاسَ إِلَیْهِمْ مَنْ أَنْكَرَ هَذَا أَوْ دَفَعَ كَانَ مُكَابراً دَافِعاً لِلْعِیَانِ بَعِیداً عَنْ مَعْرِفَةِ أَخْبَارِهِمْ فَقَدْ عَلِمَ كُلُّ مُحَصِّلٍ نَظَرَ فِی الْأَخْبَارِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ وَ أَبَا بَصِیرٍ وَ زُرَارَةَ بْنَ أَعْیَنَ وَ حُمْرَانَ وَ بُكَیْراً ابْنَیْ أَعْیَنَ وَ مُحَمَّدَ بْنَ نُعْمَانَ (2) الَّذِی یُلَقِّبُهُ الْعَامَّةُ شَیْطَانَ الطَّاقِ وَ بُرَیْدَ بْنَ مُعَاوِیَةَ الْعِجْلِیَّ وَ أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ وَ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیَّ وَ مُعَاوِیَةَ بْنَ عَمَّارٍ الدُّهْنِیَّ وَ غَیْرَ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ بَلَغُوا الْجَمْعَ الْكَثِیرَ وَ الْجَمَّ الْغَفِیرَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ الْحِجَازِ وَ خُرَاسَانَ
ص: 341
وَ فَارِسَ كَانُوا فِی وَقْتِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام رُؤَسَاءَ الشِّیعَةِ فِی الْحَدِیثِ وَ رُوَاةَ (1) الْحَدِیثِ وَ الْكَلَامِ وَ قَدْ صَنَّفُوا الْكُتُبَ وَ جَمَعُوا الْمَسَائِلَ وَ الرِّوَایَاتِ وَ أَضَافُوا أَكْثَرَ مَا اعْتَمَدُوهُ مِنَ الرِّوَایَةِ إِلَیْهِ وَ إِلَی أَبِیهِ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ كَانَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَتْبَاعٌ وَ تَلَامِذَةٌ فِی الْمَعْنَی الَّذِی یَنْفَرِدُ بِهِ وَ أَنَّهُمْ كَانُوا یَرْحَلُونَ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَی الْحِجَازِ فِی كُلِّ عَامٍ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ أَقَلَّ ثُمَّ یَرْجِعُونَ وَ یَحْكُونَ عَنْهُ الْأَقْوَالَ وَ یُسْنِدُونَ إِلَیْهِ الدَّلَالاتِ وَ كَانَتْ حَالُهُمْ فِی وَقْتِ الْكَاظِمِ وَ الرِّضَا علیهما السلام عَلَی هَذِهِ الصِّفَةِ وَ كَذَلِكَ إِلَی وَفَاةِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام وَ حَصَلَ الْعِلْمُ بِاخْتِصَاصِ هَؤُلَاءِ بِأَئِمَّتِنَا علیهم السلام كَمَا نَعْلَمُ اخْتِصَاصَ أَبِی یُوسُفَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (2) بِأَبِی حَنِیفَةَ وَ كَمَا نَعْلَمُ اخْتِصَاصَ الْمُزَنِیِّ وَ الرَّبِیعِ بِالشَّافِعِیِّ وَ اخْتِصَاصَ النَّظَّامِ بِأَبِی الْهُذَیْلِ وَ الْجَاحِظِ وَ الْأَسْوَارِیِّ بِالنَّظَّامِ وَ لَا فَرْقَ بَیْنَ مَنْ دَفَعَ الْإِمَامِیَّةَ عَمَّنْ ذَكَرْنَاهُ وَ مَنْ دَفَعَ مَنْ سَمَّیْنَاهُ عَمَّنْ وَصَفْنَاهُ فِی الْجَهْلِ بِالْأَخْبَارِ وَ فِی الْعِنَادِ وَ الْإِنْكَارِ وَ إِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا ذَكَرْنَاهُ لَمْ تَخْلُ الْإِمَامِیَّةُ فِی شَهَادَتِهَا بِإِمَامَةِ هَؤُلَاءِ علیهم السلام مِنْ أَحَدِ أَمْرَیْنِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ مُحِقَّةً فِی ذَلِكَ صَادِقَةً أَوْ مُبْطِلَةً فِی شَهَادَتِهَا كَاذِبَةً فَإِنْ كَانَتْ مُحِقَّةً صَادِقَةً فِی نَقْلِ النَّصِّ عَنْهُمْ عَلَی خُلَفَائِهِمْ علیهم السلام مُصِیبَةً فِیمَا اعْتَقَدَتْهُ (3) مِنَ الْعِصْمَةِ وَ الْكَمَالِ فَقَدْ ثَبَتَ إِمَامَتُهُمْ عَلَی مَا قُلْنَاهُ وَ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فِی شَهَادَتِهَا مُبْطِلَةً فِی عَقِیدَتِهَا فَلَنْ یَكُونَ كَذَلِكَ إِلَّا وَ مَنْ سَمَّیْنَاهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی علیهم السلام ضَالُّونَ بِرِضَاهُمْ بِذَلِكَ فَاسِقُونَ بِتَرْكِ النَّكِیرِ عَلَیْهِمْ مُسْتَحِقُّونَ لِلْبَرَاءَةِ مِنْ حَیْثُ تَوَلَّوُا الْكَذَّابِینَ مُضِلُّونَ لِلْأُمَّةِ لِتَقْرِیبِهِمْ إِیَّاهُمْ وَ اخْتِصَاصِهِمْ بِهِمْ مِنْ بَیْنِ الْفِرَقِ كُلِّهَا ظَالِمُونَ فِی أَخْذِ الزَّكَاةِ وَ الْأَخْمَاسِ عَنْهُمْ وَ هَذَا مَا لَا یُطْلِقُهُ مُسْلِمٌ فِیمَنْ نَقُولُ بِإِمَامَتِهِ
ص: 342
وَ إِذَا كَانَ الْإِجْمَاعُ الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ حَاصِلًا عَلَی طَهَارَتِهِمْ وَ عَدَالَتِهِمْ وَ وُجُوبِ وَلَایَتِهِمْ ثَبَتَ إِمَامَتُهُمْ بِتَصْدِیقِهِمْ لِمَنْ أَثْبَتَ ذَلِكَ وَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنِ اخْتِصَاصِهِمْ بِهِمْ وَ هَذَا وَاضِحٌ وَ الْمِنَّةُ لِلَّهِ دَلَالَةٌ أُخْرَی وَ مِمَّا یَدُلُّ أَیْضاً عَلَی إِمَامَتِهِمْ علیهم السلام وَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا نَجِدُهُ مِنْ تَسْخِیرِ اللَّهِ تَعَالَی الْوَلِیَّ لَهُمْ فِی التَّعْظِیمِ لِمَنْزِلَتِهِمْ وَ الْعَدُوَّ لَهُمْ فِی الْإِجْلَالِ لِمَرْتَبَتِهِمْ وَ إِلْهَامِهِ سُبْحَانَهُ جَمِیعَ الْقُلُوبِ إِعْلَاءَ شَأْنِهِمْ وَ رَفْعَ مَكَانِهِمْ عَلَی تَبَایُنِ مَذَاهِبِهِمْ وَ آرَائِهِمْ وَ اخْتِلَافِ نِحَلِهِمْ وَ أَهْوَائِهِمْ فَقَدْ عَلِمَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ الْأَخْبَارَ وَ تَتَبَّعَ الْآثَارَ أَنَّ جَمِیعَ الْمُتَغَلِّبِینَ عَلَیْهِمْ الْمُظْهِرِینَ لِاسْتِحْقَاقِ الْأَمْرِ دُونَهُمْ لَمْ یَعْدِلُوا قَطُّ عَنْ تَبْجِیلِهِمْ وَ إِجْلَالِ قَدْرِهِمْ وَ لَا أَنْكَرُوا فَضْلَهُمْ وَ إِنْ كَانَ بَعْضُ أَعْدَائِهِمْ قَدْ بَارَزَ بَعْضُهُمْ بِالْعَدَاوَةِ لِدَوَاعٍ دَعَتْهُمْ إِلَی ذَلِكَ أَ لَا تَرَی أَنَّ الْمُتَقَدِّمِینَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَدْ أَظْهَرُوا مِنْ تَقْدِیمِهِ (1) وَ تَعْظِیمِ وَلَدَیْهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی زَمَانِ إِمَامَتِهِمْ (2) عَلَی الْأُمَّةِ وَ كَذَلِكَ النَّاكِثُونَ (3) لِبَیْعَتِهِ لَمْ یَتَمَكَّنُوا مَعَ ذَلِكَ مِنْ إِنْكَارِ فَضْلِهِ وَ لَا امْتَنَعُوا مِنَ الشَّهَادَةِ لَهُ بِفَضْلِهِ وَ لَا فَسَّقُوهُ فِی فِعْلِهِ وَ كَذَلِكَ مُعَاوِیَةُ وَ إِنْ كَانَ أَظْهَرَ (4) عَدَاوَتَهُ وَ بَنَی أَكْثَرَ أُمُورِهِ عَلَی الْعِنَادِ لَمْ یُنْكِرْ جَمِیعَ حُقُوقِهِ وَ لَا دَفَعَ عَظِیمَ مَنْزِلَتِهِ فِی الدِّینِ بَلْ قَفَّی أَثَرَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ فِی التَّعَلُّلِ بِطَلَبِ دَمِ عُثْمَانَ وَ كَانَ یُظْهِرُ الْقَنَاعَةَ مِنْهُ بِأَنْ یُقِرَّهُ عَلَی وَلَایَتِهِ الَّتِی وَلَّاهُ إِیَّاهَا (5) مَنْ كَانَ قَبْلَهُ فَیَكُفَّ عَنْ خِلَافِهِ وَ یَصِیرَ إِلَی طَاعَتِهِ وَ لَمْ یُمْكِنْهُ الدَّفْعُ لِكَوْنِهِ علیه السلام الْأَفْضَلَ فِی الْإِسْلَامِ وَ الشَّرَفِ وَ الْوُصْلَةِ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعِلْمِ وَ الزُّهْدِ وَ لَا الْإِنْكَارُ لِشَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا الِادِّعَاءُ لِنَفْسِهِ مُسَاوَاتَهُ فِیهِ أَوْ مُقَارَبَتَهُ وَ مُدَانَاتَهُ
ص: 343
وَ قَدْ كَانَ یَحْضُرُهُ الْجَمَاعَةُ كَالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فَیَحْتَجُّونَ عَلَیْهِ بِفَضْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی جَمِیعِ الصَّحَابَةِ فَلَا یُقْدِمُ عَلَی الْإِنْكَارِ عَلَیْهِمْ مَعَ إِظْهَارِهِ فِی الظَّاهِرِ الْبَرَاءَةَ مِنْهُ وَ الْخِلَافَ عَلَیْهِ وَ كَانَ تَفِدُ عَلَیْهِ وُفُودُ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ شِیعَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُجَرِّعُونَهُ السَّمَّ الذُّعَاقَ (1) مِنْ مَدْحِ إِمَامِ الْهُدَی وَ ذَمِّهِ هُوَ فِی أَثْنَاءِ ذَلِكَ (2) فَلَا یُكَذِّبُهُمْ وَ لَا یُنَاقِضُ احْتِجَاجَاتِهِمْ وَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْوَافِدَاتِ عَلَیْهِ فِی هَذَا الْمَعْنَی مَا هُوَ مَشْهُورٌ مُدَوَّنٌ فِی كُتُبِ الْآثَارِ مَسْطُورٌ ثُمَّ كَانَ مِنْ أَمْرِ ابْنِهِ یَزِیدَ لَعَنَهُ اللَّهُ مَعَ الْحُسَیْنِ علیه السلام (3) مِنَ الْقَتْلِ وَ السَّبْیِ وَ التَّنْكِیلِ وَ مَعَ ذَلِكَ فَلَمْ یَحْفَظْ عَنْهُ ذِمَّةً بِمَا یُوجِبُ إِخْرَاجَهُ عَنْ مُوجِبِ التَّعْظِیمِ بَلْ قَدْ أَظْهَرَ الْحُزْنَ (4) عَلَی ذَلِكَ وَ لَمْ یَزَلْ یُعَظِّمُ سَیِّدَ الْعَابِدِینَ علیه السلام بَعْدَهُ وَ یُوصِی بِهِ حَتَّی إِنَّهُ آمَنَهُ مِنْ بَیْنِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ كُلِّهِمْ فِی وَقْعَةِ الْحَرَّةِ وَ أَمَرَ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ بِإِكْرَامِهِ وَ رَفْعِ مَحَلِّهِ وَ أَمَانِهِ مَعَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ مِثْلُ ذَلِكَ كَانَتْ حَالُ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ بَنِی مَرْوَانَ أَیْضاً مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَتَّی إِنَّهُ كَانَ أَجَلَّ أَهْلِ الزَّمَانِ عِنْدَهُمْ وَ كَذَلِكَ كَانَتْ حَالُ الْبَاقِرِ علیه السلام مَعَ بَقِیَّةِ بَنِی مَرْوَانَ وَ مَعَ أَبِی الْعَبَّاسِ السَّفَّاحِ وَ حَالُ الصَّادِقِ علیه السلام مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ حَالُ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام مَعَ الْهَادِی وَ الرَّشِیدِ حَتَّی إنَّ هَارُونَ الرَّشِیدَ لَمَّا قَتَلَهُ تَبَرَّأَ مِنْ قَتْلِهِ وَ أَحْضَرَ الشُّهُودَ لِیَشْهَدُوا بِوَفَاتِهِ عَلَی السَّلَامَةِ وَ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَی خِلَافِهِ وَ كَانَ مِنَ الْمَأْمُونِ (5) اللَّعِینِ مَعَ الرِّضَا علیه السلام مَا هُوَ مَشْهُورٌ وَ كَذَلِكَ حَالُهُ مَعَ
ص: 344
ابْنِهِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام (1) عَلَی صِغَرِ سِنِّهِ وَ حُلُوكَةِ لَوْنِهِ مِنَ التَّعْظِیمِ وَ الْمُبَالَغَةِ فِی رَفْعِ الْقَدْرِ حَتَّی إِنَّهُ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ أُمَّ الْفَضْلِ وَ رَفَعَهُ فِی الْمَجْلِسِ عَلَی سَائِرِ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ الْقُضَاةِ وَ كَذَلِكَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ یُعَظِّمُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَعَ ظُهُورِ عَدَاوَتِهِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَقْتِهِ لَهُ وَ طَعْنِهِ عَلَی آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ كَذَلِكَ حَالُ الْمُعْتَمِدِ مَعَ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ علیه السلام فِی إِكْرَامِهِ وَ الْمُبَالَغَةِ فِیهِ هَذَا وَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام فِی قَبْضَةِ مَنْ عَدَدْنَاهُ مِنَ الْمُلُوكِ عَلَی الظَّاهِرِ وَ تَحْتَ طَاعَتِهِمْ وَ قَدْ اجْتَهَدُوا كُلَّ الِاجْتِهَادِ فِی أَنْ یَعْثِرُوا عَلَی عَیْبٍ یَتَعَلَّقُونَ بِهِ فِی الْحَطِّ عَنْ مَنَازِلِهِمْ فَأَمْعَنُوا فِی الْبَحْثِ عَنْ أَسْرَارِهِمْ وَ أَحْوَالِهِمْ فِی خَلَوَاتِهِمْ لِذَلِكَ فَعَجَزُوا عَنْهُ فَعَلِمْنَا أَنَّ تَعْظِیمَهُمْ إِیَّاهُمْ مَعَ ظَاهِرِ (2) عَدَاوَتِهِمْ لَهُمْ وَ شِدَّةِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْغَضِّ مِنْهُمْ وَ إِجْمَاعِهِمْ عَلَی ضِدِّ مُرَادِهِمْ فِیهِمْ مِنَ التَّبْجِیلِ وَ الْإِكْرَامِ تَسْخِیرٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَهُمْ لِیَدُلَّ بِذَلِكَ عَلَی اخْتِصَاصِهِمْ مِنْهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ بِالْمَعْنَی الَّذِی یُوجِبُ طَاعَتَهُمْ عَلَی جَمِیعِ الْأَنَامِ وَ مَا هَذَا (3) إِلَّا كَالْأُمُورِ غَیْرِ الْمَأْلُوفَةِ وَ الْأَشْیَاءِ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ وَ یُؤَیِّدُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ تَسْخِیرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الْخَلْقَ لِتَعْظِیمِهِمْ مَا شَاهَدْنَا الطَّوَائِفَ الْمُخْتَلِفَةَ وَ الْفِرَقَ الْمُتَبَایِنَةَ (4) فِی الْمَذَاهِبِ وَ الْآرَاءِ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَی تَعْظِیمِ قُبُورِهِمْ وَ فَضْلِ مَشَاهِدِهِمْ حَتَّی إِنَّهُمْ یَقْصِدُونَهَا مِنَ الْبِلَادِ الشَّاسِعَةِ وَ یُلِمُّونَ بِهَا وَ یَتَقَرَّبُونَ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِزِیَارَتِهَا وَ یَسْتَنْزِلُونَ عِنْدَهَا مِنَ اللَّهِ الْأَرْزَاقَ وَ یَسْتَفْتِحُونَ الْأَغْلَاقَ وَ یَطْلُبُونَ بِبَرَكَتِهَا الْحَاجَاتِ وَ یَسْتَدْفِعُونَ الْمُلِمَّاتِ وَ هَذَا هُوَ الْمُعْجِزُ الْخَارِقُ لِلْعَادَةِ (5) وَ إِلَّا فَمَا الْحَامِلُ لِلْفِرْقَةِ الْمُنْحَازَةِ عَنْ هَذِهِ الْجِهَةِ
ص: 345
الْمُخَالَفَةِ لِهَذِهِ الْجَنْبَةِ عَلَی ذَلِكَ (1) وَ لِمَ لَمْ یَفْعَلُوا بَعْضَ مَا ذَكَرْنَاهُ بِمَنْ یَعْتَقِدُونَ إِمَامَتَهُ وَ فَرْضَ طَاعَتِهِ وَ هُوَ فِی الدِّینِ مُوَافِقٌ لَهُمْ مُسَاعِدٌ غَیْرُ مُخَالِفٍ (وَ) مُعَانِدٍ أَ لَا تَرَی أَنَّ مُلُوكَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ خُلَفَاءَ بَنِی الْعَبَّاسِ مَعَ كَثْرَةِ شِیعَتِهِمْ وَ كَوْنِهِمْ أَضْعَافَ أَضْعَافِ شِیعَةِ أَئِمَّتِنَا وَ كَوْنِ الدُّنْیَا أَوْ أَكْثَرِهَا لَهُمْ وَ فِی أَیْدِیهِمْ وَ مَا حَصَلَ لَهُمْ مِنْ تَعْظِیمِ الْجُمْهُورِ فِی حَیَاتِهِمْ وَ السَّلْطَنَةِ عَلَی الْعَالَمِینَ وَ الْخُطْبَةِ فَوْقَ الْمَنَابِرِ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا لَهُمْ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یُلِمَّ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِهِمْ وَ أَوْلِیَائِهِمْ فَضْلًا مِنْ أَعْدَائِهِمْ بِقُبُورِهِمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ وَ لَا قَصَدَ أَحَدٌ تَوْبَةً لَهُمْ مُتَقَرِّباً بِذَلِكَ إِلَی رَبِّهِ وَ لَا نَشِطَ لِزِیَارَتِهِمْ وَ هَذَا لُطْفٌ مِنَ اللَّهِ لِخَلْقِهِ فِی الْإِیضَاحِ عَنْ حُقُوقِ أَئِمَّتِنَا وَ دَلَالَةٌ عَلَی عُلُوِّ مَنْزِلَتِهِمْ مِنْهُ جَلَّ اسْمُهُ لَا سِیَّمَا وَ دَوَاعِی الدُّنْیَا وَ رَغَبَاتُهَا مَعْدُومَةٌ عِنْدَ هَذِهِ الطَّائِفَةِ مَفْقُودَةٌ وَ عِنْدَ أُولَئِكَ مَوْجُودَةٌ فَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ یَكُونُوا فَعَلُوا ذَلِكَ لِدَاعٍ مِنْ دَوَاعِی الدُّنْیَا وَ لَا یُمْكِنُ أَیْضاً أَنْ یَكُونُوا فَعَلُوهُ لِتَقِیَّةٍ فَإِنَّ التَّقِیَّةَ هِیَ فِیهِمْ لَا مِنْهُمْ وَ لَا خَوْفٌ مِنْ جِهَتِهِمْ بَلْ هُوَ عَلَیْهِمْ (2) فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا دَاعِی الدِّینِ وَ هَذَا هُوَ الْأَثَرُ الْعَجِیبُ الَّذِی لَا یَنْفُذُ فِیهِ إِلَّا قُدْرَةُ الْقَادِرِ الْقَاهِرِ (3) الَّذِی یُذَلِّلُ الصِّعَابَ وَ یُسَبِّبُ الْأَسْبَابَ لِیُوقِظَ بِهِ الْغَافِلِینَ وَ یَقْطَعَ عُذْرَ الْمُتَجَاهِلِینَ (4) وَ أَیْضاً فَقَدْ شَارَكَ أَئِمَّتَنَا علیهم السلام غَیْرُهُمْ مِنْ أَوْلَادِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَسَبِهِمْ وَ نَسَبِهِمْ وَ قَرَابَتِهِمْ وَ كَانَ لِكَثِیرٍ مِنْهُمْ عِبَادَاتٌ ظَاهِرَةٌ وَ زُهْدٌ وَ عِلْمٌ وَ لَمْ یَحْصُلْ مِنَ الْإِجْمَاعِ عَلَی تَعْظِیمِهِمْ وَ زِیَارَةِ قُبُورِهِمْ مَا وَجَدْنَاهُ قَدْ حَصَلَ فِیهِمْ علیهم السلام فَإِنَّ مَنْ عَدَاهُمْ مِنْ صُلَحَاءِ الْعِتْرَةِ مِمَّنْ یُعَظِّمُهُ (5) فَرِیقٌ مِنَ الْأُمَّةِ وَ یُعْرِضُ عَنْهُ فَرِیقٌ وَ مَنْ عَظَّمَهُ مِنْهُمْ لَا یَبْلُغُ بِهِمْ فِی
ص: 346
الْإِجْلَالِ وَ الْإِعْظَامِ الْغَایَةَ الَّتِی یَبْلُغُهَا فِیمَنْ ذَكَرْنَاهُ (1) وَ هَذَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَرَقَ فِی أَئِمَّتِنَا علیهم السلام الْعَادَاتِ وَ قَلَّبَ الْجِبِلَّاتِ لِلْإِبَانَةِ عَنْ عُلُوِّ دَرَجَتِهِمْ وَ التَّنْبِیهِ عَلَی شَرَفِ مَرْتَبَتِهِمْ وَ الدَّلَالَةِ عَلَی إِمَامَتِهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (2).
أقول: الاحتجاج و البراهین فی الإمامة أكثر من أن تحصی و هی مفصلة فی كتب أصحابنا و شأننا فی هذا الكتاب نقل الأخبار و إنما أوردنا تلك الفصول لأنه اشتمل علیها ما نستخرج منه الأخبار من الأصول.
صورة خط المصنف و قد تم هذا المجلد بعونه تعالی فی شهر ذی الحجة الحرام من شهور سنة ست و ثمانین بعد الألف الهجریة و الحمد لله أولا و آخرا و الصلاة علی محمد و آله الطاهرین.
ص: 347
أقول: هذا آخر المجلّد السابع من كتاب بحار الأنوار المشتمل علی جمل أحوال الأئمة الكرام علیهم الصلاة و السلام و دلائل إمامتهم و فضائلهم و مناقبهم و غرائب أحوالهم و قد فرغت أنا من تصحیحه و تنمیقه و التعلیق علیه فی العاشر من جمادی الأولی سنة 1388 من الهجرة النبویّة علی مهاجرها ألف سلام و كنت حینئذ معتقل بطهران و فی هذا الحال لم یكن بیدی المصادر كلّها و لم أتمكّن من مراجعة جمیعها بل وقع بعض الأحادیث غیر مقابلة علی مصدره و أصله أرجو من اللّٰه الموفّق اتمامه بعد ذلك إنّه خیر موفّق و معین و الصلاة و السلام علی محمّد و آله الطیبین الطاهرین المعصومین و لعنة اللّٰه علی أعدائهم و مخالفیهم اجمعین.
أقلّ خدّام الشریعة: عبد الرحیم الربانیّ الشیرازیّ.
*****
و قد قابلنا هذا الجزء عند الطباعة طبقا للنسخة التی صحّحها الفاضل المكرّم عبد الرحیم الربانیّ المحترم بما فیها من التعلیق و التنمیق و اللّٰه ولیّ التوفیق.
محمد باقر البهبودی
ذیحجة الحرام 1389 ه
ص: 348
تصویر
ص: 349
بسمه تعالی و تقدّس
لقد یسّر اللّٰه تعالی لنا إتمام هذا المجلّد و بتمامه تمّ المجلّد السابع من كتاب بحار الأنوار المشتمل علی جمل من أحوال الأئمة الكرام علیهم السلام و دلائل إمامتهم و فضائلهم و مناقبهم و غرائب أحوالهم و قد بذلنا جهدنا فی تصحیحه و تنمیقه و مراجعة أصوله و مآخذه و كان مرجعنا فی تصحیحه النسخة الطبوعة المشهورة بطبعة أمین الضرب، و نسخة مخطوطة علیها بلاغات المصنّف یری القاری ء صحیفة من صورتها الفتوغرافیّة فی الصفحة الثامنة و نسخة مخطوطة أخری من مكتبة الفاضل البارع السیّد جلال الدین الأرمویّ الشهیر بالمحدّث، و كثیرا ما راجعنا عند تضارب النسخ و اختلافها فی متن حدیث او اسناد إلی كتب أخری اخرج الحدیث فیها، و اعتمدنا فی تخریج أحادیث الكتاب و نصوصه و تعالیقه علی كتب أشرنا إلیها فی المجلد 13 و غیره و نذكر ههنا جملة منها:
«1»-إثبات الوصیّة للمسعودیّ طبعة: النجف دون تاریخ
«2»-الإحتجاج للطبرسی طبعة النجف 1350
«3»-الإختصاص للمفید طبعة طهران
«4»-الإرشاد للمفید طبعة: طهران 1308
«5»-إرشاد القلوب للدیلمیّ طبعة طهران
«6»-إعلام الوری للطبرسیّ طبعة إیران 1312
«7»-إعلام الوری للطبرسیّ طبعة إیران 1338
«8»-الإقبال للسیّد ابن طاوس طبعة إیران 1312.
«9»-الأمالی للمفید طبعة: إیران
«10»-الأمالی للشیخ الصدوق طبعة: قم 1374
ص: 350
«11»-الأمالی للطوسیّ و ولده طبعة: إیران 1313
«12»-بصائر الدرجات للصفّار طبعة إیران 1285
«13»-تحف العقول لابن شعبة طبعة: طهران 1376
«14»-التفسیر المنسوب إلی الإمام العسكریّ علیه السلام طبعة: طهران 1315
«15»-التفسیر لفرات بن إبراهیم المطبوع فی المطبعة الحیدریّة بالنجف.
«16»-التفسیر لعلیّ بن إبراهیم القمیّ طبعة: إیران 1313
«17»-تنبیه الخواطر لورّام بن أبی فراس طبعة دار الكتب الأسلامیّة بطران سنة 1376
«18»-تنزیه الأنبیاء للمرتضی طبعة النجف 1350
«19»-تهذیب الأحكام للطوسیّ طبعة إیران 1317
«20»-التوحید للصدوق طبعة: الهند 1321
«21»-الخرائج للراوندیّ طبعة: إیران 1305
«22»-الخصال للصدوق طبعة: إیران 1302
«23»-الرجال للكشیّ طبعة: بمبئی 1317
«24»-الروضة فی الفضائل طبع مع علل بإیران 1321
«25»-روضة الواعظین للفتّال طبعة إیران
«26»-السرائر للحلّیّ طبعة إیران 1270
«27»-صحیفة الرضا علیه السلام للطبرسیّ طبعة إیران 1376
«28»-علل الشرائع للصدوق طبعة: إیران 1321
«29»-عیون الأخبار للصدوق طبعة: إیران 1318 30 عدة الداعی لابن فهد طبعة إیران 1274
«31»-الغیبة للطوسی
«32»-الغیبة للنعمانیّ طبعة: إیران 1317
«33»-فرج المهموم لابن طاوس طبعة النجف 1368
«34»-قرب الأسناد للحمیری طبعة إیران 1370
ص: 351
«35»-الكافی الاصول و الفروع و الروضة طبعة دار الكتب الأسلامیّة
«36»-كامل الزیارات لابن قولویه طبعة النجف 1333.
«37»-كشف الغمّة للإربلیّ طبعة إیران 1294
«38»-كشف الیقین لابن طاووس طبعة النجف 1369
«39»-كمال الدین للصدوق طبعة النجف
«40»-كنز جامع الفوائد نسخة مخطوطة لمكتبتی استنسخت من نسخة المكتبة الرضویة.
«41»-كنز جامع الفوائد نسخة مخطوطة ارسلها إلینا الأستاذ المرتضی المدرسیّ الچهار دهی
«42»-كنز الفوائد للكراجكیّ طبعة: إیران 1322
«43»-مجازات القرآن للرضیّ طبعة بغداد 1375
«44»-مجمع البیان للطبرسیّ طبعة طهران 1373
«45»-المختصر للحسن بن سلیمان طبعة النجف 1370
«46»-مختصر البصائر للحسن بن سلیمان طبعة النجف 1370
«47»-مقتضب الأثر فی النصّ علی الأئمة الاثنی عشر طبعة النجف 1346
«48»-مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب طبعة النجف 1376
«49»-النوادر للراوندی طبعة النجف 1376
«50»-نهج البلاغة للرضیّ و فی ذیله شرحه لابن عبده طبعة: مصر
«51»-الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین علیه السلام لابن طاوس طبعة النجف 1369
إلی غیر ذلك من المصادر التی أوعزنا إلیها قبل ذلك و فی الختام أسأل اللّٰه التوفیق لمرضاته و لخدمة الدین و أهله إنّه ولیّ التوفیق
قم المشرّفة: خادم العلم و الدین عبد الرحیم الربانیّ الشیرازیّ عفی عنه و عن والدیه ذی الحجة 1389 من الهجرة النبویة علی مهاجرها ألف سلام
ص: 352
عناوین الأبواب/ الصفحه
«10»-باب أنّ أسماءهم علیهم السلام مكتوبة علی العرش والكرسیّ و اللوح و جباه الملائكة و باب الجنة و غیرها 12- 1
«11»-باب أنّ الجنّ خدّامهم یظهرون لهم و یسألونهم عن معالم دینهم 24- 13
«12»-باب أنّ عندهم الاسم الأعظم و به یظهر منهم الغرائب 28- 25
«13»-باب أنّهم یقدرون علی إحیاء الموتی و إبراء الأكمه و الأبرص و جمیع معجزات الأنبیاء علیهم السلام 31- 29
«14»-باب أنّهم علیهم السلام سخّر لهم السحاب و یسّر لهم الأسباب 40- 32
«15»-باب 15 أنّهم الحجّة علی جمیع العوالم و جمیع المخلوقات 47- 41
«16»-باب نادر فی أنّ الأبدال هم الأئمة علیهم السلام 48
«17»-باب 17 أنّ صاحب هذا الأمر محفوظ و أنّه یأتی اللّٰه بمن یؤمن به فی كلّ عصر 49
«18»-باب خصائصهم علیهم السلام 50
ص: 353
أبواب ولایتهم و حبّهم و بغضهم صلوات اللّٰه علیهم
عناوین الأبواب/ رقم الصفحة 1- باب وجوب موالاة أولیائهم و معاداة أعدائهم 63- 51
«2»-باب آخر فی عقاب من تولّی غیر موالیه و معناه 66- 64
«3»-باب ما أمر به النبی صلّی اللّٰه علیه و آله من النصیحة لأئمة المسلمین و اللزوم لجماعتهم و معنی جماعتهم و عقاب نكث البیعة 73- 67
«4»-باب ثواب حبّهم و نصرهم و ولایتهم و أنّها أمان من النار 144- 73
«5»-باب أنّ حبّهم علیهم السلام علامة طیب الولادة و بغضهم علامة خبث الولادة 156- 145
«6»-باب ما ینفع حبّهم فیه من المواطن و أنّهم علیهم السلام یحضرون عند الموت و غیره و أنّه یسأل عن ولایتهم فی القبر 165- 157
«7»-باب أنّه لا تقبل الأعمال إلّا بالولایة 202- 166
«8»-باب ما یجب من حفظ حرمة النبی صلّی اللّٰه علیه و آله فیهم و عقاب من قاتلهم أو ظلمهم أو خذلهم و لم ینصرهم 207- 202
«9»-باب شدّة محنهم و أنّهم أعظم الناس مصیبة و أنّهم علیهم السلام لا یموتون إلّا بالشهادة 217- 207
«10»-باب ذمّ مبغضهم و أنّه كافر حلال الدم و ثواب اللعن علی أعدائهم 239- 218
«11»-باب عقاب من قتل نبیّا أو إماما و أنّه لا یقتلهم إلّا ولد زنا 241- 239
«12»-باب ثواب من استشهد مع آل محمّد علیهم السلام 241
ص: 354
«13»-باب حقّ الإمام علی الرعیّة و حقّ الرعیّة علی الإمام 254- 242
«14»-باب آخر فی آداب العشرة مع الإمام 256- 254
«15»-باب الصلاة علیهم صلوات اللّٰه علیهم 260- 257
«16»-باب ما یحبّهم علیهم السلام من الدوابّ و الطیور و ما كتب علی جناح الهدهد من فضلهم و أنّهم یعلمون منطق الطیور و البهائم 279- 261
«17»-باب ما أقرّ من الجمادات و النباتات بولایتهم علیهم السلام 284- 280
أبواب ما یتعلق بوفاتهم من أحوالهم علیهم السلام عند ذلك و قبله و بعده و أحوال من بعدهم
«1»-باب أنّهم یعلمون متی یموتون و أنّه لا یقع ذلك إلّا باختیارهم 287- 285
«2»-باب أنّ الإمام لا یغسله و لا یدفنه إلّا إمام و بعض أحوال وفاتهم علیهم السلام 291- 288
«3»-باب أنّ الإمام متی یعلم أنّه إمام 293- 291
«4»-باب الوقت الذی یعرف الإمام الأخیر ما عند الأوّل 294
«5»-باب ما یجب علی الناس عند موت الإمام 298- 295
«6»-باب أحوالهم علیهم السلام بعد الموت و أنّ لحومهم حرام علی الأرض و أنّهم یرفعون إلی السماء 302- 299
«7»-باب أنّهم یظهرون بعد موتهم و یظهر منهم الغرائب و یأتیهم أرواح الأنبیاء علیهم السلام و تظهر لهم الأموات من أولیائهم و أعدائهم 308- 302
«8»-باب أنّهم أمان لأهل الأرض من العذاب 310- 308
ص: 355
«9»-باب أنّهم شفعاء الخلق و أنّ إیاب الخلق إلیهم و حسابهم علیهم و أنّه یسأل عن حبّهم و ولایتهم فی یوم القیامة 317- 311
أبواب الاحتجاجات و الدلائل فی الإمامة
«1»-باب نوادر الاحتجاج فی الإمامة منهم و من أصحابهم علیهم السلام 326- 318
«2»-باب احتجاج الشیخ السدید المفید رحمه اللّٰه علی عمر فی الرؤیا 331- 327
«3»-باب احتجاج السید المرتضی قدس اللّٰه روحه فی تفضیل الأئمة علیهم السلام بعد النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله علی جمیع الخلق ذكره فی رسالته الموسومة بالرسالة الباهرة فی العترة الطاهرة 337- 332
«4»-باب الدلائل التی ذكرها شیخنا الطبرسی روّح اللّٰه روحه فی كتاب إعلام الوری علی إمامة أئمتنا علیهم السلام 347- 338
ص: 356
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا (علیه السلام).
ضا: لفقه الرضا (علیه السلام).
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ (علیه السلام).
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا (علیه السلام).
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 357