بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار المجلد 7

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 7: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب العدل و المعاد

تتمة أبواب المعاد و ما یتبعه و یتعلق به

باب 3 إثبات الحشر و كیفیته و كفر من أنكره

الآیات؛

الفاتحة: «مالِكِ یَوْمِ الدِّینِ»(4)

البقرة: «كَیْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْیاكُمْ ثُمَّ یُمِیتُكُمْ ثُمَّ یُحْیِیكُمْ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ»(28) (و قال تعالی): «وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ»(223) (و قال تعالی): «أَوْ كَالَّذِی مَرَّ عَلی قَرْیَةٍ وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها قالَ أَنَّی یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلی طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ یَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلی حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آیَةً لِلنَّاسِ وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظامِ كَیْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ* وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَكَ سَعْیاً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ»(259-260)

آل عمران: «رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ»(9) (و قال تعالی): «وَ جاعِلُ الَّذِینَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ ثُمَّ إِلَیَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَیْنَكُمْ فِیما كُنْتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ»(55) (و قال تعالی): «فَكَیْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ وَ وُفِّیَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ»(25) (و قال): «وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَی اللَّهِ تُحْشَرُونَ»(158)

النساء: «لَیَجْمَعَنَّكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ»(87)

المائدة: «وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ»(96)

الأنعام: «لَیَجْمَعَنَّكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ»(12) (و قال تعالی): «قُلْ إِنِّی أَخافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ* عَظِیمٍ مَنْ یُصْرَفْ عَنْهُ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِینُ»(15-16) (و قال تعالی): «وَ الْمَوْتی یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ»(36) (و قال): «وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِینَ یَخافُونَ أَنْ یُحْشَرُوا إِلی رَبِّهِمْ»(51) (و قال): «ثُمَّ إِلَیْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ یُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(60) (و قال): «ثُمَّ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ»(62) (و قال): «وَ هُوَ الَّذِی إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ»(72) (و قال تعالی): «لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ یُؤْمِنُونَ»(154) (و قال تعالی): «ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ»(164)

الأعراف: «قالَ فِیها تَحْیَوْنَ وَ فِیها تَمُوتُونَ وَ مِنْها تُخْرَجُونَ»(25) (و قال تعالی): «كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ»(29) (و قال): «وَ هُوَ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ حَتَّی إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَیِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتی لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»(57) (و قال): «وَ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا وَ لِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ یُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا یَعْمَلُونَ»(147)

التوبة: «ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(94)

یونس: «إِلَیْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِیعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ»(4) (و قال): «فَنَذَرُ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ»(11) (و قال): «إِنِّی أَخافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ»(15) (و قال): «ثُمَّ إِلَیْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(23) (و قال تعالی): «قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ قُلِ اللَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ»(34) (و قال تعالی): «وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ یَتَعارَفُونَ بَیْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَ ما كانُوا مُهْتَدِینَ* وَ إِمَّا نُرِیَنَّكَ بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ فَإِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِیدٌ عَلی ما یَفْعَلُونَ»(45-46) (و قال): «وَ یَقُولُونَ مَتی هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ *قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِی ضَرًّا وَ لا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا یَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا یَسْتَقْدِمُونَ»(48-49) (و قال): «وَ یَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِی

ص: 2

وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ»(53) (و قال تعالی): «هُوَ یُحیِی وَ یُمِیتُ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ»(56)

هود: «وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّی أَخافُ عَلَیْكُمْ عَذابَ یَوْمٍ كَبِیرٍ* إِلَی اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ»(3-4) (و قال تعالی): «وَ لَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَیَقُولَنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِینٌ»(7) (و قال): «وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما یَعْمَلُونَ خَبِیرٌ»(111)

یوسف: «أَ فَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِیَهُمْ غاشِیَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِیَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ»(107)

الرعد: «وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَ إِذا كُنَّا تُراباً أَ إِنَّا لَفِی خَلْقٍ جَدِیدٍ أُولئِكَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ الْأَغْلالُ فِی أَعْناقِهِمْ وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(5)

إبراهیم: «مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا بَیْعٌ فِیهِ وَ لا خِلالٌ»(31)

الحجر: «وَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ یَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِیمٌ عَلِیمٌ»(25) (و قال تعالی): «فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ* عَمَّا كانُوا یَعْمَلُونَ»(92-93)

النحل: «أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ»(1) (و قال تعالی): «هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ أَمْرُ رَبِّكَ»(33)

أسری: «وَ أَنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِیماً»(10) (و قال تعالی): «مَنْ كانَ یُرِیدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِیها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِیدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ یَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً *وَ مَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَ سَعی لَها سَعْیَها وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْیُهُمْ مَشْكُوراً»(18-19) (و قال تعالی): «وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِیلًا»(21) (و قال تعالی): «وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِیداً *قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِیداً* أَوْ خَلْقاً مِمَّا یَكْبُرُ فِی صُدُورِكُمْ فَسَیَقُولُونَ مَنْ یُعِیدُنا قُلِ الَّذِی فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَیُنْغِضُونَ إِلَیْكَ رُؤُسَهُمْ وَ یَقُولُونَ مَتی هُوَ قُلْ عَسی أَنْ یَكُونَ قَرِیباً* یَوْمَ یَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِیبُونَ بِحَمْدِهِ وَ تَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِیلًا»(49-52) (و قال تعالی):

ص: 3

وَ مَنْ یُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِهِ وَ نَحْشُرُهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَلی وُجُوهِهِمْ عُمْیاً وَ بُكْماً وَ صُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِیراً* ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآیاتِنا وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِیداً* أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ قادِرٌ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَ جَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لا رَیْبَ فِیهِ فَأَبَی الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً»(97-99)

الكهف: «وَ كَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَیْهِمْ لِیَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ أَنَّ السَّاعَةَ لا رَیْبَ فِیها»(21)

مریم: «إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْها وَ إِلَیْنا یُرْجَعُونَ»(40) (و قال تعالی): «وَ یَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَیًّا* أَ وَ لا یَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ یَكُ شَیْئاً»(66-67) (و قال): «وَ نَرِثُهُ ما یَقُولُ وَ یَأْتِینا فَرْداً»(80) (و قال): «وَ كُلُّهُمْ آتِیهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ فَرْداً»(95)

طه: «مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِیها نُعِیدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْری»(55)

الأنبیاء: «وَ یَقُولُونَ مَتی هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ* لَوْ یَعْلَمُ الَّذِینَ كَفَرُوا حِینَ لا یَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَ لا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ* بَلْ تَأْتِیهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا یَسْتَطِیعُونَ رَدَّها وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ»(38-40) (و قال تعالی): «الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَیْبِ وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ»(49)

الحج: «یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ یُتَوَفَّی وَ مِنْكُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ* ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ یُحْیِ الْمَوْتی وَ أَنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ* وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ»(5-7) (و قال تعالی): «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ هادُوا وَ الصَّابِئِینَ وَ النَّصاری وَ الْمَجُوسَ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ»(17)

ص: 4

(و قال تعالی): «وَ لا یَزالُ الَّذِینَ كَفَرُوا فِی مِرْیَةٍ مِنْهُ حَتَّی تَأْتِیَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ یَأْتِیَهُمْ عَذابُ یَوْمٍ عَقِیمٍ *الْمُلْكُ یَوْمَئِذٍ لِلَّهِ یَحْكُمُ بَیْنَهُمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ* وَ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِینٌ»(55-57) (و قال): «اللَّهُ یَحْكُمُ بَیْنَكُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ فِیما كُنْتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ»(69)

المؤمنون: «ثُمَّ إِنَّكُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ تُبْعَثُونَ»(16) (و قال تعالی -حكایة عن قوم هود أو قوم صالح-): «أَ یَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَ كُنْتُمْ تُراباً وَ عِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ *هَیْهاتَ هَیْهاتَ لِما تُوعَدُونَ* إِنْ هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِینَ»(35-37) (و قال تعالی-حكایة عن المنكرین للبعث فی زمن الرسول-): «بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ* قالُوا أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ *لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَ آباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ* قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِیها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَیَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ* سَیَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ *قُلْ مَنْ بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ یُجِیرُ وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَیَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّی تُسْحَرُونَ *بَلْ أَتَیْناهُمْ بِالْحَقِّ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ»(81-90)

الفرقان: «بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِیراً»(11) (و قال تعالی): «بَلْ كانُوا لا یَرْجُونَ نُشُوراً»(40)

الشعراء: «وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ»(127)

النمل: «إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَیَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ یَعْمَهُونَ»(4) «أُوْلئِكَ الَّذِینَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَ هُمْ فِی الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ»(5) (و قال تعالی): «أَمَّنْ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ»(64) (و قال): «قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ وَ ما یَشْعُرُونَ أَیَّانَ یُبْعَثُونَ* بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِی الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِی شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ* وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَ إِذا كُنَّا تُراباً وَ آباؤُنا أَ إِنَّا لَمُخْرَجُونَ *لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ»(65-68)

العنكبوت: «مَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ»(5)

ص: 5

و قال سبحانه: «أَ وَ لَمْ یَرَوْا كَیْفَ یُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ* قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ* یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ وَ یَرْحَمُ مَنْ یَشاءُ وَ إِلَیْهِ تُقْلَبُونَ»(19-21) (و قال تعالی): «وَ إِلی مَدْیَنَ أَخاهُمْ شُعَیْباً فَقالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ ارْجُوا الْیَوْمَ الْآخِرَ»(39) (و قال): «وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوانُ لَوْ كانُوا یَعْلَمُونَ»(64)

الروم: «یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ*أَ وَ لَمْ یَتَفَكَّرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّی وَ إِنَّ كَثِیراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ»(7-8) (و قال): «اللَّهُ یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ»(11) (و قال سبحانه): «یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ* وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ»(20) (و قال تعالی): «وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ»(25) (و قال): «وَ هُوَ الَّذِی یَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ»(27) (و قال تعالی): «ثُمَّ یُمِیتُكُمْ ثُمَّ یُحْیِیكُمْ»(40) (و قال تعالی): «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّینِ الْقَیِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ»(34)

لقمان: «ثُمَّ إِلَیَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ»(15-16) (و قال): «إِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ* نُمَتِّعُهُمْ قَلِیلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلی عَذابٍ غَلِیظٍ»(23-24) (و قال): «ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ»(28)

التنزیل: «وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِی الْأَرْضِ أَ إِنَّا لَفِی خَلْقٍ جَدِیدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ*قُلْ یَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ»(11)

سبأ: «وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا لا تَأْتِینَا السَّاعَةُ قُلْ بَلی وَ رَبِّی لَتَأْتِیَنَّكُمْ عالِمِ الْغَیْبِ لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِی السَّماواتِ وَ لا فِی الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ* لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ

ص: 6

كَرِیمٌ* وَ الَّذِینَ سَعَوْا فِی آیاتِنا مُعاجِزِینَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِیمٌ»(3-5) (و قال عز و جل): «وَ قالَ الَّذِینَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلی رَجُلٍ یُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِی خَلْقٍ جَدِیدٍ *أَفْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِی الْعَذابِ وَ الضَّلالِ الْبَعِیدِ* أَ فَلَمْ یَرَوْا إِلی ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَیْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِیبٍ»(7-9) (و قال سبحانه): «قُلْ یَجْمَعُ بَیْنَنا رَبُّنا ثُمَّ یَفْتَحُ بَیْنَنا بِالْحَقِّ وَ هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِیمُ»(26) (و قال تعالی): «وَ یَقُولُونَ مَتی هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ* قُلْ لَكُمْ مِیعادُ یَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَ لا تَسْتَقْدِمُونَ»(29-30)

فاطر: «وَ اللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ فَتُثِیرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلی بَلَدٍ مَیِّتٍ فَأَحْیَیْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ»(9)

یس: «إِنَّا نَحْنُ نُحْیِ الْمَوْتی وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ»(12) (و قال): «وَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِیعٌ لَدَیْنا مُحْضَرُونَ»(32) (و قال): «وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ* قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ* الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ* أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلی وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ»(78-81)

الصافات: «أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ* قُلْ نَعَمْ وَ أَنْتُمْ داخِرُونَ* فَإِنَّما هِیَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ یَنْظُرُونَ *وَ قالُوا یا وَیْلَنا هذا یَوْمُ الدِّینِ *هذا یَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ»(16-21)

الزمر: «ثُمَّ إِلی رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ»(7)

المؤمن: «وَ قالَ مُوسی إِنِّی عُذْتُ بِرَبِّی وَ رَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا یُؤْمِنُ بِیَوْمِ الْحِسابِ»(27) (و قال تعالی): «إِنَّ الْآخِرَةَ هِیَ دارُ الْقَرارِ»(39) (و قال سبحانه): «لَخَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ»(57) (و قال تعالی): «إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یُؤْمِنُونَ»(59)

ص: 7

السجدة: «وَ مِنْ آیاتِهِ أَنَّكَ تَرَی الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ إِنَّ الَّذِی أَحْیاها لَمُحْیِ الْمَوْتی إِنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ»(39) (و قال سبحانه): «وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَیَقُولَنَّ هذا لِی وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِنْ رُجِعْتُ إِلی رَبِّی إِنَّ لِی عِنْدَهُ لَلْحُسْنی فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِیظٍ»(50)

حمعسق: «اللَّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ»(5) (و قال تعالی): «وَ ما یُدْرِیكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِیبٌ* یَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِینَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِینَ یُمارُونَ فِی السَّاعَةِ لَفِی ضَلالٍ بَعِیدٍ»(17-18)

الزخرف: «فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ»(11) (و قال): «وَ إِنَّا إِلی رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ»(14) (و قال سبحانه): «فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ یَوْمٍ أَلِیمٍ* هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ»(65-66) (و قال): «فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا حَتَّی یُلاقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی یُوعَدُونَ»(83)

الدخان: «إِنَّ هؤُلاءِ لَیَقُولُونَ *إِنْ هِیَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولی وَ ما نَحْنُ بِمُنْشَرِینَ* فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ»(34-36)

الجاثیة: «وَ قالُوا ما هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما یُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ* وَ إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُنا بَیِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ* قُلِ اللَّهُ یُحْیِیكُمْ ثُمَّ یُمِیتُكُمْ ثُمَّ یَجْمَعُكُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ»(24-26)

الأحقاف: «وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِینَ»(6) (و قال تعالی): «وَ الَّذِی قالَ لِوالِدَیْهِ أُفٍّ لَكُما أَ تَعِدانِنِی أَنْ أُخْرَجَ وَ قَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِی وَ هُما یَسْتَغِیثانِ اللَّهَ وَیْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَیَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ* أُولئِكَ الَّذِینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ فِی أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِینَ* وَ لِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَ لِیُوَفِّیَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ»(16-19) (و قال): «أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لَمْ یَعْیَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلی

ص: 8

أَنْ یُحْیِیَ الْمَوْتی بَلی إِنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ»(33) (و قال): «وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ»(35)

ق: «فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَیْ ءٌ عَجِیبٌ* أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِیدٌ* قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَ عِنْدَنا كِتابٌ حَفِیظٌ* بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ *أَ فَلَمْ یَنْظُرُوا إِلَی السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَیْفَ بَنَیْناها وَ زَیَّنَّاها وَ ما لَها مِنْ فُرُوجٍ* وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَیْنا فِیها رَواسِیَ وَ أَنْبَتْنا فِیها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ* تَبْصِرَةً وَ ذِكْری لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِیبٍ *وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِیدِ* وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِیدٌ* رِزْقاً لِلْعِبادِ وَ أَحْیَیْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ»(2-11) (و قال تعالی): «أَ فَعَیِینا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ»(15)

الذاریات: «وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً* فَالْحامِلاتِ وِقْراً* فَالْجارِیاتِ یُسْراً* فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً* إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ* وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ *وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ* إِنَّكُمْ لَفِی قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ *یُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ* قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ* الَّذِینَ هُمْ فِی غَمْرَةٍ ساهُونَ* یَسْئَلُونَ أَیَّانَ یَوْمُ الدِّینِ* یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ* ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ»(1-14) (و قال تعالی): «فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا یَسْتَعْجِلُونِ* فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ یَوْمِهِمُ الَّذِی یُوعَدُونَ»(59-60)

الطور: «وَ الطُّورِ* وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ* فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ* وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ* وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ* وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ *إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ* ما لَهُ مِنْ دافِعٍ* یَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً* وَ تَسِیرُ الْجِبالُ سَیْراً* فَوَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ *الَّذِینَ هُمْ فِی خَوْضٍ یَلْعَبُونَ»(1-12)

النجم: «وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُری* ثُمَّ یُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفی»(40-41)

القمر: «بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السَّاعَةُ أَدْهی وَ أَمَرُّ»(46) (و قال تعالی): «سَیَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ»(26) (و قال): «وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ»(50)

الرحمن: «سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ»(31)

الواقعة: «وَ كانُوا یَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ*

ص: 9

أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ* قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَمَجْمُوعُونَ إِلی مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ»(47-50) (و قال): «وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولی فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ»(62)

الحدید: «وَ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِیدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٌ»(20)

المجادلة: «یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَ نَسُوهُ وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ»(6) (و قال تعالی): «ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ»(7)

الممتحنة: «یَوْمَ الْقِیامَةِ یَفْصِلُ بَیْنَكُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ»(3) (و قال سبحانه): «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما یَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ»(13)

التغابن: «زَعَمَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ یُبْعَثُوا قُلْ بَلی وَ رَبِّی لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَ ذلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ»(7)

الملك: «وَ إِلَیْهِ النُّشُورُ»(15) (و قال): «وَ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ»(24)

المعارج: «وَ الَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ»(26)

القیامة: «لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ* وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ* أَ یَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ *بَلی قادِرِینَ عَلی أَنْ نُسَوِّیَ بَنانَهُ* بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسانُ لِیَفْجُرَ أَمامَهُ *یَسْئَلُ أَیَّانَ یَوْمُ الْقِیامَةِ»(1-6) (و قال تعالی): «أَ یَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ یُتْرَكَ سُدیً *أَ لَمْ یَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِیٍّ یُمْنی* ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّی* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَیْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثی* أَ لَیْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یُحْیِیَ الْمَوْتی»(36-40)

الدهر: «وَ یَخافُونَ یَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً»(7)

المرسلات: «وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً* فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً *وَ النَّاشِراتِ نَشْراً *فَالْفارِقاتِ فَرْقاً *فَالْمُلْقِیاتِ ذِكْراً *عُذْراً أَوْ نُذْراً* إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ»(1-7)

النبأ: «عَمَّ یَتَساءَلُونَ *عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ* الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ* كَلَّا سَیَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَیَعْلَمُونَ »(1-5)

النازعات: «وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً *وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً* وَ السَّابِحاتِ سَبْحاً* فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً* فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً* یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ* تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ *قُلُوبٌ

ص: 10

یَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ* أَبْصارُها خاشِعَةٌ* یَقُولُونَ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِی الْحافِرَةِ* أَ إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً *قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ *فَإِنَّما هِیَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ *فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ»(1-14)

عبس: «ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ»(22)

المطففین: «أَ لا یَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِیَوْمٍ عَظِیمٍ* یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ»(5-6) (و قال سبحانه): «وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ* الَّذِینَ یُكَذِّبُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ* وَ ما یُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِیمٍ* إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ»(10-13)

الطارق: «إِنَّهُ عَلی رَجْعِهِ لَقادِرٌ* یَوْمَ تُبْلَی السَّرائِرُ* فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ»(8-10)

التین: «فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ* أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ»(7-8)

العلق: «إِنَّ إِلی رَبِّكَ الرُّجْعی»(8)

العادیات: «أَ فَلا یَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِی الْقُبُورِ* وَ حُصِّلَ ما فِی الصُّدُورِ* إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ یَوْمَئِذٍ لَخَبِیرٌ»(9-11)

الماعون: «أَ رَأَیْتَ الَّذِی یُكَذِّبُ بِالدِّینِ»(1)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ أی لیس فیه موضع ریب و شك لوضوحه و قال وَ وُفِّیَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ أی وفرت كل نفس جزاء ما كسبت من ثواب و عقاب أو أعطیت ما كسبت أی اجتلبت بعملها من الثواب و العقاب وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ أی لا ینقصون عما استحقوه من الثواب و لا یزدادون علی ما استحقوه من العقاب.

و قال فی قوله تعالی فَقَدْ رَحِمَهُ أی یثیبه لا محالة لئلا یتوهم أنه لیس إلا صرف العذاب عنه فقط أو المعنی لا یصرف العذاب عن أحد إلا برحمة اللّٰه كما روی

أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ قَالُوا وَ لَا أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ لَا أَنَا إِلَّا أَنْ یَتَغَمَّدَنِیَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ فَضْلٍ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی فَوْقِ رَأْسِهِ وَ طَوَّلَ بِهَا صَوْتَهُ.

رواه الحسن فی تفسیره وَ ذلِكَ الْفَوْزُ أی الظفر بالبغیة الْمُبِینُ الظاهر البین.

ص: 11

و قال فی قوله تعالی وَ أَنْذِرْ أی عظ و خوف بِهِ أی بالقرآن و قیل باللّٰه الَّذِینَ یَخافُونَ أَنْ یُحْشَرُوا إِلی رَبِّهِمْ یرید المؤمنین یخافون یوم القیامة و ما فیها من شدة الأهوال و قیل معناه یعلمون و قیل یخافون أن یحشروا علما بأنه سیكون عن الفراء قال و لذلك فسره المفسرون بیعلمون و إنما خص الذین یخافون الحشر لأن الحجة علیهم أوجب لاعترافهم بالمعاد

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أُنْذِرَ بِالْقُرْآنِ مَنْ یَرْجُونَ الْوُصُولَ إِلَی رَبِّهِمْ بِرَغْبَتِهِمْ فِیمَا عِنْدَهُ فَإِنَّ الْقُرْآنَ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ.

و قال فی قوله ثُمَّ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ أی إلی الموضع الذی لا یملك الحكم فیه إلا هو مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أی أمره كله حق لا یشوبه باطل و جد لا یجاوره هزل فیكون مصدرا وصف به و قیل الحق بمعنی المحق و قیل الثابت الباقی الذی لا فناء له و قیل معناه ذو الحق یرید أن أفعاله و أقواله حق و قال لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ یُؤْمِنُونَ معناه لكی یؤمنوا بجزاء ربهم فسمی الجزاء لقاء اللّٰه تفخیما لشأنه مع ما فیه من الإیجاز و الاختصار و قیل معنی اللقاء الرجوع إلی ملكه و سلطانه یوم لا یملك أحد سواه شیئا.

و قال فی قوله تعالی فِیها تَحْیَوْنَ أی فی الأرض تعیشون وَ مِنْها تُخْرَجُونَ عند البعث یوم القیامة قال الجبائی فی الآیة دلالة علی أن اللّٰه سبحانه یخرج العباد یوم القیامة من هذه الأرض التی حیوا فیها بعد موتهم و أنه یفنیها بعد أن یخرج العباد منها فی یوم الحشر فإذا أراد إفناءها زجرهم منها زجرة فیصیرون إلی أرض أخری یقال لها الساهرة و یفنی هذه كما قال فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ و قال فی قوله كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ أی لیس بعثكم بأشد من ابتدائكم أو كما بدأكم لا تملكون شیئا كذلك تبعثون یوم القیامة و

یُرْوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: تُحْشَرُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً عُزْلًا كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِیدُهُ وَعْداً عَلَیْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِینَ

و قیل معناه تبعثون علی ما متم علیه المؤمن علی إیمانه و الكافر علی كفره عن ابن عباس و جابر.

ص: 12

و قال فی قوله تعالی نشرا بقراءة النون أی منتشرة فی الأرض أو محییة للأرض و بقراءة الباء أی مبشرة بالغیث و رحمته هی المطر حَتَّی إِذا أَقَلَّتْ أی حملت قیل و رفعت سَحاباً ثِقالًا بالماء سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَیِّتٍ أی إلی بلد و موت البلد بعفی مزارعه و دروس مشاربه فَأَنْزَلْنا بِهِ أی بالبلد أو بالسحاب الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ أی بهذا الماء أو بالبلد كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتی أی كما أخرجنا الثمرات كذلك نخرج الموتی بأن نحییها بعد موتها لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أی لكی تتذكروا و تتفكروا و تعتبروا بأن من قدر علی إنشاء الأشجار و الثمار فی البلد الذی لا ماء فیه و لا زرع بریح یرسلها فإنه یقدر علی إحیاء الأموات بأن یعیدها إلی ما كانت علیه و یخلق فیها الحیاة و القدرة.

و قال فی قوله تعالی فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ فكیف تصرفون عن الحق.

و قال فی قوله تعالی یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ أی یجمعهم من كل مكان إلی الموقف كَأَنْ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ معناه أنهم استقلوا أیام الدنیا فإن المكث فی الدنیا و إن طال كان بمنزلة ساعة فی جنب الآخرة و قیل استقلوا أیام مقامهم فی الدنیا لقلة انتفاعهم بأعمارهم فیها فكأنهم لم یلبثوا إلا ساعة لقلة فائدتها و قیل استقلوا مدة لبثهم فی القبور یَتَعارَفُونَ بَیْنَهُمْ أی یعرف بعضهم بعضا ما كانوا علیه من الخطإ و الكفر قال الكلبی یتعارفون إذا خرجوا من قبورهم ثم تنقطع المعرفة إذا عاینوا العذاب و یتبرأ بعضهم من بعض بَعْضَ الَّذِی نَعِدُهُمْ أی العقوبة فی الدنیا قالوا و منها وقعة بدر أَوْ نَتَوَفَّیَنَّكَ أی أو نمیتنك قبل أن ینزل ذلك بهم و ینزل ذلك بهم بعد موتك فَإِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ أی إلی حكمنا مصیرهم فی الآخرة فلا یفوتوننا.

و قال فی قوله تعالی وَ یَقُولُونَ مَتی هذَا الْوَعْدُ أی البعث و قیام الساعة و قیل العذاب.

و فی قوله تعالی أَ حَقٌّ هُوَ أی ما جئت به من القرآن و الشریعة أو ما تعدنا من البعث و القیامة و العذاب قالوا ذلك علی وجه الاستفهام أو الاستهزاء.

و فی قوله فَإِنِّی أَخافُ أی أعلم و فی قوله إِلَّا سِحْرٌ أی لیس هذا القول

ص: 13

إلا تمویها ظاهرا لا حقیقة له و فی قوله غاشِیَةٌ أی عقوبة تغشاهم و تعمهم و البغتة الفجأة قال ابن عباس تهجم الصیحة بالناس و هم فی أسواقهم و فی قوله تعالی وَ إِنْ تَعْجَبْ یا محمد من قول هؤلاء الكفار فی إنكارهم البعث مع إقرارهم بابتداء الخلق فقد وضعت التعجب موضعه لأن هذا قول عجب فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أی فقولهم عجب أَ إِذا كُنَّا تُراباً أَ إِنَّا لَفِی خَلْقٍ جَدِیدٍ أی أ نبعث و نعاد بعد ما صرنا ترابا هذا مما لا یمكن و هذا منهم نهایة فی الأعجوبة فإن الماء إذا حصل فی الرحم استحال علقة ثم مضغة ثم لحما و إذا مات و دفن استحال ترابا فإذا جاز أن یتعلق الإنشاء بالاستحالة الأولی فلم لا یجوز تعلقه بالاستحالة الثانیة و سمی اللّٰه الإعادة خلقا جدیدا و اختلف المتكلمون فیما یصح علیه الإعادة فقال بعضهم كل ما یكون مقدورا للقدیم سبحانه خاصة و یصح علیه البقاء تصح علیه الإعادة و لا تصح الإعادة علی ما یقدر علی جنسه غیره تعالی (1)و هذا قول الجبائی و قال آخرون كل ما كان مقدورا له و هو مما یبقی تصح علیه الإعادة و هو قول أبی هاشم و من تابعه فعلی هذا تصح إعادة أجزاء الحیاة ثم اختلفوا فیما تجب إعادته من الحی فقال البلخی یعاد جمیع أجزاء الشخص و قال أبو هاشم تعاد الأجزاء التی بها یتمیز الحی من غیره و یعاد التألیف ثم رجع و قال تعاد الحیاة مع البنیة و قال القاضی أبو الحسن تعاد البنیة و ما عدا ذلك یجوز فیه التبدل و هذا هو الأصح. أُولئِكَ المنكرون للبعث الَّذِینَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أی جحدوا قدرة اللّٰه علی البعث وَ أُولئِكَ الْأَغْلالُ فِی أَعْناقِهِمْ فی الآخرة و قیل أراد به أغلال الكفر و فی قوله تعالی لا بَیْعٌ فِیهِ یعنی یوم القیامة و المراد بالمراد بالبیع إعطاء البدل لیتخلص به من النار وَ لا خِلالٌ أی مصادقة و فی قوله أَتی أَمْرُ اللَّهِ معناه قرب أمر اللّٰه بعقاب هؤلاء المشركین المقیمین علی الكفر و التكذیب أو المراد بأمر اللّٰه أحكامه و فرائضه أو هو القیامة عن الجبائی و ابن عباس فیكون أتی بمعنی یأتی فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ خطاب للمشركین المكذبین بیوم القیامة و بعذاب اللّٰه المستهزءین به و كانوا یستعجلونه و فی قوله تعالی هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِكَةُ أی لقبض أرواحهم

ص: 14


1- لعل المراد بما یقدر علی جنسه غیره تعالی الاعراض مطلقا، فان العبد قادر علی الحركات و الافعال و كذا علی بعض الاعراض الأخر تولیدا، و لذا فرع علی قول أبی هاشم صحة إعادة اجزاء الحیاة كالهیئات و التألیفات فانها من الاعراض التی یقدر علی جنسها البشر. منه عفی عنه.

أَوْ یَأْتِیَ أَمْرُ رَبِّكَ أی القیامة أو العذاب و فی قوله تعالی یَصْلاها أی یصیر صلاها و یحترق بنارها مَذْمُوماً ملوما مَدْحُوراً مبعدا من رحمة اللّٰه و فی قوله تعالی وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أی غبارا و قیل ترابا قُلْ یا محمد لهم كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِیداً أی اجهدوا فی أن لا تعادوا و كونوا إن استطعتم حجارة فی القوة أو حدیدا فی الشدة أَوْ خَلْقاً مِمَّا یَكْبُرُ فِی صُدُورِكُمْ أی خلقا هو أعظم من ذلك عندكم و أصعب فإنكم لا تفوتون اللّٰه و سیحییكم بعد الموت و ینشركم و قیل یعنی بما یكبر فی صدوركم الموت أی لو كنتم الموت لأحیاكم اللّٰه و قیل یعنی به السماوات و الأرض و الجبال فَسَیُنْغِضُونَ إِلَیْكَ رُؤُسَهُمْ أی یحركونها تحریك المستهزئ المستخف المستبطئ لما تنذرهم به وَ یَقُولُونَ مَتی هُوَ أی متی یكون البعث قُلْ عَسی أَنْ یَكُونَ قَرِیباً لأن ما هو آت قریب یَوْمَ یَدْعُوكُمْ أی من قبوركم إلی الموقف علی ألسنة الملائكة و ذلك عند النفخة الثانیة فیقول أیها العظام النخرة و الجلود البالیة عودی كما كنت فَتَسْتَجِیبُونَ مضطرین بِحَمْدِهِ أی حامدین لله علی نعمه و أنتم موحدون و قیل أی تستجیبون معترفین بأن الحمد لله علی نعمه لا تنكرونه لأن المعارف هناك ضروریة قال سعید بن جبیر یخرجون من قبورهم یقولون سبحانك و بحمدك و لا ینفعهم فی ذلك الیوم لأنهم حمدوا حین لم ینفعهم الحمد وَ تَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِیلًا أی تظنون أنكم لم تلبثوا فی الدنیا إلا قلیلا لسرعة انقلاب الدنیا إلی الآخرة و قال الحسن و قتادة استقصروا مدة لبثهم فی الدنیا لما یعلمون من طول لبثهم فی الآخرة و من المفسرین من یذهب إلی أن هذه الآیة خطاب للمؤمنین لأنهم الذین یستجیبون اللّٰه بحمده و یحمدونه علی إحسانه إلیهم و یستقلون مدة لبثهم فی البرزخ لكونهم فی قبورهم منعمین غیر معذبین و أیام السرور و الرخاء قصار و قال فی قوله تعالی عَلی وُجُوهِهِمْ أی یسحبون علی وجوههم إلی النار مبالغة فی إهانتهم.

وَ رَوَی أَنَسٌ أَنَّ رَجُلًا قَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ كَیْفَ یُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَی وَجْهِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ إِنَّ الَّذِی أَمْشَاهُ عَلَی رِجْلَیْهِ فِی الدُّنْیَا قَادِرٌ عَلَی أَنْ یَحْشُرَهُ عَلَی وَجْهِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

عُمْیاً وَ بُكْماً وَ صُمًّا قیل المعنی عمیا عما یسرهم بكما عن التكلم بما ینفعهم صما عما یمتعهم عن ابن عباس و قیل یحشرون علی هذه الصفة قال مقاتل ذلك

ص: 15

حین یقال لهم اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ و قیل یحشرون كذلك ثم یجعلون یبصرون و یسمعون و ینطقون عن الحسن مَأْواهُمْ أی مستقرهم جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِیراً أی كلما سكن التهابها زدناهم اشتعالا.

قوله تعالی قادِرٌ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ قال لأن القادر علی الشی ء قادر علی أمثاله إذا كان له مثل أو أمثال فی الجنس و إذا كان قادرا علی خلق أمثالهم كان قادرا علی إعادتهم إذ الإعادة أهون من الإنشاء فی الشاهد و قیل أراد قادر علی أن یخلقهم ثانیا و أراد بمثلهم إیاهم و ذلك أن مثل الشی ء مساو له فی حالته فجاز أن یعبر به عن الشی ء نفسه یقال مثلك لا یفعل كذا بمعنی أنت لا تفعله و نحوه لیس كمثله شی ء.

أقول: قال الرازی فی تفسیر هذه الآیة فی قوله مِثْلَهُمْ قولان الأول المعنی قادر علی أن یخلقهم ثانیا فعبر عن خلقهم ثانیا بلفظ المثل كما یقوله المتكلمون إن الإعادة مثل الابتداء و الثانی أن المراد أنه قادر علی أن یخلق عبیدا آخرین یوحدونه و یقرون بكمال حكمته و قدرته و یتركون ذكر هذه الشبهات الفاسدة فهو كقوله تعالی وَ یَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِیدٍ و قوله وَ یَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَیْرَكُمْ قال الواحدی و القول هو الأول لأنه أشبه بما قبله.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله وَ جَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لا رَیْبَ فِیهِ أی و جعل لإعادتهم وقتا لا شك فیه أنه كائن لا محالة و قیل معناه و ضرب لهم مدة لیتفكروا و یعلموا فیها أن من قدر علی الابتداء قدر علی الإعادة و قال فی قوله تعالی وَ كَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَیْهِمْ أی كما أمتنا أصحاب الكهف و بعثناهم أطلعنا علیهم أهل المدینة لِیَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ بالبعث و الثواب و العقاب حَقٌّ وَ أَنَّ السَّاعَةَ لا رَیْبَ فِیها لأن من قدر أن ینیم جماعة تلك المدة المدیدة أحیاء ثم یوقظهم قدر أیضا علی أن یمیتهم ثم یحییهم بعد ذلك و فی قوله تعالی وَ نَرِثُهُ ما یَقُولُ أی ما عنده من المال و الولد بإهلاكنا إیاه و إبطال ملكه وَ یَأْتِینا فَرْداً أی یأتی فی الآخرة وحیدا بلا مال و لا ولد و لا عدة و لا عدد و فی قوله وَ یَقُولُونَ مَتی هذَا الْوَعْدُ أی القیامة فقال سبحانه لَوْ یَعْلَمُ الَّذِینَ كَفَرُوا حِینَ لا یَكُفُّونَ أی لو علموا الوقت الذی لا یدفعون

ص: 16

فیه عذاب النار عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَ لا عَنْ ظُهُورِهِمْ یعنی أن النار تحیط بهم من جمیع جوانبهم وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ و جواب لو محذوف أی لعلموا صدق ما وعدوا به و لما استعجلوا و فی قوله فَتَبْهَتُهُمْ أی فتحیرهم فلا یقدرون علی دفعها و لا یؤخرون إلی وقت آخر و لا یمهلون لتوبة أو لمعذرة و فی قوله الَّذِینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَیْبِ أی فی حال الخلوة و الغیبة عن الناس و قیل فی سرائرهم من غیر ریاء و فی قوله تعالی إِنْ كُنْتُمْ فِی رَیْبٍ الریب أقبح الشك أی إن كنتم فی شك من النشور فإنا خلقنا أصلكم و هو آدم من تراب فمن قدر علی أن یصیر التراب بشرا سویا حیا فی الابتداء قدر أن یحیی العظام و یعید الأموات ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ أی ثم خلقنا نسله من نطفة ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ و هی القطعة من الدم الجامد ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ أی شبه قطعة من اللحم ممضوغة مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ أی تامة الخلق و غیر تامة و قیل مصورة و غیر مصورة و هو ما كان سقطا لا تخطیط فیه و لا تصویر لِنُبَیِّنَ لَكُمْ أی لندلكم علی مقدورنا بتصریفكم فی ضروب الخلق أو علی أن من قدر علی الابتداء قدر علی الإعادة وَ نُقِرُّ أی نبقی فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إلی وقت تمامه و الأشد حال اجتماع العقل و القوة وَ مِنْكُمْ مَنْ یُتَوَفَّی أی یقبض روحه قبل بلوغ الأشد وَ مِنْكُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ أی أسوإ العمر و أخبثه عند أهله و هی حال الخرف لِكَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً أی لكیلا یستفید علما و ینسی ما كان به عالما.

ثم ذكر سبحانه دلالة أخری علی البعث فقال وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً یعنی هالكة أو یابسة دارسة من أثر النبات فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ و هو المطر اهْتَزَّتْ أی تحركت بالنبات و الاهتزاز شدة الحركة فی الجهات وَ رَبَتْ أی زادت و أضعفت نباتها وَ أَنْبَتَتْ یعنی الأرض مِنْ كُلِّ زَوْجٍ أی من كل صنف بَهِیجٍ أی مونق للعین حسن الثورة و اللون ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ أی ذلك الذی سبق ذكره من تصریف الخلق علی هذه الأحوال و إخراج النبات بسبب أن اللّٰه هُوَ الْحَقُّ أی لتعلموا أن اللّٰه تحق له العبادة دون غیره و قیل هو الذی یستحق صفات التعظیم وَ أَنَّهُ یُحْیِ الْمَوْتی لأن من قدر علی الإنشاء قدر علی الإعادة.

ص: 17

و فی قوله یَفْصِلُ بَیْنَهُمْ أی یبین المحق من المبطل بما یضطر إلی العلم بصحة الصحیح فیبیض وجه المحق و یسود وجه المبطل و فی قوله فِی مِرْیَةٍ مِنْهُ أی فی شك من القرآن و فی قوله عَذابُ یَوْمٍ عَقِیمٍ قیل إنه عذاب یوم بدر و سماه عقیما لأنه لا مثل له فی عظم أمره لقتال الملائكة فیه أو لأنه لم یكن للكفار فیه خیر فهو كالریح العقیم التی لا تأتی بخیر و قیل المراد به یوم القیامة و المعنی حتی تأتیهم علامات الساعة أو عذاب یوم القیامة و سماه عقیما لأنه لا لیلة له و فی قوله تعالی إِنْ هذا إِلَّا أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ أی و ما هذا إلا أكاذیب الأولین فقد سطروا ما لا حقیقة له.

ثم احتج تعالی علی هؤلاء المنكرین للبعث بأنه مع إقراركم أنه تعالی خالق السماوات و الأرض و ما فیهما و أن بیده ملكوت كل شی ء لا یتجه منكم إنكار البعث استبعادا له مع كونه أهون و أیسر مما ذكر و فی قوله تعالی زَیَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ أی أعمالهم التی أمرناهم بها فهم یتحیرون بالذهاب عنها أو بأن خلقنا فیهم شهوة القبیح لیجتنبوا المشتهی فَهُمْ یَعْمَهُونَ عن هذا المعنی أو حرمناهم التوفیق عقوبة لهم علی كفرهم و زینت أعمالهم فی أعینهم.

و فی قوله تعالی وَ ما یَشْعُرُونَ أَیَّانَ یُبْعَثُونَ أی متی یحشرون یوم القیامة بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِی الْآخِرَةِ أی تتابع منهم العلم و تلاحق حتی كمل علمهم فی الآخرة بما أخبروا به فی الدنیا فهو علی لفظ الماضی و المراد به الاستقبال و قیل إن هذا علی وجه الاستفهام فحذف الألف و المراد به النفی أی لم یبلغ علمهم بالآخرة و قیل أی أدرك هذا العلم جمیع العقلاء لو نظروا و تفكروا لأن العقل یقتضی أن الإهمال قبیح فلا بد من تكلیف و التكلیف یقتضی الجزاء و إذا لم یكن ذلك فی الدنیا فلا بد من دار الجزاء و قیل إن الآیة إخبار عن ثلاث طوائف طائفة أقرت بالبعث و طائفة شكت فیه و طائفة نفته كما قال فَهُمْ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ و قوله بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ أی عن معرفتها و هو جمع عمی و هو الأعمی القلب لتركه التدبر و النظر.

و فی قوله تعالی مَنْ كانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ أی من كان یأمل لقاء ثواب اللّٰه أو من یخاف عقاب اللّٰه فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ أی الوقت الذی وقته اللّٰه للثواب و العقاب جاء

ص: 18

لا محالة و فی قوله لَهِیَ الْحَیَوانُ أی الحیاة علی الحقیقة لأنها الدائمة الباقیة التی لا زوال لها و لا موت فیها و تقدیره لهی دار الحیوان أو ذات الحیوان لأنه مصدر.

و فی قوله تعالی یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا أی یعلمون منافع الدنیا و مضارها و هم جهال بالآخرة

وَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا فَقَالَ مِنْهُ الزَّجْرُ وَ النُّجُومُ.

أَ وَ لَمْ یَتَفَكَّرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ أی فی حال الخلوة لأن فی تلك الحال یتمكن الإنسان من نفسه و یحضره ذهنه أو فی خلق اللّٰه أنفسهم و المعنی أ و لم یتفكروا فیعلموا ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ أی لإقامة الحق و معناه للدلالة علی الصانع و التعریض للثواب وَ أَجَلٍ مُسَمًّی أی لوقت معلوم توفی فیه كل نفس ما كسبت.

و فی قوله تعالی ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ أی من القبر عن ابن عباس یأمر اللّٰه عز و جل إسرافیل علیه السلام فینفخ فی الصور بعد ما یصور الصور فی القبور فیخرج الخلائق كلهم من قبورهم إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ من الأرض أحیاء و قیل إنه سبحانه جعل النفخة دعاء لأن إسرافیل یقول أجیبوا داعی اللّٰه فیدعو بأمر اللّٰه سبحانه و قیل معناه أخرجكم من قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فیها فعبر عن ذلك بالدعاء إذ هو بمنزلة كن فیكون فی سرعة تأتی ذلك و امتناع التعذر. و قال فی قوله تعالی وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ أقوال أحدها أن معناه و هو هین علیه كقوله اللّٰه أكبر أی كبیر الثانی أنه إنما قال أهون لما تقرر فی العقول أن إعادة الشی ء أهون من ابتدائه و هم كانوا مقرین بالابتداء فكأنه قال لهم كیف تقرون بما هو أصعب عندكم و تنكرون ما هو أهون عندكم الثالث أن الهاء فی علیه یعود إلی الخلق أی و الإعادة علی المخلوق أهون من النشأة الأولی لأنه إنما یقال له فی الإعادة كُنْ فَیَكُونُ و فی النشأة الأولی كان نطفة ثم علقة ثم مضغة و هكذا فهذا علی المخلوق أصعب و الإنشاء یكون أهون علیه و مثله یروی عن ابن عباس و أما ما یروی عن مجاهد أنه قال الإنشاء أهون علیه من الابتداء فقول مرغوب عنه لأنه تعالی لا یكون شی ء أهون علیه من شی ء.

ص: 19

أقول: و قال شارح المقاصد فإن قیل ما معنی كون الإعادة أهون علی اللّٰه تعالی و قدرته قدیمة لا تتفاوت المقدورات بالنسبة إلیها قلنا كون الفعل أهون تارة یكون من جهة الفاعل بزیادة شرائط الفاعلیة و تارة من جهة القابل بزیادة استعداد القبول و هذا هو المراد هاهنا و أما من جهة قدرة الفاعل فالكل علی السواء.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ أی لا یرد یوم القیامة أحد من اللّٰه یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ أی یتفرقون فیه فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ و فی قوله إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ معناه أن فعلة الإنسان من خیر أو شر إن كانت مقدار حبة خردل فی الوزن فَتَكُنْ فِی صَخْرَةٍ أی فی حجرة عظیمة لأن الحبة فیها أخفی و أبعد من الاستخراج یَأْتِ بِهَا اللَّهُ أی یحضرها اللّٰه یوم القیامة و یجازی علیها أی یأتی بجزاء ما وازنها من خیر أو شر و قیل معناه یعلمها اللّٰه فیأتی بها إذا شاء كذلك قلیل العمل من خیر أو شر یعلمه اللّٰه فیجازی علیه.

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا طَالِباً لَا یَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ أُذْنِبُ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ الْآیَةَ إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ باستخراجها خَبِیرٌ بمستقرها.

. و فی قوله تعالی ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ أی كخلق نفس واحدة و بعث نفس واحدة فی قدرته فإنه لا یشق علیه ابتداء جمیع الخلق و لا إعادتهم بعد إفنائهم قال مقاتل إن كفار قریش قالوا إن اللّٰه خلقنا أطوارا نطفة علقة مضغة لحما فكیف یبعثنا خلقا جدیدا فی ساعة واحدة فنزلت الآیة.

و فی قوله أَ إِذا ضَلَلْنا فِی الْأَرْضِ أی غبنا فی الأرض فصرنا ترابا و كل شی ء غلب علیه غیره حتی یغیب فیه فقد ضل و قیل معنی ضَلَلْنا هلكنا و فی قوله تعالی وَ الَّذِینَ سَعَوْا فِی آیاتِنا مُعاجِزِینَ أی و الذی عملوا بجهدهم و جدهم فی إبطال حججنا مقدرین إعجاز ربهم و ظانین أنهم یفوتونه أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أی سیئ العذاب.

و فی قوله هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلی رَجُلٍ یعنون محمدا صلی اللّٰه علیه و آله إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ

ص: 20

أی فرقتم كل تفریق و قطعتم كل تقطیع و أكلتكم الأرض و السباع و الطیور و الجدید المستأنف المعاد أَفْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أی هل كذب علی اللّٰه متعمدا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ أی جنون فهو یتكلم بما لا یعلم ثم رد سبحانه علیهم قولهم فقال بَلِ لیس الأمر علی ما قالوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أی هؤلاء الذین لا یصدقون بالبعث و الجزاء فِی الْعَذابِ فی الآخرة وَ الضَّلالِ الْبَعِیدِ من الحق فی الدنیا ثم وعظهم سبحانه لیعتبروا فقال أَ فَلَمْ یَرَوْا أی أ فلم ینظر هؤلاء الكفار إِلی ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ كیف أحاطت بهم فلا یقدرون علی الخروج منها أو المعنی أ فلم یتفكروا فیها فیستدلوا بذلك علی قدرة اللّٰه تعالی ثم ذكر سبحانه قدرته علی إهلاكهم فقال إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ كما خسفنا بقارون أَوْ نُسْقِطْ عَلَیْهِمْ كِسَفاً أی قطعة مِنَ السَّماءِ تغطیهم و تهلكهم إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً أی إن فیما یرون من السماء و الأرض لدلالة علی قدرة اللّٰه علی البعث و علی ما یشاء من الخسف بهم لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِیبٍ أناب إلی اللّٰه و رجع إلی طاعته.

و فی قوله یَفْتَحُ بَیْنَنا أی یحكم بالحق و فی قوله مِیعادُ یَوْمٍ أی یوم القیامة و قیل یوم وفاتهم و فی قوله تعالی وَ آثارَهُمْ أی ما یكون له أثر أو أعمالهم التی صارت سنة بعدهم یقتدی فیها بهم حسنة كانت أم قبیحة و قیل أی نكتب خطاهم إلی المساجد و فی قوله وَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا إن نافیة و لما بمعنی إلا و فی قوله الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً أی جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ للنار نارا محرقة یعنی بذلك المرخ و العفار و هما شجرتان تتخذ الأعراب زنودها منهما فبین سبحانه أن من قدر علی أن یجعل فی الشجر الذی هو فی غایة الرطوبة نارا حامیة مع مضادة النار للرطوبة حتی إذا احتاج الإنسان حك بعضه ببعض فیخرج منه النار و ینقدح قدر أیضا علی الإعادة و تقول العرب فی كل شجر نار و استمجد المرخ و العفار. (1)و قال الكلبی كل شجر تنقدح منه النار إلا العناب و قال فی سبب نزول الآیات قیل إن أبی بن خلف أو العاص بن وائل جاء بعظم بال متفتت و قال یا

ص: 21


1- فی القاموس: استمجد المرخ و العفار، استكثرا من النار. منه.

محمد أ تزعم أن اللّٰه یبعث هذا فقال نعم فنزلت و المروی عن الصادق علیه السلام أنه كان أبی بن خلف.

و قال الرازی فی تفسیر هذه الآیات أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ و هو أتم نعمه فإن سائر النعم بعد وجوده و قوله مِنْ نُطْفَةٍ إشارة إلی وجه الدلالة و ذلك لأن خلقه لو كان من أشیاء مختلفة الصور كان یمكن أن یقال العظم خلق من جنس صلب و اللحم من جنس رخو و كذلك الحال فی كل عضو و لما كان خلقه من نطفة متشابهة الأجزاء و هو مختلف الصور دل علی الاختیار و القدرة و إلی هذا أشار بقوله تعالی یُسْقی بِماءٍ واحِدٍ و قوله فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ فیه لطیفة غریبة و هی أنه تعالی قال اختلاف صور أعضائه مع تشابه أجزاء ما خلق منه آیة ظاهرة و مع هذا فهنالك ما هو أظهر و هو نطقه و فهمه و ذلك لأن النطفة جسم فهب أن جاهلا یقول إنه استحال و تكون جسما آخر لكن القوة الناطقة و القوة الفاهمة من أین تقتضیها النطفة فإبداع النطق و الفهم أعجب و أغرب من إبداع الخلق و الجسم و هو إلی إدراك القدرة و الاختیار منه أقرب فقوله خَصِیمٌ أی ناطق و إنما ذكر الخصیم مكان الناطق لأنه أعلی أحوال الناطق فإن الناطق مع نفسه لا یبین كلامه مثل ما یبینه و هو یتكلم مع غیره و المتكلم مع غیره إذا لم یكن خصیما لا یبین و لا یجتهد مثل ما یجتهد إذا كان كلامه مع خصمه و قوله مُبِینٌ إشارة إلی قوة عقله و اختیار الإبانة فإن العاقل عند الإفهام أعلی درجة منه عند عدمه لأن المبین بأن عنده الشی ء ثم أبانه فقوله تعالی مِنْ نُطْفَةٍ إشارة إلی أدنی ما كان علیه و قوله خَصِیمٌ مُبِینٌ إشارة إلی أعلی ما حصل علیه ثم قوله تعالی وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ إشارة إلی بیان الحشر و فی هذه الآیات إلی آخر السورة غرائب و عجائب نذكرها بقدر الإمكان إن شاء اللّٰه تعالی فنقول المنكرون للحشر منهم من لم یذكر فیه دلیلا و لا شبهة و اكتفی بالاستبعاد و ادعی الضرورة و هم الأكثرون و یدل علیه قوله تعالی حكایة عنهم فی كثیر من المواضع بلفظ الاستبعاد كما قال وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِی الْأَرْضِ أَ إِنَّا لَفِی خَلْقٍ جَدِیدٍ

ص: 22

أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِینُونَ إلی غیر ذلك فكذا هاهنا قال مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ علی طریق الاستبعاد فبدأ أولا بإبطال استبعادهم بقوله نَسِیَ خَلْقَهُ أی أ نسی أنا خلقناه من تراب و من نطفة متشابهة الأجزاء ثم جعلنا لهم من النواصی إلی الأقدام أعضاء مختلفة الصور و القوام و ما اكتفینا بذلك حتی أودعناهم ما لیس من قبیل هذه الأجرام و هو النطق و العقل اللذین بهما استحقوا الإكرام فإن كانوا یقنعون بمجرد الاستبعاد فهلا یستبعدون إعادة النطق و العقل إلی محل كانا فیه ثم إن استبعادهم كان من جهة ما فی المعاد من التفتت و التفرق حیث قالوا مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ اختاروا العظم للذكر لأنه أبعد عن الحیاة لعدم الإحساس فیه و وصفوه بما یقوی جانب الاستبعاد من البلی و التفتت و اللّٰه تعالی دفع استبعادهم من جهة ما فی المعید من العلم و القدرة فقال ضَرَبَ لَنا مَثَلًا أی جعل قدرتنا كقدرتهم وَ نَسِیَ خَلْقَهُ العجیب و بدأه الغریب و منهم من ذكر شبهة و إن كان آخرها یعود إلی مجرد الاستبعاد و هی علی وجهین أحدهما أنه بعد العدم لم یبق شی ء فكیف یصح علی العدم الحكم بالوجود و أجاب عن هذه الشبهة بقوله تعالی الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ یعنی كما خلق الإنسان و لَمْ یَكُنْ شَیْئاً مَذْكُوراً كذلك یعیده و إن لم یكن شیئا مذكورا. و ثانیهما أن من تفرق أجزاؤه فی مشارق الأرض و مغاربها و صار بعضه فی أبدان السباع و بعضه فی جدران الرباع كیف یجمع و أبعد من هذا هو أن إنسانا إذا أكل إنسانا و صار أجزاء المأكول فی أجزاء الآكل فإن أعید فأجزاء المأكول إما أن تعاد إلی بدن الآكل فلا یبقی للمأكول أجزاء یخلق منها أعضاء و إما أن یعاد إلی بدن المأكول منه فلا یبقی للآكل أجزاء فقال تعالی فی إبطال هذه الشبهة وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ و وجهه أن فی الآكل أجزاء أصلیة و أجزاء فضلیة و فی المأكول كذلك فإذا أكل إنسان إنسانا صار الأصلی من أجزاء المأكول فضلیا من أجزاء الآكل و الأجزاء الأصلیة للآكل هی ما كان له قبل الأكل وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍعَلِیمٌ یعلم الأصلی من الفضلی فیجمع الأجزاء الأصیلة للآكل و ینفخ فیها روحه و یجمع الأجزاء الأصلیة للمأكول و

ص: 23

ینفخ فیها روحه و كذلك یجمع الأجزاء المتفرقة فی البقاع المتبددة فی الأصقاع بحكمته الشاملة و قدرته الكاملة ثم إنه تعالی عاد إلی تقریر ما تقدم من دفع استبعادهم و إبطال إنكارهم و عنادهم فقال الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً و وجهه هو أن الإنسان مشتمل علی جسم یحس به و حیاة ساریة فیه و هو الحرارة جاریة فیه فإن استبعدتم وجود حرارة و حیاة فیه فلا تستبعدوه فإن النار فی الشجر الأخضر الذی یقطر منه الماء أعجب و أغرب و أنتم تحضرون حیث منه توقدون و إن استبعدتم خلق جسمه فخلق السماوات و الأرض أكبر من خلق أنفسكم فلا تستبعدوه فإن اللّٰه خلق السماوات و الأرض فبان لطف قوله تعالی الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ و قوله أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ و قد ذكر النار فی الشجر علی ذكر الخلق الأكبر لأن استبعادهم كان بالصریح واقعا علی الإحیاء حیث قالوا مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ و لم یقولوا من یجمعها و یؤلفها و النار فی الشجر مناسب الحیاة و قوله الْخَلَّاقُ إشارة إلی أنه فی القدرة كامل و قوله الْعَلِیمُ إشارة إلی أنه بعلمه شامل ثم أكد بیانه بقوله إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ هذا إظهار فساد تمثیلهم و تشبیههم و ضرب مثلهم حیث ضربوا لله مثلا و قالوا لا یقدر أحد علی مثل هذا قیاسا للغائب علی الشاهد فقال فی الشاهد الخلق یكون بالآلات البدنیة و الانتقالات المكانیة فلا تقع إلا فی الأزمنة الممتدة و اللّٰه یخلق بكن فیكون انتهی.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ أَنْتُمْ داخِرُونَ أی صاغرون أشد الصغار ثم ذكر أن بعثهم یقع بزجرة واحدة فقال فَإِنَّما هِیَ أی إنما قصة البعث زَجْرَةٌ واحِدَةٌ أی صیحة واحدة من إسرافیل یعنی نفخة البعث و الزجرة الصرفة عن الشی ء بالمخافة فكأنهم زجروا عن الحال التی هم فیها إلی المحشر فَإِذا هُمْ یَنْظُرُونَ إلی البعث الذی كذبوا به و قیل فإذا هم أحیاء ینتظرون ما ینزل بهم من العذاب وَ قالُوا أی و یقولون معترفین بالعصیان یا وَیْلَنا من العذاب و هو كلمة یقولها القائل عند الوقوع فی الهلكة هذا یَوْمُ الدِّینِ أی یوم الحساب أو یوم الجزاء

ص: 24

هذا یَوْمُ الْفَصْلِ بین الخلائق و الحكم و تمییز الحق من الباطل و هذا كلام بعضهم لبعض و قیل بل هو كلام الملائكة و فی قوله تعالی خاشِعَةً أی غبراء دارسة متهشمة أی كان حالها حال الخاضع المتواضع و قیل میتة یابسة لا نبات فیها و فی قوله وَ لَئِنْ رُجِعْتُ إِلی رَبِّی أی لست علی یقین من البعث فإن كان الأمر علی ذلك و رددت إلی ربی إِنَّ لِی عِنْدَهُ الحالة الحسنی أو المنزلة الحسنی و هی الجنة سیعطینی فی الآخرة مثل ما أعطانی فی الدنیا و فی قوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ یُمارُونَ أی یدخلهم المریة و الشك فِی السَّاعَةِ فیخاصمون فی مجیئها علی وجه الإنكار لها.

و فی قوله نَمُوتُ وَ نَحْیا قال فیه أقوال أحدها أن تقدیره نحیا و نموت فقدم و أخر و الثانی أن معناه نموت و تحیا أولادنا و الثالث یموت بعضنا و یحیا بعضنا.

أقول: و قال البیضاوی أی نكون أمواتا نطفا و ما قبلها و نحیا بعد ذلك و یحتمل أنهم أرادوا به التناسخ فإنه عقیدة أكثر عبدة الأوثان وَ ما یُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ أی مرور الزمان.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا و إنما لم یجبهم اللّٰه تعالی إلی ذلك لأنهم قالوا ذلك متعنتین مقترحین لا طالبین الرشد و فی قوله وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ أی إذا قامت القیامة صارت آلهتهم التی عبدوها أعداء لهم وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِینَ یعنی أن الأوثان ینطقهم اللّٰه حتی یجحدوا أن یكونوا دعوا إلی عبادتها و یكفروا بعبادة الكفار لهم و فی قوله وَ قَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِی أی مضت الأمم و ماتوا قبلی فما أخرجوا و لا أعیدوا و قیل معناه خلت القرون علی هذا المذهب ینكرون البعث وَ هُما یَسْتَغِیثانِ اللَّهَ أی یستصرخان اللّٰه و یطلبان منه الغوث لیلطف له بما یؤمن عنده و یقولان له وَیْلَكَ آمِنْ بالقیامة و بما یقوله محمد صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بالبعث و النشور و الثواب و العقاب حَقٌّ فَیَقُولُ فی جوابهما ما هذا القرآن و ما تدعوننی إلیه إِلَّا أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ أُولئِكَ الَّذِینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ أی كلمة العذاب فِی أُمَمٍ أی مع أمم مضوا علی مثل حالهم و اعتقادهم وَ لِكُلٍّ من المؤمنین و الكافرین

ص: 25

دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا أی علی مراتبهم و مقادیر أعمالهم فدرجات الأبرار فی علیین و درجات الفجار دركات فی سجین و قیل معناه لكل مطیع درجات ثواب و إن تفاضلوا فی مقادیرها.

و فی قوله وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ أی العذاب لأنه كائن واقع بهم عن قریب كَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ أی من العذاب فی الآخرة لَمْ یَلْبَثُوا فی الدنیا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ أی إذا عاینوا العذاب صار طول لبثهم فی الدنیا و البرزخ كأنه ساعة من النهار لأن ما مضی كأن لم یكن و إن كان طویلا.

و فی قوله ذلِكَ أی ذلك الرد الذی یقولون رَجْعٌ بَعِیدٌ أی رد بعید عن الأوهام و إعادة بعیدة عن الكون و المعنی أنه لا یكون ذلك لأنه غیر ممكن ثم قال سبحانه قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ أی ما تأكل الأرض من لحومهم و دمائهم و تبلیه من عظامهم فلا یتعذر علینا ردهم وَ عِنْدَنا كِتابٌ حَفِیظٌ أی حافظ لعدتهم و أسمائهم و هو اللوح المحفوظ لا یشذ عنه شی ء و قیل حفیظ أی محفوظ عن البلی و الدروس و هو كتاب الحفظة الذین یكتبون أعمالهم بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ و الحق هو القرآن و قیل هو الرسول فَهُمْ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ أی مختلط فمرة قالوا مجنون و تارة قالوا ساحر و تارة قالوا شاعر فتحیروا فی أمره لجهلهم بحاله.

قوله مِنْ فُرُوجٍ أی شقوق و فتوق و قیل معناه لیس فیها تفاوت و اختلاف قوله تعالی مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ أی من كل صنف حسن المنظر و قوله وَ حَبَّ الْحَصِیدِ أی حب البر و الشعیر و كل ما یحصد وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ أی طویلات عالیات لَها طَلْعٌ نَضِیدٌ أی نضد بعضه علی بعض و فی قوله أَ فَعَیِینا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ أی أ فعجزنا حین خلقناهم أولا و لم یكونوا شیئا فكیف نعجز عن بعثهم و إعادتهم بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ أی بل هم فی ضلال و شك من إعادة الخلق جدیدا.

و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً یعنی الریاح تذرو التراب أو غیره أو النساء الولودات فإنهن یذرین الأولاد أوالأسباب التی تذری الخلائق من الملائكة و غیرها فَالْحامِلاتِ وِقْراً فالسحب الحاملة للأمطار أو الریاح الحاملة

ص: 26

للسحاب أو النساء الحوامل و أسباب ذلك فَالْجارِیاتِ یُسْراً فالسفن الجاریة فی البحر سهلا أو الریاح الجاریة فی مهابها أو الكواكب التی تجری فی منازلها و یسرا صفة مصدر محذوف أی جریا ذا یسر فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً فالملائكة التی تقسم الأمور من الأمطار و الأرزاق و غیرها أو ما یعمهم و غیرها من أسباب القسمة أو الریاح تقسم الأمطار بتصریف السحاب إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ جواب للقسم كأنه استدل باقتداره علی هذه الأشیاء العجیبة المخالفة لمقتضی الطبیعة علی اقتداره علی البعث الموعود و ما موصولة أو مصدریة و الدین الجزاء و الواقع الحاصل وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ذات الطرائق و المراد إما الطرائق المحسوسة التی هی مسیر الكواكب أو المعقولة التی یسلكها النظار و یتوصل بها إلی المعارف أو النجوم فإن لها طرائق أو أنها تزینها كما یزین الموشی طرائق الوشی إِنَّكُمْ لَفِی قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ فی الرسول و هو قولهم تارة إنه شاعر و تارة إنه ساحر و تارة إنه مجنون أو فی القرآن أو القیامة أو أمر الدیانة یُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ یصرف عن الرسول أو الإیمان أو القرآن من صرف إذ لا صرف أشد منه فكأنه لا صرف بالنسبة إلیه أو یصرف من صرف فی علم اللّٰه و قضائه و یجوز أن یكون الضمیر للقول علی معنی یصدر إفك من أفك عن القول المختلف و بسببه قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الكذابون من أصحاب القول المختلف و أصله الدعاء بالقتل أجری مجری اللعن الَّذِینَ هُمْ فِی غَمْرَةٍ فی جهل یغمرهم ساهُونَ غافلون عما أمروا به یَسْئَلُونَ أَیَّانَ یَوْمُ الدِّینِ أی فیقولون متی یوم الجزاء أی وقوعه یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ یحرقون فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوباً أی للذین ظلموا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بالتكذیب نصیبا من العذاب مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ مثل نصیب نظرائهم من الأمم السابقة و هو مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلاء فإن الذنوب هو الدلو العظیم المملوء فَلا یَسْتَعْجِلُونِ جواب لقولهم مَتی هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ یَوْمِهِمُ الَّذِی یُوعَدُونَ أی من القیامة أو یوم بدر.

و قال فی قوله تعالی وَ الطُّورِ یرید طور سینین أو ما طار من أوج الإیجاد إلی حضیض المواد أو من عالم الغیب إلی عالم الشهادة وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ مكتوب

ص: 27

و المراد به القرآن أو ما كتبه اللّٰه تعالی فی اللوح المحفوظ أو ألواح موسی علیه السلام أو فی قلوب أولیائه من المعارف و الحكم أو ما تكتبه الحفظة فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ الرق الجلد الذی یكتب فیه استعیر لما كتب فیه الكتاب وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ یعنی الكعبة و عمارتها بالحجاج و المجاورین أو الضراح و هو فی السماء الرابعة و عمرانه بكثرة غاشیته من الملائكة أو قلب المؤمن و عمارته بالمعرفة و الإخلاص وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ یعنی السماء وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ أی المملوء و هو المحیط أو الموقد روی أن اللّٰه تعالی یجعل یوم القیامة البحار نارا یسجر بها جهنم أو المختلط إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ لنازل ما لَهُ مِنْ دافِعٍ یدفعه و وجه دلالة هذه الأمور المقسم بها علی ذلك أنها أمور تدل علی كمال قدرة اللّٰه و حكمته و صدق اختیاره و ضبط أعمال العباد للمجازاة یَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً أی تضطرب و المور تردد فی المجی ء و الذهاب و قیل تحرك فی تموج تَسِیرُ الْجِبالُ سَیْراً أی تسیر عن وجه الأرض فتصیر هباء فَوَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ أی إذا وقع ذلك فویل لهم الَّذِینَ هُمْ فِی خَوْضٍ یَلْعَبُونَ أی فی الخوض فی الباطل و فی قوله ثُمَّ یُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفی أی یجزی العبد سعیه بالجزاء الأوفر فنصب بنزع الخافض و یجوز أن یكون مصدرا و أن یكون الهاء للجزاء المدلول علیه بیجزی و الجزاء بدله.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ أی و ما أمرنا بمجی ء الساعة فی السرعة إلا كطرف البصر و المعنی إذا أردنا قیام الساعة أعدنا الخلق و جمیع الحیوانات فی قدر لمح البصر فی السرعة و قیل معناه و ما أمرنا إذا أردنا أن نكون شیئا إلا مرة واحدة لم نحتج فیه إلی ثانیة إنما نقول له كن فیكون كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ فی سرعته من غیر إبطاء و لا تأخیر.

و فی قوله تعالی سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ أی سنقصد لحسابكم أیها الجن و الإنس عن الزجاج قال و الفراغ فی اللغة علی ضربین أحدهما القصد للشی ء و الآخر الفراغ من شغل و اللّٰه لا یشغله شأن عن شأن و قیل معناه سنعمل عمل من

ص: 28

یفرغ للعمل فیجوده من غیر تضجیع فیه و قیل سنفرغ لكم من الوعید بتقضی أیامكم المتوعد فیها فشبه ذلك بمن فرغ من شی ء و أخذ فی آخر.

و قال البیضاوی إِلی مِیقاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ أی إلی ما وقت به الدنیا و حد من یوم معین عند اللّٰه معلوم له و فی قوله قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ یعنی عامة الكفار أو الیهود قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ لكفرهم بها أو لعلمهم بأنه لا حظ لهم فیها لعنادهم الرسول المنعوت فی التوراة المؤید بالآیات كَما یَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ أن یبعثوا أو یثابوا أو ینالهم خیر منهم و علی الأول وضع الظاهر موضع المضمر للدلالة علی أن الكفر آیسهم.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه أی كما یئس الكفار الذین ماتوا و صاروا فی القبور من أن یكون لهم فی الآخرة حظ و قیل یرید بالكفار هاهنا الذین یدفنون الموتی أی كما یئس الذین دفنوا الموتی منهم.

و قال فی قوله لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ قیل إن لا زائدة و معناه أقسم و قیل إن لا رد علی الذین أنكروا البعث و النشور فكأنه قال لا كما تظنون ثم ابتدأ القسم و قیل أی لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیامَةِ لظهورها بالدلائل العقلیة و السمعیة أو لا أقسم بها فإنكم لا تقرون بها.

و قال البیضاوی إدخال لاء النافیة علی فعل القسم للتأكید شائع فی كلامهم وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أی بالنفس المتقیة التی تلوم النفوس المقصرة فی التقوی یوم القیامة علی تقصیرهن أو التی تلوم نفسها أبدا و إن اجتهدت فی الطاعة أو النفس المطمئنة اللائمة للنفس الأمارة أو بالجنس

لِمَا رُوِیَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَیْسَ مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَ لَا فَاجِرَةٍ إِلَّا وَ تَلُومُ نَفْسَهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنْ عَمِلَتْ خَیْراً كَیْفَ لَمْ أَزِدْ وَ إِنْ عَمِلَتْ شَرّاً قَالَتْ لَیْتَنِی كُنْتُ قَصَّرْتُ.

أو نفس آدم فإنها لم تزل تتلوم علی ما خرجت به من الجنة أَ یَحْسَبُ الْإِنْسانُ یعنی الجنس و إسناد الفعل إلیه لأن فیهم من یحسب أو الذی نزل فیه و هو عدی بن ربیعة سأل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله عن أمر القیامة فأخبره به فقال لو عاینت ذلك الیوم لم أصدقك أو یجمع اللّٰه هذه العظام أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ

ص: 29

بعد تفرقها بَلی نجمعها قادِرِینَ عَلی أَنْ نُسَوِّیَ بَنانَهُ نجمع سلامیاته و نضم بعضها إلی بعض كما كانت مع صغرها و لطافتها فكیف بكبار العظام أو عَلی أَنْ نُسَوِّیَ بَنانَهُ الذی هو أطرافه فكیف بغیرها بَلْ یُرِیدُ الْإِنْسانُ لِیَفْجُرَ أَمامَهُ لیدوم علی فجوره فیما یستقبله من الزمان یَسْئَلُ أَیَّانَ یَوْمُ الْقِیامَةِ متی یكون استبعادا و استهزاء.

و فی قوله تعالی أَنْ یُتْرَكَ سُدیً أی مهملا لا یكلف و لا یجازی و فی قوله كانَ شَرُّهُ أی شدائده مُسْتَطِیراً فاشیا منتشرا غایة الانتشار من استطار الحریق و الفجر و فی قوله تعالی وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً قال أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن اللّٰه بأوامره متتابعة فعصفن عصف الریاح فی امتثال أمره و نشرن الشرائع فی الأرض أو نشرن النفوس الموتی بالجهل بما أوحین من العلم ففرقن بین الحق و الباطل فألقین إلی الأنبیاء ذِكْراً عُذْراً للمحقین و نُذْراً للمبطلین أو بآیات القرآن المرسلة بكل عرف إلی محمد صلی اللّٰه علیه و آله فعصفن سائر الكتب و الأدیان بالنسخ و نشرن آثار الهدی و الحكم فی الشرق و الغرب و فرقن بین الحق و الباطل فألقین ذكر الحق فیما بین العالمین أو بالنفوس الكاملة المرسلة إلی الأبدان لاستكمالها فعصفن ما سوی الحق و نشرن أثر ذلك فی جمیع الأجزاء ففرقن بین الحق بذاته و الباطل بنفسه فیرون كل شی ء هالكا إلا وجهه فألقین ذكرا بحیث لا یكون فی القلوب و الألسنة إلا ذكر اللّٰه أو بریاح عذاب أرسلن فعصفن و ریاح رحمة نشرن السحاب فی الجو ففرقن فألقین ذكرا أی تسببن له فإن العاقل إذا شاهد هبوبها و آثارها ذكر اللّٰه تعالی و یذكر كمال قدرته و عرفا إما نقیض النكر و انتصابه علی العلة أی أرسلن للإحسان و المعروف أو بمعنی المتتابعة من عرف الفرس و انتصابه علی الحال عُذْراً أَوْ نُذْراً مصدران لعذر إذا محا الإساءة و أنذر إذا خوف أو جمعان لعذیر بمعنی المعذرة و نذیر بمعنی الإنذار أو بمعنی العاذر و المنذر و نصبهما علی الأولین بالعلیة أی عذرا للمحقین و نذرا للمبطلین أو البدلیة من ذكرا علی أن المراد به الوحی أو ما یعم التوحید و الشرك و الإیمان و الكفر و علی الثالث بالحالیة إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ جواب القسم و معناه أن الذی توعدونه من مجی ء القیامة كائن لا محالة.

ص: 30

و فی قوله تعالی عَمَّ یَتَساءَلُونَ أصله عما فحذف الألف و معنی هذا الاستفهام تفخیم شأن ما یتساءلون عنه كأنه لفخامته خفی جنسه فیسأل عنه و الضمیر لأهل مكة كانوا یتساءلون عن البعث فیما بینهم أو یسألون الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و المؤمنین عنه استهزاء عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ بیان للشأن المفخم أو صلة یتساءلون و عم متعلق بمضمر مفسر به الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ بجزم النفی و الشك فیه أو بالإقرار و الإنكار كَلَّا سَیَعْلَمُونَ ردع عن التساؤل و وعید علیه ثُمَّ كَلَّا سَیَعْلَمُونَ تكریر للمبالغة و ثم للإشعار بأن الوعید الثانی أشد و قیل الأول عند النزع و الثانی فی القیامة أو الأول للبعث و الثانی للجزاء.

و فی قوله تعالی وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً هذه صفات ملائكة الموت فإنهم ینزعون أرواح الكفار من أبدانهم غرقا أی إغراقا فی النزع فإنهم ینزعونها من أقاصی الأبدان أو نفوسا غرقة فی الأجساد و ینشطون أی یخرجون أرواح المؤمنین برفق من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها و یسبحون فی إخراجها سبح الغواص الذی یخرج الشی ء من أعماق البحر فیسبقون بأرواح الكفار إلی النار و بأرواح المؤمنین إلی الجنة فیدبرون أمر عقابها و ثوابها بأن یهیئوها لإدراك ما أعد لها من الآلام و اللذات أو الأولیان لهم و الباقیات لطوائف من الملائكة یسبحون فی مضیها أی یسرعون فیه فیسبقون إلی ما أمروا به فیدبرون أمره أو صفات النجوم فإنها تنزع من المشرق إلی المغرب غرقا فی النزع بأن تقطع الفلك حتی تنحط فی أقصی المغرب و تنشط من برج إلی برج أی تخرج من نشط الثور إذا خرج من بلد إلی بلد و یسبحون فی الفلك فیسبق بعضها فی السیر لكونه أسرع حركة فتدبر أمرا نیط بها كاختلاف الفصول و تقدیر الأزمنة و ظهور مواقیت العبادات و لما كانت حركتها من المشرق إلی المغرب قسریة و حركاتها من برج إلی برج ملائمة سمی الأولی نزعا و الثانیة نشطا أو صفات النفوس الفاضلة حال المفارقة فإنها تنزع عن الأبدان غرقا أی نزعا شدیدا من إغراق النازع فی القوس فتنشط إلی عالم الملكوت و تسبح فیها فتسبق إلی حظائر القدس فتصیر لشرفها و قوتها من المدبرات أو حال سلوكها فإنها تنزع عن الشهوات و تنشط إلی عالم القدس فتسبح

ص: 31

فی مراتب الارتقاء فتسبق إلی الكمالات حتی تصیر من المكملات أو صفات أنفس الغزاة أو أیدیهم تنزع القسی بإغراق السهام و ینشطون بالسهم للرمی و یسبحون فی البر و البحر فیسبقون إلی حرب العدو فیدبرون أمرها أو صفات خیلهم فإنها تنزع فی أعنتها نزعا تغرق فیه الأعنة لطول أعناقها و تخرج من دار الإسلام إلی دار الكفر و تسبح فی جریها فتسبق إلی العدو فتدبر أمر الظفر أقسم اللّٰه بها علی قیام الساعة و إنما حذف لدلالة ما بعده علیه یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ و هو منصوب به و المراد بالراجفة الأجرام الساكنة التی تشتد حركتها حینئذ كالأرض و الجبال لقوله یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ أو الواقعة التی ترجف الأجرام عندها و هی النفخة الأولی تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ التابعة و هی السماء و الكواكب تنشق و تنتثر أو النفخة الثانیة و الجملة فی موقع الحال قُلُوبٌ یَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ شدیدة الاضطراب من الوجیف و هی صفة لقلوب و الخبر أَبْصارُها خاشِعَةٌ أی أبصار أصحابها ذلیلة من الخوف و لذلك أضافها إلی القلوب یَقُولُونَ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِی الْحافِرَةِ فی الحالة الأولی یعنون الحیاة بعد الموت من قولهم رجع فلان فی حافرته أی طریقه التی جاء فیها فحفرها أی أثر فیها بمشیه علی النسبة كقوله عِیشَةٍ راضِیَةٍ أَ إِذا كُنَّا عِظاماً ناخرة أی بالیة أو نَخِرَةً و هی أبلغ قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ذات خسران أو خاسر أصحابها و المعنی أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذیبنا بها و هو استهزاء منهم فَإِنَّما هِیَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ متعلق بمحذوف أی لا یستصعبوها فما هی إلا صیحة واحدة یعنی النفخة الثانیة فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ فإذا هم أحیاء علی وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتا فی بطنها و الساهرة الأرض البیضاء المستویة و قیل اسم جهنم.

و فی قوله تعالی یَوْمَ تُبْلَی السَّرائِرُ أی تتعرف و تمیز بین ما طاب من الضمائر و ما خفی من الأعمال و ما خبث منها فَما لَهُ للإنسان مِنْ قُوَّةٍ من منعه فی نفسه یمتنع بها وَ لا ناصِرٍ یمنعه. و فی قوله تعالی فَما یُكَذِّبُكَ أی فأی شی ء یكذبك یا محمد دلالة أو نطقا بَعْدُ بِالدِّینِ بالجزاء بعد ظهور هذه الدلائل و قیل ما بمعنی من و قیل الخطاب للإنسان علی الالتفات و المعنی فما الذی یحملك علی هذا التكذیب أَ لَیْسَ اللَّهُ

ص: 32

بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ تحقیق لما سبق و المعنی أ لیس الذی فعل ذلك من الخلق و الرد بأحكم الحاكمین صنعا و تدبیرا و من كان كذلك كان قادرا علی الإعادة و الجزاء و قال الرجعی مصدر كالبشری.

و فی قوله تعالی أَ فَلا یَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ أی بعث ما فِی الْقُبُورِ من الموتی وَ حُصِّلَ جمع محصلا فی الصحف أو میز ما فِی الصُّدُورِ من خیر أو شر و تخصیصه لأنه الأصل إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ یَوْمَئِذٍ یوم القیامة لَخَبِیرٌ عالم بما أعلنوا و ما أسروا فیجازیهم.

و فی قوله تعالی أَ رَأَیْتَ استفهام معناه التعجب الَّذِی یُكَذِّبُ بِالدِّینِ بالجزاء أو الإسلام.

«1»-لی، الأمالی للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَبْعَثَ الْخَلْقَ أَمْطَرَ السَّمَاءَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً (1)فَاجْتَمَعَتِ الْأَوْصَالُ وَ نَبَتَتِ اللُّحُومُ.

ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن أبی عمیر مثله.

«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی شَیْخٍ إِجَازَةً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِیِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بَشَّارٍ (2)عَنْ سَعِیدِ بْنِ مِینَا عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّ نَفَراً مِنْ قُرَیْشٍ اعْتَرَضُوا الرَّسُولَ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهُمْ عُتْبَةُ بْنُ رَبِیعَةَ وَ أُمَیَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ الْعَاصُ بْنُ سَعِیدٍ فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ هَلُمَّ فَلْنَعْبُدْ مَا تَعْبُدُ وَ تَعْبُدُ مَا نَعْبُدُ فَنَشْتَرِكُ نَحْنُ وَ أَنْتَ فِی الْأَمْرِ فَإِنْ یَكُنِ الَّذِی نَحْنُ عَلَیْهِ الْحَقَّ فَقَدْ أَخَذْتَ بِحَظِّكَ مِنْهُ وَ إِنْ یَكُنِ الَّذِی أَنْتَ عَلَیْهِ الْحَقَّ فَقَدْ أَخَذْنَا بِحَظِّنَا مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما

ص: 33


1- فی المصدر: أمطر السماء علی الأرض أربعین صباحا. م.
2- الصحیح: محمّد بن إسحاق بن یسار كما فی الأمالی المطبوع، ترجمه ابن حجر فی التقریب قال: محمّد بن إسحاق بن یسار أبو بكر المطلبی مولاهم المدنیّ، نزیل العراق إمام المغازی صدوق یدلس، و رمی بالتشیع و القدر، من صغار الخامسة، مات سنة 150 و یقال بعدها. انتهی. و عده الشیخ الطوسیّ فی رجاله من أصحاب الصادق علیه السلام و قال: روی عنهما أی عنه و عن أبیه أبی جعفر الباقر علیهما السلام و مات سنة 151.

تَعْبُدُونَ وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ ثُمَّ مَشَی أُبَیُّ بْنُ خَلَفٍ بِعَظْمٍ رَمِیمٍ فَفَتَّهُ فِی یَدِهِ ثُمَّ نَفَخَهُ وَ قَالَ أَ تَزْعُمُ أَنَّ رَبَّكَ یُحْیِی هَذَا بَعْدَ مَا تَرَی فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ.

«3»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ قِصَّةَ بُخْتَ نَصَّرَ أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ مَا قُتِلَ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ خَرَجَ أَرْمِیَا عَلَی حِمَارٍ وَ مَعَهُ تِینٌ قَدْ تَزَوَّدَهُ وَ شَیْ ءٌ مِنْ عَصِیرٍ فَنَظَرَ إِلَی سِبَاعِ الْبَرِّ وَ سِبَاعِ الْبَحْرِ وَ سِبَاعِ الْجَوِّ تَأْكُلُ تِلْكَ الْجِیَفَ فَفَكَّرَ فِی نَفْسِهِ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ أَنَّی یُحْیِی اللَّهُ هَؤُلَاءَ وَ قَدْ أَكَلَتْهُمُ السِّبَاعُ (1)فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مَكَانَهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْ كَالَّذِی مَرَّ عَلی قَرْیَةٍ وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها قالَ أَنَّی یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ أَیْ أَحْیَاهُ فَلَمَّا رَحِمَ اللَّهُ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَهْلَكَ بُخْتَ نَصَّرَ رَدَّ بَنِی إِسْرَائِیلَ إِلَی الدُّنْیَا وَ كَانَ عُزَیْرٌ لَمَّا سَلَّطَ اللَّهُ بُخْتَ نَصَّرَ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ هَرَبَ وَ دَخَلَ فِی عَیْنٍ وَ غَابَ فِیهَا وَ بَقِیَ إِرْمِیَا مَیِّتاً مِائَةَ سَنَةٍ ثُمَّ أَحْیَاهُ اللَّهُ فَأَوَّلُ مَا أَحْیَا مِنْهُ عَیْنَیْهِ (2)فِی مِثْلِ غِرْقِئِ الْبَیْضِ فَنَظَرَ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ یَوْماً ثُمَّ نَظَرَ إِلَی الشَّمْسِ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَقَالَ أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلی طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ یَتَسَنَّهْ أَیْ لَمْ یَتَغَیَّرْ وَ انْظُرْ إِلی حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آیَةً لِلنَّاسِ وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظامِ كَیْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَجَعَلَ یَنْظُرُ إِلَی الْعِظَامِ الْبَالِیَةِ الْمُنْفَطِرَةِ تَجْتَمِعُ إِلَیْهِ وَ إِلَی اللَّحْمِ الَّذِی قَدْ أَكَلَتْهُ السِّبَاعُ یَتَأَلَّفُ إِلَی الْعِظَامِ مِنْ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا وَ یَلْتَزِقُ بِهَا حَتَّی قَامَ وَ قَامَ حِمَارُهُ فَقَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

بیان: الغرقئ كزبرج القشرة الملتزقة ببیاض البیض أو البیاض الذی یؤكل و قال الطبرسی رحمه اللّٰه أَوْ كَالَّذِی مَرَّ أی أو هل رأیت كالذی مر عَلی قَرْیَةٍ و هو عزیر عن قتادة و عكرمة و السدی و هو المروی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قیل هو أرمیا عن وهب و هو المروی عن أبی جعفر علیه السلام و قیل هو الخضر عن ابن إسحاق و القریة التی مر علیها هی بیت المقدس لما خربه بخت نصر و قیل هی الأرض المقدسة

ص: 34


1- فی المصدر: قال: أنی یحیی هذه اللّٰه بعد موتها و قد أكلتهم اه. م.
2- فی المصدر: عیناه.

و قیل هی القریة التی خرج منها الألوف حذر الموت وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها أی خالیة و قیل خراب و قیل ساقطة علی أبنیتها و سقوفها كان السقوف سقطت و وقع البنیان علیها قالَ أَنَّی یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها أی كیف یعمر اللّٰه هذه القریة بعد خرابها و قیل كیف یحیی اللّٰه أهلها بعد ما ماتوا و لم یقل ذلك إنكارا و لا تعجبا و لا ارتیابا و لكنه أحب أن یریه اللّٰه إحیاءها مشاهدة (1)فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ أی أحیاه قالَ كَمْ لَبِثْتَ فی التفسیر أنه سمع نداء من السماء كم لبثت یعنی فی مبیتك و منامك و قیل إن القائل نبی و قیل ملك و قیل بعض المعمرین ممن شاهده عند موته و إحیائه قالَ لَبِثْتُ یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ لأن اللّٰه تعالی أماته فی أول النهار و أحیاه بعد مائة سنة فی آخر النهار فقال یَوْماً ثم التفت فرأی بقیة من الشمس فقال أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ ثم قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلی طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ یَتَسَنَّهْ أی لم تغیره السنون و إنما قال لَمْ یَتَسَنَّهْ علی الواحد لأنه أراد جنس الطعام و الشراب و قیل أراد به الشراب لأنه أقرب و قیل أراد عصیرا و تینا و عنبا و هذه الثلاثة أسرع الأشیاء تغیرا و فسادا فوجد العصیر حلوا و التین و العنب كما جنیا لم یتغیر وَ انْظُرْ إِلی حِمارِكَ كیف تفرقت أجزاؤه و تبددت عظامه ثم انظر كیف یحییه اللّٰه و إنما قال ذلك له لیستدل بذلك علی طول مماته وَ لِنَجْعَلَكَ آیَةً لِلنَّاسِ فعلنا ذلك و قیل معناه فعلنا ذلك إجابة لك إلی ما أردت وَ لِنَجْعَلَكَ آیَةً أی حجة لِلنَّاسِ فی البعث وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظامِ كَیْفَ نُنْشِزُها كیف نحییها و بالزای كیف نرفعها من الأرض فنردها إلی أماكنها من الجسد و نركب بعضها إلی بعض ثُمَّ نَكْسُوها أی نلبسها لَحْماً و اختلف فیه فقیل أراد عظام حماره و قیل أراد عظامه قالوا أول ما أحیا اللّٰه منه عینه و هو مثل غرقئ البیض فجعل ینظر إلی العظام البالیة المتفرقة تجتمع إلیه و إلی اللحم الذی قد أكلته السباع تتألف إلی العظام من هاهنا و من هاهنا و تلتزم و تلتزق بها حتی قام و قام حماره فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أی ظهر و علم قالَ أَعْلَمُ أی أیقن أَنَّ اللَّهَ عَلی

ص: 35


1- الآیة إنّما تدلّ علی استبطاء هذا النبیّ إحیاء عظام الموتی و استعظامه المدة و استطالته ذلك كما یشهد به ما فی جوابه تعالی حیث یقول له بعد إحیائه: «كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ» و قد بیناه تفصیلا فی تفسیر المیزان فراجع. ط.

كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ أی لم أقل ما قلت عن شك و ارتیاب و یحتمل أنه إنما قال ذلك لأنه ازداد لما عاین و شاهد یقینا و علما إذ كان قبل ذلك علمه علم استدلال فصار علمه ضرورة و معاینة انتهی.

أقول: سیأتی تفصیل هذه القصة و ما سیأتی من قصة إبراهیم علیه السلام فی كتاب النبوة مع سائر ما یتعلق بهما من الأخبار.

«4»-فس، تفسیر القمی وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ الْآیَةَ- حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام نَظَرَ إِلَی جِیفَةٍ عَلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ تَأْكُلُهَا سِبَاعُ الْبَرِّ وَ سِبَاعُ الْبَحْرِ ثُمَّ یَثِبُ السِّبَاعُ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ فَیَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَتَعَجَّبَ إِبْرَاهِیمُ فَقَالَ رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی فَقَالَ اللَّهُ لَهُ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَكَ سَعْیاً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ فَأَخَذَ إِبْرَاهِیمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ الطَّاوُسَ وَ الدِّیكَ وَ الْحَمَامَ وَ الْغُرَابَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَصُرْهُنَّ إِلَیْكَ أَیْ قَطِّعْهُنَّ ثُمَّ اخْلِطْ لَحْمَاتِهِنَّ (1)وَ فَرِّقْهَا عَلَی كُلِّ عَشَرَةِ جِبَالٍ ثُمَّ خُذْ مَنَاقِیرَهُنَّ وَ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَكَ سَعْیاً فَفَعَلَ إِبْرَاهِیمُ ذَلِكَ وَ فَرَّقَهُنَّ عَلَی عَشَرَةِ جِبَالٍ ثُمَّ دَعَاهُنَّ فَقَالَ أَجِیبِینِی بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَكَانَتْ یَجْتَمِعُ وَ یَتَأَلَّفُ لَحْمُ كُلِّ وَاحِدٍ وَ عَظْمُهُ إِلَی رَأْسِهِ وَ طَارَتْ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ أَنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ.

بیان: یظهر (2)من هذا الخبر و غیره من الأخبار أن إبراهیم علیه السلام أراد بهذا السؤال أن یظهر للناس جواب شبهة تمسك بها الملاحدة المنكرون للمعاد حیث قالوا

ص: 36


1- فی المصدر: لحمهن.
2- الذی یظهر من سیاق الآیة أن إبراهیم علیه السلام إنّما سأله تعالی أن یریه كیفیة إحیاء الموتی لا أصل الاحیاء كما یدلّ علیه قوله: «رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی و بین الامرین فرق و الذی ذكره المؤلّف قدّس سرّه وفاقا لكثیر من المفسرین إنّما یتم علی التقدیر الثانی و لیس بمراد فی الآیة، و قد بینا ذلك بما لا مزید علیه فی تفسیر المیزان فراجع. ط.

لو أكل إنسان إنسانا و صار غذاء له جزءا من بدنه فالأجزاء المأكولة إما أن تعاد فی بدن الآكل أو فی بدن المأكول و أیا ما كان لا یكون أحدهما بعینه معادا بتمامه علی أنه لا أولویة لجعلها جزءا من أحدهما دون الآخر و لا سبیل إلی جعلها جزءا من كل منهما و أیضا إذا كان الآكل كافرا و المأكول مؤمنا یلزم تنعیم الأجزاء العاصیة أو تعذیب الأجزاء المطیعة.

و أجیب بأنا نعنی بالحشر إعادة الأجزاء الأصلیة الباقیة من أول العمر إلی آخره لا الحاصلة بالتغذیة فالمعاد من كل من الآكل و المأكول الأجزاء الأصلیة الحاصلة فی أول الفطرة من غیر لزوم فساد ثم أوردوا علی ذلك بأنه یجوز أن تصیر تلك الأجزاء الأصلیة فی المأكول الفضلیة فی الآكل نطفة و أجزاء أصلیة لبدن آخر و یعود المحذور.

و أجیب بأنه لعل اللّٰه یحفظها من أن تصیر جزءا لبدن آخر فضلا عن أن تصیر جزءا أصلیا و تلك الأخبار تدل علی أن ما فی الآیة الكریمة إشارة إلی هذا الكلام أی أنه تعالی یحفظ أجزاء المأكول فی بدن الآكل و یعود فی الحشر إلی بدن المأكول كما أخرج تلك الأجزاء المختلطة و الأعضاء الممتزجة من تلك الطیور و میز بینها ثم قوله تعالی فَصُرْهُنَّ قیل هو مأخوذ من صاره یصوره إذا أماله ففی الكلام تقدیر أی أملهن و ضمهن إلیك و قطعهن ثم اجعل و قال ابن عباس و ابن جبیر و الحسن و مجاهد صرهن إلیك معناه قطعهن یقال صار الشی ء یصوره صورا إذا قطعه و ظاهر قوله علیه السلام فقطعهن أنه تفسیر لقوله تعالی فَصُرْهُنَّ و یحتمل أن یكون بیانا لحاصل المعنی فلا ینافی الأول و أما سبب سؤال إبراهیم علیه السلام و سائر ما یتعلق بهذه القصة فسیأتی فی كتاب النبوة.

«5»-ج، الإحتجاج عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ قَالَ الزِّنْدِیقُ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَنَّی لِلرُّوحِ بِالْبَعْثِ وَ الْبَدَنُ قَدْ بَلِیَ وَ الْأَعْضَاءُ قَدْ تَفَرَّقَتْ فَعُضْوٌ فِی بَلْدَةٍ تَأْكُلُهَا سِبَاعُهَا وَ عُضْوٌ بِأُخْرَی تَمْزِقُهُ هَوَامُّهَا وَ عُضْوٌ قَدْ صَارَ تُرَاباً بُنِیَ بِهِ مَعَ الطِّینِ حَائِطٌ قَالَ إِنَّ الَّذِی أَنْشَأَهُ مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ وَ صَوَّرَهُ عَلَی غَیْرِ مِثَالٍ كَانَ سَبَقَ إِلَیْهِ قَادِرٌ أَنْ یُعِیدَهُ كَمَا بَدَأَهُ قَالَ أَوْضِحْ لِی ذَلِكَ

ص: 37

قَالَ إِنَّ الرُّوحَ مُقِیمَةٌ فِی مَكَانِهَا رُوحُ الْمُحْسِنِینَ (1)فِی ضِیَاءٍ وَ فُسْحَةٍ وَ رُوحُ الْمُسِی ءِ فِی ضِیقٍ وَ ظُلْمَةٍ وَ الْبَدَنُ یَصِیرُ تُرَاباً مِنْهُ خُلِقَ (2)وَ مَا تَقْذِفُ بِهِ السِّبَاعُ وَ الْهَوَامُّ مِنْ أَجْوَافِهَا فَمَا أَكَلَتْهُ وَ مَزَّقَتْهُ كُلُّ ذَلِكَ فِی التُّرَابِ مَحْفُوظٌ عِنْدَ مَنْ لا یَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَ یَعْلَمُ عَدَدَ الْأَشْیَاءِ وَ وَزْنَهَا وَ إِنَّ تُرَابَ الرُّوحَانِیِّینَ بِمَنْزِلَةِ الذَّهَبِ فِی التُّرَابِ فَإِذَا كَانَ حِینُ الْبَعْثِ مَطَرَتِ الْأَرْضُ (3)فَتَرْبُو الْأَرْضُ ثُمَّ تَمْخَضُ مَخْضَ السِّقَاءِ فَیَصِیرُ تُرَابُ الْبَشَرِ كَمَصِیرِ الذَّهَبِ مِنَ التُّرَابِ إِذَا غُسِلَ بِالْمَاءِ وَ الزُّبْدِ مِنَ اللَّبَنِ إِذَا مُخِضَ (4)فَیَجْتَمِعُ تُرَابُ كُلِّ قَالَبٍ (5)فَیَنْقُلُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی إِلَی حَیْثُ الرُّوحُ فَتَعُودُ الصُّوَرُ بِإِذْنِ الْمُصَوِّرِ كَهَیْئَتِهَا وَ تَلِجُ الرُّوحُ فِیهَا فَإِذَا قَدِ اسْتَوَی لَا یُنْكِرُ مِنْ نَفْسِهِ شَیْئاً الْخَبَرَ.

بیان: فتربو الأرض أی تنمو و تنتفخ یقال ربا السویق أی صب علیه الماء فانتفخ.

«6»-ج، الإحتجاج عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ یَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها لِیَذُوقُوا الْعَذابَ مَا ذَنْبُ الْغَیْرِ قَالَ وَیْحَكَ هِیَ هِیَ وَ هِیَ غَیْرُهَا فَقَالَ فَمَثِّلْ لِی ذَلِكَ شَیْئاً مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا قَالَ نَعَمْ أَ رَأَیْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ لَبِنَةً فَكَسَرَهَا ثُمَّ رَدَّهَا فِی مَلْبَنِهَا (6)فَهِیَ هِیَ وَ هِیَ غَیْرُهَا.

إیضاح: یحتمل أن یكون المراد أنه یعود شخصه بعینه و إنما الاختلاف فی الصفات و العوارض غیر المشخصات أو أن المادة متحدة و إن اختلفت التشخصات و العوارض و سیأتی تحقیقه (7)

ص: 38


1- فی المصدر: روح المحسن. م.
2- فی المصدر: كما منه خلق. م.
3- فی المصدر: مطرت الأرض مطر النشور اه. م.
4- مخض اللبن: استخرج زبده. مخض الشی ء: حركه شدیدا.
5- فی المصدر: كل قالب الی قالبه فینتقل اه. م.
6- الملبن: قالب اللبن.
7- الطبیعیون لا یرون وراء الجسم فی الإنسان و لا غیره شیئا موجودا و لذا كان الإنسان عندهم مجموع الاجزاء و الأعضاء فقط و لهذا أشكل أمر العینیة علیهم مع تبدل بعض الأعضاء و الاجزاء و هو السبب فی نسبة ابن أبی العوجاء المعصیة الی الجلود ثمّ الاعتراض بالعذاب مع التبدیل بأنّه عذاب لغیر العاصی. و محصل ما أجاب به علیه السلام أن المعصیة للإنسان لا لاجزاء بدنه بالضرورة فالعاصی هو الإنسان لا جلده فالمعذب هو الإنسان (و هو الروح) لكن بواسطة الجلد، و الجلد الثانی و ان كان غیر الجلد الأول إذا اخذا وحدهما لكنهما من جهة أنهما جلدا الإنسان واحد یعذب به الإنسان فهو هو و لیس هو، ثمّ مثل علیه السلام باللبنة فأعقله أن الموضوع الجوهریّ فیها هو المقدار المأخوذ من الطین الكذائی المتشخص بنفسه و شكل اللبنة عارض علیه و من توابع وجوده و إذا قیس الشكل الی الشكل كان غیره و إذا اخذا من حیث انهما للبنة كانا واحدا فالانسان (و هو الروح المعبر عنه بأنا) هو الأصل المتشخص بنفسه بمنزلة جوهر اللبنة، و الأعضاء و الاجزاء من جلد و لحم و دم و غیرها بمنزلة الاشكال الطارئة علی اللبنة و هی تتشخص بالاصل لا بالعكس. ط.

«7»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَیِّدِ الْجَعَافِرَةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لَمَّا أَقْدَمَهُ الْمَنْصُورُ فَأَتَاهُ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ وَ كَانَ مُلْحِداً فَقَالَ لَهُ مَا تَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها هَبْ هَذِهِ الْجُلُودُ عَصَتْ فَعُذِّبَتْ فَمَا ذَنْبُ الْغَیْرِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَیْحَكَ هِیَ هِیَ وَ هِیَ غَیْرُهَا قَالَ أَعْقِلْنِی هَذَا الْقَوْلَ فَقَالَ لَهُ أَ رَأَیْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَمَدَ إِلَی لَبِنَةٍ فَكَسَرَهَا ثُمَّ صَبَّ عَلَیْهَا الْمَاءَ وَ جَبَلَهَا ثُمَّ رَدَّهَا إِلَی هَیْئَتِهَا الْأُولَی أَ لَمْ تَكُنْ هِیَ هِیَ وَ هِیَ غَیْرُهَا فَقَالَ بَلَی أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ.

«8»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَبْعَثَ أَمْطَرَ السَّمَاءَ عَلَی الْأَرْضِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً فَاجْتَمَعَتِ الْأَوْصَالُ وَ نَبَتَتِ اللُّحُومُ وَ قَالَ أَتَی جَبْرَئِیلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَهُ فَأَخْرَجَهُ إِلَی الْبَقِیعِ فَانْتَهَی بِهِ إِلَی قَبْرٍ فَصَوَّتَ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ یَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَ هُوَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ عُدْ بِإِذْنِ اللَّهِ ثُمَّ انْتَهَی بِهِ إِلَی قَبْرٍ آخَرَ فَقَالَ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ مُسْوَدُّ الْوَجْهِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا حَسْرَتَاهْ یَا ثُبُورَاهْ ثُمَّ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ عُدْ إِلَی مَا كُنْتَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَكَذَا یُحْشَرُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْمُؤْمِنُونَ یَقُولُونَ هَذَا الْقَوْلَ وَ هَؤُلَاءِ یَقُولُونَ مَا تَرَی.

ص: 39

«9»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ بِیَدِهِ فَأَخْرَجَهُ إِلَی الْبَقِیعِ فَانْتَهَی إِلَی قَبْرٍ فَصَوَّتَ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ مُبْیَضُّ الْوَجْهِ یَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَ سَاقَهُ مِثْلَ مَا مَرَّ.

«10»-ب، قرب الإسناد السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (1)عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِجَبْرَئِیلَ یَا جَبْرَئِیلُ أَرِنِی كَیْفَ یَبْعَثُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْعِبَادَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ نَعَمْ فَخَرَجَ إِلَی مَقْبَرَةِ بَنِی سَاعِدَةَ فَأَتَی قَبْراً فَقَالَ لَهُ اخْرُجْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَخَرَجَ رَجُلٌ یَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ التُّرَابِ وَ هُوَ یَقُولُ وَا لَهْفَاهْ وَ اللَّهْفُ هُوَ الثُّبُورُ (2)ثُمَّ قَالَ ادْخُلْ فَدَخَلَ ثُمَّ قَصَدَ بِهِ إِلَی قَبْرٍ آخَرَ فَقَالَ اخْرُجْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَخَرَجَ شَابٌّ یَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ التُّرَابِ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا یُبْعَثُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا مُحَمَّدُ.

«11»-ل، الخصال الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُجْرٍ (3)عَنْ شَرِیكٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ خِرَاشٍ (4)عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص

ص: 40


1- السندی بالسین المكسورة ثمّ النون الساكنة ثمّ الدال المكسورة اسمه أبان بن محمّد یكنی أبا بشیر صلیب من جهینة و یقال: من بجیلة و هو الأشهر، و هو ابن اخت صفوان بن یحیی، كان ثقة وجها فی أصحابنا الكوفیین، له كتاب نوادر، عده الشیخ فی رجاله من أصحاب الهادی علیه السلام.
2- و الثبور: الهلاك.
3- بضم الحاء ثمّ الجیم الساكنة هو علیّ بن حجر بن أیاس السعدی نزیل بغداد ثمّ مرو، وثقه ابن حجر و قال: ثقة حافظ من صغار التاسعة، مات سنة أربع و أربعین، و قد قارب المائة أو جاوزها راجع التقریب ص 369.
4- ربعی بكسر الراء و سكون الباء. خراش اما بالخاء المعجمة المكسورة كما یظهر من رجال الوسیط و المحكی عن ابن داود و مختصر الذهبی، أو بالمهملة المكسورة كما فی التقریب، و علی أی فقد وثقه ابن حجر و غیره، قال ابن حجر: ثقة عابد مخضرم من الثانیة، مات سنة مائة و قیل: غیر ذلك. و قال الأسترآبادی فی الوسیط: ربعی بن خراش ذكره ابن داود لا غیر، و قد ذكره العامّة و قالوا: عابد ورع لم یكذب فی الإسلام، من جملة التابعین و كبارهم، و روی عن علیّ علیه السلام، مات سنة إحدی و مائة انتهی. و حكی المامقانی عن البرقی و غیره أنّه و أخیه مسعود من خواص. علیّ علیه السلام من مضر.

لَا یُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّی یُؤْمِنَ بِأَرْبَعَةٍ حَتَّی یَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِی بِالْحَقِّ وَ حَتَّی یُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ حَتَّی یُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ.

«12»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا رَأَی إِبْرَاهِیمُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الْتَفَتَ فَرَأَی رَجُلًا یَزْنِی فَدَعَا عَلَیْهِ فَمَاتَ ثُمَّ رَأَی آخَرَ فَدَعَا عَلَیْهِ فَمَاتَ حَتَّی رَأَی ثَلَاثَةً فَدَعَا عَلَیْهِمْ فَمَاتُوا فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا إِبْرَاهِیمُ دَعْوَتُكَ مُجَابَةٌ فَلَا تَدْعُو عَلَی عِبَادِی فَإِنِّی لَوْ شِئْتُ لَمْ أَخْلُقْهُمْ إِنِّی خَلَقْتُ خَلْقِی عَلَی ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ عَبْداً یَعْبُدُنِی لَا یُشْرِكُ بِی شَیْئاً فَأُثِیبُهُ وَ عَبْداً یَعْبُدُ غَیْرِی فَلَنْ یَفُوتَنِی وَ عَبْداً یَعْبُدُ غَیْرِی فَأُخْرِجُ مِنْ صُلْبِهِ مَنْ یَعْبُدُنِی ثُمَّ الْتَفَتَ فَرَأَی جِیفَةً عَلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ بَعْضُهَا فِی الْمَاءِ وَ بَعْضُهَا فِی الْبِرِّ تَجِی ءُ سِبَاعُ الْبَحْرِ فَتَأْكُلُ مَا فِی الْمَاءِ ثُمَّ تَرْجِعُ فَیَشْتَمِلُ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ فَیَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ تَجِی ءُ سِبَاعُ الْبَرِّ فَتَأْكُلُ مِنْهَا فَیَشْتَمِلُ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ فَیَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَعِنْدَ ذَلِكَ تَعَجَّبَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام مِمَّا رَأَی وَ قَالَ یَا رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی هَذِهِ أُمَمٌ یَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی یَعْنِی حَتَّی أَرَی هَذَا كَمَا رَأَیْتُ الْأَشْیَاءَ كُلَّهَا قَالَ خُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَقَطِّعْهُنَّ وَ اخْلِطْهُنَّ كَمَا اخْتَلَطَتْ هَذِهِ الْجِیفَةُ فِی هَذِهِ السِّبَاعِ الَّتِی أَكَلَ بَعْضُهَا بَعْضاً فَخُلِطَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَكَ سَعْیاً فَلَمَّا دَعَاهُنَّ أَجَبْنَهُ وَ كَانَتِ الْجِبَالُ عَشَرَةً قَالَ وَ كَانَتِ الطُّیُورُ الدِّیكَ وَ الْحَمَامَةَ وَ الطَّاوُسَ وَ الْغُرَابَ.

كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ كَانَتِ الْجِبَالُ عَشَرَةً.

بیان: فی الكافی و قال رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قال كیف تخرج ما تناسل الذی أكل بعضها بعضا فیكون إشارة إلی انعقاد النطفة من أجزاء بدن آخر و تولد شخص آخر من النطفة كما أشرنا إلیه سابقا.

ص: 41

«13»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: كَانَ فِیمَا وَعَظَ بِهِ لُقْمَانُ علیه السلام ابْنَهُ أَنْ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنْ تَكُ فِی شَكٍّ مِنَ الْمَوْتِ فَارْفَعْ عَنْ نَفْسِكَ النَّوْمَ وَ لَنْ تَسْتَطِیعَ ذَلِكَ وَ إِنْ كُنْتَ فِی شَكٍّ مِنَ الْبَعْثِ فَارْفَعْ عَنْ نَفْسِكَ الِانْتِبَاهَ وَ لَنْ تَسْتَطِیعَ ذَلِكَ فَإِنَّكَ إِذَا فَكَّرْتَ فِی هَذَا عَلِمْتَ أَنَّ نَفْسَكَ بِیَدِ غَیْرِكَ وَ إِنَّمَا النَّوْمُ بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتِ وَ إِنَّمَا الْیَقَظَةُ بَعْدَ النَّوْمِ بِمَنْزِلَةِ الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ.

«14»-سن، المحاسن عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: عَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الْفَخُورِ كَانَ أَمْسِ نُطْفَةً وَ هُوَ غَداً جِیفَةٌ وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ شَكَّ فِی اللَّهِ وَ هُوَ یَرَی الْخَلْقَ وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمَوْتَ وَ هُوَ یَرَی مَنْ یَمُوتُ كُلَّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الْأُخْرَی وَ هُوَ یَرَی الْأُولَی وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِعَامِرِ دَارِ الْفَنَاءِ وَ یَتْرُكُ دَارَ الْبَقَاءِ.

«15»-سن، المحاسن أَبَانٌ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ: (1)ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ مِثْلَهُ.

«16»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ مُعَمَّرٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ یَقُولُ یُوقِنُونَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ وَ الظَّنُّ مِنْهُمْ یَقِینٌ.

«17»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: وَ تَرَكْنا بَعْضَهُمْ یَوْمَئِذٍ یَمُوجُ فِی بَعْضٍ یَعْنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«18»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ أُبَیُّ بْنُ خَلَفٍ فَأَخَذَ عَظْماً بَالِیاً مِنْ حَائِطٍ فَفَتَّهُ (2)ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً (3)أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ

ص: 42


1- مع اختلاف فی الألفاظ. م.
2- فت الشی ء: كسره بالاصابع كسرا صغیرة.
3- رفاتا: حطاما و فتاتا ممّا تناثر و بلی من كل شی ء.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ

«19»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ علیه السلام فِی قِصَّةِ ذَبْحِ الْبَقَرَةِ فَأَخَذُوا قِطْعَةً وَ هِیَ عَجْبُ الذَّنَبِ الَّذِی مِنْهُ خُلِقَ ابْنُ آدَمَ وَ عَلَیْهِ یُرْكَبُ إِذَا أُرِیدَ خَلْقاً جَدِیداً فَضَرَبُوهُ بِهَا.

«20»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَنَوَّقُوا فِی الْأَكْفَانِ (1)فَإِنَّكُمْ تُبْعَثُونَ بِهَا.

«21»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْمَیِّتِ یَبْلَی جَسَدُهُ قَالَ نَعَمْ حَتَّی لَا یَبْقَی لَحْمٌ (2)وَ لَا عَظْمٌ إِلَّا طِینَتَهُ الَّتِی خُلِقَ مِنْهَا فَإِنَّهَا لَا تُبْلَی تَبْقَی فِی الْقَبْرِ مُسْتَدِیرَةً حَتَّی یُخْلَقَ مِنْهَا كَمَا خُلِقَ أَوَّلَ مَرَّةٍ.

توضیح: مستدیرة أی بهیئة الاستدارة أو متبدلة متغیرة فی أحوال مختلفة ككونها رمیما و ترابا و غیر ذلك فهی محفوظة فی كل الأحوال و هذا یؤید ما ذكره المتكلمون من أن تشخص الإنسان إنما هو بالأجزاء الأصلیة و لا مدخل لسائر الأجزاء و العوارض فیه.

«22»-فِی تَفْسِیرِ النُّعْمَانِیِّ، فِیمَا رَوَاهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: وَ أَمَّا احْتِجَاجُهُ عَلَی الْمُلْحِدِینَ فِی دِینِهِ وَ كِتَابِهِ وَ رُسُلِهِ فَإِنَّ الْمُلْحِدِینَ أَقَرُّوا بِالْمَوْتِ وَ لَمْ یُقِرُّوا بِالْخَالِقِ فَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ لَمْ یَكُونُوا ثُمَّ كَانُوا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ إِلَی قَوْلِهِ بَعِیدٌ وَ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا إِلَی قَوْلِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ یَتَّبِعُ كُلَّ شَیْطانٍ مَرِیدٍ كُتِبَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ یُضِلُّهُ وَ یَهْدِیهِ إِلی عَذابِ السَّعِیرِ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِمْ مَا یَدُلُّهُمْ عَلَی صِفَةِ

ص: 43


1- أی تجودوا فیها.
2- فی المصدر: حتی لا یبقی له لحم اه. م.

ابْتِدَاءِ خَلْقِهِمْ وَ أَوَّلِ نَشْئِهِمْ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ إِلَی قَوْلِهِ لِكَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً فَأَقَامَ سُبْحَانَهُ عَلَی الْمُلْحِدِینَ الدَّلِیلَ عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ قَالَ مُخْبِراً لَهُمْ وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً إِلَی قَوْلِهِ وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ اللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ إِلَی قَوْلِهِ كَذلِكَ النُّشُورُ فَهَذَا مِثَالٌ أَقَامَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ بِهِ الْحُجَّةَ فِی إِثْبَاتِ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الدَّهْرِیَّةِ الَّذِی یَزْعُمُونَ أَنَّ الدَّهْرَ لَمْ یَزَلْ أَبَداً عَلَی حَالٍ وَاحِدَةٍ وَ أَنَّهُ مَا مِنْ خَالِقٍ وَ لَا مُدَبِّرٍ وَ لَا صَانِعٍ وَ لَا بَعْثٍ وَ لَا نُشُورٍ قَالَ تَعَالَی حِكَایَةً لِقَوْلِهِمْ وَ قالُوا ما هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما یُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِیداً إِلَی قَوْلِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ مِثْلُ هَذَا فِی الْقُرْآنِ كَثِیرٌ وَ ذَلِكَ عَلَی مَنْ كَانَ (1)فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَ مَنْ أَظْهَرَ (2)لَهُ الْإِیمَانَ وَ أَبْطَنَ الْكُفْرَ وَ الشِّرْكَ وَ بَقُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانُوا سَبَبَ هَلَاكِ الْأُمَّةِ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً الْآیَةَ وَ مَا جَرَی مَجْرَی ذَلِكَ فِی الْقُرْآنِ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ ق كَمَا مَرَّ فَهَذَا كُلُّهُ رَدٌّ عَلَی الدَّهْرِیَّةِ وَ الْمَلَاحِدَةِ مِمَّنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ وَ النُّشُورَ.

فس، تفسیر القمی و أما ما هو رد علی الدهریة و ذكر نحوا مما سبق.

«23»-فس، تفسیر القمی الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَیْهِ راجِعُونَ فَإِنَّ الظَّنَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَلَی وَجْهَیْنِ فَمِنْهُ ظَنُّ یَقِینٍ وَ مِنْهُ ظَنُّ شَكٍّ فَفِی هَذَا الْمَوْضِعِ الظَّنُّ یَقِینٌ.

«24»-فس، تفسیر القمی إِنَّ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا أَیْ لَا یُؤْمِنُونَ بِهِ.

«25»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً وَ

ص: 44


1- فی المصدر: و ذلك ردّ علی من كان اه. م.
2- فی المصدر: ممن اظهر الایمان. م.

هُوَ الْمَرْخُ وَ الْعَفَارُ (1)یَكُونُ فِی نَاحِیَةِ بِلَادِ الْعَرَبِ (2)فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ یَسْتَوْقِدُوا أَخَذُوا مِنْ ذَلِكَ الشَّجَرِ ثُمَّ أَخَذُوا عُوداً فَحَرَّكُوهُ فِیهِ فَاسْتَوْقَدُوا مِنْهُ النَّارَ قَوْلُهُ داخِرُونَ أَیْ مَطْرُوحُونَ فِی النَّارِ قَوْلُهُ هذا یَوْمُ الدِّینِ یَعْنِی یَوْمَ الْحِسَابِ وَ الْمُجَازَاةِ قَوْلُهُ یُمارُونَ فِی السَّاعَةِ یُخَاصِمُونَ.

«26»-فس، تفسیر القمی ق جَبَلٌ مُحِیطٌ بِالدُّنْیَا وَرَاءَ یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ (3)وَ هُوَ قَسَمٌ بَلْ عَجِبُوا یَعْنِی قُرَیْشاً أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَیْ ءٌ عَجِیبٌ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِیدٌ قَالَ نَزَلَتْ فِی أُبَیِّ بْنِ خَلَفٍ قَالَ لِأَبِی جَهْلٍ تَعَالَ إِلَیَّ لِأُعْجِبَكَ مِنْ مُحَمَّدٍ ثُمَّ أَخَذَ عَظْماً فَفَتَّهُ ثُمَّ قَالَ یَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أَنَّ هَذَا یُحْیَا فَقَالَ اللَّهُ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِی أَمْرٍ مَرِیجٍ یَعْنِی مُخْتَلَفٍ ثُمَّ احْتَجَّ عَلَیْهِمْ وَ ضَرَبَ لِلْبَعْثِ وَ النُّشُورِ مَثَلًا فَقَالَ أَ فَلَمْ یَنْظُرُوا إِلَی السَّماءِ فَوْقَهُمْ إِلَی قَوْلِهِ بَهِیجٍ أَیْ حَسَنٌ قَوْلُهُ وَ حَبَّ الْحَصِیدِ قَالَ كُلُّ حَبٍّ یُحْصَدُ وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ أَیْ مُرْتَفِعَاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِیدٌ یَعْنِی بَعْضُهُ عَلَی بَعْضٍ كَذلِكَ الْخُرُوجُ جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِیدٌ فَقَالَ اللَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَاءَ إِذَا أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَیَخْرُجُ النَّبَاتُ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ مِنَ الْأَرْضِ.

«27»-فس، تفسیر القمی وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً قَالَ آیَاتٌ یَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً قَالَ الْقَبْرُ وَ النَّاشِراتِ نَشْراً قَالَ نَشْرُ الْأَمْوَاتِ فَالْفارِقاتِ فَرْقاً قَالَ الدَّابَّةُ فَالْمُلْقِیاتِ ذِكْراً قَالَ الْمَلَائِكَةُ عُذْراً أَوْ نُذْراً أَیْ أُعْذِرُكُمْ وَ أُنْذِرُكُمْ بِمَا أَقُولُ وَ هُوَ قَسَمٌ وَ جَوَابُهُ إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ

بیان: قوله القبر لعل المعنی أن المراد بها آیات القبر و أهوالها و الملائكة السائلون

ص: 45


1- المرخ بفتح المیم فالسكون: شجر رقیق سریع الوری یقتدح به. و العفار كسحاب: شجر یتخذ منه الزناد.
2- فی المصدر: بلاد المغرب. م.
3- خبر ربما یوجد فی كتب العامّة و الخاصّة و فی بعض الألفاظ: جبل من زبرجد محیط بالدنیا منه خضرة السماء. و الحس القطعی یكذبه، و لذا حاول بعضهم تأویله، و الاشبه أن یكون من الموضوعات. ط.

فیها كما ورد أنهم یأتون كالریح العاصف كما أن المراد بما بعده أنه لبیان نشر الأموات فالناشرات الملائكة الموكلون بالنشر و الدابة المراد بها دابة الأرض یفرق بین المؤمن و الكافر و لعل المعنی أنها من الفارقات.

«28»-فس، تفسیر القمی وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً قَالَ نَزْعُ الرُّوحِ وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً قَالَ الْكُفَّارُ یَنْشَطُونَ فِی الدُّنْیَا وَ السَّابِحاتِ سَبْحاً قَالَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ.

-وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً یَعْنِی أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِینَ سَبَقَ أَرْوَاحُهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ بِمِثْلِ الدُّنْیَا وَ أَرْوَاحُ الْكَافِرِینَ إِلَی النَّارِ بِمِثْلِ ذَلِكَ.

-وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (1)قَالَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَ الرَّادِفَةُ الصَّیْحَةُ قُلُوبٌ یَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ أَیْ خَائِفَةٌ یَقُولُونَ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِی الْحافِرَةِ قَالَ قَالَتْ قُرَیْشٌ أَ نَرْجِعُ بَعْدَ الْمَوْتِ إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً أَیْ بَالِیَةً تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ قَالَ قَالُوا هَذَا عَلَی حَدِّ الِاسْتِهْزَاءِ فَقَالَ اللَّهُ فَإِنَّما هِیَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ قَالَ الزَّجْرَةُ النَّفْخَةُ الثَّانِیَةُ فِی الصُّورِ وَ السَّاهِرَةُ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ عِنْدَ بَیْتِ الْمَقْدِسِ.

-وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِی الْحافِرَةِ یَقُولُ أَیْ فِی خَلْقٍ جَدِیدٍ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (2)السَّاهِرَةُ الْأَرْضُ كَانُوا فِی الْقُبُورِ فَلَمَّا سَمِعُوا الزَّجْرَةَ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ فَاسْتَوَوْا عَلَی الْأَرْضِ.

بیان: قال الفیروزآبادی سبح كمنع سبحانا و سبح تسبیحا قال سبحان اللّٰه.

ص: 46


1- لیست فی المصدر جملة: و تتبعها الرادفة. م.
2- قال الرضی قدّس سرّه فی تلخیص البیان ص 271: هذه استعارة، لان المراد بالساهرة هاهنا علی ما قال المفسرون- و اللّٰه أعلم- الأرض، قالوا إنّما سمیت ساهرة علی مثال عیشة راضیة، كأنّه جاء علی النسب، أی ذات السهر و هی الأرض المخوفة، أی یسهر فی لیلها خوفا من طوارق شرها. و قیل: إنّما سمیت الأرض ساهرة لأنّها لا تنام عن إنماء نباتها و زروعها فعملها فی ذلك لیلا كعملها فیه نهارا انتهی و قال الراغب: الساهرة قیل: وجه الأرض، و قیل: هی أرض القیامة، و حقیقتها التی یكثر الوطء، بها فكأنها سهرت بذلك.

«29»-فس، تفسیر القمی إِنَّهُ عَلی رَجْعِهِ لَقادِرٌ كَمَا خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ یَقْدِرُ أَنْ یَرُدَّهُ إِلَی الدُّنْیَا وَ إِلَی الْقِیَامَةِ یَوْمَ تُبْلَی السَّرائِرُ قَالَ یَكْشِفُ عَنْهَا.

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی (1)عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ فِی قَوْلِهِ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ قَالَ مَا لَهُ قُوَّةٌ یَقْوَی بِهَا عَلَی خَالِقِهِ وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللَّهِ یَنْصُرُهُ إِنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً.30- نهج، نهج البلاغة قَالَ علیه السلام بِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْیَا وَ بِالدُّنْیَا تُحْرَزُ الْآخِرَةُ وَ بِالْقِیَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ تُبَرَّزُ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ وَ إِنَّ الْخَلْقَ لَا مَقْصَرَ (2)لَهُمْ عَنِ الْقِیَامَةِ مُرْقِلِینَ فِی مِضْمَارِهَا إِلَی الْغَایَةِ الْقُصْوَی إِلَی قَوْلِهِ قَدْ شَخَصُوا مِنْ مُسْتَقَرِّ الْأَجْدَاثِ وَ صَارُوا إِلَی مَصَایِرِ الْغَایَاتِ لِكُلِّ دَارٍ أَهْلُهَا لَا یَسْتَبْدِلُونَ بِهَا وَ لَا یَنْقُلُونَ عَنْهَا.

عد، العقائد: اعتقادنا فی البعث بعد الموت أنه حق.

«31»-وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّ الرَّائِدَ (3)لَا یَكْذِبُ أَهْلَهُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُونَ وَ لَتَبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَیْقِظُونَ وَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ دَارٌ إِلَّا جَنَّةٌ أَوْ نَارٌ وَ خَلْقُ جَمِیعِ الْخَلْقِ وَ بَعْثُهُمْ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَخَلْقِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ بَعْثِهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ

تذنیب: اعلم أن القول بالمعاد الجسمانی مما اتفق علیه جمیع الملیین و هو من ضروریات الدین و منكره خارج عن عداد المسلمین و الآیات الكریمة فی ذلك ناصة لا یعقل تأویلها و الأخبار فیه متواترة لا یمكن ردها و لا الطعن فیها و قد نفاه أكثر ملاحدة الفلاسفة تمسكا بامتناع إعادة المعدوم و لم یقیموا دلیلا علیه بل تمسكوا تارة بادعاء البداهة و أخری بشبهات واهیة لا یخفی ضعفها علی من نظر فیها بعین البصیرة و الیقین و ترك تقلید الملحدین من المتفلسفین قال الرازی فی كتاب نهایة العقول قد عرفت أن من الناس من أثبت النفس الناطقة فلا جرم اختلف أقوال أهل العالم فی أمر المعاد

ص: 47


1- فی نسخة: عبد اللّٰه بن موسی.
2- المقصر كمقعد: المجلس، أی لا مجلس للخلق أو لا غایة لهم دون القیامة، أو لا مرد لهم عنها. مرقلین أی مسرعین. و المضمار: المیدان.
3- الرائد: هو الذی یرسله القوم لطلب الماء و الكلاء لهم.

علی وجوه أربعة أحدها قول من قال إن المعاد لیس إلا للنفس و هذا مذهب الجمهور من الفلاسفة و ثانیها قول من قال المعاد لیس إلا لهذا البدن و هذا قول نفاه النفس الناطقة و هم أكثر أهل الإسلام و ثالثها قول من أثبت المعاد للأمرین و هم طائفة كثیرة من المسلمین مع أكثر النصاری و رابعها قول من نفی المعاد عن الأمرین و لا أعرف عاقلا ذهب إلیه بلی كان جالینوس من المتوقفین فی أمر المعاد و غرضنا إثبات المعاد البدنی و للناس فیه قولان أحدهما أن اللّٰه تعالی یعدم أجزاء الخلق ثم یعیدها و ثانیهما أنه تعالی یمیتهم و یفرق أجزاءهم ثم إنه تعالی یجمعها و یرد الحیاة إلیها ثم قال و الدلیل علی جواز الإعادة فی الجملة أنا قد دللنا فیما مضی أن اللّٰه تعالی قادر علی كل الممكنات عالم بكل المعلومات من الجزئیات و الكلیات و العلم بهذه الأصول لا یتوقف علی العلم بصحة المعاد البدنی و إذا كان كذلك أمكن الاستدلال بالسمع علی صحة المعاد لكنا نعلم باضطرار إجماع الأنبیاء صلوات اللّٰه علیهم من أولهم إلی آخرهم علی إثبات المعاد البدنی فوجب القطع بوجود هذا المعاد.

و قال العلامة رحمه اللّٰه فی شرح الیاقوت اتفق المسلمون علی إعادة الأجساد خلافا للفلاسفة و اعلم أن الإعادة تقال بمعنیین أحدهما جمع الأجزاء و تألیفها بعد تفرقها و انفصالها و الثانی إیجادها بعد إعدامها و أما الثانی فقد اختلف الناس فیه و اختار المصنف جوازه أیضا.

و قال العلامة الدوانی فی شرحه علی العقائد العضدیة و المعاد أی الجسمانی فإنه المتبادر عن إطلاق أهل الشرع إذ هو الذی یجب الاعتقاد به و یكفر من أنكره حق بإجماع أهل الملل الثلاثة و شهادة نصوص القرآن فی المواضع المتعددة بحیث لا یقبل التأویل كقوله تعالی أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسانُ إلی قوله بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ (1)قال المفسرون نزلت هذه الآیة فی أبی بن خلف خاصم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أتاه بعظم قد رم و بلی ففته بیده و قال یا محمد أ تری اللّٰه یحیی هذه بعد ما رم فقال صلی اللّٰه علیه و آله نعم و یبعثك و یدخلك النار و هذا مما یقلع عرق التأویل بالكلیة و لذلك قال الإمام الإنصاف

ص: 48


1- یس: 92.

أنه لا یمكن الجمع بین الإیمان بما جاء به النبی صلی اللّٰه علیه و آله و بین إنكار الحشر الجسمانی قلت و لا الجمع بین القول بقدم العالم علی ما یقوله الفلاسفة و بین الحشر الجسمانی لأن النفوس الناطقة علی هذا التقدیر غیر متناهیة فیستدعی حشرها جمیعا أبدانا غیر متناهیة و أمكنة غیر متناهیة و قد ثبت تناهی الأبعاد بالبرهان و باعترافهم یحشر الأجساد و یعاد فیها الأرواح بإعادة البدن المعدوم بعینه عند المتكلمین بل أكثرهم و بأن تجمع أجزاؤه المتفرقة كما كانت أولا عند بعضهم و هم الذین ینكرون جواز إعادة المعدوم موافقة للفلاسفة و إذا استحال إعادة المعدوم تعین الوجه الثانی و هو أن یكون بجمع الأجزاء المتفرقة و تألیفها كما كانت أولا.

لا یقال لو ثبت استحالة إعادة المعدوم لزم بطلان الوجه الثانی أیضا لأن أجزاء بدن الشخص كبدن زید مثلا و إن لم یكن له جزء صوری لا یكون بدن زید إلا بشرط اجتماع خاص و شكل معین فإذا تفرقت أجزاؤه و انتفی الاجتماع و الشكل المعینان لم یبق بدن زید ثم إذا أعید فإما أن یعاد ذلك الاجتماع و الشكل بعینهما أو لا و علی الأول یلزم إعادة المعدوم و علی الثانی لا یكون المعاد بعینه هو البدن الأول بل مثله و حینئذ یكون تناسخا و من ثم قیل ما من مذهب إلا و للتناسخ فیه قدم راسخ.

لأنا نقول إنما یلزم التناسخ إذا لم یكن البدن المحشور مؤلفا من الأجزاء الأصلیة للبدن الأول أما إذا كان كذلك فلا یستحیل إعادة الروح إلیه و لیس ذلك من التناسخ و إن سمی ذلك تناسخا كان مجرد اصطلاح فإن الذی دل علی استحالته تعلق نفس زید ببدن آخر لا یكون مخلوقا من أجزاء بدنه و أما تعلقه بالبدن المؤلف من أجزائه الأصلیة بعینها مع تشكلها بشكل مثل الشكل السابق فهو الذی نعنیه بالحشر الجسمانی و كون الشكل و الاجتماع غیر السابق لا یقدح فی المقصود و هو حشر الأشخاص الإنسانیة بأعیانها فإن زیدا مثلا شخص واحد محفوظ وحدته الشخصیة من أول عمره إلی آخره بحسب العرف و الشرع و لذلك یؤاخذ شرعا و عرفا بعد التبدل بما لزمه قبل و كما لا یتوهم أن فی ذلك تناسخا لا ینبغی أن یتوهم فی هذه الصورة أیضا و إن كان الشكل مخالفا للشكل الأول

كَمَا وَرَدَ فِی

ص: 49

الْحَدِیثِ أَنَّهُ قَالَ: یُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ كَأَمْثَالِ الذَّرِّ وَ أَنَّ ضِرْسَ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ مَكْحُولُونَ.

و الحاصل: أن المعاد الجسمانی عبارة عن عود النفس إلی بدن هو ذلك البدن بحسب الشرع و العرف و مثل هذه التبدلات و المغایرات التی لا تقدح فی الوحدة بحسب الشرع و العرف لا تقدح فی كون المحشور هو المبدأ فافهم. و اعلم أن المعاد الجسمانی مما یجب الاعتقاد به و یكفر منكره أما المعاد الروحانی أعنی التذاذ النفس بعد المفارقة و تألمها باللذات و الآلام العقلیة فلا یتعلق التكلیف باعتقاده و لا یكفر منكره و لا منع شرعا و لا عقلا من إثباته قال الإمام فی بعض تصانیفه أما القائلون بالمعاد الروحانی و الجسمانی معا فقد أرادوا أن یجمعوا بین الحكمة و الشریعة فقالوا دل العقل علی أن سعادة الأرواح بمعرفة اللّٰه تعالی و محبته و أن سعادة الأجساد فی إدراك المحسوسات و الجمع بین هاتین السعادتین فی هذه الحیاة غیر ممكن لأن الإنسان مع استغراقه فی تجلی أنوار عالم القدس لا یمكنه أن یلتفت إلی اللذات الجسمانیة و مع استغراقه فی استیفاء هذه اللذات لا یمكنه أن یلتفت إلی اللذات الروحانیة و إنما تعذر هذا الجمع لكون الأرواح البشریة ضعیفة فی هذا العالم فإذا فارقت بالموت و استمدت من عالم القدس و الطهارة قویت قادرة علی الجمع بین الأمرین و لا شبهة فی أن هذه الحالة هی الحالة القصوی من مراتب السعادات قلت سیاق هذا الكلام مشعر بأن إثبات الروحانی إنما هو من حیث الجمع بین الشریعة و الفلسفة و إثباتهما لیس من المسائل الكلامیة و هذا كما أن الرئیس أبا علی مع إنكاره للمعاد الجسمانی علی ما هو بسطه فی كتاب المعاد و بالغ فیه و أقام الدلیل بزعمه علی نفیه قال فی كتاب النجاة و الشفاء إنه یجب أن یعلم أن المعاد منه ما هو مقبول من الشرع و لا سبیل إلی إثباته إلا من طرق الشریعة و تصدیق خبر النبوة و هو الذی للبدن عند البعث و خیراته و شروره معلوم لا یحتاج إلی أن یعلم و قد بسطت الشریعة الحقة التی أتانا به سیدنا و مولانا محمد صلی اللّٰه علیه و آله حال السعادة و الشقاوة التی بحسب البدن و منه ما هو مدرك بالعقل و القیاس البرهانی و قد صدقه النبوة و هو السعادة و الشقاوة الثابتتان بالقیاس إلی نفس الأمر و إن كان الأوهام منا تقصر عن تصورهما الآن و سیاق

ص: 50

هذا الكلام مشعر بأن إثباته للمعاد الروحانی لیس من حیث الحكمة بل هو من حیث الشریعة فإن التمسك بالدلائل النقلیة لیس من وظائف الفلسفة فلا یتوهم أن إثباته من المسائل الحكمیة و هو أراد أن یجمع بین الفلسفة و الشریعة.

فذلكة اعلم أن خلاصة القول فی ذلك هو أن للناس فی تفرق الجسم و اتصاله مذاهب فالقائلون بالهیولی یقولون بانعدام الصورة الجسمیة و النوعیة و بقاء الهیولی عند تفرق الجسم و النافون للهیولی و الجزء الذی لا یتجزی كالمحقق الطوسی رحمه اللّٰه یقولون بعدم انعدام جزء من الجسم عند التفرق بل لیس الجسم إلا الصورة و هی باقیة فی حال الاتصال و الانفصال و كذا القائلون بالجزء یقولون ببقاء الأجزاء عند التفرق و الاتصال فأما علی القول الأول فلا بد فی القول بإثبات المعاد بمعنی عود الشخص بجمیع أجزائه من القول بإعادة المعدوم و أما القائلون بالأخیرین فقد ظنوا أنهم قد تفصوا عن ذلك و یمكنهم القول بالحشر الجسمانی بهذا المعنی مع عدم القول بجواز إعادة المعدوم و فیه نظر إذ ظاهر أنه إذا أحرق جسد زید و ذرت الریاح ترابه لا یبقی تشخص زید و إن بقیت الصورة و الأجزاء بل لا بد فی عود الشخص بعینه من عود تشخصه بعد انعدامه كما مرت الإشارة إلیه نعم ذكر بعض المتكلمین أن تشخص الشخص إنما یقوم بأجزائه الأصلیة المخلوقة من المنی و تلك الأجزاء باقیة فی مدة حیاة الشخص و بعد موته و تفرق أجزائه فلا یعدم التشخص و قد مضی ما یومئ إلیه من الأخبار و علی هذا فلو انعدم بعض العوارض الغیر المشخصة و أعید غیرها مكانها لا یقدح فی كون الشخص باقیا بعینه فإذا تمهد هذا فاعلم أن القول بالحشر الجسمانی علی تقدیر عدم القول بامتناع إعادة المعدوم حیث لم یتم الدلیل علیه بین لا إشكال فیه و أما علی القول به فیمكن أن یقال یكفی فی المعاد كونه مأخوذا من تلك المادة بعینها أو من تلك الأجزاء بعینها لا سیما إذا كان شبیها بذلك الشخص فی الصفات و العوارض بحیث لو رأیته لقلت إنه فلان إذ مدار اللذات و الآلام علی الروح و لو بواسطة الآلات و هو باق بعینه و لا تدل النصوص إلا علی إعادة ذلك الشخص بمعنی أنه یحكم علیه عرفا أنه ذلك الشخص كما أنه یحكم علی الماء الواحد إذا أفرغ فی إناءین أنه هو الماء الذی كان فی إناء

ص: 51

واحد عرفا و شرعا و إن قیل بالهیولی و لا یبتنی الإطلاقات الشرعیة و العرفیة و اللغویة علی أمثال تلك الدقائق الحكمیة و الفلسفیة و قد أومأنا فی تفسیر بعض الآیات و شرح بعض الأخبار إلی ما یؤید ذلك كقوله تعالی عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ و قوله تعالی بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها قال شارح المقاصد اتفق المحققون من الفلاسفة و الملیین علی حقیقة المعاد و اختلفوا فی كیفیته فذهب جمهور الفلاسفة إلی أنه روحانی فقط لأن البدن ینعدم بصوره و أعراضه فلا یعاد و النفس جوهر مجرد باق لا سبیل إلیه للفناء فیعود إلی عالم المجردات بقطع التعلقات و ذهب كثیر من علماء الإسلام كالغزالی و الكعبی و الحلیمی و الراغب و القاضی أبو زید الدبوسی إلی القول بالمعاد الروحانی و الجسمانی جمیعا ذهابا إلی أن النفس جوهر مجرد یعود إلی البدن و هذا رأی كثیر من الصوفیة و الشیعة و الكرامیة و به یقول جمهور النصاری و التناسخیة قال الإمام الرازی إلا أن الفرق أن المسلمین یقولون بحدوث الأرواح و ردها إلی الأبدان لا فی هذا العالم بل فی الآخرة و التناسخیة بقدمها و ردها إلیها فی هذا العالم و ینكرون الآخرة و الجنة و النار و نبهنا علی هذا الفرق لأنه جبلت علی الطباع العامیة أن هذا المذهب یجب أن یكون كفرا و ضلالا لكونه مما ذهب إلیه التناسخیة و النصاری و لا یعلمون أن التناسخیة إنما یكفرون لإنكارهم القیامة و الجنة و النار و النصاری لقولهم بالتثلیث و أما القول بالنفوس المجردة فلا یرفع أصلا من أصول الدین بل ربما یؤیده و یبین الطریق إلی إثبات المعاد بحیث لا یقدح فیه شبه المنكرین كذا فی نهایة العقول.

و قد بالغ الإمام الغزالی فی تحقیق المعاد الروحانی و بیان أنواع الثواب و العقاب بالنسبة إلی الروح حتی سبق إلی كثیر من الأوهام و وقع فی ألسنة بعض العوام أنه ینكر حشر الأجساد افتراء علیه كیف و قد صرح به فی مواضع من كتاب الإحیاء و غیره و ذهب إلی أن إنكاره كفر و إنما لم یشرحه فی كتبه كثیر شرح لما قال إنه ظاهر لا یحتاج إلی زیادة بیان نعم ربما یمیل كلامه و كلام كثیر من القائلین بالمعادین إلی أن معنی ذلك أن یخلق اللّٰه تعالی من الأجزاء المتفرقة لذلك البدن بدنا فیعید

ص: 52

إلیه نفسه المجردة الباقیة بعد خراب البدن و لا یضرنا كونه غیر البدن الأول بحسب الشخص و لا امتناع إعادة المعدوم بعینه و ما شهد به النصوص من كون أهل الجنة جردا مردا و كون ضرس الكافر مثل جبل أحد یعضد ذلك و كذا قوله تعالی كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَیْرَها (1)و لا یبعد أن یكون قوله تعالی أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ (2)إشارة إلی هذا.

فإن قیل فعلی هذا یكون المثاب و المعاقب باللذات و الآلام الجسمانیة غیر من عمل الطاعة و ارتكب المعصیة قلنا العبرة فی ذلك بالإدراك و إنما هو للروح و لو بواسط الآلات و هو باق بعینه و كذا الأجزاء الأصلیة من البدن و لذا یقال للشخص من الصباء إلی الشیخوخة إنه هو بعینه و إن تبدلت الصور و الهیئات بل كثیر من الأعضاء و الآلات و لا یقال لمن جنی فی الشباب فعوقب فی المشیب أنها عقوبة لغیر الجانی انتهی.

أقول: الأحوط و الأولی التصدیق بما تواتر فی النصوص و علم ضرورة من ثبوت الحشر الجسمانی و سائر ما ورد فیها من خصوصیاته و عدم الخوض فی أمثال ذلك إذ لم نكلف بذلك و ربما أفضی التفكر فیها إلی القول بشی ء لم یطابق الواقع و لم نكن معذورین فی ذلك و اللّٰه الموفق للحق و السداد فی المبدإ و المعاد.

ص: 53


1- النساء: 55.
2- یس: 82.

باب 4 أسماء القیامة و الیوم الذی تقوم فیه و أنه لا یعلم وقتها إلا اللّٰه

الآیات؛

الأعراف: «یَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها (1)قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِیكُمْ إِلَّا بَغْتَةً یَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِیٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ»(187)

هود: «إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ *وَ ما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ* یَوْمَ یَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ»(103-105)

الحجر: «وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِیَةٌ»(85)

النحل: «وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ»(77)

لقمان: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ»(34)

الأحزاب: «یَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَ ما یُدْرِیكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِیباً»(63)

ص: «لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ»(26)

المؤمن: «لِیُنْذِرَ یَوْمَ التَّلاقِ»(15) (و قال تعالی): «یا قَوْمِ إِنِّی أَخافُ عَلَیْكُمْ یَوْمَ التَّنادِ *یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ»(32-33)

حمعسق: «وَ تُنْذِرَ یَوْمَ الْجَمْعِ لا رَیْبَ فِیهِ فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ»(7)

الزخرف: «وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ»(85)

ص: 54


1- قال السیّد الرضیّ قدس اللّٰه روحه فی تلخیص البیان «ص 52»: و المرسی إنّما یكون للاجسام الثقیلة، و لكن الساعة لما كانت ثقیلة الحلول و مكروهة النزول علی العصاة و المذنبین جاز أن توصف بما یوصف به ثقال الاجسام، و الدلیل علی ذلك قوله سبحانه فی هذه الآیة: «ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» و هذه استعارة لان وصفها بالثقل مجاز علی الوجه الذی ذكرناه. قوله: «لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ» استعارة اخری. و التجلی لا یصحّ إلّا علی الاجسام، و انما المراد: لا یظهر آیاتها و لا یكشف مغیباتها غیره سبحانه.

النجم: «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ* لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ»(57-58)

القمر: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ»(1)

التغابن: «یَوْمَ یَجْمَعُكُمْ لِیَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ یَوْمُ التَّغابُنِ»(9) (1)

الملك: «وَ یَقُولُونَ مَتی هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ *قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنَّما أَنَا نَذِیرٌ مُبِینٌ»(25-26)

الحاقة: «الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ *وَ ما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ *كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بِالْقارِعَةِ»(1-4)

الجن: «قُلْ إِنْ أَدْرِی أَ قَرِیبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ یَجْعَلُ لَهُ رَبِّی أَمَداً»(25)

المرسلات: «هذا یَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَ الْأَوَّلِینَ* فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَیْدٌ فَكِیدُونِ* وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ»(38-40)

النازعات: «فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْری»(34) (و قال تعالی): «یَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها *فِیمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها* إِلی رَبِّكَ مُنْتَهاها *إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ یَخْشاها* كَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَها لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا عَشِیَّةً أَوْ ضُحاها»(42-46)

البروج: «وَ الْیَوْمِ الْمَوْعُودِ* وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ»(2-3)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: یَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أی الساعة التی یموت فیها الخلق أو القیامة و هو قول أكثر المفسرین أو وقت فناء الخلق أَیَّانَ مُرْساها أی متی وقوعها و كونها و قیل منتهاها عن ابن عباس و قیل قیامها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی أی إنما وقت قیامها و مجیئها عند اللّٰه تعالی لم یطلع علیه أحدا من خلقه و إنما لم یخبر سبحانه بوقته لیكون العباد علی حذر منه فیكون ذلك أدعی لهم إلی الطاعة و أزجر من المعصیة لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ أی لا یظهرها و لا یكشف عن علمها إلا هو و لا یعلم أحد سواه متی تكون قبل كونها و قیل معناه لا یأتی بها إلا هو

ص: 55


1- قال الرضی قدس اللّٰه روحه فی كتابه مجازات القرآن «ص 249»: ذكر التغابن هاهنا مجاز و المراد به- و اللّٰه اعلم- تشبیه المؤمنین و الكافرین بالمتعاقدین و المتبایعین، فكأن المؤمنین ابتاعوا دار الثواب، و كأنّ الكافرین اعتاضوا منها دار العقاب فتفاوتوا فی الصفقة و تغابنوا فی البیعة فكان الربح مع المؤمنین و الخسران مع الكافرین، و یشبه ذلك قوله تعالی: «هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلی تِجارَةٍ تُنْجِیكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ» الآیة.

ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فیه وجوه أحدها ثقل علمها علی أهل السماوات و الأرض لأن من خفی علیه علم شی ء كان ثقیلا علیه.

و ثانیها أن معناه عظمت علی أهل السماوات و الأرض صفتها لما یكون فیها من انتثار النجوم و تسییر الجبال و غیر ذلك. (1)و ثالثها ثقل وقوعها علی أهل السماوات و الأرض لعظمها و شدتها. (2)و رابعها أن المراد نفس السماوات و الأرض لا تطیق حملها لشدتها أی لو كانت أحیاء لثقلت علیها تلك الأحوال لا تَأْتِیكُمْ إِلَّا بَغْتَةً أی فجأة لتكون أعظم و أهول یَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِیٌّ عَنْها أی یسألونك عنها كأنك حفی بها أی عالم بها قد أكثرت المسألة عنها و أصله من أحفیت فی السؤال عن الشی ء حتی علمته و قیل تقدیره یسألونك عنها كأنك حفی بهم أی بار بهم فرح بسؤالهم و قیل معناه كأنك معنی بالسؤال عنها فسألت عنها حتی علمتها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ و إنما أعاد هذا القول لأنه وصله بقوله وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ و قیل أراد بالأول علم وقت قیامها و بالثانی علم كیفیتها و تفصیل ما فیها.

و فی قوله تعالی وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ أی یشهده الخلائق كلهم من الجن و الإنس و أهل السماء و أهل الأرض وَ ما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ هو أجل قد أعده اللّٰه لعلمه بأن صلاح الخلق فی إدامة التكلیف علیهم إلی ذلك الوقت و فیه إشارة إلی قربه فإن ما یدخل تحت العد فإن قد نفد.

و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ أی أمر قیام الساعة فی سرعته و سهولته إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ إلا كرجع الطرف من أعلی الحدقة إلی أسفلها أَوْ هُوَ أَقْرَبُ أو أمرها أقرب منه بأن یكون فی زمان نصف تلك الحركة بل فی الآن التی یبتدأ فیه فإنه تعالی یحیی الخلائق دفعة و ما یوجد دفعة كان فی آن و أو للتخییر أو بمعنی بل و قیل معناه أن قیام الساعة و إن تراخی فهو عند اللّٰه كالشی ء الذی یقولون فیه هو كلمح البصر أو أقرب مبالغة فی استقرابه و فی قوله یَوْمَ التَّنادِ أی یوم

ص: 56


1- فی المجمع المطبوع: من انتثار النجوم و تكویر الشمس و تسییر الجبال.
2- فی المجمع المطبوع: لعظمها و شدتها و لما فیها من المحاسبة و المجازاة.

القیامة ینادی فیه بعضهم بعضا للاستغاثة أو یتصایحون بالویل و الثبور أو یتنادی أصحاب الجنة و أصحاب النار كما حكی فی الأعراف یَوْمَ تُوَلُّونَ عن الموقف مُدْبِرِینَ منصرفین عنه إلی النار و قیل فارین عنها ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ یعصمكم من عذابه.

و فی قوله تعالی أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (1)دنت الساعة الموصوفة بالدنو فی نحو قوله اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ لیس لها نفس قادرة علی كشفها إذا وقعت إلا اللّٰه لكنه لا یكشفها أو الآن بتأخیرها إلا اللّٰه أو لیس لها كاشفة لوقتها إلا اللّٰه إذ لا یطلع علیه سواه أو لیس لها من غیر اللّٰه كشف علی أنها مصدر كالعافیة.

و فی قوله تعالی اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ روی أن الكفار سألوا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله آیة فانشق القمر و قیل سینشق القمر یوم القیامة و یؤید الأول أنه قرئ و قد انشق القمر أی اقتربت الساعة و قد حصل من آیات اقترابها انشقاق القمر.

و فی قوله یَوْمَ یَجْمَعُكُمْ لِیَوْمِ الْجَمْعِ أی لأجل ما فیه من الحساب و الجزاء و الجمع جمع الملائكة و الثقلین ذلِكَ یَوْمُ التَّغابُنِ یغبن فیه بعضهم بعضا لنزول السعداء منازل الأشقیاء لو كانوا سعداء و بالعكس مستعار من تغابن التجار.

و فی قوله الْحَاقَّةُ أی الساعة أو الحالة التی تحق وقوعها أو التی تحق فیها الأمور أی تعرف حقیقتها أو تقع فیها حواق الأمور من الحساب و الجزاء علی الإسناد المجازی و هی مبتدأ خبرها مَا الْحَاقَّةُ و أصله ما هی أی أی شی ء هی علی التعظیم لشأنها و التهویل لها فوضع الظاهر موضع المضمر وَ ما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ أی أی شی ء أعلمك ما هی أی إنك لا تعلم كنهها فإنها أعظم من أن یبلغها درایة أحد كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بِالْقارِعَةِ (2)بالحالة التی تقرع الناس بالإفزاع و الأجرام بالانفطار و الانتشار و إنما وضعت موضع ضمیر الحاقة زیادة فی وصف شدتها.

و فی قوله إِنْ أَدْرِی ما أدری أَ قَرِیبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ یَجْعَلُ لَهُ رَبِّی أَمَداً غایة تطول مدتها.

ص: 57


1- سمیت الآزفة لقربها مأخوذ من الازف و هو ضیق الوقت.
2- القارعة: الداهیة. النكبة المهلكة. القیامة، لعلها سمیت بها لأنّها تقرع القلوب بأهوالها.

و فی قوله فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الداهیة التی تطم أی تعلو علی سائر الدواهی الْكُبْری التی هی أكبر الطامات و هی القیامة أو النفخة الثانیة أو الساعة التی یساق فیها أهل الجنة إلی الجنة و أهل النار إلی النار.

و فی قوله أَیَّانَ مُرْساها متی إرساؤها أی إقامتها و إثباتها أو منتهاها و مستقرها من مرسی السفینة و هو حیث تنتهی إلیه و تستقر فیه فِیمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها فی أی شی ء أنت من أن تذكر وقتها لهم أی ما أنت من ذكرها لهم و تبیین وقتها فی شی ء فإن ذكرها لهم لا یزیدهم إلا غیا و وقتها مما استأثره اللّٰه بعلمه و قیل فِیمَ إنكار لسؤالهم و أَنْتَ مِنْ ذِكْراها مستأنف أی أنت ذكر من ذكرها و علامة من أشراطها فإن إرساله خاتما للأنبیاء أمارة من أماراتها و قیل إنه متصل بسؤالهم و الجواب إِلی رَبِّكَ مُنْتَهاها أی منتهی علمها إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ یَخْشاها إنما بعثت لإنذار من یخاف هولها و هو لا یناسب تعیین الوقت كَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَها لَمْ یَلْبَثُوا أی فی الدنیا أو فی القبور إِلَّا عَشِیَّةً أَوْ ضُحاها أی عشیة یوم أو ضحاه.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ أقوال أحدها أن الشاهد یوم الجمعة و المشهود یوم عرفة عن ابن عباس و أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیه السلام و روی ذلك عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لأن الجمعة تشهد علی كل عامل بما عمل فیه و ثانیها أن الشاهد یوم النحر و المشهود یوم عرفة و ثالثها أن الشاهد محمد صلی اللّٰه علیه و آله و المشهود یوم القیامة و هو المروی عن الحسن بن علی علیهما السلام و رابعها أن الشاهد یوم عرفة و المشهود یوم الجمعة و خامسها أن الشاهد الملك و المشهود یوم القیامة و قیل الشاهد الذین یشهدون علی الناس و المشهود هم الذین یشهد علیهم و قیل الشاهد هذه الأمة و المشهود سائر الأمم و قیل الشاهد أعضاء بنی آدم و المشهود هم.

«1»-ل، الخصال عُبْدُوسُ بْنُ عَلِیٍّ الْجُرْجَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الشَّغَالِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی بُكَیْرٍ عَنْ زُهَیْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 58

بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی لُبَابَةَ (1)بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا سَمَاءٍ وَ لَا أَرْضٍ وَ لَا رِیَاحٍ وَ لَا جِبَالٍ وَ لَا بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا وَ هُنَّ یَشْفَقْنَ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ أَنْ تَقُومَ فِیهِ السَّاعَةُ الْخَبَرَ.

«2»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْلَی الرَّشِیدِ عَنْ دَارِمِ بْنِ قَبِیصَةَ (2)عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَقُومُ السَّاعَةُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ صَلَاةَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ.

«3»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَخْرُجُ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ تَقُومُ الْقِیَامَةُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ الْخَبَرَ.

«4»-ع، علل الشرائع فِی خَبَرِ یَزِیدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ لِمَ سُمِّیَ بِهَا قَالَ هُوَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ وَ یَوْمُ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ (3)الْخَبَرَ.

«5»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَوْمَ التَّلاقِ یَوْمَ یَلْتَقِی أَهْلُ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ یَوْمَ التَّنادِ یَوْمَ یُنَادِی أَهْلُ النَّارِ أَهْلَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَ یَوْمُ التَّغابُنِ یَوْمٌ یَغْبِنُ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ وَ یَوْمَ الْحَسْرَةِ یَوْمَ یُؤْتَی بِالْمَوْتِ فَیُذْبَحُ.

فس، تفسیر القمی مرسلا مثله (4)

ص: 59


1- بضم اللام اسمه بشیر. و قیل: رفاعة، عده الشیخ فی رجاله من أصحاب رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و قال: شهد بدرا و العقبة الأخیرة، أورده العلامة فی القسم الأوّل من الخلاصة، و قال ابن حجر فی التقریب ص 608: صحابی مشهور، و كان أحد النقباء، و عاش إلی خلافة علیّ علیه السلام.
2- بفتح القاف و كسر الباء و سكون الیاء، هو دارم بن قبیصة بن نهشل بن مجمع أبو الحسن التمیمی الدارمیّ السائح، قال النجاشیّ: روی عن الرضا علیه السلام، و له عنه كتاب الوجوه، و كتاب الناسخ و المنسوخ إه. و ترجمه العلامة فی القسم الثانی من الخلاصة.
3- فی المصدر: و هو شاهد و مشهود. م.
4- الا ان فیه: یعیر أهل الجنة أهل النار. م.

«6»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ قَالَ الْمَشْهُودُ یَوْمُ عَرَفَةَ وَ الْمَجْمُوعُ لَهُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«7»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّنْ رَوَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ الْأَبْرَشُ الْكَلْبِیُّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا قِیلَ لَكَ فَقَالَ قَالُوا شَاهِدٌ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ مَشْهُودٌ یَوْمُ عَرَفَةَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَیْسَ كَمَا قِیلَ لَكَ الشَّاهِدُ یَوْمُ عَرَفَةَ وَ الْمَشْهُودُ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَ مَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ.

«8»-مع، معانی الأخبار وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قَالَ الشَّاهِدُ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ الْمَشْهُودُ یَوْمُ عَرَفَةَ وَ الْمَوْعُودُ یَوْمُ الْقِیَامَةِ.

مع، معانی الأخبار أبی عن محمد العطار عن أحمد بن محمد عن موسی بن القاسم عن ابن أبی عمیر عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبی عبد اللّٰه عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله.

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ فِی قَوْلِ اللَّهِ ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ فَذَكَرَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ الْیَوْمُ الْمَوْعُودُ.

«10»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ (1)عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام

ص: 60


1- بفتح الیاء و كسرها- و الفتح هو المشهور- هو أبو محمّد سعید بن المسیب بن حزن بن أبی وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم بن یقظة بن مرة بن كعب بن لوی بن غالب القریشی المخزومی التابعی إمام التابعین، ولد لسنتین مضتا من خلافة عمر، و قیل: لاربع سنین، و روی عن جماعة كثیرة من السابقین منهم الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام، و فی الكشّیّ أن أمیر المؤمنین علیه السلام رباه و كان حزن جد سعید أوصی به إلی أمیر المؤمنین علیه السلام، و روی عنه جماعات من أعلام التابعین، و كان زوج بنت أبی هریرة و أعلم الناس بحدیثه، قال النووی فی التهذیب: اتفق العلماء علی إمامته و جلالته و تقدمه علی أهل عصره فی العلم و الفضیلة و وجوه الخیر انتهی. و قد فصل فی ترجمته و بالغ فی الثناء علیه، و نقل عن إثبات السنة وثاقته و تقدمه، و ترجمه العلامة الحلی فی القسم الأوّل من الخلاصة، و فی رجال الكشّیّ روایات تدلّ علی تشیعه و جلالته و أنه كان من حواری الإمام السجّاد علیه السلام، و فی قرب الإسناد: أن القاسم بن محمّد بن أبی بكر و سعید ابن المسیب كانا علی هذا الامر، و فی الكافی فی باب مولد الصادق علیه السلام: انهما و ابا خالد الكابلی كانوا من ثقات علیّ بن الحسین علیه السلام، توفّی سنة 93 و قیل: 94- 95- 105.

فِیمَا سَیَأْتِی تَمَامُهُ فِی بَابِ مَوَاعِظِهِ علیه السلام حَیْثُ قَالَ: اعْلَمْ یَا ابْنَ آدَمَ أَنَّ مِنْ وَرَاءِ هَذَا أَعْظَمَ وَ أَفْظَعَ وَ أَوْجَعَ لِلْقُلُوبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ یَجْمَعُ اللَّهُ فِیهِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ ذَلِكَ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ وَ تُبَعْثَرُ فِیهِ الْقُبُورُ (1)وَ ذَلِكَ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ كاظِمِینَ وَ ذَلِكَ یَوْمٌ لَا تُقَالُ فِیهِ عَثْرَةٌ وَ لَا تُؤْخَذُ مِنْ أَحَدٍ فِدْیَةٌ وَ لَا تُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ مَعْذِرَةٌ وَ لَا لِأَحَدٍ فِیهِ مُسْتَقْبَلُ تَوْبَةٍ لَیْسَ إِلَّا الْجَزَاءَ بِالْحَسَنَاتِ وَ الْجَزَاءَ بِالسَّیِّئَاتِ فَمَنْ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ عَمِلَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَیْرٍ وَجَدَهُ وَ مَنْ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ عَمِلَ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ وَجَدَهُ الْخَبَرَ.

«11»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی وَ الْیَوْمِ الْمَوْعُودِ وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قَالَ الْیَوْمُ الْمَوْعُودُ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ الشَّاهِدُ یَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ الْمَشْهُودُ یَوْمُ الْقِیَامَةِ.

«12»-یه، من لا یحضره الفقیه رُوِیَ أَنَّ قِیَامَ الْقَائِمِ علیه السلام یَكُونُ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ تَقُومُ الْقِیَامَةُ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ یَجْمَعُ اللَّهُ فِیهِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ

«13»-ل، الخصال الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ أَیَّامُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ یَوْمُ یَقُومُ الْقَائِمُ وَ یَوْمُ الْكَرَّةِ وَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ.

«14»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْخَیَّاطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: قَالَ عِیسَی ابْنُ

ص: 61


1- بعثر: اثیر تراب القبور و قلبت فأخرج موتاها، و البعثرة تتضمن معنی بعث و اثیر و لذا یقال: إنّه مركب منهما.

مَرْیَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَتَی قِیَامُ السَّاعَةِ فَانْتَفَضَ جَبْرَئِیلُ انْتِفَاضَةً أُغْمِیَ عَلَیْهِ مِنْهَا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ یَا رُوحَ اللَّهِ مَا الْمَسْئُولُ أَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ وَ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِیكُمْ إِلَّا بَغْتَةً

«15»-تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، بِمَا سَیَأْتِی مِنْ إِسْنَادِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: وَ أَمَّا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ مِمَّا تَأْوِیلُهُ حِكَایَةٌ فِی نَفْسِ تَنْزِیلِهِ (1)وَ شَرْحِ مَعْنَاهُ فَمِنْ ذَلِكَ قِصَّةُ أَهْلِ الْكَهْفِ وَ ذَلِكَ أَنَّ قُرَیْشاً بَعَثُوا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ نَضْرَ بْنَ حَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِی مُعَیْطٍ وَ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَی یَثْرِبَ وَ إِلَی نَجْرَانَ لِیَتَعَلَّمُوا مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی مَسَائِلَ یُلْقُونَهَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمْ عُلَمَاءُ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی سَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَجَابَكُمْ عَنْهَا فَهُوَ النَّبِیُّ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی أَخْبَرَتْ بِهِ التَّوْرَاةُ ثُمَّ سَلُوهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ أُخْرَی فَإِنِ ادَّعَی عِلْمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ لِأَنَّهُ لَا یَعْلَمُ عِلْمَهَا غَیْرُ اللَّهِ وَ هِیَ قِیَامُ السَّاعَةِ فَقَدِمَ الثَّلَاثَةُ نَفَرٍ بِالْمَسَائِلِ وَ سَاقَ الْخَبَرَ إِلَی أَنْ قَالَ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ بِسُورَةِ الْكَهْفِ وَ فِیهَا أَجْوِبَةُ الْمَسَائِلِ الثَّلَاثَةِ وَ نَزَلَ فِی الْأَخِیرَةِ قَوْلُهُ تَعَالَی یَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها (2)إِلَی قَوْلِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُون

باب 5 صفة المحشر

الآیات؛

البقرة: «هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِیَ الْأَمْرُ وَ إِلَی اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ»(210)

آل عمران: «یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ»(30) (و قال): «وَ مَنْ یَغْلُلْ یَأْتِ بِما غَلَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ ثُمَّ تُوَفَّی كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ»(161)

ص: 62


1- فی المصدر: عن تنزیله. م.
2- فی المصدر: یسألونك عن الساعة قل علمها عند ربی لا یجلیها- الی قوله- و لكن أكثر الناس لا یعلمون. م.

الأنعام: «وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَ ما نَری مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِینَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِیكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ وَ ضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ»(94)

إبراهیم: «وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصارُ* مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ *وَ أَنْذِرِ النَّاسَ یَوْمَ یَأْتِیهِمُ الْعَذابُ فَیَقُولُ الَّذِینَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَ وَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ* وَ سَكَنْتُمْ فِی مَساكِنِ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَیَّنَ لَكُمْ كَیْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ* وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ *فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ ذُو انتِقامٍ* یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ* وَ تَرَی الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفادِ *سَرابِیلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَ تَغْشی وُجُوهَهُمُ النَّارُ* لِیَجْزِیَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ»(42-51)

النحل: «یَوْمَ تَأْتِی كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَ تُوَفَّی كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ»(111)

الكهف: «وَ إِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَیْها صَعِیداً جُرُزاً»(8)

طه: «وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً *فَیَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً* لا تَری فِیها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً *یَوْمَئِذٍ یَتَّبِعُونَ الدَّاعِیَ لا عِوَجَ لَهُ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً *یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا *یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً* وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً* وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا یَخافُ ظُلْماً وَ لا هَضْماً»(105-112)

الأنبیاء: «یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ كَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِیدُهُ وَعْداً عَلَیْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِینَ»(104)

الحج: «یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ* یَوْمَ

ص: 63

تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَی النَّاسَ سُكاری وَ ما هُمْ بِسُكاری وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِیدٌ»(2-3)

النور: «یَخافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ»(37)

الروم: «وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَیْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا یُؤْفَكُونَ* وَ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِیمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِی كِتابِ اللَّهِ إِلی یَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا یَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ *فَیَوْمَئِذٍ لا یَنْفَعُ الَّذِینَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ»(55-57)

المؤمن: «لِیُنْذِرَ یَوْمَ التَّلاقِ*یَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا یَخْفی عَلَی اللَّهِ مِنْهُمْ شَیْ ءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْیَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ* الْیَوْمَ تُجْزی كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْیَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ *وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ كاظِمِینَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ* یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ *وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَقْضُونَ بِشَیْ ءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ»(16-20)

القمر: «یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ إِلی شَیْ ءٍ نُكُرٍ *خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ *مُهْطِعِینَ إِلَی الدَّاعِ یَقُولُ الْكافِرُونَ هذا یَوْمٌ عَسِرٌ»(6-8)

الرحمن: «یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* یُرْسَلُ عَلَیْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ *فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ *فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* فَیَوْمَئِذٍ لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ* فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ *یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ *فَبِأَیِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ»(33-42)

الواقعة: «إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ* لَیْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ* خافِضَةٌ رافِعَةٌ* إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا* وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا* فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا* وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً *فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ* وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ* وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ»(2-12)

ص: 64

القلم: «یَوْمَ یُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ فَلا یَسْتَطِیعُونَ *خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَ قَدْ كانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ»(42-43)

الحاقة: «فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ *وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً*فَیَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ* وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِیَ یَوْمَئِذٍ واهِیَةٌ *وَ الْمَلَكُ عَلی أَرْجائِها وَ یَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ یَوْمَئِذٍ ثَمانِیَةٌ* یَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفی مِنْكُمْ خافِیَةٌ* فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِیَهْ *إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ* فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ *فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ* قُطُوفُها دانِیَةٌ* كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِی الْأَیَّامِ الْخالِیَةِ* وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَیَقُولُ یا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ كِتابِیَهْ* وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِیَهْ *یا لَیْتَها كانَتِ الْقاضِیَةَ *ما أَغْنی عَنِّی مالِیَهْ *هَلَكَ عَنِّی سُلْطانِیَهْ *خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ *إِنَّهُ كانَ لا یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ* وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ* فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ *وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِینٍ* لا یَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ»(13-37)

المعارج: «یَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ* وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ* وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً *یُبَصَّرُونَهُمْ یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ *وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِیهِ* وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ *وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ یُنْجِیهِ* كَلَّا إِنَّها لَظی* نَزَّاعَةً لِلشَّوی *تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّی* وَ جَمَعَ فَأَوْعی»(8-18) (و قال تعالی): «فَذَرْهُمْ یَخُوضُوا وَ یَلْعَبُوا حَتَّی یُلاقُوا یَوْمَهُمُ الَّذِی یُوعَدُونَ* یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ *خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْیَوْمُ الَّذِی كانُوا یُوعَدُونَ»(42-44)

المزمل: «یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ وَ كانَتِ الْجِبالُ كَثِیباً مَهِیلًا»(14) (و قال تعالی): «فَكَیْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ یَوْماً یَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِیباً* السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا»(17-18)

القیامة: «یَسْئَلُ أَیَّانَ یَوْمُ الْقِیامَةِ* فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَ خَسَفَ الْقَمَرُ *وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ *یَقُولُ الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ أَیْنَ الْمَفَرُّ* كَلَّا لا وَزَرَ *إِلی رَبِّكَ یَوْمَئِذٍ

ص: 65

الْمُسْتَقَرُّ*یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ* بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ *وَ لَوْ أَلْقی مَعاذِیرَهُ»(6-15)

الدهر: «إِنَّ هؤُلاءِ یُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَ یَذَرُونَ وَراءَهُمْ یَوْماً ثَقِیلًا»(27)

المرسلات: «فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ* وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ* وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ *وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ* لِأَیِّ یَوْمٍ أُجِّلَتْ* لِیَوْمِ الْفَصْلِ* وَ ما أَدْراكَ ما یَوْمُ الْفَصْلِ* وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ»(8-15) (و قال تعالی): «هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ *وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ *وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ»(35-37)

النبأ: «إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِیقاتاً* یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً* وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً *وَ سُیِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً»(17-20) (و قال تعالی): «رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا یَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً* یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً* ذلِكَ الْیَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلی رَبِّهِ مَآباً* إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِیباً* یَوْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ وَ یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً»(32-40)

النازعات: «فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْری* یَوْمَ یَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعی* وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِمَنْ یَری»(34-36)

عبس: «فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ* یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ* وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ *وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ *وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ* ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ *وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ* تَرْهَقُها قَتَرَةٌ *أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ»(33-42)

كورت: «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ *وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ* وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ* وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ *وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ* وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ *وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ* بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ* وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ *وَ إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ* وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ* وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ *عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ»(2-15)

الانفطار: «إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ* وَ إِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ* وَ إِذَا الْبِحارُ

ص: 66

فُجِّرَتْ *وَ إِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ *عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَ أَخَّرَتْ *یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِیمِ* الَّذِی خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ* فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ* كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّینِ *وَ إِنَّ عَلَیْكُمْ لَحافِظِینَ* كِراماً كاتِبِینَ *یَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ *إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ *وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِی جَحِیمٍ *یَصْلَوْنَها یَوْمَ الدِّینِ *وَ ما هُمْ عَنْها بِغائِبِینَ *وَ ما أَدْراكَ ما یَوْمُ الدِّینِ* ثُمَّ ما أَدْراكَ ما یَوْمُ الدِّینِ* یَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلَّهِ»(2-20)

الإنشقاق: «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ *وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ* وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ *وَ أَلْقَتْ ما فِیها وَ تَخَلَّتْ* وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ* یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلی رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِیهِ* فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ *فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً* وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً *وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ *فَسَوْفَ یَدْعُوا ثُبُوراً *وَ یَصْلی سَعِیراً *إِنَّهُ كانَ فِی أَهْلِهِ مَسْرُوراً* إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ یَحُورَ *بَلی إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِیراً»(2-16)

الزلزال: «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها *وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها *یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحی لَها *یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِیُرَوْا أَعْمالَهُمْ *فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ* وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ»(2-8)

القارعة: «الْقارِعَةُ* مَا الْقارِعَةُ* وَ ما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ *یَوْمَ یَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ* وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ»(2-5)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ أی هل ینتظر هؤلاء المكذبون بآیات اللّٰه إلا أن یأتیهم أمر اللّٰه و ما توعدهم به علی معصیته فی ستر من السحاب و قیل قطع من السحاب و هذا كما یقال قتل الأمیر فلانا و ضربه و أعطاه و إن لم یتول شیئا من ذلك بنفسه بل فعل بأمره و قیل معناه ما ینظرون إلا أن یأتیهم جلائل آیات اللّٰه غیر أنه ذكر نفسه تفخیما للآیات كما یقال دخل الأمیر البلد و یراد بذلك جنده و إنما ذكر الغمام

ص: 67

لیكون أهول فإن الأهوال تشبه بظلل الغمام و قال الزجاج معناه یأتیهم اللّٰه بما وعدهم من الحساب و العذاب كما قال فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا وَ الْمَلائِكَةُ أی یأتیهم الملائكة وَ قُضِیَ الْأَمْرُ أی فرغ من الأمر و هو المحاسبة و إنزال أهل الجنة الجنة و أهل النار النار وَ إِلَی اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ أی إلیه ترد الأمور فی سؤاله عنها و مجازاته علیها.

و فی قوله تعالی یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً اختلف فی كیفیة وجود العمل محضرا فقیل تجد صحائف الحسنات و السیئات و قیل تری جزاء عملها من الثواب و العقاب فأما أعمالهم فهی أعراض قد بطلت لا یجوز علیها الإعادة فتستحیل أن تری محضرة.

و فی قوله أَمَداً بَعِیداً أی غایة بعیدة أی تود أنها لم تكن فعلتها.

و فی قوله تعالی یَأْتِ بِما غَلَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ معناه أنه یأتی به حاملا علی ظهره

كَمَا رُوِیَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَلَا لَا یَغُلَّنَّ أَحَدٌ بَعِیراً فَیَأْتِی بِهِ عَلَی ظَهْرِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَهُ رُغَاءٌ (1)أَلَا لَا یَغُلَّنَّ أَحَدٌ فَرَساً فَیَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِهِ عَلَی ظَهْرِهِ لَهُ حَمْحَمَةٌ (2)فَیَقُولُ یَا مُحَمَّدُ یَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ قَدْ بَلَّغْتُ قَدْ بَلَّغْتُ قَدْ بَلَّغْتُ فَلَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً.

و قال البلخی یجوز أن یكون ما تضمنه الخبر علی وجه المثل كأن اللّٰه إذا فضحه یوم القیامة جری ذلك مجری أن یكون حاملا له و له صوت و الأولی أن یكون معناه و من یغلل یوافی بما غل یوم القیامة فیكون حمل غلوله علی عنقه أمارة یعرف بها و ذلك حكم اللّٰه فی كل من وافی یوم القیامة بمعصیة لم یتب منها و أراد اللّٰه سبحانه أن یعامله بالعدل أظهر علیه من معصیته علامة تلیق بمعصیته لیعلمه أهل القیامة بها و یعلموا سبب استحقاقه العقوبة و كذا كل من وافی القیامة بطاعة فإنه سبحانه یظهر من طاعته علامة یعرف بها.

و فی قوله تعالی وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا قیل هذا من كلام اللّٰه تعالی إما عند الموت أو البعث و قیل من كلام الملائكة یؤدونه عن اللّٰه تعالی إلی الذین یقبضون أرواحهم

ص: 68


1- رغا البعیر: صوت و ضج، و رغا الصبی: بكی أشدّ البكاء.
2- حمحم البرذون أو الفرس: ردد صوته فی طلب علف، أو إذا رأی من یأنس به.

فُرادی أی وحدانا لا مال لهم و لا خول (1)و لا ولد و لا حشم و قیل واحدا واحدا علی حدة و قیل كل واحد منهم منفرد من شریكه فی الغی كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أی فی بطون أمهاتكم فلا ناصر لكم و لا معین

وَ قِیلَ مَعْنَاهُ مَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا (2)

و الغرل هم الغلف

وَ رُوِیَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ سَمِعَتْ ذَلِكَ وَا سَوْأَتَاهْ أَ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی سَوْأَةِ بَعْضٍ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ وَ یَشْغَلُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ.

و قال الزجاج معناه كما بدأناكم أول مرة أی یكون بعثكم كخلقكم وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ أی ملكناكم فی الدنیا وَراءَ ظُهُورِكُمْ أی خلف ظهوركم فی الدنیا وَ ما نَری مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ أی لیس معكم من كنتم تزعمون أنهم یشفعون لكم عند اللّٰه یوم القیامة و هی الأصنام الَّذِینَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِیكُمْ شُرَكاءُ معناه زعمتم أنهم شركاؤنا فیكم و شفعاؤكم و هذا عام فی كل من عبد غیر اللّٰه تعالی أو اعتمد غیره یرجو خیره و یخاف ضیره فی مخالفة اللّٰه تعالی لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ أی وصلكم و جمعكم و من قرأ بالنصب فمعناه لقد تقطع الأمر بینكم أو تقطع وصلكم بینكم (3)وَ ضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أی ضاع و تلاشی و لا تدرون أین ذهب من جعلتم شفعاءكم من آلهتكم و لم تنفعكم عبادتها و قیل ما تزعمون من عدم البعث و الجزاء.

و فی قوله تعالی إِنَّما یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصارُ أی إنما یؤخر مجازاتهم إلی یوم القیامة و هو الیوم الذی یكون فیه الأبصار شاخصة عن مواضعها لا تغمض لهول ما تری فی ذلك الیوم و لا تطرف و قیل تشخص أبصارهم إلی إجابة الداعی حین یدعوهم مُهْطِعِینَ أی مسرعین و قیل یرید دائمی النظر إلی ما یرون لا یطرفون مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ أی رافعی رءوسهم إلی السماء حتی لا یری الرجل مكان قدمه

ص: 69


1- الخول جمع خولی: العبید و الإماء و غیرهم من الحاشیة.
2- الغرل: جمع الاغرل و هو الأغلف.
3- قال الشریف الرضی فی مجازات القرآن ص 37: علی قراءة من قرأ برفع النون «من بینكم» و هذه استعارة لانه لا وصال هناك علی الحقیقة فتوصف بالتقطع، و إنّما المراد: لقد زال ما كان بینكم من شبكة المودة و علاقة الالفة التی تشبه لاستحكامها بالحبال المحصدة و القرائن المؤكدة.

من شدة رفع الرأس و ذلك من هول یوم القیامة و قال مورخ (1)معناه ناكسی رءوسهم بلغة قریش لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ أی لا ترجع إلیهم أعینهم و لا یطبقونها و لا یغمضونها و إنما هو نظر دائم وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (2)أی قلوبهم خالیة من كل شی ء فزعا و خوفا و قیل خالیة من كل سرور و طمع فی الخیر لشدة ما یرون من الأهوال كالهواء الذی بین السماء و الأرض و قیل زائلة عن مواضعها قد ارتفعت إلی حلوقهم لا تخرج و لا تعود إلی أماكنها بمنزلة الشی ء الذاهب فی جهات مختلفة المتردد فی الهواء و قیل خالیة عن عقولهم وَ أَنْذِرِ النَّاسَ أی دم علی إنذارك یَوْمَ یَأْتِیهِمُ الْعَذابُ و هو یوم القیامة أو عذاب الاستیصال فی الدنیا و قیل هو یوم المعاینة عند الموت و الأول أظهر فَیَقُولُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أنفسهم بارتكاب المعاصی رَبَّنا أَخِّرْنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ أی ردنا إلی الدنیا و اجعل ذلك مدة قریبة نجب دعوتك فیها وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أی نتبع رسلك فیما یدعوننا إلیه فیقول اللّٰه مخاطبا لهم أو تقول الملائكة بأمره أَ وَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ أی حلفتم مِنْ قَبْلُ فی الدنیا ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ أی لیس لكم من انتقال من الدنیا إلی الآخرة أو من الراحة إلی العذاب و فی

ص: 70


1- كذا فی نسخة المصنّف، و الصحیح: «مورج» و هو مورج بن عمرو أبو فید السدوسی صاحب العربیة، من أصحاب الخلیل بن أحمد، كان بخراسان و قدم بغداد مع المأمون، له كتاب فی غریب القرآن، قال الفیروزآبادی فی وجه تسمیته بذلك: لتأریجه الحرب بین بكر و تغلب. قلت: ترجمه الخطیب فی تاریخ بغداد. «ج 13 ص 258».
2- فی المجازات ص 98: هذه استعارة، و المراد بها صفة قلوبهم بالخلو من عزائم الصبر و الجلد، لعظیم الاشفاق و الوجل، و من عادة العرب أن یسموا الجبان یراعة جوفاء، أی لیس بین جوانحه قلب، و علی ذلك قول جریر یهجو قوما و یصفهم بالجبن: قل لخفیف القصبات الجوفان جیئوا بمثل عامر و العلهان و إنّما وصف الجبان بأنّه لا قلب له لان القلب محل الشجاعة، و إذا نفی المحل فأولی أن ینتفی الحال فیه، و هذا علی المبالغة فی صفة الجبن، و یسمون الشی ء إذا كان خالیا: هواء، أی لیس فیه ما یشغله إلّا الهواء، و علی هذا قول اللّٰه سبحانه: «وَ أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسی فارِغاً» أی خالیا من التجلد و عاطلا من التصبر: و قیل أیضا فی ذلك أن أفئدتهم منحرفة لا تعی شیئا للرعب الذی دخلها و الهول الذی استولی علیها فهی كالهواء الرقیق فی الانحراف و بطلان الضبط و الامتساك.

هذا دلالة علی أن أهل الآخرة غیر مكلفین خلافا لما یقوله النجار و جماعة لأنهم لو كانوا مكلفین لما كان لقولهم أَخِّرْنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ وجه و لكان ینبغی لهم أن یؤمنوا فیتخلصوا من العقاب إذا كانوا مكلفین وَ سَكَنْتُمْ فِی مَساكِنِ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَیَّنَ لَكُمْ كَیْفَ فَعَلْنا بِهِمْ هذا توبیخ لهم و تعنیف أی و سكنتم دیار من كذب الرسل قبلكم فأهلكهم اللّٰه فعرفتم ما نزل بهم من البلاء و الهلاك و العذاب وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ و بینا لكم الأشباه و أخبرناكم بأحوال الماضین قبلكم لتعتبروا بها فلم تعتبروا و قیل الأمثال ما ذكر فی القرآن مما یدل علی أنه تعالی قادر علی الإعادة كما أنه قادر علی الإنشاء و قیل هی الأمثال المنبهة علی الطاعة الزاجرة عن المعصیة وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ أی بالأنبیاء قبلك و قیل عنی بهم كفار قریش الذین دبروا فی أمر النبی صلی اللّٰه علیه و آله و مكروا بالمؤمنین وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ أی جزاء مكرهم وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ أی إن مكرهم و إن بلغ كل مبلغ فلا یزیل دین اللّٰه فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ أی ما وعدهم به من النصر و الظفر إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ أی ممتنع بقدرته من أن ینال باهتضام ذُو انتِقامٍ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ قیل فیه قولان أحدهما أن المعنی تبدل صورة الأرض و هیأتها عن ابن عباس فقد روی عنه أنه قال تبدل آكامها و آجامها و جبالها و أشجارها و الأرض علی حالتها و تبقی أرضا بیضاء كالفضة لم یسفك علیها دم و لم تعمل علیها خطیئة و تبدل السماوات فیذهب بشمسها و قمرها و نجومها و كان ینشد:

فما الناس بالناس الذین عهدتهم***و لا الدار بالدار التی كنت أعرف

وَ یَعْضُدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یُبَدِّلُ اللَّهُ الْأَرْضَ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ فَیَبْسُطُهَا وَ یَمُدُّهَا مَدَّ الْأَدِیمِ الْعُكَاظِیِّ لا تَری فِیها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً ثُمَّ یَزْجُرُ اللَّهُ الْخَلْقَ زَجْرَةً فَإِذَا هُمْ فِی هَذِهِ الْمُبَدَّلَةِ فِی مِثْلِ مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الْأُولَی مَا كَانَ فِی بَطْنِهَا كَانَ فِی بَطْنِهَا وَ مَا كَانَ عَلَی ظَهْرِهَا عَلَی ظَهْرِهَا.

. و الآخر أن المعنی تبدل الأرض و تنشأ أرض غیرها و السماوات كذلك تبدل بغیرها و تفنی هذه عن الجبائی و جماعة من المفسرین

وَ فِی تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام

ص: 71

بِالْإِسْنَادِ عَنْ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا تُبَدَّلُ الْأَرْضُ خُبْزَةً نَقِیَّةً یَأْكُلُ النَّاسُ مِنْهَا حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا یَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ هُوَ قَوْلُ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ.

-وَ رَوَی سَهْلُ بْنُ سَعِیدٍ السَّاعِدِیُّ (1)عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تُحْشَرُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی أَرْضٍ بَیْضَاءَ عَفْرَاءَ (2)كَقُرْصَةِ النَّقِیِّ لَیْسَ فِیهَا مَعْلَمٌ لِأَحَدٍ.

: (3)

وَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: تُبَدَّلُ الْأَرْضُ بِنَارٍ فَتَصِیرُ الْأَرْضُ كُلُّهَا نَاراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْجَنَّةُ مِنْ وَرَائِهَا تَرَی كَوَاعِبَهَا (4)وَ أَكْوَابَهَا (5)وَ یُلْجَمُ النَّاسُ الْعَرَقَ وَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحِسَابَ بَعْدُ.

و قال كعب تصیر السماوات جنانا و تصیر مكان البحر النار و تبدل الأرض غیرها.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِبْرٌ مِنَ الْیَهُودِ فَقَالَ أَ رَأَیْتَ إِذْ یَقُولُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ فَأَیْنَ الْخَلْقُ عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ أَضْیَافُ اللَّهِ فَلَنْ یُعْجِزَهُمْ مَا لَدَیْهِ.

و قیل تبدل الأرض لقوم بأرض

ص: 72


1- كذا فی نسخة المصنّف، و الصحیح: «سعد» و هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الحارث بن ساعدة بن كعب بن خزرج الساعدی الأنصاریّ، یكنی أبا العباس، له و لابیه صحبة مشهورة، كان یوم وفاة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و سلم ابن خمس عشرة سنة، و عمّر حتّی أدرك الحجاج و امتحن معه، و اختلف فی وقت وفاته فقیل: توفّی سنة 88، و قیل: «91»- و قد بلغ مائة سنة، و یقال: إنّه آخر من بقی بالمدینة من أصحاب رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله، عده الشیخ فی رجاله من أصحاب النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و علیّ علیه السلام، و ترجمه ابن عبد البر فی الاستیعاب و ابن حجر فی التقریب.
2- فی النهایة: العفرة: بیاض لیس بالناصع و لكن كلون عفر الأرض و هو وجهها، و منه الحدیث: یحشر الناس یوم القیامة علی أرض بیضاء عفراء.
3- المعلم: ما جعل علامة للطرق و الحدود مثل اعلام الحرم.
4- كواعب: فتیات تكعبت ثدیهن، أی نتأت و برزت، مفردها كاعب أی ناهد، و هی الجاریة التی تفلك ثدیها و استدار.
5- جمع كوب و هو كوز لا عروة و لا خرطوم له.

الجنة و لقوم بأرض النار و قال الحسن یحشرون علی الأرض الساهرة و هی أرض غیر هذه و هی أرض الآخرة و فیها تكون جهنم و تقدیر الكلام و تبدل السماوات غیر السماوات إلا أنه حذف لدلالة الظاهر علیه.

وَ بَرَزُوا لِلَّهِ أی یظهرون من قبورهم للمحاسبة لا یسترهم شی ء و جعل ذلك بروزا لله تعالی لأن حسابهم معه و إن كانت الأشیاء كلها بارزة له الْواحِدِ الذی لا شبیه له و لا نظیر الْقَهَّارِ المالك الذی لا یضام یقهر عباده بالموت الزوام وَ تَرَی الْمُجْرِمِینَ یعنی الكفار یَوْمَئِذٍ أی یوم القیامة مُقَرَّنِینَ فِی الْأَصْفادِ أی مجموعین فی الأغلال قربت أیدیهم بها إلی أعناقهم و قیل یقرن بعضهم إلی بعض و قیل مشدودین فی قرن أی حبل من الأصفاد و القیود و قیل یقرن كل كافر مع شیطان كان یضله فی غل من حدید سَرابِیلُهُمْ أی قمیصهم مِنْ قَطِرانٍ (1)و هو ما یطلی به الإبل شی ء أسود لزج منتن یطلون به فیصیر كالقمیص علیهم ثم یرسل النار فیهم لیكون أسرع إلیهم و أبلغ فی الاشتعال و أشد فی العذاب و قرأ زید عن یعقوب من قطر آن علی كلمتین منونتین و هو قراءة أبی هریرة و ابن عباس و سعید بن جبیر و الكلبی و قتادة و عیسی الهمدانی و الربیع قال ابن جنی القطر الصفر و النحاس و الآن الذی بلغ غایة الحر و جوز الجبائی علی القراءتین أن یسربلوا بسربالین أحدهما من القطران و الآخر من القطر الآنی وَ تَغْشی وُجُوهَهُمُ النَّارُ أی تصیب وجوههم النار لا قطران علیها.

و فی قوله عز و جل تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها أی تخاصمه الملائكة عن نفسها و تحتج بما لیس فیه حجة فیقول وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ و یقول أتباعهم رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ و یحتمل أن یكون المراد أنها تحتج عن نفسها بما تقدر به إزالة العقاب عنها.

و فی قوله تعالی وَ إِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَیْها صَعِیداً جُرُزاً معناه و إنا مخربون

ص: 73


1- سیال دهنی یتخذ من بعض الاشجار كالصنوبر و الأرز.

الأرض بعد عمارتها و جاعلون ما علیها مستویا من الأرض یابسا لا نبات علیه و قیل بلاقع.

و فی قوله تعالی وَ یَسْئَلُونَكَ أی و یسألك منكرو البعث عند ذكر القیامة عَنِ الْجِبالِ ما حالها فَقُلْ یا محمد یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً أی یجعلها ربی بمنزلة الرمل یرسل علیها الریاح فتذریها كتذریة الطعام من القشور و التراب فلا یبقی علی وجه الأرض منها شی ء و قیل یصیرها كالهباء

وَ قِیلَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِیفٍ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ تَكُونُ الْجِبَالُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ عِظَمِهَا فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَسُوقُهَا بِأَنْ یَجْعَلَهَا كَالرِّمَالِ.

ثم یرسل علیها الریاح فتفرقها فَیَذَرُها أی فیدع أماكنها من الأرض إذا نسفتها قاعاً أی أرضا ملسا و قیل منكشفة صَفْصَفاً أی أرضا مستویة لیس للجبل فیها أثر و قیل القاع و الصفصف بمعنی واحد و هو المستوی من الأرض الذی لا نبات فیه عن ابن عباس و مجاهد لا تَری فِیها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً أی لیس فیها مرتفع و لا منخفض قال الحسن العوج ما انخفض من الأرض و الأمت ما ارتفع من الروابی یَوْمَئِذٍ یَتَّبِعُونَ الدَّاعِیَ أی یوم القیامة یتبعون صوت داعی اللّٰه الذی ینفخ فی الصور لا عِوَجَ لَهُ أی لدعاء الداعی و لا یعدل عن أحد بل یحشرهم جمیعا و قیل معناه لا عوج لهم عن دعائه و لا یعدلون عن ندائه بل یتبعونه سراعا وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ أی خضعت الأصوات بالسكوت لعظمة الرحمن فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً و هو صوت الأقدام أی لا تسمع من صوت أقدامهم إلا صوتا خفیا كما یسمع من وطء الإبل و قیل الهمس إخفاء الكلام و قیل معناه أن الأصوات العالیة بالأمر و النهی فی الدنیا تنخفض و تذل أصحابها فلا تسمع منهم إلا الهمس.

یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ أی لا تنفع ذلك الیوم شفاعة أحد فی غیره إلا شفاعة من أذن اللّٰه له فی أن یشفع و رضی قوله فیها من الأنبیاء و الأولیاء و الصالحین و الصدیقین و الشهداء یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ و الضمیر راجع إلی الذین یتبعون الداعی أی یعلم سبحانه منهم جمیع أقوالهم و أفعالهم قبل أن یخلفهم و بعد أن خلقهم و ما كان فی حیاتهم و بعد مماتهم لا یخفی علیه شی ء من أمورهم تقدم أو تأخر و قیل یعلم

ص: 74

ما بین أیدیهم من أحوال الآخرة و ما خلفهم من أحوال الدنیا وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً أی لا یحیطون هم باللّٰه علما أی بمقدوراته و معلوماته أو بكنه عظمته فی ذاته و أفعاله وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ أی خضعت و ذلت خضوع الأسیر فی ید من قهره و المراد أرباب الوجوه و قیل المراد بالوجوه الرؤساء و القادة و الملوك وَ قَدْ خابَ عن ثواب اللّٰه مَنْ حَمَلَ ظُلْماً أی شركا وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ أی شیئا من الطاعات وَ هُوَ مُؤْمِنٌ مصدق بما یجب التصدیق به فَلا یَخافُ ظُلْماً بأن یزاد فی سیئاته وَ لا هَضْماً بأن ینقص من حسناته و الهضم النقص.

و فی قوله عز و جل یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ (1)المراد بالطی هاهنا هو الطی المعروف فإن اللّٰه سبحانه یطوی السماء بقدرته و قیل إن طی السماء ذهابها كَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ السجل صحیفة فیها الكتب عن ابن عباس و غیره و قیل إن السجل ملك یكتب أعمال العباد عن أبی عمرو و السدی و قیل هو ملك یطوی كتب بنی آدم إذا رفعت إلیه عن عطاء و قیل هو اسم كاتب كان للنبی صلی اللّٰه علیه و آله كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِیدُهُ أی حفاة عراة غرلا و قیل معناه نهلك كل شی ء كما كان أول مرة.

و فی قوله تعالی سبحانه یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ أی عذابه إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ (2)أی زلزلة الأرض یوم القیامة و المعنی أنها تقارن قیام الساعة و تكون معها

ص: 75


1- قال السیّد الرضیّ رضی اللّٰه عنه فی المجازات: ص 147: هذه استعارة، و المراد بها علی أحد القولین ابطال السماء و نقض بنیتها و اعدام جملتها من قولهم: طوی الدهر آل فلان إذا اهلكهم و عفی آثارهم، و علی القول الآخر یكون الطی هاهنا علی حقیقته فیكون المعنی: ان عرض السماء یطوی حتّی یجمع بعد انتشاره و یتقارب بعد تباعد اقطاره فیصیر كالسجل المطوی، و هو ما یكتب فیه من جلد او قرطاس او ثوب او ما یجری مجری ذلك، و الكتاب هاهنا مصدر كقولهم: كتب كتابا و كتابة و كتبا، فیكون المعنی: یوم نطوی السماء كطی السجل لیكتب فیه، فكانه قال: كطی السجل للكتابة، لان الاغلب فی هذه الأشیاء التی اومأنا إلیها أن تطوی قبل ان تقع الكتابة فیها، لان الطی ابلغ فی التمكن منها.
2- قال الرضی قدس اللّٰه روحه: المراد بزلزلة الساعة رجفان القلوب من خوفها، و اضطراب الاقدام من روعة موقعها، و یشهد بذلك قوله سبحانه من بعد: «وَ تَرَی النَّاسَ سُكاری وَ ما هُمْ بِسُكاری یرید تعالی من شدة الخوف و الوجل و الذهول و الوهل.

و قیل إن هذه الزلزلة قبل قیام الساعة و إنما أضافها إلیها لأنها من أشراطها شَیْ ءٌ عَظِیمٌ أی أمر هائل لا یطاق و قیل إن معناه أن شدة یوم القیامة أمر صعب یَوْمَ تَرَوْنَها أی الزلزلة أو الساعة تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ أی تشغل عن ولدها و تنساه و قیل تسلو عن ولدها (1)وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها أی تضع الحبالی ما فی بطونهن و فی هذا دلالة علی أن الزلزلة فی الدنیا قال الحسن تذهل المرضعة عن ولدها بغیر فطام و تضع الحامل ما فی بطنها بغیر تمام و من قال المراد به القیامة قال إنه تهویل لأمر القیامة و شدائدها أی لو كان ثم مرضعة لذهلت أو حامل لوضعت وَ تَرَی النَّاسَ سُكاری من شدة الفزع وَ ما هُمْ بِسُكاری من الشراب وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِیدٌ فمن شدته یصیبهم ما یصیبهم.

و فی قوله تعالی یَخافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ أراد یوم القیامة تتقلب فیه أحوال القلوب و الأبصار و تنتقل من حال إلی حال فتلفحها النار (2)ثم تنضجها ثم تحرقها و قیل تتقلب فیه القلوب و الأبصار بین الطمع فی النجاة و الخوف من الهلاك و تتقلب الأبصار یمنة و یسرة من أین تؤتی كتبهم و من أین یؤخذ بهم أ من قبل الیمین أم من قبل الشمال و قیل تتقلب القلوب ببلوغها الحناجر و الأبصار بالعمی بعد البصر و قیل معناه تنتقل القلوب من الشك إلی الیقین و الإیمان و الأبصار عما كانت تراه غیا فتراه رشدا فمن كان شاكا فی دنیاه أبصر فی آخرته و من كان عالما ازداد بصیرة و علما.

و فی قوله تعالی یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ أی یحلف المشركون ما لَبِثُوا فی القبور غَیْرَ ساعَةٍ واحدة عن الكلبی و مقاتل و قیل یحلفون ما مكثوا فی الدنیا غیر ساعة لاستقلالهم مدة الدنیا و قیل یحلفون ما لبثوا بعد انقطاع عذاب القبر غیر ساعة عن الجبائی و متی قیل كیف یحلفون كاذبین مع أن معارفهم فی الآخرة ضروریة قیل فیه أقوال أحدها أنهم حلفوا علی الظن و لم یعلموا لبثهم فی القبور فكأنهم قالوا

ص: 76


1- سلی عنه: نسیه. طابت نفسه عنه و ذهل عن ذكره و هجره.
2- لفح النار او السموم بحرّها فلانا: أصابت وجهه و أحرقته.

ما لبثنا غیر ساعة فی ظنوننا و ثانیها أنهم استقلوا الدنیا لما عاینوا من أمر الآخرة فكأنهم قالوا ما الدنیا فی الآخرة إلا ساعة و ثالثها أن ذلك یجوز أن یقع منهم قبل إكمال عقولهم كَذلِكَ كانُوا یُؤْفَكُونَ فی دار الدنیا أی یكذبون و قیل یصرفون صرفهم جهلهم عن الحق فی الدارین و من استدل بهذه الآیة علی نفی عذاب القبر فقد أبعد لما بینا أنه یجوز أن یریدوا أنهم لم یلبثوا بعد عذاب اللّٰه إلا ساعة وَ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِیمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ أی مكثتم فِی كِتابِ اللَّهِ معناه أن لبثكم ثابت فی كتاب اللّٰه أثبته اللّٰه فیه و هو قوله وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ و هذا كما یقال إن كل ما یكون فهو فی اللوح المحفوظ أی هو مثبت فیه و المراد لقد لبثتم فی قبوركم إِلی یَوْمِ الْبَعْثِ و قیل إن الذین أوتوا العلم و الإیمان هم الملائكة و قیل هم الأنبیاء و قیل المؤمنون و قیل إن هذا علی التقدیم و تقدیره و قال الذین أوتوا العلم فی كتاب اللّٰه و هم الذین یعلمون كتاب اللّٰه و الإیمان لقد لبثتم إلی یوم البعث فَهذا یَوْمُ الْبَعْثِ الذی كنتم تنكرونه فی الدنیا وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وقوعه فی الدنیا فلا ینفعكم العلم به الآن و یدل علی هذا المعنی قوله فَیَوْمَئِذٍ لا یَنْفَعُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أنفسهم بالكفر مَعْذِرَتُهُمْ فلا یمكنون من الاعتذار و لو اعتذروا لم یقبل عذرهم وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ أی لا یطلب منهم الإعتاب و الرجوع إلی الحق.

و فی قوله سبحانه لِیُنْذِرَ أی النبی بما أوحی إلیه یَوْمَ التَّلاقِ یلتقی فی ذلك الیوم أهل السماء و أهل الأرض و قیل یلتقی فیه الأولون و الآخرون و الخصم و المخصوم و الظالم و المظلوم و قیل یلتقی الخلق و الخالق یعنی أنه یحكم بینهم و قیل یلتقی المرء و عمله و الكل مراد یَوْمَ هُمْ بارِزُونَ من قبورهم و قیل یبرز بعضهم لبعض فلا یخفی علی أحد حال غیره لأنه ینكشف له ما یكون مستورا لا یَخْفی عَلَی اللَّهِ مِنْهُمْ شَیْ ءٌ أی من أعمالهم و أحوالهم و یقول اللّٰه فی ذلك الیوم لِمَنِ الْمُلْكُ الْیَوْمَ فیقر المؤمنون و الكافرین بأنه لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ و قیل إنه سبحانه هو القائل لذلك و هو المجیب لنفسه و یكون فی الأخبار بذلك مصلحة للمكلفین قال محمد بن كعب

ص: 77

القرطی (1)یقول اللّٰه تعالی ذلك بین النفختین حین یفنی الخلائق كلها ثم یجیب نفسه لأنه بقی وحده و الأول أصح لأنه بین أنه یقول ذلك یوم التلاق یوم یبرز العباد من قبورهم و إنما خص ذلك الیوم بأن له الملك فیه لأنه قد ملك العباد بعض الأمور فی الدنیا و لا یملك أحد شیئا ذلك الیوم.

فإن قیل أ لیس یملك الأنبیاء و المؤمنون فی الآخرة الملك العظیم فالجواب أن أحدا لا یستحق إطلاق الصفة بالملك إلا اللّٰه تعالی لأنه یملك جمیع الأمور من غیر تملیك مملك و قیل إن المراد به یوم القیامة قبل تملیك أهل الجنة ما یملكهم الْیَوْمَ تُجْزی كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ یجزی المحسن بإحسانه و المسی ء بإساءته و فی الحدیث أن اللّٰه تعالی یقول أنا الملك أنا الدیان لا ینبغی لأحد من أهل الجنة أن یدخل الجنة و لا لأحد من أهل النار أن یدخل النار و عنده مظلمة حتی أقصه منه ثم تلا هذه الآیة لا ظُلْمَ الْیَوْمَ أی لا ظلم لأحد علی أحد و لا ینقص من ثواب أحد و لا یزاد فی عقاب أحد إِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ لا یشغله محاسبة واحد عن محاسبة غیره وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْآزِفَةِ أی الدانیة و هو یوم القیامة لأن كل ما هو آت دان قریب و قیل یوم دنو المجازاة إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ و ذلك أنها تزول عن مواضعها من الخوف حتی تصیر إلی الحنجرة كاظِمِینَ أی مغمومین مكروبین ممتلین غما قد أطبقوا أفواههم علی ما فی قلوبهم من شدة الخوف ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ یرید ما للمشركین و المنافقین من قریب ینفعهم وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ فیهم فتقبل شفاعته یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ أی خیانتها و هی مسارقة النظر إلی ما لا یحل النظر إلیه وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ و یعلم

ص: 78


1- كذا فی نسخة المصنّف، و الصحیح «القرظی» بالمعجمة، قال ابن الأثیر فی اللباب: هذه النسبة إلی قریظة و هو اسم رجل نزل أولاده حصنا بقرب المدینة، و قریظة و النضیر أخوان من أولاد هارون النبیّ علیه السلام، و المنتسب الی قریظة جماعة: منهم كعب بن سلیم القرظی المدنیّ یروی عن علیّ بن أبی طالب رضی اللّٰه عنه، روی عنه ابنه محمّد بن كعب، و ابنه محمّد بن كعب القرظی أبو حمزة، یروی من ابن عبّاس و ابن عمرو غیرهما و كان من فضلاء أهل المدینة، توفی بها سنة 108 و قیل: سنة 117 انتهی. و قال ابن حجر فی التقریب: ص 468: كان قد نزل كوفة مدة، ثقة عالم من الثالثة، ولد سنة أربعین علی الصحیح، و مات سنة عشرین، و قیل قبل ذلك.

ما تضمره الصدور وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِّ أی یفصل بین الخلائق بالحق وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ من الأصنام لا یَقْضُونَ بِشَیْ ءٍ لأنها جماد.

و فی قوله تعالی یَوْمَ یَدْعُ الدَّاعِ إِلی شَیْ ءٍ نُكُرٍ أی منكر غیر معتاد و لا معروف بل أمر فظیع لم یروا مثله فینكرونه استعظاما و اختلف فی الداعی فقیل هو إسرافیل یدعو الناس إلی الحشر قائما علی صخرة بیت المقدس و قیل بل الداعی یدعوهم إلی النار و یوم ظرف لیخرجون و یجوز أن یكون التقدیر فی هذا الیوم یقول الكافرون خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ أی ذلیلة خاضعة عند رؤیة العذاب و إنما وصف الأبصار بالخشوع لأن ذلة الذلیل و عزة العزیز تتبین فی نظره و تظهر فی عینه یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ أی من القبور كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ و المعنی أنهم یخرجون فزعین یدخل بعضهم فی بعض و یختلط بعضهم ببعض لا جهة لأحد منهم فیقصدها كما أن الجراد لا جهة لها فتكون أبدا متفرقة فی كل جهة و قیل إنما شبههم بالجراد فی كثرتهم و فی هذه الآیة دلالة علی أن البعث إنما یكون لهذه البنیة لأنها الكائنة فی الأجداث خلافا لمن زعم أن البعث یكون للأرواح مُهْطِعِینَ إِلَی الدَّاعِ أی مقبلین إلی صوت الداعی و قیل مسرعین إلی إجابة الداعی و قیل ناظرین قبل الداعی قائلین هذا یَوْمٌ عَسِرٌ أی صعب شدید. و فی قوله تعالی یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا أی تخرجوا هاربین من الموت یقال نفذ الشی ء من الشی ء إذا خلص منه كالسهم ینفذ من الرمیة مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أی جوانبهما و نواحیهما فَانْفُذُوا أی فأخرجوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ أی حیث توجهتم فثم ملكی و لا تخرجون من سلطانی فأنا آخذكم بالموت و قیل لا تنفذون إلا بقدرة من اللّٰه و قوة یعطیكموها بأن یخلق لكم مكانا آخر سوی السماوات و الأرض و یجعل لكم قوة تخرجون بها إلیه و قیل المعنی إن استطعتم أن تعلموا ما فی السماوات و الأرض فاعلموا أنه لا یمكنكم ذلك لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ أی لا تعلمون إلا بحجة و بیان و قیل لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ معناه حیث ما نظرتم شاهدتم حجة اللّٰه و سلطانه الذی یدل علی توحیده

ص: 79

یُرْسَلُ عَلَیْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ هو اللّٰهب الأخضر المنقطع من النار وَ نُحاسٌ هو الصفر المذاب للعذاب و قیل النحاس الدخان و قیل المهل و المعنی لا تنفذون و لو جاز أن تنفذوا و قدرتم علیه لأرسل علیكم العذاب من النار المحرقة و قیل معناه أنه یقال لهم ذلك یوم القیامة یُرْسَلُ عَلَیْكُما أی علی من أشرك منكما و قد جاء فی الخبر یحاط علی الخلق بالملائكة و بلسان من نار ثم ینادون یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إلی قوله شُواظٌ مِنْ نارٍ و

رَوَی مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ عَنْ كُلَیْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَنْشَأَ یُحَدِّثُنَا فَقَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْعِبَادَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ یُوحِی إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا أَنِ اهْبِطِی بِمَنْ فِیكِ فَیَهْبِطُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا بِمِثْلَیْ مَنْ فِی الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ یَهْبِطُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ بِمِثْلِ الْجَمِیعِ مَرَّتَیْنِ فَلَا یَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّی یَهْبِطَ أَهْلُ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَیَصِیرُ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ فِی سَبْعِ سُرَادِقَاتٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ یَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ الْآیَةَ فَیَنْظُرُونَ فَإِذَا قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ سَبْعَ أَطْوَاقٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ.

و قوله فَلا تَنْتَصِرانِ أی فلا تقدران علی دفع ذلك عنكما و عن غیركما فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ یعنی یوم القیامة إذا انصدعت السماء و انفك بعضها من بعض فَكانَتْ وَرْدَةً أی فصارت حمراء كلون الفرس الورد و هو الأبیض الذی یضرب إلی الحمرة أو الصفرة فیكون فی الشتاء أحمر و فی الربیع أصفر و فی اشتداد البرد أغبر سبحانه خالقها و المصرف لها كیف یشاء و الوردة واحدة الورد فشبه السماء یوم القیامة فی اختلاف ألوانها بذلك و قیل أراد به وردة النبات و هی حمراء و قد تختلف ألوانها و لكن الأغلب فی ألوانها الحمرة لتصیر السماء كالوردة فی الاحمرار ثم تجری كَالدِّهانِ و هو جمع الدهن عند انقضاء الأمر و تناهی المدة قال الحسن هی كالدهان التی تصب بعضها بألوان مختلفة قال الفراء شبه تلون السماء بتلون الوردة من الخیل و شبه الوردة فی اختلافه بالدهن و اختلاف ألوانه و قیل الدهان الأدیم (1)الأحمر و قیل هو عكر الزیت (2)یتلون ألوانا فَیَوْمَئِذٍ یعنی

ص: 80


1- الادیم: الجلد.
2- عكر: ضد الصافی، و هو دردی الزیت.

یوم القیامة لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ أی لا یسأل المجرم عن جرمه فی ذلك الموطن لما یلحقه من الذهول الذی تحار له العقول و إن وقعت المسألة فی غیر ذلك الوقت بدلالة قوله وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و قیل المعنی لا یسألان سؤال الاستفهام لیعرف ذلك بالمسألة من جهته لأن اللّٰه تعالی قد أحصی الأعمال و حفظها علی العباد و إنما یسألون سؤال تقریع و توبیخ للمحاسبة و قیل إن أهل الجنة حسان الوجوه و أهل النار سود الوجوه فلا یسألون من أی الحزبین هم و لكن یسألون سؤال تقریع.

وَ رُوِیَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: فَیَوْمَئِذٍ لَا یُسْئَلُ مِنْكُمْ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ وَ الْمَعْنَی أَنَّ مَنِ اعْتَقَدَ الْحَقَّ ثُمَّ أَذْنَبَ وَ لَمْ یَتُبْ فِی الدُّنْیَا عُذِّبَ عَلَیْهِ فِی الْبَرْزَخِ وَ یَخْرُجُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَیْسَ لَهُ ذَنْبٌ یُسْأَلُ عَنْهُ.

یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ أی بعلامتهم و هی سواد الوجوه و زرقة العیون و قیل بأمارات الخزی فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ فتأخذهم الزبانیة فتجمع بین نواصیهم و أقدامهم بالغل ثم یسحبون إلی النار و یقذفون فیها.

و فی قوله تعالی إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ أی إذا قامت القیامة سمیت بها لكثرة ما یقع فیها من الشدة أو لشدة وقعتها لَیْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (1)أی لیس لمجیئها و ظهورها كذب و قیل أی لیس لوقعتها قضیة كاذبة أی ثبت وقوعها بالسمع و العقل خافِضَةٌ رافِعَةٌ أی تخفض ناسا و ترفع آخرین و قیل تخفض أقواما إلی النار و ترفع أقواما إلی الجنة إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا أی حركت حركة شدیدة و زلزلت زلزالا شدیدا و قیل معناه رجت بما فیها كما یرج الغربال بما فیه فتخرج من فی بطنها من الموتی وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا أی فتت فتا و قیل أی كسرت كسرا و قیل قلعت من أصلها و قیل سیرت من وجه الأرض تسییرا و قیل بسطت بسطا كالرمل و التراب و قیل جعلت كَثِیباً مَهِیلًا بعد أن كانت شامخة طویلة فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا

ص: 81


1- قال السیّد الرضیّ فی المجازات «ص 239»: و هذه استعارة، و المراد انها إذا وقعت لم ترجع عن وقوعها و لم تعدل عن طریقها، كما یقال: قد صدق فلان الحملة و لم یكذب، أی و لم یرجع علی عقبیه و یقف عن وجهة عزمه جبنا و ضعفا و وجلا و خوفا، و تلخیص المعنی: لیس لوقعتها كذب و لا خلف إه.

أی غبارا متفرقا كالذی یری فی شعاع الشمس إذا دخل من الكوة (1)وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً أی أصنافا ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ یعنی الیمین و هم الذین یعطون كتبهم بأیمانهم و قیل الذین یؤخذ بهم ذات الیمین إلی الجنة و قیل هم أصحاب الیمن و البركة ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ أی أی شی ء هم كما یقال هم ما هم وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ هم الذین یعطون كتبهم بشمالهم أو یؤخذ بهم ذات الشمال إلی النار و قیل هم المشائم علی أنفسهم وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أی و السابقون إلی اتباع الأنبیاء الذین صاروا أئمة الهدی هم السابقون إلی جزیل الثواب عند اللّٰه و قیل السابقون إلی طاعة اللّٰه هم السابقون إلی رحمته فالسابقون الثانی خبر الأول و یحتمل أن یكون تأكیدا للأول و الخبر أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ و فی قوله تعالی فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ و هی النفخة الأولی و قیل الثانیة وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ أی رفعت من أماكنها فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً أی كسرتا كسرة واحدة لا تثنی حتی یستوی ما علیها من شی ء مثل الأدیم الممدود و قیل ضرب بعضها ببعض حتی تفتتت الجبال و نسفتها الریاح و بقیت الأرض شیئا واحدا لا جبل فیها و لا رابیة (2)بل تكون قطعة مستویة و إنما قال دكتا لأنه جعل الأرض جملة واحدة و الجبال جملة واحدة فَیَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ أی قامت القیامة وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ أی انفرج بعضها من بعض فَهِیَ یَوْمَئِذٍ واهِیَةٌ أی شدیدة الضعف بانتقاض أبنیتها و قیل هو أن السماء تنشق بعد صلابتها فتصیر بمنزلة الصوف فی الوهن و الضعف وَ الْمَلَكُ عَلی أَرْجائِها أی علی أطرافها و نواحیها و الملك اسم یقع علی الواحد و الجمع و السماء مكان الملائكة فإذا وهت صارت فی نواحیها و قیل إن الملائكة یومئذ علی جوانب السماء تنتظر ما یؤمر به فی أهل النار و أهل الجنة وَ یَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ یعنی فوق الخلائق یَوْمَئِذٍ ثَمانِیَةٌ من الملائكة.

وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُمُ الْیَوْمَ أَرْبَعَةٌ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَیَّدَهُمْ بِأَرْبَعَةٍ

ص: 82


1- بفتح الكاف و ضمها و فتح الواو المشددة: الخرق فی الحائط.
2- الرابیة: ما ارتفع من الأرض.

أُخْرَی فَیَكُونُونَ ثَمَانِیَةً.

و قیل ثمانیة صفوف لا یعلم عددهم إلا اللّٰه تعالی عن ابن عباس یَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ یعنی یوم القیامة یتعرضون معاشر المكلفین لا تَخْفی مِنْكُمْ خافِیَةٌ أی نفس خافیة أو فعلة خافیة و قیل الخافیة مصدر أی خافیة أحد و روی فی الخبر عن ابن مسعود و قتادة أن الخلق یعرضون ثلاث عرضات ثنتان فیهما معاذیر و جدال و الثالثة تطیر الصحف من الأیدی فآخذ بیمینه و آخذ بشماله و لیس یعرض اللّٰه الخلق لیعلم من حالهم ما لم یعلمه و لكن لیظهر ذلك لخلقه فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ لأهل القیامة هاؤُمُ أی تعالوا اقْرَؤُا كِتابِیَهْ إنما یقوله سرورا بهم لعلمه بأنه لیس فیه إلا الطاعات فلا یستحیی أن ینظر فیه غیره إِنِّی ظَنَنْتُ أی علمت و أیقنت فی الدنیا أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ و الهاء لنظم رءوس الآی و هی هاء الاستراحة و المعنی أنی كنت مستیقنا فی دار الدنیا بأنی ألقی حسابی یوم القیامة فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ أی حالة من العیش ذات رضی بمعنی مرضیة فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ أی رفیعة القدر و المكان قُطُوفُها دانِیَةٌ أی ثمارها قریبة ممن یتناولها قال البراء بن عازب یتناول الرجل من الثمرة و هو نائم.

وَ رُوِیَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلَّا بِجَوَازِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ أَدْخِلُوهُ جَنَّةً عَالِیَةً قُطُوفُها دانِیَةٌ

و قیل معناه لا یرد أیدیهم عن ثمرها بعد و لا شوك یقال لهم كُلُوا وَ اشْرَبُوا فی الجنة هَنِیئاً بِما أَسْلَفْتُمْ أی قدمتم من أعمالكم الصالحة فِی الْأَیَّامِ الْخالِیَةِ أی الماضیة فی الدنیا و یعنی بقوله هَنِیئاً أنه لیس فیه ما یؤذی فلا یحتاج فیه إلی إخراج فضل بغائط أو بول وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ أی صحیفة أعماله بِشِمالِهِ فَیَقُولُ یا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ كِتابِیَهْ لما یری فیه من قبائح أعماله وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِیَهْ أی و لم أدر أی شی ء حسابی یا لَیْتَها كانَتِ الْقاضِیَةَ الهاء فی لیتها كنایة عن الحال التی هم فیها و قیل كنایة عن الموتة الأولی و القاضیة القاطعة للحیاة أی لیت الموتة الأولی لم نحی بعدها أو تمنی یومئذ الموت و لم یكن فی الدنیا شی ء أكره عنده من الموت ما أَغْنی عَنِّی مالِیَهْ أی ما دفع عنی مالی من عذاب اللّٰه شیئا هَلَكَ عَنِّی سُلْطانِیَهْ أی ضل عنی ما كنت أعتقده

ص: 83

حجة أو هلك عنی تسلطی و أمری و نهیی فی دار الدنیا علی ما كنت مسلطا علیه.

ثم أخبر سبحانه أنه یقول للملائكة خُذُوهُ فَغُلُّوهُ أی أوثقوه بالغل و هو أن تشد إحدی یدیه أو رجلیه إلی عنقه بجامعة (1)ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ أی ثم أدخلوا النار العظیمة و ألزموه إیاها ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها أی طولها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ أی اجعلوه فیها لأنه یؤخذ عنقه فیها ثم یجر بها قال الضحاك إنما تدخل فی فیه و تخرج من دبره فعلی هذا یكون المعنی ثم اسلكوا السلسلة فیه فقلب و قال نوف البكالی (2)كل زراع سبعون باعا الباع أبعد مما بینك و بین مكة و كان فی رحبة الكوفة و قال الحسن اللّٰه أعلم بأی ذراع هو و قال سوید بن نجیح إن جمیع أهل النار كانوا فی تلك السلسلة و لو أن حلقة منها وضعت علی جبل لذاب من حرها إِنَّهُ كانَ لا یُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ أی لم یكن یوحد اللّٰه و لا یصدق به وَ لا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْكِینِ أی كان یمنع الزكاة و الحقوق الواجبة فَلَیْسَ لَهُ الْیَوْمَ هاهُنا حَمِیمٌ أی صدیق ینفعه وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِینٍ و هو صدید (3)أهل النار و ما یجری منهم و قیل إن أهل النار طبقات فمنهم من طعامه غسلین و منهم من طعامه الزقوم (4)و منهم من طعامه الضریع لأنه قال فی موضع آخر لَیْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِیعٍ (5)و قیل یجوز أن یكون الضریع هو الغسلین لا یَأْكُلُهُ أی هذا الغسلین إِلَّا الْخاطِؤُنَ و هم

ص: 84


1- الجامعة: الغل.
2- قال ابن الأثیر فی اللباب «ج 1 ص 137»: البكالی: بكسر الباء الموحدة و فتح الكاف المخففة و فی آخرها اللام، هذه النسبة إلی بنی بكال و هو بطن من حمیر ینسب إلیه أبو زید نوف بن فضالة البكالی.
3- الصدید: القیح و الدم. و هو ما یسیل من جوف أهل جهنم.
4- الزقوم: شجرة فی جهنم منها طعام أهل النار؛ نبات بالبادیة له زهر كزهر الیاسمین؛ كل طعام یقتل.
5- الضریع: قیل: هو نوع من الشوك لا تأكله الدوابّ لخبثه، و قیل: نبات أحمی منتن الریح یرمی به البحر، فكیفما كان فاشارة إلی شی ء منكر، و روی عن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله أن الضریع: شی ء یكون فی النار یشبه الشوك أمر من الصبر و انتن من الجیفة و أشدّ حرا من النار.

الجائزون عن طریق الحق عامدین و الفرق بین الخاطئ و المخطئ أن المخطئ قد یكون من غیر تعمد و الخاطئ المذنب المتعمد الجائز عن الصراط المستقیم.

و فی قوله سبحانه یَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ أی كدردی الزیت و قیل كعكر القطران و قیل مثل الفضة إذا أذیبت و قیل مثل الصفر المذاب وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ أی كالصوف المصبوغ و قیل كالصوف المنفوش و قیل كالصوف الأحمر بمعنی أنها تلین بعد الشدة و تتفرق بعد الاجتماع و قال الحسن إنها أولا تصیر كَثِیباً مَهِیلًا ثم تصیر عهنا منفوشا ثم هَباءً مَنْثُوراً وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً لشغل كل إنسان بنفسه عن غیره و قیل لا یسأله عن یتحمل من أوزاره لیأسه من ذلك فی الآخرة و قیل معناه أنه لا یحتاج إلی سؤاله لأنه یكون لكل علامة یعرف بها فعلامة الكافرین سواد الوجوه و زرقة العیون و علامة المؤمنین نضارة اللون و بیاض الوجوه یُبَصَّرُونَهُمْ أی تعرف الكفار بعضهم بعضا ساعة ثم لا یتعارفون و یفر بعضهم من بعض و قیل یعرفهم المؤمنون فیشمتون بهم و یسرون بعذابهم و قیل یعرف أتباع الضلالة رؤساءهم و قیل إن الضمیر یعود إلی الملائكة أی یعرفهم الملائكة و یجعلون بصراء بهم فیسوقون فریقا إلی الجنة و فریقا إلی النار یَوَدُّ الْمُجْرِمُ أی یتمنی العاصی لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ أی یتمنی سلامته من العذاب النازل به بإسلام كل كریم علیه من أولاده الذین هم أعز الناس علیه وَ صاحِبَتِهِ أی زوجته التی كانت سكنا له و ربما آثرها علی أبویه وَ أَخِیهِ الذی كان ناصرا له و معینا وَ فَصِیلَتِهِ أی و عشیرته الَّتِی تُؤْوِیهِ فی الشدائد و تضمه و یأوی إلیها فی النسب وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً أی بجمیع الخلائق ثُمَّ یُنْجِیهِ ذلك الفداء كَلَّا لا ینجیه ذلك إِنَّها لَظی یعنی أن نار جهنم لظی أو القصة لظی نَزَّاعَةً لِلشَّوی و سمیت لظی لأنها تتلظی أی تشتعل و تتلهب علی أهلها و قیل لظی اسم من أسماء جهنم و قیل هی الدركة الثانیة منها و هی نزاعة للشوی تنزع الأطراف فلا تترك لحما و لا جلدا إلا أحرقته و قیل تنزع الجلد و أم الرأس و قیل تنزع الجلد و اللحم عن العظم و قال الكلبی یعنی تأكل الدماغ كله ثم یعود كما كان و قال أبو صالح الشوی لحم الساق و قال

ص: 85

سعید بن جبیر العصب و العقب و قال أبو العالیة محاسن الوجه تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّی یعنی النار تدعو إلی نفسها من أدبر عن الإیمان و تولی عن طاعة اللّٰه و طاعة رسوله أی لا یفوتها كافر فكأنها تدعوه فیجیئها كرها و قیل إن اللّٰه تعالی ینطق النار حتی تدعوهم إلیها و قیل معناه تدعو زبانیة النار و قیل تدعو أی تعذب رواه المبرد عن الخلیل قال یقال دعاك اللّٰه أی عذبك.

و فی قوله كَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ أی كأنهم یسعون فیسرعون إلی علم نصب لهم و قیل كأنهم إلی أوثانهم یسعون للتقرب إلیها تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ أی تغشاهم.

و فی قوله سبحانه یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ أی تتحرك باضطراب شدید وَ كانَتِ الْجِبالُ كَثِیباً مَهِیلًا أی رملا سائلا متناثرا عن ابن عباس و قیل المهیل الذی إذا وطئته القدم زل من تحتها و إذا أخذت أسفله انهار أعلاه و المعنی أن الجبال تنقلع من أصولها فتصیر بعد صلابتها كالرمل السائل.

و فی قوله یَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِیباً هو جمع أشیب و هذا وصف لذلك الیوم و شدته كما یقال هذا أمر یشیب منه الولید و تشیب منه النواصی إذا كان عظیما شدیدا و المعنی بأی شی ء تتحصنون من عذاب ذلك الیوم إن كفرتم و كیف تدفعون عنكم ذلك السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ الهاء یعود إلی الیوم و المعنی أن السماء تنفطر و تنشق فی ذلك الیوم من هوله و قیل بسبب ذلك الیوم و هوله و شدته كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا أی كائنا لا خلف فیه و لا تبدیل.

و فی قوله تعالی فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ أی شخص البصر عند معاینة ملك الموت فلا یطرف من شدة الفزع و قیل إذا فزع و تحیر لما یری من أهوال القیامة و أحوالها وَ خَسَفَ الْقَمَرُ أی ذهب نوره و ضوؤه وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ أی جمع بینهما فی ذهاب ضوئهما بالخسوف لیتكامل ظلام الأرض علی أهلها حتی یراهما كل أحد بغیر نور و ضیاء و قیل فی طلوعهما من المغرب كالبعیرین القرینین یَقُولُ الْإِنْسانُ المكذب بالقیامة یَوْمَئِذٍ أَیْنَ الْمَفَرُّ أین الفرار و یجوز أن یكون معناه أین موضع الفرار كَلَّا لا وَزَرَ أی لا مهرب و لا ملجأ لهم یلجئون إلیه و الوزر ما یتحصن به من جبل أو

ص: 86

غیره إِلی رَبِّكَ یَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ أی المنتهی أی ینتهی الخلق یومئذ إلی حكمه و أمره فلا حكم و لا أمر لأحد غیره و قیل المستقر المكان الذی یستقر فیه المؤمن و الكافر و ذلك إلی اللّٰه لا إلی العباد و قیل المستقر المصیر و المرجع یُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ أی یخبر الإنسان یوم القیامة بأول عمله و آخره فیجازی به و قیل معناه بما قدم من العمل فی حیاته و ما سنه فعمل به بعد موته من خیر أو شر و قیل بما قدم من المعاصی و أخر من الطاعات و قیل بما أخذ و ترك و قیل بما قدم من طاعة اللّٰه و أخر من حق اللّٰه و ضیعه و قیل بما قدم من ماله لنفسه و ما خلفه لورثته بعده بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ أی إن جوارحه تشهد علیه بما عمل قال القتیبی أقام جوارحه مقام نفسه و لذلك أنث (1)و قیل معناه أن الإنسان بصیر بنفسه و عمله

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا یَصْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ یُظْهِرَ حَسَناً وَ یُسِرَّ سَیِّئاً أَ لَیْسَ إِذَا رَجَعَ إِلَی نَفْسِهِ یَعْلَمُ أَنَّهُ لَیْسَ كَذَلِكَ وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ یَقُولُ بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ إِنَّ السَّرِیرَةَ إِذَا صَلَحَتْ قَوِیَتِ الْعَلَانِیَةُ.

وَ لَوْ أَلْقی مَعاذِیرَهُ أی و لو اعتذر و جادل عن نفسه لم ینفعه ذلك و قیل معناه و لو أرخی الستور و أغلق الأبواب قال الزجاج معناه و لو أدلی بكل حجة عنده (2)و جاء فی التفسیر المعاذیر الستور واحدها معذار و قال المبرد هی لغة طائیة و المعنی علی هذا القول و إن أسبل الستور لیخفی ما یعمل فإن نفسه شاهد علیه.

ص: 87


1- و قال الكسائی: المعنی: بل علی نفس الإنسان بصیرة، فجاء علی التقدیم و التأخیر، أی علیه من الملائكة رقیب یرقبه و حافظ یحفظ عمله. و قال أبو عبیدة: جاءت هذه الهاء فی بصیرة و الموصوف بها مذكر كما جاءت فی علامة و نسابة و راویة و طاغیة، و المراد بها المبالغة فی المعنی الذی وقع الوصف به. و وجه المبالغة فی صفة الملك المحصی لاعمال المكلف بأنّه بصیرة أن ذلك الملك یتجاوز علم الظواهر الی علم السرائر بما جعل اللّٰه له علی ذلك من الأدلة و أعطاه من أسباب المعرفة. قاله الرضی فی تلخیص البیان ص 267.
2- أدلی بحجته أی أحضرها و احتج بها.

و فی قوله سبحانه إِنَّ هؤُلاءِ یُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ أی یؤثرون اللذات و المنافع العاجلة فی دار الدنیا وَ یَذَرُونَ وَراءَهُمْ أی و یتركون أمامهم یَوْماً ثَقِیلًا أی عسیرا شدیدا و المعنی أنهم لا یؤمنون به و لا یعملون له و قیل معنی وراءهم خلف ظهورهم.

و فی قوله تعالی فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ أی محیت آثارها و أذهب نورها (1)وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ أی شقت و صدعت فصار فیها فروج وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ أی قلعت من مكانها و قیل أی أذهبت بسرعة حتی لا یبقی لها أثر فی الأرض وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ أی جمعت لوقتها و هو یوم القیامة لتشهد علی الأمم و هو قوله لِأَیِّ یَوْمٍ أُجِّلَتْ أی أخرت و ضرب لهم الأجل لجمعهم تعجب العباد من ذلك الیوم و قیل أُقِّتَتْ معناه عرفت وقت الحساب و الجزاء لأنهم فی الدنیا لا یعرفون متی تكون الساعة و قیل عرفت ثوابها فی ذلك الیوم

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أُقِّتَتْ أَیْ بُعِثَتْ فِی أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ.

ثم بین سبحانه ذلك الیوم فقال لِیَوْمِ الْفَصْلِ أی یوم یفصل الرحمن بین الخلائق ثم عظم ذلك الیوم فقال وَ ما أَدْراكَ ما یَوْمُ الْفَصْلِ ثم أخبر سبحانه عن حال من كذب به فقال وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ و فی قوله تعالی هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ فیه قولان أحدهما أنهم لا ینطقون بنطق ینتفعون به فكأنهم لم ینطقوا و الثانی أن فی القیامة مواقف ففی بعضها یختصمون و یتكلمون و فی بعضها یختم علی أفواههم فلا یتكلمون و عن قتادة قال جاء رجل إلی عكرمة فقال أ رأیت قول اللّٰه تعالی هذا یَوْمُ لا یَنْطِقُونَ و قوله ثُمَّ إِنَّكُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ قال إنها مواقف فأما موقف منها فتكلموا و اختصموا ثم ختم علی أفواههم فتكلمت أیدیهم و أرجلهم فحینئذ لا ینطقون.

ص: 88


1- قال الرضی قدّس سرّه فی التلخیص «ص 270»: و المراد بطمس النجوم- و اللّٰه أعلم- محو آثارها و إذهاب أنوارها، و إزالتها عن الجهات التی یستدل بها و یهتدی بسمتها فصارت كالكتاب المطموس الذی اشكلت سطوره و استعجمت حروفه. و الطمس فی المكتوبات حقیقة، و فی غیرها استعارة.

و فی قوله تعالی إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِیقاتاً أی لما وعد اللّٰه من الجزاء و الحساب و الثواب و العقاب یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً أی جماعة جماعة إلی أن تتكاملوا فی القیامة و قیل زمرا زمرا من كل مكان للحساب و كل فریق یأتی مع شكله و قیل إن كل أمة تأتی مع نبیها وَ فُتِحَتِ السَّماءُ أی شقت لتزول الملائكة فَكانَتْ أَبْواباً أی ذات أبواب و قیل صار فیها طرق و لم یكن كذلك من قبل وَ سُیِّرَتِ الْجِبالُ أی أزیلت عن أماكنها و ذهب بها فَكانَتْ سَراباً أی كالسراب یظن أنها جبال و لیست إیاها

وَ فِی الْحَدِیثِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ جَالِساً قَرِیباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنْزِلِ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ فَقَالَ مُعَاذٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً الْآیَاتِ فَقَالَ یَا مُعَاذُ سَأَلْتَ عَنْ عَظِیمٍ مِنَ الْأَمْرِ ثُمَّ أَرْسَلَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ تُحْشَرُ عَشَرَةُ أَصْنَافٍ مِنْ أُمَّتِی أَشْتَاتاً قَدْ مَیَّزَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ بَدَّلَ صُوَرَهُمْ فَبَعْضُهُمْ عَلَی صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَ بَعْضُهُمْ عَلَی صُورَةِ الْخَنَازِیرِ وَ بَعْضُهُمْ مُنَكَّسُونَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ فَوْقُ وَ وُجُوهُهُمْ مِنْ تَحْتُ ثُمَّ یُسْحَبُونَ عَلَیْهَا وَ بَعْضُهُمْ عُمْیٌ یَتَرَدَّدُونَ وَ بَعْضُهُمْ بُكْمٌ لَا یَعْقِلُونَ وَ بَعْضُهُمْ یَمْضَغُونَ أَلْسِنَتَهُمْ یَسِیلُ الْقَیْحُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ لُعَاباً یَتَقَذَّرُهُمْ أَهْلُ الْجَمْعِ وَ بَعْضُهُمْ مُقَطَّعَةٌ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ وَ بَعْضُهُمْ مُصَلَّبُونَ عَلَی جُذُوعٍ مِنْ نَارٍ وَ بَعْضُهُمْ أَشَدُّ نَتْناً مِنَ الْجِیَفِ وَ بَعْضُهُمْ یَلْبَسُونَ جِبَاباً سَابِغَةً مِنْ قَطِرَانٍ لَازِقَةٍ بِجُلُودِهِمْ فَأَمَّا الَّذِینَ عَلَی صُورَةِ الْقِرَدَةِ فَالْقَتَّاتُ مِنَ النَّاسِ وَ أَمَّا الَّذِینَ عَلَی صُورَةِ الْخَنَازِیرِ فَأَهْلُ السُّحْتِ وَ أَمَّا الْمُنَكَّسُونَ عَلَی رُءُوسِهِمْ فَأَكَلَةُ الرِّبَا وَ الْعُمْیُ الْجَائِرُونَ فِی الْحُكْمِ وَ الصُّمُّ الْبُكْمُ الْمُعْجَبُونَ بِأَعْمَالِهِمْ وَ الَّذِینَ یَمْضَغُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَالْعُلَمَاءُ وَ الْقُضَاةُ الَّذِینَ خَالَفَتْ أَعْمَالُهُمْ أَقْوَالَهُمْ وَ الْمُقَطَّعَةُ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْجِیرَانَ وَ الْمُصَلَّبُونَ عَلَی جُذُوعٍ مِنْ نَارٍ فَالسُّعَاةُ بِالنَّاسِ إِلَی السُّلْطَانِ وَ الَّذِینَ هُمْ أَشَدُّ نَتْناً مِنَ الْجِیَفِ فَالَّذِینَ یَتَمَتَّعُونَ بِالشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ وَ یَمْنَعُونَ حَقَّ اللَّهِ فِی أَمْوَالِهِمْ وَ الَّذِینَ یَلْبَسُونَ الْجِبَابَ فَأَهْلُ التَّجَبُّرِ وَ الْخُیَلَاءِ.

و فی قوله تعالی لا یَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً أی لا یملكون أن یسألوا إلا فیما أذن لهم فیه قال مقاتل لا یقدر الخلق علی أن یكلموا الرب إلا بإذنه یَوْمَ یَقُومُ

ص: 89

الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا اختلف فی الروح فقیل خلق اللّٰه علی صورة بنی آدم و لیسوا بناس و لا بملائكة یقومون صفا و الملائكة صفا و قیل ملك من الملائكة ما خلق اللّٰه مخلوقا أعظم منه فإذا كان یوم القیامة قام هو وحده صفا و قامت الملائكة كلهم صفا واحدا فیكون عظم خلقه مثل صفهم عن ابن عباس و قیل إنها أرواح الناس تقوم مع الملائكة فیما بین النفختین قبل أن ترد الأرواح إلی الأجساد عن ابن عباس أیضا و قیل إنه جبرئیل علیه السلام و قال وهب إن جبرئیل واقف بین یدی اللّٰه عز و جل ترعد فرائصه یخلق اللّٰه عز و جل من كل رعدة منه مائة ألف ملك فالملائكة صفوف بین یدی اللّٰه عز و جل منكسو رءوسهم فإذا أذن اللّٰه لهم فی الكلام قالوا لا إله إلا اللّٰه وَ قالَ صَواباً أی لا إله إلا اللّٰه

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ.

و قیل إن الروح بنو آدم.

و قوله صفا معناه مصطفین لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ و هم المؤمنون و الملائكة وَ قالَ فی الدنیا صَواباً أی شهد بالتوحید و قال لا إله إلا اللّٰه و قیل إن الكلام هاهنا الشفاعة ذلِكَ الْیَوْمُ الْحَقُّ الذی لا شك فیه یعنی القیامة فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلی رَبِّهِ مَآباً أی مرجعا بالطاعة إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِیباً یعنی العذاب فی الآخرة یَوْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ أی ینتظر جزاء ما قدمه من طاعة و معصیة و قیل معناه أن كل أحد ینظر إلی عمله فی ذلك الیوم من خیر و شر مثبتا علیه فی صحیفته فیرجو ثواب اللّٰه علی صالح عمله و یخاف العقاب علی سوء عمله وَ یَقُولُ الْكافِرُ فی ذلك الیوم یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً أی یتمنی أن لو كان ترابا لا یعود و لا یحاسب لیتخلص من عقاب ذلك الیوم و قال عبد اللّٰه بن عمر إذا كان یوم القیامة مدت الأرض مد الأدیم و حشر الدواب و البهائم و الوحوش ثم یجعل القصاص بین الدواب حتی یقتص للشاة الجماء (1)من الشاة القرناء التی نطحتها و قال مجاهد یقاد یوم القیامة للمنطوحة من الناطحة و قال المقاتل إن اللّٰه یجمع الوحوش و الهوام و الطیر و كل شی ء غیر الثقلین فیقول من ربكم فیقولون الرحمن الرحیم فیقول لهم الرب بعد

ص: 90


1- جمع الاجم: الكبش لا قرن له.

ما یقضی بینهم حتی یقتص للجماء من القرناء إنا خلقناكم و سخرناكم لبنی آدم و كنتم مطیعین أیام حیاتكم فارجعوا إلی الذی كنتم كونوا ترابا فتكون ترابا فإذا التفت الكافر إلی شی ء صار ترابا یتمنی فیقول یا لیتنی كنت فی الدنیا علی صورة خنزیر رزقی كرزقه و كنت الیوم أی فی الآخرة ترابا و قیل إن المراد بالكافر هنا إبلیس عاب آدم بأن خلق من تراب و افتخر بالنار فیوم القیامة إذا رأی كرامة آدم و ولده المؤمنین قال یا لیتنی كنت ترابا.

و فی قوله تعالی فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْری هی القیامة لأنها تطم علی كل داهیة هائلة أی تعلو و تغلب و قال الحسن هی النفخة الثانیة و قیل هی الغاشیة الغلیظة المجللة التی تدفق الشی ء بالغلظ و قیل إن ذلك حین یساق أهل الجنة إلی الجنة و أهل النار إلی النار یَوْمَ یَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعی أی تجی ء الطامة فی یوم یتذكر الإنسان ما عمله من خیر أو شر وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ أی أظهرت النار لِمَنْ یَری فیراها الخلق مكشوفا عنها الغطاء و یبصرونها مشاهدة.

و فی قوله تعالی فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ یعنی صیحة القیامة عن ابن عباس سمیت بذلك لأنها تصخ الآذان أی تبالغ فی إسماعها حتی تكاد تصمها و قیل لأنها یصخ لها الخلق أی یستمع یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ أی زوجته وَ بَنِیهِ أی لا یلتفت إلی واحد من هؤلاء لعظم ما هو فیه و شغله بنفسه و إن كان فی الدنیا یعتنی بشأنهم و قیل یفر منهم حذرا من مطالبتهم إیاه بما بینه و بینهم من التبعات و المظالم و قیل لعلمه بأنهم لا یشفعون له و لا یغنون عنه شیئا و یجوز أن یكون مؤمنا و أقرباؤه من أهل النار فیعادیهم و لا یلتفت إلیهم أو یفر منهم لئلا یری ما نزل بهم من الهوان لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ أی لكل إنسان منهم أمر عظیم یشغله عن الأقرباء و یصرفه عنهم وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ أی مشرقة مضیئة ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ من سرورها و فرحها بما أعد لها من الثواب و أراد بالوجوه أصحابها وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ أی سواد و كآبة للهم تَرْهَقُها أی تعلوها و تغشاها قَتَرَةٌ

ص: 91

أی سواد و كسوف عند معاینة النار و قیل الغبرة ما انحطت من السماء إلی الأرض و القترة ما ارتفعت من الأرض إلی السماء.

و فی قوله سبحانه إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ أی إذا ذهب ضوؤها فأظلمت و اضمحلت و قیل ألقیت و رمی بها و قیل جمع ضوؤها و لفت كما تلف العمامة و المعنی أن الشمس تكور بأن تجمع نورها حتی تصیر كالكارة الملقاة و یذهب ضوؤها و یحدث اللّٰه تعالی للعباد ضیاء غیرها وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ أی تساقطت و تناثرت یقال انكدر الطائر من الهواء إذا انقض و قیل تغیرت من الكدورة و الأول أولی لقوله وَ إِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ إلا أن یقال یذهب ضوؤها ثم تتناثر وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا و سرابا وَ إِذَا الْعِشارُ و هی النوق الحوامل أتت علیها عشرة أشهر و بعد الوضع تسمی عشارا أیضا و هی أنفس مال عند العرب عُطِّلَتْ أی تركت هملا بلا راع و قیل العشار السحاب یعطل فلا یمطر وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ أی جمعت حتی یقتص بعضها من بعض فیقتص للجماء من القرناء و یحشر اللّٰه سبحانه الوحوش لیوصل إلیها ما تستحقه من الأعواض علی الآلام التی نالتها فی الدنیا و ینتصف لبعضها من بعض فإذا وصل إلیها ما استحقته من الأعواض فمن قال إن العوض دائم قال تبقی منعمة إلی الأبد و من قال باستحقاقها العوض منقطعا فقال بعضهم یدیمه اللّٰه لها تفضلا لئلا یدخل علی المعوض غم بانقطاعه و قال بعضهم إذا فعل اللّٰه بها ما استحقته من الأعواض جعلها ترابا وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ أی أرسل عذبها علی مالحها و مالحها علی عذبها حتی امتلأت و قیل إن المعنی فجر بعضها فی بعض فصارت البحور كلها بحرا واحدا و یرتفع البرزخ و قیل أی أوقدت فصارت نارا تصطرم عن ابن عباس و قیل یبست و ذهبت ماؤها فلم یبق فیها قطرة و قیل ملئت من القیح و الصدید الذی یسیل من أبدان أهل النار فی النار و أراد بحار جهنم لأن بحور الدنیا قد فنیت عن الجبائی وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أی قرن كل واحد منها إلی شكله و ضم إلیها من أهل النار و أهل الجنة و قیل أی ردت الأرواح إلی الأجساد و قیل یقرن الغاوی بمن أغواه

ص: 92

من إنسان أو شیطان و قیل أی قرنت نفوس الصالحین بالحور العین و نفوس الكافرین بالشیاطین وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ یعنی الجاریة المدفونة حیا و كانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة و قعدت علی رأسها فإن ولد بنتا رمت بها فی الحفرة و إن ولدت غلاما حبسته بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ أی یقال لها بأی ذنب قتلت و معنی سؤالها توبیخ قاتلها لأنها تقول قتلت بغیر ذنب و قیل إن معنی سئلت طولب قاتلها بالحجة فی قتلها فكأنه قیل سئل قاتلها بأی ذنب قتلت هذه و نظیر قوله إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا أی مسئولا عنه وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ یعنی صحف الأعمال التی كتبت الملائكة فیها أعمال أهلها من خیر و شر تنشر لیقرأها أصحابها و لتظهر الأعمال فیجازوا بحسبها وَ إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ أی أزیلت عن موضعها كالجلد یزال عن الجزور ثم یطویها اللّٰه و قیل معناه قلعت كما یقلع السقف و قیل كشفت عمن فیها و معنی الكشط رفعك شیئا عن شی ء قد غطاه كما یكشط الجلد عن السنام وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ أوقدت و أضرمت حتی ازدادت شدة علی شدة و قیل سعرها غضب اللّٰه و خطایا بنی آدم وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ أی قربت من أهلها بدخول و قیل قربت بما فیها من النعیم فیزداد المؤمن سرورا و یزداد أهل النار حسرة عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ أی إذا كانت هذه الأشیاء التی تكون فی القیامة علمت فی ذلك الوقت كل نفس ما وجدت حاضرا من عمله كما قالوا أحمدته وجدته محمودا و قیل علمت ما أحضرته من خیر و شر و إحضار الأعمال مجاز لأنها لا تبقی و المعنی أنه لا یشذ عنها شی ء فكان كلها حاضرة و قیل إن المراد صحائف الأعمال.

و فی قوله سبحانه إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ أی انشقت و تقطعت وَ إِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ أی تساقطت و تهافتت قال ابن عباس سقطت سودا لا ضوء لها وَ إِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ أی فتح بعضها فی بعض عذبها فی ملحها و ملحها فی عذبها فصارت بحرا واحدا و قیل معناه ذهب ماؤها وَ إِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ أی قلبت ترابها و بعثت الموتی التی فیها و قیل معناه بحثت عن الموتی فأخرجوا منها یرید عند البعث عن ابن عباس عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَ أَخَّرَتْ عن ابن مسعود قال ما قدمت من خیر أو شر و ما

ص: 93

أخرت من سنة حسنة استن بها بعده فله أجر من اتبعه من غیر أن ینقص من أجورهم شی ء أو سنة سیئة عمل بها بعده فعلیه وزر من عمل بها من غیر أن ینقص من أوزارهم شی ء. یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِیمِ أی أی شی ء غرك بخالقك و خدعك و سول لك الباطل حتی عصیته و خالفته

وَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ قَالَ غَرَّهُ جَهْلُهُ.

و قیل للفضیل بن عیاض لو أقامك اللّٰه یوم القیامة بین یدیه فقال ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِیمِ ما ذا كنت تقول قال أقول غرنی ستورك المرخاة و قال یحیی بن معاذ لو أقامنی اللّٰه بین یدیه فقال ما غرك بی قلت غرنی بك برك بی سالفا و آنفا و عن بعضهم قال غرنی حلمك و عن أبی بكر الوراق غرنی كرم الكریم و إنما قال سبحانه الْكَرِیمِ دون سائر أسمائه و صفاته لأنه كان لقنه الإجابة حتی یقول غرنی كرم الكریم و قال عبد اللّٰه بن مسعود ما منكم من أحد إلا سیخلو اللّٰه به یوم القیامة فیقول یا ابن آدم ما غرك بی یا ابن آدم ما ذا عملت فیما عملت یا ابن آدم ما ذا أجبت المرسلین الَّذِی خَلَقَكَ من نطفة و لم تك شیئا فَسَوَّاكَ إنسانا تسمع و تبصر فَعَدَلَكَ أی جعلك معتدلا فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ أی فی أی شبه من أب أو أم أو خال أو عم.

وَ رُوِیَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مَا وُلِدَ لَكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا عَسَی أَنْ یُولَدَ لِی إِمَّا غُلَاماً وَ إِمَّا جَارِیَةً قَالَ فَمَنْ یُشْبِهُ قَالَ یُشْبِهُ أُمَّهُ أَوْ أَبَاهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَقُلْ هَكَذَا إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِی الرَّحِمِ أَحْضَرَهَا اللَّهُ كُلَّ نَسَبٍ بَیْنَهَا وَ بَیْنَ آدَمَ أَ مَا قَرَأْتَ هَذِهِ الْآیَةَ فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ أَیْ فِیمَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ آدَمَ.

و قیل فِی أَیِّ صُورَةٍ ما شاءَ من صور الخلق رَكَّبَكَ إن شاء فی صورة إنسان و إن شاء فی صورة حمار و إن شاء فی صورة قرد.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَوْ شَاءَ رَكَّبَكَ عَلَی غَیْرِ هَذِهِ الصُّوَرِ.

و قیل فی أی صورة شاء من ذكر أو أنثی جسیم أو نحیف حسن أو ذمیم طویل أو قصیر كَلَّا أی لیس الأمر علی ما تزعمون أنه لا بعث و لا حساب بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّینِ أی الجزاء أو بالدین الذی جاء به محمد صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ عَلَیْكُمْ لَحافِظِینَ من الملائكة یحفظون علیكم

ص: 94

ما تعملونه كِراماً علی ربهم كاتِبِینَ یكتبون أعمال بنی آدم یَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ من خیر و شر إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ و هو الجنة و الأبرار أولیاء اللّٰه المطیعون فی الدنیا وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِی جَحِیمٍ و هو العظیم من النار یَصْلَوْنَها یَوْمَ الدِّینِ أی یلزمونها بكونهم فیها وَ ما هُمْ عَنْها بِغائِبِینَ أی لا یكونون غائبین عنها بل یكونون مؤبدین فیها و قد دل الدلیل علی أن أهل الكبیرة من المسلمین لا یخلدون فی النار فالمراد بالفجار الكفار وَ ما أَدْراكَ ما یَوْمُ الدِّینِ قاله تعظیما لشدته ثم كرر تأكیدا لذلك و قیل أراد و ما أدراك ما فی یوم الدین من النعیم لأهل الجنة ثم ما أدراك ما فی یوم الدین من العذاب لأهل النار یَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً أی لا یملك أحد الدفاع عن غیره ممن یستحق العقاب وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وحده أی الحكم له فی الجزاء و الثواب و العفو و الانتقام

وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْأَمْرَ یَوْمَئِذٍ وَ الْیَوْمَ (1)كُلَّهُ لِلَّهِ یَا جَابِرُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ بَادَتِ الْحُكَّامُ فَلَمْ یَبْقَ حَاكِمٌ إِلَّا اللَّهُ.

و فی قوله تعالی إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ أی تصدعت و انفرجت و انشقاقها من علامات القیامة و ذكر ذلك فی مواضع من القرآن وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها أی سمعت و أطاعت فی الانشقاق و هذا توسع أی كأنها سمعت و انقادت لتدبیر اللّٰه وَ حُقَّتْ أی و حق لها أن تأذن بالانقیاد لأمر ربها الذی خلقها و تطیع له وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ أی بسطت باندكاك جبالها و آكامها حتی تصیر كالصحیفة الملساء و قیل إنها تمد مد الأدیم العكاظی و تزاد فی سعتها عن ابن عباس و قیل سویت فلا بناء و لا جبل إلا دخل فیها وَ أَلْقَتْ ما فِیها من الموتی و الكنوز وَ تَخَلَّتْ أی خلت فلم یبق فی بطنها شی ء و قیل معناه ألقت ما فی بطنها من كنوزها و معادنها و تخلت مما علی ظهرها من جبالها و بحارها وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ لیس هذا بتكرار لأن الأول فی صفة السماء و الثانی فی صفة الأرض و هذا كله من أشراط الساعة و جلائل الأمور التی تكون فیها و التقدیر إذا كانت هذه الأشیاء رأی الإنسان ما قدم من خیر و شر و یدل علی هذا المحذوف قوله یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلی رَبِّكَ كَدْحاً أی ساع إلیه فی عملك و هو

ص: 95


1- الظاهر: الحكم.

خطاب لجمیع المكلفین یقول اللّٰه سبحانه لهم و لكل واحد منهم یا أیها الإنسان إنك عامل عملا فی مشقة لتحمله إلی اللّٰه و توصله إلیه فَمُلاقِیهِ أی ملاق جزاءه و قیل أی ملاق ربك فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ الذی ثبتت فیه أعماله بِیَمِینِهِ فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً أی لا یناقش فی الحساب و لا یواقف علی ما عمل من الحسنات و ما له علیه من الثواب و ما حط عنه من الأوزار إما بالتوبة أو بالعفو و قیل الحساب الیسیر التجاوز عن السیئات و الإثابة علی الحسنات و من نوقش الحساب عذب فی خبر مرفوع.

و فی روایة أخری یعرف عمله ثم یتجاوز عنه

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِیهِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَاباً یَسِیراً وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ قَالُوا وَ مَا هِیَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تُعْطِی مَنْ حَرَمَكَ وَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ.

وَ یَنْقَلِبُ بعد الفراغ من الحساب إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً بما أوتی من الخیر و الكرامة و المراد بالأهل الحور العین و قیل أزواجه و أولاده و عشائره و قد سبقوه إلی الجنة وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ لأن یمینه مغلولة إلی عنقه و تكون یده الیسری خلف ظهره و قیل تخلع یده الیسری خلف ظهره و الوجه فی ذلك أن یكون إعطاء الكتاب بالیمین أمارة للملائكة و المؤمنین لكون صاحبه من أهل الجنة و لطفا للخلق فی الإخبار به و كنایة عن قبول أعماله و إعطاؤه علی الوجه الآخر أمارة لهم علی أن صاحبه من أهل النار و علامته لمناقشة الحساب و سوء المآب فَسَوْفَ یَدْعُوا ثُبُوراً أی هلاكا إذا قرأ كتابه و هو أن یقول وا ثبوراه وا هلاكاه وَ یَصْلی سَعِیراً أی یدخل النار و یعذب بها إِنَّهُ كانَ فِی أَهْلِهِ مَسْرُوراً فی الدنیا ناعما لا یهمه أمر الآخرة و لا یتحمل مشقة العبادة فأبدله اللّٰه بسروره غما باقیا لا ینقطع و قیل كان مسرورا بمعاصی اللّٰه لا یندم علیها إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ یَحُورَ أی ظن فی دار التكلیف أنه لن یرجع إلی الحیاة فی الآخرة فارتكب المأثم بَلی لیحورن و لیبعثن إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِیراً من یوم خلقه إلی أن یبعثه.

و فی قوله تعالی إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها أی إذا حركت الأرض تحریكا شدیدا لقیام الساعة زلزالها الذی كتب علیها و یمكن أن یكون إنما أضافها إلی

ص: 96

الأرض لأنها تعم جمیع الأرض وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها أی موتاها المدفونة فیها أو كنوزها و معادنها فتلقاها علی ظهرها لیراها أهل الموقف و تكون الفائدة فی ذلك أن یتحسر العصاة إذا نظروا إلیها لأنهم عصوا اللّٰه فیها ثم تركوها لا تغنی عنهم شیئا و أیضا فإنه تكوی بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها أی و یقول الإنسان متعجبا ما للأرض تتزلزل و قیل إن المراد بالإنسان الكافر لأن المؤمن معترف بها لا یسأل عنها یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها أی تخبر بما عمل علیها

وَ جَاءَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَ تَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَخْبَارُهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَی كُلِّ عَبْدٍ وَ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَی ظَهْرِهَا تَقُولُ عَمِلَ كَذَا وَ كَذَا یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا فَهَذَا أَخْبَارُهَا.

و علی هذا فیجوز أن یكون اللّٰه تعالی یحدث الكلام فیها و إنما نسبه إلیها توسعا و مجازا و یجوز أن یقلبها حیوانا یقدر علی النطق و یجوز أن یظهر فیها ما یقوم مقام الكلام فعبر عنه بالكلام كما یقال عیناك تشهدان بسهرك و قوله بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحی لَها معناه أن الأرض تحدث فتقول إن ربك یا محمد أوحی لها أی ألهمها و عرفها بأن تحدث أخبارها و قیل بأن تلقی الكنوز و الأموات علی ظهرها یقال أوحی له و إلیه أی ألقی إلیه من جهة تخفی قال الفراء تحدث أخبارها بوحی اللّٰه و إذنه لها و قال ابن عباس أذن لها بأن تخبر بما عمل علیها

وَ رَوَی الْوَاحِدِیُّ بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعاً إِلَی رَبِیعَةَ الْحَرَشِیِّ (1)قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَافِظُوا عَلَی الْوُضُوءِ وَ خَیْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ وَ تَحَفَّظُوا مِنَ الْأَرْضِ فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ وَ لَیْسَ فِیهَا أَحَدٌ یَعْمَلُ خَیْراً أَوْ شَرّاً إِلَّا وَ هِیَ مُخْبِرَةٌ بِهِ.

یَوْمَئِذٍ یَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً أی یرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض متفرقین أهل الإیمان علی حدة و أهل كل دین علی حدة لِیُرَوْا أَعْمالَهُمْ أی جزاء أعمالهم و المعنی أنهم یرجعون عن الوقف فرقا لینزلوا منازلهم من الجنة و النار و قیل معنی الرؤیة هاهنا المعرفة بالأعمال عند تلك الحال و هی رؤیة القلب

ص: 97


1- الصحیح الجرشی بالجیم المضمومة و الراء المفتوحة، و هو ربیعة بن عمرو، و یقال: ابن الحارث الدمشقی، و هو ربیعة بن الغاز- بمعجمة و زای- أبو الغاز الجرشی، مختلف فی صحبته، قتل یوم مرج راهط سنة 64 و كان فقیها وثقه الدارقطنی و غیره. قاله ابن حجر فی التقریب ص 156.

و یجوز أن یكون التأویل علی رؤیة العین بمعنی لیروا صحائف أعمالهم فیقرءون ما فیها لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ أی و من یعمل وزن ذرة من الخیر یر ثوابه و جزاءه وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ أی یر ما یستحق علیه من العقاب.

و فی قوله عز و جل الْقارِعَةُ اسم من أسماء القیامة لأنها تقرع القلوب بالفزع و تقرع أعداء اللّٰه بالعذاب مَا الْقارِعَةُ هذا تعظیم لشأنها و تهویل لأمرها و معناه و أی شی ء القارعة ثم عجب نبیه صلی اللّٰه علیه و آله فقال وَ ما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ یقول إنك یا محمد لا تعلم حقیقة أمرها و كنه وصفها علی التفصیل ثم بین سبحانه أنها متی تكون فقال یَوْمَ یَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ شبه الناس عند البعث بما یتهافت فی النار قال قتادة هذا هو الطائر الذی یتساقط فی النار و السراج و قال أبو عبیدة هو طیر یتفرش لیس بذباب و لا بعوض لأنهم إذا بعثوا ماج بعضهم فی بعض فالفراش إذا سار لم یتجه لجهة واحدة فدل ذلك علی أنهم یقرعون عند البعث فیختلفون فی المقاصد علی جهات مختلفة و هذا مثل قوله كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ و هو الصوف المصبوغ المندوف و المعنی أن الجبال تزول عن أماكنها و تصیر خفیفة السیر.

«1»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبِ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تُضِی ءُ لَهَا الْإِبِلُ تُبْصَرُ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَی الْمَحْشَرِ.

«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الرَّقِّیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ (1)عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانٍ مَوْلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ (2)عَنْ شُرَیْحٍ

ص: 98


1- هو علیّ بن محمّد بن أبی القاسم عبد اللّٰه بن عمران البرقی المعروف أبوه بما جیلویه، یكنی أبا الحسن، ثقة فاضل فقیه أدیب، رأی أحمد بن محمّد البرقی و تأدب علیه، و هو ابن بنته، صنف كتبا.
2- هو عاصم بن أبی النجود الأسدی مولاهم الكوفیّ أبو بكر المقرئ. قال ابن حجر فی التقریب «ص 244»: صدوق، له أوهام، حجة فی القراءة. و حدیثه فی الصحیحین مقرون من السادسة مات سنة ثمان و عشرین، أی بعد المائة.

الْقَاضِی عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ طَوِیلَةٍ قَالَ: اسْمَعْ یَا ذَا الْغَفْلَةِ وَ التَّصْرِیفِ مِنْ ذِی الْوَعْظِ وَ التَّعْرِیفِ جُعِلَ یَوْمُ الْحَشْرِ یَوْمَ الْعَرْضِ وَ السُّؤَالِ وَ الْحِبَاءِ وَ النَّكَالِ یَوْمَ تُقَلَّبُ إِلَیْهِ أَعْمَالُ الْأَنَامِ وَ تُحْصَی فِیهِ جَمِیعُ الْآثَامِ یَوْمَ تَذُوبُ مِنَ النُّفُوسِ أَحْدَاقُ عُیُونِهَا وَ تَضَعُ الْحَوَامِلُ مَا فِی بُطُونِهَا وَ تَفَرَّقُ مِنْ كُلِّ نَفْسٍ وَجِیبُهَا (1)وَ یَحَارُ فِی تِلْكَ الْأَهْوَالِ عَقْلُ لَبِیبِهَا إِذْ نَكِرَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ حُسْنِ عِمَارَتِهَا وَ تَبَدَّلَتْ بِالْخَلْقِ بَعْدَ أَنِیقِ زَهْرَتِهَا أَخْرَجَتْ مِنْ مَعَادِنِ الْغَیْبِ أَثْقَالَهَا وَ نَفَضَتْ إِلَی اللَّهِ أَحْمَالَهَا یَوْمَ لَا یَنْفَعُ الْحَذَرُ إِذْ عَایَنُوا الْهَوْلَ الشَّدِیدَ فَاسْتَكَانُوا وَ عُرِفَ الْمُجْرِمُونَ بِسِیمَاهُمْ فَاسْتَبَانُوا فَانْشَقَّتِ الْقُبُورُ بَعْدَ طُولِ انْطِبَاقِهَا وَ اسْتَسْلَمَتِ النُّفُوسُ إِلَی اللَّهِ بِأَسْبَابِهَا كُشِفَ عَنِ الْآخِرَةِ غِطَاؤُهَا فَظَهَرَ لِلْخَلْقِ أَنْبَاؤُهَا فَدُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً وَ مُدَّتْ لِأَمْرٍ یُرَادُ بِهَا مَدّاً مَدّاً وَ اشْتَدَّ الْمُبَادِرُونَ (2)إِلَی اللَّهِ شَدّاً شَدّاً وَ تَزَاحَفَتِ الْخَلَائِقُ إِلَی الْمَحْشَرِ زَحْفاً زَحْفاً (3)وَ رُدَّ الْمُجْرِمُونَ عَلَی الْأَعْقَابِ رَدّاً رَدّاً وَ جَدَّ الْأَمْرُ وَیْحَكَ یَا إِنْسَانُ جِدّاً جِدّاً وَ قُرِّبُوا لِلْحِسَابِ فَرْداً فَرْداً وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا یَسْأَلُهُمْ عَمَّا عَمِلُوا حَرْفاً حَرْفاً وَ جِی ءَ بِهِمْ عُرَاةَ الْأَبْدَانِ خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ أَمَامَهُمُ الْحِسَابُ وَ مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ یَسْمَعُونَ زَفِیرَهَا وَ یَرَوْنَ سَعِیرَهَا فَلَمْ یَجِدُوا نَاصِراً وَ لَا وَلِیّاً یُجِیرُهُمْ مِنَ الذُّلِّ فَهُمْ یَعْدُونَ سِرَاعاً إِلَی مَوَاقِفِ الْحَشْرِ یُسَاقُونَ سَوْقاً فَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ كَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ وَ الْعِبَادُ عَلَی الصِّرَاطِ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَا یُسْلِمُونَ وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَتَكَلَّمُونَ وَ لَا یُقْبَلُ مِنْهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ قَدْ خُتِمَ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ اسْتُنْطِقَتْ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ یَا لَهَا مِنْ سَاعَةٍ مَا أَشْجَی مَوَاقِعَهَا مِنَ الْقُلُوبِ حِینَ مُیِّزَ بَیْنَ الْفَرِیقَیْنِ فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ مِنْ مِثْلِ هَذَا فَلْیَهْرُبِ الْهَارِبُونَ إِذَا كَانَتِ الدَّارُ الْآخِرَةُ لَهَا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ

ص: 99


1- فی المصدر: و یفرق بین كل نفس و حبیبها. م.
2- فی المصدر: و اشتد المثارون اه. م.
3- زحف: دب علی مقعدته أو علی ركبتیه قلیلا قلیلا؛ زحف إلیه: مشی، یقال: زحف العسكر إلی العدو: إذا مشوا الیهم فی ثقل لكثرتهم. تزاحف القوم: زحف بعضهم الی بعض و تدانوا.

«3»-دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النُّجُومُ أَمَنَةٌ مِنَ السَّمَاءِ لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَإِذَا تَنَاثَرَتْ دَنَا مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ مَا یُوعَدُونَ وَ الْجِبَالُ أَمَنَةٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ فَإِذَا سُیِّرَتْ دَنَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ مَا یُوعَدُونَ.

«4»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَبَّاحٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَتَغْشَاهُمْ ظُلْمَةٌ شَدِیدَةٌ فَیَضِجُّونَ إِلَی رَبِّهِمْ وَ یَقُولُونَ یَا رَبِّ اكْشِفْ عَنَّا هَذِهِ الظُّلْمَةَ قَالَ فَیُقْبِلُ قَوْمٌ یَمْشِی النُّورُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ قَدْ أَضَاءَ أَرْضَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ هَؤُلَاءِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِأَنْبِیَاءَ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ فَهَؤُلَاءِ مَلَائِكَةٌ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِمَلَائِكَةٍ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِشُهَدَاءَ فَیَقُولُونَ مَنْ هُمْ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ یَا أَهْلَ الْجَمْعِ سَلُوهُمْ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُونَ نَحْنُ الْعَلَوِیُّونَ نَحْنُ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَحْنُ أَوْلَادُ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ نَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ بِكَرَامَةِ اللَّهِ نَحْنُ الْآمِنُونَ الْمُطْمَئِنُّونَ فَیَجِیئُهُمُ النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اشْفَعُوا فِی مُحِبِّیكُمْ وَ أَهْلِ مَوَدَّتِكُمْ وَ شِیعَتِكُمْ فَیَشْفَعُونَ فَیُشَفَّعُونَ.

«5»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ قَالَ: سَأَلَ نَافِعٌ مَوْلَی عُمَرَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ أَیْ أَرْضٌ تُبَدَّلُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِخُبْزَةٍ بَیْضَاءَ یَأْكُلُونَ مِنْهَا حَتَّی یَفْرُغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ فَقَالَ نَافِعٌ إِنَّهُمْ عَنِ الْأَكْلِ لَمَشْغُولُونَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ هُمْ حِینَئِذٍ أَشْغَلُ أَمْ وَ هُمْ فِی النَّارِ فَقَالَ نَافِعٌ وَ هُمْ فِی النَّارِ (1)قَالَ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ وَ نادی أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ

ص: 100


1- فی المصدر: بل و هم فی النار. م.

مَا شَغَلَهُمْ أَلِیمُ عَذَابِ النَّارِ عَنْ أَنْ دُعُوا بِالطَّعَامِ (1)فَأُطْعِمُوا الزَّقُّومَ وَ دُعُوا بِالشَّرَابِ فَسُقُوا الْحَمِیمَ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الْخَبَرَ.

-ج، الإحتجاج مرسلا مثله

-كا، الكافی العدة عن البرقی عن ابن محبوب مثله(2).

«6»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ وَ یَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَ شُرَكاؤُكُمْ فَزَیَّلْنا بَیْنَهُمْ قَالَ یَبْعَثُ اللَّهُ نَاراً تُزِیلُ بَیْنَ الْكُفَّارِ وَ الْمُؤْمِنِینَ.

«7»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ قَالَ تُبَدَّلُ خُبْزَةً بَیْضَاءَ نَقِیَّةً فِی الْمَوْقِفِ یَأْكُلُ مِنْهَا الْمُؤْمِنُونَ (3).

«8»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ كَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ قَالَ السِّجِلُّ اسْمُ الْمَلَكِ الَّذِی یَطْوِی الْكُتُبَ وَ مَعْنَی نَطْوِیهَا أَیْ نَفْنِیهَا فَتَتَحَوَّلُ دُخَاناً وَ الْأَرْضُ نِیرَاناً.

«9»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَابِشِیِّ (4)عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَهُمْ حُفَاةٌ عُرَاةٌ فَیُوقَفُونَ فِی الْمَحْشَرِ حَتَّی یَعْرَقُوا عَرَقاً شَدِیداً فَتَشْتَدُّ أَنْفَاسُهُمْ فَیَمْكُثُونَ فِی ذَلِكَ مِقْدَارَ خَمْسِینَ عَاماً (5)وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تِلْقَاءِ الْعَرْشِ أَیْنَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ فَیَقُولُ النَّاسُ قَدْ أَسْمَعْتُ فَسَمِّ بِاسْمِهِ فَیُنَادِی أَیْنَ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُمِّیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (6)فَیَتَقَدَّمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی حَوْضٍ طُولُهُ مَا بَیْنَ أَیْلَةَ إِلَی صَنْعَاءَ (7)فَیَقِفُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُنَادِی بِصَاحِبِكُمْ

ص: 101


1- فی المصدر: ما شغلهم اذ دعوا الطعام اه. م.
2- مع اختلاف یسیر. م.
3- یأتی الحدیث مسندا مفصلا تحت رقم 21 و 36 و 37، و تقدم تحت رقم 5.
4- اسمه عبد اللّٰه بن سعید، عده الشیخ من أصحاب الإمام الصّادق علیه السلام، و الوابشی منسوب إلی وابش بن زید بن عدوان بن الحارث بن قیس عیلان.
5- فی المصدر: فی ذلك خمسین عاما. م.
6- فی المصدر: این محمّد بن عبد اللّٰه؟ اه. م.
7- فی المصدر: ما بین ایلة و صنعاء. م.

فَیَتَقَدَّمُ أَمَامَ النَّاسِ فَیَقِفُ مَعَهُ ثُمَّ یُؤْذَنُ لِلنَّاسِ فَیَمُرُّونَ فَبَیْنَ وَارِدِ الْحَوْضِ یَوْمَئِذٍ وَ بَیْنَ مَصْرُوفٍ عَنْهُ فَإِذْ رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یُصْرَفُ عَنْهُ مِنْ مُحِبِّینَا یَبْكِی فَیَقُولُ یَا رَبِّ شِیعَةُ عَلِیٍّ قَالَ فَیَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكاً فَیَقُولُ مَا یُبْكِیكَ یَا مُحَمَّدُ فَیَقُولُ أَبْكِی لِأُنَاسٍ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ أَرَاهُمْ قَدْ صُرِفُوا تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ وَ مُنِعُوا وُرُودَ الْحَوْضِ قَالَ فَیَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ قَدْ وَهَبْتُهُمْ (1)لَكَ یَا مُحَمَّدُ وَ صَفَحْتُ لَهُمْ عَنْ ذُنُوبِهِمْ وَ أَلْحَقْتُهُمْ بِكَ وَ بِمَنْ كَانُوا یَقُولُونَ بِهِ وَ جَعَلْنَاهُمْ فِی زُمْرَتِكَ فَأَوْرِدْهُمْ حَوْضَكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَكَمْ مِنْ بَاكٍ یَوْمَئِذٍ وَ بَاكِیَةٍ یُنَادُونَ یَا مُحَمَّدَاهْ إِذَا رَأَوْا ذَلِكَ وَ لَا یَبْقَی أَحَدٌ یَوْمَئِذٍ یَتَوَلَّانَا وَ یُحِبُّنَا وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّنَا وَ یُبْغِضُهُمْ إِلَّا كَانُوا فِی حِزْبِنَا وَ مَعَنَا وَ یَرِدُ حَوْضَنَا.

«10»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ (2)عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْوَابِشِیِّ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ مِثْلَهُ وَ سَیَأْتِی فِی بَابِ الْحَوْضِ.

: كشف، كشف الغمة من كتاب ابن طلحة عن أبی جعفر علیه السلام مثله بیان فی بعض النسخ أیلة بالیاء المثناة من تحت و هی بفتح الهمزة و سكون الیاء بلد معروف فیما بین مصر و الشام و فی بعضها بالباء الموحدة قال الجزری هی بضم الهمزة و الباء و تشدید اللام البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحری.

أقول: لعله كان موضع البصرة المعروفة فی هذا الزمان(3).

«11»-فس، تفسیر القمی یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ قَالَ مُخَاطَبَةُ النَّاسِ (4)عَامَّةً یَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ أَیْ تَبْقَی وَ تَتَحَیَّرُ

ص: 102


1- فی المصدر: یقول: ان شیعة علی قد وهبتهم اه. م.
2- بفتح العین و تشدید المیم، ینسب إلی العم و هو بطن فی تمیم، و هم ولد مرة بن وائل بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، یقال لهم: بنو العم.
3- قال ابن الأثیر فی اللباب: بلدة قدیمة علی أربعة فراسخ من البصرة، و هی الیوم من البصرة، و قیل: إنها من جنان الدنیا.
4- فی المصدر: مخاطبة للناس. م.

وَ تَتَغَافَلُ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها قَالَ امْرَأَةٌ تَمُوتُ حَامِلَةً تَضَعُ حَمْلَهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ تَرَی النَّاسَ سُكاری قَالَ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْفَزَعِ مُتَحَیِّرِینَ (1).

«12»-فس، تفسیر القمی یُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ یَعْرُجُ إِلَیْهِ یَعْنِی الْأُمُورَ الَّتِی یُدَبِّرُهَا وَ الْأَمْرَ وَ النَّهْیَ الَّذِی أَمَرَ بِهِ وَ أَعْمَالَ الْعِبَادِ كُلُّ هَذَا یُظْهِرُهُ یَوْمُ الْقِیَامَةِ فَیَكُونُ مِقْدَارُ ذَلِكَ الْیَوْمِ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ سِنِی الدُّنْیَا.

«13»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ یا وَیْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا فَإِنَّ الْقَوْمَ كَانُوا فِی الْقُبُورِ فَلَمَّا قَامُوا حَسِبُوا أَنَّهُمْ كَانُوا نِیَاماً قالُوا یا وَیْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا قَالَ الْمَلَائِكَةُ هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ

«14»-فس، تفسیر القمی وَ امْتازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ قَالَ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلْقَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَقُوا قِیَاماً عَلَی أَقْدَامِهِمْ حَتَّی یُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ فَیُنَادُوا یَا رَبِّ حَاسِبْنَا وَ لَوْ إِلَی النَّارِ قَالَ فَیَبْعَثُ اللَّهُ رِیَاحاً فَیَضْرِبُ بَیْنَهُمْ وَ یُنَادِی مُنَادٍ وَ امْتازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ فَیَمِیزُ بَیْنَهُمْ فَصَارَ الْمُجْرِمُونَ فِی النَّارِ وَ مَنْ كَانَ فِی قَلْبِهِ إِیمَانٌ صَارَ إِلَی الْجَنَّةِ.

«15»-فس، تفسیر القمی یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَحَاطَتْ سَمَاءُ الدُّنْیَا بِالْأَرْضِ وَ أَحَاطَتِ السَّمَاءُ الثَّانِیَةُ بِسَمَاءِ الدُّنْیَا وَ أَحَاطَتِ السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ بِالسَّمَاءِ الثَّانِیَةِ وَ أَحَاطَتْ كُلُّ سَمَاءٍ بِالَّذِی یَلِیهَا ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِلَی قَوْلِهِ بِسُلْطانٍ أَیْ بِحُجَّةٍ.

«16»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی كِتَابٍ كَتَبَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِلَی أَهْلِ مِصْرَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ یَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ بَعْدَ الْبَعْثِ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْقَبْرِ یَوْمٌ یَشِیبُ فِیهِ الصَّغِیرُ وَ یَسْكَرُ فِیهِ الْكَبِیرُ (2)وَ یَسْقُطُ فِیهِ الْجَنِینُ وَ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ یَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِیرٌ یَوْمٌ كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً إِنَّ فَزَعَ ذَلِكَ الْیَوْمِ لَیُرْهِبُ الْمَلَائِكَةَ الَّذِینَ لَا ذَنْبَ

ص: 103


1- فی المصدر: قال: یعنی ذاهبة عقولهم من الخوف اه. م.
2- فی المصدر: و یسكر منه الكبیر. م.

لَهُمْ وَ تَرْعُدُ مِنْهُ (1)السَّبْعُ الشِّدَادُ وَ الْجِبَالُ الْأَوْتَادُ وَ الْأَرْضُ الْمِهَادُ وَ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ فَهِیَ یَوْمَئِذٍ واهِیَةٌ وَ تَتَغَیَّرُ فَكَأَنَّهَا وَرْدَةً كَالدِّهانِ وَ تَكُونُ الْجِبَالُ سَرَاباً مَهِیلًا بَعْدَ مَا كَانَتْ صُمّاً صِلَاباً وَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَیَفْزَعُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ (2)إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ فَكَیْفَ مَنْ عَصَی بِالسَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ اللِّسَانِ وَ الْیَدِ وَ الرِّجْلِ وَ الْفَرْجِ وَ الْبَطْنِ إِنْ لَمْ یَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ وَ یَرْحَمْهُ مِنْ ذَلِكَ الْیَوْمِ لِأَنَّهُ یَصِیرُ إِلَی غَیْرِهِ إِلَی نَارٍ قَعْرُهَا بَعِیدٌ وَ حَرُّهَا شَدِیدٌ وَ شَرَابُهَا صَدِیدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِیدٌ وَ مَقَامِعُهَا حَدِیدٌ لَا یُغَیَّرُ عَذَابُهَا (3)وَ لَا یَمُوتُ سَاكِنُهَا دَارٌ لَیْسَ فِیهَا رَحْمَةٌ وَ لَا تُسْمَعُ لِأَهْلِهَا دَعْوَةٌ الْخَبَرَ.

«17»-ج، الإحتجاج ع، علل الشرائع فِی خَبَرِ ثَوْبَانَ إِنَّ الْیَهُودِیَّ سَأَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ أَیْنَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ قَالَ فِی الظُّلْمَةِ دُونَ الْمَحْشَرِ الْخَبَرَ.

بیان: هذا الخبر یدل علی أن تبدیل الأرض و السماوات یكون بعد حشر الناس قبل وصولهم إلی المحشر.

«18»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَوْحَشَ مَا یَكُونُ هَذَا الْخَلْقُ فِی ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ یَوْمُ یُولَدُ وَ یَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ فَیَرَی الدُّنْیَا وَ یَوْمُ یَمُوتُ فَیُعَایِنُ الْآخِرَةَ (4)وَ أَهْلَهَا وَ یَوْمُ یُبْعَثُ فَیَرَی أَحْكَاماً لَمْ یَرَهَا فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ قَدْ سَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی یَحْیَی علیه السلام فِی هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْمَوَاطِنِ وَ آمَنَ رَوْعَتَهُ فَقَالَ وَ سَلامٌ عَلَیْهِ یَوْمَ وُلِدَ وَ یَوْمَ یَمُوتُ وَ یَوْمَ یُبْعَثُ حَیًّا وَ قَدْ سَلَّمَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام عَلَی نَفْسِهِ فِی هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْمَوَاطِنِ فَقَالَ وَ السَّلامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدْتُ وَ یَوْمَ أَمُوتُ وَ یَوْمَ أُبْعَثُ حَیًّا

«19»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ

ص: 104


1- فی المصدر: و ترعب ترعد خ ل. م.
2- فی المصدر: و من فی الأرض. م.
3- فی المصدر: لا یفتر عذابها. م.
4- فی الخصال: فیری الآخرة اه. م.

عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَشَدُّ سَاعَاتِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ السَّاعَةُ الَّتِی یُعَایِنُ فِیهَا مَلَكَ الْمَوْتِ وَ السَّاعَةُ الَّتِی یَقُومُ فِیهَا مِنْ قَبْرِهِ وَ السَّاعَةُ الَّتِی یَقِفُ فِیهَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَإِمَّا إِلَی الْجَنَّةِ وَ إِمَّا إِلَی النَّارِ ثُمَّ قَالَ إِنْ نَجَوْتَ یَا ابْنَ آدَمَ عِنْدَ الْمَوْتِ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ إِلَّا هَلَكْتَ وَ إِنْ نَجَوْتَ یَا ابْنَ آدَمَ حِینَ تُوضَعُ فِی قَبْرِكَ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ إِلَّا هَلَكْتَ وَ إِنْ نَجَوْتَ حِینَ یُحْمَلُ النَّاسُ عَلَی الصِّرَاطِ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ إِلَّا هَلَكْتَ وَ إِنْ نَجَوْتَ حِینَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ إِلَّا هَلَكْتَ ثُمَّ تَلَا وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ قَالَ هُوَ الْقَبْرُ وَ إِنَّ لَهُمْ فِیهِ لَ مَعِیشَةً ضَنْكاً وَ اللَّهِ إِنَّ الْقَبْرَ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی رَجُلٍ مِنْ جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُ قَدْ عَلِمَ سَاكِنُ السَّمَاءِ سَاكِنَ الْجَنَّةِ مِنْ سَاكِنِ النَّارِ فَأَیُّ الرَّجُلَیْنِ أَنْتَ وَ أَیُّ الدَّارَیْنِ دَارُكَ.

«20»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَبَلَةَ الْوَاعِظِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْكُوفَةِ فِی الْجَامِعِ إِذْ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِیمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ مَنْ هُمْ فَقَالَ علیه السلام قَابِیلُ یَفِرُّ مِنْ هَابِیلَ وَ الَّذِی یَفِرُّ مِنْ أُمِّهِ مُوسَی وَ الَّذِی یَفِرُّ مِنْ أَبِیهِ إِبْرَاهِیمُ وَ الَّذِی یَفِرُّ مِنْ صَاحِبَتِهِ لُوطٌ وَ الَّذِی یَفِرُّ مِنِ ابْنِهِ نُوحٌ یَفِرُّ مِنِ ابْنِهِ كَنْعَانَ.

قال الصدوق رضی اللّٰه عنه إنما یفرّ موسی من أمّه خشیة أن یكون قصر فیما وجب علیه من حقها و إبراهیم إنما یفر من الأب المربّی المشرك لا من الأب الوالد و هو تارخ.

بیان: یحتمل أیضا أن یكون المراد بالأم امرأة مشركة كانت تربیه فی بیت فرعون.

«21»-ج، الإحتجاج عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِیُّ قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مُتَّكِئاً عَلَی یَدِ سَالِمٍ مَوْلَاهُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام جَالِسٌ فِی

ص: 105

الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ الْمَفْتُونُ بِهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ قَالَ نَعَمْ قَالَ اذْهَبْ إِلَیْهِ فَقُلْ لَهُ یَقُولُ لَكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَا الَّذِی یَأْكُلُ النَّاسُ وَ یَشْرَبُونَ إِلَی أَنْ یُفْصَلَ بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یُحْشَرُ النَّاسُ عَلَی مِثْلِ قُرْصَةِ الْبُرِّ النَّقِیِّ فِیهَا أَنْهَارٌ مُتَفَجِّرَةٌ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ قَالَ فَرَأَی هِشَامٌ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اذْهَبْ إِلَیْهِ فَقُلْ لَهُ مَا أَشْغَلَهُمْ عَنِ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ یَوْمَئِذٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُمْ فِی النَّارِ أَشْغَلُ وَ لَمْ یُشْغَلُوا عَنْ أَنْ قَالُوا أَفِیضُوا عَلَیْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَسَكَتَ هِشَامٌ لَا یَرْجِعُ كَلَاماً.

«22»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ لَا تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ أَحَدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا وَ مَلَكَانِ آخِذَانِ بِضَبْعِهِ یَقُولَانِ أَجِبْ رَبَّ الْعِزَّةِ.

توضیح قال الفیروزآبادی الضبع العضد كلها أو وسطها بلحمها أو الإبط أو ما بین الإبط إلی نصف العضد من أعلاه.

«23»-فس، تفسیر القمی وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ یَعْنِی الْعَذَابَ (1)كَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ قَالَ یَرَوْنَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنَّهُمْ لَمْ یَلْبَثُوا فِی الدُّنْیَا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ أَیْ أَبْلِغْهُمْ ذَلِكَ فَهَلْ یُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ

«24»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ یَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ قَالَ الرَّصَاصُ الذَّائِبُ وَ النُّحَاسُ كَذَلِكَ تَذُوبُ السَّمَاءُ وَ لا یَسْئَلُ حَمِیمٌ حَمِیماً أَیْ لَا یَنْفَعُ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ یُبَصَّرُونَهُمْ یَقُولُ یَعْرِفُونَهُمْ ثُمَّ لَا یَتَسَاءَلُونَ.

«25»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً قَالَ مِنَ الْقُبُورِ كَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ قَالَ إِلَی الدَّاعِی یُنَادَوْنَ.

بیان: ینادون علی البناء للمفعول أی إیفاضهم و إسراعهم إلی الداعی الذی ناداهم و لیس هو تفسیر یوفضون إذ لم یعهد ذلك فی اللغة.

ص: 106


1- فی المصدر: و لا تستعجل یعنی لهم العذاب. م.

«26»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ أَیْ تَخْسِفُ وَ كانَتِ الْجِبالُ كَثِیباً مَهِیلًا قَالَ مِثْلَ الرَّمْلِ یَنْحَدِرُ.

بیان: تفسیر الرجف بالخسف غیر معهود و لعله بیان لحاصل المعنی أی الرجف یصیر سببا للخسف.

«27»-فس، تفسیر القمی فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ قَالَ یَذْهَبُ نُورُهَا وَ یَسْقُطُ وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ قَالَ تَنْفَرِجُ وَ تَنْشَقُّ وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ أَیْ تَقَلَّعُ.

«28»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قَالَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَ الرَّادِفَةُ الصَّیْحَةُ قُلُوبٌ یَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ أَیْ خَائِفَةٌ أَبْصارُها خاشِعَةٌ فَإِنَّما هِیَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ قَالَ الزَّجْرَةُ النَّفْخَةُ الثَّانِیَةُ فِی الصُّورِ وَ السَّاهِرَةُ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ عِنْدَ بَیْتِ الْمَقْدِسِ.

-وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِی الْحافِرَةِ یَقُولُ أَیْ فِی خَلْقٍ جَدِیدٍ (1)وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ فَالسَّاهِرَةُ الْأَرْضُ كَانُوا فِی الْقُبُورِ فَلَمَّا سَمِعُوا الزَّجْرَةَ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ فَاسْتَوَوْا عَلَی الْأَرْضِ.

«29»-فس، تفسیر القمی إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ تَصِیرُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ قَالَ یَذْهَبُ ضَوْؤُهَا وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ قَالَ تَسِیرُ كَمَا قَالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِیَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ قَالَ الْإِبِلُ یَتَعَطَّلُ إِذَا مَاتَ الْخَلْقُ فَلَا یَكُونُ مَنْ یَحْلِبُهَا وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قَالَ تَحَوَّلُ الْبِحَارُ الَّتِی هِیَ حَوْلَ الدُّنْیَا كُلُّهَا نِیرَاناً وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ أَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزُوِّجُوا الْخَیْرَاتِ الْحِسَانَ وَ أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ شَیْطَانٌ یَعْنِی قُرِنَتْ نُفُوسُ الْكَافِرِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ بِالشَّیَاطِینِ فَهُمْ قُرَنَاؤُهُمْ.

وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قَالَ كَانَتِ الْعَرَبُ یَقْتُلُونَ الْبَنَاتِ لِلْغَیْرَةِ إِذَا كَانَ (2)یَوْمُ الْقِیَامَةِ سُئِلَتِ الْمَوْءُودَةُ بِأَیِّ ذَنْبٍ

ص: 107


1- فی المصدر: یقول: فی الخلق الجدید. م.
2- فی المصدر: فاذا كان اه. م.

قُتِلَتْ وَ قُطِعَتْ وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ قَالَ صُحُفُ الْأَعْمَالِ وَ إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ قَالَ أُبْطِلَتْ.

-وَ حَدَّثَنَا سَعِیدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ یُرِیدُ أَوْقَدَتْ لِلْكَافِرِینَ وَ الْجَحِیمُ النَّارُ الْأَعْلَی مِنْ جَهَنَّمَ وَ الْجَحِیمُ فِی كَلَامِ الْعَرَبِ مَا عَظُمَ مِنَ النَّارِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ابْنُوا لَهُ بُنْیاناً فَأَلْقُوهُ فِی الْجَحِیمِ یُرِیدُ النَّارَ الْعَظِیمَةَ وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ یُرِیدُ قَرُبَتْ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ مِنَ الْمُتَّقِینَ.

«30»-فس، تفسیر القمی وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قَالَ تَتَحَوَّلُ نِیرَاناً وَ إِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ قَالَ تَنْشَقُّ فَیَخْرُجُ النَّاسُ مِنْهَا.

بیان: فی نسخ التفسیر هنا سجرت (1)و فی القرآن فُجِّرَتْ و لعله تصحیف النساخ فیكون التفسیر مبنیا علی أن فجرت بمعنی ذهب ماؤها و یكون بیانا لحاصل المعنی و یحتمل أن یكون قراءة أهل البیت علیهم السلام هنا أیضا سجرت.

«31»-فس، تفسیر القمی سَعِیدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلَّهِ یُرِیدُ الْمُلْكَ وَ الْقُدْرَةَ وَ السُّلْطَانَ وَ الْعِزَّةَ وَ الْجَبَرُوتَ وَ الْجَمَالَ وَ الْبَهَاءَ وَ الْإِلَهِیَّةَ لَا شَرِیكَ لَهُ.

«32»-فس، تفسیر القمی إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ قَالَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ أَیْ أَطَاعَتْ رَبَّهَا وَ حَقَّ لَهَا أَنْ تُطِیعَ رَبَّهَا وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَ أَلْقَتْ ما فِیها وَ تَخَلَّتْ قَالَ تُمَدُّ الْأَرْضُ وَ تَنْشَقُّ فَیَخْرُجُ النَّاسُ مِنْهَا وَ تَخَلَّتْ أَیْ تَخَلَّتْ مِنَ النَّاسِ.

«33»-فس، تفسیر القمی وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قَالَ الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ وَ هُوَ نَجْمُ الْعَذَابِ وَ نَجْمُ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ زُحَلُ فِی أَعْلَی الْمَنَازِلِ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَیْها حافِظٌ قَالَ الْمَلَائِكَةُ.

ص: 108


1- و فی المطبوع منها: «فجرت».

«34»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا قَالَ هِیَ الزَّلْزَلَةُ.

«35»-ج، الإحتجاج رَوَی هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ الزِّنْدِیقُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ النَّاسِ یُحْشَرُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عُرَاةً قَالَ بَلْ یُحْشَرُونَ فِی أَكْفَانِهِمْ قَالَ أَنَّی لَهُمْ بِالْأَكْفَانِ وَ قَدْ بُلِیَتْ قَالَ إِنَّ الَّذِی أَحْیَا أَبْدَانَهُمْ جَدَّدَ أَكْفَانَهُمْ قَالَ مَنْ مَاتَ بِلَا كَفَنٍ قَالَ یَسْتُرُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ بِمَا شَاءَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ فَیُعْرَضُونَ صُفُوفاً قَالَ نَعَمْ هُمْ یَوْمَئِذٍ عِشْرُونَ وَ مِائَةُ صَفٍّ فِی عَرْضِ الْأَرْضِ الْخَبَرَ.

«36»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ قَالَ تُبَدَّلُ خُبْزَةَ نِقْیٍ یَأْكُلُ النَّاسُ مِنْهَا حَتَّی یَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ (1)إِنَّهُمْ لَفِی شُغُلٍ یَوْمَئِذٍ عَنِ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ ابْنَ آدَمَ أَجْوَفَ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ أَ هُمْ أَشَدُّ شُغُلًا یَوْمَئِذٍ أَمْ مَنْ فِی النَّارِ فَقَدِ اسْتَغَاثُوا وَ اللَّهُ یَقُولُ وَ إِنْ یَسْتَغِیثُوا یُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ (2)یَشْوِی الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ.

-شی، تفسیر العیاشی عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله.

«37»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ الْأَبْرَشُ الْكَلْبِیُّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ قَالَ تُبَدَّلُ خُبْزَةَ نِقْیٍ یَأْكُلُ النَّاسُ مِنْهَا حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ فَقَالَ الْأَبْرَشُ إِنَّ النَّاسَ یَوْمَئِذٍ لَفِی شُغُلٍ عَنِ الْأَكْلِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُمْ فِی النَّارِ لَا یُشْغَلُونَ عَنْ أَكْلِ الضَّرِیعِ وَ شُرْبِ الْحَمِیمِ وَ هُمْ فِی الْعَذَابِ فَكَیْفَ یُشْغَلُونَ عَنْهُ فِی الْحِسَابِ.

-شی، تفسیر العیاشی عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبی جعفر علیه السلام مثله

ص: 109


1- لعل القائل هو الابرش الآتی فی الحدیث 37. و قد سأله عن ذلك نافع مولی عمر، و سالم مولی هشام كما تقدم تحت رقم 5 و 21.
2- أی مثل المذاب من المعادن، و المصهور من الجواهر، أو مثل دردی الزیت، قال علی بن إبراهیم فی تفسیره: المهل الذی یبقی فی أصل الزیت المغلی.

بیان: قال الجزری فیه یحشر الناس یوم القیامة علی أرض بیضاء عفراء كقرصة النقی یعنی الخبز الحواری و هو الذی نخل مرة بعد مرة.

«38»-شا، الإرشاد لَمَّا عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ تَبُوكَ إِلَی الْمَدِینَةِ قَدِمَ إِلَیْهِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِیكَرِبَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَسْلِمْ یَا عَمْرُو یُؤْمِنُكَ اللَّهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ قَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ مَا الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ فَإِنِّی لَا أَفْزَعُ فَقَالَ یَا عَمْرُو إِنَّهُ لَیْسَ كَمَا تَظُنُّ وَ تَحْسَبُ إِنَّ النَّاسَ یُصَاحُ بِهِمْ صَیْحَةً وَاحِدَةً فَلَا یَبْقَی مَیِّتٌ إِلَّا نُشِرَ وَ لَا حَیٌّ إِلَّا مَاتَ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یُصَاحُ بِهِمْ صَیْحَةً أُخْرَی فَیُنْشَرُ مَنْ مَاتَ وَ یَصُفُّونَ جَمِیعاً وَ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ وَ تُهَدُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً وَ تَرْمِی النَّارَ بِمِثْلِ الْجِبَالِ شَرَراً فَلَا یَبْقَی ذُو رُوحٍ إِلَّا انْخَلَعَ قَلْبُهُ وَ ذَكَرَ دِینَهُ وَ شُغِلَ بِنَفْسِهِ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فَأَیْنَ أَنْتَ یَا عَمْرُو مِنْ هَذَا قَالَ أَلَا إِنِّی أَسْمَعُ أَمْراً عَظِیماً فَآمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ آمَنَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ نَاسٌ وَ رَجَعُوا إِلَی قَوْمِهِمْ.

بیان: فی النفخة الأولی هنا ما یخالف ما سبق و المعتمد الأخبار السابقة.

«39»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ یَعْنِی بِأَرْضٍ لَمْ تَكْتَسِبْ عَلَیْهَا الذُّنُوبَ بارِزَةً لَیْسَ عَلَیْهَا جِبَالٌ وَ لَا نَبَكٌ كَمَا دَحَاهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ.

بیان: قال الفیروزآبادی النبكة محركة و تسكن أكمة محددة الرأس و ربما كانت حمراء و أرض فیها صعود و هبوط أو التل الصغیر و الجمع نبك و نبك و نباك و نبوك انتهی.

أقول: لا ینافی هذا الخبر ما مر و ما سیأتی إذ كونها مستویة لا ینافی كون كلها أو بعضها من خبز فتكون المغایرة مرادة علی الوجهین معا.

«40»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ قَالَ تُبَدَّلُ خُبْزَةً نَقِیَّةً یَأْكُلُ النَّاسُ مِنْهَا حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا یَأْكُلُونَ الطَّعامَ.

«41»-جع، جامع الأخبار إِنَّ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا قَالَتْ لِأَبِیهَا یَا أَبَتِ أَخْبِرْنِی كَیْفَ یَكُونُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ یَا فَاطِمَةُ یُشْغَلُونَ فَلَا یَنْظُرُ أَحَدٌ إِلَی أَحَدٍ وَ لَا وَالِدٌ إِلَی الْوَلَدِ

ص: 110

وَ لَا وَلَدٌ إِلَی أُمِّهِ قَالَتْ هَلْ یَكُونُ عَلَیْهِمْ أَكْفَانٌ إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ قَالَ یَا فَاطِمَةُ تَبْلَی الْأَكْفَانُ وَ تَبْقَی الْأَبْدَانُ تُسْتَرُ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ وَ تُبْدَی عَوْرَةُ الْكَافِرِینَ قَالَتْ یَا أَبَتِ مَا یَسْتُرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ نُورٌ یَتَلَأْلَأُ لَا یُبْصِرُونَ أَجْسَادَهُمْ مِنَ النُّورِ قَالَتْ یَا أَبَتِ فَأَیْنَ أَلْقَاكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ انْظُرِی عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ أَنَا أُنَادِی رَبِّ أَرْجِحْ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ انْظُرِی عِنْدَ الدَّوَاوِینِ إِذَا نُشِرَتِ الصُّحُفُ وَ أَنَا أُنَادِی رَبِّ حَاسِبْ أُمَّتِی حِسَاباً یَسِیراً وَ انْظُرِی عِنْدَ مَقَامِ شَفَاعَتِی عَلَی جِسْرِ جَهَنَّمَ كُلُّ إِنْسَانٍ یَشْتَغِلُ بِنَفْسِهِ وَ أَنَا مُشْتَغِلٌ بِأُمَّتِی أُنَادِی یَا رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِی وَ النَّبِیُّونَ علیهم السلام حَوْلِی یُنَادُونَ رَبِّ سَلِّمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ یُحَاسِبُ كُلَّ خَلْقٍ إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ فَإِنَّهُ لَا یُحَاسَبُ وَ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ.

«42»-عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ فِی الْقِیَامَةِ لَخَمْسِینَ مَوْقِفاً كُلُّ مَوْقِفٍ أَلْفُ سَنَةٍ فَأَوَّلُ مَوْقِفٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ حُبِسُوا أَلْفَ سَنَةٍ عُرَاةً حُفَاةً جِیَاعاً عِطَاشاً فَمَنْ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مُؤْمِناً بِرَبِّهِ وَ مُؤْمِناً بِجَنَّتِهِ وَ نَارِهِ وَ مُؤْمِناً بِالْبَعْثِ وَ الْحِسَابِ وَ الْقِیَامَةِ مُقِرّاً بِاللَّهِ مُصَدِّقاً بِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَجَا مِنَ الْجُوعِ وَ الْعَطَشِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَتَأْتُونَ أَفْواجاً مِنَ الْقُبُورِ إِلَی الْمَوْقِفِ أُمَماً كُلُّ أُمَّةٍ مَعَ إِمَامِهِمْ وَ قِیلَ جَمَاعَاتٍ مُخْتَلِفَةً.

«43»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَثَلُ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِذَا قَامُوا لِرَبِّ الْعَالَمِینَ مَثَلُ السَّهْمِ فِی الْقُرْبِ لَیْسَ لَهُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمِهِ كَالسَّهْمِ فِی الْكِنَانَةِ لَا یَقْدِرُ أَنْ یَزُولَ هَاهُنَا وَ لَا هَاهُنَا.

«44»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ تَمِیمِ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاضْطَرَبَتِ الْأَرْضُ فَوَحَاهَا بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا اسْكُنِی مَا لَكِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا وَ قَالَ أَمَا إِنَّهَا لَوْ كَانَتِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ لَأَجَابَتْنِی وَ لَكِنْ لَیْسَتْ بِتِلْكَ.

ص: 111

بیان: الوحی الإشارة و فی بعض النسخ فوجأها بالجیم و الهمزة یقال وجأته بالسكین أی ضربته و هو أظهر (1)و هذا الخبر كغیره من الأخبار الكثیرة یدل علی أن المراد بالإنسان فی سورة الزلزال هو أمیر المؤمنین علیه السلام فهو علیه السلام یسأل الأرض فتجیبه فی القیامة عند زلزالها فاستدل علیه السلام بأن هذه الزلزلة لیست زلزلة القیامة و إلا لأجابتنی كما قال اللّٰه تعالی.

«45»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: بَیْنَا عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِذَا تَحَرَّكَتِ الْأَرْضُ فَجَعَلَ یَضْرِبُهَا بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ مَا لَكِ فَلَمْ تُجِبْهُ ثُمَّ قَالَ مَا لَكِ فَلَمْ تُجِبْهُ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ هِیَهْ 7(2)لَحَدَّثَتْنِی وَ إِنِّی لَأَنَا الَّذِی یُحَدِّثُ الْأَرْضَ أَخْبَارَهَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی.

بیان: المراد بالرجل القائم علیه السلام و لعل هذا للتبهیم لنوع من المصلحة أو كلمة أو بمعنی الواو.

«46»-نهج، نهج البلاغة حَتَّی إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ أَزِفَ النُّشُورُ أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ أَوْكَارِ الطُّیُورِ وَ أَوْجِرَةِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَی أَمْرِهِ مُهْطِعِینَ إِلَی مَعَادِهِ رَعِیلًا صُمُوتاً قِیَاماً صُفُوفاً یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الِاسْتِسْلَامِ وَ الذِّلَّةِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ وَ انْقَطَعَ الْأَمَلُ وَ هَوَتِ الْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَیْنِمَةً وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ أُرْعِدَتِ الْأَسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِی إِلَی فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَایَضَةِ الْجَزَاءِ وَ نَكَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.

بیان: تصرّمت تقطّعت و أزف دنا و قرب و الأوجرة جمع وجار و هو بیت السبع و الإهطاع الإسراع فی العدو و أهطع إذا مد عنقه و صوب رأسه رعیلا

ص: 112


1- یؤیده أن الصدوق رواه فی العلل ص 186 بإسناد آخر فی خبر، و فیه: ثم ضرب الأرض بیده ثمّ قال: اسكنی فسكنت.
2- فی المصدر: لو كان هی. بدون هاء السكت. م.

قال ابن الأثیر أی ركابا علی الخیل انتهی و أصل الرعیل القطیع من الخیل و لعل الأظهر تشبیههم فی اجتماعهم و صموتهم بقطیع الخیل و قال ابن الأثیر فی حدیث ابن مسعود إنكم مجموعون فی صعید واحد ینفذكم البصر یقال نفذنی بصره إذا بلغنی و جاوزنی و قیل المراد به ینفذهم بصر الرحمن حتی یأتی علیهم كلهم و قیل أراد ینفذهم بصر الناظر لاستواء الصعید قال أبو حاتم أصحاب الحدیث یروونه بالذال المعجمة و إنما هو بالمهملة أی یبلغ أولهم و آخرهم حتی یراهم كلهم و یستوعبهم من نفد الشی ء و أنفدته و حمل الحدیث علی بصر المبصر أولی من حمله علی بصر الرحمن لأن اللّٰه یجمع الناس یوم القیامة فی أرض یشهد جمیع الخلائق فیها محاسبة العبد الواحد علی انفراده و یرون ما یصیر إلیه و اللبوس بالفتح ما یلبس و الضرع بالتحریك ما یصیر سببا لضراعتهم و خضوعهم.

قوله علیه السلام و هوت الأفئدة كاظمة مقتبس من آیتین قوله تعالی وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ و قوله تعالی إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ كاظِمِینَ و قال الجزری الهینمة الكلام الخفی الذی لا یفهم و قال فیه یبلغ العرق منهم ما یلجمهم أی یصل إلی أفواههم فیصیر لهم بمنزلة اللجام یمنعهم عن الكلام یعنی فی المحشر یوم القیامة و الشفق الخوف و یقال زبره زبرا و زبرة أی انتهره و یقال قایضه مقایضة فی البیع إذا أعطاه سلعة و أخذ عوضها سلعة منه.

«47»-نهج، نهج البلاغة فَاتَّعِظُوا عِبَادَ اللَّهِ بِالْعِبَرِ النَّوَافِعِ وَ اعْتَبِرُوا بِالْآیِ السَّوَاطِعِ وَ ازْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ الْبَوَالِغِ فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَالِبُ الْمَنِیَّةِ وَ انْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلَائِقُ الْأُمْنِیَّةِ وَ دَهِمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ الْأُمُورِ (1)وَ السِّیَاقَةُ إِلَی الْوِرْدِ الْمَوْرُودِ (2)وَ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِیدٌ سَائِقٌ یَسُوقُهَا إِلَی مَحْشَرِهَا وَ شَاهِدٌ یَشْهَدُ عَلَیْهَا بِعَمَلِهَا.

«48»-نهج، نهج البلاغة وَ ذَلِكَ یَوْمٌ یَجْمَعُ اللَّهُ فِیهِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لِنِقَاشِ الْحِسَابِ وَ جَزَاءِ

ص: 113


1- من أفظع الامر: اشتدت شناعته و جاوز المقدار فی ذلك.
2- الورد بالكسر- الأصل فیه-: الماء یورد للرّیّ، و المراد به الموت او المحشر.

الْأَعْمَالِ خُضُوعاً قِیَاماً قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ وَ رَجَفَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ فَأَحْسَنُهُمْ حَالًا مَنْ وَجَدَ لِقَدَمَیْهِ مَوْضِعاً وَ لِنَفْسِهِ مُتَّسَعاً.

بیان: نقاش الحساب المناقشة و التدقیق فیه.

«49»-نهج، نهج البلاغة حَتَّی إِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَ الْأَمْرُ مَقَادِیرَهُ وَ أُلْحِقَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَوَّلِهِ وَ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا یُرِیدُهُ مِنْ تَجْدِیدِ خَلْقِهِ أَمَادَ السَّمَاءَ وَ فَطَرَهَا وَ أَرَجَّ الْأَرْضَ وَ أَرْجَفَهَا وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا وَ دَكَّ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ هَیْبَةِ جَلَالَتِهِ وَ مَخُوفِ سَطْوَتِهِ وَ أَخْرَجَ مَنْ فِیهَا فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلَاقِهِمْ (1)وَ جَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفْرِیقِهِمْ ثُمَّ مَیَّزَهُمْ لِمَا یُرِیدُ مِنْ مُسَاءَلَتِهِمْ عَنْ خَفَایَا الْأَعْمَالِ وَ خَبَایَا الْأَفْعَالِ وَ جَعَلَهُمْ فَرِیقَیْنِ أَنْعَمَ عَلَی هَؤُلَاءِ وَ انْتَقَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ فَأَمَّا أَهْلُ الطَّاعَةِ فَأَثَابَهُمْ بِجِوَارِهِ وَ خَلَّدَهُمْ فِی دَارِهِ حَیْثُ لَا یَظْعَنُ النُّزَّالُ وَ لَا تَتَغَیَّرُ بِهِمُ الْحَالُ وَ لَا تَنُوبُهُمُ الْأَفْزَاعُ وَ لَا تَنَالُهُمُ الْأَسْقَامُ وَ لَا تَعْرِضُ لَهُمُ الْأَخْطَارُ وَ لَا تُشْخِصُهُمُ الْأَسْفَارُ وَ أَمَّا أَهْلُ الْمَعْصِیَةِ فَأَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَارٍ وَ غَلَّ الْأَیْدِیَ إِلَی الْأَعْنَاقِ وَ قَرَنَ النَّوَاصِیَ بِالْأَقْدَامِ وَ أَلْبَسَهُمْ سَرَابِیلَ الْقَطِرَانِ وَ مُقَطَّعَاتِ النِّیرَانِ فِی عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ وَ بَابٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَی أَهْلِهِ فِی نَارٍ لَهَا كَلَبٌ وَ جَلَبٌ (لَجَبٌ) وَ لَهَبٌ سَاطِعٌ وَ قَصِیفٌ هَائِلٌ لَا یَظْعَنُ مُقِیمُهَا وَ لَا یُفَادَی أَسِیرُهَا وَ لَا تُفْصَمُ كُبُولُهَا لَا مُدَّةَ لِلدَّارِ فَتَفْنَی وَ لَا أَجَلَ لِلْقَوْمِ فَیُقْضَی.

بیان: بلغ الكتاب أجله أی بلغ الزمان المكتوب المقدر إلی منتهاه و ألحق آخر الخلق بأوله أی تساوی الكل فی شمول الموت و الفناء لهم أماد السماء أی حركها و یروی أمار بالراء بمعناه كما قال تعالی یَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً و أرج الأرض أی زلزلها و كذا قوله أرجفها و نسفها أی قلعها من أصولها و دكّ بعضها بعضا أی صدمه و دقّه حتی تكسره إشارة إلی قوله تعالی فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً لا یظعن أی لا یرحل و لا تنوبهم أی لا تنزل بهم و الأخطار جمع الخطر و هو ما یشرف به علی الهلكة و الكلب بالتحریك الشدة و الجلب و اللجب الصوت و القصیف الصوت الشدید لا تفصم كبولها أی لا تكسر قیودها.

ص: 114


1- الخلق- بكسر اللام-: البالی.

«50»-نهج، نهج البلاغة أُوصِیكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّهَا الزِّمَامُ وَ الْقِوَامُ (1)فَتَمَسَّكُوا بِوَثَائِقِهَا وَ اعْتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا تَئُولُ بِكُمْ إِلَی أَكْنَانِ الدَّعَةِ (2)وَ أَوْطَانِ السَّعَةِ وَ مَعَاقِلِ الْحِرْزِ وَ مَنَازِلِ الْعِزِّ فِی یَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الْأَبْصَارُ وَ تُظْلِمُ لَهُ الْأَقْطَارُ وَ یُعَطَّلُ فِیهِ صُرُومُ الْعِشَارِ (3)وَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَتَزْهَقُ كُلُّ مُهْجَةٍ وَ تَبْكَمُ كُلُّ لَهْجَةٍ وَ تَذِلُّ الشُّمُّ الشَّوَامِخُ وَ الصُّمُّ الرَّوَاسِخُ فَیَصِیرُ صَلْدُهَا سَرَاباً رَقْرَقاً وَ مَعْهَدُهَا قَاعاً سَمْلَقاً فَلَا شَفِیعٌ یَشْفَعُ وَ لَا حَمِیمٌ یَنْفَعُ وَ لَا مَعْذِرَةٌ تَدْفَعُ (4).

بیان: تشبیه التقوی بالزمام إما لأنها المانعة عن الخطإ و الزلل أو لأنها تقود إلی الجنة و سمّاها قواما لأنه بها تقوم أمور الدنیا و الآخرة و الأكنان جمع الكنّ و هو الستر و المعقل الملجأ و المعاقل الحصون و الصروم جمع صرمة و هی القطیعة من الإبل نحو الثلاثین و الشمم محرّكة ارتفاع الجبل أی تذلّ الجبال العالیة و الأحجار الثابتة و الصلد الصلب الشدید و الرقرقة بصیص الشراب و تلألؤه و معهدها أی ما عهد منزلا للناس و مسكنا و القاع المستوی من الأرض و السملق الأرض المستویة الجرداء التی لا شجر فیها فلا شفیع یشفع أی بغیر إذن اللّٰه أو للكافرین.

«51»-نهج، نهج البلاغة وَ إِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْیَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْیَوْمَ إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ وَ حَقَّتْ بِجَلَائِلِهَا الْقِیَامَةُ وَ لَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ أَهْلُهُ وَ بِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ وَ بِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ فَلَمْ یُجْزَ فِی عَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ یَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِی الْهَوَاءِ وَ لَا هَمْسُ قَدَمٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا بِحَقِّهِ فَكَمْ حُجَّةٍ یَوْمَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ وَ عَلَائِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَةٌ فَتَحَرَّ مِنْ

ص: 115


1- القوام بالفتح: العدل و الاعتدال، و بالفتح و الكسر: ما یعیش به الإنسان و ما یكفیه من القوت، و لعلّ الثانی أولی بالمقام، أی بالتقوی یعیش و یحیا به الابرار فی الآخرة.
2- الدعة: خفض العیش و سعته.
3- العشار جمع عشراء- بضم ففتح-: الناقة مضی لحملها عشرة أشهر، و المراد ان یوم القیامة تهمل فیه نفائس الأموال لاشتغال كل شخص بنجاة نفسه.
4- فی المطبوع: و لا حمیم یدفع، و لا معذرة تنفع.

أَمْرِكَ مَا یَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ وَ تَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ وَ خُذْ مَا یَبْقَی لَكَ مِمَّا لَا تَبْقَی لَهُ وَ تَیَسَّرْ لِسَفَرِكَ وَ شِمْ بَرْقَ النَّجَاةِ وَ ارْحَلْ مَطَایَا التَّشْمِیرِ.

توضیح حقّت أی لزمت و ثبتت و جلائلها شدائدها و الباء تحتمل التعدیة و الهمس الصوت الخفی و تقول شمت البرق إذا نظرت إلی سحابتها أین تمطر و یقال رحل مطیته إذا شدّ علی ظهرها الرحل و التشمیر الجد فی الأمر.

«52»-فس، تفسیر القمی الْحُسَیْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّكَیْنِیُّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: كَانَ فِیمَا سَأَلَ مَلِكُ الرُّومِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنْ سَأَلَهُ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِینَ أَیْنَ یَكُونُونَ إِذَا مَاتُوا قَالَ تَجْتَمِعُ عِنْدَ صَخْرَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ فِی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ عَرْشُ اللَّهِ الْأَدْنَی مِنْهَا یَبْسُطُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ إِلَیْهَا یَطْوِیهَا وَ إِلَیْهَا الْمَحْشَرُ وَ مِنْهَا اسْتَوَی رَبُّنَا إِلَی السَّمَاءِ وَ الْمَلَائِكَةُ (1)ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ أَیْنَ تَجْتَمِعُ قَالَ تَجْتَمِعُ فِی وَادِی حَضْرَمَوْتَ وَرَاءَ مَدِینَةِ الْیَمَنِ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ نَاراً مِنَ الْمَشْرِقِ وَ نَاراً مِنَ الْمَغْرِبِ وَ یَتْبَعُهُمَا بِرِیحَیْنِ شَدِیدَتَیْنِ (2)فَیَحْشُرُ النَّاسَ عِنْدَ صَخْرَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ فَیَحْشُرُ أَهْلَ الْجَنَّةِ عَنْ یَمِینِ الصَّخْرَةِ وَ یُزْلِفُ الْمُتَّقِینَ (3)وَ یَصِیرُ جَهَنَّمَ عَنْ یَسَارِ الصَّخْرَةِ فِی تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ وَ فِیهَا الْفَلَقُ وَ السِّجِّینُ فَیُعْرَفُ الْخَلَائِقُ مِنْ عِنْدِ الصَّخْرَةِ (4)فَمَنْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ دَخَلَهَا وَ مَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ دَخَلَهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَرِیقٌ فِی الْجَنَّةِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ.

«53»-یب، تهذیب الأحكام الْمُفِیدُ وَ الْغَضَائِرِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (5)عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ سَاقَ حَدِیثَ فَضْلِ مَسْجِدِ السَّهْلَةِ إِلَی أَنْ قَالَ وَ هُوَ مِنْ كُوفَانَ وَ فِیهِ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ وَ إِلَیْهِ الْمَحْشَرُ وَ یُحْشَرُ مِنْ جَانِبِهِ سَبْعُونَ أَلْفاً یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.

ص: 116


1- فی المصدر: و منها المحشر، و منها استوی ربّنا الی السماء ای استولی علی السماء و الملائكة اه. م.
2- فی المصدر: شدیدین. م.
3- فی المصدر: و یزلف المیعاد. م.
4- فی المصدر: و یعرف الخلائق عند الصخرة اه. م.
5- أی جعفر بن محمّد بن قولویه.

«54»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَیْبَةَ (1)عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ ابْتِدَاءً مِنْهُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا بَدَا لَهُ أَنْ یُبِینَ خَلْقَهُ وَ یَجْمَعَهُمْ لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ أَمَرَ مُنَادِیاً فَنَادَی (2)فَاجْتَمَعَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ فِی أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَیْنِ ثُمَّ أَذِنَ السَّمَاءَ الدُّنْیَا (3)فَنَزَلَ وَ كَانَ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَ أَذِنَ السَّمَاءَ الثَّانِیَةَ فَنَزَلَ وَ هِیَ ضِعْفُ الَّتِی تَلِیهَا فَإِذَا رَآهَا أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا قَالُوا جَاءَ رَبُّنَا فَیُقَالُ لَا وَ هُوَ آتٍ حَتَّی یَنْزِلَ (4)كُلُّ سَمَاءٍ یَكُونُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْأُخْرَی وَ هِیَ ضِعْفُ الَّتِی تَلِیهَا ثُمَّ یَنْزِلَ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ (5)مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِیَ الْأَمْرُ وَ إِلَی اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ثُمَّ یَأْمُرَ اللَّهُ مُنَادِیاً یُنَادِی یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ قَالَ وَ بَكَی حَتَّی إِذَا سَكَتَ قُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَیْنَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَتُهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ عَلَی كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا یَفْزَعُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَالْحَسَنَةُ وَ اللَّهِ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (6)

«55»-ید، التوحید الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی مَعْمَرٍ السَّعْدَانِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی جَوَابِ مَنِ ادَّعَی التَّنَاقُضَ بَیْنَ آیَاتِ الْقُرْآنِ فَقَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ یَقُولُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ قَالَ وَ اسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا (7)وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ وَ قَالَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ قَالَ

ص: 117


1- فی نسخة مصحّحة من التفسیر المطبوع: عمرو بن أبی شیبة، و علی أی لم نجد ذكره فی كتب التراجم.
2- فی المصدر: امر منادیا ینادی. م.
3- فی المصدر: اذن لسماء الدنیا. م.
4- فی المصدر: قالوا: جاء ربّنا و هو آت یعنی امره حتّی ینزل اه. م.
5- فی المصدر: ثم یأتی امر اللّٰه فی ظلل اه. م.
6- یأتی ذیله فی الباب الثامن تحت رقم 6.
7- فی المصدر بعد قوله: و قال صوابا: و قوله: و اللّٰه ربّنا اه. م.

إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وَ قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ وَ قَالَ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً (1)وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّ الْخَلْقَ یَنْطِقُونَ (2)وَ یَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَخْتَصِمُونَ فَأَجَابَ علیه السلام بِأَنَّ ذَلِكَ فِی مَوَاطِنَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ الْیَوْمِ الَّذِی كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ یَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلَائِقَ یَوْمَئِذٍ فِی مَوَاطِنَ یَتَفَرَّقُونَ وَ یُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أُولَئِكَ الَّذِینَ كَانَ مِنْهُمُ الطَّاعَةُ فِی دَارِ الدُّنْیَا مِنَ الرُّؤَسَاءِ وَ الْأَتْبَاعِ وَ یَلْعَنُ أَهْلُ الْمَعَاصِی الَّذِینَ بَدَتْ مِنْهُمُ الْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ فِی دَارِ الدُّنْیَا الْمُسْتَكْبِرِینَ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ یَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ الْكُفْرُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ الْبَرَاءَةُ یَقُولُ فَیَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ نَظِیرُهَا فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ قَوْلُ الشَّیْطَانِ إِنِّی كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ وَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ كَفَرْنا بِكُمْ یَعْنِی تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیَسْتَنْطِقُونَ فِیهِ وَ یَبْكُونَ فِیهِ فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ الْأَصْوَاتِ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَأَذْهَلَتْ جَمِیعُ الْخَلْقِ عَنْ مَعَایِشِهِمْ وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فَلَا یَزَالُونَ یَبْكُونَ الدَّمَ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیَسْتَنْطِقُونَ فِیهِ فَیَقُولُونَ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ فَیَخْتِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ یَسْتَنْطِقُ الْأَیْدِی وَ الْأَرْجُلَ وَ الْجُلُودَ فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِیَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ یَرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ الْخَتْمَ فَیَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فَیَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ فَیُسْتَنْطَقُونَ فَ لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً فَتَقُومُ الرُّسُلُ صلوات اللّٰه علیهم فَیَشْهَدُونَ فِی هَذَا الْمَوْطِنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً

ص: 118


1- فی التوحید المطبوع: فمرة یخبر أنهم یتكلمون، و مرة یخبر أنهم لا یتكلمون. اه.
2- فی المصدر: لا ینطقون. و ما فی المتن أنسب بقوله: و یقول اه. م.

ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَكُونُ فِیهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَیُثْنِی عَلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الْمَلَائِكَةِ كُلِّهِمْ فَلَا یَبْقَی مَلَكٌ إِلَّا أَثْنَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الرُّسُلِ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِمْ أَحَدٌ مِثْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ یَبْدَأُ بِالصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِینَ فَیَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَسی أَنْ یَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً فَطُوبَی لِمَنْ كَانَ لَهُ فِی ذَلِكَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِیبٌ وَ وَیْلٌ لِمَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی ذَلِكَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ لَا نَصِیبٌ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُدَانُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ فِی الْحِسَابِ شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَیْهِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْیَوْمِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ فَأَمَّا قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ وَ قَوْلُهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ فَإِنَّ ذَلِكَ فِی مَوْضِعٍ یَنْتَهِی فِیهِ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا یُفْرَغُ مِنَ الْحِسَابِ إِلَی نَهَرٍ یُسَمَّی الْحَیَوَانَ فَیَغْتَسِلُونَ فِیهِ وَ یَشْرَبُونَ مِنْهُ فَتَنْضُرُ وُجُوهُهُمْ إِشْرَاقاً فَیَذْهَبُ عَنْهُمْ كُلُّ قَذًی وَ وَعْثٍ ثُمَّ یُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ یَنْظُرُونَ إِلَی رَبِّهِمْ كَیْفَ یُثِیبُهُمْ وَ مِنْهُ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تَسْلِیمِ الْمَلَائِكَةِ (1)عَلَیْهِمْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِینَ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَیْقَنُوا بِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ النَّظَرِ إِلَی مَا وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْنِی بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ النَّظَرَ إِلَی ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ أَمَّا قَوْلُهُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ فَهُوَ كَمَا قَالَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ لَا تُحِیطُ بِهِ الْأَوْهَامُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ یَعْنِی یُحِیطُ بِهَا الْحَدِیثَ.

بیان: قال الجزری فیه اللّٰهم إنی أعوذ بك من وعثاء السفر أی شدته و مشقته و أصله من الوعث و هو الرمل و المشی فیه یشد علی صاحبه و یشق.

«56»-فس، تفسیر القمی إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَیْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ قَالَ الْقِیَامَةُ هِیَ حَقٌ

ص: 119


1- فی المصدر: من تسلیم الملائكة. م.

قَوْلُهُ تَعَالَی خافِضَةٌ قَالَ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ رافِعَةٌ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا قَالَ یُدَقُّ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا قَالَ قُلِعَتِ الْجِبَالُ قَلْعاً فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا قَالَ الْهَبَاءُ الَّذِی یَدْخُلُ فِی الْكُوَّةِ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ.

«57»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْضُ الْقِیَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلَّ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ.

«58»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ: قُلْتُ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ قَالَ هُمَا بِعَذَابِ اللَّهِ (1)قُلْتُ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ یُعَذَّبَانِ قَالَ سَأَلْتَ عَنْ شَیْ ءٍ فَأَیْقِنْهُ إِنَّ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ آیَتَانِ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ یَجْرِیَانِ بِأَمْرِهِ مُطِیعَانِ لَهُ ضَوْؤُهُمَا مِنْ نُورِ عَرْشِهِ وَ حَرُّهُمَا مِنْ جَهَنَّمَ فَإِذَا كَانَتِ الْقِیَامَةُ عَادَ إِلَی الْعَرْشِ نُورُهُمَا وَ عَادَ إِلَی النَّارِ حَرُّهُمَا (2)فَلَا یَكُونُ شَمْسٌ وَ لَا قَمَرٌ وَ إِنَّمَا عَنَاهُمَا لَعَنَهُمَا اللَّهُ أَ وَ لَیْسَ قَدْ رَوَی النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ نُورَانِ فِی النَّارِ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّاسِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ شَمْسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ نُورُهَا فَهُمَا فِی النَّارِ وَ اللَّهِ مَا عَنَی غَیْرَهُمَا الْخَبَرَ.

«59»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ یُكْشَفُ عَنْ ساقٍ قَالَ حِجَابٌ مِنْ نُورٍ یُكْشَفُ فَیَقَعُ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّداً وَ تَدْمُجُ (3)أَصْلَابُ الْمُنَافِقِینَ فَلَا یَسْتَطِیعُونَ السُّجُودَ.

«60»-ید، التوحید أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ فَلا یَسْتَطِیعُونَ قَالَ صَارَتْ أَصْلَابُهُمْ كَصَیَاصِی الْبَقَرِ یَعْنِی قُرُونَهَا وَ قَدْ كانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ قَالَ وَ هُمْ مُسْتَطِیعُونَ.

أقول: قد مرت الأخبار فی تفسیر هذه الآیة فی أبواب العدل.

ص: 120


1- فی المصدر: قال: هما یعذبان، قلت اه. م.
2- فی المصدر: «جرمهما» فی الموضعین. م.
3- أی تستقیم و تستحكم.

«61»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر النَّضْرُ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ یُنَادِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی فَقُلْتُ أَ هِیَ رَحِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بَلْ رَحِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهَا وَ قَالَ إِنَّ الرَّحِمَ تَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِثْلُ كُبَّةِ الْمَدَارِ وَ هُوَ الْمِغْزَلُ فَمَنْ أَتَاهَا وَاصِلًا لَهَا انْتَشَرَتْ لَهُ نُوراً حَتَّی یُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَتَاهَا قَاطِعاً لَهَا انْقَبَضَتْ عَنْهُ حَتَّی یَقْذِفَ بِهِ فِی النَّارِ.

«62»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُحْشَرُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُتَلَازِمِینَ فَیُنَادِی مُنَادٍ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا فَاعْفُوا قَالَ فَیَعْفُو قَوْمٌ وَ یَبْقَی قَوْمٌ مُتَلَازِمِینَ قَالَ فَتُرْفَعُ لَهُمْ قُصُورٌ بِیضٌ فَیُقَالُ هَذَا لِمَنْ عَفَا فَیَتَعَافَی النَّاسُ.

«63»-دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، رُوِیَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُنَادِی كُلُّ مَنْ یَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِی فَیُجَابُونَ لَئِنْ رَحِمْتُمْ فِی الدُّنْیَا لَتُرْحَمُونَ الْیَوْمَ.

باب 6 مواقف القیامة و زمان مكث الناس فیها و أنه یؤتی بجهنم فیها

الآیات؛

الكهف: «وَ عَرَضْنا جَهَنَّمَ یَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِینَ عَرْضاً»(100)

الحج: «وَ یَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ إِنَّ یَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ»(47)

التنزیل: «یُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ یَعْرُجُ إِلَیْهِ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ»(5)

المعارج: «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ *لِلْكافِرینَ لَیْسَ لَهُ دافِعٌ* مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعارِجِ* تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَیْهِ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ* فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِیلًا* إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیداً *وَ نَراهُ قَرِیباً»(1-7)

ص: 121

الفجر: «كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا* وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا* وَ جِی ءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ یَوْمَئِذٍ یَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنَّی لَهُ الذِّكْری* یَقُولُ یا لَیْتَنِی قَدَّمْتُ لِحَیاتِی* فَیَوْمَئِذٍ لا یُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ* وَ لا یُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ»(21-26)

تفسیر: قال الشیخ أمین الدین الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: وَ عَرَضْنا جَهَنَّمَ أی أظهرناها و أبرزناها لهم حتی شاهدوها و رأوا ألوان عذابها قبل دخولها و فی قوله تعالی وَ إِنَّ یَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ فیه وجوه أحدها أن یوما من أیام الآخرة یكون كألف سنة من أیام الدنیا عن ابن عباس و غیره و فی روایة أخری عنه إن یوما من الأیام التی خلق اللّٰه فیها السماوات و الأرض كألف سنة و یدل علیه ما روی أن الفقراء یدخلون الجنة قبل الأغنیاء بنصف یوم خمسمائة عام.

و ثانیها أن یوما عند ربك و ألف سنة فی قدرته واحد.

و ثالثها أن یوما واحدا كألف سنة فی مقدار العذاب لشدته كما یقال فی المثل أیام السرور قصار و أیام الهموم طوال.

و فی قوله تعالی یُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَی الْأَرْضِ أی یدبر الأمور كلها و یقدرها علی حسب إرادته فیما بین السماء و الأرض و ینزله مع الملك إلی الأرض ثُمَّ یَعْرُجُ إِلَیْهِ أی یصعد الملك إلی المكان الذی أمره اللّٰه تعالی أن یصعد إلیه فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ أی یوم یكون مقداره لو سار غیر الملك ألف سنة مما یعده البشر خمسمائة عام نزول و خمسمائة عام صعود و الحاصل أنه ینزل الملك بالتدبیر أو الوحی و یصعد إلی السماء فیقطع فی یوم واحد من أیام الدنیا مسافة ألف سنة مما تعدونه أنتم لأن ما بین السماء و الأرض مسیرة خمسمائة عام لابن آدم و قیل معناه أنه یدبر اللّٰه سبحانه و یقضی أمر كل شی ء لألف سنة فی یوم واحد ثم یلقیه إلی ملائكته فإذا مضی الألف سنة قضی لألف سنة أخری ثم كذلك أبدا و قیل معناه یدبر أمر الدنیا فینزل القضاء و التدبیر من السماء إلی الأرض مدة أیام الدنیا ثم یرجع الأمر و یعود التدبیر إلیه بعد انقضاء الدنیا و فنائها حتی ینقطع أمر الأمراء و حكم الحكام و ینفرد

ص: 122

اللّٰه بالتدبیر فی یوم كان مقداره ألف سنة و هو یوم القیامة فالمدة المذكورة مدة یوم القیامة إلی أن یستقر الخلق فی الدارین فأما قوله فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ (1)فإن المقامات فی یوم القیامة مختلفة و قیل إن المراد بالأول أن مسافة الصعود و النزول إلی سماء الدنیا فی یوم واحد للملك مقدار مسیرة ألف سنة لغیر الملك من بنی آدم و إلی السماء السابعة مقدار خمسین ألف سنة و قیل إن الألف سنة للنزول و العروج و الخمسین ألف سنة لمدة القیامة.

و فی قوله سبحانه تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَیْهِ الآیة اختلف فی معناه فقیل تعرج الملائكة إلی الموضع الذی یأمرهم اللّٰه به فی یوم كان مقداره من عروج غیرهم خمسین ألف سنة و ذلك من أسفل الأرضین إلی فوق السماوات السبع و قوله أَلْفَ سَنَةٍ هو لما بین السماء و الأرض فی الصعود و النزول و قیل إنه یعنی یوم القیامة و إنه یفعل فیه من الأمور و یقضی فیه من الأحكام بین العباد ما لو فعل فی الدنیا لكان مقدار خمسین ألف سنة

وَ رَوَی أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ قَالَ: قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطْوَلَ هَذَا الْیَوْمَ فَقَالَ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ إِنَّهُ لَیُخَفَّفُ عَلَی الْمُؤْمِنِ حَتَّی یَكُونَ أَخَفَّ عَلَیْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ یُصَلِّیهَا فِی الدُّنْیَا:.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوْ وَلِیَ الْحِسَابَ غَیْرُ اللَّهِ لَمَكَثُوا فِیهِ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَفْرُغُوا وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ یَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ فِی سَاعَةٍ.

: وَ عَنْهُ علیه السلام أَیْضاً قَالَ: لَا یَنْتَصِفُ ذَلِكَ الْیَوْمُ حَتَّی یَقِیلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ وَ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ.

و قیل معناه أن أول نزول الملائكة فی الدنیا بأمره و نهیه و قضائه بین الخلائق إلی آخر عروجهم إلی السماء و هو یوم القیامة هذه المدة فیكون مقدار الدنیا خمسین ألف سنة لا یدری كم مضی و كم بقی و إنما یعلمها اللّٰه عز و جل فَاصْبِرْ یا محمد علی تكذیبهم إیاك صَبْراً جَمِیلًا لا جزع فیه و لا شكوی إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیداً وَ نَراهُ قَرِیباً أخبر سبحانه أنه یعلم مجی ء یوم القیامة و حلول العقاب بالكفار قریبا و یظنه

ص: 123


1- فی المجمع المطبوع: فأما قوله: فی یوم كان مقداره خمسین ألف سنة، فانه أراد سبحانه: علی الكافر جعل اللّٰه ذلك الیوم مقدار خمسین ألف سنة، فان المقامات إه.

الكفار بعیدا لأنهم لا یعتقدون صحته و كل ما هو آت فهو قریب دان.

و فی قوله سبحانه كَلَّا زجر تقدیره لا تفعلوا هكذا ثم خوفهم فقال إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا أی كسر كل شی ء علی ظهرها من جبل أو بناء أو شجر حتی زلزلت فلم یبق علیها شی ء یفعل ذلك مرة بعد مرة و قیل دُكَّتِ الْأَرْضُ أی مدت یوم القیامة مد الأدیم عن ابن عباس و قیل دقت جبالها و أنشازها حتی استوت عن ابن قتیبة و المعنی استوت فی انفراشها فذهب دورها و قصورها و سائر أبنیتها حتی تصیر كالصحراء الملساء وَ جاءَ رَبُّكَ أی أمر ربك و قضاؤه و محاسبته و قیل جاء أمره الذی لا أمر معه بخلاف حال الدنیا و قیل جاء جلائل آیاته فجعل مجیئها مجیئه تفخیما لأمرها و قال بعض المحققین المعنی و جاء ظهور ربك لضرورة المعرفة به لأن ظهور المعرفة بالشی ء یقوم مقام ظهوره و رؤیته و لما صارت المعارف باللّٰه فی ذلك الیوم ضروریة صار ذلك كظهوره و تجلیه للخلق فقیل وَ جاءَ رَبُّكَ أی زالت الشبهة و ارتفع الشك كما ترتفع عند مجی ء الشی ء الذی كان یشك فیه جل و تقدس عن المجی ء و الذهاب وَ الْمَلَكُ أی و تجی ء الملائكة صَفًّا صَفًّا یرید صفوف الملائكة و أهل كل سماء صف علی حدة عن عطاء و قال الضحاك أهل كل سماء إذا زلزلوا یوم القیامة كانوا صفا محیطین بالأرض و بمن فیها فیكونون سبع صفوف و قیل معناه مصطفین كصفوف الناس فی الصلاة یأتی الصف الأول ثم الثانی ثم الثالث ثم علی هذا الترتیب لأن ذلك أشبه بحال الاستواء من التشویش فالتعدیل و التقویم أولی فی الأمور وَ جِی ءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ أی و أحضرت فی ذلك الیوم جهنم لیعاقب بها المستحقون لها و یری أهل الموقف هولها و عظم منظرها.

وَ رُوِیَ مَرْفُوعاً عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ تَغَیَّرَ لَوْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عُرِفَ فِی وَجْهِهِ حَتَّی اشْتَدَّ عَلَی أَصْحَابِهِ مَا رَأَوْا مِنْ حَالِهِ وَ انْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ لَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ قَدْ رَأَیْنَاهُ فِی نَبِیِّ اللَّهِ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَاتِقَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مَا الَّذِی حَدَثَ الْیَوْمَ قَالَ جَاءَ جَبْرَئِیلُ فَأَقْرَأَنِی وَ جِی ءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ فَقَالَ

ص: 124

قُلْتُ كَیْفَ یُجَاءُ بِهَا قَالَ یَجِی ءُ بِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَقُودُونَهَا بِسَبْعِینَ أَلْفَ زِمَامٍ فَتَشْرُدُ شَرْدَةً لَوْ تُرِكَتْ لَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْجَمْعِ ثُمَّ أَتَعَرَّضُ لِجَهَنَّمَ فَتَقُولُ مَا لِی وَ لَكَ یَا مُحَمَّدُ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَكَ عَلَیَّ فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ إِلَّا قَالَ نَفْسِی نَفْسِی وَ إِنَّ مُحَمَّداً یَقُولُ أُمَّتِی أُمَّتِی.

ثم قال سبحانه یَوْمَئِذٍ یعنی یوما یجاء بجهنم یَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ أی یتعظ و یتوب الكافر وَ أَنَّی لَهُ الذِّكْری أی و من أین له التوبة عن الزجاج و قیل معناه یتذكر الإنسان ما قصر و فرط إذ قد علم یقینا ما توعد به و كیف ینفعه التذكر أثبت له التذكر ثم نفاه بمعنی أنه لا ینتفع به فكأنه لم یكن و كان ینبغی له أن یتذكر فی وقت ینفعه ذلك فیه یَقُولُ یا لَیْتَنِی قَدَّمْتُ لِحَیاتِی أی یتمنی أن یكون قد كان عمل الطاعات و الحسنات لحیاته بعد موته أو للحیاة التی تدوم له فَیَوْمَئِذٍ لا یُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ أی لا یعذب عذاب اللّٰه أحد من الخلق وَ لا یُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ أی وثاق اللّٰه أحد من الخلق فالمعنی لا یعذب أحد فی الدنیا مثل عذاب اللّٰه الكافر یومئذ و لا یوثق أحد فی الدنیا مثل وثاق اللّٰه الكافر یومئذ.

«1»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ جِی ءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَخْبَرَنِی الرُّوحُ الْأَمِینُ أَنَّ اللَّهَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ إِذَا جَمَعَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَتَی بِجَهَنَّمَ تُقَادُ بِأَلْفِ زِمَامٍ أَخَذَ بِكُلِّ زِمَامٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ لَهَا هَدَّةٌ وَ تَغَیُّظٌ وَ زَفِیرٌ وَ إِنَّهَا لَتَزْفِرُ الزَّفْرَةَ فَلَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخَّرَهُمْ إِلَی الْحِسَابِ لَأَهْلَكَتِ الْجَمْعَ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ یُحِیطُ بِالْخَلَائِقِ الْبَرِّ مِنْهُمْ وَ الْفَاجِرِ فَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِهِ مَلَكاً وَ لَا نَبِیّاً إِلَّا نَادَی رَبِّ نَفْسِی نَفْسِی وَ أَنْتَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ تُنَادِی أُمَّتِی أُمَّتِی ثُمَّ یُوضَعُ عَلَیْهَا صِرَاطٌ أَدَقُّ مِنْ حَدِّ السَّیْفِ عَلَیْهِ ثَلَاثُ قَنَاطِرَ أَمَّا وَاحِدَةٌ فَعَلَیْهَا الْأَمَانَةُ وَ الرَّحِمُ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَعَلَیْهَا الصَّلَاةُ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَعَلَیْهَا عَدْلُ رَبِّ الْعَالَمِینَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ فَیُكَلَّفُونَ الْمَمَرَّ عَلَیْهِ فَتَحْبِسُهُمُ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا حَبَسَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا كَانَ الْمُنْتَهَی إِلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ جَلَّ وَ عَزَّ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ وَ النَّاسُ عَلَی الصِّرَاطِ فَمُتَعَلِّقٌ وَ قَدَمٌ

ص: 125

تَزِلُّ وَ قَدَمٌ تَسْتَمْسِكُ وَ الْمَلَائِكَةُ حَوْلَهُمْ یُنَادُونَ یَا حَلِیمُ اغْفِرْ وَ اصْفَحْ وَ عُدْ بِفَضْلِكَ وَ سَلِّمْ سَلِّمْ وَ النَّاسُ یَتَهَافَتُونَ فِیهَا كَالْفَرَاشِ وَ إِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَظَرَ إِلَیْهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانِی مِنْكِ بَعْدَ إِیَاسٍ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ.

-فس، تفسیر القمی أبی عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام مثله (1)و اللفظ للصدوق و قد أثبتناه فی باب النار و اللفظ لعلی بن إبراهیم.

إیضاح: الهدّة صوت وقع الحائط و نحوه و قال الجزری فیه یخرج عنق من النار أی طائفة منها.

«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ تَدْرُونَ مَا تَفْسِیرُ هَذِهِ الْآیَةِ كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ تُقَادُ جَهَنَّمُ بِسَبْعِینَ أَلْفَ زِمَامٍ بِیَدِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ فَتَشْرُدُ شَرْدَةً لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَبَسَهَا لَأَحْرَقَتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ.

-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عنه عن آبائه علیهم السلام مثله.

«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَلَا فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا فَإِنَّ فِی الْقِیَامَةِ (2)خَمْسِینَ مَوْقِفاً كُلُّ مَوْقِفٍ مِثْلُ أَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ

-كا، الكافی علی عن أبیه و القاسانی جمیعا عن الأصبهانی عن المنقری مثله (3).

«4»-فس، تفسیر القمی وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِمَنْ یَری قَالَ أُحْضِرَتْ.

ص: 126


1- مع اختلاف یسیر. م.
2- فی المصدر: فان للقیامة اه. م.
3- مع اختلاف یسیر. م.

«5»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ إِنَّ الْقِیَامَةَ خَمْسِینَ مَوْقِفاً لِكُلِّ مَوْقِفٍ أَلْفُ سَنَةٍ.

«6»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ شَرِیكٍ یَرْفَعُهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فِی لُمَةٍ (1)مِنْ نِسَائِهَا فَیُقَالُ لَهَا ادْخُلِی الْجَنَّةَ فَتَقُولُ لَا أَدْخُلُ حَتَّی أَعْلَمَ مَا صُنِعَ بِوَلَدِی مِنْ بَعْدِی فَیُقَالُ لَهَا انْظُرِی فِی قَلْبِ الْقِیَامَةِ فَتَنْظُرُ إِلَی الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَائِماً لَیْسَ عَلَیْهِ رَأْسٌ فَتَصْرُخُ صَرْخَةً فَأَصْرُخُ لِصُرَاخِهَا وَ تَصْرُخُ الْمَلَائِكَةُ لِصُرَاخِنَا فَیَغْضَبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا عِنْدَ ذَلِكَ فَیَأْمُرُ نَاراً یُقَالُ لَهَا هَبْهَبُ قَدْ أُوقِدَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّی اسْوَدَّتْ لَا یَدْخُلُهَا رَوْحٌ أَبَداً وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهَا غَمٌّ أَبَداً فَیُقَالُ الْتَقِطِی قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَتَلْتَقِطُهُمْ فَإِذَا صَارُوا فِی حَوْصَلَتِهَا صَهَلَتْ وَ صَهَلُوا بِهَا (2)وَ شَهَقَتْ وَ شَهَقُوا بِهَا وَ زَفَرَتْ وَ زَفَرُوا بِهَا (3)فَیَنْطِقُونَ بِأَلْسِنَةٍ ذَلْقَةٍ (4)طَلْقَةٍ یَا رَبَّنَا لِمَ أَوْجَبْتَ لَنَا النَّارَ قَبْلَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ فَیَأْتِیهِمُ الْجَوَابُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ مَنْ عَلِمَ لَیْسَ كَمَنْ لَمْ یَعْلَمْ.

«7»-لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْیَهُودِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَاقَ الْحَدِیثَ فِی أَجْوِبَتِهِ عَنْ مَسَائِلِ الْیَهُودِیِّ إِلَی أَنْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ عِنْدَ الزَّوَالِ لَهَا حَلْقَةٌ تَدْخُلُ فِیهَا فَإِذَا دَخَلَتْ فِیهَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَیُسَبِّحُ كُلُّ شَیْ ءٍ دُونَ الْعَرْشِ لِوَجْهِ رَبِّی وَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی یُؤْتَی فِیهَا بِجَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ یُوَفَّقُ تِلْكَ السَّاعَةَ أَنْ یَكُونَ سَاجِداً أَوْ رَاكِعاً أَوْ قَائِماً إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَی النَّارِ.

ص: 127


1- اللمة بضم اللام: الاصحاب فی السفر.
2- من صهل الفرس: إذا صوت.
3- زفرت النار: سمع صوت توقدها.
4- أی فصیحة.

«8»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ یُحْبَسُ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّی یَدْخُلَ الْحَزَنُ فِی جَوْفِهِ ثُمَّ یَرْحَمُهُ فَیَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ الَّذِی أَدْخَلَ أَجْوَافَهُمُ الْحَزَنَ فِی طُولِ الْمَحْشَرِ الْحَدِیثَ.

«9»-یه، من لا یحضره الفقیه عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: وَ أَمَّا صَلَاةُ الْمَغْرِبِ فَهِیَ السَّاعَةُ الَّتِی تَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی آدَمَ (1)وَ كَانَ بَیْنَ مَا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَ بَیْنَ مَا تَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثُمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ فِی أَیَّامِ الْآخِرَةِ یَوْمٌ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا بَیْنَ الْعَصْرِ إِلَی الْعِشَاءِ الْحَدِیثَ.

«10»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْهُمْ علیهم السلام قَالَ: فِیمَا وَعَظَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عِیسَی علیه السلام یَا عِیسَی اعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِی مُهْلَةٍ مِنْ أَجَلِكَ قَبْلَ أَنْ لَا تَعْمَلَ لَهَا وَ اعْبُدْنِی لِیَوْمٍ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ وَ فِیهِ أَجْزِی بِالْحَسَنَةِ وَ أُضَاعِفُهَا الْخَبَرَ.

بیان: لا یبعد أن یكون مكث أكثر الكفار فی القیامة ألف سنة فیكون الیوم بالنظر إلیهم كذلك و یكون مكث جماعة من الكفار خمسین ألف سنة فهو منتهی زمان هذا الیوم و یكون مكث بعض المؤمنین ساعة فهو كذلك بالنسبة إلیهم و هكذا بحسب اختلاف أحوال الأبرار و الفجار و یحتمل أیضا كون الألف زمان مكثهم فی بعض مواقف القیامة كالحساب مثلا.

أقول: قد مر و سیأتی فی خبر المدعی للتناقض فی القرآن عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه وصف فی مواضع فی ذلك الخبر (2)القیامة بأن مقداره خمسون ألف سنة.

«11»-عد، العقائد: اعتقادنا فی العقبات التی علی طریق المحشر أن كل عقبة منها اسمها اسم فرض و أمر و نهی فمتی انتهی الإنسان إلی عقبة اسمها فرض و كان قد قصّر فی ذلك

ص: 128


1- فی المصدر: تاب اللّٰه فیها علی آدم. م.
2- الظاهر: من ذلك الخبر.

الفرض حبس عندها و طولب بحق اللّٰه فیها فإن خرج منها بعمل صالح قدمه أو برحمة تداركه نجا منها إلی عقبة أخری فلا یزال یدفع من عقبة إلی عقبة و یحبس عند كل عقبة فیسأل عما قصر فیه من معنی اسمها فإن سلم من جمیعها انتهی إلی دار البقاء فیحیا حیاة لا موت فیها أبدا و سعد سعادة لا شقاوة معها أبدا و سكن فی جوار اللّٰه مع أنبیائه و حججه و الصدیقین و الشهداء و الصالحین من عباده و إن حبس علی عقبة فطولب بحق قصر فیه فلم ینجه عمل صالح قدمه و لا أدركته من اللّٰه عز و جل رحمة زلت به قدمه عن العقبة فهوی فی جهنم نعوذ باللّٰه منها و هذه العقبات كلها علی الصراط اسم عقبة منها الولایة یوقف جمیع الخلائق عندها فیسألون عن ولایة أمیر المؤمنین و الأئمة من بعده علیه السلام فمن أتی بها نجا و جاز و من لم یأت بها بقی فهوی و ذلك قول اللّٰه عز و جل وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و أهم عقبة منها المرصاد و هو قول اللّٰه عز و جل إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ و یقول عز و جل و عزتی و جلالی لا یجوزنی ظلم ظالم و اسم عقبة منها الرحم و اسم عقبة منها الأمانة و اسم عقبة منها الصلاة و باسم كل فرض أو أمر أو نهی عقبة یحبس عندها العبد فیسأل.

أقول: قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه فی شرحه العقبات عبارة عن الأعمال الواجبة و المساءلة عنها و المواقفة علیها و لیس المراد به جبال فی الأرض تقطع و إنما هی الأعمال شبهت بالعقبات و جعل الوصف لما یلحق الإنسان فی تخلصه من تقصیره فی طاعة اللّٰه تعالی كالعقبة التی تجهده صعودها و قطعها قال اللّٰه تعالی فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ فسمی سبحانه الأعمال التی كلفها العبد عقبات تشبیها بالعقبات و الجبال لما یلحق الإنسان فی أدائها من المشاق كما یلحقه فی صعود العقبات و قطعها

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَئُوداً وَ مَنَازِلَ مَهُولَةً لَا بُدَّ مِنَ الْمَمَرِّ بِهَا وَ الْوُقُوفِ عَلَیْهَا فَإِمَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ نَجَوْتُمْ وَ إِمَّا بِهَلَكَةٍ لَیْسَ بَعْدَهَا انْجِبَارٌ.

أراد علیه السلام بالعقبة تخلص الإنسان من العقبات التی علیه و لیس كما ظنه الحشویة من أن فی الآخرة جبالا و عقبات یحتاج الإنسان إلی قطعها ماشیا و راكبا و ذلك لا معنی له فیما توجبه الحكمة من الجزاء و لا وجه لخلق عقبات تسمی بالصلاة و الزكاة

ص: 129

و الصیام و الحج و غیرها من الفرائض یلزم الإنسان أن یصعدها فإن كان مقصرا فی طاعة اللّٰه حال ذلك بینه و بین صعودها إذ كان الغرض فی القیامة المواقفة علی الأعمال و الجزاء علیها بالثواب و العقاب و ذلك غیر مفتقر إلی تسمیة عقبات و خلق جبال و تكلیف قطع ذلك و تصعیبه أو تسهیله مع أنه لم یرد خبر صحیح بذلك علی التفصیل فیعتمد علیه و تخرج له الوجوه و إذا لم یثبت بذلك خبر كان الأمر فیه ما ذكرناه.

بیان: أقول تأویل ظواهر الأخبار بمحض الاستبعاد بعید عن الرشاد و لله الخیرة فی معاقبة العاصین من عباده بأی وجه أراد و قد مضی بعض الأخبار فی ذلك و سیأتی بعضها و اللّٰه الموفق للخیر و السداد.

باب 7 آخر فیه ذكر كثرة أمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله فی القیامة و عدد صفوف الناس فیها و حملة العرش فیها

«1»-لی، الأمالی للصدوق عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَكْثَرُ النَّبِیِّینَ تَبَعاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْخَبَرَ.

«2»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبُنْدَارُ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْحَمَّادِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِیرِیِّ عَنْ مُؤَمِّلِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَ مِائَةُ صَفٍّ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفّاً.

«3»-ج، الإحتجاج ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ عِشْرِینَ وَ مِائَةَ صَفٍّ أُمَّتِی مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفّاً الْخَبَرَ.

«4»-ج، الإحتجاج هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ سَأَلَ الزِّنْدِیقُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنِ النَّاسِ یُعْرَضُونَ صُفُوفاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ نَعَمْ هُمْ یَوْمَئِذٍ عِشْرُونَ وَ مِائَةُ صَفٍّ فِی عَرْضِ الْأَرْضِ الْخَبَرَ.

«5»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ مُرْسَلًا قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام إِنَّ حَمَلَةَ

ص: 130

الْعَرْشِ أَحَدُهُمْ عَلَی صُورَةِ ابْنِ آدَمَ یَسْتَرْزِقُ اللَّهَ لِوُلْدِ آدَمَ وَ الثَّانِی عَلَی صُورَةِ الدِّیكِ یَسْتَرْزِقُ اللَّهَ لِلطَّیْرِ وَ الثَّالِثُ عَلَی صُورَةِ الْأَسَدِ یَسْتَرْزِقُ اللَّهَ لِلسِّبَاعِ وَ الرَّابِعُ عَلَی صُورَةِ الثَّوْرِ یَسْتَرْزِقُ اللَّهَ لِلْبَهَائِمِ وَ نَكَسَ الثَّوْرُ رَأْسَهُ مُنْذُ عَبَدَ بَنُو إِسْرَائِیلَ الْعِجْلَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ صَارُوا ثَمَانِیَةً.

«6»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْیَانَ الْحَرِیرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا سَعْدُ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّ الْقُرْآنَ یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ نَظَرَ إِلَیْهَا الْخَلْقُ وَ النَّاسُ صُفُوفٌ عِشْرُونَ وَ مِائَةُ أَلْفِ صَفٍّ ثَمَانُونَ أَلْفَ صَفٍّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ صَفٍّ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ الْخَبَرَ.

بیان: لعل الألف زید فی هذا الخبر من الرواة أو هذا عدد الجمیع و ما سبق عدد أهل الجنة منهم أو هم فی بعض مواقف القیامة هكذا یقفون و فی بعضها هكذا أو كل صف ینقسم إلی ألف صف و اللّٰه یعلم.

باب 8 أحوال المتقین و المجرمین فی القیامة

الآیات؛

البقرة: «إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ یَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا أُولئِكَ ما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ*أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَی النَّارِ»(174-175) (و قال تعالی): «زُیِّنَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا الْحَیاةُ الدُّنْیا وَ یَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ الَّذِینَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ»(212)

آل عمران: «إِنَّ الَّذِینَ یَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَیْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِیلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ»(77) (و قال تعالی): «وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِینَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَیِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ*یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِینَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ

ص: 131

بَعْدَ إِیمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* وَ أَمَّا الَّذِینَ ابْیَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِی رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِیها خالِدُونَ»(105-107) (و قال تعالی): «سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ»(180)

النساء: «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلی أَدْبارِها»(47)

المائدة: «قالَ اللَّهُ هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(119)

الأنعام: «وَ یَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَكُوا أَیْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِینَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ*ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ* انْظُرْ كَیْفَ كَذَبُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ»(22-24) (و قال تعالی): «وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلَی النَّارِ فَقالُوا یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ* بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا یُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ* وَ قالُوا إِنْ هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِینَ* وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلی رَبِّهِمْ قالَ أَ لَیْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلی وَ رَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّی إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا یا حَسْرَتَنا عَلی ما فَرَّطْنا فِیها وَ هُمْ یَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلی ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما یَزِرُونَ»(27-31) (و قال تعالی): «وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً یا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِیاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِی أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِینَ فِیها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِیمٌ عَلِیمٌ* وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ بَعْضاً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ* یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَ لَمْ یَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ یَقُصُّونَ عَلَیْكُمْ آیاتِی وَ یُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ یَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلی أَنْفُسِنا وَ غَرَّتْهُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا وَ شَهِدُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِینَ»(128-130)

الأعراف: «وَ لَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلی عِلْمٍ هُدیً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ* هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِیلَهُ یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ یَقُولُ الَّذِینَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَیَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَیْرَ الَّذِی كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ»(52-53)

یونس: «لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ وَ لا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ

ص: 132

أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ*وَ الَّذِینَ كَسَبُوا السَّیِّئاتِ جَزاءُ سَیِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ* وَ یَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَ شُرَكاؤُكُمْ فَزَیَّلْنا بَیْنَهُمْ وَ قالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِیَّانا تَعْبُدُونَ* فَكَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِینَ* هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ»(26-30) (و قال تعالی): «وَ لَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِی الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ* أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ»(54-55) (و قال سبحانه): «أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ* الَّذِینَ آمَنُوا وَ كانُوا یَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ لا تَبْدِیلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ»(62-64)

الرعد: «لِلَّذِینَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنی وَ الَّذِینَ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ»(18)

النحل: «وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ* لِیَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِینَ یُضِلُّونَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما یَزِرُونَ»(24-25) (و قال تعالی): «ثُمَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُخْزِیهِمْ وَ یَقُولُ أَیْنَ شُرَكائِیَ الَّذِینَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِیهِمْ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْیَ الْیَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَی الْكافِرِینَ* الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلی إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها فَلَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرِینَ»(27-29)

الكهف: «وَ یَوْمَ یَقُولُ نادُوا شُرَكائِیَ الَّذِینَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ یَسْتَجِیبُوا لَهُمْ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ مَوْبِقاً* وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَ لَمْ یَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً»(52-53)

مریم: «فَلا تَعْجَلْ عَلَیْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا* یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً* وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِینَ إِلی جَهَنَّمَ وِرْداً»(84-86)

ص: 133

طه: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی*قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ كُنْتُ بَصِیراً* قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ كَذلِكَ الْیَوْمَ تُنْسی»(124-126)

الأنبیاء: «إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ *لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ *لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ»(101-103)

الفرقان: «وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَقُولُ أَ أَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِی هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِیلَ *قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ یَنْبَغِی لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِیاءَ وَ لكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَ آباءَهُمْ حَتَّی نَسُوا الذِّكْرَ وَ كانُوا قَوْماً بُوراً* فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِیعُونَ صَرْفاً وَ لا نَصْراً وَ مَنْ یَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِیراً»(17-19) (و قال تعالی): «وَ قالَ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَری رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ وَ عَتَوْا عُتُوًّا كَبِیراً* یَوْمَ یَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْری یَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِینَ وَ یَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً* وَ قَدِمْنا إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً* أَصْحابُ الْجَنَّةِ یَوْمَئِذٍ خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا* وَ یَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَ نُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِیلًا* الْمُلْكُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَ كانَ یَوْماً عَلَی الْكافِرِینَ عَسِیراً* وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ* یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا *یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی وَ كانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا* وَ قالَ الرَّسُولُ یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً»(21-30)

الشعراء: «وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ *یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ *إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ* وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ *وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ* وَ قِیلَ لَهُمْ أَیْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ* مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ یَنْصُرُونَكُمْ أَوْ یَنْتَصِرُونَ *فَكُبْكِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ* وَ جُنُودُ إِبْلِیسَ أَجْمَعُونَ* قالُوا وَ هُمْ فِیها یَخْتَصِمُونَ* تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ* إِذْ نُسَوِّیكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِینَ *وَ ما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ* فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ *وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ* فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ* إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَةً وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِینَ* وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ»()

ص: 134

النمل: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ* وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»(89-90)

القصص: «أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِیهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَیاةِ الدُّنْیا ثُمَّ هُوَ یَوْمَ الْقِیامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِینَ* وَ یَوْمَ یُنادِیهِمْ فَیَقُولُ أَیْنَ شُرَكائِیَ الَّذِینَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ* قالَ الَّذِینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِینَ أَغْوَیْنا أَغْوَیْناهُمْ كَما غَوَیْنا تَبَرَّأْنا إِلَیْكَ ما كانُوا إِیَّانا یَعْبُدُونَ *وَ قِیلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ یَسْتَجِیبُوا لَهُمْ وَ رَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا یَهْتَدُونَ* وَ یَوْمَ یُنادِیهِمْ فَیَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِینَ* فَعَمِیَتْ عَلَیْهِمُ الْأَنْباءُ یَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا یَتَساءَلُونَ»(61-66)

الروم: «وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ* وَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَ كانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِینَ* وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یَوْمَئِذٍ یَتَفَرَّقُونَ* فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِی رَوْضَةٍ یُحْبَرُونَ* وَ أَمَّا الَّذِینَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآیاتِنا وَ لِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِی الْعَذابِ مُحْضَرُونَ»(12-16)

التنزیل: «وَ لَوْ تَری إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ»(12)

سبأ: «وَ لَوْ تَری إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ یَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ الْقَوْلَ یَقُولُ الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِینَ* قالَ الَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا أَ نَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدی بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِینَ* وَ قالَ الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَ نَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَ جَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِی أَعْناقِ الَّذِینَ كَفَرُوا هَلْ یُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا یَعْمَلُونَ»(31-33) (و قال سبحانه): «وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ یَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَ هؤُلاءِ إِیَّاكُمْ كانُوا یَعْبُدُونَ* قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِیُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا یَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ *فَالْیَوْمَ لا یَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً

ص: 135

وَ لا ضَرًّا وَ نَقُولُ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِی كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ»(40-42) (و قال تعالی): «وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ *وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ وَ أَنَّی لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ* وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ *وَ حِیلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ ما یَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْیاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِی شَكٍّ مُرِیبٍ»(51-54)

یس: «وَ امْتازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ* أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْكُمْ یا بَنِی آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّیْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ* وَ أَنِ اعْبُدُونِی هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ *وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِیراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ* هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* اصْلَوْهَا الْیَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ»(59-65)

الصافات: «احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ أَزْواجَهُمْ وَ ما كانُوا یَعْبُدُونَ* مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلی صِراطِ الْجَحِیمِ* وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ *ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ *بَلْ هُمُ الْیَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ* وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ *قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْیَمِینِ* قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِینَ* وَ ما كانَ لَنا عَلَیْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِینَ* فَحَقَّ عَلَیْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ* فَأَغْوَیْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِینَ* فَإِنَّهُمْ یَوْمَئِذٍ فِی الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ* إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ *إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِیلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ یَسْتَكْبِرُونَ* وَ یَقُولُونَ أَ إِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ* بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِینَ* إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِیمِ* وَ ما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِینَ»(22-40)

الزمر: «قُلْ إِنِّی أَخافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ»(13) (و قال سبحانه): «وَ لَوْ أَنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ بَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ یَكُونُوا یَحْتَسِبُونَ *وَ بَدا لَهُمْ سَیِّئاتُ ما كَسَبُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ»(47-48) (و قال تعالی): «وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ* أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ* أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِی لَكُنْتُ

ص: 136

مِنَ الْمُتَّقِینَ* أَوْ تَقُولَ حِینَ تَرَی الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِی كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ* بَلی قَدْ جاءَتْكَ آیاتِی فَكَذَّبْتَ بِها وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكافِرِینَ* وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْمُتَكَبِّرِینَ* وَ یُنَجِّی اللَّهُ الَّذِینَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا یَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ»(55-61) (و قال تعالی): «وَ سِیقَ الَّذِینَ كَفَرُوا إِلی جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّی إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ یَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ یَتْلُونَ عَلَیْكُمْ آیاتِ رَبِّكُمْ وَ یُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ یَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلی وَ لكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَی الْكافِرِینَ *قِیلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها فَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرِینَ* وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّی إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَیْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِینَ* وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ* وَ تَرَی الْمَلائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ»(71-75)

المؤمن: «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهادُ *یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظَّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»(51-52)

السجدة: «أَ فَمَنْ یُلْقی فِی النَّارِ خَیْرٌ أَمْ مَنْ یَأْتِی آمِناً یَوْمَ الْقِیامَةِ»(40) (و قال سبحانه): «وَ یَوْمَ یُنادِیهِمْ أَیْنَ شُرَكائِی قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِیدٍ *وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَ ظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِیصٍ»(47-48)

حمعسق: «وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ *تَرَی الظَّالِمِینَ مُشْفِقِینَ مِمَّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِیر* ذلِكَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ»(21-23) (و قال تعالی): «وَ تَرَی الظَّالِمِینَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ یَقُولُونَ هَلْ إِلی مَرَدٍّ مِنْ سَبِیلٍ *وَ تَراهُمْ یُعْرَضُونَ عَلَیْها خاشِعِینَ مِنَ الذُّلِّ یَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِیٍّ وَ قالَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِینَ فِی عَذابٍ مُقِیمٍ* وَ ما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِیاءَ یَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ

ص: 137

سَبِیلٍ*اسْتَجِیبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ یَوْمَئِذٍ وَ ما لَكُمْ مِنْ نَكِیرٍ»(44-47)

الزخرف: «وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ* وَ إِنَّهُمْ لَیَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِیلِ وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ *حَتَّی إِذا جاءَنا قالَ یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ* وَ لَنْ یَنْفَعَكُمُ الْیَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِی الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ»(36-39) (و قال جل ثناؤه): «الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ* یا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمُ الْیَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ»(67-68)

الجاثیة: «وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یَوْمَئِذٍ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ* وَ تَری كُلَّ أُمَّةٍ جاثِیَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعی إِلی كِتابِهَا الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* هذا كِتابُنا یَنْطِقُ عَلَیْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَیُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِی رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِینُ* وَ أَمَّا الَّذِینَ كَفَرُوا أَ فَلَمْ تَكُنْ آیاتِی تُتْلی عَلَیْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَ كُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِینَ*وَ إِذا قِیلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ السَّاعَةُ لا رَیْبَ فِیها قُلْتُمْ ما نَدْرِی مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَ ما نَحْنُ بِمُسْتَیْقِنِینَ* وَ بَدا لَهُمْ سَیِّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ* وَ قِیلَ الْیَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِیتُمْ لِقاءَ یَوْمِكُمْ هذا وَ مَأْواكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ ناصِرِینَ* ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آیاتِ اللَّهِ هُزُواً وَ غَرَّتْكُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا فَالْیَوْمَ لا یُخْرَجُونَ مِنْها وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ»(27-35)

الحدید: «یَوْمَ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ یَسْعی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ *یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِیلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ *یُنادُونَهُمْ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلی وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِیُّ حَتَّی جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ *فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْیَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ»(12-15)

المجادلة: «یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیَحْلِفُونَ لَهُ كَما یَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلی شَیْ ءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ»(18)

ص: 138

الملك: «فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ قِیلَ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ»(72)

القیامة: «وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ *إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ *وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ *تَظُنُّ أَنْ یُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ»(22-25)

الدهر: «إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً* فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً»(1-11)

الإنشقاق: «بَلِ الَّذِینَ كَفَرُوا یُكَذِّبُونَ* وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما یُوعُونَ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ* إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ»(22-25)

الغاشیة: «هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ* وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ* عامِلَةٌ ناصِبَةٌ *تَصْلی ناراً حامِیَةً* تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ* لَیْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِیعٍ *لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ *وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ *لِسَعْیِها راضِیَةٌ* فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ* لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً *فِیها عَیْنٌ جارِیَةٌ *فِیها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ *وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ *وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ»(2-17)

البلد: «ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ* أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ *وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْئمَةِ* عَلَیْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ»(17-20)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ أی صفة محمد و البشارة به و قیل كتموا الأحكام وَ یَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا أی یستبدلون به عوضا قلیلا أی كل ما یأخذونه فی مقابلة ذلك من حطام الدنیا فهو قلیل ما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ أی كأنهم لم یأكلوا إلا النار لأن ذلك یؤدیهم إلیها و قیل إنهم یأكلون النار حقیقة فی جهنم عقوبة لهم علی ما فعلوا وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أی لا یكلمهم بما یحبون و إن كان یكلمهم بالسؤال بالتوبیخ و بما یغمهم أو لا یكلمهم أصلا فیحمل آیات المساءلة علی أن الملائكة تسائلهم عن اللّٰه و بأمره وَ لا یُزَكِّیهِمْ معناه و لا یثنی علیهم و لا یصفهم بأنهم أزكیاء و قیل لا یقبل أعمالهم كما یقبل

ص: 139

أعمال الأزكیاء و قیل أی لا یطهرهم من خبث أعمالهم بالمغفرة وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ أی موجع أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی أی استبدلوا الكفر بالنبی بالإیمان به أو كتمان أمره بإظهاره أو العذاب بالثواب و طریق الجنة فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَی النَّارِ فیه أقوال أحدها معناه ما أجرأهم علی النار و هو المروی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

الثانی ما أعملهم بأعمال أهل النار و هو المروی أیضا عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.

الثالث ما أبقاهم علی النار كما یقال ما أصبر فلانا علی الحبس.

و فی قوله سبحانه وَ الَّذِینَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أی الذین اجتنبوا الكفر فوق الكفار فی الدرجات و قیل أراد أن تمتعهم بنعیم الآخرة أكثر من استمتاع هؤلاء بنعیم الدنیا و قیل إنه أراد أن حال المؤمنین فی الهزء بالكفار و الضحك منهم فوق حال هؤلاء فی الدنیا.

و فی قوله سبحانه إِنَّ الَّذِینَ یَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ أی یستبدلون بأمر اللّٰه سبحانه ما یلزمهم الوفاء به و قیل معناه إن الذین یحصلون بنكث عهد اللّٰه و نقضه وَ أَیْمانِهِمْ أی و بالأیمان الكاذبة ثَمَناً قَلِیلًا أی عوضا نزرا و سماه قلیلا لأنه قلیل فی جنب ما یفوتهم من الثواب و یحصل لهم من العقاب أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ أی لا نصیب لهم فی نعیم الآخرة وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ أی لا یعطف علیهم و لا یرحمهم كما یقول القائل للغیر انظر إلی یرید ارحمنی.

و قال البیضاوی فی قوله تعالی یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ بیاض الوجه و سواده كنایتان عن ظهور بهجة السرور و كآبة الخوف فیه و قیل یوسم أهل الحق ببیاض الوجه و الصحیفة (1)و إشراق البشرة و سعی النور بین یدیه و بیمینه و أهل الباطل بأضداد ذلك أَ كَفَرْتُمْ أی فیقال لهم أ كفرتم و الهمزة للتوبیخ و التعجیب من حالهم فَذُوقُوا الْعَذابَ أمر إهانة فَفِی رَحْمَتِ اللَّهِ یعنی الجنة و الثواب المخلد عبر عن ذلك بالرحمة تنبیها علی أن المؤمن و إن استغرق عمره فی طاعة اللّٰه تعالی لا یدخل الجنة إلا برحمته و فضله.

ص: 140


1- صحیفة الوجه: بشرة جلده.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ اختلف فی معناه فقیل یجعل ما بخل به من المال طوقا فی عنقه و الآیة نزلت فی مانعی الزكاة و هو المروی عن أبی جعفر ع

وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ لَا یُؤَدِّی زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا جُعِلَ فِی عُنُقِهِ شُجَاعٌ (1)یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ.

و قیل معناه یجعل فی عنقه یوم القیامة طوق من نار و قیل معناه یكلفون یوم القیامة أن یأتوا بما بخلوا من أموالهم و قیل هو كقوله یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوی بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ فمعناه أنه یجعل طوقا فیعذب بها و قیل معناه أنه یعود علیهم وباله فیصیر طوقا لأعناقهم كقوله وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ و العرب تعبر بالرقبة و العنق عن جمیع البدن.

و فی قوله تعالی مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً (2)اختلف فیه علی أقوال أحدها أن معناه من قبل أن نمحو آثار وجوهكم حتی تصیر كالأقفیة و نجعل عیونها فی أقفیتها فتمشی القهقری عن ابن عباس و عطیة و ثانیها أن معناه نطمسها عن الهدی فَنَرُدَّها عَلی أَدْبارِها فی ضلالتها ذما لها بأنها لا تفلح أبدا رواه أبو الجارود عن أبی جعفر علیه السلام و ثالثها نجعل فی وجوههم الشعر كوجوه القرود.

فإن قیل علی القول الأول كیف أوعد اللّٰه سبحانه و لم یفعل فجوابه أن هذا الوعید كان متوجها إلیهم لو لم یؤمن واحد منهم فلما آمن منهم جماعة رفع عن الباقین أو أن الوعید یقع بهم فی الآخرة.

و فی قوله سبحانه هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ یعنی ما صدقوا فیه فی دار التكلیف و قیل إنه الصدق فی الآخرة و إنه ینفعهم لقیامهم فیه بحق اللّٰه فالمراد به صدقهم فی الشهادة لأنبیائهم بالبلاغ.

ص: 141


1- بضم الشین و كسرها: ضرب من الحیات.
2- قال السیّد الرضیّ قدّس سرّه فی تلخیص البیان «ص 25»: هذه استعارة و هی عبارة عن مسخ الوجوه، أی یزیل تخطیطها و معارفها تشبیها بالصحیفة المطموسة التی عمیت سطورها و اشكلت حروفها.

و قال البیضاوی فی قوله تعالی أَیْنَ شُرَكاؤُكُمُ أی آلهتكم التی جعلتموها شركاء لله الَّذِینَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أی تزعمونهم شركاء فحذف المفعولان و المراد من الاستفهام التوبیخ و لعله یحال بینهم و بین آلهتهم حینئذ لیفقدوها فی الساعة التی علقوا بها الرجاء فیها و یحتمل أن یشاهدوهم و لكن لما لم ینفعوهم فكأنهم غیب عنهم ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا أی كفرهم و المراد عاقبته و قیل معذرتهم التی یتوهمون أن یتخلصوا بها من فتنت الذهب إذا خلصته و قیل جوابهم و إنما سماه فتنة لأنه كذب أو لأنهم قصدوا بها الخلاص وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ یكذبون و یحلفون علیه مع علمهم أنه لا ینفع من فرط الحیرة و الدهشة كما یقولون رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها و قد أیقنوا بالخلود و قیل معناه ما كنا مشركین عند أنفسنا و هو لا یوافق قوله انْظُرْ كَیْفَ كَذَبُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ أی بنفی الشرك عنها و حمله علی كذبهم فی الدنیا تعسف وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا یَفْتَرُونَ من الشركاء.

و فی قوله تعالی وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلَی النَّارِ جوابه محذوف أی لو تراهم حین یوقفون علی النار حتی یعاینوها أو یطلعون علیها أو یدخلونها فیعرفون مقدار عذابها لرأیت أمرا شنیعا فَقالُوا یا لَیْتَنا نُرَدُّ تمنیا للرجوع إلی الدنیا وَ لا نُكَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ استئناف كلام منهم علی وجه الإثبات كقولهم دعنی و لا أعود أی أنا لا أعود تركتنی أو لم تتركنی أو عطف علی نرد أو حال من الضمیر فیه فیكون فی حكم المتمنی و قوله وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ راجع إلی ما تضمنه التمنی من الوعد و نصبهما حمزة و یعقوب و حفص علی الجواب بإضمار أن بعد الواو إجراء لها مجری الفاء و قرأ ابن عامر برفع الأول علی العطف و نصب الثانی علی الجواب بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا یُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ الإضراب عن إرادة الإیمان المفهوم من التمنی و المعنی أنه ظهر لهم ما كانوا یخفون من نفاقهم و قبائح أعمالهم فتمنوا ذلك ضجرا لا عزما علی أنهم لو ردوا لآمنوا وَ لَوْ رُدُّوا إلی الدنیا بعد الظهور و الوقوف لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ من الكفر و المعاصی وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فیما وعدوا من أنفسهم و قالوا عطف علی لعادوا أو علی إنهم لكاذبون أو علی نهوا أو استئناف بذكر

ص: 142

ما قالوه فی الدنیا إِنْ هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا الضمیر للحیاة وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِینَ وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلی رَبِّهِمْ مجاز عن الحبس للسؤال و التوبیخ و قیل معناه وقفوا علی قضاء ربهم و جزائه أو عرفوه حق التعریف قالَ أَ لَیْسَ هذا بِالْحَقِّ كأنه جواب قائل قال ما ذا قال ربهم حینئذ و الهمزة للتقریع علی التكذیب و الإشارة إلی البعث و ما یتبعه من الثواب و العقاب قالُوا بَلی وَ رَبِّنا إقرار مؤكد بالیمین لانجلاء الأمر غایة الجلاء قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ بسبب كفركم أو ببدله قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ إذ فاتتهم النعم و استوجبوا العذاب المقیم و لقاء اللّٰه البعث و ما یتبعه حَتَّی إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ غایة لكذبوا لا الخسران لأن خسرانهم لا غایة له بَغْتَةً فجأة و نصبها علی الحال أو المصدر فإنها نوع من المجی ء قالُوا یا حَسْرَتَنا أی تعالی فهذا أوانك عَلی ما فَرَّطْنا قصرنا فِیها فی الحیاة الدنیا أو فی الساعة یعنی فی شأنها و الإیمان بها وَ هُمْ یَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلی ظُهُورِهِمْ تمثیل لاستحقاقهم آثار الآثام أَلا ساءَ ما یَزِرُونَ بئس شیئا یزرونه وزرهم. و فی قوله عز و جل وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً نصب بإضمار اذكر أو نقول و الضمیر لمن یحشر من الثقلین و قرأ عن عاصم و روح و یعقوب بالیاء یا مَعْشَرَ الْجِنِّ یعنی الشیاطین قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ من إغوائهم و إضلالهم أو منهم بأن جعلتموهم أتباعكم فحشروا معكم كقولهم استكثر الأمیر من الجنود وَ قالَ أَوْلِیاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ الذین أطاعوهم رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ أی انتفع الإنس بالجن بأن دلوهم علی الشهوات و ما یتوصل به إلیها و الجن بالإنس بأن أطاعوهم و حصلوا مرادهم و قیل استمتاع الإنس بهم أنهم كانوا یعوذون بهم فی المفاوز و عند المخاوف و استمتاعهم بالإنس اعترافهم بأنهم یقدرون علی إجارتهم وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِی أَجَّلْتَ لَنا أی البعث و هو اعتراف بما فعلوا من طاعة الشیطان و اتباع الهوی و تكذیب البعث و تحسر علی حالهم قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ منزلكم أو ذات مثویكم خالِدِینَ فِیها حال و العامل فیها مثویكم إن جعل مصدرا و معنی الإضافة إن جعل مكانا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إلا الأوقات التی ینقلون فیها من النار إلی الزمهریر و قیل إلا

ص: 143

ما شاء اللّٰه قبل الدخول كأنه قیل النار مثواكم أبدا إلا ما أمهلكم إِنَّ رَبَّكَ حَكِیمٌ فی أفعاله عَلِیمٌ بأعمال الثقلین و أحوالهم وَ كَذلِكَ نُوَلِّی بَعْضَ الظَّالِمِینَ بَعْضاً نكل بعضهم إلی بعض أو نجعل بعضهم یتولی بعضا فیغویهم أو أولیاء بعض و قرناءهم فی العذاب كما كانوا فی الدنیا بِما كانُوا یَكْسِبُونَ من الكفر و المعاصی یا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَ لَمْ یَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ الرسل من الإنس خاصة لكن لما جمعوا مع الجن فی الخطاب صح ذلك و تعلق بظاهره قوم و قالوا بعث إلی كل من الثقلین رسل من جنسهم و قیل الرسل من الجن رسل الرسل إلیهم لقوله وَلَّوْا إِلی قَوْمِهِمْ مُنْذِرِینَ یَقُصُّونَ عَلَیْكُمْ آیاتِی وَ یُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ یَوْمِكُمْ هذا یعنی یوم القیامة قالُوا شَهِدْنا عَلی أَنْفُسِنا بالجرم و العصیان و هو اعتراف منهم بالكفر و استیجاب العذاب.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وجوه أحدها ما روی عن ابن عباس أنه قال كان وعید الكفار مبهما غیر مقطوع به ثم قطع به بقوله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ و ثانیها أن الاستثناء إنما هو من یوم القیامة لأن قوله یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً هو یوم القیامة فقال خالدین فیها مذ یوم یبعثون إلا ما شاء اللّٰه من مقدار حشرهم من قبورهم و مقدار مدتهم فی محاسبتهم عن الزجاج قال و جائز أن یكون المراد إلا ما شاء اللّٰه أن یعذبهم به من أصناف العذاب.

و ثالثها أن الاستثناء راجع إلی غیر الكفار من عصاة المسلمین الذین هم فی مشیة اللّٰه إن شاء عذبهم بذنوبهم بقدر استحقاقهم عدلا و إن شاء عفا عنهم فضلا و رابعها أن معناه إلا ما شاء اللّٰه ممن آمن منهم.

و قال البیضاوی فی قوله سبحانه هَلْ یَنْظُرُونَ هل ینتظرون إِلَّا تَأْوِیلَهُ إلا ما یئول إلیه أمره من تبین صدقه بظهور ما نطق به من الوعد و الوعید یَقُولُ الَّذِینَ نَسُوهُ أی تركوه ترك الناسی.

و فی قوله سبحانه لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی المثوبة الحسنی وَ زِیادَةٌ و ما یزیده علی مثوبته تفضلا لقوله وَ یَزِیدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ و قیل الحسنی مثل حسناتهم و الزیادة عشر أمثالها إلی سبع مائة ضعف و أكثر و قیل الزیادة

ص: 144

مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٌ وَ لا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ و لا یغشاها قَتَرٌ غبرة فیها سواد وَ لا ذِلَّةٌ هوان و المعنی لا یرهقهم ما یرهق أهل النار أو لا یرهقهم ما یوجب ذلك من حزن و سوء حال ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ ما من أحد یعصمهم من سخط اللّٰه أو من جهة اللّٰه أو من عنده كما یكون للمؤمنین كَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً لفرط سوادها و ظلمتها و مظلما حال من اللیل أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ مما یحتج به الوعیدیة و الجواب أن الآیة فی الكفار لاشتمال السیئات علی الشرك و الكفر و لأن الذین أحسنوا یتناول أصحاب الكبیرة من أهل القبلة فلا یتناولهم قسیمه وَ یَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً یعنی الفریقین جمیعا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ الزموا مكانكم حتی تنظروا ما یفعل بكم أَنْتُمْ تأكید للضمیر المنتقل إلیه من عامله وَ شُرَكاؤُكُمْ عطف علیه فَزَیَّلْنا بَیْنَهُمْ ففرقنا بینهم و قطعنا الوصل التی كانت بینهم وَ قالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِیَّانا تَعْبُدُونَ مجاز عن براءة ما عبدوه من عبادتهم فإنهم إنما عبدوا فی الحقیقة أهواءهم لأنها الآمرة بالإشراك لا ما أشركوا به و قیل ینطق اللّٰه الأصنام فتشافههم بذلك مكان الشفاعة التی توقعوا منها و قیل المراد بالشركاء الملائكة و المسیح و قیل الشیاطین إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِینَ إن هی المخففة من المثقلة و اللام هی الفارقة هُنالِكَ فی ذلك المقام تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ تختبر ما قدمت من عمل فتعاین نفعه و ضره وَ رُدُّوا إِلَی اللَّهِ إلی جزائه إیاهم بما أسلفوا مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ربهم و متولی أمرهم علی الحقیقة لا ما اتخذوه مولی وَ ضَلَّ عَنْهُمْ و ضاع عنهم ما كانُوا یَفْتَرُونَ من أنهم آلهتهم تشفع لهم أو ما كانوا یدعون أنها آلهة.

و فی قوله تعالی وَ لَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ بالشرك أو التعدی علی الغیر ما فِی الْأَرْضِ من خزائنها و أموالها لَافْتَدَتْ بِهِ لجعلته فدیة لها من العذاب من قولهم افتداه بمعنی فداه وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ لأنهم بهتوا بما عاینوا مما لم یحتسبوا من فظاعة الأمر و هوله فلم یقدروا أن ینطقوا و قیل أَسَرُّوا النَّدامَةَ أخلصوها لأن إخفاءها إخلاصها أو لأنه یقال سر الشی ء لخالصته من

ص: 145

حیث إنها تخفی و تضن بها و قیل أظهروها من قولهم سر الشی ء و أسره إذا أظهره.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله عز و جل أَلا إِنَّ أَوْلِیاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ بین سبحانه أن المطیعین لله الذین تولوا القیام بأمره و تولاهم سبحانه بحفظه و حیاطته لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ یوم القیامة من العقاب وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ أی لا یخافون و اختلف فی أولیاء اللّٰه فقیل هم قوم ذكرهم اللّٰه بما هم علیه من سیماء الخیر و الإخبات و قیل هم المتحابون فی اللّٰه ذكر ذلك فی خبر مرفوع و قیل هم الذین آمنوا و كانوا یتقون قد بینهم فی الآیة التی بعدها و قیل إنهم الذین أدوا فرائض اللّٰه و أخذوا بسنن رسول اللّٰه، و تورعوا عن محارم اللّٰه، و زهدوا فی عاجل هذه الدنیا، و رغبوا فیما عند اللّٰه و اكتسبوا الطیب من رزق اللّٰه لمعایشهم لا یریدون به التفاخر و التكاثر ثم أنفقوه فیما یلزمهم من حقوق واجبة فأولئك الذین یبارك اللّٰه لهم فیما اكتسبوا و یثابون علی ما قدموا منه لآخرتهم و هو المروی عن علی بن الحسین علیهما السلام و قیل هم الذین توالت أفعالهم علی موافقة الحق الَّذِینَ آمَنُوا أی صدقوا باللّٰه و اعترفوا بوحدانیته وَ كانُوا یَتَّقُونَ مع ذلك معاصیه لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ فیه أقوال أحدها أن البشری فی الحیاة الدنیا هی ما بشرهم اللّٰه به فی القرآن و ثانیها أن البشارة فی الحیاة الدنیا بشارة الملائكة للمؤمنین عند موتهم ب أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ و ثالثها أنها فی الدنیا الرؤیا الصالحة یراها المؤمن أو تری له وَ فِی الْآخِرَةِ بالجنة و هی ما تبشرهم الملائكة عند خروجهم من القبور و فی القیامة إلی أن یدخلوا الجنة یبشرونهم بها حالا بعد حال و هو المروی عن أبی جعفر علیه السلام و روی ذلك فی حدیث مرفوع عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لا تَبْدِیلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ أی لا خلف لما وعد اللّٰه تعالی من الثواب. و فی قوله سبحانه لِلَّذِینَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنی أی الخصلة الحسنی و الحالة الحسنی و هی صفة الثواب و الجنة وَ الَّذِینَ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَهُ أی لله فلم یؤمنوا به لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أی جعلوا ذلك فدیة أنفسهم من العذاب و لم یقبل ذلك منهم أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ فیه أقوال أحدها أن سوء

ص: 146

الحساب أخذهم بذنوبهم كلها من دون أن یغفر لهم شی ء منها و یؤید ذلك ما جاء فی الحدیث من نوقش الحساب عذب فیكون سوء الحساب المناقشة و الثانی هو أن یحاسبوا للتقریع و التوبیخ فإن الكافر یحاسب علی هذا الوجه و المؤمن یحاسب لیسر بما أعد اللّٰه له و الثالث هو أن لا یقبل لهم حسنة و لا یغفر لهم سیئة و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و الرابع أن سوء الحساب هو سوء الجزاء فسمی الجزاء حسابا لأن فیه إعطاء المستحق حقه وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ أی مصیرهم إلی جهنم وَ بِئْسَ الْمِهادُ أی و بئس ما مهدوا لأنفسهم و المهاد الفراش الذی یوطأ لصاحبه و سمی النار مهادا لأنه فی موضع المهاد لهم.

و فی قوله سبحانه لِیَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ اللام للعاقبة كامِلَةً أی تامة یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِینَ یُضِلُّونَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ أی و یحملون مع أوزارهم بعض أوزار الذین أضلوهم عن سبیل اللّٰه و هو وزر الإضلال و الإغواء و لم یحملوا وزر غوایتهم و ضلالتهم و قوله بِغَیْرِ عِلْمٍ معناه من علم منهم بذلك بل جاهلین به أَلا ساءَ ما یَزِرُونَ أی بئس الحمل حملهم فی الآثام.

و فی قوله سبحانه ثُمَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ یُخْزِیهِمْ أی یذلهم و یفضحهم یوم القیامة علی رءوس الأشهاد و یهینهم بالعذاب وَ یَقُولُ علی سبیل التوبیخ لهم و التهجین أَیْنَ شُرَكائِیَ الذین كنتم تشركونهم معی فی العبادة علی زعمكم الَّذِینَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ أی تعادون المؤمنین فِیهِمْ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ باللّٰه و بدینه و شرائعه من المؤمنین و قیل هم الملائكة عن ابن عباس إِنَّ الْخِزْیَ الْیَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَی الْكافِرِینَ أی إن الهوان الیوم و العذاب الذی یسوء علی الجاحدین لنعم اللّٰه المنكرین لتوحیده و صدق رسله الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ أی الذین یقبض ملك الموت و أعوانه أرواحهم ففارقوا الدنیا و هم ظالمون لأنفسهم بإصرارهم علی الكفر فَأَلْقَوُا السَّلَمَ (1)أی

ص: 147


1- قال الرضی رضوان اللّٰه علیه: هذه استعارة، و لیس هناك شی ء یلقی علی الحقیقة، و انما المراد بذلك طلب المسالمة عن ذل و استكانة و التماس و شفاعة، و قد یجوز أن یكون معنی «فَأَلْقَوُا السَّلَمَ» أی استسلموا و سلموا فكانوا كمن طرح آلة المقارعة و نزع شكة المحاربة.

استسلموا للحق و انقادوا حین لا ینفعهم الانقیاد و الإذعان یقولون ما كُنَّا نَعْمَلُ عند أنفسنا مِنْ سُوءٍ أی معصیة فكذبهم اللّٰه تعالی و قال بَلی قد فعلتم إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فی الدنیا من المعاصی و غیرها و قیل القائل المؤمنون الذین أوتوا العلم أو الملائكة فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ أی طبقاتهم و دركاتها.

و فی قوله تعالی وَ یَوْمَ یَقُولُ یرید یوم القیامة یقول اللّٰه للمشركین و عبدة الأصنام نادُوا شُرَكائِیَ الَّذِینَ زَعَمْتُمْ فی الدنیا أنهم شركائی لیدفعوا عنكم العذاب فَدَعَوْهُمْ یعنی المشركین یدعون أولئك الشركاء فَلَمْ یَسْتَجِیبُوا لَهُمْ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ أی بین المؤمنین و الكافرین مَوْبِقاً و هو اسم واد عمیق فرق اللّٰه به بین أهل الهدی و أهل الضلالة و قیل بین المعبودین و عبدتهم مَوْبِقاً أی حاجزا عن ابن الأعرابی أی فأدخلنا من كانوا یزعمون أنهم معبودهم مثل الملائكة و المسیح الجنة و أدخلنا الكفار النار و قیل معناه جعلنا مواصلتهم فی الدنیا موبقا أی مهلكا لهم فی الآخرة عن الفراء و قتادة و ابن عباس فالبین علی هذا القول معناه التواصل و قیل مَوْبِقاً عداوة عن الحسن و روی عن أنس أنه قال الموبق واد فی جهنم من قیح و دم وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ یعنی المشركون رأوا النار و هی تتلظی حنقا علیهم عن ابن عباس و قیل عام فی أصحاب الكبائر فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها أی علموا أنهم داخلون فیها وَ لَمْ یَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً أی معدلا و موضعا ینصرفون إلیه لیتخلصوا منها.

و فی قوله تعالی فَلا تَعْجَلْ عَلَیْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا أی لا تستعجل لهم العذاب فإن مدة بقائهم قلیلة فإنا نعد لهم الأیام و السنین و قیل معناه نعد أنفاسهم و قیل نعد أعمالهم یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً أی اذكر لهم یا محمد الیوم الذی نجمع فیه من اتقی اللّٰه فی الدنیا بطاعته و اجتناب معاصیه إِلَی الرَّحْمنِ أی إلی جنته و دار كرامته وفودا و جماعات و قیل ركبانا یؤتون بنوق لم یر مثلها علیها رحائل الذهب و أزمتها الزبرجد فیركبون علیها حتی یضربوا أبواب الجنة عن أمیر المؤمنین علیه السلام و ابن عباس وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِینَ إِلی جَهَنَّمَ وِرْداً أی و نحث المجرمین علی السیر إلی جهنم عطاشا كالإبل التی ترد عطاشا مشاة علی أرجلهم و سمی

ص: 148

العطاش وردا لأنهم یردون لطلب الماء و قیل الورد النصیب أی هم نصیب جهنم من الفریقین و المؤمنون نصیب الجنة.

و فی قوله سبحانه فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً أی عیشا ضیقا و قیل هو عذاب القبر و قیل هو طعام الضریع و الزقوم فی جهنم وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی أی أعمی البصر و قیل أعمی عن الحجة و الأول هو الوجه قال الفراء یقال إنه یخرج من قبره بصیرا فیعمی فی حشره

وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ رَجُلٍ لَمْ یَحُجَّ وَ لَهُ مَالٌ قَالَ هُوَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ أَعْمَی قَالَ أَعْمَاهُ اللَّهُ عَنْ طَرِیقِ الْحَقِّ.

قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آیاتُنا فَنَسِیتَها هذا جواب من اللّٰه سبحانه و معناه كما حشرناك أعمی جاءك محمد و القرآن و الدلائل فأعرضت عنها و تعرضت لنسیانها فإن النسیان لیس من فعل الإنسان فیؤاخذ علیه وَ كَذلِكَ الْیَوْمَ تُنْسی أی تصیر بمنزلة من ترك كالمنسی بعذاب لا یفنی.

و فی قوله سبحانه لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ أی الخوف الأعظم و هو عذاب النار إذا أطبقت علی أهلها و قیل هو النفخة الأخیرة لقوله تعالی یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ و قیل هو حین یؤمر بالعبد إلی النار و قیل هو حین یذبح الموت علی صورة كبش أملح و ینادی یا أهل الجنة خلود و لا موت و یا أهل النار خلود و لا موت

وَ رَوَی أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ثَلَاثَةٌ عَلَی كُثْبَانٍ مِنْ مِسْكٍ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ لَا یَكْتَرِثُونَ لِلْحِسَابِ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ مُحْتَسِباً ثُمَّ أَمَّ قَوْماً مُحْتَسِباً وَ رَجُلٌ أَذَّنَ مُحْتَسِباً وَ مَمْلُوكٌ أَدَّی حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَقَّ مَوَالِیهِ.

وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ أی تستقبلهم الملائكة بالتهنئة یقولون لهم هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فی الدنیا فأبشروا بالأمن و الفوز.

و فی قوله عز و جل وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ أی یجمعهم وَ ما یَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ یعنی عیسی و عزیر أو الملائكة و قیل یعنی الأصنام فَیَقُولُ اللّٰه لهؤلاء المعبودین أَ أَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِی هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِیلَ أی طریق الجنة و النجاة قالُوا یعنی المعبودین من الملائكة و الإنس أو الأصنام إذا أحیاهم اللّٰه سبحانه و أنطقهم سُبْحانَكَ

ص: 149

أی تنزیها لك عن الشریك ما كانَ یَنْبَغِی لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِیاءَ أی لیس لنا أن نوالی أعداءك بل أنت ولینا من دونهم و قیل معناه ما كان یجوز لنا و للعابدین و ما كان یحق لنا أن نأمر أحدا بأن یعبدنا فإنا لو أمرناهم بذلك لكنا والیناهم و نحن لا نوالی من یكفر بك وَ لكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَ آباءَهُمْ حَتَّی نَسُوا الذِّكْرَ معناه و لكن طولت أعمارهم و أعمار آبائهم و أمددتهم بالأموال و الأولاد بعد موت الرسل حتی نسوا الذكر المنزل علی الأنبیاء و تركوه وَ كانُوا قَوْماً بُوراً أی هلكی فاسدین هذا تمام الحكایة عن قول المعبودین فیقول اللّٰه سبحانه فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ أی كذبكم المعبودون أیها المشركون بِما تَقُولُونَ أی بقولكم إنهم آلهة شركاء لله و من قرأ بالیاء فالمعنی فقد كذبوكم بقولهم سُبْحانَكَ ما كانَ یَنْبَغِی لَنا الآیة فما یستطیعون صرفا أی فما یستطیع المعبودون صرف العذاب عنكم و لا نصركم بدفع العذاب عنكم و من قرأ بالتاء فالمعنی فما تستطیعون أیها المتخذون الشركاء صرف العذاب عن أنفسكم و لا أن تنصروها. و فی قوله عز و جل یَوْمَ یَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ یعنی یوم القیامة لا بُشْری یَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِینَ أی لا بشارة لهم بالجنة و الثواب و المراد بالمجرمین هنا الكفار وَ یَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً أی و یقول الملائكة لهم حراما محرما علیكم سماع البشری و قیل معناه و یقول المجرمون للملائكة كما كانوا یقولون فی الدنیا إذا لقوا من یخافون منه القتل حجرا محجورا دماؤنا قال الخلیل كان الرجل یری الرجل الذی یخاف منه القتل فی الجاهلیة فی الأشهر الحرم فیقول حجرا محجورا أی حرام علیك حرمتی فی هذه الشهر فلا یبدؤه بشر فإذا كان یوم القیامة رأوا الملائكة فقالوا ذلك ظنا منهم أنهم ینفعهم و قیل معناه حراما محرما أن یدخل الجنة إلا من قال لا إله إلا اللّٰه عن عطاء عن ابن عباس و قیل یقولون حجرا محجورا علیكم أن تتعوذوا و إلا فلا معاذ لكم وَ قَدِمْنا إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ أی قصدنا و عمدنا إلی ما عمله الكفار فی الدنیا مما رجوا به النفع و الأجر و طلبوا به الثواب و البر فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً و هو الغبار یدخل الكوة فی شعاع الشمس و قیل هو رهج (1)الدواب و قیل هو ما تسفیه الریاح

ص: 150


1- الرهج بفتح الراء و الهاء و سكون الثانی: ما اثیر من الغبار.

و تذریه من التراب و قیل هو الماء المهراق و المنثور المتفرق و هذا مثل و المعنی یذهب أعمالهم باطلا فلم ینتفعوا بها من حیث عملوها لغیر اللّٰه ثم ذكر سبحانه فضل أهل الجنة علی أهل النار فقال أَصْحابُ الْجَنَّةِ یَوْمَئِذٍ یعنی یوم القیامة خَیْرٌ مُسْتَقَرًّا أی أفضل منزلا فی الجنة وَ أَحْسَنُ مَقِیلًا أی موضع قائلة قال الأزهری القیلولة عند العرب الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر و إن لم یكن مع ذلك نوم و الدلیل علی ذلك أن الجنة لا نوم فیها و قال ابن عباس و ابن مسعود لا ینتصف النهار یوم القیامة حتی یقیل أهل الجنة فی الجنة و أهل النار فی النار قال البلخی معنی خیر و أحسن هنا أنه خیر فی نفسه و حسن فی نفسه لا بمعنی أنه أفضل من غیره وَ یَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ أی تتشقق السماء و علیها غمام كما یقال ركب الأمیر بسلاحه و قیل تتشقق السماء عن الغمام الأبیض و إنما تتشقق لنزول الملائكة و هو قوله وَ نُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِیلًا و قال ابن عباس تتشقق السماء الدنیا فینزل أهلها و هم أكثر ممن فی الأرض من الجن و الإنس ثم تتشقق السماء الثانیة فتنزل أهلها و هم أكثر ممن فی السماء الدنیا و من الجن و الإنس ثم كذلك حتی تتشقق السماء السابعة و أهل كل سماء یزیدون علی أهل كل سماء التی قبلها الْمُلْكُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ أی الملك الذی هو الملك حقا ملك الرحمن یوم القیامة و یزول ملك سائر الملوك فیه وَ كانَ یَوْماً عَلَی الْكافِرِینَ عَسِیراً لشدته و مشقته علیهم و یهون علی المؤمنین كأنهم فی صلاة صلوها فی دار الدنیا وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ ندما و تأسفا و قیل هو عقبة بن أبی معیط و تذهبان إلی المرفقین ثم تنبتان و لا یزال هكذا كلما نبتت یده أكلها ندامة علی ما فعل یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا أی لیتنی اتبعت محمدا و اتخذت معه سبیلا إلی الهدی یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً یعنی أبیا خَلِیلًا و قیل أراد به الشیطان و إن قلنا إن المراد بالظالم هاهنا جنس الظلمة فالمراد به كل خلیل یضل عن الدین لَقَدْ أَضَلَّنِی أی صرفنی و ردنی عَنِ الذِّكْرِ أی القرآن و الإیمان به بَعْدَ إِذْ جاءَنِی مع الرسول ثم قال اللّٰه تعالی وَ كانَ الشَّیْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا لأنه یتبرأ منه فی الآخرة و یسلمه

ص: 151

إلی الهلاك و لا یغنی عنه شیئا وَ قالَ الرَّسُولُ یعنی محمدا صلی اللّٰه علیه و آله یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً یعنی هجروا القرآن و هجرونی و كذبونی و قیل إن قال معناه و یقول.

و فی قوله سبحانه نقلا عن إبراهیم علیه السلام وَ لا تُخْزِنِی أی لا تفضحنی و لا تعیرنی بذنب یَوْمَ یُبْعَثُونَ و هذا الدعاء كان منه علیه السلام علی وجه الانقطاع إلی اللّٰه لما بینا أن القبیح لا یجوز وقوعه من الأنبیاء علیهم السلام ثم فسر ذلك الیوم بأن قال یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إذ لا یتهیأ لذی مال أن یفتدی من شدائد ذلك الیوم به و لا یتحمل من صاحب البنین بنوه شیئا من معاصیه إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ من الشرك و الشك و قیل من الفساد و المعاصی و إنما خص القلب بالسلامة لأنه إذا سلم القلب سلم سائر الجوارح من الفساد من حیث إن الفساد بالجارحة لا یكون إلا عن قصد بالقلب الفاسد.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هُوَ الْقَلْبُ الَّذِی سَلِمَ مِنْ حُبِّ الدُّنْیَا.

وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ أی قربت لهم لیدخلوها وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ أی أظهرت و كشفت الغطاء عنها للضالین عن طریق الحق و الصواب وَ قِیلَ لَهُمْ علی وجه التوبیخ أَیْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ من الأصنام و الأوثان و غیرهما هَلْ یَنْصُرُونَكُمْ بدفع العذاب عنكم أَوْ یَنْتَصِرُونَ لكم إذا عوقبتم و قیل یَنْتَصِرُونَ أی یمتنعون من العذاب فَكُبْكِبُوا فِیها أی جمعوا و طرح بعضهم علی بعض و قیل نكسوا فیها علی وجوههم هُمْ یعنی الآلهة وَ الْغاوُونَ أی و العابدون وَ جُنُودُ إِبْلِیسَ أَجْمَعُونَ أی و كبكب معهم جنود إبلیس یرید من اتبعه من ولده و ولد آدم قالُوا وَ هُمْ فِیها یَخْتَصِمُونَ أی قال هؤلاء و هم فی النار یخاصم بعضهم بعضا تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ إن هی المخففة إِذْ نُسَوِّیكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِینَ أی عدلناكم به فی توجیه العبادة إلیكم وَ ما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ الذین اقتدینا بهم و قیل إلا الشیاطین فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ یشفعون لنا و یسألون فی أمرنا وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ أی ذی قرابة یهمه أمرنا و ذلك حین یشفع الملائكة و النبیون و المؤمنون.

ص: 152

وَ فِی الْخَبَرِ الْمَأْثُورِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ یَقُولُ فِی الْجَنَّةِ مَا فَعَلَ صَدِیقِی فُلَانٌ وَ صَدِیقُهُ فِی الْجَحِیمِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أَخْرِجُوا لَهُ صَدِیقَهُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَقُولُ مَنْ بَقِیَ فِی النَّارِ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَنَشْفَعَنَّ لِشِیعَتِنَا حَتَّی یَقُولَ النَّاسُ فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ إِلَی قَوْلِهِ فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی حَتَّی یَقُولَ عَدُوُّنَا.

ثم قالوا فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً أی رجعة إلی الدنیا فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ المصدقین لتحل لنا الشفاعة.

و فی قوله عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ أی بكلمة التوحید و الإخلاص و قیل بالإیمان فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها قال ابن عباس أی فمنها یصل الخیر إلیه و المعنی فله من تلك الحسنة خیر یوم القیامة و هو الثواب و الأمان من العقاب فخیر هاهنا اسم و لیس بالذی هو بمعنی الأفضل و قیل معناه فله أفضل منها فی عظم النفع لأنه یعطی بالحسنة عشرا وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ قال الكلبی إذا أطبقت النار علی أهلها فزعوا فزعة لم یفزعوا مثلها و أهل الجنة آمنون من ذلك الفزع وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ أی بالمعصیة الكبیرة التی هی الكفر و الشرك عن ابن عباس و أكثر المفسرین فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ أی ألقوا فی النار منكوسین هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ یعنی أن هذا جزاء فعلكم و لیس بظلم

حَدَّثَنَا السَّیِّدُ مَهْدِیُّ بْنُ نِزَارٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَسْكَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیُّ (1)عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 153


1- أسماه الشیخ فی رجاله بعبید بن عبد، و عده من رجال أمیر المؤمنین علیه السلام و عده البرقی من خواصه من مضر، و قال ابن حجر فی التقریب «ص 567»: أبو عبد اللّٰه الجدلی اسمه عبد أبو عبد الرحمن بن عبد ثقة، رمی بالتشیع، من كبار الثالثة انتهی. و الجدلی بفتح الاولین منسوب إلی جدیلة و هم بطن من قیس عیلان، و هم: «فهم و عدوان» ابنا عمرو بن قیس عیلان، امهم جدیلة؛ قاله ابن الأثیر فی اللباب «ج 1 ص 214».

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها إِلَی قَوْلِهِ تَعْمَلُونَ قَالَ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ الْحَسَنَةُ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ السَّیِّئَةُ بُغْضُنَا.

و فی قوله سبحانه أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً من ثواب الجنة و نعیمها فَهُوَ لاقِیهِ أی واصل إلیه كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَیاةِ الدُّنْیا من الأموال و غیرها ثُمَّ هُوَ یَوْمَ الْقِیامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِینَ للجزاء و العقاب و قیل من المحضرین فی النار وَ یَوْمَ یُنادِیهِمْ أی و اذكروا یوم ینادی اللّٰه الكفار و هو یوم القیامة و هذا نداء تقریع و تبكیت فَیَقُولُ أَیْنَ شُرَكائِیَ الَّذِینَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أنهم شركائی فی الإلهیة و تعبدونهم و تدعون أنهم ینفعونكم قالَ الَّذِینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ أی حق علیهم الوعید بالعذاب من الجن و الشیاطین و الذین أغووا الخلق من الإنس رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِینَ أَغْوَیْنا یعنون أتباعهم أَغْوَیْناهُمْ كَما غَوَیْنا أی أضللناهم عن الدین بدعائنا إیاهم إلی الضلال كما ضللنا نحن أنفسنا تَبَرَّأْنا إِلَیْكَ منهم و من أفعالهم ما كانُوا إِیَّانا یَعْبُدُونَ أی لم یكونوا یعبدوننا بل كانوا یعبدون الشیاطین الذین زینوا لهم عبادتنا و قیل معناه لم یعبدونا باستحقاق و حجة وَ قِیلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ أی و یقال للأتباع ادعوا الذین عبدتموهم من دون اللّٰه لینصروكم و یدفعوا عنكم عذاب اللّٰه فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ یَسْتَجِیبُوا لَهُمْ أی فیدعونهم فلا یجیبونهم إلی ملتمسهم وَ رَأَوُا الْعَذابَ أی یرون العذاب لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا یَهْتَدُونَ جواب لو محذوف أی لما اتبعوهم و قال البیضاوی و قیل لو للتمنی أی تمنوا أنهم كانوا مهتدین.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه وَ یَوْمَ یُنادِیهِمْ فَیَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِینَ أی ما كان جوابكم لمن أرسل إلیكم من النبیین و هذا سؤال تقدیر للذنب و هو نداء یجمع العلم و العمل فإن الرسل یدعون إلی العلم و العمل جمیعا فكأنه قیل لهم ما ذا علمتم و ما ذا عملتم فَعَمِیَتْ عَلَیْهِمُ الْأَنْباءُ یَوْمَئِذٍ أی خفیت و أشبهت علیهم طرق الجواب فصاروا كالأعمی و قیل معناه فالتبست علیهم الحجج و سمیت حججهم أنباء لأنها أخبار یخبر بها و هم لا یحتجون و لا ینطقون بحجة لأن اللّٰه تعالی أدحض حجتهم و أكل ألسنتهم فسكتوا فذلك قوله فَهُمْ لا یَتَساءَلُونَ أی لا یسأل بعضهم بعضا عن

ص: 154

الحجج و قیل لا یسأل بعضهم بعضا عن حاله لشغله بنفسه أو لا یسأل بعضهم بعضا عن العذر الذی یعتذر به فی الجواب فلا یجیبون و قیل لا یتساءلون بالأنساب و القرابة كما فی الدنیا و قیل لا یسأل بعضهم بعضا أن یحمل ذنوبه عنه.

و فی قوله تعالی یُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ أی ییأس الكافرون من رحمة اللّٰه و نعمه التی یفیضها علی المؤمنین و قیل یتحیرون و تنقطع حجتهم بظهور جلائل آیات الآخرة التی تقع عندها علم الضرورة وَ كانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِینَ أی یتبرءون عن الأوثان و ینكرون كونها آلهة یَوْمَئِذٍ یَتَفَرَّقُونَ فیصیر المؤمنون أصحاب الیمین و المشركون أصحاب الشمال فیتفرقون تفرقا لا یجتمعون بعده و قال الحسن لئن كانوا اجتمعوا فی الدنیا لیتفرقن یوم القیامة هؤلاء فی أعلی علیین و هؤلاء فی أسفل السافلین فَهُمْ فِی رَوْضَةٍ یُحْبَرُونَ أی فی الجنة ینعمون و یسرون سرورا یتبین أثره علیهم و قال ابن عباس أی یكرمون و قیل یلذذون بالسماع فَأُولئِكَ فِی الْعَذابِ مُحْضَرُونَ أی فیه محصلون و لفظة الإحضار لا یستعمل إلا فیما یكرهه الإنسان كما یقال أحضر فلان مجلس القضاء.

و فی قوله تعالی وَ لَوْ تَری یا محمد أو أیها الإنسان إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ أی یوم القیامة حین یكون المجرمون مطاطئی رءوسهم و مطرقیها حیاء و ندما و ذلا عِنْدَ رَبِّهِمْ أی عند ما یتولی اللّٰه سبحانه حساب خلقه یقولون رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا أی أبصرنا الرشد و سمعنا الحق و قیل معناه أبصرنا صدق وعدك و سمعنا منك تصدیق رسلك و قیل معناه إنا كنا بمنزلة العمی فأبصرنا و بمنزلة الصم فسمعنا فَارْجِعْنا أی فارددنا إلی دار التكلیف نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ الیوم لا نرتاب شیئا من الحق و الرسالة.

و قال البیضاوی فی قوله عز و جل وَ لَوْ تَری إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ أی فی موضع المحاسبة یَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ الْقَوْلَ یتحاورون و یتراجعون القول یَقُولُ الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا یقول الأتباع لِلَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا للرؤساء لَوْ لا أَنْتُمْ لو لا إضلالكم و صدكم إیانا عن الإیمان لَكُنَّا مُؤْمِنِینَ باتباع الرسول

ص: 155

قالَ الَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا الآیة أنكروا أنهم كانوا صادین لهم عن الإیمان و أثبتوا أنهم هم الذین صدوا أنفسهم حیث أعرضوا عن الهدی و آثروا التقلید علیه وَ قالَ الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا الآیة إضراب عن إضرابهم أی لم یكن أجرامنا الصد بل مكركم لنا دائبا لیلا و نهارا حتی أغرتم علینا رأینا وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ أی و أضمر الفریقان الندامة علی الضلال و الإضلال و أخفاها كل عن صاحبه مخافة التعییر أو أظهروها فإنه من الأضداد إذ الهمزة تصلح للإثبات و السلب كما فی أشكیته. و فی قوله عز و جل و یوم نحشرهم جمیعا المستكبرین و المستضعفین ثم نقول للملائكة أ هؤلاء إیاكم كانوا یعبدون تقریعا للمشركین و تبكیتا لهم (1)و إقناطا لهم عما یتوقعون من شفاعتهم و تخصیص الملائكة لأنهم أشرف شركائهم و الصالحون للخطاب منهم و لأن عبادتهم مبدأ الشرك و أصله و قرأ حفص بالیاء فیهما قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِیُّنا مِنْ دُونِهِمْ أنت الذی نوالیه من دونهم لا موالاة بیننا و بینهم كأنهم بینوا بذلك براءتهم من الرضا بعبادتهم ثم أضربوا عن ذلك و نفوا أنهم عبدوهم علی الحقیقة بقولهم بَلْ كانُوا یَعْبُدُونَ الْجِنَّ أی الشیاطین حیث أطاعوهم فی عبادة غیر اللّٰه و قیل كانوا یتمثلون و یخیلون إلیهم أنهم الملائكة فیعبدونهم أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ الضمیر الأول للإنس أو للمشركین و الأكثر بمعنی الكل و الثانی للجن.

و فی قوله سبحانه وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا عند الموت أو البعث أو یوم بدر و جواب لو محذوف لرأیت أمرا فظیعا فَلا فَوْتَ فلا یفوتون اللّٰه بهرب أو تحصن وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ من ظهر الأرض إلی بطنها أو من الموقف إلی النار أو من صحراء بدر إلی القلیب (2)وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ بمحمد وَ أَنَّی لَهُمُ التَّناوُشُ و من أین لهم أن یتناولوا الإیمان تناولا سهلا مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ فإنه فی حیز التكلیف و قد بعد عنهم و هو تمثیل حالهم فی الاستخلاص بالإیمان بعد ما فات و بعد عنهم بحال من یرید أن یتناول الشی ء من غلوة تناوله من ذراع وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ بمحمد أو بالعذاب مِنْ قَبْلُ من قبل ذلك

ص: 156


1- التقریع و التبكیت: التعنیف.
2- القلیب: البئر.

أوان التكلیف وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ و یرجمون بالظن و یتكلمون بما لم یظهر لهم فی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله من المطاعن أو فی العذاب من البت علی نفیه مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ من جانب بعید من أمره و هی الشبه التی تمحلوها فی أمر الرسول أو حال الآخرة كما حكاه من قبل وَ حِیلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ ما یَشْتَهُونَ من نفع الإیمان و النجاة من النار كَما فُعِلَ بِأَشْیاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ بأشباههم من كفرة الأمم الدارجة إِنَّهُمْ كانُوا فِی شَكٍّ مُرِیبٍ موقع فی الریبة أو ذا ریبة.

و فی قوله عز و جل وَ امْتازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ و انفردوا عن المؤمنین و ذلك حین یسار بهم إلی الجنة و قیل اعتزلوا من كل خیر أو تفرقوا فی النار فإن لكل كافر بیتا ینفرد به لا یری و لا یری أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْكُمْ من جملة ما یقال لهم تقریعا و إلزاما للحجة و عهده إلیهم ما نصب لهم من الدلائل العقلیة و السمعیة الآمرة بعبادته الزاجرة عن عبادة غیره و جعلها عبادة الشیطان لأنه الآمر بها المزین لها هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ إشارة إلی ما عهد إلیهم أو إلی عبادته و الجبل الخلق الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ نمنعها عن الكلام وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ بظهور آثار المعاصی علیها و دلالتها علی أفعالها أو بإنطاق اللّٰه إیاها

وَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّهُمْ یَجْحَدُونَ وَ یُخَاصِمُونَ فَیُخْتَمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ.

و فی قوله سبحانه احْشُرُوا الَّذِینَ ظَلَمُوا أمر اللّٰه للملائكة أو أمر بعضهم لبعض بحشر الظلمة من مقامهم إلی الموقف و قیل منه إلی الجحیم وَ أَزْواجَهُمْ و أشباههم عابد الصنم مع عبدة الصنم و عابد الكوكب مع عبدته أو نساؤهم اللاتی علی دینهم أو قرناؤهم من الشیاطین وَ ما كانُوا یَعْبُدُونَ من دون اللّٰه الأصنام و غیرها زیادة فی تحسیرهم و تخجیلهم و هو عام مخصوص بقوله إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی الآیة و فیه دلیل علی أن الذین ظلموا المشركون فَاهْدُوهُمْ إِلی صِراطِ الْجَحِیمِ فعرفوهم طریقها لیسلكوها وَ قِفُوهُمْ احبسوهم فی الموقف إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عن عقائدهم و أعمالهم و الواو لا یوجب الترتیب مع جواز أن تكون موقفهم و قال الطبرسی و قیل مسئولون عن ولایة علی بن أبی طالب علیهما السلام عن أبی سعید الخدری و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس مرفوعا حدثناه عن الحاكم أبی القاسم الحسكانی بالإسناد.

ص: 157

ثم قال البیضاوی ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ لا ینصر بعضكم بعضا بالتخلیص و هو توبیخ و تقریع بَلْ هُمُ الْیَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ منقادون لعجزهم و انسداد الحیل علیهم و أصل الاستسلام طلب السلامة أو متسالمون كأنه یسلم بعضهم بعضا و یخذله وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ یسأل بعض بعضا بالتوبیخ و لذا فسر بیتخاصمون قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْیَمِینِ عن أقوی الوجوه و أیمنها أو عن الدین أو عن الخیر كأنكم تنفعوننا نفع السانح (1)فتبعناكم و هلكنا مستعار من یمین الإنسان الذی هو أقوی الجانبین و أشرفه و أنفعه و لذلك سمی یمینا و یتیمن بالسانح أو عن القوة و القهر فتقسروننا علی الضلال أو عن الحلف فإنهم كانوا یحلفون لهم أنهم علی الحق قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِینَ الآیة أجابهم الرؤساء أولا بمنع إضلالهم بأنهم كانوا ضالین فی أنفسهم و ثانیا بأنهم ما أجبروهم علی الكفر إذ لم یكن لهم علیهم تسلط و إنما جنحوا إلیه لأنهم كانوا قوما مختارین للطغیان.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فَحَقَّ عَلَیْنا قَوْلُ رَبِّنا أی وجب علینا قول ربنا بأنا لا نؤمن و نموت علی الكفر أو وجب علینا العذاب الذی نستحقه علی الكفر و الإغراء.

و قال فی قوله عز و جل وَ بَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ یَكُونُوا یَحْتَسِبُونَ أی ظهر لهم یوم القیامة من صنوف العذاب ما لم یكونوا ینتظرونه و لا یظنونه واصلا إلیهم و لم یكن فی حسبانهم و قال السدی (2)ظنوا أعمالهم حسنات فبدت لهم سیئات وَ بَدا لَهُمْ

ص: 158


1- السانح: الذی یأتی من جانب الیمین، و یقابله البارح و هو الذی یأتی من جانب الیسار و العرب تتیمن بالأول و تتشاءم بالثانی.
2- بضم السین و تشدید الدال نسبة إلی سدة الجامع بالكوفة، و السدة: الباب، و الرجل هو إسماعیل بن عبد الرحمن بن أبی كریمة السدی أبو محمّد القرشیّ المفسر الكوفیّ المترجم فی رجال الشیخ فی باب أصحاب السجّاد و الباقر و الصادق علیهم السلام، و فی التقریب و اللباب و غیرهما من كتب العامّة و الخاصّة، قال ابن حجر فی التقریب «ص 43»: إسماعیل بن عبد الرحمن بن أبی كریمة السدی بضم السین و تشدید الدال أبو محمّد الكوفیّ، صدوق و رمی بالتشیع، من الرابعة، مات سنة سبع و عشرین انتهی. قلت: أراد سنة 127، و الرجل یعرف بالكبیر، و السدی الصغیر هو محمّد بن مروان ابن عبد اللّٰه بن إسماعیل الكوفیّ.

سَیِّئاتُ ما كَسَبُوا أی جزاء أعمالهم وَ حاقَ بِهِمْ أی نزل بهم ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ هو كل ما ینذرهم النبی صلی اللّٰه علیه و آله مما كانوا ینكرونه و یكذبون به.

و فی قوله تعالی أَنْ تَقُولَ أی خوف أن تقول أو حذرا من أن تقول نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ أی یا ندامتی علی ما ضیعت من ثواب اللّٰه و قیل قصرت فی أمر اللّٰه قال الفراء الجنب القرب أی فی قرب اللّٰه و جواره و قال الزجاج (1)أی فرطت فی الطریق الذی هو طریق اللّٰه فالجنب بمعنی الجانب.

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ.

وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِینَ أی و إنی كنت لمن المستهزءین بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و القرآن و بالمؤمنین فی الدنیا أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِی لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِینَ أی فعلنا ذلك كراهة أن تقول لو أراد اللّٰه هدایتی لكنت ممن یتقی معاصیه خوفا من عقابه و قیل إنهم لما لم ینظروا فی الأدلة و اشتغلوا بالأباطیل توهموا أن اللّٰه لم یهدهم فقالوا ذلك بالظن و لهذا رد اللّٰه علیهم بقوله بَلی قَدْ جاءَتْكَ آیاتِی و قیل معناه لو أن اللّٰه هدانی إلی النجاة بأن یردنی إلی حال التكلیف لكنت ممن یتقی المعاصی لَوْ أَنَّ لِی كَرَّةً أی رجعة إلی الدنیا وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ فزعموا أن له شریكا و ولدا وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْمُتَكَبِّرِینَ الذین تكبروا عن الإیمان باللّٰه هذا استفهام تقریر أی فیها مثواهم و مقامهم.

وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ خَیْثَمَةَ (2)قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ

ص: 159


1- بفتح الزای و الجیم المشددة یقال لمن یعمل الزجاج، و الرجل هو أبو إسحاق إبراهیم ابن السری بن سهل الزجاج النحوی، صاحب كتاب معانی القرآن، كان من أهل العلم بالادب و الدین المتین، روی عن المبرد و ثعلب، روی عنه علیّ بن عبد اللّٰه بن المغیرة الجوهریّ و غیره و كان یخرط الزجاج فنسب إلیه ثمّ تعلم الأدب و ترك ذلك، توفی ببغداد فی جمادی الآخرة سنة 311 قاله ابن الأثیر فی اللباب «ج 1 ص 497».
2- بتقدیم الیاء علی الثاء المثلثة مصغرا.

مَنْ حَدَّثَ عَنَّا بِحَدِیثٍ فَنَحْنُ مُسَائِلُوهُ عَنْهُ یَوْماً فَإِنْ صَدَقَ عَلَیْنَا فَإِنَّمَا یَصْدُقُ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ إِنْ كَذَبَ عَلَیْنَا فَإِنَّمَا یَكْذِبُ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ لِأَنَّا إِذَا حَدَّثْنَا لَا نَقُولُ قَالَ فُلَانٌ وَ قَالَ فُلَانٌ إِنَّمَا نَقُولُ قَالَ اللَّهُ وَ قَالَ رَسُولُهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ الْآیَةَ ثُمَّ أَشَارَ خَیْثَمَةُ إِلَی أُذُنَیْهِ فَقَالَ صَمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ.

-وَ رَوَی سَوْرَةُ بْنُ كُلَیْبٍ (1)قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ كُلُّ إِمَامٍ انْتَحَلَ إِمَامَةً لَیْسَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ فَاطِمِیّاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ فَاطِمِیّاً.

وَ یُنَجِّی اللَّهُ الَّذِینَ اتَّقَوْا معاصیه خوفا من عقابه بِمَفازَتِهِمْ أی بمنجاتهم من النار لا یَمَسُّهُمُ السُّوءُ أی لا یصیبهم المكروه و الشدّة وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ علی ما فاتهم من لذات الدنیا. و فی قوله سبحانه وَ سِیقَ الَّذِینَ كَفَرُوا أی یساقون سوقا فی عنف إِلی جَهَنَّمَ زُمَراً أی فوجا بعد فوج حَتَّی إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها و هی سبعة أبواب وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها الموكلون بها علی وجه التهجین و الإنكار أَ لَمْ یَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ أی من أمثالكم من البشر یَتْلُونَ عَلَیْكُمْ آیاتِ رَبِّكُمْ أی حججه و ما یدلكم علی معرفته و وجوب عبادته وَ یُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ یَوْمِكُمْ هذا أی یخوفونكم من مشاهدة هذا الیوم و عذابه قالُوا بَلی وَ لكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَی الْكافِرِینَ أی وجب العذاب علی من كفر باللّٰه لأنه أخبر بذلك و علم من یكفر و یوافی بكفره فقطع علی عقابه و لم یكن یقع شی ء علی خلاف ما علمه قِیلَ أی فیقول عند ذلك خزنة جهنم ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِینَ فِیها لا آخر لعقابكم فَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرِینَ عن الحق و قبوله جهنم وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً أی یساقون مكرمین زمرة بعد زمرة و إنما ذكر السوق علی وجه المقابلة حَتَّی إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها

ص: 160


1- بفتح السین فسكون الواو و فتح الراء، و كلیب وزان زبیر، هو سورة بن كلیب بن معاویة الأسدی عده الشیخ فی رجاله من أصحاب الامامین الصادقین علیهما السلام، و أورده العلامة فی القسم الأوّل من الخلاصة، و له روایة فی الكشّیّ یظهر منها حسن حاله و كونه ممن یصلح لان یسأل عنه زید بن علیّ.

قبل مجیئهم و هی ثمانیة وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها عند استقبالهم سَلامٌ عَلَیْكُمْ سلامة من اللّٰه علیكم یحیّونهم بالسلامة لیزدادوا بذلك سرورا و قیل هو دعاء لهم بالسلامة و الخلود أی سلمتم من الآفات طِبْتُمْ أی بالعمل الصالح فی الدنیا و طابت أعمالكم الصالحة و زكت و قیل معناه طابت أنفسكم بدخول الجنة و قیل إنهم طیبوا قبل دخول الجنة بالمغفرة و اقتص لبعضهم من بعض فلما هذبوا و طیبوا قال لهم الخزنة طبتم و قیل أی طاب لكم المقام و قیل إنهم إذا قربوا من الجنة یردون علی عین من الماء فیغتسلون بها و یشربون منها فیطهر اللّٰه أجوافهم فلا یكون بعد ذلك منهم حدث و أذی و لا تتغیر ألوانهم فتقول الملائكة طبتم فَادْخُلُوها خالِدِینَ وَ قالُوا أی و یقول أهل الجنة إذا دخلوها اعترافا منهم بنعم اللّٰه علیم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ الذی وعدناه علی ألسنة الرسل وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ أی أرض الجنة نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ أی نتخذ من الجنة مبوئا و مأوی حَیْثُ نَشاءُ و هذا إشارة إلی كثرة قصورهم و منازلهم و سعة نعمتهم فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ أی نعم ثواب المحسنین الجنة و النعیم فیها وَ تَرَی الْمَلائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ معناه و من عجائب أمور الآخرة أنك تری الملائكة محدقین بالعرش یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ أی ینزهون اللّٰه تعالی عما لا یلیق به و یذكرونه بصفاته التی هو علیها و قیل یحمدون اللّٰه تعالی حیث دخل الموحدون الجنة و قیل إن تسبیحهم فی ذلك الوقت علی سبیل التلذذ و التنعم لا علی وجه التعبد إذ لیس هناك تكلیف و قد عظم اللّٰه سبحانه أمر القضاء فی الآخرة بنصب العرش و قیام الملائكة حوله معظمین له سبحانه و مسبحین كما أن السلطان إذا أراد الجلوس للمظالم قعد علی سریره و أقام جنده حوله تعظیما لأمره و إن استحال كونه عز و جل علی العرش وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ أی و فصل بین الخلائق بالعدل وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ قیل من كلام أهل الجنة یقولون ذلك شكرا لله علی النعمة التامة و قیل إنه من كلام اللّٰه فقال فی ابتداء الخلق الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ و قال بعد إفناء الخلق ثم بعثهم و استقرار أهل الجنة فی الجنة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فوجب الأخذ بأدبه فی ابتداء كل أمر بالحمد و ختمه بالحمد.

ص: 161

و فی قوله سبحانه وَ یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهادُ جمع شاهد و هم الذین یشهدون بالحق للمؤمنین و علی المبطلین و الكافرین یوم القیامة و فی ذلك سرور للمحق و فضیحة للمبطل فی ذلك الجمع العظیم و قیل هم الملائكة و الأنبیاء و المؤمنون و قیل هم الحفظة من الملائكة یشهدون للرسل بالتبلیغ و علی الكفار بالتكذیب و قیل هم الأنبیاء وحدهم یشهدون للناس و علیهم.

و فی قوله سبحانه قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِیدٍ أی یقولون أعلمناك ما منا شاهد بأن لك شریكا یتبرءون من أن یكون مع اللّٰه شریك وَ ظَنُّوا أی أیقنوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِیصٍ أی من مهرب و ملجإ.

و فی قوله عز و جل یَقُولُونَ هَلْ إِلی مَرَدٍّ أی رجوع و رد إلی الدنیا مِنْ سَبِیلٍ تمنیا منهم لذلك وَ تَراهُمْ یُعْرَضُونَ عَلَیْها أی علی النار قبل دخولهم خاشِعِینَ مِنَ الذُّلِّ أی ساكنین متواضعین فی حال العرض یَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِیٍّ أی خفی النظر لما علیهم من الهوان یسارقون النظر إلی النار خوفا منها و ذلة فی نفوسهم و قیل خفی ذلیل عن ابن عباس و مجاهد و قیل من عین لا تفتح كلها و إنما نظروا ببعضها إلی النار وَ قالَ الَّذِینَ آمَنُوا لما رأوا عظیم ما نزل بالظالمین إِنَّ الْخاسِرِینَ فی الحقیقة هم الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بأن فوتوها الانتفاع بنعیم الجنة وَ أَهْلِیهِمْ أی و أولادهم و أزواجهم و أقاربهم لا ینتفعون بهم یَوْمَ الْقِیامَةِ لما حیل بینهم و بینهم و قیل و أهلیهم من الحور العین فی الجنة لو آمنوا أَلا إِنَّ الظَّالِمِینَ فِی عَذابٍ مُقِیمٍ هذا من قول اللّٰه تعالی و المقیم الدائم الذی لا زوال له وَ ما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِیاءَ أی أنصار یَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ و یدفعون عنهم عقابه وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِیلٍ یوصله إلی الجنة اسْتَجِیبُوا لِرَبِّكُمْ أی أجیبوا داعیه یعنی محمدا صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ أی لا رجوع بعده إلی الدنیا أو لا یقدر أحد علی رده و دفعه و هو و یوم القیامة أو لا یرد و لا یؤخر عن وقته و هو یوم الموت ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ یَوْمَئِذٍ أی معقل یعصمكم من العذاب وَ ما لَكُمْ مِنْ نَكِیرٍ أی إنكار و تغییر للعذاب و قیل من نصیر منكر لما یحل بكم.

ص: 162

و فی قوله عز و جل وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ أی یعرض عنه و قیل معناه و من یعم عنه نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ أی نخل بینه و بین الشیطان الذی یغویه فیصیر قرینه و قیل معناه نقرن به شیطانا فی الآخرة یلزمه فیذهب به إلی النار كما أن المؤمن یقرن به ملك فلا یفارقه حتی یصیر به إلی الجنة و قیل أراد به شیاطین الإنس نحو علماء السوء و رؤساء الضلالة وَ إِنَّهُمْ لَیَصُدُّونَهُمْ أی یصرفون هؤلاء الكفار عَنِ السَّبِیلِ أی عن طریق الحق وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ أی یحسب الكفار أنهم علی الهدی فیتبعونهم حَتَّی إِذا جاءَنا قرأ أهل العراق غیر أبی بكر جاءَنا علی الواحد و الباقون جاءانا علی الاثنین فعلی الثانی فالمعنی جاءنا الشیطان و من أغواه یوم القیامة و علی الأول فالمعنی حتی إذا جاءنا الكافر و علم ما یستحقه من العقاب قالَ لقرینه الذی أغواه یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ یعنی المشرق و المغرب فغلب أحدهما و المراد یا لیت بینی و بینك هذا البعد مسافة فلم أرك و لا اغتررت بك فَبِئْسَ الْقَرِینُ كنت لی فی الدنیا فبئس القرین أنت لی الیوم فإنهما یكونان مشدودین فی سلسلة واحدة زیادة عقوبة و غم عن ابن عباس و یقول اللّٰه سبحانه فی ذلك الیوم للكفار وَ لَنْ یَنْفَعَكُمُ الْیَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِی الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ أی لا یخفف الاشتراك عنكم شیئا من العذاب لأن لكل واحدة من الكفار و الشیاطین الحظ الأوفر من العذاب و قیل معناه أنه لا تسلی لهم عما هم فیه بما یرونه بغیرهم من العذاب لأنه قد یتسلی الإنسان عن المحنة إذا رأی أن عدوه فی مثلها و قال البیضاوی وَ لَنْ یَنْفَعَكُمُ الْیَوْمَ أی ما أنتم علیه من التمنی إِذْ ظَلَمْتُمْ إذ صح أنكم ظلمتم أنفسكم فی الدنیا أَنَّكُمْ فِی الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ لأن حقكم أن تشتركوا أنتم و شیاطینكم فی العذاب كما كنتم مشتركین فی سببه. و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله سبحانه الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ معناه إن الذین تخالوا و تواصلوا فی الدنیا یكون بعضهم أعداء لبعض ذلك الیوم یعنی یوم القیامة و هم الذین تخالوا علی الكفر و المعصیة و مخالفة النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما یری كل واحد منهم من العذاب بسبب تلك المصادقة ثم استثنی من جملة الأخلاء المتقین فقال

ص: 163

إِلَّا الْمُتَّقِینَ من المؤمنین الموحدین الذین خال بعضهم بعضا علی الإیمان و التقوی فإن تلك الخلة تتأكد بینهم یوم القیامة یا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمُ الْیَوْمَ أی یقال لهم وقت الخوف لا خوف علیكم من العذاب الیوم وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ من فوت الثواب.

و فی قوله تعالی وَ تَری كُلَّ أُمَّةٍ جاثِیَةً أی و تری یوم القیامة أهل كل ملة باركة علی ركبها عن ابن عباس و قیل باركة مستوفزة علی ركبها كهیئة قعود الخصوم بین یدی القضاة و قیل إن الجثو للكفار خاصة و قیل هو عام للكفار و المؤمنین ینتظرون الحساب كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعی إِلی كِتابِهَا أی كتاب أعمالها و قیل إلی كتابها المنزل علی رسولها لیسألوا عما عملوا به الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أی یقال لهم ذلك هذا كِتابُنا یَنْطِقُ عَلَیْكُمْ بِالْحَقِّ أی یشهد علیكم بالحق و المعنی نبینه بیانا شافیا حتی كأنه ناطق إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أی نستكتب الحفظة ما كنتم تعملون فی دار الدنیا و الاستنساخ الأمر بالنسخ قوله تعالی فِی رَحْمَتِهِ أی فی جنته و ثوابه قوله تعالی أَ فَلَمْ تَكُنْ آیاتِی تُتْلی عَلَیْكُمْ أی فیقال لهم ذلك فَاسْتَكْبَرْتُمْ أی تعظمتم عن قبولها وَ كُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِینَ أی كافرین كما قال أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ كَالْمُجْرِمِینَ قوله تعالی الْیَوْمَ نَنْساكُمْ أی نترككم فی العقاب كما تركتم التأهب للقاء یومكم هذا و قیل أی نحلكم فی العذاب محل المنسی كما أحللتم هذا الیوم محل المنسی قوله تعالی وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ أی لا یطلب منهم العتبی و الاعتذار لأن التكلیف قد زال و قیل أی لا یقبل منهم العتبی.

و فی قوله عز و جل یَسْعی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ (1)أی علی الصراط یوم القیامة و هو دلیلهم إلی الجنة و یرید بالنور الضیاء الذی یرونه و یمرون

ص: 164


1- قال الشریف الرضی قدس اللّٰه أسراره: هذه استعارة علی أحد التأویلین، و هو أن یكون المعنی: أن ایمانهم فی القیامة هاد لهم و مطرق بین أیدیهم، و واصل لاجنحتهم، فجری مجری النور الهادی فی طریقهم، بمعنی أنهم یسعون إلی الموقف غیر عاثرین و لا متعتعین و لا مخوفین و لا مروعین كما یكون غیرهم من لا ایمان له و لا هدی معه، فكانهم لكونهم علی تلك الحال یسیرون بدلیل مسكون الی دلالته و فی ضیاء موثوق بهدایته.

فیه و قیل نورهم هداهم و قال قتادة (1)إن المؤمن یضی ء له نوره كما بین عدن إلی صنعاء و دون ذلك حتی أن من المؤمنین من لا یضی ء له نوره إلا موضع قدمیه و قال عبد اللّٰه بن مسعود یؤتون نورهم علی قدر أعمالهم فمنهم من نوره قدر الجبل و أدناهم نورا نوره علی إبهامه یطفأ مرة و یقد أخری و قال الضحاك وَ بِأَیْمانِهِمْ یعنی كتبهم التی أعطوها و نورهم بین أیدیهم و تقول لهم الملائكة بُشْراكُمُ الْیَوْمَ أی الذی یبشرون به فیه.

قوله انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قال الكلبی (2)یستضئ المنافقون بنور المؤمنین و لا یعطون النور فإذا سبقهم المؤمنون قالوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ أی نستضی ء بنوركم و نبصر الطریق فنتخلص من هذه الظلمات و قیل إنهم إذا خرجوا من قبورهم اختلطوا فیسعی المنافقون فی نور المؤمنین فإذا میزوا بقوا فی الظلمة فیستغیثون و یقولون هذا القول قِیلَ أی فیقال للمنافقین ارْجِعُوا وَراءَكُمْ أی ارجعوا إلی المحشر حیث أعطینا النور فَالْتَمِسُوا نُوراً فیرجعون فلا یجدون نورا عن ابن عباس و ذلك أنه قال یغشی الجمیع ظلمة شدیدة ثم یقسم النور فیعطی المؤمن نورا و یترك الكافر و المنافق.

و قیل معنی قوله ارْجِعُوا وَراءَكُمْ ارجعوا إلی الدنیا إن أمكنكم فاطلبوا النور منها فإنا حملنا النور منها بالإیمان و الطاعات و عند ذلك یقول المؤمنون رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ أی ضرب بین المؤمنین و المنافقین سور و الباء مزیدة لأن المعنی حیل بینهم و بینهم بسور و هو حائط بین الجنة و النار عن قتادة و قیل هو سور علی الحقیقة لَهُ بابٌ أی لذلك السور باب باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ

ص: 165


1- هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسی أبو الخطاب البصری، تابعی یروی عن أنس و ابن المسیب و الحسن البصری و غیرهم، و روی عنه سعید بن أبی عروبة و غیره، و كان ثقة مدلسا! توفی سنة 117 عن 56 سنة، قاله ابن الأثیر فی اللباب ج 1 ص 537.
2- منسوب إلی كلب بن وبرة بن قضاعة، و هو محمّد بن السائب الكلبی الكوفیّ أبو النضر صاحب التفسیر، المتوفّی سنة 246، و ابنه أبو المنذر هشام بن محمّد السائب توفّی سنة أربع أو ست و مائتین، و هما من مفاخر العرب فی الاخبار و التاریخ و التفسیر و النسب، و كانا یختصان بالشیعة.

وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ أی من قبل ذلك الظاهر و هو النار و قیل باطِنُهُ أی باطن ذلك السور فِیهِ الرَّحْمَةُ أی الجنة التی فیها المؤمنون وَ ظاهِرُهُ أی و خارج السور مِنْ قِبَلِهِ یأتیهم الْعَذابُ یعنی أن المؤمنین یسبقونهم و یدخلون الجنة و المنافقین یجعلون فی النار و العذاب و بینهم السور الذی ذكره اللّٰه یُنادُونَهُمْ أی ینادی المنافقون المؤمنین أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ فی الدنیا نصوم و نصلی كما تصومون و تصلون و نعمل كما تعملون قالُوا أی المؤمنون بَلی كنتم معنا وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أی استعملتموها فی الكفر و النفاق و قیل تعرضتم للفتنة بالكفر و الرجوع عن الإسلام و قیل معناه أهلكتم أنفسكم بالنفاق وَ تَرَبَّصْتُمْ بمحمد صلی اللّٰه علیه و آله الموت و قلتم یوشك أن یموت فنستریح منه و قیل تربصتم بالمؤمنین الدوائر وَ ارْتَبْتُمْ أی شككتم فی الدین وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِیُّ التی تمنیتموها بأن تعود الدائرة علی المؤمنین حَتَّی جاءَ أَمْرُ اللَّهِ أی الموت و قیل إلقاؤهم فی النار و قیل جاء أمر اللّٰه فی نصرة دینه و نبیه و غلبته علیكم وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ یعنی الشیطان غركم بحلم اللّٰه و إمهاله و قیل الغرور الدنیا فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْیَةٌ أیها المنافقون أی بدل بأن تفدوا أنفسكم من العذاب وَ لا مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا مظهرین له مَأْواكُمُ النَّارُ أی مقركم هِیَ مَوْلاكُمْ (1)أی أولی بكم لما أسلفتم من الذنوب و المعنی أنها هی التی تلی علیكم لأنها قد ملكت أمركم فهی أولی لكم من كل شی ء وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ أی بئس المأوی و المرجع الذی تصیرون إلیه.

و فی قوله تعالی فَیَحْلِفُونَ لَهُ أی یقسمون لله كَما یَحْلِفُونَ لَكُمْ فی دار الدنیا بأنهم كانوا مؤمنین فی الدنیا فی اعتقادهم و ظنهم لأنهم كانوا یعتقدون أن ما هم علیه هو الحق وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلی شَیْ ءٍ أی و یحسب المنافقون فی الدنیا أنهم مهتدون لأن فی الآخرة تزول الشكوك و قال الحسن فی القیامة مواطن فموطن یعرفون فیه قبح الكذب ضرورة فیتركونه و موطن یكونون فیه كالمدهوش فیتكلمون بكلام الصبیان

ص: 166


1- قال الشریف الرضی: معنی مولاكم أی أملك بكم و أولی بأخذكم، و هذا بمعنی المولی من طریق الرق لا المولی من جهة العتق فكان النار- نعوذ باللّٰه منها- تملكهم رقا و لا تحررهم عتقا.

الكذب و غیر الكذب وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلی شَیْ ءٍ فی ذلك الموضع الذی یحلفون فیه بالكذب أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ فی إیمانهم و أقوالهم فی الدنیا و قیل معناه أولئك الخائبون كما یقال كذب ظنه أی خاب أمله.

و فی قوله سبحانه فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً أی فلما رأوا العذاب قریبا یعنی یوم بدر و قیل معاینة و قیل إن اللفظ ماض و المراد به المستقبل و المعنی إذا بعثوا و رأوا القیامة قد قامت و رأوا ما أعد اللّٰه لهم من العذاب و هذا قول أكثر المفسرین سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا أی اسودت وجوههم و علیها الكأبة یعنی قبحت وجوههم بالسواد و قیل معناه ظهر علی وجوههم آثار الغم و الحسرة و نالهم السوء و الخزی وَ قِیلَ لهؤلاء الكفار إذا شاهدوا العذاب هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ قال الفراء (1)تدعون و تدعون واحد مثل تدخرون و تذخرون و المعنی كنتم به تستعجلون و تدعون اللّٰه بتعجیله و هو قولهم إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ الآیة و قیل هو من الدعوی أی تدعون أن لا جنة و لا نار

وَ رَوَی الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِالْأَسَانِیدِ الصَّحِیحَةِ عَنْ شَرِیكٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: لَمَّا رَأَوْا مَا لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مِنَ الزُّلْفَی سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْا مَكَانَ عَلِیٍّ علیه السلام مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا یَعْنِی الَّذِینَ كَذَبُوا بِفَضْلِهِ.

و فی قوله تعالی وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ أی ناعمة بهجة حسنة و قیل مسرورة و قیل مضیئة بیض یعلوها النور جعل اللّٰه سبحانه وجوه المؤمنین المستحقین للثواب بهذه الصفة علامة للخلق و الملائكة علی أنهم الفائزون إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ اختلف فیه علی وجهین أحدهما أن معناه نظر العین و الثانی أنه الانتظار فعلی الأول المراد إلی ثواب ربها ناظرة أی هی ناظرة إلی نعیم الجنة حالا بعد حال فیزداد بذلك سرورها

ص: 167


1- بفتح الفاء و تشدید الراء، قیل له الفراء لانه یفری الكلام، هو أبو زكریا یحیی بن زیاد بن عبد اللّٰه الفراء الكوفیّ اللغوی، سكن بغداد و حدث بكتبه، حدث عن قیس بن الربیع و مندل ابن علی و الكسائی و غیرهم، روی عنه سلمة بن عاصم و محمّد بن الجهم السمری و غیرهما، و كان ثقة إماما، و كان هو و محمّد بن الحسن الشیبانی ابنی خاله، مات سنة 209 عن 93 سنة. قاله ابن الأثیر فی اللباب ج 2 ص 198: و قال ابن حجر مات سنة 207.

و ذكر الوجوه و المراد أصحاب الوجوه و علی الثانی المعنی منتظرة لثواب ربها روی ذلك عن علی علیه السلام أو مؤملة لتجدید الكرامة كما یقال عینی ممدودة إلی اللّٰه تعالی أو إلی فلان أو أنهم قطعوا آمالهم و أطماعهم من كل شی ء سوی اللّٰه تعالی و علی هذا فإن هذا الانتظار متی یكون فقیل إنه بعد الاستقرار فی الجنة و قیل إنه قبل استقرار الخلق فی الجنة و النار فكل فریق ینتظر ما هو له أهل و قد قیل فی إضافة النظر إلی الوجوه أن الغم و السرور إنما یظهران فی الوجوه فبین اللّٰه سبحانه أن المؤمن إذ ورد القیامة تهلل وجهه و أن الكافر العاصی یخاف مغبة (1)أعماله القبیحة فیكلح وجهه (2)و هو قوله وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ أی كالحة عابسة متغیّرة تَظُنُّ أَنْ یُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ أی تعلم و تستیقن أنه یعمل بها داهیة تفقر ظهورهم أی تكسرها و قیل إنه علی حقیقة الظنّ أی یظنّون حصولها جملة و لا یعلمون تفصیلها.

و فی قوله سبحانه إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا یَوْماً أی عذاب یوم عَبُوساً أی مكفهرا تعبس فیه الوجوه و وصف الیوم بالعبوس توسّعا لما فیه من الشدّة قال ابن عباس یعبس فیه الكافر حتی یسیل من بین عینیه عرق مثل القطران قَمْطَرِیراً أی صعبا شدیدا و قیل القمطریر الذی یقلص الوجوه و یقبض الجباه و ما بین الأعین من شدّته فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ أی كفاهم اللّٰه و منع منهم أهوال یوم القیامة وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً أی استقبلهم بذلك.

و فی قوله تعالی بِما یُوعُونَ أی یجمعون فی صدورهم و یضمرون فی قلوبهم من التكذیب و الشرك و قیل بما یجمعون من الأعمال الصالحة و السیئة.

قوله تعالی غَیْرُ مَمْنُونٍ أی غیر منقوص و لا مقطوع و قیل غیر منغص و لا مكدر بالمنّ.

و فی قوله سبحانه هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ أی قد أتاك حدیث القیامة لأنها تغشی الناس بأهوالها بغتة و قیل الغاشیة النار تغشی وجوه الكفار بالعذاب

ص: 168


1- المغبة: عاقبة الشی ء.
2- كلح وجهه: عبس و تكشر.

وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ أی ذلیلة بالعذاب الذی یغشاها و الشدائد التی تشاهدها و المراد أرباب الوجوه و قیل المراد بالوجوه الكبراء عامِلَةٌ فی النار ناصِبَةٌ فیها فلما لم یعمل اللّٰه سبحانه فی الدنیا فأعملها و أنصبها فی النار بمعالجة السلاسل و الأغلال قال الزجّاج یكلّفون ارتقاء جبل من حدید فی النار و قال الكلبی یجرون علی وجوههم فی النار و قیل أی عاملة فی الدنیا بالمعاصی ناصبة فی النار یوم القیامة و قیل أی عاملة ناصبة فی الدنیا علی خلاف ما أمرهم اللّٰه تعالی به و هم الرهبان و أصحاب الصوامع و أهل البدع و الآراء الباطلة لا یقبل اللّٰه أعمالهم فی البدعة و الضلالة و تصیر هباء لا یثابون علیها.

وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كُلُّ نَاصِبٍ لَنَا وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ یَصِیرُ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً

قال ابن عباس قد حمیت فهی تتلظّی علی أعداء اللّٰه و قیل إن المعنی أن هؤلاء یلزمون الإحراق بالنار التی فی غایة الحرارة تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ أی و تسقی أیضا من عین حارّة قد بلغت أناها و انتهت حرارتها قال الحسن قد أوقد علیها مذ خلقت فدفعوا إلیها وردا عطاشا هذا شرابهم ثم ذكر طعامهم فقال لَیْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِیعٍ و هو نوع من الشوك یقال له الشبرق و أهل الحجاز یسمّونه الضریع إذا یبس و هو أخبث طعام و أبشعه لا ترعاه دابّة.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الضَّرِیعُ شَیْ ءٌ یَكُونُ فِی النَّارِ یُشْبِهُ الشَّوْكَ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ وَ أَنْتَنُ مِنَ الْجِیفَةِ وَ أَشَدُّ حَرّاً مِنَ النَّارِ سَمَّاهُ اللَّهُ الضَّرِیعَ.

و قال أبو الدرداء و الحسن إن اللّٰه یرسل علی أهل النار الجوع حتی یعدل عندهم ما هم فیه من العذاب فیستغیثون فیغاثون بطعام ذی غصّة فیذكرون أنهم كانوا یجیزون الغصص فی الدنیا بالماء فیستسقون فیعطشهم اللّٰه ألف سنة ثم یسقون من عین آنیة شربة لا هنیئة و لا مریئة كلما أدنوها من وجوههم سلخ جلود وجوههم و شواها فإذا وصل إلی بطونهم قطّعها فذلك قوله وَ سُقُوا ماءً حَمِیماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ و لما نزلت هذه الآیة قال المشركون إن إبلنا لتسمن علی الضریع و كذبوا فی ذلك لأن الإبل لا ترعاه فقال سبحانه تكذیبا لهم لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ أی لا یدفع جوعا و لا

ص: 169

یسمن أحدا و قیل الضریع سمّ و قیل هو بمعنی مضرع أی یضرعهم و یذلّهم و قیل هو الحجارة و وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ أی منعمة فی أنواع اللذّات ظاهر علیها أثر النعمة و السرور مضیئة مشرقة لِسَعْیِها فی الدنیا راضِیَةٌ حین أعطیت الجنة بعملها و المعنی لثواب سعیها فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ أی مرتفعة القصور و الدرجات و قیل إن علو الجنة علی وجهین علو الشرف و الجلالة و علو المكان و المنزلة لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً أی كلمة ساقطة لا فائدة فیها و قیل أی ذات لغو فِیها عَیْنٌ جارِیَةٌ قیل إنه اسم جنس و لكل إنسان فی قصره عین جاریة من كل شراب یشتهیه و فی العیون الجاریة من الحسن و اللذة ما لا یكون فی الواقفة و لذلك وصف بها عیون أهل الجنة و قیل إن عیون الجنة تجری فی غیر أخدود و تجری كما یرید صاحبها فِیها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ قال ابن عباس ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد و الدر و الیاقوت مرتفعة ما لم یجئ أهلها فإذا أراد أن یجلس علیها تواضعت له حتی یجلس علیها ثم ترتفع إلی موضعها و قیل إنما رفعت لیری المؤمنون بجلوسهم علیها جمیع ما حولهم من الملك وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ علی حافات العیون الجاریة كلما أراد المؤمن شربها وجدها مملوءة و هی الأباریق لیس لها خراطیم و لا عری تتخذ للشراب و قیل هی أوانی الشراب من الذهب و الفضة و الجواهر یتمتعون بالنظر إلیها بین أیدیهم و یشربون بها ما یشتهونه من الأشربة و یتمتعون بالنظر إلیها لحسنها (1)وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ أی وسائد یتصل بعضها ببعض علی هیئة مجالس الملوك فی الدنیا وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ و هی البسط الفاخرة و الطنافس المخملة و المبثوثة المبسوطة المنثورة و یجوز أن یكون المعنی أنها مفرّقة فی المجالس.

وَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَقَالَ یَجِیئُونَ فَیَدْخُلُونَ فَإِذَا أَسَاسُ بُیُوتِهِمْ مِنْ جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ وَ سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَةٌ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَهَا لَهُمْ لَالْتَمَعَتْ أَبْصَارُهُمْ بِمَا یَرَوْنَ

ص: 170


1- فی المجمع المطبوع هكذا: و قیل: هی أو انی الشراب من الذهب و الفضة و الجواهر بین أیدیهم، و یشربون بها ما یشتهونه من الاشربة، و یتمتعون بالنظر إلیها لحسنها.

وَ یُعَانِقُونَ الْأَزْوَاجَ وَ یَقْعُدُونَ عَلَی السُّرُرِ وَ یَقُولُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا

و فی قوله تعالی وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ أی وصّی بعضهم بعضا بالصبر علی فرائض اللّٰه و الصبر عن معصیة اللّٰه أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ یؤخذ بهم ناحیة الیمین و یأخذون كتبهم بأیمانهم و قیل هم أصحاب الیمن و البركة علی أنفسهم و أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ یقابلونهم من كل وجه عَلَیْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ أی مطبقة و قیل یعنی أن أبوابها علیهم مطبقة فلا یفتح لهم باب و لا یخرج منها غمّ و لا یدخل فیها روح آخر الأبد.

«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ نَادَی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ یَقُولُ أَیْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ قَالَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمْ زُمْرَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ لَهُمْ مَا كَانَ صَبْرُكُمْ هَذَا الَّذِی صَبَرْتُمْ فَیَقُولُونَ صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ صَبَّرْنَاهَا عَنْ مَعْصِیَتِهِ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ آخَرُ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ فَیَقُولُ أَیْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَقُولُونَ مَا فَضْلُكُمْ هَذَا الَّذِی تَرَدَّیْتُمْ (1)بِهِ فَیَقُولُونَ كُنَّا یُجْهَلُ عَلَیْنَا فِی الدُّنْیَا فَنَحْتَمِلُ وَ یُسَاءُ إِلَیْنَا فَنَعْفُو قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَی صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ فَیَقُولُ أَیْنَ جِیرَانُ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فِی دَارِهِ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَسْتَقْبِلُهُمْ زُمْرَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ لَهُمْ مَا كَانَ عَمَلُكُمْ (2)فِی دَارِ الدُّنْیَا فَصِرْتُمْ بِهِ الْیَوْمَ جِیرَانَ اللَّهِ تَعَالَی فِی دَارِهِ فَیَقُولُونَ كُنَّا نَتَحَابُّ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَتَبَاذَلُ فِی اللَّهِ وَ نَتَوَازَرُ فِی اللَّهِ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَی صَدَقَ عِبَادِی خَلُّوا سَبِیلَهُمْ لِیَنْطَلِقُوا إِلَی جِوَارِ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ

ص: 171


1- فی المصدر: نودیتم به. م.
2- فی المصدر: ما ذا كان عملكم اه. م.

بِغَیْرِ حِسَابٍ قَالَ فَیَنْطَلِقُونَ إِلَی الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَؤُلَاءِ جِیرَانُ اللَّهِ فِی دَارِهِ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یُحَاسَبُ النَّاسُ وَ لَا یُحَاسَبُونَ.( ص 62 – 63 )

-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن أبی عمیر عن إبراهیم بن عبد الحمید عن الثمالی مثله بتغییر و سیأتی بیان تردیتم به أی اتصفتم به و صار بمنزلة الرداء یلزمكم فتعرفون به.

«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ عَلِیٌّ علیه السلام رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ تَفْسِیرِ قَوْلِهِ یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ الْآیَةَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ الْوَفْدَ لَا یَكُونُونَ إِلَّا رُكْبَاناً أُولَئِكَ رِجَالٌ اتَّقَوُا اللَّهَ فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَ اخْتَصَّهُمْ وَ رَضِیَ أَعْمَالَهُمْ فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ الْمُتَّقِینَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَمَا وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُمْ لَیَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ بَیَاضُ وُجُوهِهِمْ كَبَیَاضِ الثَّلْجِ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ بَیَاضُهَا كَبَیَاضِ اللَّبَنِ عَلَیْهِمْ نِعَالُ الذَّهَبِ شِرَاكُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ یَتَلَأْلَأُ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَسْتَقْبِلَنَّهُمْ بِنُوقٍ مِنَ الْعِزَّةِ (1)عَلَیْهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ جِلَالُهَا الْإِسْتَبْرَقُ وَ السُّنْدُسُ وَ خِطَامُهَا جُدُلُ الْأُرْجُوَانِ وَ زِمَامُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ فَتَطِیرُ بِهِمْ إِلَی الْمَجْلِسِ (الْمَحْشَرِ) مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ قُدَّامِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ یَزُفُّونَهُمْ زَفّاً حَتَّی یَنْتَهُوا بِهِمْ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ وَ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ الْوَرَقَةُ مِنْهَا تَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ وَ عَنْ یَمِینِ الشَّجَرَةِ عَیْنٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَكِّیَةٌ قَالَ فَیُسْقَوْنَ مِنْهَا شَرْبَةً فَیُطَهِّرُ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ وَ یُسْقِطُ مِنْ أَبْشَارِهِمُ الشَّعْرَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً مِنْ تِلْكَ الْعَیْنِ الْمُطَهِّرَةِ ثُمَّ یَرْجِعُونَ إِلَی عَیْنٍ أُخْرَی عَنْ یَسَارِ الشَّجَرَةِ فَیَغْتَسِلُونَ مِنْهَا وَ هِیَ عَیْنُ الْحَیَاةِ فَلَا یَمُوتُونَ أَبَداً قَالَ ثُمَّ یُوقَفُ بِهِمْ قُدَّامَ الْعَرْشِ وَ قَدْ سَلِمُوا مِنَ الْآفَاتِ وَ الْأَسْقَامِ وَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ أَبَداً قَالَ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ مَعَهُمْ احْشُرُوا أَوْلِیَائِی إِلَی الْجَنَّةِ فَلَا تُوقِفُوهُمْ مَعَ الْخَلَائِقِ فَقَدْ سَبَقَ رِضَایَ عَنْهُمْ وَ وَجَبَتْ رَحْمَتِی لَهُمْ فَكَیْفَ أُرِیدُ أَنْ أُوقِفَهُمْ مَعَ أَصْحَابِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ فَیَسُوقُهُمُ الْمَلَائِكَةُ إِلَی الْجَنَّةِ فَإِذَا

ص: 172


1- فی التفسیر المطبوع: بنوق من نوق الجنة، و فی طبع آخر: بنوق من نوق العزة.

انْتَهَوْا إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ ضَرَبُوا الْمَلَائِكَةُ الْحَلْقَةَ ضَرْبَةً فَتَصِرُّ صَرِیراً فَیَبْلُغُ صَوْتُ صَرِیرِهَا كُلَّ حَوْرَاءَ خَلَقَهَا اللَّهُ وَ أَعَدَّهَا لِأَوْلِیَائِهِ فَیَتَبَاشَرُونَ إِذْ سَمِعُوا صَرِیرَ الْحَلْقَةِ وَ یَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ (1)قَدْ جَاءَنَا أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فَیُفْتَحُ لَهُمُ الْبَابُ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ یُشْرِفُ عَلَیْهِمْ أَزْوَاجُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ الْآدَمِیِّینَ فَیَقُلْنَ لَهُمْ مَرْحَباً بِكُمْ فَمَا كَانَ أَشَدَّ شَوْقُنَا إِلَیْكُمْ وَ یَقُولُ لَهُنَّ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَنْ هَؤُلَاءِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَؤُلَاءِ شِیعَتُكَ یَا عَلِیُّ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ (2)وَ هُوَ قَوْلُهُ یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً عَلَی الرَّحَائِلِ وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِینَ إِلی جَهَنَّمَ وِرْداً (ص 314-315)

بیان: الرحائل لعله جمع الرحالة ككتابة و هی السرج أو جمع الرحال الذی هو جمع الرحل و هو مركب البعیر و قال الفیروزآبادی جدله یجدله و یجدله أحكم فتله و الجدیل الزمام المجدول من أدم أو شعر فی عنق البعیر و الجمع ككتب و قال الأرجوان بالضم الأحمر و صبغ أحمر و الحمرة و الخطام بالكسر ما یجعل فی أنف البعیر لینقاد به و مثله الزمام و لعل المراد بالزمام هنا ما یعلق كالحلقة فی أنف البعیر لیشد به الحبل و بالخطام ذلك الحبل.

«3»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ شُعَیْبِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: فِی خَلِیلَیْنِ مُؤْمِنَیْنِ وَ خَلِیلَیْنِ كَافِرَیْنِ وَ مُؤْمِنٍ غَنِیٍّ وَ مُؤْمِنٍ فَقِیرٍ وَ كَافِرٍ غَنِیٍّ وَ كَافِرٍ فَقِیرٍ فَأَمَّا الْخَلِیلَانِ الْمُؤْمِنَانِ فَتَخَالَّا حَیَاتَهُمَا فِی طَاعَةِ اللَّهِ (3)تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ تَبَاذَلَا وَ تَوَادَّا عَلَیْهَا فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ فَأَرَاهُ اللَّهُ مَنْزِلَهُ فِی الْجَنَّةِ یَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ فَقَالَ یَا رَبِّ خَلِیلِی فُلَانٌ كَانَ یَأْمُرُنِی بِطَاعَتِكَ وَ یُعِینُنِی عَلَیْهَا (4)وَ یَنْهَانِی عَنْ مَعْصِیَتِكَ فَثَبِّتْهُ عَلَی مَا ثَبَّتَّنِی عَلَیْهِ مِنَ الْهُدَی حَتَّی تُرِیَهُ مَا أَرَیْتَنِی فَیَسْتَجِیبُ اللَّهُ لَهُ حَتَّی یَلْتَقِیَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 173


1- الصحیح كما فی التفسیر المطبوع: فیتباشرن إذا سمعن صریر الحلقة و یقول بعضهن لبعض.
2- فی التفسیر المطبوع: یا علی هؤلاء شیعتك و المخلصون فی ولایتك و انت امامهم.
3- فی المصدر: علی طاعة اللّٰه. م.
4- لیست هذه الجملة فی المصدر. م.

فَیَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ خَلِیلٍ خَیْراً كُنْتَ تَأْمُرُنِی بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ تَنْهَانِی عَنْ مَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ أَمَّا الْكَافِرَانِ فَتَخَالَّا بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ تَبَاذَلَا عَلَیْهَا وَ تَوَادَّا عَلَیْهَا (1)فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ فَأَرَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَنْزِلَهُ فِی النَّارِ فَقَالَ یَا رَبِّ فُلَانٌ خَلِیلِی كَانَ یَأْمُرُنِی بِمَعْصِیَتِكَ وَ یَنْهَانِی عَنْ طَاعَتِكَ فَثَبِّتْهُ عَلَی مَا ثَبَّتَّنِی عَلَیْهِ مِنَ الْمَعَاصِی حَتَّی تُرِیَهُ مَا أَرَیْتَنِی مِنَ الْعَذَابِ فَیَلْتَقِیَانِ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ خَلِیلٍ شَرّاً كُنْتَ تَأْمُرُنِی بِمَعْصِیَةِ اللَّهِ وَ تَنْهَانِی عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِمُؤْمِنٍ غَنِیٍّ (2)یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی الْحِسَابِ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَبْدِی قَالَ لَبَّیْكَ یَا رَبِّ قَالَ أَ لَمْ أَجْعَلْكَ سَمِیعاً بَصِیراً وَ جَعَلْتُ لَكَ مَالًا كَثِیراً قَالَ بَلَی یَا رَبِّ قَالَ فَمَا أَعْدَدْتَ لِلِقَائِی قَالَ آمَنْتُ بِكَ وَ صَدَّقْتُ رُسُلَكَ وَ جَاهَدْتُ فِی سَبِیلِكَ قَالَ فَمَا ذَا فَعَلْتَ فِیمَا آتَیْتُكَ قَالَ أَنْفَقْتُ فِی طَاعَتِكَ فَقَالَ مَا ذَا وَرِثَ عَقِبُكَ (3)قَالَ خَلَقْتَنِی وَ خَلَقْتَهُمْ وَ رَزَقْتَنِی وَ رَزَقْتَهُمْ وَ كُنْتَ قَادِراً عَلَی أَنْ تَرْزُقَهُمْ كَمَا رَزَقْتَنِی فَوَكَّلْتُ عَقِبِی إِلَیْكَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقْتَ اذْهَبْ فَلَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِی لَضَحِكْتَ كَثِیراً ثُمَّ دَعَا بِالْمُؤْمِنِ الْفَقِیرِ فَیَقُولُ یَا ابْنَ آدَمَ (4)فَیَقُولُ لَبَّیْكَ یَا رَبِّ فَیَقُولُ مَا ذَا فَعَلْتَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ هَدَیْتَنِی لِدِینِكَ وَ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ كَفَفْتَ عَنِّی مَا لَوْ بَسَطْتَهُ لَخَشِیتُ أَنْ یَشْغَلَنِی عَمَّا خَلَقْتَنِی لَهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقَ عَبْدِی لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِی لَضَحِكْتَ كَثِیراً ثُمَّ دَعَا بِالْكَافِرِ الْغَنِیِّ فَیَقُولُ مَا أَعْدَدْتَ لِلِقَائِی فَیَقُولُ مَا أَعْدَدْتُ شَیْئاً فَیَقُولُ مَا ذَا فَعَلْتَ فِیمَا آتَیْتُكَ فَیَقُولُ وَرَّثْتُهُ عَقِبِی فَیَقُولُ لَهُ مَنْ خَلَقَكَ فَیَقُولُ أَنْتَ فَیَقُولُ مَنْ رَزَقَكَ فَیَقُولُ أَنْتَ فَیَقُولُ مَنْ خَلَقَ عَقِبَكَ فَیَقُولُ أَنْتَ فَیَقُولُ أَ لَمْ أَكُ قَادِراً عَلَی أَنْ أَرْزُقَ عَقِبَكَ كَمَا رَزَقْتُكَ فَإِنْ قَالَ نَسِیتُ هَلَكَ وَ إِنْ قَالَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ هَلَكَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِی لَبَكَیْتَ كَثِیراً قَالَ ثُمَّ یُدْعَی بِالْكَافِرِ الْفَقِیرِ فَیَقُولُ

ص: 174


1- لیست هذه الجملة فی المصدر. م.
2- فی المصدر: و یؤتی بالمؤمن الغنی. م.
3- فی المصدر: ما ذا ورثت فی عقبك؟. م.
4- فی المصدر: یا عبدی. م.

یَا ابْنَ آدَمَ مَا فَعَلْتَ فِیمَا أَمَرْتُكَ فَیَقُولُ ابْتَلَیْتَنِی (1)بِبَلَاءِ الدُّنْیَا حَتَّی أَنْسَیْتَنِی ذِكْرَكَ وَ شَغَلْتَنِی عَمَّا خَلَقْتَنِی لَهُ فَیَقُولُ لَهُ هَلَّا دَعَوْتَنِی فَأَرْزُقَكَ وَ سَأَلْتَنِی فَأُعْطِیَكَ فَإِنْ قَالَ رَبِّ نَسِیتُ هَلَكَ وَ إِنْ قَالَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ هَلَكَ فَیَقُولُ لَهُ لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِی لَبَكَیْتَ كَثِیراً.

«4»-بشا، بشارة المصطفی أَبُو الْبَرَكَاتِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ السُّلَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ یُونُسَ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنِ الْقِیَامَةِ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ جَمَعَ مَا خَلَقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ نَزَلَتْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَأَحَاطَتْ بِهِمْ صَفّاً ثُمَّ ضَرَبَ حَوْلَهُمْ سُرَادِقَ مِنْ نَارٍ ثُمَّ نَزَلَتْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ فَأَحَاطُوا بِالسُّرَادِقِ ثُمَّ ضَرَبَ حَوْلَهُمْ سُرَادِقَ مِنْ نَارٍ ثُمَّ نَزَلَتْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَأَحَاطُوا بِالسُّرَادِقِ ثُمَّ ضَرَبَ حَوْلَهُمْ سُرَادِقَ مِنْ نَارٍ حَتَّی عَدَّ مَلَائِكَةَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ سُرَادِقَاتٍ فَصَعِقَ الرَّجُلُ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَیْنَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ قَالَ عَلَی كُثْبَانِ الْمِسْكِ یُؤْتَوْنَ بِالطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ لَا یَحْزُنُهُمْ ذَلِكَ.

«5»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَیْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَیْنَ یَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَتُهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ عَلَی كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا یَفْزَعُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَالْحَسَنَةُ وَ اللَّهِ وَلَایَةُ عَلِیٍّ ثُمَّ قَالَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (2).

ص: 175


1- فی المصدر: ابلیتنی. م.
2- قد تقدم الحدیث بتمامه فی الباب الخامس تحت رقم 54. م.

«6»-ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْقِیَامَةُ عُرْسُ الْمُتَّقِینَ.

«7»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِینَ یَوْمَئِذٍ زُرْقاً تَكُونُ أَعْیُنُهُمْ مُزْرَقَّةً لَا یَقْدِرُونَ أَنْ یَطْرِفُوهَا.

«8»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَبْعَثُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَوْماً بَیْنَ أَیْدِیهِمْ نُورٌ كَالْقَبَاطِیِّ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ كُنْ هَبَاءً مَنْثُوراً ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّهُمْ كَانُوا یَصُومُونَ وَ یُصَلُّونَ وَ لَكِنْ كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَیْ ءٌ مِنَ الْحَرَامِ أَخَذُوهُ وَ إِذَا ذُكِرَ لَهُمْ شَیْ ءٌ مِنْ فَضْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْكَرُوهُ وَ قَالَ وَ الْهَبَاءُ الْمَنْثُورُ هُوَ الَّذِی تَرَاهُ یَدْخُلُ الْبَیْتَ فِی الْكُوَّةِ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ.

توضیح: القباطی جمع القُبطیة و هی ثوب من ثیاب مصر رقیقة بیضاء و كأنه منسوب إلی القِبط و هم أهل مصر و ضم القاف من تغییر النسب كذا ذكره الجزری.

«9»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ- فَإِنَّهُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْمِعْزَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ ادَّعَی أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ (1)قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً.

«10»-فس، تفسیر القمی لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ قَالَ شُغُلٌ یَشْغَلُ بِهِ عَنْ غَیْرِهِ ثُمَّ ذَكَرَ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِینَ تَوَلَّوْا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَبَرَّءُوا مِنْ أَعْدَائِهِ فَقَالَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ثُمَّ ذَكَرَ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ فُقَرَاءُ مِنَ الْخَیْرِ وَ الثَّوَابِ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ- حَدَّثَنَا سَعِیدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِیِّ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ یُرِیدُ مَنَافِعَ لَكُمْ وَ لِأَنْعَامِكُمْ وَ قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْها غَبَرَةٌ یُرِیدُ مُسْوَدَّةً تَرْهَقُها

ص: 176


1- فی المصدر و لیس هو بامام. م.

قَتَرَةٌ یُرِیدُ قُتَارَ جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ أَیِ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ.

«11»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ فِی قَوْلِهِ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ قَالَ مَا لَهُ قُوَّةٌ یَقْوَی بِهَا عَلَی خَالِقِهِ وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللَّهِ یَنْصُرُهُ إِنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً.

«12»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أُتِیَ بِالشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فِی صُورَةِ ثَوْرَیْنِ عَقِیرَیْنِ فَیُقْذَفَانِ بِهِمَا وَ بِمَنْ یَعْبُدُهُمَا فِی النَّارِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمَا عُبِدَا فَرَضِیَا.

إیضاح: قال فی النهایة فیه ما هذا العقیر أی الجزور المنحور یقال جمل عقیر و ناقة عقیر قیل كانوا إذا أرادوا نحر البعیر عقروه أی قطعوا إحدی قوائمه ثم نحروه و فیه أنه مر بحمار عقیر أی أصابه عقر و لم یمت بعد.

و فی حدیث كعب أن الشمس و القمر ثوران عقیران فی النار قیل لما وصفهما اللّٰه تعالی بالسباحة فی قوله تعالی كُلٌّ فِی فَلَكٍ یَسْبَحُونَ ثم أخبر أنه یجعلهما فی النار یعذب بهما أهلها بحیث لا یبرحانها صارا كأنهما زمنان عقیران حكی ذلك أبو موسی و هو كما تراه انتهی.

أقول: قوله فرضیا إما مبنی علی أن الشمس و القمر كنایتان هنا عن أبی بكر و عمر كما مر و سیأتی فی الخبر و عبادتهما كنایة عن إطاعتهما فیما نهی اللّٰه عنه و زجر أو الرضا مجاز لعدم شعورهما و سكوتهما ظاهرا لإیهامه الرضا و تعذیبهما لا یضرهما بل یضر من عبدهما و الحاصل أن كل من عبد و لم ینه عابده عن عبادته یدخل النار سواء كان مكلفا أم لا إذ لو كان مكلفا و لم ینه یكون راضیا بذلك كافرا و لو لم یكن مكلفا لا یتضرر بالعذاب و إنما یدخل النار لزیادة تعذیب عابدیه و أما الملائكة و بعض الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام فلإنكارهم و عدم رضاهم أولئك عنها معبدون فظهر أن حمل الرضا علی عدم الإنكار محمل صحیح مفید لإخراج هؤلاء المقدسین علی أنه لا یبعد أن یكون لهما شعور و اللّٰه یعلم.

ص: 177

«13»-ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنْ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِكُلِّ شَیْ ءٍ یُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَمْسٍ أَوْ قَمَرٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِكَ ثُمَّ یَسْأَلُ كُلَّ إِنْسَانٍ عَمَّا كَانَ یَعْبُدُ فَیَقُولُ كُلُّ مَنْ عَبَدَ غَیْرَهُ رَبَّنَا إِنَّا كُنَّا نَعْبُدُهَا لِتُقَرِّبَنَا إِلَیْكَ زُلْفَی قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِلْمَلَائِكَةِ اذْهَبُوا بِهِمْ وَ بِمَا كَانُوا یَعْبُدُونَ إِلَی النَّارِ مَا خَلَا مَنِ اسْتَثْنَیْتُ (1)فَإِنَّ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ

«14»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكَاتِبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا وَ الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ قَالَ: سَأَلْتُ زَیْدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً فَقَالَ یَا كَثِیرُ إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَ لَسْتَ بِمُتَّهَمٍ وَ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ أَنْ تَهْلِكَ إِنَّ كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ فَإِنَّ أَتْبَاعَهُمْ إِذَا أُمِرَ بِهِمْ إِلَی النَّارِ نَادَوْا بِاسْمِهِ فَقَالُوا یَا فُلَانُ یَا مَنْ أَهْلَكَنَا هَلُمَّ الْآنَ فَخَلِّصْنَا مِمَّا نَحْنُ فِیهِ ثُمَّ یَدْعُونَ بِالْوَیْلِ وَ الثُّبُورِ فَعِنْدَهَا یُقَالُ لَهُمْ لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِیراً ثُمَّ قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ فِی الْجَنَّةِ أَنْتَ وَ أَتْبَاعُكَ یَا عَلِیُّ فِی الْجَنَّةِ.

«15»-مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَامِرٍ الْجُهَنِیِّ (2)قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَسْجِدَ وَ نَحْنُ جُلُوسٌ وَ فِینَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی نَاحِیَةٍ فَجَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسَ إِلَی جَانِبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَجَعَلَ یَنْظُرُ یَمِیناً وَ شِمَالًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ لَرِجَالًا عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ وُجُوهُهُمْ نُوراً قَالَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ لَهُ اجْلِسْ ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ

ص: 178


1- كا الأنبیاء و الأوصیاء و الملائكة إذا عبدوا فی الدنیا.
2- بضم الجیم و فتح الهاء نسبة الی جهینة، و هی قبیلة من قضاعة.

فَلَمَّا رَأَی ابْنُ مَسْعُودٍ مَا قَالَ لَهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَوَی قَائِماً عَلَی قَدَمَیْهِ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا نَعْرِفْهُمْ بِصِفَتِهِمْ قَالَ فَضَرَبَ عَلَی مَنْكِبِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ هَذَا وَ شِیعَتُهُ هُمُ الْفَائِزُونَ.

«16»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ أَنْتَ مَعِی ثُمَّ سَائِرُ الْخَلْقِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ عَلَی الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِیكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِی الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِی الْجِنَانِ تَتَنَعَّمُونَ الْخَبَرَ.

«17»-وَ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَبِی بَصِیرٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُكْرِمُ الشَّبَابَ مِنْكُمْ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْكُهُولِ أَنْ یُحَاسِبَهُمْ قَالَ قُلْتُ هَذَا لَنَا خَاصٌّ أَمْ لِأَهْلِ التَّوْحِیدِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا لَكُمْ خَاصَّةً ثُمَّ قَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ إِذْ حَكَی عَنْ عَدُوِّكُمْ وَ هُمْ فِی النَّارِ إِذْ یَقُولُونَ ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ الْآیَاتِ وَ اللَّهِ مَا عَنَی وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَیْرَكُمْ إِذْ صِرْتُمْ فِی هَذَا الْعَالَمِ شِرَارَ النَّاسِ فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ (1)وَ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ الْخَبَرَ.

«18»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُؤْتَی بِأَقْوَامٍ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ تَتَلَأْلَأُ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ یَغْبِطُهُمُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ أَعَادَ الْكَلَامَ ثَلَاثاً فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی هُمُ الشُّهَدَاءُ قَالَ هُمُ الشُّهَدَاءُ وَ لَیْسَ هُمْ الشُّهَدَاءُ

ص: 179


1- أی تسرون و تبهجون.

الَّذِینَ تَظُنُّونَ قَالَ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ وَ لَیْسَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ الَّذِینَ تَظُنُّونَ قَالَ فَمِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ فَأَخْبِرْنِی مَنْ هُمْ قَالَ فَأَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هَذَا وَ شِیعَتُهُ.

«19»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ وَ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ (1)عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَوْمٌ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مِنْ نُورٍ عَلَی وُجُوهِهِمْ نُورٌ یُعْرَفُونَ بِآثَارِ السُّجُودِ یَتَخَطَّوْنَ صَفّاً بَعْدَ صَفٍّ حَتَّی یَصِیرُوا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّ الْعَالَمِینَ یَغْبِطُهُمُ النَّبِیُّونَ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَنْ هَؤُلَاءِ یَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِینَ یَغْبِطُهُمُ النَّبِیُّونَ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ قَالَ أُولَئِكَ شِیعَتُنَا وَ عَلِیٌّ إِمَامُهُمْ.

«20»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ لَقَدْ مُثِّلَتْ لِی أُمَّتِی فِی الطِّینِ حَتَّی رَأَیْتُ صَغِیرَهُمْ وَ كَبِیرَهُمْ أَرْوَاحاً قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ أَجْسَادُهُمْ وَ إِنِّی مَرَرْتُ بِكَ وَ بِشِیعَتِكَ فَاسْتَغْفَرْتُ لَكُمْ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا نَبِیَّ اللَّهِ زِدْنِی فِیهِمْ قَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ تَخْرُجُ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مِنْ قُبُورِكُمْ وَ وُجُوهُكُمْ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ قَدْ فُرِّجَتْ عَنْكُمُ الشَّدَائِدُ وَ ذَهَبَ عَنْكُمُ الْأَحْزَانُ تَسْتَظِلُّونَ تَحْتَ الْعَرْشِ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا تَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ وَ تُوضَعُ لَكُمْ مَائِدَةٌ وَ النَّاسُ فِی الْمُحَاسَبَةِ.

«21»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ (2)عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنْ قَوْمٍ ائْتَمُّوا بِإِمَامٍ فِی دَارِ الدُّنْیَا إِلَّا جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَلْعَنُهُمْ وَ یَلْعَنُونَهُ إِلَّا أَنْتُمْ وَ مَنْ كَانَ بِمِثْلِ حَالِكُمْ.

«22»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیٍّ (3)عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 180


1- بكسر السین و سكون المیم.
2- تقدم ضبط الجهنیّ آنفا ذیل الحدیث 16.
3- هو علیّ بن أبی حمزة البطائنی أبو الحسن الكوفیّ مولی الأنصار، و كان قائد ابی بصیر یحیی بن القاسم و روایته. و یتمیز من ابن الثمالی بروایته عن ابی بصیر و روایة القاسم بن محمّد الجوهریّ عنه.

یَقُولُ یُجَاءُ بِعَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَدْ صَلَّی فَیَقُولُ یَا رَبِّ صَلَّیْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَیُقَالُ لَهُ إِنَّكَ صَلَّیْتَ لِیُقَالَ مَا أَحْسَنَ صَلَاةَ فُلَانٍ اذْهَبُوا بِهِ إِلَی النَّارِ وَ یُجَاءُ بِعَبْدٍ قَدْ قَاتَلَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ قَدْ قَاتَلْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَیُقَالُ لَهُ بَلْ قَاتَلْتَ لِیُقَالَ مَا أَشْجَعَ فُلَاناً اذْهَبُوا بِهِ إِلَی النَّارِ وَ یُجَاءُ بِعَبْدٍ قَدْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ تَعَلَّمْتُ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَیُقَالُ لَهُ بَلْ تَعَلَّمْتَ لِیُقَالَ مَا أَحْسَنَ صَوْتَ فُلَانٍ اذْهَبُوا بِهِ إِلَی النَّارِ وَ یُجَاءُ بِعَبْدٍ قَدْ أَنْفَقَ مَالَهُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ أَنْفَقْتُ مَالِی ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَیُقَالُ لَهُ بَلْ أَنْفَقْتَهُ لِیُقَالَ مَا أَسْخَی فُلَاناً اذْهَبُوا بِهِ إِلَی النَّارِ.

«23»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْقَاسِمُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یُقْسَمُ بَیْنَهُمْ النُّورُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی قَدْرِ إِیمَانِهِمْ وَ یُقْسَمُ لِلْمُنَافِقِ فَیَكُونُ نُورُهُ عَلَی إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْیُسْرَی فَیُطْفَأُ نُورُهُ فَیَقُولُ مَكَانَكُمْ حَتَّی أَقْتَبِسَ مِنْ نُورِكُمْ قِیلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً یَعْنِی حَیْثُ قُسِمَ النُّورُ قَالَ فَیَرْجِعُونَ فَیُضْرَبُ بَیْنَهُمُ السُّورُ قَالَ فَیُنَادُونَهُمْ مِنْ وَرَاءِ السُّورِ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلی وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِیُّ حَتَّی جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْیَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَمَا وَ اللَّهِ مَا قَالَ اللَّهُ لِلْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ لَكِنَّهُ عَنَی أَهْلَ الْقِبْلَةِ.

«24»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصَّابِرُونَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَیُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ الْمُتَصَبِّرُونَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الصَّابِرُونَ قَالَ الصَّابِرُونَ عَلَی أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ الْمُتَصَبِّرُونَ عَلَی تَرْكِ الْمَعَاصِی.

«25»-مِنْ كِتَابِ التَّمْحِیصِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَیَعْتَذِرُ إِلَی عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ الْمُحْتَاجِ كَانَ فِی الدُّنْیَا كَمَا یَعْتَذِرُ الْأَخُ إِلَی أَخِیهِ فَیَقُولُ لَا وَ عِزَّتِی مَا أَفْقَرْتُكَ لِهَوَانٍ بِكَ عَلَیَّ فَارْفَعْ هَذَا الْغِطَاءَ فَانْظُرْ مَا عَوَّضْتُكَ مِنَ الدُّنْیَا

ص: 181

فَیَكْشِفُ الْغِطَاءَ فَیَنْظُرُ إِلَی مَا عَوَّضَهُ اللَّهُ مِنَ الدُّنْیَا فَیَقُولُ مَا یَضُرُّنِی مَا مَنَعْتَنِی مَعَ مَا عَوَّضْتَنِی.

«26»-وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ مَا اعْتَذَرَ إِلَی مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا إِلَی نَبِیٍّ مُرْسَلٍ إِلَّا إِلَی فُقَرَاءِ شِیعَتِنَا قِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ یَعْتَذِرُ إِلَیْهِمْ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِینَ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَیَتَجَلَّی لَهُمُ الرَّبُّ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ عُلُوِّی وَ آلَائِی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی مَا حَبَسْتُ عَنْكُمْ شَهَوَاتِكُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا هَوَاناً بِكُمْ عَلَیَّ وَ لَكِنْ ذَخَرْتُهُ لَكُمْ لِهَذَا الْیَوْمِ أَ مَا تَرَی قَوْلَهُ مَا حَبَسْتُ عَنْكُمْ شَهَوَاتِكُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا اعْتِذَاراً قُومُوا الْیَوْمَ فَتَصَفَّحُوا وُجُوهَ خَلَائِقِی فَمَنْ وَجَدْتُمْ لَهُ عَلَیْكُمْ مِنَّةً بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ فَكَافُوهُ عَنِّی بِالْجَنَّةِ.

«27»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ (بْنِ عَامِرٍ) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ الرَّازِیِّ قَالَ: دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ كَیْفَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ إِذَا جُمِعَتِ الْأُمَمُ وَ وُضِعَتِ الْمَوَازِینُ وَ بَرَزَ لِعَرْضِ خَلْقِهِ وَ دُعِیَ النَّاسُ إِلَی مَا لَا بُدَّ مِنْهُ قَالَ فَدَمَعَتْ عَیْنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُبْكِیكَ یَا عَلِیُّ تُدْعَی وَ اللَّهِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ (1)رِوَاءً مَرْوِیِّینَ مُبْیَاضَّةً وُجُوهُهُمْ (2)وَ یُدْعَی بِعَدُوِّكَ مُسْوَادَّةً وُجُوهُهُمْ أَشْقِیَاءَ مُعَذَّبِینَ أَ مَا سَمِعْتَ إِلَی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیَاتِنَا أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِیَّةِ عَدُوُّكَ یَا عَلِیُّ.

«28»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ (3)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 182


1- الغر بالضم جمع الاغر: السیّد الشریف. الكریم الافعال. الحسن. الابیض من كل شی ء قال الجزریّ: الغرة: النفیس من كل شی ء، و منه الحدیث غر محجلون، و قال: فی الحدیث: امتی الغر المحجلون ای بیض مواضع الوضوء من الأیدی و الاقدام.
2- فی الأمالی المطبوع: مبیضة وجوههم. و فیما بعده: مسودة وجوههم.
3- بفتح الواو و سكون الهاء هو محمّد بن وهبان بن محمّد النبهانی الدیبلی الثقة المترجم فی فهرست النجاشیّ و رجال الشیخ.

أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ (1)عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَانِعُ الزَّكَاةِ یُطَوَّقُ بِحَیَّةٍ قَرْعَاءَ (2)تَأْكُلُ مِنْ دِمَاغِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ

«29»-نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّكُمْ یُكَلِّمُ رَبَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ تَرْجُمَانٌ فَیَنْظُرُ أَمَامَهُ فَلَا یَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمَ وَ یَنْظُرُ عَنْ یَمِینِهِ فَلَا یَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمَ ثُمَّ یَنْظُرُ عَنْ یَسَارِهِ فَإِذَا هُوَ بِالنَّارِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ یَجِدْ أَحَدُكُمْ فَبِكَلِمَةٍ طَیِّبَةٍ.

«30»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَعَانَ مُؤْمِناً مُسَافِراً فِی حَاجَتِهِ نَفَّسَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُ ثَلَاثاً وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً وَاحِدَةً فِی الدُّنْیَا مِنَ الْغَمِّ وَ الْهَمِّ وَ اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً عِنْدَ كُرْبَتِهِ الْعُظْمَی قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْكُرْبَةُ الْعُظْمَی قَالَ حَیْثُ یَتَشَاغَلُ النَّاسُ بِأَنْفُسِهِمْ حَتَّی إِنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام یَقُولُ أَسْأَلُكَ بِخُلَّتِی أَنْ لَا تُسَلِّمَنِی إِلَیْهَا.

«31»-ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْإِنْسُ عَلَی ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ فَجُزْءٌ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَ جُزْءٌ عَلَیْهِمُ الْحِسَابُ وَ الْعَذَابُ وَ جُزْءٌ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الْآدَمِیِّینَ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّیَاطِینِ.

«32»-ید، التوحید أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ (3)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ فَلا یَسْتَطِیعُونَ قَالَ أُفْحِمَ الْقَوْمُ وَ دَخَلَتْهُمُ الْهَیْبَةُ وَ شُخِصَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَ قَدْ كانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ

ص: 183


1- بضم العین و سكون القاف.
2- حیة قرعاء: متمعط، ای الساقط شعر الرأس لكثرة سمه.
3- هو المفضل بن صالح الأسدی النحاس.

«33»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ یُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ قَالَ یُكْشَفُ عَنِ الْأُمُورِ الَّتِی خَفِیَتْ وَ مَا غَصَبُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَ یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ قَالَ یُكْشَفُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَتَصِیرُ أَعْنَاقُهُمْ مِثْلَ صَیَاصِی الْبَقَرِ یَعْنِی قُرُونَهَا فَلا یَسْتَطِیعُونَ أَنْ یَسْجُدُوا وَ هُوَ عُقُوبَةٌ (1)لَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ یُطِیعُوا اللَّهَ فِی الدُّنْیَا فِی أَمْرِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ قَدْ كانُوا یُدْعَوْنَ إِلَی السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ قَالَ إِلَی وَلَایَتِهِ فِی الدُّنْیَا وَ هُمْ یَسْتَطِیعُونَ.

«34»-سن، المحاسن ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً قَالَ یُحْشَرُونَ عَلَی النَّجَائِبِ.

بیان: قال الفیروزآبادی النجیب الكریم الحسیب و ناقة نجیب و نجیبة و الجمع نجائب.

«35»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الدُّهْنِیِّ وَ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْهُ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ شِیعَتَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی مَا فِیهِمْ مِنْ ذُنُوبٍ أَوْ غَیْرِهِ مُبْیَضَّةً وُجُوهُهُمْ مَسْتُورَةً عَوْرَاتُهُمْ آمِنَةً رَوْعَتُهُمْ قَدْ سُهِّلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ وَ ذَهَبَتْ عَنْهُمُ الشَّدَائِدُ یَرْكَبُونَ نُوقاً مِنْ یَاقُوتٍ فَلَا یَزَالُونَ یَدُورُونَ خِلَالَ الْجَنَّةِ عَلَیْهِمْ شِرَاكٌ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ تُوضَعُ لَهُمُ الْمَوَائِدُ فَلَا یَزَالُونَ یَطْعَمُونَ وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ

«36»-سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَخْرُجُ شِیعَتُنَا مِنْ قُبُورِهِمْ عَلَی نُوقٍ بِیضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ وَ شُرُكُ نِعَالِهِمْ نُورٌ یَتَلَأْلَأُ قَدْ وُضِعَتْ عَنْهُمُ الشَّدَائِدُ وَ سُهِّلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ مَسْتُورَةٌ عَوْرَاتُهُمْ مُسَكَّنَةٌ رَوْعَاتُهُمْ قَدْ أُعْطُوا الْأَمْنَ وَ الْإِیمَانَ وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْأَحْزَانُ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا

ص: 184


1- فی المصدر لیست كلمة «لهم». م.

یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ هُمْ فِی ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ یُوضَعُ لَهُمْ مَائِدَةٌ یَأْكُلُونَ مِنْهَا وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ.

«37»-سن، المحاسن ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ یَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قُبُورِهِمْ وُجُوهُهُمْ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الْقَمَرِ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ عَلَیْهِمْ نِعَالٌ مِنْ نُورٍ شُرُكُهَا مِنْ ذَهَبٍ فَیُؤْتَوْنَ بِنَجَائِبَ مِنْ نُورٍ عَلَیْهَا رَحَائِلُ مِنْ نُورٍ أَزِمَّتُهَا سَلَاسِلُ ذَهَبٍ (1)وَ رُكُبُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ فَیَرْكَبُونَ عَلَیْهَا حَتَّی یَصِیرُوا أَمَامَ الْعَرْشِ وَ النَّاسُ یَهْتَمُّونَ وَ یَغْتَمُّونَ وَ یَحْزَنُونَ وَ هُمْ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أُولَئِكَ شِیعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ.

توضیح: الشرك ككتب جمع الشراك بالكسر و هو سیر النعل و كذا الركب بضمتین جمع الركاب و هو ما یوضع فیه الرحل عند الركوب.

«38»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ قَوْماً وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ یَغْبِطُهُمُ النَّبِیُّونَ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ فَقَالُوا یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ مَا ازْدَادُوا هَؤُلَاءِ مِنَ اللَّهِ إِذَا لَمْ یَكُونُوا أَنْبِیَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ إِلَّا قُرْباً مِنَ اللَّهِ قَالَ أُولَئِكَ شِیعَةُ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ إِمَامُهُمْ.

«39»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام نَحْوَهُ وَ اخْتَلَفَ فِیهِ بَعْضُ لَفْظِهِ قَالَ یَغْبِطُهُمُ النَّبِیُّونَ وَ الْمُرْسَلُونَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَعْظَمَ مَنْزِلَةَ هَؤُلَاءِ (2)قَالَ هَؤُلَاءِ وَ اللَّهِ شِیعَةُ عَلِیٍّ وَ هُوَ إِمَامُهُمْ.

«40»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 185


1- فی المصدر: من ذهب. م.
2- فی المصدر: هؤلاء القوم. م.

علیه السلام شِیعَتُنَا أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَعْدَنَا.

«41»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ (1)عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حُسَیْنُ شِیعَتُنَا مَا أَقْرَبَهُمْ مِنَ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ یُدْخِلَهُمْ وَهْنٌ وَ یَسْتَعْظِمَ النَّاسُ ذَلِكَ لَسَلَّمَتْ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قُبُلًا.

«42»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ سَلَّامٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ قَالَ الْعَطَشُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«43»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ.

«44»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو هُرَیْرَةَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ علیه السلام یَقُولُ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ لَا یَفِرُّ مِمَّنْ وَالاهُ وَ لَا یُعَادِی مَنْ أَحَبَّهُ وَ لَا یُحِبُّ مَنْ أَبْغَضَهُ.

«45»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ كَأَنَّما أُغْشِیَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً قَالَ أَ مَا تَرَی الْبَیْتَ إِذَا كَانَ اللَّیْلُ كَانَ أَشَدَّ سَوَاداً مِنْ خَارِجٍ فَكَذَلِكَ وُجُوهُهُمْ تَزْدَادُ سَوَاداً.

«46»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مَنْ لَا یُؤْمِنُ بِالْقُرْآنِ فَمَا آمَنَ بِالتَّوْرَاةِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْإِیمَانَ بِهِمَا لَا یَقْبَلُ الْإِیمَانَ بِأَحَدِهِمَا إِلَّا بِالْإِیمَانِ بِالْآخَرِ (2)فَكَذَلِكَ فَرَضَ اللَّهُ الْإِیمَانَ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَمَا فَرَضَ الْإِیمَانَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ قَالَ آمَنْتُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَفَرْتُ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَمَا آمَنَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا بَعَثَ الْخَلَائِقَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادِی رَبِّنَا نِدَاءَ تَعْرِیفِ الْخَلَائِقِ فِی إِیمَانِهِمْ وَ كُفْرِهِمْ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ مُنَادٍ آخَرُ یُنَادِی مَعَاشِرَ الْخَلَائِقِ سَاعِدُوهُ عَلَی

ص: 186


1- بفتح السین فسكون العین لقب عبد الرحمن بن مسلم أبو الحسن العامری، مولی ابی العلاء كرز بن جعید العامری من عامر ربیعة، روی عن أبی عبد اللّٰه و ابی الحسن علیهما السلام، و عمر عمرا طویلا، ترجمه النجاشیّ فی الفهرست، و الطوسیّ فی رجاله و فهرسته.
2- فی التفسیر المطبوع: الا مع الایمان بالآخر.

هَذِهِ الْمَقَالَةِ فَأَمَّا الدَّهْرِیَّةُ وَ الْمُعَطِّلَةُ فَیَخْرَسُونَ عَنْ ذَلِكَ وَ لَا تَنْطِقُ أَلْسِنَتُهُمْ (1)وَ یَقُولُهَا سَائِرُ النَّاسِ ثُمَّ یَقُولُ الْمُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَیَقُولُ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ یُشْرِكُ بِاللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْمَجُوسِ وَ النَّصَارَی وَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ فَإِنَّهُمْ یَخْرَسُونَ فَیَبِینُونَ بِذَلِكَ مِنْ سَائِرِ الْخَلَائِقِ ثُمَّ یَقُولُ الْمُنَادِی أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَیَقُولُهَا الْمُسْلِمُونَ أَجْمَعُونَ وَ یَخْرَسُ عَنْهَا الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی وَ سَائِرُ الْمُشْرِكِینَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ آخَرُ مِنْ عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ أَلَا فَسُوقُوهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ لِشَهَادَتِهِمْ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا بَلْ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ یَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ قَالُوا سُوقُوهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ لِشَهَادَتِهِمْ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ لِمَا یَقِفُونَ یَا رَبَّنَا (2)فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ یَا عِبَادِی وَ إِمَائِی إِنِّی أَمَرْتُهُمْ مَعَ الشَّهَادَةِ بِمُحَمَّدٍ شَهَادَةً أُخْرَی فَإِذَا جَاءُوا بِهَا فَعَظِّمُوا ثَوَابَهُمْ وَ أَكْرِمُوا مَآبَهُمْ وَ إِنْ لَمْ یَأْتُوا بِهَا لَمْ تَنْفَعْهُمُ الشَّهَادَةُ لِمُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ وَ لَا لِی بِالرُّبُوبِیَّةِ فَمَنْ جَاءَ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْفَائِزِینَ وَ مَنْ لَمْ یَأْتِ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْهَالِكِینَ قَالَ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ قَدْ كُنْتُ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَلَایَةِ شَاهِداً وَ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مُحِبّاً وَ هُوَ فِی ذَلِكَ كَاذِبٌ یَظُنُّ كَذِبُهُ یُنْجِیهِ فَیُقَالُ لَهُمْ سَوْفَ نَسْتَشْهِدُ عَلَی ذَلِكَ عَلِیّاً علیه السلام فَتَشْهَدُ أَنْتَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَتَقُولُ الْجَنَّةُ لِأَوْلِیَائِی شَاهِدَةٌ وَ النَّارُ لِأَعْدَائِی شَاهِدَةٌ (3)فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَادِقاً خَرَجَتْ إِلَیْهِ رِیَاحُ الْجَنَّةِ وَ نَسِیمُهَا فَاحْتَمَلَتْهُ فَأَوْرَدَتْهُ إِلَی أَعْلَی غُرَفِهَا (4)وَ أَحَلَّتْهُ دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِ رَبِّهِ لَا یَمَسُّهُمْ فِیهَا نَصَبٌ وَ لَا یَمَسُّهُمْ فِیهَا لُغُوبٌ (5)وَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَاذِباً جَاءَتْهُ سَمُومُ النَّارِ وَ حَمِیمُهَا وَ ظِلُّهَا الَّذِی هُوَ ثَلَاثُ شُعَبٍ لا ظَلِیلٍ وَ لا یُغْنِی مِنَ اللَّهَبِ فَتَحْمِلُهُ فِی الْهَوَاءِ وَ تُورِدُهُ نَارَ جَهَنَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَذَلِكَ أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ تَقُولُ لَهَا هَذَا لِی وَ هَذَا لَكِ.

ص: 187


1- فی التفسیر المطبوع: و لا تنطلق السنتهم، و یقولها سائر الناس من الخلائق فیمتاز الدهریة و المعطلة من سائر الناس بالخرس ثمّ یقول.
2- فی التفسیر المطبوع: لما ذا یوقفون یا ربّنا؟.
3- فی التفسیر المطبوع: و النار علی أعدائی شاهدة.
4- فی التفسیر المطبوع: فأوردته علالی الجنة و غرفها.
5- فی التفسیر المطبوع: «لا یمسه» فی الموضعین.

بیان: قوله تعالی إنی أمرتهم توجیه للخطاب إلی الملائكة بعد توجیهه أولا إلی العباد و الإماء بندائهم لیسمعوا ما یأمر اللّٰه الملائكة فیهم.

«47»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ قَالَ قِیلَ لَهُ وَ مَا یَنْفَعُهُمْ إِسْرَارُ النَّدَامَةِ وَ هُمْ فِی الْعَذَابِ قَالَ كَرِهُوا شَمَاتَةَ الْأَعْدَاءِ.

«48»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِینَ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُسْمِعُ الْخَلَائِقَ أَنَّهُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُسْلِمٌ ثَمَّ یَوَدُّ سَائِرُ الْخَلْقِ أَنَّهُمْ كَانُوا مُسْلِمِینَ.

«49»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَثَمَّ یَوَدُّ الْخَلْقُ أَنَّهُمْ كَانُوا مُسْلِمِینَ.

«50»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ إِلَی أَحَدِهِمَا علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ نَحْشُرُهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَلی وُجُوهِهِمْ قَالَ عَلَی جِهَاتِهِمْ.

بیان: لعله علیه السلام فسر الوجه بالجهة أی یحشرون متوجهین إلی الجهات التی كانوا إلیها متوجهین فی الدنیا من الاقتداء بأئمة الجور و عبادة الأصنام و كائنین علی الأحوال التی كانوا علیها من الفساد و المعصیة و لا یبعد أن یكون جهاتهم تصحیف جباههم.

«51»-م، تفسیر الإمام علیه السلام وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً إِلَی قَوْلِهِ وَ ما هُمْ بِخارِجِینَ مِنَ النَّارِ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا آمَنَ الْمُؤْمِنُونَ وَ قَبِلَ وَلَایَةَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا الْعَاقِلُونَ وَ صَدَّ عَنْهُمَا الْمُعَانِدُونَ وَ مِنَ النَّاسِ یَا مُحَمَّدُ مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً أَعْدَاءً یَجْعَلُونَهُمْ لِلَّهِ أَمْثَالًا یُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ یُحِبُّونَ تِلْكَ الْأَنْدَادَ مِنَ الْأَصْنَامِ كَحُبِّ اللَّهِ وَ كَحُبِّهِمْ لِلَّهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُتَّخِذِینَ الْأَنْدَادَ مَعَ اللَّهِ لِأَنَّ الْمُؤْمِنِینَ یَرَوْنَ الرُّبُوبِیَّةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا یُشْرِكُونَ بِهِ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ لَوْ یَرَی الَّذِینَ ظَلَمُوا بِاتِّخَاذِ الْأَصْنَامِ أَنْدَاداً وَ اتِّخَاذِ الْكُفَّارِ وَ الْفُجَّارِ أَمْثَالًا لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ إِذْ یَرَوْنَ الْعَذابَ حِینَ یَرَوْنَ الْعَذَابَ الْوَاقِعَ بِهِمْ لِكُفْرِهِمْ وَ عِنَادِهِمْ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ لَعَلِمُوا أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ یُعَذِّبُ مَنْ یَشَاءُ وَ یُكْرِمُ مَنْ یَشَاءُ لَا قُوَّةَ لِلْكُفَّارِ یَمْتَنِعُونَ

ص: 188

بِهَا عَنْ عَذَابِهِ وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعَذابِ وَ لَعَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعَذَابِ لِمَنِ اتَّخَذَ الْأَنْدَادَ مَعَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا لَوْ رَأَی هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْأَنْدَادَ حِینَ یَتَبَرَّأُ الَّذِینَ اتُّبِعُوا الرُّؤَسَاءُ مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا الرَّعَایَا وَ الْأَتْبَاعَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ فَنِیَتْ حِیلَتُهُمْ وَ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی النَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ بِشَیْ ءٍ وَ قالَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا الْأَتْبَاعُ لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً یَتَمَنَّوْنَ لَوْ كَانَ لَهُمْ كَرَّةً رَجْعَةً إِلَی الدُّنْیَا فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ هُنَاكَ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا هَاهُنَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذلِكَ كَمَا تَبَرَّأَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ یُرِیهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَیْهِمْ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا فِی الدُّنْیَا لِغَیْرِ اللَّهِ فَیَرَوْنَ أَعْمَالَ غَیْرِهِمُ الَّتِی كَانَتْ لِلَّهِ قَدْ عَظَّمَ اللَّهُ ثَوَابَ أَهْلِهَا وَ رَأَوْا أَعْمَالَ أَنْفُسِهِمْ لَا ثَوَابَ لَهَا إِذْ كَانَتْ لِغَیْرِ اللَّهِ أَوْ كَانَتْ عَلَی غَیْرِ الْوَجْهِ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما هُمْ بِخارِجِینَ مِنَ النَّارِ كَانَ عَذَابُهُمْ سَرْمَداً دَائِماً وَ كَانَتْ ذُنُوبُهُمْ كُفْراً لَا تَلْحَقُهُمْ شَفَاعَةُ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیٍّ وَ لَا خَیِّرٍ مِنْ خِیَارِ شِیعَتِهِمْ.

-قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ زَالَ عَنْ وَلَایَتِنَا وَ خَالَفَ طَرِیقَتَنَا وَ سَمَّی غَیْرَنَا بِأَسْمَائِنَا وَ أَسْمَاءِ خِیَارِ أَهْلِنَا الَّذِی اخْتَارَهُ اللَّهُ لِلْقُیَّامِ بِدِینِهِ وَ دُنْیَاهُ وَ لَقَّبَهُ بِالْقَائِمِ وَ هُوَ كَذَلِكَ یُلَقِّبُهُ مُعْتَقِداً لَا یَحْمِلُهُ عَلَی ذَلِكَ تَقِیَّةُ خَوْفٍ وَ لَا تَدْبِیرُ مَصْلَحَةِ دِینٍ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ كَانَ قَدِ اتَّخَذَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِیّاً وَ حُشِرَ إِلَیْهِ الشَّیَاطِینُ الَّذِینَ كَانُوا یُغْوُونَهُ فَقَالَ لَهُ یَا عَبْدِی أَ رَبّاً مَعِی هَؤُلَاءِ كُنْتَ تَعْبُدُ وَ إِیَّاهُمْ كُنْتَ تَطْلُبُ فَمِنْهُمْ فَاطْلُبْ ثَوَابَ مَا كُنْتَ تَعْمَلُ وَ لَكَ مَعَهُمْ عِقَابُ أَجْرَامِكَ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یُحْشَرَ الشِّیعَةُ الْمُوَالُونَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیه السلام مِمَّنْ كَانَ فِی تَقِیَّةٍ لَا یُظْهِرُ مَا یَعْتَقِدُهُ وَ مِمَّنْ لَمْ یَكُنْ عَلَیْهِ تَقِیَّةٌ وَ كَانَ یُظْهِرُ مَا یَعْتَقِدُهُ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی انْظُرُوا حَسَنَاتِ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَضَاعِفُوهَا قَالَ فَتُضَاعَفُ حَسَنَاتُهُمْ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی انْظُرُوا ذُنُوبَ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَیَنْظُرُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ قَلَّتْ ذُنُوبُهُ فَكَانَتْ مَغْمُورَةً فِی طَاعَتِهِ فَهَؤُلَاءِ السُّعَدَاءُ مَعَ الْأَوْلِیَاءِ وَ الْأَصْفِیَاءِ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَ عَظُمَتْ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی قَدِّمُوا الَّذِینَ كَانَ لَا تَقِیَّةَ عَلَیْهِمْ مِنْ أَوْلِیَاءِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَیُقَدَّمُونَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی انْظُرُوا حَسَنَاتِ عِبَادِی هَؤُلَاءِ النُّصَّابِ الَّذِینَ أَخَذُوا الْأَنْدَادَ مِنْ

ص: 189

دُونِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ مِنْ دُونِ خُلَفَائِهِمْ فَاجْعَلُوهَا لِهَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِینَ لِمَا كَانَ مِنِ اغْتِیَالِهِمْ بِهِمْ بِوَقِیعَتِهِمْ فِیهِمْ وَ قَصْدِهِمْ إِلَی أَذَاهُمْ فَیَفْعَلُونَ ذَلِكَ فَتَصِیرُ حَسَنَاتُ النَّوَاصِبِ لِشِیعَتِنَا الَّذِینَ لَمْ تَكُنْ عَلَیْهِمْ تَقِیَّةٌ ثُمَّ یَقُولُ انْظُرُوا إِلَی سَیِّئَاتِ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَإِنْ بَقِیَتْ لَهُمْ عَلَی هَؤُلَاءِ النُّصَّابِ بِوَقِیعَتِهِمْ فِیهِمْ زِیَادَاتٌ فَاحْمِلُوا عَلَی أُولَئِكَ النُّصَّابِ بِقَدْرِهَا مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی لِهَؤُلَاءِ الشِّیعَةِ فَیُفْعَلُ ذَلِكَ ثُمَّ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ ائْتُوا بِالشِّیعَةِ الْمُتَّقِینَ لِخَوْفِ الْأَعْدَاءِ فَافْعَلُوا فِی حَسَنَاتِهِمْ وَ سَیِّئَاتِهِمْ وَ حَسَنَاتِ هَؤُلَاءِ النُّصَّابِ وَ سَیِّئَاتِهِمْ مَا فَعَلْتُمْ بِالْأَوَّلِینَ فَیَقُولُ النَّوَاصِبُ یَا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ كَانُوا مَعَنَا فِی مَشَاهِدِنَا حَاضِرِینَ وَ بِأَقَاوِیلِنَا قَائِلِینَ وَ لِمَذَاهِبِنَا مُعْتَقِدِینَ فَیُقَالُ كَلَّا وَ اللَّهِ یَا أَیُّهَا النُّصَّابُ مَا كَانُوا لِمَذَاهِبِكُمْ مُعْتَقِدِینَ بَلْ كَانُوا بِقُلُوبِهِمْ لَكُمْ إِلَی اللَّهِ مُخَالِفِینَ وَ إِنْ كَانُوا بِأَقْوَالِكُمْ قَائِلِینَ وَ بِأَعْمَالِكُمْ عَامِلِینَ لِلتَّقِیَّةِ مِنْكُمْ مَعَاشِرَ الْكَافِرِینَ قَدِ اعْتَدَدْنَا لَهُمْ بِأَقَاوِیلِهِمْ وَ أَفَاعِیلِهِمْ اعْتِدَادَنَا بِأَقَاوِیلِ الْمُطِیعِینَ وَ أَفَاعِیلِ الْمُحْسِنِینَ إِذْ كَانُوا بِأَمْرِنَا عَامِلِینَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعِنْدَ ذَلِكَ تَعْظُمُ حَسَرَاتُ النُّصَّابِ إِذْ كَانُوا رَأَوْا حَسَنَاتِهِمْ فِی مَوَازِینِ شِیعَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَأَوْا سَیِّئَاتِ شِیعَتِنَا عَلَی ظُهُورِ مَعَاشِرِ النُّصَّابِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذلِكَ یُرِیهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَیْهِمْ

«52»-م، تفسیر الإمام علیه السلام یَحْشُرُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ شَهْرَ رَمَضَانَ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ فَیُقِیمُهُ عَلَی تَلْعَةٍ (1)لَا یَخْفَی عَلَی أَحَدٍ مِمَّنْ ضَمَّهُ ذَلِكَ الْمَحْشَرُ ثُمَّ یَأْمُرُ وَ یَخْلَعُ عَلَیْهِ مِنْ كِسْوَةِ الْجَنَّةِ وَ خِلَعِهَا وَ أَنْوَاعِ سُنْدُسِهَا وَ ثِیَابِهَا حَتَّی یَصِیرَ فِی الْعِظَمِ بِحَیْثُ لَا یَنْفُذُهُ بَصَرٌ وَ لَا یَعِی عِلْمَ مِقْدَارِهِ أُذُنٌ وَ لَا یَفْهَمُ كُنْهَهُ قَلْبٌ ثُمَّ یُقَالُ لِمُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ نَادِ فَیُنَادِی یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَ مَا تَعْرِفُونَ هَذَا فَیُجِیبُ الْخَلَائِقُ یَقُولُونَ بَلَی لَبَّیْكَ دَاعِیَ رَبِّنَا وَ سَعْدَیْكَ أَمَا إِنَّنَا لَا نَعْرِفُهُ فَیَقُولُ مُنَادِی رَبِّنَا هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَا أَكْثَرَ مَنْ سَعِدَ بِهِ وَ مَا أَكْثَرَ مَنْ شَقِیَ بِهِ أَلَا فَلْیَأْتِهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ لَهُ مُعَظِّمٍ بِطَاعَةِ اللَّهِ فِیهِ فَلْیَأْخُذْ حَظَّهُ مِنْ هَذِهِ الْخِلَعِ فَتَقَاسَمُوهَا بَیْنَكُمْ عَلَی قَدْرِ طَاعَتِكُمْ لِلَّهِ وَ جِدِّكُمْ قَالَ فَیَأْتِیهِ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ كَانُوا لِلَّهِ مُطِیعِینَ فَیَأْخُذُونَ مِنْ تِلْكَ الْخِلَعِ عَلَی مَقَادِیرِ طَاعَتِهِمْ فِی الدُّنْیَا فَمِنْهُمْ

ص: 190


1- بفتح التاء فسكون: ما علا من الأرض.

مَنْ یَأْخُذُ أَلْفَ خِلْعَةٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَأْخُذُ عَشَرَةَ آلَافٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَأْخُذُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَ أَقَلَّ فَیُشَرِّفُهُمُ اللَّهُ بِكَرَامَاتِهِ أَلَا وَ إِنَّ أَقْوَاماً یَتَعَاطَوْنَ تَنَاوُلَ تِلْكَ الْخِلَعِ یَقُولُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ لَقَدْ كُنَّا بِاللَّهِ مُؤْمِنِینَ وَ لَهُ مُوَحِّدِینَ وَ بِفَضْلِ هَذَا الشَّهْرِ مُعْتَرِفِینَ فَیَأْخُذُونَهَا وَ یَلْبَسُونَهَا فَتُقَلَّبُ عَلَی أَبْدَانِهِمْ مُقَطَّعَاتِ نِیرَانٍ وَ سَرَابِیلَ قَطِرَانٍ یَخْرُجُ عَلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِعَدَدِ كُلِّ سِلْكَةٍ مِنْ تِلْكَ الثِّیَابِ أَفْعًی وَ حَیَّةٌ وَ عَقْرَبٌ وَ قَدْ تَنَاوَلُوا مِنْ تِلْكَ الثِّیَابِ أَعْدَاداً مُخْتَلِفَةً عَلَی قَدْرِ أَجْرَامِهِمْ كُلُّ مَنْ كَانَ جُرْمُهُ أَعْظَمَ فَعَدَدُ ثِیَابِهِ أَكْثَرُ فَمِنْهُمُ الْآخِذُ أَلْفَ ثَوْبٍ وَ مِنْهُمُ الْآخِذُ عَشَرَةَ آلَافِ ثَوْبٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَأْخُذُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَ إِنَّهَا لَأَثْقَلُ عَلَی أَبْدَانِهِمْ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِی عَلَی الضَّعِیفِ مِنَ الرِّجَالِ وَ لَوْ لَا مَا حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَی بِأَنَّهُمْ لَا یَمُوتُونَ لَمَاتُوا مِنْ أَقَلَّ قَلِیلِ ذَلِكَ الثِّقْلِ وَ الْعَذَابِ ثُمَّ یَخْرُجُ عَلَیْهِمْ بِعَدَدِ كُلِّ سِلْكَةٍ مِنْ تِلْكَ السَّرَابِیلِ مِنَ الْقَطِرَانِ وَ مُقَطَّعَاتِ النِّیرَانِ أَفْعًی وَ حَیَّةٌ وَ عَقْرَبٌ وَ أَسَدٌ وَ نَمِرٌ وَ كَلْبٌ مِنْ سِبَاعِ النَّارِ فَهَذِهِ تَنْهَشُهُ وَ هَذِهِ تَلْدَغُهُ وَ هَذَا یَفْتَرِسُهُ وَ هَذَا یَمْزِقُهُ وَ هَذَا یَقْطَعُهُ یَقُولُونَ یَا وَیْلَنَا مَا لَنَا تَحَوَّلَتْ عَلَیْنَا هَذِهِ الثِّیَابُ وَ قَدْ كَانَتْ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ وَ أَنْوَاعِ خِیَارِ ثِیَابِ الْجَنَّةِ تَحَوَّلَتْ عَلَیْنَا مُقَطَّعَاتِ النِّیرَانِ وَ سَرَابِیلَ قَطِرَانٍ وَ هِیَ عَلَی هَؤُلَاءِ ثِیَابٌ فَاخِرَةٌ مُلَذَّذَةٌ مُنَعَّمَةٌ فَیُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ بِمَا كَانُوا یُطِیعُونَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ كُنْتُمْ تَعْصُونَ وَ كَانُوا یَعِفُّونَ وَ كُنْتُمْ تَزْنُونَ وَ كَانُوا یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ كُنْتُمْ تُحْبَرُونَ وَ كَانُوا یَتَّقُونَ السَّرِقَ وَ كُنْتُمْ تَسْرِقُونَ وَ كَانُوا یَتَّقُونَ ظُلْمَ عِبَادِ اللَّهِ وَ كُنْتُمْ تَظْلِمُونَ فَتِلْكَ نَتَائِجُ أَفْعَالِهِمُ الْحَسَنَةِ وَ هَذِهِ نَتَائِجُ أَفْعَالِكُمُ الْقَبِیحَةِ فَهُمْ فِی الْجَنَّةِ خَالِدُونَ وَ لَا یَشِیبُونَ فِیهَا وَ لَا یَهْرَمُونَ وَ لَا یُحَوَّلُونَ عَنْهَا وَ لَا یَخْرُجُونَ وَ لَا یَقْلَقُونَ فِیهَا وَ لَا یَغْتَمُّونَ بَلْ هُمْ فِیهَا سَارُّونَ مُبْتَهِجُونَ آمِنُونَ مُطْمَئِنُّونَ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ وَ أَنْتُمْ فِی النَّارِ خَالِدُونَ تُعَذَّبُونَ فِیهَا وَ تُهَانُونَ وَ مِنْ نِیرَانِهَا إِلَی زَمْهَرِیرِهَا تُنْقَلُونَ وَ فِی حَمِیمِهَا تَغْتَسِلُونَ (1)وَ مِنْ زَقُّومِهَا تُطْعَمُونَ وَ بِمَقَامِعِهَا تُقْمَعُونَ وَ بِضُرُوبِ عَذَابِهَا تُعَاقَبُونَ الْأَحْیَاءُ أَنْتُمْ فِیهَا وَ لَا تَمُوتُونَ أَبَدَ الْآبِدِینَ إِلَّا مَنْ لَحِقَتْهُ مِنْكُمْ رَحْمَةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَخَرَجَ مِنْهَا بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلِ النَّبِیِّینَ بَعْدَ الْعَذَابِ الْأَلِیمِ وَ النَّكَالِ الشَّدِیدِ.

ص: 191


1- فی المطبوع: تغتمسون.

«53»-جا، المجالس للمفید الْمَرَاغِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ عَبْدِ الْغَفُورِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الرَّاسِبِیِّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الشَّاكُّ فِی فَضْلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یُحْشَرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ وَ فِی عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ نَارٍ فِیهِ ثَلَاثُمِائَةِ شُعْبَةٍ عَلَی كُلِّ شُعْبَةٍ مِنْهَا شَیْطَانٌ یَكْلَحُ فِی وَجْهِهِ (1)وَ یَتْفُلُ فِیهِ.

«54»-كش، رجال الكشی رَوَی جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِیُّ وَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ أَبِی الْعَلَاءِ وَ صَبَّاحٌ الْمُزَنِیُّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ كَیْفَ وَجَدْتَ هَذَا الدِّینَ قَالَ كُنَّا بِمَنْزِلَةِ الْیَهُودِ قَبْلَ أَنْ نَتَّبِعَكَ تَخِفُّ عَلَیْنَا الْعِبَادَةُ فَلَمَّا اتَّبَعْنَاكَ وَ وَقَعَ حَقَائِقُ الْإِیمَانِ فِی قُلُوبِنَا وَجَدْنَا الْعِبَادَةَ قَدْ تَثَاقَلَتْ فِی أَجْسَادِنَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَمِنْ ثَمَّ یُحْشَرُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی صُوَرِ الْحَمِیرِ وَ تُحْشَرُونَ فُرَادَی فُرَادَی یُؤْخَذُ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا بَدَا لَكُمْ مَا مِنْ أَحَدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا وَ هُوَ یَعْوِی عُوَاءَ الْبَهَائِمِ أَنِ اشْهَدُوا لَنَا وَ اسْتَغْفِرُوا لَنَا فَنُعْرِضُ عَنْهُمْ فَمَا هُمْ بَعْدَهَا بِمُفْلِحِینَ.

بیان: قوله ما بدا لكم كذا فی النسخ التی عندنا و الظاهر أنه مصحف و یمكن حمله علی أن المعنی اصنعوا ما بدا لكم من الطاعات فإنها تقبل منكم و نشفع فیكم و یحتمل أن یكون استفهاما إنكاریا أی أی شی ء سنح لكم حتی جعلكم متحیرین فی أمركم أ ما تعلمون أنه لا ینجو فی القیامة غیركم.

«55»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ قَالَ هُمْ شِیعَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

ص: 192


1- یكلح فی وجهه أی یفزعه.

«57»-وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی النَّوْفَلِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْمَوْصِلِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ فِی جَنَّاتٍ یَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِینَ ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ وَ الْمُجْرِمُونَ هُمُ الْمُنْكِرُونَ لِوَلَایَتِكَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِینَ وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ فَیَقُولُ لَهُمْ أَصْحَابُ الْیَمِینِ لَیْسَ مِنْ هَذَا أَتَیْتُمْ فَمَا الَّذِی سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ یَا أَشْقِیَاءَ قَالُوا وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ حَتَّی أَتانَا الْیَقِینُ فَقَالُوا لَهُمْ هَذَا الَّذِی سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ یَا أَشْقِیَاءُ وَ یَوْمُ الدِّینِ یَوْمُ الْمِیثَاقِ حَیْثُ جَحَدُوا وَ كَذَّبُوا بِوَلَایَتِكَ وَ عَتَوْا عَلَیْكَ وَ اسْتَكْبَرُوا.

«58»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ (1)عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ (2)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ هَاشِمٍ الصَّیْدَاوِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَاشِمُ حَدَّثَنِی أَبِی وَ هُوَ خَیْرٌ مِنِّی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ فُقَرَاءِ شِیعَتِنَا إِلَّا وَ لَیْسَ عَلَیْهِ تَبِعَةٌ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا التَّبِعَةُ قَالَ مِنَ الْإِحْدَی وَ الْخَمْسِینَ رَكْعَةً وَ مِنْ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ وَ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ فَیُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ سَلْ تُعْطَ فَیَقُولُ أَسْأَلُ رَبِّی النَّظَرَ إِلَی وَجْهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَیُنْصَبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْبَرٌ عَلَی دُرْنُوكٍ (3)مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ لَهُ

ص: 193


1- بضم الهاء فسكون الواو و فتح الذال المعجمة، هو أحمد بن نصر بن سعید الباهلی أبو سلیمان النهروانی المعروف بابن أبی هراسة، ترجمه الشیخ فی رجاله فی باب من لم یرو عنهم فقال: أحمد بن نصر بن سعید الباهلی المعروف بابن أبی هراسة یلقب أبوه هوذة، سمع منه التلعكبری سنة 331، و له منه اجازة، مات فی ذی الحجة سنة 333 یوم الترویة بجسر النهروان و دفن بها انتهی. و ترجمه الخطیب فی تاریخ بغداد «ج 5 ص 183» قال: حدث عن إبراهیم بن إسحاق الأحمری شیخ من شیوخ الشیعة، روی عنه أبو بكر أحمد بن عبد اللّٰه الدوری الوراق؛ و قال: قدم علینا من النهروان انتهی. قلت: یروی عنه أیضا القاضی أبو الفرج المعافا بن زكریا البغدادیّ.
2- هو إبراهیم بن إسحاق الأحمری النهاوندی.
3- بالضم فالسكون: نوع من البسط له خمل.

أَلْفُ مِرْقَاةٍ بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ رَكْضَةُ الْفَرَسِ فَیَصْعَدُ مُحَمَّدٌ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ فَیَحِفُّ ذَلِكَ الْمِنْبَرَ شِیعَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ قَالَ فَیُلْقَی عَلَیْهِمُ النُّورُ حَتَّی إِنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا رَجَعَ لَمْ تَقْدِرِ الْحَوْرَاءُ أَنْ تَمْلَأَ بَصَرَهَا مِنْهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَاشِمُ لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ.

«58»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة قَوْلُهُ تَعَالَی یَوْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ الْآیَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ سَعِیدٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَوْلُهُ تَعَالَی یَوْمَ یَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ یَداهُ وَ یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً یَعْنِی عَلَوِیّاً أَتَوَالَی أَبَا تُرَابٍ.

-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَرْقِیُّ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ وَ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ وَ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ مِثْلَهُ.

«59»-وَ جَاءَ فِی بَاطِنِ تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ مَا یُؤَیِّدُ هَذَا التَّأْوِیلَ فِی تَأْوِیلِ قَوْلِهِ تَعَالَی أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ یُرَدُّ إِلی رَبِّهِ فَیُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً قَالَ هُوَ یُرَدُّ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً حَتَّی یَقُولَ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً أَیْ مِنْ شِیعَةِ أَبِی تُرَابٍ وَ مَعْنَی رَبِّهِ أَیْ صَاحِبِهِ یَعْنِی أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَسِیمُ النَّارِ وَ الْجَنَّةِ وَ هُوَ یَتَوَلَّی الْعَذَابَ وَ الثَّوَابَ وَ هُوَ الْحَاكِمُ فِی الدُّنْیَا وَ یَوْمَ الْمَآبِ.

«60»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: یُحْشَرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ شِیعَةُ عَلِیٍّ رِوَاءً مَرْوِیِّینَ مُبْیَضَّةً وُجُوهُهُمْ وَ یُحْشَرُ أَعْدَاءُ عَلِیٍّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ظَامِئِینَ (1)ثُمَّ قَرَأَ یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ

«61»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا بَعَثَ النَّاسَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قُبُورِهِمْ بَیَاضُ وُجُوهِهِمْ كَبَیَاضِ الثَّلْجِ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ بَیَاضُهَا كَبَیَاضِ اللَّبَنِ وَ عَلَیْهِمْ نِعَالٌ مِنْ ذَهَبٍ، شِرَاكُهَا وَ اللَّهِ مِنْ نُورٍ یَتَلَأْلَأُ، فَیُؤْتَوْنَ

ص: 194


1- فی المصدر: ظامئین مسودة وجوههم. م.

بِنُوقٍ مِنْ نُورٍ عَلَیْهَا رِحَالُ الذَّهَبِ (1)قَدْ وُشِّحَتْ بِالزَّبَرْجَدِ وَ الْیَاقُوتِ أَزِمَّةُ نُوقِهِمْ سَلَاسِلُ الذَّهَبِ فَیَرْكَبُونَهَا حَتَّی یَنْتَهُوا إِلَی الْجِنَانِ وَ النَّاسُ یُحَاسَبُونَ وَ یَغْتَمُّونَ وَ یَهْتَمُّونَ وَ هُمْ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ شِیعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً قَالَ عَلَی النَّجَائِبِ (2).

«62»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُلُّ عَیْنٍ بَاكِیَةٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ غَیْرَ ثَلَاثٍ عَیْنٌ سَهِرَتْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ فَاضَتْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ عَیْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.

«63»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الْمُتَحَابِّینَ فِی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ قَدْ أَضَاءَ نُورُ وُجُوهِهِمْ وَ نُورُ أَجْسَادِهِمْ وَ نُورُ مَنَابِرِهِمْ كُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی یُعْرَفُوا بِهِ فَیُقَالُ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ.

«64»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ جَبَلَةَ الْأَحْمَسِیِّ (3)عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی أَرْضٍ زَبَرْجَدٍ خَضْرَاءَ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ عَنْ یَمِینِهِ وَ كِلْتَا یَدَیْهِ یَمِینٌ وُجُوهُهُمْ أَشَدُّ بَیَاضاً وَ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ یَغْبِطُهُمْ بِمَنْزِلَتِهِمْ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ كُلُّ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ یَقُولُ النَّاسُ مَنْ هَؤُلَاءِ فَیُقَالُ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ.

بیان: قال الجزری فیه و كلتا یدیه یمین أی إن یدیه تبارك و تعالی بصفة الكمال لا نقص فی واحدة منهما لأن الشمال ینقص عن الیمین و الید هنا مجاز انتهی أقول أی كلا طرفی عرشه متیمن مبارك لا یحضره إلا السعداء.

«65»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 195


1- فی المصدر: من الذهب. م.
2- الظاهر اتّحاده مع ما سبق آنفا عن المحاسن تحت رقم 37.
3- الصحیح: عمرو بن جبلة الاحمسی. راجع أصول الكافی باب الحب فی اللّٰه، و جامع الروات ج 1 ص 340.

مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا مِنْ أَحَدٍ یَمْنَعُ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ شَیْئاً إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُعْبَاناً مِنْ نَارٍ مُطَوَّقاً فِی عُنُقِهِ یَنْهَشُ مِنْ لَحْمِهِ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ ثُمَّ قَالَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَعْنِی مَا بَخِلُوا بِهِ مِنَ الزَّكَاةِ.

«66»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مِنْ ذِی مَالٍ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ یَمْنَعُ زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا حَبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِقَاعٍ قَفْرٍ (1)وَ سَلَّطَ عَلَیْهِ شُجَاعاً (2)أَقْرَعَ یُرِیدُهُ وَ هُوَ یَحِیدُ عَنْهُ فَإِذَا رَأَی أَنَّهُ لَا یَتَخَلَّصُ مِنْهُ (3)أَمْكَنَهُ مِنْ یَدِهِ فَقَضِمَهَا كَمَا یُقْضَمُ الْفُجْلُ ثُمَّ یَصِیرُ طَوْقاً فِی عُنُقِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَیُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ مَا مِنْ ذِی مَالٍ إِبِلٍ أَوْ غَنَمٍ أَوْ بَقَرٍ یَمْنَعُ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ إِلَّا حَبَسَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِقَاعٍ قَفْرٍ

(4)یَطَؤُهُ كُلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ بِظِلْفِهَا وَ یَنْهَشُهُ كُلُّ ذَاتِ نَابٍ بِنَابِهَا وَ مَا مِنْ ذِی مَالٍ نَخْلٍ أَوْ كَرْمٍ أَوْ زَرْعٍ یَمْنَعُ زَكَاتَهَا إِلَّا طَوَّقَهُ اللَّهُ رَبْعَةَ َ أَرْضِهِ إِلَی سَبْعِ أَرَضِینَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

بیان: القاع أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال و الآكام و القفر الخلأ من الأرض و فی بعض النسخ بقاع قرقر و القرقر القاع الأملس و قال الجزری فیه یجی ء كنز أحدكم فی القیامة شجاعا أقرع الأقرع الذی لا شعر علی رأسه یرید حیة قد تمعط جلد رأسه لكثرة سمه و طول عمره انتهی و حاد عنه مال و القضم الأكل بأطراف الأسنان و الفجل فی بعض النسخ بالحاء المهملة و فی بعضها بالجیم فعلی الثانی یقرأ الفعل علی البناء للمفعول قوله علیه السلام ربعة أرضه أی قطعة أرضه و لعل المعنی أنه تعالی یلقی علیه مثل ثقل تلك العرصة فی عالم البرزخ أو یعذبه عذابا یشبه ذلك.

ص: 196


1- فی نسخة: بقاع قفر قرقر. و فی المصدر: بقاع قرقر؛ فی الموضعین. م.
2- بالضم و الكسر: ضرب من الحیات.
3- فی المصدر: لا مخلص له منه اه. م.
4- فی نسخة: بقاع قفر قرقر.

«67»-كا، الكافی عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَبْعَثُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَاساً مِنْ قُبُورِهِمْ مَشْدُودَةً أَیْدِیهِمْ إِلَی أَعْنَاقِهِمْ لَا یَسْتَطِیعُونَ أَنْ یَتَنَاوَلُوا بِهَا قِیسَ أَنْمُلَةٍ مَعَهُمْ مَلَائِكَةٌ یُعَیِّرُونَهُمْ تَعْیِیراً شَدِیداً یَقُولُونَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ مَنَعُوا خَیْراً قَلِیلًا مِنْ خَیْرٍ كَثِیرٍ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ أَعْطَاهُمُ اللَّهُ فَمَنَعُوا حَقَّ اللَّهِ فِی أَمْوَالِهِمْ.

بیان: قال الفیروزآبادی قیس رمح بالكسر قدره.

«68»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النَّهْدِیِّ (1)عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِی اللَّهِ وَ لِلَّهِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَخْطِرُ بَیْنَ قَبَاطِیَّ مِنْ نُورٍ لَا یَمُرُّ بِشَیْ ءٍ إِلَّا أَضَاءَ لَهُ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَرْحَباً وَ إِذَا قَالَ اللَّهُ لَهُ مَرْحَباً (2)أَجْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ الْعَطِیَّةَ.

بیان: قال الجزری فیه أنه كان یخطر فی مشیته أی یتمایل و یمشی مشیة المعجب.

«69»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ إِذَا بَعَثَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ یَقْدُمُهُ أَمَامَهُ كُلَّمَا رَأَی الْمُؤْمِنُ هَوْلًا مِنْ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ لَهُ الْمِثَالُ لَا تَفْزَعْ وَ لَا تَحْزَنْ وَ أَبْشِرْ بِالسُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُحَاسِبُهُ حِسَاباً یَسِیراً وَ یَأْمُرُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ وَ الْمِثَالُ أَمَامَهُ فَیَقُولُ لَهُ الْمُؤْمِنُ یَرْحَمُكَ اللَّهُ نِعْمَ الْخَارِجُ خَرَجْتَ مَعِی مِنْ قَبْرِی وَ مَا زِلْتَ تُبَشِّرُنِی بِالسُّرُورِ وَ الْكَرَامَةِ مِنَ اللَّهِ حَتَّی رَأَیْتُ ذَلِكَ فَیَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَیَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِی كُنْتَ أَدْخَلْتَهُ عَلَی أَخِیكَ الْمُؤْمِنِ فِی الدُّنْیَا خَلَقَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ.

«70»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ علیه السلام مَنْ أَعَانَ مُؤْمِناً نَفَّسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ ثَلَاثاً وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً

ص: 197


1- بفتح النون و سكون الهاء.
2- فی المصدر: و إذا قال: مرحبا. م.

وَاحِدَةً فِی الدُّنْیَا وَ ثِنْتَیْنِ وَ سَبْعِینَ كُرْبَةً عِنْدَ كُرَبِهِ الْعُظْمَی قَالَ حَیْثُ یَتَشَاغَلُ النَّاسُ بِأَنْفُسِهِمْ.

«71»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ مِسْمَعٍ أَبِی سَیَّارٍ (1)قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ وَ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ ثَلِجُ الْفُؤَادِ وَ مَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ سَقَاهُ شَرْبَةَ مَاءٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ.

«72»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ كَسَا أَخَاهُ كِسْوَةَ شِتَاءٍ أَوْ صَیْفٍ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَكْسُوَهُ مِنْ ثِیَابِ الْجَنَّةِ وَ أَنْ یُهَوِّنَ عَلَیْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ أَنْ یُوَسِّعَ عَلَیْهِ فِی قَبْرِهِ وَ أَنْ یَلْقَی الْمَلَائِكَةَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ بِالْبُشْرَی وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

«73»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی الدِّهْقَانُ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ أَبْشِرْ وَ بَشِّرْ فَلَیْسَ عَلَی شِیعَتِكَ حَسْرَةٌ عِنْدَ الْمَوْتِ (2)وَ لَا وَحْشَةٌ فِی الْقُبُورِ وَ لَا حُزْنٌ یَوْمَ النُّشُورِ وَ لَكَأَنِّی بِهِمْ یَخْرُجُونَ مِنْ جَدَثِ الْقُبُورِ یَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ وَ لِحَاهُمْ یَقُولُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِی أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا یَمَسُّنا فِیها نَصَبٌ وَ لا یَمَسُّنا فِیها لُغُوبٌ

«74»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَنَا وَ شِیعَتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَیَمُرُّ عَلَیْنَا الْمَلَائِكَةُ وَ یُسَلِّمُ عَلَیْنَا قَالَ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ

ص: 198


1- مسمع وزان منبر هو مسمع بن عبد الملك كردین أبو سیار، شیخ بكر بن وائل بالبصرة و وجهها و سید المسامعة، روی عن أبی جعفر علیه السلام روایة یسیرة، و روی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و أكثر و اختص به، له نوادر كثیرة، و روی أیّام البسوس. له ترجمة مشعوف بالتبجیل و التجلیل فی فهرست النجاشیّ و رجالی الكشّیّ و الشیخ و مشیخة الفقیه و الخلاصة و غیرها من كتب الرجال.
2- فی المصدر: فلیس لشیعتك كرب عند الموت. م.

وَ مَنْ هَؤُلَاءِ فَیُقَالُ لَهُمْ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ابْنُ عَمِّ النَّبِیِّ فَیُقَالُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَیُقَالُ لَهُمْ هَؤُلَاءِ شِیعَتُهُ قَالَ فَیَقُولُونَ أَیْنَ النَّبِیُّ الْعَرَبِیُّ وَ ابْنُ عَمِّهِ فَیَقُولُونَ هُمَا عِنْدَ الْعَرْشِ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ عِنْدَ رَبِّ الْعِزَّةِ یَا عَلِیُّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ لَا حِسَابَ عَلَیْكَ وَ لَا عَلَیْهِمْ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ یَتَنَعَّمُونَ فِیهَا مِنْ فَوَاكِهِهَا وَ یَلْبَسُونَ السُّنْدُسَ وَ الْإِسْتَبْرَقَ وَ مَا لَمْ تَرَ عَیْنٌ فَیَقُولُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِی مَنَّ عَلَیْنَا بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِوَصِیِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَّ عَلَیْنَا بِهِمَا مِنْ فَضْلِهِ وَ أَدْخَلَنَا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً قَدْ نَظَرَ إِلَیْكُمُ الرَّحْمَنُ نَظْرَةً فَلَا بُؤْسَ (1)عَلَیْكُمْ وَ لَا حِسَابَ وَ لَا عَذَابَ.

«75»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم سُلَیْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَهْمِ بْنِ حُرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ صَلَّیْتُ الرَّكْعَتَیْنِ إِلَی سَارِیَةٍ (2)ثُمَّ دَعَوْتُ اللَّهَ وَ قُلْتُ اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْدَتِی وَ ارْحَمْ غُرْبَتِی وَ ائْتِنِی بِجَلِیسٍ صَالِحٍ یُحَدِّثُنِی بِحَدِیثٍ یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهِ فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّی جَلَسَ إِلَیَّ فَأَخْبَرْتُهُ بِدُعَائِی فَقَالَ أَمَا إِنِّی أَشَدُّ فَرَحاً بِدُعَائِكَ مِنْكَ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِی ذَلِكَ الْجَلِیسَ الصَّالِحَ الَّذِی سَافَرَ إِلَیْكَ أَمَا إِنِّی سَأُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ سَمِعْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ أَحَداً قَبْلَكَ وَ لَا أُحَدِّثُ بَعْدَكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَالَ السَّابِقُ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ الْمُقْتَصِدُ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً وَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ یُحْبَسُ فِی یَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّی یَدْخُلَ الْحَزَنُ فِی جَوْفِهِ (3)ثُمَّ یَرْحَمُهُ فَیُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ الَّذِی أَدْخَلَ أَجْوَافَهُمْ فِی طُولِ الْمَحْشَرِ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قَالَ شَكَرَ لَهُمُ الْعَمَلَ الْقَلِیلَ وَ غَفَرَ لَهُمُ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ.

ص: 199


1- فی المصدر: فلا بأس علیكم اه. م.
2- الساریة الأسطوانة و فی المصدر: دخلت فی مسجد المدینة فصلیت ركعتین علی ساریة اه. م.
3- فی المصدر: یدخل الحزن جوفه. م.

«76»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعْدَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَلْتَفِتُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِینَ شَبِیهاً بِالْمُعْتَذِرِ إِلَیْهِمْ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا أَفْقَرْتُكُمْ فِی الدُّنْیَا مِنْ هَوَانٍ بِكُمْ عَلَیَّ وَ لَتَرَوُنَّ مَا أَصْنَعُ بِكُمُ الْیَوْمَ فَمَنْ زَوَّدَ مِنْكُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا مَعْرُوفاً فَخُذُوا بِیَدِهِ فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ قَالَ فَیَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ یَا رَبِّ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْیَا تَنَافَسُوا فِی دُنْیَاهُمْ فَنَكَحُوا النِّسَاءَ وَ لَبِسُوا الثِّیَابَ اللَّیِّنَةَ وَ أَكَلُوا الطَّعَامَ وَ سَكَنُوا الدُّورَ وَ رَكِبُوا الْمَشْهُورَ مِنَ الدَّوَابِّ فَأَعْطِنِی مِثْلَ مَا أَعْطَیْتَهُمْ فَیَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَكَ وَ لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْكُمْ مِثْلُ مَا أَعْطَیْتُ أَهْلَ الدُّنْیَا مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْیَا إِلَی أَنِ انْقَضَتِ الدُّنْیَا سَبْعُونَ ضِعْفاً.

«77»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عِیسَی الْفَرَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مُنَادِیاً یُنَادِی بَیْنَ یَدَیْهِ أَیْنَ الْفُقَرَاءُ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ كَثِیرٌ فَیَقُولُ عِبَادِی فَیَقُولُونَ لَبَّیْكَ رَبَّنَا فَیَقُولُ إِنِّی لَمْ أُفْقِرْكُمْ لِهَوَانٍ بِكُمْ عَلَیَّ وَ لَكِنْ إِنَّمَا اخْتَرْتُكُمْ لِمِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ تَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ فَمَنْ صَنَعَ إِلَیْكُمْ مَعْرُوفاً لَمْ یَصْنَعْهُ إِلَّا فِیَّ فَكَافُوهُ عَنِّی بِالْجَنَّةِ.

«78»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْقَطَّانِ (1)عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ الْفَرَّاءِ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهَا أَنِیسٌ لِلْمُؤْمِنِ حِینَ یَمْرُقُ مِنْ قَبْرِهِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ لَوْ تَرَی لَهُمْ حِینَ یَمْرُقُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ یَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ وَ هَذَا یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُبْیَضٌّ وَجْهُهُ وَ هَذَا یَقُولُ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ یَعْنِی فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ مُسْوَدٌّ وَجْهُهُ.

بیان: یمرق أی یخرج.

ص: 200


1- فی التفسیر المطبوع: أبو سلیمان داود بن سلیمان القطان، و لعله الصحیح، و الحدیث مذكور فی المحاسن أیضا و الاسناد فیه هكذا: عنه، قال: حدّثنی داود بن سلیمان القطان، قال: حدّثنی أحمد بن زیاد الیمانیّ، عن إسرائیل، عن جابر إه. راجع المحاسن ص 34 و وسائل الشیعة باب استحباب تلقین المحتضر الشهادتین، الحدیث 12.

«79»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَخِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْمُتَكَبِّرِینَ یُجْعَلُونَ فِی صُوَرِ الذَّرِّ یَتَوَطَّؤُهُمُ النَّاسُ حَتَّی یَفْرُغَ اللَّهُ مِنَ الْحِسَابِ.

«80»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ الْفَضْلِ الثَّوْرِیِّ (1)عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ الْمُحِبُّونَ لِعَلِیٍّ فَیَقُومُونَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ فَیُقَالُ لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ الْمُحِبُّونَ لِعَلِیٍّ علیه السلام الْخَالِصُونَ لَهُ حُبّاً فَیُقَالُ فَتَشْرَكُونَ فِی حُبِّهِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ فَیَقُولُونَ لَا فَیُقَالُ لَهُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ

«81»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَجِی ءُ كُلُّ غَادِرٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِإِمَامٍ مَائِلٍ شِدْقُهُ حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ وَ یَجِی ءُ كُلُّ نَاكِثٍ بِبَیْعَةِ إِمَامٍ أَجْذَمَ حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ.

«82»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُنْذِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ أَیْنَ الصُّدُودُ لِأَوْلِیَائِی فَیَقُومُ قَوْمٌ لَیْسَ عَلَی وُجُوهِهِمْ لَحْمٌ فَیُقَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ آذَوُا الْمُؤْمِنِینَ وَ نَصَبُوا لَهُمْ وَ عَانَدُوهُمْ وَ عَنَّفُوهُمْ فِی دِینِهِمْ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَی جَهَنَّمَ.

«83»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَیُّمَا مُؤْمِنٍ مَنَعَ مُؤْمِناً شَیْئاً مِمَّا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ مِنْ عِنْدِ غَیْرِهِ أَقَامَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ مُزْرَقَّةً عَیْنَاهُ مَغْلُولَةً یَدَاهُ إِلَی عُنُقِهِ فَیُقَالُ هَذَا الْخَائِنُ الَّذِی خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ.

«84»-كا، الكافی بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا یُونُسُ مَنْ حَبَسَ حَقَّ الْمُؤْمِنِ أَقَامَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ عَلَی رِجْلَیْهِ حَتَّی یَسِیلَ عَرَقُهُ أَوْ دَمُهُ وَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هَذَا الظَّالِمُ الَّذِی حَبَسَ

ص: 201


1- فی التفسیر المطبوع: عبد اللّٰه بن الفضل الثوری.

عَنِ اللَّهِ حَقَّهُ قَالَ فَیُوَبَّخُ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ.

«85»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ یُحْشَرُ الْعَبْدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَا نَدَا دَماً فَیُدْفَعُ إِلَیْهِ شِبْهُ الْمِحْجَمَةِ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ فَیُقَالُ لَهُ هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِ فُلَانٍ فَیَقُولُ یَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ قَبَضْتَنِی وَ مَا سَفَكْتُ دَماً فَیَقُولُ بَلَی سَمِعْتَ مِنْ فُلَانٍ رِوَایَةَ كَذَا وَ كَذَا فَرَوَیْتَهَا عَلَیْهِ فَنُقِلَتْ حَتَّی صَارَتْ إِلَی فُلَانٍ الْجَبَّارِ فَقَتَلَهُ عَلَیْهَا وَ هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِهِ.

توضیح قال الجزری فیه من لقی اللَّهَ و لم یَتَنَدَّ من الدم الحرام بشی ء دخل الجنَّةَ أی لم یُصِبْ منه شیئا و لم یَنَلْه منه شی ءٌ كأنه نالَتْه نَداوةُ الدَّم و بَلَلُه یقال ما نَدِیَنی من فلان شی ء أكرهه و لا نَدِیَتْ كفِّی له بشی ء و یحتمل أن یكون هنا ندی كرضی بمعنی ابتلّ فیكون دما تمییزا.

«86»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْأَحْمَسِیُّ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی جَابِرٍ عَنْ طُعْمَةَ الْجُعْفِیِّ (1)عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ السُّدِّیُّ (2)جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ قَالَ هِیَ فِی عَلِیٍّ وَ أَوْلَادِهِ وَ شِیعَتِهِمْ هُمُ الْمُتَّقُونَ وَ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ.

«87»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: كُلُّ عَدُوٍّ لَنَا نَاصِبٍ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ

«88»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ مُعَنْعَناً عَنْ صَفْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ إِلَیْنَا إِیَابُ هَذَا الْخَلْقِ وَ عَلَیْنا حِسابَهُمْ

ص: 202


1- بضم الطاء فسكون العین ففتح المیم عده الشیخ فی رجاله من أصحاب الصادق علیه السلام و قال ابن حجر فی التقریب ص 241: مقبول من السادسة.
2- بضم السین و تشدید الدال نسبة إلی السدة و هی الباب و اشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم إسماعیل بن عبد الرحمن بن أبی ذویب السدی الكبیر المترجم آنفا، و محمّد بن مروان السدی الصغیر و لعلّ المذكور هنا هو الأول.

«89»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ قَبِیصَةَ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ عِنْدَهُ الْبَوْسُ بْنُ أَبِی الدَّوْسِ وَ ابْنُ ظَبْیَانَ وَ الْقَاسِمُ الصَّیْرَفِیُّ فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَتَیْتُكَ مُسْتَفِیداً قَالَ سَلْ وَ أَوْجِزْ قُلْتُ أَیْنَ كُنْتُمْ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ سَمَاءً مَبْنِیَّةً وَ أَرْضاً مَدْحِیَّةً أَوْ ظُلْمَةً أَوْ نُوراً قَالَ یَا قَبِیصَةُ لِمَ سَأَلْتَنَا عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ فِی هَذَا الْوَقْتِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ حُبَّنَا قَدِ اكْتُتِمَ وَ بُغْضَنَا قَدْ فَشَا وَ أَنَّ لَنَا أَعْدَاءً مِنَ الْجِنِّ یُخْرِجُونَ حَدِیثَنَا إِلَی أَعْدَائِنَا مِنَ الْإِنْسِ وَ أَنَّ الْحِیطَانَ لَهَا آذَانٌ كَآذَانِ النَّاسِ قَالَ قُلْتُ قَدْ سُئِلْتُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ یَا قَبِیصَةُ كُنَّا أَشْبَاحَ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ قَبْلَ أَنْ یُخْلَقَ آدَمُ بِخَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أَفْرَغَنَا فِی صُلْبِهِ فَلَمْ یَزَلْ یَنْقُلُنَا مِنْ صُلْبٍ طَاهِرٍ إِلَی رَحِمٍ مُطَهَّرٍ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَنَحْنُ عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَی مَنِ اسْتَمْسَكَ بِنَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا هَوَی (1)لَا نُدْخِلُهُ فِی بَابِ ضَلَالَةٍ وَ لَا نُخْرِجُهُ مِنْ بَابِ هُدًی وَ نَحْنُ رُعَاةُ دِینِ اللَّهِ وَ نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ الْقُبَّةُ الَّتِی طَالَتْ أَطْنَابُهَا وَ اتَّسَعَ فِنَاؤُهَا مَنْ ضَوَی إِلَیْنَا نَجَا إِلَی الْجَنَّةِ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا هَوَی إِلَی النَّارِ قُلْتُ لِوَجْهِ رَبِّی الْحَمْدُ أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ قَالَ فِینَا التَّنْزِیلُ قُلْتُ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ التَّفْسِیرِ قَالَ نَعَمْ یَا قَبِیصَةُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ حِسَابَ شِیعَتِنَا عَلَیْنَا فَمَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ اسْتَوْهَبَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ اللَّهِ وَ مَا كَانَ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ النَّاسِ مِنَ الْمَظَالِمِ أَدَّاهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهُمْ وَ مَا كَانَ فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ وَهَبْنَاهُ لَهُمْ حَتَّی یَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ.

بیان: ضوی إلیه مال.

«90»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ أَبِی ذَاتَ یَوْمٍ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِنَا بَیْنَ الْمِنْبَرِ وَ الْقَبْرِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّ رِیحَكُمْ وَ أَرْوَاحَكُمْ فَأَعِینُونِی عَلَی ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ مَنِ ائْتَمَّ بِعَبْدٍ فَلْیَعْمَلْ

ص: 203


1- أی هلك.

بِعَمَلِهِ وَ أَنْتُمْ شِیعَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتُمْ شُرَطُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ وَ السَّابِقُونَ الْآخِرُونَ فِی الدُّنْیَا وَ السَّابِقُونَ فِی الْآخِرَةِ إِلَی الْجَنَّةِ قَدْ ضَمِنَّا لَكُمُ الْجَنَّةَ بِضَمَانِ اللَّهِ وَ ضَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطَّیِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ كَمْ مَرَّةً قَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لِقَنْبَرٍ یَا قَنْبَرُ أَبْشِرْ وَ بَشِّرْ وَ اسْتَبْشِرْ وَ اللَّهِ لَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَی جَمِیعِ أُمَّتِهِ إِلَّا الشِّیعَةَ وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَرَفاً (1)وَ إِنَّ شَرَفَ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ عُرْوَةً وَ إِنَّ عُرْوَةَ الدِّینِ الشِّیعَةُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ إِمَاماً وَ إِمَامَ الْأَرْضِ أَرْضٌ یَسْكُنُ فِیهَا الشِّیعَةُ (2)أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَیِّداً وَ سَیِّدَ الْمَجَالِسِ مَجَالِسُ الشِّیعَةِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ شَهْوَةً وَ إِنَّ شَهْوَةَ الدُّنْیَا سُكْنَی شِیعَتِنَا فِیهَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ مَا اسْتَكْمَلَ أَهْلُ خِلَافِكُمْ طَیِّبَاتِ رِزْقِهِمْ وَ مَا لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ كُلُّ نَاصِبٍ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلی ناراً حامِیَةً تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ وَ مَنْ دَعَا مِنْ مُخَالِفٍ لَكُمْ فَإِجَابَةُ دُعَائِهِ لَكُمْ وَ مَنْ طَلَبَ مِنْكُمْ إِلَی اللَّهِ حَاجَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَنْ دَعَا بِدَعْوَةٍ فَلَهُ مِائَةٌ (3)وَ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً فَلَا یُحْصَی تَضَاعُفُهَا وَ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ سَیِّئَةً فَمُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله حَجِیجُهُ یَعْنِی یُحَاجُّ عَنْهُ (4)وَ اللَّهِ إِنَّ صَائِمَكُمْ لَیَرْعَی فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْعَوْنِ (بِالْفَوْزِ) حَتَّی یُفْطِرَ وَ إِنَّ حَاجَّكُمْ وَ مُعْتَمِرَكُمْ لَخَاصُّ اللَّهِ وَ إِنَّكُمْ جَمِیعاً لَأَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ وَ أَهْلُ إِجَابَتِهِ وَ أَهْلُ وَلَایَتِهِ لَا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لَا حُزْنٌ كُلُّكُمْ فِی الْجَنَّةِ فَتَنَافَسُوا فِی فَضَائِلِ الدَّرَجَاتِ وَ اللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَقْرَبَ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ تَعَالَی بَعْدَنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ شِیعَتِنَا (5)مَا أَحْسَنَ صُنْعَ اللَّهِ إِلَیْكُمْ وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ تُفْتَنُوا فَیَشْمَتُ بِكُمْ عَدُوُّكُمْ وَ یَعْلَمَ

ص: 204


1- فی المصدر: ألا و إن لكل شی ء شرفا اه. م.
2- فی المصدر: یسكنها الشیعة. م.
3- فی التفسیر المطبوع: و من طلب منكم إلی اللّٰه حاجة فلزمته، و من سأل مسألة فلزمته، و من دعا بدعوة فلزمته.
4- فی التفسیر المطبوع: یعنی یحاج عنه، قال أبو جعفر علیه السلام: حجیجة من تبعتها.
5- فی التفسیر المطبوع: من عرش اللّٰه تعالی تقربا یوم القیامة من شیعتنا.

النَّاسُ ذَلِكَ لَسَلَّمَتْ عَلَیْكُمُ الْمَلَائِكَةُ قُبُلًا وَ قَدْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَخْرُجُونَ یَعْنِی أَهْلَ وَلَایَتِنَا مِنْ قُبُورِهِمْ (1)یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُشْرِقَةً وُجُوهُهُمْ قَرَّتْ أَعْیُنُهُمْ قَدْ أُعْطُوا الْأَمَانَ یَخَافُ النَّاسُ وَ لَا یَخَافُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا یَحْزَنُونَ وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْكُمْ یَقُومُ إِلَی صَلَاتِهِ إِلَّا وَ قَدِ اكْتَنَفَتْهُ مَلَائِكَةٌ مِنْ خَلْفِهِ یُصَلُّونَ عَلَیْهِ وَ یَدْعُونَ لَهُ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرَ وُلْدِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا.

قَالَ سَعْدَانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ زَادَ فِی الْحَدِیثِ عَیْثَمَ بْنَ أَسْلَمَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ مَا زُخْرِفَتِ الْجَنَّةُ (2)وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ مَا نَبَتَتْ حَبَّةٌ وَ اللَّهِ لَوْلَاكُمْ مَا قَرَّتْ عَیْنٌ وَ اللَّهِ لَلَّهُ أَشَدُّ حُبّاً لَكُمْ مِنِّی فَأَعِینُونَا عَلَی ذَلِكَ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ (3).

-أقول روی الصدوق رحمه اللّٰه فی كتاب فضائل الشیعة، مثله.

«91»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدِمْنا إِلی ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً قَالَ إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ لَأَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الْقَبَاطِیِّ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهَا كُونِی هَبَاءً وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانَ إِذَا شُرِعَ لَهُمُ الْحَرَامُ أَخَذُوهُ.

«92»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ یَوْمَ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ یَسْعی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ نُورُ الْمُؤْمِنِینَ (4)یَسْعَی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ لَهُ أَنْ یَأْتِیَ مَنْزِلَهُ فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ الْمُؤْمِنُونَ یَتْبَعُونَهُ وَ هُوَ یَسْعَی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ حَتَّی یَدْخُلُ جَنَّةَ عَدْنٍ وَ هُمْ یَتْبَعُونَهُ حَتَّی یَدْخُلُونَ مَعَهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ بِأَیْمانِهِمْ فَأَنْتُمْ

ص: 205


1- فی المصدر: قال أمیر المؤمنین علیه السلام: أهل ولایتنا یخرج من قبورهم اه. م.
2- فی التفسیر المطبوع بعد قوله: عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام هكذا: قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام: و اللّٰه لولاكم ما زخرفت الجنة، و اللّٰه لولاكم ما خلقت حوراء، و اللّٰه لولاكم ما نزلت قطرة.
3- فی التفسیر المطبوع للحدیث ذیل و هو هذا: و اللّٰه لولاكم ما رحم اللّٰه طفلا و لارتعت بهیمة.
4- فی التفسیر المطبوع: هو نور أمیر المؤمنین علیه السلام؛ قلت: لعله الصحیح، و السیاق یدل علیه.

تَأْخُذُونَ بِحُجَزِ آلِ مُحَمَّدٍ (1)وَ یَأْخُذُ آلُهُ بِحُجَزِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ یَأْخُذَانِ بِحُجَزِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ یَأْخُذُ هُوَ بِحُجَزِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَدْخُلُونَ مَعَهُ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ بُشْراكُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ.

بیان: إذا أذن اللّٰه له أی للنور و المراد به الإمام علیه السلام هذا إذا كان القول قول الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و یحتمل أن یكون رسول اللّٰه مبتدأ و نور المؤمنین خبره بل هو أظهر.

«93»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ خُطِفَ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قُلُوبِ الْعِبَادِ فِی الْمَوْقِفِ إِلَّا مَنْ أَقَرَّ بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ هُوَ قَوْلُهُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ مِنْ أَهْلِ وَلَایَتِهِ فَهُمُ الَّذِینَ یُؤْذَنُ لَهُمْ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

«94»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ الْقُرَشِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِی بِحَدِیثٍ یَنْفَعُنِی قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ كُلٌّ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَی قَالَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَحَدٌ یَأْبَی یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ مَنْ قَالَ مَنْ لَمْ یَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أَرْوِی هَذَا الْحَدِیثَ عَنْكَ (2)قَالَ وَ لِمَ قُلْتُ إِنِّی تَرَكْتُ الْمُرْجِئَةَ وَ الْقَدَرِیَّةَ وَ الْحَرُورِیَّةَ وَ بَنِی أُمَیَّةَ كُلٌّ یَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَیْهَاتَ أَیْهَاتَ (3)إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ سَلَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی إِیَّاهَا لَا یَقُولُهَا إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ الْبَاقُونَ بُرَآءُ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ یَقُولُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا

ص: 206


1- فی التفسیر المطبوع: فأنتم تأخذون بحجزة آل محمد. و كذا فیما یأتی بعده.
2- فی التفسیر المطبوع: حسبت أن لا أروی هذا الحدیث عنك.
3- فی نسخة: هیهات هیهات. و فی التفسیر المطبوع: أیها أیها. و كل محتمل صحیح، لان فی هیهات لغات عدیدة منها ما ذكر، و منها: أیهان و هیهان، و هایهات و هایهان مثلثات الاخر مبنیات و معربات، و هیهاه ساكنة الآخر، كلها اسم معناها: بعد.

یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً قَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.

«95»-نهج، نهج البلاغة فَاللَّهَ اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ الدُّنْیَا مَاضِیَةٌ بِكُمْ عَلَی سَنَنٍ وَ أَنْتُمْ وَ السَّاعَةُ فِی قَرَنٍ وَ كَأَنَّهَا قَدْ جَاءَتْ بِأَشْرَاطِهَا وَ أَزِفَتْ بِأَفْرَاطِهَا (1)وَ وَقَفَتْ بِكُمْ عَلَی صِرَاطِهَا وَ كَأَنَّهَا قَدْ أَشْرَفَتْ بِزَلَازِلِهَا وَ أَنَاخَتْ بِكَلَاكِلِهَا وَ انْصَرَمَتِ الدُّنْیَا بِأَهْلِهَا وَ أَخْرَجَتْهُمْ مِنْ حِضْنِهَا فَكَانَتْ كَیَوْمٍ مَضَی وَ شَهْرٍ انْقَضَی وَ صَارَ جَدِیدُهَا رَثّاً وَ سَمِینُهَا غَثّاً فِی مَوْقِفٍ ضَنْكِ الْمُقَامِ وَ أُمُورٍ مُشْتَبِهَةٍ عِظَامٍ وَ نَارٍ شَدِیدٍ كَلَبُهَا عَالٍ لَجَبُهَا سَاطِعٍ لَهَبُهَا مُتَغَیِّظٍ زَفِیرُهَا مُتَأَجِّجٍ سَعِیرُهَا بَعِیدٍ خُمُودُهَا ذَاكٍ وُقُودُهَا مَخُوفٍ وَعِیدُهَا عَمِیقٍ قَرَارُهَا مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا حَامِیَةٍ قدروها (قُدُورُهَا) فَظِیعَةٍ أُمُورُهَا وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا ... إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً قَدْ أَمِنُوا الْعَذَابَ وَ انْقَطَعَ الْعِتَابُ وَ زُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ وَ اطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ وَ رَضُوا الْمَثْوَی وَ الْقَرَارَ الَّذِینَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِی الدُّنْیَا زَاكِیَةً وَ أَعْیُنُهُمْ بَاكِیَةً وَ كَانَ لَیْلُهُمْ فِی دُنْیَاهُمْ نَهَاراً تَخَشُّعاً وَ اسْتِغْفَاراً وَ كَانَ نَهَارُهُمْ لَیْلًا تَوَحُّشاً وَ انْقِطَاعاً فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ ثَوَاباً (2)وَ كَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا فِی مُلْكٍ دَائِمٍ وَ نَعِیمٍ قَائِمٍ.

بیان: علی سَنَن أی علی طریقة الأمم الماضیة یهلككم كما أهلكهم و القرن حبل یشدّ به البعیران (3)بأفراطها أی مقدّماتها و الكلاكل جمع الكلكل و هو الصدر و یقال للأمر الثقیل قد أناخ علیهم بكلكله أی هدّهم و رضّهم كما یهدّ البعیر البارك من تحته إذا أنیخ علیه بصدره و الجمع باعتبار تعدّد أهوالها و الحضن بالكسر الجنب و الرث البالی و الغثّ المهزول و الضنك الضیق و الكلب الشدّة و الأذی و اللجب الصوت و التغیّظ الهیجان و الغلیان و الذكاء شدّة وهج النار و حمی التنور اشتدّ حرها و زحزحه عن كذا باعده.

ص: 207


1- الاشراط: العلامات. أزفت: قربت.
2- فی النهج المطبوع: فجعل اللّٰه لهم الجنة مآبا و الجزاء ثوابا.
3- كنایة عن قربها و أن لا بد منها.

«96»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام فِی ثَوَابِ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ وَالِدَیِ الْقَارِئِ لَیُتَوَّجَانِ بِتَاجِ الْكَرَامَةِ یُضِی ءُ نُورُهُ مِنْ مَسِیرَةِ عَشَرَةِ آلَافِ سَنَةٍ وَ یُكْسَیَانِ حُلَّةً لَا یَقُومُ لِأَقَلِّ سِلْكٍ مِنْهَا مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مَا فِی الدُّنْیَا بِمَا یَشْتَمِلُ عَلَیْهِ مِنْ خَیْرَاتِهَا ثُمَّ یُعْطَی هَذَا الْقَارِئُ الْمُلْكَ بِیَمِینِهِ فِی كِتَابٍ وَ الْخُلْدَ بِشِمَالِهِ فِی كِتَابٍ یَقْرَأُ مِنْ كِتَابِهِ بِیَمِینِهِ قَدْ جُعِلْتَ مِنْ أَفَاضِلِ مُلُوكِ الْجِنَانِ وَ مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٍّ خَیْرِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمَا سَادَةِ الْأَتْقِیَاءِ وَ یَقْرَأُ مِنْ كِتَابِهِ بِشِمَالِهِ قَدْ أَمِنْتَ الزَّوَالَ وَ الِانْتِقَالَ عَنْ هَذَا الْمُلْكِ وَ أُعِذْتَ مِنَ الْمَوْتِ وَ الْأَسْقَامِ وَ كُفِیتَ الْأَمْرَاضَ وَ الْأَعْلَالَ وَ جُنِّبْتَ حَسَدَ الْحَاسِدِینَ وَ كَیْدَ الْكَائِدِینَ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَ ارْقَ وَ مَنْزِلُكَ عِنْدَ آخِرِ آیَةٍ تَقْرَؤُهَا فَإِذَا نَظَرَ وَالِدَاهُ إِلَی حِلْیَتَیْهِمَا وَ تَاجَیْهِمَا قَالا رَبَّنَا أَنَّی لَنَا هَذَا الشَّرَفُ وَ لَمْ تَبْلُغْهُ أَعْمَالُنَا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمَا هَذَا لَكُمَا بِتَعْلِیمِكُمَا وَلَدَكُمَا الْقُرْآنَ.

«97»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الرِّضَا علیه السلام أَفْضَلُ مَا یُقَدِّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ مُحِبِّینَا وَ مَوَالِینَا أَمَامَهُ لِیَوْمِ فَقْرِهِ وَ فَاقَتِهِ وَ ذُلِّهِ وَ مَسْكَنَتِهِ أَنْ یُغِیثَ فِی الدُّنْیَا مِسْكِیناً مِنْ مُحِبِّینَا مِنْ یَدِ نَاصِبٍ عَدُوٍّ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ یَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ وَ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفٌ مِنْ شَفِیرِ قَبْرِهِ إِلَی مَوْضِعِ مَحَلِّهِ مِنْ جِنَانِ اللَّهِ فَیَحْمِلُونَهُ عَلَی أَجْنِحَتِهِمْ یَقُولُونَ مَرْحَباً طُوبَاكَ طُوبَاكَ یَا دَافِعَ الْكِلَابِ عَنِ الْأَبْرَارِ وَ یَا أَیُّهَا الْمُتَعَصِّبُ لِلْأَئِمَّةِ الْأَخْیَارِ (1)

«98»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِیمَا نَاجَی بِهِ مُوسَی علیه السلام رَبَّهُ أَنْ قَالَ یَا رَبِّ مَا لِمَنْ شَیَّعَ جَنَازَةً قَالَ أُوَكِّلُ بِهِ مَلَائِكَةً مِنْ مَلَائِكَتِی مَعَهُمْ رَایَاتٌ یُشَیِّعُونَهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَی مَحْشَرِهِمْ.

«99»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی یَوْمَ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ یَسْعی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ قَالَ یُقْسَمُ النُّورُ بَیْنَ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی قَدْرِ إِیمَانِهِمْ وَ یُقْسَمُ لِلْمُنَافِقِ فَیَكُونُ نُورُهُ بَیْنَ إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْیُسْرَی فَیَنْطَفِئُ نُورُهُ ثُمَّ یَقُولُ لِلْمُؤْمِنِینَ مَكَانَكُمْ حَتَّی أَقْتَبِسَ مِنْ نُورِكُمْ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ لَهُمْ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَیَرْجِعُونَ وَ یُضْرَبُ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ فَیُنَادُونَ مِنْ وَرَاءِ السُّورِ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ فَیَقُولُونَ بَلی وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ قَالَ بِالْمَعَاصِی وَ ارْتَبْتُمْ قَالَ شَكَكْتُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ.

ص: 208


1- هذا الحدیث موجود فی الأصول الخطیة جمیعا؛ لكن المصنّف- قدّس سرّه الشریف خط علیه فی النسخة التی كتبها بیده بعد كتابته.

«100»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنِیُّ رَفَعَهُ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ مَا مِنْ عَبْدٍ یُحِبُّكَ وَ یَنْتَحِلُ مَوَدَّتَكَ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَنَا ثُمَّ قَرَأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ.

«101»-فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً قَالَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ أَصْحَابِ التَّبِعَاتِ یُوقَفُونَ لِلْحِسَابِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ قَدْ سُبِقُوا إِلَی الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ (1)

«102»-فس، تفسیر القمی یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الَّذِینَ غَصَبُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ فَیَعْرِضُ عَلَیْهِمْ أَحْمَالُهُمْ فَیَحْلِفُونَ لَهُ أَنَّهُمْ لَمْ یَعْمَلُوا مِنْهَا شَیْئاً كَمَا حَلَفُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الدُّنْیَا حِینَ حَلَفُوا أَنْ لَا یَرُدُّوا الْوَلَایَةَ فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ حِینَ هَمُّوا بِقَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْعَقَبَةِ فَلَمَّا أَطْلَعَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْبَرَهُمْ حَلَفُوا لَهُ أَنَّهُمْ لَمْ یَقُولُوا ذَلِكَ وَ لَمْ یَهُمُّوا بِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ یَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ یَنالُوا وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ یَتُوبُوا یَكُ خَیْراً لَهُمْ قَالَ إِذَا عَرَضَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ فِی الْقِیَامَةِ یُنْكِرُونَهُ وَ یَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا حَلَفُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیَحْلِفُونَ لَهُ كَما یَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلی شَیْ ءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أَیْ غَلَبَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطَانُ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّیْطانِ أَیْ أَعْوَانُهُ.

«103»-فس، تفسیر القمی هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ یَعْنِی قَدْ أَتَاكَ یَا مُحَمَّدُ حَدِیثُ الْقِیَامَةِ وَ مَعْنَی الْغَاشِیَةِ أَنْ یَغْشَی النَّاسَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ وَ هُمُ الَّذِینَ خَالَفُوا دِینَ اللَّهِ وَ صَلَّوْا وَ صَامُوا وَ نَصَبُوا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی عامِلَةٌ

ص: 209


1- فی المصدر: بعد قوله: «فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ»: «وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ» الذین سبقوا الجنة بلا حساب. م.

ناصِبَةٌ عَمِلُوا وَ نَصَبُوا فَلَا یُقْبَلُ مِنْهُمْ شَیْ ءٌ مِنْ أَفْعَالِهِمْ وَ تَصْلی وُجُوهُهُمْ ناراً حامِیَةً تُسْقی مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ قَالَ لَهَا أَنِینٌ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا لَیْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِیعٍ قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الزَّوَانِی (1)لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ ثُمَّ ذَكَرَ أَتْبَاعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْیِها راضِیَةٌ یَرْضَی اللَّهُ مَا سَعَوْا فِیهِ (2)فِی جَنَّةٍ عالِیَةٍ لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً قَالَ الْهَزْلُ وَ الْكَذِبُ.

بیان: قوله لها أنین لیس الغرض أنها مشتقّة من الأنین بل إنها من شدّة حرّها و غلیانها لها أنین و یحتمل أن یكون من الأنین قلبت الثانیة یاء من قبیل أملیت و فی بعض النسخ لها نتن.

«104»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ مِنَ الْحَسْبِ مَا لَا یَبْلُغُهُ عُقُولُ الْخَلَائِقِ إِنَّهُ یَضْرِبُ أَلْفاً وَ سَبْعَمِائَةٍ فِی أَلْفٍ وَ سَبْعِمِائَةٍ ثُمَّ مَا ارْتَفَعَ مِنْ ذَلِكَ فِی مِثْلِهِ إِلَی أَنْ یَفْعَلَ ذَلِكَ أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ آخِرُ مَا یَرْتَفِعُ مِنْ ذَلِكَ عَدَدُ مَا یَهَبُهُ اللَّهُ لَكَ فِی الْجَنَّةِ مِنَ الْقُصُورِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ هَذَا الْعَدَدُ هُوَ عَدَدُ مَنْ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَ یَرْضَی عَنْهُمْ لِمَحَبَّتِهِمْ لَكَ وَ أَضْعَافُ هَذَا الْعَدَدِ مَنْ یُدْخِلُهُمُ النَّارَ مِنَ الشَّیَاطِینِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ بِبُغْضِهِمْ لَكَ وَ وَقِیعَتِهِمْ فِیكَ وَ تَنْقِیصِهِمْ إِیَّاكَ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ مُحِبُّو عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَیَقُومُ قَوْمٌ مِنَ الصَّالِحِینَ فَیُقَالُ لَهُمْ خُذُوا بِأَیْدِی مَنْ شِئْتُمْ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ فَأَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ فَأَقَلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ یَنْجُو بِشَفَاعَتِهِ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْعَرَصَاتِ أَلْفُ أَلْفِ رَجُلٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ الْبَقِیَّةُ مِنْ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَیَقُومُ قَوْمٌ مُقْتَصِدُونَ فَیُقَالُ لَهُمْ تَمَنَّوْا عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا شِئْتُمْ فَیَتَمَنَّوْنَ فَیَفْعَلُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا تَمَنَّی ثُمَّ یَضْعُفُ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ الْبَقِیَّةُ مِنْ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَیَقُومُ قَوْمٌ ظَالِمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مُعْتَدُونَ عَلَیْهَا فَیُقَالُ أَیْنَ الْمُبْغِضُونَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَیُؤْتَی بِهِمْ جَمٌّ غَفِیرٌ وَ عَدَدٌ عَظِیمٌ كَثِیرٌ فَیُقَالُ أَ لَا نَجْعَلُ كُلَّ أَلْفٍ مِنْ هَؤُلَاءِ فِدَاءً لِوَاحِدٍ مِنْ مُحِبِّی

ص: 210


1- فی المصدر: الزناة. م.
2- فی المصدر: بما سعوا فیه. م.

عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لِیَدْخُلُوا الْجَنَّةَ فَیُنَجِّی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحِبِّیكَ وَ یَجْعَلُ أَعْدَاءَهُمْ فِدَاءَهُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا الْأَفْضَلُ الْأَكْرَمُ مُحِبُّهُ مُحِبُّ اللَّهِ وَ مُحِبُّ رَسُولِهِ وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضُ اللَّهِ وَ مُبْغِضُ رَسُولِهِ.

«105»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْوَصَّافِ عَنْ أَبِی بُرَیْدَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا یُؤَمَّرُ رَجُلٌ عَلَی عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَهُمْ إِلَّا جِی ءَ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَغْلُولَةً یَدُهُ إِلَی عُنُقِهِ فَإِنْ كَانَ مُحْسِناً فُكَّ عَنْهُ وَ إِنْ كَانَ مُسِیئاً زِیدَ غُلًّا إِلَی غُلِّهِ.

«106»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِیُّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا ذَرٍّ یُؤْتَی بِجَاحِدِ حَقِّ عَلِیٍّ وَ وَلَایَتِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَصَمَّ وَ أَبْكَمَ وَ أَعْمَی یَتَكَبْكَبُ فِی ظُلُمَاتِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ یُنَادِی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ یُلْقَی فِی عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنَ النَّارِ وَ لِذَلِكَ الطَّوْقِ ثَلَاثُمِائَةِ شُعْبَةٍ عَلَی كُلِّ شُعْبَةٍ شَیْطَانٌ یَتْفُلُ فِی وَجْهِهِ وَ یَكْلَحُ مِنْ جَوْفِ قَبْرِهِ إِلَی النَّارِ.

إیضاح: الكلوح العبوس.

«107»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ الْمُحِبُّونَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَیَقُومُونَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ فَیُقَالُ لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُونَ نَحْنُ الْمُحِبُّونَ لِعَلِیٍّ الْخَالِصُونَ لَهُ حُبّاً فَیُقَالُ لَهُمْ فَتَشْرَكُونَ فِی حُبِّهِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ فَیَقُولُونَ لَا فَیُقَالُ لَهُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ

«108»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السُّخْتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ الْأَنْمَاطِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ (1)أَیْنَ مُحِبُّو عَلِیٍّ وَ شِیعَتُهُ أَیْنَ مُحِبُّو عَلِیٍّ وَ مَنْ یُحِبُّهُ أَیْنَ الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ أَیْنَ الْمُتَبَاذِلُونَ

ص: 211


1- قال الجزریّ: فیه: ینادی مناد من بطنان العرش أی من وسطه، و قیل: من أصله، و قیل: البطنان جمع بطن و هو الغامض من الأرض، یرید: من دواخل العرش.

فِی اللَّهِ أَیْنَ الْمُؤْثِرُونَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ أَیْنَ الَّذِینَ جَفَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ أَیْنَ الَّذِینَ یُصَلُّونَ فِی اللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ أَیْنَ الَّذِینَ یَبْكُونَ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمُ الْیَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ أَنْتُمْ رُفَقَاءُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَرُّوا عَیْناً ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ

«109»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ مَا مِنْ عَبْدٍ یُحِبُّكَ وَ یَنْتَحِلُ مَوَدَّتَكَ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَنَا.

«110»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أَحَدٌ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ أَجْذَمَ.

«111»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یُحْشَرُ الْمُكَذِّبُونَ بِقَدَرِهِ تَعَالَی مِنْ قُبُورِهِمْ قَدْ مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ.

«112»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: یُجَاءُ بِأَصْحَابِ الْبِدَعِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَتَرَی الْقَدَرِیَّةَ مِنْ بَیْنِهِمْ كَالشَّامَةِ الْبَیْضَاءِ فِی الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَرَدْتُمْ فَیَقُولُونَ أَرَدْنَا وَجْهَكَ فَیَقُولُ اللَّهُ قَدْ أَقَلْتُكُمْ عَثَرَاتِكُمْ وَ غَفَرْتُ لَكُمْ زَلَّاتِكُم إِلَّا الْقَدَرِیَّةَ فَإِنَّهُمْ قَدْ دَخَلُوا فِی الشِّرْكِ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ.

«113»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ ثَلَاثَةٌ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ مَنِ ادَّعَی إِمَامَةً مِنَ اللَّهِ لَیْسَتْ لَهُ وَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَهُمَا فِی الْإِسْلَامِ نَصِیباً.

-كا، الكافی العدة عن أحمد بن محمد عن الوشاء (1)عن داود الحمار عن ابن أبی یعفور مثله.

ص: 212


1- بفتح الواو و تشدید الشین نسبة إلی بیع الوشی و هو نوع من الثیاب المعمولة من الابریسم. و الوشاء لقب لجماعة و عند الإطلاق ینصرف إلی الحسن بن علیّ بن زیاد أبو محمّد الوشاء المترجم فی فهرست النجاشیّ بقوله: الحسن بن علیّ بن زیاد الوشاء بجلی كوفیّ، قال أبو عمرو: یكنی بأبی محمّد الوشاء، و هو ابن بنت إلیاس الصیرفی الخزار خیر من أصحاب الرضا علیه السلام، و كان من وجوه هذه الطائفة- إلی أن قال-: أخبرنی ابن شاذان قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن یحیی، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عیسی قال: خرجت إلی الكوفة فی طلب الحدیث فلقیت بها الحسن بن علیّ الوشاء فسألته ان یخرج إلی كتاب العلاء بن رزین القلاء و أبان بن عثمان الأحمر فأخرجهما إلی، فقلت له: احب أن تجیزهما لی، فقال لی: یا رحمك اللّٰه و ما عجلتك؟ اذهب فاكتبهما و اسمع من بعد، فقلت: لا آمن الحدثان، فقال: لو علمت أن هذا الحدیث یكون له هذا الطلب لاستكثرت منه، فانی أدركت فی هذا المسجد تسع مائة شیخ كل یقول: حدّثنی جعفر بن محمّد؛ و كان هذا الشیخ عینا من عیون هذه الطائفة، له كتب: منها ثواب الحجّ و المناسك و النوادر، و له مسائل الرضا علیه السلام اه و له ترجمة فی فهرست الطوسیّ و رجاله و خلاصة العلامة و غیرها من كتب الرجال.

«114»-ل، الخصال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ وَ فِیهِ مَنِ ادَّعَی إِمَاماً لَیْسَتْ إِمَامَتُهُ مِنَ اللَّهِ (1)

«115»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ یَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا قَالَ قَالَ اللَّهُ فِی صِفَةِ الْكَاتِمِینَ لِفَضْلِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ الْمُشْتَمِلِ عَلَی ذِكْرِ فَضْلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ فَضْلِ عَلِیٍّ عَلَی جَمِیعِ الْوَصِیِّینَ وَ یَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا یَكْتُمُونَهُ لِیَأْخُذُوا عَلَیْهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْیَا یَسِیراً وَ یَنَالُوا بِهِ فِی الدُّنْیَا عِنْدَ جُهَّالِ عِبَادِ اللَّهِ رِئَاسَةً قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أُولئِكَ ما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ بَدَلًا مِنْ إِصَابَتِهِمُ الْیَسِیرَ مِنَ الدُّنْیَا لِكِتْمَانِهِمُ الْحَقَّ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ بِكَلَامٍ خَیْرٍ بَلْ یُكَلِّمُهُمُ بِأَنْ یَلْعَنَهُمْ وَ یُخْزِیهِمْ وَ یَقُولُ بِئْسَ الْعِبَادُ أَنْتُمْ غَیَّرْتُمْ تَرْتِیبِی وَ أَخَّرْتُمْ مَنْ قَدَّمْتُهُ وَ قَدَّمْتُمْ مَنْ أَخَّرْتُهُ وَ وَالَیْتُمْ مَنْ عَادَیْتُهُ وَ عَادَیْتُمْ مَنْ وَالَیْتُهُ وَ لا یُزَكِّیهِمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ مُوجِعٌ فِی النَّارِ.

«116»-ثو، ثواب الأعمال عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ بَنَی بِنَاءً رِیَاءً وَ سُمْعَةً حُمِّلَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (2)إِلَی سَبْعِ أَرَضِینَ ثُمَّ یُطَوَّقُهُ نَاراً تُوقَدُ فِی عُنُقِهِ ثُمَّ یُرْمَی بِهِ فِی النَّارِ

ص: 213


1- و فیه أیضا: و من جحد اماما امامته من عند اللّٰه. م.
2- فی ثواب الأعمال: حمله یوم القیامة.

وَ مَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْراً مِنَ الْأَرْضِ طَوَّقَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی سَبْعِ أَرَضِینَ نَاراً حَتَّی یُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ وَ مَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَرَاماً فِی دُبُرِهَا أَوْ رَجُلًا أَوْ غُلَاماً حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنْتَنَ مِنَ الْجِیفَةِ تَتَأَذَّی بِهِ النَّاسُ حَتَّی یَدْخُلَ جَهَنَّمَ وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا (1)وَ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَ یَدَعُهُ فِی تَابُوتٍ مَشْدُودٍ بِمَسَامِیرَ مِنْ حَدِیدٍ وَ یُضْرَبُ عَلَیْهِ فِی التَّابُوتِ بِصَفَائِحَ حَتَّی یَشْتَبِكَ فِی تِلْكَ الْمَسَامِیرِ فَلَوْ وُضِعَ عِرْقٌ مِنْ عُرُوقِهِ عَلَی أَرْبَعِمِائَةِ أُمَّةٍ لَمَاتُوا جَمِیعاً وَ هُوَ أَشَدُّ النَّاسِ (2)عَذَاباً وَ مَنْ ظَلَمَ امْرَأَةً مَهْرَهَا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ زَانٍ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَبْدِی زَوَّجْتُكَ أَمَتِی عَلَی عَهْدِی فَلَمْ تَفِ لِی بِالْعَهْدِ فَیَتَوَلَّی اللَّهُ طَلَبَ حَقِّهَا فَیَسْتَوْعِبُ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا فَلَا یَفِی بِحَقِّهَا فَیُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ مَنْ رَجَعَ عَنْ شَهَادَةٍ وَ كَتَمَهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ وَ یَدْخُلُ النَّارَ (3)وَ هُوَ یَلُوكُ لِسَانَهُ وَ مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَلَمْ یَعْدِلْ بَیْنَهُمَا فِی الْقَسْمِ مِنْ نَفْسِهِ وَ مَالِهِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَغْلُولًا مَائِلًا شِقُّهُ (4)حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ وَ مَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَاماً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَغْلُولًا ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ مَنْ فَاكَهَ امْرَأَةً لَا یَمْلِكُهَا حُبِسَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كَلَّمَهَا فِی الدُّنْیَا أَلْفَ عَامٍ (5)وَ الْمَرْأَةُ إِذَا طَاوَعَتِ الرَّجُلَ فَالْتَزَمَهَا حَرَاماً أَوْ قَبَّلَهَا أَوْ بَاشَرَهَا حَرَاماً أَوْ فَاكَهَهَا فَأَصَابَ بِهَا فَاحِشَةً فَعَلَیْهَا مِنَ الْوِزْرِ مَا عَلَی الرَّجُلِ وَ إِنْ غَلَبَهَا عَلَی نَفْسِهَا كَانَ عَلَی الرَّجُلِ وِزْرُهُ وَ وِزْرُهَا وَ مَنْ لَطَمَ خَدَّ مُسْلِمٍ لَطْمَةً بَدَّدَ اللَّهُ عِظَامَهُ (6)یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ سَلَّطَ عَلَیْهِ النَّارَ وَ حُشِرَ مَغْلُولًا حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ وَ مَنْ مَشَی فِی نَمِیمَةٍ بَیْنَ اثْنَیْنِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی قَبْرِهِ نَاراً تُحْرِقُهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ سَلَّطَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ (7)أَسْوَدَ یَنْهَشُ لَحْمَهُ حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ وَ مَنْ بَغَی عَلَی فَقِیرٍ وَ تَطَاوَلَ عَلَیْهِ وَ

ص: 214


1- فی المصدر: صدقا و لا عدلا. م.
2- فی المصدر: من أشد الناس. م.
3- فی المصدر: یدخله النار. م.
4- فی المصدر: شفته. م.
5- فی المصدر: الف عام فی النار. م.
6- فی المصدر: و من لطم خد مسلم بدد اللّٰه عظامه اه و التبدید: التفریق. م.
7- فی المصدر: علیه شجاعا تنینا اسود اه. م.

اسْتَحْقَرَهُ حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِثْلَ الذَّرَّةِ فِی صُورَةِ رَجُلٍ حَتَّی یَدْخُلَ النَّارَ وَ مَنْ رَمَی مُحْصَناً أَوْ مُحْصَنَةً أَحْبَطَ اللَّهُ تَعَالَی عَمَلَهُ وَ جَلَدَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِی الدُّنْیَا سَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ سَمِّ الْأَسَاوِدِ (1)وَ مِنْ سَمِّ الْعَقَارِبِ شَرْبَةً یَتَسَاقَطُ لَحْمُ وَجْهِهِ فِی الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ یَشْرَبَهَا فَإِذَا شَرِبَهَا تَفَسَّخَ لَحْمُهُ وَ جِلْدُهُ كَالْجِیفَةِ یَتَأَذَّی بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ حَتَّی یُؤْمَرَ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ شَارِبُهَا وَ عَاصِرُهَا وَ مُعْتَصِرُهَا وَ بَائِعُهَا وَ مُبْتَاعُهَا وَ حَامِلُهَا وَ الْمَحْمُولَةُ إِلَیْهِ (2)وَ آكِلُ ثَمَنِهَا سَوَاءٌ فِی عَارِهَا وَ إِثْمِهَا أَلَا وَ مَنْ سَقَاهَا یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً أَوْ صَابِیّاً أَوْ مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ فَعَلَیْهِ كَوِزْرِ شُرْبِهَا وَ مَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَی رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَوْ ذِمِّیٍّ أَوْ مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ عُلِّقَ بِلِسَانِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ مَعَ الْمُنَافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ مَنْ مَلَأَ عَیْنَهُ مِنِ امْرَأَةٍ حَرَاماً حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُسَمَّراً بِمَسَامِیرَ مِنْ نَارٍ حَتَّی یَقْضِیَ (3)اللَّهُ تَعَالَی بَیْنَ النَّاسِ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ وَ مَنْ أَطْعَمَ طَعَاماً رِیَاءً وَ سُمْعَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِثْلَهُ مِنْ صَدِیدِ جَهَنَّمَ وَ جَعَلَ ذَلِكَ الطَّعَامَ نَاراً فِی بَطْنِهِ حَتَّی یَقْضِیَ بَیْنَ النَّاسِ وَ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِیَهُ مُتَعَمِّداً لَقِیَ اللَّهَ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَجْذُوماً مَغْلُولًا وَ یُسَلِّطُ عَلَیْهِ بِكُلِّ آیَةٍ حَیَّةً مُوَكَّلَةً بِهِ وَ مَنْ تَعَلَّمَ فَلَمْ یَعْمَلْ بِهِ وَ آثَرَ عَلَیْهِ حُبَّ الدُّنْیَا وَ زِینَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ (4)مَعَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ یُرِیدُ بِهِ السُّمْعَةَ وَ الرِّیَاءَ بَیْنَ النَّاسِ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ مُظْلِمٌ لَیْسَ عَلَیْهِ لَحْمٌ وَ زَخَّ الْقُرْآنُ فِی قَفَاهُ حَتَّی یُدْخِلَهُ النَّارَ وَ یَهْوِی فِیهَا مَعَ مَنْ یَهْوِی وَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَ لَمْ یَعْمَلْ بِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی فَیَقُولُ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ كُنْتُ بَصِیراً فَیُقَالُ كَذلِكَ أَتَتْكَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ كَذلِكَ الْیَوْمَ تُنْسی فَیُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ

ص: 215


1- جمع الأسود: الحیة العظیمة السوداء. و فی المصدر: سم الافاعی.
2- فی المصدر: و المحمول إلیه. م.
3- فی المصدر: و من ملاء عینیه من امرأة حراما حشاهما اللّٰه یوم القیامة بمسامیر من نار و حشاهما نارا حتّی یقضی اه. م.
4- فی المصدر: و كان فی الدرجة. م.

وَ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ یُرِیدُ بِهِ رِیَاءً وَ سُمْعَةً لِیُمَارِیَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ یُبَاهِیَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ یَطْلُبَ بِهِ الدُّنْیَا بَدَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِظَامَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَمْ یَكُنْ فِی النَّارِ أَشَدُّ عَذَاباً مِنْهُ وَ لَیْسَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ إِلَّا یُعَذَّبُ بِهِ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِ اللَّهِ وَ سَخَطِهِ (1)وَ مَنْ صَبَرَ عَلَی سُوءِ خُلُقِ امْرَأَتِهِ احْتِسَاباً (2)أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِكُلِّ مَرَّةٍ یَصْبِرُ عَلَیْهَا مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا أَعْطَی أَیُّوبَ علیه السلام عَلَی بَلَائِهِ فَكَانَ عَلَیْهَا مِنَ الْوِزْرِ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ (3)فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ تُعِینَهُ وَ قَبْلَ أَنْ یَرْضَی عَنْهَا حُشِرَتْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْكُوسَةً مَعَ الْمُنَافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ مَنْ تَوَلَّی عِرَافَةَ (4)قَوْمٍ حُبِسَ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ بِكُلِّ یَوْمٍ أَلْفَ سَنَةٍ وَ حُشِرَ وَ یَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَی عُنُقِهِ فَإِنْ قَامَ فِیهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَطْلَقَهُ اللَّهُ وَ إِنْ كَانَ ظَالِماً هُوِیَ بِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِینَ خَرِیفاً وَ مَنْ مَشَی فِی عَیْبِ أَخِیهِ وَ كَشْفِ عَوْرَتِهِ كَانَتْ أَوَّلُ خُطْوَةٍ خَطَاهَا وَ وَضَعَهَا فِی جَهَنَّمَ وَ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ عَلَی رُءُوسِ الْخَلَائِقِ وَ مَنْ بَنَی عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ مَا یَأْوِی بِهِ عَابِرُ سَبِیلٍ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی نَجِیبٍ مِنْ نُورٍ (5)وَ وَجْهُهُ یُضِی ءُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ نُوراً حَتَّی یُزَاحِمَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلَ الرَّحْمَنِ فِی قُبَّتِهِ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ (6)

أقول: سیأتی الخطبة بتمامها و إسنادها و شرحها فی أبواب الأوامر و النواهی.

«117»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمُتَكَبِّرِینَ یُجْعَلُونَ فِی صُوَرِ الذَّرِّ یَتَوَطَّؤُهُمُ النَّاسُ حَتَّی یَفْرُغَ اللَّهُ مِنَ الْحِسَابِ.

«118»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: مَنْ صَنَعَ شَیْئاً لِلْمُفَاخَرَةِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَسْوَدَ.

ص: 216


1- فی المصدر: غضب اللّٰه علیه و سخطه. م.
2- فی المصدر: علی سوء خلق امرأة و احتسبه. م.
3- أی رمل متراكم.
4- العرافة: تدبیر أمور القوم و القیام بسیاستهم.
5- فی المصدر: مأوی لعابری سبیل بعثه اللّٰه یوم القیامة علی تخت من در.
6- الراوی لهذه الخطبة عنه صلّی اللّٰه علیه و آله أبو هریرة و ابن عبّاس و هی آخر خطبة خطبها صلّی اللّٰه علیه و آله، و بها ختم كتاب عقاب الاعمال أیضا. م.

«119»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ یُكْرَمُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ.

«120»-وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ حَیْثُ یَجِبُ إِظْهَارُهُ وَ تَزُولُ عَنْهُ التَّقِیَّةُ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُلْجَماً بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ.

«121»-سن، المحاسن یَحْیَی بْنُ مُغِیرَةَ عَنْ حَفْصٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَهْبَطَ اللَّهُ رِیحاً مُنْتِنَةً (1)یَتَأَذَّی بِهَا أَهْلُ الْجَمْعِ حَتَّی إِذَا هَمَّتْ أَنْ تُمْسِكَ بِأَنْفَاسِ النَّاسِ نَادَاهُمْ مُنَادٍ هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذِهِ الرِّیحُ الَّتِی قَدْ آذَتْكُمْ فَیَقُولُونَ لَا فَقَدْ آذَتْنَا وَ بَلَغَتْ مِنَّا كُلَّ مَبْلَغٍ فَیُقَالُ هَذِهِ رِیحُ فُرُوجِ الزُّنَاةِ الَّذِینَ لَقُوا اللَّهَ بِالزِّنَا ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا فَالْعَنُوهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ قَالَ فَلَا یَبْقَی فِی الْمَوْقِفِ أَحَدٌ إِلَّا قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الزُّنَاةَ.

«122»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ آمَنَ رَجُلًا عَلَی دَمٍ ثُمَّ قَتَلَهُ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ.

«123»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رَجُلٌ إِلَی رَجُلٍ حَتَّی یُلَطِّخَهُ بِدَمٍ وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ فَیَقُولُ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا لِی وَ لَكَ فَیَقُولُ أَعَنْتَ عَلَیَّ یَوْمَ كَذَا بِكَلِمَةٍ فَقُتِلْتُ(2).

«124»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ بَرَّةٍ وَ لَا فَاجِرَةٍ إِلَّا وَ هِیَ تُحْشَرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُتَعَلِّقاً بِقَاتِلِهِ بِیَدِهِ الْیُمْنَی وَ رَأْسُهُ بِیَدِهِ الْیُسْرَی وَ أَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَماً یَقُولُ یَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِیمَ قَتَلَنِی فَإِنْ كَانَ قَتَلَهُ (3)فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُثِیبَ الْقَاتِلُ وَ ذُهِبَ بِالْمَقْتُولِ إِلَی النَّارِ وَ إِنْ قَالَ فِی طَاعَةِ فُلَانٍ قِیلَ لَهُ اقْتُلْهُ كَمَا قَتَلَكَ ثُمَّ یَفْعَلُ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمَا بَعْدَ مَشِیَّتِهِ.

«125»-لی، الأمالی للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَقْسَمَ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ لَا یَشْرَبُ عَبْدٌ لِی خَمْراً فِی الدُّنْیَا إِلَّا سَقَیْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِثْلَ مَا شَرِبَ مِنْهَا مِنَ الْحَمِیمِ مُعَذَّباً

ص: 217


1- فی المحاسن المطبوع: أهب اللّٰه ریحا منتنة. و هو الأصحّ.
2- ی المصدر:اعنت عل یوم كذا وكذا بكلمه كذا.م
3- الظاهر: فان قال: كان قتله اه.

بَعْدُ أَوْ مَغْفُوراً لَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ مُزْرَقَّةً عَیْنَاهُ مَائِلًا شِدْقُهُ سَائِلًا لُعَابُهُ دَالِعاً لِسَانُهُ (1)مِنْ قَفَاهُ.

«126»-یه، من لا یحضره الفقیه عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كَتَمَ الشَّهَادَةَ أَوْ شَهِدَ بِهَا لِیُهْدِرَ بِهَا دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَوْ لِیُتْوِیَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَتَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لِوَجْهِهِ ظُلْمَةٌ مَدَّ الْبَصَرِ وَ فِی وَجْهِهِ كُدُوحٌ یَعْرِفُهُ الْخَلَائِقُ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ مَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ حَقٍّ لِیُحْیِیَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَتَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لِوَجْهِهِ نُورٌ مَدَّ الْبَصَرِ تَعْرِفُهُ الْخَلَائِقُ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ لَا تَرَی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ أَقِیمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ

توضیح الإتواء الإهلاك و الكدوح جمع الكدح و هو الخدش.

«127»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ آثَرَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَی.

«128»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یُعَذَّبُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً مِنَ الْحَیَوَانِ یُعَذَّبُ حَتَّی یَنْفُخَ فِیهَا وَ لَیْسَ بِنَافِخٍ فِیهَا (2)وَ الَّذِی یَكْذِبُ فِی مَنَامِهِ یُعَذَّبُ حَتَّی یَعْقِدَ (3)بَیْنَ شَعِیرَتَیْنِ وَ لَیْسَ بِعَاقِدِهِمَا وَ الْمُسْتَمِعُ مِنْ قَوْمٍ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ یُصَبُّ فِی أُذُنَیْهِ الْآنُكُ وَ هُوَ الْأُسْرُبُّ.

«129»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ لَقِیَ الْمُسْلِمَ بِوَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ.

«130»-وَ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ذُو الْوَجْهَیْنِ دَالِعاً لِسَانُهُ فِی قَفَاهُ وَ آخَرُ مِنْ قُدَّامِهِ یَلْتَهِبَانِ نَاراً حَتَّی یَلْهَبَا جَسَدَهُ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ هَذَا الَّذِی كَانَ فِی الدُّنْیَا ذَا وَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ یُعْرَفُ بِذَلِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

ص: 218


1- دلع لسانه: أخرجه من فمه.
2- لیست فی المصدر جملة: و لیس بنافخ فیها. م.
3- فی المصدر: یقعد یعقد خ ل. م.

«131»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَكَلَ مَالَ أَخِیهِ ظُلْماً وَ لَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِ أَكَلَ جَذْوَةً مِنْ نَارٍ (1)یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«132»-مِنْ كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ قِتَالِ أَهْلِ الْجَمَلِ دَعَاهُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ وَ اتَّخَذَ لَهُ طَعَاماً فَبَعَثَ إِلَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ یَا أَحْنَفُ ادْعُ لِی أَصْحَابِی فَدَخَلَ عَلَیْهِ قَوْمٌ مُتَخَشِّعُونَ كَأَنَّهُمْ شِنَانٌ بَوَالِی (2)فَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا الَّذِی نَزَلَ بِهِمْ أَ مِنْ قِلَّةِ الطَّعَامِ أَوْ مِنْ هَوْلِ الْحَرْبِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لَا یَا أَحْنَفُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَحَبَّ أَقْوَاماً تَنَسَّكُوا لَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا تَنَسُّكَ مَنْ هَجَمَ عَلَی مَا عَلِمَ مِنْ قُرْبِهِمْ مِنْ یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُشَاهِدُوهَا فَحَمَلُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَی مَجْهُودِهَا وَ كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا صَبَاحَ یَوْمِ الْعَرْضِ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ تَوَهَّمُوا خُرُوجَ عُنُقٍ یَخْرُجُ مِنَ النَّارِ یُحْشَرُ الْخَلَائِقُ إِلَی رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كِتَابٍ یَبْدُو فِیهِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ فَضَائِحُ ذُنُوبِهِمْ فَكَادَتْ أَنْفُسُهُمْ تَسِیلُ سَیْلًا أَوْ تَطِیرُ قُلُوبُهُمْ بِأَجْنِحَةِ الْخَوْفِ طَیَرَاناً وَ تُفَارِقُهُمْ عُقُولُهُمْ إِذَا غَلَتْ بِهِمْ مِنْ أَجْلِ الْمُجَرَّدِ (3)إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَلَیَاناً فَكَانُوا یَحِنُّونَ حَنِینَ الْوَالِهِ فِی دُجَی الظُّلَمِ وَ كَانُوا یَفْجَعُونَ مِنْ خَوْفِ مَا أَوْقَفُوا عَلَیْهِ أَنْفُسَهُمْ فَمَضَوْا ذُبُلَ الْأَجْسَامِ (4)حَزِینَةً قُلُوبُهُمْ كَالِحَةً وُجُوهُهُمْ ذَابِلَةً شِفَاهُهُمْ (5)خَامِصَةً بُطُونُهُمْ (6)مُتَخَشِّعُونَ كَأَنَّهُمْ شِنَانٌ بَوَالِی قَدْ أَخْلَصُوا لِلَّهِ أَعْمَالَهُمْ سِرّاً وَ عَلَانِیَةً فَلَمْ تَأْمَنْ مِنْ فَزَعِهِ قُلُوبُهُمْ بَلْ كَانُوا كَمَنْ جرسوا (حَرَسُوا) قِبَابَ خَرَاجِهِمْ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ فِی لَیْلَتِهِمْ وَ قَدْ نَامَتِ الْعُیُونُ وَ هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ (7)

ص: 219


1- فی المصدر: من النار اه. م.
2- شنان جمع الشن: القربة البالیة، و بوالی جمع بالی. أی خلق.
3- كذا فی متن نسخة المصنّف و فی هامشه بخطه الشریف: المحشر ظ. و فی المطبوع: التجرد.
4- ككتب و ركع جمع الذابل: الدقیق، المهزول.
5- أی جافة من العطش.
6- أی ضامرة من الجوع.
7- أی سكنت أصواتهم.

وَ سَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ وَ قَدْ نَبَّهَهُمْ هَوْلُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الْوَعِیدُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ فَاسْتَیْقَظُوا لَهَا فَزِعِینَ وَ قَامُوا إِلَی صَلَاتِهِمْ مُعْوِلِینَ (1)بَاكِینَ تَارَةً وَ أُخْرَی مُسَبِّحِینَ یَبْكُونَ فِی مَحَارِیبِهِمْ وَ یَرِنُّونَ یَصْطَفُّونَ لَیْلَةً مُظْلِمَةً بَهْمَاءَ یَبْكُونَ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ فِی لَیْلَتِهِمْ قِیَاماً عَلَی أَطْرَافِهِمْ مُنْحَنِیَةً ظُهُورُهُمْ یَتْلُونَ أَجْزَاءَ الْقُرْآنِ لِصَلَاتِهِمْ قَدِ اشْتَدَّتْ أَعْوَالُهُمْ وَ نَحِیبُهُمْ وَ زَفِیرُهُمْ إِذَا زَفَرُوا خِلْتَ النَّارَ قَدْ أَخَذَتْ مِنْهُمْ إِلَی حَلَاقِیمِهِمْ وَ إِذَا أَعْوَلُوا حَسِبْتَ السَّلَاسِلَ قَدْ صُفِّدَتْ فِی أَعْنَاقِهِمْ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ فِی نَهَارِهِمْ إِذاً لَرَأَیْتَ قَوْماً یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ یَقُولُونَ لِلنَّاسِ حُسْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً قَدْ قَیَّدُوا أَقْدَامَهُمْ مِنَ التُّهَمَاتِ وَ أَبْكَمُوا أَلْسِنَتَهُمْ أَنْ یَتَكَلَّمُوا فِی أَعْرَاضِ النَّاسِ وَ سَجَّمُوا أَسْمَاعَهُمْ أَنْ یَلِجَهَا خَوْضُ خَائِضٍ وَ كَحَلُوا أَبْصَارَهُمْ بِغَضِّ الْبَصَرِ مِنَ الْمَعَاصِی وَ انْتَحَوْا دَارَ السَّلَامِ الَّتِی مَنْ دَخَلَهَا كَانَ آمِناً مِنَ الرَّیْبِ وَ الْأَحْزَانِ فَلَعَلَّكَ یَا أَحْنَفُ شَغَلَكَ نَظَرُكَ إِلَی الدُّنْیَا عَنِ الدَّارِ الَّتِی خَلَقَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْضَاءَ فَشَقَّقَ فِیهَا أَنْهَارَهَا وَ كَبَسَهَا بِالْعَواتِقِ مِنْ حُورِهَا ثُمَّ سَكَنَهَا أَوْلِیَاؤُهُ وَ أَهْلُ طَاعَتِهِ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ وَ قَدْ قَدِمُوا عَلَی زِیَادَاتِ رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ صَوَّتَتْ رَوَاحِلُهُمْ بِأَصْوَاتٍ لَمْ یَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِأَحْسَنَ مِنْهَا وَ أَظَلَّتْهُمْ غَمَامَةٌ فَأَمْطَرَتْ عَلَیْهِمُ الْمِسْكَ وَ الزَّعْفَرَانَ وَ صَهَلَتْ خُیُولُهَا بَیْنَ أَغْرَاسِ تِلْكَ الْجِنَانِ وَ تَخَلَّلَتْ بِهِمْ نُوقُهُمْ بَیْنَ كُثُبِ الزَّعْفَرَانِ وَ یَتَطَأْمَنُ (2)تَحْتَ أَقْدَامِهِمُ اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ وَ اسْتَقْبَلَتْهُمْ قَهَارِمَتُهَا (3)بِمَنَابِرِ الرَّیْحَانِ وَ هَاجَتْ لَهُمْ رِیحٌ مِنْ قِبَلِ الْعَرْشِ فَنَثَرَتْ عَلَیْهِمُ الْیَاسَمِینَ وَ الْأُقْحُوَانَ ذَهَبُوا إِلَی بَابِهَا فَیَفْتَحُ لَهُمُ الْبَابَ رِضْوَانُ ثُمَّ یَسْجُدُونَ لِلَّهِ فِی فِنَاءِ الْجِنَانِ فَقَالَ لَهُمُ الْجَبَّارُ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَإِنِّی قَدْ رَفَعْتُ عَنْكُمْ مَئُونَةَ الْعِبَادَةِ وَ أَسْكَنْتُكُمْ جَنَّةَ الرِّضْوَانِ فَإِنْ فَاتَكَ یَا أَحْنَفُ مَا ذَكَرْتُ لَكَ فِی صَدْرِ كَلَامِی لَتَتْرُكَنَّ فِی سَرَابِیلِ الْقَطِرَانِ وَ لَتَطُوفَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ وَ لَتَسْقِیَنَّ شَرَاباً حَارَّ الْغَلَیَانِ فَكَمْ یَوْمَئِذٍ فِی النَّارِ مِنْ صُلْبٍ مَحْطُومٍ

ص: 220


1- أی رافعین صوتهم بالبكاء و الصیاح.
2- تطأمن: انخفض.
3- جمع القهرمان: الوكیل، أو أمین الدخل و الخرج.

وَ وَجْهٍ مَهْشُومٍ وَ مُشَوَّهٍ مَضْرُوبٍ عَلَی الْخُرْطُومِ قَدْ أَكَلَتِ الْجَامِعَةُ كَفَّهُ وَ الْتَحَمَ الطَّوْقُ بِعُنُقِهِ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ یَنْحَدِرُونَ فِی أَوْدِیَتِهَا وَ یَصْعَدُونَ جِبَالَهَا وَ قَدْ أُلْبِسُوا الْمُقَطَّعَاتِ مِنَ الْقَطِرَانِ وَ أُقْرِنُوا مَعَ أَفْجَارِهَا وَ شَیَاطِینِهَا فَإِذَا اسْتَغَاثُوا مِنْ حَرِیقٍ شَدَّتْ عَلَیْهِمْ عَقَارِبُهَا وَ حَیَّاتُهَا وَ لَوْ رَأَیْتَ مُنَادِیاً یُنَادِی وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَهْلَ الْجَنَّةِ وَ نَعِیمِهَا وَ یَا أَهْلَ حُلِیِّهَا وَ حُلَلِهَا خَلِّدُوا فَلَا مَوْتَ فَعِنْدَهَا یَنْقَطِعُ رَجَاؤُهُمْ وَ تُغْلَقُ الْأَبْوَابُ وَ تَنْقَطِعُ بِهِمُ الْأَسْبَابُ فَكَمْ یَوْمَئِذٍ مِنْ شَیْخٍ یُنَادِی وَا شَیْبَتَاهْ وَ كَمْ مِنْ شَابٍّ یُنَادِی وَا شَبَابَاهْ وَ كَمْ مِنِ امْرَأَةٍ تُنَادِی وَا فَضِیحَتَاهْ هُتِكَتْ عَنْهُمُ السُّتُورُ فَكَمْ یَوْمَئِذٍ مِنْ مَغْمُوسٍ بَیْنَ أَطْبَاقِهَا مَحْبُوسٌ یَا لَكَ غَمْسَةٌ أَلْبَسَكَ بَعْدَ لِبَاسِ الْكَتَّانِ وَ الْمَاءِ الْمُبَرَّدِ عَلَی الْجُدْرَانِ وَ أَكْلِ الطَّعَامِ أَلْوَاناً بَعْدَ أَلْوَانٍ لِبَاساً لَمْ یَدَعْ لَكَ شَعْراً نَاعِماً إِلَّا بَیَّضَهُ وَ لَا عَیْناً كُنْتَ تُبْصِرُ بِهَا إِلَی حَبِیبٍ إِلَّا فَقَأَهَا هَذَا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِلْمُجْرِمِینَ وَ ذَلِكَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِلْمُتَّقِینَ.

بیان: قال الفیروزآبادی سجم علی (عَنِ) الأمر أبطأ فقوله علیه السلام سجّموا علی بناء التفعیل أی جعلوها مبطئة عن استماع ما یخوض فیه الناس من الباطل و معایب الناس قوله علیه السلام انتحوا أی قصدوا قوله علیه السلام و كبسها أی ملأها و شحنها من قولهم كبس البئر طمّه بالتراب و العواتق جمع العاتق و هی الشابّة أول ما تدرك قوله بمنابر الریحان أی الریاحین المنبرة المرتفعة لنضد بعضها فوق بعض فی الأسفاط (1)و الأقحوان بالضم البابونج و اعلم أن الخبر لما كان محرّفا سقیما أسقطنا منه بعضه و سیأتی بتمامه و شرحه فی باب صفات الشیعة.

«133»-وَ رَوَی الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الطُّوسِیِّ عَنْ أَبِی رَجَاءٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی فَقَدْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ رَضِیَ عَنْهُ كَافَأَهُ الْجَنَّةَ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَشْرَبَ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ یَأْكُلَ مِنْ طُوبَی وَ یَرَی مَكَانَهُ فِی الْجَنَّةِ

ص: 221


1- جمع السفط ما یعبأ فیه الطیب و ما أشبهه من أدوات النساء.

أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِیَةُ یَدْخُلُهَا مِنْ أَیِّ بَابٍ شَاءَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَابَ الْأَنْبِیَاءِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً هَوَّنَ اللَّهُ عَلَیْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ جَعَلَ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ عِرْقٍ فِی بَدَنِهِ حَوْرَاءَ وَ شُفِّعَ فِی ثَمَانِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ فِی بَدَنِهِ حَوْرَاءُ وَ مَدِینَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكَ الْمَوْتِ كَمَا یَبْعَثُ إِلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ هَوْلَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ بَیَّضَ وَجْهَهُ وَ كَانَ مَعَ حَمْزَةَ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً وُضِعَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْكِ وَ أُلْبِسَ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً جَازَ عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ جَوَازاً عَلَی الصِّرَاطِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَذَابِ وَ لَمْ یُنْشَرْ لَهُ دِیوَانٌ وَ لَمْ یُنْصَبْ لَهُ مِیزَانٌ وَ قِیلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِلَا حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ آلَ مُحَمَّدٍ أَمِنَ مِنَ الْحِسَابِ وَ الْمِیزَانِ وَ الصِّرَاطِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَنَا كَفِیلُهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ الْأَنْبِیَاءِ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ لَمْ یَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ.

«134»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ وَ عِنْدَهُ قُوتُ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ یَلْقَاهُ وَ لَیْسَ عَلَی وَجْهِهِ لَحْمٌ.

«135»-ثو، ثواب الأعمال عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ یَأْكُلُ بِهِ النَّاسَ (1)جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ عَظْمٌ لَا لَحْمَ فِیهِ.

«136»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَیَنْسَی سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَیَأْتِیهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُشْرِفَ عَلَیْهِ مِنْ دَرَجَةٍ مِنْ بَعْضِ الدَّرَجَاتِ فَتَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فَیَقُولُ وَ عَلَیْكِ السَّلَامُ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ أَنَا سُورَةُ كَذَا وَ كَذَا ضَیَّعْتَنِی أَمَا لَوْ تَمَسَّكْتَ بِی بَلَغْتُ بِكَ هَذِهِ الدَّرَجَةَ الْخَبَرَ.

«137»-ل، الخصال بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثَلَاثَةٌ یَشْكُونَ الْمُصْحَفُ وَ الْمَسْجِدُ وَ الْعِتْرَةُ یَقُولُ الْمُصْحَفُ یَا رَبِّ حَرَّفُونِی

ص: 222


1- فی المصدر: لیأكل به الناس. م.

وَ مَزَّقُونِی وَ یَقُولُ الْمَسْجِدُ یَا رَبِّ عَطَّلُونِی وَ ضَیَّعُونِی وَ تَقُولُ الْعِتْرَةُ یَا رَبِّ قَتَلُونَا وَ طَرَدُونَا وَ شَرَّدُونَا فاجثوا (1)(فَأَجْثُو) لِلرُّكْبَتَیْنِ لِلْخُصُومَةِ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَا أَوْلَی بِذَلِكَ.

بیان: المزق و التمزیق الخرق قوله أنا أولی بذلك أی بالخصام و الانتقام لأنهم فعلوا ذلك بكتابی و بیتی و عترتی.

«138»-كا، الكافی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَةٌ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ شَیْخٌ زَانٍ وَ مَلِكٌ جَبَّارٌ وَ مُقِلٌّ مُخْتَالٌ.

«139»-ل، الخصال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعَةٌ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عَاقٌّ وَ مَنَّانٌ وَ مُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ وَ مُدْمِنُ خَمْرٍ (2)

«140»-سن، المحاسن عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: تَفَقَّهُوا فِی دِینِ اللَّهِ وَ لَا تَكُونُوا أَعْرَاباً فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَتَفَقَّهْ فِی دِینِ اللَّهِ لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَمْ یُزَكِّ لَهُ عَمَلًا.

«141»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ (3)عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام

ص: 223


1- جثی یجثو جثوا: جلس علی ركبتیه.
2- فی المصدر: و مدمن بالخمر. م.
3- هكذا فی النسخ، و فی الاسناد إرسال فی موضعین منه، فنذكر الحدیث بألفاظه من أمالی المطبوع حتّی یتضح ذلك، و هو هكذا: أخبرنا جماعة، قالوا: أخبرنا أبو المفضل، قال: حدّثنا أبو عبد اللّٰه محمّد بن عبد اللّٰه بن راشد الطاهری الكاتب فی دار عبد الرحمن ابن عیسی بن داود بن الجرّاح و بحضرته أملا یوم الثلثاء لتسع خلون من جمادی الأولی سنة أربع و عشرین و ثلاث مائة، قال: حملنی علیّ بن محمّد بن محمّد بن الفرات فی وقت من الأوقات برا واسعا إلی أبی أحمد عبید اللّٰه بن عبد اللّٰه بن الطاهر فأوصلته إلیه و وجدته علی إضافة شدیدة فقبله و كتب فی الوقت بدیهة- الشعر-: أیادیك عندی معظمات جلائل طوال المدی شكری لهن قصیر فان كنت عن شكری غنیا فاننی إلی شكر ما أولیتنی لفقیر قال: فقلت: هذا- أعز اللّٰه الامیر- حسن، قال: أحسن منه ما سرقته، فقلت: و ما هو؟ قال: حدیثان حدّثنی بهما أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروی: قال: حدّثنی أبو الحسن علیّ بن موسی الرضا علیه السلام قال: حدّثنی أبی، عن جدی جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جده أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین قال: قال النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله: أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة. و حدّثنی أبو الصلت بهذا الاسناد قال: قال النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله: یؤتی بعبد یوم القیامة. اه.

قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْتَی بِعَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُوقَفُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَأْمُرُ بِهِ إِلَی النَّارِ فَیَقُولُ أَیْ رَبِّ أَمَرْتَ بِی إِلَی النَّارِ وَ قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَیَقُولُ اللَّهُ أَیْ عَبْدِی إِنِّی أَنْعَمْتُ عَلَیْكَ فَلَمْ تَشْكُرْ نِعْمَتِی فَیَقُولُ أَیْ رَبِّ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ بِكَذَا فَشَكَرْتُكَ بِكَذَا وَ أَنْعَمْتَ عَلَیَّ بِكَذَا وَ شَكَرْتُكَ بِكَذَا فَلَا یَزَالُ یُحْصِی النِّعَمَ وَ یُعَدِّدُ الشُّكْرَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی صَدَقْتَ عَبْدِی إِلَّا أَنَّكَ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَیْتُ لَكَ نِعْمَتِی عَلَی یَدَیْهِ وَ إِنِّی قَدْ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا أَقْبَلَ شُكْرَ عَبْدٍ لِنِعْمَةٍ أَنْعَمْتُهَا عَلَیْهِ حَتَّی یَشْكُرَ سَائِقَهَا مِنْ خَلْقِی إِلَیْهِ (1)

«142»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كُشِفَ غِطَاءٌ مِنْ أَغْطِیَةِ الْجَنَّةِ فَوَجَدَ رِیحَهَا مَنْ كَانَتْ لَهُ رُوحٌ مِنْ مَسِیرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ إِلَّا صِنْفٌ وَاحِدٌ قُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ الْعَاقُّ لِوَالِدَیْهِ.

«143»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَنْ كَانَ مِنْ شِیعَتِنَا عَالِماً بِشَرِیعَتِنَا فَأَخْرَجَ ضُعَفَاءَ شِیعَتِنَا مِنْ ظُلْمَةِ جَهْلِهِمْ إِلَی نُورِ الْعِلْمِ الَّذِی حَبَوْنَاهُ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ یُضِی ءُ لِأَهْلِ جَمِیعِ تِلْكَ الْعَرَصَاتِ وَ عَلَیْهِ حُلَّةٌ لَا یَقُومُ لِأَقَلِّ سِلْكٍ مِنْهَا الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِهَا ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ یَا عِبَادَ اللَّهِ هَذَا عَالِمٌ مِنْ تَلَامِذَةِ بَعْضِ آلِ مُحَمَّدٍ أَلَا فَمَنْ أَخْرَجَهُ فِی الدُّنْیَا مِنْ حَیْرَةِ جَهْلِهِ فَلْیَتَشَبَّثْ بِنُورِهِ لِیُخْرِجَهُ مِنْ حَیْرَةِ ظُلْمَةِ هَذِهِ الْعَرَصَاتِ إِلَی نُزْهِ الْجِنَانِ فَیُخْرِجُ كُلَّ مَنْ كَانَ عَلَّمَهُ فِی الدُّنْیَا أَوْ فَتَحَ عَنْ قَلْبِهِ مِنَ الْجَهْلِ قُفْلًا أَوْ أَوْضَحَ لَهُ عَنْ شُبْهَةٍ وَ قَالَ قَالَتِ الصِّدِّیقَةُ فَاطِمَةُ

ص: 224


1- فی الأمالی المطبوع: حتی یشكر من ساقها من خلقی إلیه. قلت: و للحدیث ذیل لم یذكره هنا.

الزَّهْرَاءُ علیها السلام سَمِعْتُ أَبِی صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ عُلَمَاءَ شِیعَتِنَا یُحْشَرُونَ فَیُخْلَعُ عَلَیْهِمْ مِنْ خِلَعِ الْكَرَامَاتِ عَلَی قَدْرِ كَثْرَةِ عُلُومِهِمْ وَ جِدِّهِمْ فِی إِرْشَادِ عِبَادِ اللَّهِ حَتَّی یُخْلَعَ عَلَی الْوَاحِدِ مِنْهُمْ أَلْفُ أَلْفِ خِلْعَةٍ مِنْ نُورٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادِی رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّهَا الْكَافِلُونَ لِأَیْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ النَّاعِشُونَ لَهُمْ عِنْدَ انْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمُ الَّذِینَ هُمْ أَئِمَّتُهُمْ هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُمْ وَ الْأَیْتَامُ الَّذِینَ تَكَفَّلْتُمُوهُمْ وَ نَعَشْتُمُوهُمْ فَاخْلَعُوا عَلَیْهِمْ كَمَا خَلَعْتُمُوهُمْ خِلَعَ الْعُلُومِ فِی الدُّنْیَا فَیَخْلَعُونَ عَلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ الْأَیْتَامِ عَلَی قَدْرِ مَا أَخَذُوا عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ حَتَّی إِنَّ فِیهِمْ یَعْنِی فِی الْأَیْتَامِ لَمَنْ یُخْلَعُ عَلَیْهِ مِائَةُ أَلْفِ خِلْعَةٍ مِنْ نُورٍ وَ كَذَلِكَ یَخْلَعُ هَؤُلَاءِ الْأَیْتَامُ عَلَی مَنْ تَعَلَّمَ مِنْهُمْ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ أَعِیدُوا عَلَی هَؤُلَاءِ الْكَافِلِینَ لِلْأَیْتَامِ حَتَّی تُتِمُّوا لَهُمْ خِلَعَهُمْ وَ تُضْعِفُوهَا فَیُتِمُّ لَهُمْ مَا كَانَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ یَخْلَعُوا عَلَیْهِمْ وَ یُضَاعِفُ لَهُمْ وَ كَذَلِكَ مَنْ بِمَرْتِبَتِهِمْ مِمَّنْ خُلِعَ عَلَیْهِ عَلَی مَرْتِبَتِهِمْ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِنَّ سِلْكاً مِنْ تِلْكَ الْخِلَعِ لَأَفْضَلُ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ قَالَ وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی علیهما السلام یُقَالُ لِلْعَابِدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نِعْمَ الرَّجُلُ كُنْتَ هِمَّتُكَ ذَاتُ نَفْسِكَ وَ كَفَیْتَ النَّاسَ مَئُونَتَكَ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَیُقَالُ لِلْفَقِیهِ یَا أَیُّهَا الْكَفِیلُ لِأَیْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ الْهَادِی لِضُعَفَاءِ مُحِبِّیهِ وَ مَوَالِیهِ قِفْ حَتَّی تَشْفَعَ لِكُلِّ مَنْ أَخَذَ عَنْكَ أَوْ تَعَلَّمَ مِنْكَ فَیَقِفُ فَیَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَهُ فِئَامٌ وَ فِئَامٌ (1)حَتَّی قَالَ عَشْراً وَ هُمُ الَّذِینَ أَخَذُوا عَنْهُ عُلُومَهُ وَ أَخَذُوا عَمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ وَ عَمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَانْظُرُوا كَمْ فَرْقٌ مَا بَیْنَ الْمَنْزِلَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَأْتِی عُلَمَاءُ شِیعَتِنَا الْقَوَّامُونَ لِضُعَفَاءِ مُحِبِّینَا وَ أَهْلِ وَلَایَتِنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْأَنْوَارُ تَسْطَعُ مِنْ تِیجَانِهِمْ عَلَی رَأْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَاجٌ قَدِ انْبَثَّتْ تِلْكَ الْأَنْوَارُ فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ وَ دُورِهَا مَسِیرَةَ ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ سَنَةٍ فَشُعَاعُ تِیجَانِهِمْ یَنْبَثُّ فِیهَا كُلِّهَا فَلَا یَبْقَی هُنَاكَ یَتِیمٌ قَدْ كَفَلُوهُ وَ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ وَ حَیْرَةِ التِّیهِ أَخْرَجُوهُ إِلَّا تَعَلَّقَ بِشُعْبَةٍ مِنْ أَنْوَارِهِمْ فَرَفَعَتْهُمْ فِی الْعُلُوِّ حَتَّی یُحَاذِیَ بِهِمْ رَبَضَ غُرَفِ الْجِنَانِ ثُمَّ یُنْزِلُهُمْ عَلَی مَنَازِلِهِمُ الْمُعَدَّةِ لَهُمْ فِی جِوَارِ أُسْتَادِیهِمْ وَ مُعَلِّمِیهِمْ

ص: 225


1- الفئام: الجماعة الكثیرة من الناس.

وَ بِحَضْرَةِ أَئِمَّتِهِمُ الَّذِینَ كَانُوا إِلَیْهِمْ یَدْعُونَ وَ لَا یَبْقَی نَاصِبٌ مِنَ النَّوَاصِبِ یُصِیبُهُ مِنْ شُعَاعِ تِلْكَ التِّیجَانِ إِلَّا عَمِیَتْ عَیْنَاهُ وَ صَمَّتْ أُذُنَاهُ وَ خَرِسَ لِسَانُهُ وَ یَحُولُ عَلَیْهِ أَشَدُّ مِنْ لَهَبِ النِّیرَانِ فیَحْمِلُهُمْ حَتَّی یَدْفَعَهُمْ إِلَی الزَّبَانِیَةِ فَیَدْعُوهُمْ إِلی سَواءِ الْجَحِیمِ وَ قَالَ قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام مَنْ أَعَانَ مُحِبّاً لَنَا عَلَی عَدُوٍّ لَنَا فَقَوَّاهُ وَ شَجَّعَهُ حَتَّی یَخْرُجَ الْحَقُّ الدَّالُّ عَلَی فَضْلِنَا بِأَحْسَنِ صُورَةٍ وَ یَخْرُجَ الْبَاطِلُ الَّذِی یَرُومُ بِهِ أَعْدَاؤُنَا فِی دَفْعِ حَقِّنَا فِی أَقْبَحِ صُورَةٍ حَتَّی یَنْتَبِهَ الْغَافِلُونَ وَ یَسْتَبْصِرَ الْمُتَعَلِّمُونَ وَ یَزْدَادَ فِی بَصَائِرِهِمُ الْعَالِمُونَ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی أَعْلَی مَنَازِلِ الْجِنَانِ وَ یَقُولُ یَا عَبْدِیَ الْكَاسِرُ لِأَعْدَائِی النَّاصِرُ لِأَوْلِیَائِی الْمُصَرِّحُ بِتَفْضِیلِ مُحَمَّدٍ خَیْرِ أَنْبِیَائِی وَ بِتَشْرِیفِ عَلِیٍّ أَفْضَلِ أَوْلِیَائِی وَ تُنَاوِی مَنْ نَاوَاهُمَا وَ تُسَمِّی بِأَسْمَائِهِمَا وَ أَسْمَاءِ خُلَفَائِهِمَا وَ تُلَقِّبُ بِأَلْقَابِهِمْ فَیَقُولُ ذَلِكَ وَ یُبَلِّغُ اللَّهُ ذَلِكَ جَمِیعَ أَهْلِ الْعَرَصَاتِ فَلَا یَبْقَی كَافِرٌ وَ لَا جَبَّارٌ وَ لَا شَیْطَانٌ إِلَّا صَلَّی عَلَی هَذَا الْكَاسِرِ لِأَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ لَعَنَ الَّذِینَ كَانُوا یُنَاصِبُونَهُ فِی الدُّنْیَا مِنَ النَّوَاصِبِ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام أَفْضَلُ مَا یُقَدِّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ مُحِبِّینَا وَ مَوَالِینَا أَمَامَهُ لِیَوْمِ فَقْرِهِ وَ فَاقَتِهِ وَ ذُلِّهِ وَ مَسْكَنَتِهِ أَنْ یُغِیثَ فِی الدُّنْیَا مِسْكِیناً مِنْ مُحِبِّینَا مِنْ یَدِ نَاصِبٍ عَدُوٍّ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ یَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ وَ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفٌ مِنْ شَفِیرِ قَبْرِهِ إِلَی مَوْضِعِ مَحَلِّهِ مِنْ جِنَانِ اللَّهِ فَیَحْمِلُونَهُ عَلَی أَجْنِحَتِهِمْ یَقُولُونَ مَرْحَباً طُوبَاكَ طُوبَاكَ یَا دَافِعَ الْكِلَابِ عَنِ الْأَبْرَارِ وَ یَا أَیُّهَا الْمُتَعَصِّبُ لِلْأَئِمَّةِ الْأَخْیَارِ الْخَبَرَ.

بیان: الربض محركة سور المدینة.

«144»-لی، الأمالی للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّاسَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ وُضِعَتِ الْمَوَازِینُ فَتُوزَنُ دِمَاءُ الشُّهَدَاءِ مَعَ مِدَادِ الْعُلَمَاءِ فَتَرْجَحُ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ عَلَی دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ.

«145»-ع، علل الشرائع بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَجْمَعُ الْعُلَمَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ لَهُمْ لَمْ أَضَعْ نُورِی وَ حُكْمِی فِی صُدُورِكُمْ

ص: 226

إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ بِكُمْ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ اذْهَبُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ عَلَی مَا كَانَ مِنْكُمْ.

أقول: قد مر و سیأتی تلك الأخبار مع أشباهها بأسانیدها فی أبوابها و حذفنا بعض الأسانید هاهنا روما للاختصار.

«146»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا الْآیَةَ قَالَ فَقَالَ أَمَا إِنَّهَا نَزَلَتْ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا وَ فِی الْمُنَافِقِینَ الْكُفَّارِ أَمَا إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ حُبِسَ الْخَلَائِقُ فِی طَرِیقِ الْمَحْشَرِ ضَرَبَ اللَّهُ سُوراً مِنْ ظُلْمَةٍ فِیهِ بَابٌ فِیهِ الرَّحْمَةُ یَعْنِی النُّورَ وَ ظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ یَعْنِی الظُّلْمَةَ فَیُصَیِّرُنَا اللَّهُ وَ شِیعَتَنَا فِی بَاطِنِ السُّورِ الَّذِی فِیهِ الرَّحْمَةُ وَ النُّورُ وَ عَدُوَّنَا وَ الْكُفَّارَ فِی ظَاهِرِ السُّورِ الَّذِی فِیهِ الظُّلْمَةُ فَیُنَادِیكُمْ عَدُوُّنَا وَ عَدُوُّكُمْ مِنَ الْبَابِ الَّذِی فِی السُّورِ مِنْ ظَاهِرِهِ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ فِی الدُّنْیَا نَبِیُّنَا وَ نَبِیُّكُمْ وَاحِدٌ وَ صَلَاتُنَا وَ صَلَاتُكُمْ وَ صَوْمُنَا وَ صَوْمُكُمْ وَ حَجُّنَا وَ حَجُّكُمْ وَاحِدٌ قَالَ فَیُنَادِیهِمُ الْمَلَكُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بَلی وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ نَبِیِّكُمْ ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ وَ تَرَكْتُمُ اتِّبَاعَ مَنْ أَمَرَكُمْ بِهِ نَبِیُّكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ بِهِ الدَّوَائِرَ وَ ارْتَبْتُمْ فِیمَا قَالَ فِیهِ نَبِیُّكُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِیُّ وَ مَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خِلَافِكُمْ عَلَی أَهْلِ الْحَقِّ وَ غَرَّكُمْ حِلْمُ اللَّهِ عَنْكُمْ فِی تِلْكَ الْحَالِ حَتَّی جَاءَ الْحَقُّ وَ یَعْنِی بِالْحَقِّ ظُهُورَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَنْ ظَهَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام بَعْدَهُ بِالْحَقِّ وَ قَوْلُهُ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ یَعْنِی الشَّیْطَانَ فَالْیَوْمَ لا یُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْیَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَیْ لَا تُؤْخَذُ لَكُمْ حَسَنَةٌ تُفْدُونَ بِهَا أَنْفُسَكُمْ مَأْواكُمُ النَّارُ هِیَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ.

«147»-وَ رُوِیَ أَیْضاً تَأْوِیلٌ آخَرُ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا السُّورُ وَ عَلِیٌّ الْبَابُ.

بیان: فالمراد علی التفسیر الأخیر من دخل الباب بإطاعة علی علیه السلام و موالاته فهو فی الرحمة و من لم یدخل فهو فی الحیرة فی الدنیا و الظلمة و العذاب فی الآخرة و لا

ص: 227

ینافی التفسیر الأول لأن السور المضروب و بابه هما ولایة محمد و علی صلوات اللّٰه علیهما و مثلا للناس و جمیع الأحوال و الأفعال فی الدنیا تتجسم و تتمثل فی النشأة الأخری إما بخلق الأمثلة الشبیهة بها بإزائها أو بتحول الأعراض هناك جواهر و الأول أوفق لحكم الحق و لا ینافیه صریح ما ورد فی النقل.

قال الشیخ البهائی قدس اللّٰه روحه تجسم الأعمال فی النشأة الأخرویة قد ورد فی أحادیث متكثرة من طرق المخالف و المؤالف

وَ قَدْ رَوَی أَصْحَابُنَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَنْ قَیْسِ بْنِ عَاصِمٍ (1)قَالَ : وَفَدتُ مَعَ جَماعَةٍ مِن بَنِی تَمِیم عَلَی النَّبِیِّ صَلَّی اللّٰهُ عَلَیهِ وَ آلِه فَدَخَلتُ عَلَیهِ وَ عِندَهُ الصَّلصَالِ بنِ الدلهمس(2)

فَقُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ عِظْنَا مَوْعِظَةً نَنْتَفِعُ بِهَا فَإِنَّا قَوْمٌ نَعْبُرُ فِی الْبَرِّیَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا قَیْسُ إِنَّ مَعَ الْعِزِّ ذُلًّا وَ إِنَّ مَعَ الْحَیَاةِ مَوْتاً وَ إِنَّ مَعَ الدُّنْیَا آخِرَةً وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ حَسِیباً وَ إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكَ یَا قَیْسُ مِنْ قَرِینٍ یُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَیٌّ وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَیِّتٌ فَإِنْ كَانَ كَرِیماً أَكْرَمَكَ

ص: 228


1- هو قیس بن عاصم بن سنان بن خالد المنقریّ: قال ابن حجر فی التقریب ص 426: صحابی مشهور بالحلم نزل البصرة انتهی. وترجمه ابن عبدالبر فی الاستیعاب « ج ٣ ص ٢٢٤ » وقال : قدم فی وفد بنی تمیم علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه وسلم وذلك فی سنة تسع فلما رآه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه وسلم قال : هذا سید أهل الوبر ، وكان رضی اللّٰه عنه عاقلا حلیما مشهورا بالحلم ، وكان قد حرم علی نفسه الخمر فی الجاهلیة اه. قلت : لم نجد ترجمته فی كتب أصحابنا رضوان اللّٰه تعالی علیهم.
2- ترجمه ابن حجر فی الاصابة « ج ٢ ص ١٨٦ » قال : قال ابن حبان : له صحبة ، وحكی عن أمالی ابن درید عن أبی حاتم السجستانی ، عن العتبی ، عن أبیه قال : قیس بن عاصم فوفدت مع جماعة من بنی تمیم فدخلت علیه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقال قیس : یا رسول اللّٰه عظنا عظة ننتفع بها فوعظهم موعظة حسنة ، فقال قیس : احب أن یكون هذا الكلام أبیاتا من الشعر نفتخر به علی من یلینا وندخرها فأمر من یأتیه بحسان ، فقال الصلصال : یا رسول اللّٰه قد حضرنی أبیات أحسبها توافق ما أراد قیس ، فقال : هاتها ، فقال : تجنب خلیطا من مقالك انما***قرین الفتی فی القبر ما كان یفعل ولابد بعد الموت من أن تعده***لیوم ینادی المرء فیه فیقبل وان كنت مشغولا بشئ فلا تكن***بغیر الذی یرضی به اللّٰه تشغل ولن یصحب الانسان من قبل موته***ومن بعده الا الذی كان یعمل ألا انما الانسان ضیف لاهله***یقیم قلیلا بینهم ثم یرحل

وَ إِنْ كَانَ لَئِیماً أَسْلَمَكَ ثُمَّ لَا یُحْشَرُ إِلَّا مَعَكَ وَ لَا تُحْشَرُ إِلَّا مَعَهُ وَ لَا تُسْأَلُ إِلَّا عَنْهُ فَلَا تَجْعَلْهُ إِلَّا صَالِحاً فَإِنَّهُ إِنْ صَلَحَ آنَسْتَ بِهِ وَ إِنْ فَسَدَ لَا تَسْتَوْحِشْ إِلَّا مِنْهُ وَ هُوَ فِعْلُكَ.

الخبر.

ثم قال قال بعض أصحاب القلوب إن الحیات و العقارب بل و النیران التی تظهر فی القبر و القیامة هی بعینها الأعمال القبیحة و الأخلاق الذمیمة و العقائد الباطلة التی ظهرت فی هذه النشأة بهذه الصورة و تجلببت بهذه الجلابیب كما أن الروح و الریحان و الحور و الثمار هی الأخلاق الزكیة و الأعمال الصالحة و الاعتقادات الحقة التی برزت فی هذا العالم بهذا الزی و تسمت بهذا الاسم إذ الحقیقة الواحدة تختلف صورها باختلاف الأماكن فتحلی فی كل موطن بحلیة و تزیا فی كل نشأة بزی و قالوا إن اسم الفاعل فی قوله تعالی یَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْكافِرِینَ لیس بمعنی استقبال بأن یكون المراد أنها ستحیط بهم فی النشأة الأخری كما ذكره الظاهریون من المفسرین بل هو علی حقیقته أی معنی الحال فإن قبائحهم الخلقیة و العملیة و الاعتقادیة محیطة بهم فی هذه النشأة و هی بعینها جهنم التی ستظهر علیهم فی النشأة الأخرویة بصورة النار و عقاربها و حیاتها و قس علی ذلك قوله تعالی الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً و كذلك قوله تعالی یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً لیس المراد أنها تجد جزاءه بل تجده بعینه لكن ظاهرا فی جلباب آخر و قوله تعالی فَالْیَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَ لا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ كالصریح فی ذلك و مثله فی القرآن العزیز كثیر و ورد فی الأحادیث النبویة منه ما لا یحصی

كَقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی یَشْرَبُ فِی آنِیَةِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فَإِنَّمَا یُجَرْجِرُ فِی جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ.

وَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

و قوله صلی اللّٰه علیه و آله الجنة قیعان و إن غراسها سبحان اللّٰه و بحمده إلی غیر ذلك من الأحادیث المتكثرة و اللّٰه الهادی انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه.

أقول: القول باستحالة انقلاب الجوهر عرضا و العرض جوهرا فی تلك النشأة مع القول بإمكانها فی النشأة الآخرة قریب من السفسطة إذ النشأة الآخرة لیست إلا مثل تلك

ص: 229

النشأة و تخلل الموت و الإحیاء بینهما لا یصلح أن یصیر منشأ لأمثال ذلك و القیاس علی حال النوم و الیقظة أشد سفسطة إذ ما یظهر فی النوم إنما یظهر فی الوجود العلمی و ما یظهر فی الخارج فإنما یظهر بالوجود العینی و لا استبعاد كثیرا فی اختلاف الحقائق بحسب الوجودین و أما النشأتان فهما من الوجود العینی و لا اختلاف بینهما إلا بما ذكرنا و قد عرفت أنه لا یصلح لاختلاف الحكم العقلی فی ذلك و أما الآیات و الأخبار فهی غیر صریحة فی ذلك إذ یمكن حملها علی أن اللّٰه تعالی یخلق هذه بإزاء تلك أو هی جزاؤها و مثل هذا المجاز شائع و بهذا الوجه وقع التصریح فی كثیر من الأخبار و الآیات و اللّٰه یعلم و حججه علیهم السلام.

باب 8 آخر فی ذكر الركبان یوم القیامة

«1»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ الرَّازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْدِیٍّ الْأُبُلِّیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ الرَّشِیدِ عَنْ أَبِیهِ الْمَهْدِیِّ عَنِ الدَّوَانِیقِیِّ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ نَحْنُ فِی الْقِیَامَةِ رُكْبَانٌ أَرْبَعَةٌ لَیْسَ غَیْرُنَا فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الرُّكْبَانُ قَالَ أَنَا عَلَی الْبُرَاقِ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ وَ ابْنَتِی فَاطِمَةُ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ (1)وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ وَ عَیْنَاهَا مِنْ یَاقُوتَتَیْنِ حَمْرَاوَیْنِ وَ بَطْنُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ عَلَیْهَا قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْضَاءَ یُرَی ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ظَاهِرُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ بَاطِنُهَا مِنْ عَفْوِ اللَّهِ إِذَا أَقْبَلَتْ زَفَّتْ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ زَفَّتْ وَ هُوَ أَمَامِی عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ یُضِی ءُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ ذَلِكَ

ص: 230


1- بالعین المهملة و الضاد المعجمة علم لناقته صلّی اللّٰه علیه و آله و سلم. راجع ما یأتی من كلام المصنّف بعد الخبر السابع.

التَّاجُ لَهُ سَبْعُونَ رُكْناً كُلُّ رُكْنٍ یُضِی ءُ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ فِی أُفُقِ السَّمَاءِ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ یُنَادِی فِی الْقِیَامَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَلَا یَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا یَمُرُّ بِنَبِیٍّ إِلَّا یَقُولُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ لَیْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ تَجِی ءُ شِیعَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ فَیُنَادِی مُنَادٍ لِشِیعَتِهِ مَنْ أَنْتُمْ فَیَقُولُونَ نَحْنُ الْعَلَوِیُّونَ فَیَأْتِیهِمُ النِّدَاءُ أَیُّهَا الْعَلَوِیُّونَ أَنْتُمْ آمِنُونَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ مَعَ مَنْ كُنْتُمْ تُوَالُونَ.

بیان: قوله صلی اللّٰه علیه و آله ظاهرها من رحمة اللّٰه أی تلك القبة محفوفة ظاهرا و باطنا برحمة اللّٰه و عفوه فهو كنایة عن أنه علیه السلام یأتی مع الرحمة و العفو فیشفع للمذنبین و یخلصهم من أهوال یوم الدین و إنما خص الرحمة بالظاهر لأن ما یظهر أولا للخلق هو كونه علیه السلام مكرما بكرامة اللّٰه و رحماته و منه یستنبطون أن شفاعته یصیر سببا لعفو اللّٰه عن خطایاهم فهذا باطنها.

قوله صلی اللّٰه علیه و آله إذا أقبلت أی الناقة زفت أی أسرعت قال الجزری فی النهایة فی الحدیث یزف علی بینی و بین إبراهیم علیه السلام إلی الجنة إن كسرت الزاء فمعناه یسرع من زف فی مشیه و أزف إذا أسرع و إن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذا أهدیتها إلی زوجها و فی بعض النسخ بالراء المهملة أی أقبلت و أدبرت بالعطف و الرحمة أو هی صفة للقبة بأنها فی غایة الضیاء و الصفاء و هو أظهر قال الجزری یقال فلان یرفنا أی یحوطنا و یعطف علینا و فیه لم تر عینی مثله قط یرف رفیفا یقطر نداه یقال للشی ء إذا كثر ماؤه من النعمة و الغضاضة حتی یكاد یهتز رف یرف رفیفا.

«2»-ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَطَلِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ هُوَ یَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ یَا مَعْشَرَ بَنِی هَاشِمٍ یَا مَعْشَرَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَا مُحَمَّدٌ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَلَا إِنِّی خُلِقْتُ مِنْ طِینَةٍ مَرْحُومَةٍ فِی أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ فَقَالَ قَائِلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ

ص: 231

هَؤُلَاءِ مَعَكَ رُكْبَانٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ (1)إِنَّهُ لَنْ یَرْكَبَ یَوْمَئِذٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ صَالِحٌ نَبِیُّ اللَّهِ فَأَمَّا أَنَا فَعَلَی الْبُرَاقِ وَ أَمَّا فَاطِمَةُ ابْنَتِی فَعَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أَمَّا صَالِحٌ فَعَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِی عُقِرَتْ وَ أَمَّا عَلِیٌّ فَعَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ زِمَامُهَا مِنْ یَاقُوتٍ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ (2)فَیَقِفُ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ قَدْ أَلْجَمَ النَّاسَ الْعَرَقُ یَوْمَئِذٍ فَتَهُبُّ رِیحٌ مِنْ قِبَلِ الْعَرْشِ فَتَنْشِفُ عَنْهُمْ عَرَقَهُمْ فَیَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الصِّدِّیقُونَ مَا هَذَا إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ الْعَرْشِ مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ إِنَّ هَذَا (3)لَیْسَ بِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَكِنَّهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

بیان: قوله صلی اللّٰه علیه و آله لن یركب یومئذ إلا أربعة لعل هذا مختص ببعض مواطن القیامة لا جمیعها لئلا ینافی الأخبار الكثیرة الدالة علی أن المتقین ركبان یوم القیامة و یؤیده قوله صلی اللّٰه علیه و آله فی الخبر الآتی یأتی علی الناس یوم القیامة وقت ما فیه راكب إلا نحن أربعة و فی النهایة فی الحدیث یبلغ العرق منهم ما یلجمهم أی یصل إلی أفواههم فیصیر لهم بمنزلة اللجام یمنعهم عن الكلام یعنی فی المحشر یوم القیامة.

«3»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَیْبَةُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُؤْتَی بِكَ یَا عَلِیُّ عَلَی نَجِیبٍ مِنْ نُورٍ وَ عَلَی رَأْسِكَ تَاجٌ قَدْ أَضَاءَ نُورُهُ وَ كَادَ یَخْطِفُ أَبْصَارَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَیْنَ خَلِیفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ فَتَقُولُ هَا أَنَا ذَا قَالَ فَیُنَادِی (4)یَا عَلِیُ

ص: 232


1- لعل السائل سأله استهزاء و تعنتا فأجابه صلّی اللّٰه علیه و آله بذلك و دعا علیه بالثكل.
2- فی الخصال: خضراوتان. م.
3- فی الخصال: ینادی مناد ما هذا ملك اه. م.
4- فی المصدر: فینادی المنادی.

أَدْخِلْ مَنْ أَحَبَّكَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ عَادَاكَ النَّارَ فَأَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ قَسِیمُ النَّارِ.

«4»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ خُزَیْمَةَ بْنِ مَاهَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ یُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی عَلَی النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَقْتٌ مَا فِیهِ رَاكِبٌ إِلَّا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّهُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی مَنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ قَالَ أَنَا عَلَی الْبُرَاقِ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ وَ عَمِّی حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَیْنِ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مِنْ كِسْوَةِ الرَّحْمَنِ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لِذَلِكَ التَّاجِ سَبْعُونَ رُكْناً عَلَی كُلِّ رُكْنٍ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ تُضِی ءُ لِلرَّاكِبِ مَسِیرَةَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَیَقُولُ الْخَلَائِقُ مَنْ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ حَامِلُ عَرْشٍ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بَطْنِ الْعَرْشِ لَیْسَ بِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَا حَامِلِ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (1)

«5»-شف، كشف الیقین مِنْ تَارِیخِ الْخَطِیبِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّاوَنْدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ خَلَفٍ وَ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ مَعاً عَنْ سَعِیدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ حَاتِمِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ (2)

ص: 233


1- رواه ابن طاوس أیضا فی كتابه الیقین ص 22 بإسناده عن الخوارزمی، عن مهذب الأئمّة أبی المظفر عبد الملك بن علیّ بن محمّد الهمدانیّ، عن أبی القاسم أحمد بن عمر المقری، عن عاصم ابن الحسین بن محمّد، عن عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّٰه، عن أحمد بن سعید؛ و بأسانید اخری عن ابن عقدة فی ص 163 و 166.
2- رواه الخطیب فی تاریخ بغداد «ج 13 ص 122» و الاسناد هكذا: أبو الولید الحسن بن محمّد بن علی الدربندی، أخبرنا محمّد بن أحمد بن سلیمان الحافظ ببخارا، أخبرنا محمّد بن نصر بن خلف، و خلف بن محمّد بن إسماعیل، قالا: حدّثنا أبو عثمان سعد بن سلیمان بن داود الشرغی، حدّثنا أبو الطیب حاتم بن منصور الحنظلی، حدّثنا المفضل بن سلم لقیته ببغداد عن الأعمش إه. قلت: و فی متنه زیادة و اختلاف راجعه، و رواه ابن طاوس فی كتابه الیقین ص 18 بالاسناد الذی ذكره المصنّف.

عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ إِلَی جَنَابِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ أَفْلَحَ مَنْ صَدَّقَهُ وَ خَابَ مَنْ كَذَّبَهُ وَ لَوْ أَنَّ عَابِداً عَبَدَ اللَّهَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ أَلْفَ عَامٍ وَ أَلْفَ عَامٍ حَتَّی یَكُونَ كَالشَّنِّ الْبَالِی وَ لَقِیَ اللَّهَ مُبْغِضاً لِآلِ مُحَمَّدٍ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی جَهَنَّمَ.

توضیح قال الجزری فیه كان له طیلسان مدبج هو الذی زینت أطرافه بالدیباج و هو الثیاب المتخذة من الإبریسم فارسی معرب.

«6»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ فِی الْقِیَامَةِ رَاكِبٌ غَیْرُنَا وَ نَحْنُ أَرْبَعَةٌ قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی أَنْتَ وَ مَنْ قَالَ أَنَا عَلَی دَابَّةِ اللَّهِ الْبُرَاقِ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِی عُقِرَتْ وَ عَمِّی حَمْزَةُ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیِ الْعَرْشِ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَیَقُولُ الْآدَمِیُّونَ مَا هَذَا إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ حَامِلُ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ قَالَ فَیُجِیبُهُمْ مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مَعَاشِرَ الْآدَمِیِّینَ مَا هَذَا مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا وَ لَا حَامِلَ عَرْشٍ هَذَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.

-قال ابن عقدة أخبرنی عبد اللّٰه بن أحمد بن عامر فی كتابه إلی قال حدثنی أبی قال حدثنی علی بن موسی بهذا:

ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ یَا عَلِیُّ لَیْسَ (1)وَ أُمِّی وَ مَنْ هُمْ (2)بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ یُنَادِی (3)أَوْ حَامِلُ عَرْشٍ فَیُجِیبُهُمْ (4)

ص: 234


1- هذه الزیادة فی اول الخبر و هو هكذا: یا علی لیس فی القیامة راكب غیرنا.
2- بدل قوله: انت و من؟.
3- بدل قوله: بیده لواء الحمد واقف بین یدی العرش ینادی
4- بدل قوله: أو حامل عرش ربّ العالمین قال: فیجیبهم.

یَا مَعْشَرَ الْآدَمِیِّینَ لَیْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ (1)

-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عنه عن آبائه علیهم السلام مثله (2)

«7»-ل، الخصال أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدَانَ الْبَلْخِیِّ فِیمَا قَرَأَهُ عَلَیْهِ ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ زَیْدِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِیعَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِیعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ علیه السلام مَا فِی الْقِیَامَةِ رَاكِبٌ غَیْرُنَا وَ نَحْنُ أَرْبَعَةٌ فَقَامَ إِلَیْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَعَلَی الْبُرَاقِ وَ وَجْهُهَا كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ وَ خَدُّهَا كَخَدِّ الْفَرَسِ وَ عُرْفُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ مَسْمُوطٍ وَ أُذُنَاهَا زَبَرْجَدَتَانِ خَضْرَاوَانِ وَ عَیْنَاهَا مِثْلُ كَوْكَبِ الزُّهَرَةِ تَتَوَقَّدَانِ مِثْلُ النَّجْمَیْنِ الْمُضِیئَیْنِ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلُ شُعَاعِ الشَّمْسِ یَتَحَدَّرُ مِنْ نَحْرِهَا الْجُمَانُ مَطْوِیَّةَ الْخَلْقِ طَوِیلَةَ الْیَدَیْنِ وَ الرِّجْلَیْنِ لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الْآدَمِیِّینَ تَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ تَفْهَمُهُ وَ هِیَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَ دُونَ الْبَغْلِ قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّتِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ عَمِّی حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ أَخِی عَلِیٌّ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ عَلَیْهَا مَحْمِلٌ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ قُضْبَانُهُ مِنَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ یُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَیَقُولُ الْخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَیْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ

ص: 235


1- بدل قوله: معاشر الآدمیین ما هذا ملكا مقربا و لا نبیّا مرسلا. قلت: إنّما احتجت إلی هذا التفسیر لما قیل فی هامش المطبوع: هذه الزیادة التی نسبه رحمه اللّٰه الی العیون لیست فی النسخ المصحّحة، بل مطابق مع ما فی الأمالی، علی أنّها غیر منظومة اللفظ و لا مفهومة المعنی، و لعله اشتباه من النسّاخ و الا فشأنه أجل من ذلك؛ و أنت خبیر بان الامر اشتبه علی هذا القائل و لم یفهم مراده قدّس سرّه.
2- مع اختلاف یسیر. م.

الْمُحَجَّلِینَ (1)

قال الصدوق رضی اللّٰه عنه هذا حدیث غریب لما فیه من ذكر البراق و وصفه و ذكر حمزة بن عبد المطلب.

إیضاح: اللؤلؤ المسموط المنظوم فی السمط و هو بالكسر خیط النظم و قال الجزری فی صفته صلی اللّٰه علیه و آله یتحدر منه العرق مثل الجمان هو اللؤلؤ الصغار و قیل حب یتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ قوله صلی اللّٰه علیه و آله مطویة الخلق أی متقارب الأعضاء مندمجها و قال الجزری فیه كان اسم ناقته العضباء هو علم لها منقول من قولهم ناقة عضباء أی مشقوقة الأذن و لم تكن مشقوقة الأذن و قال بعضهم إنها كانت مشقوقة الأذن و الأول أكثر و قال الزمخشری هو منقول من قولهم ناقة عضباء و هی القصیرة الید انتهی قوله هذا حدیث غریب لما كانت الأخبار السابقة التی رواها الصدوق رحمه اللّٰه خالیة عن وصف البراق مشتملة علی ذكر فاطمة علیها السلام مكان حمزة وصف هذا الحدیث بالغرابة و أما وجه الجمع بینها فی ذكر فاطمة و حمزة علیهما السلام فبالحمل علی اختلاف المواطن إذ یمكن أن تكون فاطمة علیها السلام فی بعض المواطن راكبة علی الناقة العضباء و فی بعضها علی ناقة الجنة كما سیأتی فی باب فضائلها أخبار كثیرة دالة علی أنها تركب فی القیامة علی ناقة الجنة فقوله صلی اللّٰه علیه و آله فی هذا الخبر ما فی القیامة راكب غیرنا أی من الرجال و اللّٰه یعلم.

«8»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَیْنَا نَحْنُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِعَرَفَاتٍ إِذْ قَالَ أَ فِیكُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قُلْنَا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَرَّبَهُ مِنْهُ وَ ضَرَبَ یَدَهُ عَلَی مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ طُوبَی لَكَ یَا عَلِیُّ نَزَلَتْ عَلَیَّ آیَةٌ ذَكَرَنِی وَ إِیَّاكَ (2)فِیهَا سَوَاءً فَقَالَ الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً

ص: 236


1- قلت: و أخرجه ابن طاوس عن مجموعة الورام بن أبی فراس حكاه فیه عن ناظر الحلّة ابن الحداد ممّا انتقاه من تاریخ الخطیب یرفعه عن جعفر بن ربیعة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، و فیه: علی رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا ما من ركن الا و فیه یاقوتة حمراء تضی ء للراكب المحث ثلاثة أیام، علیه حلتان اه. و فیه: أو ملك مقرب أو حامل عرش.
2- فی المصدر: ذكری و ایاك اه. م.

هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی عَنِ اللَّهِ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جِئْتَ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ رُكْبَاناً عَلَی نُوقٍ مِنْ نُورِ الْبَرْقِ یُطِیرُهُمْ فِی أَرْجَاءِ (1)الْهَوَاءِ یُنَادُونَ فِی عَرْصَةِ الْقِیَامَةِ نَحْنُ الْعَلَوِیُّونَ فَیَأْتِیهِمُ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ أَنْتُمُ الْمُقَرَّبُونَ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمُ الْیَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ.

«9»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فَضْلِ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ یَوْمَ سِتَّةَ عَشَرَ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنَ الْقَبْرِ سِتِّینَ حُلَّةً تَلْبَسُونَهَا وَ نَاقَةً تَرْكَبُونَهَا وَ بَعَثَ اللَّهُ لَكُمْ غَمَامَةً تُظِلُّكُمْ مِنْ حَرِّ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ یَوْمَ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِینَ بَنَی اللَّهُ لَكُمْ أَلْفَ قُبَّةٍ خَضْرَاءَ (2)وَ عَلَی رَأْسِ كُلِّ قُبَّةٍ خَیْمَةٌ مِنْ نُورٍ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ أَنَا رَبُّكُمْ وَ أَنْتُمْ عَبِیدِی وَ إِمَائِی اسْتَظِلُّوا بِظِلِّ عَرْشِی فِی هَذِهِ الْقِبَابِ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً فَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَبْعَثَنَّكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ یَتَعَجَّبُ مِنْكُمُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ لَأُتَوِّجَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِأَلْفِ تَاجٍ مِنْ نُورٍ وَ لَأُرْكِبَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَی نَاقَةٍ خُلِقَتْ مِنْ نُورٍ زِمَامُهَا مِنْ نُورٍ فِی ذَلِكَ الزِّمَامِ أَلْفُ حَلْقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فِی كُلِّ حَلْقَةٍ قَائِمٌ عَلَیْهَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِیَدِ كُلِّ مَلَكٍ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ.

باب 9 أنه یدعی الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشیعة و أن كل سبب و نسب منقطع یوم القیامة إلا نسب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و صهره

الآیات؛

المؤمنین: «فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ»(101)

لقمان: «یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ

ص: 237


1- الرجا و الرجاء: الناحیة، و الجمع أرجاء.
2- فی ثواب الأعمال المطبوع: بنی اللّٰه لكم تحت العرش ألف قبة خضراء.

وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا وَ لا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ»(33)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ یعنی یوم القیامة لا یغنی فیه أحد عن أحد لا والد عن ولده وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً كل أمری تهمه نفسه إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بالبعث و الجزاء و الثواب و العقاب حَقٌّ لا خلف فیه.

«1»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَدْعُو النَّاسَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ فُلَانُ بْنُ فُلَانَةَ سِتْراً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.

«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ نَسَبٍ وَ صِهْرٍ مُنْقَطِعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا نَسَبِی وَ سَبَبِی.

«3»- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الصَّیْدَاوِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَحْمَدُ وَ حَدَّثَنَا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ لَا أَسُرُّكَ أَ لَا أَمْنَحُكَ أَ لَا أُبَشِّرُكَ قَالَ بَلَی قَالَ إِنِّی خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ وَ فَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ (1)فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا شِیعَتَنَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ سِوَی شِیعَتِنَا فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ

-ما المفید عن الجعابی عن جعفر بن محمد الحسنی عن الصیداوی عن عبد اللّٰه بن محمد الفزاری (2)عن جعفر بن محمد عن أبیه عن جابر مثله

ص: 238


1- فی المصدر: و فضلت فضلة. م.
2- هكذا فی نسخ الكتاب و فی الأمالی المطبوع و بشارة المصطفی، و تقدم قبل ذلك عن الأمالی مصغرا، و لم نعرف صوابه.

-كشف، كشف الغمة من كتاب ابن طلحة عن جابر مثله- بشا، بشارة المصطفی ابن شیخ الطائفة عن أبیه عن المفید مثله.

«4»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ فَإِنَّهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ یَفْتَخِرُ بِالْأَنْسَابِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَا یَتَقَدَّمُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَحَدٌ إِلَّا بِالْأَعْمَالِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْعَرَبِیَّةَ لَیْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ وَ إِنَّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فَهُوَ عَرَبِیٌّ أَلَا إِنَّكُمْ وُلْدُ آدَمَ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ وَ اللَّهِ لَعَبْدٌ حَبَشِیٌّ أَطَاعَ اللَّهَ خَیْرٌ مِنْ سَیِّدٍ قُرَشِیٍّ عَاصٍ لِلَّهِ وَ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ قَالَ بِالْأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ قَالَ مِنَ الْأَعْمَالِ السَّیِّئَةِ فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ قَالَ أَیْ تَلْهَبُ عَلَیْهِمْ فَتُحْرِقُهُمْ وَ هُمْ فِیها كالِحُونَ أَیْ مَفْتُوحِی الْفَمِ مُسْوَدِّی الْوَجْهِ.

بیان: قوله صلی اللّٰه علیه و آله و إنما هو لسان ناطق أی العربیة التی هی مناط الشرف لیس كون الإنسان من نسل العرب بل إنما هی بالتكلم بدین الحق و الإقرار لأهل الفضل من العرب بالفضل یعنی النبی و الأئمة علیهم السلام و متابعتهم و لذا ورد أن العرب شیعتنا و سائر الناس علج و سیأتی أخبار كثیرة فی ذلك فی كتاب الإیمان و الكفر.

«5»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ عَدِیٍّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَقُولُونَ إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُشَفَّعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَلَی وَ اللَّهِ إِنَّ رَحِمِی لَمَوْصُولَةٌ (1)فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنِّی أَیُّهَا النَّاسِ فَرَطُكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الْحَوْضِ فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ الرَّجُلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ

ص: 239


1- فی المصدر: لموصلة. م.

فَأَقُولُ أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ وَ لَكِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ بَعْدِی ذَاتَ الشِّمَالِ وَ ارْتَدَدْتُمْ عَلَی أَعْقَابِكُمْ الْقَهْقَرَی.

-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أبو عمرو (1)عن ابن عقدة عن أحمد بن یحیی (2)عن عبد الرحمن عن أبیه عن عبد اللّٰه بن محمد بن عقیل مثله (3)توضیح قال فی النهایة فیه أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَی الْحَوْضِ أی متقدّمكم إلیه یقال فرط یفرط فهو فارط و فرط إذا تقدّم و سبق القوم لیرتاد لهم الماء و یهیّئ لهم الدلاء و الأرشیة.

«6»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ الْبَجَلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ الْخَلَائِقُ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ.

«7»-سن، المحاسن الْقَاسِمُ بْنُ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ وَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ عُبَیْدٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُدْعَی النَّاسُ جَمِیعاً بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ سِتْراً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ إِلَّا شِیعَةَ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ ذَلِكَ أَنْ لَیْسَ فِیهِمْ عَهَرٌ (4)

«8»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِی عُمَرَ السِّمَاكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمَهْدِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ

ص: 240


1- هكذا فی النسخ، و الصواب أبو عمر، كما فی مواضع من الأمالی المطبوع و هو كنیة لعبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن مهدیّ بن خشنام بن النعمان بن مخلد البزاز الفارسیّ المتولد سنة 318 و المتوفی فجأة فی یوم الاثنین من 14 رجب سنة 410، ترجمه الخطیب فی تاریخ بغداد «ج 11 ص 13» و قال: كان ثقة أمینا یسكن درب الزعفرانی.
2- هو أحمد بن یحیی الصوفی؛ و الذی بعده هو عبد الرحمن بن شریك بن عبد اللّٰه النخعیّ راجع الأمالی صلی اللّٰه علیه و آله 167.
3- مع اختلاف یسیر.
4- فی المصدر: عهار. م.

بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ لَا أُبَشِّرُكَ یَا عَلِیُّ قَالَ بَلَی بِأَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنَا وَ أَنْتَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام خُلِقْنَا مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ وَ فَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَجَعَلَ مِنْهَا شِیعَتَنَا وَ مُحِبِّینَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ مَا خَلَا نَحْنُ وَ شِیعَتَنَا وَ مُحِبِّینَا فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ.

«9»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْسَادٍ الْعَبَّادِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ (1)عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُدْعَی النَّاسُ بِأَسْمَائِهِمْ إِلَّا شِیعَتِی وَ مُحِبِّیَّ فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لِطِیبِ مَوَالِیدِهِمْ.

«10»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ قَالَ فَقَالَ یَا أَصْبَغُ مَا سَأَلَنِی أَحَدٌ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَقَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهَا كَمَا سَأَلْتَنِی فَقَالَ لِی سَأَلْتُ جَبْرَئِیلَ عَنْهَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ حَشَرَكَ اللَّهُ أَنْتَ وَ أَهْلَ بَیْتِكَ وَ مَنْ یَتَوَلَّاكَ وَ شِیعَتَكَ حَتَّی یَقِفُوا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَیَسْتُرُ اللَّهُ عَوْرَاتِهِمْ وَ یُؤْمِنُهُمْ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ بِحُبِّهِمْ لَكَ وَ لِأَهْلِ بَیْتِكَ وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَخْبَرَنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنِ اصْطَنَعَ إِلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ مَعْرُوفاً كَافَیْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ وَ اللَّهِ آمِنُونَ یَرْجُونَ فَیَشْفَعُونَ وَ یُشَفَّعُونَ ثُمَّ قَرَأَ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ

«11»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام جَعْفَرُ بْنُ نُعَیْمٍ الشَّاذَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَدَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ مَنْ أَحَبَّ عَاصِیاً فَهُوَ عَاصٍ وَ مَنْ أَحَبَّ مُطِیعاً فَهُوَ مُطِیعٌ وَ مَنْ أَعَانَ ظَالِماً فَهُوَ ظَالِمٌ وَ مَنْ خَذَلَ عَادِلًا فَهُوَ خَاذِلٌ إِنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ وَ لَا یَنَالُ أَحَدٌ وَلَایَةَ اللَّهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِبَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ائْتُونِی بِأَعْمَالِكُمْ لَا بِأَنْسَابِكُمْ وَ أَحْسَابِكُمْ قَالَ اللَّهُ

ص: 241


1- بكسر الزای و تشدید الراء و تصغیر حبیش.

تَعَالَی فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ

«12»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ إِلَّا مَنْ تَوَلَّی بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِنَّهُ لَا یَفِرُّ مَنْ وَالاهُ وَ لَا یُعَادِی مَنْ أَحَبَّهُ وَ لَا یُحِبُّ مَنْ أَبْغَضَهُ وَ لَا یَوَدُّ مَنْ عَادَاهُ الْحَدِیثَ.

باب 10 المیزان

المیزان(1)

الآیات؛

الأعراف: «وَ الْوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآیاتِنا یَظْلِمُونَ»(8-9)

ص: 242


1- قال المحقق القاسانی رضی اللّٰه عنه فی تفسیره الصافی: ان لكل معنی من المعانی حقیقة و روحا و له صورة و قالب، و قد تتعدّد الصور و القوالب بحقیقة واحدة، و انما وضعت الألفاظ للحقائق و الأرواح، و لوجودهما فی القوالب تستعمل الألفاظ فیهما علی الحقیقة لاتحاد ما بینهما مثلا لفظ القلم انما وضع لآلة نقش الصور فی الالواح من دون أن یعتبر فیها كونها من قصب أو حدید أو غیر ذلك، بل و لا أن یكون جسما، و لا كون النقش محسوسا أو معقولا، و لا كون اللوح من قرطاس او خشب، بل مجرد كونه منقوشا فیه، و هذا حقیقة اللوح وحده و روحه، فان كان فی الوجود شی ء یتسطر بواسطته نقش العلوم فی ألواح القلوب فأحق به أن یكون هو القلم، فان اللّٰه تعالی قال:« عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ» بل هو القلم الحقیقی حیث وجد فیه روح القلم و حقیقته وحده من دون أن یكون معه ما هو خارج عنه، و كذلك المیزان مثلا فانه موضوع لمعیار یعرف به المقادیر، و هذا معنی واحد هو حقیقته و روحه، و له قوالب مختلفة و صور شتّی بعضها جسمانی و بعضها روحانی، فما یوزن به الاجرام و الاثقال مثل ذی الكفتین و القبان و ما یجری مجراهما، و ما یوزن به المواقیت و الارتفاعات كالاسطرلاب، و ما یوزن به الدوائر و القسی و ما یوزن به الا عمدة كالشاغول، و ما یوزن به الخطوط كالمسطر، و ما یوزن به الشعر كالعروض، و ما یوزن به الفلسفة كالمنطق، و ما یوزن به بعض المدركات كالحس و الخیال، و ما یوزن به الكل كالعقل الكامل، و بالجملة فمیزان كل شی ء هو المعیار الذی به یعرف قدر ذلك الشی ء، فمیزان الناس یوم القیامة ما یوزن به قدر كل إنسان و قیمته علی حسب عقیدته و خلقه و عمله لتجزی كل نفس بما كسبت، و لیس ذلك إلّا الأنبیاء و الأوصیاء، إذ بهم و باتباع شرائعهم و اقتفاء آثارهم و ترك ذلك و بالقرب من سیرتهم و البعد عنها یعرف مقدار الناس و قدر حسناتهم و سیئاتهم، فمیزان كل امة هو نبی تلك الأمة و وصی نبیها و الشریعة التی اتی بها، فمن ثقلت حسناته و كثرت فاولئك هم المفلحون، و من خفت و قلت فاولئك الذین خسروا انفسهم بظلمهم علیها من جهة تكذیبهم للأنبیاء و الأوصیاء أو عدم اتباعهم؛ ففی الكافی و المعانی عن الصادق أنّه سئل عن قول اللّٰه عزّ و جلّ: « وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ» قال: هم الأنبیاء و الأوصیاء؛ و فی روایة اخری: نحن الموازین القسط.

الكهف: «أُولئِكَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیاتِ رَبِّهِمْ وَ لِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً»(105)

الأنبیاء: «وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنا بِها وَ كَفی بِنا حاسِبِینَ»(47)

المؤمنین: «فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ»(102-103)

القارعة: «فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ* فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ* وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ* فَأُمُّهُ هاوِیَةٌ* وَ ما أَدْراكَ ما هِیَهْ* نارٌ حامِیَةٌ»(2-6)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: وَ الْوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ذكر فیه أقوال أحدها أن الوزن عبارة عن العدل فی الآخرة و أنه لا ظلم فیها علی أحد.

و ثانیها أن اللّٰه ینصب میزانا له لسان و كفتان یوم القیامة فتوزن به أعمال العباد الحسنات و السیئات عن ابن عباس و الحسن و به قال الجبائی و اختلفوا فی كیفیة الوزن لأن الأعمال أعراض لا تجوز علیها الإعادة و لا یكون لها وزن و لا تقوم بأنفسها فقیل توزن صحائف الأعمال عن ابن عمر و جماعة و قیل تظهر علامات

ص: 243

للحسنات و علامات للسیئات فی الكفتین فتراها الناس عن الجبائی و قیل تظهر للحسنات صورة حسنة و للسیئات صورة سیئة عن ابن عباس و قیل توزن نفس المؤمن و الكافر عن عبید بن عمیر قال یؤتی بالرجل العظیم الجثة فلا یزن جناح بعوضة.

و ثالثها أن المراد بالوزن ظهور مقدار المؤمن فی العظم و مقدار الكافر فی الذلة كما قال سبحانه فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً فمن أتی بالعمل الصالح الذی یثقل وزنه أی یعظم قدره فقد أفلح و من أتی بالعمل السیئ الذی لا وزن له و لا قیمة فقد خسر فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ إنما جمع الموازین لأنه یجوز أن یكون لكل نوع من أنواع الطاعات یوم القیامة میزان و یجوز أن یكون كل میزان صنفا من أصناف أعماله و یؤید هذا ما جاء فی الخبر أن الصلاة میزان فمن وفی استوفی.

و قال الرازی فی تفسیره فی وزن الأفعال قولان الأول فی الخبر أنه تعالی ینصب میزانا له لسان و كفتان یوم القیامة یوزن به أعمال العباد خیرها و شرها قال ابن عباس أما المؤمن فیؤتی بعمله فی أحسن صورة فیوضع فی كفة المیزان فتثقل حسناته علی سیئاته فذلك قوله فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الناجون قال و هذا كما قال فی سورة الأنبیاء وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً و أما كیفیة وزن الأعمال علی هذا القول ففیه وجهان الأول أن أعمال المؤمن تتصور بصورة حسنة و أعمال الكافر تتصور بصورة قبیحة فتوزن تلك الصورة كما ذكره ابن عباس و الثانی أن الوزن یعود إلی الصحف التی تكون فیها أعمال العباد مكتوبة.

وَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَمَّا یُوزَنُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ الصُّحُفُ.

و هذا القول مذهب المفسرین فی هذه الآیة و عن عبد اللّٰه بن سلام أن میزان رب العالمین ینصب بین الجن و الإنس یستقبل به العرش إحدی كفتی المیزان علی الجنة و الأخری علی جهنم و لو وضعت السماوات و الأرض فی إحداهما لوسعتهن و جبرئیل آخذ بعموده و ینظر إلی لسانه.

ص: 244

وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْتَی بِرَجُلٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی الْمِیزَانِ وَ یُؤْتَی لَهُ تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ فِیهَا خَطَایَاهُ وَ ذُنُوبُهُ فَتُوضَعُ فِی كِفَّةِ الْمِیزَانِ ثُمَّ یَخْرُجُ لَهُ قِرْطَاسٌ كَالْأَنْمُلَةِ فِیهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَیُوضَعُ فِی الْآخَرِ فَیَرْجَحُ.

-وَ عَنِ الْحَسَنِ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَاضِعٌ رَأْسَهُ فِی حَجْرِ عَائِشَةَ قَدْ أَغْفَی إِذْ سَالَتِ الدُّمُوعُ مِنْ عَیْنِهَا فَقَالَ مَا أَصَابَكِ مَا أَبْكَاكِ قَالَتْ ذَكَرْتُ حَشْرَ النَّاسِ وَ هَلْ یَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَداً فَقَالَ لَهَا یُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً وَ قَرَأَ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ لَا یَذْكُرُ فِیهَا أَحَداً عِنْدَ الصُّحُفِ وَ عِنْدَ وَزْنِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ.

و عن عبید بن عمیر یؤتی بالرجل العظیم الأكول الشروب فلا یكون له وزن بعوضة.

و القول الثانی و هو قول مجاهد و الضحاك و الأعمش أن المراد من المیزان العدل و القضاء و كثیر من المتأخرین ذهبوا إلی هذا القول و مالوا إلیه أما بیان أن حمل لفظ الوزن علی هذا المعنی جائز فی اللغة فلأن العدل فی الأخذ و الإعطاء لا یظهر إلا بالكیل و الوزن فی الدنیا فلم یبعد جعل الوزن كنایة عن العدل و مما یقوی ذلك أن الرجل إذا لم یكن له قدر و لا قیمة عند غیره یقال إن فلانا لا یقیم لفلان وزنا قال تعالی فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً و یقال أیضا فلان یستخف بفلان و یقال هذا الكلام فی وزن هذا و فی وزانه أی یعادله و یساویه مع أنه لیس هناك وزن فی الحقیقة و قال الشاعر:

قد كنت قبل لقائكم ذا قوة ***عندی لكل مخاصم میزانه

أراد: عندی لكل مخاصم كلام یعادل كلامه فجعل الوزن مثلا للعدل إذا ثبت هذا وجب أن یكون المراد من الآیة هذا المعنی فقط و الدلیل علیه أن المیزان إنما یراد لیتوصل به إلی معرفة مقدار الشی ء و مقادیر الثواب و العقاب لا یمكن إظهارها بالمیزان لأن أعمال العباد أعراض و هی قد فنیت و عدمت و وزن المعدوم محال و أیضا فبتقدیر بقائها كان وزنها محالا و أما قوله الموزون صحائف الأعمال أو صور مخلوقة علی حسب مقادیر الأعمال فنقول إن المكلف یوم القیامة إما

ص: 245

أن یكون مقرا بأن اللّٰه تعالی عادل حكیم أو لا یكون مقرا بذلك فإن كان مقرا بذلك فحینئذ كفاه حكم اللّٰه تعالی بمقادیر الثواب و العقاب فی علمه بأنه عدل و صواب و إن لم یكن مقرا بذلك لم یعرف من رجحان كفة الحسنات علی كفة السیئات أو بالعكس حصول الرجحان لاحتمال أنه تعالی أظهر ذلك الرجحان لا علی سبیل العدل و الإنصاف فثبت أن هذا الوزن لا فائدة فیه البتة. و أجاب الأولون و قالوا إن جمیع المكلفین یعلمون یوم القیامة أنه تعالی منزه عن الظلم و الجور و الفائدة فی وضع ذلك المیزان أن یظهر ذلك الرجحان لأهل القیامة فإن كان ظهور الرجحان فی طرف الحسنات ازداد فرحه و سروره بسبب ظهور فضله و كمال درجته لأهل القیامة و إن كان بالضد فیزداد غمه و حزنه و حرقته و فضیحته فی یوم القیامة.

ثم اختلفوا فی كیفیة ذلك الرجحان فبعضهم قال یظهر هناك نور فی رجحان الحسنات و ظلمة فی رجحان السیئات و آخرون قالوا بل یظهر رجحان فی الكفة.

ثم الأظهر إثبات موازین فی یوم القیامة لا میزان واحد و الدلیل علیه قوله تعالی وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ و قال فی هذه الآیة فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ و علی هذا فلا یبعد أن یكون لأفعال القلوب میزان و لأفعال الجوارح المیزان و لما یتعلق بالقول میزان آخر.

قال الزجاج إنما جمع اللّٰه الموازین هاهنا لوجهین الأول أن العرب قد یوقع لفظ الجمع علی الواحد فیقولون خرج فلان إلی مكة بالبغال و الثانی أن المراد بالموازین هاهنا جمع موزون و المراد الأعمال الموزونة و لقائل أن یقول هذان الوجهان یوجبان العدول عن ظاهر اللفظ و ذلك إنما یصار إلیه عند تعذر حمل الكلام علی ظاهره و لا مانع هاهنا منه فوجب إجراء اللفظ علی حقیقته فكما لم یمتنع إثبات میزان له لسان و كفتان فكذلك لا یمتنع إثبات موازین بهذه الصفة فما الموجب لتركه و المصیر إلی التأویل.

و قال فی قوله عز و جل فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً فیه وجوه الأول

ص: 246

أنا نزدری بهم و لیس لهم عندنا وزن و مقدار الثانی لا نقیم لهم میزانا لأن المیزان إنما یوضع لأهل الحسنات و السیئات من الموحدین لیمیز مقدار الطاعات و مقدار السیئات الثالث قال القاضی إن من غلب معاصیه صار ما فعله من الطاعة كأن لم یكن فلا یدخل فی الوزن شی ء من طاعته و هذا التفسیر بناء علی قوله بالإحباط و التكفیر.

و قال فی قوله سبحانه وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ وصفها اللّٰه بذلك لأن المیزان قد یكون مستقیما و قد یكون بخلافه فبین أن تلك الموازین تجری علی حد العدل و القسط و أكد بقوله فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً قال الفراء القسط من صفة الموازین كقولك للقوم أنتم عدل و قال الزجاج و نضع الموازین ذوات القسط و قوله لِیَوْمِ الْقِیامَةِ قال الفراء فی یوم القیامة و قیل لأهل یوم القیامة ثم قال قال أئمة السلف إنه سبحانه یضع الموازین الحقیقیة و یزن بها الأعمال عن الحسن و هو میزان لها كفتان و لسان و هو بید جبرئیل علیه السلام.

وَ رُوِیَ أَنَّ دَاوُدَ علیه السلام سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُرِیَهُ الْمِیزَانَ فَلَمَّا رَأَی غُشِیَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ یَا إِلَهِی مَنِ الَّذِینَ یَقْدِرُ أَنْ یَزِنَ بِمِلْ ءِ كِفَّتِهِ حَسَنَاتٍ فَقَالَ یَا دَاوُدُ إِنِّی إِذَا رَضِیتُ عَنْ عَبْدٍ مَلَأْتُهَا بِتَمْرَةٍ.

ثم قال علی هذا القول فی كیفیة وزن الأعمال طریقان أحدهما أن توزن صحائف الأعمال و الثانی أن یجعل فی كفة الحسنات جواهر بیض مشرقة و فی كفة السیئات جواهر سود مظلمة ثم قال و الدلیل علی وجود الموازین الحقیقیة أن العدول عن الحقیقة إلی المجاز من غیر ضرورة غیر جائز لا سیما و قد جاءت الأحادیث الكثیرة بالأسانید الصحیحة و إنما جمع الموازین لكثرة من یوزن أعمالهم و هذا تفخیم و یجوز أن یرجع إلی الوزنات و أما قوله تعالی وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ فالمعنی أنه لا ننقص من إحسان محسن و لا نزداد فی إساءة مسی ء.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله عز و جل فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ أی رجحت حسناته و كثرت خیراته فَهُوَ فِی عِیشَةٍ راضِیَةٍ أی معیشة ذات رضی یرضاها صاحبها وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ أی خفت حسناته و قلت طاعاته فَأُمُّهُ هاوِیَةٌ أی فمأواه

ص: 247

جهنم و مسكنه النار و إنما سماها أمه لأنه یأوی إلیها كما یأوی الولد إلی أمه و قیل إنما قال فأمه لأن العاصی یهوی علی أم رأسه فی النار وَ ما أَدْراكَ ما هِیَهْ هذا تفخیم و تعظیم لأمرها و الهاء للوقف ثم فسرها فقال نارٌ حامِیَةٌ أی هی نار حارّة شدیدة الحرارة.

«1»-م، تفسیر الإمام علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَقْوَاماً یَمْتَلِئُ مِنْ جِهَةِ السَّیِّئَاتِ مَوَازِینُهُمْ فَیُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ السَّیِّئَاتُ فَأَیْنَ الْحَسَنَاتُ وَ إِلَّا فَقَدْ عَصَیْتُمْ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا مَا نَعْرِفُ لَنَا حَسَنَاتٍ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَئِنْ لَمْ تَعْرِفُوا لِأَنْفُسِكُمْ عِبَادِی حَسَنَاتٍ فَإِنِّی أَعْرِفُهَا لَكُمْ وَ أُوَفِّرُهَا عَلَیْكُمْ ثُمَّ یَأْتِی بِصَحِیفَةٍ صَغِیرَةٍ یَطْرَحُهَا فِی كِفَّةِ حَسَنَاتِهِمْ فَتَرْجَحُ بِسَیِّئَاتِهِمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَیُقَالُ لِأَحَدِهِمْ خُذْ بِیَدِ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ وَ إِخْوَانِكَ وَ أَخَوَاتِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ قَرَابَاتِكَ وَ أَخْدَامِكَ وَ مَعَارِفِكَ فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ فَیَقُولُ أَهْلُ الْمَحْشَرِ یَا رَبِّ أَمَّا الذُّنُوبُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا ذَا كَانَتْ حَسَنَاتُهُمْ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عِبَادِی مَشَی أَحَدُهُمْ بِبَقِیَّةِ دَیْنٍ لِأَخِیهِ إِلَی أَخِیهِ فَقَالَ خُذْهَا فَإِنِّی أُحِبُّكَ بِحُبِّكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ قَدْ تَرَكْتُهَا لَكَ بِحُبِّكَ عَلِیّاً وَ لَكَ مِنْ مَالِی مَا شِئْتَ فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ لَهُمَا فَحَطَّ بِهِ خَطَایَاهُمَا وَ جَعَلَ ذَلِكَ فِی حَشْوِ صَحِیفَتِهِمَا وَ مَوَازِینِهِمَا وَ أَوْجَبَ لَهُمَا وَ لِوَالِدَیْهِمَا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ یَا بُرَیْدَةُ یَدْخُلُ النَّارَ بِبُغْضِ عَلِیٍّ أَكْثَرُ مِنْ حَصَی الْخَذْفِ (1) الَّذِی یُرْمَی عِنْدَ الْجَمَرَاتِ فَإِیَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.

«2»-أَقُولُ رَوَی الصَّدُوقُ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُبِّی وَ حُبُّ أَهْلِ بَیْتِی نَافِعٌ فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ أَهْوَالُهُنَّ عَظِیمَةٌ عِنْدَ الْوَفَاةِ وَ فِی الْقَبْرِ وَ عِنْدَ النُّشُورِ وَ عِنْدَ الْكِتَابِ وَ عِنْدَ الْحِسَابِ وَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ.

«3»-ج، الإحتجاج رَوَی هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ الزِّنْدِیقُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ وَ لَیْسَ تُوزَنُ الْأَعْمَالُ قَالَ لَا إِنَّ الْأَعْمَالَ لَیْسَتْ بِأَجْسَامٍ وَ إِنَّمَا هِیَ صِفَةُ مَا عَمِلُوا وَ إِنَّمَا یَحْتَاجُ إِلَی وَزْنِ الشَّیْ ءِ مَنْ جَهِلَ عَدَدَ الْأَشْیَاءِ وَ لَا یَعْرِفُ ثِقْلَهَا وَ خِفَّتَهَا وَ إِنَّ اللَّهَ

ص: 248


1- الخذف بالحصی هو الرمی بها. و حصی الخذف هو الحصی الذی یرمی به.

لَا یَخْفَی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ قَالَ فَمَا مَعْنَی الْمِیزَانِ قَالَ الْعَدْلُ قَالَ فَمَا مَعْنَاهُ فِی كِتَابِهِ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ قَالَ فَمَنْ رَجَحَ عَمَلُهُ (1) الْخَبَرَ.

«4»-فس، تفسیر القمی وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ قَالَ الْمُجَازَاةُ وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنا بِها أَیْ جَازَیْنَا بِهَا.

وَ هِیَ مَمْدُودَةً آتَیْنَا بِهَا بیان قال البیضاوی أتینا بها أی أحضرناها و قرئ آتَیْنَا بِهَا بمعنی جازینا بها من الإیتاء فإنه قریب من أعطینا أو من المواتاة فإنهم آتوه بالأعمال و آتاهم بالجزاء.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه و قرأ آتَیْنَا بِهَا بالمد ابن عباس و جعفر بن محمد و مجاهد و سعید بن جبیر و العلاء بن سیابة و الباقون أَتَیْنا بالقصر

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ مَعْنَاهُ جَازَیْنَا بِهَا

«5»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ وَ تُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ الْمِیزَانِ وَ الصِّرَاطِ الْخَبَرَ.

«6»-مع، معانی الأخبار الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعِجْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِیِّ (2) عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً قَالَ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام.

-كا، الكافی العدة عن أحمد بن محمد عن إبراهیم الهمدانی رفعه إلی أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله.

«7»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُوضَعُ فِی مِیزَانِ امْرِئٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ.

ص: 249


1- هی من الروایات التی تعطی اصولا كلیة فی فهم ما ورد عنهم من التفاصیل فی أبواب مختلفة من المبدأ و المعاد.
2- بالعین المفتوحة، ثمّ الراء المهملة الساكنة، ثمّ الزای المعجمة المفتوحة نسبة إلی جبانة عرزم بالكوفة، أو إلی عرزم علم رجل من قبیلة فزارة.

«8»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِیمَا كَانَ یَعِظُ بِهِ قَالَ ثُمَّ رَجَعَ الْقَوْلُ مِنَ اللَّهِ فِی الْكِتَابِ عَلَی أَهْلِ الْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَیَقُولُنَّ یا وَیْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ فَإِنْ قُلْتُمْ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا عَنَی بِهَذَا أَهْلَ الشِّرْكِ فَكَیْفَ ذَلِكَ وَ هُوَ یَقُولُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنا بِها وَ كَفی بِنا حاسِبِینَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ لَا تُنْصَبُ لَهُمُ الْمَوَازِینُ وَ لَا تُنْشَرُ لَهُمُ الدَّوَاوِینُ وَ إِنَّمَا یُحْشَرُونَ إِلَی جَهَنَّمَ زُمَراً وَ إِنَّمَا نَصْبُ الْمَوَازِینِ وَ نَشْرُ الدَّوَاوِینِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ الْخَبَرَ.

«9»-ید، التوحید بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی مَعْمَرٍ السَّعْدَانِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی حَدِیثِ مَنْ سَأَلَ عَنِ الْآیَاتِ الَّتِی زَعَمَ أَنَّهَا مُتَنَاقِضَةٌ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً فَهُوَ مِیزَانُ الْعَدْلِ یُؤْخَذُ بِهِ الْخَلَائِقُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَدِینُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالْمَوَازِینِ وَ فِی غَیْرِ هَذَا الْحَدِیثِ الْمَوَازِینُ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصَّةٌ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَأُولئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِی أَوْ قَالَ مَوَدَّتِی لِمَنْ یُرَاقِبُنِی وَ یَتَحَابُّ بِحَلَالِی إِنَّ وُجُوهَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ نُورٍ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ خُضْرٌ قِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَوْمٌ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ وَ لَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِحَلَالِ اللَّهِ وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَنَا بِرَحْمَتِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ وَ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَإِنَّمَا یَعْنِی الْحِسَابَ تُوزَنُ الْحَسَنَاتُ وَ السَّیِّئَاتُ فَالْحَسَنَاتُ ثِقْلُ الْمِیزَانِ وَ السَّیِّئَاتُ خِفَّةُ الْمِیزَانِ (1).

ص: 250


1- الروایة غریبة فی بابها، و هذه الجملة ربما استلزمت معانی اخری تظهر لمن تدبر، غیر أنّها من الآحاد الغریبة.

«10»-عد، العقائد اعتقادنا فی الحساب و المیزان أنهما حق (1) منه ما یتولاه اللّٰه عز و جل و منه ما یتولاه حججه فحساب الأنبیاء و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم یتولاه اللّٰه عز و جل و یتولی كل نبی حساب أوصیائه و یتولی الأوصیاء حساب الأمم و اللّٰه تبارك و تعالی هو الشهید علی الأنبیاء و الرسل و هم الشهداء علی الأوصیاء و الأئمة شهداء علی الناس و ذلك قول اللّٰه عز و جل لِیَكُونَ الرَّسُولُ شَهِیداً عَلَیْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ و قوله عز و جل فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً و قال عز و جل أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ و الشاهد أمیر المؤمنین علیه السلام و قوله تعالی إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ

وَ سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً قَالَ الْمَوَازِینُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ-.

و من الخلق من یدخل الجنة بغیر حساب فأما السؤال فهو واقع علی جمیع الخلق لقول اللّٰه تعالی فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ یعنی عن الدین و أما غیر الدین فلا یسأل إلا من یحاسب قال اللّٰه عز و جل فَیَوْمَئِذٍ لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ یعنی من شیعة النبی و الأئمة علیهم السلام دون غیرهم كما ورد فی التفسیر و كل محاسب معذب و لو بطول الوقوف و لا ینجو من النار و لا یدخل الجنة أحد (2) إلا برحمة اللّٰه تعالی و اللّٰه یخاطب عباده من الأولین و الآخرین بحساب عملهم (3) مخاطبة واحدة یسمع منها كل واحد قضیته دون غیرها و یظن أنه مخاطب دون غیره لا یشغله عز و جل مخاطبة عن مخاطبة و یفرغ من حساب الأولین و الآخرین فی مقدار ساعة (4) من ساعات الدنیا و یخرج اللّٰه عز و جل لكل إنسان كِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً ینطق علیه بجمیع أعماله لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها فیجعله اللّٰه حاسب نفسه و الحاكم علیها بأن یقال له اقْرَأْ كِتابَكَ كَفی بِنَفْسِكَ الْیَوْمَ عَلَیْكَ حَسِیباً و یختم اللّٰه تبارك و تعالی علی قوم أفواههم و تشهد أیدیهم و أرجلهم و جمیع جوارحهم بما

ص: 251


1- فی المصدر: اعتقادنا فی الحساب انه حق. م.
2- فی المصدر: و لا یدخل الجنة أحد بعمله الا اه. م.
3- فی المصدر: بمجمل حساب عملهم اه. م.
4- فی المصدر: مقدار نصف ساعة اه. م.

كانوا یكتمون وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ كَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ أقول قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه الحساب هو المقابلة بین الأعمال و الجزاء علیها و المواقفة للعبد علی ما فرط منه و التوبیخ علی سیئاته و الحمد علی حسناته و معاملته فی ذلك باستحقاقه و لیس هو كما ذهبت العامة إلیه من مقابلة الحسنات بالسیئات و الموازنة بینهما علی حسب استحقاق الثواب و العقاب علیهما إذ كان التحابط بین الأعمال غیر صحیح و مذهب المعتزلة فیه باطل غیر ثابت و ما یعتمد الحشویة فی معناه غیر معقول و الموازین هی التعدیل بین الأعمال و الجزاء علیها و وضع كل جزاء فی موضعه و إیصال كل ذی حق إلی حقه فلیس الأمر فی معنی ذلك علی ما ذهب إلیه أهل الحشو من أن فی القیامة موازین كموازین الدنیا لكل میزان كفتان توضع الأعمال فیها إذ الأعمال أعراض و الأعراض لا یصح وزنها و إنما توصف بالثقل و الخفة علی وجه المجاز و المراد بذلك أن ما ثقل منها هو ما كثر و استحق علیه عظیم الثواب و ما خف منها ما قل قدره و لم یستحق علیه جزیل الثواب و الخبر الوارد أن أمیر المؤمنین و الأئمة من ذریته علیه السلام هم الموازین فالمراد أنهم المعدّلون بین الأعمال فیما یستحق علیها و الحاكمون فیها بالواجب و العدل و یقال فلان عندی فی میزان فلان و یراد به نظیره و یقال كلام فلان عندی أوزن من كلام فلان و المراد به أن كلامه أعظم و أفضل قدرا و الذی ذكره اللّٰه تعالی فی الحساب و الخوف منه إنما هو المواقفة علی الأعمال لأن من وقف علی أعماله لم یتخلص من تبعاتها و من عفا اللّٰه تعالی عنه فی ذلك فاز بالنجاة و من ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ بكثرة استحقاقه الثواب فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ بقلة أعمال الطاعات فَأُولئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ و القرآن إنما أنزل بلغة العرب و حقیقة كلامها و مجازه و لم ینزل علی ألفاظ العامة و ما سبق إلی قلوبها من الأباطیل.انتهی كلامه قدس سره.

أقول: قد سبق الكلام منا فی الإحباط و أما إنكار المیزان بهذه الوجوه فلیس

ص: 252

بمرضی لما عرفت من وجوه التوجیه فیه نعم قد سبق بعض الأخبار الدالة علی أن لیس المراد المیزان الحقیقی فبتلك العلة یمكن القول بذلك و إن أمكن تأویل بعض الأخبار بأن الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام هم الحاضرون عند المیزان الحاكمون علیها لكن بعض الأخبار لا یمكن تأویلها إلا بتكلف تام فنحن نؤمن بالمیزان و نرد علمه إلی حملة القرآن و لا نتكلف علم ما لم یوضح لنا بصریح البیان و اللّٰه الموفق و علیه التكلان.

باب 11 محاسبة العباد و حكمه تعالی فی مظالمهم و ما یسألهم عنه و فیه حشر الوحوش

الآیات؛

البقرة: «أُولئِكَ لَهُمْ نَصِیبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ سَرِیعُ الْحِسابِ»(202) (و قال سبحانه): «وَ اتَّقُوا یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّی كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ»(281) (و قال تعالی): «وَ إِنْ تُبْدُوا ما فِی أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ یُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ»(284)

آل عمران: «وَ مَنْ یَكْفُرْ بِآیاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ»(19)

الأنعام: «وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ إِلی رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ»(38) (و قال عز و جل): «وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ»(62)

الرعد: «أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ»(18) (و قال تعالی): «وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ»(21)

الأنبیاء: «اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَ هُمْ فِی غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ»(2)

النور: «وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِیعَةٍ یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّی إِذا جاءَهُ لَمْ یَجِدْهُ شَیْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَ اللَّهُ سَرِیعُ الْحِسابِ»(39)

التنزیل: «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ فِیما كانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ»(25)

الطلاق: «وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً

ص: 253

شَدِیداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً* فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً* أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِیداً»(8-10)

كورت: «وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ»(5)

الإنشقاق: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ* فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً»(7-8)

الغاشیة: «إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ»(25-26)

التكاثر: «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ»(8)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه: أُولئِكَ لَهُمْ نَصِیبٌ مِمَّا كَسَبُوا أی حظ من كسبهم باستحقاقهم الثواب علیه وَ اللَّهُ سَرِیعُ الْحِسابِ ذكر فیه وجوه أحدها أن معناه سریع المجازاة للعباد علی أعمالهم و أن وقت الجزاء قریب یجری مجری قوله سبحانه وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ و عبر عن الجزاء بالحساب لأن الجزاء كفاء العمل و بمقداره فهو حساب له یقال أحسبنی الشی ء كفانی.

و ثانیها أن یكون المراد به أنه یحاسب أهل الموقف فی أوقات یسیرة لا یشغله حساب أحد عن حساب غیره كما لا یشغله شأن عن شأن و ورد فی الخبر أن اللّٰه سبحانه یحاسب الخلائق كلهم فی مقدار لمح البصر و روی بقدر حلب شاه

و روی عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه قال معناه أنه یحاسب الخلق دفعة كما یرزقهم دفعة.

و ثالثها أن معناه أنه سبحانه سریع القبول لدعاء هؤلاء و الإجابة لهم من غیر احتباس فیه و بحث عن المقدار الذی یستحقه كل داع و یقرب منه ما روی عن ابن عباس أنه قال یرید أنه لا حساب علی هؤلاء إنما یعطون كتبهم بأیمانهم فیقال لهم هذه سیئاتكم قد تجاوزت بها عنكم و هذه حسناتكم قد ضاعفتها لكم.

و فی قوله تعالی وَ إِنْ تُبْدُوا أی تظهروا ما فِی أَنْفُسِكُمْ و تعلنوه من الطاعة و المعصیة أَوْ تُخْفُوهُ أی تكتموه یُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ أی یعلم اللّٰه ذلك و یجازیكم علیه و قیل معناه إن تظهروا الشهادة أو تكتموها فإن اللّٰه یعلم ذلك و یجازیكم به عن ابن عباس و جماعة و قیل إنها عامة فی الأحكام التی تقدم ذكرها فی السورة خوفهم

ص: 254

اللّٰه تعالی من العمل بخلافها و قال قوم إن هذه الآیة منسوخة بقوله لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها و رووا فی ذلك خبرا ضعیفا و هذا لا یصح لأن تكلیف ما لیس فی الوسع غیر جائز فكیف ینسخ و إنما المراد بالآیة ما یتناوله الأمر و النهی من الاعتقادات و الإرادات و غیر ذلك مما هو مستور عنا و أما ما لا یدخل فی التكلیف من الوساوس و الهواجس مما لا یمكن التحفظ عنه من الخواطر فهو خارج عنه لدلالة العقل و لقوله صلی اللّٰه علیه و آله و تجوز لهذه الأمة عن نسیانها و ما حدثت به أنفسها فعلی هذا یجوز أن تكون الآیة الثانیة بینت الأولی و أزالت توهم من صرف ذلك إلی غیر وجهه و ظن أن ما یخطر بالبال و تتحدث به النفس مما لا یتعلق به التكلیف فإن اللّٰه یؤاخذه به و الأمر بخلاف ذلك و قوله فَیَغْفِرُ لِمَنْ یَشاءُ منهم رحمة و تفضلا وَ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ منهم ممن استحق العقاب عدلا (1)وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ من المغفرة و العذاب عن ابن عباس و لفظ الآیة عام فی جمیع الأشیاء و القول فیما یخطر بالبال من المعاصی أن اللّٰه سبحانه لا یؤاخذ به و إنما یؤاخذ بما یعزم الإنسان و یعقد قلبه علیه مع إمكان التحفظ عنه فیصیر من أفعال القلب فیجازیه كما یجازیه علی أفعال الجوارح و إنما یجازیه جزاء العزم لا جزاء عین تلك المعصیة (2)لأنه لم یباشرها و هذا بخلاف العزم علی الطاعة فإنه یجازی علی عزمه ذلك جزاء تلك الطاعة كما جاء فی الأخبار أن المنتظر للصلاة فی الصلاة ما دام ینتظرها و هذا من لطائف نعم اللّٰه علی عباده.

و فی قوله عز و جل وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ أی ما من حیوان یمشی علی وجه الأرض وَ لا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ جمع بهذین اللفظین جمیع الحیوانات و إنما قال یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ للتأكید و رفع اللبس لأن القائل قد یقول طر فی حاجتی أی أسرع فیها إِلَّا أُمَمٌ أی أصناف مصنفة تعرف بأسمائها یشتمل كل صنف علی العدد الكثیر أَمْثالُكُمْ قیل إنه یرید أشباهكم فی إبداع اللّٰه إیاها و خلقه لها و دلالتها علی أن لها صانعا و قیل إنما مثلت الأمم من غیر الناس بالناس فی الحاجة إلی مدبر یدبرهم فی أغذیتهم

ص: 255


1- فی التفسیر المطبوع: ممن یستحق العقاب عقلا.
2- فیه نظر و تأمل و قد فصل الكلام فی ذلك فی محله.

و أكلهم و لباسهم و نومهم و یقظتهم و هدایتهم إلی مراشدهم إلی ما لا یحصی كثرة من أحوالهم و مصالحهم و أنهم یموتون و یحشرون و بین بهذا أنه لا یجوز للعباد أن یتعدوا فی ظلم شی ء منها فإن اللّٰه خالقها و المنتصف لها ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ أی ما تركنا و قیل ما قصرنا و الكتاب القرآن لأن فیه جمیع ما یحتاج إلیه من أمور الدین و الدنیا إما مجملا و إما مفصلا و المجمل قد بینه علی لسان نبیه صلی اللّٰه علیه و آله و أمر باتباعه فی قوله ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ الآیة و قیل المراد به اللوح و قیل المراد به الأجل أی ما تركنا شیئا إلا و قد أوجبنا له أجلا ثم یحشرون جمیعا ثُمَّ إِلی رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ أی یحشرون إلی اللّٰه بعد موتهم یوم القیامة كما یحشر العباد فیعوض اللّٰه تعالی ما یستحق العوض منها و ینتصف لبعضها من بعض و فیما رووه عن أبی هریرة أنه قال یحشر اللّٰه الخلق یوم القیامة البهائم و الدواب و الطیر و كل شی ء فیبلغ من عدل اللّٰه یومئذ أن یأخذ للجماء من القرناء ثم یقول كونی ترابا فلذلك یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً

وَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ: بَیْنَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذِ انْتَطَحَتْ عَنْزَانِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَدْرُونَ فِیمَا انْتَطَحَا فَقَالُوا لَا نَدْرِی قَالَ لَكِنِ اللَّهُ یَدْرِی وَ سَیَقْضِی بَیْنَهُمَا.

و علی هذا فإنما جعلت أمثالنا فی الحشر و القصاص و یؤیده قوله تعالی وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ و استدلت جماعة من أهل التناسخ بهذه الآیة علی أن البهائم و الطیور مكلّفة لقوله أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ و هذا باطل لأنا قد بینا أنها من أی جهة تكون أمثالنا و لو وجب حمل ذلك علی العموم لوجب أن تكون أمثالنا فی كونها علی مثل صورنا و هیئاتنا و خلقنا و أخلاقنا فكیف یصح تكلیف البهائم و هی غیر عاقلة و التكلیف لا یصح إلا مع كمال العقل.

أقول: قد أورد الرازی فی ذلك فصلا مشبعا لا یهم إیراده و قد مر تفسیر سوء الحساب فی باب أحوال المجرمین و سیأتی فی الأخبار و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله عز و جل اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ اقترب افتعل من القرب و المعنی اقترب للناس وقت حسابهم یعنی القیامة أی وقت محاسبة اللّٰه إیاهم و مساءلتهم عن نعمه هل قابلوها

ص: 256

بالشكر و عن أوامره هل امتثلوها و عن نواهیه هل اجتنبوها و إنما وصف بالقرب لأن كل ما هو آت قریب وَ هُمْ فِی غَفْلَةٍ من دنوها و كونها مُعْرِضُونَ عن التفكر فیها و التأهب لها و قیل عن الإیمان بها. و قال البیضاوی فی قوله تعالی أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِیعَةٍ أی أعمالهم التی یحسبونها صالحة نافعة عند اللّٰه یجدونها لاغیة مخیبة فی العاقبة كسراب و هو ما یری فی الفلاة من لمعان الشمس علیها وقت الظهیرة فیظن أنه ماء یسرب أی یجری و القیعة بمعنی القاع و هو الأرض المستویة و قیل جمعه كجار و جیرة یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً أی العطشان و تخصیصه لتشبیه الكافر به فی شدة الخیبة عند مسیس الحاجة حَتَّی إِذا جاءَهُ جاء ما توهمه ماء أو جاء موضعه لَمْ یَجِدْهُ شَیْئاً مما ظنه وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ عقابه أو زبانیته أو وجده محاسبا إیاه فَوَفَّاهُ حِسابَهُ استعواضا أو مجازاة وَ اللَّهُ سَرِیعُ الْحِسابِ لا یشغله حساب عن حساب.

و فی قوله تعالی وَ كَأَیِّنْ مِنْ قَرْیَةٍ أهل قریة عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ أعرضت عنه إعراض العاتی المعاند فَحاسَبْناها حِساباً شَدِیداً باستقصاء و المناقشة وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً منكرا و المراد حساب الآخرة و عذابها و التعبیر بلفظ الماضی للتحقیق فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها عقوبة كفرها و معاصیها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً لا ربح فیه أصلا و فی قوله تعالی إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ أی رجوعهم.

و قال الطبرسی فی قوله تعالی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قال مقاتل یعنی كفار مكة كانوا فی الدنیا فی الخیر و النعمة فیسألون یوم القیامة عن شكر ما كانوا فیه إذ لم یشكروا رب النعیم حیث عبدوا غیره و أشركوا به ثم یعذبون علی ترك الشكر و هذا قول الحسن قال لا یسأل عن النعیم إلا أهل النار و قال الأكثرون إن المعنی ثم لتسألن یا معاشر المكلفین عن النعیم قال قتادة إن اللّٰه سائل كل ذی نعمة عما أنعم علیه و قیل عن النعیم فی المأكل و المشرب و غیرهما من الملاذ عن سعید بن جبیر و قیل النعیم الصحة و الفراغ عن عكرمة و قیل هو الأمن و الصحة عن ابن مسعود و مجاهد و روی ذلك عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیه السلام و قیل یسأل عن كل نعیم

ص: 257

إلا ما خصه الحدیث

وَ هُوَ قَوْلُهُ علیه السلام ثَلَاثَةٌ لَا یُسْأَلُ عَنْهَا الْعَبْدُ خِرْقَةٌ یُوَارِی بِهَا عَوْرَتَهُ أَوْ كِسْرَةٌ یَسُدُّ بِهَا جَوْعَتَهُ أَوْ بَیْتٌ یَكُنُّهُ مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ.

-وَ رُوِیَ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ أَضَافَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَجَدُوا عِنْدَهُ تَمْراً وَ مَاءً بَارِداً فَأَكَلُوا فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ هَذَا مِنَ النَّعِیمِ الَّذِی تُسْأَلُونَ عَنْهُ.

-وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: سَأَلَ أَبُو حَنِیفَةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ لَهُ مَا النَّعِیمُ عِنْدَكَ یَا نُعْمَانُ قَالَ الْقُوتُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الْمَاءُ الْبَارِدُ فَقَالَ لَئِنْ أَوْقَفَكَ اللَّهُ بَیْنَ یَدَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَسْأَلَكَ عَنْ كُلِّ أَكْلَةٍ أَكَلْتَهَا أَوْ شَرْبَةٍ شَرِبْتَهَا لَیَطُولَنَّ وُقُوفُكَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ فَمَا النَّعِیمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ النَّعِیمُ الَّذِی أَنْعَمَ اللَّهُ بِنَا عَلَی الْعِبَادِ وَ بِنَا ائْتَلَفُوا بَعْدَ مَا كَانُوا مُخْتَلِفِینَ وَ بِنَا أَلَّفَ اللَّهُ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ فَجَعَلَهُمْ إِخْوَاناً بَعْدَ أَنْ كَانُوا أَعْدَاءً وَ بِنَا هَدَاهُمُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ وَ هُوَ النِّعْمَةُ الَّتِی لَا تَنْقَطِعُ وَ اللَّهُ سَائِلُهُمْ عَنْ حَقِّ النَّعِیمِ الَّذِی أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِمْ وَ هُوَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِتْرَتُهُ علیهم السلام

«1»- ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِیُّ الْبَرْدَعِیُّ (1)عَنْ رُقَیَّةَ بِنْتِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَا أَفْنَاهُ وَ شَبَابِهِ فِیمَا أَبْلَاه وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَیْنَ كَسَبَهُ وَ فِیمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

بیان: العمر لا یستلزم القوة و الشباب و كل منهما نعمة یسأل عن كل منهما و مع الاستلزام أیضا تكفی المغایرة للسؤال عن كل منهما.

«2»-لی، الأمالی للصدوق فِی خَبَرِ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْقَوْلُ مِنَ اللَّهِ فِی الْكِتَابِ عَلَی أَهْلِ الْمَعَاصِی وَ الذُّنُوبِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَیَقُولُنَّ یا وَیْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ فَإِنْ قُلْتُمْ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا عَنَی بِهَذَا أَهْلَ الشِّرْكِ فَكَیْفَ ذَلِكَ وَ هُوَ یَقُولُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنا بِها وَ كَفی

ص: 258


1- بفتح الباء و سكون الراء و فتح الدال نسبة الی بردعة: بلدة من أقصی بلاد اذربیجان.

بِنا حاسِبِینَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ لَا تُنْصَبُ لَهُمُ الْمَوَازِینُ وَ لَا تُنْشَرُ لَهُمُ الدَّوَاوِینُ وَ إِنَّمَا تُنْشَرُ الدَّوَاوِینُ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ الْخَبَرَ.

«3»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ بَیْنِ یَدَیِ اللَّهِ حَتَّی یَسْأَلَهُ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ عُمُرِكَ فِیمَا أَفْنَیْتَهُ وَ جَسَدِكَ فِیمَا أَبْلَیْتَهُ وَ مَالِكَ مِنْ أَیْنَ كَسَبْتَهُ وَ أَیْنَ وَضَعْتَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ وَ مَا عَلَامَةُ حُبِّكُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَحَبَّةُ هَذَا وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.

«4»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ إِسْحَاقَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُقِفَ عَبْدَانِ مُؤْمِنَانِ لِلْحِسَابِ كِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقِیرٌ فِی الدُّنْیَا وَ غَنِیٌّ فِی الدُّنْیَا فَیَقُولُ الْفَقِیرُ یَا رَبِّ عَلَی مَا أُوقَفُ فَوَ عِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ لَمْ تُوَلِّنِی وِلَایَةً فَأَعْدِلَ فِیهَا أَوْ أَجُورَ وَ لَمْ تَرْزُقْنِی مَالًا فَأُؤَدِّیَ مِنْهُ حَقّاً أَوْ أَمْنَعَ وَ لَا كَانَ رِزْقِی یَأْتِینِی مِنْهَا إِلَّا كَفَافاً عَلَی مَا عَلِمْتَ وَ قَدَّرْتَ لِی فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ صَدَقَ عَبْدِی خَلُّوا عَنْهُ یَدْخُلِ الْجَنَّةَ وَ یُبْقَی الْآخَرُ حَتَّی یَسِیلَ مِنْهُ مِنَ الْعَرَقِ مَا لَوْ شَرِبَهُ أَرْبَعُونَ بَعِیراً لَكَفَاهَا ثُمَّ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَیَقُولُ لَهُ الْفَقِیرُ مَا حَبَسَكَ فَیَقُولُ طُولُ الْحِسَابِ مَا زَالَ الشَّیْ ءُ یَجِیئُنِی بَعْدَ الشَّیْ ءِ یُغْفَرُ لِی ثُمَّ أُسْأَلُ عَنْ شَیْ ءٍ آخَرَ حَتَّی تَغَمَّدَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَ أَلْحَقَنِی بِالتَّائِبِینَ فَمَنْ أَنْتَ فَیَقُولُ أَنَا الْفَقِیرُ الَّذِی كُنْتُ مَعَكَ آنِفاً فَیَقُولُ لَقَدْ غَیَّرَكَ النَّعِیمُ بَعْدِی.

«5»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عُمَرَ (1)بْنِ إِبْرَاهِیمَ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ (2)عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ لِی حَاجَةً

ص: 259


1- فی نسخة: عمرو بن إبراهیم، قال الأردبیلیّ فی جامع الروات «ج 2 ص 180»: سهل بن زیاد و محمّد بن عیسی عن عمرو بن إبراهیم فی باب صلاة الاستخارة، أی من التهذیب راجعه.
2- لعله بضم الحاء و سكون الجیم.

فَقَالَ تَلْقَانِی بِمَكَّةَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ لِی حَاجَةً فَقَالَ تَلْقَانِی بِمِنًی فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ لِی حَاجَةً فَقَالَ هَاتِ حَاجَتَكَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أَذْنَبْتُ ذَنْباً بَیْنِی وَ بَیْنَ اللَّهِ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ أَحَدٌ فَعَظُمَ عَلَیَّ وَ أُجِلُّكَ أَنْ أَسْتَقْبِلَكَ بِهِ فَقَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ حَاسَبَ اللَّهُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ أَوْقَفَهُ عَلَی ذُنُوبِهِ ذَنْباً ذَنْباً ثُمَّ غَفَرَهَا لَهُ لَا یُطْلِعُ عَلَی ذَلِكَ مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا قَالَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ أَخْبَرَنِی عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ أَنَّهُ قَالَ وَ یَسْتُرُ عَلَیْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ مَا یَكْرَهُ أَنْ یُوقِفَهُ عَلَیْهَا قَالَ وَ یَقُولُ لِسَیِّئَاتِهِ كُونِی حَسَنَاتٍ قَالَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً.

«6»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ فَأَمَّا الْحُسْنَی فَالْجَنَّةُ وَ أَمَّا الزِّیَادَةُ فَالدُّنْیَا مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا لَمْ یُحَاسِبْهُمْ بِهِ فِی الْآخِرَةِ وَ یَجْمَعُ لَهُمْ ثَوَابَ الدُّنْیَا (1)وَ الْآخِرَةِ وَ یُثِیبُهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَقُولُ اللَّهُ وَ لا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ

«7»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحَاسِبُ كُلَّ خَلْقٍ إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهُ لَا یُحَاسَبُ وَ یُؤْمَرُ (2)بِهِ إِلَی النَّارِ.

-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عنه علیه السلام مثله.

«8»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

«9»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی فِی كِتَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی أَهْلِ مِصْرَ مَنْ عَمِلَ لِلَّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ كَفَاهُ الْمُهِمَّ فِیهِمَا وَ قَدْ قَالَ تَعَالَی یا عِبادِ الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما یُوَفَّی الصَّابِرُونَ

ص: 260


1- فی المصدر: و یجمع ثواب الدنیا. م.
2- فی المصدر: لا یحاسب یوم القیامة و یؤمر اه. م.

أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ فَمَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا لَمْ یُحَاسِبْهُمْ بِهِ فِی الْآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ وَ الْحُسْنَی هِیَ الْجَنَّةُ وَ الزِّیَادَةُ هِیَ الدُّنْیَا الْخَبَرَ.

«10»-نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ نَعِیمٍ مَسْئُولٌ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی.

«11»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ هِشَامٍ النَّهْشَلِیِّ (1)عَنْ عُمَرَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ (2)عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِی بُرْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَا یَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ جَسَدِهِ فِیمَا أَبْلَاهُ وَ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَا أَفْنَاهُ وَ عَنْ مَالِهِ مِمَّا اكْتَسَبَهُ وَ فِیمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

«12»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَبِی غَالِبٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّرَارِیِّ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً فَقَالَ علیه السلام یُؤْتَی بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُقَامَ بِمَوْقِفِ الْحِسَابِ فَیَكُونُ اللَّهُ تَعَالَی هُوَ الَّذِی یَتَوَلَّی حِسَابَهُ لَا یُطْلِعُ عَلَی حِسَابِهِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ فَیُعَرِّفُهُ ذُنُوبَهُ حَتَّی إِذَا أَقَرَّ بِسَیِّئَاتِهِ قَالَ

ص: 261


1- بفتح النون و سكون الهاء و فتح الشین نسبة إلی نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زید مناة بن تمیم، لقب لهشام بن یونس بن وابل التمیمی النهشلی أبی القاسم الكوفیّ اللؤلؤی، قال ابن حجر فی التقریب «ص 533»: ثقة من العاشرة مات سنة اثنین و خمسین أی بعد المائة. و قال الشیخ فی رجاله: هشام بن السری أبو ساسان التمیمی مولاهم كوفیّ جد هشام بن یونس أبو أمه انتهی. فاستفاد الوحید البهبهانی من ذلك معروفیة ابن یونس، لان الشیخ عرف ابن السری به.
2- بفتح الخاء و تشدید الراء- قیل: و بسكونها أیضا- و ضم الباء و سكون الواو و فی آخره الذال هو معروف بن خربوذ المكی مولاهم كوفیّ ثقة، أفقه الاولین، ممن اجتمعت العصابة علی تصحیح ما یصحّ عنه، و انقادوا لهم بالفقه، روی عنه العامّة أیضا، ترجمه ابن حجر فی التقریب «ص 501» فقال: معروف بن خربوذ المكی مولی آل عثمان صدوق ربما وهم، و كان أخباریا علامة من الخامسة.

اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْكَتَبَةِ بَدِّلُوهَا حَسَنَاتٍ وَ أَظْهِرُوهَا لِلنَّاسِ فَیَقُولُ النَّاسُ حِینَئِذٍ مَا كَانَ لِهَذَا الْعَبْدِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ فَهَذَا تَأْوِیلُ الْآیَةِ وَ هِیَ فِی الْمُذْنِبِینَ مِنْ شِیعَتِنَا خَاصَّةً.

«13»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ لِلَّهِ عَلَیْهِ حُجَّةٌ إِمَّا فِی ذَنْبٍ اقْتَرَفَهُ وَ إِمَّا فِی نِعْمَةٍ قَصَّرَ عَنْ شُكْرِهَا.

«14»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: یُوقَفُ الْعَبْدُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَیَقُولُ قِیسُوا بَیْنَ نِعَمِی عَلَیْهِ وَ بَیْنَ عَمَلِهِ فَتَسْتَغْرِقُ النِّعَمُ الْعَمَلَ فَیَقُولُونَ قَدِ اسْتَغْرَقَ النِّعَمُ الْعَمَلَ فَیَقُولُ هَبُوا لَهُ نِعَمِی وَ قِیسُوا بَیْنَ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ مِنْهُ فَإِنِ اسْتَوَی الْعَمَلَانِ أَذْهَبَ اللَّهُ الشَّرَّ بِالْخَیْرِ وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَ إِنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ وَ إِنْ كَانَ عَلَیْهِ فَضْلٌ وَ هُوَ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَی لَمْ یُشْرِكْ بِاللَّهِ تَعَالَی وَ اتَّقَی الشِّرْكَ بِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْمَغْفِرَةِ یَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ بِرَحْمَتِهِ إِنْ شَاءَ وَ یَتَفَضَّلُ عَلَیْهِ بِعَفْوِهِ.

«15»-عدة، عدة الداعی فِی الْخَبَرِ النَّبَوِیِّ أَنَّهُ یُفْتَحُ لِلْعَبْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ عُمُرِهِ أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ خِزَانَةً عَدَدَ سَاعَاتِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَخِزَانَةٌ یَجِدُهَا مَمْلُوءَةً نُوراً وَ سُرُوراً فَیَنَالُهُ عِنْدَ مُشَاهَدَتِهَا مِنَ الْفَرَحِ وَ السُّرُورِ مَا لَوْ وُزِّعَ عَلَی أَهْلِ النَّارِ لَأَدْهَشَهُمْ عَنِ الْإِحْسَاسِ بِأَلَمِ النَّارِ وَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی أَطَاعَ فِیهَا رَبَّهُ ثُمَّ یُفْتَحُ لَهُ خِزَانَةٌ أُخْرَی فَیَرَاهَا مُظْلِمَةً مُنْتِنَةً مُفْزِعَةً فَیَنَالُهُ عِنْدَ مُشَاهَدَتِهَا مِنَ الْفَزَعِ وَ الْجَزَعِ مَا لَوْ قُسِمَ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ لَنُغِّصَ عَلَیْهِمْ نَعِیمُهَا وَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی عَصَی فِیهَا رَبَّهُ ثُمَّ یُفْتَحُ لَهُ خِزَانَةٌ أُخْرَی فَیَرَاهَا فَارِغَةً لَیْسَ فِیهَا مَا یَسُرُّهُ وَ لَا مَا یَسُوؤُهُ وَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتِی نَامَ فِیهَا أَوِ اشْتَغَلَ فِیهَا بِشَیْ ءٍ مِنْ مُبَاحَاتِ الدُّنْیَا فَیَنَالُهُ مِنَ الْغَبْنِ وَ الْأَسَفِ عَلَی فَوَاتِهَا حَیْثُ كَانَ مُتَمَكِّناً مِنْ أَنْ یَمْلَأَهَا حَسَنَاتٍ مَا لَا یُوصَفُ وَ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَی ذلِكَ یَوْمُ التَّغابُنِ

«16»-وَ رُوِیَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَجْمَعُ الْخَلْقَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لِبَعْضِهِمْ عَلَی بَعْضٍ حُقُوقٌ

ص: 262

وَ لَهُ قِبَلَهُمْ تَبِعَاتٌ فَیَقُولُ عِبَادِی مَا كَانَ لِی قِبَلَكُمْ فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَكُمْ فَهِبُوا بَعْضُكُمْ تَبِعَاتِ بَعْضٍ وَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ جَمِیعاً بِرَحْمَتِی.

«17»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ مُحَاسَبٍ مُعَذَّبٌ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَیْنَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً قَالَ ذَاكَ الْعَرْضُ یَعْنِی التَّصَفُّحَ.

بیان: یعنی أن الحساب الیسیر هو تصفح أعماله و عرضها علی اللّٰه أو علی صاحبه من غیر أن یناقش علیها و یؤخذ بكل حقیر و جلیل من غیر عفو فإن من فعل اللّٰه تعالی ذلك به هلك إذ لا یقوم فعل أحد من الخلق بحق نعم اللّٰه علیه لا سیما إذا انضم إلیها فعل الخطایا و الآثام فالمراد بالحساب فی أول الخبر المحاسبة علی هذا الوجه كما هو دأب المحاسبین فی الدنیا و لذا ورد فی بعض الأخبار مكانه نوقش فی الحساب

فَقَدْ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ مَسْعُودٍ فِی شَرْحِ السُّنَّةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبُخَارِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِی مُلَیْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَیْئاً لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِیهِ حَتَّی تَعْرِفَهُ وَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَ وَ لَیْسَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی فَسَوْفَ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً قَالَتْ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْضُ وَ لَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ یَهْلِكُ.

هذا حدیث متفق علی صحته أخرجه مسلم عن أبی بكر بن أبی شیبة و علی بن حجر عن إسماعیل بن علیه عن أیوب عن عبد اللّٰه بن أبی ملیكة قوله علیه السلام من نوقش الحساب یهلك المناقشة الاستقصاء فی الحساب حتی لا یترك منه شی ء یقال انتقشت منه حقی أجمع و منه نقش الشوك من الرجل و هو استخراجه منها انتهی كلامه.

وَ رَوَی مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عُذِّبَ.

و قال بعض شراحه قال القاضی قوله عذب له معنیان أحدهما أن نفس المناقشة و عرض الذنوب و التوقیف علیها هو التعذیب لما فیه من التوبیخ و الثانی أنه یفضی إلی العذاب بالنار و یؤیده قوله فی الروایة الأخری هلك مكان عذب هذا

ص: 263

كلام القاضی و هذا الثانی هو الصحیح و معناه أن التقصیر غالب فی العباد فمن استقصی علیه و لم یسامح هلك و دخل النار و لكن اللّٰه تعالی یعفو و یغفر ما دون الشرك لمن یشاء انتهی.

أقول: یحتمل الخبر الذی رویناه وجها آخر و إن كان قریبا مما ذكر و هو أن هذا النوع من المحاسبة إنما یكون لمن یستحق العذاب الدائم و لا یستوجب الرحمة كالمخالفین و النواصب فأما من علم اللّٰه أنه یستحق الرحمة فلا یحاسبه علی هذا الوجه بل علی وجه العفو و الصفح ثم اعلم أن التصفح هو البحث عن الأمر و النظر فیه و لم یأت بمعنی الصفح و العفو كما توهم هاهنا.

«18»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ التَّمَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُوَیْدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سَیَّارٍ عَنْ سَدُوسٍ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ بَیْنَكُمْ فَعَلَیَّ ثَوَابُكُمْ.

«19»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ شِبْلِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَكَلَنَا اللَّهُ بِحِسَابِ شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ لِلَّهِ سَأَلْنَا اللَّهَ أَنْ یَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ.

«20»-ید، التوحید ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِی الْقَضَاءِ وَ الْقَدَرِ قَالَ أَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا جَمَعَ الْعِبَادَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ سَأَلَهُمْ عَمَّا عَهِدَ إِلَیْهِمْ وَ لَمْ یَسْأَلْهُمْ عَمَّا قَضَی عَلَیْهِمْ.

«21»-سن، المحاسن أَبِی رَفَعَهُ قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الذُّنُوبَ ثَلَاثَةٌ ثُمَّ أَمْسَكَ فَقَالَ لَهُ حَبَّةُ الْعُرَنِیُّ یَا أَمِیرَ

ص: 264

الْمُؤْمِنِینَ فَسِّرْهَا لِی فَقَالَ (1)مَا ذَكَرْتُهَا إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أُفَسِّرَهَا وَ لَكِنَّهُ عَرَضَ لِی بُهْرٌ حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْكَلَامِ نَعَمْ الذُّنُوبُ ثَلَاثَةٌ فَذَنْبٌ مَغْفُورٌ وَ ذَنْبٌ غَیْرُ مَغْفُورٍ وَ ذَنْبٌ نَرْجُو وَ نَخَافُ عَلَیْهِ قِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَبَیِّنْهَا لَنَا قَالَ نَعَمْ أَمَّا الذَّنْبُ الْمَغْفُورُ فَعَبْدٌ عَاقَبَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی ذَنْبِهِ فِی الدُّنْیَا فَاللَّهُ أَحْكَمُ وَ أَكْرَمُ أَنْ یُعَاقَبَ عَبْدَهُ مَرَّتَیْنِ وَ أَمَّا الَّذِی لَا یُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا بَرَزَ لِخَلْقِهِ أَقْسَمَ قَسَماً عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یَجُوزُنِی ظُلْمُ ظَالِمٍ وَ لَوْ كَفٌّ بِكَفٍّ وَ لَوْ مَسْحَةٌ بِكَفٍّ وَ نَطْحَةٌ مَا بَیْنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ إِلَی الشَّاةِ الْجَمَّاءِ فَیَقْتَصُّ اللَّهُ لِلْعِبَادِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ حَتَّی لَا یَبْقَی لِأَحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ مَظْلِمَةٌ ثُمَّ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ إِلَی الْحِسَابِ وَ أَمَّا الذَّنْبُ الثَّالِثُ فَذَنْبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَی عَبْدِهِ وَ رَزَقَهُ التَّوْبَةَ فَأَصْبَحَ خَاشِعاً مِنْ ذَنْبِهِ رَاجِیاً لِرَبِّهِ فَنَحْنُ لَهُ كَمَا هُوَ لِنَفْسِهِ نَرْجُو لَهُ الرَّحْمَةَ وَ نَخَافُ عَلَیْهِ الْعِقَابَ.

بیان: قال الجزری البهر بالضم هو ما یعتری الإنسان عند السعی الشدید و العدو من النهیج و تتابع النفس انتهی و قد مر شرح الخبر فی باب التوبة.

«22»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَوَّلُ قَادِمٍ عَلَی اللَّهِ ثُمَّ یَقْدَمُ عَلَیَّ كِتَابُ اللَّهِ ثُمَّ یَقْدَمُ عَلَیَّ أَهْلُ بَیْتِی ثُمَّ یَقْدَمُ عَلَیَّ أُمَّتِی فَیَقِفُونَ فَیَسْأَلُهُمْ مَا فَعَلْتُمْ فِی كِتَابِی وَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ.

«23»-سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةُ أَشْیَاءَ لَا یُحَاسَبُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ عَلَیْهِنَّ طَعَامٌ یَأْكُلُهُ وَ ثَوْبٌ یَلْبَسُهُ وَ زَوْجَةٌ صَالِحَةٌ تُعَاوِنُهُ وَ یُحْصِنُ بِهَا فَرْجَهُ.

«24»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرِیزٍ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَأَكَلْتُ مَعَهُ طَعَاماً

ص: 265


1- فی المصدر بعد قوله: یا أمیر المؤمنین: قلت: الذنوب ثلاثة ثمّ امسكت، فقال له: ما ذكرتها اه. م.

مَا أَكَلْتُ طَعَاماً قَطُّ أَنْظَفَ مِنْهُ وَ لَا أَطْیَبَ مِنْهُ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الطَّعَامِ قَالَ یَا أَبَا خَالِدٍ كَیْفَ رَأَیْتَ طَعَامَنَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا رَأَیْتُ أَنْظَفَ مِنْهُ قَطُّ وَ لَا أَطْیَبَ وَ لَكِنِّی ذَكَرْتُ الْآیَةَ الَّتِی فِی كِتَابِ اللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا إِنَّمَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَنْتُمْ عَلَیْهِ مِنَ الْحَقِّ.

«25»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی سُوءُ الْحِسابِ لَا یُقْبَلُ حَسَنَاتُهُمْ وَ یُؤَاخَذُونَ بِسَیِّئَاتِهِمْ.

«26»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قَالَ یُحْسَبُ عَلَیْهِمُ السَّیِّئَاتُ وَ یُحْسَبُ لَهُمُ الْحَسَنَاتُ وَ هُوَ الِاسْتِقْصَاءُ.

«27»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ قَالَ الِاسْتِقْصَاءُ وَ الْمُدَاقَّةُ وَ قَالَ یُحْسَبُ عَلَیْهِمُ السَّیِّئَاتُ وَ لَا یُحْسَبُ لَهُمُ الْحَسَنَاتُ.

بیان: لا یحسب لهم الحسنات لعدم إتیانهم بها علی وجهها و لإخلالهم بشرائطها كحسنات المخالفین فإن من شرائط صحة الأعمال ولایة أهل البیت علیهم السلام فلذا لا یقبل منهم أعمالهم و لعل ما فی الخبر السابق من محاسبة الحسنات لبعض فساق الشیعة (1)

«28»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ یَا فُلَانُ مَا لَكَ وَ لِأَخِیكَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَانَ لِی عَلَیْهِ حَقٌّ فَاسْتَقْصَیْتُ مِنْهُ حَقِّی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أَ تَرَاهُمْ خَافُوا أَنْ یَجُورَ عَلَیْهِمْ أَوْ یَظْلِمَهُمْ لَا وَ اللَّهِ خَافُوا الِاسْتِقْصَاءَ وَ الْمُدَاقَّةَ.

«29»-قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لِرَجُلٍ شَكَاهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ مَا لِأَخِیكَ فُلَانٍ یَشْكُوكَ فَقَالَ أَ یَشْكُونِی أَنِ اسْتَقْصَیْتُ حَقِّی قَالَ فَجَلَسَ مُغْضَباً ثُمَّ قَالَ كَأَنَّكَ إِذَا اسْتَقْصَیْتَ لَمْ تُسِئْ أَ رَأَیْتَ مَا حَكَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی

ص: 266


1- یحتمل قویا نظرا الی اتّحاد الراوی و المروی عنه و المضمون وحدة الخبرین و أن الحدیث زیدت فیه كلمة «لا» أو نقصت.

وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أَ خَافُوا اللَّهَ أَنْ یَجُورَ عَلَیْهِمْ لَا وَ اللَّهِ مَا خَافُوا إِلَّا الِاسْتِقْصَاءَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ سُوءَ الْحِسَابِ فَمَنِ اسْتَقْصَی فَقَدْ أَسَاءَ.

-كا، الكافی الحسین بن محمد عن المعلی عن الوشاء عن حماد مثله بیان السوء هنا بمعنی الإساءة و الإضرار و التعذیب لا فعل القبیح و الحاصل أن المداقّة فی الحساب سمّاها اللّٰه سوءا یفعله بمن یستحقه علی وجه التعذیب فإذا فعلت ذلك بأخیك فحقّ له أن یشكوك.

«30»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا قَالَ یُسْأَلُ السَّمْعُ عَمَّا یَسْمَعُ وَ الْبَصَرُ عَمَّا یَطْرِفُ وَ الْفُؤَادُ عَمَّا عَقَدَ عَلَیْهِ.

«31»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ (1)عَنْ أَبِی بُرْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ حَتَّی یُسْأَلَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَامَةُ حُبِّكُمْ قَالَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی مَنْكِبِ عَلِیٍّ علیه السلام.

«32»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا یُدَاقُّ اللَّهُ الْعِبَادَ فِی الْحِسَابِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِی الدُّنْیَا.

«33»-یب، تهذیب الأحكام الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ أَوَّلُ مَا یُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا.

«34»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ وَ الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ سَهْلٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الدَّوَاوِینَ یَوْمَ

ص: 267


1- هو عامر بن واثلة المتقدم تحت رقم 11.

الْقِیَامَةِ (1)دِیوَانٌ فِیهِ النِّعَمُ وَ دِیوَانٌ فِیهِ الْحَسَنَاتُ وَ دِیوَانٌ فِیهِ السَّیِّئَاتُ فَیُقَابَلُ بَیْنَ دِیوَانِ النِّعَمِ وَ دِیوَانِ الْحَسَنَاتِ فَتَسْتَغْرِقُ النِّعَمُ دِیوَانَ الْحَسَنَاتِ وَ یَبْقَی دِیوَانُ السَّیِّئَاتِ فَیُدْعَی ابْنُ آدَمَ الْمُؤْمِنُ لِلْحِسَابِ فَیَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ فَیَقُولُ یَا رَبِّ أَنَا الْقُرْآنُ وَ هَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ یُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلَاوَتِی وَ یُطِیلُ لَیْلَهُ بِتَرْتِیلِی وَ تَفِیضُ عَیْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ فَأَرْضِهِ كَمَا أَرْضَانِی قَالَ فَیَقُولُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ ابْسُطْ یَمِینَكَ فَیَمْلَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ وَ یَمْلَأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ثُمَّ یُقَالُ هَذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَ اصْعَدْ فَإِذَا قَرَأَ آیَةً صَعِدَ دَرَجَةً.

«35»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یُحَدِّثُ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یُحَدِّثُ النَّاسَ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی النَّاسَ مِنْ حُفَرِهِمْ غُرْلًا مُهْلًا (2)جُرْداً مُرْداً فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ یَسُوقُهُمُ النُّورُ وَ تَجْمَعُهُمُ الظُّلْمَةُ حَتَّی یَقِفُوا عَلَی عَقَبَةِ الْمَحْشَرِ فَیَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَزْدَحِمُونَ دُونَهَا فَیُمْنَعُونَ مِنَ الْمُضِیِّ فَتَشْتَدُّ أَنْفَاسُهُمْ وَ یَكْثُرُ عَرَقُهُمْ وَ تَضِیقُ بِهِمْ أُمُورُهُمْ وَ یَشْتَدُّ ضَجِیجُهُمْ وَ تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ قَالَ وَ هُوَ أَوَّلُ هَوْلٍ مِنْ أَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَیُشْرِفُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَیْهِمْ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ فِی ظِلَالٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیَأْمُرُ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیُنَادِی فِیهِمْ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَنْصِتُوا وَ اسْتَمِعُوا مُنَادِیَ الْجَبَّارِ قَالَ فَیَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ قَالَ فَتَنْكَسِرُ أَصْوَاتُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَ تَخْشَعُ أَبْصَارُهُمْ وَ تَضْطَرِبُ فَرَائِصُهُمْ وَ تَفْزَعُ قُلُوبُهُمْ وَ یَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ إِلَی نَاحِیَةِ الصَّوْتِ مُهْطِعِینَ إِلَی الدَّاعِ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَقُولُ الْكَافِرُ هذا یَوْمٌ عَسِرٌ قَالَ فَیُشْرِفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ الْحَكَمُ الْعَدْلُ عَلَیْهِمْ فَیَقُولُ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذِی لَا یَجُورُ الْیَوْمَ أَحْكُمُ بَیْنَكُمْ بِعَدْلِی وَ قِسْطِی لَا یُظْلَمُ الْیَوْمَ عِنْدِی أَحَدٌ الْیَوْمَ آخُذُ لِلضَّعِیفِ مِنَ الْقَوِیِّ بِحَقِّهِ وَ لِصَاحِبِ الْمَظْلِمَةِ بِالْمَظْلِمَةِ بِالْقِصَاصِ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ وَ أُثِیبُ عَلَی

ص: 268


1- فی المصدر: إن الدواوین یوم القیامة ثلاثة: دیوان اه. م.
2- فی المصدر: بهما. م.

الْهِبَاتِ وَ لَا یَجُوزُ هَذِهِ الْعَقَبَةَ الْیَوْمَ عِنْدِی ظَالِمٌ وَ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ إِلَّا مَظْلِمَةً یَهَبُهَا لِصَاحِبِهَا (1)وَ أُثِیبُهُ عَلَیْهَا وَ آخُذُ لَهُ بِهَا عِنْدَ الْحِسَابِ فَتَلَازَمُوا أَیُّهَا الْخَلَائِقُ وَ اطْلُبُوا مَظَالِمَكُمْ عِنْدَ مَنْ ظَلَمَكُمْ بِهَا فِی الدُّنْیَا وَ أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ عَلَیْهِمْ وَ كَفَی بِی شَهِیداً قَالَ فَیَتَعَارَفُونَ وَ یَتَلَازَمُونَ فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ لَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مَظْلِمَةٌ أَوْ حَقٌّ إِلَّا لَزِمَهُ بِهَا قَالَ فَیَمْكُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَیَشْتَدُّ حَالُهُمْ فَیَكْثُرُ عَرَقُهُمْ وَ یَشْتَدُّ غَمُّهُمْ وَ تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ بِضَجِیجٍ شَدِیدٍ فَیَتَمَنَّوْنَ الْمَخْلَصَ مِنْهُ بِتَرْكِ مَظَالِمِهِمْ لِأَهْلِهَا قَالَ وَ یَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی جَهْدِهِمْ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَسْمَعُ آخِرُهُمْ كَمَا یَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ یَا مَعَاشِرَ الْخَلَائِقِ أَنْصِتُوا لِدَاعِی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ اسْمَعُوا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ لَكُمْ أَنَا الْوَهَّابُ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَوَاهَبُوا فَتَوَاهَبُوا وَ إِنْ لَمْ تَوَاهَبُوا أَخَذْتُ لَكُمْ بِمَظَالِمِكُمْ قَالَ فَیَفْرَحُونَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ جَهْدِهِمْ وَ ضِیقِ مَسْلَكِهِمْ وَ تَزَاحُمِهِمْ قَالَ فَیَهَبُ بَعْضُهُمْ مَظَالِمَهُمْ رَجَاءَ أَنْ یَتَخَلَّصُوا مِمَّا هُمْ فِیهِ وَ یَبْقَی بَعْضُهُمْ فَیَقُولُونَ یَا رَبِّ مَظَالِمُنَا أَعْظَمُ مِنْ أَنْ نَهَبَهَا قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تِلْقَاءِ الْعَرْشِ أَیْنَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجِنَانِ جِنَانِ الْفِرْدَوْسِ قَالَ فَیَأْمُرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُطْلِعَ مِنَ الْفِرْدَوْسِ قَصْراً (2)مِنْ فِضَّةٍ بِمَا فِیهِ مِنَ الْآنِیَةِ وَ الْخَدَمِ قَالَ فَیُطْلِعُهُ عَلَیْهِمْ فِی حِفَافَةِ الْقَصْرِ الْوَصَائِفُ (3)وَ الْخَدَمُ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَانْظُرُوا إِلَی هَذَا الْقَصْرِ قَالَ فَیَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَكُلُّهُمْ یَتَمَنَّاهُ قَالَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا لِكُلِّ مَنْ عَفَا عَنْ مُؤْمِنٍ قَالَ فَیَعْفُونَ كُلُّهُمْ إِلَّا الْقَلِیلَ قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَجُوزُ إِلَی جَنَّتِیَ الْیَوْمَ ظَالِمٌ وَ لَا یَجُوزُ إِلَی نَارِیَ الْیَوْمَ ظَالِمٌ وَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّی یَأْخُذَهَا مِنْهُ عِنْدَ الْحِسَابِ أَیُّهَا الْخَلَائِقُ اسْتَعِدُّوا لِلْحِسَابِ قَالَ ثُمَّ یُخَلَّی سَبِیلُهُمْ فَیَنْطَلِقُونَ إِلَی الْعَقَبَةِ یَكْرُدُ

ص: 269


1- فی المصدر: صاحبها. م.
2- أی یكشف من الفردوس قصرا.
3- جمع الوصیفة: الجاریة.

بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّی یَنْتَهُوا إِلَی الْعَرْصَةِ وَ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی الْعَرْشِ قَدْ نُشِرَتِ الدَّوَاوِینُ وَ نُصِبَتِ الْمَوَازِینُ وَ أُحْضِرَ النَّبِیُّونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ یَشْهَدُ كُلُّ إِمَامٍ عَلَی أَهْلِ عَالَمِهِ بِأَنَّهُ قَدْ قَامَ فِیهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَعَاهُمْ إِلَی سَبِیلِ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ الرَّجُلِ الْكَافِرِ مَظْلِمَةٌ أَیَّ شَیْ ءٍ یَأْخُذُ مِنَ الْكَافِرِ وَ هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یُطْرَحُ عَنِ الْمُسْلِمِ مِنْ سَیِّئَاتِهِ بِقَدْرِ مَا لَهُ عَلَی الْكَافِرِ فَیُعَذَّبُ الْكَافِرُ بِهَا مَعَ عَذَابِهِ بِكُفْرِهِ عَذَاباً بِقَدْرِ مَا لِلْمُسْلِمِ قِبَلَهُ مِنْ مَظْلِمَتِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِیُّ فَإِذَا كَانَتِ الْمَظْلِمَةُ لِمُسْلِمٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ كَیْفَ یُؤْخَذُ مَظْلِمَتُهُ مِنَ الْمُسْلِمِ قَالَ یُؤْخَذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ مِنْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ حَقِّ الْمَظْلُومِ فَیُزَادُ عَلَی حَسَنَاتِ الْمَظْلُومِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِیُّ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ قَالَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ فَإِنَّ لِلْمَظْلُومِ سَیِّئَاتٍ تُؤْخَذُ مِنْ سَیِّئَاتِ الْمَظْلُومِ فَیُزَادُ عَلَی سَیِّئَاتِ الظَّالِمِ.

بیان: قال الجزری فیه یحشر الناس یوم القیامة عراة حفاة غرلا الغرل جمع الأغرل و هو الأغلف قوله علیه السلام مهلا لعله من المهلة بمعنی السكینة و الرفق كنایة عن الحیرة و الدهشة أو المراد مسرعین و الماهل السریع و المتقدم و الأظهر أنه تصحیف بهما كما ورد فی روایات العامة قال الجزری فیه یحشر الناس یوم القیامة عراة حفاة بهما جمع بهیم و هو فی الأصل الذی لا یخالط لونه لون سواه یعنی لیس فیهم شی ء من العاهات و الأعراض التی تكون فی الدنیا كالعمی و العور و العرج و غیر ذلك و إنما هی أجساد مصححة لخلود الأبد فی الجنة أو النار و قال بعضهم روی فی تمام الحدیث قیل و ما البهم قال لیس معهم شی ء یعنی من أعراض الدنیا و هذا لا یخالف الأول من حیث المعنی انتهی و الجرد بالضم جمع الأجرد و هو الذی لا شعر علیه و كذا المرد بالضم جمع الأمرد. قوله علیه السلام یسوقهم النور و تجمعهم الظلمة أی یسوقهم نار من خلفهم یهربون منه و جمیعهم یمشون فی الظلمة كما مر فی أشراط الساعة أو إذا رأوا نورا مشوا و إذا أظلم علیهم قاموا.

ص: 270

قوله علیه السلام فیشرف الجبار هذا كنایة عن اطلاعه علیهم و تعلق إرادته بالقضاء فیهم فیخلق الصوت فی ظلل من الملائكة بما یرید من القضاء فیهم شبهوا فی كثرتهم بسحب تظلّ علی الخلق أو فی لطافتهم بالظل و قد مر الكلام فی ذلك فی قوله تعالی فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ و هذا الخبر یؤید قراءة من قرأ من غیر السبعة الملائكةِ بالكسر عطفا علی الغمام فتفطّن.

قوله علیه السلام و آخذ الواو بمعنی أو قوله علیه السلام فی حفافة القصر بكسر الحاء أی مع من یحفّ القصر و یطیف به أو فیهم الوصائف و الخدم أو فی جوانب القصر الوصائف و الخدم و علی التقادیر الجملة حالیة و علی الأول أی كون فی بمعنی مع یحتمل أن یكون الوصائف و الخدم عطف بیان للحفافة.

قال الجزری فیه ظلّل اللّٰه مكان البیت غمامة و كانت حفاف البیت أی محدقة به و حفافا الجبل جانباه انتهی و الكرد السوق و الدفع و كون الجبار علی العرش كنایة عن تمكنه علی عرش العظمة و الجلال و أنه یجری حكمه عند العرش و یظهر آثار قضائه هناك.

«36»-نهج، نهج البلاغة أَلَا وَ إِنَّ الظُّلْمَ ثَلَاثَةٌ فَظُلْمٌ لَا یُغْفَرُ وَ ظُلْمٌ لَا یُتْرَكُ وَ ظُلْمٌ مَغْفُورٌ لَا یُطْلَبُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی یُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُتْرَكُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ هُنَاكَ شَدِیدٌ لَیْسَ هُوَ جَرْحاً بِالْمُدَی وَ لَا ضَرْباً بِالسِّیَاطِ وَ لَكِنَّهُ مَا یُسْتَصْغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ.

بیان: الهنات جمع هنة و هو الشی ء الیسیر و یمكن أن یكون المراد بها الصغائر فإنها مكفّرة مع اجتناب الكبائر أو الأعم فیكون قوله علیه السلام مغفور لا یطلب أی أحیانا لا دائما و علی الأول لا یكون المقصود الحصر و المدی بالضم جمع مدیة و هی السكین.

«37»-نهج، نهج البلاغة سُئِلَ علیه السلام كَیْفَ یُحَاسِبُ اللَّهُ الْخَلْقَ عَلَی كَثْرَتِهِمْ فَقَالَ كَمَا یَرْزُقُهُمْ عَلَی كَثْرَتِهِمْ قِیلَ فَكَیْفَ یُحَاسِبُهُمْ وَ لَا یَرَوْنَهُ قَالَ كَمَا یَرْزُقُهُمْ وَ لَا یَرَوْنَهُ.

ص: 271

«38»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ غَیْرُهُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ جَمِیعاً (1)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قَالَ یَقُولُ أَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوَدَّةِ الَّتِی نَزَلَتْ عَلَیْكُمْ فَضْلُهَا مَوَدَّةِ الْقُرْبَی بِأَیِّ ذَنْبٍ قَتَلْتُمُوهُمْ الْخَبَرَ.

-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عن جعفر بن أحمد رفعه عن أبی جعفر علیه السلام مثله.

«39»-فس، تفسیر القمی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ تُسْأَلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ بِأَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام.

«40»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یَسْأَلَ مُؤْمِناً عَنْ أَكْلِهِ وَ شُرْبِهِ.

«41»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الصَّوْلِیِّ قَالَ: كُنَّا یَوْماً بَیْنَ یَدَیْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام فَقَالَ لَیْسَ فِی الدُّنْیَا نَعِیمٌ حَقِیقِیٌّ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ مِمَّنْ حَضَرَهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ أَ مَا هَذَا النَّعِیمُ فِی الدُّنْیَا وَ هُوَ الْمَاءُ الْبَارِدُ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام وَ عَلَا صَوْتُهُ كَذَا فَسَّرْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَ جَعَلْتُمُوهُ عَلَی ضُرُوبٍ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ هُوَ الْمَاءُ الْبَارِدُ وَ قَالَ غَیْرُهُمْ هُوَ الطَّعَامُ الطَّیِّبُ وَ قَالَ آخَرُونَ هُوَ طِیبُ النَّوْمِ (2)وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَقْوَالَكُمْ هَذِهِ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ فَغَضِبَ علیه السلام وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَسْأَلُ عِبَادَهُ عَمَّا تَفَضَّلَ عَلَیْهِمْ بِهِ وَ لَا یَمُنُّ بِذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ الِامْتِنَانُ بِالْإِنْعَامِ مُسْتَقْبَحٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ فَكَیْفَ یُضَافُ إِلَی الْخَالِقِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا لَا یَرْضَی لِلْمَخْلُوقِینَ بِهِ (3)وَ لَكِنَّ النَّعِیمَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مُوَالاتُنَا یَسْأَلُ اللَّهُ

ص: 272


1- فی نسخة: و محمّد بن یحیی، و محمّد بن الحسین اه.
2- فی المصدر: هو النوم الطیب، قال الرضا علیه السلام: و لقد اه. م.
3- فی المصدر: ما لا یرضی المخلوق به. م.

عَنْهُ بَعْدَ التَّوْحِیدِ وَ النُّبُوَّةِ لِأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا وَفَی بِذَلِكَ أَدَّاهُ إِلَی نَعِیمِ الْجَنَّةِ الَّتِی لَا تَزُولُ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی بِذَلِكَ أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ أَوَّلَ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ بَعْدَ مَوْتِهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ بِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ وَ جَعَلْتُهُ لَكَ فَمَنْ أَقَرَّ بِذَلِكَ وَ كَانَ یَعْتَقِدُهُ صَارَ إِلَی النَّعِیمِ الَّذِی لَا زَوَالَ لَهُ الْخَبَرَ.

«42»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ قَالَ الرُّطَبُ وَ الْمَاءُ الْبَارِدُ.

بیان: لعله محمول علی التقیة أو علی أنه یسأل المخالفون عنها لا المؤمنون.

«43»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْقَاسِمُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ.

«44»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ فُلَانِ بْنِ عَمَّارٍ (1)قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الدَّوَاوِینُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثَلَاثَةٌ دِیوَانٌ فِیهِ النِّعَمُ وَ دِیوَانٌ فِیهِ الْحَسَنَاتُ وَ دِیوَانٌ فِیهِ الذُّنُوبُ فَیُقَابَلُ بَیْنَ دِیوَانِ النِّعَمِ وَ دِیوَانِ الْحَسَنَاتِ فَیَسْتَغْرِقُ عَامَّةَ الْحَسَنَاتِ وَ تَبْقَی الذُّنُوبُ.

«45»-كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ لَا یُرَی مِنْكُمْ فِی النَّارِ اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلْتُ فَأَیْنَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَأَمْسَكَ عَنِّی سَنَةً قَالَ فَإِنِّی مَعَهُ ذَاتَ یَوْمٍ فِی الطَّوَافِ إِذْ قَالَ لِی یَا مُیَسِّرُ الْیَوْمَ أُذِنَ لِی فِی جَوَابِكَ عَنْ مَسْأَلَتِكَ كَذَا قَالَ قُلْتُ فَأَیْنَ هُوَ مِنَ

ص: 273


1- هكذا فی جمیع النسخ و لم نجد فی كتب التراجم رجلا بهذا الاسم و تقدم الحدیث عن الكافی مفصلا تحت رقم 34 بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطیة، عن یونس بن عمار. و الظاهر أن فلان بن عمّار مصحف یونس بن عمار، راجع هناك.

الْقُرْآنِ قَالَ فِی سُورَةِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَوْمَئِذٍ لَا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ مِنْكُمْ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ فَقُلْتُ لَهُ لَیْسَ فِیهَا مِنْكُمْ قَالَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ غَیَّرَهَا ابْنُ أَرْوَی وَ ذَلِكَ أَنَّهَا حُجَّةٌ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَصْحَابِهِ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ فِیهَا مِنْكُمْ لَسَقَطَ عِقَابُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ خَلْقِهِ إِذْ لَمْ یُسْأَلْ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لَا جَانٌّ فَلِمَنْ یُعَاقَبُ إِذاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ (1)

«46»-ع، علل الشرائع ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ رَفَعَهُ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: یُؤْتَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِصَاحِبِ الدَّیْنِ یَشْكُو الْوَحْشَةَ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْهُ لِصَاحِبِ الدَّیْنِ وَ قَالَ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُلْقِیَ عَلَیْهِ مِنْ سَیِّئَاتِ صَاحِبِ الدَّیْنِ.

بیان: الوحشة الهمّ و الخلوة و الخوف و وحش الرجل جاع و نفد زاده أی یشكو همّه بذهاب ماله أو جوعه و اضطراره بعدم ردّ ماله إلیه و یمكن أن یكون بالخاء المعجمة قال الفیروزآبادی الوحش رذال الناس و سقاطهم و الظاهر أنه وقع فیه تصحیف و لعله كان مكانه غریمه أو نحوه.

«47»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ رَفَعَهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: إِلَیْنَا إِیَابُ هَذَا الْخَلْقِ وَ عَلَیْنَا حِسَابُهُمْ.

«48»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ رَفَعَهُ عَنْ قَبِیصَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا حِسابَهُمْ قَالَ فِینَا (2)قُلْتُ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ التَّفْسِیرِ قَالَ نَعَمْ یَا قَبِیصَةُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ حِسَابَ شِیعَتِنَا إِلَیْنَا فَمَا كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ اسْتَوْهَبَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ اللَّهِ وَ مَا كَانَ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ النَّاسِ مِنَ الْمَظَالِمِ أَدَّاهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهُمْ وَ مَا كَانَ فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ وَهَبْنَاهُ لَهُمْ حَتَّی یَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ.

«49»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ علیه السلام عِنْدَ ذِكْرِ مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَلَامِ الذِّئْبِ مَعَ الرَّاعِی

ص: 274


1- الروایة من أخبار التحریف أولا، و ما ذكر فیها من الاستدلال غیر تام، و قد أجیب عنه فی أخبار أخر باختلاف مواقف یوم القیامة ثانیا، و لا مخصص فی الآیة لهذا الخطاب ثالثا. علی أن الروایة باشتمالها علی هذه القصة یلوح منها آثار الوضع.
2- الصحیح: قال: فینا التنزیل. و قد تقدم الخبر مفصلا فی باب 7 تحت رقم 89 راجعه.

قَالَ الذِّئْبُ وَ لَكِنَّ الشَّقِیَّ كُلَّ الشَّقِیِّ مَنْ یُشَاهِدُ آیَاتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَخِیهِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا یُؤَدِّیهِ عَنِ اللَّهِ مِنْ فَضَائِلِهِ ثُمَّ هُوَ مَعَ ذَلِكَ یُخَالِفُهُ وَ یَظْلِمُهُ وَ سَوْفَ یَقْتُلُونَهُ بَاطِلًا وَ یَقْتُلُونَ ذُرِّیَّتَهُ وَ یَسْبُونَ حَرِیمَهُمْ لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَنَا مَعَاشِرَ الذِّئَابِ أَنَا وَ نُظَرَائِی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ نُمَزِّقُهُمْ فِی النِّیرَانِ یَوْمَ فَصْلِ الْقَضَاءِ وَ جُعِلَ فِی تَعْذِیبِهِمْ شَهَوَاتُنَا وَ فِی شَدَائِدِ آلَامِهِمْ لَذَّاتُنَا.

أقول: سیأتی تمامه فی أبواب معجزات النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

«50»-م، تفسیر الإمام علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا بَعَثَ الْخَلَائِقَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادِی رَبِّنَا نِدَاءَ تَعْرِیفِ الْخَلَائِقِ فِی إِیمَانِهِمْ وَ كُفْرِهُمْ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ مُنَادٍ آخَرُ یُنَادِی مَعَاشِرَ الْخَلَائِقِ سَاعِدُوهُ عَلَی هَذِهِ الْمَقَالَةِ فَأَمَّا الدَّهْرِیَّةُ وَ الْمُعَطِّلَةُ فَیَخْرَسُونَ عَنْ ذَلِكَ وَ لَا تَنْطِقُ أَلْسِنَتُهُمْ وَ یَقُولُهَا سَائِرُ النَّاسِ ثُمَّ یَقُولُ الْمُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَیَقُولُ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ یُشْرِكُ بِاللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْمَجُوسِ وَ النَّصَارَی وَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ فَإِنَّهُمْ یَخْرَسُونَ فَیَبِینُونَ بِذَلِكَ مِنْ سَائِرِ الْخَلْقِ ثُمَّ یَقُولُ الْمُنَادِی أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَیَقُولُهَا الْمُسْلِمُونَ أَجْمَعُونَ وَ یَخْرَسُ عَنْهَا الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی وَ سَائِرُ الْمُشْرِكِینَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ آخَرُ مِنْ عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ أَلَا فَسُوقُوهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ لِشَهَادَتِهِمْ لِمُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا بَلْ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ قَالُوا سُوقُوهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ لِشَهَادَتِهِمْ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ لِمَا یَقِفُونَ یَا رَبَّنَا فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی بَابِ أَحْوَالِ الْمُتَّقِینَ وَ الْمُجْرِمِینَ (1)

تذنیب اعلم أن الحساب حق نطقت به الآیات المتكاثرة و الأحادیث المتواترة فیجب الاعتقاد به و أما ما یحاسب العبد به و یسأل عنه فقد اختلف فیه الأخبار فمنها ما یدل علی عدم السؤال عما تصرف فیه من الحلال و فی بعضها لحلالها حساب و لحرامها عقاب و یمكن الجمع بینهما بحمل الأولی علی المؤمنین و الأخری علی غیرهم أو الأولی علی الأمور الضروریة كالمأكل و الملبس و المسكن و المنكح و الأخری علی

ص: 275


1- فی باب 7 تحت رقم 46.

ما زاد علی الضرورة كجمع الأموال زائدا علی ما یحتاج إلیه أو صرفها فیما لا یدعوه إلیه ضرورة و لا یستحسن شرعا و یؤیده بعض الأخبار كما عرفت.

و أما حشر الحیوانات فقد ذكره المتكلمون من الخاصة و العامة علی اختلاف منهم فی كیفیته و قد مر بعض القول فیه فی الأبواب السالفة.

و قال الرازی فی تفسیر قوله تعالی وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال قتادة یحشر كل شی ء حتی الذباب للقصاص و قالت المعتزلة إن اللّٰه تعالی یحشر الحیوانات كلها فی ذلك الیوم لیعوّضها علی آلامها التی وصلت إلیها فی الدنیا بالموت و القتل و غیر ذلك فإذا عوّضت عن تلك الآلام فإن شاء اللّٰه أن یبقی بعضها فی الجنة إذا كان مستحسنا فعل و إن شاء أن یفنیه أفناه علی ما جاء به الخبر و أما أصحابنا فعندهم أنه لا یجب علی اللّٰه شی ء بحكم الاستحقاق و لكن اللّٰه تعالی یحشر الوحوش كلها فیقتص للجماء من القرناء ثم یقال لها موتی فتموت انتهی.

أقول: الأخبار الدالة علی حشرها عموما و خصوصا و كون بعضها مما یكون فی الجنة كثیرة سیأتی بعضها فی باب الجنة و قد مر بعضها فی باب الركبان یوم القیامة و غیره كقولهم علیهم السلام فی مانع الزكاة تنهشه كل ذات ناب بنابها و یطؤه كل ذات ظلف بظلفها.

وَ رَوَی الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِیِّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْصَرَ نَاقَةً مَعْقُولَةً وَ عَلَیْهَا جَهَازُهَا فَقَالَ أَیْنَ صَاحِبُهَا مُرُوهُ فَلْیَسْتَعِدَّ غَداً لِلْخُصُومَةِ.

-وَ رُوِیَ فِیهِ أَیْضاً عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَیُّ بَعِیرٍ حُجَّ عَلَیْهِ ثَلَاثَ سِنِینَ یُجْعَلُ مِنْ نَعَمِ الْجَنَّةِ وَ رُوِیَ سَبْعَ سِنِینَ.

وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَفْرِهُوا ضَحَایَاكُمْ (1)فَإِنَّهَا مَطَایَاكُمْ عَلَی الصِّرَاطِ.

(2)وَ رُوِیَ أَنَّ خُیُولَ الْغُزَاةِ فِی الدُّنْیَا خُیُولُهُمْ فِی الْجَنَّةِ.

«51»-كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ

ص: 276


1- أی استكرموها.
2- قد سقط من هنا إلی قوله: «و الاخبار من هذا الباب» فی المطبوع بأمر امین الضرب لكنه موجود فی نسخة المصنّف- قدس اللّٰه سره- التی كتبها بیده و صححها.

لَیُخَاصِرُ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ الْمُؤْمِنُ یُخَاصِرُ رَبَّهُ یُذَكِّرُهُ ذُنُوبَهُ قُلْتُ وَ مَا یُخَاصِرُ قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی خَاصِرَتِهِ فَقَالَ هَكَذَا یُنَاجِی الرَّجُلُ مِنَّا أَخَاهُ فِی الْأَمْرِ یُسِرُّهُ إِلَیْهِ.

بیان: الكلام مسوق علی الاستعارة أی یسر إلیه و لا یطلع علی ذنوبه غیره كأنه یخاصره و الأخبار من هذا الباب كثیرة فی سائر الأبواب.

باب 12 السؤال عن الرسل و الأمم

الآیات؛

المائدة: «یَوْمَ یَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَیَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ»(109)

الأعراف: «فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ*فَلَنَقُصَّنَّ عَلَیْهِمْ بِعِلْمٍ وَ ما كُنَّا غائِبِینَ»(6-7)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی: فَیَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ أی ما الذی أجابكم قومكم فیما دعوتموهم إلیه و هذا تقریر فی صورة الاستفهام علی وجه التوبیخ للمنافقین عند إظهار فضیحتهم علی رءوس الأشهاد قالُوا لا عِلْمَ لَنا قیل فیه أقوال أحدها أن للقیامة أهوالا حتی تزول القلوب عن مواضعها فإذا رجعت القلوب إلی مواضعها شهدوا لمن صدقهم و علی من كذبهم یرید أنهم عزبت عنهم أفهامهم من هول یوم القیامة فقالوا لا علم لنا و ثانیها أن المراد لا علم لنا كعلمك لأنك تعلم غیبهم و باطنهم و لسنا نعلم غیبهم و باطنهم و ذلك هو الذی یقع علیه الجزاء و اختاره الجبائی و أنكر القول الأول و قال كیف یجوز ذهولهم من هول یوم القیامة مع قوله سبحانه لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ و قوله لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ و یمكن أن یجاب عن ذلك بأن الفزع الأكبر دخول النار و قوله لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ هو كالبشارة بالنجاة من أهوال ذلك الیوم مثل ما یقال للمریض لا بأس علیك و لا

ص: 277

خوف علیك و ثالثها أن معناه لا حقیقة لعلمنا إذ كنا نعلم جوابهم و ما كان من أفعالهم وقت حیاتنا و لا نعلم ما كان منهم بعد وفاتنا (1)و إنما الثواب و الجزاء یستحقان بما تقع به الخاتمة مما یموتون علیه و رابعها أن المراد لا علم لنا إلا ما علمتنا فحذف لدلالة الكلام علیه و خامسها أن المراد به تحقیق فضیحتهم أی أنت أعلم بحالهم منا و لا تحتاج فی ذلك إلی شهادتنا.

و فی قوله تعالی فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ أقسم اللّٰه سبحانه أنه یسأل المكلفین الذین أرسل إلیهم رسله و أقسم أیضا أنه یسأل المرسلین الذین بعثهم فیسأل هؤلاء عن الإبلاغ و أولئك عن الامتثال و هو تعالی و إن كان عالما بما كان منهم فإنما أخرج الكلام مخرج التهدید و الزجر لیتأهب العباد بحسن الاستعداد لذلك السؤال و قیل إنه یسأل الأمم عن الإجابة و یسأل الرسل ما ذا عملت أممهم فی ما جاءوا به و قیل إن الأمم یسألون سؤال توبیخ و الأنبیاء یسألون سؤال شهادة علی الحق و أما فائدة السؤال فأشیاء منها أن تعلم الخلائق أنه سبحانه أرسل الرسل و أزاح العلة و أنه لا یظلم أحدا و منها أن یعلموا أن الكفار استحقوا العذاب بأفعالهم و منها أن یزداد سرور أهل الإیمان بالثناء الجمیل علیهم و یزداد غم الكفار بما یظهر من أعمالهم القبیحة و منها أن ذلك لطف للمكلفین إذا أخبروا به.

و مما یسأل علی هذا أن یقال كیف یجمع بین قوله تعالی وَ لا یُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (2)فَیَوْمَئِذٍ لا یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ (3)و قوله فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ (4)فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ (5)

و الجواب عنه من وجوه أحدها أنه سبحانه نفی أن یسألهم سؤال استرشاد و

ص: 278


1- یؤید ذلك قول عیسی بن مریم للّٰه تعالی: «وَ كُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً ما دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَ أَنْتَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ» المائدة: 117.
2- القصص: 78.
3- الرحمن: 39.
4- الأعراف: 6.
5- الحجر: 92.

استعلام و إنما یسألهم سؤال تبكیت و تقریع و لذلك قال عقیبه یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ (1)و أما سؤال المرسلین فهو توبیخ للكفار و تقریع لهم و ثانیها أنهم إنما یسألون یوم القیامة كما قال وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (2)ثم تنقطع مسألتهم عند حصولهم فی العقوبة و عند دخولهم النار و ثالثها أن فی القیامة مواقف ففی بعضها یسأل و فی بعضها لا یسأل فلا تضاد و أما الجمع بین قوله فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ (3)و قوله فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَساءَلُونَ (4)فهو أن الأول معناه أنهم لا یتساءلون سؤال استخبار عن الحال التی جهلها بعضهم لتشاغلهم عن ذلك و الثانی معناه یسأل بعضهم بعضا سؤال تلاوم كما قال فی موضع آخر یَتَلاوَمُونَ (5)و كقوله أَ نَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدی (6)و مثل ذلك كثیر فی القرآن ثم بین سبحانه ما ذكرناه أنه لا یسألهم سؤال استعلام بقوله فَلَنَقُصَّنَّ عَلَیْهِمْ أی لنخبرنهم بجمیع أفعالهم لیعلموا أن أعمالهم كانت محفوظة و لیعلم كل منهم جزاء عمله و أنه لا ظلم علیه و لیظهر لأهل الموقف أحوالهم بِعِلْمٍ قیل معناه نقص علیهم أعمالهم بأنا عالمون بها و قیل معناه بمعلوم كما قال وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ أی من معلومه و قال ابن عباس معنی قوله فَلَنَقُصَّنَّ عَلَیْهِمْ بِعِلْمٍ ینطق علیهم كتاب أعمالهم كقوله سبحانه هذا كِتابُنا یَنْطِقُ عَلَیْكُمْ بِالْحَقِّ (7)وَ ما كُنَّا غائِبِینَ عن علم ذلك و قیل عن الرسل فیما بلغوا و عن الأمم فیما أجابوا و ذكر ذلك مؤكدا لعلمه بأحوالهم و المعنی أنه لا یخفی علیه شی ء.

«1»-مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجُرْجَانِیِ

ص: 279


1- الرحمن: 41. و قد تقدم فی الباب السابق حدیث عن الرضا علیه السلام تحت رقم 46 فیه جواب عن ذلك أیضا.
2- الصافّات: 24.
3- المؤمنون: 101.
4- الصافّات: 50.
5- القلم: 30.
6- السباء: 32.
7- الجاثیة: 29.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِیفِیِّ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ الْحَسَنِ (1)عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ یَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَیَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا قَالَ یَقُولُونَ لَا عِلْمَ لَنَا سِوَاكَ قَالَ وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الْقُرْآنُ كُلُّهُ ظَاهِرُهُ تَقْرِیعٌ وَ بَاطِنُهُ تَقْرِیبٌ (2)

قال الصدوق یعنی بذلك أنه من وراء آیات التوبیخ و الوعید آیات الرحمة و الغفران.

بیان: قوله لا علم لنا سواك أی لا یعلم ذلك غیرك فیكون مؤولا ببعض ما مر من الوجوه و یمكن أن یقدر فیه مضاف أی لا علم لنا سوی علمك فكیف نخبرك و فی بعض النسخ بسواك فالباء تعلیلیة أی أنما علمنا أحوالهم بما أخبرتنا فكیف نخبرك و أما ارتباط قوله القرآن كله تقریع بما سبق فهو أن ظاهر هذا الخطاب تهدید و تقریع للرسل و باطنه لطف و تقریب لهم و تهدید و تقریع للكفار و یحتمل أن یكون كلاما مستأنفا و هذا هو الذی ورد فی خبر آخر نزل القرآن بإیاك أعنی و اسمعی یا جارة و أما ما ذكره الصدوق فلا محصل له إلا أن یؤول إلی ما ذكرناه.

«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا ذَا أُجِبْتُمْ فِی أَوْصِیَائِكُمْ فَیَقُولُونَ لَا عِلْمَ لَنَا بِمَا فَعَلُوا بَعْدَنَا بِهِمْ.

«3»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ حُشِرَ النَّاسُ لِلْحِسَابِ فَیَمُرُّونَ بِأَهْوَالِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَیَنْتَهُونَ إِلَی الْعَرْصَةِ وَ یُشْرِفُ الْجَبَّارُ عَلَیْهِمْ حَتَّی یَجْهَدُوا (3)جَهْداً شَدِیداً قَالَ یَقِفُونَ بِفِنَاءِ الْعَرْصَةِ وَ یُشْرِفُ الْجَبَّارُ عَلَیْهِمْ وَ هُوَ عَلَی عَرْشِهِ فَأَوَّلُ مَنْ یُدْعَی بِنِدَاءٍ یَسْمَعُ الْخَلَائِقُ أجمعین (أَجْمَعُونَ) أَنْ یُهْتَفَ بِاسْمِ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 280


1- فی المعانی المطبوع :ابوزید عیاش بن یزید بن الحسن بن علی الكحول مولی زیدبن علی عن ابیة
2- فی المعانی المطبوع: و باطنه تقریر. و لعله أصح.
3- فی المصدر: فلا ینتهون إلی العرصة حتّی یجهدوا اه. م.

عَبْدِ اللَّهِ النَّبِیِّ الْقُرَشِیِّ الْعَرَبِیِّ قَالَ فَیَتَقَدَّمُ حَتَّی یَقِفَ عَلَی یَمِینِ الْعَرْشِ قَالَ ثُمَّ یُدْعَی بِصَاحِبِكُمْ عَلِیٍّ فَیَتَقَدَّمُ حَتَّی یَقِفَ عَلَی یَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ یُدْعَی بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقِفُونَ عَنْ یَسَارِ عَلِیٍّ ثُمَّ یُدْعَی كُلُّ نَبِیٍّ (1)وَ أُمَّتُهُ مَعَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّبِیِّینَ إِلَی آخِرِهِمْ وَ أُمَّتُهُمْ مَعَهُمْ فَیَقِفُونَ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ قَالَ ثُمَّ أَوَّلُ مَنْ یُدْعَی لِلْمُسَاءَلَةِ الْقَلَمُ قَالَ فَیَتَقَدَّمُ فَیَقِفُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فِی صُورَةِ الْآدَمِیِّینَ فَیَقُولُ اللَّهُ هَلْ سَطَرْتَ فِی اللَّوْحِ مَا أَلْهَمْتُكَ وَ أَمَرْتُكَ بِهِ مِنَ الْوَحْیِ فَیَقُولُ الْقَلَمُ نَعَمْ یَا رَبِّ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّی قَدْ سَطَرْتُ فِی اللَّوْحِ مَا أَمَرْتَنِی وَ أَلْهَمْتَنِی مِنْ وَحْیِكَ فَیَقُولُ اللَّهُ فَمَنْ یَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ هَلِ اطَّلَعَ عَلَی مَكْنُونِ سِرِّكَ خَلْقٌ غَیْرُكَ قَالَ فَیَقُولُ لَهُ أَفْلَجْتَ حُجَّتَكَ قَالَ ثُمَّ یُدْعَی بِاللَّوْحِ فَیَتَقَدَّمُ فِی صُورَةِ الْآدَمِیِّینَ حَتَّی یَقِفَ مَعَ الْقَلَمِ فَیَقُولُ لَهُ هَلْ سَطَرَ فِیكَ الْقَلَمُ مَا أَلْهَمْتُهُ وَ أَمَرْتُهُ بِهِ مِنْ وَحْیٍ فَیَقُولُ اللَّوْحُ نَعَمْ یَا رَبِّ وَ بَلَّغْتُهُ إِسْرَافِیلَ ثُمَّ یُدْعَی بِإِسْرَافِیلَ فَیَتَقَدَّمُ مَعَ الْقَلَمِ وَ اللَّوْحِ فِی صُورَةِ الْآدَمِیِّینَ فَیَقُولُ اللَّهُ لَهُ هَلْ بَلَّغَكَ اللَّوْحُ مَا سَتَرَ فِیهِ الْقَلَمُ فَیَقُولُ نَعَمْ یَا رَبِّ فَبَلَّغْتُهُ جَبْرَئِیلَ فَیُدْعَی بِجَبْرَئِیلَ فَیَتَقَدَّمُ حَتَّی یَقِفَ مَعَ إِسْرَافِیلَ فَیَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَ بَلَّغَكَ إِسْرَافِیلُ مَا بُلِّغَ فَیَقُولُ نَعَمْ یَا رَبِّ وَ بَلَّغْتُهُ جَمِیعَ أَنْبِیَائِكَ وَ أَنْفَذْتُ إِلَیْهِمْ جَمِیعَ مَا انْتَهَی إِلَیَّ مِنْ أَمْرِكَ وَ أَدَّیْتُ رِسَالاتِكَ إِلَی نَبِیٍّ نَبِیٍّ وَ رَسُولٍ رَسُولٍ وَ بَلَّغْتُهُمْ كُلَّ وَحْیِكَ وَ حِكْمَتِكَ وَ كُتُبِكَ وَ إِنَّ آخِرَ مَنْ بَلَّغْتُهُ رِسَالَتَكَ وَ وَحْیَكَ وَ حِكْمَتَكَ وَ عِلْمَكَ وَ كِتَابَكَ وَ كَلَامَكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَرَبِیُّ الْقُرَشِیُّ الْحَرَمِیُّ حَبِیبُكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَوَّلُ مَنْ یُدْعَی مِنْ وُلْدِ آدَمَ لِلْمُسَاءَلَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَیُدْنِیهِ اللَّهُ حَتَّی لَا یَكُونَ خَلْقٌ أَقْرَبَ إِلَی اللَّهِ یَوْمَئِذٍ مِنْهُ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ هَلْ بَلَّغَكَ جَبْرَئِیلُ مَا أَوْحَیْتُ إِلَیْكَ وَ أَرْسَلْتُهُ بِهِ إِلَیْكَ مِنْ كِتَابِی وَ حِكْمَتِی وَ عِلْمِی وَ هَلْ أَوْحَی ذَلِكَ إِلَیْكَ فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَعَمْ یَا رَبِّ قَدْ بَلَّغَنِی جَبْرَئِیلُ جَمِیعَ مَا أَوْحَیْتَهُ إِلَیْهِ وَ أَرْسَلْتَهُ بِهِ مِنْ كِتَابِكَ وَ حِكْمَتِكَ وَ عِلْمِكَ وَ أَوْحَاهُ إِلَیَّ فَیَقُولُ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ هَلْ بَلَّغْتَ أُمَّتَكَ مَا بَلَّغَكَ جَبْرَئِیلُ مِنْ كِتَابِی وَ حِكْمَتِی وَ عِلْمِی فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَعَمْ یَا رَبِّ قَدْ بَلَّغْتُ أُمَّتِی مَا أَوْحَیْتَ إِلَیَّ مِنْ كِتَابِكَ وَ حِكْمَتِكَ وَ عِلْمِكَ وَ جَاهَدْتُ فِی سَبِیلِكَ فَیَقُولُ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ فَمَنْ یَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ

ص: 281


1- فی المصدر: ثم یدعا بنبی نبی اه. م.

فَیَقُولُ مُحَمَّدٌ یَا رَبِّ أَنْتَ الشَّاهِدُ لِی بِتَبْلِیغِ الرِّسَالَةِ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ الْأَبْرَارُ مِنْ أُمَّتِی وَ كَفَی بِكَ شَهِیداً فَیُدْعَی بِالْمَلَائِكَةِ فَیَشْهَدُونَ لِمُحَمَّدٍ بِتَبْلِیغِ الرِّسَالَةِ ثُمَّ یُدْعَی بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَیُسْأَلُونَ هَلْ بَلَّغَكُمْ مُحَمَّدٌ رِسَالَتِی وَ كِتَابِی وَ عِلْمِی وَ عَلَّمَكُمْ ذَلِكَ فَیَشْهَدُونَ لِمُحَمَّدٍ بِتَبْلِیغِ الرِّسَالَةِ وَ الْحِكْمَةِ وَ الْعِلْمِ فَیَقُولُ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ فَهَلِ اسْتَخْلَفْتَ فِی أُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ مَنْ یَقُومُ فِیهِمْ بِحِكْمَتِی وَ عِلْمِی وَ یُفَسِّرُ لَهُمْ كِتَابِی وَ یُبَیِّنُ لَهُمْ مَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ مِنْ بَعْدِكَ حُجَّةً لِی وَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَیَقُولُ مُحَمَّدٌ نَعَمْ یَا رَبِّ قَدْ خَلَّفْتُ فِیهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ خَیْرَ أُمَّتِی وَ نَصَبْتُهُ لَهُمْ عَلَماً فِی حَیَاتِی وَ دَعَوْتُهُمْ إِلَی طَاعَتِهِ وَ جَعَلْتُهُ خَلِیفَتِی فِی أُمَّتِی (1)إِمَاماً یَقْتَدِی بِهِ الْأُمَّةُ بَعْدِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَیُدْعَی بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَیُقَالُ لَهُ هَلْ أَوْصَی إِلَیْكَ مُحَمَّدٌ وَ اسْتَخْلَفَكَ فِی أُمَّتِهِ وَ نَصَبَكَ عَلَماً لِأُمَّتِهِ فِی حَیَاتِهِ فَهَلْ قُمْتَ فِیهِمْ مِنْ بَعْدِهِ مَقَامَهُ فَیَقُولُ لَهُ عَلِیٌّ نَعَمْ یَا رَبِّ قَدْ أَوْصَی إِلَیَّ مُحَمَّدٌ وَ خَلَّفَنِی فِی أُمَّتِهِ وَ نَصَبَنِی لَهُمْ عَلَماً فِی حَیَاتِهِ فَلَمَّا قَبَضْتَ مُحَمَّداً إِلَیْكَ جَحَدَتْنِی أُمَّتُهُ وَ مَكَرُوا بِی وَ اسْتَضْعَفُونِی وَ كَادُوا یَقْتُلُونَنِی وَ قَدَّمُوا قُدَّامِی مَنْ أَخَّرْتَ وَ أَخَّرُوا مَنْ قَدَّمْتَ وَ لَمْ یَسْمَعُوا مِنِّی وَ لَمْ یُطِیعُوا أَمْرِی فَقَاتَلْتُهُمْ فِی سَبِیلِكَ حَتَّی قَتَلُونِی فَیُقَالُ لِعَلِیٍّ (2)فَهَلْ خَلَّفْتَ مِنْ بَعْدِكَ فِی أُمَّةِ مُحَمَّدٍ حُجَّةً وَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ یَدْعُو عِبَادِی إِلَی دِینِی وَ إِلَی سَبِیلِی فَیَقُولُ عَلِیٌّ نَعَمْ یَا رَبِّ قَدْ خَلَّفْتُ فِیهِمُ الْحَسَنَ ابْنِی وَ ابْنَ بِنْتِ نَبِیِّكَ فَیُدْعَی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَیُسْأَلُ عَمَّا سُئِلَ عَنْهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ ثُمَّ یُدْعَی بِإِمَامٍ إِمَامٍ وَ بِأَهْلِ عَالَمِهِ فَیَحْتَجُّونَ بِحُجَّتِهِمْ فَیَقْبَلُ اللَّهُ عُذْرَهُمْ وَ یُجِیزُ حُجَّتَهُمْ قَالَ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ الْیَوْمَ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ قَالَ ثُمَّ انْقَطَعَ حَدِیثُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام.

بیان: قوله علیه السلام و هو علی عرشه أی عرش العلم أو مستول علی عرشه أو یظهر كلامه و أمره و نهیه و قضاؤه من لدن عرشه و یقال أفلج برهانه أی قوّمه و أظهره.

«4»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ لِی إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْخَلَائِقَ كَانَ نُوحٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ أَوَّلَ

ص: 282


1- فی المصدر: علی امتی اه. م.
2- فی المصدر: فیقول اللّٰه لعلی اه. م.

مَنْ یُدْعَی بِهِ فَیُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَّغْتَ فَیَقُولُ نَعَمْ فَیُقَالُ لَهُ مَنْ یَشْهَدُ لَكَ فَیَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَیَخْرُجُ نُوحٌ علیه السلام فَیَتَخَطَّی النَّاسَ حَتَّی یَجِی ءَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ عَلَی كَثِیبِ الْمِسْكِ وَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا فَیَقُولُ نُوحٌ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَأَلَنِی هَلْ بَلَّغْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ مَنْ یَشْهَدُ لَكَ فَقُلْتُ مُحَمَّدٌ فَیَقُولُ یَا جَعْفَرُ وَ یَا حَمْزَةُ اذْهَبَا وَ اشْهَدَا لَهُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَعْفَرٌ وَ حَمْزَةُ هُمَا الشَّاهِدَانِ لِلْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام بِمَا بَلَّغُوا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَعَلِیٌّ علیه السلام أَیْنَ هُوَ فَقَالَ هُوَ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْ ذَلِكَ.

«5»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ یَزِیدَ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ یَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَیَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا قَالَ فَقَالَ إِنَّ لِهَذَا تَأْوِیلًا یَقُولُ مَا ذَا أُجِبْتُمْ فِی أَوْصِیَائِكُمُ الَّذِینَ خَلَّفْتُمُوهُمْ عَلَی أُمَمِكُمْ قَالَ فَیَقُولُونَ لَا عِلْمَ لَنَا بِمَا فَعَلُوا بَعْدَنَا:.

شی، تفسیر العیاشی عن الكناسی مثله.

«6»-كا، الكافی عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ ابْنِ عُبَیْدَةَ عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ نُصِبَتِ الْمَوَازِینُ وَ أُحْضِرَ النَّبِیُّونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ یَشْهَدُ كُلُّ إِمَامٍ عَلَی أَهْلِ عَالَمِهِ بِأَنَّهُ قَدْ قَامَ فِیهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَعَاهُمْ إِلَی سَبِیلِ اللَّهِ الْخَبَرَ.

«7»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَبِی یَزِیدَ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً قَالَ نَزَلَتْ فِی أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله خَاصَّةً فِی كُلِّ قَرْنٍ مِنْهُمْ إِمَامٌ مِنَّا شَاهِدٌ عَلَیْهِمْ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله شَاهِدٌ عَلَیْنَا.

«8»-كا، الكافی أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مَعَاشِرَ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا حَمَّلَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ فَإِنِّی مَسْئُولٌ وَ إِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ

ص: 283

إِنِّی مَسْئُولٌ عَنْ تَبْلِیغِی (1)وَ أَمَّا أَنْتُمْ فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْ كِتَابِ رَبِّی وَ سُنَّتِی.

«9»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ قَالَ عَنْهَا سَأَلْتُكَ لَیْسَ عَنْ غَیْرِهَا قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ مُوسَی علیه السلام حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِیثٍ لَمْ یَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَیْهِ بِمِصْرَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ لِأَنَّ عِیسَی علیه السلام حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِیثٍ فَلَمْ یَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَیْهِ بِتَكْرِیتَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلی عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ وَ إِنَّهُ أَوَّلُ قَائِمٍ یَقُومُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یُحَدِّثُكُمْ بِحَدِیثٍ لَا تَحْتَمِلُونَ فَتَخْرُجُونَ عَلَیْهِ بِرُمَیْلَةِ الدَّسْكَرَةِ (2)فَتُقَاتِلُونَهُ فَیُقَاتِلُكُمْ فَیَقْتُلُكُمْ وَ هِیَ آخِرُ خَارِجَةٍ یَكُونُ ثُمَّ یَجْمَعُ اللَّهُ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ ثُمَّ یُجَاءُ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَهْلِ زَمَانِهِ فَیُقَالُ لَهُ یَا مُحَمَّدُ بَلَّغْتَ رِسَالَتِی وَ احْتَجَجْتَ عَلَی الْقَوْمِ بِمَا أَمَرْتُكَ أَنْ تُحَدِّثَهُمْ بِهِ فَیَقُولُ نَعَمْ یَا رَبِّ فَیَسْأَلُ الْقَوْمَ هَلْ بَلَّغَكُمْ وَ احْتَجَّ عَلَیْكُمْ فَیَقُولُ قَوْمٌ لَا فَیُسْأَلُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ نَعَمْ یَا رَبِّ وَ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَّهُ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ یُعِیدُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَیُصَدِّقُ مُحَمَّداً وَ یُكَذِّبُ الْقَوْمَ ثُمَّ یُسَاقُونَ إِلَی نَارِ جَهَنَّمَ ثُمَّ یُجَاءُ بِعَلِیٍّ فِی أَهْلِ زَمَانِهِ فَیُقَالُ لَهُ كَمَا قِیلَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُكَذِّبُهُ قَوْمُهُ وَ یُصَدِّقُهُ اللَّهُ وَ یُكَذِّبُهُمْ یُعِیدُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَیْنُ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ أَقَلُّهُمْ أَصْحَاباً كَانَ أَصْحَابُهُ أبو (أَبَا) خَالِدٍ الْكَابُلِیَّ وَ یَحْیَی ابْنَ أُمِّ الطَّوِیلِ وَ سَعِیدَ بْنَ الْمُسَیَّبِ وَ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ وَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیَّ وَ هَؤُلَاءِ شُهُودٌ لَهُ عَلَی مَا احْتَجَّ بِهِ ثُمَّ یُؤْتَی بِأَبِی یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ

ص: 284


1- فی المصدر: انی مسئول عن تبلیغ الرسالة. م.
2- الدسكرة- بفتح الدال و سكون السین و فتح الكاف و الراء- بلدة من أعمال بغداد علی طریق خراسان یقال لها: دسكرة الملك، و قریة بنهر الملك من أعمال بغداد أیضا، و بلدة بخوزستان، و یطلق علی كل قریة ایضا، و علی الصومعة، و الأرض المستویة، و بیوت الاعاجم یكون فیها الشراب و الملاهی، و بناء كالقصر حوله بیوت.

عَلِیٍّ عَلَی مِثْلِ ذَلِكَ ثُمَّ یُؤْتَی بِی وَ بِكُمْ فَأُسْأَلُ وَ تُسْأَلُونَ فَانْظُرُوا مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ الْآمِرُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ أُولِی الْأَمْرِ الَّذِینَ هُمْ أَوْصِیَاءُ رَسُولِهِ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ فَنَحْنُ حُجَجُ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ فِی أَرْضِهِ وَ خُزَّانُهُ عَلَی عِلْمِهِ وَ الدَّاعُونَ إِلَی سَبِیلِهِ وَ الْعَامِلُونَ بِذَلِكَ فَمَنْ أَطَاعَنَا أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَانَا فَقَدْ عَصَی اللَّهَ.

باب 13 ما یحتجّ اللّٰه به علی العباد یوم القیامة

«1»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ لِلْعَبْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَبْدِی أَ كُنْتَ عَالِماً فَإِنْ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ أَ فَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ وَ إِنْ قَالَ كُنْتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَ فَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّی تَعْمَلَ فَیُخْصَمُ فَتِلْكَ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی خَلْقِهِ.

بیان: یقال خاصمه فخصمه یخصمه أی غلبه.

«2»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَیْثَمِ النَّخَّاسِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَیَكُونُ فِی الْمَحَلَّةِ فَیَحْتَجُّ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی جِیرَانِهِ فَیُقَالُ لَهُمْ أَ لَمْ یَكُنْ فُلَانٌ بَیْنَكُمْ أَ لَمْ تَسْمَعُوا كَلَامَهُ أَ لَمْ تَسْمَعُوا بُكَاءَهُ فِی اللَّیْلِ فَیَكُونُ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.

«3»-كا، الكافی حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یُؤْتَی بِالْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ الَّتِی قَدِ افْتُتِنَتْ فِی حُسْنِهَا فَتَقُولُ یَا رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِی حَتَّی لَقِیتُ مَا لَقِیتُ فَیُجَاءُ بِمَرْیَمَ علیها السلام فَیُقَالُ أَنْتِ أَحْسَنُ أَوْ هَذِهِ قَدْ حَسَّنَّاهَا فَلَمْ تُفْتَتَنْ وَ یُجَاءُ بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الَّذِی قَدِ افْتُتِنَ فِی حُسْنِهِ فَیَقُولُ یَا

ص: 285

رَبِّ حَسَّنْتَ خَلْقِی حَتَّی لَقِیتُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَقِیتُ فَیُجَاءُ بِیُوسُفَ علیه السلام فَیُقَالُ أَنْتَ أَحْسَنُ أَوْ هَذَا قَدْ حَسَّنَّاهُ فَلَمْ یُفْتَتَنْ وَ یُجَاءُ بِصَاحِبِ الْبَلَاءِ الَّذِی قَدْ أَصَابَهُ الْفِتْنَةُ فِی بَلَائِهِ فَیَقُولُ یَا رَبِّ شَدَّدْتَ عَلَیَّ الْبَلَاءَ حَتَّی افْتُتِنْتُ فَیُجَاءُ بِأَیُّوبَ علیه السلام فَیُقَالُ أَ بَلِیَّتُكَ أَشَدُّ أَوْ بَلِیَّةُ هَذَا فَقَدِ ابْتُلِیَ فَلَمْ یُفْتَتَنْ.

باب 14 ما یظهر من رحمته تعالی فی القیامة

الآیات؛

النور: «لِیَجْزِیَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ یَزِیدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ»(38)

الفرقان إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً»(70)

تفسیر: قال البیضاوی فی قوله سبحانه: لِیَجْزِیَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة وَ یَزِیدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أشیاء لم یعدهم علی أعمالهم و لم یخطر ببالهم وَ اللَّهُ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ تقریر للزیادة و تنبیه علی كمال القدرة و نفاذ المشیة و سعة الإحسان.

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قال قتادة التبدیل فی الدنیا طاعة اللّٰه بعد عصیانه و ذكر اللّٰه بعد نسیانه و الخیر یعمله بعد الشر و قیل یبدّلهم اللّٰه بقبائح أعمالهم فی الشرك محاسن الأعمال فی الإسلام و قیل إن معناه أن یمحو السیئة عن العبد و یثبت له بدلها الحسنة و احتجوا بما

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی الصَّحِیحِ مَرْفُوعاً إِلَی أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْتَی بِالرَّجُلِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُقَالُ اعْرِضُوا عَلَیْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَ نَحُّوا عَنْهُ كِبَارَهَا فَیُقَالُ عَمِلْتَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا وَ هُوَ مُقِرٌّ لَا یُنْكِرُ وَ هُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكِبَارِ فَیُقَالُ أَعْطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَیِّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً فَیَقُولُ إِنَّ لِی ذُنُوباً مَا أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ وَ لَقَدْ رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَحِكَ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ .

ص: 286

«1»-لی، الأمالی للصدوق الْفَامِیُّ (1)عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ زِیَادٍ الْكَرْخِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَشَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَحْمَتَهُ حَتَّی یَطْمَعَ إِبْلِیسُ فِی رَحْمَتِهِ.

«2»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ تَجَلَّی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ فَیُوقِفُهُ عَلَی ذُنُوبِهِ ذَنْباً ذَنْباً ثُمَّ یَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ لَا یُطْلِعُ اللَّهُ عَلَی ذَلِكَ مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا وَ یَسْتُرُ عَلَیْهِ مَا یَكْرَهُ أَنْ یَقِفَ عَلَیْهِ أَحَدٌ ثُمَّ یَقُولُ لِسَیِّئَاتِهِ كُونِی حَسَنَاتٍ.

-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عنه علیه السلام مثله (2)قال الصدوق رحمه اللّٰه معنی قوله تجلی اللّٰه لعبده أی ظهر له بآیة من آیاته یعلم بها أن اللّٰه تعالی مخاطبه.

أقول: قد أثبتنا خبر محمد بن مسلم فی هذا المعنی فی باب الحساب.

«3»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ آخِرَ عَبْدٍ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ یَلْتَفِتُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْجِلُوهُ فَإِذَا أُتِیَ بِهِ قَالَ لَهُ یَا عَبْدِی لِمَ الْتَفَتَّ فَیَقُولُ یَا رَبِّ مَا كَانَ ظَنِّی بِكَ هَذَا فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عَبْدِی وَ مَا كَانَ ظَنُّكَ بِی فَیَقُولُ یَا رَبِّ كَانَ ظَنِّی بِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی وَ تُسْكِنَنِی (تُدْخِلَنِی) جَنَّتَكَ فَیَقُولُ اللَّهُ مَلَائِكَتِی وَ عِزَّتِی وَ آلَائِی وَ بَلَائِی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی مَا ظَنَّ بِی هَذَا سَاعَةً مِنْ حَیَاتِهِ خَیْراً قَطُّ وَ لَوْ ظَنَّ بِی سَاعَةً مِنْ حَیَاتِهِ خَیْراً مَا رَوَّعْتُهُ بِالنَّارِ أَجِیزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا ظَنَّ عَبْدٌ بِاللَّهِ خَیْراً إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ (3)وَ لَا ظَنَّ بِهِ سُوءاً إِلَّا

ص: 287


1- نسبة إلی بیع الفواكه الیابسة، و یقال لبائعها: البقال أیضا؛ أو إلی فامیة و هی قریة من قری واسط من ناحیة فم الصلح.
2- الا ان فیه: ثم یقول لسیئاته: كن حسنات. م.
3- فی المصدر بعد ذلك: و ذلك قوله عزّ و جلّ اه. م.

كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِی ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ (1)فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِینَ

-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن أبی عمیر مثله بیان أعجلوه أی ردّوه مستعجلا.

«4»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یُؤْتَی بِعَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ فَیَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَ لَمْ آمُرْكَ بِطَاعَتِی أَ لَمْ أَنْهَكَ عَنْ مَعْصِیَتِی فَیَقُولُ بَلَی یَا رَبِّ وَ لَكِنْ غَلَبَتْ عَلَیَّ شَهْوَتِی فَإِنْ تُعَذِّبْنِی فَبِذَنْبِی لَمْ تَظْلِمْنِی فَیَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ إِلَی النَّارِ فَیَقُولُ مَا كَانَ هَذَا ظَنِّی بِكَ فَیَقُولُ مَا كَانَ ظَنُّكَ بِی قَالَ كَانَ ظَنِّی بِكَ أَحْسَنَ الظَّنِّ فَیَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَقَدْ نَفَعَكَ حُسْنُ ظَنِّكَ بِیَ السَّاعَةَ.

أقول: سیأتی مثله فی باب الخوف و الرجاء.

«5»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ فَقَالَ هَذِهِ فِیكُمْ إِنَّهُ یُؤْتَی بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُوقَفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَكُونُ هُوَ الَّذِی یَلِی حِسَابَهُ فَیُوقِفُهُ عَلَی سَیِّئَاتِهِ شَیْئاً شَیْئاً فَیَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا فِی یَوْمِ كَذَا فِی سَاعَةِ كَذَا فَیَقُولُ أَعْرِفُ یَا رَبِّ قَالَ حَتَّی یُوقِفَهُ عَلَی سَیِّئَاتِهِ كُلِّهَا كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ أَعْرِفُ فَیَقُولُ سَتَرْتُهَا عَلَیْكَ فِی الدُّنْیَا وَ أَغْفِرُهَا لَكَ الْیَوْمَ أَبْدِلُوهَا لِعَبْدِی حَسَنَاتٍ قَالَ فَتُرْفَعُ صَحِیفَتُهُ لِلنَّاسِ فَیَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا كَانَتْ لِهَذَا الْعَبْدِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأُوْلئِكَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ.

«6»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَیُّوبَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْتَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِرَجُلٍ فَیُقَالُ احْتَجَّ فَیَقُولُ یَا رَبِّ خَلَقْتَنِی وَ هَدَیْتَنِی فَأَوْسَعْتَ عَلَیَ

ص: 288


1- أی أهلككم.

فَلَمْ أَزَلْ أُوَسِّعُ عَلَی خَلْقِكَ وَ أُیَسِّرُ عَلَیْهِمْ لِكَیْ تَنْشُرَ عَلَیَّ هَذَا الْیَوْمَ رَحْمَتَكَ وَ تُیَسِّرَهُ فَیَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَعَالَی ذِكْرُهُ صَدَقَ عَبْدِی أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ.

«7»-فس، تفسیر القمی عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أُوقِفَ الْمُؤْمِنُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَعَالَی فَیَكُونُ هُوَ الَّذِی یَلِی حِسَابَهُ فَیَعْرِضُ عَلَیْهِ عَمَلَهُ فَیَنْظُرُ فِی صَحِیفَتِهِ فَأَوَّلُ مَا یَرَی سَیِّئَاتُهُ فَیَتَغَیَّرُ لِذَلِكَ لَوْنُهُ وَ تَرْعَشُ فَرَائِصُهُ وَ تَفْزَعُ نَفْسُهُ ثُمَّ یَرَی حَسَنَاتِهِ فَتَقَرُّ عَیْنُهُ وَ تُسَرُّ نَفْسُهُ وَ یَفْرَحُ ثُمَّ یَنْظُرُ إِلَی مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الثَّوَابِ فَیَشْتَدُّ فَرَحُهُ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لِلْمَلَائِكَةِ احْمِلُوا الصُّحُفَ الَّتِی فِیهَا الْأَعْمَالُ الَّتِی لَمْ یَعْمَلُوهَا قَالَ فَیَقْرَءُونَهَا فَیَقُولُونَ وَ عِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا لَمْ نَعْمَلْ مِنْهَا شَیْئاً فَیَقُولُ صَدَقْتُمْ وَ لَكِنَّكُمْ نَوَیْتُمُوهَا فَكَتَبْنَاهَا لَكُمْ ثُمَّ یُثَابُونَ عَلَیْهَا.

«8»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیَمُنُّ عَلَی عَبْدِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَأْمُرُهُ أَنْ یَدْنُوَ مِنْهُ فَیَدْنُو (1)ثُمَّ یَعْرِفُهُ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِ یَقُولُ لَهُ أَ لَمْ تَدْعُنِی یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا بِكَذَا وَ كَذَا فَأَجَبْتُ دَعْوَتَكَ أَ لَمْ تَسْأَلْنِی یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا فَأَعْطَیْتُكَ مَسْأَلَتَكَ أَ لَمْ تَسْتَغِثْ بِی یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا فَأَغَثْتُكَ أَ لَمْ تَسْأَلْنِی فِی ضُرِّ كَذَا وَ كَذَا فَكَشَفْتُ ضُرَّكَ (2)وَ رَحِمْتُ صَوْتَكَ أَ لَمْ تَسْأَلْنِی مَالًا فَمَلَّكْتُكَ أَ لَمْ تَسْتَخْدِمْنِی فَأَخْدَمْتُكَ (3)أَ لَمْ تَسْأَلْنِی أَنْ أُزَوِّجَكَ فُلَانَةَ وَ هِیَ مَنِیعَةٌ عِنْدَ أَهْلِهَا فَزَوَّجْنَاكَهَا قَالَ فَیَقُولُ الْعَبْدُ بَلَی یَا رَبِّ أَعْطَیْتَنِی كُلَّ مَا سَأَلْتُكَ وَ قَدْ كُنْتُ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ أَلَا فَإِنِّی مُنْجِزٌ لَكَ مَا سَأَلْتَنِیهِ هَذِهِ الْجَنَّةُ لَكَ مُبَاحَةٌ أَرْضَیْتُكَ فَیَقُولُ الْمُؤْمِنُ نَعَمْ یَا رَبِّ أَرْضَیْتَنِی وَ قَدْ رَضِیتُ فَیَقُولُ اللَّهُ لَهُ عَبْدِی إِنِّی كُنْتُ أَرْضَی أَعْمَالَكَ وَ أَنَا أَرْضَی لَكَ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ فَإِنَّ أَفْضَلَ جَزَائِی عِنْدِی أَنْ أَسْكَنْتُكَ الْجَنَّةَ.

-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابن محبوب مثله.

ص: 289


1- فی المصدر: أن یدنو منه- یعنی من رحمته- فیدنو منه اه. م.
2- فی المصدر: أ لم تستغث بی یوم كذا و كذا و بك ضر كذا و كذا، فكشفت عنك ضرك؟ اه. م.
3- أی وهبتك خادما.

«9»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُؤْتَی بِعَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَیْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ فَیُقَالُ لَهُ اذْكُرْ وَ تَذَكَّرْ هَلْ لَكَ حَسَنَةٌ قَالَ فَیَذْكُرُ فَیَقُولُ یَا رَبِّ مَا لِی مِنْ حَسَنَةٍ إِلَّا أَنَّ عَبْدَكَ فُلَاناً الْمُؤْمِنَ مَرَّ بِی فَطَلَبَ مِنِّی مَاءً یَتَوَضَّأُ بِهِ فَیُصَلِّی بِهِ فَأَعْطَیْتُهُ قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَدْخِلُوا عَبْدِیَ الْجَنَّةَ.

باب 15 الخصال التی توجب التخلص من شدائد القیامة و أهوالها

«1»-لی، الأمالی للصدوق صَالِحُ بْنُ عِیسَی الْعِجْلِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ یَعْلَی بْنِ زَیْدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً فَقَالَ إِنِّی رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ عَجَائِبَ قَالَ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رَأَیْتَ حَدِّثْنَا بِهِ فِدَاكَ أَنْفُسُنَا وَ أَهْلُونَا وَ أَوْلَادُنَا فَقَالَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی وَ قَدْ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِیَقْبِضَ رُوحَهُ فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدَیْهِ فَمَنَعَهُ مِنْهُ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدْ بُسِطَ عَلَیْهِ عَذَابُ الْقَبْرِ فَجَاءَهُ وُضُوؤُهُ فَمَنَعَهُ مِنْهُ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدِ احْتَوَشَتْهُ الشَّیَاطِینُ (1)فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَنَجَّاهُ مِنْ بَیْنِهِمْ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدِ احْتَوَشَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَجَاءَتْهُ صَلَاتُهُ فَمَنَعَتْهُ مِنْهُمْ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی یَلْهَثُ عَطَشاً كُلَّمَا وَرَدَ حَوْضاً مُنِعَ فَجَاءَهُ صِیَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَسَقَاهُ وَ أَرْوَاهُ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی وَ النَّبِیُّونَ حَلَقاً حَلَقاً كُلَّمَا أَتَی حَلْقَةً طُرِدَ فَجَاءَهُ اغْتِسَالُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَأَخَذَ بِیَدِهِ فَأَجْلَسَهُ إِلَی جَنْبِی وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی بَیْنَ یَدَیْهِ ظُلْمَةٌ وَ مِنْ خَلْفِهِ ظُلْمَةٌ وَ عَنْ یَمِینِهِ ظُلْمَةٌ وَ عَنْ شِمَالِهِ ظُلْمَةٌ وَ مِنْ تَحْتِهِ ظُلْمَةٌ مُسْتَنْقِعاً فِی الظُّلْمَةِ فَجَاءَهُ حَجُّهُ وَ عُمْرَتُهُ فَأَخْرَجَاهُ مِنَ الظُّلْمَةِ وَ أَدْخَلَاهُ النُّورَ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی یُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِینَ فَلَا یُكَلِّمُونَهُ فَجَاءَهُ صِلَتُهُ لِلرَّحِمِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِینَ كَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ وَاصِلًا لِرَحِمِهِ

ص: 290


1- أی أحدقت الشیاطین به و جعلته فی وسطهم.

فَكَلَّمَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَ صَافَحُوهُ وَ كَانَ مَعَهُمْ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی یَتَّقِی وَهَجَ (1)النِّیرَانِ وَ شَرَرَهَا بِیَدِهِ وَ وَجْهِهِ فَجَاءَتْهُ صَدَقَتُهُ فَكَانَتْ ظِلًّا عَلَی رَأْسِهِ وَ سِتْراً عَلَی وَجْهِهِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدْ أَخَذَتْهُ الزَّبَانِیَةُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَجَاءَهُ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهْیُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَخَلَّصَاهُ مِنْ بَیْنِهِمْ وَ جَعَلَاهُ مَعَ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَةِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی جَاثِیاً عَلَی رُكْبَتَیْهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَحْمَةِ اللَّهِ حِجَابٌ فَجَاءَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَهُ بِیَدِهِ فَأَدْخَلَهُ فِی رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدْ هَوَتْ صَحِیفَتُهُ قِبَلَ شِمَالِهِ فَجَاءَهُ خَوْفُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَخَذَ صَحِیفَتَهُ فَجَعَلَهَا فِی یَمِینِهِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدْ خَفَّتْ مَوَازِینُهُ فَجَاءَهُ أَفْرَاطُهُ فَثَقَّلُوا مَوَازِینَهُ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَائِماً عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ فَجَاءَهُ رَجَاؤُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی قَدْ هَوَی فِی النَّارِ فَجَاءَتْهُ دُمُوعُهُ الَّتِی بَكَی مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ فَاسْتَخْرَجَتْهُ مِنْ ذَلِكَ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی عَلَی الصِّرَاطِ یَرْتَعِدُ كَمَا تَرْتَعِدُ السَّعَفَةُ فِی یَوْمِ رِیحٍ عَاصِفٍ فَجَاءَهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللَّهِ فَسَكَنَ رَعْدَتُهُ وَ مَضَی عَلَی الصِّرَاطِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی عَلَی الصِّرَاطِ یَزْحَفُ أَحْیَاناً وَ یَحْبُو أَحْیَاناً وَ یَتَعَلَّقُ أَحْیَاناً فَجَاءَتْهُ صَلَاتُهُ عَلَیَّ فَأَقَامَتْهُ عَلَی قَدَمَیْهِ وَ مَضَی عَلَی الصِّرَاطِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِی انْتَهَی إِلَی أَبْوَابِ الْجَنَّةِ كُلَّمَا انْتَهَی إِلَی بَابٍ أُغْلِقَ دُونَهُ فَجَاءَتْهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ صَادِقاً بِهَا فَفَتَحَتْ لَهُ الْأَبْوَابُ وَ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

بیان: لهث الكلب و غیره یلهث لهثا أخرج لسانه من شدة العطش قوله فجاءه أفراطه أی أولاده الذین ماتوا قبله و الزحف مشی الصبیّ علی استه و الحبو مشیه علی یدیه و بطنه.

«2»-كا، الكافی أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْضُ الْقِیَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلَّ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ.

«3»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِی بِطُوسَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ

ص: 291


1- الوهج: اتقاد النار و اشتعالها.

لَهُ مِنْبَرٌ بِحِذَاءِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَفْرُغَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ حِسَابِ عِبَادِهِ.

«4»-لی، الأمالی للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كَانَ عَلَی عَرْشِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فَأَمَّا الْأَوَّلُونَ فَنُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ الْآخِرُونَ فَمُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثُمَّ یُمَدُّ الْمِطْمَرُ (1)فَیَقْعُدُ مَعَنَا زُوَّارُ قُبُورِ الْأَئِمَّةِ أَلَا إِنَّ أَعْلَاهَا دَرَجَةً وَ أَقْرَبَهُمْ حَبْوَةً زُوَّارُ قَبْرِ وَلَدِی عَلِیٍّ.

توضیح: المطمر خیط للبنّاء یقدّر به.

«5»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَ آلَ عِمْرَانَ فَإِنَّ أَخْذَهُمَا بَرَكَةٌ وَ تَرْكَهُمَا حَسْرَةٌ وَ لَا یَسْتَطِیعُهُمَا الْبَطَلَةُ یَعْنِی السَّحَرَةَ وَ إِنَّهُمَا لَتَجِیئَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ عَبَایَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَیْرٍ صَوَافَّ یُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا وَ یُحَاجُّهُمَا رَبُّ الْعِزَّةِ وَ یَقُولَانِ یَا رَبَّ الْأَرْبَابِ إِنَّ عَبْدَكَ هَذَا قَرَأَنَا وَ أَظْمَأْنَا نَهَارَهُ وَ أَسْهَرْنَا لَیْلَهُ وَ أَنْصَبْنَا بَدَنَهُ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَیُّهَا الْقُرْآنُ فَكَیْفَ كَانَ تَسْلِیمُهُ لِمَا أَمَرْتُهُ (أَنْزَلْتُهُ) فِیكَ مِنْ تَفْضِیلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَخِی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ فَیَقُولَانِ یَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ إِلَهَ الْآلِهَةِ وَالاهُ وَ وَالَی وَلِیَّهُ (أَوْلِیَاءَهُ) وَ عَادَی أَعْدَاءَهُ إِذَا قَدَرَ جَهَرَ وَ إِذَا عَجَزَ اتَّقَی وَ اسْتَتَرَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ عَمِلَ إِذًا بِكُمَا كَمَا أَمَرْتُهُ وَ عَظَّمَ مِنْ خَطْبِكُمَا مَا أَعْظَمْتُهُ یَا عَلِیُّ أَ مَا تَسْمَعُ شَهَادَةَ الْقُرْآنِ لِوَلِیِّكَ هَذَا فَیَقُولُ عَلِیٌّ بَلَی یَا رَبِّ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی فَاقْتَرِحْ لَهُ مَا یَزِیدُ- (فَیَقْتَرِحُ لَهُ مَا یَزِیدُ) عَلَی أَمَانِیِّ هَذَا الْقَارِئِ (2)مِنَ الْأَضْعَافِ الْمُضَاعَفَاتِ مَا لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُقَالُ قَدْ أَعْطَیْتُهُ مَا اقْتَرَحْتَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ وَالِدَیِ الْقَارِئِ لَیُتَوَّجَانِ بِتَاجِ الْكَرَامَةِ یُضِی ءُ نُورُهُ مِنْ مَسِیرَةِ عَشَرَةِ آلَافِ سَنَةٍ وَ یُكْسَیَانِ حُلَّةً لَا یَقُومُ لِأَقَلِّ سِلْكٍ مِنْهَا مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مَا فِی الدُّنْیَا بِمَا یَشْتَمِلُ عَلَیْهِ مِنْ خَیْرَاتِهَا ثُمَّ یُعْطَی هَذَا الْقَارِئُ الْمُلْكَ بِیَمِینِهِ (3)وَ الْخُلْدَ بِشِمَالِهِ فِی كِتَابٍ یَقْرَأُ مِنْ كِتَابِهِ بِیَمِینِهِ

ص: 292


1- فی كامل الزیارات «ص 308» و التهذیب «ج 2 ص 29»: المضمار. و فی الكافی «ج 1 ص 326»: الطعام.
2- فی التفسیر المطبوع هكذا: فیقول اللّٰه عزّ و جلّ: فاقترح إذا له ما ترید، فیقترح له ما یزید علی امانی هذا القارئ اه.
3- فی التفسیر المطبوع: الملك بیمینه فی كتاب اللّٰه؛ و لعلّ الصحیح: و الملك بیمینه فی كتاب.

قَدْ جُعِلْتَ مِنْ أَفَاضِلِ مُلُوكِ الْجِنَانِ وَ مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٍّ خَیْرِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمَا سَادَةِ الْأَتْقِیَاءِ وَ یَقْرَأُ مِنْ كِتَابِهِ بِشِمَالِهِ قَدْ أَمِنْتَ الزَّوَالَ وَ الِانْتِقَالَ عَنْ هَذِهِ الْمُلْكِ وَ أَعَذْتَ مِنَ الْمَوْتِ وَ الْأَسْقَامِ وَ كُفِیتَ الْأَمْرَاضَ وَ الْأَعْلَالَ وَ جُنِّبْتَ حَسَدَ الْحَاسِدِینَ وَ كَیْدَ الْكَائِدِینَ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَ ارْقَ وَ مَنْزِلُكَ عِنْدَ آخِرِ آیَةٍ تَقْرَؤُهَا فَإِذَا نَظَرَ وَالِدَاهُ إِلَی حِلْیَتِهِمَا وَ تَاجَیْهِمَا قَالا رَبَّنَا أَنَّی لَنَا هَذَا الشَّرَفُ وَ لَمْ تَبْلُغْهُ أَعْمَالُنَا فَیُقَالُ لَهُمَا أَكْرَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا لَكُمَا بِتَعْلِیمِكُمَا وَلَدَكُمَا الْقُرْآنَ (1)

بیان: قال فی النهایة فیه تأتی البقرة و آل عمران كأنهما فرقان من طیر صواف أی قطعتان.

«6»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَعْرَافِ فِی كُلِّ شَهْرٍ كَانَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنَ الْآمِنِینَ الَّذِینَ (2)لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ فَإِنْ قَرَأَهَا فِی كُلِّ جُمُعَةٍ كَانَ مِمَّنْ لَا یُحَاسَبُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَمَا إِنَّ فِیهَا مُحْكَماً فَلَا تَدَعُوا قِرَاءَتَهَا فَإِنَّهَا تَشْهَدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِمَنْ قَرَأَهَا (3)

«7»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ یُونُسَ فِی كُلِّ شَهْرَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ لَمْ یُخَفْ عَلَیْهِ أَنْ یَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ وَ كَانَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ.

«8»-وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ هُودٍ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی زُمْرَةِ النَّبِیِّینَ وَ لَمْ تُعْرَفْ لَهُ خَطِیئَةٌ عَمِلَهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«9»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ یُوسُفَ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَوْ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ جَمَالُهُ كَجَمَالِ یُوسُفَ وَ لَا یُصِیبُهُ فَزَعُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ (4)

«10»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَكْثَرَ قِرَاءَةَ سُورَةِ الرَّعْدِ وَ كَانَ مُؤْمِناً دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ شُفِّعَ فِی جَمِیعِ مَنْ یَعْرِفُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ إِخْوَانِهِ.

ص: 293


1- فی التفسیر المطبوع: فیقول لهما كرام ملائكة اللّٰه عزّ و جلّ: هذا لكما لتعلیمكما ولدكما القرآن.
2- فی المصدر: یوم القیامة من الذین اه. م.
3- أخرجه و ما بعده مرسلا للاختصار و إلا فجل أحادیث الباب مسانید راجع المصدر.
4- فی المصدر بعد ذلك: و كان من خیار عباد اللّٰه الصالحین و قال انها كانت فی التوراة مكتوبة. م.

«11»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ كُلَّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ لَمْ یَمُتْ إِلَّا شَهِیداً وَ بَعَثَهُ (1)اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ الشُّهَدَاءِ وَ وَقَفَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ الشُّهَدَاءِ.

«12»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ مَرْیَمَ (2)كَانَ فِی الْآخِرَةِ مِنْ أَصْحَابِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ أُعْطِیَ فِی الْآخِرَةِ مُلْكَ سُلَیْمَانَ فِی الدُّنْیَا.

«13»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ (3)قِرَاءَةَ طه أَعْطَاهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ لَمْ یُحَاسَبْ بِمَا عَمِلَ فِی الْإِسْلَامِ وَ أُعْطِیَ فِی الْآخِرَةِ حَتَّی یَرْضَی (4)

«14»-وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ لَمْ یُعَذِّبْهُ اللَّهُ أَبَداً وَ لَمْ یُحَاسِبْهُ وَ كَانَ مَنْزِلُهُ فِی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی.

«15»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ السَّجْدَةِ فِی كُلِّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ لَمْ یُحَاسِبْهُ بِمَا كَانَ مِنْهُ وَ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام.

«16»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ كَانَ كَثِیرَ الْقِرَاءَةِ لِسُورَةِ الْأَحْزَابِ كَانَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی جِوَارِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَزْوَاجِهِ.

«17»-وَ عَنْهُ علیه السلام فِی فَضْلِ قِرَاءَةِ سُورَةِ یس وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ لَمْ یَزَلْ فِی قَبْرِهِ نُورٌ سَاطِعٌ إِلَی أَعْنَانِ السَّمَاءِ إِلَی أَنْ یُخْرِجَهُ مِنْ قَبْرِهِ فَإِذَا أَخْرَجَهُ لَمْ تَزَلْ مَلَائِكَةُ اللَّهِ تَعَالَی مَعَهُ یُشَیِّعُونَهُ وَ یُحَدِّثُونَهُ وَ یَضْحَكُونَ فِی وَجْهِهِ وَ یُبَشِّرُونَهُ بِكُلِّ خَیْرٍ حَتَّی یَتَجَاوَزُوا بِهِ الْمِیزَانَ وَ الصِّرَاطَ وَ یُوقِفُوهُ مِنَ اللَّهِ مَوْقِفاً لَا یَكُونُ عِنْدَ اللَّهِ خَلْقٌ أَقْرَبَ مِنْهُ إِلَّا مَلَائِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ وَ هُوَ مَعَ النَّبِیِّینَ وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ لَا یَحْزَنُ مَعَ مَنْ یَحْزَنُ وَ لَا یَهْتَمُّ مَعَ مَنْ یَهْتَمُّ وَ لَا یَجْزَعُ مَعَ مَنْ یَجْزَعُ ثُمَّ یَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اشْفَعْ عَبْدِی أُشَفِّعْكَ فِی جَمِیعِ مَا تَشْفَعُ وَ سَلْنِی عَبْدِی أُعْطِكَ جَمِیعَ مَا تَسْأَلُ فَیَسْأَلُ فَیُعْطَی وَ یَشْفَعُ فَیُشَفَّعُ وَ لَا یُحَاسَبُ فِیمَنْ یُحَاسَبُ وَ لَا یُوقَفُ

ص: 294


1- فی المصدر: و یبعثه اللّٰه م.
2- فی المصدر: من أدمن قراءة سورة مریم لم یمت حتّی یصیب ما یغنیه فی نفسه و ماله و ولده و كان اه م.
3- أدمن الشی ء: أدامه.
4- فی المصدر: و أعطی فی الآخرة من الاجر حتّی یرضی. م.

مَعَ مَنْ یُوقَفُ وَ لَا یَذِلُّ مَعَ مَنْ یَذِلُّ وَ لَا یُنْكَبُ بِخَطِیئَةٍ (1)وَ لَا شَیْ ءٍ مِنْ سُوءِ عَمَلِهِ وَ یُعْطَی كِتَاباً مَنْشُوراً حَتَّی یَهْبِطَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَیَقُولُ النَّاسُ بِأَجْمَعِهِمْ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا كَانَ لِهَذَا الْعَبْدِ مِنْ خَطِیئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ یَكُونُ مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

«18»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ حم السَّجْدَةَ كَانَتْ لَهُ نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَدَّ بَصَرِهِ وَ سُرُوراً (2)

«19»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ حمعسق بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالثَّلْجِ أَوْ كَالشَّمْسِ حَتَّی یَقِفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولُ أَدْمَنْتَ عَبْدِی قِرَاءَةَ حمعسق وَ لَمْ تَدْرِ مَا ثَوَابُهَا أَمَا لَوْ دَرَیْتَ مَا هِیَ وَ مَا ثَوَابُهَا لَمَا مَلِلْتَ مِنْ قِرَاءَتِهَا وَ لَكِنْ سَأُجْزِیكَ جَزَاءَكَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَهُ فِیهَا قَصْراً مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ أَبْوَابُهَا وَ شُرَفُهَا وَ دَرَجُهَا مِنْهَا یُرَی ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَ لَهُ فِیهَا جَوَارٍ أَتْرَابٌ (3)مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ أَلْفُ غُلَامٍ مِنَ الْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِینَ الَّذِینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی.

«20»-وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِی فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ بَعَثَهُ اللَّهُ مِنَ الْآمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَظَلَّهُ تَحْتَ عَرْشِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَاباً یَسِیراً وَ أَعْطَاهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ.

«21»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَرَأَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ أَوْ كُلِّ جُمُعَةٍ سُورَةَ الْأَحْقَافِ لَمْ تُصِبْهُ رَوْعَةٌ فِی الدُّنْیَا وَ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«22»-وَ عَنْهُ مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ إِنَّا فَتَحْنَا نَادَی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْمِعَ الْخَلَائِقَ أَنْتَ مِنْ عِبَادِیَ الْمُخْلَصِینَ أَلْحِقُوهُ بِالصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِی فَأَسْكِنُوهُ جَنَّاتِ النَّعِیمِ وَ اسْقُوهُ الرَّحِیقَ الْمَخْتُومَ بِمِزَاجِ الْكَافُورِ.

ص: 295


1- هكذا فی الكتاب، و الصحیح كما فی ثواب الأعمال المطبوع: و لا یكتب بخطیئته.
2- فی المصدر بعد ذلك: و عاش فی الدنیا محمودا مغبوطا. م.
3- جمع ترب و هو فی الأصل الجاریة التی تلعب مع نظائرها فی التراب ابان الصغر.

«23»-وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ فِی فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ قِرَاءَةَ سُورَةِ ق أَعْطَاهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَاباً یَسِیراً.

«24»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَدَعُوا قِرَاءَةَ الرَّحْمَنِ وَ الْقِیَامَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَقِرُّ فِی قُلُوبِ الْمُنَافِقِینَ وَ یَأْتِی بِهَا رَبُّهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی صُورَةِ آدَمِیٍّ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ وَ أَطْیَبِ رِیحٍ حَتَّی یَقِفَ مِنَ اللَّهِ مَوْقِفاً لَا یَكُونُ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا فَیَقُولُ لَهَا مَنِ الَّذِی كَانَ یَقُومُ بِكِ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَ یُدْمِنُ قِرَاءَتَكِ فَتَقُولُ یَا رَبِّ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَتَبْیَضُّ وُجُوهُهُمْ فَیَقُولُ لَهُمُ اشْفَعُوا فِیمَنْ أَحْبَبْتُمْ فَیَشْفَعُونَ حَتَّی لَا تَبْقَی لَهُمْ غَایَةٌ وَ لَا أَحَدٌ یَشْفَعُونَ لَهُ فَیَقُولُ لَهُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ اسْكُنُوا فِیهَا حَیْثُ شِئْتُمْ.

«25»-وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ كُلَّ لَیْلَةٍ قَبْلَ أَنْ یَنَامَ لَقِیَ اللَّهَ تَعَالَی وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ.

«26»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ التَّغَابُنِ فِی فَرِیضَةٍ كَانَتْ شَفِیعَةً لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ شَاهِدَ عَدْلٍ عِنْدَ مَنْ یُجِیزُ شَهَادَتَهَا لَا یُفَارِقُهَا حَتَّی یُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.

«27»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الطَّلَاقِ وَ التَّحْرِیمِ فِی فَرِیضَةٍ أَعَاذَهُ اللَّهُ أَنْ یَكُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِمَّنْ یَخَافُ أَوْ یَحْزَنُ وَ عُوفِیَ مِنَ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ بِتِلَاوَتِهِ إِیَّاهُمَا وَ مُحَافَظَتِهِ عَلَیْهِمَا لِأَنَّهُمَا لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.

«28»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْمُلْكِ فِی الْمَكْتُوبَةِ قَبْلَ أَنْ یَنَامَ لَمْ یَزَلْ فِی أَمَانِ اللَّهِ حَتَّی یُصْبِحَ وَ فِی أَمَانِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

«29»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَكْثَرَ قِرَاءَةَ سُورَةِ الْمَعَارِجِ لَمْ یَسْأَلْهُ اللَّهُ عَنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ (1)وَ أَسْكَنَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صلوات اللّٰه علیهم أجمعین (2)

«30»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ لَا أُقْسِمُ وَ كَانَ یَعْمَلُ بِهَا بَعَثَهَا اللَّهُ

ص: 296


1- فی المصدر: لم یسأله اللّٰه یوم القیامة عن ذنب عمله. م.
2- فی المصدر: و اسكنه الجنة مع محمّد و أهل بیته علیهم السلام. م.

مَعَهُ (1)مِنْ قَبْرِهِ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ تُبَشِّرُهُ وَ تَضْحَكُ فِی وَجْهِهِ حَتَّی یَجُوزَ عَلَی الصِّرَاطِ وَ الْمِیزَانِ.

«31»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ وَ النَّازِعَاتِ لَمْ یَمُتْ إِلَّا رَیَّانَ وَ لَمْ یَبْعَثْهُ اللَّهُ إِلَّا رَیَّانَ وَ لَمْ یُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ إِلَّا رَیَّانَ.

«32»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ كَانَ قِرَاءَتُهُ فِی الْفَرِیضَةِ وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ أَعْطَاهُ اللَّهُ الْأَمْنَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنَ النَّارِ وَ لَمْ تَرَهُ وَ لَا یَرَاهَا وَ لَمْ یَمُرَّ عَلَی جِسْرِ جَهَنَّمَ وَ لَا یُحَاسَبُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«33»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ فِی فَرَائِضِهِ كَانَ مَحْشَرُهُ وَ مَوْقِفُهُ مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ.

«34»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ فِی فَرَائِضِهِ وَ السَّمَاءِ وَ الطَّارِقِ كَانَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ جَاهاً وَ مَنْزِلَةً (2)وَ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِیِّینَ وَ أَصْحَابِهِمْ فِی الْجَنَّةِ.

«35»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَعْلَی فِی فَرِیضَةٍ أَوْ نَافِلَةٍ قِیلَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ادْخُلْ مِنْ أَیِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ.

«36»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ الْغَاشِیَةِ فِی فَرِیضَةٍ أَوْ نَافِلَةٍ غَشَّاهُ اللَّهُ رَحْمَتَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ آتَاهُ الْأَمْنَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ.

«37»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ كَانَ قِرَاءَتُهُ فِی الْفَرِیضَةِ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ كَانَ فِی الْآخِرَةِ مَعْرُوفاً أَنَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَكَاناً وَ كَانَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِیِّینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ.

«38»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَكْثَرَ قِرَاءَةَ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ الضُّحَی وَ أَ لَمْ نَشْرَحْ فِی یَوْمٍ أَوْ لَیْلَةٍ لَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ بِحَضْرَتِهِ إِلَّا شَهِدَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی شَعْرُهُ وَ بَشَرُهُ وَ لَحْمُهُ وَ دَمُهُ وَ عُرُوقُهُ وَ عَصَبُهُ وَ عِظَامُهُ وَ جَمِیعُ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ (3)مِنْهُ

ص: 297


1- فی المصدر: مع رسول اللّٰه. م.
2- أی كانت هذه السورة جاها و منزلة له عند اللّٰه.
3- أقل الشی ء و استقله: إذا رفعه و حمله.

وَ یَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَبِلْتُ شَهَادَتَكُمْ لِعَبْدِی وَ أَجَزْتُهَا لَهُ (1)انْطَلِقُوا بِهِ إِلَی جِنَانِی حَتَّی یَتَخَیَّرَ مِنْهَا حَیْثُ مَا أَحَبَّ فَأَعْطُوهُ إِیَّاهَا مِنْ غَیْرِ مَنٍّ مِنِّی وَ لَكِنْ رَحْمَةً مِنِّی وَ فَضْلًا مِنِّی عَلَیْهِ فَهَنِیئاً هَنِیئاً لِعَبْدِی.

«39»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ وَ الْعَادِیَاتِ وَ أَدْمَنَ قِرَاءَتَهَا بَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ خَاصَّةً وَ كَانَ فِی حَجْرِهِ وَ رُفَقَائِهِ.

«40»-وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ أَكْثَرَ مِنْ قِرَاءَةِ الْقَارِعَةِ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ قَیْحِ جَهَنَّمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«41»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْعَصْرِ فِی نَوَافِلِهِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُشْرِقاً وَجْهُهُ ضَاحِكاً سِنُّهُ قَرِیراً عَیْنُهُ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

«42»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ فِی فَرَائِضِهِ أَ لَمْ تَرَ كَیْفَ شَهِدَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ كُلُّ سَهْلٍ وَ جَبَلٍ وَ مَدَرٍ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الصَّالِحِینَ وَ یُنَادَی لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ صَدَقْتُمْ عَلَی عَبْدِی قُبِلَتْ شَهَادَتُكُمْ لَهُ وَ عَلَیْهِ أَدْخِلُوا عَبْدِیَ الْجَنَّةَ وَ لَا تُحَاسِبُوهُ فَإِنَّهُ مِمَّنْ أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ عَمَلَهُ.

«43»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ أَكْثَرَ قِرَاءَةَ لِإِیلَافِ قُرَیْشٍ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی مَرْكَبٍ مِنْ مَرَاكِبِ الْجَنَّةِ حَتَّی یَقْعُدَ عَلَی مَوَائِدِ النُّورِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«44»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ أَ رَأَیْتَ الَّذِی یُكَذِّبُ بِالدِّینِ فِی فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ كَانَ فِیمَنْ قَبِلَ اللَّهُ صَلَاتَهُ وَ صِیَامَهُ وَ لَمْ یُحَاسِبْهُ بِمَا كَانَ مِنْهُ فِی الدُّنْیَا (2)

«45»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ فِی فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الْكَوْثَرِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ كَانَ مُحَدَّثُهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«46»-وَ عَنْهُ علیه السلام مَنْ قَرَأَ قُلْ یا أَیُّهَا الْكافِرُونَ- وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی فَرِیضَةٍ مِنَ الْفَرَائِضِ بَعَثَهُ اللَّهُ شَهِیداً.

«47»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ زَوَّجَ عَزَباً (3)كَانَ مِمَّنْ یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

ص: 298


1- أی أنفذتها له.
2- فی المصدر: فی الحیاة الدنیا. م.
3- فی المصدر: اعزبا. م.

«48»-ل، الخصال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ یَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ أَقَالَ نَادِماً أَوْ أَغَاثَ لَهْفَانَ أَوْ أَعْتَقَ نَسَمَةً أَوْ زَوَّجَ عَزَباً.

«49»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللَّهْفَانَ اللَّهْثَانَ (1)عِنْدَ جَهْدِهِ فَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ أَوْ أَجَابَهُ عَلَی نَجَاحِ حَاجَتِهِ كَانَتْ لَهُ بِذَلِكَ سَبْعُونَ رَحْمَةً لِأَفْزَاعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَهْوَالِهِ (2)

«50»-لی، الأمالی للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی فَضِیلَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: وَ قَضَی لَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ خَمْسَةَ عَشَرَ سَبْعِینَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ مَا یُعْطِی أَیُّوبَ وَ اسْتَغْفَرَ لَكُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعِینَ نُوراً عَشَرَةً عَنْ یَمِینِكُمْ وَ عَشَرَةً عَنْ یَسَارِكُمْ وَ عَشَرَةً أَمَامَكُمْ وَ عَشَرَةً خَلْفَكُمْ وَ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ سِتَّةَ عَشَرَ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنَ الْقَبْرِ سِتِّینَ حُلَّةً تَلْبَسُونَهَا وَ نَاقَةً تَرْكَبُونَهَا وَ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْكُمْ غَمَامَةً تُظِلُّكُمْ مِنْ حَرِّ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ یَوْمَ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِینَ بَنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ تَحْتَ الْعَرْشِ أَلْفَ قُبَّةٍ خَضْرَاءَ عَلَی رَأْسِ كُلِّ قُبَّةٍ خَیْمَةٌ مِنْ نُورٍ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ أَنَا رَبُّكُمْ وَ أَنْتُمْ عَبِیدِی اسْتَظِلُّوا بِظِلِّ عَرْشِی فِی هَذِهِ الْقِبَابِ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِیئاً فَ لا خَوْفٌ عَلَیْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ وَ لَأُتَوِّجَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِأَلْفِ تَاجٍ مِنْ نُورٍ وَ لَأُرْكِبَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَی نَاقَةٍ خُلِقَتْ مِنْ نُورٍ زِمَامُهَا مِنْ نُورٍ وَ فِی ذَلِكَ الزِّمَامِ أَلْفُ حَلْقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فِی كُلِّ حَلْقَةٍ مَلَكٌ قَائِمٌ عَلَیْهَا مَلَائِكَةٌ بِیَدِ كُلِّ مَلَكٍ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ الْخَبَرَ.

«51»-م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ مَالٍ تُنْفِقُونَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنْ

ص: 299


1- اللّٰهفان: المكروب، و اللّٰهثان: العطشان.
2- فی ثواب الأعمال المطبوع: و أعانه علی نجاح حاجته كانت له بذلك عند اللّٰه اثنان و سبعون رحمة من اللّٰه، یعجل له منها واحدة تصلح بها معیشته، و یدخر له أحدا و سبعین رحمة لافزاع القیامة و أهوالها.

لَمْ یَكُنْ لَكُمْ مَالٌ فَمِنْ جَاهِكُمْ تَبْذُلُونَهُ لِإِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِینَ تَجُرُّونَ بِهِ إِلَیْهِمُ الْمَنَافِعَ وَ تَدْفَعُونَ بِهِ عَنْهُمُ الْمَضَارَّ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ یَنْفَعُكُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَحُطُّ بِهِ عَنْ سَیِّئَاتِكُمْ وَ یُضَاعِفُ بِهِ حَسَنَاتِكُمْ وَ یَرْفَعُ بِهِ دَرَجَاتِكُمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِبَادَ اللَّهِ أَطِیعُوا اللَّهَ فِی أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ وَ تَقَرَّبُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی اللَّهِ بِنَوَافِلِ الطَّاعَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُعَظِّمُ بِهِ الْمَثُوبَاتِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَیَقِفُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَوْقِفاً یَخْرُجُ عَلَیْهِ مِنْ لَهَبِ النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ جَمِیعِ جِبَالِ الدُّنْیَا حَتَّی مَا یَكُونُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا حَائِلٌ بَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ تَطَایَرَ مِنَ الْهَوَاءِ (1)رَغِیفٌ أَوْ حَبَّةُ فِضَّةٍ قَدْ وَاسَی بِهَا أَخاً مُؤْمِناً عَلَی إِضَافَتِهِ فَتَنْزِلُ حَوَالَیْهِ فَتَصِیرُ كَأَعْظَمِ الْجِبَالِ مُسْتَدِیراً حَوَالَیْهِ وَ تَصُدُّ عَنْهُ ذَلِكَ اللَّهَبَ فَلَا یُصِیبُهُ مِنْ حَرِّهَا وَ لَا دُخَانِهَا شَیْ ءٌ إِلَی أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ عَلَی هَذَا یَقَعُ مُوَاسَاتُهُ لِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّهُ لَیَنْفَعُ بَعْضَ الْمُؤْمِنِینَ بِأَعْظَمَ مِنْ هَذَا وَ رُبَّمَا جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ تَمَثَّلَ لَهُ سَیِّئَاتُهُ وَ حَسَنَاتُهُ وَ إِسَاءَتُهُ (2)إِلَی إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ هِیَ الَّتِی تَعَظَّمُ وَ تَتَضَاعَفُ فَتَمْتَلِئُ بِهَا صَحَائِفُهُ وَ تَفَرَّقُ حَسَنَاتُهُ عَلَی خُصَمَائِهِ الْمُؤْمِنِینَ الْمَظْلُومِینَ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَیَتَحَیَّرُ وَ یَحْتَاجُ إِلَی حَسَنَاتٍ تُوَازِی سَیِّئَاتِهِ فَیَأْتِیهِ أَخٌ لَهُ مُؤْمِنٌ قَدْ كَانَ أَحْسَنَ إِلَیْهِ فِی الدُّنْیَا فَیَقُولُ لَهُ قَدْ وَهَبْتُ لَكَ جَمِیعَ حَسَنَاتِی بِإِزَاءِ مَا كَانَ مِنْكَ إِلَیَّ فِی الدُّنْیَا فَیَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ بِهَا وَ یَقُولُ لِهَذَا الْمُؤْمِنِ فَأَنْتَ بِمَا ذَا تَدْخُلُ جَنَّتِی فَیَقُولُ بِرَحْمَتِكَ یَا رَبِّ فَیَقُولُ اللَّهُ جُدْتَ عَلَیْهِ بِجَمِیعِ حَسَنَاتِكَ وَ نَحْنُ أَوْلَی بِالْجُودِ مِنْكَ وَ الْكَرْمِ وَ قَدْ تَقَبَّلْتُهَا عَنْ أَخِیكِ وَ قَدْ رَدَدْتُهَا عَلَیْكَ وَ أَضْعَفْتُهَا لَكَ فَهُوَ أَفْضَلُ أَهْلِ الْجِنَانِ (3)

«52»-لی، الأمالی للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ یَوْمَیْنِ لَمْ یَصِفِ الْوَاصِفُونَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ كُتِبَ

ص: 300


1- فی التفسیر المطبوع: بینا هو كذلك قد تحیر إذا تطایر بین الهواء.
2- فی التفسیر المطبوع: من تمثل له سیئاته و إساءته اه.
3- فی التفسیر المطبوع: فهو من أفاضل أهل الجنان.

لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ عَشَرَةٍ مِنَ الصَّادِقِینَ فِی عُمُرِهِمْ بَالِغَةً أَعْمَارُهُمْ مَا بَلَغَتْ وَ یُشَفَّعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی مِثْلِ مَا یُشَفَّعُونَ فِیهِ وَ یُحْشَرُ مَعَهُمْ فِی زُمْرَتِهِمْ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ یَكُونَ مِنْ رُفَقَائِهِمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ خَمْسَةَ أَیَّامٍ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُرْضِیَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ بُعِثَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتَّةَ أَیَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ لِوَجْهِهِ نُورٌ یَتَلَأْلَأُ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنْ نُورِ الشَّمْسِ وَ أُعْطِیَ سِوَی ذَلِكَ نُوراً یَسْتَضِی ءُ بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ بُعِثَ مِنَ الْآمِنِینَ حَتَّی یَمُرَّ عَلَی الصِّرَاطِ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةَ أَیَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا یُصْرَفُ وَجْهُهُ دُونَ الْجَنَّةِ وَ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ لِوَجْهِهِ نُورٌ یَتَلَأْلَأُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ حَتَّی یَقُولُوا هَذَا نَبِیٌّ مُصْطَفًی وَ إِنَّ أَدْنَی مَا یُعْطَی أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ عَشَرَةَ أَیَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ جَنَاحَیْنِ أَخْضَرَیْنِ مَنْظُومَیْنِ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ یَطِیرُ بِهِمَا عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ إِلَی الْجِنَانِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ أَحَدَ عَشَرَ یَوْماً مِنْ رَجَبٍ لَمْ یُوَافَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَبْدٌ أَفْضَلُ ثَوَاباً مِنْهُ إِلَّا مَنْ صَامَ مِثْلَهُ أَوْ زَادَ عَلَیْهِ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ اثْنَیْ عَشَرَ یَوْماً كُسِیَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حُلَّتَیْنِ خَضْرَاوَیْنِ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ یُحَبَّرُ بِهِمَا لَوْ دُلِّیَتْ حُلَّةٌ مِنْهُمَا إِلَی الدُّنْیَا لَأَضَاءَ مَا بَیْنَ شَرْقِهَا وَ غَرْبِهَا وَ لَصَارَ الدُّنْیَا أَطْیَبَ مِنْ رِیحِ الْمِسْكِ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ یَوْماً وُضِعَتْ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَائِدَةٌ مِنْ یَاقُوتٍ أَخْضَرَ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ قَوَائِمُهَا مِنْ دُرٍّ أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْیَا سَبْعِینَ مَرَّةً عَلَیْهَا صِحَافُ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فِی كُلِّ صفحة (صَحْفَةٍ) سَبْعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ لَا یُشْبِهُ اللَّوْنُ اللَّوْنَ وَ لَا الرِّیحُ الرِّیحَ فَیَأْكُلُ مِنْهَا وَ النَّاسُ فِی شِدَّةٍ شَدِیدَةٍ وَ كَرْبٍ عَظِیمٍ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً وَقَفَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَوْقِفَ الْآمِنِینَ فَلَا یَمُرُّ بِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا رَسُولٌ وَ لَا نَبِیٌّ إِلَّا قَالَ طُوبَاكَ أَنْتَ آمِنٌ مُقَرَّبٌ مُشْرِفٌ مَغْبُوطٌ مَحْبُورٌ سَاكِنُ الْجِنَانِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ سَبْعَةَ عَشَرَ یَوْماً مِنْ رَجَبٍ وُضِعَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْبَاحٍ مِنْ نُورٍ حَتَّی یَمُرَّ عَلَی الصِّرَاطِ بِنُورِ تِلْكَ الْمَصَابِیحِ إِلَی الْجِنَانِ تُشَیِّعُهُ

ص: 301

الْمَلَائِكَةُ بِالتَّرْحِیبِ (1)وَ التَّسْلِیمِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَحَداً وَ عِشْرِینَ یَوْماً شُفِّعَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی مِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْخَطَایَا وَ الذُّنُوبِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ خَمْسَةً وَ عِشْرِینَ یَوْماً فَإِنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ تَلْقَاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِیَدِ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ لِوَاءٌ مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ وَ مَعَهُمْ طَرَائِفُ الْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ فَیَقُولُونَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ النَّجَاءَ (2)إِلَی رَبِّكَ فَهُوَ مِنْ أَوَّلِ النَّاسِ دُخُولًا فِی جَنَّاتِ عَدْنٍ مَعَ الْمُقَرَّبِینَ الَّذِینَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ وَ مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتَّةً وَ عِشْرِینَ یَوْماً بَنَی اللَّهُ لَهُ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ مِائَةَ قَصْرٍ مِنْ دُرٍّ وَ یَاقُوتٍ عَلَی رَأْسِ كُلِّ قَصْرٍ خَیْمَةٌ حَمْرَاءُ مِنْ حَرِیرِ الْجِنَانِ یَسْكُنُهَا نَاعِماً وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ الْخَبَرَ.

«53»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ وَقَّرَ ذَا شَیْبَةٍ فِی الْإِسْلَامِ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«54»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ دُفِنَ فِی الْحَرَمِ أَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ قُلْتُ لَهُ مِنْ بَرِّ النَّاسِ وَ فَاجِرِهِمْ قَالَ مِنْ بَرِّ النَّاسِ وَ فَاجِرِهِمْ.

«55»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَاتَ فِی طَرِیقِ مَكَّةَ ذَاهِباً أَوْ جَائِیاً أَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«56»-یه، من لا یحضره الفقیه عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَاتَ مُحْرِماً بَعَثَهُ اللَّهُ مُلَبِّیاً.

«57»-وَ قَالَ علیه السلام مَنْ مَاتَ فِی أَحَدِ الْحَرَمَیْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ مِنَ الْآمِنِینَ وَ مَنْ مَاتَ بَیْنَ الْحَرَمَیْنِ لَمْ یُنْشَرْ لَهُ دِیوَانٌ.

«58»-كا، الكافی عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ أَتَی قَبْرَ أَخِیهِ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی الْقَبْرِ وَ قَرَأَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمِنَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ.

«59»-ل، الخصال بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ دُونَ النَّاسِ (3)آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

ص: 302


1- رحبه: قال له: مرحبا.
2- النجاء و النجا أی أسرع، هو من باب الاغراء منصوب بفعل محذوف تقدیره: ألزم النجاء، و قد یوصل به كاف الخطاب، یقال النجاءك النجاءك، النجاك النجاك.
3- فی المصدر: دون مقت الناس. م.

«60»-یه، من لا یحضره الفقیه بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ عَرَضَتْ لَهُ فَاحِشَةٌ أَوْ شَهْوَةٌ فَاجْتَنَبَهَا مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ النَّارَ وَ آمَنَهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ.

«61»-ثو، ثواب الأعمال بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: مَنْ حَمَلَ أَخَاهُ عَلَی رَحْلِهِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی الْمَوْقِفِ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ یُبَاهِی بِهِ الْمَلَائِكَةَ.

«62»-فس، تفسیر القمی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ كَظَمَ غَیْظاً وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَی إِمْضَائِهِ حَشَا اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْناً وَ إِیمَاناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«63»-كا، الكافی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْ عَمَلٍ یُوضَعُ (1)فِی مِیزَانِ امْرِئٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَفْضَلَ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ.

«64»-لی، الأمالی للصدوق عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَطْوَلُكُمْ قُنُوتاً فِی دَارِ الدُّنْیَا أَطْوَلُكُمْ رَاحَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْمَوْقِفِ.

«65»-لی، الأمالی للصدوق عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقْرَبُكُمْ غَداً مِنِّی فِی الْمَوْقِفِ أَصْدَقُكُمْ لِلْحَدِیثِ وَ آدَاكُمْ لِلْأَمَانَةِ وَ أَوْفَاكُمْ بِالْعَهْدِ وَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ.

«66»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنِ ارْتَبَطَ فَرَساً فِی سَبِیلِ اللَّهِ كَانَ عَلَفُهُ وَ رَوْثُهُ وَ شَرَابُهُ فِی مِیزَانِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«67»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُنَّ یَأْتِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَهُنَّ مُقَدِّمَاتٌ وَ مُؤَخِّرَاتٌ وَ مُعَقِّبَاتٌ وَ هُنَّ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ.

«68»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا بَشِّرِ الْمَشَّاءِینَ فِی الظُّلُمَاتِ إِلَی الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«69»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ الْمُؤَذِّنُونَ.

ص: 303


1- فی المصدر: ما یوضع اه. م.

«70»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْیُبَاشِرْ بِكَفَّیْهِ الْأَرْضَ لَعَلَّ اللَّهَ یَصْرِفُ عَنْهُ الْغُلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«71»-ثو، ثواب الأعمال عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یُبْعَثُ قَوْمٌ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ وَ رِیَاشُهُمْ مِنْ نُورٍ جُلُوسٌ عَلَی كَرَاسِیَّ مِنْ نُورٍ قَالَ فَتَشَرَّفُ لَهُمُ الْخَلَائِقُ فَیَقُولُونَ هَؤُلَاءِ أَنْبِیَاءُ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَنْ لَیْسَ هَؤُلَاءِ بِأَنْبِیَاءَ قَالَ فَیَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَنْ لَیْسَ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءَ وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَانُوا یُیَسِّرُونَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ یُنْظِرُونَ الْمُعْسِرَ حَتَّی یُیَسَّرَ.

«72»-ثو، ثواب الأعمال عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَنَا عِنْدَ الْمِیزَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَمَنْ ثَقُلَتْ سَیِّئَاتُهُ عَلَی حَسَنَاتِهِ جِئْتُ بِالصَّلَاةِ عَلَیَّ حَتَّی أُثَقِّلَ بِهَا حَسَنَاتِهِ.

«73»-سن، المحاسن عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: مَنْ وَقَّرَ مَسْجِداً لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ یَلْقَاهُ ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً وَ أَعْطَاهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ.

«74»-كا، الكافی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَبَّلَ وَلَدَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً وَ مَنْ فَرَّحَهُ فَرَّحَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ عَلَّمَهُ الْقُرْآنَ دُعِیَ بِالْأَبَوَیْنِ فَكُسِیَا حُلَّتَیْنِ یُضِی ءُ مِنْ نُورِهِمَا وُجُوهُ أَهْلِ الْجَنَّةِ (1)

«75»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یُعَیِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ عَبْدِی مَا مَنَعَكَ إِذَا مَرِضْتُ أَنْ تَعُودَنِی فَیَقُولُ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ أَنْتَ رَبُّ الْعِبَادِ لَا تَأْلَمُ وَ لَا تَمْرَضُ فَیَقُولُ مَرِضَ أَخُوكَ الْمُؤْمِنُ فَلَمْ تَعُدْهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِی عِنْدَهُ ثُمَّ لَتَكَفَّلْتُ بِحَوَائِجِكَ فَقَضَیْتُهَا لَكَ وَ ذَلِكَ مِنْ كَرَامَةِ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ وَ أَنَا الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ.

«76»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ (2)وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ

ص: 304


1- أخرج المصنّف الأحادیث مرسلا للاختصار و سیوردها فی أبوابها مسندة.
2- بضم الهمزة و اسكان الواو و فتح الراء و المیم.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیُّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قَالَ بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ الْحَسَنَةُ مَعْرِفَةُ الْوَلَایَةِ وَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ السَّیِّئَةُ إِنْكَارُ الْوَلَایَةِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ ثُمَّ قَرَأَ عَلَیْهِ هَذِهِ الْآیَةَ.

«77»-سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ مِثْلَهُ.

-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم محمد بن القاسم بن عبید رفعه عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (1)

«78»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَ هُوَ شَابٌّ مُؤْمِنٌ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَ دَمِهِ وَ جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَ كَانَ الْقُرْآنُ حَجِیجاً (2)عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ یَا رَبِّ إِنَّ كُلَّ عَامِلٍ قَدْ أَصَابَ أَجْرَ عَمَلِهِ غَیْرَ عَامِلِی فَبَلِّغْ بِهِ أَكْرَمَ عَطَائِكَ قَالَ فَیَكْسُوهُ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ حُلَّتَیْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَ یُوضَعُ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْكَرَامَةِ ثُمَّ یُقَالُ لَهُ هَلْ أَرْضَیْنَاكَ فِیهِ فَیَقُولُ الْقُرْآنُ یَا رَبِّ قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ فِیمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا فَیُعْطَی الْأَمْنَ بِیَمِینِهِ وَ الْخُلْدَ بِیَسَارِهِ ثُمَّ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَیُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَ اصْعَدْ دَرَجَةً ثُمَّ یُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَّغْنَاكَ (3)وَ أَرْضَیْنَاكَ فَیَقُولُ نَعَمْ قَالَ وَ مَنْ قَرَأَ كَثِیراً أَوْ تَعَاهَدَهُ بِمَشَقَّةٍ مِنْ شِدَّةِ حِفْظِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَ هَذَا مَرَّتَیْنِ.

«79»-م قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِالرَّجُلِ الشَّاحِبِ (4)یَقُولُ لِرَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا رَبِّ هَذَا أَظْمَأْتُ نَهَارَهُ وَ أَسْهَرْتُ لَیْلَهُ وَ قَوَّیْتُ فِی رَحْمَتِكَ طَمَعَهُ وَ فَسَحْتُ فِی مَغْفِرَتِكَ أَمَلَهُ فَكُنْ عِنْدَ ظَنِّی فِیكَ وَ ظَنِّهِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی أَعْطُوهُ الْمُلْكَ بِیَمِینِهِ وَ الْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَ اقْرِنُوهُ بِأَزْوَاجِهِ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ اكْسُوا

ص: 305


1- باختلاف یسیر. م.
2- فی المصدر: حجیزا عنه. م.
3- فی المصدر: هل بلغنا به و ارضیناك اه. م.
4- الشاحب: المهزول أو المتغیر اللون.

وَالِدَیْهِ حُلَّةً لَا تَقُومُ لَهَا الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا فَیَنْظُرُ إِلَیْهِمَا الْخَلَائِقُ فَیُعَظِّمُونَهُمَا وَ یَنْظُرَانِ إِلَی أَنْفُسِهِمَا فَیَعْجَبَانِ مِنْهَا فَیَقُولَانِ یَا رَبَّنَا أَنَّی لَنَا هَذِهِ وَ لَمْ تَبْلُغْهَا أَعْمَالُنَا فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَعَ هَذَا تَاجُ الْكَرَامَةِ لَمْ یَرَ مِثْلَهُ الرَّاءُونَ وَ لَمْ یَسْمَعْ بِمِثْلِهِ السَّامِعُونَ وَ لَمْ یَتَفَكَّرْ فِی مِثْلِهِ الْمُتَفَكِّرُونَ فَیُقَالُ هَذَا بِتَعْلِیمِكُمَا وَلَدَكُمَا الْقُرْآنَ وَ بِتَصْیِیرِكُمَا إِیَّاهُ بِدِینِ الْإِسْلَامِ وَ بِرِیَاضَتِكُمَا إِیَّاهُ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ وَ تَفْقِیهِكُمَا إِیَّاهُ بِفِقْهِهِمَا لِأَنَّهُمَا اللَّذَانِ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ لِأَحَدٍ عَمَلًا إِلَّا بِوَلَایَتِهِمَا وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِهِمَا وَ إِنْ كَانَ مَا بَیْنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ ذَهَباً یَتَصَدَّقُ بِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَتِلْكَ الْبِشَارَاتُ الَّتِی تَبْشَرُونَ بِهَا.

باب 16 تطایر الكتب و إنطاق الجوارح و سائر الشهداء فی القیامة

الآیات؛

النساء: «فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً*یَوْمَئِذٍ یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّی بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا یَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِیثاً»(41-42)

النحل: «وَ یَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِیداً ثُمَّ لا یُؤْذَنُ لِلَّذِینَ كَفَرُوا وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ»(84) (و قال تعالی): «وَ یَوْمَ نَبْعَثُ فِی كُلِّ أُمَّةٍ شَهِیداً عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِیداً عَلی هؤُلاءِ»(89)

الإسراء: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ كِتاباً یَلْقاهُ مَنْشُوراً* اقْرَأْ كِتابَكَ كَفی بِنَفْسِكَ الْیَوْمَ عَلَیْكَ حَسِیباً»(13-14) (و قال تعالی): «إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا»(26)

الحج: «لِیَكُونَ الرَّسُولُ شَهِیداً عَلَیْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ»(78)

النور: «وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ* یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ* یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ»(23-25)

ص: 306

یس: «الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ»(65)

السجدة: «وَ یَوْمَ یُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَی النَّارِ فَهُمْ یُوزَعُونَ*حَتَّی إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ* وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ* وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ كَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ* وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِی ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِینَ* فَإِنْ یَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْویً لَهُمْ وَ إِنْ یَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِینَ»(19-24)

تفسیر: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله سبحانه: فَكَیْفَ أی فكیف حال الأمم و كیف یصنعون إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ من الأمم بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ یا محمد عَلی هؤُلاءِ یعنی قومه شَهِیداً و معنی الآیة أن اللّٰه تعالی یستشهد یوم القیامة كل نبی علی أمته فیشهد لهم و علیهم و یستشهد نبینا علی أمته یَوْمَئِذٍ یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّی بِهِمُ الْأَرْضُ معناه لو یجعلون و الأرض سواء كما قال سبحانه وَ یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً و روی عن ابن عباس أن معناه یودون أن یمشی علیهم أهل الجمع یطئونهم بأقدامهم كما یطئون الأرض و علی القول الأول المراد أن الكفار یوم القیامة یودون أنهم لن یبعثوا و أنهم كانوا و الأرض سواء لعلمهم بما یصیرون إلیه من العذاب و الخلود فی النار و روی أیضا أن البهائم یصیرون ترابا فیتمنی عند ذلك الكفار أنهم صاروا كذلك ترابا وَ لا یَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِیثاً قیل فیه أقوال أحدها أنه عطف علی قوله لَوْ تُسَوَّی أی و یودون أن لو لم یكتموا اللّٰه حدیثا لأنهم إذا سئلوا قالوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ فتشهد علیهم جوارحهم بما عملوا فیقولون یا لیتنا كنا ترابا و یا لیتنا لم نكتم اللّٰه شیئا و هذا قول ابن عباس.

و ثانیها أنه كلام مستأنف و المراد به أنهم لا یكتمون اللّٰه شیئا من أمور الدنیا

ص: 307

و كفرهم بل یعترفون به فیدخلون النار باعترافهم و إنما لا یكتمون لعلمهم بأنه لا ینفعهم الكتمان و إنما یقولون وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ فی بعض الأحوال فإن للقیامة مواطن و أحوالا (1)ففی موطن لا یسمع كلامهم إلا همسا و فی موطن ینكرون ما فعلوه من الكفر و المعاصی ظنا منهم أن ذلك ینفعهم و فی موطن یعترفون بما فعلوه عن الحسن.

و ثالثها أن المراد أنهم لا یقدرون علی كتمان شی ء من اللّٰه تعالی لأن جوارحهم تشهد علیهم بما فعلوه فالتقدیر لا تكتمه جوارحهم و إن كتموه هم.

و رابعها أن المراد ودوا لو تسوی بهم الأرض و أنهم لم یكونوا كتموا أمر محمد صلی اللّٰه علیه و آله و بعثه عن عطاء. و خامسها أن الآیة علی ظاهرها فالمراد و لا یكتمون اللّٰه شیئا لأنهم ملجئون إلی ترك القبائح و الكذب و قولهم وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ عند أنفسنا لأنهم كانوا یظنون فی الدنیا أن ذلك لیس بشرك من حیث تقربهم إلی اللّٰه عن البلخی و فی قوله تعالی وَ یَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِیداً یعنی یوم القیامة بین سبحانه أنه یبعث فیه من كل أمة شهیدا و هم الأنبیاء و العدول من كل عصر یشهدون علی الناس بأعمالهم

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِكُلِّ زَمَانٍ وَ أُمَّةٍ إِمَامٌ تُبْعَثُ كُلُّ أُمَّةٍ مَعَ إِمَامِهَا.

و فائدة بعث الشهداء مع علم اللّٰه سبحانه بذلك أن ذلك أهول فی النفس و أعظم فی تصور الحال و أشد فی الفضیحة إذا قامت الشهادة بحضرة الملإ مع جلالة الشهود و عدالتهم عند اللّٰه تعالی و لأنهم إذا علموا أن العدول عند اللّٰه یشهدون علیهم بین یدی الخلائق فإن ذلك یكون زجرا لهم عن المعاصی و تقدیره و اذكر یوم نبعث ثُمَّ لا یُؤْذَنُ لِلَّذِینَ كَفَرُوا أی لا یؤذن لهم فی الكلام و الاعتذار أو لا یؤذن لهم فی الرجوع إلی الدنیا أو لا یسمع منهم العذر یقال أذنت له أی استمعت وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ أی لا یسترضون و لا یستصلحون لأن الآخرة لیست بدار تكلیف و معناه لا یسألون أن یرضوا اللّٰه بالكف عن معصیة یرتكبونها.

ص: 308


1- یأتی شرح تلك المواطن فی الاخبار، راجع رقم 7.

و فی قوله سبحانه وَ یَوْمَ نَبْعَثُ فِی كُلِّ أُمَّةٍ شَهِیداً عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أی من أمثالهم من البشر و یجوز أن یكون ذلك الشهید نبیهم الذی أرسل إلیهم و یجوز أن یكون المؤمنون العارفون یشهدون علیهم بما فعلوه من المعاصی و فی هذا دلالة علی أن كل عصر لا یجوز أن یخلو ممن یكون قوله حجة علی أهل عصره و هو عدل عند اللّٰه تعالی و هو قول الجبائی و أكثر أهل العدل و هذا یوافق ما ذهب إلیه أصحابنا و إن خالفوهم فی أن ذلك العدل و الحجة من هو وَ جِئْنا بِكَ یا محمد شَهِیداً عَلی هؤُلاءِ یرید علی قومك و أمتك.

و فی قوله تعالی وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ معناه و ألزمنا كل إنسان عمله من خیر أو شر فی عنقه كالطوق لا یفارقه و إنما قیل للعمل طائر علی عادة العرب فی قولهم جری طائره بكذا و قیل طائره یمنه و شؤمه و هو ما یتطیر به و قیل طائره حظه من الخیر و الشر و خص العنق لأنه محل الطوق الذی یزین المحسن و الغل الذی یشین المسی ء و قیل طائره كتابه و قیل معناه جعلنا لكل إنسان دلیلا من نفسه لأن الطائر عندهم یستدل به علی الأمور الكائنة فیكون معناه كل إنسان دلیل نفسه و شاهد علیها إن كان محسنا فطائره میمون و إن أساء فطائره مشوم وَ نُخْرِجُ لَهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ كِتاباً و هو ما كتبه الحفظة علیهم من أعمالهم یَلْقاهُ أی یری ذلك الكتاب مَنْشُوراً أی مفتوحا معروضا علیه لیقرأ و یعلم ما فیه و الهاء فی له عائد إلی الإنسان أو إلی العمل و یقال له اقْرَأْ كِتابَكَ قال قتادة و یقرأ یومئذ من لم یكن قارئا فی الدنیا كَفی بِنَفْسِكَ الْیَوْمَ عَلَیْكَ حَسِیباً أی محاسبا و إنما جعله محاسبا لنفسه لأنه إذا رأی أعماله یوم القیامة كلها مكتوبة و رأی جزاء أعماله مكتوبا بالعدل أذعن عند ذلك و خضع و اعترف و لم یتهیأ له حجة و لا إنكار و ظهر لأهل المحشر أنه لا یظلم.

و فی قوله تعالی كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا معناه أن السمع یسأل عما سمع و البصر عما رأی و القلب عما عزم علیه و المراد أن أصحابها هم المسئولون و لذلك قال كُلُّ أُولئِكَ و قیل بل المعنی كل أولئك الجوارح یسأل عما

ص: 309

فعل بها قال الوالبی عن ابن عباس یسأل العباد فیما استعملوها.

و فی قوله لِیَكُونَ الرَّسُولُ شَهِیداً عَلَیْكُمْ أی بالطاعة و القبول فإذا شهد لكم صرتم به عدولا تستشهدون علی الأمم الماضیة بأن الرسل قد بلغوهم الرسالة و أنهم لم یقبلوا و قیل معناه لِیَكُونَ الرَّسُولُ شَهِیداً عَلَیْكُمْ فی إبلاغ رسالة ربه إلیكم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ بعده بأن تبلغوا إلیهم ما بلغه الرسول إلیكم.

و فی قوله عز و جل یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ بین سبحانه أن ذلك العذاب یكون فی یوم تشهد ألسنتهم فیه علیهم بالقذف و سائر أعضائهم بمعاصیهم و فی كیفیة شهادة الجوارح أقوال أحدها أن اللّٰه یبنیها ببنیة یمكنها النطق و الكلام من جهتها فتكون ناطقة و الثانی أن اللّٰه تعالی یفعل فیها كلاما یتضمن الشهادة فیكون المتكلم هو اللّٰه تعالی دون الجوارح و أضیف إلیها الكلام علی التوسع لأنها محل الكلام و الثالث أن اللّٰه تعالی یجعل فیها علامة تقوم مقام النطق بالشهادة و یظهر فیها أمارات دالة علی كون أصحابها مستحقین للنار فسمی ذلك شهادة مجازا كما یقال عیناك تشهدان بسهرك و أما شهادة الإنس فبأن یشهدوا بألسنتهم إذا رأوا أنه لا ینفعهم الجحود و أما قوله الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ فإنه یجوز أن یخرج الألسنة و یختم علی الأفواه و یجوز أن یكون الختم علی الأفواه فی حال شهادة الأیدی و الأرجل یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ أی یتمم اللّٰه لهم جزاءهم الحق فالدین بمعنی الجزاء و یجوز أن یكون المراد جزاء دینهم الحق و فی قوله الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ هذا حقیقة الختم فیوضع علی أفواه الكفار یوم القیامة فلا یقدرون علی الكلام و النطق.

و فی قوله تعالی فَهُمْ یُوزَعُونَ أی یحبس أولهم علی آخرهم لیتلاحقوا و لا یتفرقوا حَتَّی إِذا ما جاؤُها أی جاءوا النار التی حشروا إلیها شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ بما قرعه من الدعاء إلی الحق فأعرضوا عنه وَ أَبْصارُهُمْ بما رأوا من الآیات الدالة علی وحدانیة اللّٰه فلم یؤمنوا و سائر جلودهم بما باشروه من المعاصی و الأعمال القبیحة و قیل المراد بالجلود هنا الفروج علی طریق الكنایة عن ابن عباس و

ص: 310

المفسرین (1)وَ قالُوا یعنی الكفار لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا أی یعاتبون أعضاءهم فیقولون لم شهدتم علینا قالُوا أی فیقول جلودهم فی جوابهم أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ أی مما ینطق و المعنی أعطانا اللّٰه آلة النطق و القدرة علیه و تم الكلام ثم قال سبحانه وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ فی الآخرة وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ أی من أن یشهد عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ أی لم یكن مهیأ لكم أن تستتروا أعمالكم عن هذه الأعضاء لأنكم كنتم بها تعملون فجعلها اللّٰه شاهدة علیكم فی القیامة و قیل معناه و ما كنتم تتركون المعاصی حذرا أن تشهد علیكم جوارحكم بها لأنكم ما كنتم تظنون ذلك وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ كَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ لجهلكم باللّٰه تعالی فهان علیكم ارتكاب المعاصی لذلك و روی عن ابن مسعود أنها نزلت فی ثلاثة نفر تساروا فقالوا أ تری أن اللّٰه یسمع تسارنا و یجوز أن یكون المعنی أنكم عملتم عمل من ظن أن عمله یخفی علی اللّٰه و قیل إن الكفار كانوا یقولون إن اللّٰه لا یعلم ما فی أنفسنا و لكنه یعلم ما نظهر وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِی ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ ذلكم مبتدأ و ظنكم خبره و أردیكم خبر ثان و یجوز أن یكون ظنكم بدلا من ذلكم و المعنی و ظنكم الذی ظننتم بربكم أنه لا یعلم كثیرا مما تعملون أهلككم إذ هون علیكم أمر المعاصی و أدی بكم إلی الكفر فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِینَ أی و ظللتم من جملة من خسرت تجارته لأنكم خسرتم الجنة و حصلتم فی النار.

وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یَخَافَ اللَّهَ خَوْفاً كَأَنَّهُ یُشْرِفُ عَلَی النَّارِ وَ یَرْجُوَهُ رَجَاءً كَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِی ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ إِنْ خَیْراً فَخَیْراً وَ إِنْ شَرّاً فَشَرّاً.

فَإِنْ یَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْویً لَهُمْ أی فإن یصبر هؤلاء علی النار و الإمهال و لیس المراد به الصبر المحمود و لكنه الإمساك عن إظهار الشكوی و عن الاستغاثة

ص: 311


1- سیأتی تفسیره بذلك عن الصادق علیه السلام فی الخبر الآتی تحت رقم 4 و 13.

فالنار مسكن لهم وَ إِنْ یَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِینَ أی و إن یطلبوا العتبی (1)و سألوا اللّٰه أن یرضی عنهم فلیس لهم طریق إلی الإعتاب فما هم ممن یقبل عذرهم و یرضی عنهم و تقدیر الآیة أنهم إن صبروا و سكتوا و جزعوا فالنار مأواهم كما قال سبحانه اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَیْكُمْ و المعتب هو الذی یقبل عتابه و یجاب إلی ما سأل.

«1»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ یَقُولُ خَیْرُهُ وَ شَرُّهُ مَعَهُ حَیْثُ كَانَ لَا یَسْتَطِیعُ فِرَاقَهُ حَتَّی یُعْطَی كِتَابَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِمَا عَمِلَ.

«2»-فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ قَالَ صُحُفُ الْأَعْمَالِ.

«3»-فس، تفسیر القمی الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ إِلَی قَوْلِهِ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ قَالَ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلْقَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ دَفَعَ إِلَی كُلِّ إِنْسَانٍ كِتَابَهُ فَیَنْظُرُونَ فِیهِ فَیُنْكِرُونَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً فَیَشْهَدُ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ فَیَقُولُونَ یَا رَبِّ مَلَائِكَتُكَ یَشْهَدُونَ لَكَ ثُمَّ یَحْلِفُونَ أَنَّهُمْ لَمْ یَعْمَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً وَ هُوَ قَوْلُهُ یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیَحْلِفُونَ لَهُ كَما یَحْلِفُونَ لَكُمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ خَتَمَ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ وَ یَنْطِقُ جَوَارِحُهُمْ بِمَا كَانُوا یَكْسِبُونَ.

«4»-فس، تفسیر القمی حَتَّی إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِما كانُوا یَعْمَلُونَ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِی قَوْمٍ یَعْرِضُ عَلَیْهِمْ أَعْمَالُهُمْ فَیُنْكِرُونَهَا فَیَقُولُونَ مَا عَمِلْنَا مِنْهَا شَیْئاً فَیَشْهَدُ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ كَتَبُوا عَلَیْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فَیَقُولُونَ لِلَّهِ یَا رَبِّ هَؤُلَاءِ مَلَائِكَتُكَ یَشْهَدُونَ لَكَ ثُمَّ یَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیَحْلِفُونَ لَهُ كَما یَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ هُمُ الَّذِینَ غَصَبُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَخْتِمُ اللَّهُ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ وَ یَنْطِقُ جَوَارِحُهُمْ فَیَشْهَدُ السَّمْعُ بِمَا سَمِعَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ وَ یَشْهَدُ الْبَصَرُ بِمَا نَظَرَ بِهِ إِلَی مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ تَشْهَدُ

ص: 312


1- العتبی: الرضا.

الْیَدَانِ بِمَا أَخَذَتَا وَ تَشْهَدُ الرِّجْلَانِ بِمَا سَعَتَا مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ وَ تَشْهَدُ الْفَرْجُ بِمَا ارْتَكَبَتْ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ ثُمَّ أَنْطَقَ اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ فَیَقُولُونَ هُمْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا فَیَقُولُونَ أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَیْ مِنَ اللَّهِ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ الْجُلُودُ الْفُرُوجُ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ كَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ

«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی مَعْمَرٍ السَّعْدِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی صِفَةِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ یُسْتَنْطَقُ فِیهِ جَمِیعُ الْخَلْقِ فَلَا یَتَكَلَّمُ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً فَیُقَامُ الرُّسُلُ فَیُسْأَلُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً وَ هُوَ الشَّهِیدُ عَلَی الشُّهَدَاءِ وَ الشُّهَدَاءُ هُمُ الرُّسُلُ علیهم السلام.

«6»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ یَصِفُ هَوْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ خُتِمَ عَلَی الْأَفْوَاهِ فَلَا تَكَلَّمُ وَ قَدْ تَكَلَّمَتِ الْأَیْدِی وَ شَهِدَتِ الْأَرْجُلُ وَ نَطَقَتِ الْجُلُودُ بِمَا عَمِلُوا فَ لا یَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِیثاً

«7»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی مَعْمَرٍ السَّعْدِیِّ قَالَ: أَتَی عَلِیّاً علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی شَكَكْتُ فِی كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ كَیْفَ شَكَكْتَ فِی كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ لِأَنِّی وَجَدْتُ الْكِتَابَ یُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ یَنْقُضُ بَعْضُهُ بَعْضاً قَالَ فَهَاتِ الَّذِی شَكَكْتَ فِیهِ فَقَالَ لِأَنَّ اللَّهَ یَقُولُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ یَقُولُ حَیْثُ اسْتُنْطِقُوا قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ وَ یَقُولُ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ یَقُولُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وَ یَقُولُ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ یَقُولُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ فَمَرَّةً یَتَكَلَّمُونَ وَ مَرَّةً لَا یَتَكَلَّمُونَ وَ مَرَّةً یَنْطِقُ الْجُلُودُ وَ الْأَیْدِی وَ الْأَرْجُلُ وَ مَرَّةً لا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً فَأَنَّی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ ذَلِكَ لَیْسَ فِی مَوْطِنٍ وَاحِدٍ هِیَ فِی مَوَاطِنَ فِی ذَلِكَ

ص: 313

الْیَوْمِ الَّذِی مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ فَجَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فِی مَوْطِنٍ یَتَعَارَفُونَ فِیهِ فَیُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أُولَئِكَ الَّذِینَ بَدَتْ مِنْهُمُ الطَّاعَةُ مِنَ الرُّسُلِ وَ الْأَتْبَاعِ وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ یَلْعَنُ أَهْلُ الْمَعَاصِی بَعْضُهُمْ بَعْضاً الَّذِینَ بَدَتْ مِنْهُمُ الْمَعَاصِی فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ الْمُسْتَكْبِرُونَ مِنْهُمْ وَ الْمُسْتَضْعَفُونَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یُكَفِّرَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ثُمَّ یَجْمَعُونَ فِی مَوَاطِنَ یَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ إِذَا تَعَاوَنُوا عَلَی الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ فِی دَارِ الدُّنْیَا لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ ثُمَّ یُجْمَعُونَ فِی مَوْطِنٍ یَبْكُونَ فِیهِ فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ الْأَصْوَاتُ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَأَذْهَلَتْ جَمِیعَ الْخَلَائِقِ عَنْ مَعَایِشِهِمْ وَ صَدَعَتِ الْجِبَالَ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فَلَا یَزَالُونَ یَبْكُونَ حَتَّی یَبْكُونَ الدَّمَ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ یُسْتَنْطَقُونَ فِیهِ فَیَقُولُونَ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ وَ لَا یُقِرُّونَ بِمَا عَمِلُوا فَیُخْتَمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ یُسْتَنْطَقُ الْأَیْدِی وَ الْأَرْجُلُ وَ الْجُلُودُ فَتَنْطِقُ فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِیَةٍ بَدَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ یُرْفَعُ الْخَاتَمُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمْ فَیَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا فَتَقُولُ أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ كُلَّ شَیْ ءٍ ثُمَّ یُجْمَعُونَ فِی مَوْطِنٍ یُسْتَنْطَقُ فِیهِ جَمِیعُ الْخَلَائِقِ فَلَا یَتَكَلَّمُ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ یَخْتَصِمُونَ فِیهِ وَ یُدَانُ لِبَعْضِ الْخَلَائِقِ مِنْ بَعْضٍ وَ هُوَ الْقَوْلُ وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ بِالْحِسَابِ شُغِلَ كُلٌّ بِمَا لَدَیْهِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْیَوْمِ.

«8»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَتِهِ فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَیْهَا قَالُوا یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا یُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ إِلَی قَوْلِهِ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ خَالِدِ بْنِ یَحْیَی (نَجِیحٍ) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ اقْرَأْ كِتابَكَ كَفی بِنَفْسِكَ الْیَوْمَ قَالَ یَذَّكَّرُ الْعَبْدُ جَمِیعَ مَا عَمِلَ وَ مَا كُتِبَ عَلَیْهِ حَتَّی كَأَنَّهُ فَعَلَهُ

ص: 314

تِلْكَ السَّاعَةَ فَلِذَلِكَ قَوْلُهُ یا وَیْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُفِعَ إِلَی الْإِنْسَانِ كِتَابُهُ ثُمَّ قِیلَ لَهُ اقْرَأْ قُلْتُ فَیَعْرِفُ مَا فِیهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یُذَكِّرُهُ فَمَا مِنْ لَحْظَةٍ وَ لَا كَلِمَةٍ وَ لَا نَقْلِ قَدَمٍ وَ لَا شَیْ ءٍ فَعَلَهُ إِلَّا ذَكَرَهُ كَأَنَّهُ فَعَلَهُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَلِذَلِكَ قَالُوا یا وَیْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا یُغادِرُ صَغِیرَةً وَ لا كَبِیرَةً إِلَّا أَحْصاها

«11»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا أَمَرَكُمْ أَنْ تَحْتَاطُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَ أَدْیَانِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ بِاسْتِشْهَادِ الشُّهُودِ الْعُدُولِ عَلَیْكُمْ فَكَذَلِكَ قَدِ احْتَاطَ عَلَی عِبَادِهِ وَ لَكُمْ فِی اسْتِشْهَادِ الشُّهُودِ عَلَیْهِمْ فَلِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی كُلِّ عَبْدٍ رُقَبَاءُ مِنْ كُلِّ خَلْقِهِ وَ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ یَحْفَظُونَ عَلَیْهِ مَا یَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَعْمَالِهِ وَ أَقْوَالِهِ وَ أَلْفَاظِهِ وَ أَلْحَاظِهِ وَ الْبِقَاعُ الَّتِی تَشْتَمِلُ عَلَیْهِ شُهُودُ رَبِّهِ لَهُ أَوْ عَلَیْهِ وَ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامُ وَ الشُّهُورُ شُهُودُهُ عَلَیْهِ أَوْ لَهُ وَ سَائِرُ عِبَادِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِینَ شُهُودُهُ عَلَیْهِ أَوْ لَهُ وَ حَفَظَتُهُ الْكَاتِبُونَ أَعْمَالَهُ شُهُودٌ لَهُ أَوْ عَلَیْهِ فَكَمْ یَكُونُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ سَعِیدٍ بِشَهَادَتِهَا لَهُ وَ كَمْ یَكُونُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ شَقِیٍّ بِشَهَادَتِهَا عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَبْعَثُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عِبَادَهُ أَجْمَعِینَ وَ إِمَاءَهُ فَیَجْمَعُهُمْ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ (1)وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی وَ یُحْشَرُ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامُ وَ یُسْتَشْهَدُ الْبِقَاعُ وَ الشُّهُورُ عَلَی أَعْمَالِ الْعِبَادِ فَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً شَهِدَتْ لَهُ جَوَارِحُهُ وَ بِقَاعُهُ وَ شُهُورُهُ وَ أَعْوَامُهُ وَ سَاعَاتُهُ وَ أَیَّامُهُ وَ لَیَالِی الْجَمْعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَیَّامُهَا فَیَسْعَدُ بِذَلِكَ سَعَادَةَ الْأَبَدِ وَ مَنْ عَمِلَ سُوءاً شَهِدَتْ عَلَیْهِ جَوَارِحُهُ وَ بِقَاعُهُ وَ شُهُورُهُ وَ

ص: 315


1- كذا فی نسخة المصنّف و الظاهر أنّه بالدال المهملة، قال الجزریّ: فی حدیث ابن مسعود: إنكم لمجموعون فی صعید واحد ینفدكم البصر. یقال: نفدنی بصره: إذا بلغنی و جاوزنی، قیل: المراد به بصر الرحمن حتّی تأتی علیهم كلهم، و قیل: أراد: ینفدهم بصر الناظر لاستواء الصعید. قال أبو حاتم: أصحاب الحدیث یروونه بالذال المعجمة و إنّما هو بالمهملة، أی یبلغ أولهم و آخرهم حتّی یراهم كلهم و یستوعبهم من نفد الشی ء و أنفدته، و حمل الحدیث علی بصر المبصر أولی من حمله علی بصر الرحمن لان اللّٰه یجمع الناس یوم القیامة فی أرض یشهد جمیع الخلائق فیها محاسبة العبد الواحد علی انفراده و یرون ما یصیر إلیه.

أَعْوَامُهُ وَ سَاعَاتُهُ وَ لَیَالِی الْجَمْعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَیَّامُهَا فَیَشْقَی بِذَلِكَ شَقَاءَ الْأَبَدِ فَاعْمَلُوا لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَعِدُّوا الزَّادَ لِیَوْمِ الْجَمْعِ یَوْمَ التَّنادِ وَ تَجَنَّبُوا الْمَعَاصِیَ فَبِتَقْوَی اللَّهِ یُرْجَی الْخَلَاصُ فَإِنَّ مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ وَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ الشُّهُورُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ كَانَ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ شُهُودُهُ بِتَعْظِیمِهِ لَهَا وَ یُنَادِی مُنَادٍ یَا رَجَبُ وَ یَا شَعْبَانُ وَ یَا شَهْرَ رَمَضَانَ كَیْفَ عَمَلُ هَذَا الْعَبْدِ فِیكُمْ وَ كَیْفَ كَانَتْ طَاعَتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولُ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ یَا رَبَّنَا مَا تَزَوَّدَ مِنَّا إِلَّا اسْتِعَانَةً عَلَی طَاعَتِكَ وَ اسْتِمْدَاداً لِمَوَادِّ فَضْلِكَ وَ لَقَدْ تَعَرَّضَ بِجُهْدِهِ لِرِضَاكَ وَ طَلَبَ بِطَاقَتِهِ مَحَبَّتَكَ فَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِینَ بِهَذِهِ الشُّهُورِ مَا ذَا تَقُولُونَ فِی هَذِهِ الشَّهَادَةِ لِهَذَا الْعَبْدِ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا صَدَقَ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ مَا عَرَفْنَاهُ إِلَّا مُتَلَقِّیاً فِی طَاعَتِكَ مُجْتَهِداً فِی طَلَبِ رِضَاكَ صَائِراً فِیهِ إِلَی الْبِرِّ وَ الْإِحْسَانِ (1)وَ لَقَدْ كَانَ بِوُصُولِهِ إِلَی هَذِهِ الشُّهُورِ فَرِحاً مُبْتَهِجاً أَمَّلَ فِیهَا رَحْمَتَكَ وَ رَجَا فِیهَا عَفْوَكَ وَ مَغْفِرَتَكَ وَ كَانَ مِمَّا مَنَعْتَهُ فِیهَا مُمْتَنِعاً وَ إِلَی مَا نَدَبْتَهُ إِلَیْهِ (2)فِیهَا مُسْرِعاً لَقَدْ صَامَ بِبَطْنِهِ وَ فَرْجِهِ وَ سَمْعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ سَائِرِ جَوَارِحِهِ وَ لَقَدْ ظَمِئَ فِی نَهَارِهَا وَ نَصَبَ فِی لَیْلِهَا وَ كَثُرَتْ نَفَقَاتُهُ فِیهَا عَلَی الْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاكِینِ وَ عَظُمَتْ أَیَادِیهِ وَ إِحْسَانُهُ إِلَی عِبَادِكَ صَحِبَهَا أَكْرَمَ صُحْبَةٍ وَ وَدَّعَهَا أَحْسَنَ تَوْدِیعٍ أَقَامَ بَعْدَ انْسِلَاخِهَا عَنْهُ عَلَی طَاعَتِكَ وَ لَمْ یَهْتِكْ عِنْدَ إِدْبَارِهَا سُتُورَ حُرُمَاتِكَ فَنِعْمَ الْعَبْدُ هَذَا فَعِنْدَ ذَلِكَ یَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَی بِهَذَا الْعَبْدِ إِلَی الْجَنَّةِ فَتَلَقَّاهُ مَلَائِكَةُ اللَّهِ بِالْحِبَاءِ (3)وَ الْكَرَامَاتِ وَ یَحْمِلُونَهُ عَلَی نُجُبِ النُّورِ وَ خُیُولِ الْبَرْقِ وَ یَصِیرُ إِلَی نَعِیمٍ لَا یَنْفَدُ وَ دَارٍ لَا تَبِیدُ لَا یَخْرُجُ سُكَّانُهَا وَ لَا یَهْرَمُ شُبَّانُهَا وَ لَا یَشِیبُ وِلْدَانُهَا وَ لَا یَنْفَدُ سُرُورُهَا وَ حُبُورُهَا وَ لَا یَبْلَی جَدِیدُهَا وَ لَا

ص: 316


1- فی التفسیر المطبوع: سائرا صابرا خ ل إلی البر و الاحسان. و لعلّ صابرا مصحف صائرا، لان الصبر لا یتعدی بالی.
2- ندب فلانا للامر أو إلی الامر: دعاه و رشحه للقیام به و حثه علیه.
3- الحباء: العطیة.

یَتَحَوَّلُ إِلَی الْغُمُومِ سُرُورُهَا وَ لَا یَمَسُّهُمْ فِیهَا نَصَبٌ وَ لَا یَمَسُّهُمْ فِیهَا لُغُوبٌ قَدْ أَمِنُوا الْعَذَابَ وَ كُفُّوا سُوءَ الْحِسَابِ وَ كَرُمَ مُنْقَلَبُهُمْ وَ مَثْوَاهُمْ (1)وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ مَا مِنِ امْرَأَتَیْنِ احْتَرَزَتَا فِی الشَّهَادَةِ فَذَكَّرَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَی (2)حَتَّی تُقِیمَا الْحَقَّ وَ تَتَّقِیَا الْبَاطِلَ إِلَّا وَ إِذَا بَعَثَهُمَا اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَظُمَ ثَوَابُهُمَا وَ لَا یَزَالُ یُصَبُّ عَلَیْهِمَا النَّعِیمُ وَ یُذَكِّرُهُمَا الْمَلَائِكَةُ مَا كَانَ مِنْ طَاعَتِهِمَا فِی الدُّنْیَا وَ مَا كَانَتَا فِیهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْهُمُومِ فِیهَا وَ مَا أَزَالَهُ اللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّی خَلَّدَهُمَا فِی الْجِنَانِ وَ إِنَّ فِیهِنَّ لَمَنْ تُبْعَثُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُؤْتَی بِهَا قَبْلَ أَنْ تُعْطَی كِتَابُهَا فَتَرَی السَّیِّئَاتِ بِهَا مُحِیطَةً وَ تَرَی حَسَنَاتِهَا قَلِیلَةً فَیُقَالُ لَهَا یَا أَمَةَ اللَّهِ هَذِهِ سَیِّئَاتُكِ فَأَیْنَ حَسَنَاتُكِ فَتَقُولُ لَا أَذْكُرُ حَسَنَاتِی فَیَقُولُ اللَّهُ لِحَفَظَتِهَا یَا مَلَائِكَتِی تَذَاكَرُوا حَسَنَاتِهَا وَ ذَكِّرُوا خَیْرَاتِهَا فَیَتَذَاكَرُونَ حَسَنَاتِهَا یَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِی عَلَی الْیَمِینِ لِلْمَلَكِ الَّذِی عَلَی الشِّمَالِ أَ مَا تَذْكُرُ مِنْ حَسَنَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا فَیَقُولُ بَلَی وَ لَكِنِّی أَذْكُرُ مِنْ سَیِّئَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا فَیُعَدِّدُ وَ یَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِی عَلَی الْیَمِینِ لَهُ أَ فَمَا تَذْكُرُ تَوْبَتَهَا مِنْهَا قَالَ لَا أَذْكُرُ قَالَ أَ مَا تَذْكُرُ أَنَّهَا وَ صَاحِبَتَهَا تَذَكَّرَتَا الشَّهَادَةَ الَّتِی كَانَتْ عِنْدَهُمَا حَتَّی أَیْقَنَتَا وَ شَهِدَتَاهَا وَ لَمْ تَأْخُذْهُمَا فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ فَیَقُولُ بَلَی فَیَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِی عَلَی الْیَمِینِ لِلَّذِی عَلَی الشِّمَالِ أَ مَا تِلْكَ الشَّهَادَةُ مِنْهُمَا تَوْبَةً مَاحِیَةً لِسَالِفِ ذُنُوبِهِمَا ثُمَّ تُعْطَیَانِ كِتَابَهُمَا بِأَیْمَانِهِمَا فَتُوجَدُ حَسَنَاتُهُمَا كُلُّهَا مَكْتُوبَةٌ وَ سَیِّئَاتُهُمَا كُلُّهَا ثُمَّ تَجِدَانِ فِی آخِرِهِمَا یَا أَمَتِی (3)أَقَمْتَ الشَّهَادَةَ بِالْحَقِّ لِلضُّعَفَاءِ عَلَی الْمُبْطِلِینَ وَ لَمْ تَأْخُذْكِ فِیهَا لَوْمَةُ اللَّائِمِینَ (4)فَصَیَّرْتُ لَكِ ذَلِكِ كَفَّارَةً لِذُنُوبِكِ الْمَاضِیَةِ وَ مَحَواً لِخَطِیئَاتِكِ السَّالِفَةِ.

«12»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللَّهُ فَسَتَرَ عَلَیْهِ

ص: 317


1- فی التفسیر المطبوع: مكرم منقلبهم و مثواهم. قلت: إلی هنا تمّ الحدیث، و ما یأتی بعد ذلك ذیل لحدیث آخر. راجع التفسیر.
2- فی التفسیر المطبوع: فتذكرت إحداهما الأخری.
3- فی التفسیر المطبوع: فتجدان حسناتهما كلها مكتوبة فیه و سیئاتهما كلها، ثمّ تجدان فی آخره: یا أمتی اه.
4- فی التفسیر المطبوع: و لم تأخذك فی اللّٰه فیها خ ل لومة لائم.

فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَقُلْتُ كَیْفَ یَسْتُرُ عَلَیْهِ قَالَ یُنْسِی مَلَكَیْهِ مَا كَتَبَا عَلَیْهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَ یُوحِی إِلَی جَوَارِحِهِ اكْتُمِی عَلَیْهِ ذُنُوبَهُ وَ یُوحِی إِلَی بِقَاعِ الْأَرْضِ اكْتُمِی عَلَیْهِ مَا كَانَ (1)یَعْمَلُ عَلَیْكِ مِنَ الذُّنُوبِ فَیَلْقَی اللَّهَ حِینَ یَلْقَاهُ وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ یَشْهَدُ عَلَیْهِ بِشَیْ ءٍ مِنَ الذُّنُوبِ (2)

«13»-تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، فِیمَا رَوَاهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَنْوَاعِ آیَاتِ الْقُرْآنِ قَالَ ثُمَّ نَظَمَ تَعَالَی مَا فَرَضَ عَلَی السَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ الْفَرْجِ فِی آیَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ كَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ یَعْنِی بِالْجُلُودِ هَاهُنَا الْفُرُوجَ وَ قَالَ تَعَالَی وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الرِّجْلَیْنِ مِنَ الْجَوَارِحِ الَّتِی تَشْهَدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یُسْتَنْطَقَ (3)بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ

«14»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ: وَ لَیْسَتْ تَشْهَدُ الْجَوَارِحُ عَلَی مُؤْمِنٍ إِنَّمَا تَشْهَدُ عَلَی مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَیُعْطَی كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ (4)الْخَبَرَ.

«15»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّرَّادِ (5)قَالَ: سَأَلَ أَبُو كَهْمَسٍ (6)أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یُصَلِّی الرَّجُلُ نَوَافِلَهُ فِی مَوْضِعٍ أَوْ یُفَرِّقُهَا قَالَ لَا بَلْ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا فَإِنَّهَا تَشْهَدُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

ص: 318


1- فی المصدر: اكتمی ما كان اه. م.
2- و نقل هذا الحدیث فی الكافی عن معاویة بن وهب بعینه بسند آخر. م.
3- فی المصدر: حتی تنطق. م.
4- الحدیث طویل جدا فلیراجع الكافی من ص 28 الی ص 33. م.
5- بفتح الزای و تشدید الراء نسبة الی صنعة الدروع؛ من الزرد.
6- بفتح الكاف فسكون الهاء ففتح المیم، ثمّ السین المهملة، و فی بعض النسخ بالمعجمة.

«16»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا سَعْدُ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّ الْقُرْآنَ یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ نَظَرَ إِلَیْهِ الْخَلْقُ وَ النَّاسُ صُفُوفٌ عِشْرُونَ وَ مِائَةُ أَلْفِ صَفٍّ ثَمَانُونَ أَلْفَ صَفٍّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ صَفٍّ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ فَیَأْتِی عَلَی صَفِّ الْمُسْلِمِینَ فِی صُورَةِ رَجُلٍ فَیُسَلِّمُ فَیَنْظُرُونَ إِلَیْهِ ثُمَّ یَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ نَعْرِفُهُ بِنَعْتِهِ وَ صِفَتِهِ غَیْرَ أَنَّهُ كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَّا فِی الْقُرْآنِ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِیَ مِنَ الْبَهَاءِ وَ الْجَمَالِ وَ النُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ ثُمَّ یُجَاوِزُ (یَتَجَاوَزُ) حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی صَفِّ الشُّهَدَاءِ فَیَنْظُرُ إِلَیْهِ الشُّهَدَاءُ ثُمَّ یَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الرَّبُّ الرَّحِیمُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَ الشُّهَدَاءِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ (1)وَ صِفَتِهِ غَیْرَ أَنَّهُ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِیَ مِنَ الْبَهَاءِ وَ الْفَضْلِ مَا لَمْ نُعْطَهُ قَالَ فَیُجَاوِزُ (فَیَتَجَاوَزُ) حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی صَفِّ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ فِی صُورَةِ شَهِیدٍ فَیَنْظُرُ إِلَیْهِ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ فَیَكْثُرُ تَعَجُّبُهُمْ وَ یَقُولُونَ إِنَّ هَذَا مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَ صِفَتِهِ غَیْرَ أَنَّ الْجَزِیرَةَ الَّتِی أُصِیبَ فِیهَا كَانَتْ أَعْظَمَ هَوْلًا مِنَ الْجَزِیرَةِ الَّتِی أُصِبْنَا فِیهَا فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِیَ مِنَ الْبَهَاءِ وَ الْجَمَالِ وَ النُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ ثُمَّ یُجَاوِزُ (یَتَجَاوَزُ) حَتَّی یَأْتِیَ صَفَّ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ فِی صُورَةِ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ فَیَنْظُرُ النَّبِیُّونَ وَ الْمُرْسَلُونَ إِلَیْهِ فَیَشْتَدُّ لِذَلِكَ تَعَجُّبُهُمْ وَ یَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِیمُ الْكَرِیمُ إِنَّ هَذَا لَنَبِیٌّ مُرْسَلٌ نَعْرِفُهُ بِصِفَتِهِ وَ سَمْتِهِ غَیْرَ أَنَّهُ أُعْطِیَ فَضْلًا كَثِیراً قَالَ فَیَجْتَمِعُونَ فَیَأْتُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَسْأَلُونَهُ وَ یَقُولُونَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا فَیَقُولُ أَ وَ مَا تَعْرِفُونَهُ فَیَقُولُونَ مَا نَعْرِفُهُ هَذَا مِمَّنْ لَمْ یَغْضَبِ اللَّهُ عَلَیْهِ فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ فَیُسَلِّمُ ثُمَّ یُجَاوِزُ حَتَّی یَأْتِیَ صَفَّ الْمَلَائِكَةِ فِی صُورَةِ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ فَیَنْظُرُ إِلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ فَیَشْتَدُّ تَعَجُّبُهُمْ وَ یَكْبُرُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ لِمَا رَأَوْا مِنْ فَضْلِهِ وَ یَقُولُونَ تَعَالَی رَبُّنَا وَ تَقَدَّسَ إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَ صِفَتِهِ غَیْرَ أَنَّهُ كَانَ أَقْرَبَ الْمَلَائِكَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَقَاماً مِنْ هُنَاكَ أُلْبِسَ مِنَ النُّورِ وَ الْجَمَالِ

ص: 319


1- السمت: الطریق و المحجة، و یستعمل لهیئة أهل الخیر.

مَا لَمْ نُلْبَسْ ثُمَّ یُجَاوِزُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَیَخِرُّ تَحْتَ الْعَرْشِ فَیُنَادِیهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا حُجَّتِی فِی الْأَرْضِ وَ كَلَامِیَ الصَّادِقُ النَّاطِقُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَیَرْفَعُ رَأْسَهُ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَیْفَ رَأَیْتَ عِبَادِی فَیَقُولُ یَا رَبِّ مِنْهُمْ مَنْ صَانَنِی وَ حَافَظَ عَلَیَّ وَ لَمْ یُضَیِّعْ شَیْئاً وَ مِنْهُمْ مَنْ ضَیَّعَنِی وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّی وَ كَذَّبَ وَ أَنَا حُجَّتُكَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِكَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی لَأُثِیبَنَّ عَلَیْكَ الْیَوْمَ أَحْسَنَ الثَّوَابِ وَ لَأُعَاقِبَنَّ عَلَیْكَ الْیَوْمَ أَلِیمَ الْعِقَابِ قَالَ فَیَرْفَعُ الْقُرْآنُ رَأْسَهُ فِی صُورَةٍ أُخْرَی قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ فِی أَیِّ صُورَةٍ یَرْجِعُ قَالَ فِی صُورَةِ رَجُلٍ شَاحِبٍ مُتَغَیِّرٍ یُنْكِرُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ فَیَأْتِی الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِنَا الَّذِی كَانَ یَعْرِفُهُ وَ یُجَادِلُ بِهِ أَهْلَ الْخِلَافِ فَیَقُومُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَیَقُولُ مَا تَعْرِفُنِی فَیَنْظُرُ إِلَیْهِ الرَّجُلُ فَیَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ یَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ فَیَرْجِعُ فِی صُورَتِهِ الَّتِی كَانَتْ فِی الْخَلْقِ الْأَوَّلِ (1)فَیَقُولُ مَا تَعْرِفُنِی فَیَقُولُ نَعَمْ فَیَقُولُ الْقُرْآنُ أَنَا الَّذِی أَسْهَرْتُ لَیْلَكَ وَ أَنْصَبْتُ عَیْشَكَ وَ سَمِعْتَ الْأَذَی (2)وَ رُجِمْتَ بِالْقَوْلِ فِیَّ أَلَا وَ إِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ قَدِ اسْتَوْفَی تِجَارَتَهُ وَ أَنَا وَرَاءَكَ الْیَوْمَ قَالَ فَیَنْطَلِقُ بِهِ إِلَی رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَیَقُولُ یَا رَبِّ عَبْدُكَ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ قَدْ كَانَ نَصَباً بِی مُوَاظِباً عَلَیَّ یُعَادِی بِسَبَبِی وَ یُحِبُّ فِیَّ وَ یُبْغِضُ فِیَّ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَدْخِلُوا عَبْدِی جَنَّتِی وَ اكْسُوهُ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَ تَوِّجُوهُ بِتَاجٍ فَإِذَا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَی الْقُرْآنِ فَیُقَالُ لَهُ هَلْ رَضِیتَ بِمَا صُنِعَ بِوَلِیِّكَ فَیَقُولُ یَا رَبِّ إِنِّی أَسْتَقِلُّ هَذَا لَهُ فَزِدْهُ مَزِیدَ الْخَیْرِ كُلِّهِ فَیَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ عُلُوِّی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی لَأَنْحَلَنَّ لَهُ الْیَوْمَ خَمْسَةَ أَشْیَاءَ مَعَ الْمَزِیدِ لَهُ وَ لِمَنْ كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ أَلَا إِنَّهُمْ شَبَابٌ لَا یَهْرَمُونَ وَ أَصِحَّاءُ لَا یَسْقُمُونَ وَ أَغْنِیَاءُ لَا یَفْتَقِرُونَ وَ فَرِحُونَ لَا یَحْزَنُونَ وَ أَحْیَاءٌ لَا یَمُوتُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولی

ص: 320


1- أی فی الدنیا.
2- فی المصدر: و فی سمعت الاذی. م.

قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ هَلْ یَتَكَلَّمُ الْقُرْآنُ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ الضُّعَفَاءَ مِنْ شِیعَتِنَا إِنَّهُمْ أَهْلُ تَسْلِیمٍ ثُمَّ قَالَ نَعَمْ یَا سَعْدُ وَ الصَّلَاةُ تَتَكَلَّمُ وَ لَهَا صُورَةٌ وَ خَلْقٌ تَأْمُرُ وَ تَنْهَی (1)قَالَ سَعْدٌ فَتَغَیَّرَ لِذَلِكَ لَوْنِی وَ قُلْتُ هَذَا شَیْ ءٌ لَا أَسْتَطِیعُ أَتَكَلَّمُ بِهِ فِی النَّاسِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هَلِ النَّاسُ إِلَّا شِیعَتُنَا فَمَنْ لَمْ یَعْرِفْ بِالصَّلَاةِ فَقَدْ أَنْكَرَ حَقَّنَا ثُمَّ قَالَ یَا سَعْدُ أُسْمِعُكَ كَلَامَ الْقُرْآنِ قَالَ سَعْدٌ فَقُلْتُ بَلَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فَقَالَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ فَالنَّهْیُ كَلَامٌ وَ الْفَحْشَاءُ وَ الْمُنْكَرُ رِجَالٌ وَ نَحْنُ ذِكْرُ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَكْبَرُ.

بیان: (2)قوله علیه السلام إن هذا الرجل من المسلمین لما توجّه إلی صفّهم ظنوا أنه منهم و أما قولهم نعرفه بنعته و صفته فیحتمل وجوها الأول أن یكون یأتیهم بصورة من یعرفونه من حملة القرآن الثانی أن یكون المراد أنا إنما نعرف أنه من المسلمین لكون نعته و صفته شبیهة بهم و لعل زیادة نوره لقراءته القرآن أكثر من سائر المسلمین

ص: 321


1- و لعلّ صورة الصلاة هی الملكة الحاصلة للنفس بعد مزاولتها و اتیانها بحدودها و شرائطها، و هذه الملكة تستلزم صفاتا من الخضوع و الخشوع للّٰه و الخوف منه تعالی، و هذه الصفات خلقها التی تستلزم اتیان الطاعات و مزاولة الحسنات، و اجتناب المعاصی و السیئات، فالصلاة أدعی الدواعی الی الطاعات، و أقوی الصوارف عن المقبحات، و لاستلزامه ذلك كأنها تأمر و تنهی و تتكلم.
2- قوله علیه السلام فی اول الخبر: القرآن یأتی یوم القیامة فی أحسن صورة لعله إشارة الی أن القرآن بما هو المثل العلیا للفضائل و الكمالات و لاصول الخیر و قوانین السعادات، به یتدرج العامل مدارج الكمالات و یفوز نعیم الآخرة یتمثل فی القیامة بصورة جامعة لتلك الكمالات التی یدعو الإنسان إلیها، و یتشكل بما یمكن أن یحصل من الصفات للإنسان من العمل بها، فلجامعیته لتلك الخلق و الصفات ما یمر بصف من صفوف أهل الخیر و الصلاح الا أنهم یرون فیه صفة مشابهة لاوصافهم مع زیادة فیظن القراء و الشهداء و النبیون و الملائكة أنّه منهم و أنّه أفضلهم. و أمّا تمثله بصورة رجل شاحب متغیر فلعله تمثل بصورة قاریه و عاملیه فی الدنیا كما یوعز إلیه قوله: أنا الذی أسهرت لیلك، و أنصبت عیشك اه. و مغزی ذلك أن ریاضة النفس فی الدنیا بالاسهار و الجوع و ردع النفس عن الشهوات و الزامها بالطاعات و القربات و غیرها من قوانین القرآن تخلف سعادة باقیة خالدة، و تستلزم حصول كمالات و فضائل شوهدت فی صورته الأولی.

الثالث أنهم لما كانوا یتلون القرآن و یأنسون به و قد تصور بصورة لها مناسبة واقعیة للقرآن فهم لأنسهم بما یناسبه واقعا یعرفونه و یأنسون به و لعدم علمهم بأن هذه صورة القرآن ظنوا أنه رجل و ذهب عن بالهم اسمه و قیل لما كان المؤمن فیه نیته أن یعبد اللّٰه حق عبادته و یتلو كتابه حق تلاوته إلا أنه لا یتیسر له ذلك كما یرید و بالجملة لا یوافق عمله ما فی نیته كما ورد فی الحدیث نیة المؤمن خیر من عمله فالقرآن یتجلی لكل طائفة بصورة من جنسهم إلا أنه أحسن فی الجمال و البهاء و هی الصورة التی لو كانوا بما فی نیتهم من العمل بالقرآن لكان لهم تلك الصورة و إنما لا یعرفونه كما ینبغی لأنهم لم یأتوا بذلك كما ینبغی و إنما یعرفونه بنعته و وصفه لأنهم كانوا یتلونه و إنما وصفوا اللّٰه بالحلم و الكرم و الرحمة حین رؤیتهم لما رأوا فی أنفسهم فی جنبه من النقص و القصور الناشئین من تقصیرهم یرجون من اللّٰه العفو و الكرم و الرحمة. قوله علیه السلام فی صورة رجل شاحب یقال شحب جسمه أی تغیر و لعل ذلك لغضب علی المخالفین أو للاهتمام بشفاعة المؤمنین كما ورد أن السقط یقوم محبنطئا علی باب الجنة و قیل لسماعه الوعید الشدید و هو و إن كان لمستحقیه إلا أنه لا یخلو من تأثیر لمن یطّلع علیه قوله علیه السلام إنهم أهل تسلیم أی یقبلون كل ما یسمعون من المعصومین علیهم السلام و لا یرتابون و لا یتبعون الشبه و وساوس الشیطان قوله علیه السلام یا سعد أسمعك كلام القرآن هذا یحتمل وجوها الأول أن یقال تكلم القرآن عبارة عن إلقائه إلی السمع ما یفهم منه المعنی و هذا هو معنی حقیقة الكلام لا یشترط فیه أن یصدر من لسان لحمی و كذا تكلم الصلاة فإن من أتی بالصلاة بحقها و حقیقتها نهته الصلاة عن متابعة أعداء الدین و غاصبی حقوق الأئمة الراشدین الذین من عرفهم عرف اللّٰه و من ذكرهم ذكر اللّٰه.

الثانی أن لكل عبادة صورة و مثالا تترتب علیها آثار تلك العبادة و هذه الصورة تظهر للناس فی القیامة فالمراد بقولهم علیهم السلام فی موضع آخر الصلاة رجل أنها فی القیامة یتشكل بإزائها رجل یشفع لمن رعاها حق رعایتها و فی الدنیا أیضا لا یبعد أن یخلق اللّٰه بإزائها ملكا أو خلقا آخر من الروحانیین یسدد من أتی

ص: 322

بالصلاة حق إتیانها و یهدیه إلی مراشده و كذا فی القرآن و سائر العبادات.

الثالث ما أفیض علی ببركات الأئمة الطاهرین و به ینحل كثیر من غوامض أخبار الأئمة المعصومین صلوات اللّٰه علیهم أجمعین و هو أنه كما أن الجسد الإنسانی له حیاة ظاهریة من جهة الروح الحیوانیة المنبعثة عن القلب الظاهری و بها یسمع و یبصر و یمشی و ینطق و یحس فكذا له حیاة معنویة من جهة العلم و الإیمان و الطاعات فالإیمان ینبعث من القلب المعنوی و یسری فی سائر الأعضاء فینور العین بنور آخر

كَمَا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُؤْمِنُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ وَ یَسْمَعُ بِسَمْعٍ آخَرَ.

و بالجملة یتصرف الإیمان فی بدنه و عقله و نفسه و یملكه بأسره فلا یری إلا الحق و لا یسمع إلا ما ینفعه و لا یسمع شیئا من الحق إلا فهمه و صدقه و لا ینطق إلا بالحق و لا یمشی إلا للحق فالإیمان روح لذلك الجسد و لذا قال تعالی فی وصف الكفار أَمْواتٌ غَیْرُ أَحْیاءٍ (1)و قال صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ (2)و ما ذلك إلا لذهاب نور الإیمان من قلوبهم و جوارحهم و كذا الصلاة إذا كملت فی شخص و أتی بها كما هو حقها تصرف فی بدنه و نورت قلبه و بصره و سمعه و لسانه و منعته عن اتباع الشهوات و حثته علی الطاعات و كذا سائر العبادات.

ثم إن القرآن لیس تلك النقوش بل هو یدل علیه تلك النقوش و إنما صار الخط و ما ینقش علیه محترما لدلالته علی ذلك الكلام و الكلام إنما صار مكرما لدلالته علی المعانی التی أرادها اللّٰه الملك العلام فمن انتقش فی قواه ألفاظ القرآن و فی عقله معانیه و اتصف بصفاته الحسنة علی ما هی فیه و احترز عما نهی اللّٰه عنه فیه و اتعظ بمواعظه و صیر القرآن خلقه و داوی به أدواءه فهو أولی بالتعظیم و الإكرام و لذا ورد أن المؤمن أعظم حرمة من الكعبة و القرآن فإذا عرفت ذلك فاعلم أنه كما یطلق علی الجسد لتعلق الروح و النفس به أنه إنسان فكذا یجوز أن یطلق علی

ص: 323


1- النحل: 21.
2- هكذا فی النسخ و الصحیح إما: «لا یَرْجِعُونَ» أو «لا یَعْقِلُونَ» راجع البقرة 18 و 171.

البدن الذی كمل فیه الإیمان و تصرف فیه و صار روحه أنه إیمان و كذا الصلاة و الزكاة و سائر الطاعات و هذا فی القرآن أظهر لأنه قد انتقش بلفظه و معناه و اتصف بصفاته و مؤداه و احتوی علیه و تصرف فی بدنه و قواه فبالحری أن یطلق علیه القرآن فإذا عرفت ذلك ظهر لك سرّ الأخبار الواردة فی أن أمیر المؤمنین علیه السلام هو كلام اللّٰه و هو الإیمان و الإسلام و الصلاة و الزكاة و قس علی ذلك حال أعدائه و ما ورد أنهم الكفر و الفسوق و العصیان و شرب الخمر و الزنا و سائر المحارم لاستقرار تلك الصفات فیهم بحیث صارت أرواحهم الخبیثة فلا یبعد أن یكون المراد بالصورة التی یأتی فی القیامة هو أمیر المؤمنین علیه السلام فیشفع لمن قرأ القرآن لأنه روحه و لا یعمل بالقرآن إلا من یتولاه و ینادی القرآن بلعن من عاداه ثم ذكر علیه السلام لرفع الاستبعاد أن الصلاة رجل و هو أمیر المؤمنین فهو ینهی الناس عن متابعة من كمل فیه الفحشاء و المنكر یعنی أبا بكر و عمر علی هذا لا یبعد أن یكون قوله علیه السلام أسمعك كلام القرآن أشار به إلی أنه علیه السلام أیضا القرآن و كلامه كلام القرآن و سیأتی مزید توضیح لهذا التحقیق فی كتاب الإمامة و أنت إذا أحطت بذلك و فهمته انكشف لك كثیر من الأسرار المطویة فی أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام فَخُذْ ما آتَیْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ

«17»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1)عَنْ عَلِیٍّ (2)قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا أَرَادَ أَنْ یُحَاسِبَ الْمُؤْمِنَ أَعْطَاهُ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ وَ حَاسَبَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ فَیَقُولُ عَبْدِی فَعَلْتَ كَذَا وَ كَذَا وَ عَمِلْتَ كَذَا وَ كَذَا فَیَقُولُ نَعَمْ یَا رَبِّ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ فَیَقُولُ قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ وَ أَبْدَلْتُهَا حَسَنَاتٍ فَیَقُولُ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا كَانَ لِهَذَا الْعَبْدِ سَیِّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَسَوْفَ یُحاسَبُ

ص: 324


1- هو القاسم بن محمّد الجوهریّ.
2- هو علیّ بن أبی حمزة سالم البطائنی أبو الحسن مولی الأنصار الكوفیّ، روایة أبی بصیر یحیی بن القاسم و قائده، یروی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام بلا واسطة و بواسطة أبی بصیر كثیرا كما فی الحدیث الآتی.

حِساباً یَسِیراً وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً قُلْتُ أَیُّ أَهْلٍ قَالَ أَهْلُهُ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَهْلُهُ فِی الْجَنَّةِ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِینَ قَالَ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً حَاسَبَهُ عَلَی رُءُوسِ النَّاسِ وَ بَكَتَهُ (1)وَ أَعْطَاهُ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا مَنْ أُوتِیَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ یَدْعُوا ثُبُوراً وَ یَصْلی سَعِیراً إِنَّهُ كانَ فِی أَهْلِهِ مَسْرُوراً قُلْتُ أَیُّ أَهْلٍ قَالَ أَهْلُهُ فِی الدُّنْیَا قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ یَحُورَ قَالَ ظَنَّ أَنَّهُ لَنْ یَرْجِعَ.

«18»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْقَاسِمُ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یُعْطَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ كِتَاباً مَنْشُوراً مَكْتُوبٌ فِیهِ كِتَابُ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ أَدْخِلُوا فُلَاناً الْجَنَّةَ.

«19»-كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَی شِیعَتِنَا وَ شِیعَتُنَا شُهَدَاءُ عَلَی النَّاسِ وَ بِشَهَادَةِ شِیعَتِنَا یُجْزَوْنَ وَ یُعَاقَبُونَ.

«20»-مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ، لِلسَّیِّدِ عَلِیِّ بْنِ طَاوُسٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ مِنْ كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ یَوْمٍ یَأْتِی عَلَی ابْنِ آدَمَ إِلَّا قَالَ ذَلِكَ الْیَوْمُ یَا ابْنَ آدَمَ أَنَا یَوْمٌ جَدِیدٌ وَ أَنَا عَلَیْكَ شَهِیدٌ فَافْعَلْ بِی خَیْراً وَ اعْمَلْ فِیَّ خَیْراً أَشْهَدْ لَكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِی بَعْدَهَا أَبَداً وَ فِی نُسْخَةٍ أُخْرَی فَقُلْ فِیَّ خَیْراً وَ اعْمَلْ فِیَّ خَیْراً.

«21»-قَالَ وَ رَأَیْتُ فِی كِتَابِ مَسْعَدَةَ بْنِ زِیَادٍ الرَّبَعِیِّ، فِیمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: اللَّیْلُ إِذَا أَقْبَلَ نَادَی مُنَادٍ بِصَوْتٍ یَسْمَعُهُ الْخَلَائِقُ إِلَّا الثَّقَلَیْنِ یَا ابْنَ آدَمَ إِنِّی عَلَی مَا فِیَّ شَهِیدٌ فَخُذْ مِنِّی فَإِنِّی لَوْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ لَمْ تَزْدَدْ فِیَّ حَسَنَةً وَ لَمْ تَسْتَعْتِبْ فِیَّ مِنْ سَیِّئَةٍ وَ كَذَلِكَ یَقُولُ النَّهَارُ إِذَا أَدْبَرَ اللَّیْلُ.

«22»-كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ النَّهَارَ إِذَا جَاءَ قَالَ یَا ابْنَ آدَمَ اعْمَلْ فِی یَوْمِكَ هَذَا خَیْراً أَشْهَدْ لَكَ بِهِ عِنْدَ رَبِّكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَإِنِّی لَمْ آتِكَ فِیمَا مَضَی وَ لَا آتِیكَ فِیمَا بَقِیَ وَ إِذَا جَاءَ اللَّیْلُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.

ص: 325


1- أی غلبه بالحجة.

باب 17 الوسیلة و ما یظهر من منزلة النبی و أهل بیته صلوات اللّٰه علیهم أجمعین فی القیامة

الآیات؛

التحریم: «وَ یُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ یَوْمَ لا یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ یَسْعی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَ اغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ»(7)

الضحی: «وَ لَلْآخِرَةُ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولی*وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی»(4-5)

«1»-فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها قَالَ رَبُّ الْأَرْضِ إِمَامُ الْأَرْضِ قُلْتُ فَإِذَا خَرَجَ یَكُونُ مَا ذَا قَالَ إِذاً یَسْتَغْنِی النَّاسُ عَنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَ نُورِ الْقَمَرِ وَ یَجْتَزِءُونَ بِنُورِ الْإِمَامِ.

«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوا لِیَ الْوَسِیلَةَ فَسَأَلْنَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْوَسِیلَةِ فَقَالَ هِیَ دَرَجَتِی فِی الْجَنَّةِ وَ هِیَ أَلْفُ مِرْقَاةِ جَوْهَرٍ إِلَی مِرْقَاةِ زَبَرْجَدٍ إِلَی مِرْقَاةِ لُؤْلُؤَةٍ إِلَی مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَی مِرْقَاةِ فِضَّةٍ فَیُؤْتَی بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی تُنْصَبَ مَعَ دَرَجَةِ النَّبِیِّینَ فَهِیَ فِی دَرَجَةِ النَّبِیِّینَ كَالْقَمَرِ بَیْنَ الْكَوَاكِبِ فَلَا یَبْقَی یَوْمَئِذٍ نَبِیٌّ وَ لَا شَهِیدٌ وَ لَا صِدِّیقٌ إِلَّا قَالَ طُوبَی لِمَنْ كَانَتْ هَذِهِ دَرَجَتُهُ فَیُنَادِی الْمُنَادِی وَ یَسْمَعُ النِّدَاءَ جَمِیعُ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الْمُؤْمِنِینَ هَذِهِ دَرَجَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأُقْبِلُ یَوْمَئِذٍ مُتَّزِراً بِرَیْطَةٍ مِنْ نُورٍ عَلَیَّ (1)تَاجُ الْمُلْكِ وَ إِكْلِیلُ الْكَرَامَةِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمَامِی وَ بِیَدِهِ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الْمُفْلِحُونَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِاللَّهِ فَإِذَا

ص: 326


1- فی المصدر: علی رأسی اه. م.

مَرَرْنَا بِالنَّبِیِّینَ قَالُوا هَذَانِ مَلَكَانِ لَمْ نَعْرِفْهُمَا وَ لَمْ نَرَهُمَا وَ إِذَا مَرَرْنَا بِالْمَلَائِكَةِ قَالُوا هَذَانِ نَبِیَّانِ مُرْسَلَانِ حَتَّی أَعْلَوُ الدَّرَجَةَ وَ عَلِیٌّ یَتْبَعُنِی فَإِذَا صِرْتُ فِی أَعْلَی الدَّرَجَةِ مِنْهَا وَ عَلِیٌّ أَسْفَلَ مِنِّی بِیَدِهِ لِوَائِی فَلَا یَبْقَی یَوْمَئِذٍ نَبِیٌّ وَ لَا مُؤْمِنٌ إِلَّا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ إِلَیَّ یَقُولُونَ طُوبَی لِهَذَیْنِ الْعَبْدَیْنِ مَا أَكْرَمَهُمَا عَلَی اللَّهِ فَیُنَادِی الْمُنَادِی یَسْمَعُ النَّبِیُّونَ وَ جَمِیعُ الْخَلَائِقِ هَذَا حَبِیبِی مُحَمَّدٌ وَ هَذَا وَلِیِّی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّهُ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ وَ كَذَّبَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ فَلَا یَبْقَی یَوْمَئِذٍ فِی مَشْهَدِ الْقِیَامَةِ أَحَدٌ یُحِبُّكَ إِلَّا اسْتَرْوَحَ إِلَی هَذَا الْكَلَامِ وَ ابْیَضَّ وَجْهُهُ وَ فَرِحَ قَلْبُهُ وَ لَا یَبْقَی أَحَدٌ مِمَّنْ عَادَاكَ وَ نَصَبَ لَكَ حَرْباً أَوْ جَحَدَ لَكَ حَقّاً إِلَّا اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ اضْطَرَبَتْ قَدَمَاهُ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا مَلَكَانِ قَدْ أَقْبَلَا إِلَیَّ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَرِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ وَ أَمَّا الْآخَرُ فَمَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ فَیَدْنُو رِضْوَانُ وَ یُسَلِّمُ عَلَیَّ وَ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَرُدُّ عَلَیْهِ وَ أَقُولُ أَیُّهَا الْمَلَكُ الطَّیِّبُ الرِّیحِ الْحَسَنُ الْوَجْهِ الْكَرِیمُ عَلَی رَبِّهِ مَنْ أَنْتَ فَیَقُولُ أَنَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ أَمَرَنِی رَبِّی آتِیكَ بِمَفَاتِیحِ الْجَنَّةِ فَخُذْهَا یَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّی فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیَّ ادْفَعْهَا إِلَی أَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَیَدْفَعُهَا إِلَی عَلِیٍّ وَ یَرْجِعُ رِضْوَانُ ثُمَّ یَدْنُو مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ فَیُسَلِّمُ وَ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ فَأَقُولُ لَهُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ أَیُّهَا الْمَلَكُ مَا أَنْكَرَ رُؤْیَتَكَ وَ أَقْبَحَ وَجْهَكَ مَنْ أَنْتَ فَیَقُولُ أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ آتِیكَ بِمَفَاتِیحِ النَّارِ فَأَقُولُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّی فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیَّ وَ فَضَّلَنِی بِهِ ادْفَعْهَا إِلَی أَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَیَدْفَعُهَا إِلَیْهِ ثُمَّ یَرْجِعُ مَالِكٌ فَیُقْبِلُ عَلِیٌّ وَ مَعَهُ مَفَاتِیحُ الْجَنَّةِ وَ مَقَالِیدُ النَّارِ حَتَّی یَقْعُدَ عَلَی عِجْزَةِ جَهَنَّمَ وَ یَأْخُذَ زِمَامَهَا بِیَدِهِ وَ قَدْ عَلَا زَفِیرُهَا وَ اشْتَدَّ حَرُّهَا وَ كَثُرَ تَطَایُرُ شَرَرِهَا فَیُنَادِی جَهَنَّمُ یَا عَلِیُّ جُزْنِی قَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِی فَیَقُولُ عَلِیٌّ لَهَا ذَرِی هَذَا وَلِیِّی وَ خُذِی هَذَا عَدُوِّی فَلَجَهَنَّمُ یَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِیٍّ مِنْ غُلَامِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فَإِنْ شَاءَ یَذْهَبُ بِهَا یَمْنَةً وَ إِنْ شَاءَ یَذْهَبُ بِهَا یَسْرَةً وَ لَجَهَنَّمُ یَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِیٍّ مِنْ جَمِیعِ الْخَلَائِقِ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام یَوْمَئِذٍ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ.

ص: 327

ل، الخصال مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق أبی عن سعد عن ابن عیسی عن ابن معروف عن أبی حفص العبدی عن أبی هارون العبدی (1)عن أبی سعید الخدری (2)عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثله (3)- یر، بصائر الدرجات ابن عیسی مثله بیان فی روایات الصدوق فسألت النبی صلی اللّٰه علیه و آله و فی روایة علی بن إبراهیم فسألنا فیكون نقلا عن أمیر المؤمنین علیه السلام أو غیره من الصحابة و فی بعض النسخ فسألوا و هو أظهر.

و فی روایة الصدوق بعد قوله ألف مرقاة ما بین المرقاة إلی المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا و هی ما بین مرقاة جوهرة و لعل المراد بالجوهر هنا الیاقوت أو جوهر آخر لم یصرح به و قال الجزری الریطة كل ملاءة لیست بلفقتین و قیل كل ثوب رقیق لین و العجزة مؤخر الشی ء.

«3»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ مُحَمَّدٌ فَیُكْسَی حُلَّةً وَرْدِیَّةً ثُمَّ یُقَامُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُدْعَی بِإِبْرَاهِیمَ فَیُكْسَی حُلَّةً بَیْضَاءَ فَیُقَامُ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُدْعَی بِعَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَیُكْسَی حُلَّةً وَرْدِیَّةً فَیُقَامُ عَنْ یَمِینِ النَّبِیِّ ثُمَّ یُدْعَی بِإِسْمَاعِیلَ فَیُكْسَی حُلَّةً بَیْضَاءَ فَیُقَامُ عِنْدَ یَسَارِ إِبْرَاهِیمَ ثُمَّ یُدْعَی بِالْحَسَنِ فَیُكْسَی حُلَّةً وَرْدِیَّةً فَیُقَامُ عَنْ یَمِینِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ یُدْعَی بِالْحُسَیْنِ فَیُكْسَی حُلَّةً وَرْدِیَّةً فَیُقَامُ عَنْ یَمِینِ الْحَسَنِ ثُمَّ یُدْعَی بِالْأَئِمَّةِ فَیُكْسَوْنَ حُلَلًا وَرْدِیَّةً فَیُقَامُ كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ یَمِینِ صَاحِبِهِ ثُمَّ یُدْعَی بِالشِّیعَةِ فَیَقُومُونَ أَمَامَهُمْ ثُمَّ یُدْعَی بِفَاطِمَةَ علیها السلام وَ نِسَائِهَا مِنْ ذُرِّیَّتِهَا وَ شِیعَتِهَا فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ الْأُفُقِ الْأَعْلَی نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ یَا مُحَمَّدُ وَ هُوَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ نِعْمَ

ص: 328


1- أوعزنا الی ترجمته و اسمه فی ج 1 ص 170 ذیل الحبر 23.
2- تقدم ضبطه و ترجمته فی ج 1 ص 170 ذیل الخبر 23.
3- باختلاف. م.

السِّبْطَانِ سِبْطَاكَ وَ هُمَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ نِعْمَ الْجَنِینُ جَنِینُكَ وَ هُوَ مُحَسِّنٌ وَ نِعْمَ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ ذُرِّیَّتُكَ وَ هُمْ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ نِعْمَ الشِّیعَةُ شِیعَتُكَ أَلَا إِنَّ مُحَمَّداً وَ وَصِیَّهُ وَ سِبْطَیْهِ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ هُمُ الْفَائِزُونَ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ (1)

«4»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ (2)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُضِعَ مِنْبَرٌ یَرَاهُ جَمِیعُ الْخَلَائِقِ فَیَصْعَدُ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَیَقُومُ عَنْ یَمِینِهِ مَلَكٌ وَ عَنْ یَسَارِهِ مَلَكٌ یُنَادِی الَّذِی عَنْ یَمِینِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُدْخِلُ الْجَنَّةَ مَنْ یَشَاءُ وَ یُنَادِی الَّذِی عَنْ یَسَارِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُدْخِلُ النَّارَ مَنْ یَشَاءُ.

-ع، علل الشرائع ابن الولید عن الصفار مثله (3)

«5»-سن، المحاسن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْغِفَارِیِّ (4)عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ (5)قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَجْلِسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ وَ عَلِیٍ

ص: 329


1- أی ابعد عن النار و نحی عنها، من الزحزحة و هی الابعاد.
2- بفتح السین و سكون العین هو موسی بن سعدان الحناط الكوفیّ، المعدود فی رجال الشیخ من أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام، و المترجم فی فهرستی الشیخ و النجاشیّ، قال الثانی: ضعیف فی الحدیث، كوفیّ، له كتب كثیرة منها الطرائف اه. یروی عنه محمّد بن الحسین بن أبی الخطاب أبو جعفر الزیات الهمدانیّ الثقة الجلیل المتوفی فی 262، و یروی عن عبد اللّٰه بن القاسم الحضرمی.
3- الصحیح: ابن الولید، عن الصفار، عن محمّد بن الحسین أی ابن أبی الخطاب مثله.
4- بكسر الغین و فتح الفاء نسبة الی غفار بن ملیل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة و الرجل هو عبد اللّٰه بن إبراهیم بن أبی عمرو الغفاری حلیف الأنصار، سكن مزینة بالمدینة فیقال له: الأنصاریّ و المزنی أیضا، یروی عن أبی عبد اللّٰه الصادق علیه السلام، له كتاب، ترجمه الشیخ و النجاشیّ فی فهرستهما، و ابن حجر فی التقریب، و روی عنه أبو داود فی جلوس الرجل.
5- الصحیح كما فی المحاسن المطبوع: علی بن أبی علی اللّٰهبی رفعه. لان الرجل من أصحاب الصادق علیه السلام فلا یروی عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله بلا واسطة، و اللّٰهبی بفتح اللام و الهاء نسبة علی ما فی اللباب الی أبی لهب عم النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله. قال ابن اثیر فی اللباب «ج 3: ص 73» هو من ولد أبی لهب، قلت: عده الشیخ فی رجاله من أصحاب الإمام الصّادق، و ترجمه العامّة فی كتبهم، و یروی كثیرا عن ابن المنكدر، عن جابر، عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.

إِبْرَاهِیمُ عَنْ یَمِینِی وَ عَلِیٌّ عَنْ یَسَارِی فَیُنَادِی مُنَادٍ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ.

«6»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ (1)عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُكْسَی حُلَّةً وَرْدِیَّةً فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَرْدِیَّةً قَالَ نَعَمْ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ثُمَّ یُدْعَی عَلِیٌّ فَیَقُومُ عَلَی یَمِینِ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ یُدْعَی مَنْ شَاءَ اللَّهُ فَیَقُومُونَ عَلَی یَمِینِ عَلِیٍّ ثُمَّ یُدْعَی شِیعَتُنَا فَیَقُومُونَ عَلَی یَمِینِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَیْنَ تَرَی یَنْطَلِقُ بِنَا قَالَ قُلْتُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ اللَّهِ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ.

«7»-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كُنْتَ أَنْتَ وَ وُلْدُكَ عَلَی خَیْلٍ بُلْقٍ مُتَوَّجِینَ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَیَأْمُرُ اللَّهُ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ النَّاسُ یَنْظُرُونَ.

«8»-صح، صحیفة الرضا علیه السلام عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُودِیَتْ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ الْخَلِیلُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.

«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ (2)قُلْتُ حَدِّثْنِی فِی عَلِیٍّ حَدِیثاً فَقَالَ أَشْرَحُهُ لَكَ أَمْ أَجْمَعُهُ قُلْتُ بَلِ اجْمَعْهُ فَقَالَ عَلِیٌّ بَابُ هُدًی مَنْ تَقَدَّمَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ كَانَ كَافِراً قُلْتُ زِدْنِی قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ مِنْبَرٌ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ لَهُ أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ مِرْقَاةً فَیَأْتِی عَلِیٌّ وَ بِیَدِهِ اللِّوَاءُ حَتَّی یَرْكَبَهُ وَ یُعْرَضَ الْخَلْقُ

ص: 330


1- مر ضبط سعدان ذیل الخبر الرابع.
2- هو یحیی بن المساور أبو زكریا التمیمی مولاهم كوفیّ، عده الشیخ فی رجاله من أصحاب الصادق علیه السلام و لم نجد فیه و لا فی غیره من الرجال ما یبین حاله، نعم قال ابن حجر فی لسان المیزان «ج: ص 227»: قال الأزدیّ: كذاب.

عَلَیْهِ فَمَنْ عَرَفَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ دَخَلَ النَّارَ قُلْتُ لَهُ تُوجِدُنِیهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ أَ مَا تَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ یَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ هُوَ وَ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ مِنْبَرٌ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ لَهُ أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ مِرْقَاةً وَ یَجِی ءُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَیَرْتَقِیهِ وَ یَعْلُوهُ وَ یُعْرَضُ الْخَلَائِقُ عَلَیْهِ فَمَنْ عَرَفَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ دَخَلَ النَّارَ وَ تَفْسِیرُ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.

«11»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ خِرَاشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَالُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَسْأَلُنِی عَنْ عَلِیٍّ یَرِدُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ عَیْنَاهَا یَاقُوتَتَانِ حَمْرَاوَانِ سَنَامُهَا مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ مَمْزُوجٍ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ مِنَ النُّورِ مُتَّزِرٌ بِوَاحِدَةٍ مُرْتَدٍ بِالْأُخْرَی بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ لَهُ أَرْبَعُونَ شِقَّةً مَلَأَتْ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ یَمِینِهِ وَ جَعْفَرٌ الطَّیَّارُ عَنْ یَسَارِهِ وَ فَاطِمَةُ مِنْ وَرَائِهِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فِیمَا بَیْنَهُمَا وَ مُنَادٍ یُنَادِی فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ أَیْنَ الْمُحِبُّونَ وَ أَیْنَ الْمُبْغِضُونَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَخَذَ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ حَتَّی یَدْخُلَ الْجَنَّةَ.

-و بهذا الإسناد عن عبد الصمد عن الحسین بن علی البخاری عن أحمد بن محمد بن المؤدب مثله.

«12»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ حَدِیثاً یَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ مَالِكاً أَنْ یُسَعِّرَ النِّیرَانَ السَّبْعَ وَ یَأْمُرُ رِضْوَانَ أَنْ یُزَخْرِفَ الْجِنَانَ الثَّمَانَ وَ یَقُولُ یَا مِیكَائِیلُ مُدَّ الصِّرَاطَ عَلَی مَتْنِ جَهَنَّمَ وَ یَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ انْصِبْ مِیزَانَ الْعَدْلِ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ قَرِّبْ أُمَّتَكَ لِلْحِسَابِ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ أَنْ یُعْقَدَ عَلَی الصِّرَاطِ سَبْعُ قَنَاطِرَ طُولُ كُلِّ قَنْطَرَةٍ سَبْعَةَ

ص: 331

عَشَرَ أَلْفَ فَرْسَخٍ وَ عَلَی كُلِّ قَنْطَرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یَسْأَلُونَ هَذِهِ الْأُمَّةَ نِسَاءَهُمْ وَ رِجَالَهُمْ فِی الْقَنْطَرَةِ الْأُولَی عَنْ وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ حُبِّ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَمَنْ أَتَی بِهِ جَازَ الْقَنْطَرَةَ الْأُولَی كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَ مَنْ لَمْ یُحِبَّ أَهْلَ بَیْتِهِ سَقَطَ عَلَی أُمِّ رَأْسِهِ فِی قَعْرِ جَهَنَّمَ وَ لَوْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ عَمَلُ سَبْعِینَ صِدِّیقاً.

«13»-قَالَ وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ، حَدِیثاً یَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ نَصَبَ الصِّرَاطَ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ فَلَمْ یَجُزْ عَلَیْهِ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.

«14»-وَ رَوَی أَیْضاً فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ، حَدِیثاً یَرْفَعُهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَقِفُ أَنَا وَ عَلِیٌّ عَلَی الصِّرَاطِ وَ بِیَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا سَیْفٌ فَلَا یَمُرُّ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا سَأَلْنَاهُ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ فَمَنْ كَانَ مَعَهُ شَیْ ءٌ مِنْهَا نَجَا وَ فَازَ وَ إِلَّا ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَ أَلْقَیْنَاهُ فِی النَّارِ.

«15»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ أُبَشِّرُكَ یَا مُحَمَّدُ بِمَا تَجُوزُ عَلَی الصِّرَاطِ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ تَجُوزُ بِنُورِ اللَّهِ وَ یَجُوزُ عَلِیٌّ بِنُورِكَ وَ نُورُكَ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ یَجُوزُ أُمَّتُكَ بِنُورِ عَلِیٍّ وَ نُورُ عَلِیٍّ مِنْ نُورِكَ وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً (1)فَما لَهُ مِنْ نُورٍ

«16»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَلَامٍ ذَكَرَهُ فِی عَلِیٍّ فَذَكَرَهُ سَلْمَانُ لِعَلِیٍّ فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا سَلْمَانُ لَقَدْ حَدَّثَنِی بِمَا أُخْبِرُكَ بِهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ لَقَدْ خَصَّكَ اللَّهُ بِالْحِلْمِ وَ الْعِلْمِ وَ الْغُرْفَةِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً وَ اللَّهِ إِنَّهَا لَغُرْفَةٌ مَا دَخَلَهَا أَحَدٌ قَطُّ وَ لَا یَدْخُلُهَا أَحَدٌ أَبَداً حَتَّی تَقُومَ عَلَی رَبِّكَ وَ إِنَّهُ لَیَحِفُّ بِهَا فِی كُلِّ یَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا یَحُفُّونَ إِلَی یَوْمِهِمْ ذَلِكَ فِی إِصْلَاحِهَا (2)وَ الْمَرَمَّةِ لَهَا حَتَّی تَدْخُلَهَا ثُمَّ یُدْخِلُ اللَّهُ عَلَیْكَ فِیهَا أَهْلَ بَیْتِكَ وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ إِنَّ فِیهَا لَسَرِیراً مِنْ

ص: 332


1- فی المصدر: له مع علی نورا اه. م.
2- فی التفسیر المطبوع: ما یحفون الی یومهم ذلك الا فی اصلاحها.

نُورٍ مَا یَسْتَطِیعُ أَحَدٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهِ مَجْلِسٌ لَكَ یَوْمَ تَدْخُلُهُ فَإِذَا دَخَلْتَهُ یَا عَلِیُّ أَقَامَ اللَّهُ جَمِیعَ أَهْلِ السَّمَاءِ عَلَی أَرْجُلِهِمْ حَتَّی یَسْتَقِرَّ بِكَ مَجْلِسُكَ ثُمَّ لَا یَبْقَی فِی السَّمَاءِ وَ لَا فِی أَطْرَافِهَا مَلَكٌ وَاحِدٌ إِلَّا أَتَاكَ بِتَحِیَّةٍ مِنَ الرَّحْمَنِ.

«17»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ ذَاذَانَ الْقَطَّانِ (1)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَیْسِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْقُمِّیِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً قَدْ طَلَعَ ذَاتَ یَوْمٍ وَ عَلَی عُنُقِهِ حَطَبٌ فَقَامَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَانَقَهُ حَتَّی رُئِیَ بَیَاضُ مَا تَحْتَ أَیْدِیهِمَا ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَكَ مَعِی فِی الْجَنَّةِ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَزِیدَنِی فَزَادَنِی ذُرِّیَّتَكَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَزِیدَنِی فَزَادَنِی زَوْجَتَكَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَزِیدَنِی فَزَادَنِی مُحِبِّیكَ فَزَادَنِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْتَزِیدَهُ مُحِبِّی مُحِبِّیكَ فَفَرِحَ بِذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مُحِبُّ مُحِبِّی قَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُضِعَ لِی مِنْبَرٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُكَلَّلٌ بِزَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مِرْقَاةٍ بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ حُضْرُ الْفَرَسِ الْقَارِحِ (2)ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَأَصْعَدُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُدْعَی بِكَ فَیَتَطَاوَلُ إِلَیْكَ الْخَلَائِقُ فَیَقُولُونَ مَا یُعْرَفُ فِی النَّبِیِّینَ فَیُنَادِی مُنَادٍ هَذَا سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ ثُمَّ تَصْعَدُ فَنُعَانِقُ عَلَیْهِ (3)ثُمَّ تَأْخُذُ بِحُجْزَتِی وَ آخُذُ بِحُجْزَةِ اللَّهِ وَ هِیَ الْحَقُّ (4)وَ تَأْخُذُ ذُرِّیَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ یَأْخُذُ شِیعَتُكَ بِحُجْزَةِ ذُرِّیَّتِكَ فَأَیْنَ یَذْهَبُ بِالْحَقِّ إِلَی الْجَنَّةِ قَالَ إِذَا دَخَلْتُمُ الْجَنَّةَ فَتَبَوَّأْتُمْ مَعَ أَزْوَاجِكُمْ وَ نَزَلْتُمْ مَنَازِلَكُمْ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مَالِكٍ أَنِ افْتَحْ بَابَ جَهَنَّمَ لِیَنْظُرَ أَوْلِیَائِی إِلَی مَا فَضَّلْتُهُمْ عَلَی عَدُوِّهِمْ فَیَفْتَحُ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ وَ یَظِلُّونَ عَلَیْهِمْ (5)فَإِذَا وَجَدُوا رَوْحَ رَائِحَةِ الْجَنَّةِ قَالُوا یَا مَالِكُ

ص: 333


1- هكذا فی نسخة المصنّف، و فی التفسیر المطبوع: محمّد بن ذران.
2- فی المصدر: الفارح. م.
3- فی التفسیر المطبوع: فتعانقنی علیه.
4- فی التفسیر المطبوع: ألا ان حجزة اللّٰه هی الحق.
5- لعل الصحیح كما فی التفسیر المطبوع: فیطلعون علیهم.

أَ نَطْمَعُ اللَّهَ لَنَا فِی تَخْفِیفِ الْعَذَابِ عَنَّا إِنَّا لَنَجِدُ رَوْحاً فَیَقُولُ لَهُمْ مَالِكٌ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ أَفْتَحَ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ لِیَنْظُرَ أَوْلِیَاؤُهُ إِلَیْكُمْ فَیَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَیَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تَجُوعُ فَأُشْبِعَكَ وَ یَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تَعَرَّی فَأَكْسُوَكَ وَ یَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تَخَافُ فَآوِیَكَ وَ یَقُولُ هَذَا یَا فُلَانُ أَ لَمْ تَكُ تُحَدِّثُ فَأَكْتُمَ عَلَیْكَ فَیَقُولُونَ بَلَی فَیَقُولُونَ اسْتَوْهِبُونَا مِنْ رَبِّكُمْ فَیَدْعُونَ لَهُمْ فَیَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَكُونُونَ فِیهَا بِلَا مَأْوًی وَ یُسَمُّونَ الْجَهَنَّمِیِّینَ فَیَقُولُونَ سَأَلْتُمْ رَبَّكُمْ فَأَنْقَذَنَا مِنْ عَذَابِهِ فَادْعُوهُ یَذْهَبْ عَنَّا بِهَذَا الِاسْمِ وَ یَجْعَلْ لَنَا فِی الْجَنَّةِ مَأْوًی فَیَدْعُونَ فَیُوحِی اللَّهُ إِلَی رِیحٍ فَتَهُبُّ عَلَی أَفْوَاهِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَیُنْسِیهِمْ ذَلِكَ الِاسْمَ وَ یَجْعَلُ لَهُمْ فِی الْجَنَّةِ مَأْوًی وَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَاتُ قُلْ لِلَّذِینَ آمَنُوا یَغْفِرُوا لِلَّذِینَ لا یَرْجُونَ أَیَّامَ اللَّهِ لِیَجْزِیَ قَوْماً بِما كانُوا یَكْسِبُونَ إِلَی قَوْلِهِ ساءَ ما یَحْكُمُونَ.

بیان: الفرس القارح هو الذی دخل فی السنة الخامسة و لا یبعد أن یكون بالدال المهملة كنایة عن سرعة سیره فإنه یقدح النار عند مسیره بحافره.

«18»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ الْفَرَّاءِ عَنْ قُطْرٍ (1)عَنْ مُوسَی بْنِ ظَرِیفٍ (2)عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.

«19»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَلِیٍّ یَعْنِی ابْنَ یَزِیدَ الْبَاهِلِیَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّافِ السُّلَمِیِّ (3)عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ

ص: 334


1- هكذا فی النسخ و الصحیح فطر بالفاء المكسورة و الطاء الساكنة، كما فی التفسیر المطبوع، و الرجل فطر بن خلیفة أبو بكر المخزومی التابعی المتوفّی سنة 153 أو 55 عده الشیخ فی رجاله من أصحاب الصادق علیه السلام و قال: تابعی روی عنهما أی عن الباقر و الصادق علیهما السلام، له ترجمة فی رجال الفریقین، و ثقة أحمد و ابن معین.
2- الصحیح موسی بن طریف بالطاء المهملة كما فی التفسیر المطبوع، و هو الأسدی الكوفیّ المترجم فی لسان المیزان «ج 6: ص 121».
3- فی التفسیر المطبوع: محمّد بن الحجاز السلمی، و لم نعرف صحیحه.

نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ فَهُمَا الْمُلْقِیَانِ فِی النَّارِ.

«20»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَوْدِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: قَالَ لِی شَرِیكٌ الْقَاضِی (1)أَیَّامَ الْمَهْدِیِّ قَالَ یَا أَبَا عَلِیٍّ أَ تُرِیدُ أَنْ تُحَدَّثَ بِحَدِیثٍ أَتَبَرَّكُ بِهِ عَلَی أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ عَلَیْكَ أَنْ لَا تُحَدِّثَ بِهِ حَتَّی أَمُوتَ قَالَ قُلْتُ أَنْتَ أَمِنٌ فَحَدِّثْ بِمَا شِئْتَ قَالَ كُنْتُ عَلَی بَابِ الْأَعْمَشِ (2)وَ عَلَیْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِیثِ قَالَ فَفَتَحَ الْأَعْمَشُ الْبَابَ فَنَظَرَ إِلَیْهِمْ ثُمَّ رَجَعَ وَ أُغْلِقَ الْبَابُ فَانْصَرَفُوا وَ بَقِیتُ أَنَا فَخَرَجَ فَرَآنِی فَقَالَ أَنْتَ هُنَا لَوْ عَلِمْتَ لَأَدْخَلْتُكَ أَوْ خَرَجْتُ إِلَیْكَ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی أَ تَدْرِی مَا كَانَ تَرَدُّدِی فِی الدِّهْلِیزِ بِهَذَا الْیَوْمِ قُلْتُ لَا قَالَ إِنِّی ذَكَرْتُ آیَةً فِی كِتَابِ اللَّهِ قُلْتُ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ قَالَ قُلْتُ وَ هَكَذَا نَزَلَتْ قَالَ إِی وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ هَكَذَا نَزَلَتْ.

«21»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا جَمَعَ النَّاسَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَعَدَنِی الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَ هُوَ وَافٍ لِی بِهِ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ لِی مِنْبَرٌ لَهُ أَلْفُ دَرَجَةٍ فَأَصْعَدُ حَتَّی أَعْلُوَ فَوْقَهُ فَیَأْتِینِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِلِوَاءِ الْحَمْدِ فَیَضَعُهُ فِی یَدِی وَ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِی وَعَدَكَ اللَّهُ تَعَالَی فَأَقُولُ لِعَلِیٍّ اصْعَدْ فَیَكُونُ أَسْفَلَ مِنِّی بِدَرَجَةٍ فَأَضَعُ لِوَاءَ الْحَمْدِ فِی یَدِهِ ثُمَّ یَأْتِی رِضْوَانُ بِمَفَاتِیحِ الْجَنَّةِ فَیَقُولُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِی وَعَدَكَ اللَّهُ تَعَالَی فَیَضَعُهَا فِی یَدِی فَأَضَعُهَا فِی حَجْرِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ یَأْتِی مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ فَیَقُولُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِی وَعَدَكَ اللَّهُ تَعَالَی هَذِهِ مَفَاتِیحُ النَّارِ أَدْخِلْ

ص: 335


1- هو شریك بن عبد اللّٰه النخعیّ الكوفیّ العامی، القاضی بواسط ثمّ الكوفة المتوفی فی 177 أو 178 ترجمه ابن حجر فی التقریب «ص 224» و قال: صدوق یخطئ كثیرا، تغیر حفظه منذ ولی القضاء بالكوفة و كان عادلا فاضلا عابدا شدیدا علی أهل البدع.
2- هو سلیمان بن مهران الأسدی الكاهلیّ أبو محمّد الكوفیّ المتوفی فی ربیع الأوّل سنة 148 و كان مولده سنة 61، ترجمه العامّة و الخاصّة فی كتبهم و أطرءوه بالوثاقة و الحفظ و الورع.

عَدُوَّكَ وَ عَدُوَّ أُمَّتِكَ النَّارَ فَآخُذُهَا وَ أَضَعُهَا فِی حَجْرِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَالنَّارُ وَ الْجَنَّةُ یَوْمَئِذٍ أَسْمَعُ لِی وَ لِعَلِیٍّ مِنَ الْعَرُوسِ لِزَوْجِهَا فَهِیَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ أَلْقِ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ عَدُوَّكُمَا فِی النَّارِ ثُمَّ أَقُومُ وَ أُثْنِی عَلَی اللَّهِ ثَنَاءً لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِ أَحَدٌ قَبْلِی ثُمَّ أُثْنِی عَلَی الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ ثُمَّ أُثْنِی عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ ثُمَّ أُثْنِی عَلَی الْأُمَمِ الصَّالِحِینَ ثُمَّ أَجْلِسُ فَیُثْنِی اللَّهُ عَلَیَّ وَ یُثْنِی عَلَیَّ مَلَائِكَتُهُ وَ یُثْنِی عَلَیَّ أَنْبِیَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ وَ یُثْنِی عَلَیَّ الْأُمَمُ الصَّالِحَةُ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَمُرَّ بِنْتُ حَبِیبِ اللَّهِ إِلَی قَصْرِهَا فَتَمُرُّ فَاطِمَةُ بِنْتِی عَلَیْهَا رَیْطَتَانِ خَضْرَاوَانِ وَ عِنْدَ حَوْلِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ فَإِذَا بَلَغَتْ إِلَی بَابِ قَصْرِهَا وَجَدَتِ الْحَسَنَ قَائِماً وَ الْحُسَیْنَ قَائِماً (1)مَقْطُوعَ الرَّأْسِ فَتَقُولُ لِلْحَسَنِ مَنْ هَذَا یَقُولُ هَذَا أَخِی إِنَّ أُمَّةَ أَبِیكَ قَتَلُوهُ وَ قَطَعُوا رَأْسَهُ فَیَأْتِیهَا النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَا بِنْتَ حَبِیبِ اللَّهِ إِنِّی إِنَّمَا أَرَیْتُكَ مَا فَعَلَتْ بِهِ أُمَّةُ أَبِیكَ لِأَنِّی ذَخَرْتُ لَكِ عِنْدِی تَعْزِیَةً بِمُصِیبَتِكِ فِیهِ إِنِّی جَعَلْتُ لِتَعْزِیَتِكِ بِمُصِیبَتِكِ أَنِّی لَا أَنْظُرُ فِی مُحَاسَبَةِ الْعِبَادِ حَتَّی تَدْخُلِی الْجَنَّةَ أَنْتِ وَ ذُرِّیَّتُكِ وَ شِیعَتُكِ وَ مَنْ أَوْلَاكُمْ مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ هُوَ مِنْ شِیعَتِكِ قَبْلَ أَنْ أَنْظُرَ فِی مُحَاسَبَةِ الْعِبَادِ فَتَدْخُلُ فَاطِمَةُ ابْنَتِی الْجَنَّةَ وَ ذُرِّیَّتُهَا وَ شِیعَتُهَا وَ مَنْ أَوْلَاهَا (2)مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ هُوَ مِنْ شِیعَتِهَا فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ قَالَ هُوَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ هِیَ وَ اللَّهِ فَاطِمَةُ وَ ذُرِّیَّتُهَا وَ شِیعَتُهَا وَ مَنْ أَوْلَاهُمْ مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ هُوَ مِنْ شِیعَتِهَا.

«22»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ وَ اللَّفْظُ لِلْحُسَیْنِ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ مِنْبَرٌ یَعْلُو الْمَنَابِرَ فَیَتَطَاوَلُ الْخَلَائِقُ لِذَلِكَ الْمِنْبَرِ إِذْ طَلَعَ رَجُلٌ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مُتَّزِرٌ بِوَاحِدٍ مُتَرَدٍّ بِأُخْرَی فَیَمُرُّ بِالشُّهَدَاءِ فَیَقُولُونَ هَذَا مِنَّا فَیَجُوزُهُمْ وَ یَمُرُّ بِالنَّبِیِّینَ فَیَقُولُونَ هَذَا مِنَّا فَیَجُوزُهُمْ وَ یَمُرُّ بِالْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ هَذَا مِنَّا فَیَجُوزُهُمْ حَتَّی یَصْعَدَ الْمِنْبَرَ ثُمَّ یَجِی ءُ رَجُلٌ آخَرُ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مُتَّزِرٌ

ص: 336


1- فی المصدر: و الحسین نائما. م.
2- فی المصدر: و من والاها. م.

بِوَاحِدَةٍ مُتَرَدٍّ بِأُخْرَی فَیَمُرُّ بِالشُّهَدَاءِ فَیَقُولُونَ هَذَا مِنَّا فَیَجُوزُهُمْ ثُمَّ یَمُرُّ بِالنَّبِیِّینَ فَیَقُولُونَ هَذَا مِنَّا فَیَجُوزُهُمْ وَ یَمُرُّ بِالْمَلَائِكَةِ فَیَقُولُونَ هَذَا مِنَّا فَیَجُوزُهُمْ حَتَّی یَصْعَدَ الْمِنْبَرَ ثُمَّ یَغِیبَانِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یَطْلُعَانِ فَیُعْرَفَانِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ وَ عَنْ یَسَارِ النَّبِیِّ مَلَكٌ وَ عَنْ یَمِینِهِ مَلَكٌ فَیَقُولُ الْمَلَكُ الَّتِی عَنْ یَمِینِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَنَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجِنَانِ أَمَرَنِیَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ طَاعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ وَ یَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِی عَنْ یَسَارِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ أَمَرَنِیَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام.

«23»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیُّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ قَالَ: كُنَّا نَأْتِی الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ وَ كَانَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقُرْآنِ سَأَلَهُ أَصْحَابُ الْمَسَائِلِ حَتَّی إِذَا فَرَغُوا قَامَ إِلَیْهِ شَابٌّ فَقَالَ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ فَمَكَثَ یَنْكُتُ فِی الْأَرْضِ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ عَنِ الْعَنِیدِ تَسْأَلُنِی قَالَ لَا أَسْأَلُكَ عَنْ أَلْقِیا قَالَ فَمَكَثَ الْحَسَنُ سَاعَةً یَنْكُتُ فِی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقُومُ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ فَلَا یَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِهِ إِلَّا قَالَ هَذَا لِی وَ هَذَا لَكِ.

وَ ذَكَرَهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْأَعْمَشِ وَ قَالَ رَوَی عَبَایَةُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنَا قَسِیمُ النَّارِ وَ الْجَنَّةِ.

«24»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا جَابِرُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لِفَصْلِ الْخِطَابِ دُعِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دُعِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُكْسَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُلَّةً خَضْرَاءَ تُضِی ءُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ یُكْسَی عَلِیٌّ علیه السلام مِثْلَهَا وَ یُكْسَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُلَّةً وَرْدِیَّةً یُضِی ءُ لَهَا مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ یُكْسَی عَلِیٌّ علیه السلام مِثْلَهَا ثُمَّ یَصْعَدَانِ عِنْدَهَا ثُمَّ یُدْعَی بِنَا فَیُدْفَعُ إِلَیْنَا حِسَابُ النَّاسِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ نُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ یُدْعَی بِالنَّبِیِّینَ صلوات اللّٰه علیهم فَیُقَامُونَ صَفَّیْنِ عِنْدَ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی نَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ فَإِذَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ بَعَثَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلِیّاً علیه السلام فَأَنْزَلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَ زَوَّجَهُمْ فَعَلِیٌّ وَ اللَّهِ

ص: 337

الَّذِی یُزَوِّجُ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ وَ مَا ذَاكَ إِلَی أَحَدٍ غَیْرِهِ كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ فَضْلًا فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ وَ مَنَّ بِهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ وَ اللَّهِ یُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ وَ هُوَ الَّذِی یُغْلِقُ عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا أَبْوَابَهَا لِأَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ إِلَیْهِ وَ أَبْوَابَ النَّارِ إِلَیْهِ.

«25»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ فَرَغَ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ دَفَعَ الْخَالِقُ عَزَّ وَ جَلَّ مَفَاتِیحَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ إِلَیَّ فَأَدْفَعُهَا إِلَیْكَ فَأَقُولُ لَكَ احْكُمْ قَالَ عَلِیٌّ وَ اللَّهِ إِنَّ لِلْجَنَّةِ أَحَداً وَ سَبْعِینَ بَاباً یَدْخُلُ مِنْ سَبْعِینَ بَاباً مِنْهَا شِیعَتِی وَ أَهْلُ بَیْتِی وَ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ سَائِرُ النَّاسِ.

«26»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ قَالَ نَزَلَتْ فِیَّ وَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ شَفَّعَنِی رَبِّی وَ شَفَّعَكَ یَا عَلِیُّ وَ كَسَانِی وَ كَسَاكَ یَا عَلِیُّ ثُمَّ قَالَ لِی وَ لَكَ یَا عَلِیُّ أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ أَدْخِلَا الْجَنَّةَ كُلَّ مَنْ أَحَبَّكُمَا فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُؤْمِنُ.

«27»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرْحَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ وَكِیعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِی وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا وَ أَدْخِلَا النَّارَ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ

«28»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا جَمَعَ النَّاسَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ كُنْتُ أَنَا وَ أَنْتَ یَوْمَئِذٍ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَیُقَالُ لِی وَ لَكَ قُومَا فَأَلْقِیَا مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ خَالَفَكُمَا وَ كَذَّبَكُمَا فِی النَّارِ.

«29»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ سَبْعَ خِصَالٍ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ مَعِی وَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ مَعِی عَلَی الصِّرَاطِ فَیَقُولُ لِلنَّارِ خُذِی ذَا وَ ذَرِی ذَا وَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ أَوَّلُ

ص: 338

مَنْ یَقِفُ مَعِی عَلَی یَمِینِ الْعَرْشِ وَ أَوَّلُ مَنْ یُقْرِعُ مَعِی بَابَ الْجَنَّةِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ مَعِی عِلِّیِّینَ وَ أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مَعِی مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ الْخَبَرَ بِطُولِهِ.

«30»-لی، الأمالی للصدوق الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُؤْتَی بِكَ یَا عَلِیُّ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُورٍ وَ عَلَی رَأْسِكَ تَاجٌ لَهُ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُوضَعُ لَكَ كُرْسِیٌّ یُعْرَفُ بِكُرْسِیِّ الْكَرَامَةِ فَتَقْعُدُ عَلَیْهِ یُجْمَعُ لَكَ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَتَأْمُرُ بِشِیعَتِكَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ بِأَعْدَائِكَ إِلَی النَّارِ فَأَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ قَسِیمُ النَّارِ لَقَدْ فَازَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ عَادَاكَ فَأَنْتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَمِینُ اللَّهِ وَ حُجَّتُهُ الْوَاضِحَةُ.

«31»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«32»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَهَارِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ جَابِرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَجَلَسْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِی عَائِشَةُ مَا وَجَدْتَ إِلَّا فَخِذِی أَوْ فَخِذَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَهْ یَا عَائِشَةُ لَا تُؤْذِینِی فِی عَلِیٍّ فَإِنَّهُ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ أَخِی فِی الْآخِرَةِ وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یُجْلِسُهُ اللَّهُ فِی یَوْمِ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ فَیُدْخِلُ أَوْلِیَاءَهُ الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ.

«33»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ ضُرِبَ لِی عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ قُبَّةٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ ضُرِبَ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ وَ بَیْنَهُمَا قُبَّةٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَمَا ظَنُّكُمْ بِحَبِیبٍ بَیْنَ خَلِیلَیْنِ.

«34»-ع، علل الشرائع عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّحْوِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ وَ غَیْرِهِ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ صَارَ

ص: 339

النَّاسُ یَسْتَلِمُونَ الْحَجَرَ وَ الرُّكْنَ الْیَمَانِیَّ وَ لَا یَسْتَلِمُونَ الرُّكْنَیْنِ الْآخَرَیْنِ فَقَالَ إِنَّ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَ الرُّكْنَ الْیَمَانِیَّ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ إِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یُسْتَلَمَ مَا عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ قُلْتُ فَكَیْفَ صَارَ مَقَامُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام عَنْ یَسَارِهِ فَقَالَ لِأَنَّ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام مَقَاماً فِی الْقِیَامَةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَقَاماً فَمَقَامُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ یَمِینِ عَرْشِ رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَقَامُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام عَنْ شِمَالِ عَرْشِهِ فَمَقَامُ إِبْرَاهِیمَ فِی مَقَامِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَرْشُ رَبِّنَا مُقْبِلٌ غَیْرُ مُدْبِرٍ.

توضیح: قال الوالد العلامة رحمه اللّٰه حاصله أنه ینبغی أن یتصور أن البیت بحذاء العرش و إزائه فی الدنیا و فی القیامة و ینبغی أن یتصور أن البیت بمنزلة رجل وجهه إلی الناس و وجهه طرف الباب فإذا توجه الإنسان إلی البیت یكون المقام عن یمین الإنسان و الحجر عن یساره لكن الحجر عن یمین البیت و المقام عن یساره و كذا العرش الآن و یوم القیامة و الحجر بمنزلة مقام نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و الركن الیمانی بمنزلة مقام أئمتنا صلوات اللّٰه علیهم و كما أن مقام النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم فی الدنیا عن یمین البیت و بإزاء یمین العرش كذلك یكون فی الآخرة لأن العرش مقبل وجهه إلینا غیر مدبر لأنه لو كان مدبرا لكان الیمین لإبراهیم علیه السلام و الیسار للنبی و الأئمة علیهم السلام هذا تفسیر الخبر بحسب الظاهر و یمكن أن یكون إشارة إلی علو رتبة نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و رفعته و أفضلیته علی رتبة إبراهیم الذی هو أفضل الأنبیاء بعد النبی و الأئمة علیهم السلام و قد ورد فی الأخبار استحباب استلام الركنین الآخرین فیكون المراد تأكد فضیلة استلامهما و المنفی تأكد الفضیلة لا أصلها انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه.

«35»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَارِسِیُّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ سَاقَ الْحَدِیثَ فِی مُصَارَعَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَعَ الشَّیْطَانِ إِلَی أَنْ قَالَ فَقَالَ الشَّیْطَانُ قُمْ عَنِّی حَتَّی أُبَشِّرَكَ فَقَامَ عَنْهُ فَقَالَ بِمَ تُبَشِّرُنِی یَا مَلْعُونُ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ صَارَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ یُعْطُونَ شِیعَتَهُمُ الْجَوَازَ مِنَ النَّارِ الْخَبَرَ.

أقول: سیأتی جل أخبار هذا الباب فی أبواب فضائل الأئمة علیهم السلام و أبواب فضائل أمیر المؤمنین و فاطمة و الحسنین صلوات اللّٰه علیهم و فی سائر أبواب هذا المجلد.

ص: 340

كلمة من المصحّح

تصویر

تصویر

إلی هنا تمّ الجزء السابع من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة المزدانة بتعالیق نفیسة قیّمة و فوائد جمّة ثمینة؛ و یحوی هذا الجزء 512 حدیثاً فی 16 باباً. و قد بالغنا فی تصحیح الكتاب و قابلناه بنسخة المصنّف- قدسّ سرّه الشریف- التی كتبها بخطّه و صحّحها بعدُ كما یظهر من مطالعتها، و كثیراً ما یوجد الخلاف بینها و بین سائر النسخ من المخطوط و المطبوع، كما أنّا وجدنا موارد عدیدة قد اسقطت فی غیرها إمّا لسهو الناسخین أو لانّه- قدّس سرّه- جدّد النظر فی هذه النسخة بعد كتابتها؛ و النسخة لخزانة كتب فضیلة الفقید ثقة الإسلام و المحدّثین الحاج السیّد (صدر الدین الصدر العاملیّ) الخطیب الشهیر الإصفهانیّ- رضوان اللّٰه علیه- و قد أتحفنا إیّاها ولده المعظّم العالم العامل الحاج السیّد (مهدیّ الصدر العاملیّ) نزیل تهران، فمن واجبنا أن نقدّم إلیه ثناءنا العاطر و شكرنا الجزیل؛ وفّقه اللّٰه تعالی و إیّانا لجمیع مرضاته إنّه ولیّ التوفیق.

یحیی عابدی

ص: 341

فهرست ما فی هذا الجزء

الموضوع/ الصفحه

بقیّة أبواب المعاد و ما یتبعه و یتعلق به

باب 3 إثبات الحشر و كیفیّته و كفر من أنكره؛ و فیه 31 حدیثاً. 1- 53

باب 4 أسماء القیامة، و الیوم الذی تقوم فیه، و أنّه لا یعلم وقتها إلّا اللّٰه؛ و فیه 15 حدیثاً. 54- 62

باب 5 صفة المحشر؛ و فیه 63 حدیثاً. 62- 121

باب 6 مواقف القیامة و زمان مكث الناس فیها و أنّه یؤتی بجهنّم فیها؛ و فیه 11 حدیثاً. 121- 130

باب 7 ذكر كثرة أمّة محمد صلّی اللّٰه علیه و آله فی القیامة و عدد صفوف الناس فیها، و حملة العرش فیها؛ و فیها ستة أحادیث. 130- 131

باب 8 أحوال المتّقین و المجرمین فی القیامة؛ و فیه 147 حدیثاً. 131- 230

باب ثامن آخر فی ذكر الركبان یوم القیامة؛ و فیه تسعة أحادیث. 230- 237

باب 9 أنه یدعی الناس بأسماء أمّهاتهم إلّا الشیعة، و أنّ كلّ سبب و نسب منقطع یوم القیامة إلّا نسب رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و صهره؛ و فیه 12 حدیثاً. 237- 242

باب 10 المیزان؛ و فیه عشرة أحادیث. 247- 253

باب 11 محاسبة العباد و حكمه تعالی فی مظالمهم و ما یسألهم عنه، و فیه حشر الوحوش؛ و فیه 51 حدیثاً. 253- 277

باب 12 السؤال عن الرسل و الأمم و فیه تسعة أحادیث. 277- 285

باب 13 ما یحتجّ اللّٰه به العباد یوم القیامة؛ و فیه ثلاثة أحادیث. 285- 286

ص: 342

باب 14 ما یظهر من رحمته تعالی فی القیامة؛ و فیه تسعة أحادیث. 286- 290

باب 15 الخصال التی توجب التخلّص من شدائد القیامة و أهوالها؛ و فیه 79 حدیثاً. 290- 306

باب 16 تطایر الكتب و إنطباق الجوارح، و سائر الشهداء فی القیامة؛ و فیه 22 حدیثاً. 306- 325

باب 17 الوسیلة و ما یظهر من منزلة النبی صلّی اللّٰه علیه و آله و أهل بیته علیهم السلام؛ و فیه 35 حدیثاً. 326- 340

ص: 343

ص: 344

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا (ع).

ضا: لفقه الرضا (ع).

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ (ع).

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا (ع).

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 345

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.