دروس حوزه - پايه دوم

مشخصات كتاب

سرشناسه:مركز تحقيقات رايانه اي قائميه اصفهان،1389

عنوان و نام پديدآور:دروس حوزه (پايه دوم)/ واحد تحقيقات مركز تحقيقات رايانه اي قائميه اصفهان

مشخصات نشر:اصفهان:مركز تحقيقات رايانه اي قائميه اصفهان 1389.

مشخصات ظاهري:نرم افزار تلفن همراه و رايانه

موضوع : حوزه و دانشگاه.

موضوع : حوزه هاي علميه-- ايران.

موضوع : دانشگاه ها و مدارس عالي-- ايران.

شناسه افزوده : مركز تحقيقات رايانه اي قائميه اصفهان

المراد من منية المريد

مشخصات كتاب

سرشناسه: طباطبائي، محمدرضا، 1327 -، اقتباس كننده

عنوان قراردادي: منية المريد في آداب المفيد و المستفيد. برگزيده

عنوان و نام پديدآور: المراد من منيه المريد/ حرره محمد رضا الطباطبايي.

مشخصات نشر: قم موسسه انتشارات دار العلم ، 1419 ه.ق. = 1377.

مشخصات ظاهري: 184 ص: نمونه.

شابك: 964 - 5976 - 17 - 0 ؛ 12000 ريال‮ (چاپ هفتم)

يادداشت: عربي ‮ .

يادداشت: اين كتاب برگزيده و اقتباس «منيه المريد في آداب المفيد و المستفيد» شهيد ثاني است.

يادداشت: چاپ چهارم 1424 ه.ق. = 1382.

يادداشت: چاپ پنجم: 1384.

يادداشت: چاپ هفتم: 1386.

يادداشت: كتابنامه به صورت زير نويس.

يادداشت: نمايه.

موضوع: شهيد ثاني، زين الدين بن علي، 911 - 966 ه.ق. الروضه البهيه في شرح اللمعه الدمشقيه - نقد و تفسير

موضوع: اسلام و آموزش و پرورش

موضوع: اخلاق اسلامي

شناسه افزوده: شهيد ثاني، زين الدين بن علي، 911 - 966 ه.ق. الروضه البهيه في شرح اللمعه الدمشقيه. برگزيده

رده بندي كنگره: BP254/4 /ش9م8016 1377

رده بندي ديويي: 297/652

شماره كتابشناسي ملي: م 77 - 16515

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم و صلي الله علي حبيبه و عبده و نبيه محمد أفضل من علم و علم و علي آله و أصحابه المتأدبين بآدابه و سلم. أما بعد فإن كمال الإنسان إنما هو بالعلم الذي يضاهي به ملائكة السماء و يستحق به رفيع الدرجات في العقبي مع جميل الثناء في الدنيا و يتفضل مداده علي دماء الشهداء و تضع الملائكة أجنحتها تحت رجليه إذا مشي و يستغفر له الطير في الهواء و الحيتان في الماء و يفضل نومه

ليلة من لياليه علي عبادة العابد سبعين سنة و ناهيك بذلك جلالة و عظما. لكن ليس جميع العلم يوجب الزلفي و لا تحصيله كيف اتفق يثمر الرضا بل لتحصيله شرائط و لترتيبه ضوابط و للمتلبس به آداب و وظائف و لطلبه أوضاع و معارف لا بد لمن أراد شيئا منه من الوقوف عليها و الرجوع في مطلوبه إليها لئلا يضيع سعيه و لا يخمد جده.

و كم رأينا بغاة هذا العلم الشريف دأبوا في تحصيله و أجهدوا نفوسهم في طلبه و نيله ثم بعضهم لم يجد لذلك الطلب ثمرة و لا حصل منه علي غاية معتبرة و بعضهم حصل شيئا منه في مدة مديدة طويلة كان يمكنه تحصيل أضعافه في برهة يسيرة قليلة و بعضهم لم يزده العلم إلا بعدا عن الله تعالي و قسوة و قلبا مظلما مع قول الله سبحانه و هو أصدق القائلين إِنَّما يَخْشَي اللَّهَ

ص: 92

مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و ما كان سبب ذلك و غيره من القواطع الصادة لهم عن بلوغ الكمال إلا إخلالهم بمراعاة الأمور المعتبرة فيه من الشرائط و الآداب و غيرها من الأحوال.

و قد وفق الله سبحانه بمنه و كرمه فيما خرج من كتابنا الموسوم بمنار القاصدين في أسرار معالم الدين لتفصيل جملة شريفة من هذه الأحكام مغنية لمن وقف عليها من الأنام و قد رأينا في هذه الرسالة إفراد نبذة من شرائط العلم و آدابه و ما يتبع ذلك من وظائفه نافعة إن شاء الله تعالي لمن تدبرها موصلة له إلي بغيته إذا راعاها و نقشها علي صحائف خاطره و كررها مستنبطة من كلام الله تعالي و كلام رسوله و الأئمة ع و كلام أساطين الحكمة و الدين

و العلماء الراسخين و سميتها منية المريد في أدب المفيد و المستفيد.

و أنا أسأل الله تعالي من فضله العميم و جوده القديم أن ينفع بها نفسي و خاصتي و أحبائي و من يوفق لها من المسلمين و أن يجزل عليها أجري و ثوابي و يثبت لي بها قدم صدق يوم الدين إنه جواد كريم.

و هي مرتبة علي مقدمة و أبواب و خاتمة.

ص: 93

أما المقدمة

اشاره

فتشتمل علي جملة من التنبيه علي فضله من الكتاب و السنة و الأثر و دليل العقل و فضل حامليه و متعلميه و اهتمام الله سبحانه بشأنهم و تمييزهم عمن سواهم

1 - فصل في فضل العلم من القرآن

اعلم أن الله سبحانه جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي و السفلي طرا و كفي بذلك جلالة و فخرا قال الله تعالي في محكم الكتاب تذكرة و تبصرة لأولي الألباب اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً.

و كفي بهذه الآية دليلا علي شرف العلم لا سيما علم التوحيد الذي هو أساس كل علم و مدار كل معرفة و جعل سبحانه العلم أعلي شرف و أول منه امتن بها

ص: 94

علي ابن آدم بعد خلقه و إبرازه من ظلمة العدم إلي ضياء الوجود فقال سبحانه في أول سورة أنزلها علي نبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ. فتأمل كيف افتتح كتابه الكريم المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بنعمة الإيجاد ثم أردفها بنعمة العلم فلو كان ثم منه أو توجد نعمة بعد نعمة الإيجاد هي أعلي من العلم لما خصه الله تعالي بذلك و صدر به نور الهداية و طريق الدلالة علي الصراط المستقيم الأخذ بحجزة البراعة و دقائق المعاني و حقائق البلاغة.

و قد قيل في وجه التناسب بين الآي المذكورة في صدر هذه السورة التي قد اشتمل بعضها علي خلق

الإنسان من علق و في بعضها تعليمه ما لم يعلم ليحصل النظم البديع في ترتيب آياته إنه تعالي ذكر أول حال الإنسان و هو كونه علقة مع أنها أخس الأشياء و آخر حاله و هو صيرورته عالما و هو أجل المراتب كأنه تعالي قال كنت في أول حالك في تلك الدرجة التي هي غاية الخساسة فصرت في آخر حالك في هذه الدرجة التي هي الغاية في الشرف و النفاسة و هذا إنما يتم لو كان العلم أشرف المراتب إذ لو كان غيره أشرف لكان ذكر ذلك الشي ء في هذا المقام أولي.

و وجه آخر أنه تعالي قال وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ.

ص: 95

و قد تقرر في أصول الفقه أن ترتب الحكم علي الوصف مشعر بكون الوصف علة و هذا يدل علي أن الله سبحانه اختص بوصف الأكرمية لأنه علم الإنسان العلم فلو كان شي ء أفضل من العلم و أنفس لكان اقترانه بالأكرمية المؤداة بأفعل التفصيل أولي.

و بني الله سبحانه ترتب قبول الحق و الأخذ به علي التذكر و التذكر علي الخشية و حصر الخشية في العلماء فقال سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشي و إِنَّما يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.

و سمي الله سبحانه العلم بالحكمة و عظم أمر الحكمة فقال وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً.

و حاصل ما فسروه في الحكمة مواعظ القرآن و العلم و الفهم و النبوة في قوله تعالي وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ و الكل يرجع إلي العلم.

و رجح العالمين علي كل من سواهم فقال سبحانه

ص: 96

هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا

الْأَلْبابِ.

و فرق في كتابه العزيز بين عشرة بين الخبيث و الطيب قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَ الطَّيِّبُ و بين الأعمي و البصير و الظلمة و النور و الجنة و النار و الظل و الحرور و إذا تأملت تفسير ذلك وجدت مرجعه جميعا إلي العلم.

و قرن سبحانه أولي العلم بنفسه و ملائكته فقال

ص: 97

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ.

و زاد في إكرامهم علي ذلك مع الاقتران المذكور بقوله تعالي وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.

و بقوله تعالي قُلْ كَفي بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ.

و قال تعالي يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ و قد ذكر الله سبحانه الدرجات لأربعة أصناف للمؤمنين من أهل بدر إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَ جِلَتْ قُلُوبُهُمْ. إلي قوله لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ.

و للمجاهدين وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ.

و لمن عمل الصالحات

ص: 98

وَ مَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلي و للعلماء يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ. ففضل أهل بدر علي غيرهم من المؤمنين بدرجات و فضل العلماء علي جميع الأصناف بدرجات فوجب كون العلماء أفضل الناس.

و قد خص الله سبحانه في كتابه العلماء بخمس مناقب الأولي الإيمان وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ. الثانية التوحيد شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ. الثالثة البكاء و الحزن إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إلي قوله وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ. الرابعة الخشوع إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ الآية. الخامسة الخشية إِنَّما يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.

ص: 99

و قال

تعالي مخاطبا لنبيه آمرا له مع ما آتاه من العلم و الحكمة وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً و قال تعالي بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ.

و قال تعالي وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ. فهذه نبذة من فضائله التي نبه الله عليها في كتابه الكريم

2 - فصل فيما روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم في فضل العلم

و أما السنة فهي في ذلك كثيرة تنبو عن الحصر فمنها قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

و قوله ص:

طلب العلم فريضة علي كل مسلم

و قوله ص:

من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر و من طلب علما فلم يدركه

ص: 100

كتب الله له كفلا من الأجر

و قوله ص:

من أحب أن ينظر إلي عتقاء الله من النار فلينظر إلي المتعلمين فو الذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف إلي باب العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة و بني الله له بكل قدم مدينة في الجنة و يمشي علي الأرض و هي تستغفر له و يمسي و يصبح مغفورا له و شهدت الملائكة آن هم عتقاء الله من النار

و قوله ص:

من طلب العلم فهو كالصائم نهاره القائم ليله و إن بابا من العلم يتعلمه الرجل خير له من أن يكون أبو قبيس ذهبا فأنفقه في سبيل الله

و قوله ص:

من جاءه الموت و هو يطلب العلم ليحيي به الإسلام كان بينه و بين الأنبياء درجة واحدة في الجنة

و قوله ص:

فضل العالم علي العابد سبعون درجة بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما و ذلك لأن الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها و العابد يقبل علي عبادته

و قوله ص

ص: 101

فضل العالم

علي العابد كفضلي علي أدناكم إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرض حتي النملة في جحرها و حتي الحوت في الماء ليصلون علي معلم الناس الخير

و قوله ص:

من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتي يرجع

و قوله ص:

من خرج يطلب بابا من العلم ليرد به باطلا إلي حق و ضالا إلي هدي كان عمله كعبادة أربعين عاما

و قوله ص:

لعلي ع لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم

و قوله ص:

لمعاذ لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا و ما فيها و روي ذلك أنه قاله لعلي ع أيضا

و قوله ص:

رحم الله خلفائي فقيل يا رسول الله و من خلفاؤك قال الذين يحيون سنتي و

ص: 102

يعلمونها عباد الله و قوله ص:

إن مثل ما بعثني الله به من الهدي و العلم كمثل غيث أصاب أرضا و كان منها طائفة طيبة فقبلت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير و كان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس و شربوا منها و سقوا و زرعوا و أصاب طائفة منها أخري إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله و نفعه ما بعثني الله به فعلم و علم و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدي الله الذي أرسلت به و قوله ص:

لا حسد يعني لا غبطة إلا في اثنين رجل آتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها و قوله ص:

من دعا إلي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص

ذلك من أجورهم شيئا و من دعا إلي ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه

ص: 103

لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا و قوله ص:

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له و قوله ص:

خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له و صدقة تجري يبلغه أجرها و علم يعمل به من بعده و قوله ص:

إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع و قوله ص:

اطلبوا العلم و لو بالصين و قوله ص:

من غدا في طلب العلم أظلت عليه الملائكة و بورك له في معيشته و لم ينقص من رزقه

ص: 104

و قوله ص:

من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له طريقا إلي الجنة

و قوله ص:

نوم مع علم خير من صلاة علي جهل

و قوله ص:

فقيه أشد علي الشيطان من ألف عابد

و قوله ص:

إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر و البحر فإذا انطمست أوشك أن تضل الهداة

و قوله ص:

أيما ناش نشأ في العلم و العبادة حتي يكبر أعطاه الله تعالي يوم القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقا

و قوله ص:

يقول الله عز و جل للعلماء يوم القيامة إني لم أجعل علمي و حلمي فيكم إلا و أنا أريد

ص: 105

أن أغفر لكم علي ما كان منكم و لا أبالي

و قوله ص:

ما جمع شي ء إلي شي ء أفضل من علم إلي حلم

و قوله ص:

ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر

و قوله ص:

ما أهدي المرء المسلم إلي أخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدي و يرده عن ردي

و قوله ص:

أفضل الصدقة أن يعلم

المرء علما ثم يعلمه أخاه

و قوله ص:

العالم و المتعلم شريكان في الأجر و لا خير في سائر الناس

و قوله ص:

قليل العلم خير من كثير العبادة

ص: 106

و قوله ص:

من غدا إلي المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة و من راح إلي المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة

و قوله ص:

اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا و لا تكن الخامسة فتهلك

و قوله ص:

إذا مررتم في رياض الجنة فارتعوا.

قالوا: يا رسول الله و ما رياض الجنة؟

قال:

حلق الذكر فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم

قال بعض العلماء: حلق الذكر هي مجالس الحلال و الحرام كيف تشتري و تبيع و تصلي و تصوم و تنكح و تطلق و تحج و أشباه ذلك

و خرج رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فإذا في المسجد مجلسان مجلس يتفقهون و مجلس يدعون الله تعالي و يسألونه فقال كلا المجلسين إلي خير أما هؤلاء فيدعون الله و أما هؤلاء فيتعلمون و يفقهون الجاهل هؤلاء أفضل بالتعليم أرسلت ثم قعد معهم

و عن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال أتيت النبي ص

ص: 107

و هو في المسجد متكئ علي برد له أحمر فقلت له يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم لتحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضا حتي يبلغوا سماء الدنيا من محبتهم لما يطلب

و عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء إني أتيتك من المدينة مدينة الرسول ص لحديث بلغني عنك

أنك تحدثه عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال فما جاء بك تجارة قال لا فقال و لا جاء بك غيره قال لا ثم قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلي الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم و إن العالم ليستغفر له من في السماوات و من في الأرض حتي الحيتان في الماء و فضل العالم علي العابد كفضل القمر علي سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر

و أسند بعض العلماء إلي أبي يحيي زكريا بن يحيي الساجي أنه قال كنا نمشي في أزقة البصرة إلي باب بعض المحدثين فأسرعنا في المشي و كان معنا رجل ماجن فقال ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة كالمستهزئ فما زال عن مكانه حتي جفت رجلاه.

ص: 108

و أسند أيضا إلي أبي داود السجستاني أنه قال كان في أصحاب الحديث رجل خليع إلي أن سمع بحديث النبي ص

إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم

فجعل في رجليه مسمارين من حديد و قال أريد أن أطأ أجنحة الملائكة فأصابته الآكلة في رجليه.

و ذكر أبو عبد الله محمد بن إسماعيل التميمي هذه الحكاية في شرح مسلم و قال فشلت رجلاه و سائر أعضائه

3 - فصل فيما روي عن طريق الخاصة في فضل العلم

و من طريق الخاصة ما رويناه بالإسناد الصحيح إلي أبي الحسن علي بن موسي الرضا ع عن آبائه عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال طلب العلم فريضة علي كل مسلم فاطلبوا العلم في مظانه و اقتبسوه من

أهله فإن تعلمه لله تعالي حسنة و طلبه عبادة و المذاكرة به تسبيح و العمل به جهاد و تعليمه من لا يعلمه صدقة و بذله لأهله قربة إلي الله تعالي لأنه معالم الحلال

ص: 109

و الحرام و منار سبيل الجنة و المؤنس في الوحشة و الصاحب في الغربة و الوحدة و المحدث في الخلوة و الدليل علي السراء و الضراء و السلاح علي الأعداء و الزين عند الأخلاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم و يقتدي بفعالهم و ينتهي إلي آرائهم ترغب الملائكة في خلتهم و بأجنحتها تمسحهم و في صلواتها تبارك عليهم يستغفر لهم كل رطب و يابس حتي حيتان البحر و هوامه و سباع البر و أنعامه إن العلم حياة القلوب من الجهل و ضياء الأبصار من الظلمة و قوة الأبدان من الضعف يبلغ بالعبد منازل الأخيار و مجالس الأبرار و الدرجات العلا في الآخرة و الأولي الذكر فيه يعدل بالصيام و مدارسته بالقيام به يطاع الرب و يعبد و به توصل الأرحام و يعرف الحلال و الحرام و العلم إمام و العمل تابعه يلهمه السعداء و يحرمه الأشقياء فطوبي لمن لم يحرمه الله من حظه

و عن أمير المؤمنين ع أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم و العمل به ألا و إن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم و قد ضمنه و سيفي لكم و العلم مخزون عند أهله و قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه

و عنه ع:

العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد و إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه

ص: 110

و عنه

ع:

كفي بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه و يفرح به إذا نسب إليه و كفي بالجهل ذما أن يبرأ منه من هو فيه

و عنه ع:

أنه قال لكميل بن زياد يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك و أنت تحرس المال و العلم حاكم و المال محكوم عليه و المال تنقصه النفقة و العلم يزكو علي الإنفاق

و عنه ع:

أيضا العلم أفضل من المال بسبعة الأول أنه ميراث الأنبياء و المال ميراث الفراعنة الثاني العلم لا ينقص بالنفقة و المال ينقص بها الثالث يحتاج المال إلي الحافظ و العلم يحفظ صاحبه الرابع العلم يدخل في الكفن و يبقي المال الخامس المال يحصل للمؤمن و الكافر و العلم لا يحصل إلا للمؤمن السادس جميع الناس يحتاجون إلي العالم في أمر دينهم و لا يحتاجون إلي صاحب المال السابع العلم يقوي الرجل علي المرور علي الصراط و المال يمنعه

و عنه ع:

قيمة كل امرئ ما يعلمه و في لفظ آخر ما يحسنه

و عن زين العابدين علي بن الحسين ع

ص: 111

لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه و لو بسفك المهج و خوض اللجج إن الله تعالي أوحي إلي دانيال أن أمقت عبادي إلي الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للاقتداء بهم و إن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحلماء القابل عن الحكماء

و عن الباقر ع قال من علم باب هدي فله مثل أجر من عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم شيئا و من علم باب ضلالة كان عليه مثل أوزار من عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا

و عنه ع:

عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد

و عنه

ع:

إن الذي يعلم العلم منكم له أجر المتعلم و له الفضل عليه فتعلموا العلم من حملة العلم و علموه إخوانكم كما علمكموه العلماء

و عنه ع:

لمجلس أجلسه إلي من أثق به أوثق في نفسي من عمل سنة

و عن الصادق ع من علم خيرا فله مثل أجر من عمل به قلت فإن علمه غيره يجري ذلك له قال إن علمه الناس كلهم جري له قلت فإن مات قال و إن مات

ص: 112

و عنه ع:

قال تفقهوا في الدين فإن من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي و إن الله عز و جل يقول في كتابه:

لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ

و عنه ع:

عليكم بالتفقه في دين الله و لا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة و لم يزك له عملا

و عنه ع:

لوددت أن أصحابي ضربت رءوسهم بالسياط حتي يتفقهوا

و عنه ع:

إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا درهما و لا دينارا و إنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشي ء منها فقد أخذ حظا وافرا فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين

و عنه ع:

إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين

و قال معاوية بن عمار للصادق ع رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في

ص: 113

الناس و يشدده في قلوبهم و قلوب شيعتكم و لعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل قال الرواية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد

و عنه ع:

قال ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلي إبليس من موت فقيه

و

عنه ع:

إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شي ء

و عن الكاظم ع قال إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة و بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها و أبواب السماء التي كان يصعد منها أعماله و ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شي ء لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها

و عنه ع:

قال دخل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال ما هذا فقيل علامة فقال و ما العلامة فقالوا أعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها و أيام الجاهلية و الأشعار العربية قال فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم ذاك علم لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه

ثم قال النبي ص:

إنما العلم ثلاثة آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة و ما خلاهن فهو فضل

ص: 114

4 - فصل في ما روي عن التفسير المنسوب إلي العسكري ع في فضل العلم

من تفسير العسكري ع في قوله تعالي وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ إلي قوله وَ الْيَتامي قال الإمام ع و أما قوله عز و جل وَ الْيَتامي فإن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال حث الله تعالي علي بر اليتامي لانقطاعهم عن آبائهم فمن صانهم صانه الله و من أكرمهم أكرمه الله و من مسح يده برأس يتيم رفقا به جعل الله تعالي له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا بما فيها و فيها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين و هم فيها خالدون قال الإمام ع و أشد من يتم هذا اليتيم يتيم انقطع عن إمامه لا يقدر علي الوصول إليه و لا يدري كيف

حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه و أرشده و علمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلي حدثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قال علي ع

ص: 115

من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلي نور العلم الذي حبوناه به جاء يوم القيامة علي رأسه تاج من نور يضي ء لأهل تلك العرصات و حلة لا يقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ثم ينادي مناد هذا عالم من بعض تلامذة آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلي نزة الجنان فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا أو أوضح له عن شبهة قال و حضرت امرأة عند فاطمة الصديقة ع فقالت إن لي والدة ضعيفة و قد لبس عليها في أمر صلاتها شي ء و قد بعثتني إليك أسألك فأجابتها عن ذلك ثم ثنت فأجابت ثم ثلثت إلي أن عشرت فأجابت ثم خجلت من الكثرة و قالت لا أشق عليك يا بنت رسول الله قالت فاطمة ع هاتي سلي عما بدا لك أ رأيت من اكتري يصعد يوما إلي سطح بحمل ثقيل و كراه مائة ألف دينار أ يثقل عليه قالت لا فقالت أكريت [اكتريت] أنا لكل مسألة بأكثر من مل ء ما بين الثري إلي العرش لؤلؤا فأحري أن لا يثقل علي سمعت أبي ص يقول إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من

خلع الكرامات علي قدر كثرة علومهم و جدهم في إرشاد عباد الله حتي يخلع علي الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور ثم ينادي منادي ربنا عز و جل أيها الكافلون لأيتام آل محمد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم هؤلاء تلامذتكم و الأيتام الذين كفلتموهم و نعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون علي كل واحد من أولئك الأيتام علي قدر ما أخذ عنهم من العلوم حتي أن فيهم يعني في الأيتام لمن يخلع عليه مائة ألف حلة

ص: 116

و كذلك يخلع هؤلاء الأيتام علي من تعلم منهم ثم إن الله تعالي يقول أعيدوا علي هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتي تتموا لهم خلعهم و تضعفوها فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم و يضاعف لهم و كذلك مرتبتهم ممن خلع عليهم علي مرتبتهم قالت فاطمة ع يا أمة الله إن سلكا من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة و ما فضل ما طلعت عليه الشمس فإنه مشوب بالتنغيص و الكدر و قال الحسن بن علي ع فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في تيه الجهل يخرجه من جهله و يوضح له ما اشتبه عليه علي فضل كافل يتيم يطعمه و يسقيه كفضل الشمس علي السها و قال الحسين بن علي ع من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتي أرشده بهداه [و هداه] قال له الله عز و جل يا أيها العبد الكريم المواسي إني أولي بهذا الكرم اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر و ضموا إليها ما

يليق بها من سائر النعم و قال علي بن الحسين ع أوحي الله عز و جل إلي موسي ع حببني إلي خلقي و حبب خلقي إلي قال يا رب كيف أفعل قال ذكرهم آلائي و نعمائي ليحبوني فلأن ترد آبقا عن بابي أو ضالا عن فنائي أفضل لك من عبادة مائة سنة صيام [بصيام] نهارها و قيام ليلها قال موسي ع و من هذا العبد الآبق منك قال

ص: 117

العاصي المتمرد قال فمن الضال عن فنائك قال الجاهل بإمام زمانه تعرفه الغائب عنه بعد ما عرفه الجاهل بشريعة دينه تعرفه شريعته و ما يعبد به ربه و يتوصل به إلي مرضاته قال علي بن الحسين ع فابشروا معاشر علماء شيعتنا بالثواب الأعظم و الجزاء الأوفر و قال محمد بن علي ع العالم كمن معه شمعة تضي ء للناس فكل من أبصر بشمعته دعا له بخير كذلك العالم معه شمعة يزيل بها ظلمة الجهل و الحيرة فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار و الله تعالي يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار علي غير الوجه الذي أمر الله عز و جل به بل تلك الصدقة وبال علي صاحبها لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدي الكعبة و قال جعفر بن محمد ع علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس و عفاريته يمنعونهم عن الخروج علي ضعفاء شيعتنا و عن أن يتسلط إبليس و شيعته النواصب ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم و الترك و الخزر ألف

ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا و ذاك يدفع عن أبدانهم و قال موسي بن جعفر ع فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عن مشاهدتنا و التعلم من علومنا أشد علي إبليس من ألف عابد لأن العابد همه ذات نفسه فقط و هذا همه مع ذات نفسه ذات عباد الله و إمائه لينقذهم من يد إبليس و مردته و كذلك هو أفضل عند الله من ألف ألف عابد و ألف ألف عابدة و قال علي بن موسي ع يقال للعابد يوم القيامة نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك و كفيت الناس مئونتك فادخل الجنة ألا إن الفقيه من أفاض علي الناس خيره و أنقذهم من

ص: 118

أعدائهم و وفر عليهم نعم جنان الله و فصل [حصل] لهم رضوان الله تعالي و يقال للفقيه أيها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيه و مواليه قف حتي تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك فيقف فيدخل الجنة معه فئام و فئام حتي قال عشرا و هم الذين أخذوا عنه علومه و أخذوا عمن أخذ عنه إلي يوم القيامة فانظروا كم فرق ما بين المنزلتين و قال محمد بن علي ع إن من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم الأسراء في أيدي شياطينهم و في أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم و أخرجهم من حيرتهم و قهر الشياطين برد وسواسهم و قهر الناصبين بحجج ربهم و دليل أئمتهم ليفضلوا عند الله علي العابد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء علي الأرض و العرش علي الكرسي و الحجب علي السماء و فضلهم علي هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر علي أخفي كوكب في

السماء و قال علي بن محمد ع لو لا من يبقي بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه و الدالين عليه و الذابين عن دينه بحجج الله و المنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس و مردته و من فخاخ النواصب الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك السفينة سكانها لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله أولئك هم الأفضلون عند الله عز و جل و قال الحسن بن علي ع

ص: 119

يأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا و أهل ولايتنا يوم القيامة و الأنوار تسطع من تيجانهم و علي رأس كل واحد منهم تاج بهاء قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة و دورها مسيرة ثلاث مائة ألف سنة فشعاع تيجانهم ينبث فلا يبقي هناك يتيم قد كفلوه من ظلمة الجهل و علموه و من حيرة التيه أخرجوه إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم إلي العلو حتي يحاذي بهم فوق الجنان ثم ينزلونهم علي منازلهم المعدة لهم في جوار أستاذيهم و معلميهم و بحضرة أئمتهم الذين كانوا إليهم يدعون و لا يبقي ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عيناه و صمت أذناه و أخرس لسانه و تحول عليه أشد من لهب النيران فتحملهم حتي تدفعهم إلي الزبانية فتدعوهم إلي سواء الجحيم

فهذه نبذة مما ورد في فضائل العلم من الحديث اقتصرنا عليها إيثارا للاختصار و مناسبة للرسالة

5 - فصل في فضل العلم من الكتب السالفة و الحكم القديمة

و من الحكمة القديمة قال لقمان لابنه يا بني اختر المجالس علي عينك فإن رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم فإن تكن عالما نفعك علمك و إن تكن جاهلا علموك و لعل الله أن يظلهم برحمته فتعمك معهم و إذا رأيت قوما لا

يذكرون الله فلا تجلس معهم

ص: 120

فإن تكن عالما لم ينفعك علمك و إن كنت جاهلا يزيدوك جهلا و لعل الله أن يظلهم بعقوبة فتعمك معهم

و في التوراة قال الله تعالي لموسي ع عظم الحكمة فإني لا أجعل الحكمة في قلب أحد إلا و أردت أن أغفر له فتعلمها ثم اعمل بها ثم ابذلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا و الآخرة

و في الزبور قل لأحبار بني إسرائيل و رهبانهم حادثوا من الناس الأتقياء فإن لم تجدوا فيهم تقيا فحادثوا العلماء فإن لم تجدوا عالما فحادثوا العقلاء فإن التقي و العلم و العقل ثلاث مراتب ما جعلت واحدة منهن في خلقي و أنا أريد هلاكه

قيل و إنما قدم التقي لأن التقي لا يوجد بدون العلم كما تقدم من أن الخشية لا تحصل إلا بالعلم و لذلك قدم العلم علي العقل لأن العالم لا بد و أن يكون عاقلا

و في الإنجيل قال الله تعالي في السورة السابعة عشرة منه ويل لمن سمع بالعلم و لم يطلبه كيف يحشر مع الجهال إلي النار اطلبوا العلم و تعلموه فإن العلم إن لم يسعدكم لم يشقكم و إن لم يرفعكم لم يضعكم و إن لم يغنكم لم يفقركم و إن لم ينفعكم لم يضركم و لا تقولوا نخاف أن نعلم فلا نعمل و لكن قولوا نرجو أن نعلم و نعمل و العلم يشفع لصاحبه و حق علي الله أن لا يخزيه إن الله تعالي يقول يوم القيامة يا معشر العلماء ما ظنكم بربكم فيقولون ظننا أن يرحمنا و يغفر لنا فيقول تعالي فإني قد فعلت إني قد استودعتكم حكمتي لا لشر أردته بكم بل لخير أردته بكم فادخلوا في صالح

ص:

121

عبادي إلي جنتي برحمتي

و قال مقاتل بن سليمان وجدت في الإنجيل إن الله تعالي قال لعيسي ع عظم العلماء و اعرف فضلهم فإني فضلتهم علي جميع خلقي إلا النبيين و المرسلين كفضل الشمس علي الكواكب و كفضل الآخرة علي الدنيا و كفضلي علي كل شي ء

و من كلام المسيح ع من علم و عمل فذاك يدعي عظيما في ملكوت السماء

6 - فصل في فضل العلم من الآثار و تحقيقات بعض العلماء

و من الآثار عن أبي ذر رضي الله عنه باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا

و قال سمعنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول

ص: 122

إذا جاء الموت طالب العلم و هو علي هذه الحال مات شهيدا

و عن وهب بن منبه يتشعب من العلم الشرف و إن كان صاحبه دنيا و العز و إن كان مهينا و القرب و إن كان قصيا و الغني و إن كان فقيرا و النبل و إن كان حقيرا و المهابة و إن كان وضيعا و السلامة و إن كان سقيما

و قال بعض العارفين أ ليس المريض إذا منع عنه الطعام و الشراب و الدواء يموت كذا القلب إذا منع عنه العلم و الفكر و الحكمة يموت.

و قال آخر من جلس عند العالم و لم يطق الحفظ من علمه فله سبع كرامات ينال فضل المتعلمين و تحبس عنه الذنوب ما دام عنده و تنزل الرحمة عليه إذا خرج من منزله طالبا للعلم و إذا جلس في حلقة العالم نزلت الرحمة عليه فحصل له منها نصيب و ما دام في الاستماع يكتب له طاعة و إذا استمع و لم يفهم

ص: 123

ضاق قلبه بحرمانه عن إدراك العلم فيصير ذلك الغم وسيلة إلي حضرة الله تعالي

لقوله تعالي أنا

عند المنكسرة قلوبهم

و يري إعزاز المسلمين للعالم و إذلالهم للفساق فيرد قلبه عن الفسق و تميل طبيعته إلي العلم و لهذا أمر ص بمجالسة الصالحين.

و قال أيضا من جلس مع ثمانية أصناف من الناس زاده الله ثمانية أشياء من جلس مع الأغنياء زاده الله حب الدنيا و الرغبة فيها و مع الفقراء حصل له الشكر و الرضا بقسم الله تعالي و مع السلطان زاده الله القسوة و الكبر و مع النساء زاده الله الجهل و الشهوة و مع الصبيان ازداد من اللهو و المزاح و مع الفساق ازداد من الجرأة علي الذنوب و تسويف التوبة و مع الصالحين ازداد رغبة في الطاعات و مع العلماء ازداد من العلم علم الله تعالي سبعة نفر سبعة أشياء آدم الأسماء كلها و الخضر علم الفراسة و يوسف علم التعبير و داود صنعة الدروع و سليمان منطق الطير و عيسي التوراة و الإنجيل وَ يُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ و محمد صلي الله عليه و آله و سلم علم الشرع و التوحيد وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ

ص: 124

وَ الْحِكْمَةَ الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ فعلم آدم ع كان سببا في سجود الملائكة له و الرفعة عليهم و علم الخضر كان سببا لوجود موسي تلميذا له و يوشع ع و تذلله له كما يستفاد من الآيات الواردة في القصة و علم يوسف كان سببا لوجدان الأهل و المملكة و الاجتباء و علم داود كان سببا للرئاسة و الدرجة و علم سليمان كان سبب وجدان بلقيس و الغلبة و علم عيسي كان سببا لزوال التهمة عن أمه و علم محمد ع كان سببا في الشفاعة. طريق

الجنة في أيدي أربعة العالم و الزاهد و العابد و المجاهد فإذا صدق العالم في دعواه رزق الحكمة و الزاهد يرزق الأمن و العابد الخوف و المجاهد الثناء.

قال بعض المحققين العلماء ثلاثة عالم بالله غير عالم بأمر الله فهو عبد استولت المعرفة الإلهية علي قلبه فصار مستغرقا بمشاهدة نور الجلال و الكبرياء فلا يتفرغ لتعلم علم الأحكام إلا ما لا بد منه و عالم بأمر الله غير عالم بالله و هو الذي عرف الحلال و الحرام و دقائق الأحكام لكنه لا يعرف أسرار جلال الله و عالم بالله و بأمر الله فهو جالس علي الحد المشترك بين عالم المعقولات و عالم المحسوسات فهو تارة مع الله بالحب له و تارة مع الخلق بالشفقة و الرحمة فإذا رجع من ربه إلي الخلق صار معهم كواحد منهم كأنه لا يعرف الله و إذا خلا بربه

ص: 125

مشتغلا بذكره و خدمته فكأنه لا يعرف الخلق فهذا سبيل المرسلين و الصديقين و هو المراد بقوله ص

سائل العلماء و خالط الحكماء و جالس الكبراء

فالمراد بقوله ص:

سائل العلماء العلماء بأمر الله تعالي غير العالمين بالله فأمر بمساءلتهم عند الحاجة إلي الاستفتاء و أما الحكماء فهم العالمون بالله الذين لا يعلمون أوامر الله فأمر بمخالطتهم و أما الكبراء فهم العالمون بهما فأمر بمجالستهم لأن في مجالستهم خير الدنيا و الآخرة و لكل واحد من الثلاثة ثلاث علامات فللعالم بأمر الله الذكر باللسان دون القلب و الخوف من الخلق دون الرب و الاستحياء من الناس في الظاهر و لا يستحي من الله في السر و العالم بالله ذاكر خائف مستحي أما الذكر فذكر القلب لا اللسان و الخوف خوف الرجاء لا خوف المعصية و

الحياء حياء ما يخطر علي القلب لا حياء الظاهر و العالم بالله و أمره له ستة أشياء الثلاثة المذكورة للعالم بالله فقط مع ثلاثة أخري كونه جالسا علي الحد المشترك بين عالم الغيب و عالم الشهادة و كونه معلما للمسلمين و كونه بحيث يحتاج الفريقان الأولان إليه و هو مستغن عنهما فمثل العالم بالله و بأمر الله كمثل الشمس لا تزيد و لا تنقص و مثل العالم بالله فقط كمثل القمر يكمل تارة و ينقص أخري و مثل العالم بأمر الله كمثل السراج يحرق نفسه و يضي ء لغيره

ص: 126

7 - فصل في دليل العقل علي فضل العلم

و أما دليل العقل فنذكر منه وجهين أحدهما أن المعقولات تنقسم إلي موجودة و معدومة و العقول السليمة تشهد بأن الموجود أشرف من المعدوم بل لا شرف للمعدوم أصلا ثم الموجود ينقسم إلي جماد و نام و النامي أشرف من الجماد ثم النامي ينقسم إلي حساس و غيره و الحساس أشرف من غيره ثم الحساس ينقسم إلي عاقل و غير عاقل و لا شك أن العاقل أشرف من غيره ثم العاقل ينقسم إلي عالم و جاهل و لا شبهة في أن العالم أشرف من الجاهل فتبين بذلك أن العالم أشرف المعقولات و الموجودات و هذا أمر يلحق بالواضحات.

و الثاني أن الأمور علي أربعة أقسام قسم يرضاه العقل و لا ترضاه الشهوة و قسم عكسه و قسم يرضيانه و قسم لا يرضيانه فالأول كالأمراض و المكاره في الدنيا و الثاني المعاصي أجمع و الثالث العلم و الرابع الجهل. فمنزل العلم من الجهل بمنزلة الجنة من النار فكما أن العقل و الشهوة لا يرضيان بالنار كذا لا يرضيان بالجهل و كما أنهما يرضيان بالجنة كذا يرضيان بالعلم فمن

رضي بالعلم فقد خاض في جنة حاضرة و من رضي بالجهل فقد رضي بنار حاضرة. ثم من اختار العلم يقال له بعد الموت تعودت المقام في الجنة فادخلها

ص: 127

و للآخر تعودت النار فادخلها.

و الدليل علي أن العلم جنة و الجهل نار أن كمال اللذة في إدراك المحبوب و كمال الألم في البعد عن المحبوب فالجراحة إنما تؤلم لأنها تبعد جزء من البدن عن جزء و المحبوب من تلك الأجزاء هو الاجتماع و الإحراق بالنار أشد إيلاما من الجرح لأن الجرح لا يفيد إلا تبعيد جزء معين عن جزء معين و النار تغوص في جميع الأجزاء و تقتضي تبعيد بعض الأجزاء عن بعض.

و إذا تقرر ذلك فكلما كان الإدراك أغوص و أشد و المدرك أشرف و أكمل و المدرك أبقي و أنقي فاللذة أشرف و لا شك أن محل اللذة هو الروح و هو أشرف من البدن و أن إدراك العقل أغوص و أشرف و أما المعلوم فلا شك أنه أشرف لأنه هو الله رب العالمين و جميع مخلوقاته من الملائكة و غيرهم و جميع تكليفاته و أي معلوم أشرف من ذلك. فإذا قد تطابق العقل و النقل علي شرف العلم و ارتفاع محله و عظم جوهره و نفاسة ذاته و لنقتصر من المقدمة علي هذا القدر

ص: 129

الباب الأول في آداب المعلم و المتعلم

النوع الأول آداب اشتركا فيها

القسم الأول آدابهما في أنفسهما
الأمر الأول أول ما يجب عليهما
[الف:] إخلاص النية لله تعالي في طلبه و بذله
الاشاره

فإن مدار الأعمال علي النيات و بسببها يكون العمل تارة خزفة لا قيمة لها و تارة جوهرة لا يعلم قيمتها لعظم قدرها و تارة وبال علي صاحبه مكتوب في ديوان السيئات و إن كان بصورة الواجبات. فيجب علي كل منهما أن يقصد بعمله وجه الله تعالي و امتثال أمره و إصلاح نفسه و إرشاد عباده إلي معالم دينه

و لا يقصد بذلك غرض الدنيا من تحصيل مال أو جاه أو شهرة أو تميز عن الأشباه أو المفاخرة للأقران أو الترفع علي الإخوان و نحو ذلك من الأغراض الفاسدة التي تثمر الخذلان من الله تعالي و توجب المقت

ص: 132

و تفوت الدار الآخرة و الثواب الدائم

[فصل 1 - القرآن و الإخلاص

فيصير من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون آن هم يحسنون صنعا.

و الأمر الجامع للإخلاص تصفية السر عن ملاحظة ما سوي الله تعالي بالعبادة قال الله تعالي فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ.

و قال تعالي وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ إلي قوله وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ و قال تعالي فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً قيل نزلت في من يعمل العمل و يحب أن يحمد عليه.

و قال تعالي مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ.

و قال مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً

[فصل 2 - ما روي عن النبي ص و الإخلاص

و قال النبي ص

ص: 133

إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوي فمن كانت هجرته إلي الله و رسوله فهجرته إلي الله و رسوله و من كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه

و هذا الخبر من أصول الإسلام و أحد قواعده و أول دعائمه قيل و هو ثلث العلم و وجهه بعض الفضلاء بأن كسب العبد يكون بقلبه و لسانه و بنانه فالنية أحد أقسام كسبه الثلاثة و هي أرجحها لأنها تكون عبادة بانفرادها بخلاف القسمين الآخرين.

و كان السلف و جماعة من تابعيهم يستحبون استفتاح المصنفات بهذا الحديث تنبيها للمطلع علي حسن النية و تصحيحها و اهتمامه بذلك و اعتنائه به

و قال صلي الله عليه و آله و سلم نية المؤمن خير من عمله و في

لفظ آخر أبلغ من عمله

و قال صلي الله عليه و آله و سلم إنما يبعث الناس علي نياتهم

و قال صلي الله عليه و آله و سلم مخبرا عن جبرئيل عن الله عز و جل أنه قال الإخلاص سر من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي

و قال ص

ص: 134

إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتي استشهدت قال كذبت و لكنك قاتلت ليقال جري ء فقد قيل ذلك ثم أمر به فسحب علي وجه حتي ألقي في النار و رجل تعلم العلم و علمه و قرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمة فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم و علمته و قرأت فيك القرآن قال كذبت و لكنك تعلمت ليقال عالم و قرأت القرآن ليقال قارئ القرآن فقد قيل ذلك ثم أمر به فسحب علي وجه حتي ألقي في النار

و قال صلي الله عليه و آله و سلم من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله عز و جل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة

و قال صلي الله عليه و آله و سلم من تعلم علما لغير الله و أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار

و قال صلي الله عليه و آله و سلم من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار و في رواية فليتبوأ مقعده من النار

ص: 135

و قال صلي الله عليه و آله و سلم لا تعلموا العلم لتماروا به السفهاء و تجادلوا به العلماء و لتصرفوا به

وجوه الناس إليكم و ابتغوا بقولكم ما عند الله فإنه يدوم و يبقي و ينفد ما سواه كونوا ينابيع الحكمة مصابيح الهدي أحلاس البيوت سرج الليل جدد القلوب خلقان الثياب تعرفون في أهل السماء و تخفون في أهل الأرض

و قال صلي الله عليه و آله و سلم من طلب العلم لأربع دخل النار ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أو يأخذ به من الأمراء

و قال صلي الله عليه و آله و سلم ما ازداد عبد علما فازداد في الدنيا رغبة إلا ازداد من الله بعدا

و قال صلي الله عليه و آله و سلم كل علم وبال علي صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به

و قال صلي الله عليه و آله و سلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه

و قال صلي الله عليه و آله و سلم مثل الذي يعلم الناس الخير و ينسي نفسه مثل الفتيلة تضي ء للناس و تحرق

ص: 136

نفسه و في رواية كمثل السراج

و قال صلي الله عليه و آله و سلم علماء هذه الأمة رجلان رجل آتاه الله علما فبذله للناس و لم يأخذ عليه طعما و لم يشر به ثمنا فذلك يستغفر له حيتان البحر و دواب البر و الطير في جو السماء و يقدم علي الله سيدا شريفا حتي يرافق المرسلين و رجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله و أخذ عليه طعما و شري به ثمنا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار و ينادي مناد هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله و أخذ عليه طعما و اشتري به ثمنا و كذلك حتي

يفرغ من الحساب

و قال صلي الله عليه و آله و سلم من كتم علما ألجمه الله بلجام من النار

و قال صلي الله عليه و آله و سلم العلم علمان فعلم في القلب فذاك العلم النافع و علم علي اللسان فذاك حجة الله علي ابن آدم

و قال صلي الله عليه و آله و سلم إني لا أتخوف علي أمتي مؤمنا و لا مشركا فأما المؤمن فيحجزه إيمانه و أما

ص: 137

المشرك فيقمعه كفره و لكن أتخوف عليكم منافقا عليم اللسان يقول ما تعرفون و يعمل ما تنكرون

و قال صلي الله عليه و آله و سلم إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان

و قال صلي الله عليه و آله و سلم ألا إن شر الشر شرار العلماء و إن خير الخير خيار العلماء

و قال صلي الله عليه و آله و سلم من قال أنا عالم فهو جاهل

و قال صلي الله عليه و آله و سلم يظهر الدين حتي يجاوز البحار و تخاض البحار في سبيل الله ثم يأتي من بعدكم أقوام يقرءون القرآن يقولون قرأنا القرآن من أقرأ منا و من أفقه منا و من أعلم منا ثم التفت إلي أصحابه فقال هل في أولئك من خير قالوا لا قال أولئك منكم من هذه الأمة و أولئك هم وقود النار

1 - فصل ما روي عن طريق الخاصة في لزوم الإخلاص في طلب العلم و بذله

[فصل 3 ما روي عن طريق الخاصة في لزوم الإخلاص في طلب العلم و بذله

و من طريق الخاصة روي الكليني بإسناده إلي علي ع قال

ص: 138

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منهومان لا يشبعان طالب دنيا و طالب علم فمن اقتصر من الدنيا ما أحل الله له سلم و من

تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب و يراجع و من أخذ العلم من أهله و عمل به نجا و من أراد به الدنيا فهي حظه

و بإسناده إلي الباقر ع من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها

و بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب و من أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا و الآخرة

و عنه ع:

إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه علي دينكم فإن كل محب لشي ء يحوط ما أحب و قال أوحي الله تعالي إلي داود ع لا تجعل بيني و بينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين إن أدني ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم

و عنه ع:

قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول الله و ما دخولهم في الدنيا قال اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم علي دينكم

و عنه ع:

قال

ص: 139

طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم بأعيانهم و صفاتهم صنف يطلبه للجهل و المراء و صنف يطلبه للاستطالة و الختل و صنف يطلبه للتفقه و العمل فصاحب الجهل و المراء مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم و صفة الحلم قد تسربل بالخشوع و تخلي من الورع فدق الله من هذا خيشومه و قطع منه حيزومه و صاحب الاستطالة و الختل ذو خب و ملق يستطيل علي مثله من أشباهه و يتواضع للأغنياء من

دونه فهو لحلوانهم هاضم و لدينه حاطم فأعمي الله علي هذا خبره و قطع من آثار العلماء أثره و صاحب الفقه [التفقه] و العمل ذو كآبة و حزن و سهر قد تحنك في برنسه و قام الليل في حندسه يعمل و يخشي وجلا داعيا مشفقا مقبلا علي شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله من هذا أركانه و أعطاه يوم القيامة أمانه

و روي الصدوق في كتاب الخصال بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال إن من العلماء من يحب أن يجمع علمه و لا يحب أن يؤخذ عنه فذاك في الدرك الأول من النار و من العلماء من إذا وعظ أنف و إذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار و من العلماء من يري أن يضع العلم عند ذوي الثروة و الشرف و لا يري له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار و من العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين فإن رد عليه و [أو] قصر في شي ء من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار و من العلماء من يطلب أحاديث اليهود و النصاري ليغزر به علمه و يكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار و من العلماء من يضع نفسه للفتيا و يقول سلوني و لعله لا يصيب حرفا واحدا و الله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من

ص: 140

النار و من العلماء من يتخذ العلم مروة و عقلا فذاك في الدرك السابع من النار

[فصل 4: في لزوم الإخلاص من الآثار و كلام الأنبيا]

و عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن موسي ع لقي الخضر ع فقال أوصني فقال الخضر يا طالب العلم

إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم و اعلم أن قلبك وعاء فانظر ما ذا تحشو به وعاءك و اعرف الدنيا و انبذها وراءك فإنها ليست لك بدار و لا لك فيها محل قرار و إنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد يا موسي وطن نفسك علي الصبر تلق الحلم و أشعر قلبك التقوي تنل العلم و رض نفسك علي الصبر تخلص من الإثم يا موسي تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له و لا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق تشين العلماء و تبدي مساوئ السخفاء و لكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق و السداد و أعرض عن الجهال و احلم عن السفهاء فإن ذلك فضل الحلماء و زين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما و جانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك و شتمه إياك أكثر يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه و لا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه يا ابن عمران من لا تنتهي عن الدنيا نهمته و لا تنقضي فيها رغبته كيف يكون

ص: 141

عابدا من يحقر حاله و يتهم الله بما قضي له كيف يكون زاهدا يا موسي تعلم ما تعلم لتعمل به و لا تعلمه لتحدث به فيكون عليك بوره و يكون علي غيرك نوره

و من كلام عيسي ع تعملون للدنيا و أنتم ترزقون فيها بغير عمل و لا تعملون للآخرة و أنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل و إنكم علماء السوء الأجر تأخذون و العمل تضيعون يوشك رب العمل أن يطلب عمله و توشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلي ظلمة القبر

و ضيقه الله تعالي نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام و الصلاة كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه و احتقر منزلته و قد علم أن ذلك من علم الله و قدرته كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضي له فليس يرضي شيئا أصابه كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته و هو مقبل علي دنياه و ما يضره أحب إليه مما ينفعه كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به و لا يطلب ليعمل به

و من كلامه ص ويل لعلماء السوء تصلي عليهم النار ثم قال

ص: 142

اشتدت مئونة الدنيا و مئونة الآخرة أما مئونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلي شي ء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه و أما مئونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليها

و أوحي الله تعالي إلي داود يا داود لا تجعل بيني و بينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين إن أدني ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم

و عن أبي ذر رضي الله عنه قال من تعلم علما من علم الآخرة ليريد به عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة

[فصل 5 - في مكايد الشيطان و أهمية الإخلاص]

هذه الدرجة و هي درجة الإخلاص عظيمة المقدار كثيرة الأخطار دقيقة المعني صعبة المرتقي يحتاج طالبها إلي نظر دقيق و فكر صحيح و مجاهدة تامة و كيف لا يكون كذلك و هو مدار القبول و عليه يترتب الثواب و به تظهر ثمرة عبادة العابد و تعب العالم و جد المجاهد.

ص: 143

و لو فكر الإنسان في نفسه و فتش عن حقيقة عمله لوجد الإخلاص فيه قليلا و

شوائب الفساد إليه متوجهة و القواطع عليه متراكمة سيما المتصف بالعلم و طالبه فإن الباعث الأكثري سيما في الابتداء لباغي العلم طلب الجاه و المال و الشهرة و انتشار الصيت و لذة الاستيلاء و الفرح بالاستتباع و استثارة الحمد و الثناء و ربما يلبس عليهم الشيطان مع ذلك و يقول لهم غرضكم نشر دين الله و النضال عن الشرع الذي شرعه رسول الله ص.

و المظهر لهذه المقاصد يتبين عند ظهور أحد من الأقران أكثر علما منه و أحسن حالا بحيث يصرف الناس عنه فلينظر حينئذ فإن كان حاله مع الموقر له و المعتقد لفضله أحسن و هو له أكثر احتراما و بلقائه أشد استبشارا ممن يميل إلي غيره مع كون ذلك الغير مستحقا للموالاة فهو مغرور و عن دينه مخدوع و هو لا يدري كيف و ربما انتهي الأمر بأهل العلم إلي أن يتغايروا تغاير النساء فيشق علي أحدهم أن يختلف بعض تلامذته إلي غيره و إن كان يعلم أنه منتفع بغيره و مستفيد منه في دينه.

و هذا رشح الصفات المهلكة المستكنة في سر القلب التي يظن العالم النجاة منها و هو مغرور في ذلك و إنما ينكشف بهذه العلامات و نحوها.

و لو كان الباعث له علي العلم هو الدين لكان إذا ظهر غيره شريكا أو مستبدا أو معينا علي التعليم لشكر الله تعالي إذ كفاه و أعانه علي هذا المهم بغيره و كثر أوتاد الأرض و مرشدي الخلق و معلميهم دين الله تعالي و محيي سنن المرسلين و ربما لبس الشيطان علي بعض العالمين و يقول إنما غمك لانقطاع الثواب عنك لا لانصراف وجوه الناس إلي غيرك إذ لو رجعوا إليك أو اتعظوا بقولك

و أخذوا عنك لكنت أنت المثاب و اغتمامك لفوات الثواب محمود و لا يدري المسكين أن انقياده للحق و تسليمه الأمر الأفضل [للأفضل] أجزل ثوابا و أعود عليه في الآخرة من انفراده.

و ليعلم أن أتباع الأنبياء و الأئمة لو اغتموا من حيث فوات هذه المرتبة لهم

ص: 144

و اختصاص أهلها بها لكانوا مذمومين في الغاية بل انقيادهم إلي الحق و تسليم الأمر إلي أهله أفضل الأعمال بالنسبة إليهم و أعود عليهم في الدين.

و هذا كله من غرور الشيطان و خدعه بل قد ينخدع بعض أهل العلم بغرور الشيطان و يحدث نفسه بأنه لو ظهر من هو أولي منه لفرح به و إخباره بذلك عن نفسه قبل التجربة و الامتحان غرور فإن النفس سهلة القياد في الوعد بأمثال ذلك قبل نزول الأمر ثم إذا دهاه الأمر تغير و رجع و لم يف بالوعد إلا من عصمه الله تعالي و ذلك لا يعرفه إلا من عرف مكايدة النفس و طال اشتغاله بامتحانها.

و من أحس في نفسه بهذه الصفات المهلكة فالواجب عليه طلب علاجها من أرباب القلوب فإن لم يجدهم فمن كتبهم المصنفة في ذلك و إن كان كلا الأمرين قد امتحي أثره و ذهب مخبره و لم يبق إلا خبره يسأل الله المعونة و التوفيق فإن عجز عن ذلك فالواجب عليه الانفراد و العزلة و طلب الخمول و المدافعة مهما سئل إلا أن يحصل علي شريطة التعلم و العلم.

و ربما يأتيه الشيطان هنا من وجه آخر و يقول هذا الباب لو فتح لاندرست العلوم و خرب الدين من بين الخلق لقلة الملتفت إلي الشرائط و المتلبس بالإخلاص مع أن عمارة الدين من أعظم الطاعات فليحبه حينئذ بأن دين

الإسلام لا يندرس بسبب ذلك ما دام الشيطان يحبب إلي الخلق الرئاسة و هو لا يفتر عن عمله إلي يوم القيامة بل ينتهض لنشر العلم أقوام لا نصيب لهم في الآخرة

كما قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم

و قوله ص

ص: 145

إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر

فلا ينبغي أن يغتر بهذه التلبيسات فيشتغل بمخالطة الخلق حتي يتربي في قلبه حب الجاه و الثناء و التعظيم فإن ذلك بذر النفاق

و قال صلي الله عليه و آله و سلم حب الجاه و المال ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل

و قال صلي الله عليه و آله و سلم ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا فيها من حب الجاه و المال في دين المرء المسلم

فليكن فكره في التفطن لخفايا هذه الصفات من قلبه و في استنباط طريق الخلاص منها فإن الفتنة و الضرر بهذه الصفات من العالم و المتعلم أعظم منها في غيره بمراحل فإنه مقتدي به فيما يأتي و يذر فيقول الجاهل لو كان ذلك مذموما لكان العلماء أولي باجتنابه منا فيتلبسون بهذه الأخلاق الذميمة إلا أن بين الذنبين بونا بعيدا فإن الجاهل يأتي القيامة بذنبه و العالم يأتي بذنبه الذي فعله و ذنب من تأسي و اقتدي بطريقته إلي يوم القيامة كما ورد في الأخبار الصحيحة.

ص: 146

و بالجملة فمعرفة حقيقة الإخلاص و العمل به بحر عميق يغرق فيه الجميع إلا الشاذ النادر المستثني في قوله تعالي إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ فليكن العبد شديد التفقد و المراقبة لهذه الدقائق و إلا التحق بأتباع الشياطين و هو لا يشعر.

و الأمر الثاني استعمال ما يعلمه كل منهما شيئا فشيئا
1 - فصل في أن الغرض من طلب العلم هو العمل

فإن العاقل همه

الرعاية و الجاهل همه الرواية

و قد روي عن علي ع أنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم العلماء رجلان رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج و عالم تارك لعلمه فهذا هالك و إن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه و إن أشد أهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبدا إلي الله تبارك و تعالي فاستجاب له و قبل منه فأطاع الله فأدخله الجنة و أدخل الداعي النار بتركه علمه و اتباعه الهوي و طول الأمل أما اتباع الهوي فيصد عن الحق و طول الأمل ينسي الآخرة

و عن أبي عبد الله ع قال إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا

و جاء رجل إلي علي بن الحسين ع فسأله عن مسائل فأجاب ثم عاد ليسأل مثلها فقال علي بن الحسين ع مكتوب في الإنجيل لا تطلبوا علم ما لا تعلمون و لما تعملوا بما علمتم فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزد صاحبه إلا كفرا و لم يزدد من الله إلا بعدا

ص: 147

و سأل المفضل بن عمر أبا عبد الله ع فقال بم يعرف الناجي قال من كان فعله لقوله موافقا فأنت له بالشهادة و من لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع

و قال أمير المؤمنين ع في كلام له خطبه علي المنبر أيها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله بل قد رأيت أن الحجة عليه أعظم و الحسرة أدوم علي هذا العالم المنسلخ من علمه منها علي هذا الجاهل المتحير في جهله و كلاهما حائر

بائر لا ترتابوا فتشكوا و لا تشكوا فتكفروا و لا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا و لا تدهنوا في الحق فتخسروا و إن من الحق أن تفقهوا و من الفقه أن لا تغتروا و إن من أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه و أغشكم لنفسه أعصاكم لربه و من يطع الله يأمن و يستبشر و من يعص الله يخب و يندم

و عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال يا رسول الله ما العلم فقال الإنصات قال ثم مه يا رسول الله قال الاستماع قال ثم مه قال الحفظ قال ثم مه يا رسول الله قال العمل به قال ثم مه يا رسول الله قال نشره

و عن أبي عبد الله ع قال كان لموسي بن عمران ع جليسا [جليس] من أصحابه قد وعي علما كثيرا فاستأذن موسي في زيارة أقارب له فقال له موسي إن لصلة القرابة

ص: 148

لحقا و لكن إياك أن تركن إلي الدنيا فإن الله قد حملك علما فلا تضيعه و تركن إلي غيره فقال الرجل لا يكون إلا خيرا و مضي نحو أقاربه فطالت غيبته فسأل موسي ع عنه فلم يخبره أحد بحاله فسأل جبرئيل ع عنه فقال له أخبرني عن جليسي فلان أ لك به علم قال نعم هو ذا علي الباب قد مسخ قردا في عنقه سلسلة ففزع موسي ع إلي ربه و قام إلي مصلاه يدعو الله و يقول يا رب صاحبي و جليسي فأوحي الله عز و جل إليه يا موسي لو دعوتني حتي تنقطع ترقوتاك ما استجبت لك فيه إني كنت حملته علما فضيعه و ركن إلي غيره

و روي أبو بصير

عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع و عينه البراءة من الحسد و أذنه الفهم و لسانه الصدق و حفظه الفحص و قلبه حسن النية و عقله معرفة الأسباب و الأمور و يده الرحمة و رجله زيارة العلماء و همته السلامة و حكمته الورع و مستقره النجاة و قائده العافية و مركبه الوفاء و سلاحه لين الكلمة و سيفه الرضا و قوسه المداراة و جيشه محاورة العلماء و ماله الأدب و ذخيرته اجتناب الذنوب و رداؤه المعروف و مأواه الموادعة و دليله الهدي و رفيقه محبة الأخيار

و في حديث عنوان البصري الطويل عن الصادق ع

ص: 149

ليس العلم بكثرة التعلم إنما هو نور يقع في القلب من يريد الله أن يهديه فإذا أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم

ص: 150

الله يفهمك

2 - فصل في الغرور في طلب العلم و المغترين من أهل العلم

اعلم أن العلم بمنزلة الشجرة و العمل بمنزلة الثمرة و الغرض من الشجرة المثمرة ليس إلا ثمرتها أما شجرتها بدون الاستعمال فلا يتعلق بها غرض أصلا فإن الانتفاع بها في أي وجه كان ضرب من الثمرة بهذا المعني.

و إنما كان الغرض الذاتي من العلم مطلقا العمل لأن العلوم كلها ترجع إلي أمرين علم معاملة و علم معرفة فعلم المعاملة هو معرفة الحلال و الحرام و نظائرهما من الأحكام و معرفة أخلاق النفس المذمومة و المحمودة و كيفية علاجها و الفرار منها و علم المعرفة كالعلم بالله تعالي و صفاته و أسمائه و ما عداهما من العلوم إما آلات لهذه العلوم أو يراد بها عمل من الأعمال في الجملة كما لا يخفي علي من تتبعها و

ظاهر أن علوم المعاملة لا تراد إلا للعمل بل لو لا الحاجة إليه لم يكن لها قيمة.

و حينئذ فنقول المحكم للعلوم الشرعية و نحوها إذا أهمل تفقد جوارحه و حفظها عن المعاصي و إلزامها الطاعات و ترقيها من الفرائض إلي النوافل و من الواجبات إلي السنن اتكالا علي اتصافه بالعلم و إنه في نفسه هو المقصود مغرور

ص: 151

في نفسه مخدوع عن دينه ملبس عليه عاقبه أمره و إنما مثله مثل مريض به علة لا يزيلها إلا دواء مركب من أخلاط كثيرة لا يعرفها إلا حذاق الأطباء فسعي في طلب الطبيب بعد أن هاجر عن وطنه حتي عثر علي طبيب حاذق فعلمه الدواء و فصل له الأخلاط و أنواعها و مقاديرها و معادنها التي منها تجلب و علمه كيفية دق كل واحد منها و كيفية خلطها و عجنها فتعلم ذلك منه و كتب منه نسخة حسنة بحسن خط و رجع إلي بيته و هو يكررها و يقرأها و يعلمها المرضي و لم يشتغل بشربها و استعمالها أ فتري أن ذلك يغني عنه من مرضه شيئا هيهات لو كتب منه ألف نسخة و علمه ألف مريض حتي شفي جميعهم و كرره كل ليلة ألف مرة لم يغنه ذلك من مرضه شيئا إلي أن يزن الذهب و يشتري الدواء و يخلطه كما تعلم و يشربه و يصبر علي مرارته و يكون شربه في وقته و بعد تقديم الاحتماء و جميع شروطه و إذا فعل جميع ذلك كله فهو علي خطر من شفائه فكيف إذا لم يشربه أصلا هكذا الفقيه إذا أحكم علم الطاعات و لم يعمل بها و أحكم علم المعاصي الدقيقة و الجليلة و لم يجتنبها و

أحكم علم الأخلاق المذمومة و ما زكي نفسه منها و أحكم علم الأخلاق المحمودة و لم يتصف بها فهو مغرور في نفسه مخدوع عن دينه إذ قال الله تعالي قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها و لم يقل قد أفلح من تعلم كيفية تزكيتها و كتب علمها و علمها الناس.

و عند هذا يقول له الشيطان لا يغرنك هذا المثال فإن العلم بالدواء لا يزيل المرض و أما أنت فمطلبك القرب من الله تعالي و ثوابه و العلم يجلب الثواب و يتلو عليه الأخبار الواردة في فضائل العلم فإن كان المسكين معتوها مغرورا وافق ذلك هواه فاطمأن إليه و أهمل و إن كان كيسا فيقول للشيطان أ تذكرني فضائل العلم و تنسيني ما ورد في العالم الذي لا يعمل بعلمه كقوله تعالي في وصفه مشيرا إلي بلعم بن باعوراء الذي كان في حضرته اثنا عشر ألف محبرة يكتبون عنه

ص: 152

العلم مع ما آتاه الله من الآيات المتعددة التي كان من جملتها أنه كان بحيث إذا نظر يري العرش كما نقله جماعة من العلماء فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ.

و قوله تعالي في وصف العالم التارك لعلمه مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها أي لم يفعلوا الغاية المقصودة من حملها و هو العمل بها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. فأي خزي أعظم من تمثيل حاله بالكلب و الحمار

و قد قال صلي الله عليه و آله و سلم من ازداد علما و لم يزدد هدي لم يزدد من الله إلا بعدا

و قال صلي الله عليه و آله و سلم يلقي العالم في النار فتندلق أقتابه فيدور به [بها] كما يدور الحمار في الرحي

و كقوله ع

ص: 153

شر

الناس العلماء السوء

و قول أبي الدرداء ويل للذي لا يعلم مرة و لو شاء الله لعلمه و ويل للذي يعلم و لا يعمل سبع مرات أي إن العلم حجة عليه إذ يقال له ما ذا عملت فيما علمت و كيف قضيت شكر الله تعالي.

و قال صلي الله عليه و آله و سلم إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه

فهذا و أمثاله مما قد أسلفناه في صدر هذا الباب و غيره أكثر من أن يحصي و الذي أخبر بفضيلة العلم هو الذي أخبر بذم العلماء المقصرين في العمل بعلمهم و أن حالهم عند الله أشد من حال الجهال أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ.

و أما علم المعرفة بالله تعالي و ما يتوقف عليه من العلوم العقلية فمثل العالم به المهمل للعمل المضيع لأمر الله تعالي و حدوده في شدة غروره مثل من أراد خدمة ملك فعرف الملك و عرف أخلاقه و أوصافه و لونه و شكله و طوله و عرضه و عادته و مجلسه و لم يتعرف ما يحبه و يكرهه و يغضب عليه و ما يرضي به أو عرف ذلك إلا أنه قصد خدمته و هو ملابس لجميع ما يغضب به و عاطل عن جميع ما يحبه من زي و هيئة و حركة و سكون فورد علي الملك و هو يريد التقرب منه و الاختصاص به متلطخا بجميع ما يكرهه الملك عاطلا عن جميع ما يحبه متوسلا إليه بمعرفته له و لنسبه و اسمه و بلده و شكله و صورته و عادته في سياسة غلمانه و معاملة رعيته.

ص: 154

بل هذا مثال العالم بالقسمين معا التارك لما يعرفه و هو عين

الغرور فلو ترك هذا العالم جميع ما عرفه و اشتغل بأدني معرفته و بمعرفة ما يحبه و يكرهه لكان ذلك أقرب إلي نيله المراد من قربته و الاختصاص به بل تقصيره في العمل و اتباعه للشهوات يدل علي أنه لم ينكشف له من المعرفة إلا الأسامي دون المعاني إذ لو عرف الله حق معرفته لخشيه و اتقاه كما نبه الله عليه بقوله إِنَّما يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.

و لا يتصور أن يعرف الأسد عاقل ثم لا يتقيه و لا يخافه

و قد أوحي الله تعالي إلي داود ع خفني كما تخاف السبع الضاري

نعم من يعرف من الأسد لونه و شكله و اسمه قد لا يخافه و كأنه ما عرف الأسد

و في فاتحة الزبور رأس الحكمة خشية الله تعالي

3 - فصل لكل واحد منهم شرائط عديدة

و للعالم في تقصيره في العمل بعد أخذه بظواهر الشريعة و استعمال ما دونه الفقهاء من الصلاة و الصيام و الدعاء و تلاوة القرآن و غيرها من العبادات ضروب أخر فإن الأعمال الواجبة عليه فضلا عن غير الواجبة غير منحصرة فيما ذكر بل من الخارج عن الأبواب التي رتبها الفقهاء ما هو أهم و معرفته أوجب و المطالبة به

ص: 155

و المناقشة عليه أعظم و هو تطهير النفس عن الرذائل الخلقية من الكبر و الرياء و الحسد و الحقد و غيرها من الرذائل المهلكات مما هو مقرر في علوم تختص به و حراسة اللسان عن الغيبة و النميمة و كلام ذي اللسانين و ذكر عيوب المسلمين و غيرها و كذا القول في سائر الجوارح فإن لها أحكاما تخصها و ذنوبا مقررة في محالها لا بد لكل أحد من تعلمها و امتثال حكمها و هي تكليفات لا توجد في كتاب

البيوع و الإجارات و غيرها من كتب الفقه بل لا بد من الرجوع فيها إلي علماء الحقيقة العاملين و كتبهم المدونة في ذلك.

و ما أعظم اغترار العالم بالله تعالي في رضاه بالعلوم الرسمية و إغفاله إصلاح نفسه و إرضاء ربه تبارك و تعالي.

و غرور من هذا شأنه يظهر لك من حيث العلم و من حيث العمل أما العمل فقد ذكرنا وجه الغرور فيه و إن مثاله مثال المريض إذا تعلم نسخة الدواء و اشتغل بتكراره و تعليمه لا بل مثاله مثال من به علة البواسير و البرسام و هو مشرف علي الهلاك محتاج إلي تعلم الدواء و استعماله فاشتغل بتعلم دواء الاستحاضة و تكرار ذلك ليلا و نهارا مع علمه بأنه رجل لا يحيض و لا يستحيض و لكنه يقول ربما يقع علة الاستحاضة لامرأة و تسألني عنه و ذلك غاية الغرور حيث ترك تعلم الدواء النافع لعلته مع استعماله و يشتغل بما ذكرناه كذلك المتفقه المسكين قد تسلط عليه اتباع الشهوات و الإخلاد إلي الأرض و الحسد و الرياء و الغضب و البغضاء و العجب بالأعمال التي يظنها من الصالحات و لو فتش عن باطنها وجدها من المعاصي الواضحات فليلتفت إلي قوله ص

ص: 156

أدني الرياء الشرك.

و إلي قوله ص

لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر

و إلي قوله ص:

الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب

و إلي قوله ص:

حب المال و الشرف ينبتان النفاق كما ينبت الماء البقل

إلي غير ذلك من الأخبار المدونة في أبواب هذه المهلكات و كذلك يترك استعمال الدواء لسائر المهلكات الباطنة و ربما يختطفه الموت قبل التوبة و التلافي فيلقي الله و هو عليه غضبان فترك ذلك كله و

اشتغل بعلم النحو و تصريف الكلمات و المنطق و بحث الدلالات و فقه الحيض و الاستحاضات و السلم و الإجارات و اللعان و الجراحات و الدعاوي و البينات و القصاص و الديات و لا يحتاج إلي شي ء من ذلك في مدة عمره إلا نادرا و إن احتاج إليه أو احتاج إليه غيره فهو من فروض الكفايات و غفل مع ذلك عن العلوم التي هي فرض عيني بإجماع المسلمين. فغاية تلك العلوم إذا قصد بها وجه الله تعالي العظيم و ثوابه الجسيم أنها فرض كفاية و مرتبة فرض الكفاية بعد تحصيل فرض العين فلو كان غرض هذا الفقيه العالم بعلمه وجه الله تعالي لاشتغل في ترتيب العلوم بالأهم فالأهم و الأنفع فالأنفع فهو إما غافل مغرور و إما مراء في دينه مخدوع طالب للرئاسة

ص: 157

و الاستعلاء و الجاه و المال فيجب عليه التنبه لدواء إحدي العلتين قبل أن تقوي عليه و تهلكه.

و ليعلم مع ذلك أيضا أن مجرد تعلم هذه المسائل المدونة ليس هو الفقه عند الله تعالي و إنما الفقه عن الله تعالي بإدراك جلاله و عظمته و هو العلم الذي يورث الخوف و الهيبة و الخشوع و يحمل علي التقوي و معرفة الصفات المخوفة فيجتنبها و المحمودة فيرتكبها و يستشعر الخوف و يستثير الحزن كما نبه الله تعالي عليه في كتابه بقوله فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ.

و الذي يحصل به الإنذار غير هذا العلم المدون فإن مقصود هذا العلم حفظ الأموال بشروط المعاملات و حفظ الأبدان بالأموال و بدفع القتل و الجراحات و المال في طريق الله آلة و البدن مركب و

إنما العلم المهم هو معرفة سلوك الطريق إلي الله تعالي و قطع عقبات القلب التي هي الصفات المذمومة و هي الحجاب بين العبد و بين الله تعالي فإذا مات ملوثا بتلك الصفات كان محجوبا عن الله تعالي و من ثم كان العلم موجبا للخشية بل هي منحصرة في العالم كما نبه عليه تعالي بقوله إِنَّما يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ أعم من أن يكونوا فقهاء أو غير فقهاء.

و مثال هذا الفقيه في الاقتصار علي علم الفقه المتعارف مثال من اقتصر من سلوك طريق الحج علي علم خرز الراوية و الخف و لا شك أنه لو لم يكن لتعطل

ص: 158

الحج و لكن المقتصر عليه ليس من الحاج في شي ء كذلك هذا الرجل لو لم يتعلم هذه العلوم لتعطلت معرفة الأحكام إلا أنها ليست المنجية بنفسها كما حررناه بل هي مقدمة للمقصد الذاتي.

و إذا كان هذا مثال حال الفقيه العارف بشرع الله و رسوله و أئمته و معالم دين الله فكيف حال من يصرف عمره في معرفة عالم الكون و الفساد الذي مآله محض الفساد و الاشتغال بمعرفة الوجود و هل هو نفس الموجودات أو زائد عليها أو مشترك بينها أو غير ذلك من المطالب التي لا ثمرة لها بل لم يحصل لهم حقيقة ما طلبوا معرفته فضلا عن غيره.

و إنما مثالهم في ذلك مثال ملك اتخذ عبيدا و أمرهم بدخول داره و الاشتغال بخدمته و تكميل نفوسهم فيما يوجب الزلفي لدي حضرته و اجتناب ما يبعد من جهته فلما أدخلهم داره ليشتغلوا بما أمرهم به أخذوا ينظرون إلي جدران داره و أرضها و سقفها حتي صرفوا عمرهم في ذلك النظر و ماتوا و لم يعرفوا ما

أراد منهم في تلك الدار فكيف تري حالهم عند سيدهم المنعم عليهم المسدي جليل إحسانه إليهم مع هذا الإهمال العظيم لطاعته بل الانهماك الفظيع في معصيته.

و اعلم أن مثال هؤلاء أجمع مثال بيت مظلم باطنه وضع السراج علي سطحه حتي استنار ظاهره بل مثال بئر الحش ظاهرها جص و باطنها نتن أو كقبور الموتي ظاهرها مزينة و باطنها جيفة و كمثال رجل قصد ضيافة الملك إلي داره فجصص باب داره و ترك المزابل في صدر داره و ذلك غرور واضح جلي بل أقرب مثال إليه رجل زرع زرعا فنبت و نبت معه حشيش يفسده فأمر بتنقية الزرع عن الحشيش بقلعه من أصله فأخذ يجز رأسه و يقطعه فلا يزال يقوي أصله

ص: 159

و ينبت لأن مغارس النقائص و منابت الرذائل هي الأخلاق الذميمة في القلب فمن لا يطهر القلب منها لم تتم له الطاعات الظاهرة إلا مع الآفات الكثيرة بل كمريض ظهر به الجرب و قد أمر بالطلاء و شرب الدواء أما الطلاء ليزيل ما علي ظاهره و الدواء ليقلع مادته من باطنه فقنع بالطلاء و ترك الدواء و بقي يتناول ما يزيد في المادة فلا يزال يطلي الظاهر و الجرب دائما يتزايد في الباطن إلي أن أهلكه. نسأل الله تعالي أن يصلحنا لأنفسنا و يبصرنا بعيوبنا و ينفعنا بما علمنا و لا يجعله حجة علينا فإن ذلك بيده و هو أرحم الراحمين

4 - فصل [شرائط ترجع إلي الثاني

و لكل واحد منهما شرائط متعددة و وظائف متبددة بعد هذين إلا أنها بأسرها ترجع إلي الثاني أعني استعمال العلم فإن العلم متناول لمكارم الأخلاق و حميد الأفعال و التنزه عن مساوئها فإذا استعمله علي وجهه أوصله إلي كل خير يمكن طلبه و

أبعده عن كل دنية تشينه

[الامر الثالث:] في التوكل علي الله تعالي و الاعتماد عليه

فمما يلزم كل واحد منهما بعد تطهير نفسه من الرذائل المذكورة و غيرها توجيه نفسه إلي الله تعالي و الاعتماد عليه في أموره و تلقي الفيض الإلهي من عنده فإن العلم كما تقدم من كلام الصادق ع ليس بكثرة التعلم و إنما هو نور من الله تعالي ينزله علي من يريد أن يهديه.

ص: 160

و أن يتوكل عليه و يفوض أمره إليه و لا يعتمد علي الأسباب فيوكل إليها و تكون وبالا عليه و لا علي أحد من خلق الله تعالي بل يلقي مقاليد أمره إلي الله تعالي في أمره و رزقه و غيرهما يظهر عليه حينئذ من نفحات قدسه و لحظات أنسه ما يقوم به أوده و يحصل مطلبه و يصلح به أمره

و قد ورد في الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن الله تعالي قد تكفل لطالب العلم برزقه خاصة عما ضمنه لغيره

بمعني أن غيره يحتاج إلي السعي علي الرزق حتي يحصل غالبا و طالب العلم لا يكلفه بذلك بل بالطلب و كفاه مئونة الرزق إن أحسن النية و أخلص العزيمة.

و عندي في ذلك من الوقائع و الدقائق ما لو جمعته بلغ ما يعلمه الله من حسن صنع الله تعالي بي و جميل معونته منذ اشتغلت بالعلم و هو مبادئ عشر الثلاثين و تسع مائة إلي يومي هذا و هو منتصف شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و تسع مائة و بالجملة فليس الخبر كالعيان.

و روي شيخنا المتقدم محمد بن يعقوب الكليني قدس الله روحه بإسناده إلي الحسين بن علوان قال كنا في مجلس نطلب فيه العلم و قد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال

لي بعض أصحابنا من تؤمل لما قد نزل بك فقلت فلانا فقال إذن و الله لا تسعف حاجتك و لا يبلغك أملك و لا تنجح طلبتك قلت و ما علمك رحمك الله قال إن أبا عبد الله ع حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أن الله تبارك و تعالي يقول و عزتي و جلالي و مجدي و ارتفاعي علي عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس و لأكسونه ثوب المذلة عند الناس و لأنحينه من قربي

ص: 161

و لأبعدنه من وصلي أ يؤمل غيري في الشدائد و الشدائد بيدي و يرجو غيري و يقرع بالفكر باب غيري و بيدي مفاتيح الأبواب و هي مغلقة و بابي مفتوح لمن دعاني فمن الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها و من الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي و ملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي و أمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني و بين عبادي فلم يثقوا بقولي أ لم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري إلا من بعد إذني فما لي أراه لاهيا عني أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته عنه فلم يسألني رده و سأل غيري أ فيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي أ بخيل أنا فيبخلني عبدي أ و ليس الجود و الكرم لي أ و ليس العفو و الرحمة بيدي أ و ليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني أ فلا يخشي المؤملون أن يؤملوا غيري فلو أن أهل سماواتي و أهل أرضي أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من

ملكي مثل عضو ذرة و كيف ينقص ملك أنا قيمه فيا بؤسا للقاطنين من رحمتي و يا بؤسا لمن عصاني و لم يراقبني و رواه الشيخ المبرور رحمة الله عليه بسند آخر عن سعيد بن عبد الرحمن و في آخره فقلت يا ابن رسول الله أمل علي فأملاه علي فقلت لا و الله ما أسأله حاجة بعدها

أقول ناهيك بهذا الكلام الجليل الساطع نوره من مطالع النبوة علي أفق الإمامة من الجانب القدسي حاثا علي التوكل علي الله تعالي و تفويض الأمر إليه و الاعتماد في جميع المهمات عليه فما عليه مزيد من جوامع الكلام في هذا المقام.

ص: 162

و هذا هو الأمر الثالث من الآداب.

[الامر] الرابع حسن الخلق

زيادة علي غيرهما من الناس و التواضع و تمام الرفق و بذل الوسع في تكميل النفس

روي معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اطلبوا العلم و تزينوا معه بالحلم و الوقار و تواضعوا لمن تعلمونه العلم و تواضعوا لمن طلبتم منه العلم و لا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم

و روي الحلبي في الصحيح عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أ لا أخبركم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله و لم يؤمنهم من عذاب الله و لم يرخص لهم في معاصي الله و لم يترك القرآن رغبة عنه في غيره ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر

و اعلم أن المتلبس بالعلم منظور إليه و متأسي بفعله و قوله و هيأته فإذا حسن سمته و صلحت أحواله و تواضعت نفسه و أخلص لله تعالي

عمله انتقلت أوصافه إلي غيره من الرعية و فشا الخير فيهم و انتظمت أحوالهم و متي لم يكن كذلك كان الناس دونه في المرتبة التي هو عليها فضلا عن مساواته فكان مع فساد نفسه منشأ لفساد النوع و خلله و ناهيك بذلك ذنبا و طردا عن الحق و بعدا و يا ليته إذا هلك انقطع عمله و بطل وزره بل هو باق ما بقي من تأسي به و استن بسنته.

و قد قال بعض العارفين إن عامة الناس أبدا دون المتلبس بالعلم

ص: 163

بمرتبة فإذا كان ورعا تقيا صالحا تلبست العامة بالمباحات و إذا اشتغل بالمباح تلبست العامة بالشبهات فإن دخل في الشبهات تعلق العامي بالحرام فإن تناول الحرام كفر العامي و كفي شاهدا علي صدق هذه العيان و عدول الوجدان فضلا عن نقل الأعيان.

[الامر] الخامس أن يكون عفيف النفس

عالي الهمة منقبضا عن الملوك و أهل الدنيا لا يدخل إليهم طمعا ما وجد إلي الفرار منهم سبيلا صيانة للعلم عما صانه السلف فمن فعل ذلك فقد عرض نفسه و خان أمانته و كثيرا ما يثمر عدم الوصول إلي البغية و إن وصل إلي بعضها لم يكن حاله كحال المتعفف المنقبض و شاهده مع النقل الوجدان.

قال بعض الفضلاء لبعض الأبدال ما بال كبراء زماننا و ملوكها لا يقبلون منا و لا يجدون للعلم مقدارا و قد كانوا في سالف الزمان بخلاف ذلك فقال إن علماء ذلك الزمان كان يأتيهم الملوك و الأكابر و أهل الدنيا فيبذلون لهم دنياهم و يلتمسون منهم علمهم فيبالغون في دفعهم و رد منتهم عنهم فصغرت الدنيا في أعين أهلها و عظم قدر العلم عندهم نظرا منهم إلي أن العلم لو لا جلالته و نفاسته ما آثره هؤلاء

الفضلاء علي الدنيا و لو لا حقارة الدنيا و انحطاطها لما تركوها رغبة عنها و لما أقبل علماء زماننا علي الملوك و أبناء الدنيا و بذلوا لهم علمهم التماسا لدنياهم عظمت الدنيا في أعينهم و صغر العلم لديهم لعين ما تقدم.

و قد سمعت جملة من الأخبار في ذلك سابقا

كقول النبي ص

ص: 164

الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول الله و ما دخولهم في الدنيا قال اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم علي دينكم

و غيره من الأحاديث.

و اعلم أن القدر المذموم من ذلك ليس هو مجرد اتباع السلطان كيف اتفق بل اتباعه ليكون توطئة له و وسيلة إلي ارتفاع الشأن و الترفع علي الأقران و عظم الجاه و المقدار و حب الدنيا و الرئاسة و نحو ذلك أما لو اتبعه ليجعله وصلة إلي إقامة نظام النوع و إعلاء كلمة الدين و ترويج الحق و قمع أهل البدع و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و نحو ذلك فهو من أفضل الأعمال فضلا عن كونه مرخصا و بهذا يجمع بين ما ورد من الذم و ما ورد أيضا من الترخيص في ذلك بل من فعل جماعة من الأعيان كعلي بن يقطين و عبد الله النجاشي و أبي القاسم بن روح أحد الأبواب الشريفة و محمد بن إسماعيل بن بزيع و نوح بن دراج و غيرهم من أصحاب الأئمة و من الفقهاء مثل السيدين الأجلين المرتضي و الرضي و أبيهما و الخواجة نصير الدين الطوسي و العلامة بحر العلوم جمال الدين بن المطهر و غيرهم.

و قد روي محمد بن إسماعيل بن بزيع و هو الثقة الصدوق عن الرضا ع أنه قال إن لله تعالي

بأبواب الظالمين من نور الله به البرهان و مكن له في البلاد ليدفع بهم عن أوليائه و يصلح الله به أمور المسلمين لأنه ملجأ المؤمنين من الضرر و إليه يفزع ذو الحاجة من شيعتنا بهم يؤمن الله روعة المؤمن في دار الظلمة أولئك المؤمنون حقا أولئك أمناء الله في أرضه أولئك نور الله تعالي في رعيتهم يوم القيامة

ص: 165

و يزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الزهرية لأهل الأرض أولئك من نورهم نور القيامة تضي ء منهم القيامة خلقوا و الله للجنة و خلقت الجنة لهم فهنيئا لهم ما علي أحدكم أن لو شاء لنال هذا كله قال قلت بما ذا جعلني الله فداك قال تكون معهم فتسرنا بإدخال السرور علي المؤمنين من شيعتنا فكن منهم يا محمد

و اعلم أن هذا ثواب كريم لكنه موضع الخطر الوخيم و الغرور العظيم فإن زهرة الدنيا و حب الرئاسة و الاستعلاء إذا نبتا في القلب غطيا عليه كثيرا من طرق الصواب و المقاصد الصحيحة الموجبة للثواب فلا بد من التيقظ في هذا الباب. السادس أن يحافظ علي القيام بشعائر الإسلام و ظواهر الأحكام كإقامة الصلوات في مساجد الجماعات محافظا علي شريف الأوقات و إفشاء السلام للخاص و العام مبتدئا و مجيبا و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الصبر علي الأذي بسبب ذلك صادعا بالحق باذلا نفسه لله لا يخاف لومة لائم متأسيا في ذلك بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم و غيره من الأنبياء متذكرا ما نزل بهم من المحن عند القيام بأوامر الله تعالي.

و لا يرضي من أفعاله الظاهرة و الباطنة بالجائز بل يأخذ نفسه بأحسنها و أكملها فإن العلماء هم القدوة و إليهم

المرجع و هم حجة الله تعالي علي العوام و قد يراقبهم للأخذ منهم من لا ينظرون إليه و يقتدي بهم من لا يعلمون به و إذا لم ينتفع العالم بعلمه فغيره أبعد عن الانتفاع به و لهذا عظمت زلة العالم لما يترتب

ص: 166

عليها من المفاسد.

و يتخلق بالمحاسن التي ورد بها الشرع و حث عليها و الخلال الحميدة و الشيم المرضية من السخاء و الجود و طلاقة الوجه من غير خروج عن الاعتدال و كظم الغيظ و كف الأذي و احتماله و الصبر و المروءة و التنزه عن دني الاكتساب و الإيثار و ترك الاستئثار و الإنصاف و ترك الاستنصاف و شكر المفضل و السعي في قضاء الحاجات و بذل الجاه و الشفاعات و التلطف بالفقراء و التحبب إلي الجيران و الأقرباء و الإحسان إلي ما ملكت الأيمان و مجانبة الإكثار من الضحك و المزاح و التزام الخوف و الحزن و الانكسار و الإطراق و الصمت بحيث يظهر أثر الخشية علي هيأته و سيرته و حركته و سكونه و نطقه و سكوته لا ينظر إليه ناظر إلا و كان نظره مذكرا لله تعالي و صورته دليلا علي علمه.

و ملازمة الآداب الشرعية القولية و الفعلية الظاهرة و الخفية كتلاوة القرآن متفكرا في معانيه ممتثلا لأوامره منزجرا عند زواجره واقفا عند وعده و وعيده قائما بوظائفه و حدوده و ذكر الله تعالي بالقلب و اللسان و كذلك ما ورد من الدعوات و الأذكار في آناء الليل و النهار و نوافل العبادات من الصلاة و الصيام و حج البيت الحرام و لا يقتصر من العبادات علي مجرد العلم فيقسو قلبه و يظلم نوره كما تقدم التنبيه عليه.

و زيادة التنظيف

بإزالة الأوساخ و قص الأظفار و إزالة الشعور المطلوب زوالها و اجتناب الروائح الكريهة و تسريح اللحية مجتهدا في الاقتداء بالسنة الشريفة و الأخلاق الحميدة المنيفة.

ص: 167

و يطهر نفسه من مساوئ الأخلاق و ذميم الأوصاف من الحسد و الرياء و العجب و احتقار الناس و إن كانوا دونه بدرجات و الغل و البغي و الغضب لغير الله و الغش و البخل و الخبث و البطر و الطمع و الفخر و الخيلاء و التنافس في الدنيا و المباهاة بها و المداهنة و التزين للناس و حب المدح بما لم يفعل و العمي عن عيوب النفس و الاشتغال عنها بعيوب الناس و الحمية و العصبية لغير الله و الرغبة و الرهبة لغيره و الغيبة و النميمة و البهتان و الكذب و الفحش في القول.

و لهذه الأوصاف تفصيل و أدوية و ترغيب و ترهيب محرر في مواضع تخصه و الغرض من ذكرها هنا تنبيه العالم و المتعلم عن أصولها ليتنبه لها ارتكابا و اجتنابا علي الجملة و هي و إن اشتركت بين الجميع إلا أنها بهما أولي فلذلك جعلناها من وظائفهما لأن العلم كما قال بعض الأكابر عبادة القلب و عمارته و صلاة السر و كما لا تصح الصلاة التي هي وظيفة الجوارح إلا بعد تطهيرها من الأحداث و الأخباث فكذلك لا تصح عبادة الباطن إلا بعد تطهيره من خبائث الأخلاق.

و نور العلم لا يقذفه الله تعالي في القلب المنجس بالكدورات النفسية و الأخلاق الذميمة

كما قال الصادق ع ليس العلم بكثرة التعلم و إنما هو نور يقذفه الله تعالي في قلب من يريد الله أن يهديه

و نحوه قال ابن مسعود ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يقذف

في القلب

و بهذا يعلم أن العلم ليس هو مجرد استحضار المعلومات الخاصة و إن كانت هي العلم في العرف العامي و إنما هو النور المذكور الناشئ من ذلك العلم

ص: 168

الموجب للبصيرة و الخشية لله تعالي كما تقدم تقريره. فهذه جملة الوظائف المشتركة بينهما و أكثرها راجع إلي استعمال العلم إلا أنا أفردناها عنه اهتماما بشأنها و تنبيها علي أصول الفضائل

ص: 169

القسم الثاني آدابهما في درسهما و اشتغالهما
[1-] أن لا يزال كل منهما مجتهدا في الاشتغال

قراءة و مطالعة و تعليقا و مباحثة و مذاكرة و فكرا و حفظا و إقراء «1» و غيرها و أن تكون ملازمة الاشتغال بالعلم هي مطلوبه و رأس ماله فلا يشتغل بغيره من الأمور الدنيوية مع الإمكان و بدونه يقتصر منه علي قدر الضرورة و ليكن بعد قضاء وظيفته من العلم بحسب أوراده و من هنا قيل أعط العلم كلك يعطك بعضه «2».

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ تَذَاكُرُ الْعِلْمِ بَيْنَ عِبَادِي مِمَّا تَحْيَا عَلَيْهِ الْقُلُوبُ الْمَيْتَةُ إِذَا هُمُ انْتَهَوْا فِيهِ إِلَي أَمْرِي «3»

وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا الْعِلْمَ فَقِيلَ وَ مَا إِحْيَاؤُهُ قَالَ أَنْ يُذَاكِرَ بِهِ أَهْلَ الدِّينِ وَ الْوَرَعِ «4»

وَ عَنْهُ ع تَذَاكُرُ الْعِلْمِ دِرَاسَةٌ وَ الدِّرَاسَةُ صَلَاةٌ حَسَنَةٌ «5».

*****

(1) - «إذا قرأ الرجل القرآن و الحديث علي الشيخ، يقول: أقرأني فلان، أي حملني علي أن أقرأ عليه» («لسان العرب» ج 1/ 130، «قرأ»).

(2) - في «محاضرات الأدباء» ج 1/ 50: «قال الخليل: العلم لا يعطيك بعضه حتّي تعطيه كلّك» ؛ و مثله في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 44؛ و «ميزان العمل» / 116، و نسبه إلي القيل.

(3) - «الكافي» ج 1/ 40- 41، كتاب فضل العلم،

باب سؤال العالم و تذاكره، الحديث 7.

(4) - «الكافي» ج 1/ 41، كتاب فضل العلم، باب سؤال العالم و تذاكره، الحديث 7.

(5) - «الكافي» ج 1/ 41، كتاب فضل العلم، باب سؤال العالم و تذاكره، الحديث 9.

[2-] أن لا يسأل أحدا تعنتا و تعجيزا

بل سؤال متعلم لله أو معلم له منبه علي الخير قاصد للإرشاد أو الاسترشاد فهناك تظهر زبدة التعليم و التعلم و تثمر شجرته فأما إذا قصد مجرد المراء و الجدل و أحب ظهور الفلج و الغلبة فإن ذلك يثمر في النفس ملكة رديئة و سجية خبيثة و مع ذلك يستوجب المقت من الله تعالي و فيه مع ذلك عدة معاصي كإيذاء المخاطب و تجهيل له و طعن فيه و ثناء علي النفس و تزكية لها و هذه كلها ذنوب مؤكدة و عيوب منهي عنها في محالها من السنة المطهرة و هو مع ذلك مشوش للعيش فإنك لا تماري سفيها إلا و يؤذيك و لا حليما إلا و يقليك. و قد أكد الله سبحانه علي لسان نبيه و أئمته ع تحريم المراء

قَالَ النَّبِيُّ ص لَا تُمَارِ أَخَاكَ وَ لَا تُمَازِحْهُ وَ لَا تَعِدْهُ مَوْعِداً فَتُخْلِفَهُ «1»

وَ قَالَ ص ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّهُ لَا تُفْهَمُ حِكْمَتُهُ وَ لَا تُؤْمَنُ فِتْنَتُهُ «2»

وَ قَالَ ص مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي أَعْلَي الْجَنَّةِ وَ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ مُبْطِلٌ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ «3»

وَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ أَوَّلَ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي وَ نَهَانِي عَنْهُ بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَ شُرْبِ الْخَمْرِ مُلَاحَاةُ الرِّجَالِ «4»

منية المريد، ص: 171

وَ قَالَ ص مَا ضَلَّ قَوْمٌ [بَعْدَ أَنْ هَدَاهُمُ اللَّهُ «5»

إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ «6»

وَ قَالَ ص لَا يَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّي يَدَعَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً «7»

وَ قَالَ الصَّادِقُ ع الْمِرَاءُ دَاءٌ دَوِيٌّ وَ لَيْسَ فِي الْإِنْسَانِ خَصْلَةٌ شَرٌّ مِنْهُ وَ هُوَ خُلُقُ إِبْلِيسَ وَ نِسْبَتُهُ فَلَا يُمَارِي فِي أَيِّ حَالٍ كَانَ إِلَّا مَنْ كَانَ جَاهِلًا بِنَفْسِهِ وَ بِغَيْرِهِ مَحْرُوماً مِنْ حَقَائِقِ الدِّينِ «8» وَ رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع اجْلِسْ حَتَّي نَتَنَاظَرَ فِي الدِّينِ فَقَالَ يَا هَذَا أَنَا بَصِيرٌ بِدِينِي مَكْشُوفٌ عَلَيَّ هُدَايَ فَإِنْ كُنْتَ جَاهِلًا بِدِينِكَ فَاذْهَبْ فَاطْلُبْهُ مَا لِي وَ لِلْمُمَارَاةِ وَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيُوَسْوِسُ لِلرَّجُلِ وَ يُنَاجِيهِ وَ يَقُولُ نَاظِرِ النَّاسَ لِئَلَّا يَظُنُّوا بِكَ الْعَجْزَ وَ الْجَهْلَ ثُمَّ الْمِرَاءُ لَا يَخْلُو مِنْ أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ إِمَّا أَنْ تَتَمَارَي أَنْتَ وَ صَاحِبُكَ فِيمَا تَعْلَمَانِ فَقَدْ تَرَكْتُمَا بِذَلِكَ النَّصِيحَةَ وَ طَلَبْتُمَا الْفَضِيحَةَ وَ أَضَعْتُمَا ذَلِكَ الْعِلْمَ أَوْ تَجْهَلَانِهِ فَأَظْهَرْتُمَا جَهْلًا وَ خَاصَمْتُمَا جَهْلًا وَ إِمَّا تَعْلَمُهُ أَنْتَ فَظَلَمْتَ صَاحِبَكَ بِطَلَبِ عَثْرَتِهِ أَوْ يَعْلَمُهُ صَاحِبُكَ فَتَرَكْتَ حُرْمَتَهُ وَ لَمْ تُنَزِّلْهُ مَنْزِلَتَهُ وَ هَذَا كُلُّهُ مُحَالٌ فَمَنْ أَنْصَفَ وَ قَبِلَ الْحَقَّ وَ تَرَكَ الْمُمَارَاةَ فَقَدْ أَوْثَقَ إِيمَانَه

منية المريد، ص: 172

وَ أَحْسَنَ صُحْبَةَ دِينِهِ وَ صَانَ عَقْلَهُ «9»

. هذا كله «10» من كلام الصادق ع. و اعلم «11» أن حقيقة المراء الاعتراض علي كلام الغير بإظه ار خلل فيه لفظا أو معني أو قصدا لغير غرض ديني أمر الله به و ترك المراء يحصل بترك الإنكار و الاعتراض بكل كلام يسمعه فإن كان حقا وجب التصديق به بالقلب و إظهار صدقه حيث يطلب منه و إن كان باطلا و لم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه ما لم

يتمحض النهي عن المنكر بشروطه. و الطعن في كلام الغير إما في لفظه بإظهار خلل فيه من جهة النحو أو اللغة أو جهة النظم و الترتيب بسبب قصور المعرفة أو طغيان اللسان و إما في المعني بأن يقول ليس كما تقول و قد أخطأت فيه لكذا و كذا و إما في قصده مثل أن يقول هذا الكلام حق و لكن ليس قصدك منه الحق و ما يجري مجراه. و علامة فساد مقصد المتكلم تتحقق بكراهة ظهور الحق علي غير يده ليتبين فضله و معرفته للمسألة و الباعث عليه الترفع بإظهار الفضل و التهجم علي الغير بإظهار نقصه و هما شهوتان رديئتان للنفس أما إظهار الفضل فهو تزكية للنفس و هو من مقتضي ما في العبد من طغيان دعوي العلو و الكبرياء و قد نهي الله تعالي عنه في محكم كتابه فقال سبحانه فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ «12» و أما تنقيص الآخر فهو مقتضي طبع السبعية فإنه يقتضي أن يمزق غيره و يصدمه و يؤذيه و هي مهلكة. و المراء و الجدال مقويان لهذه الصفات المهلكة و لا تنفك المماراة عن الإيذاء و تهييج الغضب و حمل المعترض علي أن يعود فينصر كلامه بما يمكنه من حق أو

منية المريد، ص: 173

باطل و يقدح في قائله بكل ما يتصور فيثور التشاجر بين المتماريين كما يثور التهارش بين الكلبين يقصد كل منهما أن يعض صاحبه إنما هو أعظم نكاية و أقوي في إفحامه و إنكائه. و علاج ذلك أن يكسر الكبر الباعث له علي إظهار فضله و السبعية الباعثة له علي تنقيص غيره بالأدوية النافعة في علاج الكبر و الغضب من كتابنا المتقدم ذكره في أسرار معالم الدين «13»

أو غيره من الكتب المؤلفة في ذلك. و لا ينبغي أن يخدعك الشيطان و يقول لك أظهر الحق و لا تداهن فيه فإنه أبدا يستجر الحمقي إلي الشر في معرض الخير فلا تكن ضحكة الشيطان يسخر بك فإظهار الحق حسن مع من يقبل منه إذا وقع علي وجه الإخلاص و ذلك من طريق النصيحة بالتي هي أحسن لا بطريق المماراة. و للنصيحة صفة و هيئة و يحتاج فيها إلي التلطف و إلا صارت فضيحة فكان فسادها أعظم من صلاحها. و من خالط متفقهة هذا الزمان و المتسمين بالعلم غلب علي طبعه المراء و الجدال و عسر عليه الصمت إذا ألقي عليه قرناء السوء أن ذلك هو الفضل ففر منهم فرارك من الأسد.

*****

(1) - «إحياء علوم الدين» ج 2/ 159، ج 3/ 100؛ «سنن الترمذي» ج 4/ 359، كتاب البرّ و الصلة (28) ، الباب 58، الحديث 1995؛ «عوالي اللآلي» ج 1/ 190؛ «الأذكار» / 290.

(2) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 100.

(3) - «إحياء علوم الدين» ج 2/ 158، ج 3/ 100.

(4) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 100؛ و نظيره في «أمالي الصدوق» / 339؛ و «بحار الأنوار» ج 2/ 127، الحديث 4،-

- نقلا عنه، عن أبي عبد اللّه عن رسول اللّه، سلام اللّه عليهما.

(5) - زيادة من المصدر، أعني «إحياء علوم الدين» ج 1/ 37.

(6) - «إحياء علوم الدين» ج 1/ 37، ج 3/ 100؛ «مسند أحمد» ج 5/ 252؛ «سنن الترمذي» ج 5/ 379، كتاب تفسير القرآن (48) ، الباب 45، الحديث 3253؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 19، المقدّمة، الباب 7، الحديث 48؛ «الفقيه و المتفقه» ج 1/ 230- 231؛ و

في هذه المصادر الأربعة: «ما ضلّ قوم بعد هدي كانوا عليه …» ؛ و في «إحياء علوم الدين»: «… بعد أن هداهم اللّه …».

(7) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 100.

(8) - «مصباح الشريعة» / 199؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 134، الحديث 31، نقلا عنه.

(9) - «مصباح الشريعة» / 199- 201؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 135، الحديث 32، نقلا عنه.

(10) - أي من قوله «قال الصادق عليه السّلام» إلي هنا؛ و كلّه في «مصباح الشريعة» / 199- 201، و قال العلامة الطباطبائي رحمه اللّه تعالي في تعاليقه علي «بحار الأنوار» ج 2/ 135: «ثمّ المراء … إلي آخر ما نقل، ليس من الرواية كما هو ظاهر». أقول: و لكنّه موجود في «مصباح الشريعة» كما عرفت.

(11) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 3/ 101- 102.

(12) - سورة النجم (53): 32.

(13) - يعني كتاب «منار القاصدين في أسرار معالم الدين» الذي تقدّم ذكره في أوّل الكتاب، و لم نقف علي نسخة له حتّي اليوم.

3 عدم الاستنكاف من التعلم مّمن هو دونه

أن لا يستنكف من التعلم و الاستفادة ممن هو دونه

في منصب أو سن أو شهرة أو دين أو في علم آخر بل يستفيد ممن يمكن الاستفادة منه و لا يمنعه ارتفاع منصبه و شهرته من استفادة ما لا يعرفه فتخسر صفقته و يقل علمه و يستحق المقت من الله تعالي

وَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ ص الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا «1».

منية المريد، ص: 174

وَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ لَا يَزَالُ الرَّجُلُ عَالِماً مَا تَعَلَّمَ فَإِذَا تَرَكَ التَّعَلُّمَ وَ ظَنَّ أَنَّهُ قَدِ اسْتَغْنَي وَ اكْتَفَي بِمَا عِنْدَهُ فَهُوَ أَجْهَلُ مَا يَكُونُ «2».

و أنشد بعضهم في ذلك

و ليس

العمي طول السؤال و إنما

تمام العمي طول السكوت علي الجهل «3»

و من هذا الباب أن يترك السؤال استحياء و من هنا قيل من استحي من المسألة لم يستحي الجهل منه «4». و قيل أيضا من رق وجهه رق علمه «5».

منية المريد، ص: 175

و قيل أيضا لا يتعلم العلم مستحي و لا مستكبر «6».

وَ رَوَي زُرَارَةُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ بُرَيْدٌ الْعِجْلِيُّ قَالُوا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ «7»

وَ عَنْهُ ع إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ وَ مِفْتَاحُهُ الْمَسْأَلَةُ «8».

الرابع و هو من أهمها

***** [هامش]

(1) - «سنن الترمذي» ج 5/ 51، كتاب العلم (42) ، الباب 19، الحديث 2687؛ «سنن ابن ماجة» ج 2/ 1395، كتاب الزهد (37) ، باب الحكمة (15) ، الحديث 4169، و فيهما: «الكلمة الحكمة» بدل «الحكمة» ؛ و «بحار الأنوار» ج 2/ 99، الحديث 58، نقلا عن «أمالي الطوسيّ» و فيه: «كلمة الحكمة» ؛ و انظر أيضا «أمالي- - الطوسيّ» ج 2/ 238.

(2) - «تذكرة السامع» / 28، 135؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 49؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 160 و فيه: «كان أجهل» بدل «فهو أجهل». و انظر «عيون الأخبار» ج 2/ 118.

(3) - في «أمالي المرتضي» ج 2/ 140:

«… قال حدّثنا ابن أخي الأصمعي عن عمّه قال: لقيت أعرابيا بالبادية فاسترشدته إلي مكان فأرشدني و أنشدني:

ليس العمي طول السؤال و إنّما

تمام العمي طول السكوت علي الجهل» ؛

و في «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 107: «كان الأصمعي ينشد:

«شفاء العمي طول السؤال و إنّما

تمام العمي طول السكوت علي الجهل» ؛

و في «المحدّث الفاصل» / 362: «أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي.

تمام العمي طول

السكوت و إنّما

شفاء العمي يوما سؤالك من يدري» ؛

و في «المحدّث الفاصل» / 362: «أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي.

تمام العمي طول السكوت و إنّما

شفاء العمي يوما سؤالك من يدري» ؛

و في «أدب الدنيا و الدين» / 66: «قال بشار بن برد:

شفاء العمي طول السؤال و إنّما

دوام العمي طول السكوت علي الجهل

فكن سائلا عمّا عناك فإنّما

دعيت أخا عقل لتبحث بالعقل» ؛

و في «تذكرة السامع» / 157: «و لبعض العرب:

و ليس العمي طول السؤال و إنّما

تمام العمي طول السكوت علي الجهل» ؛

و في «كفاية الأثر» / 252- 253؛ و «بحار الأنوار» ج 36/ 359، الحديث 228- نقلا عنه-: «عن الباقر عليه السلام:

ألا إنّ مفتاح العلم السؤال، و أنشأ يقول:

شفاء العمي طول السؤال و إنّما

تمام العمي طول السكوت علي الجهل».

(4) - لم أقف علي قائله.

(5) - قاله عمر بن الخطّاب و ابنه، كما في «مقدّمة ابن الصلاح» / 371؛ و «فتح الباقي» 2/ 229؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 49؛ أو ابنه كما في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 144؛ و «تذكرة السامع» / 157؛ و «تدريب الراوي» ج 2/ 147. و في «سنن الدارميّ» ج 1/ 137 نسبه إلي الشعبي و عمر؛ و في «مفتاح دار السعادة» ج 1/ 177، نسبه إلي الحسن [البصري ؛ و في «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 125: «قالوا: من رقّ وجهه رقّ علمه» ؛ و نقله الميداني في «مجمع الأمثال» ج 2/ 328، في حرف الميم من كلام «المولّدين». هذه مصادره من كتب العامّة، و لكنّه روي في «الكافي» ج 2/ 87، كتاب الإيمان و الكفر، باب الحياء، الحديث 3، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(6) - قاله

مجاهد، كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 49؛ «صحيح البخاريّ» ج 2/ 158، كتاب العلم؛ «مقدّمة ابن الصلاح» / 377؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 144؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 147؛ «فتح الباقي» ج 2/ 229؛ «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 229؛ «سنن الدارميّ» ج 1/ 138؛ «تذكرة السامع» / 157. و في «مفتاح دار السعادة» ج 1/ 177، نسبه إلي بعض العلماء.

(7) - «الكافي» ج 1/ 40، كتاب فضل العلم، باب سؤال العالم و تذاكره، الحديث 2.

(8) - «الكافي» ج 1/ 40، كتاب فضل العلم، باب السؤال العالم و تذاكره، الحديث 3.

4 الانقياد للحقّ بالرجوع عند الهفوة

و لو ظهر علي يد من هو أصغر منه «1» فإنه مع وجوبه من بركة العلم و الإصرار علي تركه كبر مذموم عند الله تعالي موجب للطرد و البعد

قَالَ النَّبِيُّ ص لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ هَلَكْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ نَعْلُهُ حَسَناً وَ ثَوْبُهُ حَسَناً. فَقَالَ النَّبِيُّ ص لَيْسَ هَذَا الْكِبْرَ إِنَّمَا الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَ غَمْصُ النَّاسِ «2».

منية المريد، ص: 176

و المراد ببطر الحق رده علي قائله و عدم الاعتراف به بعد ظهوره و ذلك أعم من ظهوره علي يدي الصغير و الكبير و الجليل و الحقير و كفي بهذا زجرا و ردعا.

*****[هامش]

(1) - قال المحدّث الجزائريّ في «الأنوار النعمانية» ج 3/ 345؛ «و قد كان لي شيخ جليل قرأت عليه كثيرا من العربية و الأصول، فما وجدت أحدا أنصف منه، و ذلك أنّه ربّما أشكلت المسألة علينا وقت الدرس، فإذا طالعتها أنا و كنت أصغر الشركاء سنّا قال لي ذلك الشيخ: هذا الحقّ و غلطت أنا و

جميع هولاء، فيغلّط نفسه و الطلبة لأجل معرفته بصحّة كلامي، ثمّ يقول لي: أمل عليّ ما خطر بخاطرك، حتّي أعلّقه حاشية علي كتابي، فأملي أنا عليه و هو يكتبه حاشية و هو وقت تأليف هذا الكتاب في بلاد حيدرآباد من بلاد الهند و اسمه الشيخ جعفر البحريني، مدّ اللّه أيّام سعادته.».

(2) - «صحيح مسلم» ج 1/ 93، كتاب الإيمان، الباب 39- و فيه: «غمط الناس» بدل «غمص الناس» -؛ «عوالي اللآلي» ج 1/ 436- 437. و ورد مثل العبارة الأخيرة، في «الكافي» ج 2/ 310، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكبر، الحديث 9، عن أبي عبد اللّه عن رسول اللّه صلّي اللّه عليهما. و انظر أيضا «مجمع الزوائد» ج 1/ 98، ج 5/ 133.

5. تأمُّلُ ما يريدُ أن يورده أو يسألَ عنه قبلَ إبرازه

الخامس: أن يَتَأمَّلَ و يُهَذِّبَ ما يُريدُ أنْ يُورِدَه أو يَسألَ عنه قبلَ إبرازه و التَفَوُّهِ بِهِ؛ لِيَأْمَنَ مِنْ صدورِ هَفْوَة أو زَلَّة أو وَهم أو انعكاسِ فهم، فيَصيرُ له بذلك مَلَكةٌ صالحةٌ، و خلاف ذلك إذا اعْتادَ الإسراعَ في السؤال و الجواب فيَكْثُرُ سَقْطُه و يَعْظُمُ نَقْصُه و يظهَرُ خطاؤه، فيُعْرَفُ بذلك، سيّما إذا كان هناك مِنْ قُرَناء السُوء مَنْ يَخْشي أنْ يُصَيِّرَ ذلك عليه وَصْمَةً، وَ يَجْعَلَه له عند نُظَرائِهِ و حَسَدَتِهِ وَسْمَةً.

6. عدم حضور مجلس الدرس إلاّ مُتَطَهّراً من الحدَدَث و الخَبَث

السادس (1): أنْ لا يَحْضُرَ مجلسَ الدرسِ إلاّ مُتَطَهِّراً مِن الحَدَثِ و الخَبَثِ، مُتَنَظِّفاً مُتَطَيِّباً في بدنه و ثوبه، لابِساً أحْسنَ ثيابِه، قاصِداً بذلك تعظيمَ العلمِ و ترويحَ الحاضرينَ مِن الجلساءِ و الملائكةِ، سيَّما إنْ كان في مسجد.

وجميعُ ما ورد مِن الترغيب في ذلك لمطلق الناس، (2) فهو في حقِّ العالمِ و المتعلِّمِ آكَدُ.

*****[هامش]

(1) - راجع «أدب الإملاء و الاستملاء» / 27، 46؛ «الخلاصة في أصول الحديث» / 144؛ «المحدّث الفاصل» / 585.

(2) - انظر بعض ما ورد في ذلك في «الكافي» ج 3/ 22- 23، كتاب الطهارة، باب السواك، و ج 3/ 70- 72، كتاب الطهارة، باب النوادر، الحديث 5- 10، و ج 6/ 438- 534، كتاب الزيّ و التجمّل و المروءة؛ و «بحار الأنوار» ج 80/ 237- 238، كتاب الطهارة، باب علل الوضوء، الحديث 11 و 12، و ج 83/ 384، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد و آدابها و احكامها، الحديث 59.

النوع الثاني: آداب يَخْتَصُّ بها المعلّم

اشارة

اِعلم أنّ التعليمَ هو الأصل الذي به قِوام الدين، و به يُؤْمَنُ انمحاق العلم؛ فهو مِن أهمِّ العبادات وآكَدِ فروضِ الكفايات، قال الله تعالي:

(وَإذْ أخَذَ الله مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ). (1)

و (إنّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدي مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ). (2)

و من مشاهير الأخْبار قوله (عليه السلام):

«لِيُبَلِّغ الشّاهِدُ مِنْكُمُ الْغائِبَ.» (3)

و الأخبار بمعناه كثيرة.

وآدابه تنقسم ثلاثة أقسام: آدابه في نفسه، و آدابه مع طَلَبَتِهِ، و آدابه في مجلس درسه.

*****[هامش]

1. آل عمران (3): 187.

2. البقرة (2): 159.

3. الكافي، ج 1، ص 187، باب فرض طاعة الأئمّة، ح 10.

القسمُ الأوّلُ: آدابه في نفسه مضافةً إلي ما تقدَّم
اشارة

وهي أُمور:

1. أنْ لا يَنْتَصِبَ للتدريس حتّي تَكْمُلَ أهليَّتُه، و يَظْهَرَ استحقاقُه لذلك علي صَفَحاتِ

و يظهر استحقاقه لذلك علي صفحات وجهه و نَفَحات لسانه، و تَشْهَدَ له به صُلَحاءُ مشايخه،

ففي الخبر المشهور: «الْمُتَشَبِّعُ بِما لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُور.» (1)

و قال بعض الفضلاء من تصدر قبل أوانه فقد تصدي لهوانه «2». و قال آخر من طلب الرئاسة في غير حينه لم يزل في ذل ما بقي «3» و أنشد بعضهم

لا تَطْمَحَنَّ إلي الْمَراتِبِ قَبْلَ أنْ ت

َتَكامَلَ اْلأدَواتُ وَ اْلأسْبابُ

إنَّ الِّثمارَ تَمرُّ قَبْلَ بُلُوغِها

طَعْماً، وَ هُنَّ إذا بَلَغْنَ عِذاب «4»

*****[هامش]

(1) - «سنن أبي داود» ج 4/ 300، كتاب الأدب، الحديث 4997؛ «النهاية» ج 2/ 441، و فيه: «بما لا يملك» بدل «بما لم يعط». و انظر شرح الحديث في «لسان العرب» ج 1/ 246- 247، «ثوب» ؛ و «مجمع الأمثال» ج 2/ 150 و يأتي هذا الحديث و بعض الكلام حوله في ص 217.

(2) - قاله أبو بكر الشبلي الزاهد كما في «تذكرة السامع» / 45؛ و نسب في «طبقات الصوفية» / 584 إلي الخواجة سهل بن محمّد الصعلوكي المتوفي في سنة 404 ه. انظر ترجمته و مصادر ترجمته في «طبقات الصوفية» / 584- 587؛ و «وفيات الأعيان» ج 2/ 435- 436؛ و «الأعلام» ج 3/ 143؛ و «معجم المؤلّفين» ج 4/ 284- 285.

(3) - قاله أبو حنيفة كما في «تذكرة السامع» / 45.

(4) - لم أقف علي ناظمه.

2. صيانةُ العلم و تركُ إذلاله و بذله لغير أهله

الثاني: أنْ لا يُذِلَّ العلمَ فَيَبْذُلَه لغير أهله و يَذْهَبَ به إلي مكان يُنْسَبُ إلي مَنْ يتعلَّمُه منه و إنْ كان المتعلِّمُ كبيرَ القدر؛ بل يصون العلمَ عن ذلك كما صانَه السلفُ، و أخبارُهم في ذلك كثيرة مشهورة مع الخلفاء و غيرهم. «1» قال الزهري هوان العلم أن يحمله العالم

إلي بيت المتعلم «2».

اللهمّ إلاّ أنْ تَدْعُوَ إليه ضرورةٌ، و تَقْتَضِيه مَصْلَحةٌ دينيَّةٌ راجحة علي مفسدة ابتذاله، و يُحْسِنَ فيه نيّةً صالحةً، فلا باس.

وما أحْسَنَ ما أنشده القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد العزيز الجرجاني لنفسه!:

يَقُولونَ لي فِيكَ انْقِباضٌ و إنّما

رَأَوْا رَجُلاً عَنْ مَوْضِعِ الذُّلِّ أحْجَما

أري الناس من داناهم هان عندهم

و من أكرمته عزة النفس أكرما

و ما كل برق لاح لي يستفزني

و لا كل من لاقيت أرضاه منعما

و إني إذا ما فاتني الأمر لم أبت

أقلب كفي نحوه متندما

وَ لَمْ أقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كانَ كُلَّما

بَدا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِيَ سُلَّما

إذا قيل هذا منهل قلت قد أري

و لكن نفس الحر تحتمل الظمأ

و لم أبتذل في خدمة العلم مهجتي

لأخدم من لاقيت لكن لأخدما

أ أسقي به عزا و أسقيه ذلة «4»

إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما

و لو أن أهل العلم صانوه صانهم

و لو عظموه في النفوس لعظما

و لكن أذلوه فهان و دنسوا

محياه بالأطماع حتي تجهما «5».

إذا قِيلَ: هذا مَنْهَلٌ قلتُ: قَدْ أَري وَ لكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَما وَ لَوْ أَنَّ أهْلَ الْعِلْمِ صانُوهُ صانَهُمْ وَ لَوْ عَظَّمُوهُ في النُّفُوسِ لَعُظِّما وَ لكِنْ أذَلُّوهُ فَهانَ وَ دَنَّسُوا مُحَيَّاهُ بِالأَطْماعِ حَتَّي تَجَهَّما الله عزّ و جلَّ: (إنّما يَخْشَي اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ). (4)

*****[هامش]

«مَنْ صَدَّقَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ، و من لَمْ يُصَدِّقْ قَولَه

1. سنن أبي داود، ج 4، ص 300، كتاب الأدب، ح 4997 ؛ النهاية، ج 2، ص 441، قال ابن الأثير في توضيح الحديث: «أي المتكثِّر بأكثر ممّا عنده يتَجَمَّلُ بذلك، كالّذي يُري أنّه شبْعان، و ليس كذلك، و من فَعَلَه فإنّما يسخر من نفسه.

وهو من أفعال ذوي الزّور، بل هو في نفسه زُورٌ، أي كذب».

(2) أدب الدنيا و الدين،

ص 92.

3. البقرة (2): 44.

4. فاطر (35): 28.

3. العملُ بعلمه زيادة علي ما تَقدَّم في الأمر المشترك

زيادة علي ما تقدم في الأمر المشترك قال الله تعالي أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ الآية «1».

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ «2» مَنْ صَدَّقَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ وَ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْ قَوْلَه فِعْلُهُ فَلَيْسَ بِعالِم» (3) و عنه (عليه السلام):

وَ عَنْهُ ع الْعِلْمُ مَقْرُونٌ إِلَي الْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ وَ مَنْ عَمِلَ عَلِمَ وَ الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَ إِلَّا ارْتَحَلَ «4»

وَ عَنْهُ ع إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ كَمَا يَزِلُّ الْمَطَرُ عَنِ الصَّفَا «5»

وَ قَالَ عَلِيٌّ ع قَصَمَ ظَهْرِي عَالِمٌ مُتَهَتِّكٌ وَ جَاهِلٌ مُتَنَسِّكٌ فَالْجَاهِلُ يَغُشُّ النَّاسَ بِتَنَسُّكِهِ وَ الْعَالِمُ يُنَفِّرُهُمْ بِتَهَتُّكِهِ «6»

منية المريد، ص: 182

وقد أنَشَدَ ذلك بَعْضُهم «6» فقال:

فَساد كَبِيرٌ عالِمٌ مُتَهَتِّكُ

وَ أكْبَرُ مِنْهُ جاهِلٌ مُتَنَسِّكُ

هُما فِتْنَةٌ لِلْعالَمِينَ عَظِيمَة

لِمَنْ بِهِما في دِينِهِ يَتَمَسَّكُ

*****[هامش]

(1) - سورة البقرة (2): 44.

(2) - سورة فاطر (35): 28.

(3) - «الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب صفة العلماء، الحديث 2، و فيه: «من لم يصدّق فعله قوله».

(4) - «الكافي» ج 1/ 44، كتاب فضل العلم، باب صفة العلماء، الحديث 2. و مثله في «غرر الحكم» ج 2/ 87، الحديث 1944.

(5) - «الكافي» ج 1/ 44، كتاب فضل العلم، باب استعمال العلم، الحديث 3.

(6) - «إحياء علوم الدين» ج 1/ 52؛ «ميزان العمل» / 136، و فيهما: «يغرّ» في الموضعين، بدل «يغشّ» و «ينفّر» ؛ و في «بحار الأنوار» - نقلا عن «منية المريد» -: «يغرّهم» بدل «ينفّرهم» ؛ و في «الذريعة إلي مكارم الشريعة» / 125، كما في

المتن، إلّا أنّ فيه: «يغرّ» بدل «يغشّ» ؛ و في «الأنوار النعمانية» ج 3/ 347- نقلا عن «منية المريد» - كما في المتن. و في «عوالي اللآلي» ج 4/ 71، مثله بالمعني عن الصادق عليه السّلام، و فيه:

«يصدّ النّاس» في الموضعين؛ و أيضا مثله بنحو أبسط في «الخصال» ج 1/ 80، باب الاثنين، الحديث 103.

و في «غرر الحكم» ج 6/ 98، الحديث 9665: «ما قصم ظهري إلّا رجلان: عالم متهتّك و جاهل متنسّك؛ هذا ينفّر عن حقّه بهتكه، و هذا يدعو إلي باطله بنسكه» ؛ و في «علم القلوب» / 149: «قال علي رضي اللّه عنه:

ما قطع ظهري في الإسلام إلّا رجلان: مبتدع ناسك و عالم فاجر؛ فالعالم الفاجر يزهد النّاس في علمه لما يرون من فجوره، و المبتدع الناسك يرغب النّاس في بدعته لما يرون من نسكه، و عمل قليل في السنة خير من عمل كثير في البدعة».

(6) - قال في «تعليم المتعلّم» / 5: «و أنشدني … برهان الدين صاحب «الهداية» لبعضهم: فساد كبير … البيتين».

4. حسن الخلق و التواضع زيادة علي الأمر المشترك

زيادة حسن الخلق فيه و التواضع علي «21» الأمر المشترك و تمام الرفق و بذل الوسع في تكميل النفس؛ فإنّ العالِمَ الصالحَ في هذا الزمان بمنزلة نبيٍّ من الأنبياء، كما قال النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم): «عُلَماءُ أُمَّتي كَأنْبِياءِ بَنِي إسْرائِيلَ.» (2)

بل هم في هذا الزمان أعظمُ؛ لأنّ أنبياءَ بني إسرائيلَ كان يجتمع منهم في العصر الواحد أُلُوفٌ و الآن لا يُوجَدُ مِن العلماء إلاّ الواحدُ بعدَ الواحد، و متي كان كذلك؟ فَلْيَعْلَمْ أنّه قد عَلَّقَ في عنقه أمانةً عظيمةً، و حَمَلَ أعباءً مِن الدّين ثقيلةً، فَلْيَجْتَهِدْ في الدّين جُهْدَه، و لْيَبْذُلْ في التعليم

جِدَّه، عسي أنْ يكون من الفائزين.

منية المريد، ص: 183

وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ إِنَّ لِلْعَالِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ الصَّمْتَ وَ لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَ يَظْلِمُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ «3»

و عن محمّدِ بنِ سِنانٍ رَفَعَهُ «4»

قال عيسَي بنُ مَرْيَمَ (عليهما السلام): «يا مَعْشَرَ الحَوارِيِّينَ، لي إليكُمْ حاجَةٌ، اقضوها لي».

قالوا: قُضِيَتْ حاجتُكَ يارُوحَ الله، فقام فَغَسَلَ أقدامَهم، فقالوا: كُنّا نحْنُ أحَقَّ بهذا يا روح الله

فقال:

«إنّ أحَقَّ الناسِ بالخِدْمَةِ العالمُ، إنّما تواضعتُ هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم.

بالتواضع تُعْمَرُ الحكمةُ لا بالتكبُّرِ، و كذلك في السَّهْلِ يَنْبُتُ الزرعُ لا في الجَبَلِ.» (5)

*****[هامش]

(1) - حرف الجرّ «علي» متعلّق ب «زيادة»، أي زيادة علي الأمر المشترك بينهما.

(2) - «تحرير الأحكام الشرعية» ج 1/ 3؛ «تذكرة الأولياء» / 9؛ «عوالي اللآلي» ج 4/ 77، الحديث 67؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 22، الحديث 67، نقلا عن «عوالي اللآلي». قال في «مصابيح الأنوار» ج 1/ 434- في شرح هذا الحديث-: «و هذا الحديث لم نقف عليه في أصولنا و أخبارنا بعد الفحص و التتبّع، و الظاهر أنّه من موضوعات العامّة و ممّن صرّح بوضعه من علمائنا المحدّث الحرّ العامليّ في «الفوائد الطوسية» و المحدّث الشريف الجزائريّ. و كيف كان فيمكن توجيهه بوجهين؛ الأوّل: أنّ المراد بالعلماء الأئمّة، و وجه الشبه العصمة أو الحجيّة علي الخلق أو الفضل عند اللّه، و ذلك لا ينافي ما ثبت من كون كلّ من الأئمّة أفضل من كلّ واحد من أنبياء بني إسرائيل، لأنّ المراد التشبيه بالمجموع، و لو سلّم يكون من عكس التشبيه و هو شائع،

و يؤيّد هذا الوجه ما تضافر من الأخبار الواردة عن الأئمّة الأطهار عليهم السّلام، و من قولهم (ع): نحن العلماء و شيعتنا المتعلّمون، و سائر النّاس غثاء. الثاني …».

و قال الشهيد آية اللّه القاضي الطباطبائي في تعاليقه علي «الأنوار النعمانية» ج 3/ 347: «هذا الحديث مذكور في كثير من الكتب المتداولة و مذكور في الألسنة و لكن لم يوجد في الجوامع الحديثية للإمامية من روايته و سنده عين و لا أثر، بل صرّح جمع من مهرة المحدّثين و أساتذتهم أنّه من موضوعات العامّة». و قال في «كشف الخفاء» ج 2/ 83: «قال السيوطي: لا أصل له».

(3) - «الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب صفة العلماء، الحديث 7.

(4) - للاطّلاع علي معني الحديث المرفوع راجع «شرح البداية» / 30- 31.

(5) - «الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب صفة العلماء، الحديث 6.

5. عدم الامتناع من تعليم أحد لكونه غير صحيح النيَّة

أن لا يَمتنعَ مِنْ تعليم أحد لكونه غيرَ صحيحِ النيّة، فربّما عسر علي كثير من المبتدئينَ بالاشتغالِ تصحيحُ النيَّةِ؛ لضعف نفوسهم و انحطاطها عن إدراك السعادة الآجلة و قِلَّةِ أُنسِهِم بموجبات تصحيحها، فالامتناع من تعليمهم يُؤَدِّي إلي تفويت كثير مِن العلم، مع أنَّه يُرْجي بِبَركَةِ العلمِ تصحيحُها إذا أنسَ بالعلم.

لكن يجب علي المعلِّم إذا شَعَرَ مِن المتعلِّم فَسادَ النيَّةِ أنْ يَستدرجَه بالموعظة الحسنة، و يُنَبِّهَه علي خطر العلم الذي لا يُرادُ به اللهُ، و يَتْلُوَ عليه من الأخبار الواردة في ذلك حالاً فحالاً، حتّي يَقودَه إلي القصد الصحيح، فإنْ لم يُنْجِعْ ذلك، و يَئِسَ منه قيل: يَتْركُهُ حينئذ و يمَنْعُهُ مِن التعلّم؛ فإنّ العلمَ لا يزيده إلاّ شرّاً.

وإلي ذلك أشار عليّ (عليه السلام) بقوله:

«لا تُعَلِّقُوا الْجَواهِرَ في أعَناقِ الْخَنازِيرِ» (2) و

عن الصادق (عليه السلام) قال:

قام عيسي بنُ مَرْيَمَ (عليهما السلام) خطيباً في بني إسرائيل، فقال:

«يابَني إسْرائِيلَ لا تُحَدِّثُوا الْجُهّالَ بِالْحِكَمَةِ فَتَظْلِمُوها، وَ لا تَمْنَعُوها أهْلَها فَتَظْلِمُوهُمْ.» (3)

ولَقَدْ أَحْسَنَ الْقائِلُ:

وَمَنْ مَنَحَ الْجُهّالَ عِلْماً أضاعَهُ و من مَنَعَ الْمُسْتَوْجِبِينَ فَقَدْ ظَلَمْ السادس: بَذْلُ العلم عندَ وجود المستحِقِّ و عدمُ البخلِ به؛ فإنَّ اللهَ سبحانه أخذ علي العلماء من العهود و المواثيق ما أخَذَه علي الأنبياء ليُبَيِّنُنَّهُ للناس و لا يَكْتُمُونَه.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام):

قرأتُ في كتاب عليّ (عليه السلام): إنّ الله لم يأخُذْ علي الجُهّال عَهْداً بِطَلَبِ العلمِ حتّي أخَذَ

1. الكافي، ج 1، ص 37، باب صفة العلماء، ح 6 و في بعض نسخ الكافي: «فقَبَّلَ أقدامَهم»، و هو أولي.

2. إحياء علوم الدين، ج 1، ص 51.

3. الكافي، ج 1، ص 52، باب بذل العلم، ح 4.

(4) 4. طبقات الشافعيّة، ج 1، ص 294.

1. الكافي، ج 1، ص 36، باب صفة العلماء، ح 2.

2. الكافي، ج 1، ص 44، باب استعمال العلم، ح 2.

3. إحياء علوم الدين، ج 1، ص 52.

(4) 4. تعليم المتعلّم، ص 5.

5. حرف الجرّ «علي» متعلّق ب «زيادة»، أي زيادة علي الأمر المشترك بينهما.

6. عوالي اللآلي، ج 4، ص 77، ح 67.

6. بذل العلم عند وجود المستحق و عدم البخل به

فإن الله سبحانه أخذ علي العلماء من العهود و المواثيق ما أخذه علي الأنبياء ليبيننه للناس و لا يكتمونه.

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ ع إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْخُذْ عَلَي الْجُهَّالِ عَهْداً بِطَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّي أَخَذَ عَلَي الْعُلَمَاءِ عَهْداً بِبَذْلِ الْعِلْمِ لِلْجُهَّالِ لِأَنَّ الْعِلْمَ كَانَ قَبْلَ الْجَهْلِ «1»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ «2» قَالَ لِيَكُنِ النَّاسُ

عِنْدَكَ فِي الْعِلْمِ سَوَاءً «3»

وَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ تُعَلِّمَهُ عِبَادَ اللَّهِ «4»

*****[هامش]

(1) - «الكافي» ج 1/ 41، كتاب فضل العلم، باب بذل العلم، الحديث 1. نرجو ممّن يرغب التوضيح حول هذا الحديث مراجعة «شرح أصول الكافي» / 165.

(2) - سورة لقمان (31): 18.

(3) - «الكافي» ج 1/ 41، كتاب فضل العلم، باب بذل العلم، الحديث 2.

(4) - «الكافي» ج 1/ 41، كتاب فضل العلم، باب بذل العلم، الحديث 3.

[7-] أن يحترز من مخالفة أفعاله لأقواله

و إن كانت علي الوجه الشرعي مثل أن يحرم شيئا و يفعله أو يوجب شيئا و يتركه أو يندب إلي فعل شي ء و لا يفعله و إن كان فعله ذلك مطابقا للشرع بحسب حاله فإن الأحكام الشرعية تختلف باختلاف الأشخاص كما لو أمر بتشييع الجنائز و باقي أحكامهم و أمر بالصيام و قضاء حوائج المؤمنين و أفعال البر و زيارة قبور الأنبياء و الأئمة و لم يفعل ذلك لاشتغاله بما هو أهم منه بحيث ينافي اشتغاله بما يأمر به ما هو فيه و الحال أنه أفضل أو متعين و حينئذ فالواجب عليه مع خوف التباس الأمر أن يبين الوجه الموجب للمخالفة دفعا للوسواس الشيطاني من قلب السامع

كَمَا اتَّفَقَ لِلنَّبِيِّ ص حِينَ رَآهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لَيْلًا يَمْشِي مَعَ بَعْضِ نِسَائِهِ إِلَي مَنْزِلِهَا فَخَافَ أَن

منية المريد، ص: 186

يَتَوَهَّمَ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نِسَائِهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلَانَةُ «1»

و نبهه علي العلة لخوفه عليه من تلبيس إبليس عليه و إن كان الواجب علي السامع من أول الأمر ترك الاعتراض عند اشتباه الحال بل عند احتمال المسوغ إلي أن يتحقق الفساد كما سيأتي إن شاء الله تعالي في آداب

المتعلم «2». و بالجملة فمثل العالم و المتعلم في انتقاشه بأخلاقه و أفعاله مثل الفص و الشمع فإنه لا ينتقش في الشمع إلا ما هو منقوش في الفص و قد شاهدنا هذا عيانا في جماعات من طلبة العلم مع مشايخهم علي اختلاف أفعالهم و أخلاقهم وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ «3».

*****[هامش]

(1) - «صحيح مسلم» ج 4/ 1712، كتاب السلام (39) ، الباب 9؛ «إحياء علوم الدين» ج 2/ 178، و هذا نصّه- من «صحيح مسلم» -: «… عن أنس أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم كان مع إحدي نسائه، فمرّ به رجل فدعاه. فجاء، فقال: يا فلان! هذه زوجتي فلانة. فقال: يا رسول اللّه! من كنت أظنّ به فلم أكن أظنّ بك.

فقال رسول اللّه: إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجري الدم». و روي أيضا بنحو أبسط في «صحيح مسلم» ح 4/ 1712، كتاب السلام (39) ، الباب 9؛ و «سنن أبي داود» ج 4/ 298- 299، كتاب الأدب، الحديث 4994، و هذا نصّه: «… عن صفيّة، قالت: كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدّثته و قمت فانقلبت، فقام معي ليقلبني، و كان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمرّ رجلان من الأنصار. فلمّا رأيا النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم أسرعا، فقال النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم: علي رسلكما إنّها صفيّة بنت حييّ. قالا: سبحان اللّه يا رسول اللّه! قال: إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجري الدم، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا- أو قال: شرّا».

(2) - يأتي في الأمر العاشر من القسم الثاني من النوع الثالث، ص 246.

(3)

- اقتباس من الآية الشريفة 14 من سورة فاطر (35): «… يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ».

[8-] إظهار الحق بحسب الطاقة من غير مجاملة لأحد

من خلق الله تعالي فإذا رأي من أحد ميلا عن الحق أو تقصيرا في الطاعة وعظه باللطف ثم بالعنف فإن لم يقبل هجره فإن لم ينجع توصل إلي نهيه و رده إلي الحق بمراتب الأمر بالمعروف. و هذا حكم يختص بالعالم زيادة في التكليف عن غيره و إن شاركه غيره من المكلفين في أصل الوجوب لأن العالم بمنزلة الرئيس الذي إليه الأمر و النهي و لقوله أثر في القلوب فعليه في ذلك زيادة تكليف و لذلك

قَالَ النَّبِيُّ ص

منية المريد، ص: 187

إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَهُ فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ «1»

. و ما جاءت الغفلة في الغالب و استيلاء الجهالة و التقصير عن معرفة الفرائض الدينية و القيام بالوظائف الشرعية و السنن الحنيفية و أداء الصلوات علي وجهها إلا من تقصير العلماء عن إظهار الحق علي وجهه و إتعاب النفس في إصلاح الخلق و ردهم إلي سلوك سبيل الله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. بل لا يكتفي علماء السوء بالتقصير عن ذلك حتي يمالئوهم «2» علي الباطل و يؤانسوهم فتزيد رغبة الجاهل و انهماك الفاسد و يقل وقار العالم و يذهب ريح العلم و لقد قال بعض العلماء «3» و نعم ما قال إن كل قاعد في بيته أينما كان فليس خاليا عن المنكر من حيث التقاعد عن إرشاد الناس و تعليمهم معالم الدين و حملهم علي المعروف سيما العلماء فإن أكثر الناس جاهلون بالشرع في الواجبات العينية كالصلاة و شرائطها سيما في القري و البوادي. فيجب كفاية أن يكون في كل

بلد و قرية واحد يعلم الناس دينهم باذلا نفسه للإرشاد و التعليم باللطف متوصلا إليه بالرفق و كل ما يكون وسيلة إلي قبولهم و أهمه قطع طمعه عنهم و عن أموالهم فإن من علموا منه الرغبة في شي ء من ذلك زهدوا فيه و في علمه و اضمحل أمرهم بسبب ذلك و أما إذا قصد وجه الله تعالي و امتثال أمره وقع ذلك في قلوب الخاصة و العامة و انقادوا لأمره و استقاموا علي نهج السداد. و هذا كله إذا لم يكن عليه خطر و لا علي أحد من المسلمين ضرر في ذلك و إلا فالله أحق بالعذر.

رَوَي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ وَ عِنْدَهُ رَجُل

منية المريد، ص: 188

مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ الْأَعْمَي وَ هُوَ يَقُولُ إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ يُؤْذِي رِيحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَهَلَكَ إِذاً مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ نُوحاً فَلْيَذْهَبِ الْحَسَنُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَوَ اللَّهِ لَا يُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا هَاهُنَا «4»

*****[هامش]

(1) - «الكافي» ج 1/ 54، كتاب فضل العلم، باب البدع و الرأي و المقاييس، الحديث 2؛ «المحاسن» / 231، الحديث 176؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 72، الحديث 35، نقلا عن «المحاسن».

(2) - «مالأه علي الأمر: ساعده و عاونه» («المعجم الوسيط» ج 2/ 882، «ملأ»).

(3) - هو الغزالي في «إحياء علوم الدين» ج 2/ 299.

(4) - «الكافي» ج 1/ 51، كتاب فضل العلم، باب النوادر، الحديث 15؛ «بصائر الدرجات» / 10، الباب 6، الحديث 6، و انظر أيضا الحديث 7؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 90- 91، الحديث 16، و انظر

أيضا الحديث 17. من أراد شرح هذا الحديث الشريف و توضيحه فليراجع «مرآة العقول» ج 1/ 172- 173؛ و «شرح أصول الكافي» / 185.

القسم الثاني: آداب المعلمّ مع طَلَبَته
1. تأديبُهُم بالآداب السَّنيََّة و تعويدهم الصياتة

(1) و الشيم المرضية و رياضة النفس بالآداب الدينية و الدقائق الخفية و يعودهم الصيانة في جميع أمورهم الكامنة و الجلية سيما إذا آنس منهم رشدا. و أوّل ذلك أن يُحَرِّضَ الطالب علي الإخلاصِ للّه تعالي في عمله وسعيه، و مراقبةِ الله تعالي في جميع اللَّحَظات، و أن يكونَ دائماً علي ذلك حتّي الممات، و يُعَرِّفَه أنّ بذلك تنفتح عليه أبوابُ المعارف و ينشرح صدره، و تنفجر من قلبه ينابيعُ الحكمة و اللطائف، و يُبارَكُ له في حاله و علمه، و يُوَفَّقُ للإصابة في قوله و فعله و حكمه، و يَتْلُوَ عليه الآثارَ الواردةَ في ذلك و يضربَ له الأمثالَ الدالَّةَ علي ما هنالك و يُزَهِّدَهُ في الدنيا، و يَصْرِفَه عن التعلُّق بها و الرُّكونِ إليها و الاغترارِ بزُخْرُفِها و يُذَكِّرَه أنّها فانيةٌ و أنّ الآخرةَ باقيةٌ، و التَّأَهُّبَ للباقي و الإعراضَ عن الفاني هو طريق الحازمين و دأبُ عباد الله الصالحين، و أنّها إنّما جُعِلَتْ ظرفاً و مَزْرَعَةً لاقتناء الكمال و وقتاً للعلم و العمل فيها؛ لِيُحْرِزَ ثَمَرَتَه في دار الإقبال بصالح الأعمال.

****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذب» ج 1/ 51.

(2) - لاحظ «شرح المهذب» ج 1/ 51؛ «تذكرة السامع» / 48- 49.

2. ترغيبهم في العلم و تذكيرهم بفضائله و فضائل العلماء

الثاني: أن يُرَغِّبَهم في العلم و يُذَكِّرَهم بفضائله و فضائل العلماء، و آن هم وَرَثَةُ الأنبياء (صلّي الله عليهم) و آن هم علي منابرَ من نور يَغْبِطُهُمُ الأنبياءُ و الشهداءُ، و نحوِ ذلك ممّا ورد في فضائل العلم و العلماء من الآيات و الأخبار و الآثار و الأشعار و الأمثال و يُرَغِّبَهُمْ مع ذلك بالتدريج علي ما يُعِينُ عليه من الاقتصار علي الميسور، و قدرِ الكفاية من الدنيا و القَناعَةِ بذلك عمّا

يَشْغَلُ القلبَ مِن التعلّق بها و تفريق الهم بسببها.

3. حُبَّه لهم ما يحبَّ لنفسه و كراهتَه لهم ما يكره لنفسه

الثالث: أن يُحِبَّ لهم ما يُحِبُّ لنفسه، و يَكْرَهَ لهم ما يَكْرَهُ لنفسه مِن الشرِّ؛ فإنّ ذلك من تمامِ الإيمان و مقتضي المواساةِ، ففي الأخبار: «لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حَتّي يُحِبَّ لاِخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.» (1)

ولا شكَّ أنَّ المتعلِّمَ أفضلُ الإخوان بل الأولاد كما سيأتي «2» فإن العلم قرب روحاني و هو أجل من الجسماني

وكلُّ خبر ورد في حقوق الإخوان (2) آت هنا مع زيادة.

" وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ جَلِيسِيَ الَّذِي يَتَخَطَّي النَّاسَ حَتَّي يَجْلِسَ إِلَيَّ لَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ لَا يَقَعَ الذُّبَابُ عَلَيْهِ لَفَعَلْتُ وَ فِي رِوَايَةٍ إِنَّ الذُّبَابَ لَيَقَعُ عَلَيْهِ فَيُؤْذِينِي «3»

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ عَلَي أَبِي جَعْفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ أَوْصِنِي فَقَالَ عَلَيْكَ بِتَقْوَي اللَّهِ وَ بِرَّ أَخَاكَ «4» الْمُؤْمِنَ وَ أَحِبَّ لَهُ كَمَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ إِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَ إِنْ كَفَّ عَنْكَ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ وَ لَا تُمِلَّهُ خَيْراً وَ إِنَّهُ لَا يَمَلُّ لَكَ «5» كُنْ لَهُ عَضُداً وَ إِنَّهُ لَكَ عَضُدٌ وَ إِنْ وَجَدَ عَلَيْكَ فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّي تَسْأَلَ [تَسُلَ

منية المريد، ص: 191

سَخِيمَتَهُ وَ إِنْ غَابَ فَاحْفَظْهُ فِي غَيْبَتِهِ وَ إِنْ شَهِدَ فَاكْفِهِ وَ اعْضُدْهُ وَ آزِرْهُ وَ أَكْرِمْهُ وَ الْطُفْهُ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ «6»

و كل خير ورد في حقوق الإخوان «7» آت هنا مع زيادة

*****هامش

(1) - «صحيح البخاريّ» ج 1/ 95، كتاب الإيمان، الحديث 12؛ «صحيح مسلم» ج 1/ 67، كتاب الإيمان (1) ، الباب 17؛ «الجامع الصغير» ج 2/ 204، حرف لا؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 19؛

«شرح المهذّب» ج 1/ 51.

(2) - الظاهر أنّ مراده ما سيأتي في الأمر الرابع عشر من هذا القسم، ص 199؛ و الأمر الثاني من القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص 240- 242؛ و الأمر الرابع من القسم الثالث من النوع الثاني من هذا الباب، ص 206.

(3) - «عيون الأخبار» ج 1/ 307- 308؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 111- 112؛ «تذكرة السامع» / 49؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 29؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 51.

(4) - مفعول ل «برّ» فعل أمر من برّ، يبرّ، و عطف علي «عليك»، و في «أمالي الطوسيّ» ج 1/ 94؛ و «بحار الأنوار» ج 74/ 225: «أخيك» بدل «أخاك» و عليه فهو مضاف إليه ل «برّ» و «برّ» مصدر مجرور عطف علي «تقوي اللّه».

(5) - «الظاهر أنّه من أمليته بمعني تركته و أخرته، و الإملاء، أي الإمهال، و لامه ياء؛ و أمّا الإملال من «ملّ» فبعيد، - كما قاله المولي صالح شارح «الكافي». و قال الفيض في «الوافي»: قوله: لا تمله خيرا و لا يملّ لك، أي لا تسأمه من جهة إكثارك الخير، و لا يسأم هو من جهة إكثاره الخير لك، يقال: مللته و مللت منه؛ إذا سأمه» («المحجة البيضاء» ج 3/ 355، الهامش؛ «الكافي» ج 2/ 170، الهامش).

(6) - «أمالي الطوسيّ» ج 1/ 94- 95، و فيه: «حتي تحلّ سخيمته»، و: «فأكنفه» بدل «فاكفه» ؛ «بحار الأنوار» ح 74/ 225، كتاب العشرة، الباب 15، الحديث 14، و فيه: «حتي تسلّ سخيمته» ؛ و مثل هذا الحديث مع زيادة في «الكافي» ج 2/ 170، كتاب الإيمان و الكفر، باب حقّ المؤمن علي أخيه و أداء

حقّه، الحديث 5، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(7) - راجع «مصادقة الإخوان» / 38- 42؛ و «الكافي» ج 2/ 169- 174، كتاب الإيمان و الكفر، باب حقّ المؤمن علي أخيه و أداء حقّه.

4. زجرهم عن سوء الأخلاق و ارتكاب المحرّمات و المكروهات

الرابع: أنْ يَزْجُرَه عن سوء الأخلاق و ارتكابِ المحرَّمات و المكروهات،

أو ما يُؤَدِّي إلي فَسادِ حال أو تركِ اشتغال أو إساءة أدب، أو كَثْرةِ كلام لغير فائدة، أو معاشَرَةِ مَنْ لا تَلِيقُ به عشرتُه، أو نحوِ ذلك بطريق التعريض ما أمكن، لا بطريق التصريح مع الغني عنه، و بطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ؛ فإنّ التصريح يَهْتِكُ حجابَ الهَيْبَة، و يُورِثُ الجُرْأَة علي الهجوم بالخِلافِ، و يُهَيِّجُ الحِرْصَ علي الإصرار.

وَ قَدْ وَرَدَ لَوْ مُنِعَ النَّاسُ عَنْ فَتِّ الْبَعْرِ لَفَتُّوهُ وَ قَالُوا مَا نُهِينَا عَنْهُ إِلَّا وَ فِيهِ شَيْ ءٌ «1»

و في المعني أنشد بعضهم

النفس تهوي من يجور و يعتدي

و النفس مائلة إلي الممنوع

و لكل شي ء تشتهيه طلاوة

مدفوعة إلا عن الممنوع «2».

وانظر إرشاد رسولِ الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ، و تلَطُّفه مع الأعرابيّ الذي بال في

منية المريد، ص: 192

المسجد (3) ، و مع معاويةَ بن الْحَكمِ لَمّا تكَلَّمَ في الصلاة. (4)

فإنْ انْزَجَرَ لذكائه بما ذُكِرَ من الإشارة فَبِها وَ نِعْمَتْ، و إلاّ نهاه سِرّاً، فإنْ لم يَنْتَهِ نَهاه جَهْراً، و يُغَلِّظ القولَ عليه إنِ اقْتَضاه الحالُ، لِيَنْزَجِرَ هو و غيره، و يَتَأَدَّبَ به كلُّ سامع، فإنْ لم يَنْتَهِ فلا بأس حينئذ بطرده و الإعراض عنه إلي أنْ يَرْجِعَ، سيَّما إذا خاف علي بعض رِفْقَتِهِ من الطَّلَبَةِ موافَقَتَه.

وكذلك يَتَعَهَّدُ ما يعامِلُ به بعضُ الطلبة بعضاً مِنْ إفشاء السلام و حُسْنِ التخاطبِ في الكلام، و التحابُبِ و التعاونِ علي البِرِّ

و التقوي و علي ما هم بصدده.

وبالجملة فكما يُعَلِّمُهُمْ مصالِحَ دينِهِمْ لمعاملة الله تعالي، يُعَلِّمُهُمْ مَصالِحَ دنياهم لمعاملة الناس، فَيُكْمِلُ لهم فضيلةَ الحالتين.

*****[هامش]

(1) - في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 50؛ و «الذريعة إلي مكارم الشريعة» / 120؛ و «ميزان العمل» / 132، نسب إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؛ و لكن قال العراقي في «المغني» ج 1/ 50- المطبوع بهامش «الإحياء» -: «حديث لو منع الناس عن فتّ البعر لفتّوه، لم أجده.»

(2) - لم أقف علي ناظمه.

(3) - «إحياء علوم الدين» ج 2/ 337؛ «سنن أبي داود» ج 1/ 103، كتاب الطهارة، الحديث 380؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 176، كتاب الطهارة، الباب 78، الأحاديث 528- 530. و إليك نصّ واحد منها؛ من «سنن ابن ماجة»، الحديث 529: «… دخل أعرابيّ المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله جالس، فقال: اللّهمّ اغفر لي و لمحمّد و لا تغفر لأحد معنا. فضحك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال: لقد احتظرت واسعا. ثمّ ولّي، حتّي إذا كان في ناحية المسجد فشج يبول؛ فقال الأعرابيّ- بعد أن فقه-: فقام إليّ بأبي و أميّ، فلم يؤنّب و لم يسبّ، فقال: إنّ هذا المسجد لا يبال فيه، و إنّما بني لذكر اللّه و للصلاة، ثمّ أمر بسجل من ماء فأفرغ علي بوله».

(4) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 136- 137؛ «سنن الدارميّ» ج 1/ 353- 354؛ «سنن أبي داود» ج 1/ 244- 245، كتاب الصلاة، الحديثان 930- 931، و إليك نصّ واحد منها- من «سنن أبي داود» ج 1/ 245، الحديث 931-: «… عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: لمّا قدمت علي

رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن قال لي: إذا عطست فاحمد اللّه، و إذا عطس العاطس فحمد اللّه فقل يرحمك اللّه. قال: فبينما أنا قائم مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم في الصلاة إذا عطس رجل فحمد اللّه، فقلت: يرحمك اللّه رافعا بها صوتي، فرماني الناس بأبصارهم حتّي احتملني ذلك، فقلت:

ما لكم تنظرون إليّ بأعين شزر؟ قال: فسبحوا، فلمّا قضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم الصلاة قال: من المتكلّم؟ قيل: هذا الأعرابي، فدعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم فقال لي: إنّما الصلاة لقراءة القرآن و ذكر اللّه جلّ و عزّ، فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك. فما رأيت معلّما قطّ أرفق من رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم».

5. التواضع للمتعلّمين و عدم التعاظم عليهم

الخامس: (1) أنّ لا يَتعاظَمَ علي المتعلِّمين، بل يَلينُ لهم و يَتَواضَعُ، قال تعالي:

(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (2)

و قال (صلي الله عليه و آله و سلم): «إنّ اللهَ أوْحَي إليَّ أنْ تَواضَعُوا» (3)

و قال (صلي الله عليه و آله و سلم):

ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ من مال، و ما زادَ الله عبداً بعفو إلاّ عِزّاً، و ما تَواضَعَ أحدٌ لِلّهِ إلاّ رَفَعَهُ اللهُ. (4)

و هذا في التواضُعِ لمطلقِ الناس، فكيف بهؤلاء الذين هم معه كالأولاد، مع ما هم عليه من ملازَمَتِهِمْ له، و اعتمادهم عليه في طلب العلم النافع، و مع ما هم عليه من حقِّ الصُّحْبَةِ و حُرْمَةِ التَّرَدُّدِ و شَرَفِ المحبَّةِ و صدقِ التَوَدُّدِ.

وَ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ ص عَلِّمُوا وَ لَا تُعَنِّفُوا فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ الْمُعَنِّفِ «5»

و

عنه (صلي الله عليه و آله و سلم): «لينُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ، وَ لِمَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْه.» (6)

. و قد تقدم «7» خبر عيسي ع مع الحواريين و غسله أقدامهم و غيره من الأخبار.

منية المريد، ص: 194

فعلي المعلِّمِ تحسين خُلُقِه مع المتعلِّمينَ زيادةً علي غيرهم، و التلطُّفُ بهم إذا لَقِيَهُم، و البَشاشَةُ وَ طَلاقَةُ الوجهِ و إظهارُ الْبِشْرِ و حُسْنُ المودَّةِ و إعلامُ المحبَّةِ و إظهار الشَّفَقَةِ، و الإحسانُ إليهم بعلمِه وجاهِه حسبَ ما يُمْكِنُ.

وينبغي أن يخاطِبَ كُلاًّ منهم سيَّما الفاضلِ المتَمَيِّزِ بكُنْيَتِه و نحوها من أحبِّ الأسماء إليه، و ما فيه تعظيم له و توقير فلقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُكَنِّي أَصْحَابَهُ إِكْرَاماً لَهُمْ «8»

فإن ذلك و نحوه أشرح لصدورهم و أبسط لسؤالهم و أجلب لمحبتهم. و يزيد في ذلك لمن يرجو فلاحه و يظهر صلاحه و ليمتثل

وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي قَوْلِهِ: إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ وَ إِنَّ رِجَالًا يَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْراً «9»

وبالجملة، فالعالم بالنسبة إلي المتعلّم كالطبيب للمريض، فكلُّ ما يرجو به شفاءَه فَلْيَفْعلْه؛ فإنّ داءَ الْجَهالةِ النفسانيّةِ أقوي من الأدواءِ البدنيَّةِ و قد يتفق كون خلاف ما ذكرناه هو الصلاح و الدواء كما يختلف ذلك باختلاف الأمزجة و الطباع.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 64- 66؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 52.

(2) - سورة الشعراء (26): 215.

(3) - «سنن أبي داود» ج 4/ 274، كتاب الأدب، الحديث 4895؛ «الجامع الصغير» ج 1/ 68، حرف الهمزة؛ «الأذكار» / 311؛ «إحياء علوم الدين» ج 2/ 172؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 52.

(4) - «شرح المهذّب» ج 1/ 52؛ «مسند أحمد» ج 2/ 386؛ «إحياء علوم الدين» ج

2/ 172؛- و مثله في «الكافي» ج 2/ 121، كتاب الإيمان و الكفر، باب التواضع، الحديث 1-؛ «الجامع الصغير» ج 2/ 153، حرف الميم.

(5) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 137؛ «الجامع الصغير» ج 2/ 62، حرف العين؛ «أدب الدنيا و الدين» / 93؛ «كنز العمّال» ج 10/ 241، الحديث 29331؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 155.

(6) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 113؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 20؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 52؛ «تذكرة السامع» / 65. و في «إحياء علوم الدين» ج 3/ 153؛ و «أدب الدنيا و الدين» / 93؛ و «محاضرات الأدباء» ج 1/ 45: «وقّروا» بدل «لينوا». و مثله مع زيادة في «الكافي» ح 1/ 36، كتاب فضل العلم، باب صفة العلماء، الحديث 1، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(7) - مرّ في الأمر الرابع من القسم الأوّل من النوع الثاني، ص 182- 183؛ و هو في «الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب صفة العلماء، الحديث 6.

(8) - في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 119؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 52: «كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، يكنّي أصحابه إكراما لهم» ؛ و في «إحياء علوم الدين» ج 2/ 323: «و لقد كان يدعو أصحابه بكناهم إكراما لهم و استمالة لقلوبهم، و يكنّي من لم تكن له كنية فكان يدعي بما كنّاه» ؛ و راجع أيضا «المغني» - المطبوع بذيل «الإحياء» - ج 2/ 323.

(9) - «سنن الترمذي» ج 5/ 30، كتاب العلم، الباب 4، الحديث 2650؛ «كنز العمّال» ج 10/ 246، الحديث 29314؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» /

18؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 46.

6. السؤال عن أحوال الغائب زائداً علي العادة

السادس: إذا غاب أحد منهم أو مِنْ ملازمي الحلقة زائداً علي العادة

و هو من جنس السابق إذا غاب أحد منهم أو من ملازمي الحلقة زائدا علي العادة سأل عنه و عن أحواله و موجِبِ انقطاعه، فإنْ لم يُخْبَرْ عنه بشيء أرْسَلَ إليه، أو قَصَدَ منزلَه بنفسه، و هو أفضل كما كان يفعلُ رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) مع أصحابه (1) ،

فإنْ كان مريضاً عادَه أو في غَمٍّ خَفَّضَ عنه، أو مسافراً تَفَقَّدَ أهلَه و من يَتَعَلَّقُ به و يَسْأَلُ عنهم، و تَعَرَّضَ لحوائجِهِم و وَصَلَهُمْ بما أمكن، و إنْ لم يحتاجوا إليه في شيء تَوَدَّدَ ودَعا.

*****[هامش]

(1) - «الجامع الصغير» ج 2/ 109، حرف الكاف؛ «مكارم الأخلاق» / 29، و فيه: «كان رسول اللّه إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيّام سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، و إن كان شاهدا زاره، و إن كان مريضا عاده» ؛ و قال المناوي في «فيض القدير» ج 5/ 152: «… و أخذ منه أنّه ينبغي للعالم إذا غاب بعض الطلبة فوق المعتاد أن يسأل عنه، فإن لم يخبر عنه بشي ء أرسل إليه، أو قصد منزله بنفسه و هو أفضل، فإن كان مريضا عاده، أو في غمّ خفّض عليه، أو في أمر يحتاج لمعونة أعانه، او مسافرا تفقّد أهله، و تعرّض لحوائجهم و وصلهم بما أمكن و إلّا تودّد إليه و دعا له».

7. استعلام أسماء طلبته و أنسابهم و كناهم

السابع: أنْ يستعلمَ أسماء طَلَبَتِهِ و حاضري مجلسه و أنْسابهم و كُناهُمْ و مواطنَهُم و أحوالَهم، و يُكْثِرَ الدعاءَ لهم.

و في الحديث المسلسل «1» بالسؤال عن الاسم و الكنية و البلد و أين أنزل غنية في ذلك.

*****[هامش]

(1) - «الحديث المسلسل: ما

تتابع فيه رجال الأسناد علي صفة كالتشبيك بالأصابع، أو حالة كالقيام في الراوي للحديث؛ سواء كانت تلك الصفة أو الحالة قولا، كقوله: سمعت فلانا يقول: إلي المنتهي- أي منتهي الإسناد-؛ أو: أخبرنا فلان و اللّه، قال: أخبرنا فلان و اللّه، إلي آخر الإسناد؛ … أو فعلا كحديث التشبيك باليد … ؛ أو بهما، أي بالقول و الفعل …» («شرح البداية» / 38) و علي هذا فيريد المؤلّف رحمه اللّه من قوله:

«الحديث المسلسل بالسؤال …» الحديث الذي سنده هكذا مثلا: حدّثني شيخي فلان و سألني عن اسمي و كنيتي و بلدي و أين أنزل، قال: حدّثني شيخي فلان و سألني عن اسمي و كنيتي و بلدي و أين أنزل … و هكذا.

و ورد هذا الحديث المسلسل الذي أشار إليه المؤلّف رحمه اللّه، في «الجواهر المكلّلة في الأحاديث المسلسلة» / 126، في ذيل الحديث الثامن و الخمسون، و فيه: «… و نحو هذا من المسلسلات ما ذكره الكتاني مسلسلا بقول: سألني عن اسمي و كنيتي و نسبي و بلدي و أين أنزل، ممّا اتّصل للسلفي من جهة الحسين بن علي ابن يزيد الرفاعي عن أبي يعلي الموصلي الحافظ عن هدبة بن خالد عن حمّاد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس رضي اللّه عنه، قال: لقيت النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، فسألني كما سألتك، و قال: يا أنس، أكثر من الأصدقاء؛ فإنّكم شفعاء بعضكم علي بعض. و كذا أورده مسلسلا الديلميّ في مسنده من طريق محمّد بن النضر الموصلي عن أبي يعلي …». و راجع «الفردوس بمأثور الخطاب» ج 5/ 365، الحديث 845.

و في «الكافي» ج 2/ 671، كتاب العشرة، باب النوادر، الحديث 3:

«عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال، قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «إذا أحبّ أحدكم أخاه المسلم فليسأله عن اسمه و اسم أبيه و اسم قبيلته و عشيرته؛ فإنّ من حقّه الواجب و صدق الإخاء أن يسأله عن ذلك، و إلّا فإنّها معرفة حمق.» ؛ و مثله في «مسند الإمام موسي بن جعفر» عليهما السّلام، ص 46، الحديث 20، عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

8. السَّماحةُ ببذل ما حصَّله من العلم، و التلَطَّفَ في الإفادة

الثامن: أنْ يكونَ سَمْحاً ببذلِ ما حَصَّلَه مِن العلم، سهلاً بإلقائه إلي مُبتغيه

منية المريد، ص: 196

مُتَلَطِّفاً في إفادة طالبيه مع رِفْق و نصيحة و إرشاد إلي المهمّات، و تحريض علي حفظ ما يَبْذُلُه لهم مِن الفوائد النفيسات، و لا يَدَّخِرَ عنهم من أنواع العلم شيئاً يحتاجون إليه أو يسألونَ إذا كان الطالبُ أهلاً لذلك.

وَلْيَكْتُم عنهم مالم يتأَهَّلوا له من المعارف؛ لأنّ ذلك ممّا يُفَرِّقُ الهمَّ و يُفْسِدُ الحالَ، فإنْ سأله الطالبُ شيئاً من ذلك نَبَّهَهُ علي أنَّ ذلك يَضُرُّه، و أنّه لم يَمْنَعْه منه شُحّاً بل شَفَقَةً و لُطفاً، ثُمَّ يُرَغِّبُه بعد ذلك في الاجتهاد و التحصيل؛ لِيَتَأَهَّلَ لذلك و غيره.

و قد روي في تفسير «الرباني» أنه الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره «1»

*****[هامش]

(1) - «صحيح البخاريّ» ج 2/ 31، كتاب العلم، ذيل الحديث 66، و فيه: «قال ابن عبّاس: كونوا ربّانيّين: حلماء فقهاء.

و يقال: الربّانيّ: الّذي يربّي الناس بصغار العلم قبل كباره».

9. صدَّ المتعلّم عن أن يشتغل بغير الواجب قبله

التاسع: صَدُّ المتعلِّم أنْ يَشْتَغِلَ بغير الواجب قبلَه، و بفرض الكفاية قبل فرض العين.

و مِن فرض العين إصلاحُ قلبه و تطهيرُ باطنه بالتقوي، و يُقَدِّم علي ذلك مؤاخَذَتَه، هو نفسَه بذلك لِيقتديَ المتعلِّمُ أوّلاً بأعماله، ثمَّ يستفيدَ ثانياً مِنْ أقواله. [و كذلك يمنعه من علم الأدب قبل السنة و هكذا.]

10. الحرص علي تعليمهم و الاهتمام بذلك و إيثاره علي حوائجه

العاشر: «1» أن يكونَ حريصاً علي تعليمهم، باذلاً وُسْعَه في تفهيمهم و تقريبِ الفائدة إلي أفهامهم و أذهانهم، مُهْتَّماً بذلك، مُؤْثِراً له علي حوائِجه و مصالحِهِ، ما لم يكنْ ضرورةٌ إلي ما هو أرجحُ منه، و لا يَدَّخِرَ من نُصْحِهِم شيئاً.

و يُفْهِمَ كلَّ واحد منهم بحسب فهمه و حفظه، و لا يُعْطِيه مالا يَحْتَمِلُه ذهنُه، و لا يَبْسُطَ الكلامَ بسطاً لا يَضْبِطُه حِفْظُه، و لا يَقْصُرَ به عمّا يَحْتَمِلُه بلا مَشَقَّة، و يُخاطِبَ كلَّ واحد منهم علي قدر درجته و بحسب فهمه، فَيُلْقِيَ لِلْمُتَمَيِّزِ الحاذِقِ الذي يَفْهَمُ المسألةَ فهماً محقّقاً بالإشارة، و يُوضِحَ لغيره لا سيّما متوقِّفِ الذهن، و يُكَرِّرَها لمن لا يفهمُها إلاّ بتَكرار.

و يبدأ بتصوير المسألة ثم يوضحها بالأمثلة إن احتيج إليه و يذكر الأدلة و المآخذ

منية المريد، ص: 197

لمحتملها و يبين الدليل المعتمد ليعتمد و الضعيف لئلا يغتر به فيقول استدلوا بكذا و هو ضعيف لكذا مراعيا في ذلك ما يجب مراعاته مع من يضعف قوله من العلماء بأن يقصد مجرد بيان الحق حيث يتوقف علي ذلك لا رفع نفسه علي غيره و لا هضم غيره. و يبين أسرار حكم المسألة و عللها و توجيه الأقوال و الأوجه الضعيفة و الجواب عنه [عنها] و ما يتعلق بتلك المسألة من أصل و فرع و ما يبني عليها و ما يشبهها و حكمه حكمها

و ما يخالفها و مأخذ الحكمين و الفرق بين المسألتين و ما يتعلق بالمسألة من النكت اللطيفة و الألغاز الظريفة و الأمثال و الأشعار و اللغات و ما يرد عليها أو علي عبارة مثلها و جوابه إن أمكن. و ينبه علي غلط من غلط فيها من المصنفين في حكم أو تخريج أو نقل و نحو ذلك لغرض صحيح لا لمجرد إظهار الخطأ و الصواب بل للنصيحة لئلا يغتر به كل ذلك مع أهلية الملقي إليه لذلك.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 52.

11. ذكره في تضاعيف الكلام ما يناسبه من قواعد الفنّ

الحادي عشر: «1»

أن يذْكُرَ في تضاعيف الكلام ما يناسبه من قواعد الفنِّ الكليَّةِ التي لا تنخرم، أو يَضْبَط مُسْتَثْنَياتِها إن كانت، كقوله:

كلُّ ركن تَبْطُلُ الصلاة بزيادته و نقصانه مطلقاً إلاّ مواضع مخصوصة، و يُبَيِّنَها،

و كلما اجتمع سبب و مباشرة قدمت المباشرة علي السبب و كل من قبض شيئا لغرضه لا يقبل قوله في الرد إلي المالك و أن الحدود تسقط بالشبهة و أن الاعتبار في اليمين بالله تعالي بنية الحالف إلا أن يكون المستحلف قاضيا و قد استحلفه لدعوي اقتضته فالاعتبار بنية القاضي أو نائبه المستحلف و أن كل يمين علي نفي فعل الغير فهي علي نفي العلم إلا من ادعي عليه أن عبده جني علي قول أو بهيمة [بهيمته كذلك «2» و أن السيد لا يثبت له في ذمة عبده مال ابتداء و نحو ذلك.

منية المريد، ص: 198

و يبين له جملا مما ينضبط و يحتاج إليه من أصول الفقه كترتيب الأدلة من الكتاب و السنة و الإجماع و القياس علي وجه و الاستصحاب و أنواع الأقيسة و درجاتها و حدود ما ناسب تحديده و جملة من أسماء المشهورين من الصحابة و

التابعين و العلماء و تراجمهم و وفياتهم و ضبط المشكل من أسمائهم و أنسابهم و المشتبه من ذلك و المختلف و المؤتلف «1» منه و نحو ذلك و جملة من الألفاظ اللغويّة و العرفيّة المتكرِّرَة في العلم، ضبطاً لمشكلها، فيقول:

هي مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة مُخَفَّفَةٌ أو مُشَدَّدَةٌ، و نحو ذلك؛ كلُّ ذلك تدريجاً شيئاً فشيئاً فيجتمع لهم مع طول الزمان خيرٌ عظيم.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 57- 59؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 53- 56.

12. تحريضهم علي الاشتغال و مطالبتهم بأعادة محفوظاتهم

الثاني عشر: «1»

أن يُحَرِّضَهُمْ علي الاشتغال في كلِّ وقت، و يطالبَهم في أوقات بإعادة محفوظاتهم، و يسألَهم عمّا ذكره لهم من المهمّاتِ و المباحث، فمن وجده حافظاً مراعياً أكْرَمَه و أثني عليه، و أشاعَ ذلك ما لم يَخَفْ فَسادَ حالِه بإعجاب و نحوهِ، و من وَجَدَه مُقَصِّراً عَنَّفَه في الخلوة، و إنْ رأي مصلحة في الملإ فَعَلَ؛ فإنّه طبيبٌ يَضَعُ الدَّواءَ حيث يحتاج إليه و يَنْفَعُ.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 55، 58.

13. طرح مستفاد المسائل الدقيقة لهم و اختيار أفهامهم

الثالث عشر: أن يَطْرَحَ علي أصحابه ما يَراه من مُسْتَفاد المسائل الدقيقة و النُّكَتِ الغريبة، يختبر بذلك أفهامَهم و يُظْهِر فضلَ الفاضِلِ؛ لِيَتَدَرَّبُوا بِذلك و يَعْتادوه، و لا يُعَنِّفَ مَنْ غَلَطَ منهم في ذلك إلاّ أنْ يَري في ذلك مصلحةً.

وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ إِنَّ مِنَ الشَّجَرَةِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَ إِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي وَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ لَوْ قُلْتَهَا لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَ كَذَا «1»

منية المريد، ص: 199

و كذلك إذا فَرَغَ مِن شرح درس، فلا باس أن يطْرَح مسائلَ تَتَعَلَّقُ به علي الطلبة، و إعادَة

ذكرِ ما أشْكَلَ منه لِيَمْتَحِنَ بذلك فهمَهم و ضَبْطَهم لما شَرَحَ لهم، فمنْ ظهر استحكامُ فهمِه له بتَكرار الإصابة في جوابه شَكَرَه، و من لم يَفْهَمْه تَلَطَّفَ في إعادته له.

و ينبغي للشيخ أن يأمر الطلبة بالاجتماع في الدرس لما يترتب عليه من الفائدة التي لا تحصل مع الانفراد و إعادة ما وقع من التقرير بعد فراغه فيما بينهم ليثبت في أذهانهم.

****[هامش]

(1) - «صحيح

البخاريّ» ج 2/ 11- 13، 160- 161، كتاب العلم، الأحاديث 60، 61، 131؛ «سنن الترمذي» - ج 5/ 151، كتاب الأمثال (45) الباب 4، الحديث 2867.

14. إنصافهم في البحث و الاعتراف بفائدة يقولها بعضهم

الرابع عشر: أن يُنْصِفَهُمْ في البحث، فيعترفَ بفائدِة يقولها بعضهم و إن كان صغيراً؛ فإنّ ذلك من بَرَكَة العلم.

قال بعض السلف (1): «مِنْ بَرَكةِ العلم و أدابِه الإنصافُ، و من لم يُنْصِفْ لم يُفَهِّمْ و لم يَتَفَهَّمْ».

فيُلازِمه في بحثه و خطابه، و يَسْمَعَ السؤالَ مِنْ مُورِدِه علي وجهه و إن كان صغيراً، و لا يَتَرَفَّع عن سَماعِه فَيُحْرَم الفائدةَ.

ولا يَحْسُدَ أحداً منهم لكَثرة تحصيله أو زيادته علي خاصَّتِه من وَلَد و غيره، فالحسد حرامٌ فكيف بمن هو بمنزلة الولد، و فضيلته يعود إلي معلِّمِه منها أوفرُ نصيب؛ فإنّه مُرَبِّيه و له في تعليمه و تخريجه في الآخرة الثوابُ الجزيل، و في الدنيا الدعاءُ المستمِرُّ و الثناءُ الجزيلُ.

وما رَأيْنا و لا سَمِعْنا بأحد من المشايخ اهتمَّ بتفضيل ولده علي غيره من الطلبة و أفْلَحَ، بل الأمر بيد الله.

والعلم (فضلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يشاء و الله ذو الفضل العظيم). (2)

*****[هامش]

(1) - هو أبو عمر ابن عبد البر القرطبيّ، كما في «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 159.

(2) - الحديد: 21

15. عدم إظهاره للطلبة تفضيل بعضهم علي بعض عنده

الخامس عشر: «1»

أن لا يُظْهِرَ للطلبة تفضيلَ بعضِهم علي بعض عنده في مَوَدَّة أو اعتناء مع تساويهم في الصفات من سِنٍّ أو فضيلة أو دِيانة؛ فإنّ ذلك ربّما يُوحِشُ الصدرَ و يُنَفِّرُ القلبَ. فإنْ كان بعضُهُم أكثرَ تحصيلاً و أشدَّ اجتهاداً و أحْسَنَ أدباً، فأظْهَرَ إكرامَه و تفضيلَه وَ بَيَّنَ أنّ زيادةَ إكرامه لتلك الأسباب، فلا بأس بذلك؛ فإنّه

منية المريد، ص: 200

يُنَشِّطُ، و يَبْعَثُ علي الاتّصافِ بتلك الصفات المرجِّحَةِ.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 59.

16. تقديم الأسبق فالأسبق في التعليم إذا ازدحموا

السادس عشر: أن يُقَدِّمَ في تعليمهم إذا ازْدَحَمُوا الأسْبَقَ فالأسْبَقَ.

و لا يقدمه بأكثر من درس إلا برضا الباقين و يختار إذا كانت الدروس في كتاب واحد باتفاق منهم و هو المسمي بالتقسيم أن يبدأ في كل يوم بدرس واحد منهم فإن الدرس المبدأ به ربما حصل فيه من النشاط في التقرير ما لا يحصل في غيره إلا إذا علم من نفسه عدم الملالة و بقاء النشاط فيرتب الدروس بترتيب الكتاب فيقدم درس العبادات علي درس المعاملات و هكذا و إن رأي مع ذلك تقديم الأسبق ليحض المتأخر علي التقدم كان حسنا.

و ينبغي أنْ لا يُقَدِّمَ أحداً في نَوْبة غيره، و لا يُؤَخِّرَه عن نوبته إلاّ إذا رأي في ذلك مَصْلَحَةً، فَإنْ سَمَحَ بعضُهم لغيره في نوبته فلابأس.

17. إيصاءُ الطالب بالرّفق إذا سلك فوق ما يقتضيه حاله

السابع عشر: «1»

إذا سلك الطالبُ في التحصيل فوق ما يقتضيه حالُه أو تَحْمِلُه طاقتُه و خاف ضَجَرَه، أوصاه بالرِّفْقِ بنفسه و ذَكَّرَه بقول النبيِّ (صلي الله عليه و آله و سلم):

«إنّ الْمُنْبَتَّ لا أرْضاً قَطَعَ و لا ظَهْراً أبْقي.» (2)

منية المريد، ص: 201

و نحوِ ذلك مِمّا يَحْمِلُه علي الأناةِ و الاقتصاد في الاجتهاد.

وكذلك إذا ظَهَرَ له منه نوعُ سَآمَة أو ضَجَر أو مَبادئُ ذلك، أمَرَه بالرَّاحَةِ و تخفيفِ الاشتغال، وَ لْيَزْجُرْه عن تعلُّمِ مالا يَحْتَملُه فَهْمُه أو سِنُّه، مِنْ علم أو كتاب يَقْصُرُ ذهنُه عن فهمه، فإن استشاره مَنْ لا يعرِفُ حالَه في الفهم و الحفظ في قِراءَةِ فنٍّ أو كتاب لم يُشِرْ عليه حتّي يُجَرِّبَ ذهنَه و يَعْلَمَ حالَه، فإنْ لم يَحْتَمِلِ الحالُ التأخُّرَ أشارَ عليه بكتاب سهل مِن الفنِّ المطلوب، فإنْ رأي فهمَه جيِّداً و ذهنَه قابلاً نَقَلَه إلي كتاب يَلِيقُ بذهنه، و إلاّ تركه.

وإذا عَلِمَ

أو غَلَبَ علي ظنِّه أنّه لا يُفْلِحُ في فنٍّ أشارَ عليه بتركه و الانتقالِ إلي غيره ممّا يُرْجي فَلاحُه فيه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 55- 57.

(2) - «الكافي» ج 2/ 87، كتاب الإيمان و الكفر، باب الاقتصاد في العبادة، الحديث 6، و نصّ الحديث هكذا: «عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال، قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: يا علي! إنّ هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، و لا تبغّض إلي نفسك عبادة ربّك، [ف] إنّ المنبتّ- يعني المفرط- لا ظهرا أبقي و لا أرضا قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما، و احذر حذر من يتخوّف أن يموت غدا» ؛ و اعلم أنّه قال الشريف الرضي في «المجازات النبويّة» / 260، في شرح هذا الحديث الشريف: «و وصف الدين بالمتانة هاهنا مجاز، و المراد أنّه صعب الظهر، شديد الأسر، مأخوذ من متن الإنسان و هو: ما اشتدّ من لحم منكبيه، و إنّما وصفه عليه الصلاة و السلام بذلك لمشقّة القيام بشرائطه و الأداء لوظائفه، فأمر عليه الصلاة و السلام أن يدخل الإنسان أبوابه مترفّقا، و يرقي هضابه متدرّجا، ليستمرّ علي تجشّم متاعبه، و يمرن علي امتطاء مصاعبه، و شبّه علي عليه الصلاة و السلام العابد الذي يحسر منّته، و يستنفد طاقته، بالمنبتّ و هو الذي يغذّ السير، و يكدّ الظهر، منقطعا من رفقته و منفردا عن صحابته، فتحسر مطيّته و لا يقطع شقّته، و هذا من أحسن التمثيلات و أوقع التشبيهات، و ممّا يقوّي المراد بهذا الخبر …».

- و قال ابن الأثير في «النهاية» ج 1/ 92، مادة «بتت»: «و فيه [يعني في الحديث فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع و

لا ظهرا أبقي. يقال للرجل إذا انقطع به في سفره و عطبت راحلته: قد انبتّ، من البتّ: القطع، و هو مطاوع بتّ، يقال: بتّه و أبتّه؛ يريد أنّه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده لم يقض وطره و قد أعطب ظهره». و راجع أيضا «مجمع الأمثال» ج 1/ 7؛ و «لسان العرب» ج 2/ 7- 8، «بتت». و في هذا المعني قال سعدي- في «گلستان» / 649، الباب الثامن-:

به چشم خويش ديدم در بيابان كه آهسته سبق برد از شتابان

سمند بادپاي از تك فروماند شتربان همچنان آهسته مي راند

18. عدم تقبيح العلوم التي وراء ما يتكفّل به من العلوم

الثامن عشر: إذا كان متكفِّلاً ببعض العلوم لا غير، لا ينبغي له أن يُقَبِّحَ في نفس الطالب العلومَ التي وراءَه، كما يتَّفِقُ ذلك كثيراً لِجَهَلَةِ المعلِّمين؛ فإنّ المرءَ عَدُوُّ ما جَهِلَ.

كمعلم العربية و المعقول إذ عادته تقبيح الفقه و معلم الفقه تقبيح «1» علم الحديث و التفسير و أشباه ذلك.

منية المريد، ص: 202

و هكذا ينبغي أنْ يُوَسِّعَ علي الطالب طريقَ التعَلُّمِ في غيره، و إذا رأي مَرْتَبَةَ العلمِ الذي بيده متأخِّرةً عمّا بيد غيره يُرْشِدُه إلي مَنْ بيده السابق؛ فإنّ ذلك هو الواجبُ من نُصْح المسلمين و حفظِ العلم و الدين، و أتمِّ الدليل علي كمال المعلِّم، و موجِبُ الملَكَةِ الصالحة لِلْمُتَعَلِّمِ.

*****[هامش]

(1) - هكذا في النسخ سوي «ض»، «ع» و «ح» فقد جاء فيها: «… و معلّم الفقه يقبّح علم الحديث …». و قال الغزالي في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 50: «إنّ المتكفّل ببعض العلوم ينبغي ألّا يقبّح في نفس المتعلّم العلوم التي وراءه، كمعلّم اللغة إذ عادته تقبيح علم الفقه، و معلّم الفقه عادته تقبيح علم الحديث و التفسير …».

19. عدم التأذّي ممّن يقرأ عليه إذا قرأ علي غيره لمصلحة

التاسع عشر: «1» و هو مِن المهمِّ أنْ لا يتأذّي ممّنْ يقرأ عليه إذا قرأ علي غيره أيضاً لمصْلَحة راجعة إلي المتعلِّم؛ فإنَّ هذه مصيبةٌ يُبْتَلي بها جَهَلَةُ المعلِّمين و من لا يريدُ بعلمه وجهَ الله تعالي، لِغَباوَتِهِم و فَسادِ نِيّاتِهِمْ.

وهو مِنْ أوضَحِ الأدلَّةِ علي عدم إرادتهم بالتعليم وجهَ الله الكريم و ثوابَه الجسيمَ؛ فإنّه عبدٌ مأْمور بأداء رسالة سيِّدِه إلي بعض عبيده، فإذا أرْسَلَ السيِّدُ عبداً آخَرَ لأداءِ الرّسالةِ لا ينبغي للأوّل الغَضَبُ؛ فإنّ ذلك لا يَنْقُصُه عند السيِّد، بل يَزيده قَدْراً و رِفْعَةً عنده إذا وَجَدَه مُمْتثِلاً لمِا يُريدُه منه أو

مِنْ غيره.

فالواجب علي المعلِّمِ إذا وَجَدَ من الطالب نَشاطاً و قُوَّةً علي تعدُّدِ الدرس، و لم يَقْدِرْ علي تحصيل غَرَضِه بنفسه أنْ يُرْشِدَه ابتداءً إلي مَنْ يقرأ عليه درساً آخَرَ؛ فإنّ ذلك مِنْ تمام النصيحة و رعايةِ حِفْظ الأمانةِ. و هذا أمرٌ اتَّفَقَ لي مع بعضِ مشايخي بمصرَ «2» (أحسن الله جزاءَه).

هذا كله إذا كان المعلم الآخر الذي انتقل إليه الطالب بنفسه أهلا أما لو كان جاهلا مع عدم علم الطالب أو فاسقا أو مبتدعا أو كثير الغلط و نحو ذلك بحيث يفيد الطالب ملكة رديئة لا يرجح عليها ما يحصله من العلم عليه فالتحذير من الاغترار به حسن مع مراعاة المقصد الصحيح المنجح وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ «3».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 58.

(2) - تتلمذ المؤلّف، قدّس سرّه، علي جماعة من العلماء بمصر في سنة 942- 943 ه. مدّة ثمانية عشر شهرا تقريبا، و من أراد الاطلاع عليهم فليراجع «الدرّ المنثور» ج 2/ 159- 162.

(3) - اقتباس من الآية 220 من سورة البقرة (2).

20. القيام بنظام أمر الطالب و أمر الناس بالأخذ عنه إذا تأهَّل للتّعليم

العشرون:

إذا تكَمَّلَ الطالب و تَأهَّلَ للاستقلال بالتعليم و استغني عن التعلّم، فينبغي أنْ يَقومَ المعلِّمُ بنظام أمره في ذلك، و يَمْدَحَه في المحافل، و يأمُرَ الناسَ بالاشتغال عليه و الأخذ عنه؛ فإنّ الجاهلَ بحاله قد لا يَأْنَسُ و لا يَطْمَئِنُّ به و إن تَصَدَّي للتعليم بدون إرشاد مَنْ هو معلوم الحال.

وَلْيُنَبِّهْ علي حاله مفصَّلاً و مقدارِ معلوماته و تقواه و عدالته و نحو ذلك ممّا له مَدْخَلٌ في إقبال الناس علي التعلُّمِ منه؛ فإنّ ذلك سببٌ عظيم لانتظام العلم و صَلاح الحال.

كما أنّه لو رأي منه مَيْلاً إلي الاستبدادِ و التدريسِ و يَعْلَمُ قُصُورَه عن المَرْتَبَةِ

و احتياجَه إلي التعلُّمِ، ينبغي أن يُقَبِّحَ ذلك عنده، حتّي يرجِعَ إلي الاشتغال و يَتَأَهَّلَ للكَمال.

ومرجِعُ الأمر كلِّه إلي أنّ المعلِّم بالنسبة إلي المتعلِّم بمنزلة الطبيب، فلابُدَّ له في كلّ وقت من تأمُّلِ العلَّةِ المحْوِجَةِ إلي الإصلاح و مداواته علي الوجه الذي تقتضيه العلّةُ. و لِلذَكيِّ في تفصيل الحال ما لا يَدْخُلُ تحتَ الضَبْطِ؛ فإنّ لِكلِّ مقام مقالاً صالحاً، و لكلِّ مرض دواءً ناجِحاً.

والله الموَفِّقُ.

القسم الثالث: آدابه في درسه
اشارة

وهي أُمور:

1 أنْ لا يخرُجَ إلي الدرس إلاّ كامِلَ الأُهْبَةِ

و ما يوجِبُ له الوَقارَ و الهَيْبَةَ في اللباس و الهَيأة و النَظافَة في الثوب و البدن، و يَخْتار له البياض؛ فإنَّه أفضلُ لباساً. (1)

و لا يعتني بفاخر الثياب بل بما يوجب الوقار و إقبال القلوب عليه كما ورد النص «2» به في أئمة المحافل من الأعياد و الجمعات و غيرهما. و قد اشتمل كتاب الزي و التجمل و المروءة من كتاب الكافي «3» علي الأخبار الصحيحة في هذا الباب بما لا مزيد عليه و يَخْرُجُ التعرُّضُ له عن موضوع الرّسالَةِ. و لْيَقْصِدْ بذلك تعظيمَ العلم و تبجيلَ الشريعة، و لْيَتَطَيَّبْ، و يُسَرِّحْ لِحْيَتَه و يزيل كل ما يشينه كان بعض السلف «4» إذا جاءه الناس لطلب الحديث يغتسل

منية المريد، ص: 205

و يتطيب و يلبس ثيابا جددا و يضع رداءه علي رأسه ثم يجلس علي منصة «5» و لا يزال يبخر بالعود حتي يفرغ و يقول أحب أن أعظم حديث رسول الله ص.

*****[هامش]

(1) - في «الكافي» ج 6/ 446، كتاب الزيّ و التجمل و المروءة، باب لباس البياض و القطن، الحديث 4: «قال أمير المؤمنين عليه السّلام: البسوا ثياب القطن، فإنّها لباس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، و هو لباسنا».

(2) - راجع «الكافي» ج 3/ 421، كتاب الصلاة، باب تهيئة الإمام للجمعة و الخطبة و الإنصات، الحديث 1، و ج 3/ 460، كتاب الصلاة، باب صلاة العيدين و الخطبة فيهما، الحديث 3. و في «كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 1/ 274، الحديث 1256: «و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا كان يوم الجمعة و لم يصب طيبا دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرشّ عليه الماء ثمّ مسح

بيده ثمّ مسح به وجهه. [قال المؤلّف:] و يستحب أن يعتم الرجل يوم الجمعة و أن يلبس أحسن أثوابه و أنظفها و يتطيّب فيدهن بأطيب دهنه».

(3) - «الكافي» ج 6/ 438- 534، كتاب الزيّ و التجمّل و المروءة.

(4) - هو مالك بن أنس كما في «المحدّث الفاصل» / 585؛ «وفيات الأعيان» ج 4/ 135- 136؛ «تذكرة السامع» / 31؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 24. و راجع أيضا «مقدّمة ابن الصلاح» / 363؛ و «أدب الإملاء و الاستملاء» / 27، 46؛ و «الخلاصة في أصول الحديث» / 144.

(5) - «نصّ النساء العروس نصّا: رفعنها علي المنصّة، و هي الكرسيّ الّذي تقف عليه في جلائها، بكسر الميم لأنّها آلة.» («المصباح المنير» / 744، «نصّ»).

2 الدعاء عند خروجه مريد للدرس بالدعاء المروي

الثاني: «1» أنْ يدعُوَ عند خروجه مُريداً للدرسِ بالدعاء

المرويِّ عن النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم):

اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أزِلَّ أوْ أُزَلَّ، أو أظْلِمَ أوْ أُظْلَمَ، أو أجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ، عَزَّ جارُكَ، وَ جَلَّ ثَناؤُكَ، و لا إلهَ غَيْرُك.

ثم يقول

بِسْمِ الله، حَسْبِيَ الله، تَوَكَّلْتُ عَلَي الله، وَ لاحَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العليِّ الْعَظِيمِ، اللهُمَّ ثَبِّتْ جَناني و أدِرِ الْحَقَّ علي لِساني. (2)

ويُدِيمَ ذكرَ الله تعالي إلي أنْ يَصِلَ إلي المجلس.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 31- 32.

(2) - «سنن أبي داود» ج 4/ 325، كتاب الأدب، الحديثان 5094، 5095؛ «سنن ابن ماجة» ج 2/ 1278، كتاب الدعاء (34) ، الباب 18، الحديثان 3884، 3885، في كلّ من هذه الروايات بعض هذا الدعاء، إلّا الجملة الأخيرة؛ و كلّه في «تذكرة السامع» / 30- 31. و انظر أيضا «سنن الترمذي» ج 5/ 490،

كتاب الدعوات (49) ، الباب 34 و 35.

3 التسليم علي من حضر إذا وصل إلي المجلس و صلاة ركعتين

الثالث: «1»

أنْ يُسَلِّمَ علي مَنْ حَضَرَ إذا وَصَلَ إلي المجلس، و يُصَلِّيَ ركعتين تحيَّةَ] المسجد[إن كان مسجداً، و إلاّ نَوي بهما الشكرَ للّه تعالي علي توفيقه و تأهيله لذلك، أو الحاجة إلي تسديده و تأييده و عِصْمَتِه من الخطإ. أو مطلقتين فإن الصلاة خير موضوع «2» و أما استحبابهما لذلك بخصوصه فلم يثبت و إن استحبه

منية المريد، ص: 206

بعض العلماء «3» ثمّ يدعو بعدَهما بالتوفيق و الإعانة و العصمةِ.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 32.

(2) - إشارة إلي الحديث الذي روي عن الصادق عليه السّلام عن رسول اللّه صلوات اللّه عليه: «الصلاة خير موضوع فمن شاء استقلّ و من شاء استكثر» («بحار الأنوار» ج 82/ 308- 309، الحديث 9 عن كتاب «جامع الأحاديث» لا «الإمامة و التبصرة» كما توهّم) ؛ أو حديث أبي ذر عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله- المرويّ في «عوالي اللآلي» ج 1/ 90-: «قلت يا رسول اللّه! ما الصلاة؟ فقال: خير موضوع، فاستكثر أو استقلّ» و هو مرويّ في «بحار الأنوار» ج 82/ 307، الحديث 3، نقلا عن «معاني الأخبار» و «الخصال». و في «طبقات الشافعية» ج 1/ 255: «عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم: الصلاة خير موضوع».

(3) - الظاهر أنّه النووي في «التبيان في آداب حملة القرآن» / 22، و تبعه ابن جماعة الكنانيّ في «تذكرة السامع» / 32. و قال السمعاني في «أدب الإملاء و الاستملاء» / 35؛ «و يستحبّ أن يصلّي ركعتين قبل جلوسه» و لم يقيّد بكون الموضع مسجدا.

4 الجلوس بسكينة و وقار و تواضع و خشوع و إطراق

الرابع: أن يَجْلِسَ بسَكينة و وَقار و تواضع و خشوع و إطراق، ثانياً رجلَيه أو مُحْتَبِياً، غيرَ مُتَرَبِّع و لا مُقْع،

و لا غير ذلك مِن الجلسات المكروهة (1) مع الاختيار، و لا يَمُدَّ رجليه و لا إحداهما من غير عُذْر، و لا يَتَّكِئَ إلي جنبه و لا وراءِ ظهره و نحو ذلك؛ كلُّ ذلك في حال الدرس، أمّا في غيره فلا بأس؛ لأنّ الطَلَبَةَ بمنزلة أولاده.

*****[هامش]

(1) - راجع «بحار الأنوار» ج 75/ 469، كتاب العشرة، الباب 96.

5 الجلوس مستقبل القبلة

الخامس: قيل: «1»

يجلسُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَة؛ لاِنّه أشرفُ و لقوله (صلي الله عليه و آله و سلم): «خَيْرُ المجالِسِ ما اسْتُقْبِلَ بها». «2»

و يمكن أن يقال باستحباب استدباره لها ليخص الطلبة بالاستقبال لأنهم أكثر و كذا من يجلس إليهم للاستماع. و مثله ورد في القاضي «5» إلا أن لذلك مزية زائدة في ذلك و هو كون الخصوم

منية المريد، ص: 207

إلي القبلة تغليظا عليهم في الحذر من الكلام الباطل و في حال الحلف و لا نص هنا علي الخصوص.

*****[هامش]

(1) - القائل ابن جماعة الكنانيّ في «تذكرة السامع» / 32؛ و النووي في «شرح المهذّب» ج 1/ 56.

(2) - «التبيان في آداب حملة القرآن» / 43؛ «مجمع الزوائد» ج 8/ 59؛ «الترغيب و الترهيب» ج 4/ 59، و فيه:

«أكرم المجالس ما استقبل به القبلة، و إنّ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة» ؛ و الجملة الأخيرة في «تحف العقول» / 26؛ و «بحار الأنوار» ج 77/ 130، الحديث 34، نقلا عنه. و في «بحار الأنوار» ج 75/ 469، الحديث 4- نقلا عن كتاب «الغايات» - أيضا: «قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: إنّ لكلّ شي ء شرفا و إنّ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة» ؛ و مثله في «أدب الإملاء و الاستملاء» / 44- 45.

6 نيّة تعليم العلم و تبليغ الأحكام قبل شروع الدرس

السادس: أن يَنْوِيَ قبلَ شروعه بل حينَ خروجِهِ مِنْ منزله تعليمَ العلم و نشرَه، و بَثَّ الفوائِد الشرعيَّةِ، و تبليغَ الأحكامِ الدينيَّةِ التي أؤْتُمِنَ عليها و أُمِرَ ببيانها، و الازديادَ في

العلم بالمذاكرة، و إظهارَ الصواب و الرجوعَ إلي الحقِّ، و الاجتماعَ علي ذكر الله تعالي، و الدعاءَ للعلماء الماضين و السلف الصالحين، و غيرَ ذلك ممّا يحَْضُرُه مِنَ المقاصد؛ فإنّ

بِإحضارها بالبال و كَثْرتِها يَزيد ثوابُ العمل، فإنّما الأعمال بالنيّات.

وليس المراد بالنيَّةِ أنْ يَقولَ: أفعل كذا لأجل كذا، و يُرَتِّبَ لها ألفاظاً مخصوصةً، بل المراد بها بَعْثُ النفس و تصميمُ العزم علي الفعل المخصوص، لغرض التقرُّبِ إلي الله تعالي و طلب الزُلْفي لديه، حتّي لو تَلَفَّظَ و قال:

أفعل ذلك للّه تعالي، و الله مُطَّلِعٌ علي قلبه يقصِدُ غيرَ ذلك كقصد الظهور في المحافل و ارتفاعِ الصِيْتِ و الترجيحِ علي الأمثال و النُظَراءِ فهو مُخادِعٌ لِله تعالي مُراء للناس، و الله مُطَّلِعٌ علي فَساد نِيَّتِهِ و خُبْثِ طَوِيَّتِهِ، فَيَسْتَحِقّ العقوبةَ علي هذه الذنوب و إنْ كانَتْ بمظهر العبادة.

أصْلَحَ الله تعالي بفضله و كرمه أعْمالَنا و سَدَّدَنا في أقوالِنا و أخْلَصَ سَرائِرَنا و مقاصِدَنا بمنِّهِ و فَضْلِهِ.

7 الاستقرار علي سمت واحد و الصيانة عن الزحف و كثرة المزاح

السابع أن يستقر علي سمت واحد مع الإمكان

فيصون بدنه عن الزحف و التنقل عن مكانه و التقلقل و يديه عن العبث و التشبيك بهما و عينيه عن تفريق النظر بلا حاجة. و يتقي كثرة المزاح و الضحك فإنه يقلل الهيبة و يسقط الحرمة و يزيل

منية المريد، ص: 208

الحشمة و يذهب العزة من القلوب و أما القليل من المزاح فمحمود كما كان يفعله النبي ص «1» و من بعده من الأئمة المهدِيِّينَ (2) ؛ تأنيساً للجُلَساء و تأليفاً للقلوب.

وقريبٌ منه الضِحْكُ

فقد كان النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم) يَضْحَكُ حتّي تَبْدُو نواجِذُهُ (3)

و لكن لا يَعْلُو الصوتُ (4) ، و الْعَدْلُ التَّبَسُّمُ.

*****[هامش]

(1) - «مكارم الأخلاق» / 21؛ «إحياء علوم الدين» ج 2/ 319.

(2) - قال ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» ج 1/ 25- 26، في وصف مولانا أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلّين: «و أمّا

سجاحة الأخلاق و بشر الوجه و طلاقة المحيّا و التّبسّم، فهو: المضروب به المثل فيه حتّي عابه بذلك أعداؤه؛ قال عمرو بن العاص لأهل الشام: إنّه ذو دعابة شديدة. و قال عليّ عليه السّلام في ذاك: عجبا لابن النابغة! يزعم لأهل الشام أنّ فيّ دعابة و أنّي امرؤ تلعابة، أعافس و أمارس! و عمرو بن العاص إنّما أخذها عن عمر بن الخطّاب لقوله له لمّا عزم علي استخلافه: للّه أبوك لو لا دعابة فيك! إلّا أنّ عمر اقتصر عليها، و عمرو زاد فيها و سمّجها.

… قال معاوية لقيس بن سعد: رحم اللّه أبا حسن؛ فلقد كان هشّا بشّا ذا فكاهة، قال قيس: نعم، كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يمزح و يبتسم إلي أصحابه، و أراك تسرّ حسوا في ارتغاء، و تعيبه بذلك! أما و اللّه لقد كان مع تلك الفكاهة و الطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسّه الطّوي، تلك هيبة التّقوي، و ليس كما يهابك طغام أهل الشام!

و قد بقي هذا الخلق متوارثا متناقلا في محبّيه و أوليائه إلي الآن، كما بقي الجفاء و الخشونة و الوعورة في الجانب الآخر، و من له أدني معرفة بأخلاق الناس و عوائدهم يعرف ذلك».

(3) - «مكارم الأخلاق» / 21؛ «إحياء علوم الدين» ج 2/ 325. و راجع «سنن الترمذي» ج 5/ 601، كتاب المناقب، الباب 10، الحديث 3641 و 3642. و انظر الأحاديث التي حول الضحك و الدعابة في «الكافي» ج 2/ 663- 665، كتاب العشرة، باب الدعابة و الضحك؛ و «بحار الأنوار» ج 76/ 58- 61، كتاب العشرة، الباب 106.

(4) - قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام في الخطبة التي يصف فيها المتقين:

«… و إن ضحك لم يعل صوته» («نهج البلاغة» ص 306، الخطبة 193).

8 الجلوس في موضع يبرز و جهه فيه لجميع الحاضرين

الثامن: أنْ يجلِسَ في موضع يَبْرُزُ وجهُه فيه لجميع الحاضرين، و يَلْتَفِتَ إليهم التفاتاً خاصّاً بحسب الحاجة للخطاب، و يُفَرِّقَ النظرَ عليهم، و يَخُصَّ مَنْ يُكَلِّمُه أو يَسْأَلُه أو يَبْحَثُ معه علي الوجه بمزيد التفات إليه و إقبال عليه، و إنْ كان صغيراً أو وضيعاً؛ فإنَّ تخصيص المترفِّعين مِن أفعال المتجبِّرين و الْمُرائِينَ. و القارئُ مِن الحاضرين في حكمِ الباحث، فَيَخُصُّه بما يَتَعلَّقُ بدرسه، و يُعْطِي غيرَه مِن الخطاب و النظر بحسب حاله و سؤاله.

9 حسن خلقه مع جلسائه و القيام لهم

التاسع: أن يُحَسِّنَ خُلُقَه مع جُلَسائِه زيادةً علي غيرهم، و يُوَقِّرَ فاضِلَهم بعلم أو سِنٍّ أو صَلاح أو شَرَف و نحوِ ذلك، و يَرْفَعَ مجالسَهُمْ علي حسبِ تقديمهم في الإمامة (1) ، و يَتَلَطَّفَ بالباقين، و يُكْرِمَهُمْ بحُسْن السلام و طَلاقَةِ الوجه و البَشاشَةِ و الابتسام، و بالقيام لهم علي سبيل الاحترام و لا كَراهَةَ فيه بوجه. و إن كان في بعض الأخبار ما يوهمه «2» و تحقيقه في غير هذا المحل.

منية المريد، ص: 210

*****[هامش]

(1) - الظاهر أنّه يريد تقديمهم في إمامة الجماعة، و هو- كما في «شرح اللمعة» ج 1/ 391- 393- هكذا. «… و يقدّم الأقرأ من الأئمّة … فالأفقه … فإن تساووا في الفقه و القراءة فالأقدم هجرة من دار الحرب إلي دار الإسلام … و في زماننا قيل هو السبق إلي طلب العلم، … فإن تساووا في ذلك سنّ مطلقا أو في الإسلام … فإن تساووا فيه فالأصبح وجها … و لم يذكر هنا ترجيح الهاشمي، لعدم دليل صالح لترجيحه، و جعله في «الدروس» بعد الأفقه، و زاد بعضهم في المرجّحات بعد ذلك الأتقي و الأورع … و بعض هذه المرجّحات ضعيف المستند و لكنّه مشهور».

(2)

- لعلّه يقصد بذلك- كما يظهر من «أدب الإملاء و الاستملاء» / 34- مثل ما روي في «سنن أبي داود» ج 4/ 358، كتاب الأدب، الحديث 5230: «عن أبي أمامة، قال: خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، متوكّئا علي عصا، فقمنا إليه، فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظّم بعضها بعضا». (و مثله في «سنن ابن ماجة» ج 2/ 1261، كتاب الدعاء، الباب 2، الحديث 3836، عن أبي أمامة) ؛ أو ما روي في «سنن الترمذي» ج 5/ 90، كتاب الأدب (44) ، الباب 13، الحديث 2754-؛ و «مكارم الأخلاق» / 16؛ و «إحياء علوم الدين» ج 2/ 181- عن حميد بن أنس قال: لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، قال: و كانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك». أو يقصد ما روي في «كتاب سليم بن قيس» - كما في «بحار الأنوار» ج 75/ 466، الحديث 14- من أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

«أيّها الناس! عظّموا أهل بيتي في حياتي و من بعدي و أكرموهم و فضّلوهم؛ فإنّه لا يحلّ لأحد أن يقوم من مجلسه لأحد إلّا لأهل بيتي».

و ممّا يدلّ علي عدم الكراهة- فيما نحن فيه- ما رواه البرقي في «المحاسن» / 233، الحديث 186، و العلامة المجلسي، قدّس اللّه نفسه الزكيّة، في «بحار الأنوار» ج 75/ 466- 467، الحديث 13 نقلا عن «المحاسن»: «عن إسحاق بن عمّار، قال قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: من قام من مجلسه تعظيما لرجل؟ قال: مكروه إلّا لرجل في الدين». و قال الغزالي في «إحياء علوم

الدين» ج 2/ 181: «و القيام مكروه علي سبيل الإعظام لا علي سبيل الإكرام» ؛ و لعلّه يجمع بذلك بين الأحاديث المتعارضة، فتأمّل. و قال النووي في «شرح المهذّب» ج 1/ 56: «و قد ينكر القيام من لا تحقيق عنده، و قد جمعت جزء فيه الترخيص فيه و دلائله، و الجواب عمّا يوهم كراهته». و قال أيضا في «الأذكار» / 239: «و أمّا إكرام الداخل بالقيام، فالذي نختاره أنّه مستحب لمن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو صلاح أو شرف، … و يكون هذا القيام للبرّ و الإكرام و الاحترام لا للرئاء و الإعظام، و علي هذا الذي اخترناه استمرّ عمل السلف و الخلف، و قد جمعت في ذلك جزء جمعت فيه الأحاديث و الآثار و أقوال السلف و أفعالهم الدالّة علي ما ذكرته، ذكرت فيه ما خالفها و أوضحت الجواب عنه، فمن أشكل عليه من ذلك شي ء و رغب في مطالعة ذلك الجزء رجوت أن يزول إشكاله، إن شاء اللّه تعالي».

- راجع أيضا «أدب الإملاء و الاستملاء» / 34- 35، 137- 138؛ «فتح الباقي» ج 2/ 209- 210؛ «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 209- 210.

10 تلاوة القرآن و الدعاء و نحوه قبل الشروع في الدرس

العاشر: (1)

أن يُقَدِّمَ علي الشروع في البحث و التدريس تِلاوةَ ما تَيَسَّرَ من القرآن العظيم تَيَمُّناً و تَبَرُّكاً، و يَدْعُوَ عقيبَ القِراءَةِ لنفسه و للحاضرين و لسائر المسلمين، ثمَّ يَسْتَعِيذَ بالله من الشيطان الرجيم، و يُسَمِّيَ الله تعالي و يَحْمَدَه، و يُصَلِّيَ و يُسَلِّمَ علي النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم) و علي آله و أصحابهِ، ثُمَّ يَدْعُوَ للعلماء الماضين و السلفِ الصالحين، و لمشايخه خاصَّةً و لوالديه و للحاضرين.

وإنْ كان في مَدْرَسَة و نحوِها دعا

لِواقِفِ المكانِ. و هذا و إنْ لَمْ يَرِدْ به نَصٌّ علي الخصوص، لكن فيه خيرٌ عظيمٌ و بركةٌ، و المحلُّ موضعُ إجابة، و فيه اقتداءٌ بالسلف من العلماء، فقد كانوا يَسْتَحِبُّونَ ذلك. (2)

وذكر بعض العلماء (3) أنّه يقول من جملة الدعاء:

اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُضِلَّ أوْ أُضَلَّ أوْ أزِلَّ أوْ أُزَلَّ أوْ أظْلِمَ أوْ أُظْلَمَ أو أجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ. اللهُمَّ انْفَعْني بِما عَلَّمْتَني و عَلِّمْني مايَنْفَعُني وَ زِدْني عِلْماً، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ عَلي كُلِّ حال، اللهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْم لا يَنْفَعُ، و من قَلْب لا يَخْشَعُ، و من نَفْس لا تَشْبَعُ، و من دُعاء لا يُسْمَعُ. (4)

و كان بعض العلماء «5» يختار قراءة سورة الأعلي و يزعم أنه متأس و متفأل بما فيها من قوله الْأَعْلَي و قوله قَدَّرَ فَهَدي و قوله سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسي و قوله فَذَكِّرْ و قوله

منية المريد، ص: 211

صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي «6»

ورُوِيَ أنّ من اجتمع مع جماعة، و دعا يكون من دعائه:

اللهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بَيْنَنا وَ بَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، و من طاعَتِكَ ما تُبَلِّغنا بِهِ جَنَّتَكَ، و من الْيَقِينِ ما تُهَوّنُ بِهِ عَلَيْنا مَصائِبَ الدُّنْيا.

اللهُمَّ مَتِّعْنا بِأسْماعِنا وَ أبْصارِنا و قُوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا، و اجْعَلْهُ الْوارِثَ مِنّا، وَاجْعَلْ ثارَنا عَلي مَنْ ظَلَمَنا، وَ انْصُرْنا عَلي مَنْ عادانا، وَ لا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا في دِيِنِنا، وَ لا تَجْعَلْ دُنْيانا أكْبَرَ هَمِّنا وَ لا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَ لا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا. (7)

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 34- 35؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 56.

(2) - انظر «شرح المهذّب» ج 1/ 56؛ «مقدّمة ابن الصلاح» / 365؛ «الخلاصة في أصول الحديث» / 144.

(3) -

هو النووي في «شرح المهذّب» ج 1/ 56.

(4) - الدعاء مرويّ في «سنن ابن ماجة» ج 1/ 92، المقدّمة، الباب 23، الحديث 250، و ج 2/ 1260، كتاب الدعاء، الباب 2، الحديث 3833؛ و «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 195؛ و «سنن أبي داود» ج 4/ 325، كتاب الأدب، الحديث 5094؛ و «الجامع الصغير» ج 1/ 59، حرف الهمزة؛ و «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 104، في كلّ منها روي بعض هذا الدعاء؛ و الشطر الأخير منه في «مفاتيح الجنان» / 17، في تعقيب صلاة العصر أيضا، نقلا عن «مصباح المتهجّد».

(5) - قال في «فتح الباقي» ج 2/ 214: «… و اختار شيخنا تبعا للناظم [يعني العراقي أن تكون سورة الأعلي بمناسبة سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسي .

(6) - سورة الأعلي (87): 1، 3، 6، 9، 19.

(7) - الدعاء مرويّ في «سنن الترمذي» ج 5/ 528، كتاب الدعوات (45) ، الباب 80، الحديث 3502؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 107؛ «عيون الأخبار» ج 2/ 279- 280؛ «الأذكار» / 265- 266؛ «الجامع الصغير» ج 1/ 59، حرف الهمزة؛ «عوالي اللآلي» ج 1/ 159- 160؛ «مفاتيح الجنان» / 164- 165، في أعمال الليلة الخامسة عشرة من شهر شعبان.

11 تفهيم الدرس بأيسر الطرق و أعذب ما يمكنه من الألفاظ

الحادي عَشَرَ: أنْ يَتَحَرّي تفهيمَ الدرسِ بأيْسَرِ الطُرُقِ، وَ أعْذَبِ مايُمْكِنُه من الألفاظ، مُتَرسِّلاً مُبَيِّناً مُوَضِّحاً، مُقَدِّماً ما ينبغي تقديمُهُ، مُؤخِّراً ما ينبغي تأخيُره، مُرَتِّباً مِن المقدِّماتِ ما يَتَوَقَّفُ عليها تحقيقُ المحلِّ، واقفاً في موضِعِ الوقف، مُوصِلاً في موضِع الوصل، مُكَرِّراً ما يُشْكِلُ مِنْ معانيه و ألفاظه مع حاجةِ الحاضرين أو بعضِهم إليه، و إذا فَرَغَ مِنْ تقرير المسألة سَكَتَ قليلاً حتّي يَتَكَلَّمَ مَنْ في نفسه كلامٌ عليه.

ولا يَذْكُرْ

(1) في الدرس شبْهَةً في الدين، و يُؤَخِّر الْجَوابَ عنها إلي درس آخَرَ، بل يَذْكُرُهما جميعاً أو يؤَخِّرُهما جميعاً، سيَّما إذا كان الدرسُ يَجْمَعُ الخاصَّ و العامَّ، و من يُحْتَملُ أنْ لا يَعودَ إلي ذلك المقام، فتَقَعُ الشبهةُ في نفسه و لا يَتَّفِقُ له جوابُها، فيَصيرُ سبباً في فِتْنَتِهِ.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 38.

12 تقديم الأشرف فالأشرف من الدروس إذا تعدَّدَتْ

الثاني عَشَرَ: (1) إذا تَعَدِّدَتِ الدروسُ، فَلْيُقَدِّمْ منها الأشرفَ فالأشرفَ و الأهمَّ فالأهمَّ، فَيُقَدِّمُ أُصولَ الدين ثمّ التفسيرَ ثمَّ الحديثَ ثمَّ أُصولَ الفقه ثمّ الفقهَ ثمّ النحوَ ثمّ المعانيَ، و علي هذا قياسُ باقي العلوم بحسب مَرْتَبَتِها و الحاجةِ إليها.

و سيأتي (2) إن شاء الله ما يُعِينُ علي هذا الترتيب في باب يَخُصُّه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 35- 36.

(2) - في المطلب الثالث من الخاتمة.

13 عدم تطويل مجلسه تطويلاً مملاً و عدم تقصيرة تقصيراً مخلاً

الثالثَ عَشَرَ: (1)

أنْ لا يُطَوِّلَ مجلسَه تطويلاً يُمِلُّهم، أو يَمْنَعُهم فهمَ الدرس أو ضبطَه؛ لأنّ المقصودَ إفادتُهم و ضبطُهم، فإذا صاروا إلي هذه الحالة فاتَ المقصودُ.

ولا يُقَصِّرُه تقصيراً يُخِلُّ ببعض تقريره أو ضَبْطِه أو فَهْمِه؛ لفوات المقصود. و يراعي في ذلك مصلحة الحاضرين في الفائدة و التطويل و استيفاء الأقسام في التقسيم إذا كانوا من أهله.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 38.

14 عدم الاشتغال بالدرس و به ما يشوش فكره

الرابعَ عَشَرَ: أنْ لا يَشْتَغِلَ بالدرس، و به ما يُزْعِجُه و يُشَوِّشُ فِكْرَه، مِنْ مَرَض أو جُوع أو عَطَش أو مُدافَعَةِ حَدَث أو شِدَّةِ فَرَح أو غَمٍّ أو غَضَب أو نُعاس أو قَلَق أو بَرْد أو حَرٍّ مُؤْلمِيْنِ؛ حَذَراً مِنْ أنْ يَقْصُرَ عن استيفاء المطلوبِ من البحث، أو يُفْتِيَ بغير الصَواب.

15 عدم كون مايؤذي الحاضرين في مجلسه

الخامسَ عَشَرَ: أنْ لا يكونَ في مجلسه ما يُؤْذي الحاضرينَ مِنْ دُخان أو غُبار أو صوت

مُزْعِج، أو شمس موجبة لِلْحَرِّ الشديدِ، أو نحوِ ذلك ممّا يمنَعُ مِنْ تأدية المطلوبِ، بل يكونَ واسعاً مَصُوناً عن كلِّ ما يَشْغَلُ الفِكْرَ و يُشَوِّشُ النَّفْسَ؛ لِيَحْصُلَ فيه الغرضُ المطلوبُ.

16 مراعاة مصلحة الجماعة في تقديم وقت الحضور و تأخيره

السادس عَشَرَ: (1)

مراعاة مصلحةِ الجَماعةِ في تقديم وقت الحضور و تأخيره في النهار، إذا لم يكن عليه فيه ضرورةٌ و لا مزيدُ كُلْفَة، و من الضرورة الاشتغال في الوقت الصالح بالمطالعة و التصنيف، حيث يكونُ الاشتغالُ به أولي مِن التدريس.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 44.

17 عدم رفع صوته زيادة علي الحاجة و عدم حفضه

السابع عَشَرَ: (1)

أنْ لا يرفَعَ صوتَه زيادةً علي الحاجة، و لا يَخْفِضَه خَفْضاً يمنَعُ بعضَهم مِنْ كمالِ فهمه، و قد رُوي عن النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم): «إنّ الله يُحِبُّ الصَوْتَ الْخَفِيضَ، و يُبْغِضُ الصَوْتَ الرَفِيعَ.» (2)

والأولي أنْ لا يجاوِزَ صوتُه مجلسَه، و لا يَقْصُرَ عن سَماع الحاضرين. فإن حضر فيهم ثقيل السمع فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمعه و قد روي في فضيلة ذلك حديث «3».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 39.

(2) - رواه الخطيب البغداديّ في «الجامع لاخلاق الراوي و آداب السامع [أو: آداب الواعي » كما في «تذكرة السامع» / 39. و في «مسند الإمام موسي بن جعفر» عليهما السّلام، ص 43، الحديث 7: «… كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يعجبه (ظ) أن يكون الرجل خفيف الصوت و يكره أن يكون الرجل جهير الصوت». و في «الجامع الصغير» ج 2/ 120، حرف الكاف، و شرحه: «فيض القدير» ج 5/ 242، الحديث 7147: «كان صلّي اللّه عليه و آله يكره أن يري الرجل جهيرا رفيع الصوت، و كان يحبّ أن يراه خفيض الصوت». قال المناوي في شرح الحديث في «فيض القدير» ج 5/ 242؛ «أخذ منه أنّه يسنّ للعالم صون مجلسه عن اللغط و رفع الأصوات و غوغاء الطلبة و أنّه لا يرفع صوته بالتقرير فوق الحاجة …». و مثله في

«كشف الخفاء» ج 1/ 292.

و في «كنز العمّال» ج 3/ 569، الحديث 7944: «إنّ اللّه ليكره الرجل الرفيع الصوت، و يحب الرجل الخفيض الصوت».

(3) - في «ثواب الأعمال» / 168، الحديث 5؛ و «بحار الأنوار» ج 74/ 388، الباب 25، نقلا عنه: «عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: إسماع الأصمّ من غير تضجّر صدقة هنيئة.» و لم أجد غير هذا حديثا في ذلك؛ و قال في «تذكرة السامع» / 39- كالمتن-: «و روي في فضيلة ذلك حديث» و لم يذكر نصّ الحديث. نعم قال السمعاني في «أدب الإملاء و الاستملاء» / 49: «ثمّ يرفع صوته بما يريد أن يمليه.» و احتجّ لذلك بهذا الحديث:

«… عن عبد اللّه بن عمر قال: تخلّف عنّا النبيّ في سفرة سفرناها فأدركنا و قد رهقتنا الصلاة صلاة العصر، و نحن نتوضّأ فجعلنا نمسح أرجلنا، فنادي بأعلي صوته: ويل للأعقاب من النار مرّتين أو ثلاثا». و انظر شرح هذا الحديث في «فيض القدير» ج 6/ 366- 367، الحديث 9643؛ و انظر أيضا «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 169.

18 صيانة مجلسه عن اللَّغط و اختلاف جهات البحث

الثامن عَشَرَ: (1)

أن يَصُونَ مجلسَه عن اللَغَطِ فإنّ الْغَلَطَ تحت اللَغَطِ و عن رفعِ الأصواتِ و سوء الأدب في المباحثة، و اختلاف جِهات البحث، و العدولِ عن المسألةِ إلي غيرها قبلَ إكمالها.

فإذا ظهر مِنْ أحد الباحثين شيءٌ مِن مَبادِئ ذلك تَلَطَّفَ في دفعه قبل انتشاره و ثَوَرانِ النفوس، و يَذْكُرُ لجملة الحاضرين ما يقتضي قبحَ الانتقالِ المذكورِ، و أنّ المقصودَ اجتماعُ القلوب علي إظهار الحقِّ و تحصيلِ الفائدةِ و الصفاء و الرِفْق، و استفادةِ البعض من البعض، و يُذَكِّرهم ما جاء في ذمِّ المماراة و المنافسة و الشَحْناء، سيّما أهلِ

العلم المتَّسِمِينَ به، و أنَّ ذلك سببُ الْعَداوَة و الْبَغْضاءِ، و أنّ الواجبَ كونُ الاجتماع خالصاً للّه تعالي لِيُثْمِرَ الفائدةَ في الدنيا و السعادةَ في الأُخري.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 40- 41؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 57.

19 زجر من تعدّي في بحث أو ظهر منه ترك إنصاف

التاسعَ عَشَرَ: أن يَزْجُرَ من تَعدّي في بحثه أو ظَهَرَ منه لَدَدٌ أو سوءُ أدب أو تركُ إنصاف بعد ظهور الحقِّ، أو أكْثَرَ الصِياحَ بغير فائدة، أو أساءَ أدَ بَه علي غيره من الحاضرين أو الغائبين، أو تَرَفَّعَ علي من هو أولي منه في المجلس، أو نامَ أو تَحَدَّثَ مع غيره حالةَ الدرس بما لا ينبغي، أو ضَحِكَ أو اسْتَهْزَأَ بأحد أو فَعَلَ ما يُخِلُّ بأدبِ الطالب في الْحَلْقَةِ. و سيأتي تفصيلُه (1) إن شاء الله تعالي.

هذا كُلُّه إذا لم يَتَرتَّبْ علي ذلك مَفْسَدَةٌ تَرْبُو عليه، و هذا النوع مغايِرٌ لِما مَرَّ مِن زَجْرِهم و كَفِّهم عن مساوئ الأخلاق؛ لأنّ هذا خاصٌّ بالدرس و ذاك بما يَتَعَلَّقُ بشأن أنفسهم و إن كان يُمْكِنُ إدراجُه فيه، إلاّ أنّ الاهتمام بشأنه حَسَّنَ ذِكْرَه علي الخصوص.

*****[هامش]

(1) - يعني تفصيل أدب الطالب، و سيأتي في النوع الثالث من هذا الباب.

20. الإرفاق بهم في خطابهم و سماع سؤالهم

العشرون:

أنْ يُلازِمَ الإرفاقَ بهم في خِطابهم و سَماعِ سؤالهم، و إذا عَجَزَ السائلُ عن تقرير ما أوْرَدَه أو تحريرِ العبارة فيه، لحياء أو قصور و وَقَعَ علي المعني، عَبَّرَ عن مراده أوّلاً وَ بيَّنَ وجهَ إيراده، و أجابَ بما عنده.

وإن اشْتَبَهَ عليه مرادُه سألَه عن الأُمور التي يَحْتَمِلُ إرادتَه لها، فيقول له: «أتريدُ بقولك كذا؟» فإن قال:

«نعم»: أجابه، و إلاّ ذَكَرَ مُحْتَملاً آخَرَ.

وإنْ سأل عن شيء ركيك، فلا يَسْتَهْزِئُ به و لا يَحْتَقِرُ السائلَ؛ فإنَّ ذلك أمر لا حِيلةَ فيه، وَ يَتَذَكَّرُ أنّ الجميعَ كانوا كذلك ثمَّ تَعَلَّمُوا وَ تَفَقَّهُوا.

21. التودد للغريب و الانبساط له

الحادي و العشرون: (1)

أنْ يَتَوَدَّدَ لغريب حضَرَ عنده، وَ يَنْبَسِطَ له لِيَنْشَرِحَ صدرُه؛ فإنّ للقادمِ دَهْشَةً سيّما بين يَدَيِ العلماءِ. و لا يُكْثِرَ النظرَ و الالتفاتَ إليه استغراباً له؛ فإنّ ذلك يُخَجِّلُه و يَمْنَعُه مِن المساءلة و المشارَكَةِ في البحث إنْ كان مِن أهله.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 43- 44.

22. الإمساك عن مسألة شرع فيها إذا أقبل بعض الفضلاء حتي يجلس

الثاني و العشرون:

إذا أقْبَلَ بعضُ الفضلاء، و قد شرع في مسألة أمْسَكَ عنها حتّي يَجْلِسَ، و إن جاء و هو يَبْحَثُ أعادَها له أو مقصودَها، و إذا أقبل و قد بَقِيَ للفَراغ و قيامِ الجماعة بقدر ما يَصِلُ إلي المجلس، فَلْيُؤَخِّرْ تلك البقيَّةَ؛ وَ يَشْتَغِلْ عَنْها ببحث أو غيرهِ إلي أن يَجْلِسَ، ثُمَّ يُعيِدُها أو يُتَمِّمُ تِلْكَ البَقيَّةَ؛ كيلا يَخْجَلَ المقبِلُ بقيامهم عند جلوسه.

23. قول «لا أدري» و مثله إذا سئل عن شيء لا يعرفه

الثالثُ و العشرون: (1)

و هو مِنْ أهمِّ الآداب إذا سُئِلَ عن شيء لا يَعْرِفهُ، أو عَرَضَ في الدرس مالا يَعْرِفُه، فلْيَقُلْ: لا أعرفه، أو لا أتَحَقَّقُهُ، أو لا أدري، أو حتّي أُراجِعَ النظرَ في ذلك.

ولا يَسْتَنْكِف عن ذلك؛ فمِنْ عِلْمِ العالم أن يقولَ فيما لا يعلم: «لا أعلمُ، و الله أعْلَمُ».

قال عليّ (عليه السلام): «إذا سُئِلْتُمْ عَمّا لا تَعْلَمُونَ فَاهْرَبُوا» قالوا: وَ كَيْفَ الْهَرَبُ؟ قالَ: «تَقُولُونَ: الله أعْلَمُ.» (2)

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا وَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُسْرِعُ [لَيَشْرَعُ بِالْآيَةِ مِنَ الْقُرْآنِ يَخِرُّ فِيهَا أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ [وَ الْأَرْضِ «3»

و عن زُرارَة بنِ أعْيَنَ قال:

سَأَلْتُ أبا جَعْفَر (عليه السلام): ما حَقُّ اللهِ عَلَي الْعِبادِ؟ قالَ: «أنْ يَقُولُوا ما يَعْلَمُونَ، وَ يَقِفُوا عِنْدَ مالا يَعْلَمُون» (4)

و عن الصادقِ (عليه السلام):

منية المريد، ص: 216

إنَّ اللهَ خَصَّ عِبادَهُ بِآيَتَيْنِ مِنْ كِتابِهِ: أنْ لا يَقُولُوا حَتّي يَعْلَمُوا، و لا يَرُدُّوا ما لَمْ يَعْلَمُوا، قالَ الله عَزَّ وَ جَلَّ: (ألْمَ يُؤْخَذْ عَلَيْهمْ مِيثاقُ الْكِتاب أنْ لا يَقُولُوا عَلَي الله إلاَّ الْحَقَّ) (5) وَ قالَ: (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه). (6)

" وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا تَرَكَ الْعَالِمُ

لَا أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ «7»

" وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا سُئِلَ أَحَدُكُمْ عَمَّا لَا يَدْرِي فَلْيَقُلْ لَا أَدْرِي فَإِنَّهُ ثُلُثُ الْعِلْمِ «8»

و قال آخر لا أدري ثلث العلم «9».

و قال بعضُ الفضلاء: «ينبغي للعالم أنْ يُوْرِثَ أصْحابَه لا أدري.» (10) و معناه أنْ يُكْثِرَ منها لِتَسْهلَ عليهم و يَعْتادُوها، فيستعملوها في وقت الحاجة.

و قال آخر تعلم لا أدري فإنك إن قلت لا أدري علموك حتي تدري و إن قلت أدري سألوك حتي لا تدري «11».

منية المريد، ص: 217

و اعلم أنّ قولَ العالِم: «لا أدري» لا يَضَعُ مَنْزِلَتَه، بل يَزِيدُها رِفْعَةً و يزيدُه في قلوب الناس عَظَمَةً، تفضُّلاً من الله تعالي عليه، و تعويضاً له بالتزامه الحقّ، و هو دليلٌ واضحٌ علي عظمة محلِّه و تقواه و كمالِ معرفتِهِ. و لا يَقْدَحُ في المعرفة الجهلُ بمسائلَ معدودَة.

وإنّما يُسْتَدَلُّ بقوله:

«لا أدري» علي تقواه، و أنَّه لا يُجازِفُ في فتواه، و أنّ المسألةَ مِنْ مشكلاتِ المسائل.

وإنّما يَمْتَنِعُ مِنْ «لا أدري» مَنْ قَلَّ عِلْمُه و عَدِمَتْ تقواه و ديانتُه؛ لأنّه يَخافُ لقصوره أنْ يَسْقُطَ من أعْيُنِ الناس، و هذه جَهالةٌ أُخري منه؛ فإنّه بإقدامه علي الجواب فيما لا يَعْلَمُ يَبُوءُ بالإثم العظيم، و لا يَصْرِفُه عمّا عُرِفَ به مِن الْقُصُور، بل يُسْتَدَلُّ به علي قُصورِه، و يُظْهِرُ الله تعالي عليه ذلك بسبب جرأته علي التقوُّلِ في الدين تصديقا.

لِمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ مَنْ أَفْسَدَ جَوَّانِيَّهُ أَفْسَدَ اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ «12».

و من المعلوم أنّه إذا رُؤِيَ المحقِّقونَ يقولونَ في كثير من الأوقات: «لا أدري» و هذا المسكينُ لا يقولُها أبداً، يُعلَمُ آن هم يَتَوَرَّعُونَ لدينهم و تقواهم، و أنّه يُجازِفُ لِجَهْلِه و قِلَّةِ دينه، فيقعُ فيما فَرَّ منه،

و اتَّصَفَ بما احْتَرَزَ عنه لفَسادِ نِيَّتِهِ و سوء طَوِيَّتِهِ.

وَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ ص الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ «13».

منية المريد، ص: 218

و قد أدب الله تعالي العلماء بقصة موسي و الخضر ع حين لم يرد موسي ع العلم إلي الله تعالي لما سئل هل أحد أعلم منك «14» بما حكاه الله عنهما من الآيات المؤذنة «15» بغاية الذل من موسي ع و غاية العظمة من الخضر ع و سيأتي «16» إن شاء الله تعالي في هذه الرسالة جملة من نكت القصة.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 42- 43؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 57- 58.

(2) - «سنن الدارميّ» ج 1/ 63.

(3) - «الكافي» ج 1/ 42، كتاب فضل العلم، باب النهي عن القول بغير علم، الحديث 4، و فيه: «لينتزع الآية» بدل «ليسرع بالآية» ؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 119، الحديث 25- نقلا عن «المحاسن» - و فيه «لينتزع بالآية».

(4) - «الكافي» ج 1/ 43، كتاب فضل العلم، باب النهي عن القول بغير علم، الحديث 7؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 113، الحديث 2، عن «أمالي الصدوق».

(5) - سورة الأعراف (7): 169.

(6) - سورة يونس (1): 39. و الحديث في «الكافي» ج 1/ 43، كتاب فضل العلم، باب النهي عن القول بغير علم، الحديث 8؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 113، الحديث 3- نقلا عن «أمالي الصدوق» - و فيه: «عيّر» بدل «خصّ».

(7) - هذا الكلام نسب إلي ابن عبّاس في «البيان و التبيين» / 207؛ و «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 172؛ و «تذكرة السامع» / 42؛ و «صفة الفتوي» / 7؛ و «أدب الدنيا و الدين» / 82؛ و غيرها. و في «قوت

القلوب» ج 1/ 136:

«قال عليّ بن الحسين و محمّد بن عجلان: إذا أخطأ العالم قول لا أدري أصيبت مقالته» ؛ و في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 61: «قال ابن مسعود: … جنّة العالم لا أدري، فإن أخطأها فقد أصيبت مقاتله» ؛ و نسب إلي محمّد بن عجلان في «صفة الفتوي» / 7؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 10؛ و «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 173 أيضا؛ و لكن هذا كلام مولانا و مولي الموحدين يعسوب الدين أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلّين، روي في «نهج البلاغة» ص 482، قسم الحكم، الحكمة 85؛ و «غرر الحكم» ج 5/ 377، الحديث 8835؛ و «بحار الأنوار» ج 2/ 122، الحديث 41، نقلا عن «نهج البلاغة» ؛ و هذا نصّه: «من ترك قول لا أدري أصيبت مقاتله».

(8) - «تذكرة السامع» / 42؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 180.

(9) - «تذكرة السامع» / 42.

(10) - «تفسير القرطبيّ» ج 1/ 286؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 57؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 173 و فيه: «… أخبرني مالك ابن أنس أنّه سمع عبد اللّه بن يزيد ابن هرمز، يقول: ينبغي للعالم … الخ».

(11) - «قوت القلوب» ج 1/ 96؛ «أعلام الموقّعين» ج 4/ 278؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 68؛ «صفة الفتوي» / 9، و القائل أبو الذيال، كما في المصدرين الأخيرين.

(12) - في «مشكاة الأنوار» / 321: «قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: ما من عبد إلّا و له جوّانيّ و برّانيّ، فمن أصلح جوّانيّه أصلح اللّه برّانيّه، و من أفسد جوّانيّه أفسد اللّه عليه برّانيّه …» ؛ و في «النهاية» ج 1/ 319: «و

في حديث سلمان رضي اللّه عنه: إنّ لكلّ امرئ جوّانيّا و برّانيّا، فمن يصلح جوّانيّه يصلح اللّه برّانيّه، و من يفسد جوّانيّه يفسد اللّه برّانيّه؛ أي باطنا و ظاهرا، و سرّا و علانية، و هو منسوب إلي جوّ البيت و هو داخله، و زيادة الألف و النون للتأكيد» ؛ و قال في ج 1/ 117: «… أراد بالبرّانيّ العلانية، و الألف و النون و زيادات النّسب كما قالوا في صنعاء: صنعانيّ. و أصله من قولهم خرج فلان برّا، أي خرج إلي البرّ و الصحراء. و ليس من قديم الكلام و فصيحه». و انظر أيضا «لسان العرب» ج 14/ 157، «جوا»، و ج 4/ 54، «برر».

(13) - «شرح المهذّب» ج 1/ 58؛ «سنن أبي داود» ج 4/ 300، كتاب الأدب، الحديث 4997؛ «النهاية» ج 2/ 441، و فيه: «لا يملك» بدل «لم يعط»، قال ابن الأثير في توضيح الحديث: «أي المتكثّر بأكثر ممّا عنده يتجمّل بذلك، كالّذي يري أنّه شبعان، و ليس كذلك، و من فعله فإنّما يسخر من نفسه. و هو من أفعال ذوي الزّور، بل هو في نفسه زور، أي كذب» ؛ و انظر «مجمع الأمثال» ج 2/ 150.

(14) - «صحيح البخاريّ» ج 2/ 46- 47، كتاب العلم، الحديث 73، و ج 2/ 54، الحديث 77، و ج 2/ 141- 145، الحديث 123؛ «تفسير مجمع البيان» ج 6/ 481؛ «مسند أحمد» ج 5/ 116، 117، 118؛ «صحيح مسلم» ج 4/ 1847- 1853، كتاب الفضائل (43) ، الباب 46؛ «الترغيب و الترهيب» ج 1/ 129، الحديث 1، و إليك نصّ واحد منها مع التلخيص: «… سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم

يقول: بينما موسي في ملأ من بني إسرائيل، جاءه رجل فقال له: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال موسي: لا. فأوحي اللّه إلي موسي:

بلي عبدنا خضر، فسأل موسي السبيل إليه … الخ». و مثله روي في «تفسير العيّاشي» ج 2/ 334، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(15) - سورة الكهف (18): 65- 82.

(16) - في القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص 235- 239.

24. المبادرة إلي النبيه علي فساد تقرير توهمه صواباً

الرابع و العشرون:

أنّه إذا اتَّفَقَ له تقريرٌ أو جوابٌ تَوَهَّمَه صواباً، يُبادِرْ إلي التنبيه علي فَسادِه و تبيين خطائه قبل تَفَرُّقِ الحاضرِين، و لا يَمْنَعه الحياءُ أو غَيرُه مِن المبادَرة، و تَحْمِلُهُ النفسُ الأمّارةُ بالسوء علي التأخير إلي وقت آخَرَ خال؛ فإنَّه مِنْ خُدَعِ النفس و تلبيس إبليسَ (لَعَنَه الله).

و فيه ضرر عظيم من وجوه كثيرة منها استقرار الخطأ في قلوب الطلبة و منها تأخير بيان الحق مع الحاجة إليه و منها خوف عدم حضور بعض أهل المجلس في الوقت الآخر فيستمر الخطأ في فهمه و منها طاعة الشيطان في الاستمرار علي الخطأ و هو موجب لطمعه فيه مرة ثانية و هلم جرا و مع تأديته للواجب من ذلك يفيد الطالبين ملكة صالحة تعقب خيرا عظيما يكون الراجع سببا فيه فيشارك في أجره مضافا إلي ما استحقه من الأجر بفعل ما يجب عليه فقد غنمت حركته و ربحت تجارته برجوعه إلي الحق و يرفعه الله تعالي بسبب ذلك خلاف ما يظنه الجاهل و يتوهمه الأحمق الغافل.

25. النبيه عند فراغ الدرس أو إرادته بما يدل عليه

الخامسُ و العشرون: «1»

التنبيهُ عند فَراغ الدرس أو إرادته بما يَدُلُّ عليه إنْ لم يَعْرِفْه القارئ، و قد جَرَتْ عادةُ السلف أنْ يقولوا حينئذ: «والله أعلم». «2»

و قال بعض العلماء «3» الأولي أن يقال قبل ذلك كلام يشعر بختمة الدرس كقوله هذا آخره أو ما بعده يأتي إن شاء الله تعالي و نحو ذلك ليكون قوله و الله أعلم خالصا لذكر الله تعالي و لقصد معناه و لهذا ينبغي أن يستفتح كل درس ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ليكون ذاكرا لله تعالي في بدايته و خاتمته و إذا جعل الذكر دليلا علي الفراغ لم يتمحض له.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة

السامع» / 44- 45.

(2) - «تذكرة السامع» / 44.

(3) - هو ابن جماعة الكنانيّ في «تذكرة السامع» / 44- 45.

26. ختم الدرس بذكر شيء من الحكم و المواعظ

السادس و العشرون:

أن يَخْتِمَ الدرسَ بذكر شيء مِن الرقائق و الحِكَم و المواعِظِ و تطهير الباطن، لِيَتَفَرَّقُوا عل الْخُشُوعِ و الخُضُوعِ و الإخلاص، فإنَّ البحثَ البحتَ يُورِثُ في القلوب قُوَّةً، و ربّما أعْقَبَ قَسْوَةً، فَلْيُحَرِّكْه في كلِّ وقت إلي الإقبال، و يُلاحِظْه بالاستكمال، و لا شيءَ أصلحَ مِنْ تلك الحالة.

هذا كُلُّه إذا لم يكنْ بعدَ ذلك دروسٌ حاضرةٌ بحيث يكون الاشتغال بها أولي، فَيُؤَخِّر ذلك إلي الآخِرِ حسبَ ما يقتضيه الحال.

27. ختم المجلس بالدعاء كما بدأ به

السابعُ و العشرون:

أنْ يختِمَ المجلسَ بالدعاء كما بَدَأَ به، بل هو الآنَ أولي و أقربُ إلي الإجابة؛ لما قد غَشِيَهُمْ مِن الرحمة، وَ لْيَتَضَمَّنْ دعاؤُهم الأئمَّةَ الراشدينَ و العلماءَ السابقينَ و جماعة المسلمين، و أن يَجْعَلَ أعمالَهم خالصةً لوجه الله، مُقَرِّبَةً إلي مرضاتِه.

وَ قَدْ وَرَدَ أَنَّ النَّبِيَّ كان يختِمُ مجلِسَه بالدعاء. كَانَ يَخْتِمُ مَجْلِسَهُ بِالدُّعَاء

و فيه حديث مسلسل «1» بختمه به مشهور و متنه

منية المريد، ص: 220

أَنَّهُ ص كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ وَ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا مَا أَخْطَأْنَا وَ مَا تَعَمَّدْنَا وَ مَا أَسْرَرْنَا وَ مَا أَعْلَنَّا وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَ أَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ «2»

*****[هامش]

(1) - تقدّم معني الحديث المسلسل في الصفحة 195 التعليقة 2. اعلم أنّه قد عني علماء الحديث بهذا النوع جدّا فصنّفوا فيه مصنّفات خاصّة، ذكر بعضها محمّد عبد الحيّ الكتاني في «فهرس الفهارس و الأثبات و معجم المعاجم و المشيخات و المسلسلات» المطبوع في مدينة فاس بالمغرب الأقصي؛ و جاء اسم بعضها في «الدرّ الفريد» / 133- 134، منها «عقد اللآلي في الأحاديث المسلسلة الغوالي» ؛ و «المسلسلات الكبري». و رويت في «الدرّ الفريد»

/ 133- 237، خمسة و أربعون حديثا مسلسلا. و لكن لم أجد فيه هذا الحديث المسلسل الذي أشار إليه المؤلّف رحمه اللّه، و لا في «الجواهر المكلّلة في الأحاديث المسلسلة» و لا في «المسلسلات».

(2) - هذا الدعاء روي في «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 528، 536- 537، مع اختلاف في اللفظ، إلّا أنّه لم يروه مسلسلا.

28. المكث قليلاً بعد قيام الجماعة

الثامنُ و العشرون:

أن يَمْكُثَ قليلاً بعدَ قيام الجَماعة؛ فإنّ فيه فوائدَ و آداباً له و لهم: منها إنْ كان في نفس أحد منهم بقايا سؤال تَأَخَّرَ؛ و منها إنْ كان لأحد به حاجةٌ و قد صَبَرَ عليها حتّي فَرَغَ يذكرها له؛ و منها عدمُ مزاحَمَتِهِمْ و رفعُ الْكُلْفَةِ عنهم بخروجه قبلَهم، و خَفْقِ النِعَالِ خَلْفَه، و هو آفةٌ عظيمةٌ خَطِرة؛ و منها عدمُ ركوبه بينهم إنْ كان يَرْكَبُ، إلي غيرِ ذلك.

29. نصب نقيب فطن كيس لهم

التاسعُ و العشرون:

أن يَنْصِبَ لهم نَقيباً فَطِناً كَيِّساً يُرَتِّبُ الحاضرين و من يَدْخُلُ عليه علي قدرِ منازِلِهِم، و يُوقِظُ النائمَ و يُنَبِّهُ الغافلَ، و يُشِيرُ إلي ما يَنْبَغي فِعلُه و تركُه، و يأمُرُ بِسَماعِ الدروسِ و الإنصاتِ إليها لِمنْ لا يَعْرِفُ و كذلك يَنْصِبُ لهم رَئيساً آخَرَ يُعَلِّمُ الْجاهلَ، و يُعِيدُ دَرْسَ مَنْ أرادَ، و يُرْجَعُ إليه في كثير ممّا يُسْتَحْيي أنْ يُلْقي به العالِمُ مِنْ مسألة أو درس؛ فإنّ فيه ضبطاً لوقت العالم، و صَلاحاً لحال المتعلِّم.

30. الدعاء إذا قام من مجلسه بما ورد

الثلاثون: «1»

أنْ يَقُولَ إذا قام مِنْ مجلسه:

سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وَ أتُوبُ إلَيْكَ، (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَ سَلامٌ عَلَي الْمُرْسَلِينَ * وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

منية المريد، ص: 221

رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّ ص «2» وَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّ الثَّلَاثَ آيَاتٍ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ «3»

و كما يستحب ذلك للعالم يستحب لكل قائم لكنه في حقه آكد

منية المريد، ص: 223

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 45.

(2) - روي إلي قوله «و أتوب إليك» في «سنن أبي داود» ج 4/ 265، كتاب الأدب، الحديث 4859؛ «سنن الدارميّ» ج 2/ 283؛ «مسند أحمد» ج 2/ 369، ج 4/ 420، ج 6/ 77؛ «الأذكار» / 265؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 127؛ «تذكرة السامع» / 45، 236؛ «الجامع الصغير» ج 2/ 113، حرف الكاف، و فيها: «كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله إذا جلس في المجلس فأراد أن يقوم قال: سبحانك اللّهمّ و بحمدك، أشهد أن لا إلّا أنت، أستغفرك و أتوب إليك. فقالوا: يا رسول اللّه! إنّك لتقول الآن كلاما ما كنت تقوله فيما خلا.

فقال: هذا كفّارة

لما يكون في المجالس.» ؛ و قال في «فيض القدير» ج 5/ 189: «و كان السلف يواظبون عليه و يسمّي ذلك كفّارة المجلس».

(3) - يريد الآيات الثلاث الأخيرة من سورة الصافّات (37) و هي: «سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَي الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» و الرواية التي أشار إليها المؤلّف رحمه اللّه رويت في «كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 3/ 238- 239، الحديث 1132، و هذا نصّه: «قال الصادق عليه السلام: كفّارات المجالس أن تقول عند قيامك منها: سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام علي المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين». و في «الكافي» ج 2/ 496، كتاب الدعاء، باب ما يجب من ذكر اللّه عزّ و جلّ في كلّ مجلس، الحديث 3؛ «تفسير مجمع البيان» ج 8/ 463؛ «تفسير الكشّاف» ج 4/ 69؛ «الأذكار» / 265؛ «تفسير أبي الفتوح الرازيّ» ج 8/ 330؛ «عوالي اللآلي» ج 2/ 26؛ «بحار الأنوار» ج 75/ 468، الحديث 20، نقلا عن «عدّة الداعي» ؛ و غيرها عدّة روايات بهذا المضمون: «من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفي، فليقل إذا أراد أن يقوم من مجلسه: سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام علي المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين.» ؛ و في «الجامع الصغير» ج 2/ 107، حرف الكاف: «كان إذا سلّم من الصلاة قال ثلاث مرّات: سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، و سلام علي المرسلين، و الحمد للّه ربّ العالمين.»

النوع الثالث: الآداب المختصة بالمتعلم

اشاره

و هي تَنْقَسِمُ كما مر «1» ثلاثةَ أقسام: آدابُه في نفسه، و آدابُه مع شيخه، و آدابُه في مجلس درسه.

القسم الأوّل: آدابه في نفسه
اشارة

و هي أُمور:

1. تحسين نيبته و تطهير قلبه من الأدناس

الأوّل: أن يُحَسِّنَ نِيَّتَه و يُطَهِّرَ قلبَه مِن الأدناس، لِيَصْلُحَ لقبولِ العلم و حفظِه و استمرارِه، و قد تَقَدَّمَ ما يَدُلُّ عليه (1) ، لكن أُعِيدَ هنا لِيُنَبَّهَ علي كونه من أسباب التحصيل، و هناك من أسباب الفائدة الأُخرويّة.

قال بعض الكاملين تطييب القلب للعلم كتطييب الأرض للزراعة فبدونه لا تنمو و لا تكثر بركته و لا يزكو كالزرع في أرض بائرة غير مطيبة. (2)

و قال النبيُّ صلي الله عليه و آله و سلم إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَ إِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَ هِيَ الْقَلْبُ «3»

و قال سهل بن عبد الله حَرَامٌ عَلَي قَلْبٍ أَنْ يَدْخُلَهُ النُّورُ وَ فِيهِ شَيْ ءٌ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «4».

و قال عليُّ بنُ خَشْرَم: شَكَوْتُ إِلَي وَكِيعٍ «5» قِلَّةَ الْحِفْظِ فَقَالَ اسْتَعِنْ عَلَي

منية المريد، ص: 225

الْحِفْظِ بِقِلَّةِ الذُّنُوبِ «6»

و قد نَظَمَ بَعْضُهُم ذلك في بيتين فقال

شكوت إلي وكيع سوء حفظي

فأرشدني إلي ترك المعاصي

و قال اعلم بأن العلم فضل

و فضل الله لا يؤتاه عاصي (7)

*****[هامش]

(1) - تقدّم في أوّل هذا الباب، أعني الباب الأوّل.

(2) - «التبيان في آداب حملة القرآن» / 23؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 58- 59.

(3) - «صحيح البخاريّ» ج 1/ 204- 205، كتاب الإيمان، الحديث 49؛ «مسند أحمد» ج 4/ 270، 274؛ «الترغيب و الترهيب» ج 2/ 554، الحديث 1؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 23.

(4) - «تذكرة السامع» / 67. و سهل بن عبد اللّه هو أبو محمّد سهل بن عبد اللّه بن يونس التستريّ (2/ 203- 283/ 273 ه) ، انظر ترجمته و مصادر ترجمته في «وفيات الأعيان» ج 2/ 429-

430؛ و «طبقات الصوفية» / 133- 138؛ و «الأعلام» ج 3/ 143؛ و «معجم المؤلّفين» ج 4/ 284.

(5) - هو وكيع بن الجراح بن مليح (129- 197 ه) ، تجد ترجمته و مصادر ترجمته في «تهذيب التهذيب» - - ج 11/ 123- 131؛ و «الأعلام» ج 8/ 117؛ و «تذكرة الحفاظ» ج 1/ 306- 309. قال ابن حجر في ترجمته في «تهذيب التهذيب»: «قيل: ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع».

(6) - «تهذيب التهذيب» ج 11/ 129، و فيه: «قال عليّ بن خشرم [بزنة جعفر]: رأيت وكيعا و ما رأيت بيده كتابا قطّ، إنّما هو يحفظ، فسألته عن دواء الحفظ، فقال: ترك المعاصي، ما جرّبت مثله للحفظ». و انظر «روضة العقلاء» / 39.

و اعلم أنّ في جميع نسخ «منية المريد»: «علي بن حشرم» بالحاء المهملة؛ و الصواب «علي بن خشرم» بالخاء المعجمة، كما في «تهذيب التهذيب» ج 11/ 129، ج 7/ 316- 317؛ و «تدريب الراوي» ج 1/ 224. و انظر ترجمة عليّ بن خشرم (165- 257 ه) في «تهذيب التهذيب» ج 7/ 316- 317.

(7) - «تعليم المتعلّم» / 26، و البيت الثاني فيه هكذا:

«فإنّ الحفظ فضل من إله

و فضل اللّه لا يهدي لعاصي»

2. اغتنام التحصيل في الفراغ و حالة الشباب

أن يغتنم التحصيل في الفراغ و النشاط و حالة الشباب و قوة البدن و نباهة الخاطر و سلامة الحواس و قلة الشواغل و تراكم العوارض سيما قبل ارتفاع المنزلة و الاتسام بالفضل و العلم فإنه أعظم صاد عن درك الكمال بل سبب تام في النقصان و الاختلال.

قال بعضهم تفقّهوا قبل أن تسوّدوا (1) أي تصيروا سادة فتأنفوا من التعلم أو تستحيوا منه بسبب المنزلة فيفوتكم العلم.

و قال آخر تفقه قبل أن تترأس

فإذا رأست فلا سبيل إلي التفقه. (2)

و جاء في الخبر مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ فِي صِغَرِهِ كَالنَّقْشِ عَلَي الْحَجَرِ وَ مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ فِي

منية المريد، ص: 226

كِبَرِهِ كَالَّذِي يَكْتُبُ عَلَي الْمَاءِ «3»

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا أُوتِيَ عَالِمٌ عِلْماً إِلَّا وَ هُوَ شَابٌّ «4»

. و قد نبه الله تعالي علي ذلك بقوله وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا «5» و هذا باعتبار الغالب و إلا فمن كبر لا ينبغي له أن يحجم عن الطلب فإن الفضل واسع و الكرم وافر و الجود فائض و أبواب الرحمة و الهبات مفتحة فإذا كان المحل قابلا تمت النعمة و حصل المطلوب قال الله تعالي وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ «6» و قال تعالي وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوي آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً «7». و قال تعالي حكاية عن موسي ع فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً «8» إلي غير ذلك. و قد اشتغل جماعة من السلف «9» في حال كبرهم فتفقهوا و صاروا أساطين في الدين و علماء مصنفين في الفقه و غيره فليغتنم العاقل عمره و ليحرز شبابه عن التضييع فإن بقية العمر لا ثمن لها كما قيل

بقية العمر عندي ما لها ثمن

و ما مضي غير محمود من الزمن

يستدرك المرء فيها ما أفات و يحيا

ما أمات و يمحو السوء بالحسن «10»

*****[هامش]

(1) - قاله عمر، كما في «صحيح البخاريّ» ج 2/ 41، كتاب العلم؛ «سنن الدارميّ» ج 1/ 79؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 103؛ «مختصر نصيحة أهل الحديث» / 29؛ «أدب الدنيا و الدين» / 58؛ «المحاسن و المساوئ» / 11؛ «التبيان في آداب حملة القرآن»

/ 1؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 64.

(2) - قاله الشافعي، كما في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 78، 79؛ «تذكرة السامع» / 134؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 27؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 64.

(3) - «الجامع الصغير» ج 2/ 154، حرف الميم، و شرحه: «فيض القدير» ج 5/ 509، الحديث 8138؛ «أدب الدنيا و الدين» / 57.

(4) - «مجمع الزوائد» ج 1/ 125؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 89، و قبله فيهما: «ما بعث اللّه نبيّا إلّا و هو شابّ …».

(5) - سورة مريم (19): 12.

(6) - سورة البقرة (2): 282.

(7) - سورة القصص (28): 14.

(8) - سورة الشعراء (26): 21.

(9) - منهم السكّاكي صاحب «مفتاح العلوم»، كما يقال. و في «فيض القدير» ج 5/ 509: «… قد تفقه القفال و القدوري بعد الشيب ففاقوا الشباب».

(10) - لم أقف علي ناظم البيتين.

3. قطع ما يقدر عليه من العوائق و العلائق المانعة

الثالث: «1» أن يَقْطَعَ ما يَقْدِرُ عليه مِن العوائقِ الشاغلةِ و العلائقِ المانعة عن تَمامِ الطلب و كَمالِ الاجتهاد و قُوَّةِ الجِدِّ في التحصيل، و يَرْضي بما تَيَسَّرَ مِن القُوتِ و إنْ

منية المريد، ص: 227

كان يسيراً، و بما يَسْتُرُ مثلَه مِن اللباس و إنْ كان خَلَقَاً، فبالصبر علي ضِيق العَيْشِ تُنالُ سَعَةُ العلمِ، و يُجْمَعُ شَمْلُ القلب عن مُفْتَرَقات الآمال ليتفجر عنه ينابيع الحكمة و الكمال.

قال بعض السلف «2» لا يَطْلُبُ أحَدٌ هذا العلمَ بِعِزِّ النَفْسِ فَيُفْلِح، و لكن مَنْ طلبه بِذُلِّ النفسِ و ضِيقِ العَيْشِ و خدمة العلماء أفْلَحَ.

و قال أيضا لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس. فقيل و لا الغني المكفي فقال و لا الغني المكفي «3».

و قال آخر «4» لا يَبْلُغُ أحدٌ مِن هذا العلمِ ما يُرِيدُ حتّي يَضُرَّ

به الفقرُ، و يُؤْثِرهُ علي كلِّ شيء.

و قال بعضهم «5» لا ينال هذا العلم إلا من عطل دكانه و خرب بستانه و هجر إخوانه و مات أقرب أهله فلم يشهد جنازته. و هذا كله و إن كان فيه مبالغة فالمقصود به أنه لا بد فيه من جمع القلب و اجتماع الفكر. و بالغ بعض المشايخ فقال لبعض طلبته اصبغ ثوبك حتي لا يشغلك فكر غسله «6».

و من هنا قيل العلمُ لا يُعْطِيكَ بعضَهُ حتّي تُعْطِيَه كُلَّكَ. «7».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 71- 72.

(2) - هو الشافعي كما في «المحدّث الفاصل» / 220؛ و «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 93؛ و «جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 117؛ و «تدريب الراوي» ج 2/ 141- 142؛ و «تذكرة السامع» / 71- 72؛ و «فتح الباقي» ج 2/ 224؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 59.

(3) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 94؛ «تذكرة السامع» / 72؛ «فيض القدير» ج 6/ 175؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 59؛ و راجع أيضا «حلية الأولياء» ج 9/ 119.

(4) - هو مالك بن أنس، كما في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 94؛ و «تذكرة السامع» / 72؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 59.

(5) - نقله الخطيب البغداديّ عن بعضهم في «الجامع لأخلاق الراوي و آداب الواعي [أو السامع » كما في «تذكرة السامع» / 71.

(6) - «تذكرة السامع» / 71. قال الذهبي في ترجمة شعبة بن الحجاج: «و كانت ثيابه لونها كالتراب» («تذكرة الحفاظ» ج 1/ 194).

(7) - قاله الخليل بن أحمد، كما في «محاضرات الأدباء» ج 1/ 50. و نسب إلي القيل في «الذريعة إلي مكارم الشريعة» / 117؛ و «ميزان

العمل» / 116.

4. ترك التزويج حتي قضاء و طره من العلم

الرابع: أنْ يَتْرُكَ التزويجَ حتّي يَقْضِيَ وَ طَرَه مِن العلم؛ فإنّه أكْبرُ شاغل،

منية المريد، ص: 228

و أعظمُ مانع، بل هو المانعُ جُمْلَةً. حتي قال بعضهم ذبح العلم في فروج النساء «1».

وَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ مَنْ تَعَوَّدَ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ «2»

يعني اشتغل بهن عن الكمال.

و هذا أمرٌ وِجداني مجرَّبٌ واضحٌ لا يَحتاجُ إلي الشواهد، كيف مع ما يَترتَّبُ عليه علي تقدير السلامة فيه مِن تشويش الفكر بهمّ الأولاد و الأسباب، و من المثل السائر: «لو كُلِّفْتَ بَصَلَةً ما فَهِمْتَ مَسْأَلَةً.» «3». و لا يَغْتَرُّ الطالبُ بما وَرَدَ في النكاح مِن الترغيب؛ «4» فإنّ ذلك حيثُ لا يُعارِضُه واجبٌ أولي منه؛ و لا شيءَ أولي و لا أفضلُ و لا واجبَ أضْيَقُ من العلم. سيَّما في

منية المريد، ص: 229

زماننا هذا، فإنّه و إنْ وجب علي الأعيان و الكفاية علي تفصيل، فقد وجب في زماننا هذا علي الأعيانِ مطلقاً؛ لأنّ فرض الكفاية إذا لم يَقُمْ به مَنْ فيه كفايةٌ، يَصيرُ كالواجب العَيْنيِّ في مخاطَبَةِ الكُلِّ به و تأثيمِهِم بِتَركه. كما هو محقق في الأصول.

*****[هامش]

(1) - لم أقف علي قائله و مصدره، نعم نقل في «الأنوار النعمانية» ج 4/ 312؛ و «جواهر الكلام» ج 29/ 32، و لكن لم ينسب فيهما إلي قائل معيّن. و قال في «كشف الخفاء» ج 1/ 370: «قال بعض العلماء: ضاع العلم بين أفخاذ النساء». و قال فيه ج 1/ 500 أيضا: «ذبح العلم بين أفخاذ النساء، ليس بحديث» ؛ و فيه ج 2/ 44: «ضاع العلم بين أفخاذ النساء، ليس بحديث، بل روي بمعناه عن بشر الحافي، فقال: لا يفلح من ألف أفخاذ النساء».

(2) - «قوت القلوب» ج

2/ 239؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 59. و في «إحياء علوم الدين» ج 2/ 31: «قال إبراهيم ابن أدهم: من تعوّد أفخاذ النساء لم يجئ منه شي ء» ؛ و في «حلية الأولياء» ج 8/ 11، عن إبراهيم بن أدهم:

«من أحبّ اتّخاذ [كذا] النساء لم يفلح» و فيه أيضا ج 7/ 12 عن الثوري: «من أحبّ أفخاذ النساء لم يفلح».

و إبراهيم بن أدهم هو أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور التميمي. انظر ترجمته و مصادر ترجمته في «الأعلام» ج 1/ 31.

(3) - في «تذكرة السامع» / 71: «و ممّا يقال عن الشافعي أنّه قال: لو كلّفت شراء (خ ل: إلي شراء) بصلة لما فهمت مسألة». و الظاهر أنّه ليس بمثل سائر، بل هي كلمة هو- أعني الشافعي- قائلها.

(4) - «الكافي» ج 5/ 328- 331، كتاب النكاح، و غيره. قال صاحب «الجواهر» قدّس سرّه: «… نعم ربما قيل بالتفصيل بين من كانت عبادته من الأعمال، فالتزويج أفضل منها؛ لإطلاق ما دلّ علي ذلك، و بين من كانت عبادته تحصيل العلوم الدينيّة، فهي أفضل منه، لأنّ كمال الإنسان العلم الذي هو الغرض الأصلي من خلقته- و ساق الكلام في فضيلة العلم إلي أن قال قده: - إلي غير ذلك من الفضائل التي لا تحصي كثرة علي وجه يقطع ذو الفطرة السليمة الواقف علي تمام ما ورد في فضيلة العلم و العلماء أنّه أفضل السعادات و أشرف الكمالات، و أنّه ينبغي تقديمه علي كلّ فضيلة، و إيثاره علي كلّ طاعة، سواء في ذلك التزويج و غيره، و ما ورد في الأخبار من فضل النكاح ليس ممّا يداني فضيلة العلم و لا ممّا يقاربه؛ فلا يصلح المعارضة به، و

لا الشك في أفضلية العلم بسببه، و إن لم يذكر ذلك صريحا فيما ورد به، كما هو واضح بأدني تأمّل، فالواجب حينئذ تقديمه علي ما يضادّه و يعارضه، و الاجتهاد في قطع ما يقدر عليه من العوائق الشاغلة و العلائق المانعة عن تحصيله، أو عن الاستكمال فيه، و لا ريب أنّ التزويج من أكبر الشواغل و أعظم الموانع، حتي اشتهر «أنّ العلم ذبح في فروج النساء». لكن قد يناقش هنا بأنّ النزاع هنا … إلخ» («جواهر الكلام» ج 29/ 31- 32).

5. عدم العشرة مع من يشغله عن مطلوبه

الخامس: (1) أنْ يتْرُكَ العِشْرَة مع مَنْ يَشْغَلُه عن مطلوبه؛

فإنّ تركَها مِنْ أهمِّ ما ينبغي لطالب العلم، و لا سيّما لغير الجنس و خصوصاً لِمَنْ قَلَّتْ فِكْرتُه، و كَثُرَ تَعَبُهُ و بِطالَته؛ فإنّ الطبعَ سَرّاقٌ. و أعظمُ آفاتِ العِشْرَةِ ضياعُ العمرِ بغير فائدة، و ذَهابُ الْعِرْضِ و الدين إذا كانتْ لغير أهل.

والذي يَنْبَغي لطالب العلم أنْ لا يُخالِطَ إلاّ لمنْ يُفِيدهُ أو يَستفيدُ منه، فإنْ احتاج إلي صاحب فَلْيَخْتَر الصاحِبَ الصالِحَ الدَيِّنَ التقيَّ الذَكيَّ، الذي إنْ نَسِيَ ذَكَّرَه، و إنْ ذكر أعانه، و إن احتاجَ واساه، و إنْ ضَجِرَ صَبَّرَه، فيستفيد من خُلُقِه ملكةً صالحةً، فإنْ لم يتَّفِقْ مثلُ هذا، فالوحدةُ و لا قرينَ السُوء.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 83- 84.

6. الحرص علي التعلم و المواظبة عليه في جميع الأوقات

السادس: «1» أنْ يكونَ حريصاً علي التعلُّمِ، مواظباً عليه في جميع أوقاته: ليلاً و نهاراً، سفراً و حضراً، و لا يُذْهِبَ شيئاً مِنْ أوقاته في غير طلب العلم إلاّ بقدر الضرورة لما لابُدَّ منه مِنْ أكل و نوم و استراحة يسيرة، لإزالة الملَلِ و مؤانسة زائر و تحصيلِ قوت و غيرِه ممّا يَحْتاجُ إليه، أو لألَم و غيره ممّا يَتَعَذَّرُ معه الاشتغالُ؛ فإنّ «مَن استوي يوماه فهو مغبون.» (2)

منية المريد، ص: 230

و ليس بعاقل مَنْ أمْكَنَهُ الحصولُ علي درجة أوْرَثَها الأنبياءُ ثمّ فَوَّتَها، و من هنا قيل: «لا يُسْتَطاعُ العلمُ براحة الجسم.» (3) و قيل الجنة حفت بالمكاره «4».

و قيل: و لا بدّ دونَ الشَهْدِ مِنْ ألَم النَحْلِ (5)

و قيل:

لا تَحْسَبِ الَْمجْدَ تَمْراً أنْتَ آكِلُهُ

لَنْ تَبْلُغَ الَْمجْدَ حتّي تَلْعَقَ الصَّبِرا (6)

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 26- 27؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 62- 63.

(2) - حديث نبويّ مرويّ في «إرشاد القلوب» ج 1/

87؛ و «تفسير كشف الأسرار» ج 4/ 459؛ و «عوالي اللآلي» ج 1/ 284. و هو أيضا مرويّ عن موسي بن جعفر عليهما السّلام في «بحار الأنوار» ج 78/ 327، باب مواعظ أبي الحسن موسي- نقلا عن «كشف الغمّة» -. و في «بحار الأنوار» ج 78/ 277 عن الصادق عليه السّلام: «من اعتدل يوماه فهو مغبون» ؛ و أيضا فيه ج 71/ 173، الحديث 5- نقلا عن «أمالي الصدوق» - عن الصادق عليه السّلام: «من استوي يوماه فهو مغبون».

(3) - «المحدّث الفاصل» / 202؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 109؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 103؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 63؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 141؛ «فتح الباقي» ج 2/ 224؛ «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 224؛ «تذكرة السامع» / 27، قاله يحيي بن أبي كثير. و جاء في «تذكرة السامع» / 27: «الجسم» بدل «الجسد»، و هو أنسب.

(4) - عن أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين: «… إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان يقول: إنّ الجنّة حفّت بالمكاره، و إنّ النار حفّت بالشهوات» («نهج البلاغة» ص 251، قسم الخطب، الخطبة 176).

(5) - هذا عجز بيت للمتنبّي، و البيت ورد في «ديوان المتنبّي» / 214 هكذا:

تريدين لقيان المعالي رخيصة

و لا بدّ دون الشهد من إبر النحل

و انظر «تذكرة السامع» / 27؛ و «الأمثال و الحكم» / 49.

(6) - «أمالي القالي» ج 1/ 146، رواه عن أبي بكر بن دريد عن بعض العرب؛ «شرح ديوان الحماسة» ج 3/ 1511، رواه عن رجل من بني أسد. و في «لسان العرب» ج 4/ 442، «صبر»: «الصبر: عصارة شجر مرّ، واحدته:

صبرة، و جمعه:

صبور … و لا يسكن إلّا في ضرورة الشعر». و راجع «الأمثال و الحكم» / 49.

7. علو الهمة و عدم الرضا باليسير و ترك التسويف

السابع: أنْ يكونَ عاليَ الهمّة،

فلا يَرْضي باليسير مع إمكان الكثير، و لا يُسَوِّفَ في اشتغاله، و لا يُؤَخِّرَ تحصيلَ فائدة و إنْ قَلَّتْ تَمَكَّنَ منها، و إنْ أمِنَ فواتَ حصولِها بعدَ ساعة؛ لأنّ للتأخير آفات، و لأنَّه في الزمن التالي يُحَصِّلُ غيرَها، حتّي لو عَرَضَ له مانِعٌ عن الدرس، فَلْيَشَتغلْ بالمطالَعَةِ و الحفظِ بجُهْده. و لا يربط شيئا بشي ء.

و ليَعْلَمْ أنّه إنْ أراد التأخير إلي زمن يَكْمُلُ فيه الفَراغ، فهذا زمنٌ لم يَخْلُقْه الله تعالي بعدُ، بل لابدَّ في كلِّ وقت مِنْ موانِعَ و عوائِقَ و قواطِعَ، فقاطِعْ ما أمْكَنَكَ منها قبلَ أنْ يَقْطَعَكَ كُلَّها كما وَرَدَ فِي الْخَبَرِ الْوَقْتُ سَيْفٌ فَإِنْ قَطَعْتَهُ وَ إِلَّا قَطَعَكَ «1»

منية المريد، ص: 231

و إلي هذا المعني أشار بعض الأولياء الفضلاء «2» مشيرا إلي الحث علي مقامات العارفين

و كن صارما كالوقت فالمقت في عسي

و إياك علي فهي أخطر علة «3»

و سر زمنا و انهض كسيرا فحظك

البطالة ما أخرت عزما لصحة

و أقدم و قدم ما قعدت له مع

الخوالف و اخرج عن قيود التلفت

و جد بسيف العزم سوف فإن تجد

تجد نفسا فالنفس إن جدت جدت «4»

منية المريد، ص: 232

*****[هامش]

(1) - اعلم أنّي لم أجد هذا الكلام في جوامع الحديث للشيعة و لأهل السنة، و ليس حديثا من أحاديث المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين، بل يعدّ من كلمات مشايخ الصوفية، و إليك ما قال بعضهم في ذلك: في «كشف المحجوب» / 482: «و مشايخ گفته اند: الوقت سيف قاطع، از آنكه صفت شمشير بريدن است و صفت وقت بريدن؛ كي وقت بيخ مستقبل و ماضي

را ببرد.» ؛ و في «مشارق الدراري» / 214: «… پس از اين جهت او را به شمشير نسبت كرده اند و گفته اند كه: الوقت سيف؛ يعني زود از ميان مي گذرد چنانكه شمشير.» ؛ و في «تذكرة الأولياء» / 254- نقلا عن الشافعي-: «… علم من در علم صوفيان نرسيد و علم ايشان در علم يك سخن پير من نرسيد كه گفت: الوقت سيف قاطع».-

- و قال سعدي الشيرازي في «بوستان» / 185، الباب 9:

مكن عمر ضايع به افسوس و حيف كه فرصت عزيز است و الوقت سيف

و قال العارف الرومي:

قال أطعمني فإنّي جائع و اعتجل فالوقت سيف قاطع

و علي هذا، فالجملة من كلمات مشايخ الصوفية و ليس من أحاديث المعصومين عليهم السّلام، و صرّح بذلك في «كشف الخفاء» ج 2/ 457 و قال: «ليس بحديث و هو من كلام بعض الحكماء». و المؤلّف رحمه اللّه، إنّما عبّر عنه في المتن بالخبر، و الخبر، كما في «شرح البداية» / 6- 7، «أعمّ من أن يكون قول الرسول أو الإمام و الصحابيّ و التابعي و غيرهم من العلماء و الصلحاء، و قد يخصّ الحديث بما جاء عن المعصوم عليه السّلام، و يخصّ الخبر بما جاء عن غيره، أو يجعل الحديث أعمّ من الخبر مطلقا».

و جاء في «إرشاد القلوب» ج 1/ 51- نقلا عن بعض العلماء-: «الليل و النهار يعملان فيك، فاعمل فيهما».

(2) - هو ابن الفارض في تائيّته الكبري المعروفة، انظر «ديوان ابن الفارض» / 63- 64؛ «مشارق الدراري» / 214- 219.

(3) - ورد في المصدر: «علّا» بدل «عليّ» ؛ و علّ لغة في لعلّ.

(4) - قال في «كشف الوجوه الغرّ لمعاني نظم الدّرّ» ج

1/ 142- 146، في شرح هذه الأبيات:

«… و نصب زمنا و كسيرا علي الحال من الضمير في سروا نهض، … أي سر للحجّ في حالكونك زمنا، و انهض و قم إلي الصلاة في حالكونك كسيرا مريضا؛ لأنّك ما دمت أخّرت عزم العمل إلي زمان الصحة لم تحظّ بشي ء سوي البطالة.

- … يعني تقدّم في السلوك، و قدّم سبيلك كلّ ما قعدت لأجله في بيت الهوي من الحظوظ النفسانيّة و العصيان، و اخرج عن قيود الالتفات إلي الموانع ليفتح عليك أبواب العزائم.

- «فإن تجد»: من جاد بنفسه يجود جودا: إذا مات؛ و قوله «تجد نفسا»: من وجد يجد وجدانا: إذا صادف؛ و قوله «إن جدت»: من جاد الفرس يجود جودة؛ إذا سار جيدا؛ و قوله «جدّت»: من جدّ يجدّ جدّا:

إذا جهد؛ و الفاء في «فالنفس» للتعليل يتعلّق بقوله «و جدّ»، أي و اقطع بسيف العزم الصحيح «سوف أفعل» يعني تسويف النفس، و اشتغل بوظيفة الوقت، فإن تمت بعد ذلك تجد نفسا صالحا و ذلك هو الوقت الذي أدركته بالطاعة و أمرت بها، لأنّ النفس إن سرت سيرا جيدا صارت مجدّة ساعية في العمل، فإنّها إذا بعثت علي الطاعة تدرّبت فيها و انتزعت الكراهة عنها، و حينئذ ينبعث منها داعية العمل».

و شرح سعيد الدين الفرغاني هذه الأبيات شرحا وافيا في شرحه علي تائية ابن الفارض الموسوم ب «مشارق- - الدراري» / 214- 220 و نحن ننقل هنا بعض كلامه و نحيل من أراد التفصيل إليه:

أ- «و بباش شمشير برنده همچون وقت، أعني زمان حاضر، كه دشمن داشتن حقّ مر نفس تو را، در گفتار «اگر» توست؛ و دور باش از آنكه گوئي: «مگر من فردا چنين و

چنين كنم» كه اين كلمه لعلّ خطرناكترين علّتي است مر نفس را.

ب- و راه مي رو همچنان كه بر جاي مانده اي؛ و برخيز در حال شكسته پايي كه نصيب تو بي كاري است ما دام كه در تأخير مي داري عزيمت خود را تا به وقت درست شدن، و همين معني را بعينه بعضي از مشايخ به اين عبارت گفته اند كه «سيروا إلي اللّه عرجا و مكاسير»، پس كأنّه شيخ ناظم اين معني ايشان را به نظم آورده است.

ج- و پيش آي و پيش آور، أعني ترك كن هرچه را كه تو از براي آن بازپس نشسته اي در خانه تن با زنان يا خسيسان، أعني نفس و قواي حسّي او؛ و بيرون آي از بندهاي واپس نگرستيها.

د- و ببر به شمشير عزم صحيح، تسويف و تسويل نفس را، پس اگر تو نيكو و تيزروي در راه عشق و فنا، آنگاه بيابي دمي خوش؛ چه نفس را اگر فدا كني و به معشوق بخشي، بختيار شود يا وجودي نو يابد.

در اين بيت تجنيس الفاظ به كار برده است، اوّل: جدّ، از جدّ است به معني قطع از باب مضاعف؛ و دوّم: فإن تجد، از جودت است به معني نيكرفتار شدن اسب از أجوف، نعت او جواد آيد؛ سوم: تجد، از وجدان به معني يافتن است از معتل فاء؛ و چهارم: جدت، از جود به معني جان دادن است از أجوف، نعت از وي جائد؛ و پنجم: جدّت، از جدّ به معني بختيار شدن، يا از جدّه به معني نو شدن است هم از باب مضاعف».

و لا يخفي بعض الاختلاف بين الشرحين في تفسير بعض الكلمات.

8. الأخذ في ترتيب التعلم بالأولي و الأهم

الثامن: أنْ يأخُذَ في ترتيب التعلُّم

بما هو الأولي، و يَبْدَأَ فيه بالأهمِّ فالأهمِّ فلا يَشْتَغِلْ في النتائج قبلَ المقدِّمات، و لا في اختلاف العلماء في العقليّات و السمعيّات قبل إتقان الاعتقاديّات؛ فإنّ ذلك يُحَيِّرُ الذِهْنَ و يُدْهِشُ العقلَ.

و إذا اشتغل في فنٍّ، فلا يَنْتَقِلَ عنه حتّي يُتْقِنَ فيه كتاباً أو كتباً إنْ أمْكَنَ، و هكذا القول في كلِّ فنٍّ.

و ليَحْذَرِ التنقُّلَ مِنْ كتاب إلي كتاب، و من فنٍّ إلي غيره مِنْ غيرِ مُوجِب؛ فإنّ ذلك علامةُ الضَجَرِ و عدمِ الفَلاح، فإذا تَحَقَّقَتْ أهليَّتُه و تأكَّدَتْ معرفتُه، فالأولي له أنْ لا يَدَعَ فنّاً مِن العلوم المحمودة، و نوعاً مِنْ أنواعها إلاّ و يَنْظُر فيه نظراً يطَّلِعُ به علي مقاصده و غايته، ثمّ إنْ ساعَدَه العمرُ و أنْهَضَهُ التوفيقُ، طَلَبَ التبحُّرَ فيه، و إلاّ اشْتَغَلَ بالأهمِّ فالأهمِّ.

واعلم أنّ العمر لا يتَّسِعُ لجميع العلوم، فالحَزْمُ أنْ يأخذ مِنْ كلِّ علم أحْسَنَه،

منية المريد، ص: 233

و يَصْرِفَ جُمامَ قُوَّتِهِ في العلمِ الذي هو أشرفُ العلوم، و هو العلمُ النافع في الآخرة ممّا يوجِبُ كمالَ النفس و تزكيتَها بالأخلاقِ الفاضلةِ و الأعمالِ الصالحةِ، و مَرْجِعُه إلي معرفةِ الكتاب و السُنّة و علمِ مَكارمِ الأخلاق و ما ناسَبَه.

القسم الثاني: آدابه مع شيخه و قدوته و ما يجب عليه من تعظيم حرمته
اشاره

القسم الثاني: آدابه مع شيخه و قُدْوَتِهِ و ما يجب عليه من تعظيم حرمته

مقدّمة: حق العالم علي المتعلم
اشاره

[مقدِّمةٌ] في حديث الحقوق الطويل المرويِّ عن سيّد العابدين (عليه السلام):

[حق العالم علي المتعلم
اشاره

قَالَ الصَّادِقُ ع كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ إِنَّ مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا تُكْثِرَ عَلَيْهِ السُّؤَالَ وَ لَا تَأْخُذَ بِثَوْبِهِ وَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِ وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً وَ خُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ دُونَهُمْ وَ اجْلِسْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ لَا تَجْلِسْ خَلْفَهُ وَ لَا تَغْمِزْ بِعَيْنِكَ وَ لَا تُشِرْ بِيَدِكَ وَ لَا تُكْثِرْ مِنَ الْقَوْلِ قَالَ فُلَانٌ وَ قَالَ فُلَانٌ خِلَافاً لِقَوْلِهِ وَ لَا تَضْجَرْ لِطُولِ صُحْبَتِهِ وَ إِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ مَثَلُ النَّخْلَةِ تَنْتَظِرُهَا مَتَي يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْ ءٌ وَ الْعَالِمُ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ «1»

وَ فِي حَدِيثِ الْحُقُوقِ الطَّوِيلِ الْمَرْوِيِّ عَنْ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ ع «2» و حقُّ سائِسِكَ بالعلم التعظيمُ له و التوقيرُ لمجلسه و حسنُ الاستماع إليه و الإقبال عليه، و أنْ لا ترْفَعَ عليه صوتَكَ، و لا تُجِيبَ أحداً يسأله عن شيء حتّي يكونَ هو الذي يُجِيبُ، و لا تُحَدِّثَ في مجلسه أحداً، و لا تَغْتابَ عنده أحداً، و أن تَدْفَعَ عنه إذا ذُكِرَ عندَكَ بِسوء، و أن تَسْتُرَ عيوبَه و تُظْهِرَ مناقِبَه، و لا تُجالِسَ له عَدُوّاً، و لا تُعاديَ له وَلِيّاً، فإذا فَعَلْتَ ذلك شَهِدَتْ لكَ ملائكةُ الله جَلَّ و عَزَّ بأنَّكَ قَصَدْتَه، و تَعَلَّمْتَ

منية المريد، ص: 235

عِلْمَهُ لِلَّهِ جَلَّ اسْمُهُ لَا لِلنَّاسِ «3»

*****[هامش]

(1) - «الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب حقّ العالم، الحديث 1، و فيه: «بطول» بدل «لطول» و: «فإنّما» بدل «و إنّما» و: «حتي يسقط» بدل «متي يسقط» ؛ «المحاسن» / 233، الحديث 185؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 43 الحديث 9، نقلا عنه؛ «دستور معالم الحكم» / 131-

132.

(2) - حديث الحقوق مرويّ في «كتاب من لا يحضره الفقيه» 2/ 376- 381، الحديث 1626؛ و «مكارم الأخلاق» / 419- 424؛ و «تحف العقول» / 184- 195.

(3) - «مكارم الأخلاق» / 420؛ «كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 2/ 377، الحديث 1626؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 42، الحديث 6، نقلا عن «روضة الواعظين» و «الخصال» و «أمالي الصدوق».

فيما حكاه الله عز و جل عن موسي ع حين خاطب الخضر ع
حكايه

و فيما حكاه الله عز و جل عن موسي ع حين خاطب الخضر ع بقوله هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلي أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً «2». و في قوله سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً «3». جملة جليلة من الآداب الواقعة من المتعلم لمعلمه مع جلالة قدر موسي ع و عظم شأنه و كونه من أولي العزم من الرسل ثم لم يمنعه ذلك من استعمال الآداب اللائقة بالمعلم و إن كان المتعلم أكمل منه من جهات أخري. و لو أردنا استقصاء ما اشتمل عليه تخاطبهما من الآداب و الدقائق لخرجنا عن وضع الرسالة لكنا نشير إلي ما يتعلق بالكلمة الأولي و هي قوله هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلي أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً. «4»

*****[هامش]

(1) - سورة الكهف (18): 66.

(2) - سورة الكهف (18): 69.

(3) - سورة الكهف (18): 66.

فوائد الأدب

فقد دلت علي اثنتي عشرة فائدة من فوائد الأدب «1»:

الأُولي: جعلُ نفسه تبعاً له، المقتضي لانحطاط المنزلة في جانب المتبوع. (2)

الثانية: الاستئذان ب «هل» أي هل تأذَنُ لي في اتّباعِكَ؟ و هو مبالغة عظيمة في التواضع.

منية المريد، ص: 236

الثالثة: تجهيل نفسه و الاعتراف لمعلِّمه بالعلم بقوله:

(عَلي أنْ تُعَلِّمَنِ).

الرابع: الاعتراف له بعظيم النعمة بالتعليم؛ لأنّه طَلَبَ منه أنْ يُعامِلَه بمثل ما عامَلَه الله تعالي به. أي يكون إنعامك علي كإنعام الله عليك و لهذا المعني قيل أنا عبد من تعلمت منه «3» و من علم إنسانا مسألة ملك رقه «4»

الخامسة: أنّ المتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير؛ لكونه فعلَه لا لوجه آخَر.

السادسة: الإتيان بالمتابعة من غير تقييد بشيء بل اتّباعاً مطلقاً، لا يقيد عليه فيه بقيد «5» و هو غاية التواضع.

السابعة: الابتداء بالاتِّباع، ثمّ بالتعليم، ثمّ

بالخدمة، ثمّ بطلب العلم.

الثامنة: أنّه قال:

(هَلْ أتَّبِعُكَ عَلي أنْ تُعَلِّمَنِ) أي لم أطلب علي تلك المتابعة إلاّ التعليم، كأنّه قال:

لا أطْلُبُ منكَ علي تلك المتابعة مالاً و لا جاهاً.

التاسعة: (مِمّا عُلِّمْتَ) إشارة إلي بعض ما عُلِّمَ، أي لا أطلب منكَ المساواة بل بعض ما عُلِّمْتَ، فأنت أبداً مرتفع عليّ زائد القدر.

العاشرة: قوله:

(مِمّا عُلِّمْتَ) اعتراف بأنّ الله عَلَّمَه، و فيه تعظيم للمعلِّم و العلم و تفخيم لشأنهما.

الحاديةَ عَشْرةَ: قوله:

(رُشْداً) طَلَبُ الإرشاد، و هو ما لولا حصوله لَغَوي و ضَلَّ، و فيه اعتراف بشدّة الحاجة إلي التعلُّم، و هَضْمٌ عظيمٌ لنفسه، و احتياجٌ بَيِّنٌ لعلمه.

منية المريد، ص: 237

الثانيةَ عَشْرَةَ: وَرَدَ «6» أنَّ الخضر (عليه السلام) عَلِمَ أوّلاً أنّه نبيُّ بني إسرائيل، موسي (عليه السلام) صاحب التوراة الذي كَلَّمَه الله عَزَّ و جَلَّ بغير واسطة، و خَصَّهُ بالمعجزات، و قد أتي مع هذا المنصب بهذا التواضعِ العظيم بأعظمِ أبوابِ المبالغة، فَدَلَّ علي أنّ هذا هو الأليقُ.

ثُمَّ مع هذه المعرفة مِن الخضر (عليه السلام) و هذه الغاية مِن الأدب و التواضع مِن موسي (عليه السلام) أجابه بجواب رفيع و كلام منيع، مشتمل علي العظمة و القوَّة، و عدم الأدب مع موسي (عليه السلام) بل وَصَفَه بالعجز و عدمِ الصبر، بقوله:

(إنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعي صَبْراً) «7»

(1) - لاحظ «تفسير الرازيّ» ج 21/ 151- 152.

(2) - هكذا في النسخ المخطوطة و نسخة «ه»، «ط» و «ن» و هو الصحيح قطعا؛ و حرف الجرّ «في» متعلّق ب «انحطاط المنزلة»، أي انحطاط منزلة التابع في جانب المتبوع، و الجانب يكون بمعني الجهة و الناحية، من قولك «قعدت إلي جانب فلان». و جاء في نسخة «ص»، «ح» و «ع»: «التابع»، بدل «المتبوع»، و هو

خطأ قطعا.

(3) - «تفسير الرازيّ» ج 21/ 151. و في «تذكرة السامع» / 90- نقلا عن شعبة بن الحجاج-: «كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبدا ما يحيي». و في «تذكرة الأولياء» / 253، نقلا عن الشافعي: «گفت: من بنده كسي ام كه مرا يك حرف از آداب تعليم كرده است».

(4) - في إجازة الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي للسيّد محمود بن علاء الدين الطالقاني: «قال سيّد العالمين: من علّم شخصا مسألة ملك رقّه، فقيل له: أ يبيعه؟ قال: لا؛ و لكن يأمره و ينهاه» («بحار الأنوار» ج 108/ 16).

(5) - كذا في النسخ سوي نسخة «ض»، «ح» و «ع» فقد جاء فيها: «لا تقييد فيه بقيد» بدل «لا يقيّد عليه فيه بقيد» و لعلّه أصحّ؛ و في «تفسير الرازيّ» ج 21/ 151: «تاسعها: أنّ قوله «أتّبعك» يدلّ علي طلب متابعته مطلقا في جميع الأمور غير مقيّد بشي ء دون شي ء».

(6) - في «تفسير الرازيّ» ج 21/ 149: «روي أنّ موسي عليه السّلام لمّا وصل إليه قال: السلام عليك. فقال:

و عليك السلام يا نبيّ بني إسرائيل. فقال موسي عليه السّلام: من عرّفك هذا؟ قال: الذي بعثك إليّ». و في «تفسير مجمع البيان» ج 6/ 483: «و قيل: إنّه رآه علي طنفسة خضراء، فسلّم عليه فقال: و عليك السلام يا نبيّ بني إسرائيل. فقال له موسي: و ما أدراك من أنا و من أخبرك أنّي نبيّ؟ قال: من دلّك عليّ».

(7) - سورة الكهف (18): 67.

[فوائد كثيرة من أدب المعلم و إعزازه المستفادة من قصة الخضر مع موسي

و قد دَلَّتْ هذه الكلمةُ الوجيزةُ أيضاً علي فوائدَ كثيرة مِنْ أدَب المعلِّم و إعزازه للعلم و إجلاله لمقامه، علي وجه يقتضي التأسِّي به.

و لا دخل له بهذا الباب لكنا

نذكر جملة منه لمناسبة المقام و له مدخل واضح في أصل الرسالة

(الأولي) وصفه بعدم الصبر علي تعلم العلم المقتضي لانحطاط قدره و سقوط محله بالإضافة إلي مقام الصابرين الذين وعدهم الله تعالي بالكرامة و بشرهم بالصلاة و الرحمة «1».

(الثانية) نفيه عنه الاستطاعة علي الصبر الموجب لقطع طمعه في السعي عليه و الاتصاف به و تحصيل أسبابه و هو في الأغلب أمر مقدور للبشر و كان غاية ما يقتضي الحال من المعلم توصيته بالصبر لا تعجيزه عنه.

منية المريد، ص: 238

(الثالثة) نفي الاستطاعة بلن المقتضية للنفي المؤبد علي رأي جماعة من المحققين منهم الزمخشري «2» و هو موجب لليأس منه لوقوع الإخبار به من معلم متبوع صادق. (الرابعة) توكيد الجملة بإن و اسمية الجملة و النفي بلن و غيرها من المؤكدات و هو غاية عظيمة في التعجيز و التضعيف. (الخامسة) الإشارة إلي أنك إن تخيل لك أنك صابر علي حسب ما تجده من نفسك فأنت لا تعلم حالك عند صحبتي لأنك لم تصحبني بعد و الصبر الذي أنفيه عنك هو الصبر معي و هذا أمر أنا أعلم به لعلمي بمقدار ما تطلب تعلمه و جهلك به. (السادسة) التنبيه علي عظم قدر العلم و جلالة شأنه و تفخيم أمره و أنه أمر يحتاج إلي الصبر العظيم الخارج عن عادات البشر إذ لا شك أن موسي كليم الله و نبيه أعظم شأنا و أكبر نفسا و أقوي صبرا و أعظم كمالا من غيره من الناس. (السابعة) التنبيه علي أنه لا ينبغي أن يبذل العلم إلا لمن كان ذا صبر قوي و رأي سوي و نفس مستقيمة فإنه نور من الله تعالي لا ينبغي وضعه كيف اتفق و بذله لمن

أراد بل لا بد من ممارسته قبل ذلك و اختباره و قابليته له بكل وجه. (الثامنة) التنبيه علي أن علم الباطن أقوي مرتبة من علم الظاهر و أحوج إلي قوة الجنان و عزيمة الصبر فمن ثم كان موسي ع محيطا بعلم الظاهر علي حسب استعداده و حاملا له بقوة و خوفه الخضر ع مع ذلك من عجزه عن الصبر علي تحمل العلم الباطني و حذره من قلة الصبر و أراد ع بهذه المبالغة في نفيه أنه مما يشق تحمله عليك و يعسر تجشمه علي جهة التأكيد في أمثال هذه

منية المريد، ص: 239

الخطابيات لا أنه غير مقدور البتة و إلا لما قال له موسي ع بعد ذلك سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً. «3» و قس علي ما أشرنا إليه من الآداب و الوظائف ما تحتمله بقية الآيات فهي متقاربة في إفادة المعني في هذا المقام و به يترقي من أراد التوصل إلي باقي المرام.

*****[هامش]

(1) - في قوله تعالي في سورة البقرة (2): 155- 157: «وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ، وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».

(2) - في «الأنموذج» / 292- المطبوع ضمن «جامع المقدمات» - حيث قال: «و لن نظيرة لا في نفي المستقبل و لكن علي التأبيد [خ ل: علي التأكيد]» ؛ هذا، و لكن قال المحقّق الرضي الأسترآبادي قدّس سرّه في «شرح الكافية» ج 2/ 235: «لن معناها نفي المستقبل، هي تنفي المستقبل نفيا مؤكّدا، و ليس للدوام و التأبيد كما قال بعضهم».

و قال ابن هشام في «مغني اللبيب» / 148، الباب الأوّل، حرف اللام، ذيل كلمة «لن»: «و

لا تفيد لن توكيد النفي خلافا للزمخشري في كشّافه، و لا تأبيده خلافا له في أنموذجه، و كلاهما دعوي بلا دليل؛ قيل: و لو كانت للتأبيد لم يقيّد منفيّها باليوم في «فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا»، و لكان ذكر الأبد في «وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً» تكرارا و الأصل عدمه».

(3) - سورة الكهف (18): 69.

1. تقديم النظر فيمن بأخذ عنه العلم

إذا تَقَرَّرَ ذلك، فَلْنَعُدْ إلي ذكر الآداب المختَصَّةِ بالمتعلِّم مع شيْخِه، و هي أُمور:

الأول «2» و هو أهمها

الأوّل: و هو أهمُّها أنْ يُقَدِّمَ النظرَ فيمنْ يأخُذُ عنه العلمَ، و يَكْتَسِبُ حُسنَ الأخلاقِ و الآداب منه؛ فإنّ تربيةَ الشيخ لتلميذه، و نسبةَ إخراجِه لأخلاقه الذميمة و جَعْلِ مَكانِها خُلُقاً حسناً، كفعلِ الفلاّح الذي يَقْلَعُ الشوكَ من الأرض، و يُخْرِجُ منها النباتاتِ الخبيثةَ مِنْ بين الزرع؛ لِيَحْسُنَ نَباتُه و يَكْمُلَ رَيْعُه.

و ليس كلُّ شيخ يَتَّصِفُ بهذا الوصف، بل ما أقلَّ ذلك! فإنّه في الحقيقة نائبٌ عن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) ، و ليس كلُّ عالم يَصْلَحُ للنيابة، فَلْيَخْتَرْ مَنْ كَمُلَتْ أهليَّتُه، و ظَهَرَتْ ديانتُه، و تَحَقَّقَتْ معرفتُه، و عُرِفَتْ عِفَّتُه، و اشْتَهَرَتْ صِيانتُه و سِيادتُه، و ظَهَرَتْ مروءتُه و حَسُنَ تعلِيمُه، و جاد تفهيمُه و قد تقدم جملة أوصافه «1».

ولا يَغْتَرَّ الطالبُ بمنْ زاد علمُه مع نقص في وَرَعه أو دينه أو خُلُقِه؛ فإنّ ضررَه في خُلُقِ المتعلِّمِ و دينهِ أصْعَبُ مِن الجهل الذي يَطْلُبُ زوالَه، و أشدُّ ضرراً.

وعن جماعة من السلف: «هذا العلم دينٌ، فانظروا عمّن تأخُذُونَ دينَكُم.» (2)

و ممّا يُؤْنَسُ به أن يكونَ له مع مشايخِ عصرِه كَثْرةُ بحث و طولُ اجتماع و زيادةُ

منية المريد، ص: 240

ممارسة، و ثناءٌ منهم علي سَمْتِهِ و خُلُقِه و بحثِه، و لْيَحْتَرِز

ممَّنْ أخذ علمَه مِنْ بطونِ الكتُبِ مِن غير قراءة علي الشيوخ؛ خوفاً مِنْ وقوعه في التصحيف و الغلط و التحريف.

قال بعض السلف: «مَنْ تَفَقَّهَ مِنْ بُطُونِ الْكُتُبِ ضَيَّعَ الأحْكامَ.» (3)

و قال آخر إياكم و الصحفيون «4» الذين يأخذون علمهم من الصحف فإن ما يفسدون أكثر مما يصلحون «5».

ولْيَحْذَرْ مِن التقييد بالمشهورين و تركِ الأخذ مِنَ الخاملين؛ فإنّ ذلك مِن الكِبْر علي العلم، و هو عين الحَماقة، لاِنّ الحكمة ضالَّةُ المؤمن، يَلْتَقِطُها حيث وجَدَها (6) وَ يغْتَنِمُها حيثُ ظَفِرَ بها، و يَتَقَلَّدُ المنَّةَ ممَّنْ ساقها إليه، و رُبَّما يكون الخامِلُ ممَّنْ تُرْجي بَرَكَتُه، فيكون النفعُ به أعمَّ، و التحصيلُ مِنْ جِهته أتمَّ.

وإذا سَبَرْتَ أحوالَ السلَفِ و الخَلَفِ لم تَجِدِ النفعَ غالباً إلاّ إذا كان للشيخ مِن التقوي و النُصْحِ و الشَفَقَةِ للطلبة نصيبٌ وافرٌ، و كذلك إذا اعْتَبَرْتَ المصنَّفاتِ، وَجَدْتَ الانتفاعَ بتصنيفِ الأتقي أوْفَرَ، و الفَلاحَ بالاشتغالِ به أكْثَرَ، و بالعكس حالُ العالم المجرَّدِ.

*****[هامش]

(1) - في النوع الثاني من هذا الباب.

(2) - «سنن الدارميّ» ج 1/ 112، 113؛ «صحيح مسلم» ج 1/ 14، المقدّمة، الباب 5؛ «المحدّث الفاصل» / 304، 416؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 96، 98، 178؛ «تذكرة السامع» / 85؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 23.

(3) - قاله الشافعي كما في «تذكرة السامع» / 87؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 64.

(4) - هكذا في النسخ المخطوطة و لعلّه من باب الحكاية، و إلّا فالصحيح «و الصحفيّين» بالنصب، كما لا يخفي.

(5) - في «تحرير الاحكام الشرعية» ج 1/ 3؛ و «عوالي اللآلي» ج 4/ 78: «قال صلّي اللّه عليه و آله: خذ العلم من أفواه الرجال. و نهي عن الأخذ ممّن أخذ علمه من

الدفاتر، و قال: لا يغرّنّكم الصحفيون» ؛ و في «الكفاية في علم الرواية» / 194، نقلا عن بعضهم: «لا تأخذوا العلم من الصحفيّين» ؛ و في «محاضرات الأدباء» ج 1/ 106:

«قيل: لا تأخذوا العلم من صحفي» ؛ و في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 97: «… لا تأخذوا العلم من الصحفيين …

لا يفتي الناس الصحفيون، و قال أبو زرعة: لا يفتي الناس صحفي و لا يقرئهم مصحفي» ؛ و في «تذكرة السامع» / 87- نقلا عن بعضهم-: «من أعظم البليّة تشيّخ الصحيفة. أي الذين تعلّموا من الصحف».

(6) - عن أمير المؤمنين عليه السّلام: «الحكمة ضالّة المؤمن، فخذ الحكمة و لو من أهل النفاق» («نهج البلاغة»، ص 481، قسم الحكم، الحكمة 80) ؛ و في «محاضرات الأدباء» ج 1/ 50: «قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

الحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدها قيّدها».

2. الاعتقاد في شيخه أنه الأب الحقيقي و الواد الروحاني

الثاني: أنْ يَعْتَقِدَ في شيخه أنّه الأبُ الحقيقيُّ و الوالدُ الروحانيُّ، هو أعظمُ مِن الوالد الجسمانيِّ، فيبالِغَ بعد الأدب في حقِّه كما تقدم «1» في رِعاية حقِّ أُبوَّته و وَفاءِ حقِّ

منية المريد، ص: 241

تربِيَتِه.

و قد سئل الإسكندر ع ما بالك توقر معلمك أكثر من والدك فقال لأن المعلم سبب لحياتي الباقية و والدي لحياتي الفانية «2». و أيضا لم يقصد الوالد في الأغلب في مقاربة والدته وجوده و لا كمال وجوده و إنما قصد لذة نفسه فوجد هو و علي تقدير قصده لذلك فالقصد المقترن بالفعل أولي من القصد الخالي عنه و أما المعلم فقصد تكميل وجوده و سببه و بذل فيه جهده و لا شرف لأصل الوجود إلا بالإضافة إلي العدم فإنه حاصل للديدان و الخنافس و إنما الشرف في كماله و سببه

المعلم.

و قد رُوي أنّ السيِّدَ الرضيَّ الموسويّ (قَدَّسَ الله روحَه) (3) كان عظيمَ النفس عاليَ الهمَّةِ أبِيَّ الطبعِ لا يقبَلُ لأحد منَّة (4) ، و له في ذلك قِصَصٌ غريبةٌ مع الخليفة العباسي حين أرادَ صِلتَه بسبب مولود وُلِدَ له (5) ، و غيره؛ و منها أنّ بعض مشايخه (6) قال له يوماً:

بَلَغَني أنّ دارَكَ ضَيِّقَةٌ لا تَلِيقُ بحالكَ، و لي دارٌ واسعةٌ صالحةٌ لكَ، قد وَهَبْتُها لكَ فانتقِلْ إليها.

فأبي، فأعاد عليه الكلامَ؛

فقال:

«يا شيخ أنا لم أقْبَلْ بِرَّ أبي قَطُّ، فكيف مِنْ غيره؟» فقال له الشيخُ: إنّ حَقِّي عليكَ أعظمُ مِنْ حقِّ أبيكَ، لأنّي أبوك الروحاني، و هو أبوك الجسماني.

فقال السَيِّدُ (رحمه الله): «قد قَبِلْتُ الدارَ». (6)

و من هنا قال بعضُ الفضلاء:

مَنْ عَلَّمَ الْعِلْمَ كانَ خَيْرَ أب (7)

ذاكَ أبُو الرُّوحِ لا أبُو النُّطَف (8)

*****[هامش]

(1) - في أوّل القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص 234- 235.

(2) - «محاضرات الأدباء» ج 1/ 45؛ «أخلاق ناصري» / 271؛ «الذريعة إلي مكارم الشريعة» / 119.

(3) - نرجو من يرغب التفصيل عن حياة الرضيّ و آثاره القيّمة أن يراجع نشرة «تراثنا» العدد الخامس.

(4) - قال ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» ج 1/ 33: «و كان عفيفا شريف النفس، عالي الهمّة ملتزما بالدين و قوانينه، و لم يقبل من أحد صلة و لا جائزة، حتّي أنّه ردّ صلات أبيه، و ناهيك بذلك شرف نفس و شدّة ظلف؛ فأمّا بنو بويه فإنّهم اجتهدوا علي قبوله صلاتهم فلم يقبل».

(5) - «شرح نهج البلاغة» ج 1/ 39- 40؛ قال فيه: «و قرأت بخطّ محمّد بن إدريس الحلّي الفقيه الإماميّ، قال:

حكي أبو حامد أحمد بن محمّد الأسفراييني الفقيه الشافعي، قال:

كنت يوما عند فخر الملك أبي غالب محمّد ابن خلف وزير بهاء الدولة و ابنه سلطان الدولة، فدخل عليه الرضي أبو الحسن، فأعظمه و أجلّه و رفع من منزله، و خلّي ما كان بيده من الرقاع و القصص و أقبل عليه يحادثه إلي أن انصرف … فقال [يعني فخر الملك : هذا كتاب الرضي، اتّصل بي أنّه قد ولد له ولد، فأنفذت إليه ألف دينار، قلت له: هذه للقابلة فقد جرت العادة أن يحمل الأصدقاء إلي أخلائهم و ذوي مودّتهم مثل هذا في مثل هذه الحال، فردّها و كتب إليّ هذا الكتاب فاقرأه. قال [يعني أبا حامد الأسفراييني : فقرأته، و هو اعتذار عن الردّ و في جملته: إنّنا أهل بيت لا يطلع علي أحوالنا قابلة غريبة، و إنّما عجائزنا يتولّين هذا الأمر من نسائنا و لسن ممّن يأخذن أجرة و لا يقبلن صلة …» و انظر لنقد و تزييف بعض هذه الحكاية- الذي لم ننقله- مقالة «الرضي و المرتضي كوكبان»، المطبوع في نشرة «تراثنا»، العدد الخامس، ص 248- 262.

(6) - هو الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبريّ الفقيه المالكي كما في «شرح نهج البلاغة» ج 1/ 34.

(7) - «شرح نهج البلاغة» ج 1/ 34.

(8) - «أدب الدنيا و الدين» / 77؛ و قبله:

«آباء أجسادنا هم سبب

لأن جعلنا عرائض التّلف»

و في البيت الثاني:

«علّم الناس» بدل «علّم العلم».

3. اعتقاد أنه مريض النفس و أن شيخه طيب مرضه

الثالث: أنْ يَعْتَقِدَ أنّه مريضُ النفس؛

لأنّ المرَضَ هو الانحراف عن المجري الطبيعي و طبعُ النفسِ العلمُ، و إنّما خَرَجَتْ عن طبعها بسبب غلبة أخلاط القوي البدنيّة و يعتقدَ أنّ شيخَه طبيبُ مرضه، لأنّه يَرُدُّه إلي المجري الطبيعي. فلا ينبغي أنْ يخالِفَه فيما يُشِير عليه، كأنْ

يقولَ له: «اقرَأ الكتابَ الفلاني»، أو «اكْتَفِ بهذا القدر مِن الدرس» ؛ لأنّه إنْ خالَفَه كان بمنزلة المريض يَردُّ علي طبيبه في وجه علاجه.

و قد قيل في الحكم مراجعة المريض طبيبه توجب تعذيبه «1»

و كما أنّ الواجبَ علي المريض تركُ تناولِ المؤذيات و الأغذيةِ المفْسِدَةِ للدواء في حضرةِ الطبيب و غَيْبَتِه، كذلك المتعلِّمُ، فيَجبُ أنْ يُطَهِّرَ نفسَه مِنَ النجَاسة المعنويّة التي غايةُ المعلِّم النهي عنها: من الحِقْد و الحَسَد و الغَضَبِ و الكِبْرِ و العُجْب، و غيرها مِن الرذائل، و يَقْطَعَ مادَّةَ المرضِ رأساً لِيَنْتَفِعَ بالطبيب.

*****[هامش]

(1) - لم أجده في كثير من كتب الحكم و الأمثال الذي راجعته و تصفّحته.

4. نظر اشيخ بعين الاحترام و ضرب الصفحه عن عيوبه

أن ينظره بعين الاحترام

و الإجلال و الإكرام و يضرب صفحا عن عيوبه فإن ذلك أقرب إلي انتفاعه به و رسوخ ما يسمعه منه في ذهنه. و لقد كان بعض السلف إذا ذهب إلي شيخه تصدق بشي ء و قال اللهم استر عيب معلمي عني و لا تذهب ببركة علمه مني «1».

منية المريد، ص: 243

و قال آخر كنت أصفح الورقة بين يدي شيخي صفحا رفيقا هيبة له لئلا يسمع وقعها أو قال رفعها «2». و قال آخر و الله ما اجترأت أن أشرب الماء و شيخي ينظر إلي هيبة له «3».

و قال حَمْدانُ الأصفهاني:

كنتُ عندَ شريك، (4) فأتاه بعضُ أولاد الخليفة المهديِّ، (5) فاسْتَنَدَ إلي الحائط و سَأَله عن حديث، فلم يَلْتَفِتْ إليه و أقْبَلَ علينا، ثمَّ عاد، فعادَ شريكٌ لمثل ذلك، فقال:

أتَسْتَخِفُّ بأولاد الخُلَفاء؟ قال:

«لا، و لكنّ العلمَ أجَلُّ عندَ الله مِنْ أنْ أُضَيِّعَه».

فَجَثا علي رُكْبَتَيْه، فقال شريك: «هكذا يُطْلَبُ العلمُ.» (6)

*****[هامش]

(1) - «تذكرة السامع» / 88؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 121؛ «شرح

المهذّب» ج 1/ 61.

(2) - قاله الشافعي و أراد من شيخه مالك بن أنس، كما في «تذكرة السامع» / 88؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 61؛ و «فيض القدير» ج 3/ 253، و فيه: «قال الشافعي: كنت أصفح الورقة بين يدي مالك برفق لئلا يسمع وقعها».

(3) - قاله الربيع و أراد من شيخه الشافعي، كما في «تذكرة السامع» / 88؛ و «التبيان في آداب حملة القرآن» / 23- 24؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 61؛ و «فيض القدير» ج 3/ 253، و فيه: «قال الربيع: و اللّه ما اجترأت أن أشرب الماء و الشافعي ينظر».

(4) - هو شريك بن عبد اللّه النخعيّ الكوفيّ المتوفّي سنة 177 ه. انظر ترجمته و مصادر ترجمته في «الأعلام» ج 3/ 163؛ و «تذكرة الحفاظ» ج 1/ 232؛ و «وفيات الأعيان» ج 2/ 464- 468.

(5) - هو محمّد بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي العباسيّ، من خلفاء الدولة العباسية، مات سنة 169 ه انظر ترجمته و مصادر ترجمته في «الأعلام» ج 6/ 221.

(6) - «شرح المهذّب» ج 1/ 61؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 133.

5. التواضع للشيخ زيادة علي التواضع للعلماء و غيرهم

الخامس: أن يتواضعَ له زيادةً علي ما أُمِرَ به مِن التواضع للعلماء و غيرهم، و يَتَواضَعَ للعلم، فبِتواضِعِه له يَنالُهُ، وَ لْيَعْلَمْ أنْ ذُلَّه لشيخِهِ عِزٌّ، و خضوعَه له فَخْرٌ، و تواضعَه له رِفْعَةٌ، و تعظيم حُرْمَتِهِ مَثُوبَةٌ، و التَشمُّرَ في خدمته شَرَفٌ. و قد قال النبيُّ (صلي الله عليه و آله و سلم): «تَعَلَّمُوا العلمَ، و تَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السكينةَ و الوَقارَ، و تَواضَعُوا لمن تَعَلَّمُونَ منه.» (1)

وَ قَالَ ص مَنْ عَلَّمَ أَحَداً مَسْأَلَةً مَلَكَ رِقَّهُ قِيلَ أَ يَبِيعُهُ وَ يَشْتَرِيهِ قَالَ بَلْ

يَأْمُرُهُ وَ يَنْهَاهُ «2».

منية المريد، ص: 244

و أنْشَدَ بعضُ العلماء:

أُهِينُ لَهُمْ نَفْسي لِكَيْ يُكْرِمُونَها

وَ لَنْ تُكْرمَ النَفْسُ الَّتي لا تُهِينُها (3)

*****[هامش]

(1) - «الجامع الصغير» ج 1/ 131، حرف التاء، و شرحه: «فيض القدير» ج 3/ 253، الحديث 3322؛ «قوت القلوب» ج 1/ 140؛ «كنز العمّال» ج 10/ 141، الحديث 28717.

(2) - في إجازة الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي للسيّد محمود بن علاء الدين الطالقاني: «قال سيّد العالمين: من علّم شخصا مسألة ملك رقّه، فقيل له: أ يبيعه؟ قال: لا؛ و لكن يأمره و ينهاه» («بحار الأنوار» ج 108/ 16). و في «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 154: «… سمعت شعبة يقول: كل من سمعت منه حديثا فأنا له عبد».

(3) - في «أمالي المرتضي» ج 1/ 205: «و قيل لأبي دؤاد الإيادي- و نظر إلي بنته تسوس فرسه-: أهنتها يا أبا دؤاد! فقال: أهنتها بكرامتي، كما أكرمتها بهواني. و مثل ذلك قول أعرابي لحقه ذلّ علي باب السلطان:

أهين لهم نفسي لأكرمها بهم

و لن تكرم النفس التي لا تهينها» ؛

و في «محاضرات الأدباء ج 1/ 300: «و يروي عن الشافعي: أهين لهم … البيت» ؛ و في «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 142: «… فأنشأ الشافعي: أهين لهم … البيت» ؛ و في «قوت القلوب» ج 2/ 228: «… قال:

كثيرا ما كنت أسمع الشافعي يقول:

أهين لهم نفسي لكي يكرمونها

و لن تكرم النفس التي لا تهينها» ؛

و في «طبقات الشافعية» ج 2/ 165: «قال الربيع: كتب إليّ البويطي أن اصبر نفسك للغرباء و حسّن خلقك لأهل حلقتك، فإنّي لم أزل أسمع الشافعي يكثر أن يتمثل بهذا البيت:

أهين لهم نفسي لكي يكرمونها

و لن تكرم

النفس التي لا تهينها» ؛

و في «تذكرة السامع» / 87: «يقال: إنّ الشافعي عوتب علي تواضعه للعلماء فقال:

أهين لهم نفسي فهم يكرمونها

و لن … البيت».

و مثل هذا البيت ما في «تعليم المتعلّم» / 24:

أري لك نفسا تشتهي أن تعزّها

فلست تنال العزّ حتّي تذلّها».

6. عدم الإنكار علي الشيخ و التآمر عليه

السادس: أنْ لا يُنْكِرَ عليه، و لا يَتآمَرَ و لا يُشِيرَ عليه بخلاف رأيه، فَيَري أ نّه أعلمُ بالصواب منه، بل يَنْقاد إليه في أُموره كُلِّها، و يُلْقِي إليه زِمامَ أمره راساً، و يُذْعِن لِنُصْحه، و يَتَحَرّي رضاه و إنْ خالَفَ رأيَ نفسِه، و لا يَسْتَبِق معه رأياً و لا اختياراً، و يُشاوِره في أُموره كُلِّها، و يأْتَمِر بأمره، و لا يخرجُ عن رأيه و تدبيره باللسان و القلب.

قال بعض العلماء: (1) «خطأ المرشِدِ أنفعُ للمسترشد مِنْ صوابه في نفسه.»

و في قصّة موسي و الخضر (عليهما السلام) تنبيه علي ذلك. (2)

منية المريد، ص: 245

و نقل بعض الأفاضل عن بعض مشايخه قال حكيت لشيخي مناما لي فقلت رأيت أنك قلت لي كذا و كذا فقلت لك لم ذاك قال فهجرني شهرا و لم يكلمني و قال لو لا أنه كان في باطنك تجويز المطالبة و إنكار ما أقوله لك لما جري ذلك علي لسانك في المنام. و الأمر كما قال إذ قلما يري الإنسان في منامه «3» خلاف ما يغلب في اليقظة علي قلبه.

*****[هامش]

(1) - هو الغزالي، قاله في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 45. و انظر أيضا «تذكرة السامع» / 88؛ و «ميزان العمل» / 116.

(2) - في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 45: «… و قد نبّه اللّه تعالي بقصة الخضر و موسي عليهما السّلام؛ حيث قال الخضر: «إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ

مَعِيَ صَبْراً وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلي ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً» ثمّ شرط عليه السكوت و التسليم، فقال: «فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ ءٍ حَتَّي أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً» ثمّ لم يصبر و لم يزل في مرادته إلي أن كان ذلك سبب الفراق بينهما. و بالجملة كلّ متعلّم استبقي لنفسه رأيا و اختيارا دون اختيار المعلّم، فاحكم عليه بالإخفاق و الخسران».

(3) - لم أظفر بناقل الحكاية و مصدرها.

7. تبجيل الشيخ في غيبته و حضوره

السابع: أنْ يُبَجِّلَهُ في خطابه و جوابه، في غَيْبَتهِ و حُضوره، و لا يخاطِبَه بتاء الخطاب و كافِه، و لا يُنادِيَه مِنْ بُعد، بل يقولَ: «ياسَيَّدي» و «يا أُستاذ» و ما أشبه ذلك، و يُخاطِبَه بِصِيَغِ الجمع تعظيماً نحو «ما تقولون في كذا» و «مارأيُكُم في كذا» و «قُلْتُمْ رَضِيَ الله عنكم» أو «تَقَبَّلَ الله مِنْكُمْ» أو «رَحِمَكُمُ الله».

ولا يُسَمِّيَهُ في غَيْبَتِه باسمه إلاّ مقروناً بما يُشْعِرُ بتعظيمه، كقوله:

«قال الشيخ» و نحو ذلك.

8. تعظيم حرمة الشيخ في نفسه و اقتدؤه به و مراعاة هديه

الثامن «1» تعظيم حرمته في نفسه و اقتداؤه به

و مراعاة هديه «2» في غيبته و بعد موته فلا يغفل عن الدعاء له مُدَّةَ حَياته، و يَرُدُّ غِيْبَتَه، و يَغْضَبُ لها (3) زيادةً عمّا تجبُ رِعايتُه في غيره، فإنْ عَجِزَ عن ذلك قام و فارَقَ المجلسَ.

و يرعي ذُرِّيَّتَه و أقاربَه، و أوِدّاءَه و مُحِبِّيهِ في حياته و بعدَ موتهِ، و يَتَعاهَدُ زيارَةَ قبرِه و الاستغفار له، و الترحُّمَ عليه و الصدقةَ عنه، و يَسْلُكُ في السَمْتِ و الهَدْي مَسْلَكَهُ، و يُراعي في العلم و الدين عادتَه، و يَقْتَدي بحركاته و سَكَناته في عباداتِه و عاداتهِ، و يتأدَّبُ بآدابه، و من ثَمَّ كان الأهمُّ تحصيلَ شيخ صالح لِيَحْسُنَ الاقتداءُ به.

ثمّ إنْ قَدَرَ علي الزيادة عليه بعدَ الاتّصافِ بصفته فَعَلَ، و إلاّ اقْتَصَرَ علي

منية المريد، ص: 246

التأسي فبه يظهر أثر الصحبة.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 90.

(2) - هكذا في النسخ المخطوطة و «ه»، و هو بمعني: سيرته؛ قال في «المصباح المنير» / 783، مادة «هدي»: «و الهدي مثال فلس: السيرة» ؛ و في النسخ المطبوعة سوي «ه»: «هذه» بدل «هديه»، و هو خطأ كما لا يخفي، و يحتمل بعيدا أن يكون الصواب «هذين»، إشارة

إلي تعظيم حرمته في نفسه و اقتدائه به. فتأمّل.

(3) - أي لحرمته كما في هامش «ة»، و يمكن أن يكون الضمير عائدا إلي غيبته.

9. شكر الشيخ علي توقيفه له علي ما فيه فضيلة

التاسع: (1) أن يَشْكُرَ الشيْخَ علي توفيقه له علي ما فيه فضيلةٌ، و علي توبيخِهِ له علي مافيه نقيصةٌ، أو كسل يعتريه أو قصور يعانيه أو غير ذلك مما في إيقافه عليه و توبيخه إرشاده و صلاحه «2»

و يَعُدَّ ذلك مِن الشيخ مِنْ جملة النِعَم عليه باعتناء الشيخِ به و نظرهِ إليه؛ فإنّ ذلك أميلُ لقلب الشيخ، و أبعثُ له علي الاعتناء بمصالحه.

و إذا وَقَّفَهُ الشيخُ علي دقيقة مِنْ أدب، أو نقيصة صَدَرَتْ منه، و كان يَعْرِفُ ذلك مِنْ قبلُ، فلا يُظْهِرُ أنّه كان عارِفاً به و غَفَلَ عنه، بل يَشْكُرُ الشَيخَ علي إفادته ذلك و اعتنائه بأمره، ليكونَ بذلك مُسْتَدْعِياً للعود إلي النصيحة في وقت الحاجة؛ فإنْ كان له في ذلك عُذْرٌ، و كان إعلامُ الشَيخِ به أصلحَ، فلا بأسَ به و إلاّ فيَتْرُكه؛ إلاّ أنْ يَتَرَتَّبَ علي ترك بيانِ العذرِ مَفْسَدةٌ، فيتعيَّن إعلامُه به.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 92- 93.

(2) - هكذا في «ه»، «ط»، «ن» و «تذكرة السامع» / 93. و في «ز»، «م» و «ق»: «أو غير ذلك ممّا فيه إشفاقه عليه و توبيخه و إرشاده و صلاحه». و في «ض» و «ح»: «أو غير ذلك ممّا فيه إشفاقه عليه، و توبيخه إرشاده و صلاحه» ؛ و كيف ما كان فلا تخلو العبارة من الاضطراب.

10. الصبر علي جفوة تصدر من شيخه و تأويل أفعاله

العاشر: (1) أن يَصْبِرَ علي جَفْوَة تَصْدُرُ من شيخه، أو سوءِ خُلُق، و لا يَصُدَّه ذلك عن ملازمته و حسنِ عقيدته و اعتقادِ كماله، ويتأوَّلَ أفعالَه التي ظاهرُها مذمومٌ علي أحسنِ تأويل و أصَحِّه، فما يَعْجِزُ عن ذلك إلاّ قليلُ التوفيق.

و يبدأ هو عند جفوة شيخه بالاعتذار و التوبة مما وقع و الاستغفار و ينسب

الموجب إليه و يجعل العتب فيه عليه فإن ذلك أبقي لمودة شيخه و أحفظ لقلبه و أنفع للطالب في آخرته و دنياه.

و عن بعض السلف:

من لم يَصْبِرْ علي ذُلِّ التعليم بَقِي عُمْرَه في عَمايَةِ الجَهالة، و من صَبَرَ عليه آل أمرُه إلي عِزّ الدنيا و الآخرة. (2)

منية المريد، ص: 247

" وَ مِنْهُ الْأَثَرُ الْمَشْهُورُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذَلَلْتُ طَالِباً «3» فَعَزَزْتُ مَطْلُوباً

و قال بعضهم مثل الذي يغضب علي العالم مثل الذي يغضب علي أساطين الجامع «4». و قيل لسفيان بن عيينة إن قوما يأتونك من أقطار الأرض تغضب عليهم يوشك أن يذهبوا و يتركوك فقال للقائل هم حمقي إذا مثلك أن يتركوا ما ينفعهم لسوء خلقي «5» و لبعضهم

اصْبِرْ لِدائِكَ إنْ جَفَوْتَ طَبِيبَهُ

وَ اصْبِرْ لِجَهْلِكَ إنْ جَفَوْتَ مُعَلِّما «6»

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 91- 92؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 63.

(2) - «تذكرة السامع» / 91؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 118؛ «أدب الدنيا و الدين» / 75؛ «عدّة الداعي» / 71؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 26؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 63. و في «غرر الحكم» ج 5/ 411، الحديث 8971: «من لم يصبر علي مضض التعليم بقي في ذلّ الجهل».

(3) - «عيون الأخبار» ج 2/ 122؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 142؛ «أدب الدنيا و الدين» / 75؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 9؛ «عدّة الداعي» / 71؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 26؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 63.

(4) - قاله معافي بن عمران كما في «أدب الإملاء و الاستملاء» / 146؛ و «تذكرة السامع» / 91.

(5) - «تذكرة السامع» / 91- 92.

و انظر «أدب الإملاء و الاستملاء» / 145.

(6) - في «أدب الدنيا و الدين» / 75: «قال بعض الشعراء:

إنّ المعلّم و الطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لم يكرما

فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه و اصبر لجهلك إن جفوت معلّما»

و مثله في «محاضرات الأدباء» ج 1/ 53؛ و «تعليم المتعلّم» / 9، إلّا أنّ فيهما: «جفوت طبيبه» بدل «أهنت طبيبه» ؛ و في «كليله و دمنة»، تحقيق مجتبي مينوي، ص 94:

«فاصبر لدائك إن جفوت معالجا و اقنع بجهلك إن جفوت معلّما»

و في «كليله و دمنة»، تحقيق الأستاذ حسن زاده الآملي، ص 138:

«إنّ المعلّم و الطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لا يكرما

فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه و اقنع بجهلك إن أهنت معلّما»

و علّق الأستاذ دام تأييده هنا بقوله- نقلا عن بعضهم-: «و الشعر من أبي العلاء المعرّي». أقول: و لكنّي راجعت إلي بعض كتب المعرّي- أعني «ديوان سقط الزند» ؛ و «اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم» - و تصفّحتهما فلم أجده فيهما. نعم، أنشأ المعرّي- كما في «اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم» / 206، و «إحياء علوم الدين» ج 4/ 52- هذين البيتين:

قال المنجّم و الطبيب كلاهما لا تحشر الأجساد قلت إليكما

إن صحّ قولكما فلست بخاسر أو صحّ قولي فالخسار عليكما

و يحتمل بعيدا اشتباه هذا بذاك لمن نسبهما إلي المعرّي؛ و كيف ما كان، فضمير طبيبه عائد إلي الداء، و أيضا، «كلاهما» في قوله «إنّ المعلّم و الطبيب كلاهما» بالرفع صحيح، فلا يذهب عليك أنّ الصواب «كليهما» بالنصب و الرفع خطأ، و انظر للاطلاع علي هذا البحث «مغني اللبيب» / 106، حرف الكاف، ذيل «كلا و كلتا».

11. الاجتهاد علي السبق بالحضور إلي المجلس قبل حضور الشيخ

[11-] أن يجتهد علي أن يسبق بالحضور إلي

المجلس

قبل حضور الشيخ و يحمل علي ذلك نفسه و إن أنتظره علي باب داره ليخرج و يمشي معه إلي المجلس فهو أولي مع تيسره. و يحترز عن «1» أن يتأخر في الحضور عن حضور الشيخ فيدع الشيخ في انتظاره فإن فاعل ذلك من غير ضرورة أكيدة معرض نفسه للمقت و الذم نسأل الله العافية. حكي ياقوت «2» في معجمه «3» عن هارون بن موسي القيسي

منية المريد، ص: 249

القرطبي «4» قال كنا نختلف إلي أبي علي القالي [وقت إملائه النوادر بجامع الزهراء] «5» و نحن في فصل الربيع فبينما أنا يوما في بعض الطريق إذ أخذتني سحابة فما وصلت إلي مجلسه حتي ابتلت ثيابي كلها و حول أبي علي أعلام أهل البلد فأمرني بالدنو منه و قال لي مهلا يا أبا نصر لا تأسف علي ما عرض فهذا شي ء يضمحل و يزول بسرعة بثياب غيرها تبدلها ثم قال «6» كنت أختلف إلي ابن مجاهد «7» فادلجت «8» عليه لأتقرب منه فلما انتهيت إلي الدرب الذي كنت أخرج منه إلي منزله ألفيته مغلقا و تعسر علي فتحه فقلت سبحان الله أبكر

منية المريد، ص: 250

هذا البكور و أغلب علي القرب منه فنظرت إلي سرب «9» بجنب الدرب فاقتحمته فلما توسطت ضاق بي و لم أقدر علي الخروج و لا علي الدخول فاقتحمته أشد اقتحام حتي تخلصت- بعد أن تخرقت ثيابي و أثر السرب في لحمي حتي انكشف العظم- و من الله بالخروج فوافيت مجلس الشيخ علي تلك الحال ثم قال «10» فأين أنت مما عرض لي ثم أنشد بيت الحماسة «11»

دببت للمجد و الساعون قد بلغوا

جهد النفوس و ألقوا دونه الأزرا

و كابدوا المجد حتي مل أكثرهم

و

فاز بالمجد من وافي و من صبرا «12»

لاتَحْسَبِ الَْمجْدَ تَمْراً أنتَ آكِلُهُ

لَنْ تَبْلُغَ الَْمجْدَ حَتّي تَلْعَقَ الصَّبِرا «13»

منية المريد، ص: 251

*****[هامش]

(1) - في «ز»، «م»، «ه»، «ق»، «ط» و «ن»: «و يحرص عن» بدل «يحترز عن»، و ما أثبتناه مطابق لسائر النسخ و لعلّه الصواب، إلّا أن يكون «يحرص عن» بمعني «يرغب و يحترز عن».

(2) - هو ياقوت بن عبد اللّه الرومي الحموي المتوفّي سنة 626 ه. وردت ترجمته و مصادر ترجمته في «وفيات الأعيان» ج 6/ 127- 139؛ و «الأعلام» ج 8/ 131؛ و «معجم المؤلّفين» ج 3/ 178- 179.

(3) - اعلم أنّي تصفّحت و تتبّعت جميع «معجم الأدباء» و «معجم البلدان» لياقوت الحموي مرّتين، و بذلت جهدي في ذلك ليالي و أيّاما بما لا يتحمّل عادة؛ فلم أجد هذه الحكاية في هذين الكتابين؛ نعم قال ياقوت في كتابه «معجم البلدان» ج 5/ 58، مادة «مجر»:

«مجريط … بلدة بالأندلس، ينسب إليها هارون بن موسي بن صالح بن جندل القيسي الأديب القرطبيّ، أصله من مجريط، يكنّي أبا نصر، سمع من أبي عيسي الليثي و أبي علي القالي. روي عنه الخولاني. و كان رجلا صالحا صحيح الأدب، و له قصّة مع القالي ذكرتها في أخباره من كتاب الأدباء [يعني «معجم الأدباء»].

و مات المجريطي لأربع بقين من ذي القعدة سنة 401. قاله ابن بشكوال».

و لكن ليس في «معجم الأدباء» المطبوع ترجمة هارون بن موسي أصلا، و لم يذكر ياقوت هذه القصة في ترجمة إسماعيل بن قاسم المعروف بأبي علي القالي في «معجم الأدباء» ج 7/ 25- 33، و لا في ترجمة أحمد بن موسي بن عبّاس بن مجاهد في ج 5/ 65- 73؛ فلا بدّ أن نقول:

جاءت هذه القصة و ترجمة هارون بن موسي في «معجم الأدباء» كما قال الشهيد و ياقوت نفسه في «معجم البلدان» ج 5/ 58؛ و لكن لم يطبع إلي الآن جميع «معجم الأدباء»، كما قال مؤلّف «الأعلام في معجم البلدان» في مقدّمة كتابه هذا، ص 11، بشأن «معجم- - الأدباء»، نقلا عن كتاب «تاريخ آداب اللغة العربية» ج 3/ 93:

«يدخل في مجلّدات عدة متفرقة في مكاتب أروبا و الآستانة، لا يطمع في الحصول علي نسخة كاملة منها، فنشط الأستاذ مرجليوث للاشتغال بجمع شتات هذا الكتاب و الوقوف علي طبعه، و اهتمّت لجنة تذكار جيب بنشر ما يمكن العثور عليه من أجزائه، فوفّقنا حتّي الآن إلي نشر خمسة أجزاء منه، و هي: الأوّل و الثاني و نصف الثالث من مكتبة آكسفورد و الخامس من مكتبة كوبرلي بالآستانة، و السادس تحت الطبع ينقص القسم الأخير منه، و السعي متواصل في البحث عن مظانّ سائر الأجزاء. و أخبرنا الأستاذ المشار إليه أنّه ساع في البحث عن أجزاء أخري يتوقّع وجودها في لكنا و الهند، ثمّ جاءنا كتابه … أنّه لم يوفّق إلي وجود شي ء هناك، و لا في مكان آخر، لكن ذلك لا يمنع أن يكون منه شي ء في بعض المكتبات الخصوصية التي لم يصله خبرها …».

نعم ظفرت علي هذه الحكاية في «إنباه الرواة» ج 3/ 362- 363؛ و «الصلة» ج 2/ 656- 657، و عبارات المؤلّف رحمه اللّه، أكثر انطباقا علي ما في «إنباه الرواة» ممّا في «الصلة».

(4) - هو أبو نصر هارون بن موسي بن صالح بن جندل القيسي القرطبيّ، المجريطي الأصل، توفي في سنة 401 ه.

وردت ترجمته و مصادر ترجمته في «الصلة» ج 2/ 656- 657؛

و «إنباه الرواة» ج 3/ 362- 363؛ و «الأعلام» ج 8/ 63؛ و «معجم المؤلّفين» ج 13/ 131.

(5) - تكملة حسنة من المصدر أعني «إنباه الرواة» و «الصلة». و أبو علي القالي هو إسماعيل بن قاسم بن عبدون بن هارون المعروف بالقالي، المتوفّي في سنة 356 ه. وردت ترجمته و مصادر ترجمته في «وفيات الأعيان» ج 1/ 226- 228؛ و «معجم الأدباء» ج 7/ 25- 33؛ و «معجم المؤلّفين» ج 2/ 286- 287.

(6) - يعني أبا علي القالي.

(7) - هو أبو بكر أحمد بن موسي بن مجاهد التميمي البغداديّ المعروف بابن مجاهد (245- 324 ه.) وردت ترجمته و مصادر ترجمته في «الأعلام» ج 1/ 261؛ و «معجم المؤلّفين» ج 2/ 188.

(8) - ادّلج- بتشديد الدال-: سار في آخر الليل. («أساس البلاغة» / 133؛ «مختار الصحاح» / 164؛ «المصباح المنير» / 236، «دلج»).

(9) - السرب: الطريق، يقال: خلّ سربه، أي طريقه. («أساس البلاغة» / 207؛ «المصباح المنير» / 322، «سرب».)

(10) - يعني أبا علي القالي.

(11) - هكذا في جميع النسخ، و لكن في «الصلة» ؛ و «إنباه الرواة»: «ثمّ أنشدنا» بدل «ثمّ أنشد بيت الحماسة» ؛ و كلاهما صحيح، لأنّ هذه الأبيات أيضا مرويّة في كتاب «الحماسة» لأبي تمّام، و قد جرت عادتهم إذا نقلوا شيئا ممّا فيه أن يقولوا: بيت الحماسة، أو قال الحماسي و نحوه. قال البغداديّ في «شرح شواهد شرح الشافية»: «و الحماسي: منسوب إلي كتاب الحماسة، و هو مجموعة أشعار من شعر الجاهلية و الإسلام، انتقاها و اختارها أبو تمّام حبيب بن أوس الطائي الشاعر المشهور، … و قد رتّب أبو تمّام ما اختاره علي عدّة أبواب: أولها باب الحماسة … و

قد اشتهر تسميته بالجزء الأوّل منه، و الحماسة: الشجاعة. و قد جرت عادة المصنفين إذا استشهدوا بشي ء ممّا فيه أن يقولوا: قال الحماسي، و نحوه، و المراد الشاعر المذكور في كتاب الحماسة …» («شرح شافية ابن الحاجب» ج 4/ 8) ؛ و انظر أيضا ما يأتي في تعاليقنا علي المطلب الثاني من الخاتمة، ص 382، التعليقة 1؛ و «شرح ديوان الحماسة» ج 1/ 3- 4، 7، 10. و هذه الأبيات الثلاثة مذكورة في باب الهجاء من كتاب «الحماسة» لأبي تمّام، انظر «شرح ديوان الحماسة» ج 3/ 1511.

و راجع للاطلاع علي كتاب الحماسة و طبعاته و مخطوطاته و شروحه «تاريخ الأدب العربي» ج 1/ 77- 80.

(12) - في جميع النسخ: «قلّ» بدل «ملّ» و الصواب ما أثبتناه كما في «أمالي القالي» ج 1/ 146؛ و «الصلة» ؛ و «إنباه الرواة» ؛ و «شرح ديوان الحماسة» ج 3/ 1511. و أيضا في هذه المصادر الأربعة:

«و عانق المجد من أوفي …»

بدل

«و فاز بالمجد من وافي …»

؛ و أيضا في «شرح ديوان الحماسة»: «فكابروا المجد» بدل «و كابدوا المجد».

(13) - هذه الأبيات في «أمالي القالي» ج 1/ 146، رواها عن أبي بكر بن دريد عن بعض العرب؛ و «شرح ديوان الحماسة» ج 3/ 1511، عن رجل من بني أسد. و تمام الحكاية في «إنباه الرواة» ج 3/ 362- 363؛ و «الصلة» ج 2/ 656- 657- كما قلنا-؛ و «تلخيص ابن مكتوم»، المخطوط بعد، كما في «إنباه الرواة» ج 3/ 363، الهامش.

و زاد ابن بشكوال في «الصلة» ج 2/ 657: «قال أبو نصر: فكتبناها عنه من قبل أن يأتي موضعها في نوادره، - و سلاني بما حكاه، و هان

عندي ما عرض لي من تلك الثياب و استكثرت من الاختلاف إليه و لم أفارقه حتّي مات». و قال المرزوقي في «شرح ديوان الحماسة» ج 3/ 1512- في شرح هذه الأبيات-: «يقول: تباطأ سعيك للمجد، و لمّا سعيت كان سعيك دبيبا و طلّاب المجد قد جهدوا أنفسهم، و ألقوا الأزر دونه، تخفيفا عن أنفسهم و تشهيرا في طلبهم، و هذا مثل. و المراد أنّ ما يفعله الساعي في سعيه إذا طلب شيئا من التجرّد و التخفّف ليدرك مطلوبه، قد فعلوه [كذا]. ثمّ أخذ يفصّل مجهودهم من بعد، فقال: كابروا المجد، أي جاهدوه ليبلغوه قسرا لا ختلا فمن صبر و أوفي ناله و احتواه ظافرا به معانقا له، و من ملّ و قصّر- و هم الأكثر- خاب و أخفق و رجع نادما لاهيا عنه. و قوله: لا تحسب المجد؛ تقريع، و المراد: لا تظنّن المجد يدرك بالسعي القصير و استعمال التعذير، و علي ملازمة الراحة دون توطين النفس علي الكدّ الشديد و المجاهدة؛ فإنّه لن ينال إلّا بتجرّع المرارات دونه، و اقتحام المعاطب بسببه، و يقال: لعقت الصّبر لعقا. و اسم ما يلعق هو اللعوق».

12. عدم الدخول علي الشيخ في غير المجلس العام بغير إذنه

الثاني عَشَرَ: (1) أنْ لا يدخُلَ علي الشيخِ في غير المجلس العامِّ بغير إذنه، سَواءٌ كان الشيخُ وحدَه ام معه غيرُه، فإن استأذَنَ بحيث يَعْلَمُ الشيخُ و لم يَأذنْ، انْصَرَفَ و لا يُكَرّرُ الاستئذان، و إنْ شَكَّ في علم الشيخ به كَرَّرَه ثلاثاً، و لا يزيدُ في الاستئذان عليها، أو ثلاثَ طَرَقات بالباب أو بالحَلْقَة، ولْيَكُنْ طَرْقُ الباب خَفِيّاً بأظفارِ الأصابع، (2) ثُمَّ بالأصابعِ، ثُمَّ بالحلقة قليلاً قليلاً، فإنْ كان الموضِعُ بعيداً عن الباب، فلا بأس برفعِ ذلك ابتداءً بقدر ما يَسْمَعُ

لا غير، و إنْ أذِنَ و كانوا جماعةً تَقَدَّمَ أفضلُهُم فأسنُّهم بالدخولِ و السلامِ عليه، ثُمَّ يُسَلِّمُ عليه الأفضلُ فالأفضلُ.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 93- 95؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 25- 26.

(2) - «عن أنس بن مالك: أنّ أبواب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سلّم كانت تقرع بالأظافير» («تذكرة السامع» / 94، الهامش؛ «مجمع الزوائد» ج 8/ 43).

13. الدخول علي الشيخ كامل الهياة، فارغ القلب

الثالثَ عَشَرَ: أنْ يَدْخُلَ علي الشيخ كامِلَ الهَيْأة فارغَ القلب مِن الشواغلِ، نشيطاً منشرحَ الصدرِ صافيَ الذهنِ، لا في حال نُعاس أو غَضَب أو جُوع أو عطش، و نحوِ ذلك، مُتَطهِّراً مُتَنَظِّفاً، بعدَ استعمال ما يَحْتاجُ إليه مِن سِواك و أخذ ظُفُر و شَعر، و إزالةِ رائحة كريهة، لابِساً أحسنَ ملبوسِه؛ سيّما إذا كان يقصِدُ مجلسَ العلم، فإنّه مجلسُ ذكر و اجتماع في عبادة، و هذه الأُمور من آدابها.

14. عدم القراءة علي الشيخ عند شهغل قلبه و ملله

الرابعَ عَشَرَ: أنْ لا يَقْرأَ علي الشيخ عند شُغْل قلبه و مَلَلِه و نُعاسه و جوعه و عطشه و ألمه، و نحو ذلك ممّا يَشُقُّ عليه فيه البحثُ. اللهمّ إلاّ أنْ يبتدئَه الشَّيْخُ بطلب القِراءة فلْيُجِبْه كيف كان.

منية المريد، ص: 252

15. التسليم و الخروج إذا دخل علي الشيخ و عنده من يتحدث فكتوا

الخامسَ عَشَرَ: «1»

إذا دخل علي الشيخ في غيرِ المجلس العام، و عندَه مَنْ يَتَحَدَّثُ معه فسكتوا عن الحديث، أو دخل و الشيخُ وحدَه يُصَلِّي أو يَقْرأُ أو يذْكُرُ أو يُطالِعُ أو يكتب، فَتَرَكَ ذلك و لم يَبْدأه بكلام أو بَسْطِ حديث، فَلْيُسَلِّمْ و يخرج سريعاً، إلاّ أن يَحُثَّه الشيخُ علي المكث، فإذا مَكَثَ فلا يُطيلُ، إلاّ أنْ يَأمُرَه بذلك خشية أن يدخل في عداد من أشغل مشغولا بالله أدركه المقت في الوقت.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 95- 97.

16. انتظار الشيخ إذا حضر مكانه فلم يجده

السادسَ عَشَرَ: إذا حضر مكانَ الشيخ فلم يَجدْه انتَظَرَه، و لا يُفَوِّتُ علي نفسهِ درسَه؛ فإنّ كلَّ درس يَفوَتُ لا عِوَضَ له، و لا يَطْرُقُ عليه لِيَخْرجَ إليه.

وَإن كان نائماً صَبَرَ حتّي يَسْتَيْقِظَ، أو ينصرف ثُمَّ يعودُ، و الصبر خير له، و لا يوقِظُه و لا يأمُرُ به هكذا كان السلف يفعلون و نقل عن ابن عباس مثله «1».

*****[هامش]

(1) - «التبيان في آداب حملة القرآن» / 26؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 64؛ «تذكرة السامع» / 16، قال فيه: «فقد روي عن ابن عبّاس: كان يجلس في طلب العلم علي باب زيد بن ثابت حتّي يستيقظ، فيقال له: ألا نوقظه لك؟

فيقول: لا. و ربّما طال مقامه و قرعته الشمس. و كذلك كان السلف يفعلون».

17. عدم طلب الإقراء من الشيخ في وقت يشق عليه

السابعَ عَشَرَ: أنْ لا يطلبَ مِن الشيخ إقراءً في وقت يَشُقُّ عليه فيه أو لم تَجِرِ عادتُه بالإقراء فيه، و لا يخترع (1) عليه وقتاً خاصّاً به دونَ غيره و إن كان رئيساً، لما فيه من الترفُّع و الحُمْقِ علي الشيخ و الطلبة و العلم.

وربّما استحيا الشيخ منه، فيَتْرُك لأجله ماهو أهمُّ عنده في ذلك الوقت، فلا يُفْلِحُ الطالب.

فإن بدأه الشيخ بوقت معين أو خاص لعذر عائق له عن الحضور مع الجماعة أو لمصلحة رآها فلا بأس.

*****[هامش]

(1) - في «تذكرة السامع» / 96، الهامش: «كذا في الأصول، و لعلّه يقترح».

18. الجلوس بين يدي الشيخ جلسة الأدب بسكون و خضوع

الثامنَ عَشَرَ: أن يَجْلِسَ بين يديه جِلْسَةَ الأدب بسكون و خُضُوع و إطراقِ رأس و تواضع و خشوع، و الأولي له الافتراشُ أو التورُّكُ.

قيل: «ويحسُنُ هنا الإقعاءُ، و هو أن يَفْرُشَ قَدَمَيْه، و يجلِسَ علي بطونهما، و يتعاهَدَ تغطيةَ أقدامِه و إرخاءَ ثيابه». (1)

*****[هامش]

(1) - «تذكرة السامع» / 97- 99.

19. عدم الاستناد بحضرة الشيخ إلي حائط أو مخدة و نحو ذلك

التاسعَ عَشَرَ: (1) و هو من جنس ما قبله أنْ لا يَسْتَنِدَ بحضْرَة الشيخِ إلي حائط أو

منية المريد، ص: 253

مِخَدَّة و درابزين «2» و نحوِ ذلك، أو يَجْعلَ يدَه عليه، و لا يُعْطِيَ الشيخَ جنبَه أو ظهرَه، و لا يَعْتَمِدَ، علي يده إلي ورائه أو جنبه أو ظهره، و لا يَضَعَ رِجلَه أو يدَه أو شيئاً مِن بدنه أو ثيابه علي ثياب الشَيخِ أو وَسادَتِهِ أو سَجّادَتِهِ.

قال بعضهم و من تعظيم الشيخ أن لا يجلس إلي جانبه و لا علي مصلاه أو وسادته و إن أمره الشيخ بذلك فلا يفعل إلا إذا جزم به جزما يشق عليه مخالفته فلا بأس بامتثال أمره في تلك الحال ثم يعود إلي ما يقتضيه الأدب انتهي «3». و قد تكلم الناس في أي الأمرين أولي امتثال الأمر أو سلوك الأدب فذهب إلي كل من الأمرين فريق من الصحابة علي ما نقل عنهم فضلا عمن بعدهم و التفصيل موجه «4».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 98، 100.

(2) - قال بعض اللغويّين: «الدربزين و الدرابزين و الدرابزون ج: درابزونات: قوائم منتظمة يعلوها متّكأ. يونانيّة». و في «فرهنگ فارسي» ج 2/ 1481، مادّة «دارافزين»:

«درابزين … يوناني: … تكيه گاه طارمي». و يوجد تصويره في تلك الصفحة. و قال أيضا في ج 2/ 2195:

«طارمي: نرده چوبي يا آهني كه اطراف محوطه يا باغي نصب

كنند».

(3) - «تذكرة السامع» / 100.

(4) - و التفصيل- كما في «تذكرة السامع» / 100- هكذا: «فإن جزم بما أمّره به بحيث يشقّ عليه مخالفته، فامتثال الأمر أولي و إلّا فسلوك الأدب أولي لجواز أن يقصد الشيخ إظهار احترامه و الاعتناء به، فيقابل هو ذلك بما يجب من تعظيم الشيخ و الأدب معه».

20. الإصفاء إلي الشيخ و الإقبال بكليته عليه

العشرون: «1»

و هو مِنْ أهمِّها أنْ يُصْغِيَ إلي الشيخ ناظِراً إليه،

و يُقْبِلَ بكُلِّيَّتِهِ عليه، متَعَقِّلاً لقوله بحيث لا يُحْوِجُه إلي إعادة الكلام، و لا يَلْتَفِتَ مِنْ غير ضرورة و يَنْظُرَ إلي يمينه أو شمالِه أو فوقِه أو أمامِهِ لغيرِ حاجة، و لا سيَّما عند بحثِهِ معه أو كلامه له، فلا يَنْبَغي أنْ يَنْظُرَ إلاّ إليه، و لا يَضْطَرِبَ لِضَجَّة يَسْمَعُها، و لا يَلْتَفِتَ إليها سيَّما عند بحثه.

ولا يَنْفُضَ كُمَّيْهِ، و لا يَحْسُرَ عن ذراعيه، و لا يُومِئَ بيده إلي وجه الشيْخِ أو صدره، و لا يَمُسَّ بها شيئاً مِنْ بدنه أو ثيابه، و لا يَعْبَثَ بيديه أو رجليه أو غيرِهما مِن أعضائه، و لا يَضَعَ يَدَه علي لِحْيَته أو فمِه أو يَعْبَثَ بها في أنفه، و لا يَفْتَحَ فاه،

منية المريد، ص: 254

و لا يَقْرَعَ سِنَّه، و لا يضربَ الأرضَ براحته، أو يَخُطَّ عليها بأصابعه، و لا يُشَبِّكَ بيديه و لا يَعْبَثَ بأزْرارِه، و لا يُفَرْقِعَ أصابِعَه، بل يَلْزَم سُكونَ بدنه، و لا يُكْثِرَ التَنَحْنُحَ مِنْ غير حاجة، و لا يَبْصُقَ، و لا يَمْتَخِطَ، و لا يَتَنَخَّعَ ما أمكنه، و لا يَلْفِظَ النُخامَةَ مِنْ فيه بل يأخُذَها منه بمنديل و نحوه، و لا يَتَجَشَّأَ، و لا يَتَمَطّي، و لا يُكْثِرَ التَثاؤُبَ، و إذا تَثاءَبَ سَتَرَ فاه بعدَ ردِّه جُهْدَه، و إذا عَطَسَ حَفِظَ

صوتَه جُهْدَه، و سَتَرَ وَجْهَه بمنديل و نحوِه و ذلك كله مما يقتضيه النظر المستقيم و الذوق السليم.

21. عدم رفع صوته رفعاً بليغاً و المسارة و غمز شخص، و نحو ذلك

الحادي و العشرون: «1»

و هو مِن جنس ما قبلَه أنْ لا يَرْفَعَ صوتَه رفعاً بليغاً مِنْ غير حاجة، و لا يُسارَّ في مجلسه، و لا يغْمِزَ أحداً، و لا يُكْثِرَ كلامَه بغير ضرورة و لا يَحْكِيَ ما يُضْحَكُ منه، أو ما فيه بَذاءَة، أو يَتَضَمَّنُ سوءَ مخاطبة أو سوءَ أدب، بل و لا يَتَكَلَّمَ بما لم يسْأَلْه، و لا يَتَكَلَّمَ مالم يَسْتَأْذِنْه أوّلاً، و لا يَضْحَكَ لغيرِ عَجَب، و لا لعَجَب دونَ الشَيخ، فإنْ غَلَبَه تَبَسَّمَ تَبَسُّماً بغير صوت ألبتَّةَ و لْيَحْذَرْ كُلَّ الْحَذَر مِنْ أنْ يَغْتابَ أحداً في مجلسه، أو يَنُمَّ له عن أحد، أو يُوقِعَ بينَه و بينَ أحد بنقلِ مايَسوؤه عنه، كاستنقاص به أو تَكَلُّم فيه وردِّ ما قاله؛ أو يقول كالحاثِّ له علي الاعتناء بأمره: «فلانٌ يَوَدُّ أنْ أقرَأ عليه» أو «أردتُ أنْ أقرأ علي فلان و تركتُ لأجلك» أو نحو ذلك، ففاعِلُ ذلك و أمثالِه مع كونِه ارتَكَبَ مكروهاً أو حراماً أو كبيرةً مُسْتَحِقٌ للزَجْر و الإهانةِ و الطردِ و البُعدِ، لحَماقته و رئائه. و قد تقدم في حديث علي ع «2» ما يدل علي ذلك.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 98.

(2) - مرّ في أوّل القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، الصفحة 234؛ و الحديث في «الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب حقّ العالم، الحديث 1.

22. حسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان

الثاني و العشرون: «1»

أنْ يُحَسِّنَ خطابَه مع الشيخ بقدر الإمكان، و لا يقولَ له: «لِمَ؟» و «لا نُسَلِّمُ» و لا «مَنْ نَقَلَ هذا» و لا «أين موضِعُه؟» و لايَقُلْ: «المحفوظ أو المنقولُ غير هذا» و شبه ذلك، فإنْ أرادَ استفادة أصله أو مَنْ نَقَلَه، تَلَطَّفَ في

منية المريد، ص: 255

الوصول

إلي ذلك، ثمّ هو في مجلس آخَرَ أولي علي سبيل الاستفادة.

و كذلك ينبغي أنْ يقولَ في موضعِ لِمَ؟ و لا أُسَلِّمُ: «ما نُجيبُ: ما نُجيبُ» إنْ قيل لنا كذا»؟ أو «إنْ مُنِعْنا كذا؟» أو «إن سُئِلْنا عن كذا؟» أو «إنْ أُورِدَ كذا؟» و شبهه، لِيكونَ مُسْتَفْهِماً للجوابِ سائلاً له بحُسْنِ أدب و لطفِ عبارة.

و إذا أصَرَّ الشيخُ علي قول أو دليل و لم يَظْهَرْ له، أو علي خلافِ صواب سهواً، فلا يُغَيَّرُ وجهَه أو عينَيْهِ، و لا يُشِيرُ إلي غيره كالمنكِرِ لما قال، بل يأخُذُه بِبِشْر ظاهر، و إنْ لم يكن الشَيخ مُصيباً، لغفلة أو سهو أو قصور نظر في تلك الحال؛ فإنّ العصمةَ في البَشَرِ للأنبياء و الأوصياء (عليهم السلام).

و لْيَحْذَرْ مِنْ مُفاجَأة الشيخِ بصورةِ رَدٍّ عليه؛ فإنه يقع ممن لا يحسن الأدب من الناس كثيرا مثل أن يقول له الشيخ أنت قلت كذا فيقول ما قلت كذا أو يقول له الشيخ مرادك في سؤالك كذا أو خطر لك كذا فيقول لا أو ما هذا مرادي أو ما خطر لي هذا و شبه ذلك بل طريقه أن يتلَطَّفُ بالمكاشَرَة علي المقصود في الجواب.

و كذلك إذا اسْتَفْهَمَه الشيخُ استفهامَ تقرير و جزم كقوله:

ألم تَقُلْ كذا؟ أو أليس مرادك كذا؟ فلا يبادِر بالردِّ عليه بقوله:

«لا» و نحو ذلك، بل يَسْكُتُ أو يُوَرِّي عن ذلك بكلام لطيف يَفْهَمُ الشيخُ قصدَه منه، فإنْ لم يكنْ بُدٌّ مِنْ تحرير قصده و قوله، فليقل: «الآن أقول كذا» أو «أعودُ إلي قصد كذا».

و يُعِيدُ كلامَه، و لا يقولُ: «الذي قلْتُه» أو «الذي قصدتُه» ؛ لتِضمُّنِهِ الرَّدَّ عليه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 101- 102- 104.

23. عدم المبادرة إلي ذكر إشكال لم يذكره و الإشارة إلي ذلك بألطف إشارة

الثالث و العشرون:

و هو مِن جنس

ما قبله إذا ذَكَرَ الشيخُ تعليلاً و عليه تَعَقّبٌ، و لَمْ يَتَعَقَّبْهُ؛ أو بحثاً و فيه إشكالٌ، و لم يَسْتَشْكِلْهُ؛ أو إشكالاً و عنه جوابٌ؛ و لم يَذْكُرْهُ، فلا يُبادِرُ إلي ذكر ذلك، و لا إلي التَعقُّبِ علي الشيخ بسببِ إهماله له، بل له أنْ يُشيرَ إلي ذلك بألْطَفِ إشارة، كقوله:

«مالََمحْتُمُ عن الإشكال جواباً؟» مثلاً، و نحو ذلك، فإنْ تَذَكَّرَ الشيخ فبها و نِعْمَتْ، و إلاّ فالأولي السكوت عن ذلك إلاّ أنْ يَأْذَنَ الشيخُ، أو يَعْلَمَ منه أنّه يُؤْثِرُ ذلكَ منه.

منية المريد، ص: 256

24. التحفظ من مخاطبة الشيخ بما لا يليق خطابه به

الرابع و العشرون: (1)

و هو مِنْ جنس ما قبله أيضاً أنْ يَتَحَفَّظَ مِن مخاطَبَة الشيخ بما يَعْتادُه بعضُ الناس في كلامه و لا يَليقُ خطابُه به، مثل أيش «2» بك و «فَهِمْتَ؟» و «سمعتَ؟» و «تَدْري؟» و «يا رجلٌ مباركٌ؟» و نحو ذلك.

و كذلك لا يَحْكي ماخُوطِبَ به غيرهُ ممّا لا يَليقُ خطابُ الشيخِ به، و إنْ كان حاكياً، مثل: «قال فلان لفلان: أنت قليلُ الحَياء، أنت قليل البِرّ، و ما عندك خير، و]أنت[قليل الفهم» و نحو ذلك، بل يقول إذا أراد الحكايةَ ما جَرتِ العادةُ بالكناية به، مثل: قال فلان لفلان: «الأبعدُ قليلُ الخير، و ما عند الأبعدِ خيرٌ»، و مثل هذه الكناية وردت في بعض الأخبار «3» أيضا أو يأتي بضمير الغائب مكانَ ضميرِ المخاطب، و شِبْه ذلك.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 102.

(2) - يعني أيّ شي ء بك؟

(3) - في «النهاية» ج 1/ 139؛ و «لسان العرب» ج 3/ 91، مادة «بعد»: «و فيه: إنّ رجلا جاء فقال: إنّ الأبعد قد زني، معناه: المتباعد عن الخير و العصمة؛ و أراد القائل من «الأبعد» نفسه». فتأمّل.

25. عدم الاستهزاء إذا سبق لسان الشيخ إلي تحريف كلمة

الخامس و العشرون:

إذا سَبَقَ لسانُ الشيخ إلي تحريف كلمة يكونُ لها توجيهٌ مستَهْجَنٌ، أو نحو ذلك، أنْ لا يَضْحَكَ و لا يَسْتَهْزِئَ، و لا يُعِيدَها كأنّه يتبادَرُ بها عليه، و لا يَغْمِزَ غيره و لا يُشيرَ إليه، بل و لا يَتَأمَّلَ ما صَدَرَ منه، و لا يُدْخِلَه قلبَه و لا يُصْغِيَ إليه سَمْعَه، و لا يَحْكِيَه لأحد، فإنّ اللسانَ سَبَّاقٌ، و الإنسانُ غير معصوم، لا سيَّما فيما هو فيه معذورٌ. و فاعلُ شيء ممّا ذُكِرَ مع شيخه مُعَرِّضٌ نفسَه للحِرْمانِ و البلاء و الخُسْران، مُسْتَحِقٌّ للزَجْر و

التأديبِ و الهَجْرِ و التأنيبِ، مع ما يَسْتَوْجِبُه مِن مَقْت الله سبحانه له و ملائكتِه و أنبيائِه و خاصَّتِه.

26. عدم سبق الشيخ إلي شرح مسألة أو جواب سؤال

السادس و العشرون: «1»

أنْ لا يَسْبِقَ الشيخ إلي شرحِ مسألة أو جواب سؤال (2) منه أو مِنْ غيره، لاسيّما إذا كان مِنْ غيره و تَوَقَّفَ، و لا يساوِقَه فيه، و لا يُظْهِرَ معرفتَه به

منية المريد، ص: 257

أو إدراكَه له قبلَ الشيخ، إلاّ أنْ يَعْلَمَ مِن الشيخِ إيثارَ ذلك منه، أو عَرَضَ الشيْخُ عليه ذلك ابتداءً و الَْتمَسَه منه، فلا بأسَ به حينئذ.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 106. و في «شرح المهذب» ج 1/ 62: «و لا يسبقه إلي شرح مسألة أو جواب سؤال إلّا أن يعلم من حال الشيخ إيثار ذلك ليستدلّ به علي فضيلة المتعلّم».

(2) - في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 35: «قال أبو عمرو بن العلاء ليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدّث من لا ينصت لك … قال ابن المقفّع: كانت الحكماء تقول: ليس للعاقل أن يجيب عمّا يسأل عنه غيره».

27. عدم قطع كلام الشيخ و مسابقته فيه و مساوقته به

السابع و العشرون: «1»

أنْ لا يَقْطَعَ علي الشيخ كلامَه أيَّ كلام كان، و لا يُسابِقَه فيه و لا يساوِقَه به، بل يَصْبِر حتّي يَفْرَغَ الشيخُ مِنْ كلامه ثمّ يَتَكَلَّم.

ولا يَتَحَدَّثَ مع غيره و الشيخُ يَتَحدَّثُ معه أو مع جَماعةِ المجلس، بل لا يجْعَلَ همَّه سوي الإصغاء إلي قولِ الشيخ و فهمِه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 104، 106، 107.

28. الإصفاء إلي الشيخ إذا ذكر كلاماً و هو يحفظ ذلك

الثامن و العشرون:

إذا سَمِعَ الشيخَ يذكُرُ حكماً في مسألة، أو فائدةً مُسْتَغْرَبَةً

أو يَحْكي حكايةً، أو يُنْشِدُ شعراً، و هو يحفَظُ ذلك، أنْ يُصْغِيَ إليه إصغاءَ مُسْتفيد له في الحال، متعطِّش إليه فَرِح به، كأنّه لم يَسْمَعْه قَطُّ.

قال بعضُ السلف: (1) «إنّ الشابَّ ليَتَحَدَّثُ بحديث، فأستمعُ له كأنّي لم أسْمَعْه و لقد سَمِعْتُه قبلَ أن يُولَدَ.» (2)

فإنْ سأله الشيخُ عند الشروع في ذلك عن حفظه له، فلا يُجِيبُ ب «نَعَمْ» لِما فيه مِن الاستغناء عن الشيخ فيه، و لا يقول:

«لا» لما فيه مِن الكِذْبِ، بل يَقُولُ: «أُحِبُّ أنْ اسْتَفِيدَه مِن الشيخ» أو «أسْمَعَه منه» أو «بَعُدَ عهدي به» أو «هو مِن جِهتكم أصَحُّ» و نحو ذلك.

فإنْ عَلِمَ مِن حال الشَيخ أنّه يُؤْثِرُ العلمَ بحفظه له مَسَرَّةً به، أو أشارَ إليه بإتمامه امتحاناً لضبطه أو حفظه أو لإظهار تحصيله، فلا بأس باتِّباعِ غرض الشيخ؛ ابتغاءً لمرضاته و ازدياداً لِرَغْبته فيه.

*****[هامش]

(1) - هو عطاء بن أبي رباح، كما في «تذكرة السامع» / 105.

(2) - «تذكرة السامع» / 105.

29. عدم تكرار سؤال ما يعلمه و استفهام ما يفهمه

التاسع و العشرون:

أنّه لا يَنْبَغي له أنْ يُكَرِّرَ سؤالَ ما يَعْلَمُه، و لا استفهامَ ما يَفْهَمُه؛ فإنّه يُضِيعُ الزمانَ و ربّما أضْجَرَ الشيخَ.

قال بعض السلف إعادة الحديث أشد من

منية المريد، ص: 258

نقل الصخر «1».

ويَنْبغي أنْ لا يُقَصِّرَ في الإصغاء و التفهُّمِ، أو يَشْغَلَ ذهنَه بفكر أو حديث ثمَّ يستعيدَ الشيخَ ما قاله؛ لأنّ ذلك إساءَةُ أدب، بل يكون مُصْغِياً لكلامه حاضرَ الذهن لما يَسْمَعُه من أوَّلِ مَرَّة.

و كان بعض المشايخ لا يُعِيدُ لمثل هذا إذا استعادَه و يَزْبُرُه عقوبةً له. (2)

أمّا إذا لم يَسْمَعْ كلامَ الشيخ لِبُعْدِه، أو لم يَفْهَمْهُ مع الإصغاءِ إليه و الإقبالِ عليه، فلَه أنْ يَسْألَ

الشيخَ إعادتَه أو تفهيمَه بعدَ بيانِ عُذْره بِسؤال لطيف.

*****[هامش]

(1) - قاله الزهري كما في «المحدّث الفاصل» / 566؛ و «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 169؛ و «عيون الأخبار» ج 2/ 179؛ و «تذكرة السامع» / 106. و علّق الدكتور محمّد عجاج الخطيب- الذي حقّق «المحدّث الفاصل» بأحسن وجه- هنا بقوله: «إنّما كانوا يستثقلون إعادة الحديث لأنّه لا يطلب إعادته إلّا من غفل عن استماعه أوّل الأمر، و أمّا إعادته لبيانه و شرحه فلا استثقال فيها». و في «أدب الإملاء و الاستملاء» / 80: «إعادة الحديث أثقل من نقل الصخر».

(2) - «تذكرة السامع» / 106. «زبره زبرا- من باب قتل-: زجره و نهره». («المصباح المنير» / 296، «زبر»).

30. عدم السؤال عن شيء في غير موضعه

الثلاثون:

أنْ لا يَسألَ عن شيء في غير موضعه، ففاعل ذلك لا يستحِقُّ جواباً، إلاّ أنْ يَعْلَمَ مِن حال الشيخ أنّه لا يَكْرَهُ ذلك، و مع ذلك فالأولي أنْ لا يَفْعَلَ، و لا يُلِحّ عليه في السؤال إلحاحاً مُضْجِراً و لا يَسْأَلَه في طريقه إلي أنْ يَبْلُغَ مقصدَه.

و قد حكي عن بعض الأجلاء «1» أنه أوصي بعض طلبته فقال لا تسألني عن أمر الدين و أنا ماش و لا و أنا أتحدث مع الناس و لا و أنا قائم و لا و أنا متَّكِئٌ فإن هذه أماكن لا يجتمع فيها عقل الرجل لا تسألني إلا وقت اجتماع العقول

*****[هامش]

(1) - لم أقف عليه و لا علي حاكي هذه الحكاية و مصدرها.

31. اغتنام سؤاله عند طيب نفسه و فراغه

الحادي و الثلاثون:

أنْ يَغْتَنِمَ سؤالَه عند طِيْبِ نفسِه و فَراغه، و يَتَلَطَّفَ في سؤاله.

قال (صلي الله عليه و آله و سلم): «الِاقْتِصَادُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْمَعِيشَةِ وَ التَّوَدُّدُ إِلَي النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ و حُسنُ السؤال نصفُ العلم.» (1)

منية المريد، ص: 259

*****[هامش]

(1) - «مجمع الزوائد» ج 1/ 160؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 33. و في «بحار الأنوار» ج 1/ 224، الحديث 14- نقلا عن «كنز الفوائد» -: «قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: «التودّد إلي الناس نصف العقل، و حسن السؤال نصف العلم، و التقدير في النفقة نصف العيش». و في أدب الدنيا و الدين» / 79: «إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم قال: حسن السؤال نصف العلم».

32. عد مالاستحياء من السؤال عمّا إشكل عليه

الثاني و الثلاثون:

أنْ لا يَسْتَحْيِيَ مِن السؤال عمّا أشْكَلَ عليه، بل يَسْتَوْضِحَه أكْملَ استيضاح، فمن رَقَّ وجهُه رَقَّ علمُه و من رق وجهه عند السؤال ظهر نقصه عند اجتماع الرجال «1».

قال الصادق (عليه السلام): «إنّ هذا العلمَ عليه قُفْلٌ و مفتاحُه المسألةُ.» (2)

*****[هامش]

(1) - في «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 109: «من رقّ وجهه عن السؤال رقّ علمه عند الرجال، و من ظنّ أنّ للعلم غاية فقد بخسه حقّه».

(2) - «الكافي» ج 1/ 40، كتاب فضل العلم، باب سؤال العالم و تذاكره، الحديث 3.

33. عدم قول: «نعم» إذا قال الشيخ: «أفهمت» قبل اتضاح المقصود

الثالث و الثلاثون: «1».

إذا قال له الشيخ: «أفَهِمْتَ؟» فلا يقولُ: «نَعَم» قبل أنْ يَتَّضِحَ له المقصودُ اتّضاحاً جَليّاً؛ لئلاّ يَكْذِبَ و يَفُوتَه الفهمُ. و لا يَسْتَحْيي مِن قوله:

«لم أفهَمْ» ؛ لأنّ استثباتَه يُحَصَّلُ له مصالحَ عاجلةً و آجلةً، فمن العاجِلةِ حفظُ المسألة و سلامتُه مِن الكِذْبِ و النفاقِ بإظهارِ فهمِ ما لم يَكُنْ فَهِمَه، و اعتقادُ الشيخِ اعتناءَه و رَغْبتَه و كمالَ عقلهِ و وَرَعِهِ، و من الآجِلة ثبوتُ الصواب في قلبه دائماً، و اعتيادُه هذه الطريقةَ المرضيّةَ و الأخلاقَ الرضيّةَ.

قال الخليل بن أحمد العروضي رحمه الله منزلة الجهل بين الحياء و الأنفة «2».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 156- 158؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 62.

(2) - «عيون الأخبار» ج 2/ 123؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 109؛ «مفتاح دار السعادة» ج 1/ 177؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 62؛ «تذكرة السامع» / 157. و في «أدب الدنيا و الدين» / 58: «قال الخليل بن أحمد: يرتع الجهل بين الحياء و الكبر في العلم». و انظر ترجمة و مصادر ترجمة الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي

الأزدي (1- 170 ه.) في «الأعلام» ج 2/ 314؛ و «وفيات الأعيان» ج 2/ 244- 248؛ و «معجم المؤلّفين» ج 4/ 112- 113.

34. حضور ذنه في جهة الشيخ

الرابع و الثلاثون:

أنْ يَكونَ ذهنُه حاضراً في جِهة الشيخ، بحيث إذا أمَرَه بشيء، أو سأله عن شيء، أو أشار إليه لم يُحْوِجْه إلي إعادته ثانياً، بل يبادِر إليه مُسْرِعاً و لم يُعاوِدْه فيه.

منية المريد، ص: 260

35. تناول ما ناوله الشيخ باليمني و مناولته الشيخ باليمني

الخامس و الثلاثون:

إذا ناوَلَه الشَيْخُ شيئاً تناوَلَه بالُيمني، و إذا ناوَلَه هو شيئاً ناوَلَه إيّاه بِالُْيمْني، فإنْ كان وَرَقَةً يقرؤها أو قِصَّةً مثلاً، نَشَرَها ثُمَّ دَفَعَها إليه، و لا يَدْفَعُها إليه مَطْوِيَّةً إلاّ إذا عَلِمَ أو ظَنَّ إيثارَ الشيْخِ لذلك.

وإذا أخذ مِنَ الشيخِ ورقةً بادَرَ إلي أخذها منشورةً قبلَ أنْ يَطْوِيَها.

وإذا ناوَلَ الشَيْخَ كتاباً ناوَلَه إيّاه مُهَيَّأً لفتحه و القِراءة فيه، مِن غيرِ احتياج إلي إدارته، فإنْ

كان للنظر في موضع مُعَيَّن، فليكُنْ مفتوحاً كذلك، و يُعَيِّنْ له المكانَ. و لا يَرْمِي إليه الشيءَ رمياً مِن كتاب أو ورقة أو غيرهما، و لا يَمُدُّ يدَه إليه إذا كان بعيداً، و لا يُحْوِجُ الشيخَ إلي مدِّ يدِه أيضاً لأخذه منه أو إعطائه، بل يَقومُ إليه قائماً، و لا يَزْحَفُ زَحْفاً.

وإذا قام أو جَلَسَ بينَ يديه لشيء مِنْ ذلك، فلا يقرُبُ منه كُلَّ القُرْب، و لا يَضَعُ رجلَه أو يَدَه أو شَيئاً مِن بدنه أو ثيابه علي ثياب الشيخ أو وَسادته و نحوهما و نحوهما كما تقدم «1».

*****[هامش]

(1) - في الأمر التاسع عشر من القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص 252- 253.

36. إعداد القلم للشيخ إذا ناوله ليكتب به

السادس و الثلاثون:

إذا ناوَلَه قلماً ليكتبَ به، فَلْيُعِدَّهُ (1) قبل إعطائه إيّاه للكتابة، وَ يَتَفَقَّد أوصافَه.

وإنْ وَضَعَ بينَ يديه دواةً، فلتكنْ مفتوحةَ الأغطِيَة مُهَيَّأةً للكتابة منها.

وإن ناوله سِكِّيناً فلا يُصَوِّبْ إليه شَفْرَتَها و لا نِصابَها و يدُه قابضةٌ علي الشَفْرَة، بل يكون عَرْضاً وحدّ شَفْرتِها إلي جِهته، قابضاً علي طرف النِصابِ ممّا يلي النَصْلَ جاعلاً نِصابَها علي يمين الآخِذ.

*****[هامش]

(1) - في الأمر التاسع عشر من القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص 252- 253.

37. نشر السجادة أولاً إذا ناول الشيخ إياها، و نحو ذلك

السابع و الثلاثون:

إذا ناوَلَه سَجّادَةً لِيُصلِّيَ عليها نَشَرَها أوّلاً، و أولي منه أنْ يَفْرُشَها هو عند قصد ذلك.

. قال بعض العلماء «1» وإذا فَرَشَها، و كان فيها صورةُ محراب تَحَرّي به القبلَةَ إنْ أمكنَ و إن كانت مثنية جعل طرفيها إلي يسار المصلي انتهي.

منية المريد، ص: 261

و لا يجْلِسُ بحضرة الشيخ علي سَجّادة، و لا يُصَلِّي عليها إذا كان المكان طاهراً إلاّ إذا اطَّرَدَتِ العادةُ باستصحابها و استعمالها، بحيثُ لا يكون شِعاراً علي الأكابر و المترفِّعين، كما يتَّفِقُ ذلك ببعض البلاد.

*****[هامش]

(1) - هو ابن جماعة الكنانيّ في «تذكرة السامع» / 109.

38. المبادرة إلي أخذ السجادة إذا قام الشيخ، و نحو ذلك

الثامن و الثلاثون:

إذا قام الشَيخُ بادَرَ القومُ إلي أخذِ السجّادة إنْ كانت ممّا تُنْقَلُ له، و إلي الأخذ بيده أو عَضُدِه إن احتاج إليه، و إلي تقديم نعله إنْ لم يَشُقَّ ذلك علي الشيخ، و يقْصِدُ بذلك كلِّه التقرُّبَ إلي الله تعالي بخدمته و القيام بحاجته.

وقد قيل: أربعة لا يأنَفُ الشريفُ مِنْهُنَّ، و إنْ كان أميراً: قيامُه مِنْ مجلسه لأبيه، و خدمتُه للعالم الذي يَتَعلَّم منه، و السؤالُ عمّا لا يَعْلَمُ، و خِدْمتُه للضَيْف. (1)

*****[هامش]

(1) - «تفسير الرازيّ» ج 2/ 185؛ «تذكرة السامع» / 110، «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 164؛ «عيون الأخبار» ج 2/ 128. و نظيرها في «البيان و التبيين» / 249.

39. القيام لقيام الشيخ و عدم الجلوس و هو قائم

التاسع و الثلاثون:

أنْ يَقومَ لقيام الشيخ، و لا يَجْلِسَ و هو قائم، و لا يَضْطَجِعَ و هو قائم أو قاعد، بل لا يَضْطَجِع بحضرته مطلقاً، إلاّ أن يكونَ في وقت نَوْم و يَأذَنَ له، و الأجودُ حينئذ أنْ لا يَنامَ حتّي يَنامَ الشيخُ، إلاّ أنْ يأمرَه بالنوم فيُطِيعه.

40. كونه أمام الشخي بالليل و وراءه بالنهار، و نحو ذلك

الأربعون: (1) إذا مشي مع شيخه، فليكن أمامَه بالليل و وراءَه بالنهار، إلاّ أنْ يقتضِيَ الحالُ خلافَ ذلك لزحمة أو غيرها، أو يأمرَه الشيخُ بحالة فَيمتَثِلها.

ويَتَعَيَّنُ أنْ يَتَقَدَّمَ عليه في المواطِئ المجهولةِ الحالِ لِوَحَل أو حوض مثلاً، و المواطِئ الخَطِرَة، و يَحْتَرِزَ مِن ترشيش ثياب الشيخ، و إذا كان في زحمة صانَه عنها بيديه إمّا مِنْ قُدّامه أو مِنْ ورائه.

وإذا مشي أمامَه التفَتَ إليه بعدَ كُلِّ قليل.

فإنْ كان وحدَه و الشيخُ يُكَلِّمُه حالةَ المشي، و هما في ظِلٍّ، فَلْيكُنْ عن يمينه أو يساره مُتَقدِّماً عليه قليلاً مُلْتَفِتاً إليه، و يُعْلِمُ الشيخَ بمن قَرُبَ منه أو قَصَده مِن الأعيان إنْ لم يَعْلَم الشيخُ به. (2)

منية المريد، ص: 262

ولا يَمشي إلي جانبه إلاّ لحاجة أو إشارة منه، و يَحْتَرِزُ مِنْ مُزاحَمَتِه بِكَتِفه أو برِكابه إن كانا راكبين و ملاصَقَة ثيابه، و يُؤْثرُه بجِهة الظِلِّ في الصيف، و بجِهة الشمس في الشتاء، و بجِهةِ الجِدار في الرِصافات (3) و نحوِها، و بالجِهة التي لا تَقْرَعُ الشمسُ فيها وجهَه إذا الْتَفَتَ إليه.

ولا يَمشي بينَه و بينَ مَنْ يُحَدِّثُه، و يَتأخَّرُ عنهما أو يَتَقَدَّمُ، و لا يَقْرُبُ و لا يَسْتَمِعُ و لا يَلْتَفِتُ، فإنْ أدخلاه في الحديث فلْيَأتِ مِنْ جانب آخَرَ و لا يَشُقّ بينهَما.

وإذا مشي مع الشيخِ اثنانِ فاكْتَنَفاه، فالأولي أنْ يكونَ أكبرُهما عن يمينه، و إن لم يَكْتَنِفاه تَقَدَّمَ أكبرُهما

وَ تأخَّرَ الأصغرُ. و إذا صادَفَ الشيخَ في طريقه بَدَأه بالسلام، و لا يُنادِيه و لا يُسَلِّمُ عليه مِنْ بَعيد و لا مِنْ ورائه، بل يقرُبُ منه ثمّ يُسَلِّمُ، و لا يُشِيرُ ابتداءً بالأخذ في طريق حتّي يَسْتَشِيرَه، و يُبادرُ (4) فيما يَسْتَشِيره فيه مطلقاً بالردِّ إلي رأيه إلاّ أنْ يُلْزِمَه بإظهار ما عنده، أو يكونَ مارآه الشيخُ خطأً، فيُظْهِر ما عنده بتلطُّف و حُسْنِ أدب، كقوله:

«يَظْهَرُ أنّ المصْلَحَةَ في كذا» و لا يقول:

«الرأي عندي كذا» أو «الصواب كذا» و نحو ذلك.

واعلم أنّ هذه الآداب ممّا قد دلّ النصُّ علي جملة منها بل علي أشرفها و أهمّها، و الباقي ممّا يُسْتَنْبَطُ منه بِإحدي الطُرقُ. و الله الموفِّقُ.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 110- 112.

(2) - «تذكرة السامع» / 110 و فيه: «كوحل» بدل «لوحل». و في أكثر النسخ: «أو الشيخ» بدل «و الشيخ».

(3) - قال في «لسان العرب» ج 9/ 120 مادة «رصف»: «الرصف: حجارة مرصوف بعضها إلي بعض … الرصفة- بالتحريك-: واحدة الرصف، و هي الحجارة التي يرصف بعضها إلي بعض في مسيل فيجتمع فيها ماء المطر».

(4) - في «تذكرة السامع» / 110: «يتأدّب» بدل «يبادر».

القسم الثالث: آدابه في درسه و قراءته، و ما يعتمده حينئذ مع شيخه و رفقهته
اشاره

القسم الثالث: آدابه في درسه و قِراءته، و ما يعتمدُه «1» حينئذ مع شَيْخِه و رِفْقَتِه و هو أُمور:

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 112- 114؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 64- 65.

1. الابتداء أولاً بحفظ كاب الله تعالي حفظاً متقناً

الأوّل: و هو أهمُّها أنْ يَبْتَدِئَ أوّلاً بحفظ كتاب الله تعالي العزيز حفظاً مُتْقَناً، فهو أصلُ العلومِ و أهَمُّها، و كان السلفُ لا يُعَلِّمُونَ الحديثَ و الفقهَ إلاّ لمنْ حَفِظَ القرآن. «1»

وإذا حَفِظَه فَلْيَحْذَرْ مِن الاشتغالِ عنه بغيره اشتغالاً يُؤَدِّي إلي نسيان شيء منه أو تعريضه للنسيان، بل يَتَعَهَّدُ دِراستَه و ملازمَةَ وِرْد منه كُلَّ يوم ثمّ أيّام ثمّ جمعة دائماً أبداً.

ويَجْتهدُ بعد حفظهِ علي إتقان تفسيره و سائر علومه، ثمّ يَحْفَظُ مِنْ كلِّ فَنٍّ مختصراً يجمَعُ فيه بين طرفيه.

ثُمَّ يَشْتَغِلُ باستشراح محفوظاته علي المشايخ، ولْيَعْتَمِدْ في كلِّ فنٍّ أكْثَرَهم تحقيقاً فيه و تحصيلاً له، و إنْ أمْكَنَ شرحُ دروس في كلِّ يوم فَعَلَ، و إلاّ اقتصرَ علي الممكن من درس فأقَلَّ و قد تقدمت الإشارة إليه.

*****[هامش]

(1) - «شرح المهذّب» ج 1/ 64. و انظر «تذكرة السامع» / 112- 113، الهامش

2. الاقتصار من المطالعة علي ما يحتمله فهمه

الثاني:

أنْ يَقْتَصِرَ مِن المطالعة علي ما يَحْتَمِلُه فهمُه، و يَنْساقُ إليه ذهنُه، و لا يَمُجُّه طَبْعُه، وَ لْيَحْذَرْ مِن الاشتغال بما يُبَدِّدُ الفكرَ، و يُحَيِّرُ الذهنَ مِن الكتبِ الكثيرة و تفاريقِ التصانيف؛ فإنّه يُضَيِّعُ زمانَه و يُفَرِّقُ ذِهْنَه.

منية المريد، ص: 264

وَ لْيُعْطِ الكتابَ الذي يقرؤه و الفنَّ الذي يأخُذُه كُلِيَّتَه حتّي يُتْقِنَه؛ حَذَراً مِن الخَبْطِ و الانتقالِ المؤدِّي إلي التضييع و عدم الفَلاح، و من هذا الباب الاشتغالُ بكتب الخِلاف في العقليّات و نحوها قبلَ أنْ يَصِحَّ فَهْمُه، و يستقرَّ رَأيُه علي الحقِّ، و يَحْسُنَ ذِهْنُه في فهم الجواب، و هذا أمرٌ يَخْتَلِفُ باختلاف النفوس، و الإنسان فيه علي نفسه بصيرةٌ.

3. الاعتناء بتصحيح درسه قبل حفظه تصحيحاً متقناً

الثالث: (1)

أنْ يَعْتَنِيَ بتصحيح درسِه الذي يَحْفَظُه قَبْلَ حِفْظِهِ تصحيحاً مُتْقَناً علي الشيخ أو علي غيره مِمّن يُعِينُه، ثمُّ يَحْفَظَه حِفظاً مُحْكَماً، ثُمَّ يُكَرِّرَه بعد حفظه تكراراً جَيِّداً، ثُمَّ يَتَعاهَدَه في أوقات يُقَرِّرُها لمواظبته، (2) لِيَرْسخَ رُسوخاً مُتَأَكِّداً، و يُراعِيَه بحيث لا يزال محفوظاً جَيِّداً.

و لا يحفظ ابتداء من الكتب استقلالا من غير تصحيح لأدائه إلي التصحيف و التحريف و قد تقدم «3» أن العلم لا يؤخذ من الكتب فإنه من أضر المفاسد سيما الفقه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 121- 126؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 64- 65.

(2) - هكذا في نسخة «ض»، «ح»، «ع»، «ط» و «ن». و في سائر النسخ و «تذكرة السامع» / 122: «مواضيه» بدل «مواظبته».

(3) - في الأمر الأوّل من القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص 240.

4. إحضار الدواة و القلم للتصحيح، و ضبط ما يصححه

الرابع: أنْ يَضْبِطَ ما يُصَحِّحُه لغةً و إعراباً، و إذا ردَّ الشَّيْخُ عليه لفظةً، فَظَنَّ أو عَلِمَ أنْ رَدَّه خلافُ الصواب كَرَّرَ اللفظةَ مع ما قبلها لِيَتَنَبَّهَ لها الشيخ، أو يأتِيَ بلفظ الصواب علي وجه الاستفهام، فربَّما وقع ذلك سهواً أو سَبْقَ لسان لغَفلة، و لا يَقُلْ بل هي كذا، فإنْ رجع الشَيْخُ إلي الصواب فذاك، و إلاّ تَرَكَ تحقيقها إلي مجلس آخَرَ بتلطُّف، و لا يبادِرْ إلي إصلاحها علي الوجه الذي عَرَفَه، مع اطّلاع الشيخ أو أحدِ الحاضرين علي المخالفة.

وكذلك إذا تَحَقَّقَ خطأُ الشيخِ في جواب مسألة، و كان لا يفوتُ تحقيقه و لايَعْسُرُ تداركُه. فإن كان كذلك «1»

*****[هامش]

(1) - أي يفوت تحقيقه و يعسر تداركه. و قوله «كذلك إذا تحقّق خطأ … الخ» أي يترك تحقيقها إلي مجلس آخر بتلطّف، إذا تحقّق خطأ الشيخ و لا يفوت تحقيقه

و لا يعسر تداركه.

5. المذاكرة بالمحفوظات و إدامة الفكر فيها

الخامس: بعدَ أنْ يُرَتِّبَ الأهمَّ فَالأهمَّ في الحفظ و التصحيح و المطالَعة و يُتْقِنَها فَلْيُذاكِرْ بمحفوظاتِه، و يُذاكِر بها بعضَ حاضِري.

6. تقسيم أوقات ليله و نهاره علي ما يحصله

السادس: (1)

أنْ يُقَسِّمَ أوقاتِ ليله و نهاره علي ما يُحَصِّلُه، و يَغْتَنِمَ مابَقِيَ مِن عمره.

وأجود الأوقات للحفظ الأسحارُ، و للبحثِ الأبْكارُ، و للكتابة وَسَطُ النهار، و للمطالَعَةِ و المذاكَرَةِ الليلُ و بقايا النهار.

وممّا قالوه (2) وَ دَلَّتْ عليه التجربة أنّ حفظَ الليل أنفعُ مِنْ حفظ النهار، و وقتَ الجوع أنفعُ مِنْ وقتِ الشِبَع، و أجْودُ أماكن الحفظ[المكانُ البعيدُ (3) عن الملهياتِ كالأصواتِ و قوارِع الطرق التي تكْثُرُ فيها الحركات؛ لأنّها تَمْنَعُ من خُلُوِّ القلبِ، و تُقَسِّمُه علي حَسَبِ تلك الحالات. (4)

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 72- 73.

(2) - قاله الخطيب البغداديّ، كما في «تذكرة السامع» / 73.

(3) - في هامش «ض»: «يمكن علي بعد عطفه علي مفعول يقسّم، و إلّا ففي العبارة سقط». أقول: لا بدّ من تقدير مبتدأ و جعل «المكان البعيد … الخ» خبرا له حتّي يستقيم الكلام، و لعلّ الصواب تقدير «أجود أماكن الحفظ» بعنوان المبتدأ ل «المكان البعيد … الخ» - كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 63- و إلّا فلا يستقيم الكلام.

(4) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 104، و إليك نصّ عبارته: «و أجود أماكن الحفظ الغرف دون السفل، و كلّ موضع بعيد ممّا يلهي و خلا القلب فيه ممّا يفزعه فيشغله، أو يغلب عليه فيمنعه، و ليس بالمحمود أن يتحفّظ الرجل بحضرة النبات و الخضرة، و لا علي شطوط الأنهار و لا علي قوارع الطرق، فليس يعدم في هذه المواضع غالبا ما يمنع من خلوّ القلب و صفاء السرّ» ؛ و انظر أيضا «الفقيه و المتفقه»

ج 2/ 128.

7. التبكير بدرسه و جعل ابتدائه يوم الخميس أو يوم السبت

السابع: أن يُبَكِّرَ بدرسه، لخبر:

منية المريد، ص: 266

«بُورِكَ لأُمَّتي في بُكُورها.» (1)

ولخبر: «اغْدُوا في طَلَبِ العلمِ؛ فإنّي سَأَلْتُ رَبِّي أن يُبارِكَ لاُِمَّتي في بُكورِها.» (2)

ويَجْعَلَ ابتداءَه يَوْمَ الخَميس (3) ، و في رواية: يومَ السَبْتِ أو الخميس. (4)

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنْهُ ص اطْلُبُوا الْعِلْمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فَإِنَّهُ يُيَسِّرُ [يَتَيَسَّرُ] لِطَالِبِهِ «5»

. وَ رُوِيَ فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ خَبَرُ: مَا مِنْ شَيْ ءٍ بُدِي ءَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ إِلَّا وَ قَدْ تَمَّ «6»

منية المريد، ص: 267

و ربما اختار بعض العلماء الابتداء يوم الأحد و لم نقف علي مأخذه.

*****[هامش]

(1) - «الجامع الصغير» ج 1/ 126، حرف الباء؛ «مجمع الزوائد» ج 4/ 62؛ «صبح الأعشي» ج 14/ 168.

(2) - «المحدّث الفاصل» / 339، 343؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 132؛ «كنز العمّال» ج 10/ 250، الحديث 29341- نقلا عن الطبراني في «الأوسط» - و فيهما زيادة «و يجعل ذلك يوم الخميس». و في «مسند أحمد» ج 3/ 416، 417، 431، 432، ج 4/ 384، 390؛ و «سنن الدارميّ» ج 2/ 214؛ و «أدب الإملاء و الاستملاء» / 111؛ و «إحياء علوم الدين» ج 2/ 225؛ و «مجمع الزوائد» ج 4/ 61: «اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها».

(3) - روي في «تحف العقول» / 80 عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: «إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر فيها يوم الخميس؛ فإنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم قال: اللّهمّ بارك لأمّتي في بكرتها يوم الخميس». و في «سنن الدارميّ» ج 2/ 214؛ و «إحياء علوم الدين» ج 2/ 225: «قلّما كان رسول اللّه يخرج إذا أراد سفرا إلّا يوم الخميس». و قال المناوي في «فيض القدير» ج 1/ 543:

«و يشاركه [يعني يوم الاثنين في ندب الطلب فيه الخميس لحديث ابن عدي عن جابر: اطلبوا العلم لكلّ اثنين و خميس؛ فإنّه ميسّر لمن طلب».

(4) - في «كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 1/ 274، الحديث 1254؛ و «بحار الأنوار» ج 103/ 41، الحديث 1: «قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها يوم سبتها و خميسها». و في «إحياء علوم الدين» ج 2/ 224: «روي أنس أنّه (ص) قال: اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها يوم السبت، و روي أبو هريرة عنه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، أنّه قال: اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها يوم سبتها و خميسها». و في «إحياء علوم الدين» ج 2/ 224: «روي أنس أنّه (ص) قال: اللّهمّ بارك لأمتي في بكورها يوم السبت، و روي أبو هريرة عنه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، أنّه قال: اللّهمّ بارك لأمتي في بكورها يوم خميسها» ؛ و الخبر الثاني منقول أيضا في «مجمع الزوائد» ج 4/ 61، 62. و في «غرر الحكم» ج 3/ 259، الحديث 4422: «بكر السبت و الخميس بركة».

(5) - «الجامع الصغير» ج 1/ 44، حرف الهمزة؛ «كنز العمّال» ج 10/ 250، الحديث 2934، و فيهما: «فإنّه ميسّر لطالبه». قال المناوي في «فيض القدير» ج 1/ 543: «أي يتيسّر له أسباب تحصيله بدفع الموانع و تهيئة الأسباب إذا طلبه فيه و ذلك لأنّه اليوم الذي ولد فيه المصطفي صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، و جاء الوحي فيه». فتأمّل في ذلك.

(6) - «تعليم المتعلّم» / 15. قال في «كشف الخفاء» ج 2/ 237- نقلا عن بعضهم-: «لم أقف له علي

أصل، و لكن ذكر برهان الإسلام في كتابه «تعليم المتعلّم» عن شيخه صاحب «الهداية» أنّه كان يروي ذلك حديثا، و يقول: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: ما من شي ء بدئ به يوم الأربعاء إلّا و قد تمّ».

8. التبكير بسماع الحديث و عدم إهمال الاشتغال به

الثامن «1»

أن يبكر بسماع الحديث و لا يهمل الاشتغال به و بعلومه و النظر في إسناده و رجاله و معانيه و أحكامه و فوائده و لغته و تواريخه و صحيحه و حسنه و ضعيفه و مسنده و مرسله و سائر أنواعه فإنه أحد جناحي العالم بالشريعة و المبين للأحكام و الجناح الآخر القرآن «2». و لا يقنع من الحديث بمجرد السماع بل يعتني بالدراية أكثر من الرواية فإنه المقصود من نقل الحديث و تبليغه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 126، 130- 133.

9. الاعناء برواية كتبه التي قرأها أو طالعها

التاسع

أن يعتني برواية كتبه التي قرأها أو طالعها سيما محفوظاته فإن الأسانيد أنساب الكتب. و أن يحترص علي كلمة يسمعها من شيخه أو شعر ينشده أو ينشئه أو مؤلف يؤلفه و يجتهد علي رواية الأمور المهمة و معرفة من أخذ شيخه عنه و أسناده و نحو ذلك.

10. الانتقال إلي المبسوطات إذا بحث المختصرات

إذا بحث محفوظاته […]

أو غيرها من المختصرات و ضبط ما فيها من الإشكالات و الفوائد المهمات أن ينتقل إلي بحث المبسوطات و ما هو أكبر مما بحثه أولا مع المطالعة المتقنة و العناية الدائمة المحكمة و تعليق ما مر به في المطالعة أو سمعه من الشيخ من الفوائد النفيسة و المسائل الدقيقة و الفروع الغريبة و حل المشكلات و الفرق بين أحكام المتشابهات من جميع أنواع العلوم التي يذاكره فيها و لا يحتقر فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت بل يبادر إلي كتابتها و حفظها

وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ قَيِّدُوا الْعِلْمَ قِيلَ وَ مَا تَقْيِيدُهُ قَالَ كِتَابَتُهُ «1»

ورُوِيَ أنّ رجلاً من الأنصار كان يجلِسُ إلي النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم) ، فَيَسْمَعُ منه الحديثَ، فَيُعْجِبُه و لا يَحْفَظُه، فشكا ذلك إلي النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم) ، فقال له رسول الله: «اسْتَعِنْ بيمينكَ» و أوْمَأ بيده أي خُطَّ. (8)

منية المريد، ص: 268

رَسُولُ اللَّهِ اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ أَيْ خُطَّ «2»

و من هنا قيل من لم يكتب علمه لم يعد علمه علما «3» و سيأتي إن شاء الله تعالي في باب الكتابة أخبار أخر في ذلك.

*****[هامش]

(1) - «سنن الترمذي» ج 5/ 39، كتاب العلم، الحديث 2666؛ «تقييد العلم» / 65- 68؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 66.

(2)

- قاله معاوية بن قرة، كما في «حلية الأولياء» ج 2/ 301؛ و «تقييد العلم» / 109. و في «تقييد العلم» / 96: «قال أنس: كنّا لا نعدّ علم من لم يكتب علمه علما».

(3) - «المحدّث الفاصل» / 364؛ «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 106؛ «عوالي اللآلي» ج 1/ 68.

11. المبالغة في الجد و التشمير و عدم القناعة باليسير

الحادي عَشَرَ: أنْ يبالِغَ في الجِدِّ و الطلبِ و التشمير، و لا يقنَعَ من إرث الأنبياء باليسير، و يغتنِمَ وقتَ الفَراغِ و النَشاطِ و شَرْخَ الشَبابِ (9) قبل عوارض البِطالة و موانعِ الرِئاسةِ؛ فإنّها أدْوي الأدواءِ و أعْضَلُ الأمراضِ. و لْيَحْذَرْ كُلَّ الحَذَر مِنْ نَظَرِ نفسِه بعين الكمال و الاستغناء عن المشايخ؛ فإنّ ذلك عينُ النقص و حقيقةُ الجهل و عِنوانُ الحماقة و دليلُ قِلَّةِ العلم و المعرفة لو تَدَبَّرَ.

12. ملازمة حلقة يخه بل جميع مجالسه إذا أمكن

الثاني عَشَرَ: أنْ يُلازِمَ حَلْقَةَ شَيْخه بل جميعَ مجالسه إذا أمكنَ؛ فإنّ ذلك لا يَزيدُه إلاّ خيراً و تحصيلاً و أدباً، و اطّلاعاً علي فوائدَ مُتَبَدِّدَة لا يَكادُ يَجِدُها في الدفاتر، كما أشارَ إليه عليّ (عليه السلام)

بقوله:

«ولا تَمَلَّ مِنْ طولِ صُحْبَتِهِ، فإنّما هو كالنَّخْلَةِ تَنْتَظِرُ متي يَسْقُطُ عليك منها منفعةٌ.» (1)

و لا يقتصر علي سماع درس نفسه فقط فإن ذلك علامة قصور الهمة بل يعتني بسائر الدروس فإنها كنوز مختلفة و جواهر متعددة فليغتنم ما فتح له منها إن احتمل ذهنه ذلك فيشارك أصحابها حتي كأن كل درس له فإن عجز عن ضبط جميعها اعتني بالأهم فالأهم. هذا في الدروس المفرقة و أما درس التقاسيم فشأنها كدرس واحد فمن لم يطق

منية المريد، ص: 269

ضبطها لا يصلح لدخوله فيها «2».

*****[هامش]

(1) - «الكافي» ج 1/ 37، كتاب فضل العلم، باب حقّ العالم، الحديث 1، و قد سبق في أوّل القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب، ص 234، و نقله هنا بالمعني.

(2) - مرّ في الأمر السادس عشر من القسم الثاني من النوع الثاني من هذا الباب، ص 200 معني درس التقاسيم، فيعلم معني الدروس المفرقة بالمقابلة.

13. التسليم علي الحاضرين و تخصيص الشيخ بزيادة تحبة

الثالثَ عَشَرَ: (1) إذا حَضَرَ مجلسَ الشيخ، فلْيُسَلِّمْ علي الحاضرين بصوت يُسْمِعُهُم.

و يَخُصَّ الشيخَ بزيادةِ تَحِيَّة و إكرام.

و عَدَّ بعضُهم حلَقَ العِلم حال أخذهم في البحث من المواضِعِ التي لا يُسَلَّمُ فيها، (2) و اختارَه جَماعةٌ من الأفاضل، (2) و هو مُتَّجِهٌ حيث يَشْغَلُهُمْ رَدُّ السلامِ عمّا هم فيه مِن البحثِ و حضورِ القلب كما هو الغالب، سيّما إذا كان في أثناء تقرير مسألة؛ فإنّ قَطْعَهُ عليهم أضَرُّ من كثير من المواردِ التي وَرَدَ أنّه لا يُسَلَّمُ فيها.

(4)

لكن مَتي أُرِيدَ ذلك، فلْيَجْلِسِ الداخلُ عليهم علي بُعد مِنْ مقابَلَة الشيخ، بحيث لا يَشْعُرُ به حتّي يَفْرَغَ إنْ أمْكَنَ، جمعاً بينَ حقِّ الأدب معه و حقِّ البحث في دفعِ الشواغل عنه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 146- 147؛ «التبيان في آداب حملة القرآن» / 24- 25؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 61.

(2) - «تذكرة السامع» / 146.

(3) - منهم ابن جماعة الكنانيّ في «تذكرة السامع» / 146، مع تفصيل.

(4) - في «الكافي» ج 2/ 645- 646، كتاب العشرة، باب التسليم، الحديث 11، «كان أبو عبد اللّه عليه السّلام يقول:

ثلاثة لا يسلّمون: الماشي مع الجنازة و الماشي إلي الجمعة، و في بيت الحمام» ؛ و في «الخصال» ج 2/ 571- 572، باب الاثني عشر، و «بحار الأنوار» ج 76/ 9، الحديث 39- نقلا عن «الخصال» -: «لا تسلّموا علي … و لا علي المصلّي، و ذلك لأنّ المصلّي لا يستطيع أن يردّ السلام … و لا علي رجل جالس علي غائط، و لا علي الذي في الحمام …» و انظر سائر روايات الباب في «بحار الأنوار» ج 76/ 8- 9؛ و راجع «الأذكار» / 27، 224.

14. عدم تخطي رقاب الحاضرين، و الجلوس حيث ينتهي به المجلس

الرابعَ عَشَرَ: إذا سَلَّمَ لا يَتَخَطّي رِقابَ الحاضرين إلي قُربِ الشيخ إنْ لم يكنْ منزِلَتُه كذلك، بل يجْلِسُ حيثُ يَنْتَهي به المجلسُ كما وَرَدَ في الحديث (1) ، فإنْ صَرَّحَ له الشيخُ أو الحاضرون بالتَّقَدُّمِ أو كانتْ منزلتُه أو كان يَعْلَمُ إيثارَ الشَيْخِ و الْجَماعةِ لذلك، و كان جلوسُه بقُرْبِ الشيخ مَصْلَحةً كأنْ يُذاكِرَه مذاكَرةً يَنْتَفِعُ

منية المريد، ص: 270

بها الحاضرون أو لكونه كبيرَ السِنِّ أو كثيرَ الفضيلة و الصلاح فلا بأس.

*****[هامش]

(1) - في «أمالي الطوسيّ» ج 1/ 310: «قال أبو

عبد اللّه عليه السّلام: لا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلّا حيث ينتهي به الجلوس؛ فإنّ تخطّي أعناق الرجل سخافة» ؛ راجع أيضا «مكارم الأخلاق» / 26؛ «الترغيب و الترهيب» ج 4/ 51؛ «سنن أبي داود» ج 4/ 258، كتاب الأدب، الحديث 4825؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 123.

15. الحرص علي قربه من الشيخ حيث يكون منزلته

الخامسَ عَشَرَ: أنْ يَحْرِصَ علي قُربه مِن الشيخ حيث تكونُ منزلتُه، لِيَفْهَمَ كلامهَ فهماً كاملاً بلا مشقَّة، ولكن لا يَقْرُب منه قُرباً يُنْسَبُ فيه إلي سوء الأدب و لا يضع شيئا من ثيابه أو بدنه علي ثياب الشيخ أو وسادته أو سجادته كما مر «1».

واعلم أنَّه متي سَبَقَ إلي مكان مِنْ مجلِسِ الدرس كان أحقَّ به، فليس لغيره أن يُزْعِجَه منه و إنْ كانَ أحقَّ به بحسبِ الأدب.

قيل: و يبقي بعد ذلك أحقَّ به كالمحْتَرِفِ إذا ألِفَ مكاناً مِن السُوقِ أو الشارعِ، فلا يَسْقُطُ حَقُّه منه لمفارَقَته، و إن انقطع عن الدرس يوماً أو يومين إذا حَضَرَ بعد ذلك «2» و هذا البحث آت في مكان المصلي المشتمل علي فائدة في الصلاة كالذكر و نحوه.

*****[هامش]

(1) - في الأمر التاسع عشر من القسم الثاني من النوع الثالث، ص 252- 253.

(2) - للتفصيل و الاطّلاع علي آراء و أقوال الفقهاء حول المسألة راجع الكتب الفقهيّة، كتاب إحياء الموات.

16. التأدب مع رفقته و حاضري المجلس

السادسَ عَشَرَ: أنْ يتأَدَّبَ مع رِفْقَتِه و حاضري المجلس؛ فإنّ تأدُّبَه معهم تأدُّبٌ مع الشيخ و احترامٌ لمجلسه، و لْيَحْتَرِمْ كُبَراءَه و أقرانَه و رِفْقَتَه.

17. عدم مزاحمة غيره في مجلسه و إيثار قيامه له

السابعَ عَشَرَ: أنْ لا يزاحِمَ أحداً في مجلسه، و لا يُؤْثِرَ قيامَ أحد له مِنْ محلِّه، فإنْ آثَرَه غيرُه بمجلسه لم يَقْبَلْه، لِنهي النبيِّ (صلي الله عليه و آله و سلم) عن أنْ يُقامَ الرجلُ مِن مجلسه و يَجْلِسَ فيه آخر، قال (صلي الله عليه و آله و سلم): «ولكن تَفَسَّحُوا و تَوَسَّعُوا.» (1)

نعم لو كان جلوسُه في مجلس مَنْ آثَرَه مصلَحَةً للحاضرين، و عَلِمَ مِنْ خاطر المؤْثِر حُبَّ الإيثارِ بالقرائن، فلا بأس.

منية المريد، ص: 271

*****[هامش]

(1) - «صحيح مسلم» ج 4/ 1714- 1715، كتاب السلام (39) ، الباب 11؛ «مسند أحمد» ج 2/ 22، 102؛ «سنن أبي داود» ج 4/ 258، كتاب الأدب، الحديثان 4827- 4828؛ «سنن الدارميّ» ج 2/ 281- 282؛ «الترغيب و الترهيب» ج 4/ 51؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 126؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 166، ج 2/ 181؛ «عوالي اللآلي» ج 1/ 143، و إليك نصّ واحدة من روايات الباب من «صحيح مسلم»: «عن النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، قال: لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثمّ يجلس فيه، و لكن تفسّحوا و توسّعوا».

18. عدم الجلوس في وسط الحلقة و قدام غيره لغير ضرورة

الثامنَ عَشَرَ: أنْ لا يَجْلِسَ في وسط الحلقَة، و لا قُدّامَ أحد لغير ضرورة.

لِمَا رُوِيَ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ ص لَعَنَ مَنْ جَلَسَ وَسْطَ الْحَلْقَةِ «1»

نعم لو كان لضرورة كضيق المجلس و كثرة الزحام و استلزام تركه عدم السماع فلا بأس به.

*****[هامش]

(1) - «سنن أبي داود» ج 4/ 258، كتاب الأدب، الحديث 4826؛ «الترغيب و الترهيب» ج 4/ 50؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 30؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 127.

19. عدم الجلوس بين أخوين أو متصاحبين إلا برضاهما

التاسعَ عَشَرَ: أنْ لا يَجْلِسَ بينَ أخوينِ أو أب و ابن أو قريبينِ أو متصاحبينِ إلاّ برضاهما معاً، لما روي: أنّ النبيّ (صلي الله عليه و آله و سلم) نَهي أنْ يَجْلِسَ الرجلُ بينَ الرجلينِ إلاّ بإذنهما. (1)

*****[هامش]

(1) - «سنن أبي داود» ج 4/ 262، كتاب الأدب، الحديث 4844 و 4845؛ «الترغيب و الترهيب» ج 4/ 51؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 129.

20. ترحيب الحاضرين بالقادم و التوسعة له إذا جاء

العشرون:

ينبغي للحاضرين إذا جاء القادِمُ أنْ يُرَحِّبُوا به، و يُوسِّعُوا له و يَتَفَسَّحُوا لأجله، و يُكْرِمُوه بما يُكْرَمُ به مثلُه.

وإذا فُسِحَ له في المجلس و كان حَرَجاً ضَمَّ نفسَه و لا يَتَوسَّعَ، و لا يُعْطِيَ أحداً منهم جنبَه و لا ظَهْرَه، و يَتَحَفَّظَ مِن ذلك و يَتَعَهَّدهَ عند بحث الشَيْخ له، و لا يَجْنَحَ علي جاره، أو يَجْعَلَ مِرْفقَه قائماً في جنبه، أو يَخْرُجَ مِنْ بِنْيَةِ الحَلْقَةِ بتقدُّم أو تأخُّر.

21. عدم التكلم في أثناء درس غيره بما لا يتعلق به

الحادي و العشرون:

أنْ لا يَتَكلَّمَ في أثناء درسِ غيره بما لا يَتَعلَّقُ به أو بما يَقْطَعُ عليه بحثَه و إذا شرع بعضهم في درس فلا يتكلم بكلام في درس فرغ و لا بغيره مما لا تفوت فائدته إلا بإذن من الشيخ و صاحب الدرس.

22. عدم المشاركة مع أحد من الجماعة في حديثه مع الشيخ

الثاني و العشرون:

أنْ لا يشارِكَ أحدٌ مِن الجماعة أحداً في حديثه مع الشَيخ، و لا سيَّما مشارَكَةِ الشيخ.

قال بعض الحكماء: «مِنَ الأدب أنْ لا يُشارِكَ الرجلَ في حديثه.» (1)

وأنْشَدَ بعضهم (2) في ذلك:

و لا تُشارِكْ في الْحَدِيثِ أهْلَهُ

و إنْ عَرَفْتَ فَرْعَهُ وَ أصْلَهُ

فإنْ عَلِمَ إيثارَ المتكلِّمِ بذلك فلا بأس.

*****[هامش]

(1) - تذكرة السامع» / 159- 160؛ و القائل النووي في «التبيان في آداب حملة القرآن» / 27؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 65.

(2) - قاله الخطيب البغداديّ كما في «تذكرة السامع» / 159.

23. عدم نهي من أساء علي غيره إلا بإشارة الشيخ

الثالث و العشرون:

إذا أساء بعضُ الطلبة أدباً علي غيره لم يَنْهَرْه غيرُ الشيخ إلاّ بإشارته أو سِرّاً بينهما علي سبيل النصيحة.

و إنْ أساء أحدٌ أدباً علي الشيخ تَعَيَّنَ علي الجَماعة انتهاره و رَدْعُه و الانتصارُ للشيخ بقدر الإمكان إنْ أظْهَرَ الشيخُ المسامحةَ وفاءً لحقِّه.

24. مراعاة النوبة إذا أراد القراءة، و الاستعاذة و نحوه بعده

الرابع و العشرون: (1)

إذا أراد القِراءَةَ علي الشَيْخِ، فلْيُراعِ نَوْبتَه تقديماً و تأخيراً، فلا يتقدَّمُ عليها بغير رضي من هي له.

وَ رُوِيَ أَنَّ أَنْصَارِيّاً جَاءَ إِلَي النَّبِي (صلي الله عليه و آله و سلم) يَسْأَلُهُ وَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَخَا ثَقِيفٍ إِنَّ الْأَنْصَارِيَّ قَدْ سَبَقَكَ بِالْمَسْأَلَةِ فَاجْلِسْ كَيْمَا نَبْدَأَ بِحَاجَةِ الْأَنْصَارِيِّ قَبْلَ حَاجَتِكَ «2»

قيل: و لايُؤْثِرُ بنوبته؛ فإنّ الإيثارَ بالقُربِ نقصٌ، فإنْ رأي الشيخُ المصْلَحَةَ في ذلك في وقت فأشارَ به، امْتَثَلَ أمرَه معتقِداً كمالَ رأيه و تصويبَ غَرَضِه في ذلك. (3)

قيل: «ويُسْتَحَبُّ للسابق أنْ يُقَدِّمَ علي نفسه مَنْ كان غريباً لتأكُّدِ حرمته و وجوبِ ذِمَّته.» (4)

و روي في ذلك حديث عن ابن عباس رضي الله عنه «5»

و كذلك

منية المريد، ص: 273

إذا كان للمتأخِّرِ حاجةٌ ضروريّةٌ و عَلِمَها المتقدِّمُ.

و تحصل النوبة بتقدم الحضور في مجلس الشيخ و إن ذهب بعده لضرورة كقضاء حاجة و تجديد وضوء إذا لم يطل الزمان عادة و إذا تساويا أقرع بينهما هذا إذا كان العلم مما يجب تعليمه و إلا تخير و يستحب له حينئذ مراعاة الترتيب ثم القرعة. و لو جمعهم علي درس مع تقارب أفهامهم جاز أيضا و معيد «6» المدرسة و مدرسها إذا شرط عليه إقراء أهلها في وقت معين لا يجوز له تقديم غيرهم عليهم بغير إذنهم و إن سبق مع عدم وجوب التعليم أو مع

وجوب الجميع أما لو وجب درس الخارج دون أهل المدرسة ففي استثنائه أو وجوب إقرائه و ترك ما يخصه من العوض ذلك اليوم أو تقديم أهل المدرسة أوجه و الأوسط أوسط.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 158- 162.

(2) - «تذكرة السامع» / 158؛ و نقل مضمونه الخطيب البغداديّ في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 122.

(3) - تذكرة السامع» / 159- 160؛ و القائل النووي في «التبيان في آداب حملة القرآن» / 27؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 65.

(4) - قاله الخطيب البغداديّ كما في «تذكرة السامع» / 159.

(5) - في «الجامع الصغير» ج 1/ 16، حرف الهمزة: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه»، «إذا أتاكم الزائر فأكرموه» ؛ و الحديث الأول مرويّ في «مجمع الزوائد» ج 8/ 15، 16؛ و «مكارم الأخلاق» / 24 أيضا. و في «الكافي» ج 2/ 659، كتاب العشرة، باب إكرام الكريم، الحديث 1: «عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: دخل رجلان علي أمير المؤمنين عليه السّلام، فألقي لكلّ واحد منهما و سادة فقعد عليها أحدهما و أبي الآخر، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: اقعد عليها؛ فإنّه لا يأبي الكرامة إلّا حمار، ثمّ قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه». و قال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» ج 3/ 993- نقلا عن الخطيب البغداديّ-: «حدّثنا العتيقي، قال: حضرت مجلس الدارقطني و جاءه أبو الحسن البيضاوي برجل غريب، و سأله - أن يملي عليه أحاديث، فأملي عليه من حفظه مجلسا يزيد أحاديثه علي العشرين، متون جميعها: نعم الشي ء الهديّة أمام الحاجة، فانصرف الرجل ثمّ جاءه بعد و قد أهدي له شيئا فقربه إليه، فأملي

عليه من حفظه سبعة عشر حديثا متونها: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه»: و أيضا هذه الحكاية منقولة في «طبقات الشافعية» ج 3/ 465.

و في «إحياء علوم الدين» ج 2/ 175: «و روي أنّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم دخل بعض بيوته، فدخل عليه أصحابه حتّي غصّ المجلس و امتلأ، فجاء جرير بن عبد اللّه البجلي فلم يجد مكانا فقعد علي الباب، فلفّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم رداءه، فألقاه إليه و قال له: اجلس علي هذا، فأخذه جرير و وضعه علي وجهه و جعل يقبّله و يبكي، ثمّ لفّه و رمي به إلي النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، و قال: ما كنت لأجلس علي ثوبك، أكرمك اللّه كما أكرمتني. فنظر النبيّ يمينا و شمالا ثمّ قال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه».

(6) - قال في «تذكرة السامع» / 150، الهامش: «المعيد: الذي يعيد الدرس بعد إلقاء الشيخ الخطبة علي الطلبة، كأنّه يعين الشيخ علي نشر علمه و تثبيت خطباته و إملائه في أذهان الطلبة» ؛ و قال في ص 204: «و ينبغي للمعيد بالمدرسة … أن يعلم المدرّس أو الناظر بمن يرجي فلاحه ليزاد ما يستعين به و يشرح صدره، و أن يطالبهم بعرض محفوظاتهم إن لم يعيّن لذلك غيره، و يعيد لهم ما توقّف فهمه عليهم من دروس المدارس و لهذا يسمّي معيدا». قال ابن خلّكان في ترجمة أبي إسحاق الشيرازي: «… تفقّه علي جماعة من الأعيان و صحب القاضي أبا الطيب الطبريّ كثيرا و انتفع به، و ناب عنه في مجلسه، و رتّبه معيدا في حلقته» («وفيات الأعيان» ج 1/ 29). و قال السبكي في

«طبقات الشافعية» ج 7/ 240، في ترجمة أبي حفص عمر بن أحمد بن الليث الطالقاني: «من أهل بلخ، فقيه أصولي صوفي … و كان معيد المدرسة النظامية ببلخ، توفّي في شعبان سنة ستّ و ثلاثين و خمسمائة».

25. الجلوس بين يدي الشيخ علي ما تقدم تفصيله

الخامس و العشرون:

أنْ يكونَ جلوسُه بينَ يَدَي الشيخِ علي ما تقَدَّمَ تفصيلُه و هيأتُه

منية المريد، ص: 274

في أدبه مع شيخه، و يُحْضِرَ كتابَه الذي يَقْرأُ فيه معه، و يَحْمِلَه بنفسه، و لا يَضَعُهُ حالَ القِراءة علي الأرض مفتوحاً، بل يحْمِلُه بيديه و يَقْرَأَ منه.

26. استيذان الشيخ قبل القراءة، و الستعاذة و نحوه بعده

السادس و العشرون:

أنْ لا يَقْرأَ حتّي يستأذِنَ الشَيخَ،

ذكره جماعة من العلماء «1»

فإذا أذِنَ له استعاذَ بالله من الشيطان الرجيم، ثُمَّ سَمَّي اللهَ تعالي وَ حَمِدَه و صلَّي علي النبيِّ و آله صلّي الله عليهم، ثُمَّ يَدْعُو للشيخ و لِوالِدَيْه و لمشايخه، و للعلماء و لنفسه و لسائر المسلمين، و إنْ خَصَّ مُصَنِّفَ الكتابِ أيضاً بدعوة كان حسناً.

و كذلك يَفْعَلُ كُلَّما شَرَعَ في قِراءة درس أو تَكراره أو مطالَعَتِهِ أو مقابَلَتِهِ في حضور الشيخ أو في غَيْبَتِه، إلاّ أنّه يَخُصُّ الشَّيْخَ بذكره في الدعاء عند قِراءته عليه، و يَتَرَحَّمُ علي مُصَنِّفِ الكتاب كما ذكرناه.

و إذا دعا الطالب للشيخ قال و رضي الله عنكم أو عن شيخنا و إمامنا و نحو ذلك قاصدا به الشيخ و إذا فرغ من الدرس دعا للشيخ أيضا. و يدعو الشيخ للطالب كلما دعا له

فإنْ تَرَك الطالبُ الاستفتاحَ بما ذكرناه جهلاً أو نسياناً نَبَّهَهُ عليه و عَلَّمَه إيَّاه و ذَكَّرَه به؛ فإنَّه من أهمِّ الآداب، و قد وَرَدَ الحديثُ بالأمر في الابتداء بالأُمور المهمَّةِ بتسمية الله و تحميده (2) ، و هذا من أهمِّها.

*****[هامش]

(1) - ذكره الخطيب البغداديّ عن جماعة من السلف، كما في «تذكرة السامع» / 161.

(2) - في «سنن ابن ماجة» ج 1/ 610، كتاب النكاح (9) ، الباب 19، الحديث 1894؛ و «النهاية» ج 1/ 93؛ و «الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور» ج 1/ 12؛

و «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 123؛ و «سنن الدارقطني» ج 1/ 229؛ و «تفسير كشف الأسرار» ج 1/ 11: «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع». و في «تفسير الرازيّ» ج 1/ 208؛ و «تفسير كشف الأسرار» ج 10/ 78؛ و «تفسير الكشّاف» ج 1/ 3- 4؛ و «إحياء علوم الدين» ج 1/ 185: «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم اللّه فهو أبتر» ؛ و في «مسند أحمد» ج 2/ 359: «كلّ كلام- أو أمر- ذي بال لا يفتح بذكر اللّه عزّ و جلّ فهو أبتر، أو قال: أقطع». و انظر «الأذكار» / 103. و راجع «طبقات الشافعية» ج 1/ 7- 24، تجد شرحا مشبعا حول ذلك.

27. مذاكرة من يرافقه من مواظبي مجلس الشيخ

السابع و العشرون: «1»

يَنْبغي أنْ يُذاكِرَ مَنْ يُرافِقُه مِنْ مواظبي مجلسِ الشيخ بما وَقَعَ فيه مِن الفوائدِ و الضوابطِ و القواعدِ و غيرِ ذلك، و يُعِيدُوا كلامَ الشيخ فيما بينهم؛ فإنّ في المذاكَرَة نَفْعاً عظيماً قُدِّمَ علي نفع الحفظ.

منية المريد، ص: 275

وينبغي الإسراعُ بها بعد القِيام مِن المجلس قبلَ تَفَرُّقِ أذهانهم، و تَشَتُّتِ خواطرهم، و شُذوذِ بعضِ ماسَمِعُوه عن أفهامهم، ثُمَّ يَتَذاكَروه في بعضِ الأوقات، فلا شيءَ يَتَخَرَّجُ (2) به الطالِبُ في العلم مثلُ المذاكَرَةِ. فإنْ لم يَجِدِ الطالبُ مَنْ يُذاكِرُه ذاكَرَ نَفْسَه بنفسه، و كَرَّرَ معني ما سَمِعَه و لَفْظَه علي قلبه، لِيَعلَقَ ذلك بخاطره؛ فإنّ تَكرارَ المعني علي القلب كتَكرار اللفظ علي اللسان، و قَلَّ أن يُفْلِحَ مَن اقْتَصَرَ علي الفكرِ و التعقُّلِ بحضرة الشيخ خاصَّةً، ثُمَّ يَتْرُكُه وَ يقومُ و لا يُعاوِدُه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 143، 145.

(2) - قال في «لسان العرب» ج 2/ 250، مادة «خرج»: «معني

خرّجها: أدّبها كما يخرّج المعلّم تلميذه، و قد خرّجه في الأدب فتخرّج».

28. كون المذاكرة في غير مجلس الشيخ أو بعد انصرافه

الثامن و العشرون:

أنْ تكونَ المذاكَرَةُ المذكورة في غيرِ مجلس الشَيخ، أو فيه بعدَ انصرافه بحيث لا يَسْمَعُ لهم صوتاً؛ فإنّ اشتغالَهُم بذلك و إسماعَهم له قِلَّةُ أدب و جرأةٌ، سيَّما إذا كان لهم مُعِيدٌ (22) ، فإنّ تصدُّرَه للإعادة في مجلس الشيخ مِنْ أقْبَحِ الصفاتِ و أبْعَدِها عن الآداب، اللهمَّ إلاّ أنْ يَأمُرَه الشيخُ بذلك لِمَصْلَحَة يراها.

29. مراعاة الأدب المتقدم أو قريباً منه مع كبيرهم و معيدهم

التاسع و العشرون:

علي الطَلَبَةِ مراعاةُ الأدبِ المتقدِّمِ أو قريباً منه مع كبيرهم و مُعِيدِهم، فلا يُنازِعُوه فيما يقولُه لهم إذا وَقَعَ منهم فيه شكٌّ، بل يَتَرَفَّقُوا في تحقيقِ الحال و يَتَوَصَّلُوا إلي بيان

الحقِّ بحسب الإمكان، فإذا بَقِيَ الحقُّ مُشْتَبِهاً راجَعُوا الشَيْخَ فيه بلُطْف مِنْ غير بيانِ مَنْ خالَفَ و من وافَقَ، مُقْتَصِرِينَ علي إرادة بيانِ الصواب كيف كان.

30. وجوب إرشاد الرفقة علي من علم منهم بنوع من العلم و الكمال

الثلاثون: «1»

يجبُ علي مَنْ عَلِمَ منهم بنوع مِن العلم و ضَرْب من الكمال أنْ يُرشِدَ رِفْقَتَه و يُرَغِّبَهُمْ في الاجتماع و التذاكُرِ و التحصيل، و يُهَوِّنَ عليهم مَؤُونَتَه، و يَذْكُرَ لهم ما استفاده مِن الفوائد و القواعد و الغرائب علي جِهة النصيحة و المذاكرة، فبإرشادِهم يُبارِكُ الله له في علمه و يَسْتَنِيرُ قلبُه، و تَتَأَكَّدُ المسائِلُ عنده مع مافيه مِن جزيل ثوابِ الله تعالي و جميلِ نظرِه و عَطْفِه.

منية المريد، ص: 276

و مَنْ بَخِلَ عليهم بشيء مِنْ ذلك كان بِضدِّ ماذُكِرَ، و لم يَثْبُتْ عِلْمُه و إنْ ثَبَت لم يُثْمِرْ، و لم يُباركِ الله له فيه.

و قد جُرِّبَ ذلك لِجَماعة من السَلَفِ و الخَلَفِ. و لا يَحْسُدَ أحداً منهم و لا يَحْتَقِرَه، و لا يَفْتَخِرَ عليه و لا يُعْجِبَ بِفَهْم نفسه و سَبْقِهِ لهم، فقد كان مِثْلَهم ثمَّ مَنَّ الله تعالي عليه، فَلْيَحْمَدِ الله تعالي علي ذلك و يَسْتَزِيده منه بدوام الشُكرِ، فإذا امْتَثَلَ ذلك و تكامَلَتْ أهلِيَّتُه و اشْتَهَرَتْ فضيلَتُه ارتقي إلي ما بعدَه مِن المراتبِ. و الله وليُّ التَّوْفِيق.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 162- 163؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 65.

الباب الثاني في آداب الفتوي و المفتي و المستفتي

اشارة

(و يشتمل علي مقدمة و أربعة أنواع. المقدمة في أهمية الإفتاء. النوع الأول في الأمور المعتبرة في كل مفت. النوع الثاني في أحكام المفتي و آدابه. النوع الثالث في آداب الفتوي.

النوع الرابع في أحكام المستفتي و آدابه و صفته)

منية المريد، ص: 279

المقدمة في أهمية الإفتاء

اشاره

و لنذكر من ذلك المهم فإنه باب متسع و لنقدم علي ذلك مقدمة فنقول «1» اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر كثير الأجر كبير الفضل جليل الموقع لأن المفتي وارث الأنبياء ص و قائم بفرض الكفاية لكنه معرض للخطأ و الخطر و لهذا قالوا المفتي موقع عن الله تعالي «2» فلينظر كيف يقول. و قد ورد فيه و في آدابه و التوقف فيه و التحذير منه من الآيات و الأخبار و الآثار أشياء كثيرة نورد جملة من عيونها

*****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 67- 69.

(2) - «شرح المهذّب» ج 1/ 67. قال ابن قيم الجوزية في «أعلام الموقّعين» ج 4/ 241: «فخطر المفتي عظيم فإنّه موقّع عن اللّه و رسوله …» و قال فيه ج 4/ 223 أيضا: «فالحاكم و المفتي و الشاهد، كلّ منهم مخبر عن حكم اللّه …».

[التحذير منه في الآيات

قال الله تعالي يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ «1». و قال تعالي

منية المريد، ص: 280

وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ «2». و قال تعالي يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ «3». و قال تعالي في التحذير وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَي اللَّهِ الْكَذِبَ «4» الآية. و قال تعالي وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَي اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ «5». و قال تعالي قُلْ أَ رَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَ حَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَي اللَّهِ تَفْتَرُونَ «6». فانظر كيف قسم مستند الحكم إلي القسمين فما لم يتحقق الإذن فأنت مفتر. و انظر إلي قوله تعالي حكاية عن رسوله ص أكرم خلقه عليه وَ

لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ «7».

منية المريد، ص: 281

فإذا كان هذا تهديده لأكرم خلقه عليه فكيف حال غيره إذا تقول عليه عند حضوره بين يديه

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّي إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا «8»

وَ قَالَ ص مَنْ أَفْتَي بِفُتْيَا مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ وَ فِي لَفْظٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَي مَنْ أَفْتَاهُ «9»

وَ قَالَ ص أَجْرَؤُكُمْ عَلَي الْفَتْوَي أَجْرَؤُكُمْ عَلَي النَّارِ «10»

وَ قَالَ ص أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيّاً أَوْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ يُضِلُّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ مُصَوِّرٌ يُصَوِّرُ التَّمَاثِيلَ «11»

وَ مِنْ كَلَامِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْخَلْقِ إِلَي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَرَجُلَيْنِ رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ تَعَالَي إِلَي نَفْسِهِ فَهُو

منية المريد، ص: 282

جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ مَشْغُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ قَدْ لَهِجَ بِالصَّوْمِ وَ الصَّلَاةِ فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَي بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ [رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ «12» وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا فِي جُهَّالِ النَّاسِ عَانٍ بِأَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَمْ يَغْنَ فِيهِ يَوْماً سَالِماً بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّي إِذَا ارْتَوَي مِنْ آجِنٍ وَ اكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَي غَيْرِهِ [وَ إِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَنْقُضَ حُكْمَهُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَهُ كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ وَ] «13» إِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَي

الْمُبْهَمَاتِ الْمُعْضِلَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ [بِهِ «14» فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ لَا يَحْسَبُ الْعِلْمَ فِي شَيْ ءٍ مِمَّا أَنْكَرَ وَ لَا يَرَي أَنَّ وَرَاءَ مَا بَلَغَ فِيهِ مَذْهَباً [إِنْ قَاسَ شَيْئاً بِشَيْ ءٍ لَمْ يُكَذِّبْ نَظَرَهُ وَ إِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ لِكَيْلَا يُقَالَ لَهُ لَا يَعْلَمُ ثُمَّ جَسَرَ فَقَضَي «15» فَهُوَ مِفْتَاحُ عَشَوَاتٍ رَكَّابُ شُبُهَاتٍ خَبَّاطُ جَهَالاتٍ لَا يَعْتَذِرُ مِمَّا لَا يَعْلَمُ فَيَسْلَمَ وَ لَا يَعَضُّ فِي الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَيَغْنَمَ يَذْرُو الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ [الرِّيحِ «16» الْهَشِيمَ تَبْكِي مِنْهُ الْمَوَارِيثُ وَ تَصْرُخُ مِنْهُ الدِّمَاءُ يُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ وَ يُحَرَّمُ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَلَالُ لَا مَلِي ءٌ بِإِصْدَارِ مَا عَلَيْهِ وَرَدَ وَ لَا هُوَ أَهْلٌ لِمَا مِنْهُ فَرَطَ مِنِ ادِّعَائِهِ عِلْمَ الْحَقِّ «17»

وَ رَوَي زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ مَا حَقُّ اللَّهِ تَعَالَي عَلَي الْعِبَادِ قَالَ أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ وَ يَقِفُوا عِنْدَ مَا لَا يَعْلَمُونَ «18»

منية المريد، ص: 283

وَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ ع يَقُولُ مَنْ أَفْتَي النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًي لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَ لَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ «19»

وَ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَيْنِ فِيهِمَا هَلَكَ الرِّجَالُ أَنْ تَدِينَ اللَّهَ بِالْبَاطِلِ وَ تُفْتِيَ النَّاسَ بِمَا لَا تَعْلَمُ «20»

وَ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ «21» الْفَقِيهِ الْعَامِّيِّ قَالَ مَا ذَكَرْتُ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع إِلَّا كَادَ أَنْ يَتَصَدَّعَ قَلْبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا كَذَبَ أَبُوهُ

عَلَي جَدِّهِ وَ لَا جَدُّهُ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَايِيسِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ وَ مَنْ أَفْتَي النَّاسَ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ «22»

و عن بعض التابعين «23» قال أدركت عشرين و مائة من الأنصار من أصحاب رسول الله ص يسأل أحدهم عن مسألة فيردها هذا إلي هذا و هذا إلي هذا حتي ترجع إلي الأول «24».

منية المريد، ص: 284

و عنه قال لقد أدركت في هذا المسجد عشرين و مائة من أصحاب رسول الله ص ما أحد منهم يحدث حديثا إلا ود أن أخاه كفاه الحديث و لا يسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا «25». و قال البراء لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر ما فيهم من أحد إلا و هو يحب أن يكفيه صاحبه الفتيا «26».

" وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَنْ أَفْتَي النَّاسَ فِي كُلِّ مَا يَسْأَلُونَهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ «27»

. و عن بعض السلف «28» إن العالم بين الله و بين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم «29». و قال بعض الأكابر لبعض المفتين أراك تفتي الناس فإذا جاءك الرجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه و لتكن همتك أن تتخلص مما يسألك عنه «30».

منية المريد، ص: 285

وَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ التَّابِعِيِّ أَدْرَكْتُ أَقْوَاماً يُسْأَلُ أَحَدُهُمْ عَنِ الشَّيْ ءِ وَ إِنَّهُ لَيَرْعَدُ «31».

وَ عَنْ ثَوْبَانَ مَرْفُوعاً سَيَكُونُ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَتَعَاطَي فُقَهَاؤُهُمْ عُضْلَ الْمَسَائِلِ أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي «32»

" وَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَسَي رَجُلٌ أَنْ يَقُولَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِكَذَا فَيَقُولَ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ «33»

وَ عَنْ

يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ كَانَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ لَا يُفْتِي فُتْيَا إِلَّا قَالَ اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي وَ سَلِّمْ مِنِّي «34».

" وَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً فَقَالَ فِي اثْنَتَيْنِ وَ ثَلَاثِينَ مِنْهَا لَا أَدْرِي «35» وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَي أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ خَمْسِينَ مَسْأَلَةً فَلَمْ يُجِبْ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهَا «36» وَ كَانَ يَقُولُ مَنْ أَجَابَ فِي مَسْأَلَةٍ فَيَنْبَغِي قَبْلَ الْجَوَابِ أَنْ يَعْرِض

منية المريد، ص: 286

نَفْسَهُ عَلَي الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ كَيْفَ خَلَاصُهُ ثُمَّ يُجِيبُ «37»

" وَ سُئِلَ يَوْماً عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَا أَدْرِي فَقِيلَ هِيَ مَسْأَلَةٌ خَفِيفَةٌ سَهْلَةٌ فَغَضِبَ وَ قَالَ لَيْسَ مِنَ الْعِلْمِ شَيْ ءٌ خَفِيفٌ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَي إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا «38» فَالْعِلْمُ كُلُّهُ ثَقِيلٌ «39»

. و عن القاسم بن محمد بن أبي بكر «40» أحد فقهاء المدينة المتفق علي علمه و فقهه بين المسلمين أنه سئل عن شي ء فقال لا أحسنه فقال السائل إني جئت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم لا تنظر إلي طول لحيتي و كثرة الناس حولي و الله ما أحسنه فقال شيخ من قريش جالس إلي جنبه يا ابن أخي الزمها فو الله ما رأيتك في مجلس أنبل منك مثل اليوم فقال القاسم و الله لأن يقطع لساني أحب إلي أن أتكلم بما لا علم لي به «41». و عن الحسن بن محمد بن شرفشاه الأسترآبادي «42» أنه دخلت عليه يوما امرأة فسألته عن أشياء مشكلة في الحيض فعجز عن الجواب فقالت له المرأة أنت عذبتك واصلة إلي وسطك و تعجز عن جواب امرأة فقال يا خالة لو علمت كل مسألة يسأل عنها لوصلت عذبتي إلي قرن الثور «43».

منية

المريد، ص: 287

و أقوالهم في هذا كثيرة فلنقتصر علي هذا القدر و لنشرع في الأنواع التي ينقسم إليها الباب

منية المريد، ص: 289

*****[هامش]

(1) - سورة النساء (4): 176.

(2) - سورة يونس (1): 53.

(3) - سورة يوسف (12): 46.

(4) - سورة النحل (16): 116.

(5) - سورة البقرة (2): 169.

(6) - سورة يونس (1): 59.

(7) - سورة الحاقة (69): 44- 46. قال رضيّ الدين عليّ بن طاوس قدّس سرّه في كتاب «الإجازات لكشف طرق المفازات فيما يحصي من الإجازات»: «و اعلم أنّني إنّما اقتصرت علي تأليف كتاب «غياث سلطان الوري لسكّان الثري» من كتب الفقه في قضاء الصلوات من الأموات، و ما صنّفت غير ذلك من الفقه و تقرير المسائل و الجوابات، لأنّي كنت قد رأيت مصلحتي و معاذي في دنياي و آخرتي في التفرّغ عن الفتوي في الأحكام الشرعية، لأجل ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية، و سمعت كلام اللّه جلّ جلاله يقول عن أعزّ موجود من الخلائق عليه محمّد صلّي اللّه عليه و آله: و لو تقوّل علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثمّ لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين. فلو صنّفت كتبا في الفقه يعمل بعدي عليها، كان ذلك نقضا لتورّعي عن الفتوي، و دخولا تحت خطر الآية المشار إليها، لأنّه جلّ جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول العزيز الأعلم لو تقوّل عليه، فكيف يكون حالي إذا تقوّلت عليه جلّ جلاله و أفتيت أو صنّفت خطأ أو غلطا يوم حضوري بين يديه» («بحار الأنوار» ج 107/ 42).

(8) - «أمالي المفيد» / 20- 21؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 121، الحديث 37، نقلا عنه، و ج 2/

110، الحديث 19، نقلا عن «كنز الفوائد»، و فيهما: «لم يبق عالم» بدل «لم يبق عالما» ؛ «سنن الدارميّ» ج 1/ 77؛ «صحيح البخاريّ» ج 2/ 97- 98، كتاب العلم، الحديث 99؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 20؛ المقدّمة، الباب 8، الحديث 52؛ «صحيح مسلم» ج 4/ 2058، كتاب العلم، الباب 5؛ «صفة الفتوي» / 7.

(9) - «سنن ابن ماجة» ج 1/ 20، المقدّمة، الباب 8، الحديث 53؛ «صفة الفتوي» / 6؛ «سنن الدارميّ» ج 1/ 57؛ «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 103؛ «كنز العمّال» ج 10/ 193، الحديث 29019، و في هذه المصادر الخمسة: «ثبت» بدل «تثبّت» ؛ «الجامع الصغير» ج 2/ 166، حرف الميم، و شرحه: «فيض القدير» ج 6/ 77، الحديث 8490؛ «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 103 أيضا و فيها: «بغير علم».

(10) - «سنن الدارميّ» ج 1/ 57؛ «الجامع الصغير» ج 1/ 10، حرف الهمزة، و شرحه: «فيض القدير» ج 1/ 158، الحديث 183؛ «كنز العمّال» ج 10/ 184، الحديث 28961.

(11) - «مسند أحمد» ج 1/ 407.

(12.- 13.- 14.- 15.- 16) - ما بين المعقوفين في هذه المواضع الخمسة زيادات من المصدر أعني «الكافي» و ليس في النسخ المخطوطة.

(17) - «الكافي» ج 1/ 55- 56، كتاب فضل العلم، باب البدع و الرأي و المقابيس، الحديث 6. اعلم أنّ المؤلّف (ره) نقل هذا الحديث من «الكافي» و نحن قد قابلناه به أيضا- مضافا إلي النسخ المخطوطة- كما في سائر المواضع.

و جاء مضمونه أيضا مع اختلاف كثير في الألفاظ في «نهج البلاغة» / 59- 60، الخطبة 17؛ «أمالي الطوسيّ» ج 1/ 240؛ «الاحتجاج» ج 1/ 390؛ «دستور معالم الحكم» / 122- 123، 141-

144.

(18) - «الكافي» ج 1/ 43، كتاب فضل العلم، باب النهي عن القول بغير علم، الحديث 7؛ و مثله عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في «الكافي» ج 1/ 50، كتاب فضل العلم، باب النوادر، الحديث 12.

(19) - «الكافي» ج 1/ 42، كتاب فضل العلم، باب النهي عن القول بغير علم، الحديث 3، و ج 7/ 409، كتاب القضاء و الأحكام، باب أنّ المفتي ضامن، الحديث 2.

(20) - «الكافي» ج 1/ 42، كتاب فضل العلم، باب النهي عن القول بغير علم، الحديث 1.

(21) - قال العلّامة المجلسي قدّس اللّه نفسه الزكيّة في «مرآة العقول» ج 1/ 140: «ابن شبرمة هو عبد اللّه بن شبرمة الكوفيّ- بضمّ المعجمة و سكون الموحدة و ضمّ الراء- كان قاضيا لأبي جعفر المنصور علي سواد الكوفة». أقول:

توفّي في سنة 144 ه. انظر ترجمته في «معجم رجال الحديث» ج 10/ 214- 216.

(22) - «الكافي» ج 1/ 43، كتاب فضل العلم، باب النهي عن القول بغير علم، الحديث 9.

(23) - هو عبد الرحمن بن أبي ليلي كما في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 12؛ و «قوت القلوب» ج 1/ 131؛ و «تلبيس إبليس» / 120؛ و «إحياء علوم الدين» ج 1/ 62؛ و «سنن الدارميّ» ج 1/ 53؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 9.

(24) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 12؛ «تلبيس إبليس» / 121؛ «أعلام الموقّعين» ج 1/ 34؛ «قوت القلوب» ج 1/ 131؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ «صفة الفتوي» / 7؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 9.

(25) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 12- 13؛ «جامع بيان العلم و فضله»

ج 2/ 200؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 62؛ «قوت القلوب» ج 1/ 131، 133؛ «سنن الدارميّ» ج 1/ 53؛ «تلبيس إبليس» / 121؛ «أعلام الموقّعين» ج 1/ 34؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ «صفة الفتوي» / 7؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 9.

(26) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 165؛ «صفة الفتوي» / 7.

(27) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 197، 198؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 201، 202. و في «جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 68، 203؛ و «إحياء علوم الدين» ج 1/ 61؛ و «قوت القلوب» ج 1/ 131؛ و «مجمع الزوائد» ج 1/ 183؛ و «سنن الدارميّ» ج 1/ 61؛ و «أعلام الموقّعين» ج 4/ 263، نسب هذا الكلام إلي ابن مسعود، و في «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 9؛ و «صفة الفتوي» / 7، نسب إلي ابن مسعود و ابن عبّاس.

(28) - هو محمّد بن المنكدر، كما في «سنن الدارميّ» ج 1/ 53؛ و «حلية الأولياء» ج 3/ 153؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 67؛ و «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 153؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 7.

(29) - «شرح المهذّب» ج 1/ 67؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 8؛ «الكفاية في علم الرواية» / 201؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 168؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 11؛ «سنن الدارميّ» ج 1/ 53، و فيه: «… فليطلب لنفسه المخرج».

(30) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 169.

(31) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 167؛ «أعلام الموقّعين» ج 4/ 278؛ «صفة الفتوي» / 9؛ «شرح

المهذّب» ج 1/ 68.

و انظر ترجمة عطاء بن السائب في «معجم رجال الحديث» ج 11/ 144- 145.

(32) - «مجمع الزوائد» ج 1/ 155؛ «أخلاق العلماء» / 116، مطابقا لما في المتن حرفا بحرف؛ «كنز العمّال» ج 10/ 211، الحديث 29115، و فيه «يغلّطون فقهاؤهم بعض المسائل» بدل «يتعاطي فقهاؤهم عضل المسائل» و الظاهر أنّ ما في «مجمع الزوائد» و «أخلاق العلماء» أصحّ و أولي. و للاطّلاع علي معني الحديث المرفوع راجع «شرح البداية» / 30- 31. و ثوبان يكنّي أبا عبد اللّه و كان من أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله. ورد اسمه في «معجم رجال الحديث» ج 3/ 413. و ترجمته و مصادر ترجمته وردت في «الأعلام» ج 2/ 102.

(33) - «مجمع الزوائد» ج 1/ 177؛ و راجع «أعلام الموقعين» ج 4/ 226.

(34) - «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 15؛ «صفة الفتوي» / 10؛ «أعلام الموقّعين» ج 4/ 278. و يحيي بن سعيد و هو أبو سعيد يحيي بن سعيد بن قيس الأنصاري من أهل المدينة المتوفّي سنة 143 ه. انظر ترجمته و مصادر ترجمته في «الأعلام» ج 8/ 147. و ابن المسيّب هو أبو محمّد سعيد بن المسيّب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشيّ (13- 94 ه). انظر ترجمته و مصادر ترجمته في «وفيات الأعيان» ج 2/ 375- 378؛ و «الأعلام» ج 3/ 102.

(35) - «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 13؛ «صفة الفتوي» / 8؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 24؛ «تفسير القرطبيّ» ج 1/ 286. و مالك بن أنس هو أبو عبد اللّه مالك بن أنس بن مالك، إمام المالكية المتوفّي سنة 179

ه. وردت ترجمته و مصادر ترجمته في «وفيات الأعيان» ج 5/ 135- 139؛ و «معجم المؤلّفين» ج 8/ 168- 169.

(36) - «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ «صفة الفتوي» / 8؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 13.

(37) - «أعلام الموقّعين» ج 4/ 277؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ «صفة الفتوي» / 8؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 13.

(38) - سورة المزّمل (73): 5.

(39) - «أعلام الموقّعين» ج 4/ 277؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 68؛ «صفة الفتوي» / 8؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 13- 14.

(40) - هو أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، توفّي سنة 107، أو 101، أو 102، أو 108، أو 112 ه. وردت ترجمته و مصادر ترجمة في «وفيات الأعيان» ج 4/ 59- 60.

(41) - «جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 66؛ «أعلام الموقّعين» ج 4/ 278- 279؛ «صفة الفتوي» / 7- 8؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 11.

(42) - توفي في سنة 715 ه. وردت ترجمته و مصادر ترجمته في «روضات الجنّات» ج 3/ 96- 97؛ و «معجم المؤلّفين» ج 3/ 283؛ و «طبقات الشافعية» ج 9/ 407- 408؛ و «الأعلام» ج 2/ 215.

(43) - «طبقات الشافعية» ج 9/ 408، الرقم 1347، و في أولها زيادة «حكي أنّه كان مدرّسا بماردين بمدرسة هناك تسمّي مدرسة الشهيد، فدخلت عليه يوما امرأة … إلخ».

النوع الأول الأمور المعتبرة في كل مفت

النوع الأول الأمور المعتبرة في كل مفت

اعلم أن شرط المفتي كونه مسلما مكلفا عدلا فقيها و إنما يحصل له الفقه إذا كان قيما بمعرفة الأحكام الشرعية مستنبطا لها من أدلتها التفصيلية من الكتاب و السنة و الإجماع و أدلة العقل و غيرها مما هو محقق في

محله و لا تتم معرفة ذلك إلا بمعرفة ما يتوقف عليه إثبات الصانع و صفاته التي يتم بها الإيمان و النبوة و الإمامة و المعاد من علم الكلام و معرفة ما يكتسب به الأدلة من النحو و التصريف و اللغة من العربية و شرائط الحد و البرهان من علم المنطق و معرفة أصول الفقه و ما يتعلق بالأحكام الشرعية من آيات القرآن و معرفة الحديث المتعلق بها و علومه متنا و إسنادا و لو بوجود أصل صحيح يرجع إليه عند الحاجة إلي شي ء منه و معرفة مواضع الخلاف و الوفاق بمعني أن يعرف في المسألة التي يفتي بها أن قوله فيها لا يخالف الإجماع بل يعلم أنه وافق بعض المتقدمين أو يغلب علي ظنه أن المسألة لم يتكلم فيها الأولون بل تولدت في عصره أو ما قاربه و أن يكون له ملكة نفسانية و قوة قدسية يقتدر بها علي اقتناص الفروع من أصولها و رد كل قضية إلي

منية المريد، ص: 290

ما يناسبها من الأدلة. و هذه شرائط المفتي المطلق المستقل أوردناها علي طريق الإجمال و تفصيلها موكول إلي أصول الفقه. فإذا اجتمعت هذه الأوصاف في شخص وجب عليه في كل مسألة فقهية فرعية يحتاج إليها أو يسأل عنها استفراغ الوسع في تحصيل حكمها بالدليل التفصيلي و لا يجوز له تقليد غيره في إفتاء غيره و لا لنفسه مع سعة وقت الفعل الذي تدخل فيه المسألة بحيث يمكنه فيه استنباطها بحيث لا ينافي الفعل و مع ضيقه يجوز له تقليد مجتهد حي و في الميت وجهان و منهم من منع مطلقا

منية المريد، ص: 291

النوع الثاني في أحكام المفتي و آدابه

اشاره

النوع الثاني في أحكام المفتي و آدابه

و فيه مسائل الأولي

«1»

*****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 75- 79.

[1-] الإفتاء و تحصيل مرتبته و كونهما فرضاً كفايةً

و كذا تحصيل مرتبته فإذا سئل و ليس هناك غيره تعين عليه الجواب و إن كان ثم غيره و حضر فالجواب في حقهما فرض كفاية و إن لم يحضر إلا واحد مع عدم المشقة في السعي إلي الآخر ففي تعيين الجواب علي الحاضر وجهان و إذا لم يكن في الناحية مفت وجب السعي علي كل مكلف بها يمكنه تحصيل شرائطها كفاية فإن أخلوا جميعا بالسعي اشتركوا جميعا في الإثم و الفسق و لا يسقط هذا الوجوب عن البعض باشتغال البعض بل بوصوله إلي المرتبة لجواز أن لا يصل المشتغل إليها لموت و غيره و لا يكفي في سقوط الوجوب ظن الوصول و إن قلنا بالاكتفاء به في القيام بفرض الكفاية مع احتماله.

[2-] ألا يفتي في حال تغير خلقه و شغل قلبه

الثانية ينبغي ألا يفتي في حال تغير خلقه و شغل قلبه

و حصول ما يمعنه من

منية المريد، ص: 292

كمال التأمل كغضب و جوع و عطش و حزن و فرح غالب و نعاس و ملالة و مرض مقلق و حر مزعج و برد مؤلم و مدافعة الأخبثين و نحو ذلك ما لم يتضيق وجوبه فإن أفتي في بعض هذه الأحوال معتقدا أنه لم يمنعه ذلك من إدراك الصواب صحت فتواه علي كراهة لما فيه من المخاطرة.

[3-] إذا أفتي في واقعة ثم تغير اجتهاده

[3-] إذا أفتي في واقعة ثم تغير اجتهاده

و علم المقلد برجوعه من مستفت أو غيره عمل بقوله الثاني فإن لم يكن عمل بالقول الأول لم يجز العمل به و إن كان قد عمل به قبل علمه بالرجوع لم ينقض و لو لم يعلم المستفتي برجوع المفتي فكأنه لم يرجع في حقه و يلزم المفتي إعلامه برجوعه قبل العمل و بعده ليرجع عنه في عمل آخر.

[4-] إذا أفتي في حادثة ثم حدث مثلها

[4-] إذا أفتي في حادثة ثم حدث مثلها

فإن ذكر الفتوي الأولي و دليلها أفتي بذلك ثانيا بلا نظر و إن ذكرها و لم يذكر دليلها و لا طرأ ما يوجب رجوعه ففي جواز إفتائه بالأولي أو وجوب إعادة الاجتهاد قولان «1». و مثله تجديد الطلب في التيمم و الاجتهاد في القبلة و القاضي إذا حكم بالاجتهاد ثم وقعت المسألة.

*****[هامش]

(1) - «شرح المهذّب» ج 1/ 78.

[5-] لا يجوز أن يفتي بما يتعلق بألفاظ الأيمان

[5-] لا يجوز أن يفتي بما يتعلق بألفاظ الأيمان

و الأقارير و الوصايا و نحوها إلا من كان من أهل بلد اللافظ أو خبيرا بمرادهم في العادة فتنبه له فإنه مهم «1».

منية المريد، ص: 293

*****[هامش]

(1) - راجع «أعلام الموقّعين» ج 4/ 289- 291؛ «صفة الفتوي» / 36.

النوع الثالث في آداب الفتوي

اشاره

و فيه مسائل «1» الأولي

*****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 79- 87.

[1-] يلزم المفتي أن يبين الجواب بيانا يزيل الإشكال

[1-] يلزم المفتي أن يبين الجواب بيانا يزيل الإشكال

ثم له الاقتصار علي الجواب شفاها فإن لم يعرف لسان المستفتي «2» كفاه ترجمة عدلين و قيل يكفي الواحد لأنه خبر «3». و له الجواب كتابة و إن كانت علي خطر و كان بعض السلف «4» كثير الهرب من الفتوي في الرقاع لما يتطرق إليها من الاحتمالات فإن لكل حرف من لفظ

منية المريد، ص: 294

السائل مزية في الجواب و كثيرا ما شاهدنا سائلا برقعة يكون لفظه مخالفا لما في رقعته فنرجع إلي لفظه بعد أن نكون كتبنا له الجواب و نخرق الرقعة.

*****[هامش]

(1) - يعني لم يعرف المفتي لسان المستفتي، و يأتي أيضا في أحكام المستفتي و آدابه، المسألة السابعة، الصفحة 306، قول المؤلّف: «و لو لم يعرف لغة المفتي افتقر إلي المترجم العدل، و هل يكفي الواحد أم يشترط عدلان؟ وجهان؛ أجودهما الثاني» و علي هذا فالصحيح هنا: «لسان المستفتي» كما في المخطوطات و «شرح المهذّب» ج 1/ 79؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 72، و لكن في المطبوعات إلّا «ع»: «لسان المفتي» بدل «لسان المستفتي» و هو غلط قطعا.

(2) - قاله النووي في «شرح المهذّب» ج 1/ 79؛ و ابن الصلاح في «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 72.

(3) - هو القاضي أبو حامد المرورودي، كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 79؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 72.

منية المريد، ص: 294

[2-] أن تكون عبارته واضحة صحيحة

[2-] أن تكون عبارته واضحة صحيحة

يفهمها العامة و لا يزدريها الخاصة و ليحترز من القلاقة و الاستهجان فيها و إعراب غريب أو ضعيف و ذكر غريب لغة و نحو ذلك.

[3-] إذا كان في المسألة تفصيل لا يطلق الجواب

[3-] إذا كان في المسألة تفصيل لا يطلق الجواب

فإنه خطأ ثم له أن يستفصل السائل إن حضر و يعيد السؤال في رقعة أخري إن كان السؤال في رقعة ثم يجيب و هذا أولي و أسلم و له أن يقتصر علي جواب أحد الأقسام إذا علم أنه الواقع للسائل ثم يقول هذا إن كان الأمر كذا أو و الحال ما ذكر و نحو ذلك و له أن يفصل الأقسام في جوابه و يذكر حكم كل قسم لكن هذا كرهه بعضهم «1» و قال هذا يعلم الناس الفجور بسبب اطلاعهم علي حكم ما يضر من الأقسام و ينفع.

*****[هامش]

(1) - هو أبو الحسن القابسي من أئمة المالكية، كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 79؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 72؛ و انظر «أعلام الموقّعين» ج 4/ 322.

[4-] إذا كان في الرقعة مسائل فالأحسن ترتيب الجواب علي ترتيب السؤال

[4-] إذا كان في الرقعة مسائل فالأحسن ترتيب الجواب علي ترتيب السؤال

و لو ترك الترتيب مع التنبيه علي متعلق الجواب فلا بأس و يكون من قبيل قوله تعالي يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ الآيتين «1».

*****[هامش]

(1) - سورة آل عمران (3): 106- 107.

[5-] ليس من الأدب كون السؤال بخط المفتي

ليس من الأدب كون السؤال بخط المفتي

فأما بإملائه و تهذيبه فواسع «1».

*****[هامش]

(1) - قاله أبو القاسم الصيمري كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 79؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 72. و انظر «صفة الفتوي» / 63، و لتوضيح المقام انظر «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 78- 79.

[6-] ليس له أن يكتب السؤال علي ما علمه من صورة الواقعة

[6-] ليس له أن يكتب السؤال علي ما علمه من صورة الواقعة

إذا لم يكن في الرقعة تعرض له بل علي ما في الرقعة فإن أراد خلافه قال إن كان الأمر

منية المريد، ص: 295

كذا فجوابه كذا. و استحبوا «1» أن يزيد علي ما في الرقعة ما له تعلق بها مما يحتاج إليه السائل-

لِحَدِيثِ: هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ «2»

*****[هامش]

(1) - «شرح المهذّب» ج 1/ 80؛ «أعلام الموقّعين» ج 4/ 205.

(2) - «سنن الدارميّ» ج 1/ 186؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 136- 137، كتاب الطهارة و سننها (1) ، الباب 38، الأحاديث 386- 388؛ «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 141- 143؛ «تفسير كشف الأسرار» ج 3/ 231، ج 7/ 46؛ «مسند أحمد» ج 2/ 361، ج 3/ 373، ج 5/ 365؛ «سنن أبي داود» ج 1/ 21، كتاب الطهارة، الحديث 83؛ «سنن الدارقطني» ج 1/ 34- 37.

و اعلم أنّ وجه الاستدلال بهذا الحديث علي استحباب زيادة المفتي علي ما في الرقعة ممّا يحتاج إليه السائل هو أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله سئل عن التوضّؤ بماء البحر، فأجاب (ص) «هو الطهور ماؤه، الحلّ ميتته» فزاد في جواب السائل جملة «الحلّ ميتته» لعلمه بأنّه محتاج إليه، فاستنبط الفقهاء من هذا الأمر أنّه يستحبّ في الجواب أن يزيد علي سؤال السائل ما له تعلّق بها ممّا

يحتاج إليه. و «ميتة البحر» أي سمكه؛ قال صاحب «الجواهر» قدّس سرّه في بيان وجه إطلاق الميتة علي السمك: «… إنّ تذكية السمك إثبات اليد عليه علي أن لا يموت في الماء … لا المعني الذي هو التذكية المخصوصة، و لعلّه لهذا المعني أطلق عليه أنّه ذكيّ، بل أطلق عليه في بعض النصوص اسم الميتة، كقوله عليه السّلام في البحر: الطهور ماؤه، احلّ ميتته. إذ ليست تذكيته كتذكية الحيوان المشتملة علي فري الأوداج و نحوها.» («جواهر الكلام» ج 36/ 165).

[7-] إذا كان المستفتي بعيد الفهم فليرفق به

[7-] إذا كان المستفتي بعيد الفهم فليرفق به

و يصبر علي تفهم سؤاله و تفهيم جوابه فإن ثوابه جزيل.

[8-] ليتأمل الرقعة كلمة كلمة تأملا شافيا

[8-] ليتأمل الرقعة كلمة كلمة تأملا شافيا

و ليكن اعتناؤه بآخر الكلام أشد فإن السؤال في آخرها و قد يتقيد الجميع به و يغفل عنه «2» قال بعض العلماء «2» و ينبغي أن يكون توقفه في المسألة السهلة كالصعبة ليعتاده.

*****[هامش]

(1) - قال الخطيب البغداديّ في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 183: «فأوّل ما يجب علي المفتي أن يتأمّل رقعة الاستفتاء تأمّلا شافيا … و تكون عنايته باستقصاء آخر الكلام أتمّ منها في أوّله، فإنّ السؤال يكون بيانه عند آخر الكلام، و قد يتقيّد جميع السؤال و يترتّب كل الاستفتاء بكلمة في آخر الرقعة». و انظر «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 73.

(2) - هو الخطيب البغداديّ في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 186. و في «شرح المهذّب» ج 1/ 80، نقله عن أبي القاسم الصيمري عن بعض العلماء.

[9-] إذا وجد فيها كلمة مشتبهة سأل المستفتي عنها

[9-] إذا وجد فيها كلمة مشتبهة سأل المستفتي عنها

و نقطها و شكلها و كذا إن وجد لحنا أو خطأ يحيل «1» المعني أصلحه و إن رأي بياضا في أثناء سطر أو

آخره خط عليه أو شغله لأنه ربما قصد المفتي بالإيذاء فكتب في البياض بعد فتواه ما يفسدها كما نقل أن ذلك وقع لبعض الأعيان «2».

*****[هامش]

(1) - يحيل المعني، أي يفسده. («لسان العرب» ج 11/ 186، «حول»).

(2) - قال الخطيب البغداديّ في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 183 بهذا الصدد: «و بلغني أنّ القاضي أبا حامد المرورّوذي بلي بمثل ذلك عن قصد بعض الناس، فإنّه كتب … إلخ» ؛ و قال النووي في «شرح المهذّب» ج 1/ 80؛ و ابن الصلاح في «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 74: «… بلي به القاضي أبو حامد المرورّوذي».

[10-] أن يقرأها علي حاضريه ممن هو أهل لذلك

[10-] أن يقرأها علي حاضريه ممن هو أهل لذلك و يستشيرهم و يباحثهم برفق و إنصاف و إن كانوا دونه و تلامذته للاقتداء بالسلف «1» و رجاء ظهور ما قد يخفي عليه فإن لكل خاطر نصيبا من فيض الله تعالي إلا أن يكون فيها ما يقبح إبداؤه أو يؤثر السائل كتمانه أو في إشاعته مفسدة.

*****[هامش]

(1) - راجع «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 184- 186؛ «صفة الفتوي» / 58- 59.

[11-] ليكتب الجواب بخط واضح وسط

[11-] ليكتب الجواب بخط واضح وسط لا دقيق خاف و لا غليظ جاف «1» و يتوسط في سطوره بين توسعتها و تضييقها و استحب بعضهم أن لا تختلف أقلامه و خطه خوفا من التزوير و لئلا يشتبه خطه «2».

*****[هامش]

(1) - جاف- كقاض- أي غليظ، من «جفا» أي غلظ. («لسان العرب» ج 14/ 148- 149، «جفا»).

(2) - «شرح المهذّب» ج 1/ 80؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 74.

[12-] إذا كتب الجواب أعاد نظره فيه و تأمله

[12-] إذا كتب الجواب أعاد نظره فيه و تأمله خوفا من اختلال وقع فيه أو إخلال ببعض المسئول عنه و يختار أن يكون ذلك قبل كتابة اسمه و ختم الجواب.

[13-] إذا كان هو المبتدئ […]

[13-] إذا كان هو المبتدئ «1» […] فالعادة قديما و حديثا أن يكتب في الناحية اليسري من الرقعة و لا يكتب فوق البسملة أو نحوه بحال.

*****[هامش]

(1) - يعني المبتدي في الجواب، بأن لا يكون في الرقعة فتوي مفت آخر غيره، كما يظهر من «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 74.

[14-] يستحب عند إرادة الإفتاء أن يستعيذ بالله

[14-] يستحب عند إرادة الإفتاء أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم و يسمي الله تعالي و يحمده و يصلي علي النبي و آله ص و يدعو و يقول رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي الآية «1» كذا [الآيات .

منية المريد، ص: 297

و كان بعضهم «2» يقول- لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا «3» فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ الآية «4» اللهم صل علي محمد و آله و صحبه و سائر النبيين و الصالحين اللهم وفقني و اهدني و سددني و اجمع لي بين الصواب و الثواب و أعذني من الخطأ و الحرمان. «5»

*****[هامش]

(1) - سورة طه (2): 25- 28.

(2) - هو ابن الصلاح كما في «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 76.

(3) - سورة البقرة (2): 32.

(4) - سورة الأنبياء (21): 79.

(5) - «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 76. و راجع «أعلام الموقّعين» ج 4/ 326؛ «صفة الفتوي» / 59- 60.

[15-] أن يكتب في أول فتواه الحمد لله

[15-] أن يكتب في أول فتواه الحمد لله أو الله الموفق أو حسبنا الله أو حسبي الله أو الجواب و بالله التوفيق أو نحو ذلك و أحسنه الابتداء بالتحميد للحديث «1» و ينبغي أن يقوله بلسانه و يكتبه ثم يختمه بقوله و الله أعلم أو و بالله التوفيق و يكتب بعده قاله أو كتبه فلان بن فلان الفلاني فينتسب إلي ما يعرف به من قبيلة أو بلد أو صفة و نحوها.

*****[هامش]

(5) - تقدّم الحديث و مصادره في تعاليق الصفحة 274، التعليقة 2.

[16-] أن يكتب المفتي بالمداد دون الحبر

[16-] قال بعضهم و ينبغي أن يكتب المفتي بالمداد دون الحبر خوفا من الحك بخلاف كتب العلم فالأولي فيها الحبر لأنها تراد للبقاء و الحبر أبقي «1».

(1) - «شرح المهذّب» ج 1/ 81. و انظر «أدب الإملاء و الاستملاء» / 147- 149. و للاطلاع علي كيفية صنعة المداد و الحبر و أنواعهما راجع «صبح الأعشي» ج 2/ 475- 477.

[17-] أن يختصر جوابه غالبا

[17-] أن يختصر جوابه غالبا و يكون بحيث يفهمه العامة فهما جليا حتي كان بعضهم «1» يكتب [تحت أ يجوز] «2» يجوز و لا يجوز و تحت أم لا لا أو نعم و نحوها.

*****[هامش]

(1) - هو القاضي أبو حامد كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 82؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 77.

(2) - زيادة يقتضيها المعني و ليست في المخطوطات و المطبوعات، بل هي في «الأنوار النعمانية» ج 3/ 367، نقلا عن «منية المريد». و انظر «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 76- 77.

[18-] إذا سئل [مما ينبغي إراقة دم المستفتي

[18-] قال بعضهم «1» إذا سئل [مما ينبغي إراقة دم المستفتي عمن قال أنا أصدق من محمد بن عبد الله ص أو الصلاة لعب و نحوهما مما ينبغي إراقة دمه

منية المريد، ص: 298

فلا يبادر بقوله هذا حلال الدم أو عليه القتل بل يقول إن ثبت ذا بإقراره أو ببينة كان الحكم كذا و إذا سئل عمن تكلم بشي ء يحتمل الكفر و عدمه قال يسأل هذا القائل فإن قال أردت كذا فالجواب كذا و كذا و إن سئل عمن قتل أو قلع عينا أو غيرهما احتاط و ذكر شروط القصاص و إن سئل عمن فعل ما يقتضي تعزيرا ذكر ما يعزر به فيقول يضرب كذا و كذا و لا يزاد علي كذا «2».

*****[هامش]

(1) - هو الخطيب البغداديّ في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 190؛ و أبو القاسم الصيمري، كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 82.

(2) - انظر «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 190؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 177.

[19-] إذا سئل عن ميراث

[19-] «1» إذا سئل عن ميراث فليست العادة أن يشترط في الإرث عدم الرق و الكفر و غيرهما من موانع الميراث بل المطلق محمول علي ذلك بخلاف ما إذا أطلق الإخوة و الأخوات و الأعمام و بنيهم فلا بد أن يقول في الجواب من أبوين أو أب أو أم. و إن كان في المذكورين في رقعة الاستفتاء من لا يرث أفصح بسقوطه فيقول و سقط فلان و إن كان يسقط بحال دون حال قال و سقط فلان في هذه الحالة أو نحو ذلك لئلا يتوهم أنه لا يرث بحال. و إذا سئل عن إخوة و أخوات و بنين و بنات فلا ينبغي أن يقول

لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ «2» فإن ذلك قد يشكل علي العامي بل يقول يقتسمون التركة علي كذا و كذا سهما لكل ذكر سهمان و لكل أنثي سهم مثلا و لو أتي بلفظ القرآن فلا بأس أيضا لقلة خفاء معناه و إن كان الأول أوضح «3». و ينبغي أن يقول أولا تقسم التركة بعد إخراج ما يجب تقديمه من وصية أو دين إن كانا إلي آخره.

منية المريد، ص: 299

*****[هامش]

(1) - راجع «أعلام الموقعين» ج 4/ 248.

(2) - سورة النساء (4): 11.

(3) - قال النووي في «شرح المهذّب» ج 1/ 84: «و إذا سئل عن إخوة و أخوات أو بنين و بنات، فلا ينبغي أن يقول:

للذكر مثل حظّ الأنثيين، فإن ذلك قد يشكل علي العامي، بل يقول: يقتسمون التركة … قال الشيخ: و نحن نجد في تعمّد العدول عنه حزازة في النفس لكونه لفظ القرآن العزيز، و أنّه قلّما يخفي معناه علي أحد». و انظر «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 78.

[20-] أن يلصق الجواب بآخر الاستفتاء و لا يدع فرجة

[20-] ينبغي أن يلصق الجواب بآخر الاستفتاء و لا يدع فرجة لئلا يزيد السائل شيئا يفسدها و إذا كان موضع الجواب ملصقا كتب علي موضع الإلصاق و إذا ضاق موضع الجواب فلا يكتبه في ورقة أخري بل في ظهرها أو حاشيتها و إذا كتبه في ظهرها كتبه في أعلاها إلا أن يبتدئ من أسفلها متصلا بالاستفتاء فيضيق الموضع فيتمم في أسفل ظهرها ليصل جوابه.

[21-] إذا ظهر للمفتي أن الجواب خلاف غرض المستفتي

[21-] إذا ظهر للمفتي أن الجواب خلاف غرض المستفتي و أنه لا يرضي بكتابته في ورقته فليقتصر علي مشافهته بالجواب و ليحذر أن يميل في فتواه أو خصمه بحيل شرعية فإنه من أقبح العيوب و أشنع الخلال و من وجوه الميل أن يكتب في جوابه ما هو له و يترك ما هو عليه. و ليس له أن يبدأ في مسائل الدعوي و البينات بوجوه المخالص منها و لا أن يعلم أحدهما بما يدفع به حجة صاحبه كيلا يتوصل بذلك إلي إبطال حق. و ينبغي للمفتي إذا رأي للسائل طريقا ينفعه و لا يضر غيره ضررا بغير حق أن يرشده إليه كمن حلف لا ينفق علي زوجته شهرا حيث ينعقد اليمين فيقول أعطها من صداقها أو قرضا أو بيعا ثم أبرئها منه «1» و كما حكي أن رجلا قال لبعض العلماء حلفت أن أطأ امرأتي في نهار رمضان و لا أكفر و لا أعصي فقال سافر بها «2».

*****[هامش]

(1) - راجع «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 194- 196؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 83.

(2) - «شرح المهذّب» ج 1/ 83؛ «تفسير الرازيّ» ج 2/ 196، و أراد من «بعض العلماء» أبا حنيفة، كما في «تفسير الرازيّ» ؛ و «شرح المهذّب». و نقل الخطيب نظير

هذه الحكاية في «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 194.

[22-] إذا رأي المفتي المصلحة أن يفتي العامي بما فيه تغليظ

[22-] إذا رأي المفتي المصلحة أن يفتي العامي بما فيه تغليظ و تشديد و هو مما لا يعتقد ظاهره و له فيه تأويل جاز ذلك زجرا و تهديدا في مواضع الحاجة حيث لا يترتب عليه مفسدة

" كَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ تَوْبَةِ الْقَاتِلِ فَقَالَ لَا تَوْبَةَ لَهُ وَ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ لَهُ تَوْبَةٌ ثُمَّ قَالَ أَمَّا الْأَوَّلُ فَرَأَيْتُ فِي عَيْنِهِ إِرَادَةَ الْقَتْلِ فَمَنَعْتُهُ وَ أَمَّا الثَّانِي فَجَاءَ مِسْكِيناً قَدْ قَتَلَ

منية المريد، ص: 300

فَلَمْ أُقَنِّطْهُ «1»

لكن يجب عليه التورية في ذلك فيقول لا توبة له أي في حالة إصراره علي الذنب أو و هو يريد القتل و نحو ذلك.

*****[هامش]

(1) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 192؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 83.

[23-] يجب علي المفتي عند اجتماع رقاع بحضرته أن يقدم الأسبق فالأسبق

[23-] يجب علي المفتي عند اجتماع رقاع بحضرته أن يقدم الأسبق فالأسبق كما يفعله القاضي في الخصوم و هذا فيما يجب فيه الإفتاء فإن تساووا أو جهل السابق أقرع قيل «1» و تقدم امرأة و مسافر شد رحله و يتضرر بتخلفه عن الرفقة و نحوهما إلا إذا كثروا بحيث يتضرر غيرهم تضررا ظاهرا فيعود إلي التقديم بالسبق أو القرعة ثم لا يقدم أحدا إلا في فتيا واحدة.

الرابعة و العشرون «1»

*****[هامش]

(1) - القائل ابن الصلاح في «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 83.

(2) - راجع «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 191؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 79.

[24-] إذا رأي المفتي رقعة الاستفتاء و فيها خط غيره ممن هو أهل للفتوي

[24-] إذا رأي المفتي رقعة الاستفتاء و فيها خط غيره ممن هو أهل للفتوي و إن كان دونه و وافق ما عنده كتب تحت خطه الجواب صحيح أو هذا جواب صحيح أو جوابي كذلك أو مثل هذا أو بهذا أقول و نحو ذلك و له أن يذكر الحكم بعبارة أخصر و أرشق. و أما إذا رأي فيها خط من ليس أهلا للفتوي فلا يفتي معه لأن في ذلك تقريرا منه لمنكر بل له أن يضرب عليه و إن لم يأذن له صاحب الرقعة لكن لا يحبسها عنده إلا بإذنه و له نهي السائل و زجره و تعريفه قبح ما فعله و أنه كان يجب عليه البحث عن أهل الفتوي. و إن رأي فيها اسم من لا يعرفه سأل عنه فإن لم يعرفه فله الامتناع من الفتوي معه خوفا مما قلناه و الأولي في هذا الموضع أن يشار إلي صاحبها بإبدالها فإن أبي ذلك أجابه شفاها. و لو خاف فتنة من الضرب علي فتيا عادم الأهلية و لم

يكن خطأ عدل إلي الامتناع من الفتيا معه و أما إذا كانت خطأ وجب التنبيه عليه و حرم عليه الامتناع من الإفتاء تاركا للتنبيه علي خطئها بل يجب عليه الضرب عليها عند

منية المريد، ص: 301

تيسره أو الإبدال و يقطع الرقعة بإذن صاحبها و إذا تعذر ذلك و ما يقوم مقامه كتب صواب جوابه عند ذلك الخطأ و يحسن أن تعاد للمفتي المذكور بإذن صاحبها. و أما إذا وجد فتيا الأهل و هي علي خلاف ما يراه هو غير أنه لا يقطع بخطئها فليقتصر علي كتب جواب نفسه و لا يتعرض لفتيا غيره بتخطئة و لا اعتراض.

[25-] إذا لم يفهم المفتي السؤال أصلا

[25-] إذا لم يفهم المفتي السؤال أصلا و لم يحضر صاحب الواقعة قيل «1» يكتب يزاد في الشرح لنجيب عنه أو لم أفهم ما فيها و علي تقدير أن يكتب فلتكن الكتابة في محل لا يضر بحال الرقعة. و إذا فهم من السؤال صورة و هو يحتمل غيرها فلينص عليها في أول جوابه فيقول إن كان قال كذا أو فعل كذا و ما أشبه ذلك فالأمر كذا و كذا أو يزيد و إلا فكذا و كذا.

*****[هامش]

(1) - القائل أبو القاسم الصيمري كما في «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 81؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 87.

[26-] أن يذكر المفتي في فتواه حجة مختصرة قريبة من آية أو حديث

[26-] ليس بمنكر أن يذكر المفتي في فتواه حجة مختصرة قريبة من آية أو حديث و منعه بعضهم «1» ليفرق بين الفُتيا و التصنيف و فصل بعضهم «2» فقال إن أفتي عاميا لم يذكر الحجة و إن أفتي فقيها ذكرها و هو حسن بل قد يحتاج المفتي في بعض الوقائع إلي أن يشدد و يبالغ فيقول هذا إجماع المسلمين أو لا أعلم في هذا خلافا أو من خالف هذا فقد خالف الواجب و عدل عن الصواب أو الإجماع أو فقد أثم أو فسق أو و علي ولي الأمر أن يأخذ بهذا أو لا يهمل الأمر و ما أشبه هذه الألفاظ علي حسب ما تقتضيه المصلحة و توجبه الحال

منية المريد، ص: 303

*****[هامش]

(1) - هو صاحب «الحاوي» كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 87؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 76- 77.

(2) - هو الصيمري كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 86؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 82.

النوع الرابع في أحكام المستفتي و آدابه و صفته

اشاره

و فيه مسائل «1» الأولي

*****[هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 89- 95؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 85- 92.

[1-] في صفته

[1-] في صفته كل من لم يبلغ درجة المفتي الجامع للعلوم المتقدمة فهو فيما يسأل عنه من الأحكام مستفت و يعبر عنه بالعامي أيضا و إن كان من أفاضل عصره بل ربما كان أعلم من المفتي في علوم أخر لا يتوقف عليها الإفتاء فإن العامية الاصطلاحية تقابل الخاصية بأي معني اعتبرت فهاهنا يراد بالخاص المجتهدون و بالعام من دونهم. و يقال له أيضا مقلد و المراد بالتقليد قبول قول من يجوز عليه الخطأ بغير حجة علي عين ما قبل قوله فيه تفعيل من القلادة كأنه يجعل ما يعتقده من الأحكام قلادة في عنق من قلده. و يجب علي من ذكر الاستفتاء إذا نزلت به حادثة يجب عليه علم حكمها

منية المريد، ص: 304

فإن لم يجد ببلده من يستفتيه وجب عليه الرحيل إلي من يفتيه و إن بعدت داره و قد رحل «1» خلائق من السلف في المسألة الواحدة الليالي و الأيام و في بعضها من العراق إلي الحجاز و قد تقدم رحلة رجل من الحجاز إلي الشام في حديث أبي الدَرْدَاءِ «2».

الثانية يلزم المقلد

*****[هامش]

(1) - راجع «الرحلة في طلب الحديث» / 53- 72؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 177؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 89.

(2) - تقدّم في المقدّمة، ص 107.

[2-] أن لا يستفتي إلا من عرف أو غلب علي ظنه علمه

[2-] أن لا يستفتي إلا من عرف أو غلب علي ظنه علمه بما يصير به أهلا للافتاء و عدالته فإن جهل علمه لزمه البحث عما يحصل به أحد الأمرين إما بالممارسة المطلعة له علي حاله أو بشهادة عدلين به أو بشياع حاله بكونه متصفا بذلك أو بإذعان جماعة من العلماء العالمين بالطريق و إن لم يكونوا عدولا بحيث يثمر قولهم الظن و إن جهلت عدالته رجع

فيها إلي العشرة المفيدة لها أو الشياع أو شهادة عدلين.

[3-] إذا اجتمع اثنان فأكثر ممن يجوز استفتاؤهم

[3-] إذا اجتمع اثنان فأكثر ممن يجوز استفتاؤهم فإن اتفقوا في الفتوي أخذ بها و إن اختلفوا وجب عليه الرجوع إلي الأعلم الأتقي فإن اختلفوا في الوصفين رجع إلي أعلم الورعين و أورع العالمين فإن تعارض الأعلم و الأورع قلد الأعلم فإن جهل الحال أو تساووا في الوصف تخير و إن بعد الفرض. و ربما قيل بالتخيير مطلقا لاشتراك الجميع في الأهلية و هو قول أكثر العامة «1» و لا نعلم به قائلا منا بل المنصوص «2» عندنا هو الأول.

منية المريد، ص: 305

*****[هامش]

(1) - راجع «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 86- 87؛ و «المستصفي من علم الأصول» ج 2/ 390- 392؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 90؛ و «صفة الفتوي» / 56.

(2) - إن أراد نصّ علماءنا علي ذلك- لا أنّه ورد بذلك حديث أو آية- فانظر ذلك، و البحث حول المسألة في «الذريعة إلي أصول الشريعة» ج 2/ 801؛ و «معارج الأصول» / 201؛ و إن أراد من النصّ الحديث فلا محالة هو مقبولة عمر بن حنظلة- المرويّة في «الكافي» ج 1/ 67- 68، كتاب فضل العلم، باب اختلاف الحديث، الحديث 10- كما يستفاد من كلامه في «تمهيد القواعد» / 46، حيث قال: «مسألة: قال في «المحصول»: اتّفقوا علي أنّ العامي لا يجوز له أن يستفتي إلّا من غلب علي ظنّه أنّه من أهل الاجتهاد و الورع، و ذلك بأن يراه منتصبا للفتوي بمشهد من الخلق، و يري إجماع المسلمين علي سؤاله، فإن سأل جماعة فاختلفت فتاواهم، فقال قوم: لا يجب عليه البحث عن أورعهم و أعلمهم، و قال آخرون: يجب عليه ذلك.

و هذا هو الحقّ عندنا و هو مرويّ في مقبول عمر بن حنظلة المشهور …».

[4-] في جواز تقليد المجتهد الميت

[4-] في جواز تقليد المجتهد الميت مع وجود الحي أو لا معه للجمهور أقوال «1» أصحها عندهم جوازه مطلقا لأن المذاهب لا تموت بموت أصحابها و لهذا يعتد بها بعدهم في الإجماع و الخلاف و لأن موت الشاهد قبل الحكم لا يمنع الحكم بشهادته بخلاف فسقه. و الثاني لا يجوز مطلقا لفوات أهليته بالموت و لهذا ينعقد الإجماع بعده و لا ينعقد في حياته علي خلافه و هذا هو المشهور بين أصحابنا خصوصا المتأخرين منهم بل لا نعلم قائلا بخلافه صريحا ممن يعتد بقوله لكن هذا الدليل لا يتم علي أصولنا من أن العبرة في الإجماع إنما هو بدخول المعصوم كما لا يخفي. و الثالث المنع منه مع وجود الحي لا مع عدمه و تحقيق المقام في غير هذه الرسالة «2».

*****[هامش]

(1) - راجع «صفة الفتوي» / 70- 71؛ و «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 87؛ و «أعلام الموقّعين» ج 4/ 274- 275، ج 4/ 329- 330؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 90.

(2) - ألّف المصنّف رحمه اللّه رسالة خاصّة في عدم جواز تقليد الأموات من المجتهدين، برسم الفاضل الصالح السيّد حسين بن أبي الحسن، و في آخرها: «قد فرغ من تسويد هذه الرسالة … زين الدين بن عليّ العاملي الشهير بابن الحجة، و كان زمان تأليفها و رقمها من أوّلها إلي آخرها في جزء يسير من يوم قصير و هو الخامس عشر من شهر شوّال من شهور سنة تسع و أربعين و تسعمائة» («فهرست كتابخانه إهدائي مشكاة به كتابخانه دانشگاه تهران» - «فهرس مكتبة المشكاة المهداة إلي المكتبة المركزية

لجامعة طهران» ج 5/ 1956- 1957). و هذه الرسالة مخطوطة إلي اليوم و لم تطبع بعد.

[5-] لو تعدَّد المفتي و تساوَوْا في العلم و الدين

[5-] لو تعدَّد المفتي و تساوَوْا في العلم و الدين أو قلنا بتخييره مطلقا قلد من شاء فيما نزل به ثم إذا حضرت واقعة أخري فهل يجب عليه الرجوع فيها إلي الأول وجهان و عدمه أوجه و كذا القول في تلك الواقعة في وقت آخر.

[6-] إذا استفتي فأجيب ثم حدثت تلك الواقعة مرة أخري

[6-] إذا استفتي فأجيب ثم حدثت تلك الواقعة مرة أخري فهل يلزمه تجديد السؤال فيه وجهان أحدهما نعم لاحتمال تغير رأي المفتي و الثاني لا و هو الأقوي لثبوت الحكم و الأصل استمرار المفتي عليه و هذا يأتي في تقليد

منية المريد، ص: 306

الحي أما الميت فلا.

[7-] له أن يستفتي بنفسه و أن يبعث ثقة يعتمد خبره أو رقعة

[7-] له أن يستفتي بنفسه و أن يبعث ثقة يعتمد خبره أو رقعة و له الاعتماد علي خط المفتي إذا أخبره عدل أنه خطه أو كان يعرف خطه و لم يشك في كون ذلك الجواب بخطه و لو لم يعرف لغة المفتي افتقر إلي المترجم العدل و هل يكفي الواحد أم يشترط عدلان وجهان أجودهما الثاني.

[8-] أن يتأدب مع المفتي

[8-] ينبغي للمستفتي أن يتأدب مع المفتي و يبجله في خطابه و جوابه و نحو ذلك و لا يومئ بيده إلي وجهه و لا يقل له ما تحفظه في كذا و لا إذا أجابه هكذا فهمت أو وقع لي أو نحو ذلك و لا أفتاني فلان أو غيرك بهذا أو بخلافه و لا إن كان جوابك موافقا لما كتب فاكتب و إلا فلا و لا يسأله و هو قائم و لا مستوفز «1» و لا مشغول بما يمنعه من تمام الفكر و لا يطالبه بدليل و لا يقل لم قلت كذا فإن أحب أن تسكن نفسه بسماع الحجة طلبها في مجلس آخر أو في ذلك المجلس بعد قبول الفتوي مجردة.

*****[هامش]

(1) - في «لسان العرب» ج 5/ 430، مادة «وفز»: «استوفز في قعدته؛ إذا قعد قعودا منتصبا غير مطمئنّ … الوفزة:

أن تري الإنسان مستوفزا قد استقلّ علي رجليه و لمّا يستو قائما و قد تهيّأ للأفز و الوثوب و المضيّ، يقال له:

اطمئنّ فإنّي أراك مستوفزا» ؛ و انظر «المعجم الوسيط» ج 2/ 1046، «وفز».

[9-] إذا أراد جمع خط مفتيين في ورقة واحدة

[9-] إذا أراد جمع خط مفتيين في ورقة واحدة فالأولي البدأة بالأعلم فالأعلم ثم بالأورع ثم بالأعدل ثم بالأسن و هكذا علي ترتيب المرجحات في الإمامة «1» و لو أراد إفراد الأجوبة في رقاع بدأ بمن شاء. و لتكن رقعة الاستفتاء واسعة ليتمكن المفتي من استيفاء الجواب واضحا لا مختصرا مضرا بالمستفتي.

*****[هامش]

(1) - يريد المرجّحات في إمامة الجماعة، و قد تقدّمت في تعاليق الصفحة 209، التعليقة 1.

[10-] أن يكون كاتب الرقعة ممن يحسن السؤال

[10-] العاشرة «3» ينبغي أن يكون كاتب الرقعة ممن يحسن السؤال و يضعه علي الغرض مع إبانة الخط و اللفظ و صيانتهما عما يتعرض للتصحيف و يبين مواضع

منية المريد، ص: 307

السؤال و ينقط مواضع الاشتباه و يضبطها و إن كان من أهل العلم فهو أجود و كان بعض العلماء لا يكتب فتواه إلا في رقعة كتبها رجل من أهل العلم «1».

(3) - راجع «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 181؛ «صفة الفتوي» / 83- 84. و لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 94.

(1) - «شرح المهذّب» ج 1/ 94؛ «صفة الفتوي» / 84؛ «أدب المفتي و المستفتي» ج 1/ 92.

[11-] لا يدع الدعاء في الرقعة للمفتي

[11-] لا يدع الدعاء في الرقعة للمفتي فإن اقتصر علي فتوي واحد قال ما تقول رحمك الله أو رضي الله عنك أو وفقك الله أو أيدك أو سددك و رضي الله عن والديك و نحو ذلك و لا يحسن أن يدخل نفسه في الدعاء. و إن أراد جواب جماعة قال ما تقولون رضي الله عنكم أو ما قولكم أو ما قول الفقهاء سددهم الله أو أيدهم «1» و نحوه و إن أتي بعبارة الجمع لتعظيم الواحد فهو أولي. و يدفع الرقعة إلي المفتي منشورة و يأخذها منشورة و لا يحوجه إلي نشرها و لا إلي طيها.

*****[هامش]

(1) - «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 180؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 94.

[12-] إذا لم يجد صاحب الواقعة مفتيا في البلد وجب عليه الرحلة إليه

[12-] إذا لم يجد صاحب الواقعة مفتيا في البلد وجب عليه الرحلة إليه مع وجوب الحكم عليه كما تقدم «1» فإن لم يجده في بلده و لا في غيرها بناء علي أن الميت لا قول له و أن الزمان يجوز خلوه من المجتهد نعوذ بالله تعالي من ذلك وجب عليه الأخذ بالاحتياط في أمره ما أمكن فإن لم يتفق الاحتياط فهل يكون مكلفا بشي ء يصنعه في واقعته فيه نظر

*****[هامش]

(1) - تقدّم آنفا في المسألة الأولي من أحكام المستفتي و آدابه و صفته، ص 303- 304.

منية المريد، ص: 309

الباب الثالث في المناظرة و شروطها و آدابها

اشاره

الباب الثالث في المناظرة و شروطها و آدابها و آفاتها و فيه فصلان الفصل الأول في شروطها و آدابها الفصل الثاني في آفاتها و ما يتولد منها من مهلكات الأخلاق

منية المريد، ص: 311

الفصل الأول في شروطها و آدابها

اشاره

اعلم أن المناظرة في أحكام الدين من الدين و لكن لها شروط و محل و وقت فمن اشتغل بها علي وجهها و قام بشروطها فقد قام بحدودها و اقتدي بالسلف فيها فإنهم تناظروا في مسائل و ما تناظروا إلا لله و لطلب ما هو حق عند الله تعالي. و لمن يناظر لله و في الله علامات بها تتبين الشروط و الآداب الأولي

[1-] أن يقصد بها إصابة الحق

[1-] أن يقصد بها إصابة الحق و طلب ظهوره كيف اتفق لا ظهور صوابه و غزارة علمه و صحة نظره فإن ذلك مراء قد عرفت ما فيه من القبائح و النهي الأكيد «1». و من آيات هذا القصد أن لا يوقعها إلا مع رجاء التأثير فأما إذا علم عدم قبول المناظر للحق و أنه لا يرجع عن رأيه و إن تبين له خطاؤه فمناظرته غير جائزة لترتب الآفات الآتية و عدم حصول الغاية المطلوبة منها.

*****[هامش]

(1) - في الأمر الثاني من القسم الثاني من النوع الأوّل من الباب الاوّل، ص 170- 173.

منية المريد، ص: 312

[2-] أن لا يكون ثم ما هو أهم من المناظرة

[2-] أن لا يكون ثم ما هو أهم من المناظرة فإن المناظرة إذا وقعت علي وجهها الشرعي و كانت في واجب فهي من فروض الكفايات فإذا كان ثم واجب عيني أو كفائي هو أهم منها لم يكن الاشتغال بها سائغا. و من جملة الفروض التي لا قائم بها في هذا الزمان الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و قد يكون المناظر في مجلس مناظرته مصاحبا لعدة مناكير «1» كما لا يخفي علي من سبر الأحوال المفروضة و المحرمة. ثم هو يناظر فيما لا يتفق أو يتفق نادرا من الدقائق العلمية و الفروع الشرعية بل يجري منه و من غيره في مجلس المناظرة من الإيحاش و الإفحاش و الإيذاء و التقصير فيما يجب رعايته من النصيحة للمسلمين و المحبة و الموادة ما يعصي به القائل و المستمع و لا يلتفت قلبه إلي شي ء من ذلك ثم يزعم أنه يناظر لله تعالي.

*****[هامش]

(1) - قال في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 38: «و ربّما يكون المناظر في مجلس مناظرته مشاهدا للحرير ملبوسا و مفروشا

و هو ساكت، و يناظر في مسألة لا يتفق وقوعها …».

[3-] أن يكون المناظر في الدين مجتهدا

[3-] الثالثة «1» أن يكون المناظر في الدين مجتهدا يفتي برأيه لا بمذهب أحد حتي إذا بان له الحق علي لسان خصمه انتقل إليه فأما من لا يجتهد فليس له مخالفة مذهب من يقلده فأي فائدة له في المناظرة و هو لا يقدر علي تركه إن ظهر ضعفه ثم علي تقدير أن يباحث مجتهدا و يظهر له ضعف دليله ما ذا يضر المجتهد فإن فرضه الأخذ بما يترجح عنده و إن كان في نفسه ضعيفا كما اتفق ذلك لسائر المجتهدين فإنهم يتمسكون بأدلة ثم يظهر لهم أو لغيرهم أنها في غاية الضعف فتتغير فتواهم لذلك حتي في المصنف الواحد بل في الورقة الواحدة «2».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 38- 39.

(2) - قال الغزالي في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 38: «الثالث: أن يكون المناظر مجتهدا يفتي برأيه لا بمذهب الشافعي و أبي حنيفة و غيرهما حتّي إذا ظهر له الحق من مذهب أبي حنيفة ترك ما يوافق رأي الشافعي و أفتي بما ظهر له، كما كان يفعله الصحابة و الأئمّة، فأمّا من ليس له رتبة الاجتهاد … و إنّما يفتي فيما يسأل عنه ناقلا عن مذهب صاحبه، فلو ظهر له ضعف مذهبه لم يجز له أن يتركه، فأيّ فائدة له في المناظرة، و مذهبه معلوم و ليس له الفتوي بغيره؟ و ما يشكل عليه يلزمه أن يقول: لعلّ عند صاحب مذهبي جوابا عن هذا، فإنّي لست مستقلا بالاجتهاد في أصل الشرع. و لو كانت مباحثته عن المسائل التي فيها وجهان أو قولان لصاحبه لكان أشبه، فإنه ربما يفتي بأحدهما فيستفيد من

البحث ميلا إلي أحد الجانبين …».

منية المريد، ص: 313

[4-] أن يناظر في واقعة مهمة

[4-] أن يناظر في واقعة مهمة أو في مسألة قريبة من الوقوع و أن يهتم بمثل ذلك و المهم أن يبين الحق و لا يطول الكلام زيادة علي ما يحتاج إليه في تحقيق الحق. و لا يغتر بأن المناظرة في تلك المسائل النادرة توجب رياضة الفكر و ملكة الاستدلال و التحقيق كما يتفق ذلك كثيرا لقاصدي حظ النفوس من إظهار المعرفة فيتناظرون في التعريفات و ما تشتمل عليه من النقوض و التزييفات و في المغالطات و نحوها و لو اختبر حالهم حق الاختبار لوجد مقصدهم علي غير ذلك الاعتبار.

[5-] أن تكون المناظرة في الخلوة أحب إليه

[5-] الخامسة «1» أن تكون المناظرة في الخلوة أحب إليه منها في المحفل و الصدور فإن الخلوة أجمع للهم و أحري لصفاء الفكر و درك الحق و في حضور الخلق ما يحرك دواعي الرياء و الحرص علي الإفحام و لو بالباطل و قد يتفق لأصحاب المقاصد الفاسدة الكسل عن الجواب عن المسألة في الخلوة و تنافسهم في المسألة في المحافل و احتيالهم علي الاستئثار بها في المجامع.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 39.

[6-] أن يكون في طلب الحق كمنشد ضالة

[6-] أن يكون في طلب الحق كمنشد ضالة يكون شاكرا متي وجدها و لا يفرق بين أن يظهر علي يده أو يد غيره فيري رفيقه معينا لا خصما و يشكره إذا عرفه الخطأ و أظهر له الحق كما لو أخذ طريقا في طلب ضالة فنبهه غيره علي ضالته في طريق آخر و الحق ضالة المؤمن يطلبه كذلك فحقه إذا ظهر الحق علي لسان خصمه أن يفرح به و يشكره لا أن يخجل و يسود وجهه و يربد «1» لونه و يجتهد في مجاهدته و مدافعته جهده.

منية المريد، ص: 314

*****[هامش]

(1) - في «لسان العرب» ج 3/ 170، مادة «ربد»: «اربدّ وجهه و تربّد؛ احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب … و يتربّد لونه من الغضب، أي يتلوّن … و يقال: اربدّ لونه كما يقال احمرّ و احمارّ، و إذا غضب الإنسان تربّد وجهه كأنّه يسودّ منه مواضع». هذا، و في بعض النسخ: «يزبد» و في بعضها: «يزيل» بدل «يربد»، و كلاهما خطأ.

و اعلم أنّ في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 39: «في مجاحدته» بدل «في مجاهدته»، و لعلّه أولي.

[7-] أن لا يمنع معينه من الانتقال من دليل إلي دليل

[7-] السابعة «1» أن لا يمنع معينه من الانتقال من دليل إلي دليل و من سؤال إلي سؤال بل يمكنه من إيراد ما يحضره و يخرج من كلامه ما يحتاج إليه في إصابة الحق فإن وجده في جملته أو استلزمه و إن كان غافلا عن اللزوم فليقبله و يحمد الله تعالي فإن الغرض إصابة الحق و إن كان في كلام متهافت إذا حصل منه المطلوب. فأما قوله هذا لا يلزمني فقد تركت كلامك الأول و ليس لك ذلك و نحو ذلك من أراجيف المناظرين فهو محض العناد

و الخروج عن نهج السداد. و كثيرا ما تري المناظرات في المحافل تنقضي بمحض المجادلات حتي يطلب المعترض الدليل عليه و يمنع المدعي و هو عالم به و ينقضي المجلس علي ذلك الإنكار و الإصرار علي العناد و ذلك عين الفساد و الخيانة للشرع المطهر و الدخول في ذم من كتم علمه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 39.

[8-] أن يناظر مع من هو مستقل بالعلم

[8-] الثامنة «1» أن يناظر مع من هو مستقل بالعلم ليستفيد منه إن كان يطلب الحق و الغالب أنهم يحترزون من مناظرة الفحول و الأكابر خوفا من ظهور الحق علي لسانهم و يرغبون فيمن دونهم طمعا في ترويج الباطل عليهم. و وراء هذه الشروط و الآداب شروط أخر و آداب دقيقة لكن فيما ذكر ما يهديك إلي معرفة المناظرة لله و من يناظر لله «1» أو لعلة

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 40.

(2) - في بعض النسخ: «لها» و في بعضها: «له»، و الصواب «للّه» - كما في «إحياء علوم الدين» ج 1/ 40؛ و «المحجّة البيضاء» ج 1/ 101- أو «له».

منية المريد، ص: 315

الفصل الثاني في آفات المناظرة و ما يتولد منها من مُهلكات الأخلاق

اشاره

اعلم أن المناظرة الموضوعة لقصد الغلبة و الإفحام و المباهاة و التشوق لإظهار الفضل هي منبع جميع الأخلاق المذمومة عند الله تعالي المحمودة عند عدوه إبليس و نسبتها إلي الفواحش الباطنة من الكبر و العجب و الرياء و الحسد و المنافسة و تزكية النفس و حب الجاه و غيرها نسبة الخمر إلي الفواحش الظاهرة من الزنا و القتل و القذف و كما أن من خير بين الشرب و بين سائر الفواحش فاختار الشرب استصغارا له فدعاه ذلك إلي ارتكاب سائر الفواحش فكذلك من غلب عليه حب الإفحام و الغلبة في المناظرة و طلب الجاه و المباهاة دعاه ذلك إلي إظهار الخبائث كلها «1».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 40- 43.

[1-] الاستكبار عن الحق و كراهته

[1-] فأولها «1» الاستكبار عن الحق و كراهته و الحرص علي مدافعته بالمماراة فيه حتي إن أبغض الأشياء إلي المناظر أن يظهر الحق علي لسان خصمه و مهما ظهر

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 42.

منية المريد، ص: 316

يشمر لجحده بما قدر عليه من التلبيس و المخادعة و المكر و الحيلة ثم تصير المماراة له عادة و طبيعة حتي لا يسمع كلاما إلا و تنبعث داعيته للاعتراض عليه إظهارا للفضل و استنقاصا بالخصم و إن كان محقا قاصدا إظهار نفسه لا إظهار الحق. و قد تلونا عليك بعض ما في المِراء من الذم و ما يترتب عليه من المفاسد «1» و قد سوي الله تعالي بين من افتري علي الله كذبا و بين من كذب بالحق فقال تعالي وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَري عَلَي اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ «2» و هو كبر أيضا لما تقدم «3» من أنه عبارة

عن رد الحق علي قائله و المراء يستلزم ذلك.

وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَ أَبِي أُمَامَةَ وَ وَاثِلَةَ وَ أَنَسٍ قَالُوا خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْماً وَ نَحْنُ نَتَمَارَي فِي شَيْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُمَارِي ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُمَارِيَ قَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُمَارِيَ لَا أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَأَنَا زَعِيمٌ بِثَلَاثَةِ أَبْيَاتٍ فِي الْجَنَّةِ فِي رِبَاضِهَا [رُبُضِهَا] «4»، وَ أَوْسَطُهَا وَ أَعْلَاهَا لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ صَادِقٌ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَا نَهَانِي عَنْهُ رَبِّي بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ الْمِرَاءُ «5»

وَ عَنْهُ ص ثَلَاثٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ بَابٍ شَاءَ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ

منية المريد، ص: 317

وَ خَشِيَ اللَّهَ فِي الْمَغِيبِ وَ الْمَحْضَرِ وَ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً «6»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِيَّاكُمْ وَ الْمِرَاءَ وَ الْخُصُومَةَ فَإِنَّهُمَا يُمْرِضَانِ الْقُلُوبَ عَلَي الْإِخْوَانِ وَ يَنْبُتُ عَلَيْهِمَا النِّفَاقُ «7»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ جَبْرَئِيلُ لِلنَّبِيِّ ص إِيَّاكَ وَ مُلَاحَاةَ الرِّجَالِ «8»

*****[هامش]

(1) - قد تقدّم بعض الكلام في ذمّ المراء في الأمر الثاني من القسم الثاني من النوع الأوّل من الباب الأوّل، ص 170- 173.

(2) - سورة العنكبوت (29): 68.

(3) - تقدّم في الأمر الرابع من القسم الثاني من النوع الأوّل من الباب الأوّل، ص 175- 176.

(4) - قال المنذري في «الترغيب و الترهيب» ج 1/ 131: «ربض الجنّة- بفتح الراء و الباء الموحّدة و بالضاد المعجمة-:

ما حولها» ؛ و في «لسان العرب» ج

7/ 152، مادة «ربض»: «و في الحديث: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة؛ هو بفتح الباء: ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن و تحت القلاع».

(5) - «الترغيب و الترهيب» ج 1/ 131، باب الترهيب من المراء و الجدال، الحديث 2؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 156، روياه عن الطبراني في «الكبير»، و فيهما «في رباضها» كالمتن.

(6) - «الكافي» ج 2/ 300، كتاب الإيمان و الكفر، باب المراء و الخصومة و معاداة الرجال، الحديث 2.

(7) - «الكافي» ج 2/ 300، كتاب الإيمان و الكفر، باب المراء و الخصومة و معاداة الرجال، الحديث 1.

(8) - «الكافي» ج 2/ 301، كتاب الإيمان و الكفر، باب المراء و الخصومة و معاداة الرجال، الحديث 6. قال في «مرآة العقول» ج 10/ 139: «ملاحاة الرجال، أي مقاولتهم و مخاصمتهم، يقال: لحيت الرجل ألحاه، إذا لمته و عذلته؛ و لاحيته ملاحاة و لحاء إذا نازعته».

[2-] الرياء

[2-] و ثانيها «1» الرياء و ملاحظة الخلق و الجهد في استمالة قلوبهم و صرف وجوههم نحوه ليصوبوا نظره و ينصروه علي خصمه و هذا هو عين الرياء بل بعضه «2» و الرياء هو الداء العضال و المرض المخوف و العلة المهلكة قال الله تعالي وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ «3» قيل هم أهل الرياء «4» و قال تعالي فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً «5» و الرياء هو الشرك الخفي

وَ قَالَ ص إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ قَالُوا وَ مَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُوَ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَي يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جَازَي

الْعِبَادَ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَي

منية المريد، ص: 318

الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمُ الْجَزَاءَ «6»

وَ قَالَ ص اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْخِزْيِ قِيلَ وَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ أُعِدَّ لِلْمُرَائِينَ «7»

وَ قَالَ ص إِنَّ الْمُرَائِيَ يُنَادَي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا فَاجِرُ يَا غَادِرُ يَا مُرَائِي ضَلَّ عَمَلُكَ وَ بَطَلَ أَجْرُكَ اذْهَبْ فَخُذْ أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ «8»

وَ رَوَي جَرَّاحٌ الْمَدَائِنِيُ «9» عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً «10» قَالَ الرَّجُلُ يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ لَا يَطْلُبُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِنَّمَا يَطْلُبُ تَزْكِيَةَ النَّاسِ يَشْتَهِي أَنْ يُسْمِعَ بِهِ النَّاسَ فَهَذَا الَّذِي أَشْرَكَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ «11»

وَ عَنْهُ ع قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجاً بِهِ فَإِذَا صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ إِنَّهُ لَيْسَ إِيَّايَ أَرَادَ بِهِ «12»

وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع

منية المريد، ص: 319

ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ لِلْمُرَائِي يَنْشَطُ إِذَا رَأَي النَّاسَ وَ يَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَ يُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ «13»

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 42.

(2) - هكذا في أكثر النسخ، و لكن في «ض» و «ع» و «خ» ليس قوله: «بل بعضه» بل فيها: «و هذا هو عين الرئاء، و الرئاء هو الداء …».

(3) - سورة فاطر (35): 10.

(4) - قاله مجاهد، كما في «إحياء علوم الدين» ج 3/ 253.

(5) - سورة الكهف (18): 110.

(6) - «مسند أحمد» ج 5/ 428؛ «الترغيب و الترهيب» ج 1/ 68- 69، الحديث 23.

(7) - «الترغيب و الترهيب»

ج 1/ 66- 67، الحديث 16، و انظر أيضا الحديث 17؛ «كنز العمّال» ج 10/ 274، الحديث 29429؛ «إحياء علوم الدين» ج 3/ 254؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 94، المقدّمة، الباب 23، الحديث:

256، و فيها: «جبّ الحزن» بدل «جبّ الخزي»، و: «للقرّاء المرائين» بدل «للمرائين». و مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ الآخر.

(8) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 254.

(9) - انظر ترجمته في «معجم رجال الحديث» ج 4/ 38- 39.

(10) - سورة الكهف (18): 110.

(11) - «الكافي» ج 2/ 293- 294، كتاب الإيمان و الكفر، باب الرئاء، الحديث 4.

(12) - «الكافي» ج 2/ 294- 295، كتاب الإيمان و الكفر، باب الرئاء، الحديث 7، و فيه: «أراد بها» بدل «أراد به».

(13) - «الكافي» ج 2/ 295، كتاب الإيمان و الكفر، باب الرئاء، الحديث 8.

[3-] الغضب

[3-] الغضب و المناظر لا ينفك منه غالبا سيما إذا رد عليه كلامه أو اعترض علي قوله و زيف دليله بمشهد من الناس فإنه يغضب لذلك لا محالة و غضبه قد يكون بحق و قد يكون بغير حق و قد ذم الله تعالي و رسوله الغضب كيف كان و أكثرا من التوعد عليه قال الله تعالي إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ «1» الآية. فذم الكفار بما تظاهروا به من الحمية الصادرة عن الغضب و مدح المؤمنين بما أنعم عليهم من السكينة.

" وَ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَي سَيِّداً وَ حَصُوراً «2» قَالَ السَّيِّدُ الَّذِي لَا يَغْلِبُهُ الْغَضَبُ «3»

وَ رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ وَ أَقِلَّ قَالَ لَا تَغْضَبْ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَا تَغْضَبْ «4»

وَ سُئِلَ ع

مَا يُبْعِدُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ تَعَالَي قَالَ لَا تَغْضَبْ «5»

وَ عَنْهُ ص مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ «6»

منية المريد، ص: 320

وَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَي عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ لَا تَغْضَبْ «7»

وَ قَالَ ص الْغَضَبُ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ الصَّبِرُ الْعَسَلَ «8»

وَ قَالَ ص مَا غَضِبَ أَحَدٌ إِلَّا أَشْفَي عَلَي جَهَنَّمَ «9»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَتَي رَسُولَ اللَّهِ ص رَجُلٌ بَدَوِيٌّ فَقَالَ إِنِّي أَسْكُنُ الْبَادِيَةَ فَعَلِّمْنِي جَوَامِعَ الْكَلَامِ فَقَالَ آمُرُكَ أَنْ لَا تَغْضَبَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْأَعْرَابِيُّ الْمَسْأَلَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّي رَجَعَ الرَّجُلُ إِلَي نَفْسِهِ فَقَالَ لَا أَسْأَلُ عَنْ شَيْ ءٍ بَعْدَ هَذَا مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَّا بِالْخَيْرِ «10»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْغَضَبُ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ «11».

وَ ذُكِرَ الْغَضَبُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ فَمَا يَرْضَي أَبَداً حَتَّي يَدْخُلَ النَّارَ «12»

وَ عَنْهُ ع قَالَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ فِيمَا نَاجَي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مُوسَي ع يَا مُوسَي

منية المريد، ص: 321

أَمْسِكْ غَضَبَكَ عَمَّنْ مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِ أَكُفَّ عَنْكَ غَضَبِي «13»

وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنَّ هَذَا الْغَضَبَ جَمْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ وَ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا غَضِبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَ انْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ وَ دَخَلَ الشَّيْطَانُ فِيهِ «14»

. و الأخبار في ذلك كثيرة

وَ فِي الْأَخْبَارِ الْقَدِيمَةِ قَالَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِمَنْ مَعَهُ مَنْ يَكْفُلُ لِي أَنْ لَا يَغْضَبَ يَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي وَ يَكُونُ بَعْدِي خَلِيفَتِي فَقَالَ شَابٌّ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّابُّ أَنَا وَ وَفَي بِهِ «15» فَلَمَّا مَاتَ

كَانَ فِي مَنْزِلَتِهِ بَعْدَهُ وَ هُوَ ذُو الْكِفْلِ لِأَنَّهُ كَفَلَ لَهُ بِالْغَضَبِ وَ وَفَي بِهِ «16»

*****[هامش]

(1) - سورة الفتح (48): 26.

(2) - سورة آل عمران (3): 39.

(3) - «تفسير ابن كثير» ج 1/ 369؛ «إحياء علوم الدين» ج 3/ 143.

(4) - «تنبيه الخواطر» ج 1/ 122؛ «إحياء علوم الدين» ج 3/ 143، و فيه و في «المحجة البيضاء» ج 5/ 290- 291:

«و أقلل» بدل «و أقلّ».

(5) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 143.

(6) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 143؛ و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أيضا في «الكافي» ج 2/ 303، كتاب الإيمان و الكفر، باب الغضب، الحديث 6.

(7) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 143.

(8) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 143.

(9) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 143.

(10) - «الكافي» ج 2/ 303، كتاب الإيمان و الكفر، باب الغضب، الحديث 4.

(11) - «الكافي» ج 2/ 302، كتاب الإيمان و الكفر، باب الغضب، الحديث 1.

(12) - «الكافي» ج 2/ 302، كتاب الإيمان و الكفر، باب الغضب، الحديث 2.

(13) - «الكافي» ج 2/ 302، كتاب الإيمان و الكفر، باب الغضب، الحديث 7.

(14) - «الكافي» ج 2/ 304- 305، كتاب الإيمان و الكفر، باب الغضب، الحديث 12.

(15) - في «إحياء علوم الدين» ج 3/ 144؛ و «المحجّة البيضاء» ج 5/ 295: «أنا أوفي به» بدل «أنا و وفي به» و لعلّه أولي ممّا في المتن.

(16) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 144؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 122- 123؛ و مثله في «بحار الأنوار» ج 13/ 407، نقلا عن «سعد السعود» لابن طاوس.

[4-] الحقد

[4-] رابعها «1» الحقد و هو نتيجة الغضب فإن الغضب إذا لزم

كظمه لعجزه عن التشفي في الحال رجع إلي الباطن و احتقن فيه فصار حقدا و معني الحقد أن يلزم قلبه استثقاله و البغض له و النفار منه

وَ قَدْ قَالَ ص الْمُؤْمِنُ لَيْسَ بِحَقُودٍ «2»

. فالحقد ثمرة الغضب و الحقد يثمر أمورا فاحشة كالحسد و الشماتة بما يصيبه من البلاء و الهجر و القطيعة و الكلام فيه بما لا يحل من كذب و غيبة و إفشاء سر و هتك ستر و غيره و الحكاية لما يقع منه المؤدي إلي الاستهزاء و السخرية منه

منية المريد، ص: 322

و الإيذاء بالقول و الفعل حيث يمكن و كل هذه الأمور بعض نتائج الحقد. و أقل درجات الحقد مع الاحتراز عن هذه الآفات المحرمة أن تستثقله في الباطن و لا تنهي قلبك عن بغضه حتي تمتنع عما كنت تتطوع به من البشاشة و الرفق و العناية و القيام علي بره و مواساته و هذا كله ينقص درجتك في الدين و يحول بينك و بين فضل عظيم و ثواب جزيل و إن كان لا يعرضك لعقاب. و اعلم أن للحقود عند القدرة علي الجزاء ثلاثة أحوال أحدها أن يستوفي حقه الذي يستحقه من غير زيادة و لا نقصان و هو العدل و الثاني أن يحسن إليه بالعفو و ذلك هو الفضل و الثالث أن يظلمه بما لا يستحقه و ذلك هو الجور و هو اختيار الأرذال و الثاني هو اختيار الصديقين و الأول هو منتهي درجة الصالحين فليتسم المؤمن بهذه الخصلة إن لم يمكنه تحصيل فضيلة العفو التي قد أمر الله تعالي بها و حض عليها رسوله و الأئمة ع قال الله تعالي خُذِ الْعَفْوَ «3» الآية و قال تعالي

وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوي «4»

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص ثَلَاثٌ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفاً «5» عَلَيْهِنَّ مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ فَتَصَدَّقُوا وَ لَا عَفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلِمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَي إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ تَعَالَي بِهَا عِزّاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ «6»

وَ قَالَ ص التَّوَاضُعُ لَا يَزِيدُ الْعَبْدَ إِلَّا رِفْعَةً فَتَوَاضَعُوا يَرْفَعْكُمُ اللَّهُ وَ الْعَفْوُ لَا يَزِيدُ الْعَبْدَ إِلَّا عِزّاً فَاعْفُوا يُعِزَّكُمُ اللَّهُ وَ الصَّدَقَةُ لَا تَزِيدُ الْمَالَ إِلَّا كَثْرَةً فَتَصَدَّقُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ «7»

منية المريد، ص: 323

وَ قَالَ ص قَالَ مُوسَي ع يَا رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَعَزُّ عَلَيْكَ قَالَ الَّذِي إِذَا قَدَرَ عَفَا «8»

وَ رَوَي ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي خُطْبَتِهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ خَلَائِقِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ الْإِحْسَانُ إِلَي مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ وَ إِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ «9»

. و الأخبار في هذا الباب كثيرة لا تقتضي الرسالة ذكرها.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 3/ 157- 158.

(2) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 157، ج 1/ 41. قال في «المغني» ج 1/ 40- المطبوع بذيل «إحياء علوم الدين» -: «لم أقف لهذا الحديث علي أصل». أقول: روي مضمونه عن أمير المؤمنين، عليه أفضل صلوات المصلّين في «الكافي» ج 2/ 226- 227، كتاب الإيمان و الكفر، باب المؤمن و علاماته و صفاته، الحديث 1، حيث قال عليه السّلام: «يا همّام! المؤمن … لا حقود و لا حسود».

(3) - سورة الأعراف (7): 199.

(4) - سورة البقرة (2): 237.

(5) - في

«إحياء علوم الدين» ج 3/ 157: «لو كنت حلّافا لحلفت عليهنّ».

(6) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 157- 158؛ «مسند أحمد» ج 1/ 193؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 125- 126؛ «مجمع الزوائد» ج 3/ 105.

(7) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 158؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 126؛ «الجامع الصغير» ج 1/ 135، حرف التاء، و شرحه: «فيض القدير» ج 3/ 284- 285، الحديث 3411.

(8) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 158؛ «الجامع الصغير» ج 2/ 85، حرف القاف، و شرحه: «فيض القدير» ج 4/ 501، الحديث 6080.

(9) - «الكافي» ج 2/ 107، كتاب الإيمان و الكفر، باب العفو، الحديث 1.

[5-] الحسد

[5-] خامسها «1» الحسد و هو نتيجة الحقد و الحقد نتيجة الغضب كما مر. و المناظر لا ينفك منه غالبا فإنه تارة يغلب و تارة يغلب و تارة يحمد في كلامه و تارة يحمد كلام غيره و متي لم يكن الغلب و الحمد له تمناه لنفسه دون صاحبه و هو عين الحسد فإن العلم من أكبر النعم فإذا تمني أحد كون ذلك الغلب و لوازمه له فقد حسد صاحبه. و هذا أمر واقع بالمتناظرين إلا من عصمه الله تعالي و لذلك

" قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خُذُوا الْعِلْمَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُ وَ لَا تَقْبَلُوا أَقْوَالَ الْفُقَهَاءِ بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ فَإِنَّهُمْ يَتَغَايَرُونَ كَمَا تَتَغَايَرُ التُّيُوسُ فِي الزَّرِيبَةِ «2»

. و أما ما جاء في ذم الحسد و الوعيد عليه فهو خارج عن حد الحصر و كفاك في ذمه أن جميع ما وقع من الذنوب و الفساد في الأرض من أول الدهر إلي آخره كان من الحسد لما حسد إبليس آدم فصار أمره إلي أن طرده الله

و لعنه و أعد له عذاب جهنم خالدا فيها و تسلط بعد ذلك علي بني آدم و جري فيهم مجري الدم

منية المريد، ص: 324

و الروح في أبدانهم و صار سبب الفساد علي الآباء و هو أول خطيئة وقعت بعد خلق آدم و هو الذي أوجب قتل ابن آدم أخاه كما حكاه الله تعالي عنهما في كتابه الكريم 31». و قد قرن الله تعالي الحاسد بالشيطان و الساحر فقال وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ «4»

وَ قَالَ ص الْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ «5»

وَ قَالَ ص دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَ الْبَغْضَاءُ وَ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ حَالِقَةَ الشَّعْرِ وَ لَكِنْ حَالِقَةَ الدِّينِ وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّي تُؤْمِنُوا وَ لَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّي تَحَابُّوا «6»

وَ قَالَ ص سِتَّةٌ يَدْخُلُونَ النَّارَ قَبْلَ الْحِسَابِ بِسِتَّةٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْأُمَرَاءُ بِالْجَوْرِ وَ الْعَرَبُ بِالْعَصَبِيَّةِ وَ الدَّهَاقِينُ بِالْكِبْرِ وَ التُّجَّارُ بِالْخِيَانَةِ وَ أَهْلُ الرُّسْتَاقِ بِالْجَهَالَةِ وَ الْعُلَمَاءُ بِالْحَسَدِ «7»

وَ رَوَي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ قَالَ

منية المريد، ص: 325

إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي [بِأَيِ «8» بَادِرَةٍ فَيَكْفُرُ وَ إِنَّ الْحَسَدَ لَيَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ «9»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع آفَةُ الدِّينِ الْحَسَدُ وَ الْعُجْبُ وَ الْفَخْرُ «10»

وَ عَنْهُ ع قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَي ع يَا ابْنَ عِمْرَانَ لَا تَحْسُدَنَّ النَّاسَ عَلَي مَا آتَيْتُهُمْ مِنْ فَضْلِي وَ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَي ذَلِكَ وَ لَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ فَإِنَّ الْحَاسِدَ سَاخِطٌ لِنِعَمِي صَادٌّ لِقَسْمِيَ الَّذِي قَسَمْتُ بَيْنَ عِبَادِي وَ مَنْ يَكُ

كَذَلِكَ فَلَسْتُ مِنْهُ وَ لَيْسَ مِنِّي «11»

وَ عَنْهُ ع قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغْبِطُ وَ لَا يَحْسُدُ وَ الْمُنَافِقَ يَحْسُدُ وَ لَا يَغْبِطُ «12»

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 40.

(2) - «إحياء علوم الدين» ج 1/ 40؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 185.

(3) - سورة المائدة (5): 27- 32.

(4) - سورة الفلق (113): 3- 5.

(5) - «سنن ابن ماجة» ج 2/ 1408، كتاب الزهد، باب الحسد، الحديث 4210؛ «الجامع الصغير» ج 1/ 151، حرف الحاء، و شرحه: «فيض القدير» ج 3/ 413، الحديث 3817؛ و نظيره في «الكافي» ج 2/ 306، كتاب الإيمان و الكفر، باب الحسد، الحديث 1 عن أبي جعفر، و الحديث 2 عن أبي عبد اللّه عليهما السّلام.

(6) - «أدب الدنيا و الدين» / 260؛ «إحياء علوم الدين» ج 3/ 163؛ «مسند أحمد» ج 1/ 165، 167؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 127؛ «كنز العمّال» ج 3/ 462، الحديث 7443.

(7) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 163؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 127؛ و مثله عن أمير المؤمنين عليه السّلام في «بحار الأنوار» ج 2/ 108، الحديث 1، نقلا عن «الخصال».

(8) - ما بين المعقوفين زيادة من المصدر، و ليس في النسخ المخطوطة و المطبوعة سوي «ض»، «ح» و «ع».

(9) - «الكافي» ج 2/ 306، كتاب الإيمان و الكفر، باب الحسد، الحديث 1.

(10) - «الكافي» ج 2/ 307، كتاب الإيمان و الكفر، باب الحسد، الحديث 5.

(11) - «الكافي» ج 2/ 307، كتاب الإيمان و الكفر، باب الحسد، الحديث 6.

(12) - «الكافي» ج 2/ 307، كتاب الإيمان و الكفر، باب الحسد، الحديث 7.

[6-] الهجر و القطيعة

[6-] الهجر و القطيعة و هو أيضا من لوازم

الحقد فإن المتناظرين إذا ثارت بينهما المنافرة و ظهر منهما الغضب و ادعي كل منهما أنه المصيب و أن صاحبه المخطئ و اعتقد و أظهر أنه مصر علي باطله مزمع علي خلافه لزم من حقده عليه و غضبه هجره و قطيعته و ذلك من عظائم الذنوب و كبائر المعاصي.

رَوَي دَاوُدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ قَالَ أَبِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ تَهَاجَرَا فَمَكَثَا ثَلَاثاً لَا يَصْطَلِحَانِ إِلَّا كَانَا خَارِجَيْنِ مِنَ الْإِسْلَامِ «1» وَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا وَلَايَةٌ وَ أَيُّهُمَا سَبَقَ إِلَي

منية المريد، ص: 326

كَلَامِ أَخِيهِ كَانَ السَّابِقَ إِلَي الْجَنَّةِ يَوْمَ الْحِسَابِ «2»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ لَا يَفْتَرِقُ رَجُلَانِ عَلَي الْهِجْرَانِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ أَحَدُهُمَا الْبَرَاءَةَ وَ اللَّعْنَةَ وَ رُبَّمَا اسْتَحَقَّ كِلَاهُمَا فَقَالَ لَهُ مُعَتِّبٌ «3» جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ هَذَا الظَّالِمُ فَمَا بَالُ الْمَظْلُومِ قَالَ لِأَنَّهُ لَا يَدْعُو أَخَاهُ إِلَي صِلَتِهِ وَ لَا يَتَغَامَسُ لَهُ عَنْ كَلَامِهِ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ إِذَا تَنَازَعَ اثْنَانِ فَعَازَّ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَلْيَرْجِعِ الْمَظْلُومُ إِلَي صَاحِبِهِ حَتَّي يَقُولَ لِصَاحِبِهِ أَيْ أَخِي أَنَا الظَّالِمُ حَتَّي يَقْطَعَ الْهِجْرَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ صَاحِبِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَكَمٌ عَدْلٌ يَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ «4»

وَ رَوَي زُرَارَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يُغْرِي بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَمْ يَرْجِعْ أَحَدُهُمْ عَنْ دِينِهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ اسْتَلْقَي عَلَي قَفَاهُ وَ تَمَدَّدَ ثُمَّ قَالَ فُزْتُ فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَلَّفَ بَيْنَ وَلِيَّيْنِ لَنَا يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأَلَّفُوا وَ تَعَاطَفُوا «5»

وَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا يَزَالُ إِبْلِيسُ فَرِحاً مَا اهْتَجَرَ الْمُسْلِمَانِ فَإِذَا الْتَقَيَا اصْطَكَّتْ رُكْبَتَاهُ وَ تَخَلَّعَتْ أَوْصَالُهُ وَ نَادَي يَا وَيْلَهُ

مَا لَقِيَ مِنَ الثُّبُورِ «6»

*****[هامش]

(1) - في «مرآة العقول» ج 10/ 362: «كأنّ الاستثناء من مقدّر، أي لم يفعلا ذلك إلّا كانا خارجين، و هذا النوع من الاستثناء شائع في الأخبار، و يحتمل أن يكون إلّا هنا زائدة».

(2) - «الكافي» ج 2/ 345، كتاب الإيمان و الكفر، باب الهجرة، الحديث 5.

(3) - في «مرآة العقول» ج 10/ 359: «معتّب، بضمّ الميم و فتح العين و تشديد التاء المكسورة، و كان من خيار موالي الصادق عليه السّلام، بل خيرهم كما روي فيه».

(4) - «الكافي» ج 2/ 344، كتاب الإيمان و الكفر، باب الهجرة، الحديث 1.

(5) - «الكافي» ج 2/ 345، كتاب الإيمان و الكفر، باب الهجرة، الحديث 6.

(6) - «الكافي» ج 2/ 346، كتاب الإيمان و الكفر، باب الهجرة، الحديث 7.

[7-] الكلام فيه بما لا يحل

[7-] الكلام فيه بما لا يحل من كذب و غيبة و غيرهما و هو من لوازم الحقد بل من نتيجة المناظرة فإن المناظر لا يخلو عن حكاية كلام صاحبه في معرض التهجين و الذم و التوهين فيكون مغتابا و ربما يحرف كلامه فيكون كاذبا

منية المريد، ص: 327

مباهتا ملبسا و قد يصرح باستجهاله و استحماقه فيكون متنقصا مسببا «1». و كل واحد من هذه الأمور ذنب كبير و الوعيد عليه في الكتاب و السنة كثير يخرج عن حد الحصر و كفاك في ذم الغيبة أن الله تعالي شبهها بأكل الميتة فقال تعالي وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ «2»

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَي الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَ مَالُهُ وَ عِرْضُهُ «3»

. و الغيبة تتناول العرض.

وَ قَالَ ص إِيَّاكُمْ وَ الْغِيبَةَ فَإِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا إِنَّ

الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي فَيَتُوبُ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ إِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لَا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّي يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ «4»

وَ قَالَ الْبَرَاءُ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص حَتَّي أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي بُيُوتِهَا فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَ لَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَ مَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ «5»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَا مِنْ مُؤْمِنٍ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا رَأَتْهُ عَيْنَاهُ وَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «6»

منية المريد، ص: 328

وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنْ ثَلَاثِينَ زَنْيَةً «7»: وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مِنْ سِتٍّ وَ ثَلَاثِينَ زَنْيَةً «8»

. و الكلام في الغيبة يطول و الغرض هنا الإشارة إلي أصول هذه الرذائل

وَ رَوَي الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ مَنْ رَوَي عَنْ مُؤْمِنٍ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَيْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوءَتِهِ لِيَسْقُطَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ وَلَايَتِهِ إِلَي وَلَايَةِ الشَّيْطَانِ فَلَا يَقْبَلُهُ الشَّيْطَانُ «9»

وَ عَنْهُ ع فِي حَدِيثٍ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَي الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ مَا هُوَ أَنْ يَنْكَشِفَ فَتَرَي مِنْهُ شَيْئاً إِنَّمَا هُوَ أَنْ تَرْوِيَ عَنْهُ أَوْ تَعِيبَهُ «10»

وَ رَوَي زُرَارَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالا أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَي الْكُفْرِ أَنْ يُؤَاخِيَ الرَّجُلَ عَلَي الدِّينِ فَيُحْصِيَ عَلَيْهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلَّاتِهِ «11»

وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ

منية المريد، ص:

329

مَعْصِيَةٌ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ «12»

وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِذَا قَالَ الْمُؤْمِنُ لِأَخِيهِ أُفٍّ خَرَجَ مِنْ وَلَايَتِهِ وَ إِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّي كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ تَعَالَي مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ مُضْمِرٌ عَلَي أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ سُوءاً «13»

وَ رَوَي الْفُضَيْلُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَطْعَنُ فِي عَيْنِ مُؤْمِنٍ إِلَّا مَاتَ بِشَرِّ مِيتَةٍ وَ كَانَ قَمِناً أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَي خَيْرٍ «14»

*****[هامش]

(1) - اسم فاعل من «سبّبه» أي، أكثر سبّه؛ راجع «لسان العرب» ج 1/ 455، مادة «سبب».

(2) - سورة الحجرات (49): 12.

(3) - «سنن أبي داود» ج 4/ 270، كتاب الأدب، باب في الغيبة، الحديث 4882.

(4) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 123؛ «الترغيب و الترهيب» ج 3/ 511؛ «مكارم الأخلاق» / 470؛ «كنز العمّال» ج 3/ 586، الحديث 8026، و ج 3/ 589، الحديث 8043.

(5) - «إحياء علوم الدين» ج 3/ 123؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 115؛ و انظر «سنن أبي داود» ج 4/ 270، كتاب الأدب، باب في الغيبة، الحديث 4880؛ «كنز العمّال» ج 3/ 585، الحديث 8021.

(6) - سورة النور (24): 19، و الحديث في «الكافي» ج 2/ 351، كتاب الإيمان و الكفر، باب الغيبة و البهت،-

- الحديث 2، و فيه «من قال في مؤمن … إلخ».

(7) - قال الغزالي في «بداية الهداية» / 31: «… الغيبة أشدّ من ثلاثين زنية في الإسلام. كذلك ورد في الخبر».

(8) - لم أقف عليها بهذه العبارة؛ نعم في «إحياء علوم الدين» ج 3/ 124؛ و «تنبيه الخواطر» ج 1/ 116: «و قال أنس:

خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و

سلّم، فذكر الربا و عظّم شأنه، فقال: إنّ الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند اللّه في الخطيئة من ستّ و ثلاثين زنية يزنيها الرجل، و أربي الربا عرض الرجل المسلم.» و نقلها المؤلّف رحمه اللّه، بالمعني.

(9) - «الكافي» ج 2/ 358، كتاب الإيمان و الكفر، باب الرواية علي المؤمن، الحديث 1.

(10) - «الكافي» ج 2/ 359، كتاب الإيمان و الكفر، باب الرواية علي المؤمن، الحديث 3. و فيه: «عليه» بدل «عنه».

(11) - «الكافي» ج 2/ 354، كتاب الإيمان و الكفر، باب من طلب عثرات المؤمنين و عوراتهم، الحديث 1.

(12) - «الكافي» ج 2/ 360، كتاب الإيمان و الكفر، باب السباب، الحديث 2.

(13) - «الكافي» ج 2/ 361، كتاب الإيمان و الكفر، باب السباب، الحديث 8.

(14) - «الكافي» ج 2/ 361، كتاب الإيمان و الكفر، باب السباب، الحديث 9.

[8-] الكبر و الترفع

[8-] الكبر و الترفع و المناظرة لا تنفك عن التكبر علي الأقران و الأمثال و الترفع فوق المقدار في الهيئات و المجالس و عن إنكار كلام خصمهم و إن لاح كونه حقا حذرا من ظهور غلبتهم و لا يصرحون عند ظهور الفلج عليهم بأنا مخطئون و أن الحق قد ظهر في جانب خصمنا. و هذا عين الكبر الذي

قَدْ أَخْبَرَ عَنْهُ النَّبِيُّ ص بِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ مِثْقَالٌ «1»

و قد فسره ص في الحديث السابق «2» بأنه بطر الحق و غمص الناس و المراد ببطر الحق رده علي قائله و عدم الاعتراف به بعد ظهوره و غمص الناس بالصاد المهملة بعد الميم و الغين المعجمة احتقارهم. و هذا المناظر قد رد الحق علي قائله بعد ظهوره له و إن خفي علي غيره

و ربما احتقره حيث يزعم أنه محق و أن خصمه هو المبطل الذي لم يعرف الحق و لا له ملكة العلم و القوانين المؤدية إليه.

منية المريد، ص: 330

وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ حَاكِياً عَنِ اللَّهِ تَعَالَي الْعَظَمَةُ إِزَارِي وَ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي فَمَنْ نَازَعَنِي فِيهِمَا قَصَمْتُهُ «3»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ أَعْظَمَ الْكِبْرِ غَمْصُ الْخَلْقِ وَ سَفَهُ الْحَقِّ قَالَ قُلْتُ وَ مَا غَمْصُ الْخَلْقِ وَ سَفَهُ الْحَقِّ قَالَ يَجْهَلُ الْحَقَّ وَ يَطْعُنُ عَلَي أَهْلِهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ نَازَعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رِدَاءَهُ «4»

وَ رَوَي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْكِبْرُ قَدْ يَكُونُ فِي شِرَارِ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ وَ الْكِبْرُ رِدَاءُ اللَّهِ فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رِدَاءَهُ لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا سَفَالًا «5»

وَ سُئِلَ ع عَنْ أَدْنَي الْإِلْحَادِ قَالَ إِنَّ الْكِبْرَ أَدْنَاهُ «6»

وَ رَوَي زُرَارَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالا لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ «7»

وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي آكُلُ الطَّعَامَ الطَّيِّبَ وَ أَشَمُّ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ وَ أَرْكَبُ الدَّابَّةَ الْفَارِهَةَ وَ يَتْبَعُنِي الْغُلَامُ فَتَرَي فِي هَذَا شَيْئاً مِنَ التَّجَبُّرِ فَلَا أَفْعَلَهُ فَأَطْرَقَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا الْجَبَّارُ الْمَلْعُونُ مَنْ غَمَصَ النَّاسَ وَ جَهِلَ الْحَقَّ قَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ أَمَّا الْحَقُّ فَلَا أَجْهَلُهُ وَ الْغَمْصُ لَا أَدْرِي مَا هُوَ قَالَ مَنْ حَقَّرَ النَّاسَ وَ تَجَبَّرَ عَلَيْهِمْ فَذَلِكَ الْجَبَّارُ «8»

منية المريد، ص: 331

وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص ثَلَاثَةٌ لا

يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَ عَدَّ مِنْهُمُ الْجَبَّارَ «9»

*****[هامش]

(1) - «صحيح مسلم» ج 1/ 94، كتاب الإيمان، الباب 40؛ «إحياء علوم الدّين» ج 3/ 335.

(2) - سبق الحديث في الأمر الرابع من القسم الثاني من النوع الأول من الباب الأوّل، الصفحة 175، و هو في «صحيح مسلم» ج 1/ 93، كتاب الإيمان، الباب 39- و فيه: «غمط الناس» بدل «غمص الناس» -؛ «عوالي اللآلي» ج 1/ 436- 437.

(3) - «إحياء علوم الدين» ج 1/ 40، ج 3/ 290؛ «سنن ابن ماجة» ج 2/ 1397، كتاب الزهد، الحديث 4174؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 198.

(4) - «الكافي» ج 2/ 310، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكبر، الحديث 9.

(5) - «الكافي» ج 2/ 309، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكبر، الحديث 2.

(6) - «الكافي» ج 2/ 309، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكبر، الحديث 1.

(7) - «الكافي» ج 2/ 310، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكبر، الحديث 6.

(8) - «الكافي» ج 2/ 311، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكبر، الحديث 13.

(9) - «الكافي» ج 2/ 311، كتاب الإيمان و الكفر، باب الكبر، الحديث 14، و تمام الحديث: «… أليم: شيخ زان و ملك جبّار و مقلّ مختال».

[9-] التجسس و تتبع العورات

[9-] و تاسعها «1» التجسس و تتبع العورات و المناظر لا يكاد يخلو عن طلب عثرات مناظره في كلامه و غيره ليجعله ذخيرة لنفسه و وسيلة إلي تسديده و براءته أو دفع منقصته حتي أن ذلك قد يتمادي بأهل الغفلة و من يطلب علمه للدنيا فيتفحص عن أحوال خصمه و عيوبه ثم إنه قد يعرض به في حضرته أو يشافهه

بها و ربما يتبجح به «2» و يقول كيف أخملته و أخجلته إلي غير ذلك مما يفعله الغافلون عن الدين و أتباع الشياطين و قد قال الله تعالي وَ لا تَجَسَّسُوا «3»

وَ قَالَ ص يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ لَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ فَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَ مَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ وَ لَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ «4»

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَي الْكُفْرِ أَنْ يُؤَاخِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَلَي الدِّينِ فَيُحْصِيَ عَلَيْهِ زَلَّاتِهِ لِيُعَيِّرَهُ بِهَا يَوْماً مَا «5»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَبْعَدُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ يُؤَاخِي الرَّجُلَ وَ هُوَ يَحْفَظُ زَلَّاتِهِ لِيُعَيِّرَهُ بِهَا يَوْماً مَا «6»

وَ عَنْهُ ع قَالَ

منية المريد، ص: 332

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبْتَدِئِهَا وَ مَنْ عَيَّرَ مُؤْمِناً بِشَيْ ءٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّي يَرْكَبَهُ «7»

وَ عَنْهُ ع مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ بِمَا يُؤَنِّبُهُ أَنَّبَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ «8»

وَ عَنْهُ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي كَلَامٍ لَهُ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَي أَحْسَنِهِ حَتَّي يَأْتِيَكَ مَا يَغْلِبُكَ مِنْهُ وَ لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ سُوءاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمِلًا «9»

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 41.

(2) - «بجح بالشي ء من بابي نفع و تعب؛ إذا فخر به، و تبجّح به كذلك» («المصباح المنير» / 47، «بجح»).

(3) - سورة الحجرات (49): 12.

(4) - «الكافي» ج 2/ 354- 355، كتاب الإيمان و الكفر، باب من طلب عثرات المؤمنين و عوراتهم، الحديثان 2 و 4.

(5) - «الكافي» ج 2/ 355، كتاب الإيمان و الكفر، باب

من طلب عثرات المؤمنين و عوراتهم، الحديث 6.

(6) - «الكافي» ج 2/ 355، كتاب الإيمان و الكفر، باب من طلب عثرات المؤمنين و عوراتهم، الحديث 7.

(7) - «الكافي» ج 2/ 356، كتاب الإيمان و الكفر، باب التعيير، الحديث 2.

(8) - «الكافي» ج 2/ 356، كتاب الإيمان و الكفر، باب التعيير، الحديث 4.

(9) - «الكافي» ج 2/ 362، كتاب الإيمان و الكفر، باب التهمة و سوء الظنّ، الحديث 3؛ و الشطر الأخير منه في «نهج البلاغة» ص 538، قسم الحكم، الحكمة 360.

[10-] الفرح بمساءة الناس و الغم بسرورهم

[10-] و عاشرها «1» الفرح بمساءة الناس و الغم بسرورهم و من لا يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه فهو ناقص الإيمان بعيد عن أخلاق أهل الدين. و هذا غالب بين من غلب علي قلبهم محبة إفحام الأقران و ظهور الفضل علي الإخوان و قد ورد في أحاديث كثيرة «2» أن للمسلم علي المسلم حقوقا إن ضيع منها واحدا خرج من ولاية الله و طاعته و من جملتها ذلك.

رَوَي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَي الْمُعَلَّي بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَي الْمُسْلِمِ قَالَ لَهُ سَبْعُ حُقُوقٍ وَاجِبَاتٍ مَا مِنْهُنَّ حَقٌّ إِلَّا وَ هُوَ وَاجِبٌ عَلَيْهِ إِنْ ضَيَّعَ مِنْهَا حَقّاً خَرَجَ مِنْ وَلَايَةِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ فِيهِ نَصِيبٌ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا هِيَ قَالَ يَا مُعَلَّي إِنِّي عَلَيْكَ شَفِيقٌ أَخَافُ

منية المريد، ص: 333

أَنْ تُضَيِّعَ وَ لَا تَحْفَظَ وَ تَعْلَمَ وَ لَا تَعْمَلَ قَالَ قُلْتُ لَهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ تَكْرَهَ لَهَ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ الْحَقُّ

الثَّانِي أَنْ تَجْتَنِبَ سَخَطَهُ وَ تَتَّبِعَ مَرْضَاتَهُ وَ تُطِيعَ أَمْرَهُ وَ الْحَقُّ الثَّالِثُ أَنْ تُعِينَهُ بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ لِسَانِكَ وَ يَدِكَ وَ رِجْلِكَ وَ الْحَقُّ الرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ عَيْنَهُ وَ دَلِيلَهُ وَ مِرْآتَهُ وَ الْحَقُّ الْخَامِسُ أَنْ لَا تَشْبَعَ وَ يَجُوعُ وَ لَا تَرْوَي وَ يَظْمَأُ وَ لَا تَلْبَسَ وَ يَعْرَي وَ الْحَقُّ السَّادِسُ أَنْ يَكُونَ لَكَ خَادِمٌ وَ لَيْسَ لِأَخِيكَ خَادِمٌ فَوَاجِبٌ أَنْ تَبْعَثَ خَادِمَكَ فَيَغْسِلَ ثِيَابَهُ وَ يَصْنَعَ طَعَامَهُ وَ يُمَهِّدَ فِرَاشَهُ وَ الْحَقُّ السَّابِعُ أَنْ تُبِرَّ قَسَمَهُ وَ تُجِيبَ دَعْوَتَهُ وَ تَعُودَ مَرِيضَهُ وَ تَشْهَدَ جَنَازَتَهُ وَ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ حَاجَةً تُبَادِرُهُ إِلَي قَضَائِهَا وَ لَا تُلْجِئُهُ أَنْ يَسْأَلَكَهَا وَ لَكِنْ تُبَادِرُهُ مُبَادَرَةً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَصَلْتَ وَلَايَتَكَ بِوَلَايَتِهِ وَ وَلَايَتَهُ بِوَلَايَتِكَ «3»

. و الأخبار في هذا الباب كثيرة «4».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 41.

(2) - راجع «الكافي» ج 2/ 169- 174، كتاب الإيمان و الكفر، باب حقّ المؤمن علي أخيه و أداء حقّه، الحديث 2، 5، 7 و 14.

(3) - «الكافي» ج 2/ 169، كتاب الإيمان و الكفر، باب حقّ المؤمن علي أخيه و أداء حقّه الحديث 2.

(4) - روي في «الكافي» ج 2/ 169- 174، كتاب الإيمان و الكفر، باب حقّ المؤمن علي أخيه و أداء حقّه، 16 حديثا في ذلك.

و حادي عشرها «1»

[11-] تزكية النفس و الثناء عليها

[11-] تزكية النفس و الثناء عليها و لا يخلو المناظر من الثناء علي نفسه إما تصريحا أو تلويحا و تعريضا بتصويب كلامه و تهجين كلام خصمه و كثيرا ما يصرح بقوله لست ممن يخفي عليه أمثال هذا و نحوه و قد قال الله تعالي فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ «2» و قيل لبعض

العلماء ما الصدق القبيح قال ثناء المرء علي نفسه «3». و اعلم أن ثناءك علي نفسك مع قبحه و نهي الله تعالي عنه ينقص قدرك عند الناس و يوجب مقتك عند الله تعالي و إذا أردت أن تعرف أن ثناءك علي نفسك لا يزيد في قدرك عند غيرك فانظر إلي أقرانك إذا أثنوا علي أنفسهم

منية المريد، ص: 334

بالفضل كيف يستنكره قلبك و يستثقله طبعك و كيف تذمهم عليه إذا فارقتهم فاعلم أنهم أيضا في حال تزكيتك نفسك يذمونك بقلوبهم ناجزا و يظهرونه بألسنتهم إذا فارقتهم.

***[هامش]

(1) - لاحظ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 41.

(2) - سورة النجم (52): 32.

(3) - «إحياء علوم الدين» ج 1/ 41؛ «بداية الهداية» / 32.

[12-] النفاق

[12-] النفاق و المتناظرون يضطرون إليه فإنهم يلقون الخصوم و الأقران و أتباعهم بوجه مسالم و قلب منازع و ربما يظهرون الحب و الشوق إلي لقائهم و فرائصهم مرتعدة في الحال من بغضهم و يعلم كل واحد من صاحبه أنه كاذب فيما يبديه مضمر خلاف ما يظهره.

وَ قَدْ قَالَ ص إِذَا تَعَلَّمَ النَّاسُ الْعِلْمَ وَ تَرَكُوا الْعَمَلَ وَ تَحَابُّوا بِالْأَلْسُنِ وَ تَبَاغَضُوا بِالْقُلُوبِ وَ تَقَاطَعُوا فِي الْأَرْحَامِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمي أَبْصارَهُمْ «1»

. نسأل الله العافية. فهذه اثنتا عشرة خصلة مهلكة أولها الكبر المحرم للجنة و آخرها النفاق الموجب للنار و المتناظرون يتفاوتون فيها علي حسب درجاتهم و لا ينفك أعظمهم دينا و أكثرهم عقلا من جملة مواد هذه الأخلاق و إنما غايتهم إخفاؤها و مجاهدة النفس عن ظهورها للناس و عدم اشتغالهم بدوائها و الأمر الجامع لها طلب العلم لغير الله. و بالجملة فالعلم لا يهمل العالم أبدا بل إما أن

يهلكه و يشقيه أو يسعده و يقربه من الله تعالي و يدنيه فإن قلت في المناظرة فائدتان إحداهما ترغيب الناس في العلم إذ لو لا حب الرئاسة لاندرست العلوم و في سد بابها ما يفتر هذه الرغبة و الثانية أن فيها تشحيذ الخاطر و تقوية النفس لدرك مآخذ العلم. قلنا صدقت و لم نذكر ما ذكرناه لسد باب المناظرة بل ذكرنا لها ثمانية

منية المريد، ص: 335

شروط و اثنتي عشرة آفة ليراعي المناظر شروطها و يحترز عن آفاتها ثم يستدر فوائدها من الرغبة في العلم و تشحيذ الخاطر فإن كان غرضك أنه ينبغي أن يرخص في هذه الآفات و تحتمل بأجمعها لأجل الرغبة في العلم و تشحيذ الخاطر فبئس ما حكمت فإن الله تعالي و رسوله و أصفياءه رغبوا الخلق في العلم بما وعدوا من ثواب الآخرة لا بالرئاسة. نعم الرئاسة باعث طبيعي و الشيطان موكل بتحريكه و الترغيب فيه و هو مستغن عن نيابتك عنه و معاونتك. و اعلم أن من تحركت رغبته في العلم بتحريك الشيطان فهو ممن

قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ «2» وَ بِأَقْوَامٍ لا خَلاقَ لَهُمْ «3»

. و من تحركت رغبته بتحريك الأنبياء ع و ترغيبهم في ثواب الله تعالي فهو من ورثة الأنبياء و خلفاء الرسل و أمناء الله تعالي علي عباده. و أما تشحيذ الخاطر فقد صدقت فليشحذ الخاطر و ليجتنب هذه الآفات التي ذكرناها فإن كان لا يقدر علي اجتنابها فليتركه و ليلزم المواظبة علي العلم و طول التفكر فيه و تصفية القلب عن كدورات الأخلاق فإن ذلك أبلغ في التشحيذ و قد تشحذت خواطر أهل الدين بدون هذه المناظرة. و

الشي ء إذا كانت له منفعة واحدة و آفات كثيرة لا يجوز التعرض لآفاته لأجل تلك المنفعة الواحدة بل حكمه في ذلك حكم الخمر و الميسر قال الله تعالي

منية المريد، ص: 336

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ وَ إِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما. «4» فحرمهما لذلك و أكد تحريمهما و الله الموفق

منية المريد، ص: 337

*****[هامش]

(1) - «إحياء علوم الدين» ج 1/ 42.

(2) - «صحيح مسلم» ج 1/ 106، كتاب الإيمان (1) ، الباب 47؛ «مسند أحمد» ج 2/ 309؛ «سنن الدارميّ» ج 2/ 241؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 43؛ «مجمع الزوائد» ج 5/ 302، 303، ج 7/ 213.

(3) - «إحياء علوم الدين» ج 1/ 43، «الجامع الصغير» ج 1/ 74، و شرحه: «فيض القدير» ج 2/ 279، الحديث 1938؛ «مجمع الزوائد» ج 5/ 302؛ «الكافي» ج 5/ 19، كتاب الجهاد، باب من يجب عليه الجهاد و من لا يجب، الحديث 1.

(4) - سورة البقرة (2): 219.

الباب الرابع في آداب الكتابة و الكتب التي هي آلة العلم

اشاره

الباب الرابع في آداب الكتابة و الكتب التي هي آلة العلم و ما يتعلق بتصحيحها و ضبطها و وضعها و حملها و شرائها و عاريتها و غير ذلك

منية المريد، ص: 339

(آداب الكتابة و الكتب و ما يتعلق بها و فيه مسائل) الأولي

[1-] الكتابة من أجل المطالب الدينية-

[1-] الكتابة من أجل المطالب الدينية- و أكبر أسباب الملة الحنيفية من الكتاب و السنة و ما يتبعهما من العلوم الشرعية و ما يتوقفان عليه من المعارف العقلية و هي منقسمة في الأحكام حسب العلم المكتوب فإن كان واجبا علي الأعيان فهي كذلك حيث يتوقف حفظه عليها و إن كان واجبا علي الكفاية فهي كذلك و إن كان مستحبا فكتابته مستحبة. و هي في زماننا هذا بالنسبة إلي الكتاب و السنة موصوفة بالوجوب مطلقا إذ لا يوجد من كتب الدين ما يقوم بفرض الكفاية بالنسبة إلي الأقطار سيما كتب التفسير و الحديث فإن معالمهما قد أشرفت علي الاندراس و رايات أعلامهما قد آذنت بالانتكاس فيجب علي كل مسلم الاهتمام بحالهما كتابة و حفظا و تصحيحا و رواية كفاية. و من القواعد المعلومة إن فرض الكفاية إذا لم يقم به من فيه كفاية يخاطب

منية المريد، ص: 340

به كل مكلف و يأثم بالتقصير فيه كل مكلف به فيكون في ذلك كالواجب العيني إلي أن يوجد ما فيه كفاية. و قد ورد مع ذلك في الحث علي الكتابة و الوعد بالثواب الجزيل علي فعلها كثير من الآثار

فَمِنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ قَيِّدُوا الْعِلْمَ قِيلَ وَ مَا تَقْيِيدُهُ قَالَ كِتَابَتُهُ «1»

وَ رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَجْلِسُ إِلَي النَّبِيِّ ص يَسْتَمِعُ مِنْهُ الْحَدِيثَ فَيُعْجِبُهُ وَ لَا يَحْفَظُهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَي النَّبِيِّ ص فَقَالَ

لَهُ النَّبِيُّ اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ أَيْ خُطَّ «2»

وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ دَعَا بَنِيهِ وَ بَنِي أَخِيهِ فَقَالَ إِنَّكُمْ صِغَارُ قَوْمٍ وَ يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ آخَرِينَ فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ أَنْ يَحْفَظَهُ فَلْيَكْتُبْهُ وَ لْيَضَعْهُ فِي بَيْتِهِ «3»

وَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ اكْتُبُوا فَإِنَّكُمْ لَا تَحْفَظُونَ حَتَّي تَكْتُبُوا «4»

وَ عَنْهُ ع قَالَ الْقَلْبُ يَتَّكِلُ عَلَي الْكِتَابَةِ «5»

وَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع

منية المريد، ص: 341

احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا «6»

وَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اكْتُبْ وَ بُثَّ عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ فَإِنْ مِتَّ فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَي النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ لَا يَأْنَسُونَ فِيهِ إِلَّا بِكُتُبِهِمْ «7»

وَ رَوَي الصَّدُوقُ فِي أَمَالِيهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَي النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا مَاتَ وَ تَرَكَ وَرَقَةً وَاحِدَةً عَلَيْهَا عِلْمٌ كَانَتِ الْوَرَقَةُ سِتْراً فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّارِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَي بِكُلِّ حَرْفٍ مَدِينَةً أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا وَ مَنْ جَلَسَ عِنْدَ الْعَالِمِ سَاعَةً نَادَاهُ الْمَلِكُ جَلَسْتَ إِلَي عَبْدِي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُسْكِنَنَّكَ الْجَنَّةَ مَعَهُ وَ لَا أُبَالِي «8»

*****[هامش]

(1) - «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 106؛ «المحدّث الفاصل» / 364؛ «عوالي اللآلي» ج 1/ 68؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 196.

(2) - «سنن الترمذي» ج 5/ 39، كتاب العلم، الباب 12، الحديث 2666؛ «تقييد العلم» / 65- 68؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 66.

(3) - «سنن الدارميّ» ج 1/ 130؛ «تقييد العلم» / 91؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 82.

(4) - «الكافي» ج 1/ 52، كتاب

فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسّك بالكتب، الحديث 9.

(5) - «الكافي» ج 1/ 52، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسّك بالكتب، الحديث 8.

(6) - «الكافي» ج 1/ 52، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسّك بالكتب، الحديث 10.

(7) - «الكافي» ج 1/ 52، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسّك بالكتب، الحديث 11.

(8) - «أمالي الصدوق» / 40- 41 باختلاف يسير.

[2-] يجب علي الكاتب إخلاص النية لله تعالي

[2-] يجب علي الكاتب إخلاص النية لله تعالي في كتابته كما يجب إخلاصها في طلبة العلم لأنها عبادة و ضرب من تحصيل العلم و حفظه و القصد بها لغير الله تعالي من حظوظ النفس و الدنيا كالقصد بالعلم و قد تقدم «1» من ذمه و وعيده ما فيه كفاية. و يزيد عنه خيرا أو شرا أنه موقع بيده ما يكون يوم القيامة حجة له أو عليه فلينظر ما يوقعه و يترتب علي خطه ما يترتب من خير أو شر و من سنة أو بدعة يعمل بها في حياته و بعد موته دهرا طويلا فهو شريك في أجر من ينتفع به أو وزره فلينظر ما يسببه. و يعلم من ذلك أن ثواب الكتابة ربما زاد علي ثواب العلم في بعض الموارد بسبب كثرة الانتفاع به و دوامه و من هنا جاء تفضيل مداد العلماء علي دماء

منية المريد، ص: 342

الشهداء «2» حيث إن مدادهم ينفع بعد موتهم و دماء الشهداء لا تنفع بعد موتهم «3».

*****[هامش]

(1) - تقدّم في أوّل الباب الأوّل.

(2) - «كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 4/ 284، الحديث

849؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 14، نقلا عن «أمالي الصدوق» ؛ «عدّة الداعي» / 67.

(3) - نقله في «عدّة الداعي» / 67، عن بعض العلماء. و نقل ابن أبي جمهور الأحسائي في «عوالي اللآلي» ج 4/ 61، الهامش، وجها آخر في تفضيل مداد العلماء علي دماء الشهداء، عن العلامة الحلّي رحمة اللّه عليه.

[3-] ينبغي لطالب العلم أن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها

[3-] الثالثة «1» ينبغي لطالب العلم أن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها في العلوم النافعة ما أمكنه بكتابة أو شراء و إلا فبإجارة أو عارية لأنها آلة التحصيل و كثيرا ما تدرب بها الأفاضل في الأزمنة السابقة و حصل لهم بواسطتها ترق زائد علي من لم يتمكن منها و لهم في ذلك أقاصيص يطول الأمر بشرحها «2». و لا ينبغي للطالب أن يجعل تحصيلها و جمعها و كثرتها حظه من العلم و نصيبه من الفهم بل يحتاج مع ذلك إلي التعب و الجد و الجلوس بين يدي المشايخ و لقد أحسن القائل «3»

إذا لم تكن حافظا واعيا

فجمعك للكتب لا ينفع

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 164.

(2) - و من ذلك ما نقله القفطي في «تاريخ الحكماء» / 415- 416، عن أبي عليّ ابن سينا: «… ثمّ عدت إلي العلم الإلهي و قرأت كتاب «ما بعد الطبيعة» فما كنت أفهم ما فيه و التبس عليّ غرض واضعه حتّي أعدت قراءته أربعين مرّة و صار لي محفوظا و أنا مع ذلك لا أفهمه و لا المقصود به و أيست من نفسي، و قلت: هذا كتاب لا سبيل إلي فهمه. فإذا أنا في يوم من الأيّام حضرت وقت العصر في الورّاقين و بيد دلال مجلّد ينادي عليه، فعرضه عليّ فرددته ردّ متبرّم معتقد أن لا

فائدة في هذا العلم، فقال لي: اشتر منّي هذا؛ فإنّه رخيص أبيعكه بثلاثة دراهم و صاحبه محتاج إلي ثمنه. فاشتريته فإذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي في أغراض ما بعد الطبيعة، فرجعت إلي بيتي و أسرعت قراءته، فانفتح عليّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب بسبب أنّه قد صار لي علي ظهر القلب و فرحت بذلك و تصدّقت ثاني يومه بشي ء كثير علي الفقراء شكرا للّه تعالي».

(3) - هو محمّد بن بشير الأزدي كما في «المحدث الفاصل» / 388؛ و «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 82؛ و «محاضرات الأدباء» ج 1/ 49؛ و «روضة العقلاء» / 38، و قبله:

[4-] أن لا يشتغل بنسخها إن أمكنه تحصيلها بشراء و نحوه

[4-] أن لا يشتغل بنسخها إن أمكنه تحصيلها بشراء و نحوه لأن الاشتغال بتحصيل العلم أهم نعم لو تعذر الشراء لعدم الثمن أو لعزة الكاتب فليكتب لنفسه و لا يرضي بالاستعارة مع إمكان تملكه.

أ أشهد بالجهل في مجلس و علمي في الكتب مستودع

منية المريد، ص: 343

و متي آل الحال إلي النسخ فليشمر له فإن الله يعينه و لا يضيع به حظه من العلم و لا يفوت الحظ إلا بالكسل و من ضبط وقته حصل مطلبه و قد تقدم «1» جملة صالحة في ذلك.

*****[هامش]

(1) - لعلّه يريد ما تقدّم في القسم الأوّل من النوع الثالث من الباب الأوّل، ص 224- 231.

[5-] يستحب إعارة الكتب لمن لا ضرر عليه فيها

[5-] الخامسة «1» يستحب إعارة الكتب لمن لا ضرر عليه فيها ممن لا ضرر منه بها استحبابا مؤكدا لما فيه من الإعانة علي العلم و المعاضدة علي الخير و المساعدة علي البر و التقوي مع ما في مطلق العارية من الفضل و الأجر و قد قال بعض السلف بركة العلم إعارة الكتب «2» و قال آخر من بخل بالعلم ابتلي بإحدي ثلاث أن ينساه أو يموت فلا ينتفع به أو تذهب كتبه «3» و ينبغي للمستعير أن يشكر للمعير ذلك لإحسانه و يجزيه خيرا.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 167- 168؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 67.

(2) - «أدب الإملاء و الاستملاء» / 175؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 90. و في «شرح المهذّب» ج 1/ 67 نسب إلي وكيع.

(3) - قاله سفيان الثوري كما في «تدريب الراوي» ج 2/ 90؛ و «شرح المهذّب» ج 1/ 67. قال المحدّث الجزائريّ رحمه اللّه في «الأنوار النعمانية» ج 3/ 371: «و هذا شي ء شاهدناه مرارا كثيرة، و قد

كان لنا شيخ يحصل منه بعض البخل بالكتب، فبقيت كتبه بعده، قد باعتها بناته في الأسواق بأبخس قيمة؛ و كان لنا شيخ آخر إذا طلبنا نحن أو غيرنا منه كتابا و كان له حاجة إليه قلع الأوراق التي يحتاج إليها و أعطي الباقي، فنمت كتبه و انتفع العلماء بها و أعطاه اللّه تعالي أولادا قابلين للعلم و فهمه».

[6-] إذا استعار كتابا وجب عليه حفظه

[6-] إذا استعار كتابا وجب عليه حفظه من التلف و التعيب و أن لا يلط به و لا يطل مقامه عنده بل يرده إذا قضي حاجته و لا يحبسه إذا استغني عنه لئلا يفوت الانتفاع به علي صاحبه و لئلا يكسل عن تحصيل الفائدة منه و لئلا يمنع صاحبه من إعارة غيره إياه «1». و أما إذا طلبه المالك حرم عليه حبسه و يصير ضامنا له و قد جاء في ذم الإبطاء برد الكتب عن السلف أشياء كثيرة نظما و نثرا «2» و بسبب حبسها و التقصير في حفظها امتنع غير واحد من إعارتها.

منية المريد، ص: 344

*****[هامش]

(1) - انظر «تقييد العلم» / 146- 150 في «من سلك في إعارة الكتاب طريق البخل و ضنّ به عمّن ليس له بأهل».

(2) - راجع «تقييد العلم» / 146- 150؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 176- 179.

[7-] لا يجوز أن يصلح كتاب غيره

[7-] السابعة «1» لا يجوز أن يصلح كتاب غيره المستعار أو المستأجر بغير إذن صاحبه و لا يحشيه و لا يكتب شيئا في بياض فواتحه و خواتمه إلا إذا علم رضا مالكه و هو كما يكتبه المحدث علي جزء سمعه «2» و لا يسوده و لا يعيره غيره و لا يودعه لغير ضرورة حيث يجوز شرعا و لا ينسخ منه بغير إذن صاحبه فإن النسخ انتفاع زائد علي الانتفاع بالمطالعة و أشق. فإن كان الكتاب وقفا علي من ينتفع به غير معين فلا بأس بالنسخ منه لمن يجوز له إمساكه و الانتفاع به مع الاحتياط و لا بأس بإصلاحه ممن هو أهل لذلك من الناظر فيه أو من يأذن له بل قد يجب فإن لم يكن له ناظر خاص فالنظر فيه إلي

الحاكم الشرعي. و إذا نسخ منه بإذن صاحبه أو ناظره فلا يكتب منه و القرطاس في بطنه و لا يضع المحبرة عليه و لا يمر بالقلم الممدود «3» فوق الكتابة. و بالجملة فيجب حفظه من كل ما يعد عرفا تقصيرا و هو أمر زائد علي حفظ الإنسان كتابه فقد يجوز فيه ما لا يجوز في المستعار خصوصا المتهاون بحفظ الكتب فإن كثيرا من الناس يمتهن كتابه في الغاية بسبب الطبع البارد و هذا الأمر لا يسوغ في المستعار بوجه.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 168- 169.

(2) - هكذا في «تذكرة السامع» / 169، و «ه» و «ن» ؛ و لكن في سائر النسخ: «علي حسب ما سمعه» بدل «علي جزء سمعه»، و كيف ما كان فلا تخلو العبارة من الإبهام و الإجمال.

(3) - يعني القلم الذي غمس في الدواة و به مداد؛ قال في «المصباح المنير» / 68، مادة «مدد»: «المداد ما يكتب به، و مددت من الدواة و استمددت منها: أخذت منها بالقلم للكتابة».

[8-] إذا نسخ من الكتاب أو طالعه فلا يضعه علي الأرض مفروشا منشورا

[8-] الثامنة «1» إذا نسخ من الكتاب أو طالعه فلا يضعه علي الأرض مفروشا منشورا بل يجعله بين كتابين مثلا أو كرسي علي الوجه المعروف «2» لئلا يسرع تقطيع حبكه و ورقه و جلده.

منية المريد، ص: 345

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 170.

(2) - «كرسيّ الكتب هو الرحل للكتاب، و حبك الكتاب: شدّ أوراقه» («تذكرة السامع» / 170، الهامش).

[9-] إذا وضع الكتب مصفوفة فلتكن علي كرسي أو تحتها خشب أو رف

[9-] التاسعة «1» إذا وضع الكتب مصفوفة فلتكن علي كرسي أو تحتها خشب أو رف و نحو ذلك و الأولي أن يكون بينها و بين الأرض خلو و لا يضعها علي الأرض كي لا تتندي أو تبلي. و إذا وضعها علي خشب أو نحوه جعل فوقها و تحتها ما يمنع من تأكل جلودها به و كذلك يجعل بينها و بين ما يصادمها أو يسندها من حائط أو غيره. و يراعي الأدب في وضع الكتب باعتبار علومها و شرفها و شرف مصنفها فيضع الأشرف أعلي الكل ثم يراعي التدريج فإن كان فيها المصحف الكريم جعله أعلي الكل و الأولي أن يكون في خريطة ذات عروة في مسمار أو وتد في حائط طاهر نظيف في صدر المجلس ثم كتب الحديث الصرف ثم تفسير القرآن ثم تفسير الحديث ثم أصول الدين ثم أصول الفقه ثم الفقه ثم العربية. و لا يضع ذات القطع الكبير فوق ذوات الصغير لئلا يكثر تساقطها و لا يكثر وضع الردة «2» في أثنائه لئلا يسرع تكسرها. و ينبغي أن يكتب اسم الكتاب عليه في جانب آخر الصفحات من أسفل «3» و فائدته معرفة الكتاب و تيسر إخراجه من بين الكتب.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 170- 172.

(2) - «الردة هي القطعة الزائدة من الجلد

فوق الدّفّة اليسري» («تذكرة السامع» / 172، الهامش).

(3) - يعني ما يطلق عليه اليوم «عطف الكتاب»، و زاد في «تذكرة السامع» / 172، هنا: «و يجعل رءوس حروف هذه الترجمة إلي الغاشية التي من جانب البسملة».

[10-] أن لا يجعل الكتاب خزانة للكراريس أو غيرها

[10-] العاشرة «1» أن لا يجعل الكتاب خزانة للكراريس أو غيرها و لا مخدة و لا مروحة و لا مكنسا «2» و لا مسندا [و لا مستندا] و لا متكئا و لا مقتلة للبراغيث و غيرها لا سيما في الورق و لا يطوي حاشية الورقة أو زاويتها و لا يعلم بعود أو بشي ء جاف بل بورقة لطيفة و نحوها و إذا ظفر فلا يكبس ظفره قويا.

منية المريد، ص: 346

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 172- 173.

(2) - هكذا في جميع النسخ المخطوطة، و يحتمل أن يكون الصواب «و لا مكبسا» كما في «تذكرة السامع» / 172؛ و المكبس- كما في «المعجم الوسيط» ج 2/ 773، مادة «كبس» -: «آلة لكبس الصوف و الورق و ما أشبه».

[11-] إذا استعار كتابا ينبغي له أن يتفقده عند أخذه و رده

[11-] الحادية عشرة «1» إذا استعار كتابا ينبغي له أن يتفقده عند أخذه و رده و إذا اشتري كتابا تعهد أوله و آخره و وسطه و ترتيب أبوابه و كراريسه و تصفح أوراقه و اعتبر صحته و مما يغلب علي ظنه صحته إذا ضاق الزمان عن تفتيشه أن يري إلحاقا أو إصلاحا فإنه من شواهد الصحة حتي قال بعضهم لا يضي ء الكتاب حتي يظلم «2» يريد إصلاحه بالضرب و الكشط و الإلحاق و نحوها.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 172- 173.

(2) - «تذكرة السامع» / 173.

[12-] إذا نسخ شيئا من كتب العلم الشرعية فينبغي أن يكون علي طهارة

[12-] الثانية عشرة «1» إذا نسخ شيئا من كتب العلم الشرعية فينبغي أن يكون علي طهارة مستقبلا طاهر البدن و الثياب و الحبر و الورق و يبتدئ الكتاب بكتابة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و الحمد لله و الصلاة علي رسوله و آله و إن لم يكن المصنف قد كتبها لكن إن لم تكن من كلام المصنف أشعر بذلك بأن يقول بعد ذلك قال المصنف أو الشيخ و نحو ذلك. و كذلك يختم الكتاب بالحمدلة و الصلاة و السلام بعد ما يكتب آخر الجزء الفلاني و يتلوه كذا و كذا إن لم يكن كمل الكتاب و يكتب إذا كمل تم الكتاب الفلاني أو الجزء الفلاني و بتمامه تم الكتاب و نحو ذلك ففيه فوائد كثيرة. و كلما كتب اسم الله تعالي أتبعه بالتعظيم مثل تعالي أو سبحانه أو عز و جل أو تقدس و نحو ذلك و يتلفظ بذلك أيضا و كلما كتب اسم النبي ص كتب بعده الصلاة عليه و علي آله و السلام و يصلي و يسلم هو بلسانه أيضا. و لا يختصر الصلاة في الكتاب و لا

يسأم من تكريرها و لو وقعت في السطر مرارا كما يفعل بعض المحرومين المتخلفين من كتابة صلعم أو صلم أو صم أو صلسم أو صله فإن ذلك كله خلاف الأولي و المنصوص بل قال بعض

منية المريد، ص: 347

العلماء إن أول من كتب صلعم قطعت يده «2». و أقل ما في الإخلال بإكمالها تفويت الثواب العظيم عليها

فَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ مَنْ صَلَّي عَلَيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ «3»

. و إذا مر بذكر أحد من الصحابة سيما الأكابر كتب رضي الله عنه أو رضوان الله عليه أو بذكر أحد من السلف الأعلام كتب رحمه الله أو تغمده الله برحمته و نحو ذلك و قد جرت العادة باختصاص الصلاة و السلام بالأنبياء و ينبغي أن يجعل للأئمة عليهم السلام السلام و إن جاز خلاف ذلك كله بل يجوز الصلاة علي كل مؤمن كما دل عليه القرآن و الحديث «4».

منية المريد، ص: 348

و كتابة ما ذكر من الثناء و نحوه هو دعاء ينشئه لا كلام يرويه فلا يتقيد فيه بالرواية و لا بإثبات المصنف بل يكتبه و إن سقط من الأصل المنقول أو المسموع منه. و إذا وجد شيئا من ذلك قد جاءت به الرواية أو مذكورا في التصنيف كانت العناية بإثباته و ضبطه أكثر هذا هو الراجح و مختار الأكثر و ذهب بعض العلماء «5» إلي إسقاط ذلك كله من الكتابة مع النطق بذلك و ينبغي أن يذكر السلام علي النبي مع الصلاة عملا بظاهر الآية «6» و لو اقتصر علي الصلاة لم يكن به بأس.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 173؛ «فتح الباقي» ج 2/

128- 132.

(2) - «فتح الباقي» ج 2/ 132؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 77.

(3) - «الترغيب و الترهيب» ج 1/ 110- 111، الحديث 8؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 64؛ «شرف أصحاب الحديث» / 36، 111؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 136- 137؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 279؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 74- 75. و راجع للتوسّع «الكافي» ج 2/ 491- 495، كتاب الدعاء، باب الصلاة علي النبيّ محمّد و أهل بيته عليهم السّلام.

(4) - دلّ عليه من القرآن الآية 157 من سورة البقرة (2): «… أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ»، و الآية 103 من سورة التوبة (9): «… وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ» ؛ و من الحديث:

ما روي في «جامع الفوائد» - المطبوع في أول «إيضاح الفوائد» ج 1/ 6؛ و «تفسير ابن كثير» ج 2/ 400؛ و «صحيح مسلم» ج 2/ 757، كتاب الزكاة (12) ، الباب 54؛ و «تفسير كشف الأسرار» ج 4/ 196؛ و «صبح الأعشي» ج 6/ 228؛ و «عوالي اللآلي» ج 2/ 39- 40، ج 2/ 232، من أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال: «اللّهم صلّ علي آل أبي أوفي» ؛ و في «سنن ابن ماجة» ج 1/ 572، كتاب الزكاة (8) ، الباب 8، الحديث 1796: «عن عبد اللّه بن أبي أوفي: كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله إذا أتاه الرجل بصدقة ماله صلّي عليه، فأتيته بصدقة مالي، فقال: اللّهم صلّ علي آل أبي أوفي» ؛ و في «الجامع الصغير» ج 2/ 100، حرف الكاف، و شرحه: «فيض القدير» ج 5/ 88، الحديث 6527؛ و «تفسير ابن

كثير» ج 2/ 400: «كان [النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللّهم صلّ علي آل أبي فلان.

كناية عمّن ينبسون إليه» ؛ و في «سنن أبي داود» ج 2/ 88- 89، كتاب الصلاة، الحديث 1533: «أنّ امرأة قالت للنبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم: صلّ عليّ و علي زوجي. فقال النبيّ صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم:

صلّي اللّه عليك و علي زوجك».

و نقل فخر المحقّقين عن كتاب «نهاية الأحكام» لوالده قدّس سرّهما أنّه قال: «… و ذهبت الإماميّة إلي-- جواز إطلاق صيغة «رضي اللّه عنه» علي كلّ مؤمن و مؤمنة، لأنّه لا دليل علي الاختصاص، فالقول به يكون إدخالا في الدين ما ليس منه» («جامع الفوائد» المطبوع مع «إيضاح الفوائد» ج 1/ 6). و قال ابن أبي جمهور الأحسائي (ره) في «عوالي اللآلي» ج 2/ 40، الهامش: «و هذا الحديث [يعني: اللّهمّ صلّ علي آل أبي أوفي دالّ علي جواز الصلاة لغير النبيّ صلّي اللّه عليه و آله، من سائر المؤمنين، تبعا له، فإنّه صلّي علي آل أبي أوفي، و هو نصّ في الباب …». و قال المحدّث الجزائريّ (ره) في «الجواهر الغوالي في شرح العوالي»: «لم يجوّز العامّة الصلاة علي آل محمّد وحده، مع جوازه علي آحاد المؤمنين، و علي آل أبي أوفي، و العذر ما قاله الزمخشري: إنّه صار شعارا للرافضة فلا ينبغي التشبه بهم!» («عوالي اللآلي» ج 2/ 40، الهامش).

(5) - هو أحمد بن حنبل، كما في «فتح الباقي» ج 2/ 129- 131؛ و «مقدّمة ابن الصلاح» / 308؛ و «تدريب الراوي» ج 2/ 76؛ و «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 129.

(6) - يعني الآية

56 من سورة الأحزاب (33): «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً».

الثالثة عشرة

[13-] لا يهتم المشتغل بالعلم بالمبالغة في حسن الخط

[13-] لا يهتم المشتغل بالعلم بالمبالغة في حسن الخط و إنما يهتم بصحته و تصحيحه و يجتنب التعليق جدا و هو خَلْطُ الحروف التي ينبغي تفريقها و المشق و هو سرعة الكتابة مع بعثرة الحروف و قال بعضهم وزن الخط وزن القراءة أجود القراءة أبينها و أجود الخط أبينه «1». و ينبغي أن يجتنب الكتابة الدقيقة لأنه لا ينتفع بها أو لا يكمل الانتفاع بها لمن ضعف نظره و ربما ضعف نظر الكاتب نفسه بعد ذلك فلا ينتفع بها قال بعض السلف «2» لكاتب و قد رآه يكتب خطا دقيقا لا تفعل فإنه يخونك أَحْوَجَ

منية المريد، ص: 349

ما تكون إليه. و قال بعضهم اكتب ما ينفعك وقت احتياجك إليه و لا تكتب ما لا تنتفع به وقت الحاجة أي وقت الكبر و ضعف البصر «3». و هذا كله في غير مُسْوَدَّاتِ المصنفين فإن تَأَنِّيَهُمْ في الكتابة يُفَوِّتُ كثيرا من أغراضهم التي هي أهم من تجويد الكتابة فمن ثم نراها غالبا عسرة القراءة مشتبكة الحروف و الكلمات لسرعة الكتابة و اشتغال الفكر بأمر آخر.

*****[هامش]

(1) - «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 122؛ «صبح الأعشي» ج 3/ 21، و في الأوّل: «ذكر ابن قتيبة عن ابن إبراهيم بن العباس: وزن الخط وزن …».

(2) - هو أحمد بن حنبل، قاله لابن عمه حنبل بن إسحاق، كما في «فتح الباقي» ج 2/ 121؛ و «تدريب الراوي» -- ج 2/ 71؛ «و أدب الإملاء و الاستملاء» / 167؛ و «مقدّمة ابن الصلاح» / 304، و في هذه المصادر

الثلاثة الأخيرة: «لا تفعل أحوج ما تكون إليه يخونك».

(3) - «الخلاصة في أصول الحديث» / 148؛ و «تذكرة السامع» / 177.

[14-] لا ينبغي أن يكون القلم صلبا جدا

[14-] الرابعة عشرة «1» قالوا لا ينبغي أن يكون القلم صلبا جدا فيمنع سرعة الجري أو رخوا فيسرع إليه الحفا قال بعضهم «2» إذا أردت أن تجود خطك فأطل جلفتك و أسمنها و حرف قطتك و أيمنها و ليكن السكين حادة جدا لبراية الأقلام و كشط الورق خاصة لا تستعمل في غير ذلك و ليكن ما يقط «3» عليه القلم صلبا و يحمدون في ذلك القصب الفارسي «4» اليابس جدا و الآبنوس «5» الصلب الصقيل.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 179- 180. و انظر «أدب الإملاء و الاستملاء» / 157- 158.

(2) - هو عبد الحميد الكاتب، قاله لسلم بن قتيبة و رآه يكتب ردئيا، قال سلم بن قتيبة: ففعلت فجاد خطّي. كما في «الافصاح في فقه اللغة» ج 1/ 218.

(3) - «قططت القلم قطّا، من باب قتل: قطعت رأسه عرضا في بريه» («المصباح المنير» / 613، «قطط»).

(4) - «… قصب السكّر معروف، و القصب الفارسيّ منه صلب غليظ يعمل منه المزامير و يسقّف به البيوت و منه ما تتّخذ منه الأقلام» («المصباح المنير» / 608، «قصب»).

(5) - «الآبنوس، بضمّ الباء: خشب معروف، و هو معرب و يجلب من الهند و اسمه بالعربيّة سأسم، بهمزة وزان جعفر، و الآبنس بحذف الواو لغة فيه» («المصباح المنير» / 6، «ابن»).

[15-] ينبغي أن لا يقرمط الحروف

[15-] ينبغي أن لا يقرمط الحروف و يأتي بها مشتبهة بغيرها بل يعطي كل حرف حقه و كل كلمة حقها و يراعي من الآداب الواردة في ذلك

مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ كُتَّابِهِ

منية المريد، ص: 350

أَلِقِ «1» الدَّوَاةَ وَ حَرِّفِ الْقَلَمَ «2» وَ انْصِبِ الْبَاءَ وَ فَرِّقِ السِّينَ وَ لَا تُعَوِّرِ الْمِيمَ وَ حَسِّنِ

اللَّهَ وَ مُدَّ الرَّحْمَنَ وَ جَوِّدِ الرَّحِيمَ وَ ضَعْ قَلَمَكَ عَلَي أُذُنِكَ الْيُسْرَي فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لَكَ «3»

وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا كَتَبْتَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- فَبَيِّنِ السِّينَ فِيهِ «4»

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا تَمُدَّ الْبَاءَ إِلَي الْمِيمِ حَتَّي تَرْفَعَ السِّينَ «5»

وَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- فَلْيَمُدَّ الرَّحْمَنَ «6»

وَ عَنْهُ أَيْضاً

منية المريد، ص: 351

مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- فَجَوَّدَهُ تَعْظِيماً لِلَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ «7»

وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ تَنَوَّقَ رَجُلٌ فِي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- فَغُفِرَ لَهُ «8»

وَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ كِتَاباً فَلْيُتَرِّبْهُ فَإِنَّهُ أَنْجَحُ «9»

*****[هامش]

(1) - «لاقت الدواة يليقها ليقا و ليقة، و ألاقها: جعل لها ليقة. و الليقة: صوفة الدواة» («الإفصاح في فقه اللغة» ج 1/ 219).

(2) - «تحريف القلم: قطّه محرّفا» («مختار الصحاح» / 99، «حرف»).

(3) - «أدب الإملاء و الاستملاء» / 170، و ليست فيه الجملة الأخيرة؛ «كنز العمّال» ج 10/ 314، الحديث 29566.

و في «صبح الأعشي» ج 3/ 39: «أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لمعاوية: إذا كتبت كتابا فضع القلم علي أذنك. و قال لكاتبه: ضع القلم علي أذنك يكن أذكر لك. و قال لزيد بن ثابت: ضع القلم علي أذنك فإنّه أذكر لك.» و راجع أيضا «مجمع الزوائد» ج 7/ 107؛ «الجامع الصغير» ج 1/ 34، حرف الهمزة. و في «نهج البلاغة» ص 530، قسم الحكم، الحكمة 315: «قال عليه السّلام لكاتبه عبيد اللّه

بن أبي رافع: ألق دواتك، و أطل جلفة قلمك، و فرّج بين السطور، و قرمط بين الحروف؛ فإنّ ذلك أجدر بصباحة الخطّ».

و مثله في «غرر الحكم» ج 2/ 232، الحديث 2459.

(4) - «الجامع الصغير» ج 1/ 34، حرف الهمزة، و شرحه: «فيض القدير» ج 1/ 433، الحديث 835؛ «كنز العمّال» ج 10/ 244، الحديث 29300.

(5) - في «صبح الأعشي» ج 6/ 221: «و لا يمدّ الباء قبل السين ثمّ يكتب السين بعد المدّة، فروي … أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال: إذا كتب أحدكم بسم اللّه الرحمن الرحيم فلا يمدّها قبل السين. يعني الباء». و في «الكافي» ج 2/ 672، كتاب العشرة، باب بدون العنوان قبل الباب الآخر، الحديث 2، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «اكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم من أجود كتابك و لا تمدّ الباء حتّي ترفع السين».

(6) - «الجامع الصغير» ج 1/ 34، حرف الهمزة؛ و شرحه: «فيض القدير» ج 1/ 433، الحديث 834، عن أنس؛ «كنز العمّال» ج 10/ 244، الحديث 29299.

(7) - «الإتقان» ج 4/ 182 عن أنس عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، و فيه: «مجوّدة» بدل «فجوّده». و في «تفسير كشف الأسرار» ج 1/ 8- 9؛ و «صبح الأعشي» ج 6/ 221: «من كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم فحسّنه أحسن اللّه إليه».

(8) - «الإتقان» ج 4/ 182. و في «تفسير القرطبيّ» ج 1/ 91؛ «كنز العمّال» ج 10/ 311، الحديث 29558: «… انّ علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه نظر إلي رجل يكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقال له: جوّدها؛ فإنّ رجلا جوّدها فغفر له».

(9) - «سنن الترمذي» ج 5/ 66،

الحديث 2713؛ «أدب الإملاء و الاستملاء» / 174؛ «محاضرات الأدباء» ج 1/ 103؛ «البيان و التبيين» / 487؛ «كنز العمّال» ج 10/ 245، الحديث 29306؛ «صبح الأعشي» ج 6/ 271. و في «الكافي» ج 2/ 673، كتاب العشرة، باب بدون العنوان قبل الباب الآخر، الحديث 8؛ و «تحف العقول» / 326: «عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، أنّه كان يترّب الكتاب و قال لا بأس به» ؛ و في «بحار الأنوار» ج 103/ 41،- نقلا عن «الخصال» - عن رسول اللّه صلوات اللّه عليه و آله: «ترّبوا الكتاب فإنّه أنجح للحاجة …».

[16-] كرهوا في الكتابة فصل مضاف اسم الله تعالي منه

[16-] السادسة عشرة «1» كرهوا في الكتابة فصل مضاف اسم الله تعالي منه كعبد الله أو رسول الله ص فلا يكتب عبد أو رسول في آخر سطر و الله مع ما بعده أول سطر آخر لقبح الصورة و هذه الكراهة للتنزيه. و يلتحق بذلك أسماء النبي ص و أسماء الصحابة رضي الله عنهم و نحوها الموهم لخلل كقوله

سَابُّ النَّبِيِّ ص كَافِرٌ

فلا يكتب ساب مثلا في آخر سطر و ما بعده في أول آخر. بل و لا اختصاص للكراهة بالفصل بين المتضايفين فغيرهما مما يستقبح فيه الفصل كذلك و كذلك كرهوا جعل بعض الكلمة في آخر سطر و بعضها في أول آخر.

منية المريد، ص: 352

*****[هامش]

(1) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 126- 127؛ و انظر «مقدّمة ابن الصلاح» / 306؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 74؛ «شرح ألفيّة العراقي» ج 2/ 127؛ «صبح الأعشي» ج 3/ 148.

[17-] عليه مقابلة كتابه بأصل صحيح موثوق به

[17-]السابعة عشرة «1» عليه مقابلة كتابه بأصل صحيح موثوق به و أولاه ما كان مع مصنفه ثم ما كان مع غيره من أصل بخط المصنف ثم بأصل قوبل معه إذا كان عليه خطه ثم ما قوبل به مع غيره مما هو صحيح مجرب «2» لأن الغرض المطلوب أن يكون كتابه مطابقا لأصل المصنف «3». و بالجملة فمقابلة الكتاب الذي يرام النفع منه علي أي وجه كان مما يفيد الصحة متعينة فينبغي مزيد الاهتمام بها. و قد قال بعض السلف «4» لابنه كتبت قال نعم قال عرضت كتابك قال لا قال لم تكتب و عن الأخفش «5» قال إذا نسخ الكتاب و لم يعارض ثم نسخ و لم يعارض خرج أعجميا «6». و قد سبقه إليه الخليل بن أحمد رحمه

الله فقال إذا نسخ الكتاب ثلاث مرات و لم يعارض تحول بالفارسية «7» إلا أن الأخفش اقتصر علي مرتين.

منية المريد، ص: 353

*****[هامش]

(1) - راجع «تدريب الراوي» ج 2/ 77.

(2) - هكذا في نسخة «م»، «ز»، «ض»، «ح» و «ع» و لكن في «ه»، «ط» و «ن»: «مجرّد» بدل «مجرّب» و لعلّ الصواب «مجرّد» فيكون المراد مجرّدا عن خطّ المصنّف. فتأمّل.

(3) - في «مقدّمة ابن الصلاح» / 311، جاء بعد هذه الجملة: «… فسواء حصل ذلك بواسطة أو بغير واسطة».

(4) - هو عروة بن الزبير، قال لابنه هشام كما في «المحدّث الفاصل» / 544؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 93؛ «مقدّمة ابن الصلاح» / 310؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 77، «شرح ألفيّة العراقي» ج 2/ 134؛ «الكفاية في علم الرواية» / 273.

(5) - اعلم أنّ المعروفين بالأخفش أحد عشر شخصا، و إذا أطلق الأخفش فالمراد به الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة- المتوفّي سنة 215 ه- كما في «الكني و الألقاب» ج 2/ 16؛ و «هدية الأحباب» / 111. فيكون قائل هذا الكلام الأخفش الأوسط. و نقل عن الأخفش هذا الكلام عبد اللّه بن محمّد بن هانئ، كما في «الكفاية في علم الرواية» / 273. و يظهر من فهارس «مقدّمة ابن الصلاح» / 683، أنّ قائل هذا الكلام هو الأخفش المحدّث أحمد بن عمران البصري النحوي المتوفّي قبل سنة 250 ه؛ و لعلّه بعيد عن الصواب. و علي أيّ حال انظر ترجمة الأخفش الأوسط و مصادر ترجمته في «الأعلام» ج 3/ 101- 102؛ و «وفيات الأعيان» ج 2/ 380- 381؛ و «معجم المؤلّفين» ج 4/ 231- 232. و انظر ترجمة الأخفش المحدّث، أحمد بن عمران

البصري و مصادر ترجمته في «الأعلام» ج 1/ 189.

(6) - «مقدّمة ابن الصلاح» / 310؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 77؛ «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 134؛ «الكفاية في علم الرواية» / 273.

(7) - «تنبيه الخواطر» ج 1/ 84.

[18-] إذا صحح الكتاب بالمقابلة فينبغي أن يضبط مواضع الحاجة

[18-] إذا صحح الكتاب بالمقابلة فينبغي أن يضبط مواضع الحاجة فيعجم المعجم و يشكل المشكل و يضبط المشتبه و يتفقد مواضع التصحيف أما ما يفهم بلا نقط و شكل فلا ينبغي الاعتناء بنقطه و شكله لأنه اشتغال بما غيره أولي منه و تعب بلا فائدة و ربما يحصل للكتاب به إظلام و لكن ينتفع به المبتدئ و كثير من الناس «1».

وَ رَوَي جَمِيلُ بْنُ دَرَّاجٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَعْرِبُوا حَدِيثَنَا فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ «2»

. و من مهمات الضبط ما يقع بسببه اختلاف المعني كحديث

ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ «3»

. و كذلك ضبط الملتبس من الأسماء إذ هي سماعية و إن احتاج إلي ضبطه في الحاشية قبالته فعل لأنه أبعد من الالتباس سيما عند

منية المريد، ص: 354

دقة الخط و ضيق الأسطر و إذا أوضحه في الحاشية كتب عليه فيها بيان أو حرف ن. و قد جرت العادة في ضبط الأحرف بضبط الحروف المعجمة بالنقط و أما المهملة فلهم في ضبطها طرق منها أن لا يتعرض لها و يجعل الإهمال علامة عليها و لم يرتضه جماعة فقد يغفل المعجم سهوا و نحوه فيشتبه بالمهمل. و منها «4» أن ينقطها من أسفل بنحو نقط نظيرها المعجم من أعلي فينقط الراء و الدال مثلا من أسفل نقطة و السين من أسفل ثلاثا و هكذا و استثني منها الحاء فلا ينقط من أسفل لئلا يتلبس بالجيم. و منها أن

يكتب مثل ذلك الحرف منفردا و الأولي أن يكون تحته و أن يكون أصغر مما في الأصل. و منها أن يكتب علي المهمل شكلة صغيرة كالهلال أو كالقلامة «5» مضطجعة علي قفاها هكذا. و منها أن يخط عليها خطا صغيرا و هو موجود في كثير من الكتب القديمة و لا يفطن له كثير لخفائه و من الضبط أن يكتب في باطن الكاف المعلقة «6» كاف

منية المريد، ص: 355

صغيرة أو همزة و في باطن اللام لام صغيرة «7».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 119- 120.

(2) - «الكافي» ج 1/ 52، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسّك بالكتب، الحديث 13. قال العلامة الحاجّ الميرزا أبو الحسن الشعراني رحمه اللّه في تعاليقه علي «شرح الكافي» للمولي محمّد صالح المازندراني رحمه اللّه، في ذيل هذا الحديث: «… الأظهر أنّ المراد من الإعراب معناه اللغوي، و هو الإفصاح و البيان، فمعني الحديث: إنّا قوم فصحاء لا نتكلّم بألفاظ مشتبهة و عبارات قاصرة الدلالة، فإذا نقلتم حديثنا لا تغيّروا ألفاظها و عباراتها بألفاظ مبهمة يختلّ بها فهم المعني و يشتبه المقصود، كما يتفق كثيرا في النقل بالمعني» («شرح الكافي» ج 2/ 270- 271).

(3) - «الجامع الصغير» ج 2/ 19، حرف الذال؛ «الكافي» ج 6/ 234- 235، كتاب الذبائح، باب الأجنّة التي تخرج من بطون الذبائح، الحديث 1 و 4؛ «كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 3/ 209، الحديث 965 و 966؛ «مجمع الزوائد» ج 4/ 35؛ «سنن الدارقطني» ج 4/ 274- 275. قال الشهيد الثاني في «شرح اللمعة» ج 7/ 248- 252، كتاب الذباحة: «… هذا لفظ الحديث النبويّ (ص) ، و

عن أهل البيت عليهم السّلام مثله، و الصحيح رواية و فتوي أنّ ذكاة الثانية مرفوعة خبرا عن الأولي، فتنحصر ذكاته في ذكاتها، لوجوب انحصار المبتدأ في خبره، فإنّه إمّا مساو أو أعمّ و كلاهما يقتضي الحصر، و المراد بالذكاة هنا السبب المحلّل للحيوان كذكاة السمك و الجراد … و ربّما أعربها بعضهم بالنصب علي المصدر، أي ذكاته كذكاة أمّه، فحذف الجارّ و نصب مفعولا، و حينئذ فتجب تذكيته كتذكيتها، و فيه مع التعسف مخالفة لرواية الرفع دون العكس، لإمكان كون الجارّ المحذوف «في»، أي داخلة في ذكاة أمّه، جمعا بين الروايتين، مع أنّه الموافق لرواية أهل البيت عليهم السّلام، و هم أدري بما في البيت، و هو في أخبارهم كثير صريح فيه …».

(4) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 123- 124؛ و راجع «تدريب الراوي» ج 2/ 71؛ «مقدّمة ابن الصلاح» / 305.

(5) - «القلامة، بالضمّ: هي المقلومة من طرف الظفر» («المصباح المنير» / 623، «قلم»). اعلم أنّه قال في «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 123: «… الثالثة أن يجعل فوق الحرف المهمل صورة هلال كقلامة الظفر، مضجعة علي قفاها» ؛ و في «فتح الباقي» ج 2/ 123: «… أو يكتب فوقه قلامة أي صورة هلال كقلامة الظفر مضجعة علي قفاها لتكون فرجتها إلي فوق».

(6) - في «تدريب الراوي» ج 2/ 72: «… فالكاف إذا لم تكتب مبسوطة، تكتب في بطنها كاف صغيرة أو همزة.» ؛ و في «صبح الأعشي» ج 3/ 155: «… و إن كانت معراة رسم عليها كاف صغيرة مبسوطة لأنّها ربما التبست باللام» و فيه أيضا ج 3/ 80، 81: «و أمّا المعراة فلا تكون إلّا طرفا أخيرا و هذه الكاف

لا تجمع أبدا؛ فإنّ مواضعها أواخر السطور … و أمّا المشكولة فلا تكون إلّا مركّبة و موضعها الابتداءات و الوسط، و لا تنفرد البتة … فأمّا المبسوطة فتكون مفردة و مركبة، و إفرادها قليل، و المركبة موضعها الابتداءات و الوسط، و لا تكون طرفا أخيرا بحال … و إنّما سمّيت مشكولة للجرة التي عليها». و علي هذا، فالكاف المعلقة هي التي لم تكن مشكولة و لا مبسوطة و كانت طرفا أخيرا أو مفردة، و هي الشبيهة باللام.

(7) - في «تدريب الراوي» ج 2/ 72: «و اللام يكتب في بطنها لام، أي هذه الكلمة بحروفها الثلاثة لا صورة ل، هكذا: ل لام».

[19-] ينبغي أن يكتب علي ما صححه و ضبطه في الكتاب

[19-] التاسعة عشرة «1» ينبغي أن يكتب علي ما صححه و ضبطه في الكتاب و هو في محل شك عند مطالعته أو تطرق احتمال صحة [صح صغيرة و يكتب فوق ما وقع في التصنيف أو في النسخ و هو خطأ كذا صغيرة و يكتب في الحاشية صوابه كذا إن كان يتحققه أو لعله كذا إن غلب علي ظنه أنه كذلك أو يكتب علي ما أشكل عليه و لم يظهر له وجهه ص و هي صورة رأس صاد مهملة مختصرة من صح قال بعضهم «2» و يجوز أن تكون معجمة مختصرة من ضبة و تكتب فوق الكتابة غير متصلة بها لئلا يظن ضربا أو غيره فإذا تحققه هو أو غيره بعد ذلك و كان المنقول صوابا زاد تلك الصاد حاء فيصير صح قيل «3» و أشاروا إلي أن الضبة نصف صح و أن الصحة لم تكمل فيما هي فوقه مع صحة روايته و مقابلته مثلا و إلي تنبيه الناظر فيه علي أنه منقب في

منية المريد،

ص: 356

نقله غير غافل فلا يظن أنه غلط فيصلحه و قد يتجاسر بعضهم فيغير ما الصواب إبقاؤه و استُعِير لتلك الصورة اسم الضبة لشبهها بضَبَّة الإناء التي يصلح بها خلله بجامع أن كلا منهما جعل علي ما فيه خلل أو بضبة الباب لكون المحل مقفلا بها لا يتجه قراءته كما أن الضبة يقفل بها «4».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 182.

(2) - هو زكريا بن محمّد الأنصاري الأزهري الشافعي، قاله في «فتح الباقي» ج 2/ 143.

(3) - القائل زكريا بن محمّد الأنصاري في كتابه «فتح الباقي» ج 2/ 144. و قوله: «إنّ الضبة نصف صحّ» ليس المراد به أنّ الضبّة نصف كلمة «صحّ» كما هو ظاهره؛ بل المراد أنّ هذه العلامة-: «ص» - التي تسمّي بالتضبيب و الضبة تشعر بأنّ الكلام الذي هي فوقها صحّ وروده كذلك، غير أنّه فاسد لفظا أو معني، أو ضعيف أو ناقص. قال ياقوت الحموي في «معجم الأدباء» ج 2/ 5- 6، في ترجمة إبراهيم بن محمّد بن زكريّا:

«حكي عنه أنّه قال: كان شيوخنا من أهل الأدب يتعالمون أنّ الحرف إذا كتب عليه صحّ- بصاد و حاء- كان ذلك علامة لصحّة الحرف؛ لئلا يتوهّم متوهّم عليه خللا أو نقصا، فوضع حرف كامل علي حرف صحيح، و إذا كان عليه صاد ممدودة دون حاء، كان علامة أنّ الحرف سقيم، إذ وضع عليه حرف غير تامّ، ليدلّ نقص الحرف علي اختلال الحرف، و يسمّي ذلك الحرف أيضا ضبّة، أي أنّ الحرف مقفل بها، لم يتّجه لقراءة كما أنّ الضّبّة مقفل بها. قال المؤلّف: و هذا كلام علي طلاوة من غير فائدة تامّة، و إنّما قصدوا بكتبهم علي الحرف «صحّ» أنّه كان شاكّا

في صحّة اللفظة، فلمّا صحّت له بالبحث خشي أن يعاوده الشك، فكتب عليها «صحّ» ليزول شكّه فيما بعد، و يعلم هو أنّه لم يكتب عليها صحّ إلّا و قد انقضي اجتهاده في تصحيحها. و أمّا الضّبّة التي صورتها «ص» فإنّما هو نصف صحّ، كتبه علي شي ء فيه شكّ ليبحث عنه فيما يستأنفه، فإذا صحّت له أتمّها بحاء، فتصير صحّ، و لو علّم عليها بغير هذه العلامة لتكلّف الكشط و إعادة صحّ مكانها».

(4) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 143- 144، و انظر للمزيد «مقدّمة ابن الصلاح» / 316؛ و «تدريب الراوي» ج 2/ 83.

[20-] إذا وقع في الكتاب زيادة أو كتب فيه شي ء علي غير وجهه […]

[20-] العشرون «1» إذا وقع في الكتاب زيادة أو كتب فيه شي ء علي غير وجهه تخير فيه بين ثلاثة أمور الأول الكشط و هو سَلْخُ الورق بِسِكِّينٍ و نحوها و يعبر عنه بالبشر بالباء الموحدة و بالحك و سيأتي «2» أن غيره أولي منه و هو أولي في إزالة نقطة أو شكلة أو نحو ذلك. الثاني المحو و هو الإزالة بغير سلخ إن أمكن بأن تكون الكتابة في ورق صقيل جدا في حال طراوة المكتوب و أمن نفوذ الحبر و هو أولي من الكشط لأنه أقرب زمنا و أسلم من فساد المحل غالبا و من الحيل الجيدة عليه لعقه رطبا بخفة و لطافة و من هنا قال بعض السلف من المروءة أن يري في ثوب الرجل و شفتيه مداد «3». و الثالث الضرب عليه و هو أجود من الكشط و المحو لا سيما في كتب الحديث لأن كلا منهما يضعف الكتاب و يحرك تهمة «4» و ربما أفسد الورق. و عن بعض المشايخ أنه كان يقول كان الشيوخ يكرهون حضور السكين

مجلس السماع حتي لا يبشر شي ء «5» و لأنه ربما يصح في رواية أخري و قد يسمع الكتاب مرة أخري علي شيخ آخر يكون ما بشر صحيحا في روايته فيحتاج إلي

منية المريد، ص: 357

إلحاقه بعد بشره و لو خط عليه في رواية الأول و صح عند الآخر اكتفي بعلامة الآخر عليه بصحته و في كيفية الضرب خمسة أقوال «6» أحدها أن يصل بالحروف المضروب عليها و يخط بها خطا ممتدا و يسمي عند المغاربة بالشق «7» و أجوده ما كان دقيقا بينا يدل علي المقصود و لا يسود الورق و لا يطمس الحروف و لا يمنع قراءة ما تحته. و ثانيها أن يجعل الخط فوق الحروف منفصلا عنها منعطفا طرفاه علي أول المبطل و آخره و مثاله هكذا … … و ثالثها أن يكتب لفظة لا أو لفظة من فوق أوله و لفظة إلي فوق آخره و معناه من هنا ساقط إلي هنا أو لا يصح مثلا هذا إلي هنا و مثل هذا يحسن فيما صح في رواية و سقط في أخري و مثاله هكذا لا … إلي أو هكذا من … إلي. و رابعها أن يكتب في أول الكلام المبطل و في آخره نصف دائرة و مثاله هكذا … فإن ضاق المحل جعله في أعلي كل جانب. و خامسها أن يكتب في أول المبطل و في آخره صفرا و هو دائرة صغيرة سميت بذلك لخلو ما أشير إليه بها من الصحة كتسمية الحساب لها بذلك لخلو موضعها من عدد مثاله هكذا … فإن ضاق المحل جعل ذلك في أعلي كل جانب. و منهم من يصل بين المبطل مكان الخط نقطا متتالية و لو

كان المبطل أكثر من سطر فإن شئت علم بما ذكر في الثلاثة الأخيرة من الخمسة في أول كل سطر و آخره و إن شئت علم بها في طرف الزائد فقط. و إذا تكررت كلمة أو أكثر سهوا ضرب علي الثانية لوقوع الأولي صوابا في موضعها إلا إذا كانت الثانية أجود صورة أو أدل علي القراءة و كذا إذا كانت

منية المريد، ص: 358

الأولي آخر سطر فإن الضرب عليها أولي صيانة لأول السطر. و إذا كان في المكرر مضاف و مضاف إليه أو صفة و موصوف أو متعاطفان أو مبتدأ و خبر فمراعاة عدم التفريق بين ما ذكرنا و الضرب علي المتطرف من المتكرر لا علي المتوسط لئلا يفصل بالضرب بين شيئين بينهما ارتباط أولي من مراعاة الأول أو الأخير أو الأجود «8» إذ مراعاة المعاني أحق من تحسين الصورة في الخط «9». و إذا ضرب علي شي ء ثم تبين له أنه كان صحيحا و أراد عود إثباته كتب في أوله و آخره صح صغيرة و له أن يكررها عليه ما لم يؤد إلي تسويد الورق و يختار التكرار فيما إذا ضرب بالخط المتصل أو المنفصل أو النقط المتتالية و عدمه فيما إذا ضرب بغير ذلك من العلامات و يحسن حينئذ أن يضرب علي العلامة من من و لا و إلي و نصف الدائرة و الصفر و يكتب لفظ صح.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 146- 151.

(2) - يأتي بعد عدّة سطور.

(3) - قاله إبراهيم النخعيّ كما في «مقدّمة ابن الصلاح» / 319.

(4) - في «المحدّث الفاصل» / 606؛ و «مقدّمة ابن الصلاح» / 319: «قال: أصحابنا: الحكّ تهمة».

(5) - «فتح الباقي» ج 2/ 147؛

«مقدّمة ابن الصلاح» / 317.

(6) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 148؛ «و راجع «مقدّمة ابن الصلاح» / 317؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 84.

(7) - قال في «تدريب الراوي» ج 2/ 84: «و الشقّ عند أهل المغرب- و هو بفتح المعجمة و تشديد القاف-: من الشقّ و هو الصدع، أو من شقّ العصا، و هو التفريق، كأنّه فرق بين الزائد و ما قبله و بعده من الثابت بالضرب …».

(8) - يعني الأجود منهما صورة أو أدلّ علي القراءة؛ و علي هذا فلا يضرب علي المتكرّر بينهما، بل علي الأوّل في المضاف و الموصوف و المبتدأ، و علي الآخر في المضاف إليه و الصفة و الخبر.

(9) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 150- 151. و انظر للمزيد «مقدّمة ابن الصلاح» / 318.

[21-] إذا أراد تخريج شي ء سقط و يسمي اللحق […]

[21-] الحادية و العشرون «1» إذا أراد تخريج شي ء سقط و يسمي اللحق بفتح الحاء مشتق من اللحاق بالفتح أي الإدراك فليخرجه في الحاشية و هو أولي من جعله بين السطور لسلامته من تضييقها و تغليس ما يقرأ سيما إذا كانت السطور ضيقة متلاصقة قالوا وجهة اليمين من الحواشي أولي إن أمكن بأن اتسعت لشرفها و لاحتمال سقط آخر فيخرجه إلي جهة اليسار فلو خرج الأول إلي اليسار ثم ظهر سقط آخر في السطر فإن خرج له إلي اليسار أيضا اشتبه محل أحد السقطين بمحل الآخر أو إلي اليمين تقابل طرف «2» التخريجين و ربما التقيا لقرب السقطين «3»

منية المريد، ص: 359

فيظن أن ذلك ضرب علي ما بينهما علي ما مر في كيفية الضرب فالابتداء باليمين و جعله ضابطا يزيل الاشتباه إلا أن يكثر السقط في السطر الواحد و هو نادر. نعم إن كان

الساقط آخر سطر ألحقه بآخره مطلقا للأمن حينئذ [من نقص فيه بعده «4» و ليكن متصلا بالأصل و لا يكتبه في أول السطر بعده و لا يلحقه في الحاشية اليمني نعم إن ضاق المحل لقرب الكتابة من طرف الورقة أو للتجليد خرج إلي الجهة الأخري. و ليكن كتب الساقط من أي جهة كان التخريج صاعدا لفوق إلي أعلي الورقة «5» لا نازلا به إلي أسفلها لاحتمال تخريج آخر بعده فلا يجد له محلا مقابله و يجعل رءوس الحروف إلي جهة اليمين سواء كان في جهة يمين الكتابة أم يسارها. و ينبغي أن يحسب الساقط و ما يجي ء منه من الأسطر قبل أن يكتبها فإن كان سطرين أو أكثر جعل السطور أعلي الطرة «6» نازلا بها إلي أسفل بحيث تنتهي السطور إلي جهة الكتابة إن كان التخريج عن يمينها و إن كان عن يسارها ابتدأ الأسطر من جانب الكتابة بحيث تنتهي سطوره إلي طرف الورقة فإن انتهي الهامش قبل فراغ الساقط كمل في أعلي الورقة أو أسفلها بحسب ما يكون من الجهتين. و لا يوصل الكتابة و الأسطر بحاشية الورقة من أي جهة كانت بل يدع مقدارا يحتمل الحك عند حاجته مرات. ثم كيفية التخريجة للساقط أن يجعل في محله من السطر خطا صاعدا إلي تحت السطر الذي فوقه منعطفا قليلا إلي جهة التخريج من الحاشية ليكون إشارة إليه [هكذا ….. أو …].

*****[هامش]

منية المريد، ص: 360

و اختار جماعة من العلماء «7» أن يصل بين الخط و أول الساقط بخط ممتد بينهما هكذا و هو غير مرضي عند الباقين «8» لاشتماله علي تسويد الكتاب سيما إن كثر التخريج نعم إن لم يكن ما يقابل محل السقوط خاليا

و اضطر إلي كتابته بمحل آخر اختير مد الخط إلي أول الساقط أو كتب قبالة المحل يتلوه كذا في المحل الفلاني أو نحوه مما يزيل اللبس. و إذا كتب الساقط في التخريج و انتهي منه كتب في آخره صح و تصغيرها أولي و بعضهم يكتب صح رجع و بعضهم يقتصر علي رجع «9».

*****[هامش]

(1) - لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 137- 141. و انظر «مقدّمة ابن الصلاح» / 313؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 80.

(2) - في «فتح الباقي» ج 2/ 137؛ و «تدريب الراوي» ج 2/ 80: «طرفا» بدل «طرف» و هو أولي.

(3) - عبارة ابن الصلاح هنا أوضح، فلننقلها مزيدا للفائدة، قال: «… و قلنا أيضا يخرّجه في جهة اليمين، لأنّه لو خرّجه إلي جهة الشمال فربّما ظهر بعده في السطر نفسه نقص آخر، فإن خرّجه قدّامه إلي جهة الشمال، أيضا وقع بين التخريجين إشكال، و إن خرّج الثاني إلي جهة اليمين التقت عطفة تخريج جهة الشمال و عطفة تخريج جهة اليمين أو تقابلتا، فأشبه ذلك الضرب علي ما بينهما؛ بخلاف ما إذا خرّج الأوّل إلي جهة اليمين، فإنّه حينئذ - يخرّج الثاني إلي جهة الشمال، فلا يلتقيان و لا يلزم إشكال». («مقدّمة ابن الصلاح» / 313). و لاحظ «فتح الباقي» ج 2/ 137- 138.

(4) - زيادة لازمة لتوضيح المراد من «فتح الباقي» ج 2/ 138، و ليست في المخطوطات و المطبوعات.

(5) - راجع لتوضيح المراد «فتح الباقي» ج 2/ 138؛ «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 139.

(6) - «الطرّة: حاشية الكتاب»، انظر «المعجم الوسيط» ج 2/ 554؛ و «لسان العرب» ج 4/ 500.

(7) - منهم ابن خلاد، كما في «مقدّمة ابن الصلاح» / 313؛ «تدريب

الراوي» ج 2/ 80. و لاحظ أيضا «فتح الباقي» ج 2/ 140.

(8) - منهم ابن الصلاح في «مقدّمة ابن الصلاح» / 313.

(9) - راجع «مقدّمة ابن الصلاح» / 313؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 81؛ «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 141؛ «فتح الباقي» ج 2/ 141.

[22-] إذا صحح الكتاب علي الشيخ أو في المقابلة […]

[22-] إذا صحح الكتاب علي الشيخ أو في المقابلة علم علي موضع وقوفه ببلغ أو بلغت أو بلغ العرض أو نحو ذاك مما يفيد معناه و إن كان ذلك بخط الشيخ فهو أولي ففيه فوائد جمة من أهمها الوثوق بالنسخة و الاعتماد عليها علي تطاول الأزمنة إذا كان الشيخ أو المقابل معروفا بالثقة و الضبط فإن ذلك مما يحتاج إليه سيما في هذا الزمان لضعف الهمة و فتور العزيمة في الأزمنة المتقاربة لزماننا عن مباشرة التصحيح و الضبط خصوصا لكتب الحديث فالاعتماد علي تصحيح الثقات السابقين مع الاجتهاد في تحقيق الحق بحسب الإمكان.

[23-] أن يفصل بين كل كلامين أو حديثين بدائرة أو ترجمة أو قلم غليظ

[23-] ينبغي أن يفصل بين كل كلامين أو حديثين بدائرة أو ترجمة أو قلم غليظ و لا يوصل الكتابة كلها علي طريقة واحدة لما فيه من عسر استخراج المقصود و تضييع الزمان فيه.

منية المريد، ص: 361

و رجحوا الدائرة علي غيرها و عمل عليها غالب المحدثين «1» و اختار بعضهم «2» إغفال الدائرة حتي يقابل و كل كلام يفرغ منه ينقط في الدائرة التي تليه نقطة و في المقابلة الثانية ثانية و هكذا.

*****[هامش]

(1) - راجع «مقدّمة ابن الصلاح» / 306؛ «تدريب الراوي» ج 2/ 73.

(2) - هو الخطيب البغداديّ كما في «مقدّمة ابن الصلاح» / 306؛ و «فتح الباقي» ج 2/ 126؛ و «شرح ألفية العراقي» ج 2/ 125- 126؛ و «الخلاصة في أصول الحديث» / 148؛ و «تدريب الراوي» ج 2/ 73. و المراد بإغفال الدائرة، تركها من النقط بحيث يكون غفلا لا أثر بها، لا تركها رأسا، كما لا يخفي؛ قال السيوطي: «و استحبّ الخطيب أن تكون الدائرات غفلا، فإذا قابل نقط وسطها، أي نقط وسط كلّ دائرة عقب الحديث الذي

يفرغ منه» («تدريب الراوي» ج 2/ 73) ؛ و في «فتح الباقي» ج 2/ 126: «إغفالها، أي تركها من النقط بحيث تكون غفلا لا أثر بها إلي أن يقابل كتابه بالأصل أو نحوه …».

[24-] لا بأس بكتابة الحواشي و الفوائد

[24-] الرابعة و العشرون «1» لا بأس بكتابة الحواشي و الفوائد و التنبيهات المهمة علي غلط أو اختلاف رواية أو نسخة أو نحو ذلك علي حواشي كتاب يملكه أو لا يملكه بالإذن و لا يكتب في آخر ذلك صح. و يخرج لها بأعلي وسط كلمة المحل التي كتبت الحاشية لأجلها لا بين الكلمتين «2» أو يجعل بدل التخريجة إشارة بالهندي «3» و كل ذلك ليتميز هذا عن تخريج الساقط في الأصل. و بعضهم يكتب علي أول المكتوب من ذلك حاشية أو فائدة مثلا أو صورة حشة و بعضهم يكتب ذلك في آخره «4». و لا ينبغي أن يكتب إلا الفوائد المهمة المتعلقة بذلك المحل و لا يسوده بنقل المباحث و الفروع الغريبة كما اتفق لبعض غفلة أهل هذا العصر الذين لم يقفوا علي مصطلح العلماء فأفسدوا أكثر الكتب و لا ينبغي الكتابة بين الأسطر مطلقا.

*****[هامش]

(1) - لاحظ «تذكرة السامع» / 186- 191؛ «فتح الباقي» ج 2/ 142.

(2) - راجع لتوضيح المراد «فتح الباقي» ج 2/ 141- 142.

(3) - أي بالأرقام الهندية، و هي علامات الأعداد المعروفة: 1، 2، 3، 4، 5، 6، الخ، و يقال إنّ منشأها من الهند، انظر في ذلك «فرهنگ فارسي» ج 1/ 204، «أرقام».

(4) - راجع «فتح الباقي» ج 2/ 142؛ «تذكرة السامع» / 186- 191.

[25-] ينبغي كتابة التراجم و الأبواب و الفصول و نحو ذلك بالحمرة

[25-] ينبغي كتابة التراجم و الأبواب و الفصول و نحو ذلك بالحمرة

منية المريد، ص: 362

و نحوها فإنه أظهر في البيان و في فواصل الكلام و لك في كتابة شرح ممزوج بالمتن أن تميز المتن بكتابته بالحمرة أو تخط عليه بها خطا منفصلا عنه ممتدا عليه كالصورة الثانية من صور الضرب المارة لكن تميزه عن الضرب

بترك انعطاف الخط من طرفيه. و كتابة جميع المتن بالحمرة أجود لأنه قد يمتزج بحرف واحد و قد تكون الكلمة الواحدة بعضها متن و بعضها شرح فلا يوضح ذلك بالخط إيضاحه بالحُمْرَةِ و الله الموفق

منية المريد، ص: 363

[خاتمة]

اشاره

و أما الخاتمة فتشتمل علي مطالب مهمة (المطلب الأول في أقسام العلوم الشرعية و ما تتوقف عليه المطلب الثاني في مراتب أحكام العلم الشرعي و ما ألحق به المطلب الثالث في ترتيب العلوم بالنظر إلي المتعلم)

منية المريد، ص: 365

المطلب الأول في أقسام العلوم الشرعية و ما تتوقف عليه من العلوم العقلية و الأدبية و فيه فصلان

الفصل الأول في أقسام العلوم الشرعية الأصلية
اشاره

و هي أربعة علم الكلام و علم الكتاب العزيز و علم الأحاديث النبوية و علم الأحكام الشرعية المعبر عنها بالفقه.

فأما علم الكلام

و يعبر عنه بأصول الدين فهو أساس العلوم الشرعية و قاعدتها لأن به يعرف الله تعالي و رسوله و خليفته و غيرها [غيرهما] مما يشتمل عليه و به يعرف صحيح الآراء من فاسدها و حقها من باطلها. و قد جاء في الحث علي تعلمه و فضله كثير من الكتاب و السنة قال الله تعالي

منية المريد، ص: 366

فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ «1». و قال تعالي أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ «2». و قال تعالي أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْ ءٍ «3». و مرجع ذلك إلي الأمر بالنظر و الاستدلال بالصنعة المحكمة و الآثار المتقنة علي الصانع الواحد القادر العالم الحكيم.

وَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا قُلْتُ وَ لَا قَالَ الْقَائِلُونَ قَبْلِي مِثْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ «4»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ «5»

وَ عَنْهُ ع عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ «6» قَالَ عَلِيٌّ ع سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ مَا جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمْتُ عَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ إِلَّا الْجَنَّةُ «7»

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَي النَّبِيِّ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ

منية المريد، ص: 367

الْعِلْمِ قَالَ مَا صَنَعْتَ فِي رَأْسِ

الْعِلْمِ حَتَّي تَسْأَلَ عَنْ غَرَائِبِهِ قَالَ الرَّجُلُ مَا رَأْسُ الْعِلْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ وَ مَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ قَالَ تَعْرِفُهُ بِلَا مِثْلٍ وَ لَا شِبْهٍ وَ لَا نِدٍّ وَ أَنَّهُ وَاحِدٌ أَحَدٌ ظَاهِرٌ بَاطِنٌ أَوَّلٌ آخِرٌ لَا كُفْوَ لَهُ وَ لَا نَظِيرَ فَذَلِكَ حَقُّ مَعْرِفَتِهِ «8»

. و الأثر في ذلك عن أهل البيت ع كثير جدا و من أراده فليقف علي كتابَيِ التوحيدِ للكليني «9» و الصدوق ابن بابويه رحمهما الله تعالي.

[*****هامش]

(1) - سورة محمّد (47): 19.

(2) - سورة الروم (3): 8.

(3) - سورة الأعراف (7): 185.

(4) - «التوحيد» / 18، باب ثواب الموحدين و العارفين (1) ، الحديث 1.

(5) - «التوحيد» / 19، باب ثواب الموحدين و العارفين (1) ، الحديث 5، و فيه: «… لا يشرك باللّه شيئا أحسن أو أساء دخل الجنّة».

(6) - سورة الرحمن (54): 60.

(7) - «التوحيد» / 28، باب ثواب الموحدين و العارفين (1) ، الحديث 29؛ و راجع «أمالي الطوسيّ» ج 2/ 182.

(8) - «التوحيد» / 284- 285، باب أدني ما يجزي من معرفة التوحيد (4) ، الحديث 5.

(9) - راجع «الكافي» ج 1/ 72- 167، كتاب التوحيد.

و أما علم الكتاب

فقد استقر الاصطلاح فيه علي ثلاثة فنون قد أفردت بالتصنيف و أطلق عليها اسم العلم (أحدها) علم التجويد و فائدته معرفة أوضاع حروفه و كلماته مفردة و مركبة فيدخل فيه معرفة مخارج الحروف و صفاتها و مدها و إظهارها و إخفائها و إدغامها و إمالتها و تفخيمها و نحو ذلك. و (ثانيها) علم القراءة و فائدته معرفة الوجوه الإعرابية و البنائية التي نزل القرآن بها و نقلت عن النبي ص تواترا و

يندرج فيه بعض ما سبق في الفن الأول و قد يطلق عليهما علم واحد و يجمعهما تصنيف واحد. و (ثالثها) علم التفسير و فائدته معرفة معانيه و استخراج أحكامه و حكمه ليترتب عليه است عماله في الأحكام و المواعظ و الأمر و النهي و غيرها و يندرج فيه غالبا معرفة ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و غيرها و قد يفرد الناسخ و المنسوخ و يخص بعلم آخر إلا أن أكثر التفاسير مشتملة علي المقصود منهما. و قد ورد في فضله و آدابه و الحث علي تعلمه أخبار كثيرة و آثار

" فَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعاً «1» فِي قَوْلِهِ تَعَالَي

هامش

(1) - للاطّلاع علي معني الحديث المرفوع راجع «شرح البداية» / 30- 31.

منية المريد، ص: 368

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً «2» قَالَ الْحِكْمَةُ الْقُرْآنُ «3»

. وَ رُوِيَ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ يَعْنِي تَفْسِيرَهُ فَإِنَّهُ قَدْ قَرَأَهُ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ «4»

وَ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ أَنَّهُ قَالَ الْحِكْمَةُ الْمَعْرِفَةُ بِالْقُرْآنِ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ وَ مُحْكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ وَ مُقَدَّمِهِ وَ مُؤَخَّرِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ وَ أَمْثَالِهِ «5»

وَ قَالَ ص أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ وَ الْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ «6»

" وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَشْرَ آيَاتٍ فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَي حَتَّي يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ «7»

" وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ لَا يُحْسِنُ تَفْسِيرَهُ كَالْأَعْرَابِيِّ يَهُذُّ الشِّعْرَ هَذّاً «8»

وَ عَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ

عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ «9»

منية المريد، ص: 369

وَ قَالَ ص مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ «10»

وَ قَالَ ص مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ مَا يَعْلَمُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَماً بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ «11»

وَ قَالَ ص أَكْثَرُ مَا أَخَافُ عَلَي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ يَضَعُهُ عَلَي غَيْرِ مَوَاضِعِهِ «12»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَبِي مَا ضَرَبَ رَجُلٌ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ إِلَّا كَفَرَ «13»

. يعني تفسيره برأيه من غير علم.

: وَ قَدْ تَقَدَّمَ «14» حَدِيثُ الْعَلَّامَةِ الَّذِي قِيلَ لِلنَّبِيِّ ص إِنَّهُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَ وَقَائِعِهَا وَ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْأَشْعَارِ الْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ وَ لَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ثُمَّ قَالَ ص إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَ مَا سِوَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ «15»

. و الكلام في جملة ذلك مما يطول و يخرج عن وضع الرسالة فلنقتصر منه علي هذا القدر.

[*****هامش]

(1) - للاطّلاع علي معني الحديث المرفوع راجع «شرح البداية» / 30- 31.

(2) - سورة البقرة (2): 269.

(3) - «الإتقان» ج 4/ 197؛ «تفسير ابن كثير» ج 1/ 329.

(4) - «الإتقان» ج 4/ 197، 249؛ «تفسير ابن كثير» ج 1/ 329، و فيهما: «… عن ابن عبّاس مرفوعا: «يؤتي الحكمة» قال: القرآن، قال ابن عبّاس: يعني تفسيره؛ فإنّه قد قرأه البرّ و الفاجر».

(5) - «الإتقان» ج 4/ 197؛ «تفسير التبيان» ج 2/ 348؛ «تفسير مجمع البيان» ج 2/ 382؛ «تفسير ابن كثير» ج 1/ 329؛ «علم القلوب» / 19.

(6) - «تفسير مجمع البيان» ج 1/ 13؛ «الإتقان» ج 4/ 189؛ «تفسير القرطبيّ» ج 1/ 23؛

«المستدرك علي الصحيحين» ج 2/ 439؛ «تفسير كشف الأسرار» ج 10/ 679؛ «مجمع الزوائد» ج 7/ 163.

(7) - «تفسير الطبريّ» ج 1/ 28؛ «تفسير ابن كثير» ج 1/ 4؛ «الإتقان» ج 4/ 202؛ «تفسير أبي الفتوح الرازيّ» ج 1/ 14؛ «تفسير القرطبيّ» ج 1/ 39؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 165؛ «تفسير التبيان» ج 1/ 17.

(8) - «الإتقان» ج 4/ 198؛ «تفسير أبي الفتوح الرازيّ» ج 1/ 14.

(9) - «سنن الترمذي» ج 5/ 199، كتاب تفسير القرآن، الباب 1، الحديث 2950؛ «مسند أحمد» ج 1/ 233؛ «الفقيه و المتفقه» ج 1/ 57؛ «تفسير الطبريّ» ج 1/ 27.

و للاطّلاع علي معني «فليتبوّأ مقعده من النار» و إعرابها راجع «مرآة العقول» ج 1/ 150؛ و «فيض القدير» - - ج 6/ 214؛ و «سنن ابن ماجة» ج 1/ 13- 14، الهامش؛ و «شرح أصول الكافي» / 126.

(10) - «سنن الترمذي» ج 5/ 200، كتاب تفسير القرآن، الباب 1، الحديث 2952؛ «تفسير الطبريّ» ج 1/ 27؛ «تفسير القرطبيّ» ج 1/ 32؛ «تفسير التبيان» ج 1/ 4؛ «تفسير مجمع البيان» ج 1/ 13؛ «تفسير أبي الفتوح الرازيّ» ج 1/ 5.

(11) - «الترغيب و الترهيب» ج 1/ 121، الحديث 3؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 163.

(12) - «الجامع الصغير» ج 1/ 53، حرف الهمزة، و شرحه: «فيض القدير» ج 2/ 80، الحديث 1383؛ «كنز العمّال» ج 10/ 187، الحديث 28978، و ج 10/ 200، الحديث 29052 مع اختلاف يسير في اللفظ.

(13) - «الكافي» ج 2/ 632، 633، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، الحديثان 17 و 25.

(14) - تقدّم في المقدّمة، ص 113.

(15) - «الكافي» ج 1/ 32، كتاب فضل العلم، باب صفة

العلم و فضله و فضل العلماء، الحديث 1.

و أما علم الحديث

فهو أجل العلوم قدرا و أعلاها رتبة و أعظمها مثوبة بعد

منية المريد، ص: 370

القرآن و هو ما أضيف إلي النبي ص أو إلي الأئمة المعصومين ع قولا أو فعلا أو تقريرا أو صفة حتي الحركات و السكنات و اليقظة و النوم و هو ضربان رواية و دراية. فالأول العلم بما ذكر. و الثاني و هو المراد بعلم الحديث عند الإطلاق و هو علم يعرف به معاني ما ذكر و متنه و طرقه و صحيحه و سقيمه و ما يحتاج إليه من شروط الرواية و أصناف المرويات ليعرف المقبول منه و المردود ليعمل به أو يجتنب. و هو أفضل العلمين فإن الغرض الذاتي منهما هو العمل و الدراية هي السبب القريب له

وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ خَبَرٌ تَدْرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ تَرْوِيهِ «1»

وَ قَالَ ع عَلَيْكُمْ بِالدِّرَايَاتِ لَا الرِّوَايَاتِ «2»

وَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع رُوَاةُ الْكِتَابِ كَثِيرٌ وَ رُعَاتُهُ قَلِيلٌ فَكَمْ مُسْتَنْسِخٍ لِلْحَدِيثِ مُسْتَغِشٌّ لِلْكِتَابِ وَ الْعُلَمَاءُ تُجْزِيهِمُ الدِّرَايَةُ وَ الْجُهَّالُ تُجْزِيهِمُ الرِّوَايَةُ «3»

. و مما جاء في فضل علم الحديث مطلقا من الأخبار و الآثار

قَوْلُ النَّبِيِّ ص لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَي أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَي لَهُ مِنْهُ «4»

منية المريد، ص: 371

وَ قَوْلُهُ ص نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَحِفَظَهُ حَتَّي يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَي مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ «5»

وَ قَوْلُهُ ص مَنْ أَدَّي إِلَي أُمَّتِي حَدِيثاً يُقَامُ بِهِ سُنَّةٌ أَوْ يُثْلَمُ بِهِ بِدْعَةٌ فَلَهُ الْجَنَّةُ «6»

وَ قَوْلُهُ ص رَحِمَ اللَّهُ خُلَفَائِي قِيلَ وَ مَنْ خُلَفَاؤُكَ

قَالَ الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي فَيَرْوُونَ أَحَادِيثِي وَ يُعَلِّمُونَهَا النَّاسَ «7»

وَ قَوْلُهُ ص مَنْ حَفِظَ عَلَي أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثاً مِنْ أَمْرِ دِينِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهاً وَ كُنْتُ لَهُ شَافِعاً وَ شَهِيداً «8»

. هذا بعض ما ورد من ألفاظ هذا الحديث.

منية المريد، ص: 372

وَ قَوْلُهُ ص مَنْ تَعَلَّمَ حَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ يَنْفَعُ بِهِمَا نَفْسَهُ أَوْ يُعَلِّمُهُمَا غَيْرَهُ فَيَنْتَفِعُ بِهِمَا كَانَ خَيْراً لَهُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً «9»

وَ قَوْلُهُ ص مَنْ رَدَّ حَدِيثاً بَلَغَهُ عَنِّي فَأَنَا مُخَاصِمُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِذَا بَلَغَكُمْ عَنِّي حَدِيثٌ لَمْ تَعْرِفُوهُ فَقُولُوا اللَّهُ أَعْلَمُ «10»

وَ قَوْلُهُ ص مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً أَوْ رَدَّ شَيْئاً أَمَرْتُ بِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتاً فِي جَهَنَّمَ «11»

وَ قَوْلُهُ ص مَنْ بَلَغَهُ عَنِّي حَدِيثٌ فَكَذَّبَ بِهِ فَقَدْ كَذَّبَ ثَلَاثَةً اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِي حَدَّثَ بِهِ «12»

وَ قَوْلُهُ ص تَذَاكَرُوا وَ تَلَاقَوْا وَ تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ جِلَاءُ الْقُلُوبِ إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِينُ كَمَا يَرِينُ السَّيْفُ جِلَاؤُهَا الْحَدِيثُ «13»

وَ رَوَي عَلِيُّ بْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ اعْرِفُوا مَنَازِلَ النَّاسِ عَلَي قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ عَنَّا «14»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ ذَاكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِرْهَماً وَ لَا دِينَاراً وَ إِنَّمَا وَرَّثُوا

منية المريد، ص: 373

أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ فَمَنْ أَخَذَ بِشَيْ ءٍ مِنْهَا فَقَدْ أَخَذَ حَظّاً وَافِراً فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هَذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ فَإِنَّ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي كُلِّ خَلَفٍ عُدُولًا يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ «15»

وَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ رَاوِيَةٌ لِحَدِيثِكُمْ يَبُثُّ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَ يُشَدِّدُهُ فِي قُلُوبِهِمْ وَ قُلُوبِ شِيعَتِكُمْ وَ لَعَلَّ عَابِداً مِنْ شِيعَتِكُمْ لَيْسَتْ لَهُ هَذِهِ الرِّوَايَةُ

أَيُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ، الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنَا يَشُدُّ بِهِ قُلُوبَ شِيعَتِنَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ «16»

وَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ «17» قَالَ هُوَ الرَّجُلُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُحَدِّثُ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ لَا يَزِيدُ فِيهِ وَ لَا يَنْقُصُ مِنْهُ «18»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِذَا حَدَّثْتُمْ بِحَدِيثٍ فَأَسْنِدُوهُ إِلَي الَّذِي حَدَّثَكُمْ فَإِنْ كَانَ حَقّاً فَلَكُمْ وَ إِنْ كَانَ كَذِباً فَعَلَيْهِ «19»

وَ رَوَي هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَ حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ وَ غَيْرُهُمَا قَالُوا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي وَ حَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي وَ حَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ

منية المريد، ص: 374

وَ حَدِيثُ الْحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ وَ حَدِيثُ الْحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ ص قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ «20».

[*****هامش]

(1) - «السرائر» / 492، قسم المستطرفات؛ «مستطرفات السرائر» / 149، الحديث 4؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 206، نقلا عنه.

(2) - «السرائر» / 492، قسم المستطرفات؛ «مستطرفات السرائر» / 150، الحديث 5؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 206، نقلا عنه.

(3) - «السرائر» / 492، قسم المستطرفات؛ «مستطرفات السرائر» / 150، الحديث 6؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 206، نقلا عنه.

(4) - «سنن ابن ماجة» ج 1/ 85، المقدّمة، الباب 18، الحديث 233؛ «شرف أصحاب الحديث» / 16- 17؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 48.

(5) - «سنن أبي داود» ج 3/ 322، كتاب العلم، الحديث 3660؛ «تحف العقول» / 36؛ «سنن الترمذي» ج 5/ 34، كتاب العلم، الباب 7، الحديث 2656؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج

1/ 46؛ «الفقيه و المتفقه» ج 2/ 71؛ و راجع «المحدّث الفاصل» / 164؛ «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 87- 88؛ «شرف أصحاب الحديث» / 18- 19؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 137- 140.

(6) - «الجامع الصغير» ج 2/ 161، حرف الميم، و شرحه: «فيض القدير» ج 6/ 46، الحديث 8363؛ «شرف أصحاب الحديث» / 80.

(7) - «كتاب من لا يحضره الفقيه» ج 4/ 302، باب النوادر- و هو آخر أبواب الكتاب- الحديث 915؛ «الترغيب و الترهيب» ج 1/ 110؛ «المحدث الفاصل» / 163؛ «شرف أصحاب الحديث» / 31؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 55؛ «تحرير الأحكام الشرعية» ج 1/ 2؛ «كنز العمّال» ج 10/ 229، الحديث 29208 و 29209، و ج 10/ 221، الحديث 29167؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 126؛ «أمالي الصدوق» / 152؛ «معاني الأخبار» / 374- 375؛ «بحار الأنوار» ج 2/ 144- 145، نقلا عن «أمالي الصدوق» و «معاني الأخبار» و «عيون أخبار الرضا» عليه السّلام، و ج 2/ 25، نقلا عن «منية المريد».

(8) - «تحرير الأحكام الشرعية» ج 1/ 4؛ «إحياء علوم الدين» ج 1/ 6؛ «عوالي اللآلي» ج 4/ 79- 80؛ «الخصال» ج 2/ 643- 644، الأحاديث 15- 17؛ «كنز العمّال» ج 10/ 224، الحديث 29184، و راجع «المحدث الفاصل» / 172- 174؛ «شرف أصحاب الحديث» / 19- 20. و الحديث مشهور و نقل بألفاظ مختلفة، و لأجله ألّف الكثير من العلماء كتبا فيها أربعون حديثا، كالشهيد الأوّل، و العلّامة المجلسي، و الشيخ البهائي، و ابن زهرة الحلبيّ قدّس سرّهم؛ و غيرهم، و انظر في ذلك «الذريعة» ج 1/ 409- 436.

(9) - «شرف أصحاب الحديث» / 80؛ «كنز العمّال»

ج 10/ 163- 164، الحديث 28849.

(10) - «مجمع الزوائد» ج 1/ 147؛ «كنز العمّال» ج 10/ 236، الحديث 29249.

(11) - «مجمع الزوائد» ج 1/ 142؛ «كنز العمّال» ج 10/ 234، الحديث 29236.

(12) - «مجمع الزوائد» ج 1/ 148- 149.

(13) - «الكافي» ج 1/ 41، كتاب فضل العلم، باب سؤال العلم و تذاكره، الحديث 8. و في جميع النسخ المخطوطة و المطبوعة: «جلاؤه»، و الصواب «جلاؤها» كما في «الكافي».

(14) - «الكافي» ج 1/ 50، كتاب فضل العلم، باب النوادر، الحديث 13.

(15) - «الكافي» ج 1/ 32، كتاب فضل العلم، باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء، الحديث 2.

(16) - «الكافي» ج 1/ 33، كتاب فضل العلم، باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء، الحديث 9.

(17) - سورة الزمر (39): 18.

(18) - «الكافي» ج 1/ 51، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسّك بالكتب، الحديث 1.

(19) - «الكافي» ج 1/ 52، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسك بالكتب، الحديث 7.

(20) - «الكافي» ج 1/ 53، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسّك بالكتب، الحديث 14.

و أما الفقه

فأصله في اللغة الفهم أو فهم الأشياء الدقيقة و في الاصطلاح علم بحكم شرعي فرعي مكتسب من دليل تفصيلي سواء كان من نصه أم استنباطا منه و فائدته امتثال أوامر الله تعالي و اجتناب نواهيه المحصلان للفوائد الدنيوية و الأخروية. و مما ورد في فضله و آدابه خبر

مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ «1»

و خبر

فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَي الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ «2»

وَ قَوْلُهُ ص خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ

حُسْنُ سَمْتٍ وَ فِقْهٌ فِي الدِّينِ «3»

وَ قَوْلُهُ ص أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ وَ أَفْضَلُ الدِّينِ الْوَرَعُ «4»

" وَ خَبَرُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ

منية المريد، ص: 375

كَانَ النَّبِيُّ ص وَ أَصْحَابُهُ إِذَا جَلَسُوا كَانَ حَدِيثُهُمُ الْفِقْهَ إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ رَجُلٌ سُورَةً أَوْ يَأْمُرَ رَجُلًا بِقِرَاءَةِ سُورَةٍ «5»

وَ رَوَي حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ «6»

وَ رَوَي بَشِيرٌ الدَّهَّانُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا خَيْرَ فِي مَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا يَا بَشِيرُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ احْتَاجَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِمْ أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ «7»

وَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالتَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللَّهِ وَ لَا تَكُونُوا أَعْرَاباً فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللَّهِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلًا «8»

وَ رَوَي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْهُ ع قَالَ لَوَدِدْتُ أَنَّ أَصْحَابِي ضُرِبَتْ رُءُوسُهُمْ بِالسِّيَاطِ حَتَّي يَتَفَقَّهُوا «9»

وَ رُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ لَزِمَ بَيْتَهُ وَ لَمْ يَتَعَرَّفْ إِلَي أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ فَقَالَ كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هَذَا فِي دِينِهِ «10»

وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ

منية المريد، ص: 376

تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ فَهُوَ أَعْرَابِيٌّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ «11»

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَ الصَّبْرُ عَلَي النَّائِبَةِ وَ تَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ «12»

وَ رَوَي

سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلَي إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ «13»

وَ عَنْهُ ع قَالَ إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيهُ ثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْ ءٌ «14»

وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَي بْنَ جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ بَكَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَ بِقَاعُ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَيْهَا وَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ الَّتِي كَانَ يُصْعَدُ فِيهَا بِأَعْمَالِهِ وَ ثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْ ءٌ لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْفُقَهَاءَ حُصُونُ الْإِسْلَامِ كَحِصْنِ سُورِ الْمَدِينَةِ لَهَا «15»

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا يَسَعُ النَّاسَ حَتَّي يَسْأَلُوا وَ يَتَفَقَّهُوا وَ يَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ وَ يَسَعُهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِمَا يَقُولُ وَ إِنْ كَانَ تَقِيَّةً «16»

. فهذه نبذة من الأخبار المختصة بالعلوم الشرعية مضافة إلي ما ورد في مطلق

منية المريد، ص: 377

العلم و قد تقدم جملة منه «17»

[*****هامش]

(1) - «صحيح البخاريّ» ج 2/ 36- 37، كتاب العلم، الحديث 70؛ «سنن الترمذي» ج 5/ 28، كتاب العلم (42) ، الباب 1، الحديث 2645؛ «سنن الدارميّ» ج 2/ 297؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 80، المقدّمة، الباب 17، الحديث 220؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 23- 25؛ «الفقيه و المتفقه» ج 1/ 2- 8.

(2) - «سنن الترمذي» ج 5/ 48، كتاب العلم، الحديث 2681؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 81، المقدّمة، الباب 17، الحديث 222؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 31- 32؛ «الفقيه و المتفقه» ج 1/ 24؛ «كنز العمّال» ج 10/ 155، الحديث 28793.

(3) - «سنن الترمذي» ج 5/ 49- 50، كتاب العلم، الحديث 2684؛ «إحياء علوم الدين»

ج 1/ 6.

(4) - «الجامع الصغير» ج 1/ 50، حرف الهمزة، و شرحه: «فيض القدير» ج 2/ 43، الحديث 1280؛ «كنز العمّال» ج 10/ 150، الحديث 28763.

(5) - «المستدرك علي الصحيحين» ج 1/ 94؛ «الطبقات الكبير» ج 2/ 374، و لفظ الحديث في الثاني هكذا:

«… عن أبي سعيد الخدري قال: كان أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم، إذا قعدوا يتحدّثون كان حديثهم الفقه إلّا أن يأمروا رجلا فيقرأ عليهم سورة أو يقرأ رجل سورة من القرآن.» و في «ز»، «م»، «ض»، «ح» و «ع»: «يقرئ رجلا سورة» بدل «يقرأ رجل سورة»، و ما أثبتناه مطابق لسائر النسخ و للمصدر، و الظاهر أنّه أصحّ و أنسب.

(6) - «الكافي» ج 1/ 32، كتاب فضل العلم، باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء، الحديث 3.

(7) - «الكافي» ج 1/ 33، كتاب فضل العلم، باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء، الحديث 6.

(8) - «الكافي» ج 1/ 31، كتاب فضل العلم، باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه، الحديث 7.

(9) - «الكافي» ج 1/ 31، كتاب فضل العلم، باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه، الحديث 8.

(10) - «الكافي» ج 1/ 31، كتاب فضل العلم، باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه، الحديث 9.

(11) - «الكافي» ج 1/ 31، كتاب فضل العلم، باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه، الحديث 6؛ و الآية في سورة التوبة (9): 122.

(12) - «الكافي» ج 1/ 32، كتاب فضل العلم، باب صفة العلم و فضله، و فضل العلماء، الحديث 4.

(13) - «الكافي» ج 1/ 38، كتاب فضل العلم، باب

فقد العلماء، الحديث 1 و 4.

(14) - «الكافي» ج 1/ 38، كتاب فضل العلم، باب فقد العلماء، الحديث 2.

(15) - «الكافي» ج 1/ 38، كتاب فضل العلم، باب فقد العلماء، الحديث 3.

(16) - «الكافي» ج 1/ 40، كتاب فضل العلم، باب سؤال العالم و تذاكره، الحديث 4، و في جميع النسخ: «كانت تقيّة» بدل «كان تقيّة» و ما أثبتناه مطابق للمصدر.

(17) - تقدّم في المقدّمة.

الفصل الثاني في العلوم الفرعية

(و هي التي تتوقف معرفة العلوم الشرعية عليها) (أما المعرفة بالله تعالي) و ما يتبعه فلا يتوقف أصل تحققه علي شي ء من العلوم بل يكفي فيه مجرد النظر و هو أمر عقلي يجب علي كل مكلف و هو أول الواجبات بالذات و إن كان الخوض في مباحثه و تحقيق مطالبه و دفع شبه المبطلين فيه يتوقف علي بعض العلوم العقلية- كالمنطق و غيره. و أما الكتاب العزيز فإنه بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ فيتوقف معرفته علي علوم العربية من النحو و التصريف و الاشتقاق و المعاني و البيان و البديع و لغة العرب و أصول الفقه ليعرف به حكم عامه و خاصه و مطلقه و مقيده و محكمه و متشابهه و غيرها من ضروبه فمعرفة ما يتوقف عليه من هذه العلوم واجب كوجوبه فإن كان عينيا فهي عينية و إن كان كفائيا فهي كفائية و سيأتي تفصيله «1» إن شاء الله تعالي. و أما الحديث النبوي فالكلام فيه كالكلام في الكتاب و علومه علومه و يزيد الحديث عنه بمعرفة أحوال رواته من حيث الجرح و التعديل ليعرف ما يجب قبوله منها و ما يجب رده و هو علم خاص بالرجال «2». و أما الفقه فيتوقف معرفته علي جميع ما ذكر من العلوم

الفرعية و الأصلية. أما الكلام فلتوقف معرفة الشرع علي شارعه و عدله و حكمته و معرفة مبلغه و حافظه.

منية المريد، ص: 378

و أما الكتاب ففيه نحو خمس مائة آية تشتمل علي أحكام شرعية «3» فلا بد من معرفتها لمن يريد التفقه بطريق الاستدلال. و أما الحديث فلا بد من معرفة ما يشتمل منه علي الأحكام ليستنبطها منه و من الآيات القرآنية فإن لم يمكن استنباطها منهما رجع إلي بقية الأدلة التي يمكن استفادتها منها من الإجماع و دليل العقل علي الوجه المقرر في أصول الفقه. و المنطق آلة شريفة لتحقيق الأدلة مطلقا و معرفة الموصل منها إلي المطلوب من غيره. فهذه عشرة علوم «4» يتوقف عليها العلوم الشرعية و جملة ما يتوقف عليه الفقه اثنا عشر «5» و هي ترجع بحسب ما استقر عليه تدوين العلماء إلي ثمانية فإن علم الاشتقاق قد أدرج في أصول الفقه غالبا و في بعض العلوم العربية و علم المعاني و البيان و البديع قد صار علما واحدا في أكثر الكتب الموضوعة لها و التصريف داخل مع النحو في أكثر الكتب و قل من أفرده علما خصوصا كتب المتقدمين فتدبر ذلك موفقا

منية المريد، ص: 379

[*****هامش]

(1) - سيأتي في المطلب الثاني.

(2) - يعني علم الرجال، و المراد أنّ علم الرجال خاصّ بالبحث عن معرفة أحوال رواة الحديث من حيث الجرح و التعديل.

(3) - في «الإتقان» ج 4/ 40- 41: «قال الغزالي و غيره: آيات الأحكام خمسمائة آية. و قال بعضهم: مائة و خمسون، قيل: و لعلّ مرادهم المصرّح به؛ فإنّ آيات القصص و الأمثال و غيرها يستنبط منها كثير من الأحكام. قال الشيخ عزّ الدين بن عبد السّلام في كتاب «الإمام

في أدلّة الأحكام»: معظم آي القرآن لا يخلو عن أحكام مشتملة علي آداب حسنة و أخلاق جميلة …».

(4) - و هي: علم التصريف؛ و النحو؛ و اللغة؛ و الاشتقاق؛ و المعاني؛ و البيان و البديع؛ و أصول الفقه؛ و المنطق؛ و الرجال.

(5) - و هي العلوم العشرة المذكورة آنفا مع علم الحديث و تفسير آيات الأحكام.

المطلب الثاني في مراتب أحكام العلم الشرعي و ما ألحق به

و هي ثلاثة فرض عين و فرض كفاية و سنة فالأول «1» ما لا يتأدي الواجب عينا إلا به و عليه حمل «2» حديث

طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ «3»

و هو يرجع إلي اعتقاد و فعل و ترك. فالأول اعتقاد كلمتي الشهادتين و ما يجب لله و يمتنع عليه و الإذعان بالإمامة للإمام و التصديق بما جاء به النبي ص من أحوال الدنيا و الآخرة مما ثبت عنه تواترا كل ذلك بدليل تسكن النفس إليه و يحصل به الجزم.

منية المريد، ص: 380

و ما زاد علي ذلك من أدلة المتكلمين و الخوض في دقائق الكلام فهو فرض كفاية لصيانة الدين و دفع شبه المبطلين. و أما الفعل فتعلم واجب الصلاة عند التكليف بها و دخول وقتها أو قبله بحيث يتوقف التعلم عليه و مثلها الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و أما باقي أبواب الفقه من العقود و الإيقاعات فيجب تعلم أحكامها حيث يجب علي المكلف بأحد الأسباب المذكورة في كتب الفقه و إلا فهي واجبة كفاية. و منه تعلم ما يحل و يحرم من المأكول و المشروب و الملبوس و نحوها مما لا غني عنه و كذلك أحكام عشرة النساء لمن له زوجة و حقوق المماليك لمن له شي ء منها. و أما الترك فيدخل

في بعض ما ذكر ليجتنب و مما يلحق به بل هو أهمه كما أسلفناه في صدر الكتاب «4» تعلم ما يحصل به تطهير القلب من الصفات المهلكة كالرياء و الحسد و العجب و الكبر و نحوها مما تحقق في علم مفرد و هو من أجل العلوم قدرا إلا أنه قد اندرس بحيث لا يكاد تري له أثرا. و لو توقف تعلم بعض هذه الواجبات علي الاشتغال به قبل البلوغ لضيق وقته بعده و نحوه وجب علي الولي تعليم الولد ذلك قبله من باب الحسبة بل ورد الأمر بتعليم مطلق الأهل ما يحصل به النجاة من النار

قَالَ اللَّهُ تَعَالَي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً «5» قَالَ عَلِيٌّ ع وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مَعْنَاهُ عَلِّمُوهُمْ مَا يَنْجُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ «6»

منية المريد، ص: 381

وَ قَالَ ص كُلُّكُمْ رَاعٍ وَ كُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ «7»

. و أما فرض الكفاية فما لا بد للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية كحفظ القرآن و الأحاديث و علومهما و الفقه و الأصول و العربية و معرفة رواة الحديث و أحوالهم و الإجماع و ما يحتاج إليه في قوام أمر المعاش كالطب و الحساب و تعلم الصنائع الضرورية كالخياطة و الفلاحة حتي الحجامة و نحوها.

فرع

قال بعض العلماء «8» فرض الكفاية أفضل من فرض العين لأنه يصان بقيام البعض به جميع المكلفين عن إثمهم المترتب علي تركهم له بخلاف فرض العين فإنما يصان به عن الإثم القائم به فقط.

و أما السنة فكتعلم نفل العبادات و الآداب الدينية و مكارم الأخلاق و شبه ذلك و هو كثير و منه تعلم الهيأة للاطلاع علي عظمة الله تعالي و ما

يترتب عليه من الهندسة و غيرها و بقي علوم أخر بعضها محرم مطلقا كالسحر و الشعبذة و بعض الفلسفة و كل ما يترتب عليه إثارة الشكوك و بعضها محرم علي وجه دون آخر كأحكام النجوم و الرمل فإنه يحرم تعلمها مع اعتقاد تأثيرها و تحقيق وقوعها و مباح مع اعتقاد كون الأمر مستندا إلي الله تعالي و أنه أجري العادة بكونها سببا في بعض الآثار و علي

منية المريد، ص: 382

سبيل التفاؤل و بعضها مكروه كأشعار المولدين «9» المشتملة علي الغزل و تزجية «10» الوقت بالبطالة و تضييع العمر بغير فائدة و بعضها مباح كمعرفة التواريخ و الوقائع و الأشعار الخالية عما ذكر مما لا يدخل في الواجب كأشعار العرب العاربة «11» التي تصلح للاحتجاج بها في الكتاب و السنة فإنها ملحقة باللغة «12». و باقي العلوم من الطبيعي و الرياضي و الصناعي أكثره موصوف بالإباحة

منية المريد، ص: 383

بالنظر إلي ذاته و قد يمكن جعله مندوبا لتكميل النفس و إعدادها لغيره من العلوم الشرعية بتقويتها في القوة النظرية و قد يكون حراما إذا استلزم التقصير في العلم الواجب عينا أو كفاية كما يتفق كثيرا في زماننا هذا لبعض المحرومين الغافلين عن حقائق الدين. و من هذا الباب الاشتغال في العلوم التي هي آلة العلم الشرعي زيادة عن القدر المعتبر منها في الآلية مع وجوب الاشتغال بالعلم الشرعي لعدم قيام من فيه الكفاية به و نحوه. و لتحرير أقسام العلوم و بيان أحكامها علي التفصيل محل آخر فإن ذكره هنا يخرج عن موضوع الرسالة. و اعلم أن تخصيص العلوم الأربعة «13» بالشرعية مصطلح جماعة من العلماء و ربما خصه بعضهم بالثلاثة الأخيرة و يمكن رد كل

علم واجب أو مندوب إليه «14» و لا حرج في ذلك فإنه مجرد اصطلاح لمناسبة و الله أعلم

[*****هامش]

(1) - لاحظ «شرح المهذّب» ج 1/ 41- 46.

(2) - «شرح المهذّب» ج 1/ 41؛ «الفقيه و المتفقه» ج 1/ 43- 46.

(3) - «الكافي» ج 1/ 30، كتاب فضل العلم، باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه، الحديث 1، 2 و 5؛ «أمالي الطوسيّ» ج 2/ 182؛ «مجمع الزوائد» ج 1/ 119- 120؛ «سنن ابن ماجة» ج 1/ 81، المقدّمة، الباب 17، الحديث 224؛ «جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 8- 11.

(4) - في القسم الأوّل من النوع الأول من الباب الأوّل.

(5) - سورة التحريم (66): 6.

(6) - «شرح المهذّب» ج 1/ 43. في «المستدرك علي الصحيحين» ج 2/ 494؛ و «الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور» ج 6/ 244:

«عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه في قوله تعالي: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً [سورة التحريم (66): 6] قال: علّموا أنفسكم و أهليكم الخير و أدّبوهم.» ؛ و في «الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور» ج 6/ 244، أيضا: «… عن ابن عبّاس، قال:

اعملوا بطاعة اللّه و اتّقوا معاصي اللّه، و أمروا أهليكم بالذكر ينجكم من النار. و … عن ابن عبّاس، قال: أدّبوا- - أهليكم. و عن مجاهد … قال: أوصوا أهليكم بتقوي اللّه. و عن قتادة … قال: مروهم بطاعة اللّه و انهوهم عن معصية اللّه.» ؛ و الجملة الأخيرة منقولة عن مجاهد و قتادة في «تفسير التبيان» ج 10/ 50. و روي عن مقاتل في «تفسير مجمع البيان» ج 10/ 318؛ و «تفسير الرازيّ» ج 30/ 46: «هو أن يؤدّب الرجل المسلم

نفسه و أهله و يعلّمهم الخير و ينهاهم عن الشرّ.» ؛ و انظر «تفسير ابن كثير» ج 4/ 417؛ و «الفقيه و المتفقه» ج 1/ 47.

(7) - «صحيح مسلم» ج 3/ 1459، كتاب الإمارة (33) ؛ «مسند أحمد» ج 2/ 5، 54، 111؛ «الفقيه و المتفقه» ج 1/ 47؛ «شرح المهذّب» ج 1/ 44؛ «مجمع الزوائد» ج 5/ 207؛ «تنبيه الخواطر» ج 1/ 6.

(8) - هو إمام الحرمين كما في «شرح المهذّب» ج 1/ 37، 45.

(9) - قال البغداديّ في «خزانة الأدب» ج 1/ 20- 21: «الكلام الذي يستشهد به نوعان: شعر و غيره؛ فقائل الأول قد قسّمه العلماء علي طبقات أربع: الطبقة الأولي: الشعراء الجاهليون و هم قبل الإسلام كامرئ القيس و الأعشي؛ و الثانية: المخضرمون و هم الذين أدركوا الجاهلية و الإسلام كلبيد و حسّان؛ و الثالثة: المتقدمون- و يقال لهم الإسلاميون- و هم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير و الفرزدق؛ و الرابعة: المولّدون- و يقال لهم المحدّثون- و هم من بعدهم إلي زماننا، كبشّار بن برد و أبي نواس؛ فالطبقتان الأوليان يستشهد بشعرهما إجماعا، و أمّا الثالثة فالصحيح صحة الاستشهاد بكلامها … أمّا الرابعة فالصحيح أنّه لا يستشهد بكلامها مطلقا. و قيل:

يستشهد بكلام من يوثق به منهم، و اختاره الزمخشري و تبعه الشارح المحقّق [يعني الرضي رحمه اللّه ؛ فإنّه استشهد بشعر أبي تمّام في عدّة مواضع من هذا الشرح، و استشهد الزمخشري أيضا في تفسير أوائل البقرة ببيت من شعره، و قال: هو و إن كان محدثا لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية، فأجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه، ألا تري إلي قول العلماء: الدليل عليه بيت

الحماسة، فيقنعون بذلك لوثوقهم بروايته و إتقانه.

و اعترض عليه … الخ». و قال السيوطي في «الاقتراح في علم أصول النحو» / 70: «أجمعوا علي أنّه لا يحتجّ بكلام المولّدين و المحدثين في اللغة و العربية، و في «الكشّاف» ما يقتضي تخصيص ذلك بغير أئمّة اللغة و رواتها؛ فإنّها استشهد علي مسألة بقول حبيب بن أوس، ثمّ قال: و هو و إن كان محدثا لا يستشهد بشعره في اللغة، فهو من علماء العربيّة، فأجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه، ألا تري إلي قول العلماء: الدليل عليه بيت الحماسة. فيقتنعون بذلك لتوثقهم بروايته و إتقانه».

(10) - «التزجية: دفع الشي ء، يقال: كيف تزجّي الأيّام؟ أي كيف تدافعها» («لسان العرب» ج 14/ 354- 355 «زجا»).

(11) - «العرب العاربة هم الخلّص منهم، و أخذ من لفظه فأكّد به، كقولك: ليل لائل» («لسان العرب» ج 1/ 586، «عرب») ، و هم الجاهليون و المخضرمون، و المتقدّمون علي رأي- الذين يصحّ الاحتجاج بأشعارهم لإثبات قواعد الأدب و العربيّة.

(12) - فاتّضح ممّا ذكرناه في هذه التعاليق أنّه يريد المصنّف رحمه اللّه من «أشعار المولّدين» أشعار الطبقة الرابعة؛ و حيث لا يجوز الاستشهاد بأشعار المولّدين لإثبات القواعد الأدبيّة فلا فائدة في تعلّمها، فلا تلحق باللغة التي يجب تعلّمها. و بعض هذه الأشعار المشتمل علي الغزل و تضييع العمر بغير فائدة، مكروه تعلّمه، و ما لم يكن مشتملا علي ذلك فتعلّمه مباح. و بعبارة أخري: قد قسّم المصنّف الأشعار- من حيث حكمها الشرعي- إلي ثلاثة أقسام؛ الأوّل: أشعار العرب العاربة و هي أشعار الطبقة الأولي و الثانية- و الثالثة علي قول- فإنّها ملحقة باللغة و حكمها حكم اللغة، الثاني: أشعار المولّدين المشتملة علي الغزل و

تضييع العمر بغير فائدة، فإنّ تعلمها مكروه؛ الثالث: أشعار المولّدين الخالية ممّا ذكر، فتعلمها مباح.

(13) - و هي: علم الكلام و أصول الدين؛ و علم الكتاب العزيز؛ و علم الأحاديث؛ و علم الأحكام الشرعية المعبّر عنها بالفقه.

(14) - أي إلي هذا المصطلح.

منية المريد، ص: 385

المطلب الثالث في ترتيب العلوم بالنظر إلي المتعلم

اعلم أن لكل علم من هذه العلوم مرتبة من التعلم لا بد لطالبه من مراعاتها لئلا يضيع سعيه أو يعسر عليه طلبه و ليصل إلي بغيته بسرعة و كم قد رأينا طلابا للعلم سنين كثيرة لم يحصلوا منه إلا علي القليل و آخرين حصلوا منه كثيرا في مدة قليلة بسبب مراعاة ترتيبه و عدمه. و ليعلم أيضا أن الغرض الذاتي ليس هو مجرد العلم بهذه العلوم بل الغرض موافقة مراد الله تعالي منها أما بالآلية أو بالعلم أو بالعمل أو بإقامة نظام الوجود أو إرشاد عباده إلي ما يراد منهم أو غير ذلك من المطالب و بسبب ذلك يختلف ترتيب التعلم. فمن كان تعلمه في ابتداء أمره و ريعان شبيبته و هو قابل للترقي إلي مراتب العلوم و التأهل للتفقه في الدين بطريق الاستدلال و البراهين فينبغي أن يشتغل في أول أمره بحفظ كتاب الله تعالي و تجويده علي الوجه المعتبر ليكون مفتاحا صالحا و معينا ناجحا و ليستنير القلب به و يستعد بسببه إلي درك باقي العلوم.

منية المريد، ص: 386

فإذا فرغ منه اشتغل بتعلم العلوم العربية فإنها أول آلات الفهم و أعظم أسباب العلم الشرعي فيقرأ أولا علم التصريف و يتدرج في كتبه من الأسهل إلي الأصعب و الأصغر إلي الأكبر حتي يتقنه و يحيط به علما. ثم ينتقل إلي النحو فيشتغل فيه علي هذا النهج و يزيد فيه

بالجد و الحفظ فإن له أثرا عظيما في فهم المعاني و مدخلا جليلا في إتقان الكتاب و السنة لأنهما عربيان. ثم ينتقل منه إلي بقية العلوم العربية فإذا فرغ منها أجمع اشتغل بالمنطق و حقق مقاصده علي النمط الأوسط و لا يبالغ فيه مبالغته في غيره لأن المقصود منه يحصل بدونه و في الزيادة تضييع للوقت غالبا. ثم ينتقل منه إلي علم الكلام و يتدرج فيه كذلك و يطلع علي طبيعياته ليحصل له بذلك ملكة البحث و الاطلاع علي مزايا العوالم و خواصها. ثم ينتقل منه إلي أصول الفقه متدرجا في كتبه و مباحثه كذلك و هذا العلم أولي العلوم بالتحرير و أحقها بالتحقيق بعد علم النحو لمن يريد التفقه في دين الله تعالي فلا يقتصر منه علي القليل فبقدر ما يحققه تتحقق عنده المباحث الفقهية و الأدلة الشرعية. ثم ينتقل منه إلي علم دراية الحديث فيطالعه و يحيط بقواعده و مصطلحاته و ليس من العلوم الدقيقة و إنما هو مصطلحات مدونة و فوائد مجموعة. فإذا وقف علي مقاصده انتقل إلي قراءة الحديث بالرواية و التفسير و البحث و التصحيح علي حسب ما يقتضيه الحال و يسعه الوقت و لا أقل من أصل «1» منه يشتمل علي أبواب الفقه و أحاديثه. ثم ينتقل منه إلي البحث عن الآيات القرآنية المتعلقة بالأحكام الشرعية و قد

منية المريد، ص: 387

أفردها العلماء «2» رضوان الله عليهم بالبحث و خصوها بالتصنيف فليطالع فيها كتابا و ليبحث عن أسرارها و ليمعن النظر في كشف أغوارها فليس لها حد تقف عليه الأفهام إذ ليست كغيرها من كلام الأنام و إنما هي كلام الملك العلام و فهم الناس لها علي حسب ما تصل

إليه عقولهم و تدركه أفهامهم. فإذا فرغ منها انتقل بعدها إلي قراءة الكتب الفقهية فيقرأ منها أولا كتابا يطلع فيه علي مطالبه و رءوس مسائله و علي مصطلحات الفقهاء و قواعدهم فإنها لا تكاد تستفاد إلا من أفواه المشايخ بخلاف غيره من العلوم ثم يشرع ثانيا في قراءة كتاب آخر بالبحث و الاستدلال و استنباط الفرع من أصوله و رده إلي ما يليق به من العلوم و استفادة الحكم من كتاب أو سنة من جهة النص أو الاستنباط من عموم لفظ أو إطلاقه و من حديث صحيح أو حسن أو غيرهما ليتدرب علي هذه المطالب علي التدريج فليس من العلوم شي ء أشد ارتباطا بغيره و لا أعم احتياجا إليها منه فليبذل فيه جهده و ليعظم فيه جده فإنه المقصد الأقصي و المطلب الأسني و وراثة الأنبياء و لا يكفي ذلك كله إلا بهبة من الله تعالي إلهية و قوة منه قدسية «3» توصله إلي هذه البغية و تبلغه هذه الرتبة و هي العمدة في فقه دين الله تعالي و لا حيلة للعبد فيها بل هي منحة إلهية و نفحة ربانية يخص بها من يشاء من عباده إلا أن للجد و المجاهدة و التوجه إلي الله تعالي و الانقطاع إليه أثرا بينا في إفاضتها من الجناب القدسي وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ «4».

منية المريد، ص: 388

فإذا فرغ من ذلك كله شرع في تفسير الكتاب العزيز بأسره فكل هذه العلوم له مقدمة و إذا وفق له فلا يقتصر علي ما استخرجه المفسرون بأنظارهم فيه بل يكثر من التفكر في معانيه و يصفي نفسه للتطلع علي خوافيه و يبتهل إلي الله تعالي

في أن يمنحه من لدنه فهم كتابه و أسرار خطابه فحينئذ يظهر عليه من الحقائق ما لم يصل إليه غيره من المفسرين لأن الكتاب العزيز بحر لجي في قعره درر و في ظاهره خير و الناس في التقاط درره و الاطلاع علي بعض حقائقه علي مراتب حسب ما تبلغه قوتهم و يفتح الله به عليهم و من ثم نري التفاسير مختلفة حسب اختلاف أهلها فيما يغلب عليهم من العلم فمنها ما يغلب عليه العربية كالكشاف للزمخشري و منها ما يغلب عليه الحكمة و البرهان الكلامي كمفتاح أو مفاتيح الغيب للرازي و منها ما يغلب عليه القصص كتفسير الثعلبي «5» و منها ما يسلط علي تأويل الحقائق دون تفسير الظاهر كتأويل عبد الرزاق القاشي «6» إلي غير ذلك من المظاهر و من المشهور ما روي من أن للقرآن تفسيرا و تأويلا و حقائق و دقائق و أن له ظهرا و بطنا و حدا و مطلعا «7». ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ «8».

منية المريد، ص: 389

فإذا فرغ من ذلك و أراد الترقي و تكميل النفس فليطالع كتب الحكمة من الطبيعي و الرياضي و الحكمة العملية المشتملة علي تهذيب الأخلاق في النفس و ما خرج عنها من ضرورات دار الفناء. ثم ينتقل بعده إلي العلوم الحقيقية و الفنون الحقية فإنها لباب هذه العلوم و نتيجة كل معلوم و بها يصل إلي درجة المقربين و يحصل علي مقاعد الواصلين أوصلنا الله و إياكم إلي ذلك الجناب إنه كريم وهاب. هذا كله ترتيب من هو أهل لهذه العلوم و له استعداد لتحصيلها و نفس قابلة لفهمها فأما القاصرون عن درك هذا المقام و الممنوعون

بالعوائق عن الوصول إلي هذا المرام فليقتصروا منها علي ما يمكنهم الوصول إليه متدرجين فيه حسب ما دللنا عليه فإن لم يكن لهم بد من الاقتصار فلا أقل من الاكتفاء بالعلوم الشرعية و الأحكام الدينية. فإن ضاق الوقت أو ضعفت النفس عن ذلك- فالفقه أولي من الجميع فبه قامت النبوات و انتظم أمر المعاش و المعاد مضيفا إليه ما يجب مراعاته من تهذيب النفس و إصلاح القلب من علم الطب النفسي ليترتب عليه العدالة التي بها قامت السماوات و الأرض و التقوي التي هي ملاك الأمر. فإذا فرغ عما خلق له من العلوم فليشتغل بالعمل الذي هو زبدة العلم و علة الخلق قال الله تعالي وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ «9». و هذه العلوم بمنزلة الآلات القريبة أو البعيدة للعمل كما حققناه في الباب الأول «10» و ما أجهل و أخسر و أحمق من يتعلم صنعة لينتفع بها في أمر معاشه ثم يصرف عمره و يجعل كَدَّهُ في تحصيل آلاتِها من غير أن يشتغل بها اشتغالا يحصل به الغرض منها فتدبر ذلك موفقا إن شاء الله تعالي

منية المريد، ص: 391

[*****هامش]

(1) - يريد من «الأصل» جامعا روائيا ك «الكافي» و «التهذيب» و «الاستبصار» و «كتاب من لا يحضره الفقيه»، لا الأصل بمعناه الاصطلاحي، الذي منه الأصول الأربعمائة المشهورة.

(2) - منهم الفاضل المقداد و القطب الراونديّ؛ و من المتأخرين عن المصنّف: المحقق الأردبيلي و الفاضل الجواد رحمهم اللّه تعالي، انظر تفصيل ذلك في «الذريعة» ج 1/ 40- 43.

(3) - قال المصنّف رحمه اللّه في «شرح اللمعة» ج 3/ 66، في بيان شرائط الإفتاء: «… نعم يشترط مع ذلك كلّه أن يكون له قوّة

يتمكّن بها من ردّ الفروع إلي أصولها و استنباطها منها، و هذه هي العمدة في هذا الباب، و إلّا فتحصيل تلك المقدّمات قد صارت في زماننا سهلة، لكثرة ما حقّقه العلماء و الفقهاء فيها و في بيان استعمالها، و إنّما تلك القوّة بيد اللّه تعالي يؤتيها من يشاء من عباده علي وفق حكمته و مراده، و لكثرة المجاهدة و الممارسة لأهلها مدخل عظيم في تحصيلها، وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [سورة العنكبوت (29): 69]».

(4) - سورة العنكبوت (29): 69.

(5) - الموسوم ب «الكشف و البيان»، انظر وصفه في «الذريعة» ج 18/ 66- 67.

(6) - «تأويل الآيات» أو «التأويلات»، انظر وصفه في «الذريعة» ج 3/ 303.

(7) - في «تفسير الطبريّ» ج 1/ 9؛ و «إحياء علوم الدين» ج 1/ 88، 260: «قال صلّي اللّه عليه [و آله و سلّم: «إنّ للقرآن ظاهرا و باطنا و حدّا و مطلعا» ؛ و في «تفسير العيّاشيّ» ج 1/ 11، الحديث 5؛ و «بصائر الدرجات» / 196، الحديث 7: «عن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن هذه الرواية: ما في القرآن آية إلّا و لها ظهر و بطن، و ما فيه حرف إلّا و له حدّ و لكلّ حدّ مطلع، ما يعني بقوله: لها ظهر و بطن؟ قال: ظهره و بطنه تأويله …» ؛ و في «المحاسن» / 270، الحديث 360: «… قلت: و للقرآن بطن و ظهر؟ فقال: نعم، لأنّ لكتاب اللّه ظاهرا و باطنا و معاينا و ناسخا و منسوخا و محكما و متشابها و سننا و أمثالا و فصلا و وصلا و أحرفا و تصريفا …» و راجع أيضا «بحار الأنوار» ج

92/ 78- 106؛ «الإتقان» ج 4/ 225. و أمّا قوله «و حقائق و دقائق» فلم أجده في الأحاديث و الروايات. نعم قال المكي في «علم القلوب» / 27: «و قيل: ما من آية في القرآن إلّا و لها سبع معان: ظاهر و باطن و إشارات و أمارات و لطائف و دقائق و حقائق؛ فالظاهر للعوام، و الباطن للخواصّ، و الإشارات لخاصّ الخواصّ، و الأمارات للأولياء، و اللطائف للصدّيقين، و الدقائق للمحبّين، و الحقائق للنبيّين».

(8) - سورة الجمعة (62): 4.

(9) - سورة الذاريات (51): 56.

(10) - في الأمر الثاني من القسم الأوّل من النوع الأول من ذلك الباب.

تتمة الكتاب في نصائح مهمة لطلاب العلوم

اعلم وفقك الله تعالي أني قد أوضحت لك السبيل و علمتك كيفية المسير و بينت لك كمال الآداب و حثثتك علي دخول هذا الباب فعليك بالجد و التشمير و اغتنام أيام عمرك القصير في اقتناء الفضائل النفسانية و الحصول علي الملكات العلمية فإنها سبب لسعادتك المؤبدة و موجبة لكمال النعمة المخلَّدة فإنها من كمالات نفسك الإنسانية و هي باقية أبدا لا تعدم كما تحقق في العلوم الحكمية و دلت عليه الآيات القرآنية و الأخبار النبوية فتقصيرك في تحصيل الكمال في أيام هذه المهلة القليلة موجب لدوام حسرتك الطويلة. و اعتبر في نفسك الآن إن كنت ذا بصيرة أنك لا ترضي بالقصور عن أبناء نوعك من بلدك أو محلتك و تتألم بزيادة علمهم علي علمك و ارتفاع شأنهم علي شأنك مع أنك و هم في دار خسيسة و عيشة دنية زائلة عما قليل و لا يكاد يطلع علي نقصك من الخارجين عنك إلا القليل فكيف ترضي لنفسك إن كنت عاقلا بأن تكون غدا في دار البقاء عند اجتماع جميع

العوالم من الأنبياء و المرسلين و الشهداء و الصالحين و العلماء الراسخين و الملائكة المقربين و منازلهم في تلك

منية المريد، ص: 392

الدار علي قدر كمالاتهم التي حصلوها في هذه الدار الفانية و المدة الزائلة في موقف صف النعال «1» و أنت الآن قادر علي درك الكمال ما هذا إلا قصور في العقل أو سبات نعوذ بالله من سنة الغفلة و سوء الزلة. هذا كله علي تقدير سلامتك في تلك الدار من عظيم الأخطار و عذاب النار و أَنَّي لك بالأمان من ذلك و قد عرفت أن أكثر هذه العلوم واجب إما علي الأعيان أو الكفاية و أن الواجب الكفائي إذا لم يقم به من فيه كفاية يأثم الجميع بتركه و يصير حكمه في ذلك كالواجب العيني. و أين القائم في هذا الزمان بل في أكثر الأزمان بالواجب من تحصيل هذه العلوم الشرعية و الحاصل علي درجتها المرضية سيما التفقه في الدين فإن أقل مراتبه وجوبه علي الكفاية و أدني ما يتأدي به هذا الواجب أن يكون في كل قطر منه قائم به ممن فيه كفاية و هذا لا يحصل إلا مع وجود خلق كثير من الفقهاء في أقطار الأرض و متي اتفق ذلك في هذه الأزمنة. هذا مع القيام بما يلزمه من العلوم و الكتب التي يتوقف عليها من الحديث و غيره و تصحيحها و ضبطها و كل هذا أمر معدوم في هذا الزمان فالتقاعد عنه و الاشتغال بغير العلم و مقدماته قد صار من أعظم العصيان و إن كان بصورة العبادة من دعاء أو قراءة القرآن فأين السلامة من أهوال القيامة للقاعد عن الاشتغال بالعلوم الشرعية علي تقدير رضاه بهمته الخسيسة عن ارتقاء

مقام أهل الدرجة العلية. و اعتبر ثالثا [ثانيا] علي تقدير السلامة من ذلك كله أن امتيازك عن سائر جنسك من الحيوانات ليس إلا بهذه القوة العاقلة التي قد خصك الله بها من بينها المميزة بين الخطأ و الصواب الموجبة لتحصيل العلوم النافعة لك في هذه الدار و في دار المآب فقعودك عن استعمالها فيما خلقت له و انهماكك في مهلكك

منية المريد، ص: 393

من المأكل و المشرب و غيرهما من الأعمال التي يشاركك فيها سائر الحيوانات حتي الديدان و الخنافس فإنها تأكل و تشرب و تجمع القوت و تتناكح و تتوالد مع أنك قادر علي أن تصير من جملة الملائكة المقربين باستعمال قوتك في العلم و العمل بل أعظم من الملائكة عين الخسران المبين «2». فتنبهوا معشر إخواني و أحبائي أيقظنا الله و إياكم من غفلتكم و اغتنموا أيام مهلتكم و تلافوا تفريطكم قبل زوال الإمكان و فوت الأوان و الحصول في حيز كان فيا لها حسرة لا يتدارك فارطها و ندامة تخلد محنتها. نبهنا الله و إياكم من مراقد الطبيعة و جعل ما بقي من أيام هذه المهلة مصروفا علي علوم الشريعة و أحلنا جميعا في دار كرامته بمنازلها الرفيعة إنه أكرم الأكرمين و أجود الأجودين. و علي هذا القدر نختم الرسالة حامدين لله تعالي مصلين علي خاتم الرسالة و علي آله أهل العصمة و العدالة مسلمين مستغفرين من ذنوبنا إنه غفور رحيم. و فرغ منها مؤلفها الفقير إلي عفو الله تعالي و رحمته زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي ضحي يوم الخميس يوم العشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع و خمسين و تسع مائة تقبلها الله برحمته و تلقاها بيد

كرمه و رأفته إنه جواد كريم وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «3»

[*****هامش]

(1) - «في موقف صفّ النعال» خبر ل «تكون».

(2) - «عين الخسران المبين» خبر لقوله: «فقعودك».

(3) - قد فرغت- بحول اللّه و قوّته- من مقابلة هذا الأثر الشريف و السفر المنيف و الكتاب القيّم، مع ستّ نسخ مطبوعة و أكثر من خمس نسخ مخطوطة- منها النسخة التي كتبها تلميذ المؤلّف رحمه اللّه و سمعها منه و عليها خطّه- و تحقيقه و تخريج مصادر الروايات و أقوال الصحابة و العلماء و أكثر الأشعار، و التعليق عليه و إعراب مواضعه المشكلة، في شهر جمادي الأولي من سنة 1409 ه. في بلدة قم المشرفة و كان شروعي في ذلك في شهر شعبان المعظّم من سنة 1407 ه. و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّي اللّه علي سيّدنا و مولانا محمّد و آله الطيّبين الطاهرين، و أنا العبد رضا المختاري، غفر اللّه له و لوالديه.

آداب تعليم و تعلم در اسلام (ترجمه منية المريد)

مشخصات كتاب

سرشناسه: حجتي، محمدباقر، 1311

عنوان قراردادي: منية المريد في آداب المفيد و المستفيد. فارسي

عنوان و نام پديدآور: آداب تعليم و تعلم در اسلام ترجمه گزارش گونه كتاب «منيه المريد في آداب المفيد و المستفيد» از شهيد ثاني / نگارش محمد باقر حجتي.

وضعيت ويراست:

[ويراست 3].

مشخصات نشر: تهران دفتر نشر فرهنگ اسلامي ، 1367.

مشخصات ظاهري: سي و يك، 771 ص.

شابك: 1500 ريال ؛ 1000 ريال (چاپ سيزدهم) ؛ 1500 ريال (چاپ پانزدهم) ؛ 6000 ريال (چاپ نوزدهم) ؛ 13000 ريال : چاپ بيست و دوم 964 - 430 - 560 - 4: ؛ 15000 ريال (چاپ بيست و چهارم) ؛ 17000 ريال (چاپ بيست و ششم ؛ 80000 ريال (چاپ سي ام)

؛ 80000 ريال : چاپ سي و يكم 978 - 964 - 430 - 560 - 3:

يادداشت: چاپ سيزدهم: زمستان 1365.

يادداشت: چاپ پانزدهم: پاييز 1367.

يادداشت: چاپ نوزدهم 1373.

يادداشت: چاپ بيست و دوم و بيست و چهارم 1378.

يادداشت: چاپ بيست و پنجم و بيست و ششم 1379.

يادداشت: چاپ بيست و هفتم 1380.

يادداشت: چاپ سي ام: 1387.

يادداشت: چاپ سي و يكم: 1387 (فيپا).

يادداشت: كتابنامه ص. [768] - 771؛ همچنين به صورت زيرنويس.

يادداشت: نمايه.

موضوع: اسلام و آموزش و پرورش

موضوع: اخلاق اسلامي

شناسه افزوده: شهيد ثاني، زين الدين بن علي، 911 - 966ق.

رده بندي كنگره: BP254/4 /ش 9م 8041 1367

رده بندي ديويي: 297/4837

شماره كتابشناسي ملي: م 68 - 3

مقدمه

مقدمه تحرير جديد و تحرير نخست

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لمن لايليق بالحمد الا هو، و الصوة و السلام علي رسوله الذي ارسله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله، و علي آله الهداة الي سبيل الفوز و النجات.

كتاب حاضر - كه از ديرباز، يعني 1359 ه. ش تحت عنوان «آداب تعليم و تعلم در اسلام» طبع و انتشار آن آغاز گرديد و تاكنون نسخه هاي بسيار فراواني از آن با تجديد طبع مكرر، در اختيار علاقه مندان قرار گرفت - به خاطر لغزشهاي مطبعي چه در كلمات و چه در اعراب گذاري، و نيز پاره اي از اشتباهات غير مطبعي - به تجديد نظر و دوباره نگري دقيق و اصلاح و پيرايش نيازمند بود. راه يافتن اين اغلاط و لغزشها به خاطر آن بود كه سرعت و شتاب در ترجمه را از اين بنده درخواست كرده بودند، و كار ترجمه مذكور به علت آنكه خواهان

تسريع در آن بودند در مدتي حدود قريب به پنج ماه انجام گرفت كه قهرا موجب گشت دقت لازم درباره آن مبذول نگردد، و درباره روايات و احاديث و آثار موجود در متن بررسي هاي كافي به عمل نيايد.

اما چون ترجمه كتاب، توجه دوستداران و علاقه مندان به مطالعه در تعليم و تربيت اسلامي را به خود جلب كرده و در نتيجه بر اثر كثرت تقاضا نسخه هاي فراواني از آن به طبع رسيده بود سزا بر آن ديدم در برابر اين اغلاط مطبعي و احيانا غير مطبعي بي تفاوت نمانم بلكه كوشش خويش را در جهت پيرايش آنها به كار گيرم؛ و لذا به تصحيح و تنقيح آن روي آوردم، و تصميم گرفتم كه براي اصلاح آن از بذل هيچ كوششي دريغ نورزم.

قريب به دو سال فرصتهاي فراغت خود را صرفا به اين كار اختصاص دادم، نخست به تصحيح اغلاط و ترميم خلل و نقائص آن پرداختم و تعابير و يا احاديثي كه به نظر مي رسيد بايد درباره آنها توضيح و گزارشي بيان شود در مورد آنها درنگ بيشتري نمودم و با استفاده از مراجع تحقيق و ماخذ مناسب، راجع به آنها بررسي لازم به عمل آوردم. علاوه بر اين استخراج منابع احاديث و آثاري كه در متن كتاب «منية المريد» آمده است بذل جهد نمودم و با استفاضه از كتب حديث فريقين، ماخذ اين احاديث و آثار را نماياندم. اين كار - چنانكه برهمه محققان و دست اندركاران تحقيق و پژوهش روشن است - به فرصت و حوصلتي كافي نياز دارد؛ لكن عليرغم ضعف مزاج و بيماري و تراكم كارها و تشتت خاطر، حل و

درمان اين مشكل را برخود لازم شمرده و راه را براي ورود در اين كار بر خويشتن هموار ساختم، و مراجع و كتب و آثار علمي مورد نياز را - با اينكه تهيه آنها سخت مشكل مي نمود - فراهم آوردم و با استمداد از آنها خرده و لغزشهاي موجود در ترجمه را به اندازه وسع خويش پيراستم و بيشتر منابع احاديث و آثار موجود در متن را باز يافتم، و يادداشتهاي سودمندي را نيز بر پايان ترجمه افزودم.

تذكر اين نكته بجا است كه در تحرير ترجمه نخست كتاب «منية المريد» از يك نسخه چاپ هند بهره بردم كه پاره اي از خرده هاي ترجمه به خاطر اغلاطي بود كه در خود متن وجود داشت، و تقاضاي تسريع در ترجمه، فرصت تهيه نسخه هاي ديگر را از دستم ربوده بود.

در مورد استخراج منابع روائي متن قبلا تصور مي كردم شهيد ثاني (رضوان الله عليه) در تنظيم كتاب «منية المريد» فقط به رواياتي استناد جسته است كه بايد آنها را در كتب حديث شيعي جستجو كرد؛ اما به هنگام تجديد نظر دريافتم كه اين دانشمند گرانقدر - علاوه بر استناد به احاديث شيعه - به احاديث ديگري استشهاد كرده است كه اين احاديث را بايد در كتب حديث اهل سنت به دست آورد، و اثري از آنها در كتب حديث شيعه به چشم نمي خورد. و لذا در آغاز كار تحرير جديد عليرغم تفحص و تصفحي كه در اين طريق نمودم، منابع بسياري از اين گونه احاديث را - كه احاديث نبوي بود - نمي توانستم به دست آورم تا آنگاه كه دريافتم بايد به تحقيق در كتب حديث اهل سنت بنشينم. به

همين جهت بسياري از كتب حديث اهل سنت را تهيه كردم و ضمنا يكي از جوامع حديثي اهل سنت را نيز - كه اكثر قريب به تمام احاديث صحاح ست و جوامع حديثي آنها در آن گرد آمده - فراهم آوردم (1) ، و غالبا در امر استخراج منابع احاديث اهل سنت از اين كتاب اخير بهره بردم. علاوه بر آنكه منابع احاديث شيعي را از كتب حديث شيعه - به ويژه كتاب «الكافي» ثقة الاسلام كليني (قدس سره) - استخراج نمودم.

مرحوم مجلسي دوم و نيز مولي محسن فيض كاشاني (رضوان الله عليهما) اولي در كتاب «بحارالانوار» و دومي در كتاب «المحجة البيضاء» روايات و احاديث كتاب «منية المريد» اعم از احاديث نبوي و نيز احاديث امامي را آوردند.

و چنين به نظر مي رسد كه اين دو دانشمند بزرگوار به نقل و روايت مرحوم شهيد ثاني اتكاء نمودند و ظاهرا روايات نبوي موجود در آن را از طريق شيعه تلقي كردند. نكته مهم ديگري كه يادآوري آن ضروري است كه شهيد ثاني در اين كتاب از كتاب تذكرة السامع و المتكلم في ادب العالم و المتعلم (2) تاليف بدرالدين بن ابي اسحاق ابراهيم بن ابي الفضل سعدالله بن جماعه كناني (م 733 هق.) اقتباس كرده، كه همين امر موجب گشته است بسياري از احاديث نبوي كه از طريق اهل ست روايت شده است در كتاب «منية المريد» راه يابد، مرحوم شهيد ثاني آنچنان در كتاب «منية المريد» از «تذكرة السامع» اثر پذيرفته است كه در بسياري از موارد عينا عبارت «تذكرة السامع» آن را ياد كرده است.

در حقيقت، كتاب «منية المريد» همان كتاب «تذكرة السامع» مي باشد

كه از اضافات و رواياتي از احاديث شيعي نيز برخوردار مي باشد، و اين ترجمه مي تواند به عنوان ترجمه فارسي هر دو كتاب تلقي گردد.

و چون موارد تشابه اين دو كتاب خودداري شده است؛ زيرا ذكر اين موارد به خاطر كثرت آن، به هيچ وجه ضروري به نظر نمي رسيد.

اصولا شهيد ثاني با مسافرت به اكثر بلاد اسلامي، محضر عده زيادي از اساتيد اهل سنت را درك كرده بود و در كتاب «منية المريد» كه درباره آداب و سنن تعليم و تعلم تاليف يافته مانعي نمي ديد كه احيانا به روايات معتبر آنها استناد جويد و از اين رهگذر به همبستگي فرق اسلامي مددي رسانده باشد؛ و چنانكه در گزارش احوال اين دانشمند عاليقدر خواهيم ديد وي براي مراجعات - طبق مذهب آنها - فتوي مي داد، و در فقه مذاهب خمسه آنچنان احاطه علمي به هم رسانده بود كه اگر هر فرقه اي از فرق مختلف اسلامي به او مراجعه مي كردند، طبق مذاهب خويش، فتاواي مناسب را دريافت مي نمودند، و شهيد ثاني كتاب «منية المريد» را براي دنياي اسلام نگاشت و لذا از استناد به هرگونه حديثي - اعم از شيعي و سني - كه قابل استناد به نظر مي رسيد فرو گذار نكرد.

و نيز بايد گفت تسامح در ادله سنن نيز مي تواند چنان استنادي را توجيه كند. باري براي تحرير مجدد «آداب تعليم و تعلم در اسلام» و استخراج منابع روائي و مراجع آثار متن «منية المريد» تا كنون سعي وافري مبذول داشتم، و انجام اين كار، فرصت زيادي را به خود اختصاص داد تا سرانجام بدين صورت كه ملاحظه مي فرمائيد در اختيار علاقه مندان به تعليم و تربيت

اسلامي قرار مي گيرد. اما مدعي نيستم كه همه اغلاط و لغزشهاي آن را پيراستم و يا نقائص و كمبودهاي آن را جبران و ترميم نموده ام؛ لكن مي توانم يادآور گردم كه در اين كار تا آنجا كه فرصت و توانائي اجازه مي داد سعي خود را به كار گرفتم.

اما مزاياي تحرير جديد كتاب

به شرحي است كه از اين پس به نظر مي رسد:

1 - بسط مقدمه در زندگي نامه شهيد ثاني (رضوان الله عليه) كه علاوه بر استناد به مآخذ معتبر، در نگارش آن از مقدمه «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقيه» به قلم شيخ محمد مهدي آصفي بهره فراواني بردم.

2 - اصلاح پاره اي از اغلاط مطبعي و غير مطبعي و نيز اشتباهاتي كه توسط پياده كننده اعرابهائي كه ضبط نمودم روي داده بود، و همه آنها را تقاضاي تسريع در ترجمه به ارمغان آورده بود.

3 - استخراج منابع و مآخذ احاديث و روايات و آثار، و احيانا اشعاري كه در متن كتاب آمده بود، و اين كار فرصت فراواني را در اختيار خود گرفته و موجب گشت كه بيشتر اهتمام مترجم درباره آن مصروف گردد، و در نتيجه منابع اكثر قريب به تمام اين احاديث و آثار ارائه شده است.

4 - توضيح و تبيين پاره اي از احاديث و رواياتي كه محدثان و دانشمندان در گزارش و تفسير آنها دچار اختلاف نظر بوده، و يا اساسا به علت ايجاز، گزارش و تفسير آنها مناسب به نظر مي رسيد.

5 - افزودن بخشي بر پايان ترجمه در مورد آداب اقامت و سكناي در مدرسه از كتاب «تذكرة السامع» كه اين بخش در كتاب «منية المريد» مطرح نبوده است.

6 - فهرستي از كتب تعليم

و تربيت اسلامي و تاريخ آن و نيز يكي كه در روانشناسي اسلامي - از ديرباز تا كنون - نگارش شده است. در دوبخش عربي و فارسي، البته كتابهائي كه به خود آنها و يا نام و نشان آنها از طريق مراجع مطمئن دسترسي يافتم.

و لذا آن كتبي را كه به خود آنها دست يافتم با فهرست مطالب آنها را معرفي كردم، اما كتابهائي كه آنها را نيافتم و به ذكر نام و مولف و تاريخ وفات مولف و مرجعي كه آن كتاب و يا نسخه خطي آن را شناسانده است بسنده نمودم بدين اميد كه ان شاء الله - بتوانم در فرصتهاي ديگر به تكميل آنها موفق گردم. لازم به ياد آوري است كه كوشيدم بر همه اين كتابها دست يابم، و لذا بايد گفت اين كتابها نمونه هاي از كتب تعليم و تربيت اسلامي است نه همه آنها؛ زيرا چنين كاري به صرف فرصتي طولاني نيازمند است كه تاكنون برايم دست نداد.

7 - فهرستي از آيات و احاديث و روايات و آثار و اشعاري كه در كتاب آمده است.

8 - فهرست اعلام درسه بخش: اشخاص و گروهها، كتب و نبشتارها، امكنه و جايها. در استخراج اين فهرست و نيز يافتن نام صحيح و كامل اشخاص و تاريخ تولد و وفات آنها - كه در اين بخش آمده است - نور چشمانم: سيد محمد سعيد حجتي و سيد محمد شريف حجتي (سلمهما الله تعالي) به اين بنده بسيار مدد رسانده اند كه اميدوارم خداوند متعال آن دو را در امر دين و دانش موفق و مويد بدارد.

9 - كتابنامه مصادر و مآخذي كه در ترجمه «منية

المريد» و تحقيق در محتواي آن مورد استفاده و استناد قرار گرفت.

در پايان از همه عزيزان و سروراني كه از اين كتاب بهره مي جويند، ضمن آنكه ملتمس ادعيه در مظان استجابت آن هستم استدعا مي كنم با نظر لطف و محبت از تذكرات مفيد و سودمندي كه مي تواند در تكميل نقائص و ترميم و جبران خلل ترجمه موثر باشد دريغ نفرمايند تا به عنوان يادداشتهاي اصلاحي در پايان كتاب - ضمن تجديد چاپ آن - ملحق گردد.

اميدوارم خداوند متعال به همه ما توفيق اخلاص در گفتار و كردار مرحمت فرمايد تا در طريق جلب رضاي او بكوشيم، و قدر اين فضا و جوي را كه از بركات حكومت جمهوري اسلامي در آن به سر مي بريم - بدانيم، و به اين حقيقت واقف گرديم كه ما در زير سايه اين حكومت تحت فرمان خدائي قرار داريم كه جز خير و سعادت ما در دنيا و آخرت خواهان هيچ امر ديگري نيست، و لذا از او مي خواهم خير و بركات خويش را بر ما افزون فرموده و قلمرو حكومت اسلام را به نفع مستضعفان عالم آنچنان گسترده سازد كه كفر و استكبار جهاني هر چه زودتر به زانو در آيد، و ملتهاي ضعيف و توان ربوده از زير يوغ قهر و ستم آنان برهند و زمينه براي قيام حضرت مهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) آماده گردد و حكومت جهاني قرآن - كه طليعه آن با انقلاب اسلامي ايران آغاز گشت - در آينده بسيار نزديكي بارور گردد، و قيام و نهضت ديني امت فدا كار و ايثارگر ايران به انقلاب قطب دائره امكان، حضرت ولي عصر، صاحب

الزمان (عجل الله فرجه الشريف) بپيوندد، و بر عمر امامي - كه قلبش به اميد نجات مستضعفان و بينوايان عالم مي طپد و رهيده از هرگونه هوس و خواهشي نفساني، رهنمودهاي الهي را به گوش هوش مردم جهان ابلاغ ارشادات و تعليمات ستم سوز و سعادت سازش بيش از پيش برخوردار گردند، و وضع نابسامان و پريشان و اضطراب آور عالم، ساماني به خود گيرد، و قلبهاي درهم شكسته و دلهاي افسرده بيچارگان و رنجديدگان مرمت يافته و از شادي و اطمينان برخوردار گردد.

ختام مقالم را با درود به شهيدان راه قرآن و اسلام مزين ساخته، و براي رزمندگاني كه پشت جهانخواران را با اصلابت خود به لرزه در آورده و رسوايشان ساختند فتح و پيروزي نزديكي را آرزو مي كنم.

والحمد لله و الصلوة و السلام علي رسول الله و الذين آمنوا معه و يقولون متي نصرالله، اءلا ان نصر الله قريب.

سيد محمد باقر حجتي حسيني

27 شوال 1404 هق.

5 مرداد 1363 هش.

مقدمه تحرير نخست

تقديم به برادر بزرگوار و دانشمند جناب حجة الاسلام آقاي سيد رضا برقعي ايده الله تعالي لمايحبه و يرضاه

بسم الله الرحمن الرحيم

پروردگارا سپاس و ستايش حقيقي ترا است كه با قلم قدرت خويش، جامعه بشريت را به زيور علم و دانش آراستي، و انسانيت را در زير لواي فرهنگ و معارف، تعالي بخشيدي.

درود بي پايان و تحيات پياپي و پيوسته بر رسول و فرستاده گرامي تو حضرت محمد بن عبدالله (ص) و خاندان ارجمندش (عليهم السلام) كه سراسر عم و مساعي خويش را در جهت تعليم و ارشاد جوامع بشري - بي هيچ وقفه و فتوري - مصروف داشتند و آني از روشنگري و ايجاد

بينش ديني باز نماندند. كتابي كه ترجمه آن از نظر مطالعه كنندگان مي گذرد بي ترديد از بهترين كتبي است كه در دنياي علم و تاريخ دانش بشري در زمينه آداب تعليم و آئين تعليم معارف ديني تدوين شده است. اين كتاب گرانبها ضمن اينكه مي تواند راه و رسم صحيح تعلم و تعليم را بطور عموم ارائه كند به ويژه عاليترين رهنمودهاي سازنده اي را در رابطه با تعليم و تعلم معارف ديني و حتي وظائف و رسالت اهل علم را نيز نشان مي دهد به طوري كه مي توان با قاطعيت اظهار نظر نمود كه كتاب مزبور و عاليترين راه گشائي است فراسوي طلاب و دانشجويان و علماء و دانشمندان و حتي مجتهدان، تا در لابلاي آن، اسباب و عوامل توفيق و كاميابي در علم و دانش را شناسائي كرده و در ظل عمل و رفتار به مضامين آداب و آئينهاي ارائه شده در آن به هدف والاي علمي خويش كه عبارت از قرب خداوند متعال و تحصيل رضاي او است دست يابند و از گامهائي كه در راه اخذ علم و نشر آن برميدارند احساس رضايت و آرامش كنند.

مولف كتاب: مرحوم شهيد ثاني (قدس سره) در اين نبشتار كوتاه از هيچ نكته اخلاقي و معنوي - كه بايد هر عالم و متعلمي خود را پاي بند بدانها بدانند - فروگذار نكرده است؛ بلكه در هر زاويه و ناحيه اي كه در آنها سخن از وظائف و آداب عالم و متعلم به ميان مي آورد لطائف و نكات ظريف انساني را گوشزد مي نمايد، نكاتي دقيق و باريك كه ارائه آنها صرفا در عهده امثال چنان دانشمند باريك بين و ژرف

نگري است كه اصول و بنيادهاي استوار تعاليم اسلامي از برابر ديدگاه بصيرت آنها مخفي نمي ماند، اصول و بنيادهائي كه ممكن است مورد غفلت بسياري از دانشمندان ديني قرار گيرد.

شهيد ثاني با استمداد از قرآن كريم و سنت اسلامي و استشهاد به سخنان فرزانگان دين و دانش براي سازمان بخشيدن به روابط عالم و دانشمند با شاگرد و دانشجو و توده مردم، و روابط شاگرد و دانشجو با عالم و دانشمند، و حتي وظائف شخصي استاد و شاگرد و آئين رفتارشان در جلسه درس و هرگونه مسائل ديگري كه ارتباط وثيقي بازندگاني عالم و متعلم و استاد و شاگرد دارد و بالاخره براي نشاندادن كيفيت زندگاني علمي قشرهاي دست اندر كار علم و معرف و بينش ديني، مطالب شايان توجهي را ياد كرده است كه فقيه عاليقدر مرحوم آية الله حاج ميرزا محمد حسين حسيني معروف به ميزاي شيرازي (رضوان الله عليه) همه اهل علم و دانشمندان ديني را به مطالعه اين كتاب توصيه فرموده و درباره آن، مرقوم داشته است:

چقدر شايسته است كه اهل علم، مواظبت نمايند به مطالعه اين كتاب شريف، و متاءدب شوند به آداب مزبوره در آن

آري بدون هيچ ترديدي مواظبت بر مطالعه اين كتاب و تاءدب و اثرپذيري هر عالم و متعلم نسبت به آداب و آئينهاي مذكور در آن، شايسته ترين وسيله اي است كه در ظل آن، هر استاد و شاگردي آنچنان توانائي مي يابند كه بتوانند باز پس مانده عمر و فرصت خود را در تدارك ايام تباه گشته خويش به كار گيرند و جان و دل و درون خود را بپالايند تا شايسته پذيرش نورانيت حق گردند.

سالهاي مديدي

بود كه كم و بيش با برخي از مباحث اين كتاب سابقه آشنائي داشتم؛ و لذا در دو جلد كتاب «اسلام و تعليم و تربيت» - كه در سال گذشته يعني 1358 طبع و منتشر گرديد - در حد نسبة گسترده اي از آن مستفيض و برخوردار بوده ام. در اثناء طبع كتاب مذكور، يكي از برادران بنام آقاي محمود گلزاري - كه عشق و شوق و اخلاص ديني از سراپاي وجود و گفتار و رفتارش چهره مي نمود - به اين بنده بي بضاعت مراجعه كرده و اظهار داشت خلا و كمبود كتبي كه راه گشا و ارائه دهنده راه و رسم تعليم و تعلم در اسلام مي باشد، دانشجويان علاقمند به دين را سخت مي آزارد. به ايشان گفتم: حل اين مشكل بر عهده زبدگان علم و دانش و اهل تحقيق است و اين بي مايه را نرسد كه در زمينه و عرصه پهناور آداب تعليم و تعلم در اسلام، گامي موثر بردارد. اگر چه با بياني نارسا و تحقيقي ناقص، برخي از مسائل تعليم و تربيت اسلامي را در كتاب «اسلام و تعليم و تربيت» گزارش كردم، ولي اين اثر در برابر درياي بي كران و ژرفاي فرهنگ اسلامي، يك گام بسيار كوچكي است كه بايد همه افراد كار آمد و متدين دست به دست هم دهند تا از اين درياي وسيع و عميق فرهنگ اسلامي گوهرهاي تابناك و افتخار آفرين را استخراج كنند. در دل اين دريا كه رهنمودي است آسماني، حقايق گرانبها و پر ارزشي وجود دارد كه محققان حاذق و كاوشگران ماهي مي توانند آنها را از درون آن بيرون بكشند و ما را

از ره آوردهاي شرق و غرب - كه بشريت را به اسارت دچار ساخته است - برهانند و بي نياز سازند.

سرانجام، بحث و گفتگوي ما بدان جا رسيد كه عجالة چه بايد كرد. چون همه ما مسئوليم و بايد در حد وسع و توانائي خويش در اين رهگذر گامي برداريم.

و بالاخره چون مساله سرعت عمل مطرح بود پيشنهاد كرد كه هر چه زودتر كتاب «منية المريد» به زبان فارسي، برگردان شود. به ايشان گفتم از قرار مسموع، اين كتاب به زبان فارسي ترجمه شده است. اظهار داشتند كه ترجمه مذكور، نارسا و نسبة نامفهوم است. بهرحال - با وجود اينكه اهل قلم نيستم - با اصرار ايشان، انجام اين مهم را به عهده گرفتم و در طول تابستان 1385 عليرغم فرسودگي مزاج و خستگي مفرط، تقريبا هفته اي سه شب بيدار ماندم و در ظرف اين مدت، قسمت عمده اي كتاب را ترجمه كردم و آن را براي استفاده علاقه مندان و دانشجويان دانشكده علوم تربيتي دانشگاه تهران آماده ساختم: لكن در ين اثناء، برادر دانشمند و بزرگوار جناب آقاي سيد رضا برقعي - كه براي نشر فرهنگ اسلامي بدون هيچگونه چشم داشت مادي و دنياوي اهل علم و قلم را بر سر شوق مي آورند و از بذل هرگونه محبت و التفات دريغ نمي ورزند - بر اين نوشته اطلاع يافته و خواستند كه ترجمه مذكور تا پايان كتاب ادامه يابد لذا اين ترجمه را بر حسب تشويق اين برادر عزيز به پايان بردم، و چون تكميل ترجمه مذكور از بركات شوق آفريني ايشان به سرانجام رسيد بجا و سزا است كه اين كتاب را حضورشان تقديم كنم.

بايد مطالعه كنندگان ارجمند را يادآور گردم كه علت تراكم اشتغالات و لزوم تسريع در ترجمه، آنچنان كه بايد و شايد، نتوانستم دقتهاي ضروري را به كار گرفته و در محتواي اين كتاب غوررسي كافي نمايم از اين جهت مي توانم بگويم اگر نقصي در محتواي كتاب به چشم مي خورد مربوط به اصل و متن كتاب نيست، بلكه اين نقص، متوجه مترجم است كه اميدوارم اهل قلم و ارباب تحقيق با يادآوريهاي سودمند خويش مرا ياري دهند تا - ان شاء الله - در چاپهاي بعدي به جبران و ترميم آن اقدام گردد.

در ترجمه اين كتاب - تا آنجا كه حوصله و فرست اجازه مي داد سعي شده است مطالب آن بطور صحيح ارائه شود و منبع احاديث نيز از متون حديثي استخراج گردد و آيات مذكور، در پاورقيها مشخص شود، و ضمنا براي آنكه خواندن آيات و احاديث آسان باشد به اعراب گذاري آنها مبادرت شد.

متن عربي كتاب - جز مشخصاتي از قبيل: باب، نوع، فصل، و امثال آنها - فاقد هرگونه عناوين فرعي ديگر بود لذا براي آنكه خواننده ترجمه به بندهاي گوناگون كتاب از پيش آشنائي پيدا كند عناوين فرعي متناسب با محتواي كتاب در تمام فصول آن ابتكار شده است تا ضمنا تنوع مضامين اين نبشتار پرارزش را نيز روشنگر باشد.

رقم قبل از مميز (/) در پاورقي ها، جلد كتاب مورد استناد، و رقم پس از آن، صفحه آن را نشان مي دهد، و اين كار به منظور اختصار انجام شد.

عباراتي كه ميان چهارچوب: (…) قرار گرفته است اضافاتي است از مترجم به منظور توضيح، و نبايد آنها را به عنوان ترجمه تلقي كرد.

اميدوارم كه

خداوند متعال همه ما را از حسن نيت و اخلاص در عقيدت برخوردار سازد تا در جهت كسب رضا و خشنودي او موفق و كامياب باشيم.

انه قريب مجيب.

سيد محمد باقر حجتي

21 جمادي الاولي 1400

17 ارديبهشت 1359

شهيد ثاني

زندگي نامه شهيد ثاني

مقدمه:

شهيد ثاني يكي از اختران فروزان و ستارگان درخشان سپهر علوم و دانشهاي اسلامي است كه در سايه زندگاني پر بارش، بركاتي را براي دنياي اسلام به ارمغان آورده، و آثار گرانبهائي در علوم مختلف ديني - در ظل مساعي آميخته با اخلاص و موفقيت آميزش - از او به جاي مانده است كه هر يك از اين آثار همچون مهر تابان در ميان تمام ميراثهاي علمي دانشمندان اسلامي، برجسته و نمايان است و نظرهاي فضلاء و دانشمندان را به خود معطوف مي سازد. اين دانشمند گرانمايه - چنانكه خواهيم ديد - از فرهنگ و معارفي مايه و الهام مي گرفت كه بايد آنها را محصول كوششهاي بي دريغ او در تحصيلات و مطالعات مداومش در مذاهب مختلف اسلامي برشمرد. آري او در مكاتب فقهي مذاهب پنجگانه اسلامي، اندوخته هائي سرشار و گرانبها در خويشتن فراهم آورد، و با مسافرتها و گشت و گذارهاي متعددي كه به صوب ممالك اسلامي در پيش گرفته بود، اساتيد بزرگ و برجسته اي را درك كرد، و از محضر زبده ترين دانشمندان اين ممالك بهره هاي فراواني در علوم متنوع كسب نمود، و از ژرفاي اين ذخائر ارزشمند، درر و اصدافي را بيرون كشيد كه در ساحل و كرانه هاي آثارش، به رايگان در اختيار علاقه مندان قرار دارد.

شهيد ثاني گامهاي بلندي در پهنه علوم مختلف، از قبيل: هيئت، طب، رياضي، ادب عربي، فلسفه، عرفان و ساير علوم

برداشت كه ثمرات آن عبارت از كتب و آثار پرارزشي است كه در رابطه با اين علوم و فنون از او به جاي مانده، و يا پاره اي از آنها از ميان رفته، و يا شناسايي نشده است.

اين دانشمند عاليقدر - كه در فقه اسلامي، شخصيتي كم نظير مي باشد - فقيهي صاحب نظر و برخوردار از استقلال در استدلال و استنباط و اجتهاد بوده و نظرياتي را ارائه كرده است كه بايد آنها را گشايشگر مشكلات و عَويصات علمي در ارتباط با فقه و اصول عقائد به شمار آورد.

يكي از نكات جالب و شگفت انگيز زندگاني اين عالم بزرگوار اين است:

علي رغم آنكه فرصتهاي او را مي توان در مجموعه اي از مسافرتها و كوچشهاي شاق و دراز مدت و فرساينده خلاصه كرد، معهذا در طي عمر نسبة كوتاهش به اين همه ذخاير علمي دست يافت و آثار بسيار ارزشمندي در دسترس شيفتگان علم قرار داد. چنين موفقيت شايان توجهي را نمي توان تحت هيچگونه محاسبات و مساعي عادي قرار داده و در نتيجه، آن را بازده كوششهاي بي دريغ او در تحصيلات و مطالعات، تلقي كرد؛ بلكه هر فرد واقع بيني، چنان توفيق خارق العاده اي را محصول كوششهائي بر مي شمارد كه قرين و همپاي با امداد غيبي و توفيقات الهي بوده است.

«آري، بايد او را دانشمندي برشمرد كه شبانگاهانش به ياد خدا و استغفار و نماز و نيايش به درگاه پروردگار متعال، و مجال و فرصتهاي روزانه اش به تدريس و تاليف و رسيدگي به حوائج مردم و ارشاد آنها، و اوقاتش غالبا در سفرهاي علمي مصروف مي گشت، و لحظه اي از پويش علمي و يا خدمت به خلق

باز نمي ايستاد.

بنابراين سراسر زندگاني اين فقيه عالي مقدار عبارت از يك زنجيره پيوسته اي است كه حلقات آن را علم و عمل و تحصيل و تدريس و عبادت و جهاد در راه خدا تشكيل مي دهد.

و از همه جالبتر آنكه:

حلقات اين زنجيره در نهايت، با حلقه اي ارتباط مي يابد كه اين شخصيت عظيم را به كاروان شهدائي مي پيوندد كه در راه فضيلت و علم، جان باختند.»

اين چنين زندگاني نمونه و الگوپرداز، توانست شخصيتي را بيافريند كه بايد او را مثل اعلاي تقوي و عمل دانست. ميراثهاي علمي را كه از او به يادگار ماند، و نژاد پاك و خدمت گزاري كه از او به ثمر رسيد، استمرار و تداوم چنان زندگاني پربركتي بود كه بايسته است سرمشق همه انسانهاي پوياي حقيقت و جوياي سعادت باشد.

نام و نسب و بيت شهيد ثاني:

زين الدين بن نورالدين علي بن احمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي بن صالح بن مشرف عاملي جبعي، معروف به «شهيد ثاني» در سيزدهم شوال 911 ه ق در «جبع» زاده شد، و در روز جمعه، رجب 966 يا 965 ه ق در «قسطنطنيه» به شهادت رسيد.

او در ميان خانداني پرورش يافت كه به فضل و دانش و تقوي نامبردار بوده اند:

پدرش، شيخ امام نورالدين علي، معروف به «ابن الحجة» يا «ابن الحاجة» از افاضل زمان خود به شمار مي رفت، و بدينسان نياهاي ديگرش: جمال الدين و تقي، و نيز جد والاترش: شيخ صالح - كه از شاگردان علامه حلي بود - همگي از دانشمندان و فضلاء زمان خويش محسوب مي شدند.

خوانساري مي نويسد:

«در زندگاني شهيد ثاني، آن نكته جالب و شگفت انگيزي (كه بايسته است مورد توجه قرار گيرد اين است) كه اين

بزرگوار، همچون مركز و كانوني به نظر مي رسيد كه پيرامونش با دائره علوم، احاطه شده، و يا به سان نقطه ميانيني بود كه فضائل گروهي از ارباب فواضل، اعم از سلف و نياكانش و نيز خلف و بازماندگانشان با يك نسبت و شمار و عددي مساوي بدو مي پيوست و به اين نقطه مركزي مي رسيد، چون شش فرد از سلف و نياكانش از فظلاء نامور زمان خود بوده اند، چنانكه تا اين زمان (يعني زمان خوانساري) دانشمندان ناموري با چنين شمارش و تعداد، بلافاصله و از پي هم، از او به ثمر رسيدند.» بدين مناسبت مي توان گفت:

اعطاء عنوان «سلسلة الذهب» به اين بيت و خاندان، عنواني در خور و شايسته بوده است كه در تاريخ، چنين عنواني را به اين بيت ارزاني داشت.

شهيد ثاني در چنان خانداني پرورش يافت؛ بدون ترديد، اصالت ديني و علمي خاندان و نياكان بزرگوارش در تكوين شخصيت علمي و رواني او بي تاثير نبوده است، چون ما نمي توانيم تاثير محيط پاكيزه و با ارزشي مانند محيط خانواده عريق و اصيل شهيد ثاني را در پيدائي شخصيتي چون او ناديده انگاريم. اين انسان با فضيلت در خانواده اي ديده به جهان گشود كه فضاي آن را علم و فقه و فضيلت و معنويت، عطرآگين و روح افزا ساخته، و سامعه اين دانشمند بزرگوار از گاهواره تا گاه شكوفائي عقل و خردش با سخن و نغمه هائي از علم و فضيلت و فقه و بينش ديني آنچنان خو گرفته و بدانها انس يافته بود كه تا واپسين لحظات حيات و رخداد شهادتش هرگز از رشته علم و فضيلت نگسسته و از كوشش هاي نستوهانه اش در

راه دانش و دين حتي براي لحظه اي باز نايستاده بود.

سيما و اندام شهيد ثاني:

ابن العودي در رساله خود مي نويسد:

«شهيد ثاني، داراي اندامي خوش و معتدل و قامتي متوسط و در اواخر عمرش كمي فربه بود. چهره اش زيبا و داراي موهاي صاف و متمايل به سرخي، چشمان و ابرواني مشكي و اندامي سپيد و بازوان و ساقهاي ستبري بوده است. انگشتان دستهايش بسان قلم هاي سيمين جلوه گر بود. هر بينده اي كه به چهره اش مي نگريست و بيان دلنشين وي را مي شنيد حاضر نبود از او جدا شود، و از گفت و شنود با وي از هر هم و غمي دل آرام مي گشت، چشمها از مهابتش سرشار مي شد و دلها در برابر شكوه معنويتش به نشاط در مي آمد.

و سوگند به خداوند متعال، كه او برتر از آن اوصافي بود كه من از آنها ياد كردم، و خصلتهائي ستوده در وجودش جلب نظر مي كرد كه اين خصلتها از آنچه بازگو كردم فزونتر بوده است.»

شهيد ثاني همزمان با حيات پدر:

از آغاز طفوليت، آثار نبوغ و هوش فوق العاده از رهگذر گفتار و رفتارش به چشم مي خورد، و با اينكه عمرش از نه سال تجاوز نمي كرد - طبق نوشته ابن العودي - قرائت قرآن كريم را ختم نمود، و از آن پس به خواندن و فراگرفتن فنون ادبي و فقه نزد پدرش همت گماشت تا آنكه پدر در سال (925 ه ق) درگذشت. از جمله كتابهائي كه شهيد ثاني نزد پدرش قرائت كرد، كتاب «المختصر النافع» از محقق حلي، و «اللمعة الدمشقية» از شهيد اول بود. اين كتابها علاوه بر كتابهائي بود كه در ادب عربي نزد پدر خواند. پدر در ازاء تحصيلات فرزندش، شهريه اي را مقرر كرده و به او مي پرداخت.

سفرهاي علمي

1 - ميس:

علي رغم آنكه شهيد ثاني، پدر را از دست داده بود، اين حادثه نتوانست كمترين خللي در اراده او براي ادامه تحصيلاتش وارد سازد، و با اينكه هنوز دوران نوجوانيش را پشت سر نگذاشته بود به منظور ادامه كارش به قريه «ميس» كوچيد و در محضر استاد دانشمند و بزرگوار: علي بن عبد العالي كركي از سال (925 ه ق) تا (933 ه ق) به تحصيلاتش ادامه داد، و كتابهاي «شرايع الاسلام» محقق حلي، و «ارشاد الاذهان» علامه حلي، و نيز قسمت مهمي از كتاب «قواعد الاحكام» همان علامه حلي را بر او خواند.

شهيد ثاني آنچنان با محضر درس اين استاد، مانوس گشت كه هيچيك از مجالس درس اختصاصي و درسهاي عمومي ديگران را از دست نمي نهاد.

و در تمام اين مجالس درسي شركت مي جست و مدت هشت سال و سه ماه از محضر درس او مستفيض بود؛ و تا گاهي كه

نزد اين استاد به سر مي برد و بالغ بر بيست و دو سال از عمرش را گذرانده بود همواره تا اين ايام، مشمول اهتمام و عنايت و توجه خاص استادش بوده، و بهره هاي وافري از علم و فضيلت را از پيشگاهش كسب كرد.

2 - كرك نوح:

شهيد ثاني در اين تاريخ، يعني سال (933 ه ق) احساس كرد كه بايد براي پربار ساختن تحصيلاتش، قريه «ميس» را به سوي «كرك نوح» ترك گويد، و آهنگ دياري كند كه شيخ علي ميسي، شوهر خاله او در آنجا مقيم بود. پس از چنين سفر بود كه با دختر شيخ علي ميسي ازدواج كرد، و او همسر بزرگ و نخستين شهيد ثاني بوده است.

در كرك نوح با سيد حسن بن سيد جعفر، مؤلف كتاب «المحجة البيضاء» آشنائي بهم رساند، و اين استاد جديد را آنچنان پذيرا گشت كه پيوسته در محضر بحث و مذاكرات گوناگون او شركت مي كرد، و كتاب «قواعد» ميثم بحراني، و نيز كتابهاي «التهذيب» در اصول فقه، و «العمدة الجلية في الاصول الفقهيه» - كه از مؤلفات استاد بوده است - و كتاب «الكافيه» ابن حاجب در نحو را بر او خواند.

مراجعت به وطن

بيش از هفت ماه از اقامت شهيد ثاني در «كرك نوح» سپري نشده بود كه اشتياق و علاقه به زادبوم، وي را در سال (934 ه ق) به «جبع» باز گرداند، و تا سال (937 ه ق) در وطن اقامت گزيد؛ و در طي اين مدت همواره سرگرم بحث و مذاكره علمي و ارشاد مردم و برآوردن حوائج ديني آنها بود، و ضمنا فضلاء و دانشمندان از اطراف و اكناف، با او شد

آمد برقرار ساخته و به مراوده با وي مانوس شدند.

و سرانجام محضر او به صورت كانوني براي رفت و آمد متراكمي در آمد كه در طي آنها با دلسوزيهاي فراواني به كارسازي و تدبير امور مراجعان - در كنار درس و مطالعاتش - قيام مي كرد.

3 - دمشق:

شهيد ثاني به دنبال گم گشته و نايافته اي در حال پويش و جستجو به سر مي برد كه موجودي معلوماتش و نيز شد آمدهاي علمي و اقبال مردم به او، نمي توانست روح پوياي او را قانع و به گم گشته اش رهنمون سازد. لذا موقعيت علمي و اجتماعي او، از ديدگاهش هيچ جاذبه و فريبائي نداشت و نتوانست وي را شيفته و فريفته سازد تا به همان مقدار بسنده كند. به همين جهت بر آن شد كه «جبع» را رها كرده و به سوي «دمشق» ره سپرد. سرانجام در سال (937 ه ق) از ديار خويش به دمشق كوچيد، و يكسال و اندي در آنجا درنگ نمود و به محضر درس شمس الدين محمد بن مكي، فيلسوف محقق راه يافت، و كتابهاي «شرح الموجز» و «غاية القصد في معرفة الفصد» - كه در طب و از مؤلفات همين استاد بود - و نيز كتاب «فصول فرغاني» در هيئت، و بخشي از «حكمة الاشراق» سهروردي را بر او خواند، و كتاب «شاطبيه» در علم قرائت را نزد احمد بن جابر تحصيل كرد، علاوه بر آن، قرآن كريم را طبق قرائت نافع و ابن كثير و ابي عمر و عاصم بر او قرائت نمود.

4 - مصر:

اهتمام علمي شهيد تا همينجا، با مسافرت به دمشق و ادامه تحصيل در اين ديار اشباع نشد

و مي خواست عرصه هاي گوناگون فكر و انديشه را بازيافته و نمونه هاي متنوعي از فرهنگها و معارف را تحصيل كند، لذا در سال (943 يا 944 هق) تصميم گرفت دمشق را پشت سر گذاشته و راه مصر را در پيش بگيرد تا فضاي جديدي از فكر و انديشه را براي خود جستجو كرده و با جهات و ابعاد نويني - در سايه ارتباط با شخصيتهاي علمي و اجتماعي - آشنا گردد.

نكته قابل ذكر اين است كه هزينه هاي سفر شهيد ثاني به وسيله فرد خيرخواهي به نام «حاج شمس الدين محمد بن هلال» تامين مي شد، كه اين مرد شريف از ديرباز، مقرري ويژه اي در ايام تحصيلش به او مي پرداخت و نيز خرج و نفقه او و خانواده اش را به عهده گرفته بود. از اين شخص بزرگوار، اطلاع بيشتري در دست نيست و فقط آن نويسندگاني كه از شرح حال شهيد ثاني ياد كرده اند نوشته اند كه شخص مذكور در سال (952 يا 956 ه ق) در ميان خانه اش با زن و فرزندانش - كه يكي از آنها شيرخواره بوده است - به قتل رسيد.

مدت مسافرت شهيد ثاني از دمشق به مصر، حدود يكماه به طول انجاميد، و كرامات و خوارق عاداتي در ميان راه از او مشاهده شد كه شاگرد او، ابن العودي از آنها ياد كرده است.

مصر در آن روزگاران يكي از مراكز مهم جنبشهاي علمي در ميان بلاد و ممالك اسلامي به شمار مي رفت. شهيد ثاني در اين سرزمين استاداني از مذاهب مختلف اسلامي را درك كرده بود كه در فقه و حديث و تفسير از تخصص و كارآئي عميقي برخوردار بوده اند.

هدف شهيد ثاني

چنين بوده است كه مي خواست از رهگذر شركت در حلقات درس استادان مختلف، اطلاعات گسترده و عميقي را در مذاهب مختلف اسلامي كسب كند و به اهداف اين مذاهب دست يابد، و در نتيجه از ژرفاي درون اين مذاهب، حق و باطل، و درست و نادرست را دقيقا شناسائي نمايد. (ما ضمن بر شمردن اساتيد شهيد ثاني، مطالعات و تحصيلات او را در اين ديار گزارش خواهيم كرد).

شهيد ثاني توانست در مدتي كه در مصر به سر مي برد موفق به تحصيل و مطالعات سودمندي شود، و مجالس گوناگوني را - كه به منظور درس و يا مناقشات دائر مي شد - درك كند و با اساتيد بزرگي آشنا گردد.

با اينكه توقف او در مصر نسبةً كوتاه بود توفيق يافت كه ذخائر فراوان و جالب توجهي از علم و دانش را براي خويشتن فراهم آورده و كتابهاي درسي متعددي را نزد اساتيد نخبه و برجسته مصر بخواند.

هدف اين فقيه عاليقدر و عارف گرانمايه از شركت در مجالس درسي مصر، چنان نبود كه صرفا از محضر آنها علوم را فرا گيرد؛ چون او اكثر اين علوم را قبلا در «جبع»، «ميس»، «كرك نوح» و «دمشق» تحصيل كرده بود؛ علوم بلاغت و نحو و صرف، قرائات، و حديث، در مصر براي شهيد ثاني مسائلي تازه و ناآشنا نبود. بنابراين در وراء اين مطالعات بايد هدف ديگري را براي شهيد ثاني جستجو كرد، و آن اين بود كه مي خواست با روشهاي متنوع - در رابطه با تدريس علوم - آشنا گردد، و درباره مذاهب و مكاتب مختلف فكري احاطه اي به هم رساند، و نحوه هاي گوناگون انديشه هاي علمي را بازيابد. چنين

هدفي بود كه شهيد ثاني را بر آن داشت كه به مصر مسافرت كند و دمشق را ترك گويد. به همين جهت است كه مي بينيم توانست در مدت بسيار كوتاه توقفش در مصر، به اندوخته هاي وافري در علوم دست يابد و كتابهاي فراواني را بخواند كه معمولا حتي در مدتي كمتر از ربع قرن، تحصيل اين فراورده ها امكان پذير نبوده است. مدت توقف شهيد ثاني در مصر فقط هجده ماه به طول انجاميد.

در سوي بازگشت به وطن

5 - سفر به حجاز:

ماندن در مصر و يا دمشق از آن پس نمي توانست بر موجودي و ذخائر علمي شهيد بيفزايد؛ لذا مصر را در هفدهم شوال 943 ه ق، به سوي حجاز ترك گفت، و در اين سفر به زيارت خانه خدا و انجام مراسم حج و عمره و زيارت نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و ائمه بقيع (عليهم السلام) موفق گرديد و در ماه صفر 944 ه ق به وطن خويش بازگشت.

و چون داراي سابقه شهرت علمي و فضل بود مردم شديدا شائق مراجعت وي به زادبومش بودند كه ابن العودي در اين باره مي نويسد:

«ورود شهيد ثاني به سرزمين نياكانش همچون باران رحمتي بود كه زير بارش معارف خود، دلهاي جهل زده و مرده را دوباره احياء كرد و ارباب فضل و علم بدو روي آوردند، آن هم در روزگاراني كه ابواب علم، فراسوي مردم، بسته بود و با ورود شهيد ثاني اين درها گشوده شد، و بازار علم و دانش كه از رونق افتاده بود از بركات قدوم او سرشار، و انوار فيضان وجودش بر تيرگيهاي جهل پرتوافكن شد، و قلوب اهل

معارف، بهجت و نورانيتي يافت ….»

دانش جويان و مشتاقان علم از آن پس از نواحي مختلف، آهنگ سوي او مي كردند.

و فضلاء، پيرامون وي گرد مي آمدند و او نيز دست اندر كار تدريس و ارشاد مردم و اداره شئون ديني آنها شد و مسجد و مؤسسات ديگري را در آنجا بناء كرد.

6 - زيارت اعتاب مقدسه در عراق:

در صفر 946 ه ق، به زيارت ائمه اطهاري كه مراقدشان در عراق بود موفق گرديد، و در پنجم شعبان همان سال به موطن خود، «جبع» بازگشت و چند سال در آنجا ماند.

7 - بيت المقدس:

در ماه ذيحجه سال 948 ه ق، مسافرت به بيت المقدس را در پيش گرفت، و در آنجا در محضر شيخ شمس الدين بن ابي اللطيف مقدسي، بخشهائي از «صحيحين»، يعني صحيح بخاري و صحيح مسلم را قرائت نمود و از او اجازه روايت را دريافت كرد.

و پس از آن به موطن خود بازگشت و در آنجا سرگرم تحقيق و مطالعه گشت.

8 - بلاد روم شرقي و قسطنطنيه:

از اين پس شهيد ثاني به صوب روم شرقي، عزم سفر نمود و مي خواست - به منظور آنكه مقام استادي و تدريس را در پاره اي از مدارس آنجا احراز نمايد - به قسطنطنيه برود، و با مسئولان مربوطه در اين زمينه ملاقاتي به عمل آورد. ميان تركهاي آن زمان چنين معمول بود كه بايد مراجعان به پايتخت، همراه خود داراي معرفي نامه اي از طرف قاضي آنجا باشند قاضي وقت هم شخصي به نام «معروف شامي» و مقيم در صيدا بود. ميان شهيد ثاني و اين قاضي، سابقه آشنائي وجود داشت. شهيد ثاني، شاگردش: ابن العودي را به

سوي او گسيل داشت تا صرفا آمدن او را - بدون درخواست معرفي نامه - به وي اعلام كند. ابن العودي نزد قاضي آمد و سفر شهيد ثاني را به او گزارش نمود و درخواستي از او به عمل نيامد.

باري، شهيد ثاني به قسطنطنيه مسافرت كرد، چنانكه خود مي گويد:

«ورود ما به قسطنطنيه، همزمان با روز دوشنبه، هفدهم ربيع الاول 952 ه ق اتفاق افتاد، و خداوند متعال براي ما منزلي فراهم فرمود كه بسيار زيبا و مناسب، و از بهترين مساكن آن شهر بوده، و به حوائج خود نيز در اين منزل دسترسي داشتيم. پس از ورود به اين شهر، هجده روز با هيچيك از بزرگان تماس برقرار نكردم.

و قضاء الهي بر آن مقرر گرديد كه در اين ايام كوتاه به نگارش رساله جالب توجهي توفيق يابم كه حاوي ده مبحث مهم از مباحث عقلي و فقهي و تفسير و امثال آنها بوده است. اين رساله را نزد قاضي عسكر - كه به «محمد بن قطب الدين بن محمد بن محمد بن قاضي زاده رومي» نامبردار بود - فرستادم. اين قاضي عسكر، مردي فاضل و اديبي خردمند و انديشمند بود كه از لحاظ اخلاق و ادب از بهترين شخصيتهاي آن ديار به شمار مي رفت. فرستادن اين رساله، تاثير مطلوبي در او به جاي گذاشته، و موقعيتي جالب براي من به ارمغان آورد، و در نتيجه، بهره اي عظيم عايد من گشت.

و اين قاضي عسكر فاضل، نزد افاضل و دانشمندان آن شهر، مرا بسيار مي ستود، و مرا بدانها مي شناساند. در اين مدت ميان من و قاضي مذكور، بحث و مذاكراتي در مسائل مختلف علمي، اتفاق افتاد.

پس از

آنكه دوازده روز از مجالست، با قاضي زاده رومي، سپري گشت دفتري را كه صورت وظائف و مدارس در آن ثبت و ضبط شده بود نزد من فرستاد، و مرا در انتخاب هر مدرسه دلخواهم مخير ساخت؛ ولي تاكيد مي كرد كه تدريس در شام يا حلب را انتخاب كنم.»

شهيد ثاني مي گويد:

من مدرسه «نوريه» بعلبك را براي انجام وظيفه تدريس انتخاب كردم و اين به دو علت بود:

اولا آنجا را مقرون به صلاح مي ديدم.

و ثانيا استخاره نيز با انتخاب آنجا مساعد بود. پس از آنكه شهيد ثاني مدت سه ماه و نيم در قسطنطنيه درنگ كرد، تصميم گرفت بلاد مهم روم شرقي (تركيه فعلي) را زير پا گذاشته و بر تجاربي كه اندوخته بود بيفزايد، لذا به شهر «اسكدار» - كه در روبروي قسطنطنيه قرار داشت و فقط دريا در ميان آنها فاصله انداخته بود - مسافرت كرد، و در اين شهر - طبق معمول - با شخصيتهاي بزرگ علمي ارتباط و گرد همآئي برقرار ساخت كه در ميان آنها دانشمندي هندي كه فاضل و آشنا به فنون متنوع، از جمله: علم رمل و نجوم بود، جلب نظر مي كرد.

آهنگ زيارت دوباره اعتاب مقدسه در عراق

سفر شهيد ثاني در بلاد روم شرقي قريب نه ماه به طول انجاميد كه در خلال اين مدت، بسياري از شهرهاي آن را درنورديد، و يا بسياري از دانشمندان و بزرگان آن ديار، ملاقات به عمل آورده، و نوشته هاي دقيقي راجع به شهرهائي كه از آنها بازديد كرده بود به نگارش آورد. همين نكته نمايانگر علاقه شديد شهيد ثاني به فراهم آوردن اطلاعات و معلومات، در هر جائي بود كه وارد بر

آن مي شد. حتي از ياد كردن حال و هواي شهرها و انواع ميوه ها و پاره اي از عادات محلي و امثال آنها دريغ نمي نمود.

9 - ورود به عراق:

شهيد ثاني نمي خواست سفرش تا همينجا پايان گيرد و به موطن خود بازگردد، و قبل از اينكه به زيارت اعتاب مقدسه در عراق توفيق يابد و دانشمندان آن ديار را درك كند راه بازگشت به زادبوم خويش را در پيش گيرد، لذا آهنگ سوي عراق نموده و در روز چهارشنبه، چهارم شوال 952 ه ق، وارد «سامراء» گشت و در شهرهاي عراق جابجا مي شد و سرانجام اين توفيق نصيبش شد كه مشاهد مشرفه و مزار بزرگان دين در بغداد و حله و كربلا و كوفه و نجف اشرف و جز آنها را زيارت كند.

شهيد ثاني به هر شهري در عراق وارد مي شد سيل علاقه مندان و ارادت پيشه گان به او - از هر طبقه - به سوي او سرازير بود كه ورود او را تهنيت گفته و مقدم او را گرامي مي داشتند.

اين امر نشان مي دهد كه دانشمند بزرگوار ما از شهرت بسيار گسترده در ميان علماء كشورهاي مختلف، برخوردار بوده است.

رفت و آمدها و زيارت مردم و ديد و بازديدها، مانع از آن نبوده است كه شهيد ثاني رسالت علمي خويش را فراموش كند، و دست از تحقيقات و كاوشها و پژوهشهاي خود بردارد. در همين عراق بود كه دست اندر كار تحقيق درباره قبله عراق به طور عموم، و به ويژه، قبله مسجد كوفه و حرم اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) شد؛ چون دريافته بود كه قبله در اين نقاط از سمت واقعي خود منحرف مي باشد؛ لذا مقدار

انحراف آن را اثبات كرده، و بر خلاف معمول اهالي اين منطقه ها - كه قبلا نماز مي گزاردند - در جهاتي نماز را برگزار مي نمود كه طبق نظر و استنباط او بايد آن جهات را قبله واقعي و درست تلقي مي كردند.

اين كوشش علمي و ديني شهيد ثاني باعث شد كه مردم، سخت احساس رفاه و شادماني كنند، و فقط يك نفر با رأي شهيد ثاني در مورد سمت القبله به مخالفت برخاست كه از آن پس با مردم ديگر به ديدار شهيد نمي رفت؛ لكن پس از چند صباحي با پوزش خواهي فراوان به ديدار او شتافت و در سلك ارادتمندان باو در آمد. گويند اين مرد، نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) را به خواب ديد و مشاهده كرد كه آن حضرت وارد بقعه و بارگاه اميرالمؤمنين (عليه السلام) شده، و به همان سمتي نماز جماعت برگزار فرمود كه شهيد ثاني با انحراف از معمول، بدان سو نماز گزارد.

10 - بعلبك:

پس از آنكه شهيد ثاني وظيفه خويش را در زيارت اعتاب مقدسه عراق به انجام رسانيد، به سوي بعلبك روي آورد، و ارادتمندانش در شهر به انتظار قدوم مبارك او به سر مي بردند تا از سرچشمه فياض معارف او عطش علمي خود را فرو نشانده و از كمالات اخلاقي او بهره مند شوند.

شهيد ثاني در نيمه صفر 953 ه ق به بعلبك رسيد، و هنوز كاملا در آنجا استقرار نيافت كه مردم، تك تك و دسته دسته به ملاقات او مي آمدند.

و وي چنين فرصت مساعد و مناسبي را از دست نداد، لذا سرگرم تدريس و افتاء - بر طبق مذاهب اهل سنت و مذهب

شيعه - گرديد.

و در حقيقت شهيد ثاني در اين شهر، تدريس جامعي را آغاز كرد، به اين معني - كه چون نسبت به مذاهب پنجگانه جعفري، حنفي، شافعي، مالكي و حنبلي، از لحاظ علمي، كاملا محيط و مسلط بود - بر اساس تمام اين مذاهب، تدريس مي نمود.

و در واقع فقه و عقايد تطبيقي را تدريس مي كرد.

و چنانكه سلف صالح او، يعني شيخ طوسي (قدس سره) براي نخستين بار كتابي تحت عنوان «مسائل الخلاف» در زمينه فقه و حقوق تطبيقي اسلام تاليف كرده بود، شهيد ثاني نيز براي اولين بار، تدريس فقه تطبيقي را در شهر بعلبك بنياد كرد. توده مردم نيز مطابق مذهب خود، پاسخ استفتائات خويش را از محضر او دريافت مي كردند.

بديهي است وقتي شخصيتي مانند شهيد ثاني - كه خود را مهياي تدريس و افاضه در منطقه اي ساخته بود - بايد آنجا مركز مهمي براي نشر علوم و تربيت علماء و افاضل باشد. آري بعلبك نيز بدينسان يكي از مراكز مهم علمي به شمار مي رفت كه علماء و دانشمندان از نواحي مختلف بلاد اسلامي - از دور و نزديك - بدان سو آهنگ مي نمودند، و ورود و اقامت شهيد ثاني در اين شهر، باعث رونق فزونتري از لحاظ تحرك علمي در آنجا گرديد.

ابن العودي در اين باره مي نويسد:

«در اين ايام، من در خدمت شهيد ثاني به سر مي بردم - و شهيد ثاني در اين زمان، مرجع عامه مردم به شمار مي رفت - و تا وقتي كه در آنجا مقيم بود مقصد و مقصود همگان بود. فراموش نمي كنم كه من او را در قله رفيعي از موقعيت علمي و اجتماعي و به صورت مرجع

و پناهگاه مردم، احساس مي كردم كه به هر فرقه - مطابق مذهب آنها - فتوي مي داد، و كتب مذاهب مختلف اسلامي را تدريس مي نمود، علاوه بر آنكه در مسجد اعظم بعلبك نيز تدريس مي كرد. همه مردم شهر، مطيع و منقاد او بوده و او - در برابر قلوبي كه سرشار از محبت و حسن اقبال و اعتقاد بود - به عنوان مراد آنها به شمار مي رفت، و بازار علم در اين ديار بر وفق مراد بوده و رو به رونق گذاشت، فضلاء از دورترين نقاط به وي مراجعه مي كردند … و بالاخره ايام اقامت شهيد ثاني در بعلبك همچون روزهاي عيد و شادي مردم آن ديار تلقي مي شد.»

بازگشت دائمي به موطن اصلي

شهيد ثاني تا سال (955 ه ق) ، در بعلبك ماند و بدون انقطاع و نستوهانه به انجام وظائف سرگرم بود؛ لكن اشتياق به موطن و ديدار خويشاوندان و دوستان - كه از پنجسال قبل، آنها را ترك گفته بود - او را بر آن داشت كه به شهر خود بازگشته و در آنجا مقيم گردد. لكن از لابلاي نوشته هاي ابن العودي چنين استنباط مي شود كه انگيزه مراجعت او عبارت از احساس فشار شديد و مراقبت جاسوسان و بدخواهاني بود كه او را در تنگناي روحي مي آزرد.

ابن العودي مي گويد:

«اين تاريخ - يعني تاريخ مراجعت شهيد به «جبع»، پايان نقطه فرصت امنيت و سلامت او از حوادث ناگوار بوده … كه آن بزرگوار، مرا از آن آگاه ساخت، و در منزل من، واقع در «جزين» در حال اختفاء از دشمنان و بدخواهان به سر مي برد.»

علت اين فشار شديد، اقبال و توجه فزون از حد مردم به شهيد ثاني

بوده است كه همزمان با اقامتش در بعلبك از آن برخوردار بود، و حسودان و بدخواهان نمي توانستند اينهمه حيثيت و احترام و شهرت را در شهيد ثاني تحمل كنند. پاره اي از مورخين را عقيده بر آن است كه «معروف شامي» يعني همان قاضي كه قبلا از او ياد كرديم در اين مراقبت و فشار روحي و ايجاد مزاحمت براي اين شخصيت بزرگوار نقش داشت، و او همان كسي است كه سرانجام در قتل شهيد ثاني سعايت كرد.

اساتيد شهيد ثاني

الف - جبع:

1 - پدرش: نورالدين علي، معروف به «ابن الحجة» (م 925 ه ق) درباره كتابها و درسهائي كه شهيد ثاني نزد پدرش قرائت كرد و آنها را فراگرفت، قبلا گفتگو شد.

ب - ميس:

2 - علي بن عبدالعالي ميسي كركي (م 938 ه ق). كه شرح تحصيلات او - ضمن بحث از سفرهاي شهيد ثاني - بازگو شده است.

ج - كرك نوح:

3 - سيد حسن بن سيد جعفر، كه گزارش مربوط به تحصيلات شهيد ثاني نزد او، قبلا گزارش شد.

د - دمشق:

4 - شمس الدين محمد بن مكي حكيم و فيلسوف، كه سخن درباره تحصيلات شهيد ثاني نزد وي، ضمن گفتگو از سفرهاي علمي شهيد ثاني بازگو شد.

5 - احمد بن جابر.

6 - شمس الدين طولون حنفي دمشقي.

ه - مصر:

شهيد ثاني در مصر، در حلقات گوناگوني - كه در مساجد و مدارس تشكيل مي گرديد - شركت مي كرد، و درس اساتيد بزرگي را در فقه و حديث و تفسير درك نمود. ابن العودي از شانزده استادي كه (گويا شهيد ثاني در مصر) نزد آنها تلمذ كرد نام مي برد و مي نويسد كه شهيد ثاني گفته بود:

استادان (مصري من) بدين

شرح است:

7 - شيخ شهاب الدين احمد رملي شافعي، كه «منهاج نووي» در فقه، و بخش مهم كتاب «مختصرالاصول» ابن حاجب، و «شرح عضدي» - همراه با مطالعه حواشي «سعديه» و «شريفيه» - را بر او قرائت نمودم؛ و كتابهاي زيادي در فنون و علوم عربي و عقلي و جز آنها را از او سماع كردم كه از جمله آنها «شرح التلخيص» از ملا سعدالدين تفتازاني، و «شرح تصريف عزي؟» و «شرح كتاب امام الحرمين، جويني» در اصول فقه - كه از نوشته هاي خود استاد بوده است - و «شرح جمع الجوامع»

«محلي» در اصول فقه، و «توضيح» ابن هشام در نحو، و غيرذلك بوده است كه ذكر آنها به طول مي انجامد. اين استاد در سال 943 ه ق، براي من اجازه عامي صادر كرد كه بر اساس آن، مجاز بودم رواياتي را - كه نقل آنها براي او روا بود - روايت كنم. (1)

8 - ملاحسين جرجاني كه پاره اي از كتاب «شرح تجريد» ملاعلي قوشجي را همراه «حاشيه ملا جلال دواني»، و «شرح اشكال التاسيس» قاضي زاده رومي در هندسه و «شرح چغميني» در هيئت را بر او خواندم. (2)

9 - ملامحمد استرابادي، كه قسمتي از «مطول» را همراه با «حاشيه سيد شريف جرجاني» و «شرح كافيه» در نحو را بر او قرائت كردم. (3)

10 - ملا محمد علي گيلاني، كه پاره اي از علم معاني را در محضر او سماع نمودم. (4)

11 - شيخ شهاب الدين ابن النجار حنبلي، كه تمام كتاب «شرح شافيه» جاربردي و نيز تمام كتاب «شرح الخزرجية» در عروض و قافيه، از شيخ زكريا انصاري را بر او قرائت كردم؛ و

نيز كتاب هاي فراواني در فنون مختلف و حديث، از جمله: «صحيح بخاري» و «صحيح مسلم» را در محضر او سماع نمودم. اين استاد درباره آنچه كه در محضر او سماع و يا قرائت كردم، و نيز رواياتي كه خود درباره آنها اجازه داشت در همان سال 943 ه ق، به من اجازه روايت داده بود. (5)

12 - شيخ ابوالحسن بكري، (نويسنده كتاب «الانوار في مولد النبي المختار» كه در مجلسي در كتاب «بحارالانوار» از اين كتاب مطالبي را آورده است، و شهيد ثاني مي گويد:

من قسمتي از كتب فقه و تفسير پاره اي از شرح وي بر «منهاج» را از محضر او سماع نمودم. (6)

13 - شيخ زين الدين، جرمي مالكي، كه «الفيه» ابن مالك را بر او خواندم. (7)

14 - استاد محقق، ناصرالدين لقاني - يا - ملقاني مالكي، پژوهشگر زمان و دانشمند برجسته مصر - و من در اين سرزمين به استادي، فاضل تر از او بر نخوردم كه در علوم عقلي و عربي، چيره دست تر از او باشد - نزد اين استاد، «تفسير بيضاوي» و فنون ديگر را سماع نمودم. (8)

15 - شيخ ناصرالدين طبلاوي شافعي، كه قرآن كريم را - طبق قرائت ابن عمرو، و نيز رساله اي در قرائت را - كه خود تاليف كرده بود - بر او خواندم. (9)

16 - شيخ شمس الدين محمد بن ابي نحاس، كه در قرائت، كتاب «الشاطبيه»، و قرآن كريم - طبق قرائت قراء سبعه - را بر او خواندم، و بار دوم به خواندن قرائت قراء عشره نزد او آغاز كردم كه نتوانستم آن را به پايان رسانم.

ابن العودي مي گويد:

شهيد ثاني غالبا اين استاد

را از نظر صلاح و تقوي و حسن اخلاق و تواضع مي ستود و فضلاء مصر - براي فراگرفتن فنون مختلف علوم قرآني - بدو مراجعه مي كردند و از محضر او مستفيض مي گشتند، چون اين استاد در علوم قرآني به عنوان دانشمندي برجسته و سرشناس به شمار مي رفت، حتي مردم - آنگاه كه خود سرگرم كار بود و چكش (مسگري) را از دستش زمين نمي گذاشت - مطالب علوم قرآني را بر وي قرائت مي كردند. فقط آنگاه دست از كار و صنعت مي نهاد كه يكي از فضلاء بزرگ بر او وارد مي شد، و براي او فرش مي گستراند و خود بر روي حصير مي نشست. (10)

17 - استاد فاضل كامل، عبدالحميد سنهوري، كه فنون سودمندي را بر او خواندم، او نيز اجازه عام براي من صادر كرده بود. ابن العودي مي گفت:

شهيد ثاني (قدس سره) ، اين استاد را - به خاطر آنكه جامع فضيلت علم و كرم بوده است - بسيار مي ستود. (11)

18 - شيخ شمس الدين محمد بن عبدالقادر فرضي شافعي، كه كتابهاي زياد در حساب، و «المرشد» در حساب هند، و «الياسمينيه» و شرح آن در علم جبر و مقابله را بر او خوانده، و در محضر او «شرح الوسيلة» را سماع نموده، و اجازه عام از او دريافت كردم. (12)

سپس شهيد ثاني مي گفت:

در مصر از محضر استادان زيادي، علوم را فرا گرفتم كه ذكر تفضيلي آنها، مطلب را به نحو ناخوش آيندي طولاني مي سازد، و اجمالا پاره اي از آنها عبارت بوده اند از:

19 - شيخ عميره. (13)

20 - شيخ شهاب الدين بن عبدالحق. (14)

21 - شيخ شهاب الدين بلقيني. (15)

22 - شيخ شمس الدين دير وطي (16)

و اساتيد ديگر.

و - بيت المقدس:

23 - شيخ شمس الدين ابي اللطيف مقدسي، كه شهيد ثاني بخشهائي از «صحيح بخاري»، و «صحيح» مسلم را بر وي قرائت كرد، و از او اجازه روايت دريافت نمود.

ز - قسطنطنيه:

24 - سيد عبدالرحيم عباسي، نويسنده كتاب «معاهدالتنصيص.»

مؤلفات و آثار علمي شهيد ثاني

مقدمه:

اين دانشمند عاليمقدار اكثر فرصتهاي زندگاني خود را در سفر و در محضر علماء گذراند، و اوقات او در افتاء و قيام به امور مهم ديني و اجتماعي در هر جا مصروف مي گشت. روزها را در شهر خود به تدريس و برآوردن حوائج مردم سپري مي ساخت، و شبها به تهيه هيزم و سوخت منزل و رسيدگي به انگورستان مي گذراند، مع ذلك آنچنان به مدد تاييدات الهي، مؤيد و موفق بود كه توانست آثار جالبي در علوم مختلف از خود به جاي گذارد كه از لحاظ نظم و دقت و پختگي، بي اندازه جالب توجه و ارزشمند مي باشند. مسافرتهاي زياد و حضور او نزد اساتيد مختلف و تلمذ در محضر دانشمندان مذاهب مختلف، و مطالعات درازمدت و مداوم، و حوصله شايان توجه او در غور رسي مصادر و مراجع علمي، همه اينها عواملي بود كه مؤلفات و آثار شهيد ثاني را به گونه اي پرداخت كه پاره اي از آنها عملا به صورت كتب درسي درآيند و از عمق فكري و وضوح در تعبير و رواني بيان و نظم و ترتيب خوش آيند و عرضه صحيح مطالب و حسن ذوق و سليقه در ابواب بندي و ترتيب مباحث، برخوردار گردند.

نكته قابل توجه در آثار شهيد ثاني اين است كه همه نوشته ها و آثار او محدود به استفاده طبقه خاصي از علماء و دانشمندان نيست،

و عليرغم آنكه او گاهي به تاليف آثاري پرداخت كه بايد آنها را علمي بَحت و صد در صد تحقيقي و تخصصي برشمرد، دست اندر كار نگارش موضوعاتي مي شد كه صرفا اخلاقي و ساده و آسان بوده كه حتي براي توده مردم و افرادي كه از بضاعت علمي محروم بودند، سودمند مي افتاد، و مي توانستند به سهولت از آن بهره گيرند.

بدينسان، شهيد ثاني از شرائط و اوضاع محيط اجتماعي خود الهام مي گرفت و دست اندر كار آفرينش آثار علمي و اخلاقي مي شد، مثلا مي بينيم كتابي در مذمت «غيبت» نوشت، چون مي ديد:

«مردم فرصتهاي زندگاني را به بطالت صرف مي كنند، و در مجالس و محافل و محاورات روزمره خويش سرگرم فكاهه و تفريح مي شوند، و نفوس خود را به وسيله آبروريزي برادران ديني و بي حيثيت ساختن اقران و همنوعان مسلمان، تغذيه مي كنند، و چنين كاري را در شمار سيئات و گناهان نمي آورند، و مع ذلك از مؤاخذه و بازپرسي جبار سماوات و خداي منتقم بيمي ندارند.» (3)

و آنگاه كه طفل عزيز خود را از دست مي دهد، كتاب ديگري را تحت عنوان «مسكن الفؤ اد عند فقد الاحبة و الاولاد» مي نگارد، كتابي در تسكين خاطر خود و ديگران در برابر مصائب روزگار، كه همه طبقات مردم را به كار مي آيد و آنها را از هم و غم آسيبها مي رهاند، و مترجم، اين كتاب را ترجمه نموده است كه - ان شاء الله - به زودي منتشر خواهد شد.

آثار علمي اين دانشمند پاك نهاد به دهها كتاب و رساله تحقيقي مي رسد.

و عليرغم اشتغالات ديگر و تدريس، حدود هفتاد اثر علمي از خود به جاي گذاشت كه ما به برخي

از آنها دست يافته و يا به نام پاره اي از آنها - ضمن ترجمه احوال او در مراجع مختلف - آگاهي يافته ايم.

مجموعه تاليفات شهيد ثاني كه از «روض الجنان» افتتاح مي شود و به «الروضة البهية» - از لحاظ تاريخ تاليف - پايان مي گيرد واقعا همچون روضه و بوستاني است كه هر پژوهشگر دانشهاي ديني و علوم انساني را با مناظر دل انگيز خود بر سر نشاط مي آورد تا گمشده خود را در ميان آنها بيابد، و قلب او با مشاهده هر زاويه اي از اين بوستان و آبشخورهاي آن سيراب گردد.

آثار شناخته شده اين عالم بزرگوار و فقيه عاليقدر را بر حسب ترتيب موضوعي در زير ياد مي كنيم:

الف - كتب و رساله هاي فقهي

1 - روض الجنان في شرح ارشاد الاذهان: شرحي است مزجي بر «ارشاد الاذهان» علامه حلي، كه يك مجلد از اين شرح در «طهارت» و «صلوة» پس از ظهور اجتهاد او در سن 33 سالگي در جمعه 25 ذي القعده 949 ه ق، به انجام رسيده، و اولين بار با «منية المريد» در 1307 ه ق چاپ شد (4) و همانگونه كه از رساله ابن العودي استفاده مي شود، نخستين كتابي است كه شهيد ثاني در فقه استدلالي تاليف كرده و تاليف آن را به كسي اظهار ننموده است تا آنكه ابن العودي بر آن اطلاع يافت و اين قضيه را ضمن داستان مفصلي در رساله خود ياد كرد (يك).

2 - مسالك الافهام في شرح شرايع الاسلام: شرحي است مزجي بر «شرايع الاسلام» محقق حلي كه تاريخ پايان كتاب «ديات» آن 8 ربيع الاخر 964 ه ق مي باشد. روش شهيد در شرح اين كتاب،

نخست مبني، بر اختصار بوده، و سپس به تفصيل و گسترش در شرح و گزارش آن گرايش يافت به گونه اي كه سرانجام به هفت مجلد كتاب پر حجم رسيد (5) (دو).

3 - الفوائد الملية في شرح النفلية: شرحي است بر «الرسالة النفليه» شهيد اول، كه مستحبات نماز در آن ياد شده، و شهيد ثاني اين رساله را به اختصار و به صورت مزجي، شرح كرده، و احيانا متعرض پاره اي از ادله شده است. (6)

(سه).

4 - المقاصد العلية في شرح الالفية: اين كتاب عبارت از شرح كبير شهيد ثاني بر «الرسالة الالفيه» شهيد اول مي باشد كه آن را در 19 ربيع الاول 950 ه ق به انجام رسانيد. شهيد ثاني سه شرح بر «الرسالة الالفية» نوشته است كه «المقاصد العلية» عبارت از شرح كبير و استدلالي بر رساله مزبور مي باشد. (چهار).

5 - شرح الرسالة الالفية (الوسيط): كه اهم مسائل را در آن ياد كرده؛ ولي آنچنان گسترده در آن به بحث نپرداخته است (پنج).

6 - شرح الرسالة الالفية (الوجيز): كه بر رويهم عبارت از تعليقات و شروح و حواشي فتوائي بر «الرسالة الالفية» مي باشد كه آن را به منظور عمل كردن مقلدين، تحرير كرده، و لذا بايد آن را نوعي از «رساله عمليه» برشمرد (شش).

7 - نتايج الافكار في حكم المقيمين في الاسفار: كه آن را در روز دوشنبه 27 رمضان 950 ه ق به پايان رسانيد. اين رساله نبشتاري است فشرده در بيان حكم مسافري كه در بلد خود قصد اقامه ده روز كرده باشد. اين مساله در اين رساله به اقسام مشهور، تقسيم شده است (7) (هفت).

8 - رسالة في ارث الزوجة من العقار:

كه در ظهر روز پنجشنبه 956 ه ق، آن را تاليف كرد (هشت).

9 - رسالة في احكام الحَبوَةِ: كه در روز سه شنبه 25 ذي الحجه 956 ه ق، آن را تاليف نمود (نه).

10 - رسالة في وجوب صلوة الجمعة: شهيد ثاني، معتقد بود كه نماز جمعه، واجب عيني است، و رساله مزبور را در اثبات همين مساله تاليف كرد و بسياري از علماء در كتب فقه استدلالي خود از آن نقل مي كنند (ده).

11 - رسالة في الحث علي صلوة الجمعة: اين رساله، غير از رساله مذكور در شماره 10 مي باشد (يازده).

12 - رسالة في اعمال يوم الجمعة: (دوازده).

13 - رسالة في تحريم طلاق الحائض الحامل المدخول بها، الحاضر زوجها (سيزده).

14 - رسالة في حكم طلاق الحائض، الغائب عنها زوجها (چهارده).

15 - رسالة في تحقيق النية (پانزده).

16 - رسالة في منسك الحج و العمرة (الكبيرة) (شانزده).

17 - رسالة في منسك الحج و العمرة (الصغيرة) (هفده).

18 - رسالة في نيات الحج و العمرة (هجده).

19 - رسالة في عدم جواز تقليد الميت (نوزده).

20 - رسالة في انفعال ماء البئر (بيست).

21 - رسالة في ما اذا احدث المجنب حدثا صغيرا في اثناء الغسل (بيست و يك).

22 - رسالة في ما اذا تيقن الحدث و الطهارة، وشك في السابق منها (بيست و دو).

23 - جواب المباحث النجفية: كه آن را هنگام مراجعت از استانبول به نجف نگاشته است (بيست و سه).

24 - جواب المسائل الهندية (بيست و چهار).

25 - جواب المسائل الشامية (بيست و پنج).

26 - اجوبة شيخ زين الدين (بيست و شش).

27 - اجوبة الشيخ احمد (بيست و هفت).

28 - اجوبة علي ثلث مسائل لبعض الافاضل (8) (بيست

و هشت).

29 - جواب المسائل الخراسانية (بيست و نه).

30 - اجوبة مسائل جبل عامل: كه پس از مراجعت از مكه، در جبل عامل، به آنها پاسخ نوشته است (سي).

31 - الفتاوي المختصرة: غالبا در مسائل مربوط به عبادات است (سي و يك).

32 - رسالة في عدم قبول الصلوة الا بالولاية: (سي و دو).

33 - الرسالة الا سطنبولية في الواجبات العينية: كه هم در فقه و واجبات عملي، و هم در مسائل اعتقادي است، كه آن را در 12 صفر 952 ه ق نگاشته است (سي و سه).

34 - حاشية ارشاد الاذهان: حاشيه اي است بر قسمتي از مبحث «عقود» ارشاد كه تحقيقات مهمي در آن منعكس است. (9)

(سي و چهار).

35 - حاشية شرايع الاسلام: حاشيه اي است مختصر در دو مجلد كه ابن العودي گفته است:

قسمت قابل توجهي از آن نگارش يافته است (سي و پنج).

36 - حاشية قواعد الاحكام: حاشيه اي كه نكات مهم مباحث «قواعد» علامه را مورد تحقيق قرار داده، و بر روند حاشيه معروف به «النجارية» مي باشد، و مجلدي لطيف از اين حاشيه - تا كتاب تجارت - فراهم گشته است (10) (سي و شش).

37 - حاشية المختصر النافع (سي و هفت).

38 - جواهر الكلمات في صيغ العقود و الايقاعات: مرحوم حاج شيخ آغا بزرگ تهراني پس از ياد كردن اين كتاب مي نويسد:

«در كتابخانه سيد محمد علي هبة الدين، نسخه «صيغ العقود» شهيد را رؤيت كردم كه در آغاز آن چنين آمده است:

الحمد لله حمدا كثيرا كما هو اهله. اين نسخه به خط مقصود علي بن شاه محمد دامغاني بوده است كه آن را به سال 996 ه ق، تحرير نمود؛ لكن در اين

رساله، نامي از «جواهر الكلمات» ياد نشده است» (11) (سي و هشت).

39 - الاقتصاد في معرفة المبدء و المعاد، و احكام افعال العباد، و الارشاد الي طريق الاجتهاد:

كه بر اساس دو بخش تنظيم شده است:

1 - اصول عقائد 2 - فروع و واجبات فقهي، روش شهيد ثاني در اين كتاب، مبني بر اختصار بوده است (سي و نه).

40 - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (شرح لمعه): شرحي است مزجي و استدلالي و فشرده كه همانند شهيد اول، آن را مختصر و پرشمول و جامع گزارش كرده است (چهل).

شهيد ثاني در اين كتاب، پاي بند اختصار، و استخوان بندي قوي، و سلاست و حسن تعبير بوده؛ و در اكثر موارد به دليل مساله و پاره اي از آراء مهم فقهي و رد بر پاره اي از آراء و نظريات شهيد اول - در صورتي كه نادرست به نظر مي رسيد - اشاراتي دارد، و رأي شخصي خود را نيز در اين گونه موارد اظهار نموده است.

اين كتاب در ميان كتب فقهي از موقعيت خاصي برخوردار است، به گونه اي كه علماء و دانشجويان ديني در درس و مطالعات خود بدان روي آور گشته اند و از زماني كه تاليف آن به پايان رسيد تاكنون به عنوان «كتاب درسي» مورد اعتناء و اقبال همه علماء و دانشجويان ديني در حوزه هاي علميه شيعي است.

درباره اهميت اين كتاب مي توان گفت:

كه فقهاء بزرگ به شرح و تعليق و حاشيه نويسي بر اين كتاب و توضيح مشكلات آن آنچنان گرايش يافته اند كه طبق نوشته حاج شيخ آغابزرگ تهراني، قريب به نود شرح و حاشيه بر آن نگارش شده است. (12)

گويند:

شهيد ثاني اين كتاب را در

مدت شش ماه و شش روز و يا پانزده ماه، تاليف كرده است، و بارها در ايران و مصر و نجف به طبع رسيد. ضمنا بايد يادآور شد كه ممكن است رسالاتي كه از آنها ياد كرديم برخي از آنها با برخي ديگر قابل تداخل بوده، و به صورت يك رساله با نامهاي متعدد معرفي شده باشد. تحقيق در اين باره، به فرصتي بيشتر و پژوهشي فزونتر، نيازمند مي باشد.

ب - كتب اصول فقه

41 - تمهيد القواعد الاصولية و العربية لتفريع الاحكام الشرعية: در دو بخش: 1 - صد قاعده اصول فقهي

2 - صد قاعده ادب عربي.

و در پايان، داراي فهرست مبسوطي براي تسهيل استخراج مطالب آن مي باشد.

شهيد ثاني اين كتاب را در اول محرم 958 ه ق، به پايان رسانده است؛ و در 1272 ه ق با كتاب «ذكري الشيعه» شهيد اول به طبع رسيده است. (13) (يك).

42 - تفصيل ما خالف الشيخ الطوسي اجماعات نفسه: در روضات آمده است:

اين كتاب، در حقيقت، رد بر مطلق اجماعات و نيز رد بر كساني است كه به اجماعات اعتماد كرده اند. (دو).

ج - كتب مربوط به علوم حديث

43 - بداية الدراية: شهيد ثاني كتاب فشرده اي با اين نام در علم درايه نگاشت كه مي توان گفت:

وي اولين دانشمند شيعي است كه در اين زمينه دست اندركار تاليف كتاب گشت. (يك).

44 - شرح بداية الدراية: اين كتاب توام با متن، در ايران و نجف به چاپ رسيد. (دو).

45 - غنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدثين: ابن العودي درباره اين كتاب مي نويسد:

«در ميان علماء شيعه، تصنيف اين كتاب بي سابقه بوده و قبل از شهيد ثاني هيچيك از دانشمندان شيعه در

چنين موضوعي، كتابي تاليف نكرده بود.» احتمال مي رود كه غير از «بداية» باشد (سه).

46 - شرح حديث «الدنيا مزرعة الآخرة.» (چهار).

47 - كتاب في الاحاديث: مرحوم شيخ حر عاملي مي گويد:

حدود هزار حديث به خط شهيد ثاني ديده ام كه از «مشيخه» حسن بن محبوب، انتخاب شده بود. (پنج).

48 - كتاب الرجال و النسب: ظاهرا كتاب خاصي در رجال، و غير از كتاب «فوائد خلاصة الرجال» و يا كتابي است كه در پاره اي از آثار مؤلف به عنوان «التعليقات علي كتب الرجال»، معروف مي باشد. (شش).

49 - فوائد خلاصة الرجال (هفت).

د - كلام

50 - حقايق الايمان - يا - «تحقيق الايمان و الاسلام» - يا - «حقيقة الايمان و الاسلام»، كه بحثها و تحقيقات غني و سرشاري است درباره مفهوم «ايمان و اسلام» و رد پاره اي از شبهات در اين باره. در پايان اين كتاب، مبحثي در اصول دين - با تفصيل فزونتري - آمده است، و شهيد ثاني، آن را در شب دوشنبه، هشتم ذي القعده 954 ه ق، تاليف كرد؛ و ضمن مجموعه اي از كتب به سال 1307 ه ق در ايران به طبع رسيد. (يك).

51 - البداية في سبيل الهداية: ظاهرا اين كتاب درباره بحث از عقائد مي باشد؛ لكن پاره اي از مؤلفين را گمان بر آن است كه همان «بداية الدراية» مي باشد. آغا بزرگ تهراني مي گويد:

«شيخ حر عاملي از اين كتاب پس از «بداية الدراية» ياد كرده است، و چنين به نظر مي رسد كه دو كتاب مي باشد، و نام آن نيز نشان مي دهد كه درباره عقائد، نگارش يافته است» (14) (دو).

= الاقتصاد في معرفة المبدء و المعاد و احكام …: از اين كتاب، ضمن كتب

فقهي شهيد ياد كرديم.

ه - اخلاق و عرفان

52 - منارالقاصدين في اسرار معالم الدين: ظاهر عنوان كتاب نشان مي دهد كه در طي آن از اسرار احكام شرعي و عللي كه موجب تشريع اين احكام، - يعني واجبات و محرمات و … - مي باشد، بحث و تحقيق به عمل آمده است، و شهيد ثاني از اين كتاب در «منية المريد» ياد مي كند (يك).

53 - منية المريد في آداب المفيد و المستفيد:

در آداب ديني و اخلاقي تعليم و تعلم و قاضي و مفتي و افتاء، كه آن را در 20 ربيع الاول 954 ه ق به پايان رسانيد، كه بارها در ايران و هند و نجف به طبع رسيده است. (دو).

54 - مختصر رسالة منية المريد في آداب المفيد و المستفيد (سه).

55 - مسكنة - يا - مسكن الفؤ اد عند فقد الاحبة و الاولاد:

رساله اي است كه وظائف انسان را به هنگام مواجهه با مصائب و شدائد - از قبيل: از دست دادن فرزند و خويشاوندان و سائر مصائب ديگر - مشخص مي سازد. شهيد ثاني اين كتاب را در چاشت روز جمعه اول رجب 954 به منظور تسليت خود - آنگاه كه فرزند و يا فرزنداني قبل از تولد شيخ حسن صاحب معالم را از دست داده بود - و نيز براي تسليت و دلداري ديگران نگاشته است. نگارنده سطور در سال 1361 ه ش، آن را به فارسي برگردان كرده و ان شاء الله به زودي چاپ و منتشر خواهد شد. متن كتاب بارها در ايران به طبع رسيد (چهار).

56 - مبرد الاكباد في مختصر مسكن الفؤاد:

اين كتاب فشرده اي از «مسكن الفؤاد» ياد شده است كه

به منظور استفاده همگان، تلخيص شد. (پنج).

57 - كشف الريبة عن احكام الغيبة: كتاب جالبي است كه در آن از غيبت، و دلالت كتاب و سنت بر حرمت آن، و نيز از مواردي كه غيبت كردن، جايز مي باشد، و از كيفيت احتراز از غيبت و امثال آن گفتگو شده، و شهيد ثاني، آن را در 13 صفر 949 ه ق، تاليف كرده است و بارها در ايران و نجف به طبع رسيده، اخيرا نيز به فارسي نيز برگردان شده است (شش).

58 - التنبيهات العلية علي وظائف الصلوة القلبية - يا - «اسرار الصلوة»: كه در بيان اسرار عرفاني و آداب و نكات دروني و باطني نماز مي باشد، و ترتيب واجبات نماز در مد نظر مؤلف بوده، و با استمداد از احاديث و آيات قرآني تاليف شده است، و تاريخ فراغ از آن، نهم ذي الحجه 951 ه ق مي باشد. (هفت).

و - تفسير - ز - ادعيه - ح - نحو

و - تفسير

59 - رسالة في شرح البسملة (يك).

ز - ادعيه

60 - رسالة في الادعية (يك).

61 - رسالة في آداب الجمعة (دو).

ح - نحو

62 - المنظومة في النحو (يك).

63 - شرح المنظومة في النحو. كه شرح شماره 62 مي باشد، و در رساله ابن العودي آمده است كه او بخشي از اين رساله را به خط خود شهيد ثاني ديده است. (دو).

ط - اجازات

64 - الاجازات: شهيد ثاني در اين كتاب، اجازاتي كه از مشايخ حديث صادر شده گردآوري نموده است؛ لكن معلوم نيست آيا اين كتاب، عبارت از همان كتابي است كه محتواي آن اجازاتي باشد كه از مشايخ و اساتيد شهيد ثاني براي او صادر

شده است، و يا مطلق اجازات مشايخ براي اشخاص ديگر مي باشد. (يك).

65 - اجازاته لتلاميذه: شهيد ثاني به گروهي از شاگردانش اجازات متنوعي صادر كرده است كه پاره اي مفصل، و پاره اي ديگر، مختصر مي باشد.

و حاج شيخ آغا بزرگ تهراني اجازات زير را در اين مورد ياد كرده است:

1 - اجازه به شيخ ظهير الدين ميسي در 957 ه ق.

2 - اجازه به شيخ محيي الدين ميسي عاملي در 954.

3 - اجازه به شيخ تاج الدين جزائري در 965.

4 - اجازه به شيخ عزالدين بن زمعه مدني در 948.

5 - اجازه به شيخ عبدالصمد، پدر شيخ بهائي در 941.

6 - اجازه به شيخ سلمان جبعي عاملي در 954.

7 - اجازه به سيد عطاءالله حسيني موسوي در 950.

8 - اجازه به ابن صائغ حسيني موسوي در 958.

9 - اجازه به شيخ محمود لاهيجي در 953 (15) (دو).

ي - جنگ و مجموعه

66 - رسالة في عشرة علوم: رساله اي است كه در قسطنطنيه درباره ده علم نگاشته و آن را به قاضي زاده رومي تقديم كرد، و در نتيجه، حكمي درباره وي براي تدريس و اداره مدرسه «نوريه» بعلبك صادر گرديد.

اين بود قسمتي از آثار علمي شهيد ثاني كه گويند مجموعا به هشتاد كتاب و رساله مي رسد.

نويسندگاني كه شرح حال شهيد ثاني را ياد كرده اند به حوصله و صبر او در تاليف و تصنيف و نسخه برداري از كتب و آثار ديگران، اشاراتي دارند؛ با اينكه مي دانيم مراجعان به شهيد ثاني، زياد بوده و خود پي در پي در مسافرت به سر مي برد، و مساعي خويش را در راه نشر اسلام به كار مي گرفت. لذا بايد اين آثار علمي

فراوان و عميق و تحقيقي را موهبتي رباني تلقي كرد كه اين دانشمند بزرگوار به مدد توفيق الهي از آن برخوردار بوده است.

خوانساري - آنگاه كه از «مسالك» (شهيد) ياد مي كند - مي نويسد. «و گويند:

او اين كتاب را در مدت نه ماه نگاشت.

و خدا مي داند كه اگر يك محرر و نويسنده اي مزدور بخواهد چنين كتابي را استنساخ كند، تحرير آن در چنان مدتي بر او دشوار مي باشد»

تا چه رسد به آنكه بخواهد كتابي را با اين حجم زياد - توام با تحقيق -، تاليف نمايد.

مؤ يد چنين توفيق شگفت آور، سخن صاحب كتاب «حدائق المقربين» است كه آن را از جمعي از علماء نقل كرده، مبني بر اينكه شهيد ثاني اين كتاب را در مدتي كوتاه تاليف نمود، چنانكه مي دانيم اين عالم عالي مقدار، به تاليف كتاب «الروضة البهية = شرح لمعه» در طي چند ماه موفق گرديد، كتابي كه از بهترين كتابهاي فقه استدلالي به شمار مي رود.

و نيز صاحب «امل الآمل» از دانشمندي موثق نقل مي كند كه شهيد ثاني، دو هزار كتاب از خود باقي گذاشت كه دويست كتاب - از ميان جمع كتب مزبور - به خط شريف او، اعم از آثار علمي خود او و آثار ديگران، بوده است.

مرحوم شيخ اسدالله فقيه كاظمي در مقدمات كتاب «مقابيس» خود، يكي از كرامات او را چنين بر مي شمارد كه او يكبار، قلم را با دوات آشنا مي كرد و با آن حدود بيست تا سي سطر مي نوشت، و بلكه گويد:

چهل يا هشتاد سطر را به نگارش درمي آورد. (16)

شهيد ثاني از ديدگاه علماء و دانشمندان اسلامي

شهرت شهيد ثاني - از آنگاه كه به درنورديدن بلدان اسلامي آغاز كرد، و در محضر

اساتيد بزرگ راه يافت - جهان اسلامي آن روز را فرا گرفت تا آنجا كه تدريجا منزلت علمي او و نيز مقام اجتهادش مورد قبول و اعتراف همگان بوده، آن هم در حالي كه هنوز بيش از سي و سه سال از عمرش را پشت سر نگذاشته بود - نتيجه اين شهرت، چنان بود كه زبانها به ستايش او - آن هم با آميزه اي از قداست روحي وي - گشوده شده، و با عبارات مختلفي به مدح و ثناء وي، سخن آغاز كردند.

و ما نمونه هائي چند از اين سخنها را در زير مي آوريم.

1 - ابن العودي:

شهيد ثاني از خصلتهاي كمال، محاسن و نخبه هائي را واجد بوده و قامت شخصيت او با انواعي از مفاخر كمال آراسته بوده، و كالبد او به جان و روح فرازمندي مي باليد كه خويشتن را در جوار او مي يافت. او شيخ و بزرگ و جوانمرد اين امت و مبدء و منتهاي فضائل بوده است … لحظه اي از عمرش را جز در كسب فضيلت مصروف نداشت. اوقات شبانه روزي خود را چنان برنامه ريزي مي كرد كه وي را در تمام لحظات سودمند افتد.

2 - صاحب «المقابيس»:

شهيد ثاني، افضل متاخرين، اكمل متبحرين، نادره پسينيان، يادگار پيشينيان، مفتي همه طوائف اسلامي، راهنماي ديني مردم به راهي پايدار و صراطي مستقيم، مقتداي شيعه، و نور شريعت بود كه سخنان بزرگان از برشمردن مزايا و استيفاء حق او در بيان فضائل پرارزشش نارسا است.

و گفتار خردمندان و انديشمندان سترك، در گزارش مناقب و خصلتهاي بلندش بسي ناچيز و حيرت گونه مي باشد. در بلنداي فضل و كمال و سعادت در لابلاي شخصيت خود، ميان مراتب

علم و عمل و شكوه و جلال و شهادت، گرد همآئي برقرار ساخت؛ و او در سايه لطف نهان و آشكار خداوند متعال، بسي موفق و مؤيد بوده است. (17)

3 - شيخ حر عاملي:

موضع و موقعيت شهيد ثاني در فقه و علم و فضل و زهد و عبادت و تقوي و تحقيق و تبحر و عظمت مقام و شكوه منزلت و جامعيت فضائل و كمالات، مشهورتر از آن است كه آنها را بازگو نمائيم. محاسن و اوصاف پسنديده اش بيش از حد احصاء و شمار است، و مصنفات و آثار علمي او، مشهور و بر سر زبانها است. او فقيه و مجتهد و نحوي و حكيم و متكلم و عالم به قرآن و جامع انواع علوم و دانشها بوده، و نخستين كسي است كه در جمع علماء شيعه به تصنيف كتابي در «دراية الحديث» آغاز كرد. (18)

3 - شيخ يوسف بحراني، صاحب كتاب «الحدائق»:

شهيد ثاني در ميان دانشمندان شيعه از برجستگان و رؤ ساء و اعاظم فضلاء و ثقات، بر شمار است. عالمي است عامل، و محققي است موفق و موشكاف، و زاهد و پارسائي است مجاهد كه محاسن و اوصاف حميده اش فزونتر از آن است كه به شمارش درآيد، و فضائلش بيش از آن است كه كسي بتواند كاملا آنها را غوررسي كند. (19)

4 - تفرشي در كتاب «نقد الرجال»:

شهيد ثاني از دانشمندان موجه و آبرومند شيعه و از رجال مورد اعتماد مي باشد كه در خزانه خاطر خويش مايه هاي فراواني از علم را اندوخته، و سخنانش پاكيزه از لغزشها بوده است. شاگردان برجسته اي را پرورد، و كتابهاي نفيس و جالبي را تاليف كرد،

و به خاطر تشيع در قسطنطنيه به شهادت رسيد. (20)

5 - خوانساري، صاحب «روضات الجنات»:

تاكنون، يعني حدود سال 1263 ه ق، در جمع دانشمندان بزرگ و برجسته شيعه كسي را به ياد ندارم كه از لحاظ شكوه شخصيت، سعه صدر، خوش فهمي، حسن سليقه، نظام و برنامه تحصيلي، كثرت استادان، ظرافت طبع، معنويت سخن، و پختگي و بي نقص بودن آثار علمي، به پاي او برسد. بلكه اين استاد بزرگوار در تخلق به اخلاق الهي و قرب منزلت، چنان مي نماياند كه تالي تلو معصوم (عليه السلام) است، يعني بلافاصله در رده پس از معصومان پاك قرار دارد. (21)

6 - حاج ميرزا حسين نوري محدث:

شهيد ثاني در جمع متاخرين، فاضلترين علماء و كاملترين دانشمندان متخصص به شمار مي آيد، وي نادره دوران و شخصيت شگفت انگيز پسينيان، و يادگار بزرگان پيشين، و مفتي همه طوائف اسلامي و راهنماي مردم به صراط مستقيم، و مقتداي شيعه و … (22) بوده است.

7 - علامه مامقاني:

شهيد ثاني، داراي محفوظاتي سرشار و نيز پاكيزه گفتار بوده است.

و كتاب ما - اگر چه در جهت شرح حال دانشمندان تاليف نشده است، بلكه صرفا رجال حديث در آن گزارش مي شود - ؛ لكن از امثال اين استاد بزرگوار، سطري و گوشه اي از شرح حال آنها را به منظور تبرك و تيمن در اين كتاب ياد مي كنيم. (23)

8 - علامه اميني:

شهيد ثاني از بزرگترين حسنات و عطاياي روزگار، و سرشارترين بحر مواج علم، و زيور دين و آئين اسلام، و استاد فقهاء سترك، و آشنا و مانوس با دانش و متخصص در علوم و دانشهاي با ارزش از قبيل: حكمت، كلام، فقه، اصول، شعر،

ادب، طبيعي، و رياضي بوده است. آنچه كه ما را از زحمت تعريف اين استاد بي نياز مي سازد شهرت جالب و شگفت آور او در تمام اين علوم مي باشد. لذا به تعريف و شناساندن نيازي نداريم؛ چون مقام و منزلت علمي و اخلاقيش روشنتر از هرگونه تعريفي مي باشد.

و هر چه درباره او مي گويند، كوتاه تر از گامهاي بلندي است كه او در اين رهگذر برداشته و پائين تر از اوج شهرت او مي باشد. درود خداوند بر او، خدائي كه از ميان نعماي وافرش چنين نعمتي والا را بر خلق ارزاني داشته، و او نيز به نوبه خود، كرم و احسان خود را به مردم افاضه نموده، و دانش هاي توفيق آفرين و رهائي بخش و علومي كه نياز جامعه را برآورده مي سازد در ميان امت رواج داده و بدانها رونق بخشيده است. (24)

نيل به مرحله اجتهاد و افتاء:

به شهيد ثاني در سال 944 ه ق اين احساس دست داد كه برخوردار از توان و قدرت استنباط و اجتهاد مي باشد، ولي اين حقيقت را به هيچ كسي اظهار ننمود، و تا سال 948 ه ق، چنين احساسي را مخفي نگاه داشت كه سرانجام مردم به مرتبت او از لحاظ اجتهاد و افتاء، آگاه شدند و به عنوان مرجع شايسته اي براي تقليد، بدو مراجعه مي كردند.

ابن العودي مي گويد:

«شهيد ثاني «قدس الله نفسه» - هنگامي كه در خانه من، واقع در «جزين» در حال اختفاء از دشمنان به سر مي برد - شب دوشنبه يازدهم صفر 956 ه ق به من چنين گزارش نمود كه آغاز زمان وصول او به مرتبه اجتهاد، همزمان با سال 944 ه ق، بوده است؛ اما ظهور اجتهاد و انتشار آن

با سال 948 ه ق مقارن بود. بنابراين او در سي و سه سالگي به مقام اجتهاد نائل آمد.» شهيد ثاني همزمان با اجتهادش به نگارش «شرح ارشاد الاذهان» آغاز نمود؛ لكن اين حقيقت را - حتي براي شاگرد ملازم خود، يعني ابن العودي - نيز برملا نساخت.

ابن العودي در اين باره مي نويسد:

«شهيد ثاني، شرح ارشاد را آغاز نمود و اين كار را به هيچ كسي اظهار نكرد، و از تاليف پاره اي از كتاب «شرح ارشاد» فارغ گشت؛ ولي كسي آن را رؤيت نكرده بود. شبي من در عالم رؤيا چنان ديدم كه شهيد ثاني بر منبر و كرسي بلندي نشسته و خطبه و سخنراني جالبي را آغاز كرده، خطبه اي كه نظير آن را از لحاظ بلاغت و فصاحت تاكنون نشنيده بودم. من اين رؤيا را براي شهيد بازگو ساختم، او وارد خانه شد و از آن بيرون آمد، جزوه اي را در دست داشت و آن را به من داد. من بدان نگريستم، ديدم «شرح ارشاد» است و داراي خطبه اي مي باشد كه همه مزاياي عالي فصاحت و بلاغت در آن انعكاس يافته است.»

شهيد ثاني و مقام او در شاعري

اگرچه شعرهاي زيادي از شهيد ثاني تاكنون به ما نرسيده است تا درباره آنها به داوري بنشينيم و آنها را به گونه اي جامع و عميق ارزيابي كنيم؛ لكن ابيات اندكي كه نويسندگان شرح حال شهيد، آنها را دست به دست گرداندند تا در اختيار ما قرار گرفته است نمايانگر فزونمايگي او در شاعريت و حاكي از تمتع وي از تخيل و اوج گيري او در افقهاي دوردست، و توانائي گسترده و بدون تكلف وي بر آفرينش سخنان منظوم مي باشد.

اشعار شهيد داراي تعابيري

روان و مطلعي زيبا و شيوائي بيان، و آري از استعمال واژه ها و تعابير نا مانوس است.

او اشعاري در جهت اهداف متنوعي انشاء كرده است كه از آن جمله هدفها و مطالب علمي است؛ چنانكه از منظومه وي در علم نحو - ضمن برشمردن آثارش - ياد كرديم.

از خلال اشعار اندكي كه از شهيد ثاني به يادگار مانده چنين بر مي آيد كه وي به مناسبت موقع و بر حسب نياز به مطلبي، درباره آن شعر مي گفت و تمام فرصتهاي خود را مانند شاعران حرفه اي در اختيار شعرگوئي قرار نمي داد؛ چون وي آنچنان فارغ البال نبوده كه بتواند در هر فرصتي بدين امر روي آورد. فقط آنگاه شعر مي گفت كه عواطف و قضيه اي را ايجاب مي كرد، و در چنين شرائطي بود كه شاعريت بر او چيره مي گشت و ابياتي چند را به رشته نظم مي آورد.

اينك نمونه هائي از اشعار وي به نظر مطالعه كنندگان محترم مي رسد.

وقتي شهيد ثاني در سال 943 ه ق.، به زيارت نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) توفيق يافت، اشعار زير را انشاء كرد:

صلوة و تسليم علي اشرف الوري

و من فضله ينبو عن الحد و الحصر

ومن قدر قي السبع الطباق بنعله

وعوضه الله البراق عن المهر

وخاطبه الله العلي بحبه

شفاها و لم يحصل لعبد و لا حر

عدولي عن تعداد فضلك لائق

يكل لساني عنه في النظم و النثر

و ماذا يقول الناس في مدح من اتت

مدائحه الغراء في محكم الذكر

سعيت اليه عاجلا سعي عاجز

بعبء ذنوبي جمة اثقلت ظهري

ولكن ريح الشوق حرك همتي

وروح الرجامع ضعف نفسي و مع فقري

ومن عادة العرب الكرام بوفذهم

اعادته بالخير و الحبر و الوفر

و جادو بلا وعد مضي لنزيلهم

فكيف و

قد اوعدتني الخير في مصر

فحقق رجائي سيدي في زيارتي

بنيل منائي و الشفاعة في حشري

و نيز گفته است:

لقد جاء في القرآن آية حكمة تدمر آيات الضلال و من يجبر

وتخبر ان الاختيار بايدينا «فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر»

و آنگاه كه مژده يافت: فرزندي براي او در غياب وي زاده شد، دو بيت زير را به نظم آورد:

وقد من مولانا الكريم بفضله عليكم بمولود غلام من البشر

فيارب متعنا بطول بقائه و احيي به قلبا له الوصل قد هجر

علل و عوامل شهادت شهيد ثاني

آنگاه كه مسلمين به سرزمين ايران راه يافتند، دعوت به تشيع آغاز شد. اين دعوت با گامهائي وسيع و بلند و سريعي در تمام اقطار و نواحي ايران به حركت درآمد و براي خود، عرصه اي گسترده يافت.

انتشار تشيع در اين نقطه از گيتي آنچنان رو به فزوني گذاشت كه گروهي از شيعه به شهرها و آباديهاي آن روي نهاده، و چون تحت فشار حكومت آن زمان به سرمي بردند به اين سرزمين پناه آوردند. براي حكومت جبار و مستبد آن دوران، مساله تبعيد و زنداني كردن و شكنجه و بي خانمان ساختن و كشتار رجال شيعه و داعيان اين مكتب، يك امر طبيعي و عادي تلقي مي شد. اين گروه از شيعيان به اين نتيجه رسيدند كه اگر با شهرها و آباديهاي نزديك به مركز خلافت، فاصله برقرار سازند از آنجاها بگريزند بهترين وسيله براي جان آنها و رهائي از دست خونخواراني است كه مفهومي از اسلام را درك نكرده بودند.

بدون ترديد، خراسان يكي از پايه هاي نيرومند خلافت عباسي و درهم كوبيدن اركان خلافت اموي به شمار مي رفت؛ لكن خراسان صرفا مردم را به عباسيان

دعوت نمي كرد و در جهت منافع آنها نمي كوشيد؛ بلكه دعوت در اين نقطه به داعيه «الرضا من آل محمد» و در جهت از ميان بردن دشمنان «اهل البيت»، جنبش خود را ادامه مي داد. طبيعي است كه واژه «آل محمد» و «اهل البيت» از واژه هاي مأنوس و آشنا بوده و همواره در مورد علي و اولاد پاكش (عليهم السلام) به كار مي رفت. صورت دعوت در جهت براندازي حكومت و سلطه بني اميه آن هم فقط به نام خاندان پيامبراكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) جلب نظر مي كرد.

اين نكته در طي تاريخ آنگاه چهره خود را نمودار مي سازد كه ما تاريخ دعوت عباسيان و پيوستن ابومسلم به آنها را مورد مطالعه قرار مي دهيم؛ ولي پيشوايان شيعه كه مي دانستند، اين امر به فرجامي مطلوب نمي انجامد از اين غوغاء و درگيريها فاصله گرفتند و در آن دخالتي نكردند.

مطلبي كه مي توان آن را با قاطعيت اظهار كرد اينست كه گرايش ايرانيان مسلمان به «اهل البيت» روز به روز در حال فزايش بوده و دعوت تشيع از قدرت و نيروي زايد الوصفي برخوردار شد، و لذا شيعيان در اين نقطه رو به كثرت نهاده و تشيع در آنجا تمركز يافت.

تشيع در دوران «آل بويه» به اوج عزت خود دست يافته بود، چون مي بينيم شيعيان در اين برهه از زمان با تمام امكانات مادي و معنوي خود اين مكتب را تقويت مي كردند و مردم را با عنايت و اهتمام وافري به مذهب «اهل البيت» و تحكيم مباني تشيع دعوت مي نمودند.

مكتب فقهي قم و ري، از عنايت خاص خاندان آل بويه برخوردار گرديد، و حتي برخي از مؤلفان بزرگ، ديباچه آثارشان

را با نام اين خاندان مي آراستند. بدينسان تشيع در ايران طي ادوار تاريخ و اوضاع و شرائط گوناگون - حتي تا عصر صفويه - در قله رفيعي از لحاظ موقعيت قرار داشت. در زمان صفويه نيز زير سايه همت دانشمنداني نستوه و دلباخته «اهل البيت»، تشيع در تمام زواياي سرزمين ايران نفوذ كرد و قلبهاي بيدار ملت ايران را در اختيار خود گرفت.

و نتيجه اين اوضاع، امپراطوري عثماني را در بيم و حراثي شگرف فرو برد.

در نقاطي كه تحت حكومت عثماني ها قرار داشت جاسوسها و چشمهاي تيزبيني، مردم را مي پائيد كه از هر قضيه اي سر درآورند، قضيه اي كه احيانا ممكن بود تا قلب و مركز حكومت عثماني پيشروي كرده و اريكه خلافت اين سامان را واژگون سازد.

بديهي است كه شيعه بيش از هر گروه ديگري تحت مراقبت قرار داشتند؛ چون مي دانستند آنان داراي آنچنان تحرك و نيروئي در برابر طاغوتيان زمان هستند كه اگر دست به كار گردند خطر براي حكومت، حتمي است و آنها بهيچ وجه در برابر اوامر مخالف با مباني اسلام، سر تسليم فرود نمي آورند.

اين مراقبت با شديدترين وجه در شهرهائي معمول مي گشت كه قبلا حكومتهاي شيعي در آنجا سازمان يافته بود، از قبيل «حلب» كه موطن حمدانيان به شمار مي رفت.

اگر ما اين نكات را در نظر گيريم رمز فشار و مراقبتهاي شديد را درمي يابيم كه شهيد ثاني را سخت مي آزرد. بازگشت شهيد ثاني از بعلبك به سوي موطنش، معلول چنين فشاري بود، زيرا او در مدرسه نوريه اين شهر، حلقه جالب توجهي از علماء و عشاق فضيلت را تشكيل داد كه خود، دروس و موعظه هاي خويش را به آنها القاء

مي نمود، و آن چنان مورد توجه و مشمول اقبال مردم واقع شد كه به هر فرقه مطابق مذهب آنها فتوي مي داد، و در هر مذهبي كتابهاي درسي شان را تدريس مي كرد.

اين حركت و نهضت علمي شگرف، براي حكومت عثماني - آن هم در چنين منطقه اي - خوش آيند نبود. پس بايد ناگزير براي اين نهضت، مرزي ايجاد كرد تا از پيشروي آن جلوگيري به عمل آيد و اين جنبش از سرعتش باز ايستد تا به نقاط ديگر سرايت نكند.

لكن چگونه بايد به چنين هدفي رسيد و بايد از كجا شروع كرد؟ براي حل اين مشكل، يك راه منحصر به فردي وجود داشت و آن اين بود كه راس و عضو حياتي اين حركت بايد قطع مي نمود.

به خاطر سياست نابكارانه و روحيه اي آكنده از كينه، و بيم از ملك و حكومت، به منظور نگاهباني از اريكه اي كه پايه هايش بر ريختن خون پاكان نهاده شده بود، شهيد ثاني در راه اسلام و تشيع قرباني شد.

معروف شامي وقتي مي ديد شخصيت او تحت الشعاع بارقه حضور اين دانشمند بزرگوار واقع شده است مسلما نائره كينه عداوت و لهيب حسادت در دلش شعله ورتر مي گشت.

يش بيني شهيد ثاني درباره شهادت خود:

شيخ حسين بن عبدالصمد حارثي، پدر شيخ بهائي مي گفت:

روزي بر شهيد ثاني وارد شدم و او را سخت انديشناك يافتم كه در خويشتن فرو رفته بود. علت چنين حالتي را از او جويا شدم؟ به من گفت:

برادرم! چنين مي پندارم كه دومين شهيد باشم، زيرا در عالم رؤيا سيد مرتضي «علم الهدي» را به خواب ديدم كه مجلس ضيافتي تشكيل داد و علماء و دانشمندان شيعه اماميه در آن شركت داشتند. وقتي من وارد اين مجلس

شدم، سيد مرتضي از جا برخاست و به من تهنيت گفت و دستور داد كه در كنار شهيد اول جلوس كنم.

و چنانكه خواهيم ديد، و ديده ايم، اين دانشمند عالي مقدار همچون استاد بزرگوار، يعني شهيد اول - در طريق دفاع از حريم اهل البيت (عليهم السلام) و نشر و ترويج تعاليم و مباني آنان - به شهادت رسيد و به «شهيد ثاني» ملقب و نامبردار شد.

در رساله «مسائل السيد بدرالدين حسن الحسيني» - كه سيد مذكور با شيخ حسين بن عبدالصمد در اين رساله پرسشهائي را در ميان گذاشت چنين آمده است:

«سؤال: استاد و مولاي ما درباره قضيه اي كه از شهيد ثاني نقل مي شود چه عقيده اي دارند كه مي گويند:

شهيد ثاني از نقطه اي در استانبول عبور مي كرد، و شما نيز همراه او بوديد، شهيد ثاني به شما گفت:

قريبا شخصي محترم در اين نقطه به قتل مي رسد، و اين پيش بيني به واقعيت پيوست و شهيد ثاني در همين نقطه به شهادت رسيد. بي ترديد بايد اين واقعه را از كرامات و حالات خارق العاده اين شخصيت بزرگوار تلقي كرد، (آيا اين قضيه، درست است)؟ جواب - آري، بدينسان چنين پيش بيني صورت گرفت.

و من مخاطب او در اين پيش بيني بودم.

و به ما نيز چنين گزارش دادند كه استاد در همان نقطه به شهادت رسيد.

و اين حادثه را - از طريق مكاشفه نفساني - براي خويش پيش بيني و آينده نگري كرده بود.»

كيفيت شهادت شهيد ثاني

مرحوم شيخ حر عاملي (رضوان الله عليه) مي نويسد:

«علت شهادت شهيد ثاني - طبق آنچه كه از بعضي علماء شنيدم و نوشته هاي دانشمندان نيز آن را تاييد مي كند - اين بود

كه دو نفر از مردم «جبع» به منظور مرافعه و محاكمه به شهيد ثاني مراجعه كردند، و او نيز (طبق قانون شرع) دعوي را به نفع يكي از طرفين و به ضرر طرف ديگر فيصله داده و حكم صادر نمود. شخص محكوم از اين داوري (كه به حق انجام گرفته بود) به خشم آمد و نزد قاضي صيدا، يعني همان «معروف - شامي» رفت (و درباره او سعايت كرد). شهيد ثاني همزمان با اين جريان، سرگرم تاليف كتاب «الروضة البهية = شرح لمعه» بود، و غالبا در هر روزي يك جزوه از اين كتاب را مي نگاشت.

و چنانكه از نسخه اصل «شرح لمعه» استفاده مي شود:

اين دانشمند بزرگوار، كتاب مزبور را در مدت شش ماه و شش روز تاليف كرد؛ زيرا شهيد ثاني در صفحه عنوان اين كتاب، تاريخ شروع تاليف آن را يادداشت كرده بود.

باري، معروف شامي، شخصي را براي يافتن و دستگير كردن شهيد ثاني به «جبع» گسيل داشت. اين عالم بزرگوار در انگورستاني كه از آن او بوده است، مدتي را بدور از مردم و با فراغ بال از مشاغل ديگر، سرگرم تاليف بود. (لذا اين مامور، موفق به دستگيري او نشد. يكي از اهالي شهر به اين مامور گفته بود:

مدتي است كه شهيد ثاني از اين ديار به سفر رفته و ما او را نمي بينيم. به شهيد الهام شده بود كه همزمان با اين جريانات، راه سفر به مكه را در پيش گيرد و به انجام مراسم حج قيام كند؛ با اينكه بارها به سفر حج رفته بود. لكن هدف شهيد ثاني چنان بود كه در اين ايام بحراني و خطرناك، متواري گردد

و از ديد جاسوسان پنهان بماند، لذا در محملي رو پوشيده سفر خود را آغاز كرد تا كسي او را نبيند و نشناسد.

قاضي «صيدا» به پادشاه روم، (يعني سلطان سليمان) نوشت كه در بلاد شام، عالم و دانشمندي را مي شناسد كه نسبت به مذاهب اربعه اهل سنت، فردي بدعت گذار به شمار مي آيد، و به اصطلاح: «رافضي» است، و دست اندر كار تبليغ و نشر عقائد و ايده هاي خود مي باشد). سلطان سليمان، فردي را براي يافتن و دستگير كردن شهيد ثاني مامور كرد و به او گفت، بايد او را زنده دستگير كني تا ميان او و دانشمندان بلاد ما گرد هم آئي فراهم آيد و با وي مباحثه و مناظره كنند، و بر مذهب و آئين او آگاهي يابند تا من بر مقتضاي مذهب خود حكم صادر نمايم.

مامور ياد شده به «جبع» آمد (و از شهيد ثاني پرس و جو كرد، به او اطلاع دادند كه به سفر حج رفته است) اين شخص، روي به سوي مكه نهاد تا در ميان راه مكه با شهيد برخورد و او را دستگير نمود.

(مامور كذائي با پيشنهاد شهيد ثاني - مبني بر اينكه پس از انجام مراسم حج با وي به دلخواه خود عمل كند - موافقت كرد) و آنگاه كه شهيد ثاني از مراسم حج فارغ گرديد، همراه او، راه بلاد روم را در پيش گرفت. وقتي به بلاد روم رسيدند مردي اين مامور را ديد و از او درباره شهيد ثاني سؤال كرد؛ در پاسخ گفت:

وي يكي از علماي اماميه و دانشمند شيعي است كه مامورم او را نزد سلطان روم ببرم. آن مرد گفت

آيا از آن جهت بيمناك نيستي كه به سلطان گزارش كنند كه تو در حق اين شخص و در خدمت به او كوتاهي كردي و او را آزردي؛ او را ياراني است كه در صدد ياري از وي بر مي آيند و از او به دفاع بر مي خيزند، و احيانا ممكن است اين جريان، موجب قتل تو گردد؟ صلاح در اين است كه او را به قتل رساني و سر بريده او را نزد سلطان بري.

اين مرد سبك مغز و سنگدل، اين عالم كم نظير را همانجا در ساحل دريا به شهادت رساند.

مامور مذكور سر بريده شهيد ثاني را نزد سلطان آورد؛ لكن سلطان بر او برآشفت و او را سرزنش كرد و به وي گفت:

من به تو دستور دادم كه او را زنده بياوري؛ ولي تو بر خلاف فرمانم او را به قتل رساندي.

سيد عبدالرحيم عباسي، (نويسنده كتاب «معاهد التنصيص» - كه با شهيد ثاني، سابقه دوستي و آشنايي داشت - با ديدن سر بريده اين عالم بزرگوار، متاثر گرديد) و در نتيجه مساعي او اين مامور به جزاي عمل نابكارانه خود رسيد و سلطان او را كشت.»

آغاز ترجمه كتاب «منية المريد»

ديباچه مؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

سپاس و ستايش ويژه خدا است، خدائي كه با نيروي خامه و قلم، انسان را با علم و دانش آشنا ساخت، علم و دانشي كه بشر با آن، سابقه و آشنائي نداشت.

درود خداوند بر كسي كه سرشار از حب و عشق به او، و بنده اي از بندگان او است يعني درود بر پيامبرش محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) كه والاترين عالم و معلم جامعه بشريت است. سلام و تحيات الهي

بر خاندان و ياران پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) كه خويشتن را با تعاليم او سامان بخشيده و شخصيت انساني خود را با آداب و آئين هاي او آراسته و پيراسته ساختند.

اما بعد:

كمال و تماميت شخصيت انسان بر اساس دانش و بينش او استوار است؛ زيرا آدمي در ظل اين بينش مي تواند خود را در رده فرشتگان آسماني قرار داده، و براي وصول به مقامات رفيع اخروي كسب آمادگي كند. عالم و دانشمند نه تنها مراتب والائي را در آخرت احراز مي كند، در دنيا نيز از سپاس و ستايش خدا و مردم برخوردار است.

شكوه علم و دانش و دانشمندان:

خامه اي كه دانشمند در طريق ارشاد جامعه بر روي كاغذ و نوشت افزار به جريان مي اندازد از خون شهداء و جانبازان راه حق، گرانقدرتر و ارجمندتر است. (25)

آنگاه كه عالم و دانشمند گام برميدارد فرشتگان الهي بال و پر خويش را زير پاي او مي گسترانند. پرندگان هوا، ماهيان دريا (و همه جانداران و جانوران) او را مي پايند و از پروردگار، آمرزش و رحمت او را براي وي درخواست مي كنند؛ (زيرا عالم و دانشمند پاك سيرت، جهان را با ديده محبت مي نگرد و بهيچ فردي اجازه تجاوز نابجا به حريم هيچ موجودي نمي دهد). في المثل، در زمان معاصر، فضاي پاكيزه از هرگونه آلودگي هسته اي و آبگاه هاي عظيم عاري از هر نوع آلايش اتمي، با نظارت علماء و دانشمندان الهي هرگز مسموم نمي گردد، پس چرا موجودات آب زي و پرندگان هوا، دانشمندان الهي را نپايند و مرحمت خداوند را براي آنها درخواست نكنند؟

(لذا برخي از دانشمندان گفته اند:

حيوانات از آن جهت به استغفار براي علماء، ملهم مي گردند؛ كه

چون اين حيوانات براي مصالح بندگان خدا آفريده شده اند.

و اين علماء هستند كه حرام و حلال را در مورد حيوانات بيان كرده و مردم را به احسان و حمايت از حيوانات و ضرر نرساندن به آنها توصيه مي كنند (26)).

دانشمندي كه (شبانگاه در بستر خواب و راحتي قرار مي گيرد و) بر فراش خويش تكيه مي زند (تا بدان وسيله براي نشر علم و ارشاد مردم تجديد قوي كند) استراحت او بر عبادت و نيايش هفتاد ساله (عاري از بينش) عابدان و پارسيان برتري دارد. (27)

براي ارائه شكوه و عظمت مقام علم و علماء، مراتب فوق (كه از آيات قرآني و احاديث الهام مي گيرد) كافي و بسنده است.

علل ناكامي در علم:

ولي بايد هشدار دهيم كه هر علم و دانشي نمي تواند ضامن قرب انسان به خدا گردد. تحصيل علم - بهر صورت و كيفيت و عاري از هرگونه قيد و بندي - نمي تواند مراتب رضاي الهي را براي فرد بارور سازد؛ بلكه براي تحصيل و فراگيري علم، شرائطي است، و براي سامان دادن دانش ضوابطي وجود دارد. آنكه خود را به رنگ و لباس علم، تعين مي بخشد بايد از آداب و آئينها و وظائفي پيروي كند. براي دانش آموختن، مباني و نهادها و نيز شناختهائي ضروري است كه همه افراد پوياي علم و نيز دانشمندان ناگزيرند از آن مباني و ضوابط و شناختها دقيقا آگاه گردند، و در مسير وصول به هدف و مطلوب خود بدانها پناه آورند، تا كوشش آنان تباه نشده و مساعي آنان دچار وقفه و ناكامي نگردد.

افراد فراواني را سراغ داريم كه در پي تحصيل چنان دانش مطلوب و ايده آلي برآمدند، و در اندوختن

آن - بي هيچ گونه وقفه اي - مساعي و كوششهاي خويش را به كار گرفتند، و خود را براي دانش آموختن به رنج و زحمت واداشتند؛ لكن گروهي از آنان نتوانستند - عليرغم چنان تكاپو و تحمل مشكلات - به نتيجه و بهره اي دست يابند و به هدف ارزشمند و قابل توجهي نائل شوند.

و گروهي از آنان - با وجود آنكه مدتهاي دور و درازي از عمر خويش را صرف تحصيل علم نمودند - به مقدار اندك و ناچيزي از سرمايه هاي علمي دست يافتند، در حالي كه ممكن بود چندين برابر آن را در ظرف مدتي كوتاه تر از آن براي خود فراهم آورند.

عده اي نيز - به جاي آنكه در سايه علم و دانش، بيش از پيش با خدا آشنا و به او نزديك گردند - اين علم بر بعد مسافت و دوري آنها از خدا افزوده و آنان را گرفتار سخت دلي و تيرگي درون ساخته است، با اينكه مي بينيم خداوندي كه راستين ترين گوينده است راجع به علماء و دانشمندان در قرآن كريم مي فرمايد:

انما يخشي الله من عباده العلماء (28)

در جمع بندگان الهي، صرفا علماء و دانشمندانند كه خداشناس واقعي هستند و از او بيمناكند.

علت اين عدم موفقيت و ناكامي و قلت بازدهي مساعي علماء، و ساير موانعي كه راه وصول به كمال را مسدود مي سازد، آنست كه چنين افرادي نسبت به امور مهم و مربوط به تعليم و تعلم و آداب و آئين و شرائط لازم و ضروري و اوضاع و احوال متناسب، اخلال و سهل انگاري را روا داشتند و در رعايت ضوابط تعليم و تعلم مسامحه ورزيدند.

ما در كتاب «منار

القاصدين في اسرار معالم الدين» به مدد توفيق و كرم پروردگار، شمه جالب و مهمي از اين آداب و ضوابط دانش اندوزي و تعليم را ياد كرديم، بگونه اي كه مطالعه آن و آگاهي از آن، نياز هر فرد علاقه مند را برآورده مي سازد.

ولي در كتاب حاضر يعني (منية المريد في آداب المفيد و المستفيد) برآنيم كه مستقلا و بطور جداگانه پاره اي از شرائط تعليم و تعلم و آداب و آئين ها و مسائل مربوط به آن از قبيل وظائف پرارزش و سودمند به حال عالم و متعلم را - به خواست خداوند متعال - بازگو كنيم، با اين اميد كه اين كتاب - در سايه امعان نظر و مطالعه دقيق و رعايت موازين آن - راهگشائي فراسوي علاقه مندان و شيفتگان علم و دانش در جهت وصول به مطلوب و هدف آنها باشد.

اگر مطالب اين كتاب در صحيفه خاطر مطالعه كننده آن، نقش بندد و محتواي آن در ذهن او انعكاس يابد و هماره به مضامين آن توجه و عنايت كند مي تواند گمشده مطلوب و منظور نهائي خود را در لابلاي سطور آن بيابد.

مطالب كتاب مذكور با الهام و استنباط از گفتار الهي يعني (قرآن كريم) و استمداد از سخنان پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) و استعانت از بيان امامان و پيشوايان (عليهم السلام) و كلام فرزانگان دين و دانش و حكماء راسخ و ژرف بين، تنظيم شده است.

اين نبشتار را «منية المريد في آداب المفيد و المستفيد» نام نهادم. درخواستم از خداوند متعال اين است كه در سايه فضل و مرحمت عميم و گسترده و كرم ديرين خود، عوائد و بهره هاي

سودبخش آن را نخست به خودم و سپس به افراد ويژه خاندان و دوستانم و همه افراد جامعه اسلامي نثار فرمايد.

و اجر و ثوابم را - به خاطر نگارش آن - فزوني بخشد، و بر شكوه و عظمت پاداشم بيفزايد، و گامهاي صدق و اخلاصم را در روز حساب و جزاء استوار بدارد؛ چون او، وجودي بخشايشگر و بزرگوار است.

مطالب اين كتاب در يك مقدمه و چند (چهار) باب و خاتمه (و تتمه) تنظيم شده است.

شرف و فضيلت علم و دانش و دانشمندان و دانشجويان از ديدگاههاي مختلف

(اين مقدمه كه به منظور ارائه شرف و ارزش علم و علماء و متعلمين، تحرير مي شود) متضمن پاره اي از تنبيه و هشداري است كه نمايانگر فضيلت دانش از ديدگاه قرآن و حديث و دليل عقل مي باشد، و ضمنا والائي و عظمت مقام حاملان علم و متعلمان را نيز گوشزد مي سازد، و نشانگر آنست كه خداوند متعال نيز به شأن و مقام عالم و متعلم عنايت خاصي مبذول داشته و آنان را از ساير طبقات ديگر ممتاز ساخته (و شخصيت آنها را ارج نهاده و امتياز و برجستگي ويژه اي براي آنان قائل شده است).

الف - عظمت و شكوه علم و علماء و متعلمان از ديدگاه قرآن كريم

بايد توجه داشته باشيم كه خداوند متعال، علم و دانش را علت كلي و اساسي آفرينش همه پديده هاي هستي جهان - اعم از آسمان و زمين - معرفي كرده است. همين نكته براي نشان دادن عظمت و ارزش علم و علماء و افتخار آنها، بهترين دليل گويا و قاطع ترين گواه مي باشد.

وقتي خداوند متعال ميخواهد چشم بصيرت انسان را در برابر اين نكته و حقيقت باز كند و دلهاي خردمندان را در مقابل اين

واقعيت، آگاه و بيدار سازد در نبشتار استوار بنياد و كتاب آسماني خود مي فرمايد:

الله الذي خلق سبع سموات و من الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله علي كل شيء قدير (29)

خدائي كه هفت آسمان را آفريد و زمين را همسان و همانند با آن خلق كرد (تا فرمانش ميان اين دو پديده شگرف فرود آيد). هدف اين است كه از علم و بصيرت برخوردار گرديد، بصيرتي كه شما را به قدرت و توانائي همه گير و گسترده خداوند رهنمون باشد.

براي روشن شدن مسئله فضيلت علم - به ويژه علم به توحيد و يگانگي خداي متعال - همين آيه كفايت مي كند، بالاخص علم توحيد يعني اطلاع از يگانگي و يكتائي پروردگار عالم كه اساس و بنياد هر دانش، و محور هرگونه شناخت و معرفت است؛ (يعني همه دانشها و معارف، سرانجام، انسان را به خدا رهنمون مي گردد). به همين جهت پروردگار عالم، دانش و معرفت را از لحاظ شرافت و ارزش در اوج همه مراتب و مقامات قرار داده است.

خداوند متعال با نخستين نعمت خويش - يعني علم و بينش -، بر آدم ابوالبشر منت نهاد؛ آنگاه كه پروردگار جهان، آدم را آفريد و او را از بوته تيره عدم رهائي بخشيد و لباس نوراني هستي را بر قامت وي پوشاند، بر او از آن جهت منت گذارد كه وجود او را با زيور علم بياراست. لذا در اولين سوره اي كه بر پيامبرش محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) فرو فرستاد ارزش علم و دانش را بازگو فرموده و بر تمام افراد بشر چنين منت نهاده كه در ميان تمام پديده هاي هستي،

وجود آنان را با علم، ويژگي بخشيده و مشخص و ممتازشان ساخته است، آنجا كه مي فرمايد:

اقرء باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرء و ربك الاكرم، الذي علم بالقلم. (30)

اي پيامبر، بنام پروردگارت خواندن را آغاز كن، پروردگاري كه آفريننده است. انسان را از خون بسته و لخته شده و يا چيزي شبيه كرم و زالو آفريد. بخوان اي پيامبر، و پروردگار تو كريم ترين كريمان است، از آن جهت كه با خامه و قلم، بشر را با علم و دانش آشنا و مأنوس ساخت.

بايد دقت نمود كه خداوند با چه كيفيتي كتاب آسماني مسلمين را افتتاح فرمود، و با چه طليعه اي برگهاي زرين اين نبشتار اعجازآميز را آغاز كرد. كتابي كه بيهوده سخن در پيش و پس آن راه ندارد، و از وجودي منشاء گرفته است كه در عين دانائي، در تمام جوانب گفتار و رفتارش ستوده است.

اين كتاب الهي، نخست با سخن از نعمت ايجاد عالم و آدم، آغاز گرديده، و سپس نعمت علم و بينش را بلافاصله به گوش هوش انسان ميخواند.

كمترين دقت و تامل در اين آيات، انسان را وا مي دارد كه چنين بينديشد كه:

اگر در اين موقف و جايگاه - پس از نعمت ايجاد - نعمت و احساني والاتر از علم وجود مي داشت، خداوند، انسان را به ويژه با چنين احسان، و نعمتي - يعني علم - ممتاز نمي ساخت (و بلافاصله از نعمتهاي ديگر ياد مي كرد) و نور هدايت و طريق هدايت به صراط مستقيم را با علم آغاز نمي فرمود، آن هم به گونه اي كه براعت و تناسب ديباچه و مطلع با مباحث و مطالب قرآن كريم و

دقايق معاني و حقايق بلاغت در چنين افتتاحي نيز جلب نظر مي كند.

بعضي از دانشمندان در توضيح وجوه و جهات تناسبي كه در آيات نخستين سوره «علق» به چشم مي خورد بيانهاي جالبي دارند. توضيح آنكه:

بخشي از آيات اين سوره مربوط به آفرينش انسان است كه او از خون لخته شده يا چيزي شبيه زالو بوجود آمد. بخش ديگر اين سوره در بيان اين حقيقت است كه خداوند به انسان، حقايقي را آموخت كه قبلا درباره آن حقائق، اطلاع و آگاهي نداشته است. با توجه به دو توجيه زير به نظم جالب و ترتيب سنجيده اين آيات پي مي بريم:

1 - خداوند در اين آيات از نخستين مرحله و حالات انسان در دوران جنيني ياد مي كند كه او بصورت خون لخته شده و يا همچون زالوئي كه به جدار رحم مادر چسبيده تكون مي يابد.

و از چنين مرحله اي پست و تنفرانگيز، حيات و زندگاني خود را آغاز مي كند.

و همين موجود غيرقابل توجه و اشمئزازآور، چنان تكامل مي يابد كه در اوج همه پديده هاي هستي از نظر كمالات قرار مي گيرد. يعني انساني كه در چنين حضيض و نشيب دوران جنيني، وارد عرصه حيات گرديد چنان اوج مي گيرد كه بصورت يك انسان عالم و آگاه، به والاترين مراحل حيات دست مي يابد.

گويا خداوند از رهگذر اين آيات به انسان هشدار مي دهد كه اي انسان! تو در نخستين مراحل حيات، در چنين وضع و شرائطي، زندگاني را آغاز كردي، شرائطي كه نمايانگر منتهاي پستي و ابتذال تو بوده است.

و اين همان توئي كه در واپسين مراحل زندگاني به چنان پايه و مرتبتي تعالي مي يابي كه عاليترين منازل شرافت و پرارج ترين دوران زندگاني انسان

و والاترين نحوه وجود در ميان همه پديده هاي هستي است.

اين سخن بر اين اساس است كه چون علم و دانش، شريفترين حالات ارج آفرين انسان مي باشد؛ زيرا اگر - جز علم - جهات و حيثيات ديگري معيار برتري انسان به شمار ميرفت، و اين حيثيات از لحاظ اهميت در درجه اول قرار ميداشت. چنين شايسته بنظر ميرسد كه خداوند در اين مورد - بلافاصله پس از گفتار درباره آفرينش عالم و آدم - از اين حالات و حيثيات، سخن به ميان ميآورد.

همين نكته اساسي است كه ترتيب منطقي آيات مذكور را به ما ارائه داده و تناسب عميق آن را روشن مي سازد.

2 - توجيه در اثبات تناسب و همبستگي درخور ترتيب آيات نخستين سوره «علق» آنست كه خداوند (در پي سخن از آفرينش جهان و انسان) مي فرمايد:

و ربك الاكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان مالم يعلم. (31)

و پروردگار تو، كريم ترين كريمان است؛ از آن جهت كه با خامه و قلم، علم و آگاهي را به وي ارمغان داده است كه از آن محروم بود (و از اين رهگذر، كرامت والاي خود را بدو ارزاني داشته است).

اين ترتيب موجود در گفتار الهي، نكته ديگري را به ما اعلام مي كند؛ ولي پيش از آنكه نكته مزبور را توضيح دهيم بايد مقدمة بگوئيم:

در علم اصول فقه، چنين مقرر و مسلم گرديده است كه «ترتب حكم بر وصف، مشعر به عليت آن وصف براي حكم مذكور است» (به عبارت ديگر: اگر حكمي، مبتني بر وصف و حالتي خاص باشد به اين نتيجه مي رسيم كه اين وصف و حالت، علت آن حكم مي باشد). توضيح اين قاعده اصولي درباره آيات

سوره علق، بدينگونه است:

خداوند متعال به وصف «اكرميت» و والا بودن كرامتش از آن جهت توصيف شده است كه چون علم و دانش را به بشر ارزاني داشته است. اگر هر مزيت ديگري - جز علم و دانش - معيار فضيلت بشمار مي رفت شايسته بود همان مزيت با وصف «اكرميت» پروردگار در ضمن آيات، قرين و همپايه گردد، و آن مزيت بعنوان معيار كرامت والاي خداوند بشمار آيد.

كرامت الهي در طي اين آيات در صيغه و قالب «افعل تفضيل» يعني با تعبير «الاكرم» بيان شده است و چنين تعبيري به ما مي فهماند كه عاليترين نوع كرامت پروردگار نسبت به انسان، با والاترين مقام و منزلت او - يعني علم و دانش وي - همطراز است. (بعبارت ديگر: بايد والاترين كرامت پروردگار جهان را در اعطاء علم و دانش به بشر، جستجو كرد).

بنابراين چنين ترتيبي، علت «اكرميت» خداوند متعال را براي ما روشن مي كند و آن عبارت از تعليم و اعطاء علم به انسان مي باشد. ضمنا به ما هشدار مي دهد كه اعطاء نعمت علم و دانش به انسان، نمايانگر والاترين كرامت الهي نسبت به بشر مي باشد.

فرازهائي ديگر از شكوه و عظمت علم و علماء

خداوند متعال مسئله پذيرش حق و ملازمت و همبستگي با آن را بر اساس تذكر (و خوديابي) و خدايابي انسان قرار داده، و تذكر و خدايابي را بر پايه خشيت و بيم از خويشتن مبتني ساخته است.

و نيز خشيت و تقوي را ويژه جامعه علماء و دانشمندان معرفي كرده است آنجا كه مي فرمايد:

سيد كر من يخشي (32)

آنكه از خدا بيمناك است بزودي خود و خداي خويش را بازمي يابد. (و قلبش بياد پروردگار، آرام گيرد)

و يا مي فرمايد:

انما يخشي الله من

عباده العلماء (33)

در جمع بندگان الهي فقط علماء هستند كه خداشناس اند، و ترس و بيم از او و حس تقوي و پرهيزكاري در دل آنها راه دارد.

و نيز خداوند از علم به «حكمت» (و استوار انديشي و سنجيدگي گفتار و رفتار) تعبير فرموده است.

و حكمت را نيز سرشار از شكوه و عظمت و خير و بركت معرفي كرده است چنانكه مي فرمايد:

و من يوت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا (34)

و كسي كه از حكمت و دانش و استحكام در انديشه و گفتار و رفتار برخوردار باشد بايد بداند تحقيقا به خير و بركت فراواني دست يافته است.

حاصل و فشرده سخن مفسران قرآن كريم در تفسير كلمه «حكمت» عبارت از پند و اندرزهاي قرآن كريم و آگاهي و بصيرت و نبوت است. اگر كسي از چنين آگاهي هائي بهره مند گردد بدون شك، خير و بركت فراواني را عائد خويش مي سازد؛ چون همه اين آگاهي ها از مجراي علم و دانش به روي انسان چهره مي گشايد.

خداوند در مقام بيان منزلت والاي يحيي (عليه السلام) مي فرمايد:

وآتيناه الحكم صبيا (35)

ما به يحيي (عليه السلام) - آنگاه كه كودكي بيش نبود - حكمت و حكم و داوري متين و رأي و انديشه اي استوار عطا كرديم.

و يا آنگاه كه مي خواهد شخصيت شكوهمند خاندان ابراهيم پيامبر (عليه السلام) را به جهان بشريت اعلام نمايد از آن مجري بيان مي كند كه حكمت و نزول كتاب آسماني را به وي ارزاني داشته و چنين مي فرمايد:

فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمة (36)

ما به خاندان ابراهيم، (فرستاده بت شكن خود) نبشتار آسماني و حكمت و انديشه و گفتار و رفتار استوار عطاء نموديم.

كلمه «حكم» و «حكمت»

در اين دو آيه به معني علم و دانش است؛ چون عالم و دانشمند، استوارتر از جاهل و نادان مي انديشد و گفتار و رفتار او با متانت و استحكام و سنجش و ابرام، توام است.

خداوند متعال دانشمندان را برتر و والاتر از همه رده هاي ديگر جامعه هاي انساني معرفي فرموده، و آنان را در تارك تمام طبقات مردم قرار داده است، و امتياز و ويژگي آنان را نسبت به ساير افراد، چنين بازگو مي فرمايد:

هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب. (37)

آيا آنان كه با سلاح علم مجهزند و افرادي كه با جهل و ناداني دست به گريبان اند با هم برابرند (آيا مي توان اين دو دسته را در يك رده قرار داده و با يك ديد به آن نگريست؟) صرفا انديشمندانند كه تفاوت عظيم و بعد مسافت معنوي اين دو گروه را درك ميكنند و امتياز ميان آنان را باز مي يابند و از اين رهگذر پند مي گيرند.

آري خداوند متعال در خلال آيات قرآني، سلسله واژه هائي آبدار و پرمعني را در نقطه مقابل واژه هائي ديگر قرار داده است تا از اين رهگذر، اوصاف و مزاياي گويائي را درباره دانشمندان متذكر گردد. چنانكه با به كار بردن لغات ديگر، اوصاف و احوال گروه بي بهره از علم را بگونه اي بيان مي كند كه بيانگر وضع اسف آور و شرائط دردناك زندگي آنان مي باشد.

(براي نشان دادن امتياز اين دو گروه در قرآن كريم از كلمه «خبيث» براي نادان و كلمه «طيب» براي دانا استفاده شده است، و از خردمندان داوري ميخواهد كه آيا ميان اين دو عنصر آلوده و پاكيزه، تفاوتي وجود ندارد؟!)

لذا

مي فرمايد:

قل لا يستوي الخبيث و الطيب. (38)

بگو اي پيامبر. عنصر پليد و آلوده با عنصر نظيف و پاكيزه برابر نيست.

در اين آيه، پليد، نقطه مقابل پاكيزه قرار گرفته است، چنانكه در آيه اي ديگر، كور در برابر بينا، تاريكي در برابر روشنائي، حرارت آزاردهنده در برابر سايه آرام بخش، و زنده ها در نقطه مقابل مردگان (39) قرار دارد. اگر كمي ژرف بنگريم و تفسير اين آيات را بررسي كنيم مي بينيم كه مقصود از مفاهيم واژه هاي: (بصير = بينا. نور = روشنائي. ظل = سايه آرام بخش، و جنت = بهشت) ، عبارت از علم و دانش و دانشمند است، چنانكه منظور از لغات: (اعمي = نابينا. ظلمات = تاريكيها. حرور = گرماي آزار دهنده.

و نار = آتش) عبارت از جهل و ناداني و نادان مي باشد.

خداوند متعال ارباب علم و دانشمندان را در كنار نام خود و فرشتگان آسماني خويش ياد كرده و آنان را با چنين افتخاري، سرافراز فرموده است. چنانكه مي فرمايد:

شهد الله انه لا اله الا هو و الملائكة و اولوا العلم. (40)

خدا بر وحدانيت و يگانگي خود گواهي مي دهد.

و نيز فرشتگان و دانشمندان گواهند كه جز خداوند معبودي دگر نيست.

خداوند متعال در قرآن كريم براي بزرگداشت و تجليل از علماء به همين مقدار بسنده نكرده است؛ بلكه (با بيانات ديگري نيز مقام آنان را ارج نهاده و آنان را مانند خود به عنوان افرادي آگاه به اسرار و رموز قرآن قلمداد كرده و آنها را از لحاظ بينش در مرتبتي پس از خويش آورده است، و) در گرامي داشت فزونتر آنان چنين مي فرمايد:

وما يعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم (41)

تأويل و

ارجاع صحيح و تشخيص هدف و منظور آيات متشابه قرآن و تحقق آن را جز خداوند متعال و دانشمندان ژرف نگر و نافذ در علم، نمي دادند.

و نيز مي فرمايد:

قل كفي بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب (42)

بگو، خدا و كساني كه از علم و آگاهي نسبت به كتاب آسماني برخوردارند به عنوان گواه ميان من و شما كافي و بسنده اند.

در آيه فوق، عالم و دانشمند بعنوان شاهد و گواه بر نبوت، در كنار خدا قرار گرفته و قرب و منزلت او نسبت به پروردگار به خوبي در آن، نمودار است.

(در آيه اي ديگر، مؤمنان در جنب دانشمندان، از درجات و پايه هاي رفيعي بهره مندند كه اين درجات را خداوند همراه مؤمنان، به دانشمندان اعطاء فرموده است) ، آنجا كه مي فرمايد:

يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات (43)

خدا به آنان كه در جمع شما جامعه بشري، به حق ايمان آوردند، و نيز به آنانكه از علم و دانش بهره مند هستند، رفعت مقام اعطاء مي كند (تا در ظل چنين مقام رفيعي از ساير مردم، ممتاز باشند).

چهار گروه از گروههاي مختلف جامعه انساني - در منطق قرآن كريم - در سايه ايمان

چهار گروه از گروههاي مختلف جامعه انساني - در منطق قرآن كريم - در سايه ايمان از امتيازات و مقامات ويژه اي برخوردارند:

1 - مؤمنان جنگ بدر: (و اصولا هر مؤمن واقعي) كه خداوند متعال درباره آنها مي فرمايد:

انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا … اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم (44)

مؤمنان (واقعي) صرفا كساني هستند كه به گاه ياد خدا دلهايشان بيمناك گشته، و آنگاه كه آيات خداوند بر آنان خوانده

مي شود بر نيروي ايمانشان مي افزايد … اينان حقا همان مؤمنان مورد نظر مي باشند كه در پيشگاه الهي از درجات و پايه هاي رفيع و آمرزش و روزي آبرومندانه اي برخوردار هستند.

2 - مجاهدان راه خدا: (كه در احياء حق و حقيقت از بذل مال و جان دريغ ندارند) ، خداوند متعال درباره آنها مي فرمايد:

فضل الله المجاهدين باموالهم و انفسهم علي القاعدين درجة (45)

خداوند با يك درجه و پايه، مجاهدان و افراد سخت كوشي را - كه در راه خدا از بذل مال و جان دريغ نمي ورزند - بر خانه نشينان تن آسان، برتري داده است.

3 - صالحان و نيكوكاران: (كه داراي رفتاري شايسته و در خور انسانهاي واقعي هستند). قرآن كريم راجع به آنها مي فرمايد:

ومن ياءته مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلي (46)

و كساني كه با ايمان و اعتقاد راسخ، به خدا روي مي آورند، در حالي كه كرداري شايسته و در خور انسانهاي واقعي را دارا هستند، اين گروه از مردم در پيشگاه الهي واجد درجات و مقاماتي والا مي باشند.

4 - علماء و دانشمندان: (كه در سايه بينش و آگاهي خود، مقامات ارجمندي را احراز مي كنند، چنانكه قبلا نيز ديديم در جنب مؤمنان و افراد دلبسته به حق و حقيقت، شايستگي نيل به درجات و مقامات رفيعي را كسب مي نمايد) كه خدا درباره آنان چنين مي فرمايد:

يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات

(قريبا ترجمه آن، گذشت).

با توجه به مجموعه اين آيات - كه ضمن آنها خداوند متعال براي چهار گروه از طبقات مختلف مردم با ايمان، درجات و امتيازاتي مقرر فرمود - به اين نتيجه مي رسيم كه پروردگار متعال، افرادي را كه در

جنگ بدر شركت جستند از لحاظ پايه و درجه بر ساير مؤمنان برتري داده، و علماء و دانشمندان را بر تمام اصناف و گروههاي جامعه بشري مزيت بخشيده است. برجسته ترين و سرفرازترين افراد مي باشند (و طبق منطق آيات قرآني در ميان قشرهاي گوناگون انساني، همچون گوهرهاي تابناكي بر تارك جامعه بشريت مي درخشند).

امتيازات ويژه علماء و دانشمندان

الف - در قرآن كريم، علماء و دانشمندان با پنج امتياز برجسته از ساير گروهها ممتازند

1 ايمان

والراسخون في العلم يقولون آمنا (47)

آنانكه گامهاي راسخ و نافذي را در پهنه علم برداشتند و به درون محيط و فضاي دانش راه يافتند مي گويند ما سراپاي قرآن كريم را باور مي داريم.

2 اعتقاد به توحيد و يگانگي خداوند

شهد الله انه لا اله الا هو و الملائكة و اولواالعلم

(ترجمه اين آيه قريبا از نظر مطالعه كنندگان محترم گذشت).

3 اندوه و تاثر و گريستن از بيم پروردگار

ان الذين اوتواالعلم من قبله اذا يتلي عليهم يخرون للاذقان سجدا … يبكون و يزيدهم خشوعا (48)

حقا مردمي كه پيش از آن، از علم بهره مند گشتند - آنگاه كه آيات خداوند بر آنان خوانده شود - با چانه هاي خويش بر زمين فرو افتند … و گريستن را آغاز كنند.

و خواندن قرآن كريم، بر خشوع و زاري و انعطاف و فروتني آنها بيفزايد.

4 خشوع و انعطاف دروني

و يزيدهم خشوعا

تلاوت قرآن و تابش خورشيد حقيقت كتاب آسماني، بر مراتب خشوع و نرمي و فروتني و انعطاف آنان مي افزايد.

5 ترس و بيم از خدا

انما يخشي الله من عباده العلماء

(ترجمه اين آيه نيز قبلا ياد شد).

(اين پنج امتياز برجسته صرفا از آن دانشمنداني است كه داراي بصيرت معنوي و بينش الهي هستند).

با وجود اينكه پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) از بينش كافي و حكمت و ژرف انديشي و جهان بيني عميق برخوردار بود، مع هذا خداوند متعال به او امر مي فرمايد كه بگويد:

وقل رب زدني علما (49)

بگو پروردگارا بر مراتب دانش و بينشم بيفزا.

ونيز در نماياندن روشن بيني دانشمندان مي فرمايد:

بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم (50)

بلكه قرآن، نشانه هاي روشن و آشكاري است در سينه هاي مردمي كه علم و دانش به آنها ارزاني شده است.

قرآن كريم، مسئله درك و نيوشيدن ضرب المثل هاي خود را ويژه علماء و دانشمندان مي داند، و آنجا كه مي فرمايد:

و تلك الامثال نضربها للناس و ما يعقلها الا العالمون (51)

اين ضرب المثل ها را (كه همچون انگيزه هاي هشداردهنده و بيدارگر است) براي مردم بازگو مي كنيم. اما جز علماء و دانشمندان نمي توانند (آن ها را بگوش هوش بشنوند و ژرفاي آن را باز يابند، و) درباره آن درست بينديشند.

خاتمه

اين مطالب و تعابير قرآني - كه ارزش و فضيلت علم و علماء را به ما مي نماياند - بخشي از فضائل و امتيازهائي است كه در قرآن كريم به چشم مي خورد.

و گرنه، آيات كتاب الهي در ارج نهادن و بزرگداشت علم، و اعتبار و ارزش علماء، فزونتر از آن است.

و ما (بخاطر اختصار) برخي از آن ها را ياد كرديم.

ب - والائي مقام علم و علماء و متعلمان در منطق سنت و احاديث نبوي

اشاره

سنت و احاديث نبوي (52) در ارائه ارزش و اعتبار علم و علماء و متعلمان به اندازه اي فراوان و چشمگير است كه مي توان گفت از حد احصاء و شمار بيرون است.

احاديث منقول از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و امامان و رهبران واقعي بشر راجع به فضيلت علم و علماء و متعلمان - در حد بسيار گسترده اي نظر هر محققي را در كتب حديث به خود جلب مي كند و ما به عنوان نمونه پاره اي از اين احاديث را از نظر گذرانديم.

سخنان رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم)

(احاديثي كه از اين پس ياد مي شود سخنان رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) است كه درباره ارزش و اعتبار علم و علماء و دانش جويان، بيان فرموده است):

«كسي كه خداوند، خير و سعادت او را خواهان است، وي را از بينش ديني و درك و فهم حقايق الهي برخوردار مي سازد.» (53)

«دانش طلبي و علم آموزي بر هر فرد مسلمان (اعم از زن و مرد) لازم و ضروري است.» (54)

«اگر كسي در صدد پويائي از دانش برآيد، (و سعي خويش را در باز يافتن علم، مصروف دارد، و در ظل مساعي و كوششهاي خويش) علم و دانش را بازيابد خداوند متعال دو بهره و نصيب را براي او مقرر مي فرمايد. ولي اگر (عليرغم كوشش هايش) در پويائي از علم، ناكام و ناموفق باشد، يك اجر و پاداش در نزد خداوند متعال براي او منظور مي گردد.» (55)

«كسي كه دوست ميدارد نگاهش به چهره كساني افتد كه از آتش دوزخ درامانند، بايد به متعلمان و دانش جويان بنگرد. سوگند به كسي كه جان در يد قدرت او است،

هر شاگرد و دانشجوئي كه به منظور تحصيل علم - به در خانه عالم و دانشمند رفت و آمد مي كند، در هر گامي كه بر ميدارد، ثواب و پاداش عبادت يكساله عابد را براي او منظور مي فرمايد.

و براي هر قدمي كه در اين مسير مي نهد، شهر و ديار معمور و آبادي را در بهشت براي او آماده مي سازد.

و او كه بر روي زمين راه ميرود، زمين نيز براي او طلب آمرزش مي كند. در تمام لحظات و آنات - آنگاه كه روزش را به شامگاهان مي پيوندد، و شامگاهان را بروز ميرساند - مشمول رحمت و مهر و آمرزش الهي است.

فرشتگان آسماني گواهي دهند كه اين گونه شاگردان پوياي علم و جوياي بينش الهي، از شكنجه آتش دوزخ، آزاد و درامانند.» (56)

«دانش جو و شاگرد دوستدار علم، همانند كسي است كه روزها روزه دار و شبها بيدار و سرگرم عبادت بوده (و داراي اجر و پاداشي همسان او مي باشد) و هر بابي از علم - كه دانشجو بدان دست مي يابد و آن را فرا مي گيرد از كوه ابوقبيس - كه اگر سراسر آن طلا باشد و آن را در راه خدا انفاق كند - بهتر و سودمندتر است.» (57)

«دانشجوئي كه هدف او از علم آموختن، احياء دين و آئين الهي اسلام است اگر بهنگام تحصيل علم، مرگش فرا رسد، فاصله ميان او و ميان پيامبران از لحاظ مقام و منزلت بهشتي در حد يك پايه و يك درجه است» (58) (يعني دانشجويان واقعي فقط در رابطه با نبوت - از لحاظ مقامات اخروي - نسبت به پيامبران، در يك درجه پائين تر از آن قرار دارند و

از نظر فضيلت در مقايسه با ساير مردم داراي قرب بيشتري نسبت به انبياء (عليهم السلام) ميباشند).

«فضيلت و برتري عالم و دانشمند بر عابد و پارسا به ميزان هفتاد پايه و درجه است، درجاتي كه ميان هر دو درجه آن، فاصله دور و درازي وجود دارد كه اگر اسب راهواري بخواهد اين فاصله را با تك و دويدن طي كند هفتاد سال بطول مي انجامد تا مسافت ميان دو درجه از درجات هفتادگانه را بپيمايد. علت وجود چنين فضيلت قابل توجه براي فرد عالم و دانشمند اين است كه شيطان (و انسانهاي شيطان گونه) بدعتها و نوآوري هاي نابخردانه اي را در ميان مردم، طرح ريزي و مقرر مي كنند؛ ولي عالم و دانشمند (هشيار و بيدادگر) ، آن نوآوريهاي زيان بخش و نامشروع را شناسائي مي كند، (و مي كوشد تا مردم را هشدار دهد و آنان را به مضار آن آگاه سازد) و آن را از بيخ و بن بركند (كوششهاي بي دريغ عالم و دانشمند در شناسائي بدعتها و از ميان بردن آن، زمينه را براي احراز چنين مقامات والائي براي او فراهم مي آورد) در حالي كه عابد صرفا به عبادت خويش روي آورده» (59) ، (و سعي و كوشش او فقط براي خود او سودمند است و نفعي از عبادت او به جامعه عائد نميگردد).

«فضيلت و برتري مقام عالم بر عابد، همسان با فضيلت و رجحان من (پيغمبر) بر پائين ترين افراد مردم است؛ زيرا خداوند و فرشتگان و ساكنان آسمان و زمين - حتي مورچگان در لانه خود و ماهيان دريا در ميان آب - بر عالم و دانشمندي - كه معلم مردم است و آنان

را به خير و سعادت رهنمون مي باشد - درود مي فرستد.» (60)

«آنگاه كه دانشجو - براي دانش آموختن - خانه خود را ترك مي گويد تا آن لحظه اي كه دوباره به خانه خويش بازمي گردد - (بايد اين مدت رفت و بازگشت او را فرصتهاي طلائي او بشمار آورد؛ زيرا سعي او در اين رفت و آمد همچون) سير و جهاد در راه خدا محسوب مي گردد.» (61)

«اگر كسي بدين منظور پا از خانه بيرون نهد تا بابي از علم فراسوي او گشوده گردد و از رهگذر آن، امر باطل و نادرستي را به مأمن و جايگاه حق و درستي بازگرداند و گم كرده رهي را به راه راست رهنمون شود، خروج او از خانه - البته با چنين هدفي - با عبادت چهل سال از نظر اجر و پاداش برابري مي كند.» (62)

رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) به اميرالمؤمنين علي (عليه اسلام) فرمود:

«اگر يك فرد به وسيله تو - به مدد الهي - طريق هدايت را بازيابد و به حق، رهنمون گردد، پر ارزشتر و بهتر از آنست كه مالك شتران سرخ موي اصيل و نجيب فراواني باشي.» (63)

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) به معاذ فرمود:

«اگر خداوند متعال يك فرد را بدست تو هدايت كند چنين كاري از دنيا و آنچه در آن است مهمتر و پرارزش تر است.» (64)

گويند كه نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) در خطاب به اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) نيز چنين سخني را ايراد فرمود.

«خداوند، جانشينان مرا مشمول لطف و مرحمت خود قرار دهاد. (رسول خدا (صلي الله عليه و آله

و سلم) كه اين جمله را در ميان جمعي از ياران خود ايراد فرمود) ، آنان عرض كردند:

جانشينان شما چگونه مردمي هستند؟

فرمود:

كساني هستند كه سنت و روش مرا احياء نموده و آن را به بندگان خدا تعليم ميدهد.» (65)

«مسئله هدايت و ارشاد مردم - كه هدف بعثت و رسالت مرا تشكيل ميدهد - عينا مانند قضيه ريزش باران است. باراني كه در مناطق و سرزمينهاي متفاوتي فرو مي ريزد:

برخي از سرزمينها آنچنان پاكيزه و آماده است كه آب را در خود مي پذيرد و در نتيجه، ريزش باران در اين سرزمين ها گياه ها و سبزه هاي فراواني را مي روياند. برخي از سرزمين ها (همچون سنگستان) ، سفت و سخت است كه آب در آن نفوذ نمي كند و فرونمي رود؛ بلكه روي زمين جمع مي شود و آب را در خود نگاه مي دارد، و خدا مردم را بدينوسيله سودمند ساخته تا از آن آب بياشامند و سيراب گردند و منطقه هاي كشاورزي خود را با اين ذخائر، آبياري كرده و بارور سازند.

و برخي از سرزمين ها پست و كوير و شنزار است كه نه آب را بر روي خود نگاه ميدارد و نه گياهي را مي روياند.

اين مثل، بازگوكننده حالات متفاوت كساني است كه زير بارش هدايتها و ارشادهاي من قرار مي گيرند:

بعضي از آنها از راه آوردهاي الهي من بگونه اي بهره مند مي گردند كه نه تنها خود داراي بصيرت ديني مي شوند و از اين بصيرت در زندگاني علمي سودمند مي گردند، بينش خود را به ديگران نيز منتقل ساخته و آنان را تحت تعليم قرار مي دهند.

و بعضي ديگر در برابر فيضان و بارش دست آورد آسماني من، چنان سخت و غيرقابل انعطاف هستند كه اساسا سرشان را

بالا نمي گيرند و به ريزش و فيضان الهي توجه نمي كنند و باران هدايت الهي را در خود نمي پذيرند و نگاه نمي دارند، هدايتي كه من نسبت به آن، احساس رسالت و مسئوليت مي كنم و آن را براي مردم بازگو مي نمايم.» (66)

«رشك و حسد - جز درباره دو كس - روا نيست و نميتوان آن را حسد مذموم ناميد:

1 - كسي كه خداوند، او را دولتمند ساخته و مال فراواني در اختيارش قرار ميدهد، ولي او اموال خويش را در راه حق صرف مي كند و در طريق احياء فضيلت، سرمايه هاي مالي خود را به نابودي مي كشاند. (افراد با فضيلت، بايد به حال چنين مردمي غبطه خورند و نسبت به آنان رشك برند).

2 - كسي كه خداوند متعال وجود او را با حكمت و دانش سرشار ساخته و سرمايه هاي علمي را در كفش نهاده است. او خود نيز از اين سرمايه در زندگاني انساني و معنوي خويش بهره مي گيرد و ديگران را با اين اندوخته علمي بهره مند مي سازد و از راه تعليم، جامعه را با آن مايه ها مجهز

مي كند.» (67)

«كسي كه مردم را به هدايت و رشد فكري و معنوي دعوت مي كند و در اين راه موفق مي گردد، برابر پاداش پيروان و ره بازيافتگان خود، اجر و مزدي از خدا دريافت مي كند به گونه اي كه به هيچ وجه - برخورداري راهبر از پاداش مذكور - از ميزان پاداش رهروان تعليمات او نمي كاهد.

و آنكه مردم را به گمرهي سوق مي دهد (و راه انحراف و گناه را براي آنان هموار مي سازد) جرم او برابر جرمي است كه ره گم كردگان، دچار آن جرم گشتند. البته اين وضع، از بار جرم گمرهان

نيز چيزي نمي كاهد.» (68)

«آنگاه كه آدميزاد مي ميرد (حساب جاري) اعمال او - جز نسبت به سه چيز - گسيخته (و مسدود) مي گردد:

1 - خير مستمر و عام المنفعه (از قبيل ساختن پل، خيابان، مسجد، بيمارستان و امثال آن).

2 - علم و دانشي كه مردم بدان سودمند گردند (مانند كتب و آثار علمي).

3 - فرزند صالح و شايسته اي كه (همواره) دعاي خير، نثار پدر نمايد.» (69)

«پرارزش ترين و بهترين چيزي كه انسان، پس از مرگ خود به يادگار مي گذارد سه چيز است:

1 - فرزند صالح و شايسته اي كه او را با دعاي خير ياد كند.

2 - صدقه جاريه (و مؤسسه عام المنفعه مستمري) كه پاداش به او برسد.

3 - علم و دانشي كه پس از مرگ او مورد استفاده ديگران قرار گرفته و بدان عمل شود.» (70)

«فرشتگان آسماني - براي ابراز رضايت و شادماني نسبت به كار دانشجويان و علم آموزي طالبان علم - پر و بال خويش را فرو مي نهند.» (71)

«جوياي علم و دانش باشيد، هر چند كه آن را در چين (و نقاط بسيار دوردست) سراغ گرفته باشيد.» (72)

(منظور، معرفة النفس و خداشناسي است).

«اگر كسي صبحگاهان خويش را در پويائي از علم آغاز كند، فرشتگان (با بال و پر خويش) بر او سايه لطف و مرحمت مي افكنند، و نيز در طول زندگاني خود از يمن و بركت و فراخ روزي برخوردار گشته، و كاهشي در رزق و روزي او پديد نميآيد.» (73)

«اگر كسي طريقي را - به منظور دانش آموختن - بپيمايد، خداوند متعال در فراسوي وي، راهي به سوي بهشت و نيكبختي او هموار مي سازد.» (74)

«خوابيدن با علم، بهتر و سودمندتر از نمازي

است كه در عين جهل و بر مبناي ناداني برگزار مي شود.» (75)

«وجود يك فقيه و فرد واجد بينش و بصيرت ديني - از ديدگاه شيطانها و اهريمن صفتان - طاقت فرساتر و تحمل ناپذيرتر از وجود هزار عابد است.» (76)

«قضيه و جريان زندگي افراد عالم و دانشمند بر روي پهنه زمين و جهان خاكي، همانند وجود ستارگان برفراز آسمانها است كه انسان به مدد درخشش آنها در خشكي و دريا، در دل شب و تاريكيها راه خويش را بازمي يابد (و قافله و كاروان سفر را به مقصد رهنمون مي گردند) آنگاه كه اين ستارگان زير پوشش ابر قرار گيرند و ناپديد گردند اين احتمال وجود دارد كه كاروان سالاران و راهبران مسافران نيز - علاوه بر خود كاروانيان - دچار گمرهي و سرگشتگي شوند» (77).

«هر نوآموزي كه در فضا و محيط علم و عبادت و بندگي خدا پرورش يابد تا آنگاه كه به بزرگسالي برسد، خداوند در روز قيامت، اجر و پاداش نود و دو فرد «صديق» و راستين در گفتار و كردار را بدو ارزاني مي كند.» (78)

«خداي، در روز قيامت به دانشمندان و حاملان علم چنين خطاب مي كند:

علماء و دانشمندان! من بدان جهت علم و حلم و دانش و بردباري خود را به شما سپردم كه ميخواستم صرفا از رهگذر آن دو يعني علم و حلم، شما را مشمول آمرزش و رحمت خويش قرار دهم.

و هيچگونه ايرادي در چنين مشيتي بر من وارد نيست و باكي از آن ندارم.» (79)

«هيچ مجموعه و پيوندي، خوش آيندتر و برتر از پيوند علم و دانش با حلم و بردباري نيست» (80) (يعني تركيب و گرد همائي علم

با حلم، پر فضيلت ترين تركيبها است. به عبارت ديگر: اگر در يك فرد، علم با آميزه حلم توام باشد شخصيت او از معجوني پرداخته شده است كه هيچ تركيب و معجوني از لحاظ فضيلت و ارزش به پاي آن نمي رسد).

هيچ صدقه و بخششي - از لحاظ ميزان پاداش و بازده معنوي - نميتواند با نشر و تعليم علم، برابري كند. (81)

«هرگونه هديه و ارمغاني كه يك فرد مسلمان به برادر ديني خود اهداء مي كند، برتر و والاتر از سخن حكمت آميز نيست، سخني كه خداوند - از رهگذر آن - بر مراتب هدايت آن برادر ايماني افزوده و از سقوط و نابودي شخصيت او جلوگيري كرده و پستي و تبهكاري و نابودي را از او طرد مي سازد.» (82)

«پربهاترين و والاترين صدقه و بخشش اين است كه انسان بر علم و دانشي دست يابد و آن را به برادر ديني خود تعليم دهد» (83):

«عالم و دانشمند با متعلم و شاگرد از لحاظ اجر و پاداش الهي، شريك و انباز يكديگرند. خير و سعادت (واقعي) را نمي توان در ميان ساير طبقات جامعه بازيافت.» (84)

«عالم و دانا - هر چند مايه علمي او اندك و ناچيز باشد - بهتر و ثمربخش تر از عابدي است كه عبادت و مراتب بندگي او، زياد (و چشمگير) باشد.» (85)

«اگر شخصي، بامدادان، راه مسجد را در پيش گيرد و صرفا هدف او چنين باشد كه راه خير و نيكبختي را فراگيرد و يا آن را به ديگران تعليم دهد - از لحاظ اجر و پاداش اخروي - همسان كسي است كه عمره كامل انجام داده باشد.

و اگر شبانگاه با چنان هدفي

به مسجد روي آورد اجر و پاداش او برابر با اجر و پاداش كسي است كه مراسم حج كامل را برگزار كرده باشد.» (86)

«طليعه روز خود را - در حالي كه عالم و دانشمند و يا متعلم و دانش جو و يا مستمع و شنونده علم و يا دوستدار و علاقه مند به دانش، هستي - آغاز كن، از گروه پنجم (كه از مرز اين چهار فرقه بيرون هستند) مباش كه در (پرتگاه) انحطاط و نابودي قرار ميگيري.» (87)

(رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) به مردم فرمود):

«آنگاه كه از بوستانهاي بهشت عبور مي كنيد خود را از نعمتهاي آن اشباع سازيد.

عرض كردند:

يا رسول الله بوستانهاي بهشت چيست؟

فرمود:

حلقات و جلسات بحث و مذاكره است؛ زيرا خداي را فرشتگان سياري است كه همواره در گردش اند و در جستجوي جلسات بحث و مذاكره علمي هستند. آنگاه كه بر اهل جلسات بحث و گفتگوهاي علمي وارد مي شوند پيرامون آنان را احاطه مي كنند» (88) (و مراتب عشق و علاقه به علم و دانش را با چنان كيفيتي ابراز مي نمايند).

بعضي از دانشمندان درباره اين حلقات يادآور شده اند كه منظور از آن، جلساتي است كه در آن از حلال و حرام، سخن به ميان مي آيد. در اين حلقات، گفتگوهائي درباره قوانين دين از قبيل: خريد و فروش، نماز، روزه، نكاح، طلاق، حج و امثال آنها مطرح مي گردد. (به عبارت ديگر: موضوع بحث و مذاكره اين گونه جلسات، عبارت از تشريح قوانيني است كه كيفيت رابطه انسان را با خدا تنظيم مي كند كه ما آن را قوانين مربوط به «عبادات» مي ناميم از قبيل نماز، روزه، حج و امثال آنها.

و يا

آنكه بحث و مذاكره اين جلسات مربوط به تشريح و گزارش قوانيني است كه چگونگي رابطه مردم را با يكديگر مشخص مي سازد كه در فقه بعنوان «معاملات» نام دارد از قبيل خريد و فروش، اجاره، رهن و امثال آنها.

و يا راجع به كيفيت تشكيل خانواده و احوال شخصيه است از قبيل نكاح، طلاق و مانند آنها).

«روزي رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) از خانه بيرون آمد و وارد مسجد شد و در آنجا با دو نشست و گرد همآئي مواجه گشت: در يك گرد هم آئي، گروهي سرگرم كسب بصيرت ديني و علم آموزي بودند.

و در نشست و گرد همآئي ديگر، دسته اي مشغول دعا و درخواست از خدا بودند.

پيغمبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

اين دو نشست و گرد همآئي در جهت خير و سعادت قرار دارند؛ چون گروه اخير، خداي را ميخوانند؛ ولي آن گروه اول سرگرم فرا گرفتن بينش و دانش هستند و ميخواهند دانش و آگاهي ديني خود را از رهگذر تعليم، به افراد نادان منتقل سازند. (با وجود اينكه هر دو گروه در مسير فضيلت گام بر مي دارند، مع هذا) گروه اول بر گروه دوم مزيت دارند. (من كه پيامبر شما هستم) بخاطر تعليم (حقايق و نشر آگاهي) ، مقام رسالت را به عهده گرفته و بدان مبعوث شدم» (89) (و هدف بعثت من ايجاد بينش و تعليم حقايق بوده است). سپس آن حضرت در جمع گروهي نشست كه سرگرم دانش اندوزي و تعليم بوده اند (و با اين رفتار الگوپرداز خود، دو نشست مذكور را ارزيابي فرموده و بدين وسيله، برتري علم را بر عبادت

و دعاء، عملا اعلام نمود).

از صفوان بن عسال نقل مي كنند كه گفت:

«حضور پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) رسيدم در حالي كه آن حضرت بر برد سرخ فام خويش تكيه داده بود.

عرض كردم:

يا رسول الله، من به خاطر كسب علم و جستجوي از آن به مسجد روي آوردم. رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

آفرين بر تو، توئي كه پوياي علم و دانش هستي. فرشتگان با پر و بال خويش وجود شاگرد جوياي علم را در بر گرفته و آنچنان در پيرامون او بر رويهم انباشته مي شوند كه به آسمان دنيا و جهان ناسوتي - از فرط محبت و عشق و علاقه به چيزي كه دانشجو، پوياي آنست - اوج مي گيرند» (90) (يعني در حقيقت، تجمع و تراكم و تراكب فرشتگان در پيرامون طالب علم - نمايانگر مراتب دلبستگي و علاقه شديد اين وجودات مقدس نسبت به هدف طالب علم - يعني دانش و بصيرت در امر دين و دنيا - مي باشد).

«كثير بن قيس مي گويد:

با ابو درداء در مسجد دمشق نشسته بوديم، در اين اثناء مردي وارد شد و گفت:

من از مدينه آمده ام و هدفم اين است كه شنيده ام شما براي مردم حديث پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) را نقل مي كني. من بخاطر شنيدن حديث رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) از زبان شما اين راه دور و دراز را پيموده ام.

ابودرداء گفت:

مبادا مسئله تجارت و سوداگري، تو را وادار كرده باشد كه رنج سفر از مدينه تا شام را بر خود هموار ساخته باشي؟ گفت:

نه. سپس ابودرداء به وي گفت:

نكند

هدفهاي ديگري، تو را از مدينه بدين سو كشانده باشد؟ آن مرد گفت:

نه. (يعني هيچ هدفي جز استماع حديث و سخن رسول گرامي (صلي الله عليه و آله و سلم) ، مرا به اين سفر وا نداشت).

آنگاه ابودرداء به نقل حديثي از نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) آغاز كرد و گفت:

از آن حضرت شنيدم كه مي فرمود:

اگر كسي مسيري را در جهت آموختن علم و دانش طي كند، خداوند متعال او را در راهي كه مقصد آن، بهشت است سوق ميدهد. فرشتگان - بمنظور اعلام شادماني خود نسبت به طالب علم - پر و بال خويش را فرومي نهند. (همه پديده هاي هستي) حتي ماهيان دريا از خدا درخواست مي كنند كه عالم و دانشمند بر عابد (و ساير طبقات مردم) همانند امتياز و برتري بدر و ماه تمام بر ساير ستارگان است. علماء و دانشمندان، وارثان پيامبران الهي هستند؛ چون انبياء هيچ دينار و درهمي پس از خود به ارث نگذارند، و ميراث آنها عبارت از علم و دانش است. اگر كسي بر چنين ميراثي دست يابد، محققا سهم و نصيب فراواني را در زندگاني، عائد خويش مي سازد (91»).

يكي از دانشمندان با اسناد به ابي يحيي زكريا بن يحيي ساجي چنين نقل مي كند كه او مي گفت:

«در يكي از كوچه هاي بصره بسوي خانه يكي از محدثين مي رفتيم، ميان راه بر سرعت خود افزوديم. مرد شوخ چشم و بي باكي با ما همراه بود، او با حالت تمسخر و استهزاء به ما گفت:

پاهاي خود را از روي بالهاي فرشتگان بالا نگاه داريد، يعني روي پر و بال فرشتگان گام ننهيد؟! (وي سخن رسول گرامي اسلام

(صلي الله عليه و آله و سلم) را درباره فضيلت علم و علماء، دستاويز استهزاء خود قرار داده بود). ناگهان ديديم كه او نمي تواند گام از گام بردارد. چون دو پاي او (بعلت چنين استهزاء شرم آور) از كار افتاده و خشك شده (و ديگر قادر به راه رفتن نبود).

همو با اسناد داود سجستاني نيز آورده است. كه او مي گفت:

ميان دانشمندان حديث، مرد شرور و آلوده و بي بندوباري زندگاني مي كرد. اين مرد آنگاه كه حديث پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم): «ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم: فرشتگان پر و بال خويش را براي طالب علم بر زمين مي نهند و آن را مي گسترانند» را شنيد، پاهاي خود را با ميخهاي آهنين مجهز كرد و گفت:

ميخواهم بال و پر فرشتگان را پايمال كنم!!. گويند پس از اين عمل و گفتار زشت خود، گرفتار بيماري خوره و خارش در پاهايش گشت.»

اين داستان را محمد بن اسماعيل تميمي در شرح صحيح مسلم آورده و نوشته است كه دو پا و ساير اندام او (پس از آن رفتار و گفتار نابخردانه) دچار خشكي و فلج گرديد.

(سخنان زير نيز از بيانات پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) مي باشد كه در مقام ارائه ارزش و اهميت علم و علماء ايراد فرمود:

«نزديكترين مردم به مقام و مرتبت نبوت، عبارت از دانشمندان و مجاهدان راه حق مي باشند.» (92)

«مرگ يك گروه و قبيله، از مرگ يك عالم و دانشمند، آسانتر و ناچيزتر و تحمل پذيرتر است.» (93)

«حكمت و دانش، بر مراتب شرف و بزرگواري افراد شريف مي افزايد، و حتي بردگان را (در سايه بينش علمي) ،

به مجالس و محافل بزرگان ترفيع ميدهد تا در ميان آنها جلوس كنند.» (94)

«خداي در روز رستاخيز، بندگان خويش را بر مي انگيزد، و سپس دانشمندان را.

و به آن ها چنين خطاب مي كند:

اي گروه علماء! فقط من از آن جهت گوهر علم و بينش را در ميان شما قرار دادم چون شما را مي شناختم و وجود شما را نه بدان جهت به علم و دانش بياراستم كه خواسته باشم شما را عذاب و شكنجه نمايم؛ نه، بلكه خواستم مشمول رحمت من قرار گيريد. برويد و راه بهشت و نيكبختي را در پيش گيريد؛ چون حقا از شما درگذشتم و شما را مشمول رحمت خويش ساخته ام.» (95)

«اگر كسي در مجلسي بنشيند و در آن مجلس و نشست، بر مراتب علم و آگاهي خود نيفزايد بر مراتب بعد و دوري خود از خداوند مي افزايد.» (96)

«دانشمندان مردم، عبارت از كسي است كه علم و آگاهي مردم را در وجود خويش فراهم سازد، و گرانقدرترين مردم، كسي است كه فزونترين سرمايه علمي را به كف آرد، و كم ارزشترين افراد كسي است كه ناچيزترين و اندك ترين مايه علمي را براي خود اندوخته باشد.» (97)

از سخنان پيغمبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) در روايت زير چنين استفاده مي شود كه تعليم و نشر علم، الزامي است و بايد عالم و دانشمند، اين سرمايه پرارزش را براي استفاده مردم، در اختيار آنها قرار دهد؛ آنجا كه مي فرمايد:

«خداوند متعال به هيچ عالم و دانشمند، سرمايه علمي را اعطاء نفرمود جز آنكه از آنها پيمان گرفت، نوع همان پيماني كه از پيامبران گرفته است كه حقايق را به مردم تعليم

دهند و واقعيات را روشنگر باشند و هرگز از بيان حقيقت كتمان نورزند» (98).

ج - فضيلت علم و علماء و متعلمان از نظرگاههاي امامان شيعه (عليهم السلام)

اشاره

اوج منزلت علم و دانش در منطق پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) از طريق روايت ائمه (عليهم السلام):

از طريق محدثان شيعه، حديثي با اسناد صحيح از ابن الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) نقل شده است كه او از پدر و اجداد خود و آنان از پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) نقل كرده اند كه آن حضرت فرمود:

«دانش آموختن بر هر فرد مسلمان (اعم از زن و مرد) ضروري و واجب است.»

بايد علم و دانش را از سرچشمه ها و موارد استفاده آن، جويا شويد، و آن را از افراد شايسته و اهل علم دريافت كنيد؛ زيرا اگر دانش آموختن با هدف الهي توام باشد بعنوان حسنه تلقي مي شود.

و پويائي از علم عبادت است و مذاكره و گفتگوهاي علمي، تسبيح و تقديس پروردگار مي باشد. عمل و رفتار هماهنگ با علم، جهاد در راه خدا است.

و تعليم آن به كساني كه از علم بهره اي ندارند، صدقه محسوب مي شود.

و بذل علم به افراد درخور و شايسته، وسيله تقرب به خدا مي باشد؛ زيرا علم، مشعل و راهنمائي براي شناخت حلال و حرام و چراغي فروزان فراسوي بهشت، و مونس و همدم انسان بهنگام وحشت، و يار و رفيق انسان در روزگار غربت و تنهائي، و همزبان انسان در حال بي كسي، و راهنماي او در لحظات خوشي و ناخوشي، و سلاح او در برابر دشمنان، و زيور و زينت او در جمع دوستان است.

خداوند متعال بمدد علم و دانش، جوامعي از بشر را تعالي بخشيده و

آنان را بدينوسيله در مسير خير و فضيلت قرار داده است، بدانگونه كه جامعه هاي فاقد علم و آگاهي را ناگزير به اقتباس از آنان كرده تا از رفتار و روش و ره آورد آنان، الگو و سرمشق گيرند، و سرانجام، آراء و افكارشان به آراء و افكار همان جامعه هاي مجهز به علم، منتهي گردد.

فرشتگان، شيفته دوستي با دانشمندان ميگردند و با بال و پرشان، شخصيت روحي آنان را لمس كرده و با درود و تحيات خويش به آنان تهنيت و تبريك مي گويند.

هر پديده خشك و تر چنين مي كوشند كه از خداوند درخواست نمايند تا دانشمندان و جامعه سرشار از علم و دانش ديني را مورد مرحمت و لطف خويش قرار دهد. حتي ماهيان دريا و حشرات و درندگان بيابان و بيشه ها و چهار پايان نيز اين درخواست را با خدا در ميان مي گذارند.

(زيرا علمي كه با آميزه ايمان تقويت يافته است حمايت از تمام پديده هاي هستي اعم از جاندار و بيجان را بعهده گرفته و مانع از آنست كه به حريم موجودي تجاوز بعمل آيد، و في المثل با آلودگيهاي ذره اي و مسموميت هاي اتمي و بالاخره با هر نيروي ويرانگر ديگري، فضاي پاكيزه و آرام جهان هستي، و زندگاني، به پريشاني و نابودي سوق داده شود.

و ما اين حقيقت را - كه در گفتار پرارزش رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) به چشم مي خورد - در عصر حاضر، به وضوح درك مي كنيم كه چرا جهان وجود و عالم هستي با تمام پديده هايش به علماء و دانشمندان با ايمان، چشم دوخته و از آنها مي پايند. در هر عصري، علماء و دانشمندان با

ايمان و پاك نهاد، حامي و مدافع حفظ نظام هستي و مصونيت همه پديده هاي وجود بوده اند، و به هيچ قدرت جابر و ستمگري اجازه تجاوز به حريم هيچ پديده اي را نمي دادند.

و ايفاگر اين وظيفه، صرفا دانشمندان الهي و علماء رباني بوده و هستند).

(آري) علم مايه حيات دلها است كه عوامل مرگ زاي جهل و ناداني را از قلوب مردم ريشه كن مي سازد. دانش مايه چشم روشني، و نيرومندي اندام و مانع ضعف و فتور جسماني است.

انسان مي تواند در سايه علم به منازل و مقامات افراد برجسته و برگزيده و با فضيلت، ارتقاء يافته و در حلقات و مجالس نيكان و خيرانديشان قرار گرفته و به مدارج و مناصب عالي دنيوي و اخروي نائل گردد. مذاكره و گفتگوي علمي، معادل با روزه داري است، و تدريس و تعليم و تعلم آن، برابر با قيام شبانگاهي و راز و نياز با خدا مي باشد.

علم و دانش، مؤثرترين عامل و انگيزه طاعت انسان از خدا و بهترين مشوق او براي عبادت است. انسان از مجراي بينش علمي به صله رحم و حفظ ارتباط و پيوند با خويشاوندان و دوستان قيام مي نمايد و از رهگذر آن، به شناخت صحيح حلال و حرام موفق مي گردد.

علم، راهبر انسان براي عمل و رفتار است، و رفتار انسان از علم او الهام گرفته، و علم و عمل پا به پاي هم پيش مي روند. خداوند متعال نيك بختان را از علم بهره مند مي سازد؛ در حالي كه تيره بختان را از آن محروم مي گرداند.

خوشا به حال كساني كه خداوند، آنان را از چنان حظ و بهره گرانقدري محروم و ناكام نكرده است.

سخنان اميرالمؤمنين علي (عليه السلام):

«مردم!

هشيار باشيد:

كمال دين داري و اوج ايمان شما عبارت از دانش آموختن و انطباق و هماهنگي رفتارتان بر طبق موازين علمي مي باشد. بايد متوجه باشيد كه دانش آموختن و ذخيره كردن علم از ثروت اندوزي هاي مادي شما، لازم تر و ضروري تر است؛ زيرا مال و ثروت و روزي مردم بر حسب نياز و درخور احتياج همگان تقسيم شده است. تامين نيازهاي مادي (طبق مقدرات و سرنوشت اشخاص، در سايه مشيت الهي و به ميزان كوشش متعارف و عادي) به وسيله خداوند دادگر، پيش بيني شده و خداوند عادلي كه نيازهاي مادي افراد را كاملا ضمانت كرده است براي شما نيز ضمانت مي كند و آن را در اختيارتان قرار ميدهد.

ولي گنجينه علم و دانش در وجود عالم و دانشمند و دستگاه ذهني او انباشته شده است - پس بايد پوياي چنان علم باشيد (99) (و سعي خويش را تا نهائي ترين درجه آن به كار داريد تا آنكه بر اين ذخائر و گنجهاي گرانبها در سايه رنج خويش دست يابيد.»

«عالم و دانشمند، والاتر و برتر از كسي است كه روزها را به روزه مي گذراند و شبها را به عبادت پروردگار - آن هم توام با كوشش و رنج - سپري مي سازد، و همت خويش را صرفا به روزه داري و سحرخيزي به منظور عبادت و نيايش پروردگار صرف مي كند.

اگر مرگ عالم و دانشمندي فرا رسد، خلاء و شكستي در سازمان اسلام پديد مي آيد كه جز به وسيله عالم و دانشمند ديگري - كه جانشين و همانند او است - قابل جبران نبوده و اين شكاف و صدمه، مرمت نخواهد گردي.» (100)

«براي باورداشت شرافت و

فضيلت علم، توجه به اين نكته، كافي و بسنده است كه:

افراد ناصالح و فاقد بينش درست علمي، مدعي داشتن چنين علمي مي شوند و داعيه علم و شايستگي در آن را در سر مي پرورانند، و آنگاه كه آنها را به علم و دانش منسوب مي سازند و از آنان به عنوان عالم و دانشمند، ياد مي كنند سخت شادمان مي گردند.

و براي زشتي و نكوهش جهل و ناداني، همين قدر بس كه افراد گرفتار جهل و بي سوادي نيز نسبت به آن اظهار تنفر و بيزاري نموده و از اينكه با اين سمت و عنوان معرفي شوند سخت گريزانند.» (101)

اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) به كميل به زياد فرمود:

«كميل! علم، بهتر از مال است؛ زيرا علم و دانش از تو نگاهباني و پاسداري كرده و وجودت را در پناه خود قرار ميدهد. ولي در مورد مال، ناگزيري كه خود نگاهبان و پاسدار آن باشي. علم و دانش بر تمام شئون زندگي و پديده هاي هستي و اراده ها فرمانروا و حاكم است، در حالي كه مال و ثروت انسان، محكوم و دستخوش اراده او مي باشد. صرف مال و انفاق آن، موجب نقصان و كاهش آن مي گردد در حالي كه انفاق علم يعني تعليم آن به ديگران، اندوخته هاي علمي عالم و دانشمند را پربارتر و فزاينده تر مي سازد و كالاي علم طبعا رو به فراواني مي گذارد.» (102)

علم و دانش بر مال و ثروت، به هفت دليل مزيت و برتري دارد

1 - علم و دانش، ميراث انبياء و پيامبران (عليهم السلام) است، در حالي كه مال و ثروت مادي، ميراث و پس مانده فراعنه و جباران روزگار مي باشد.

2 - علم از مجراي انفاق و اعطاء آن به ديگران، نقصان پذير نيست؛ ولي انفاق مال و ثروت

مادي، موجب كاهش و نقصان آن مي گردد.

3 - مال و ثروت به حافظ و نگاهبانان نيازمند است؛ در حالي كه علم و دانش، خود نگاهبان و پاسدار انسان مي باشد.

3 - علم و دانش سرمايه و اندوخته اي فناناپذير است، حتي تا پاي گور و در دل تيره خاك، يار و غمخوار و همراه انسان است؛ ولي مال و ثروت يا مرگ انسان از او جدا گشته و نمي تواند همياري خود را با انسان استمرار دهد و بعد از مرگ، انسان را تنها گذاشته و در دنيا باقي ميماند.

5 - مال و ثروت، سرمايه اي پيش پاافتاده و عمومي است، و براي هر فردي - اعم از مؤمن و خداشناس، و كافر و ناسپاس - فراهم مي شود و آنان از آن برخوردار مي گردند؛ ولي حصول علم و بينش الهي، ويژه افراد باايمان است.

6 - همه طبقات مردم - در مسائل مربوط به دين - به علم عالم و دانشمند نياز دارند؛ ولي تمام طبقات مردم نسبت به مالداران و دولتمردان احساس نياز نمي كنند.

7 - علم و دانش، نيرو بخش انسان در سير از صراط و گذرگاه آخرت، فراسوي بهشت جاويد است (و به او در عبور از صراط و راه باريك و دقيقي كه مقصد آن بهشت و سرفرازي است - مدد مي رساند) ، در حالي كه مال و ثروت، مانع و سد راه او در پيمودن اين صراط و گذرگاه حساس مي باشد.

ارزش شخصيت هر فردي به مقدار معلومات و معارف او است

(103) در برخي از روايات، حديث فوق بدين صورت ضبط شده است كه:

«ارزش شخصيت هر فرد، وابسته به ميزان كارائي و مهارت در معارف و شناختها و درستي اطلاعات او مي باشد»:

قيمة كل امرء ما يحسنه.

امام

سجاد، زين العابدين (عليه السلام):

«اگر مردم به مزايا و ارزشهاي والاي دانش آموختن آگاهي مي يافتند (منتهاي مساعي و كوششهاي خود را در اين راه صرف مي كردند و تا آنجا اعلام آمادگي مينمودند كه) از مرز ريختن خون دلها و فرورفتن در اعماق درياها مي گذشت. (و بالاخره حاضر مي شدند در راه وصول به علم، از رنجهاي جانكاه و فداكاري و جانبازي، با آغوش باز استقبال كنند). خداوند متعال به دانيال نبي (عليه السلام) چنين وحي فرمود:

محققا فرد نادان و نابخردي كه در اداء حق اهل علم و دانشمندان، رفتاري تحقيرآميز در پيش مي گيرد و از آنان - به عنوان مقتدي و رهبر خويش - پيروي نمي كند (در ميان جمع بندگانم) بيش از همه مشمول غضب و خشم من قرار مي گيرد. ولي به عكس، فرد پرهيزكار و پوياي پاداش عظيم - كه ملازمت و همبستگي خود را همواره با علماء و دانشمندان حفظ مي كند و در برابر حكماء و انديشمندان، داراي حس انعطاف و پذيرش مي باشد (او به افكار و آراء آنان احترام گذاشته و در برابرشان، سر تسليم و طاعت فرود مي آورد) محبوب ترين بندگان من است» (104) و بيش از ساير مردم، مورد لطف و محبتم مي باشد.

امام باقر (عليه السلام):

«اگر كسي يكي از ابواب هدايت را (بر روي مردم) بگشايد و آن را به مردم تعليم دهد همانند پاداشي كه نصيب ره يافتگان مي گردد از خداوند، اجر و پاداش دريافت مي كند.

و در اين رهگذر، از حجم پاداش ره يافتگان، هيچگونه نقصان و كاهشي پديد نمي آيد.

و اگر كسي فراسوي مردم، دري از گمرهي را (گشوده سازد و عوامل انحراف از صراط مستقيم را به آنان) تعليم

دهد، بار سنگين گناه و انحراف گم گشتگان مكتب او بدوش وي مي افتد؛ ولي از گراني بار گناه اغوا شدگان نيز چيزي كاسته نمي شود.»

«هر دانشمندي كه از دانش خويش بهره مند است از هفتاد هزار عابد (فاقد بينش ديني) برتر و ارجمندتر است» (105).

«هريك از شما كه به تعليم ديگران قيام مي كند؛ دو چندان پاداش شاگرد از جانب خداوند متعال عائد او مي گردد. علاوه بر آنكه نسبت به شاگرد خويش نيز، داراي مزيت و برتري است. لذا بر شما است كه دانش را از حاملان علم بياموزيد، و همانگونه كه علماء و دانشمندان، شما را تعليم دادند به تعليم برادران ديني خود قيام نمائي» (106).

«نشستن در مجلسي كه در آن مجلس در كنار كسي قرار گيرم كه اعتماد علمي نسبت به او ممكن باشد در نظر من از كار و عبادت بمدت يكسال، مستحكمتر و اطمينان بخش تر است.» (107)

امام صادق (عليه السلام): «اگر كسي راه و رسم خير و نيكي را به شخصي تعليم دهد هم وزن پاداش كار نيك او، اجر و پاداشي عائد وي مي گردد. (يكي از حاضران مجلس كه راوي اين سخن نيز مي باشد) از آن حضرت پرسيد:

حتي اگر رهنمون فرد دومي به خير و نيكي باشد باز هم از چنين پاداشي بهره مند مي شود؟ حضرت در پاسخ او فرمود:

(فرد دوم كه سهل است) اگر او همه مردم عالم را به خير و نيكي راهبري كند همانند و برابر اجر و مزد كار خير آنان، اجر و پاداشي نصيب او مي شود.

راوي مي گويد:

پرسيدم اگر از دنيا برود همين پاداش براي او منظور مي شود؟

فرمود:

آري، اگرچه از دنيا برود.» (108)

«همه شما مردم بايد در دين و

حقايق مربوط به آن؛ داراي بينش و بصيرت باشيد؛ چون در غير اينصورت، يعني اگر يك فرد مسلمان از لحاظ آگاهيهاي ديني، بي بهره باشد با يك فرد عامي بيابان گرد و صحرا نشيني (كه از مسائل انساني و مدنيت بي خبر است) تفاوتي ندارد. (109) خداوند متعال در قرآن كريم مي فرمايد:

ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون

(بايد از هر گروهي در جامعه انساني، دسته اي ترك ديار و وطن كنند) تا در امر دين و مسائل مربوط به آن، فقاهت و بصيرتي بدست آرند و گروه وابسته به خود را - آنگاه كه به سوي آنها بازمي گردند - (از خطرها و لغزشهائي كه جامعه را تهديد مي كند) بيمناك ساخته و هشدارشان دهند، باين اميد كه از اين انحرافها و خطرهائي (كه معنويت و انسانيت آنها را تهديد مي نمايد) برحذر باشند.» (110)

«بر شما است كه در امر دين، صاحب بصيرت و بينش عميق باشيد. نبايد همچون اعرابي و بيابان نشين از حقايق ديني بي خبر بمانيد؛ زيرا اگر كسي فاقد چنين درك و بصيرتي باشد نظر لطف الهي در روز رستاخيز بدو معطوف نمي گردد، و خداوند متعال هيچ رفتاري را از او - بعنوان يك عمل پاكيزه و عاري از آلودگي - نمي پذيرد» (111).

«تا آن پايه به بصيرتهاي ديني ياران خود اهتمام و دلبستگي دارم - كه اگر در اين رهگذر (ناگزير از تحمل شكنجه گردند و) بر سرشان تازيانه فرود آورم - در اين اهتمام و دلبستگي من، خللي وارد نمي گردد» (و از نيروي اهتمام و علاقه ام نسبت به بينش ديني يارانم كاسته نمي شود. (112)

علماء و دانشمندان، وارثان پيامبران (عليهم

السلام) هستند؛ زيرا پيامبران، دينار و درهمي از خود بجاي نگذاشتند، ميراث آنان - كه در اختيار وراث آنها يعني دانشمندان قرار مي گيرد - همان احاديث و سخنان و تعاليم آنها است كه از آنها بجاي مانده است.

اگر كسي بر اين اندوخته معنوي - حتي بقدر ناچيزي - دست يابد در حقيقت، حظ و بهره فراواني را عائد خود ساخته است.

بنگريد كه علم و آگاهي ديني خويش را از چه كساني فرا مي گيريد؛ زيرا در ميان ما خاندان پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) جانشينان عادل و درست كرداري وجود دارند كه علم دين را از تيررس تحريف گزافه گويان و نسبتهاي نارواي ياوه سرايان و توجيهات نادانان بدور نگاه ميدارند (113)

«آنگاه كه خداوند، خواهان خير و نيكبختي بنده اي (از بندگان خود) باشد، چشم بصيرت او را در برابر دين و آئين او مي گشايد» (114)

(و به او آنچنان عنايت مي نمايد كه از فقاهت و درك صحيح مسائل دين، برخوردار گردد).

«معاوية بن عمار از امام صادق (عليه السلام) خواست (راجع به دو فرد، رأي و نظر خود را ابراز نموده و مقام و منزلت آنها را ارزيابي فرمايد، لذا به آن حضرت) عرض كرد:

مردي را سراغ دارم كه همواره حديث شما را نقل مي كند و براي نشر آن در ميان مردم مي كوشد، و مضمون و محتواي سخنان شما را در دلهاي شيعيان شما راسخ و پايدار مي سازد.

و نيز فردي ديگر از پيروان شما كه اهل عبادت و بندگي است؛ ولي تا آن حد و آن اندازه در نقل حديث از شما و نشر آن در ميان مردم، كوشا و موفق نيست. كداميك از

اين دو فرد بر ديگري مزيت و رجحان دارد؟ امام صادق (عليه السلام) فرمود:

آنكه همواره به نقل و روايت احاديث ما اهتمام مي ورزد و از اين رهگذر قلوب شيعيان ما را نيرو و استحكام مي بخشد (و آنها را دلگرم نگاه مي دارد و از شادابي آنان در ايمان به تعاليم ما پاسداري مي كند) از هزار عابد برتر است» (115).

«براي شيطان (و شيطان زدگان) ، مرگ هيچ مؤمني باندازه مرگ يك فقيه و آشناي به مباني دين، محبوب تر نيست» (116) (يعني دلخواه ترين مرگها - از ديدگاه شيطان و بدخواهان - مرگ يك فقيه و عالم با بصيرتي است كه موجب ركود بازار شيطان و ابليس مآبان مي باشد).

«آنگاه كه يك جامعه اسلامي، فقيه و دانشمند ديني باايمان را از دست بدهد در (حصار و باره) اسلام چنان شكست و صدمه اي بوجود مي آيد كه هيچ نيروئي (جز وجود عالم و دانشمندي همانند او) نمي تواند آن شكست را ترميم و جبران كند» (117).

امام كاظم (عليه السلام):

«آنگاه كه يك فرد فقيه با ايمان از دنيا برود، فرشتگان در سوك او مي گريند، و حتي آن سرزميني كه اين دانشمند باايمان بر آن سرزمين بخاك مي افتاد و خداي را بندگي مي كرد، و دروازه ها و گذرگاههائي كه رفتار و كردار لاهوتي وي از اين گذرگاهها به عالم ملكوت اوج ميگرفت در فقدان عالم و دانشمند ديني سوگوار مي گردند و مي گريند. با مرگ عالم باايمان در حصار و باره دين، شكافي پديد مي آيد كه هيچ چيز نمي تواند آن را ترميم كند؛ زيرا علماء و دانشمندان واجد ايمان و مؤمنان بيناي به مسائل دين، دژها و قلعه هاي مستحكم اسلام هستند، و همچون باره شهر

مي باشند» (118) (كه جامعه اسلامي را زير چتر حمايت خود قرار داده و مانع نفوذ عوامل فساد و تيره بختي در ميان مسلمين مي گردند).

«رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) وارد مسجد شد و ملاحظه فرمود كه عده اي پيرامون مردي جمع شدند (و به سخنان او گوش فرا مي دهند) پيغمبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

اين مرد، كيست؟

عرض كردند:

«علامّه و دانشمندي پرمايه است.» حضرت فرمود:

علامه يعني چه، و ملاك اين عنوان چيست؟

عرض كردند:

اين مرد نسبت به مسائل مربوط به انساب، ايام (و روزهاي تاريخي) عرب و اشعار عربي، عالمترين و آگاه ترين مردم جامعه عرب زبان است. امام كاظم (عليه السلام) مي گويد رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) پس از شنيدن اين سخن، فرمود:

اين اطلاعات و آگاهيهائي است كه جهل و عدم اطلاع از آن كسي زيان نميرساند، و نيز آگاهي از آن نيز كسي را سود نمي بخشد. علم و دانش (مفيد و سودمند كه جهل و بي اطلاعي از آن براي انسان زيانبار مي باشد) عبارت از سه علم است:

1 - آيه محكمه: يعني علم به اصول عقايد؛ (زيرا براهين و ادله اصول عقائد عبارت از آيات محكم قرآن مي باشد).

2 - فريضه عادله: يعني علم اخلاق (كه حد وسط افراط و تفريط در خوي و رفتار را مشخص مي سازد).

3 - سنت پايدار: يعني علم به احكام شريعت و مسائل حلال و حرام.

و ماسواي اين سه چيز، نوعي آگاهي زائد و فضل و فزوني بي ارزش مي باشد.» (119)

د - سخنان معصومان چهارده گانه در باب علم

1 پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم)

د - سخنان معصومان چهارده گانه (عليهم السلام) از كتاب «تفسير العسكري (عليه السلام)» در بيان عظمت علم

1 -

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم):

در تفسير منسوب به امام حسن عسكري (عليه السلام) راجع به آيه

و اذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله و بالوالدين احسانا و ذي القربي و اليتامي … (120)

مطالب زير جلب نظر مي كند:

اما تفسير كلمه «اليتامي»، براي توضيح اين كلمه بايد گفت كه رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

خداوند، مردم را به احسان و نيكي نسبت به يتيمان توصيه و تشويق فرموده و افراد را موظف به سرپرستي از آنان دانسته است؛ زيرا افراد يتيم و بي سرپرست، پدران (دلسوز و متعهد) خود را از دست داده و از آنان جدا گشته اند. اگر كسي از آنها صيانت كند، خداوند متعال او را تحت حمايت خود قرار ميدهد.

و اگر آنان را از كرم و احترام خويش برخوردار سازد مشمول كرامت الهي واقع مي شود، اگر دست مهر و رافت خود را بر سر يتيمي بكشد و بدينوسيله او را نوازش و دلداري كند به تعداد هر موئي كه از زير دست او مي گذرد، خداوند متعال كاخي گسترده تر از دنيا و آنچه در آنست براي او مقرر مي فرمايد، كاخي كه آنچه دلخواه انسان است و چشم ها از ديدن آن ها لذت مي برد، در آن فراهم آمده است. چنين مردمان دلسوز و افراد نيكوكار (كه يتيمان را تحت سرپرستي خود قرار مي دهند) در چنين فراخناي لذت بخشي، جاويدان و پيوسته كاميابند.

امام حسن عسكري (عليه السلام) بدنبال اين بيان رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) چنين مي گويد:

(از لحاظ فقدان سرپرست) ، يتيم ديگري را سراغ داريم كه شرائط و اوضاع زندگاني او،

سخت تر (و دردناك تر) از يتيمي است كه پدر خود را از دست داده است، و او عبارت از كسي است كه از امام و رهبر ديني خود، محروم و جدا گشته است و نميتواند به او دسترسي پيدا كند، و نميداند وظيفه و تكليف او در احكام ديني مورد ابتلاء وي، چگونه است (يعني تمام شيعيان ما احساس وظيفه شرعي مي كنند، و چون از پرستار دلسوز خود - يعني امام و راهبر - محروم گشته اند همانند يتيمي هستند كه پدر دلسوز خود را از دست داده و بي پناه شده اند).

(امام (عليه السلام) پس از تفسير كلمه يتيم و تعميم آن نسبت به شيعيان جدا گشته از رهبر خويش، فرمود):

«هان اي مردم! اگر كسي از پيروان ما - كه به علوم و معارف ما دست يافته است - فردي بي خبر و بي اطلاع از شريعت ما و محروم از مشاهده ما را به شريعت و راه و رسم قوانين ما رهنمون مي گردد، چنين فردي، يتيمي است كه در دامان او قرار گرفته و او همچون سرپرستي است كه از يتيمي بي پدر پرستاري مي كند.

بهوش باشيد، اگر كسي اين فرد بي اطلاع را راهنمائي كند ارشاد او را به عهده گيرد و شريعت و راه و رسم ما خاندان پيغمبر (صلي الله عليه و آله و سلم) را به او تعليم دهد با ما در پيشگاه الهي همراه و همگام بوده، و در جايگاهي قرار مي گيرد كه ما در خور آن هستيم.»

(امام حسن عسكري (عليه السلام) پس از ايراد چنين بياني، فرمود):

«اين سخن را من از پدرم، نقل كرده ام و او از پدر

و اجدادش و آنها از رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) اين سخن را روايت كرده اند.»

2 اميرالمؤمنين علي (عليه السلام)

«كسي كه از شيعيان و پيروان ما است و به شريعت و آئين ما عالم و آگاه مي باشد و بتواند پيروان سست عقيده و كم اطلاع ما را از تيرگي جهل و ناآگاهي برهاند، و آنان را در فضاي نوراني علم باز آرد يعني از آن علم و دانشي - كه به رايگان در اختيار او قرار داديم - ديگران را بهره مند سازد، در روز رستاخيز (با جلال و شكوه زائد الوصفي) در ميان مردم مي آيد؛ در حالي كه افسري نوراني و درخشان بر سر دارد، افسري كه بر تمام مردم پهنه قيامت پرتو افكن مي باشد و آن را روشن مي كند، و لباس و پوششي در بر او قرار گيرد كه يك رشته ناچيز از تاروپود آن را نميتوان به بهاي تمام دنيا و آنچه كه در آنست تقويم و ارزيابي كرد. سپس منادي بانگ و ندائي بگوش مردم مي رساند و به آنها چنين اعلام مي كند كه اين شخص، عالم و دانشمندي است كه بايد او را يكي از شاگردان خاندان محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) برشمرد.

هان اي مردم! آن كسي كه چنين عالم و دانشمندي، او را از حيرت و سرگشتگي جهل و ناداني رهانيده است دست بدامن او گردد و پرتو وجودش را چراغ راه خود سازد تا او را از حيرت ظلمت و تاريكي عرصه قيامت بسوي روشنائي بوستانهاي بهشت راهبري كند، در نتيجه، تمام افرادي كه اين دانشمند آنها را به خير و نيكي رهنمون گشت، و دلهاي قفل

خورده و غيرقابل نفوذ آنان را از بركت همت خويش گشوده ساخت، و در ظل مساعي خود تمام تيرگيهاي شبهه و ترديد را از دل و جان آنان زدود، همراه خود به فضاي نوراني بهشت مي برد.»

3 فاطمه زهراء (سلام الله عليها)

«زني حضور فاطمه زهرا (سلام الله عليها) رسيد و عرض كرد:

مادري دارم كه ضعيف المزاج است و درباره نماز با اشكالات و مسائلي مواجه مي شود. مرا نزد شما فرستاد با پرسشهاي او را با شما مطرح سازم. فاطمه زهراء (سلام الله عليها) به پرسش اين زن پاسخ داد. ولي اين زن پرسش ديگري را مطرح ساخت و آن حضرت پاسخ آن را بيان فرمود.

و همين گونه پرسشهاي متعددي را با آن حضرت در ميان گذاشت كه سرانجام به ده سؤال رسيد، و فاطمه زهراء (سلام الله عليها) به تمام اين سؤالات، جوابهاي لازم را ايراد فرمود.

اين زن به علت كثرت و تعدد پرسشهاي خويش، احساس شرمندگي نمود و از بازگو كردن سؤالات بيشتر، خجالت مي كشيد. به همين جهت عرض كرد:

بيش از اين مزاحم نمي شوم. فاطمه زهراي عزيز فرمود:

و هر سؤالي كه به نظر تو مي آيد مطرح كن و از بازگو كردن آن شرمگين مباش. (آن حضرت براي آنكه اين زن را به طرح سؤالاتش ترغيب و تشويق فرمايد، از او پرسيد):

اگر كسي در مدت يك روز، بار گران و سنگيني را بدوش كشد و آن را به بالاي بام خانه اي و ساختماني حمل كند و در برابر آن، حق الزحمه اي معادل هزار دينار دريافت نمايد، آيا (با داشتن چنان مزد و پاداش فراواني) ، تحمل رنج و زحمت و حمل بار گران بر او ناگوار و غيرقابل تحمل است؟

عرض

كرد: نه.

فاطمه زهراء (سلام الله عليها) فرمود:

من هم مزدوري مي كنم و خويشتن را اجير و مزدور خدا قرار داده ام. مزد و اجرت من در ازاء پاسخ به هر سؤالي، فزونتر از مجموع در و مرواريدي است كه فاصله ميان آسمان و زمين را پر مي كند. پس من شايسته و سزاوارتر از اين باربر مزدور هستم كه در برابر پاسخ به پرسشهاي تو، احساس رنج و زحمت ننمايم. از پدرم (يعني رسول خدا) (صلي الله عليه و آله و سلم) شنيدم كه مي فرمود:

دانشمنداني كه پيرو مكتب ما هستند در روز قيامت محشور و زنده خواهند شد به گونه اي كه به ميزان علوم و دانشها و مساعي و كوششهايشان در جهت ارشاد مردم، با خلعتها و لباسهاي كرامت و پوششي شكوهمند آراسته مي گردند. بدين صورت كه بر قامت هر يك از آنان هزار هزار يعني يك مليون خلعت نوراني و درخشان پوشانده مي شود. سپس منادي از جانب پروردگارمان بانگ و ندا در مي دهد:

اي كساني كه از ايتام آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) سرپرستي كرده ايد و آنها را - آنگاه كه دستشان از دامن پدران واقعي آنها يعني پيشوايان و رهبران ديني كوتاه گشته است - نجات داده ايد؛ اي علماء و راهبران ديني! بدانيد كه اين افراد همان شاگردان شما و همان يتيماني هستند كه شما از آنها سرپرستي كرده و آنها را تعليم داده و از سقوط و نابودي نجاتشان داده ايد. پس بنابراين بايد شما اندام آنها را با خلعتهاي علوم و معارفي كه از شما در دنيا تحصيل كرده اند بيارائيد. از پي چنين خطابي، دانشمنداني كه معلم چنان شاگرداني بوده اند

بر قامت اين شاگردان - باندازه معلوماتشان - معلوماتي كه از همين دانشمندان فرا گرفته اند - خلعتها و لباسهاي شكوهمندي را مي پوشانند تا آنجا كه در ميان اين شاگردان افرادي به چشم مي خورند كه صد هزار حله و ديباي بهشتي بر قامتشان پوشانده مي شود.

و بدينسان همين شاگردان بر اندام كساني كه علوم دين را از آنها فرا گرفته اند جامه هاي گرانبها و پوششهاي نوراني بهشت را پوشانده و قامت آنها را مي آرايند.

سپس خداوند متعال امر مي كند:

بر قامت اين دانشمنداني كه از ايتام آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) سرپرستي كرده اند، بار ديگر جامه نوراني بپوشانيد تا خلعتهاي آنها را تكميل نموده و چند برابرش سازيد. از آن پس بر حسب فرمان الهي اين پوشاكهاي نوراني و نيز مقام و مرتبت آنها - قبل از آنكه خلعتهاي نوراني را بر قامت شاگردانشان بپوشانند و چند برابرش سازند و نيز قبل از آنكه منزلت و مقام آنها به چند برابر و كمال خود برسد - تكميل مي شود.

(فاطمه زهراء (سلام الله عليها) پس از پايان بردن اين سخن پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) به آن زن گفت:

هر رشته تاروپود اين جامه ها از تمام پديده هائي كه آفتاب بر آنها مي تابد يك مليون بار، باارزش تر و بهتر است.

و پديده هائي كه آفتاب بر آنها مي تابد فاقد ارزش مي باشد؛ زيرا آنها آميخته به ظلمت و تاريكي و دستخوش كدورت و تيرگي هستند.»

(سخنان فاطمه زهراء (سلام الله عليها) و بيان پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) اين حقيقت را براي ما بازگو مي كند كه علماء و دانشمندان و نيز دانشجويان -

البته دانشمندان و دانشجوياني كه در جهت كسب بينش ديني و الهي مي كوشند - در روز قيامت به چنان مرتبتي تعالي مي يابند كه سراپا نور و روشنائي اند، و هيچگونه حاجب و پرده اي تاريك كننده در برابر ديدگان آنها براي رؤيت حق و حقيقت وجود نخواهد داشت. همگي سراپا چشم اند و تمام وجود آنها بصيرت و بينش و روشني است و ناچيزترين ابهامي در برابر پرتو و ديد و بينش خيره كننده آنان وجود ندارد).

4 امام حسن مجتبي (عليه السلام)

«اگر كسي يتيم آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) يعني دانشجوي ديني را سرپرستي نمايد، و به جاي پدر و اولياء دلسوزش وي را تحت مراقبت خويش قرار دهد، يتيمي كه در ورطه جهل و بي اطلاعي فرو رفته است، چنانچه او را از جهل برهاند و امور مشتبه و بهم آميخته و ابهام آميز را براي او توضيح دهد و شبهه را از دل او بزدايد (تا بتواند حقايق و واقعيات را از ميان آن امور بازيابد، و به تامين نيازهاي مادي او نيز قيام نمايد يعني) از نظر آب و آذوقه، نياز وي را برآورده سازد، برتري و برجستگي مقام و تابندگي وجود او همچون برجستگي و تابندگي خورشيد نسبت به «سها» (121) و ستاره كم نور است. (122)

5 امام حسين (عليه السلام)

اگر كسي عهده دار سرپرستي يتيم و فرد بي سرپرستي گردد، يتيمي كه محنت و ابتلاء ما به استتار، ميان او و ما جدائي و فاصله به وجود آورده است اگر با همان علوم و معارفي كه از ناحيه ما بدو فائض گشته و رسيده است مواسات و همياري را با وي در پيش گيرد، و او را به تعاليم ما آشنا سازد، و سرانجام با ارشاد خود، او را به حق و حقيقت رهنمون گردد (چنين سرپرست و معلم، با تعبيري مهرآسا و سخني محبت آميز مورد خطاب الهي قرار گرفته و) خداوند به او مي گويد.

اي بنده بزرگوار، (بنده اي كه دردآشنا بوده) و بار هم و غم ديگران را بدوش كشيده و با آن همدردي و دلسوزي كرده اي، بدان من كه خداي تو هستم سزاوارترم كه بدينسان تو را نيز

مشمول چنين كرامت و بزرگواري قرار دهم. (خداوند متعال پس از چنان خطاب محبت آميزي) به فرشتگان مي گويد:

اي فرشتگان، برابر هر حرف و سخني كه اين بنده من به ديگران تعليم داده است، هزار هزار كاخ و منزلگاههاي متنوع و آرام بخش را در بوستانهاي بهشت براي او فراهم و مقرر سازيد.

و هرگونه نعمتهائي را كه در خور اين كاخها و پناهگاههاي آسايش بخش مي باشد بدانها ضميمه نمائيد»، (تا به پاس تعليم و بيدارگري ديگران، از چنان كرامت ها و عناياتي برخوردار شود).

6 علي بن الحسين، امام سجاد (عليه السلام)

«خداي (عز و جل) به موسي (عليه السلام) وحي فرمود:

اي موسي! محبت مرا به سوي بندگانم جلب كن و مرا بشناسان و محبوب خلقم قرار ده، و محبت آنان را نيز به سوي من جلب كن (تا ميان من و خلق من، محبت و دوستي و عشق و علاقه، مبادله گردد، و حب و دلبستگي بر روابط ما حكومت كند). موسي عرض كرد:

براي ايجاد چنين محبت متبادل، چه راه و رسمي را در پيش گيرم؟

فرمود:

الطاف و نعمتهاي مرا به يادشان آور تا محبت و توجه آنها به طرف من معطوف گردد.

اي موسي! اگر بتواني بنده گريزپايم را كه از درگه من فراري گشته است به من بازگرداني و يا، بنده گم كرده رهي را كه از حريم من دور گشته به حريم كرامت و عنايتم رهنمون سازي (تا او پناهگاه واقعي خود را بازيابد) اين كار تو بهتر و پرارزش تر از آنست كه صد سال مرا به گونه اي بندگي كني كه روزها را روزه دار، و شب ها را در نيايش و مناجات، خيزان و بيدار باشي.

موسي (عليه السلام) عرض كرد:

چنين بنده گريزپائي

كه از درگه تو گريخته است چگونه آدمي است؟

فرمود:

گناهكار و مجرمي است كه از فرمان من سر پيچيده و در برابر دستورم تمرد كرده است.

سپس موسي (عليه السلام) گفت:

اين بنده گم كرده ره - كه از حريم تو دور گشته است - كيست؟

فرمود:

كسي كه امام زمان و راهبر واقعي عصر و دوره خويش را شناسائي نكرده است؛ و نسبت به او فاقد علم و از او غائب است. تو بايد امام زمان غائب از او را بدو معرفي كني، آن هم پس از آنكه شخصي كه نسبت به شريعت دين او آشنا است وي را شناسائي كرد، تو، به اين شخص گم كرده ره، شريعت امام زمان و آئين بندگي پروردگارش و راه و رسم وصول به رضاي او را مي شناساني.»

همو فرمود:

«پس بنابراين بشارت دهيد به علماء شيعه و پيرو ما، كه از پاداش عظيم و جزائي فراوان برخوردار مي گردند.» (123)

7 محمد بن علي، امام باقر (عليه السلام)

«عالم و دانشمند همانند كسي است كه شمع فروزاني را (در تاريكي) همراه خويش گرفته و بدينوسيله بر تاريكي شب چيره گشته و فضاي پيرامون خود را براي مردم روشن مي كند. بديهي است هر كسي كه در پرتو روشنائي آن شمع، در شناسائي راه خويش، توفيقي بدست مي آورد (و راه را از چاه باز مي يابد) دعاي خير خود را نثار اين شخص مي كند.»

بدينسان عالم و دانشمند با شمع و چراغ علم و دانش، تاريكيهاي جهل و سرگشتگي را از پيرامون (افكار و احساسات) خود و مردم مي زدايد، و مشعل فروزان علم و بصيرت، فضاي انديشه و احساس جامعه را روشن مي سازد. هر كسي كه از اين پرتو درخشان و چراغ فروزان علم، روشنائي گيرد

تا از اين رهگذر از وادي حيرت و سرگرداني بيرون آيد و يا بدان وسيله از ظلمت جهل رهائي يابد، چنين فردي (در سايه برخورداري از علم) از آتش دوزخ آزاد است، و آزادي او مرهون ارشادات آن عالم و دانشمند مي باشد.

خداوند متعال آن عالم و دانشمندي كه چنين فردي را از آتش دوزخ رهائي بخشيده است به شمار هر تار موي او پاداشي نصيب وي مي گرداند كه پرارزش تر از پاداش صدقه و بخششهاي مالي است كه هموزن صد هزار خروار (124) پولي باشد كه نابجا و برخلاف امر الهي به ديگران انفاق گردد. (چنين بخششي نه تنها نمي تواند پاداشي را نصيب بذل كننده آن سازد) بلكه بار گران و عواقب نامطلوبي را براي او به بار مي آورد. ولي خداوند به جاي هر تار موي شاگرد و متعلم، پاداشي را نصيب معلم مي سازد كه عظيم تر از پاداش هزار ركعت نمازي است كه در كنار و نزديك آن برگزار مي گردد.

8 جعفر بن محمد، امام صادق (عليه السلام)

«دانشمندان شيعه و پيرو ما، مرزبانان حدود و ثغوري هستند كه در آن سوي مرزها، شياطين و ديوان و ددان و همكاران شياطين در كمين نشسته و در رفت و آمدند. دانشمندان شيعه، مانع خروج و يورش و غلبه اين اهريمن و اهريمن گرايان نسبت به شيعيان مستضعف مي باشند، (شيعياني كه از لحاظ ايمان و اعتقادات ديني كاملا مجهز نيستند).

آري دانشمندان شيعه (همچون سد استواري) ، از تسلط ابليس و پيروان بد سيرت شيطان بر شيعيان جلوگيري مي نمايند (تا انسانيت و معنويت آنان به دست چنين دزدان و يغماگراني از دست آنان ربوده نشود).

هان اي شيعيان ما، اگر كسي از شما در كمين چنان

اهريمن صفتان بنشيند و در چنين پايگاهي، موضع گيرد (و از مرزهاي اسلام و معنويت، پاسداري و نگاهباني كند و مانع نفوذ افكار پليد و نيرنگ وار شياطين و بدخواهان جامعه انساني گردد) هزار هزار بار (يعني يك ميليون بار) از مجاهد با روم و ترك و خزر، برتر و گرانقدرتر است؛ زيرا چنين دانشمند و مرزبان علم خاندان پاك پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) از اديان يعني آئين هاي ديني دوستداران ما دفاع نموده (و از انسانيت و معنويت جامعه هاي پيرو ما حمايت مي كند) ، در حالي كه سربازاني كه در آوردگاه روم و ترك و فارس مي جنگند از پيكرها و اندامهاي جسماني، و ابدان دوستان ما دفاع مي نمايند»، (و قطعا دفاع از حريم دين و معنويت، پرارج تر از دفاع از حريم ابدان و جهات جسماني است).

9 موسي بن جعفر، امام كاظم (عليه السلام)

«اهميت وجود يك فرد فقيه و واجد بينش ديني - كه فرد بي سرپرست و محروم از درك محضر ما و بهره نابرده و تهي دست از علوم و معارف ما را (از جهل و ناداني) رهائي مي بخشد - بدان پايه داراي اهميت است كه از ديدگاه شيطان و راندگان از درگاه رحمت الهي، وجود چنين فقيهي طاقت فرساتر و تحمل ناپذيرتر از وجود هزار عابد مي باشد؛ زيرا اهتمام و كوشش عابد به خود او محدود است (و صرفا غم خويش را به دل دارد و ميخواهد فقط خود را نجات دهد) ؛ در حالي كه يك فقيه و عالم آگاه به احكام الهي نه تنها اهتمام و عنايت خود را در نجات خويشتن به كار ميدارد، بلكه اهتمام و كوشش او (همه گير

و آنچنان گسترده است كه) تمام بندگان خدا - اعم از زن و مرد - را در بر مي گيرد (و تمام آنان را زير چتر عنايت خويش قرار ميدهد) و آنان را از دست اغواي شيطان و راندگان درگاه الهي رهائي مي بخشد.

بدينسان است كه يك فقيه و عالم ديني (فقيهي كه نسبت به ديگران احساس تعهد و مسئوليت مي نمايد) بر هزار عابد و بلكه بر هزار هزار عابد فضيلت و برتري دارد.»

10 علي بن موسي، امام رضا (عليه السلام)

«در روز رستاخيز به فرد عابد و زاهدي - كه كناره گير و بيگانه از مردم است - چنين خطاب مي شود:

مرد خوبي بودي، همت و كوشش تو در ذات و شخص خودت محدود بود.

و چون در زندگاني، باري بر دوش ديگران نبودي (و از خويشتن حمايت كردي) بنابراين به بهشت درآي (ولي بايد بداني كه حق نداري ديگران را با خود همراه سازي؛ چون اثر وجودي تو از مرز نجات خودت تجاوز نمي كرد) ؛ در حالي كه فقيه و عالم آگاه به موازين دين (كه احساس رسالت و مسئوليت مي كرد) خير او به ديگران مي رسيد و آنان را از دشمنانشان رهائي مي بخشيد، و نعمت هاي بهشت الهي را نسبت به آنان سرشار مي ساخت، و در نتيجه، عوامل جلب رضاي الهي را در برابر آنها گشوده و روشن مي نمود؛ لذا در روز قيامت در خطاب به او مي گويند:

اي كسي كه افراد يتيم و بي سرپرست آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) را تحت تكفل و سرپرستي خود قرار داده و افراد سست ايماني را كه از دوستان ما بودند به حق و حقيقت رهنمون شدي، (در اين عرصه دهشتناك و بلاخيز) درنگ

كن (تا ديگران را زير چتر حمايت خويش قرار دهي) و براي هر كسي كه از تو بهره اي گرفته و يااز تو، علم و دانشي آموخته است وساطت و شفاعت كن. او تا آن اندازه درنگ مي كند كه در طي آن گروهها و گروههاي فراواني در ظل شفاعت او وارد بهشت مي گردند. اين گروهها كه به صد هزار نفر ميرسد - به چنين افتخاري نائل مي شوند. تا ده بار، كلمه «فئام» را تكرار كرد يعني ده گروه صد هزار نفري به بهشت درآيند.

اين گروه هاي چشمگير و فراوان - عده اي - شاگردان بدون واسطه او هستند و عده اي ديگر، شاگردان شاگردان او مي باشند كه از هنگام تعليم تا روز قيامت با وسائط دور و درازي از شاگردان و جيره خواران مكتب اين عالم آگاه ديني به شمار مي آيند.

بنگريد (فاصله ره از كجا تا به كجاست) و چه تفاوت عظيمي ميان مقام و مرتبت علم و دانشمند متعهد ديني از يكطرف، و مقام و مرتبت زهد و عبادت و زاهد و عابد از طرف ديگر وجود دارد» (و لذا عالم و عابد را نميتوان با وجود چنين امتياز شگرفي با هم مقايسه نمود).

11 محمد بن علي، امام جواد (عليه السلام)

«اگر كساني كفالت و سرپرستي ايتام آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) را به عهده گيرند، ايتامي كه از پدر روحاني و امام و راهبر ديني خود جدا گشته و از آنها محروم مانده اند و در وادي جهل و ناداني دچار سرگرداني گشتند، و همچون اسيراني در دست شياطين خود و هوسهاي شيطاني گرفتار آمدند، و زير فشار آرمانهاي پليد و آلوده دشمنان بدخواه و ناسزاگوي ما با دشواري و تنگنا

مواجه هستند، اگر دانشمنداني چنين مصيبت زدگاني را از دست چنان موجودات آلوده و چنين حالاتي برهانند و با زدودن وسوسه هاي فتنه انگيز شيطان از دل آنها، آنان را از حيرت و سرگشتگي و قهر شياطين نجات دهند، و ناسزاگويان و بدخواهان ما را - در ظل حجت هاي الهي و رهنمودهاي پيشوايان ديني شيعيان ما - مقهور و منكوب سازند (چنين دانشمنداني در پرتو اين گونه كوششهاي بي دريغ خويش - در پيشگاه الهي - با معيارها و مدارج و منازلي فزونتر از معيارهاي زير، بر عابد و فرد پارساخوي، فضيلت و برتري دارند:

فزونتر از برتري آسمان بر زمين، عرش بر كرسي، حجب و سراپرده هاي الهي بر آسمان.

آري تفاوت موقعيت عالم و عابد و برتري عالم بر عابد، همچون تفاوت موقعيت و برتري ماه تمام شب چهارده بر كورترين و نهان ترين ستارگان آسماني است.»

12 علي بن محمد، امام علي النقي (عليه السلام)

«اگر پس از غيبت قائم يعني حضرت ولي عصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ، دانشمنداني به ثمر نمي رسيدند كه مردم را در جهت آن حضرت (و قطب دائره امكان و كانون بقاء و هستي جهان) دعوت و راهبري كنند، و به وجود سرشار از خير و بركت آن جناب رهنمون گردند، و از دين و آئين الهي در سايه حجت هاي آسماني دفاع نمايند، و بندگان ضعيف خدا را از دامهاي ابليس و ابليس مآبان برهانند، و نيز از كمند دشمنان ما كه زمام قلوب شيعيان ضعيف الايمان ما را همچون كشتي كه ساكنانش را در اختيار دارد به دست گرفته اند - نجات بخشند، (آري اگر اين گونه دانشمندان ديني متعهد و مسئول؛ نمي بودند) ، در پهنه گيتي هيچ كسي

باقي نمي ماند جز كساني كه بايد آنها را از دين و آئين پروردگار، روي گردان و مرتد برشمرد. (بركات وجود چنان دانشمنداني است كه مي تواند حفاظي نيرومند براي صيانت و پاسداري دين خدا و دينداري مردم باشد).

اين گروه از علماء و دانشمندان از برترين مزايا و والاترين مقام و مرتبت در پيشگاه خدا برخوردارند.»

13 حسن بن علي، امام حسن عسكري (عليه السلام)

«علماء و دانشمنداني كه در ميان پيروان مكتب ما خاندان پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) به سر مي بردند، درباره دوستان مستضعف ما و مردمي كه به ولايت و امامت و رهبري ما دلبستگي دارند بي تفاوت نمي مانند، و به تقويت ايمان و تاييد آنان به پا مي خيزند و آنها را از هر گونه استضعافي مي رهانند. چنين دانشمنداني در روز رستاخيز (بطرز بسيار شكوهمند و افتخارآميزي) در جمع مردم عرصات محشر، نمودار مي شوند كه درخشش افسرهائي كه بر سر دارند پرتوافكن پهنه قيامت است. آري بر سر هر يك از آنها در روز قيامت، تاج و افسري نهاده ميشود كه انوار و پرتو آن مسافاتي از پهنه قيامت را روشن مي سازد كه بايد عرض و طول و پيرامون آن را در مدت سيصد هزار سال پيمود. شعاع انوار اين تاجها و افسرها سرتاسر اين عرصه را زير پوشش خود قرار ميدهد.

در چنين روزي، هر فردي كه تحت سرپرستي علماء و دانشمندان ديني (از خرمن و اندوخته هاي بينش و بصيرت آنان خوشه اي برداشته) و با مساعي آنان از فضاي تيره جهل و ناداني، رهيده، و تحت تعليم آنان از وادي سردرگم حيرت و سرگرداني بيرون آمده (و در محيطي روشن و نوراني راه يافته است) چنين شاگرد ره بازيافته،

به شاخه و شعبه اي از پرتو انوار اين دانشمندان، خويشتن را پيوند مي دهد. پيوندي كه او را به منازل و مقامات رفيع و ارجمندي بر مي فرازد تا آنجا كه با علماء و دانشمندان در قله هاي رفيع بوستانهاي بهشت همطراز مي شود و در برابر آنها قرار مي گيرد.

آري چنين شاگرداني در منازل و كاخهائي از بهشت ماءوي مي گيرند كه آن منازل در جوار استادان و معلمان آنها آماده گشته است. (و سرانجام به اين افتخار دست مي يابند) كه در پيشگاه امامان و پيشواياني قرار گيرند كه اين دانشمندان، آنها را به ايده ها و آرمانهاي آن امامان دعوت مي كردند.

ولي هيچيك از بدخواهان و دشمنان ما خاندان پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) ، تاب تحمل چنان اشعه اي را - كه از اين تاجها و افسرها بر مي خيزد - ندارند. اين اشعه، نيروي ديد و بينائي آنها را از كار انداخته و حس سامعه و شنوائي آنان را فلج مي سازد و زبان آنها را نيز لال مي گرداند. اين اشعه (به علت عدم لياقت و فقدان شايستگي آنان) به چنان نيروي كوبنده اي مبدل مي شود كه از لهيب آتش جهنم، سخت تر و فرساينده تر است. اين اشعه (بجاي آنكه دشمنان ما را به سوي نجات و رهائي از گودالهاي دوزخ رهنمون گردد) آنان را با خود برداشته تا آنگاه كه آنها را به طرف خازنان دوزخ پرتاب مي كند، و آنان نيز اين افراد بدخواه را به ميان آتش دوزخ مي سپرند.»

14 حضرت ولي عصر، امام زمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)

(حضرت ولي عصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) در ذيل يكي از توقيعات شريف خود - كه در پاسخ به مسائل اسحق بن يعقوب مرقوم فرمود - علماء

و دانشمندان آگاه به احاديث را به عنوان مرجع و پناهگاه واقعي در حل معضلات و مسائل پيچيده و حوادث و رويدادهاي زندگاني معرفي نمود كه بايد در شناخت وظائف انساني و معنوي - به هنگام برخورد با مسائل مختلف زندگاني - به آنان مراجعه نمود. آن حضرت براي آنكه شيعيان، مرجع خويش را در باز يافتن تكاليف انساني و الهي شناسائي كنند و در انجام وظائف خويش، احساس آرامش نمايند، فقهاء و محدثان روايات اهل بيت را تكيه گاه مطمئني معرفي فرمود، و رسميت فتواي آنان را بدينگونه اعلام نمود:

«هرگونه مسائلي كه با آنها مواجه هستيد (و به تكاليف الهي و انساني خود در آن مسائل آگاه نيستيد) به روات و حاملان احاديث و مسئولان تعاليم ما (يعني فقهاء و محدثين و سخنگويان ما) مراجعه كنيد؛ زيرا آنان حجت من نسبت به شما مي باشند و من نيز حجت خدايم.» (125) (و اينان در حجيت فتوي و سخن هاي خويش، با من همطراز مي باشند، و لذا بايد با جان و دل فرمان آنها را پذيرا باشيد).

احاديثي كه از نظر خوانندگان محترم گذشت نمونه هائي از رواياتي است كه راجع به ارزش علم و علماء و متعلمان از معصومين (عليهم السلام) به ما رسيده است (اگرچه اين گونه احاديث كه نمايانگر شرف و فضيلت علم و دانش مي باشد بي اندازه فراوان و چشمگير است) ولي ما به منظور رعايت اختصار در تدوين كتاب و مناسبات مربوط به موضوع بحث، به ذكر همين مقدار از احاديث بسنده نموديم.

ه - اهميت و ارزش علم و دانش از نظرگاههاي حكماء و كتب كهن آسماني

لقمان

لقمان حكيم به فرزند خود مي گويد:

«فرزند عزيز! ديدگان بصيرت خود را در انتخاب مجالسي كه در آنها شركت مي كني كاملا

باز كن و به گزين باش. اگر ديدي مجلسي از مردمي متشكل شده است كه با دل و جان و زبان، خدا را ياد مي كنند، در آن مجلس شركت كن؛ زيرا اگر عالم و دانشمند باشي علم و آگاهي تو در چنين مجلسي به مدد تو بر مي خيزد و به تو سود ميرساند و خاطر ترا نسبت به علم تجديد مي نمايد.

و اگر جاهل و نادان باشي آنان به تو علم مي آموزند، و با شركت در آن مجلس سرانجام، به علم و بصيرتي دست مي يابي. بنابراين باز هم شركت تو در چنين نشستي، درخور و مناسب تو مي باشد، و اين اميد هم وجود دارد كه خداوند، شركت كنندگان در اين مجلس را زير سايه لطف و رحمت خود قرار دهد، و از طريق، چنين لطف و مرحمتي ضمنا شامل حال تو نيز گردد.

آنگاه كه با گروهي از خدا بي خبر مواجه شوي و ببيني كه در مجلسي، افرادي شركت دارند كه از خدا ياد نمي كنند، بلكه او را بدست فراموشي سپردند، با آنان نشست و برخاست نكن؛ زيرا اگر خود، از علم و آگاهي برخوردار باشي، علم تو در طي مجالست با آنها به تو سودي نمي رساند.

و اگر جاهل و نادان باشي همنشيني تو با آنها، جهل و بي خبري و غفلت ترا فزاينده تر مي سازد. علاوه بر اين ممكن است خداوند متعال آنان را به كيفر جهل و غفلت دچار سازد و اين كيفر، ترا نيز دربرگيرد.» (126)

تورات

در تورات آمده است كه موسي (عليه السلام) فرمود:

«علم و حكمت و استوارمندي در انديشه و گفتار و كردار را، بس شگرف و عظيم بر شمار و

از آن تجليل كن؛ زيرا اگر من نيروي حكمت و صواب انديشي را در قلب كسي برقرار مي سازم صرفا بدين منظور است كه مي خواهم او را مشمول رحمت و آمرزش خويش قرار دهم.

اي موسي! حكمت آموز باش و رفتار خويش را بر موازين حكمت منطبق ساز و آن را به ديگران بياموز تا در اين رهگذر به كرامت من در دنيا و آخرت دست يابي.»

زبور

خداوند متعال در كتاب زبور به داود پيامبر (عليه السلام) مي فرمايد:

«داود! به احبار و دانايان و علماء بني اسرائيل و رهبانان (صومعه نشين) هشدار ده كه با مردمان پرهيزكار، گفتگو و مجالست و بحث و مذاكره نمائيد. اگر در محيط خود؛ با مردم تقوي پيشه و پرهيزكار برنخورديد با علماء و دانشمندان به بحث و مذاكره بنشينيد.

و اگر در جمع افراد محيط و پيرامون خود، دانشمندي را نيافتيد با عقلاء و بخردان نشست و برخاست و گفتگو كنيد؛ زيرا پرهيزكاري و دانش و خردمندي عبارت از سه مرحله و درجه اي است كه هدف من از سپردن هر يك از اين سه مرحله به مردم، اينست كه مي خواهم بشر دچار سقوط و نابودي نگردد.» (و هر كسي گمشده خويش يعني تقوي و علم و عقل را در جوامع بشري بيابد.

و از هر يك از گروه پرهيزكاران و دانشمندان و خردمندان، بهره خويش را باز گيرد تا جامعه انساني احساس فقر و كمبود نكرده و دچار انحطاط و سقوط نگردد).

درباره مطلب فوق، اين سؤال پيش مي آيد كه چرا خداوند در طبقه بندي اين مراحل، تقوي و پرهيزكاري را بر ساير مراتب ديگر مقدم داشته است؟

پاسخ چنان سؤالي اين است كه تقوي و

پرهيزكاري، با علم و دانش به گونه اي پيوند و همبستگي دارد كه تقواي بدون علم، قابل تصور و امكان پذير نيست.

و چنانكه قبلا نيز يادآور گشتيم خشيت و بيم از خداوند صرفا در سايه علم و دانش امكان پذير است. لذا خداوند در طبقه بندي مراتب سه گانه مذكور، علم و دانش را بر عقل و خرد مقدم نموده است؛ زيرا هر عالم و دانشمندي، ناگزير بايد عاقل و خردمند باشد تا به مرحله علم ارتقاء يابد.

انجيل

خداوند متعال در سوره هفدهم انجيل مي فرمايد:

«واي بر كسي كه نام و عنوان علم و دانش بگوش او برسد و از آن جويا نگردد. او چگونه حاضر است، با نادانان محشور شود و در آتش جهنم با آنان همنشين گردد؟

مردم! پوياي علم باشيد و آن را بياموزيد؛ زيرا علم و دانش اگر فرضاً موجبات سعادت و نيكبختي شما را فراهم نياورد باعث تيره روزي و بدبختي شما نمي گردد. اگر علم و دانش، مقام شما را رفيع نگرداند، سبب پستي و فرو هشتگي منزلت شما نمي شود. اگر شما را بي نياز نسازد، تهي دستي را براي شما به ارمغان نمي آورد. اگر به شما سودي نرساند، زيانبخش نخواهد بود.

اين سخن را بر زبان جاري نسازيد:

كه مي ترسيم عالم و دانشمند شويم و نتوانيم به مضمون علم و آگاهي خود عملا پاي بند باشيم؛ بلكه بايد بگوئيد:

اميدواريم كه عالم و دانشمند گرديم و طبق آگاهي و علم خود عمل كنيم.

علم و دانش به مدد عالم و دانشمند برميخيزد، و از او شفاعت و وساطت مي كند، و بصورت قدرتي در مي آيد كه با عالم و دانشمند همياري مي نمايد. بنابراين حقا نبايد خداوند، عالم

و دانشمند را در روز قيامت، فرومايه و ذليل سازد.

اي گروه علماء و دانشمندان! درباره پروردگار خود چگونه مي انديشيد؟ آنها مي گويند:

فكر و گمان ما درباره پروردگار ما اين است كه ما را مشمول رحمت و آمرزش خويش قرار دهد. خداوند به آنان مي گويد:

من هم به انديشه و درخواست و اميد شما عمل كردم؛ زيرا من حكمت و دانش و استحكام و استوارمندي در تفكر و رفتار را به شما سپردم و هدف من از اين كار، چنين نبود كه بدخواه شما بودم؛ بلكه نسبت به شما اراده خيرخواهي داشتم. بنابراين - زير سايه لطف و رحمت من - همراه بندگان شايسته من به بوستان بهشت و سراي نيكبختي من درآئيد.»

مقاتل بن سليمان مي گويد:

در كتاب «انجيل» به اين مطلب برخوردم كه خداوند متعال به عيسي (عليه السلام) فرمود:

«دانشمندان را گرامي دار و در بزرگداشت آنان دريغ مكن، و اهميت و ارزش مقام و مرتبت والاي آنان را بشناس؛ زيرا من دانشمندان را از لحاظ مقام و منزلت بر تمام آفريدگانم - بجز پيامبران و رسولان خود - مزيت و برتري بخشيدم، مزيت و برتري آنان بر مخلوقات، همانند مزيت و برجستگي آفتاب بر ستارگان؛ و همسان برتري آخرت بر دنيا، و همچون برتري من بر تمام پديده هاي هستي مي باشد.»

و از سخنان مسيح (عليه السلام) است كه فرمود:

«اگر كسي به زيور علم و دانش آراسته گردد، و رفتار خود را با موازين علمي خويش منطبق سازد، يعني به علم خود عمل كند، او همان كسي است كه در ملكوت آسمان ها به عنوان شخصيتي عظيم و شكوهمند و انساني بزرگ نامبردار بوده و از او به عظمت ياد

كنند.»

و - سخن فرزانگان دين و دانش درباره علم و علماء و دانشجويان

ابي ذر غفاري

«هر باب و دري از علم كه فراسوي ما گشوده مي شود و آن را فرا مي گيريم از ديدگاه ما از هزار ركعت نمازي كه استحبابا و با هدف طاعت از امر غير واجب انجام مي شود، محبوب تر و خوش آيندتر است.» (127)

ابوذر غفاري مي گويد:

از رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) شنيديم كه مي فرمود:

«اگر مرگ دانشجوئي - همزمان با تحصيل و دانشجوئي او - در رسد به عنوان شهيد و سرباز جان باخته در راه خدا محسوب مي گردد.»

وهب بن منبه (128)

(تحصيل و تامين بسياري از مزايا در خود دنيا نيز رهين علم و آگاهي انسان مي باشد) ؛ زيرا علم و دانش منشاء بسياري از مزايا است و اين مزايا از علم سر بر مي آورند، آري علم است كه به شخص فرومايه، منزلت، و به انسان ذليل و خوار، عزت و سرفرازي، و به اشخاص فراموش شده و ناديده انگاشته و بدور از انظار، قرب و منزلت، و به افراد تهي دست و بي چيز، غناء و بي نيازي، و به انسانهاي گمنام، شهرت و نام آوري، و به افراد فاقد شخصيت و نفوذ اجتماعي، هيبت و شكوه (129) ، و به افراد بيمار و سست مزاج، نيرو و تندرستي مي بخشد.

سخن عارفان در مزاياي علم

يكي از عرفاء مي گويد:

«مگر نه چنين است كه اگر از بيمار، غذا و نوشيدني و دارو را دريغ دارند آن بيمار مي ميرد؟! قلب و دل آدمي نيز (به غذا و دارو نيازمند است). اگر دل و جان انسان از دانش و تفكر و حكمت محروم گردد چنين دل و جاني از كار مي افتد و دچار مرگ و نابودي مي شود.»

آثار نيك همنشيني با دانشمندان

عارفي ديگر مي گويد:

«اگر كسي در حضور عالم و دانشمندي بنشيند و نتواند از اندوخته هاي علمي او مايه اي ذخيره كند و در صيانت و حفظ كردن و از بر نمودن سخنانش احساس عجز و ناتواني نمايد (عليرغم چنين محروميت و ناتواني، صرف همنشيني با عالم و دانشمند و شرفيابي از محضر او) هفت كرامت و فضيلت، نصيب او مي گردد:

1 - به فضيلت و پاداشي - كه (در تعاليم و فرهنگ دانش پرور اسلامي) براي شاگردان و دانش آموختگان منظور شده است - دست مي يابد.

2 - مادامي كه در محضر عالم و دانشمند به سر مي برد از گناهان و معاصي مصونيت دارد (و قهرا از تيررس جرم و نافرماني خدا بدور است).

3 - و آنگاه كه در جهت پويائي از علم و دانش اندوختن، از خانه خويش بيرون مي آيد - تا آنگاه كه در سراي عالم و مجلس درس او حاضر شود - مشمول لطف و رحمت الهي است.

4 - وقتي كه در ميان حلقه درس و در حضور عالم و دانشمند، جلوس مي كند - نظر به اينكه سايه رحمت الهي، چنين حلقه اي را زير پوشش خود قرار ميدهد - او را از اين بارش رحمت، نصيبي خواهد بود.

5 - مادامي كه او به درس و سخنان عالم

و دانشمند گوش فرا مي دهد، همين گوش فرا دادن، به عنوان طاعت او به شمار آمده و در پرونده اعمال او ثبت و ضبط مي گردد.

6 - و اگر او عليرغم استماع سخنان استاد، احساس كند كه چيزي از گفتار او را درك نكرده و به خاطر چنين احساسي، اندوهگين گردد، همين اندوه و تنگدلي، وسيله اي براي قرب او به پيشگاه خدا مي شود؛ چون خداوند متعال فرموده است:

انا عند المنكسرة قلوبهم

من در دلهائي كه (به خاطر من) درهم شكسته و فرو ريخته است، جاي دارم.

7 - چنين شخصي با حضور خود در حوزه درس عالم و دانشمند - با وجود اينكه نميتواند از لحاظ دانش اندوزي، طرفي ببندد - اين حقيقت را در مي يابد كه مسلمانان به عالم و دانشمند ديني ارج مي نهند، و فاسقان و گناهكاران را تحقير و تقبيح مي نمايند. درك اين حقيقت موجب مي شود كه قلبش از فسق و گناه، متنفر و روي گردان شده و سرشت و طبيعتش به علم و دانش، گرايش و آمادگي يافته، و روحش با علاقه و دلبستگي به علم و معرفت، آميخته و عجين گردد. به همين جهت رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) به مردم فرمان ميدهد كه با افراد صالح و مردمي كه كاملا آراسته و پيراسته اند مجالست و نشست و برخاست نمايند.»

آثار متفاوت همنشيني با طبقات مختلف:

و نيز همان عارف گفته است:

«مجالست و همنشيني با هفت فرقه، موجب فزوني هفت خصلت مي گردد:

1 - مجالست با اغنياء و دولتمندان، موجب فزوني دلبستگي به دنيا و ازدياد

گرايش و تمايل عصبي انسان به مسائل دنيوي مي شود.

2 - نشست و برخاست با تهي دستان

و فقراء، سبب ازدياد رضاي دروني و شكر و سپاس انسان در برابر همان مقداري از نعمتها مي گردد كه خداوند نصيب او ساخته است.

3 - همدمي با پادشاهان، مايه فزايندگي قساوت و سخت دلي و باعث ازدياد تكبر انسان مي شود.

4 - همنشيني با زنان بر مراتب جهل و بي خبري و هوسراني آدمي مي افزايد.

5 - مجالست با كودكان و خردسالان موجب فزايندگي جرات و جسارت انسان نسبت به گناه و باعث تأخير و مسامحه در توبه و تعويق در بازگشت به خدا مي شود.

6 - مخالطت و شد آمد انسان با افراد صالح و شايسته، بر گرايش انسان در طاعت از خداوند متعال، فزوني مي بخشد.

7 - رفت و آمد و مجالست با علماء و دانشمندان بر علم و آگاهي انسان مي افزايد (و فرد از اين رهگذر، اندوخته هاي علمي خود را غني تر مي سازد» (130).

هر علم و فني راه گشاي نيكبختي انسان است:

«خداوند متعال، هفت چيز را به هفت نفر آموخت:

1 - اسماء اعظم (و رمزهاي گشايشگر و نمايانگر حقايق) را به آدم ابوالبشر (عليه السلام) تعليم داد.

2 - فراست و هوشمندي ژرف بينانه اي به خضر (عليه السلام) اعطاء كرد.

3 - تعبير رؤيا و خواب گزاري را به يوسف (عليه السلام) تعليم داد.

4 - فن و هنر زره سازي را به داود (عليه السلام) آموخت.

5 - زبان مرغان و پرندگان را به سليمان (عليه السلام) تعليم داد.

6 - عيساي مسيح (عليه السلام) را به توراة و انجيل آشنا و آگاه ساخت.

قرآن كريم در اين باره مي گويد:

و يعلمه الكتاب و الحكمة و التوراة و الانجيل (131)

خداوند متعال به عيسي (عليه السلام) كتاب و حكمت و توراة و انجيل

را تعليم ميدهد.

7 - به (خاتم الانبياء) محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) شريعت و قوانين الهي و آئين يگانه پرستي را آموخت.»

و منظور از تعليم كتاب و حكمت به پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) (كه در آيات قرآني به چشم ميخورد) همين آگاهيهاي مربوط به قوانين الهي و آئين يكتاپرستي است.

نتيجه

الف - علم و آگاهي آدم ابوالبشر (عليه السلام) به اسماء و حقايق الهي، سبب گشت كه فرشتگان در پيشگاه او به سجده افتند و رفعت مقام و منزلت انسان بر همه موجودات، محرز گردد.

ب - هوشمندي و فراست و ژرف بيني خضر (عليه السلام) موجب شد كه موسي و يوشع (عليهماالسلام) همچون شاگردان مكتب او گردند، و سرانجام موسي را ناگزير كند كه در برابر او سخت فروتني نمايد؛ چنانكه اين حقيقت از لابلاي آيات مربوط به داستان موسي و خضر (عليهماالسلام) ، استفاده مي شود.

ج - علم به تعبير رؤيا و خواب گزاري يوسف (عليه السلام) زمينه اي براي او فراهم ساخت كه خانداني آبرومند تشكيل دهد، و رياست مملكت و كشوري را بدست گرفته و به گونه اي تمكن يابد كه به عنوان فرد شاخص و برگزيده اي در ميان خاندان يعقوب و تمام خاندان بشري بدرخشد.

د - مهارت و كارآئي فني داود (عليه السلام) در امر زره سازي، موجب رياست و والائي مقام او گشت.

ه - سليمان (عليه السلام) از رهگذر درك زبان مرغان، توانست بلقيس را بيابد و بر حكومت او (يعني حكومت ابرقدرت زمان) چيره شود.

و - اطلاع عيسي (عليه السلام) بر حقايق توراة و انجيل، موجب گشت كه لكه هاي تهمت را از دامن

مادر پاكدامن خويش بسترد.

ز - بصيرت و آگاهي حضرت خاتم الانبياء محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) به راه و رسم زندگاني انساني و قوانين الهي و آئين يكتاپرستي، اين افتخار را نصيب او ساخت تا از امت خود در روز قيامت، شفاعت كند.

راه بهشت و سعادت جاويد در دست چه كساني است؟

«راه بهشت و نيكبختي جاويد در دست چهار كس قرار دارد:

عالم، زاهد، عابد، و مجاهد

1 - اگر عالم و دانشمند در دعوي خويش، راستين باشد، حكمت و دانائي و ژرف انديشي بدو ارزاني مي شود.

2 - زاهد و پارسا (در سايه زهد و پارسائي خود) از رفاه و امنيت روحي و آرامش دروني برخوردار مي شود، و در روز قيامت از عذاب دوزخ ايمن است.

3 - عابد و نيايشگر درگاه الهي، از نعمت خوف و بيم از خداوند بهره مند مي گردد.

4 - مجاهد و كوشاي در راه خدا (كه همه هم خويش را به راه خدا مي نهد و در اعلاء كلمه حق، فرسايش ناپذير و نستوه است) از ستايش و تكريم خدا و خلق برخوردار مي شود» (و گامهايش در راه حق، استوارتر مي گردد).

طبقه بندي دانشمندان و تفاوت درجات آنها: علماء، حكماء و كبراء:

يكي از محققان مي گويد:

دانشمندان، سه دسته اند:

الف - كساني كه خداشناس اند، و در عين حال به احكام و دستورات او آگاهي دقيق ندارند، اين گونه دانشمندان، بندگاني هستند كه معرفت و بينش الهي بر دلهايشان چيره گشته است. لذا در مشاهده انوار جلال و كبرياء پروردگار، مستغرق اند و براي دانش اندوزي و كسب علم در مورد احكام و دستورات خداوند - جز در مسائل مبتلابه و حداقل احكامي كه ناگزير از

فراگرفتن و عمل به آنها هستند - مجال و فرصتي نمي يابند و در آن توفيقي ندارند.

ب - گروهي ديگر از دانشمندان، به اوامر و احكام الهي وقوف و آگاهي عميق دارند؛ ولي نسبت به خود خداوند، فاقد چنين آگاهي ژرف بينانه اي هستند. اينان همان دانشمنداني هستند كه حلال و حرام و دقائق احكام فقهي را عميقا شناسائي كرده اند؛ لكن در شناخت اسرار الهي گرفتار قصور و نارسائي علمي مي باشند.

ج - سه ديگر، دانشمنداني هستند كه در عين علم و آگاهي ژرف بينانه نسبت به خداوند، واجد بصيرت و بينش فقهي در مورد اوامر الهي هستند. چنين دانشمنداني در مرز مشترك ميان جهان معقولات، و جهان محسوسات جاي دارند. آنها گاهي از جهت حب الهي و قرب به خداوند، با خود او مانوس و دلخوش اند.

و گاهي از رهگذر پيوند و ارتباط با محسوسات، از طريق شفقت و رحمت به بندگان خداوند، با آنها انس و الفتي برقرار مي سازند.

آنگاه كه اين گونه دانشمندان، حاجت روحي و دروني خود را از طريق پيوند با خدا برآورده ساختند، نظر خويش را سوي خلق خدا معطوف داشته و بدانها مي پيوندند و آنچنان با بندگان خداوند، اتحاد و همبستگي مي يابند كه بصورت اندامهائي از پيكره آنها درمي آيند كه گوئي خداي را نمي شناسند.

اما آنگاه كه خلق خدا مي برند و در جهت همبستگي با پروردگار خود با وي خلوت مي كنند چنان سرگرم ياد خدا و خدمت به او مي گردند كه گوئيا خلق خدا را نمي شناسند.

آري، راه و رسم زندگاني رسولان و فرستادگان خدا و صديقين و افراد راستين، اين چنين مي باشد (كه ارتباط و پيوند دو جانبه خويش را با

خدا و خلق، همواره پاسداري نموده و هيچگاه از طريق پيوند با خدا، وابستگي خود را با خلق از دست نمي دهند. چنانكه با برقراري ارتباط با خلق، پيوند خويش را از خدا نمي برند).

اين دانشمندان سه گانه را بايد مصداق كلمه هاي «العلماء» و «الحكماء» و «الكبراء» دانست كه در سخن رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) به چشم ميخورد آنجا كه ميفرمايد:

سائل العلماء و خالط الحكماء و جالس الكبراء: (كنز 10/238)

از دانشمندان بپرسيد، و با حكماء و دانشمندان استوارمند نشست و برخاست كنيد، و با بزرگمردان همنشيني نمائيد.

منظور رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) از كلمه «العلماء» در جمله «سائل العلماء» دانشمنداني هستند كه دقيقا اوامر و احكام الهي را شناسائي كرده اند، ولي از تعمق و ژرف بيني درباره خود خداوند بي بهره هستند، و مردم موظفند به هنگام نياز به استفتاء، سؤالات خود را با آن ها در ميان گذارند (و در شناخت تكاليف شرعي خود به آنان مراجعه كنند).

و مقصود از كلمه «الحكماء» در جمله «خالط الحكماء» دانشمنداني هستند كه به (اسرار جلال و ملكوت الهي آگاه بوده، و دقيقا به خود) خداوند، عالم و آشنا هستند، ولي به احكام و اوامر و تكاليف الهي (جز در حد ضرورت شخصي) ، علم و آگاهي رسائي ندارند. رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) مردم را مامور فرمود (تا به منظور وقوف به اسرار ملكوت الهي) با آنان مخالطت و شدآمد كنند.

اما منظور از كلمه «الكبراء» در جمله «جالس الكبراء» دانشمنداني هستند كه در هر دو جهت، معرفت و آگاهي به هم رسانده اند (يعني هم واقف به

اسرار جلال و ملكوت الهي هستند، و هم نسبت به احكام و اوامر الهي از آگاهي عميق و گسترده اي برخوردار مي باشند) و مردم بر طبق فرمان پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) مكلفند تا با آنان نيز همنشيني كنند و از اين رهگذر به خير و نيكبختي دنيا و آخرت دست يابند.

مشخصات و امتيازات گروههاي سه گانه دانشمندان مذكور:

براي هر يك از اين گروه سه گانه دانشمندان مذكور، علائم و مشخصاتي وجود دارد كه آنها را ممتاز نموده و تفاوتهائي ميان آنان برقرار مي سازد كه به شرح زير شناخته مي شوند:

الف - نشانه علم و دانشمندي كه (در حد گسترده و عميق) به اوامر و تكاليف الهي آگاهي دارد اين است كه زبانش به ذكر خدا گويا است؛ ولي قلبا به ياد او نيست. از خلق و توده مردم بيمناك است؛ ولي نسبت به پروردگار در دل خويش هراسي ندارد. در ظاهر نسبت به مردم، داراي شرم و حياء است ولي در سر و نهان از خدا شرمي ندارد.

ب - نشانه عالم و حكيمي كه (به اسرار ملكوت الهي واقف است) و به خود خداوند، عالم و آگاه مي باشد اين است كه از ژرفاي درون به ياد خدا بوده و از او خائف و شرمگين است. ذكر او ذكر دروني و باطني است نه ذكر زباني. خوفي كه در دل دارد با آميزه رجاء و اميد توام است، و بيم و هراس او، بيم معصيت و گناه نيست. شرم و حياء او به باطن و قلب او نفوذ كرده است و صرفا شرم و حياء ظاهري و برون سازي نيست، يعني شرم

خويش را آشكار ننموده و بدان تظاهر نمي كند.

ج - مشخصات عالم و دانشمند كبير - كه هم عالم و آگاه به اوامر الهي، و هم واقف به اسرار ملكوت پروردگار مي باشد - اين است كه داراي شش امتياز مي باشد:

سه امتياز ويژه دسته اول، يعني علماء كه فقط در اوامر و احكام الهي داراي بينش عميق هستند. به عبارت ديگر: كبراء، واجد سه خصلت علماء مي باشند كه عبارتند از اينكه:

1 - با زبان به ياد خدا هستند

2 - از خلق بيمناكند

3 - نسبت به مردم داراي شرم و حياء مي باشند.

علاوه بر اينكه اين دسته سوم داراي سه امتياز ويژه ديگري نيز مي باشند:

1 - در مرز مشترك ميان جهان غيب و شهود جاي دارند.

2 - چنين دانشمنداني، معلمان و رهبران علمي مسلمين و جامعه پيرو قرآن اند.

3 - دو فرقه اول و دوم يعني (علماء و حكماء) به گروه سوم يعني كبراء نيازمندند، ولي گروه سوم به هيچ وجه به دو فرقه اول و دوم نيازي ندارند.

فرقه اخير (كه «كبراء» و بزرگان نام دارند) علاوه بر آنكه اصحاب معرفت و بينش عميق نسبت به اسرار جلال و ملكوت الهي مي باشند و اوامر و تكاليف الهي را نيز دقيقا شناسائي كرده اند - همانند خورشيد تابناكي هستند كه نه فزوني مي يابد و نه كاهش مي پذيرد.

و فرقه دوم يعني حكماء - كه صرفا اصحاب معرفت الهي هستند - همانند ماه مي باشند كه گاهي به صورت بدر، تام و كامل.

و گاهي به صورت هلال، زياده و نقصان پذير است.

اما فرقه اول يعني علماء - كه اهتمام و عنايت خود را در شناخت عميق اوامر و تكاليف الهي، محدود مي سازند - همانند

چراغ فروزاني هستند كه خود را مي سوزانند و به ديگران روشنائي مي بخشند.

ز - رهنمودهاي عقل و خرد در فضيلت علم و علماء

از ميان دلائل و رهنمودهاي عقل در ارائه فضيلت علم و علماء، فقط به ذكر دو وجه اكتفاء مي كنيم:

1 - با طبقه بندي معقولات، اهميت و ارزش علم و علماء روشن مي گردد:

آنچه در ظرف عقل و ذهن انسان مي گنجد - كه ما آن را «معقولات» مي ناميم - به دو بخش تقسيم مي گردد:

موجود و معدوم.

هر عقل سليمي گواهي و تاييد مي كند كه (در سلسله ممكنات) ، موجود بر معدوم، شرف و برتري دارد و بلكه اساسا معدوم، فاقد هرگونه شرف و اعتبار است.

همه موجودات و پديده هاي هستي نيز به دو دسته تقسيم مي شوند:

1 - جمادات (كه فاقد هرگونه جنبه هاي حياتي هستند).

2 - نامي (كه به نوعي از حيات و زندگي برخوردارند. مانند همه موجوداتي كه رشد و نمو مي نمايند).

موجودات نامي - كه از لحاظ حجم، متوقف نمي مانند و همواره در حال رشد و نمو به سر مي برند) - بر جمادات (كه هميشه در حال توقف به سر مي برند و فاقد رشد و نمواند) برتري دارند.

موجودات نامي به دو قسم: حساس و غيرحساس تقسيم مي شوند (به عبارت ديگر: بخشي از موجودات نامي داراي حس مي باشند، و بخشي ديگر فاقد حس هستند).

و بدون ترديد موجودات حساس (امثال انسان و حيوان) بر موجودات غيرحساس (امثال نباتات و جمادات) شرف و برتري دارند.

موجودات حساس نيز به دو بخش: عاقل (انسان و امثال آن) و غيرعاقل (يعني حيوان گنگ و جانور) تقسيم مي گردند.

و بدون شك موجودات عاقل بر موجودات غيرعاقل فضيلت دارند.

موجودات عاقل نيز به دو قسم: عالم و دانا، و جاهل و نادان تقسيم مي گردند. بدون هيچگونه شبهه

و ترديد، عالم و دانا، برتر از جاهل و نادان مي باشد.

بنابراين با توجه به طبقه بندي معقولات به اين نتيجه قطعي مي رسيم كه عالم و دانشمند، شريفترين و والاترين معقولات و پديده هاي هستي است.

و اين نتيجه را بايد يكي از بديهيات تلقي نمود (كه هيچگونه شك و ترديد در آن راه ندارد).

2 - رده بندي اموري كه در زندگاني با آنها سر و كار داريم ما را به فضيلت علم و علماء، رهنمون است:

اموري كه در زندگاني خود با آنها سر و كار داريم به چهار بخش تقسيم مي شود:

1 - اموري كه عقل و خرد انسان، آن را مي پسندد ولي مطابق دلخواه و شهوات و تمايلات نفساني نيست.

2 - اموري كه با تمايلات و دلخواه انسان هماهنگي دارد؛ ولي عقل و خرد آدمي آن را تاييد نمي كند.

3 - اموري كه هم مطابق دلخواه آدمي است، و هم عقل و خرد انسان بر آن صحه مي گذارد.

4 - اموري كه نه عقل آن را مي پسندد و نه با دلخواه آدمي هماهنگي دارد.

الف - نمونه بخش اول، امراض و بيماريها و حالاتي است كه انسان با نارضايتي با آنها مواجه مي شود.

و به خاطر دنيا و دلبستگي به آن، آدمي از چنين عوارضي بيزار است.

ب - تمام معاصي و گناهان، نمودار بارزي براي بخش دوم مي باشد (كه با تمايلات انسان هماهنگي دارد ولي خرد انسان، آن را تاييد نمي كند).

ج - علم و دانش را ميتوان به عنوان نمونه بخش سوم دانست (كه عقل و خواهش دل - هر دو - آن را مي پسندند).

د - جهل و ناداني، بهترين مثال و نمونه براي بخش چهارم است (كه عقل و خواهش

دل از آن بيزارند).

علي هذا مقام و منزلت علم و دانش در كنار جهل و ناداني، به منزله بهشت در كنار دوزخ است.

و همانگونه كه عقل و دل و خرد و شهوت انسان، آتش دوزخ را نمي پسندند، نبايد به جهل و ناداني رضايت دهند.

و همانطور كه عقل و خواسته دل انسان، بهشت و نيكبختي جاويد را خواهان است بدينسان بايد پوياي علم باشند.

اگر كسي علم و دانش را پسند كرده و به آن دلبستگي يابد قطعا به بهشتي درآمده است كه دنيا در اختيار او قرار داده، و اين بهشت را در دسترس او آماده ساخته است.

ولي اگر كسي جهل و ناداني خويش را تاييد كند و به آن تن در دهد، در حقيقت به آتش دوزخي تن در داده است (كه بايد در دنيا نيز زندگي خود را در ميان لهيب شكنجه آور آن سپري كند) ، آتشي كه حاضر و در دسترس او است (و خرمن دنيا و آخرت او را نيز مي سوزانند).

اگر كسي (از ميان تمام مزاياي حيات و زندگاني دنيا) علم و دانش را برگزيند، به او پس از مرگ مي گويند:

تو در دنيا به اقامت و زندگاني در بهشت خو گرفته و با آن مانوس بودي؛ پس هم اكنون نيز به بهشت درآي (و شيوه و عادت خود را پيوسته دار).

و به ديگري (يعني جاهل و نادان - كه بجز علم و دانش - به همه مزاياي ديگر زندگاني، روي آورده بود پس از مرگش) مي گويند:

تو در دنيا با آتش دوزخ جهل، دمخور و معتاد بودي، پس هم اكنون نيز به آتش دوزخ درآي.

دليل بر اينكه علم و دانش به منزله

بهشت، و جهل و ناداني همچون آتش دوزخ مي باشد اين است كه كمال لذت و كامجوئي انسان را بايد در درك و نيل او به امور مجهول و مسائل نهاني جستجو كرد (يعني انسان داراي حس كنجكاوي است و ميخواهد از اسرار و رموز مسائل نهاني و نايافته جهان سر درآورد و آنها را بيابد و از اين امر لذت مي برد).

و شكنجه شديد و كمال رنج و درد انسان، عبارت از فراق و جدائي و دوري از مطلوب و محبوب او است.

علت اينكه جراحت و زخمهاي بدني، شكنجه آور و دردناك مي باشد اين است كه اين زخم، بخشي از اندام را از بخش ديگري كه محبوب آنست و با آن وابستگي دارد جدا نموده و از هم دور مي سازد، اجزائي كه اجتماع آنها محبوب است و در نتيجه، آدمي احساس درد مي نمايد؛ چون اجزاء اندام بدن، آن اجتماع و همبستگي محبوب و مطلوب را از دست مي دهد.

درد و شكنجه اي كه آتش به طور عموم و يا آتش جهنم در اندام آدمي ايجاد مي كند به مراتب سخت تر و گرانتر از درد و رنجي است كه از جراحت و زخم پديد مي آيد؛ زيرا جراحت و زخم از آن جهت شكنجه آور است كه ميان جزء معيني از اندام و جزء معين و محدود ديگري جدائي ايجاد مي كند (و در نتيجه، ميان اجزاء محدودي از بدن، ناهماهنگي و گسستگي و دوري بوجود مي آيد و انسان، احساس درد مي نمايد) ؛ ولي آتش دوزخ در تمام اجزاء بدن رسوخ و نفوذ مي نمايد، و مآلاً تمام بخشي از اجزاء و اندام انسان نسبت به مجموع بخش ديگر از هم پاشيده

شده و دستخوش تفرق و تجزيه مي گردند.

(پس بنابراين، رنج و شكنجه ناشي از آن، بي اندازه سهمگين و فرساينده خواهد بود. اعاذنا الله تعالي بفضله من عذاب النيران.

با توجه به مقدمات مذكور، بايد چنين بينديشيم كه هر اندازه، درك و فهم ما درباره حقايق، عميق تر و ژرف تر و استوارتر باشد، و نيز موجودي كه حقايق را بدينگونه درك مي كند، شريفترين و كامل ترين موجودات باشد، و همچنين مدركات و موضوعات مورد شناسائي او نيز پاكيزه ترين و مقدس ترين موجودات باشند، قطعا لذت ناشي از درك چنين حقيقتي، والاترين و شريفترين لذات خواهد بود.

شكي نيست، نيروئي كه انسان به وسيله آن، لذت را درك و احساس مي نمايد، و به عبارت ديگر: كانون لذت آدمي، عبارت از روح و جان او است. روح و جان آدمي، خود شريفتر و والاتر از بدن انسان مي باشد؛ (چون موجودي لطيف و پاكيزه و در عين حال فناناپذير است؛ بر خلاف بدن كه موجودي آلوده و ناپايدار مي باشد). مسلما ادراكات عقلي و دريافتهاي روحي، عميقا در انسان اثر مي گذارد.

و همين ادراكات روحي، شريفترين حالات در اوضاع و شرايط زندگاني انسان، محسوب مي گردد.

بدون ترديد، انسان در ادراكات عقلي و روحي با موضوعاتي آشنا مي شود كه شريفترين وجود و پديده هاي هستي هستند و آنها عبارتند از: خداي پروردگار جهان، و همه پديده هاي آفرينش اعم از فرشتگان و امثال آنها، و نيز شناخت تكاليف و وظائف انساني (در سايه راهبريهاي آسماني).

واقعا چه موضوعاتي را سراغ داريم كه (مورد شناسائي عقل انسان قرار گيرد و در عين حال) از چنين موضوعاتي از لحاظ شرف و منزلت، والاتر و ارجمندتر باشد؟

(تمام مطالبي كه

درباره شرف و فضيلت علم و علماء و متعلمان از ديدگاههاي مختلف - در تحت عنوان «مقدمه» - مورد بحث قرار گرفت، ما را به اين حقيقت مسلم و قطعي واقف مي سازد) كه عقل و نقل، (و دين و خرد، و وحي و حكمت) ، شرف و فضيلت علم و دانش و والائي و منزلت و عظمت و شكوه ماهيت و حقيقت بينش و گرانمايگي ذات علم و معرفت را، تاييد و گواهي مي كنند.

در بيان ارزش و اهميت مقام علم و دانش و عظمت مقام معلمين و متعلمين به همين مقدمه اكتفاء مي كنيم (و از اين پس به بحث و تحقيق درباره آداب و وظائفي آغاز مي نمائيم كه بايد استاد و شاگرد در مسير تعليم و تعلم با آن ها آشنا شده و خويشتن را عملا پاي بند چنين آداب و آئين ها بدانند تا در رسيدن به هدف هاي عالي علمي، كاملا پيروز و كامياب گردند).

باب 1 آداب و وظائف معلم و شاگرد

نوع 1 آداب و وظايف مشترك معلم و شاگرد

اشاره

بخش اول: آداب و وظائف معلم و شاگرد نسبت به خود

1 - ضرورت و لزوم اخلاص و پاكسازي نيت

نخستين آداب و آئينهاي مربوط به معلم و شاگرد كه بايد (در امر تعليم و تعلم) به عنوان يك امر ضروري و قطعي مورد توجه قرار گيرد اين است كه در پويائي از علم و يا بذل و اعطاء آن به ديگران، داراي خلوص نيت باشند (يعني بايد معلم و شاگرد در مسير تعليم و تعلم در جهت هدفي الهي و انساني گام بردارند، و هيچگونه شوائب انتفاعي و مادي را با اين هدف الهي نياميزند) ؛ زيرا محور و كانون ارزش علم و رفتار هر كسي بر قصد و نيت است كه

اعمال و رفتار انسان گاهي همچون سفال و كوزه شكسته اي - فاقد ارزش و اعتبار مي شود.

و گاهي نيز همين اعمال و رفتار در ظل نيت و جهت يابي، و هدف گيري درست و الهي، همانند گوهري گرانبها آنچنان داراي ارزش و اعتبار مي گردد كه نميتوان آن را به علت گرانمايگي، ارزيابي كرد.

و گاهي نيز همين اعمال و رفتار، به خاطر هدف گيريهاي نادرست و غيرانساني به صورت وزر و وبالي بر دوش انسان سنگيني كرده، و برگه هاي جرم و گناه فزونتري بر صفحات پرونده اعمال سياه او اضافه خواهد نمود، اگر چه اين اعمال به صورت اعمال واجب و تكاليف حتمي الاجراء او باشد.

بنابراين لازم است كه معلم و شاگرد در اعمال و كوششهاي خود صرفا خدا و طاعت از فرمان او و پيراستن خويش (از رذائل) و ارشاد بندگان خدا به حقايق دين را منظور نهائي خود قرار دهند. آنها نبايد در انجام وظائف خويش، هدف ديگري را در قصد و نيت خود راه دهند؛ يعني نبايد اغراض و هدفهاي دنيائي و نادرست و كم ارزشي را - كه موجب لذت و خواري و فرومايگي آنها نزد خدا، و باعث خشم او، و از دست دادن سعادت و نيكبختي جاويد سراي پسين، و محروميت از اجر و پاداش دائمي مي گردد - در مد نظر گيرند.

اين گونه اهداف و اغراض دنيائي و نادرست و كم ارزش، عبارتند از: حب مال، جاه طلبي، نام جوئي و تشخص، نموديابي در ميان اقران و همگنان، برتري جوئي نسبت به همالان، باليدن نسبت به برادران ايماني و امثال آنها از هدفهاي نادرستي (كه همت انساني را دستخوش ابتذال ساخته

و انسان را به فرومايگي شخصيت سوق ميدهند) ، و مآلا اشخاص را به صورت «زيانكارترين افرادي درمي آورد كه مساعي و كوششهاي آنان در زندگي، فاقد جهت يابي و آميخته با گمراهي و سرگشتگي است و اين چنين افرادي مي پندارند كه رفتار و كار درستي را در پيش گرفته اند» (132)

الف - رهنمودهاي قرآن كريم براي ايجاد اخلاص نيت

آن عامل جامع و اساسي - كه مي تواند اخلاص نيت را در رفتار انسان به ثمر رساند - تصفيه و پالايش درون و باطن از هر گونه آلايشها است. به اين معني كه بايد انسان سر و باطن خويش را از ملاحظه و توجه به غير خدا - از طريق عبادت و بندگي او - پاكسازي كند. خداوند متعال در اين باره مي فرمايد:

فاعبدالله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص (133)

پس خداي را با خلوص نيت در آئين داري، بندگي كن، هان اي انسان! دين و آئين خالص و پاكيزه از آن خداي متعال و براي او است.

و يا اينكه مي فرمايد:

وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلوة و يؤتوا الزكوة و ذلك دين القيمة (134)

انسانها - صرفا - مامور و موظفند كه خداي را با آميزه اخلاص در دينداري، و دروني پالايش شده پرستش نمايند، و نماز را به پاي دارند و زكوة را بپردازند، - و اين است دين و آئين استوار و پايدار و راه راست زندگي انساني.

خداوند متعال (وصول به مقام سعادت و نيل به لطف و رحمت خويش را بر پايه توحيد در عبادت و بندگي، و تصفيه باطن استوار ساخته، آنجا كه) مي فرمايد:

فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك

بعبادة ربه احدا (135)

آنكه براي وصول به لطف و رحمت پروردگارش اميدوار است بايد رفتار شايسته اي را در پيش گيرد، و هيچ كس و هيچ چيز را در مسير بندگي پروردگارش، شريك و انباز او قرار ندهد.

گويند:

اين آيه درباره افرادي نازل شده است كه در اعمال و رفتار خود، جوياي رضاي غيرخدا هستند، و براي جلب ستايش مردم به عبادت مي پردازند.

خداوند متعال (درباره محروميت و ناكامي دنياپرستان از لذات و نعماي اخروي) مي فرمايد:

من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ماله في الآخرة من نصيب (136)

اگر كسي كوشش خويش را در تحصيل فراورده هاي اخروي مصروف دارد، ما به نفع او بر اين فراورده ها مي افزائيم.

و چنانچه هم و عنايت و اراده خود را در تحصيل فراورده هاي دنيوي محدود سازد، اين هدف را براي او تامين مي كنيم، ولي براي او از بهره هاي آخرت، نصيبي نخواهد بود.

و نيز چنين مي فرمايد:

من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد، ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا (137)

اگر كسي دنياي شتابنده و زودگذر را هدف زندگاني خود قرار دهد و فقط خواهان آن باشد، ما - بر حسب اراده و مشيت خويش - خواسته هاي او را با شتاب و سرعت برآورده مي سازيم، ولي در باز پس، آتش دوزخ را براي او آماده مي نمائيم تا با وضعي نكوهيده و حالتي سرافكنده و رانده شده به آن درآيد و طعم تلخ آن را بچشد.

ب - سخنان پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) در اهميت اخلاص نيت

«ارزش و اعتبار عمل و رفتار هر فردي مطابق نيت و قصد و هدف او است.

و كاربرد سود و عوائد اعمال هر انسان صرفا به نيت

او وابسته است. اگر كسي (از هرگونه هدفهاي انتفاعي مادي بگريزد و) از وادي هدفهاي نفساني هجرت كند و راه وصول به رضاي خدا و رسول او و مقصدي الهي و هدفي انساني، كوچ و هجرت كرده است. ولي اگر هجرت و گريز او به سوي دنيا انجام گيرد، به دنيائي كه ميخواهد (از منافع آن بهره مند گردد و) به آن دست يابد، و يا ميخواهد از رهگذر هجرت و كوچيدن خود، به تمايلات جنسي خويش دامن زند و از وجود جنس زن بهره كشي كند؛ هجرت و كوچيدن او به همان هدفهاي مبتذل و كم ارزش تنزل خواهد يافت.» (138)

اين حديث شريف از اصول و قواعد بنيادي اسلام، و يكي از پايه ها و بلكه نخستين استوانه هاي تعاليم مقدس اسلام است.

يكي از دانشمندان (درباره ارزش و اهميت شگرف اين حديث) مي گويد:

اين حديث با محتواي جالب آن، يك سوم علم و معرفتي است (كه بايد شاگرد يا معلم، آن را ضميمه اندوخته هاي علمي خود ساخته و بدينوسيله معارف خويش را تكميل نمايند).

يكي از فضلاء و دانشمندان برجسته در توجيه اين سخن مي گويد:

اندوخته ها و فراورده ها به مدد دل و زبان و سرانگشتان آدمي بدست مي آيد (به عبارت ديگر: عوائد و بهره هاي انسان در زندگاني در سايه جنبش و كوشش دروني و به كمك زبان و به ياري تحرك اعضاء و اندام او به هم ميرسد و فراهم مي گردد). بنابراين نيت و اراده انسان (كه عبارت از جنبش و تحرك دروني است) يكي از عوامل سه گانه تحصيل عوائد و اندوخته هاي بشر مي باشد. اين عامل دروني بر دو عامل ديگر يعني زبان و سرانگشتان و اندام انسان، رجحان

و برتري دارد؛ زيرا نيت و اراده انسان - منهاي جنبش و تحرك زبان و اندام - مستقلا به عنوان عبادت و بندگي خدا تلقي مي گردد، در حالي كه فراورده هاي زبان و اندام و به عبارت ديگر: گفتار و كردار انسان - منهاي نيت و اراده صحيح - فاقد هرگونه ارزش عبادي است. (يعني اگر گفتار و رفتار انسان و لو در جهت بندگي و با رنگ و چهره عبادت انجام گيرد؛ ولي عاري از قصد قربت باشد، بهيچ وجه به عنوان عبادت تلقي نخواهد شد و بهيچگونه پاداش و ثوابي منتهي نخواهد گشت).

علماء و دانشمندان سلف و جماعتي از رهروان و پيروان آنها با علاقه و دلبستگي شديدي، طليعه كتاب خود را با اين حديث آغاز مي كردند تا بدينوسيله به مطالعه كنندگان آثار خود هشدار دهند كه بايد (در تمام امور) از حسن نيت و تصحيح عقيدت، برخوردار بوده، و نسبت به آن اهتمام ورزيده، و عنايت خويش را در شروع به كارها در پاكسازي نيت و اخلاص در اراده معطوف سازند.

باري رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«نيت و جنبش دروني مؤمن از رفتار و تحرك اندام و زبانش بهتر و پرارزش تر است.»

و در حديث ديگري آمده است:

«نيت مؤمن از عمل او رساتر و كارسازتر است.» (139)

«مردم در روز قيامت بر حسب نيت ها و اراده هاي خويش، محشور مي گردند.» (140)

پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) با روايت از جبرئيل (عليه السلام) ، و او از خداي (عز و جل) چنين آورده كه خداوند متعال فرموده است:

«اخلاص و پالايش قصد و نيت يكي از اسرار من مي باشد كه در

دل بندگان محبوب خويش به وديعت نهاده ام.» (141)

(براي آنكه به اهميت و ارزش نيت انسان پي ببريم و بدانيم كه اعمال و رفتار انسان، چگونه بوسيله نيت و اراده او ارزيابي مي شود، رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) فرمود):

«نخستين كسي كه در روز قيامت مورد محاكمه و داوري قرار مي گيرد و به زبان او حكم صادر مي شود، عبارت از كسي است كه در دنيا به شهادت رسيد. (چنين شخصي را مي آورند) و نعمتهائي را كه در دنيا به وي ارزاني شده است بدو معرفي كرده و به رخ او مي كشند، او نيز نعمتهاي ارزاني شده را شناسائي كرده (و بدان اعتراف مي كند). سپس به او مي گويند:

در ظل اين نعمتها چه كاري را در دنيا صورت داده اي؟ مي گويد:

خدايا در راه تو به جهاد و پيكار با دشمنان دين برخاستم با آنگاه كه به درجه شهادت نائل شدم. به او مي گويند:

دروغ مي گوئي؛ زيرا تو با اين منظور و هدف به جهاد قيام نمودي تا ديگران درباره تو بگويند:

«او مردي دلير و با شهامت بوده است.» مردم نيز اجر و پاداش تو را پرداختند و شهامت تو را بر زبان راندند (يعني تو به قصد پاداش لساني مردم به جهاد برخاستي و آنها نيز درباره تو و اين هدف تو، دريغ نكردند و اجر تو را توام با تمجيد و تجليل به تو تسليم كردند. بنابراين آيا تو مي تواني - با وجود آنكه غير خدا را در قصد و هدف خويش در مد نظر گرفته اي - از خدا درخواست اجر و پاداش نمائي؟!) لذا خداوند متعال فرمان ميدهد كه وي را به رو در

افكنند و بر روي زمين بكشند تا در ميان آتش دوزخ افتد.

سپس شخص ديگري را احضار مي كنند كه در دنيا به دانش آموختن و يا تعليم آن به ديگران و نيز تلاوت قرآن كريم، سرگرم بوده است. آنگاه نعمتهائي كه در دنيا از آنها برخوردار بوده به وي عرضه مي كنند. او نيز آنها را شناسائي كرده و بدانها اعتراف مي نمايد. سپس به وي مي گويند:

چه كاري در دنيا و در سايه اين نعمتها انجام داده اي؟ پاسخ مي دهند كه در دنيا به دانش اندوختن و تعليم آن به ديگران و تلاوت قرآن مشغول بوده ام، و در اين رهگذر تو را مي جستم و هدفم، تو بوده اي. ولي به وي مي گويند:

دروغ مي گوئي، زيرا تو از آن جهت به تعلم و تعليم و تلاوت قرآن دست يازيدي كه مردم، ترا به عنوان يك عالم و دانشمند تلقي كرده و ديگران درباره تو بگويند كه قاري قرآن مي باشي. مردم نيز (اجر و پاداش نيت ترا پرداختند) و گفتند:

تو قاري قرآن و عالم و معلم ديگران بوده اي. (بنابراين به چه جهت و روي چه اساسي از خدا توقع اجر و پاداش را داري؟! مگر نه اين است كه تو علم و دانش را براي غير خدا اندوختي و آموختي و با هدفي بيگانه از خدا به تلاوت قرآن قيام نمودي؟!) لذا دستور ميدهند كه او را به چهره بر روي زمين بكشند با آنگاه كه در ميان آتش دوزخ، افكنده شود.» (142)

«اگر كسي در طي تحصيل علم و دانشي - كه بايد آن را به منظور كسب رضاي خداي (عز و جل) فراگيرد - جوياي هدفي ديگر باشد،

و بخواهد از طريق علم و دانش فقط به اغراض دنيوي دست يابد؛ نميتواند در روز رستاخيز بوي خوش بهشت را نمي يابد» (143) (يعني آنچنان از بهشت بيگانه مي گردد كه از آن اثري نخواهد يافت).

«اگر كسي علم را براي غير خدا فراگيرد يعني غير خدا را هدف علم آموزي خويش قرار دهد، جايگاه او از آتش دوزخ فراهم و آماده خواهد شد.»

«اگر كسي علم و دانش را از آن جهت فراهم آورد كه بخواهد با دانشمندان ديگر بستيزد، و يا بر سفيهان و سبك مغزان بتازد و در افتد، و يا آن را وسيله جلب نظر مردم به خويشتن قرار دهد، بايد جايگاه و ماواي خود را از آتش دوزخ فراهم آورد» (144)

«علم و دانش را با اين اهداف (بي ارزش) نياموزيد كه با سفيهان و نابخردان درافتيد، و با دانشمندان به جدال و ستيز برخيزيد، و يا نظر مردم را به خود معطوف سازيد؛ بلكه در گفتار خويش، پوياي همان اهدافي باشيد كه در پيشگاه خداوند متعال و در نزد او قرار دارد؛ زيرا آنچه نزد خدا است پايدار و فناناپذير است؛ چون خدا، باقي و پايدار مي باشد، و ماسواي آن دستخوش فنا و نابودي است. بايد شما آبشخورهاي حكمت و چراغهاي فروزان هدايت، ملازم خانه هاي خويش (همچون فرش و بساطي ستبر كه در خانه گسترده و افتاده است) بوده و مانند مشعلهاي تابناك در شب تاريك و ديجور، دل زنده و كهن جامه و ژنده پوش باشيد كه ميان اهل آسمان، معروف و در ميان اهل زمين، گمنام زيست كنيد.» (145)

«اگر كسي چهار چيز را هدف دانش آموختن خود قرار دهد، موجبات ورود

به آتش دوزخ را براي خويش فراهم مي نمايد:

باين معني كه از رهگذر عالم بودن بخواهد:

1 - بر دانشمندان مباهات ورزد.

2 - با سفيهان و نابخردان بستيزد.

3 - توجه و انظار ديگران را به خود جلب نمايد.

4 - از امراء و دولتمردان، (مال و ثروتي) اخذ كند.» (146)

«اگر كسي ضمن ازدياد مايه هاي علمي، بر مراتب علاقه و دلبستگي خويش به دنيا بيفزايد (اين دلبستگي فزاينده او به دنيا) موجب مي شود كه بيش از پيش از خداوند متعال، فاصله گرفته و بر مراتب بعد و دوري خود را از او بيفزايد.» (147)

«هر علم و دانش و آگاهي - براي هر فردي - باري سنگين و وزري ننگين است، و در روز قيامت بر شانه او فشار مي آورد، مگر آن علمي كه بر طبق آن عمل شود و انسان، رفتار خويش را با آن هماهنگ سازد.» (148)

«در روز قيامت، عذاب و شكنجه عالم و دانشمندي كه علم او به وي سود نرساند و عملا از آن نتيجه نگيرد، از عذاب تمام مردم ديگر سخت تر و طاقت فرساتر خواهد بود.» (149)

«قضيه و مثل دانشمندي كه راه و رسم خير و نيكي را به مردم مي آموزد و خويشتن را فراموش مي كند و بخود نمي پردازد، همانند فتيله اي است كه به ديگران روشنائي مي بخشد، و خود را سوزانده و تباه مي گرداند.» (150)

در حديث ديگري چنين آمده است كه:

«مثل چنين دانشمندي مثل چراغ است (چراغي كه خود مي سوزد و تباه مي گردد؛ ولي به ديگران بهره و روشنائي ميرساند).»

«علماء و دانشمندان اين امت، دو تيره اند:

1 - دانشمنداني كه از علم و آگاهي خود سودمند مي گردند، آن را بدون چشم داشت (به هدفهاي دنيوي)

و عاري از هر گونه آزمندي و صيد طعمه و سودجوئي، در اختيار ديگران قرار مي دهند، براي چنين دانشمنداني همه جانداران عالم - اعم از ماهيان دريا و جانوران خاك زي و پرندگان و مرغان هوا - از خداوند متعال، رحمت و آمرزش را درخواست مي كنند. آنان با جلال و شكوه ويژه اي در پيشگاه خداوند متعال حضور مي يابند؛ و در حالي كه بزرگي و سروري و شرف در سراپاي وجود آنها به چشم مي خورد، محشور مي گردند.

و در پيشگاه خداوند حضور مي يابند و با پيامبران و فرستادگان خدا همره و همدم اند.

2 - و دانشمنداني كه خداوند؛ آنان را از علم و آگاهي برخوردار ساخته است؛ ولي از تعليم و ارشاد ديگران دريغ مي ورزند.

و به شرطي، علم و آگاهي خود را در اختيار ديگران قرار مي دهند كه عوض و نفع مادي از رهگذر آن، عايد آنها گردد.

و بالاخره با چشم داشت به سوي منافع مادي و با روح آزمندي و صيد طعمه، حاضرند ديگران را تحت تعليم و ارشاد خويش قرار دهند. چنين دانشمنداني با لگام و دهان بندي آتشين - در روز قيامت - ميان مردم پديدار مي گردند.

و منادي بانگ بر مي آورد و به مردم مي گويد:

اينان كساني بودند كه در دنيا - جز با هدف انتفاعي و سودجوئي و آزمندي و بالاخره اغراض دنيوي - از تعليم ديگران دريغ مي ورزيدند. چنين دانشمنداني بدينسان در روز رستاخيز شكنجه مي شوند تا آنگاه كه مردم و يا خود آنها از محاسبه و بازپرسي در دادگاه الهي فارغ شوند.» (151)

«اگر كسي علم و آگاهي خويش را كتمان نمايد، و از نشر و تعليم آن به ديگران دريغ ورزد، خداوند

متعال بر چهره او لگامي (آتشين) افكند» (و بدينسان او را معذب و ذليل مي سازد).

«علم و دانش بر دو گونه است:

1 - علمي كه به قلب و درون انسان راه يافته (و روح انسان را سامان مي دهد). چنين علمي مي تواند نافع و سودمند افتد.

2 - علمي كه بر سر زبان متوقف مانده (و به دل و درون انسان رسوخ نكرده) است. اين گونه علم و دانش، به صورت حجت و دليل كوبنده خدا نسبت به افراد بشر، درمي آيد» (152) (كه در روز قيامت، نكبت و مقهوريت و خواري را براي صاحب آن به ارمغان مي آورد).

«من نسبت به امت مسلمان و پيروان خودم اعم از مؤمن و مشرك، بيم و هراسي ندارم؛ زيرا ايمان و اعتقاد مؤمن، از او نگاهباني مي كند، و كفر و انكار و ناسپاسي مشرك، موجبات قلع و قمع او را فراهم مي آورد.

من از منافق و فرد دورو، سخت بيمناك هستم كه زبانش گويا و آشنا، و به اصطلاح زباندان و عالم است. مطالبي را بر زبان جاري مي سازد كه شما آن را به عنوان كار خوب مي شناسيد. ولي از لحاظ عمل، دست به كارهائي مي زند كه شما آنها را زشت تلقي مي كنيد» (153) (يعني خوب حرف مي زند و حرف خوب مي گويد، ولي عملا زشت كردار است. من بر امت خود از چنين عالم منافق و گرفتار دوگونگي شخصيت سخت هراس دارم).

«بيشترين ترس و بيم من بر شما ملت مسلمان - پس از درگذشتم - از كسي است كه - عليرغم علم و زبانداني و كارآئي در سخن و گفتار - مردي منافق و اسير دوگانگي شخصيت است» (154) (و ميان گفتار

و رفتار او هماهنگي و همساني به چشم نمي خورد و فقط دانش او زباني مي باشد).

«بدترين بدترها، علماء و دانشمندان بدسيرت و زشت سريرتند.

و خوب ترين خوب ترها، همان دانشمندان برگزيده و پاك سيرت مي باشند.» (155)

«اگر كسي مدعي علم و دانش گردد و بگويد:

من دانشمند مي باشم (بدانيد) كه او جاهل و ناداني بيش نيست.» (156)

«دين و آئين الهي آنچنان پديدار و گسترده گردد كه از پهنه درياها بگذرد و درياها در راه خدا ژرفاي خود را براي علم و دانش و دين و آئين الهي آماده پذيرائي مي سازند و علم در عمق آنها نفوذ پيدا مي كند (و يا آنكه درياها در راه دين فروهشته گردند). سپس از پس شما گروه هائي پديد مي آيند كه قرآن را تلاوت كنند و مدعي شوند كه ما قاري قرآنيم (و در ادعاي خود، چنان بلندپروازند كه مي گويند):

آيا در دنيا و جهان، كساني وجود دارند كه از لحاظ آشنائي به قرائت قرآن و فقاهت و بينش ديني و علم و دانش، بر ما فزوني داشته باشند؟!

پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) پس از چنين بياني، رو به اصحاب و ياران خود كرده و فرمود:

آيا از ميان اين گروه پرمدعا، انتظار خير و نيكي را داريد؟

عرض كردند:

نه. حضرت فرمود:

اين گروه بي خاصيت، از مردم همين امت مسلمان هستند (و ادعاي مسلماني دارند) ، اينان هيزم آتش دوزخ خواهند بود» (بنگريد به: كنزالعمال.10/212)

ج - احاديث شيعي درباره خلوص نيت

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله):

كليني به اسناد خود از اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) آورده است كه رسول خدا (صلي الله عليه و آله) فرمود:

«دو گروه از مردم جامعه بشري آنچنان همواره گرسنه اند كه به هيچ وجه

اشباع و سير نمي گردند:

1 - كساني كه پوياي مال و طالب ثروت اند.

2 - كساني كه جوياي علم و خواهان دانش مي باشند.

اگر كسي در اين دنيا به آنچه براي او حلال و مباح مي باشد، بسنده و قناعت كند، سالم و تندرست و با خاطري آسوده و دروني سالم زيست مي كند؛ ولي اگر كسي بخواهد از راههاي ناروا (به حطام دنيوي و مال و مكنت، دست يازي كند و) به هدفهاي مادي برسد، موجبات هلاك و نابودي (و اضطراب دروني و تشتت خاطر) خويش را فراهم مي آورد، مگر آنكه به خود آيد و به خداي خويش بازگردد و از گذشته خود توبه نمايد.

هرگاه كسي علم و دانش را از افراد درخور و شايسته، فراگيرد و عملا پاي بند به آن باشد راه نجات و رهائي خويش را از آتش دوزخ تدارك ديده (و از هرگونه گزند روحي و معنوي در دنيا و آخرت مصون خواهد بود) ؛ ولي اگر هدف او در فراگيري علم، عبارت از مطامع دنيوي باشد بايد حظ و بهره خود را صرفا در دنيا بجويد» (157) (بنابراين نبايد در انتظار اجر و پاداش اخروي باشد).

امام باقر (عليه السلام):

و نيز همان كليني، حديثي با اسناد خود از امام محمد باقر (عليه السلام) در كتاب (الكافي ج 1 ص 59) آورده است كه محتواي آن، چنين مي باشد:

«اگر هدف طالب علم (با اغراض هوس آميز، آلوده گردد) و بخواهد با مايه علمي و حربه علم، بر علماء و دانشمندان مباهات ورزد، با سفيهان و سبك مغزان بستيزد، و يا انظار مردم را به خود جلب نمايد، جايگاهش از آتش دوزخ فراهم و آماده خواهد شد.

(بايد متوجه باشيم:) رياست و سرپرستي صرفا درخور افرادي است كه داراي شايستگي كافي هستند.»

امام صادق (عليه السلام):

همان كليني (رضوان الله عليه) با اسناد خود از امام صادق (عليه السلام) آورده است كه فرمود:

«اگر كسي در تحصيل حديث (آشنائي به ماخذ آئين و اعتقادات ديني) منافع دنيوي را هدف قرار دهد، حظ و بهره اي در آخرت عائد او نخواهد شد؛ ولي اگر هدف او در فراگرفتن سنت و حديث - (كه خود از منابع اساسي شريعت اسلامي است) - عبارت از خير و نيكبختي اخروي و معنوي باشد، خداوند نيز خير و سعادت دنيا و آخرت را به وي ارزاني خواهد.كرد (158)

«اگر احساس نموديد كه عالم و دانشمندي به دنيا دلبستگي شديد دارد، نسبت به او درباره دين و آئين خود بر حذر بوده و او را نسبت به دينتان متهم سازيد (و يكپارچه تسليم عقائد او نشويد، و به راستين بودن او دل نبنديد) ، زيرا هر كسي كه چيزي را دوست ميدارد و خاطر خويش را بدان سرگرم ميسازد، اهتمام و عنايت او به صيانت و نگاهباني همان چيز مبذول و محدود بوده و گرد همان مي گردد.» (159)

حضرت صادق (عليه السلام) ، سپس فرمود:

خداوند به داود پيامبر (عليه السلام) وحي نمود كه:

«عالم و دانشمند شيفته و فريفته دنيا را ميان من و خودت واسطه قرار مده؛ زيرا چنين دانشمندي ترا از راه محبت و عشق به من بازميدارد. اين گونه دانشمندان؛ قطاع الطريق و راهزناني هستند كه راه را بر بندگان خواهان من، مي برند و مسدود مي سازند. كمترين و ناچيزترين رفتاري را كه من با آنان در پيش خواهم گرفت، اين است كه

حلاوت و شيريني و گوارش مناجات و نيايشم را از دلهاي آنان بيرون مي كشم.» (160)

همان امام (عليه السلام) از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله) روايت كرده است كه فرمود:

«فقهاء و دانشمندان واجد بينش ديني، نمايندگان امين انبياء و پيمبران و نائبان و فرستادگان خدا هستند؛ البته تا آنگاه كه در منجلاب مطامع دنيوي غوطه ور نشوند، و حرفه دنياداري را در پيش نگيرند.

عرض كردند يا رسول الله، فقهاء و دانشمندان، چگونه و با چه كيفيتي در دنيا و مطامع آن، غوطه ور مي گردند؟

فرمود:

آنگاه كه از كارهاي سلطان و پادشاه زمان پيروي كنند، (ناگزير به دنيا روي آورده و در مزبله آزمندي هاي مادي آلوده مي شوند).

اگر متوجه شديد كه فقهاء و دانشمنداني چنين راه و رسمي را پيشه خود ساخته اند نسبت به دين و آئين خويش كاملا از آنان برحذر باشيد» (161) ؛ (چون ممكن است اينان، جان و شيره دين و ايمان شما را - همچون راهزنان - از قلب و دلتان بربايند).

گروه بندي طالبان علم و دانشجويان:

از همان امام صادق (عليه السلام) چنين روايت شده است كه فرمود:

طالبان علم و دانشجويان به سه گروه تقسيم مي شوند؛ لذا بايسته است كه خود آنها و ماهيت و مشخصات ظاهري و باطني آنان را شناسائي كنيد:

1 - گروهي از آن جهت، طالب علم اند، كه ميخواهند - با تحصيل آن - سفاهت و سبك مغزي و فخر و مباهات به ديگران، و ستيز و درگيري با رقيبان و همالان را پيشه خود سازند.

2 - گروهي ديگر كه هدف آنان در تحصيل علم، عبارت از فزون جوئي و دست يازي به مقام و منصب و تكبر و

خود بزرگ بيني، و خدعه و نيرنگ كاري مي باشد.

3 - گروه سوم، دانشجوياني هستند كه بخاطر كسب بينش ديني و نيز عمل و رفتار بر طبق موازين آن، جوياي دانش و پوياي علم اند.

نتيجه:

الف - گروه اول، كه (عالم نماياني) نادان هستند، افرادي ستيزه جو و آزاردهنده مي باشند و ميخواهند با تظاهر به مذاكره علمي و اظهار حلم و بردباري، در محافل و در حضور مردم سخن گويند. (و در كمين آن هستند كه ضمن صحنه سازي) و در زير ماسك خشوع و پارساجامگي، پيشخواني كنند و زبانزد مردم گردند، در حالي كه از هر گونه تقوي و پارسائي، عاري و تهي مي باشند.

خداوند متعال به خاطر همين صحنه سازيها، اندرون بيني آنها را در هم كوبيده و استخوان سينه شان را در هم مي شكند و پاره پاره مي سازد (و سرانجام، آنها را در سر جاي خود مي نشاند).

ب - گروه دوم كه اهل دست درازي و ترفع و حيله و نيرنگ مي باشند، افرادي خائن و متملقند كه با نيرنگ و چاشني چاپلوسي، بر رقيبان و همگنان، ترفع و دست يازي و فخر مي نمايند.

و نسبت به مالداران و دولتمندان فرومايه تر از خود، (آن هم عاري از هرگونه قصد قربت) اظهار فروتني مي نمايند.

اينان شهد و حلوا و طعمه هاي گواراي مالداران را مي بلعند، و در جهاز گوارش خود هضم مي كنند؛ ولي (ضمن آن) دين و آئين خود را در هم مي كوبند. خداوند متعال به كيفر چنين انحراف و انحطاطي، آنان را خامل و گمنام كرده و در ميان مشخصات و عوامل ناموري علماء و دانشمندان واقعي، آثار و نشانه هاي آنها را محو و نابود مي سازد.

و سرانجام بي نام

و نشان خواهند گشت.

ج - گروه سوم كه به حق، صاحب فقه و بينش و آگاهي و اهل عمل به موازين آگاهيهاي خود مي باشند، همواره گرفتار هم و غم و اندوه شديد و بيداري شب هستند بگونه اي كه تحت الحنك به كلاه خويش بسته (و انزواء اختيار كنند) و در تاريكي شب به عبادت برخيزند.

و در حالي كه بيمناك و خواهان و هراسان هستند عمل مي كنند، سرگرم كار خود مي باشند، و از مردم شناسي بهره اي كافي دارند. (به همين جهت) از مطمئن ترين برادران ديني خود بيمناك هستند (كه مبادا بوسيله همين دوستان مصالح دنيا و آخرت، دين و ايمانشان مورد دستبرد افكار و آراء واهي آنها قرار گيرد). خداوند متعال (به جاي اينهمه رنجها و شكنجه هاي روحي كه علماء واقعي با آنها درگير هستند) پايه هاي وجودشان را استوار داشته (و در سايه لطف و مرحمت خويش، نيازهاي آنها برآورده ساخته) و آنان را در روز رستاخيز در پناه امن و حمايت خود قرار ميدهد.» (162)

امام باقر (عليه السلام) و سخنان او در رده بندي علماء و دانشمندان:

صدوق (رحمه الله) در كتاب «الخصال» روايتي با اسناد از امام باقر (عليه السلام) نقل كرده است (كه ضمن آن، علماء و دانشمندان به هفت رده و طبقه تقسيم شده اند):

«1 - دسته اي از علماء و دانشمندان (محتكراني بيش نيستند) و دوست دارند كه اندوخته هاي علمي خود را ذخيره نمايند، و نميخواهند مايه هاي علمي آنها را در اختيار ديگران قرار گيرد. چنين دانشمنداني در نخستين قعر آتش دوزخ، جاي دارند.

2 - گروهي ديگر از اندرز ديگران و نصايح اخلاقي ناصحان، بيزارند (و نمي خواهند زير بار موعظه ديگران قرار

گيرند) ؛ ولي در پند و موعظه ديگران سختگيري مي كنند. اينان در دومين ژرفاي دوزخ، ماوي دارند.

3 - برخي از علماء (سوداگران و تجارت پيشه اند و) صلاح و سود خود را در آن مي بينند كه مالداران و دولتمندان و ارباب منصب و مقام و طبقه اشراف و كاخ نشينان را از معلومات و معارف خويش بهره مند سازند (و حرفه تعليم خود را در اين گونه طبقات محدود نمايند) ، و چنين معتقدند كه افراد بينوا و تهي دست و كوخ نشينان را در محدوده علم و دانش، جائي نيست. چنين دانشمندان (بي وجدان و تجارت پيشه) در سومين عمق جهنم مسكن دارند. 4 - فرقه اي از دانشمندان، راه و رسم جباران و پادشاهان را در علم خويش، پيشه خود ساخته، به گونه اي كه اگر بر آنها ايراد گيرند و در اداء حق آنها (از لحاظ احترام و مطامع دنيوي) كوتاهي شود، خشمگين گردند. اين گونه علماء در چهارمين ژرفناي آتش دوزخ جاي دارند.

5 - برخي از دانشمندان، جوياي گفته هاي يهود و نصاري هستند (همچون زمان معاصر كه برخي از دانشمندان به گفته هاي غربي ها استناد مي جويند) تا بدينوسيله معلومات و معارف خويش را آبرومندانه تر و فزونمايه تر و مفصل تر جلوه دهند (و به اصطلاح: حدس و تفطن هاي علمي خود را از رهگذر اطلاعات مخدوش و محرف دانشمندان يهود و نصاري تقويت و تاييد كنند، و در اين مسير، حجم گفته هاي خويش را افزايش دهند) اين فرقه از دانشمندان در پنجمين قعر دوزخ جاي گيرند. (163)

6 - دسته ديگري از دانشمندان (اهل عرض اندام هستند) و خويشتن را در منصب فتوي و صدور حكم ديني قرار

مي دهند، (و اين منصب را به رخ ديگران مي كشند) و به مردم مي گويند:

پرسشهاي ديني خود را با من در ميان گذاريد. در حالي كه احيانا ممكن است اين گونه دانشمندان اطلاع درستي در مورد هيچ مساله اي نداشته باشند (و با آنكه گرفتار جهل و گمرهي هستند مي خواهند همچون نابينائي، عصاكش كوري دگر شوند). خداوند متعال چنين افراد صحنه پرداز و خودآرا و اساسا هر فرد متكلف را (كه با تكلف و خروج از موضع طبيعي، در صدد خودنمائي بر مي آيد) به هيچ وجه دوست نمي دارند. اين طبقه از دانشمندان در ششمين درجه ژرفاي جهنم قرار گيرند.

7 - جماعتي از علماء و دانشمندان (گرفتار افزارگرائي هستند!) و ميخواهند علم و دانش را وسيله مردانگي و سرفرازي و انديشمندي خويش قرار دهند (تا از اين رهگذر به عنوان فردي عالم و انديشمند، مورد احترام ديگران قرار گرفته و دانش خويش را نردباني براي ارتقاء به اين هدف و نخوت و تظاهر به مردانگي و عقل، سازند). جاي چنين دانشمندان (فرصت طلب و نامجوي) ، هفتمين قعر آتش دوزخ مي باشد.» (164)

د - راه و رسم اخلاص نيت در سخنان بزرگان و راهبران ديني

خضر (عليه السلام):

از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله) چنين روايت شده است كه فرمود:

«موسي (عليه السلام) با خضر (عليه السلام) برخورد كرد و به او گفت:

مرا نصيحت و سفارش فرما. خضر گفت:

اي طالب علم! بايد بداني كه گوينده، كمتر از شنونده، گرفتار ملال خاطر و خستگي روحي مي گردد. بنابراين - آنگاه كه با همنشينان خود سخن مي گوئي (با پرگوئي و زياده روي در گفتار) ، آنان را خسته و ملول نساز.

اي موسي! بدان كه قلب تو، ظرف و جايگاهي پذيرا براي مواد مختلف مي باشد. بنگر

كه اين ظرف را با چه مايه ها و موادي آكنده مي سازي.

دنيا را بشناس و آن را در پس پشت خويش قرار ده (و از آن بگذر و عبور كن) ؛ زيرا دنيا نميتواند خانه و جايگاه پايداري براي تو باشد. دنيا صرفا وسيله و ابزاري براي رسيدن به كمال روحي و معنوي است تا بندگان الهي توشه خويش را از اين گذرگاه براي معاد و توقفگاه هميشگي خود بردارند.

اي موسي! خويشتن را براي صبر و استقامت آماده ساز تا به مقام حلم و خويشتن داري نائل گردي. احساس و درك لذت تقوي و پرهيزكاري را در قلبت بيدار ساز تا به علم و آگاهي دست يابي. نفس سركش خود را با حربه بردباري و شكيبائي تمرين ده و آن را بدينوسيله مقهور ساز تا از گناه و جرم رهائي پيدا كني.

اي موسي! اگر خواهان علم و دانش هستي بايد خويش را براي پذيرائي از علم هر چيزي فارغ و آسوده خيال سازي؛ زيرا علم و دانش صرفا از آن كسي است كه خود را فارغ از هر چيزي، در اختيار آن قرار دهد.

زياده از حد سخن مگو، و آنچنان ياوه سرائي مكن؛ زيرا پرگوئي و ياوه سرائي دانشمندان، آنان را در نظر ديگران خوار و زشت جلوه مي دهد و موجب مي گردد كه بديها و زشتيهاي دروني نابخردان، آشكارا بروز نمايد. بر تو است كه جانب اقتصاد و اعتدال در سخن گفتن را رعايت كني؛ چون اعتدال در سخن گوئي نمايانگر موفقيت و نشانه حكمت و صواب انديشي انسان است.

از نادان دوري گزين، و از آنان روي گردان باش، و در برابر نابخردان و سبك مغزان،

حلم و خويشتن داري را در پيش گير؛ چون حلم و خويشتن داري از مزاياي برجسته و ارزشمند صبرپيشگان و زيور دانشمندان است.

آنگاه كه فرد ناداني ترا دشنام گفت، با نرمش و آرامي در برابر دشنام او سكوت اختيار كن، و با حزم و احتياط از او جدا شو؛ زيرا جهل و ندانم كاري او نسبت به تو و دشنامي كه نثار تو كرده است بيش از آن مي باشد كه به تو اظهار نموده است. (بنابراين با سكوت و فاصله گرفتن محتاطانه خود از او، كمتر زيان مند ميگردي).

اي پسر عمران! دري را كه نميداني چه چيزي آن را بست و به طرز بستن آن آشنائي نداري، مگشا.

و نيز دري را مبند كه نميداني چه چيزي آن را گشود و بايد به چه كيفيت آن را باز كرد.

اي پسر عمران! كسي كه دلبستگي و گرسنگي و طمع او نسبت به دنيا در هيچ حد و مرزي متوقف نمي گردد، و رغبت و گرايش او به دنيا پايان نمي گيرد و نمي گسلد، چگونه مي تواند عابد خدا بوده و خويشتن را بنده خدا بداند؟ او كه خود را فرومايه مي سازد و به حقارت حال خود واقف است، و خداي را در سرنوشت خويش متهم مي كند (و به تقدير و مشيت او راضي نيست) چگونه مي تواند زاهد، و داراي خوي پارسائي و بي اعتنائي به دنيا باشد؟!.

اي موسي! معارف و معلومات را با اين هدف بياموز كه بر طبق موازين آن عمل كني. نبايد هدف تو در تعليم علم به ديگران، در سخن گفتن و حرف زدن، محدود بماند؛ زيرا نتيجه آن اين است كه خويشتن را تباه ساخته و

از رهگذر تباهي خود، ديگران را در مسير نور هدايت قرار دهي» ؛ (ولي خود از اين نور، بي بهره بماني).

عيسي (عليه السلام)

عيسي (عليه السلام) (به ياران خود) فرمود:

«شما نيروي خود را براي تامين نيازهاي دنيوي به كار ميداريد، در حالي كه روزي شما بدون مساعي (و كوشش هاي خارج از اندازه شما) تامين شده است. لكن براي آخرت (آنچنان كه بايد و شايد) نمي كوشيد؛ در حالي كه تامين روزي آخرت جز در سايه عمل و كوشش شما ميسر نيست.

شما عالمان و دانشمندان بدي هستيد، چون مزد خويش را دريافت مي داريد ولي علمتان را ضايع و تباه مي سازيد. (شما مزدوران خدا بايد متوجه باشيد) كه ممكن است صاحب كار قريبا از عمل جويا گردد، و بدانيد آن لحظه اي كه او از شما درخواست عمل مي كند به زودي فرا مي رسد، و شما نيز قريبا از اين دنياي پهناور به تنگناي تيره گور منتقل مي گرديد. (آنگاه در برابر اين مطالبه و درخواست چه خواهيد گفت؟) خداوند متعال شما را از جرم و گناه به همان كيفيت و با همان تاكيدي نهي مي فرمود كه به شما فرمان داد تا روزه گيريد و نماز را به پاي داريد.

چگونه مي توان كسي را - كه اوضاع و شرايط روزي و رزق او، وي را به خشم آورده است - عالم و دانشمند دانست.

و آنكه مقام و منزلت خويش را حقير و پست مي سازد، نام اهل علم را بر وي اطلاق كرد، در حالي كه خود ميداند كه اوضاع و شرايط زندگي او پا به پاي علم و قدرت الهي تعيين شده است؟

آيا كسي كه خود خداي را در سرنوشت زندگاني خويش، متهم

مي سازد و به هيچ چيزي - كه در زندگاني خود با آنها مواجه است - راضي نمي گردد، چگونه مي تواند خود را در شمار اهل علم به حساب آورد؟.

آيا آنكه دنيايش در ديدگاه او بر آخرت رجحان دارد و به خود دنيا روي آورده (و از آخرت روي گردان است) و به عوامل زيان بخش به معنوياتش بيش از عوامل سودمند به شخصيت معنوي و انساني خويش، اقبال و علاقه و دلبستگي دارد، چگونه مي تواند در عداد اهل علم قرار گيرد؟.

آيا مي توان عنوان عالم را بر كسي اطلاق كرد كه به منظور شهرت و نام آوري، سخن مي گويد؛ ولي خود جوياي عمل و رفتار، بر طبق گفتارش نمي باشد؟» (165).

(آري به اين گروهها نمي توان عنوان علماء و اهل علم را اطلاق نمود.

و به هيچوجه، شايستگي دريافت چنين عنوان و نشاني را دارا نيستند).

رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) فرمود:

«واي بر دانشمندان بدسيرت، كه آتش دوزخ بر آنها درآيد و آنها را بريان سازد و بسوزاند و براي آنها برافروخته گردد. سپس فرمود:

چقدر سخت و طاقت فرسا است بار گران و قوت روزانه دنيا و آخرت چنين مردمي؟ اما از لحاظ مؤنه و هزينه زندگاني دنيا؛ چون دستت را به چيزي از دنيا دراز نكردي جز آنكه ديدي فاسق و گناهكاري پيش از تو، به آن دست يافته و بدان پيشدستي كرده است.

و اما از نظر مؤنه آخرت؛ زيرا تو در آخرت؛ ياراني براي خويش نمي يابي كه در تامين توشه و هزينه آخرت تو، ياري ات دهند. (166)

از ابي ذر غفاري (رضوان الله عنه) چنين آورده اند كه گفت:

اگر كسي علمي از علوم و معارف مربوط به

آخرت و انسانيت را فراگيرد، و بخواهد از رهگذر آن به يكي از اغراض دنيوي دست يابد، يعني آن را وسيله نيل به هدفي از اهداف دنيوي قرار دهد، (حتي) بوي بهشت به مشام وي نخواهد رسيد و نميتواند اثري از بهشت را براي خويش بيابد» (167).

ه - شيطان براي از ميان بردن اخلاص دانشمندان همواره در كمين است
اشاره

مقام و منزلت اخلاص و پاكي نيت، بسي گرانقدر و در عين حال پرمخاطره و داراي اهميت فراواني مي باشد. اخلاص داراي معني و مفهوم دقيقي است كه ارتقاء به قله آن، سخت دشوار و ناهموار است به اين معني كه اگر كسي پوياي مقام عالي اخلاص باشد، به بررسي دقيق و انديشه درست و استوار و جد و جهد كافي نياز دارد. چرا چنين نباشد؛ زيرا اخلاص و پاكيزگي نيت، مدار قبولي اعمال انسان است. پاداش اعمال انسان بر پايه اخلاص و كيفيت اراده او مبتني و استوار مي باشد. ثمره و بازده عبادت عابدان و پارسايان، و رنج و زحمت دانشمندان، و كوشش مجاهدان راه خدا بر محور اخلاص و كيفيت اراده آنان پايدار (و ارزيابي) مي گردد.

قلت اخلاص برخي از علماء

اگر انسان با خود بينديشد و در خويشتن فرو رود و حقيقت و ماهيت رفتار خود را تفتيش و بازرسي كند، مي بيند كه آميزه اخلاص، در اعمال و رفتار او، اندك و ناچيز مي باشد. اما شائبه هاي فساد در عقيدت، به اعمال او روي آورده و عوامل مخل به اخلاص، در رفتار او رو به تزايد و تراكم نهاده است.

و بخصوص كساني كه داراي عنوان عالم و دانشمند، و دانشجو و متعلم هستند (بيش از ديگران در معرض هجوم اين عوامل مخل به اخلاص قرار دارند) ، و بالاخص كه انگيزه عمومي طلاب و دانشجويان و نيز اهل علم - در آغاز كار - از مجموعه اي (از شوائب دنيوي و مادي، فرم يافته است) كه عبارتند از: جاه طلبي، مال اندوزي، نام آوري، لذت برتري جوئي، دلخوشي و شادماني به مقام و منصب رهبري و داشتن پيروان زياد، و

برانگيختن مدح ديگران و جلب سپاس و ستايش مردم، به سوي خود.

نيرنگهاي حق بجانب شيطان: گاهي شيطان (نيز به مدد اين انگيزه ها بر مي خيزد) و علاوه بر آن، آنان را دچار اشتباه مي سازد (و عليرغم وجود چنين انگيزه هاي سخيفي، آنها را وسوسه مي كند) و مي گويد:

هدف شما دانشمندان و دانشجويان، عبارت از نشر دين و حمايت و دفاع از شريعت و آئيني است كه رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) آن را بنياد كرده است!

علائم فريب خوردگي از شيطان

مظهر و نمودار اين اهداف و مقاصد (كه بسياري از طلاب و اهل علم را تحت تاثير قرار مي دهد) آنگاه چهره مي گشايد كه اين گونه علماء و دانشجويان با افراد و همالاني بهتر و برتر و عالم تر از خود مواجه مي گردند، و چنين احساس كنند كه مردم از خود آنها روي گردان شده و به شخصيتهاي والاتر از آن ها روي آور مي شوند.

در چنين حالتي بايد از نظر رواني، خويشتن را بيازمايند. اگر چنين احساس نمايند كه نسبت به كسي كه به اين افراد عالم احترام مي گزارد و به فضل و برتري او معتقد است احترام بيشتري قائل اند و از ديدار او خوشحال مي گردند، ولي نسبت به كسي - كه احترامي براي آنها قائل نيست و نيز به عالم ديگري كه شايستگي فزون تري از آنها دارد، تمايل بيشتري نشان مي دهد - در خود علاقه اي احساس نمي نمايند، بايد اين دانشجويان و دانشمندان بدانند - كه به خاطر داشتن چنين حالتي - سخت، شيفته دنيا گشته و نسبت به دين و آئين خود، گرفتار فريب و نيرنگ شيطان شده اند. البته ممكن است ندانند كه چگونه تحت تاثير نيرنگهاي شيطاني

قرار گرفته (و از چه طريقي، فريب خورده اند).

گاهي نيز اين حالت رواني، پاره اي از اهل علم را به جائي سوق مي دهد كه همچون زنان، دستخوش غيرت مندي زنانه و دگرگوني رواني مي شوند. به اين صورت كه اگر ببينند بعضي از شاگردانشان با استاد و معلم ديگر رفت و آمد دارد بر آن ها ناخوش آيند و شاق و طاقت فرساست، با اينكه مي دانند كه اين گونه شاگردان از چنين استادي نيز از لحاظ دين و ايمان، سود و بهره فزونتري كسب كرده و از او در حر قابل توجهي مستفيض مي گردند.

اين حالت رواني يك عالم و دانشمند، تراوشي از صفات و خصوصيات (دردناك و) كشنده اي است كه در نهانگاه ها و زواياي مخفي قلب او جاي گرفته است؛ ولي اين عالم و دانشمند تصور مي كند كه از اين صفات، رهيده است، در حالي كه بايد بداند كه در چنين تصوري نيز گرفتار نيرنگ و فريب شيطان مي باشد. اين صفات و خصوصيات مرموز - با چنان علائم و نشانه ها و امثال آنها - سرانجام بر خود او و يا ديگران، مكشوف و پديدار مي شود.

اگر انگيزه يك عالم و دانشجو در تعليم و تحصيل، منحصرا عبارت از دين و آئين خدا باشد، بي ترديد در صورت مشاهده عالم و دانشمند ديگر - كه با او اشتراك مساعي كرده، و او را در تعليم و نشر دين، ياري مي دهد بايد بسيار خوشحال گردد (نه آنكه دچار حالات دگرگوني و غيرت زنانه شود كه چرا ارادتمندان و معاشرانش از او روي برتافته و به شخص ديگري روي آورده اند). لذا بايد با پديدار شدن عالم و دانشمند ديگري اين چنين،

خداي را سپاس گزاري كند كه او را با وجود چنان دانشمندي، مدد رسانده و در اداء وظيفه تعليم، ياريش داده است (آري بايد شاكر و سپاسگزار پروردگار باشد) كه عوامل تحكيم دين را فزاينده ساخته و راهبران توده مردم و آموزگاران آئين الهي و احياء كنندگان سنن و راه و رسم فرستادگان خدا را فراوان در اختيار مردم قرار داده است.

شيطان از در ديگري وارد مي شود

گاهي شيطان (از طريق ديگر) دانشمندان را به اشتباه مي اندازد (و حالات رواني لغزنده و لغزاننده اي در آنها به ثمر مي رساند، و با سخناني حق به جانب) به آنها مي گويد:

كه اندوه تو (در روي برتافتن مريدان از تو) از آنجا ريشه مي گيرد كه به خاطر روي برتافتن شاگردان از تو - از ثواب و پاداش تعليم محروم مي گردي. پس اندوه تو صرفا به خاطر نفس انصراف و روي گرداندن شاگردان و مريدان از تو، و روي آوردن به ديگران نيست. (و بالاخره اين غم و اندوه تو بجا و شايسته است) ؛ زيرا اگر اين شاگردان و يا مردم دوباره به سوي تو بازگردند و از تو اندرز گيرند و به وسيله تو، دانش و بينش ديني خويش را فراهم آورند مسلما از پاداش تعليم و ارشاد برخوردار خواهي بود.

بنابراين بديهي است كه اندوه تو - به خاطر از دست دادن چنان ثواب و پاداشي - ستوده و بجا است! (شيطان با چنين وسوسه اي، اندوه چنان عالم و دانشمندي را براي او توجيه كرده، و به حالات رواني او چهره اي حق به جانب مي دهد. اين عالم و دانشمند نيز مانند ديگران از تيررس اين گونه وسوسه ها در امان نيست؛ لذا فريب مي خورد و

تصور مي كند كه حق با او است و اندوه و غم او - به خاطر روي برتافتن مريدانش از او - بجا و پسنديده است) ؛ ولي اين عالم و دانشمند بي نوا نمي داند كه انقياد و تسليم بودن او در برابر حق، و تسليم كردن امور مهم به افراد لايق تر و برتر از خويشتن، ثواب و پاداش او را فزاينده تر ساخته، و عوائد دين و بازده معنوي او را فراوانتر از آن صورتي مي گرداند كه به تنهائي به تعليم و ارشاد ديگران بر مي خاست.

بايد او بداند كه پيروان پيامبران و امامان (عليهم السلام) چنانچه با از دست دادن مقام و منصب ارشاد و تعليم، و تسليم آن به افراد شايسته، و انحصار آن به صالحان، مغموم و اندوهگين مي شدند به شدت مورد انتقاد و نكوهش قرار مي گرفتند، نكوهشي كه مافوق آن قابل تصور نيست. بلكه بايد گفت كه انقياد و تسليم بودن پيروان انبياء و امامان در برابر حق، و تفويض امور و منصب ها به افرادي كه از شايستگي كافي برخوردارند والاترين و پرارزش ترين رفتار آنها به شمار مي آيد.

و اين حالت تسليم و رضا در برابر حق، عوائد ديني و ايماني آنان را در دنيا و آخرت، سرشارتر مي سازد.

باري، غم و اندوه از دست دادن منصب تعليم و ارشاد (و افسوس از تسليم آن به افراد شايسته تر) ، بازده نيرنگ ها و فريب هاي شيطاني است.

چشمه ديگري از نيرنگهاي شيطاني

بلكه گاهي نيز دانشمندان (به گونه اي ديگر) تحت تاثير نيرنگ شيطان قرار مي گيرند و با خود مي گويند:

اگر فرد ديگري - كه برتر و بهتر از اوست - پيدا شود شادمان خواهند شد. البته اين حديث نفس

را - تا موقعي كه با محك تجربه، امتحان و آزمون نگردند - با خود دارند.

و پيش از آنكه در بوته امتحان قرار گيرند با اين گفتگو، خويشتن را راضي مي سازند؛ زيرا ميدانيم كه انسان در برابر وعده (هاي به اصطلاح: سر خرمن) و حديث نفسهائي امثال اين گونه سخنها - پيش از آنكه در برابر عمل و امتحان قرار گيرد - حالتي پذيرا و انعطاف آميز دارد، و به سادگي و آساني به خويشتن وعده خوش مي دهد. ولي اگر همو با حادثه اي سنگين روبرو گردد (و با غول مهيب امتحان مواجه شود) چنان دچار انقلاب روحي و دگرگوني رواني مي گردد كه حالت ارتجاع و عقب نشيني در او پديد مي آيد و به وعده و پيماني كه با خود بسته است به هيچ وجه وفاء نمي كند.

البته افراد استثنائي نيز وجود دارند كه در سايه نگاهباني و لطف خداوند (و مجاهدتهاي شخصي) به هنگام تجريد و امتحان، خويشتن را نباخته و گرفتار انقلاب و دگرگوني رواني نمي گردند. (چنين افراد استثنائي آنقدر زياد نيستند، افرادي كه در برابر آزمايشها و امتحانات، شاهد پيروزي و موفقيت را در آغوش مي گيرند). اين (نكته باريكتر از مو) را كساني مي دانند كه از حيله ها و نيرنگهاي شيطاني آگاه اند، و مدتهاي طولاني سرگرم آزمايش با خدعه هاي او بوده اند، (و با شيطان و مكايد و حيله هاي او از ديرباز دست و پنجه نرم كرده و به فوت و فن فريب كاريهاي او آشنائي پيدا كرده اند).

راه گريز از تيررس نيرنگهاي شيطان

اگر كسي احساس كند كه اين حالت رواني دردناك و كشنده در جان و روانش راه يافته است بايد به درمان روحي خود برخيزد، و از اهل

دل براي مداواي چنين بيماري رواني مدد گيرد. اگر در محيط خود - عليرغم كوشش و پويش - به اهل دل و مردم درد آشنا و داروشناس دسترسي پيدا نكرد به نوشته ها و آثارشان - براي يافتن نسخه درمان خويش - پناه برد.

و اگر احيانا نه به اهل دل و نه به آثارشان نتوانست دست يابد و متوجه شود كه آثار آنان از ميان رفته، و فقط نام و نشاني از آنان و آثار علمي شان باقي مانده است، اينجا است كه بايد به مدد توفيق پروردگار و نصرت و ياري او پناهنده گردد، (و علاج و درمان بيماري خود را با خداي خويش در ميان گذارد و از او درخواست نمايد). اگر احساس كند كه استعداد و زمينه پذيرش و دريافت توفيق الهي در او وجود ندارد ناگزير بايد تنهائي اختيار كند، و راه عزلت و زاويه نشيني را در پيش گيرد، و جوياي خُمول و گمنامي باشد، و خويشتن را در تيررس سؤالات و پرسشهاي ديگران قرار ندهد.

و در صورت مواجه شدن با پرسشها - تا آنگاه كه شرايط لياقت و شايستگي تعلم و تعليم را احراز نكند - از پاسخ دادن خودداري نمايد.

شيطان از هر دري وارد مي شود

گاهي نيز شيطان (براي فريب دادن عالم و دانشمند) از در ديگري وارد مي شود و مي گويند:

اگر بنا باشد (انسان به خاطر عدم احراز شايستگي و فقدان خلوص نيت؛ انزواء اختيار كند و) گوشه نشيني، فتح باب و معمول و رايج گردد، علوم و معارف بشري و دانشهاي الهي در معرض خطر فرسايش و نابودي قرار مي گيرد، و اساس و سازمان دين و آئين اسلام رو به ويراني مي گذارد؛ چون

افراد واجد لياقت و برخوردار از خلوص و حسن نيت، بسيار اندك و انگشت شمارند.

و نيز همه مي دانند كه سامان بخشيدن دين و آئين مردم از بزرگترين طاعت ها و عبادات بشمار مي آيد!

(شيطان - با چنان وسوسه هاي حق بجانب و چهره نمائي هاي معصومانه - مي خواهد افراد را از صراط مستقيم به انحراف و كجرويها سوق دهد؛ ولي) بايد به چنين انديشه هاي ابليس مآبانه و خدعه هاي دلسوزمندانه پاسخ داد كه دين اسلام با كناره گيري و انزواجوئي افراد بي لياقت، دچار اندراس و فرسودگي نمي گردد. البته تا زماني كه شيطان، جاه طلبي و رياستمداري را در ميان مردم ترويج مي كند و افراد را به سوي آن جلب مي نمايد - و مي دانيم كه تا روز قيامت نيز از چنين فعاليت هاي وسوسه انگيز خسته و فرسوده نمي شود - دين، منقرض و مندرس نمي گردد؛ بلكه براي نشر علم و دانش گروهي به پا مي خيزند كه در آخرت و روز قيامت، حظ و بهره و نصيبي ندارند. چنانكه رسول خدا (صلي الله عليه و آله) فرمود:

ان الله يؤيد هذا الدين باقوام لاخلاق لهم (168)

خداي متعال اين دين را به مدد گروهي از مردم تقويت و تاييد مي كند كه (در روز قيامت) بي نصيب اند.

و نيز فرمود:

ان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر (169)

خداوند متعال اين دين را با مساعي فرد فاجر و گناهكار، تاييد و نگاهباني و تقويت مي كند.

با توجه به اين حقيقت نبايد تحت تاثير چنان وسوسه ها و غلط اندازيهاي شيطاني قرار گرفت، و به حشر و آميزش با مردم، سرگرم شد؛ (چون در صورت فقدان خلوص نيت و عدم احراز شايستگي) ، حس جاه طلبي و ثناجوئي و علاقه

به برخورداري از تعظيم و بزرگداشت مردم - از رهگذر معاشرت با آنها - در قلب انسان رو به رشد و نمو مي گذارد. آري مخالفت و آميزش با مردم (در صورت عدم احراز شايستگي) ، بذر نفاق و دوگانگي شخصيت را در دل انسان غرس مي نمايد.

رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) فرمود:

«جاه طلبي و دلبستگي به مال دنيا، نفاق و دوروئي را در قلب انسان مي روياند، آنچنانكه آب (و رطوبت) به رويش گياه مدد مي كند.» (170)

و همو فرموده است:

«زيان و فساد دو گرگ درنده و خونخوار و گرسنه و حريص - كه در ميان آغل گوسفندان رها مي شوند - از ضرر و زيانباري، و لطمه حس جاه طلبي و مال دوستي به دين و ايمان فرد مسلمان، بيشتر و زيانبارتر نيست.» (171)

پس بايد يك فرد عالم و دانشمند ديني، فكر و انديشه خويش را به كار اندازد تا اسرار و رموز صفات پست را - كه احيانا ممكن است در دلش راه يافته باشد - تفطن و شناسائي كند، و راه و رسم نجات و رهائي از آنها را استنباط نمايد؛ چون ضرر و فتنه اي - كه از طريق رسوخ اين صفات پست و حالات رواني نامطلوب در قلب عالم و دانشمند و متعلم و شاگرد - عائد مردم مي گردد از فتنه و فسادي كه از غير عالم و متعلم به جامعه مي رسد، به مراتب زيادي مهمتر و بزرگتر است؛ زيرا عالم و دانشمند در تمام مظاهر و پايگاه مثبت و منفي رفتار خود، الگو و سرمشقي براي ديگران مي باشد. افراد عامي و توده مردم - با مشاهده اعمال و رفتار يك عالم

و دانشمند - مي گويند:

اگر چنين اعمالي، زشت و ناستوده باشد علماء و دانشمندان شايسته تر از ما هستند كه دست به چنين اعمالي نزنند و سزاوارترند كه از آنها اجتناب نمايند.

افراد جاهل و نادان - از رهگذر اعمال ناستوده علماء -، گرفتار رفتارهاي ناپسند مي گردند. (و جرات و جسارت آنها در ارتكاب اعمال زشت، رو به فزوني مي گذارد.

و براي آنكه روي عمل ناستوده خويش صحه گذارند به رفتار عالم و دانشمند استناد مي جويند).

ميان جرم و گناه يك فرد عامي و بي اطلاع، و گناه يك مرد عالم و دانا، تفاوت زيادي وجود دارد:

فرد عامي و بي اطلاع در روز رستاخيز فقط بار گناه شخصي خويش را به دوش مي كشد. ولي بر دوش يك عالم و دانشمند، بار گناه خود او و گناه همه كساني كه در اعمال خويش از او سرمشق گرفته - و تا روز قيامت از راه و روش او پيروي مي نمايند - سنگيني مي كند.

و بايد با چنان بار گران و كمرشكني به روز رستاخيز در پيشگاه عدل الهي حضور يابد. چنانكه اين حقيقت طي اخبار و احاديث صحيح و معتبر، به ما گوشزد شده است.

به طور فشرده بايد گفت:

شناخت صحيح حقيقت اخلاص نيت و مساله هماهنگي رفتار با خلوص عقيدت، همچون دريائي عميق و ژرفناك است كه - جز اندكي از مردم و افراد نادري - همگي در آن، احتمالا غرق شده و گرفتار نيرنگ شيطاني خواهند گشت. خداوند نيز از اين مردم نادر و استثنائي در قرآن كريم ياد كرده و مي فرمايد:

الا عبادك منهم المخلصين (172)

شيطان مي گويد:

(من همه مردم را اغواء خواهم كرد) به جز بندگان پاكيزه تو كه از ميان

همين مردم، از اخلاص بهره مندند.

بنابراين، بندگان با ايمان خداوند بايد خويشتن را سخت بپايند، و نكته هاي دقيق رفتار خود را تحت مراقبت قرار دهند؛ زيرا در غير اينصورت ناخودآگاه به پيروان و رهروان راه و رسم شياطين مي پيوندند.

2 - عمل به علم - يا - لزوم هماهنگي رفتار معلم و شاگرد با علم و آگاهي آنها

2 - عمل به علم - يا - لزوم هماهنگي رفتار معلم و شاگرد با علم و آگاهي آنها

دومين مساله اي كه بايد معلم و شاگرد درباره خويشتن نسبت به آن اهتمام و عنايت داشته باشند اين است كه همراه با علوم و آگاهيهاي خويش، به تدريج و گام به گام، اين آگاهيها و معارف را به كار بندند؛ زيرا اهتمام و عنايت هر فرد عاقل و خردمند، در مراقبت و پرداختن به خويشتن و عمل به علم، مصروف مي گردد؛ ولي كوششها و عنايات يك فرد عامي به نقل و روايت و گفتگو محدود است.

الف - احاديث درباره به كار گرفتن علم:

از اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) روايت شده است كه پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله) فرمود:

«علماء و دانشمندان از دو دسته تشكيل يافته اند:

1 - دسته اي كه علم و آگاهي خود را به كار گرفته و بر طبق آن عمل مي كنند. اين گونه دانشمندان از عواقب سوء روز قيامت مصون هستند.

2 - و دسته اي ديگر كه بر طبق علم خود عمل نمي كنند. اين گروه از علماء، دچار هلاك و نابودي شده و به گونه اي در روز قيامت محشور مي شوند كه دوزخيان هم از بوي بد و تعفن وجود آنها رنج و آزار مي بينند.

در ميان جمع اهل دوزخ - آنكه بيش از همه و سخت تر

از ديگران احساس تاسف و ندامت مي نمايد - عبارت از كسي است كه شخص ديگر و بنده خدائي را به سوي خدا دعوت كند و دعوت او با پاسخ مثبت روبرو شده و مؤثر مي افتد. يعني آن شخص، پذيراي دعوت او گشته و در صراط مستقيم قرار گيرد، و به راه و رسم دين و آئين پاي بند گردد و موفق به طاعت از خدا شود.

و سرانجام، خدايش او را وارد بهشت سازد؛ ولي راهبر و راهنماي او را - به خاطر فقدان عمل و هواپرستي و دورپروازي در آرزوها و تمايلات - وارد دوزخ نمايد؛ زيرا پيروي از تمايلات و روح هواپرستي، مانع وصول انسان به حق و واقعيت است.

و آرزوهاي دور و دراز، آخرت و معنويت انسان را به دست فراموشي مي سپارد.» (173)

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«اگر عالم و دانشمند به علم خود عمل نكند، موعظه و اندرز او از دلها مي لغزد، آنچنانكه باران از روي سنگ صفا كه صاف و لغزاننده و لغزنده است بلغزد.» (174)

مردي حضور علي بن الحسين امام سجاد (عليه السلام) رسيد و پرسشهائي با آن حضرت در ميان گذاشت. امام سجاد (عليه السلام) پاسخهاي لازم را به او داد. اين مرد دوباره نزد امام بازگشت و پرسشي از سنخ پرسشهاي اوليه را در ميان نهاد و در ادامه همان پرسشها، سؤالاتي مطرح كرد. حضرت فرمود:

در كتاب انجيل چنين نوشته شده است:

«تا آنگاه كه نسبت به دانسته هاي خويش عمل نكرديد، از آنچه نمي دانيد سؤال نكنيد؛ زيرا هر نوع علم و آگاهي ديني كه بدان عمل نشود، كفر و ناسپاسي و مراتب دوري انسان نسبت به خدا را فزاينده مي سازد.»

(175)

«مفضل بن عمر از امام صادق (عليه السلام) سؤال كرد:

ناجيان از آتش دوزخ با چه نشانه ها و مشخصاتي، قابل شناسائي هستند؟

فرمود:

هر كسي كه گفتار و رفتارش با هم هماهنگي دارد، مي تواني نجاتش را از آتش دوزخ گواهي كني.

و كسي كه گفتار او موافق كردارش نباشد چنين كسي از لحاظ دين و آخرت، داراي وضع متزلزل و نگران كننده اي است.» (176)

اميرالمؤمنين (عليه السلام) ضمن يكي از گفتارهاي خود - به هنگام سخنراني بر منبر - فرمود:

«مردم! آنگاه كه عالم و دانا شديد، به علم و آگاهي خويش عمل كنيد به اين اميد كه راه راست را بازيابيد.»

عالم و دانشمندي كه رفتار خود را برخلاف جهت معلومات خويش تنظيم كند همانند جاهل و نادان و خائني است كه دچار حيرت و سرگشتگي است و از خواب ناداني خويش، به هوش نيايد و از آن رهائي نمي يابد؛ بلكه مي توان گفت كه حجت و دليل كوبنده، عليه او بزرگتر بوده، و افسوس و حسرت چنين دانشمند فاقد عمل، از حسرت جاهل سرگردان در جهالت و ناداني، بيشتر است.

اين عالم و جاهل هر دو دچار حيرت و سرگرداني بوده و هر دو بي ثمر و خالي از اثر و عاطل هستند. نگراني به خود راه ندهيد كه ممكن است به شك و دودلي منجر گردد. نبايد شك و ترديد كنيد؛ چون شك و ترديد، شما را به كفر و ناسپاسي سوق مي دهد.

و آنقدر ارزش و شخصيت خود را تنزل ندهيد (و احساس بي وزني نكنيد و خودكم بين نباشيد) ؛ چون ممكن است اين حالت شما باعث مجامله و سازشكاري تان گردد. آري نبايد در طريق حق با هيچ كسي

مداهنه و سازشكاري كنيد؛ زيرا شما با اين سازشكاري زيان مي بينيد (يعني اگر بنا باشد طبق مثل سائر: «خواهي نشوي رسوا، همرنگ جماعت شو» با هر فضاء و شرايطي - در جهت خلاف حق - بسازي و رفتار خويش را باري به هر جهت همرنگ با محيط تنظيم نمائي ناگزير بايد از انحطاط و خسران و زيان آن استقبال كني).

حقا بايد شما در دين، فقه و بصيرتي به دست آوريد. بصيرت و بينش صحيح ديني، در اين است كه دچار غرور و خودباختگي نگرديد. آن كسي كه نسبت به خود، دلسوزتر مي باشد و خويشتن را بيش از ديگران اندرز مي دهد، او عبارت از كسي است كه طاعت او از پروردگارش، از ديگران، فزونتر مي باشد.

و آنكه خويشتن را فزونتر از ديگران فريب مي دهد (و به نيات و كردار آلوده خود در پيشگاه وجدانش چهره حق به جانب مي بخشد، و ماسك معصوميت بر گونه رفتار خويش مي اندازد) ، نسبت به پروردگارش، گناهكارتر محسوب مي گردد.

و آنكه از خداي خويش فرمان مي برد، از امنيت و رفاه روحي برخوردار است و شايسته بشارت و مژده الهي مي باشد؛ ولي آنكه از فرمان خداوند متعال سر بر مي تابد، و راه گناه و جرم را در پيش مي گيرد، فرجام كار او جز نوميدي و ناكامي و پشيماني، چيز ديگري نخواهد بود (177).

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«مردي حضور رسول گرامي (صلي الله عليه و آله) رسيد و عرض كرد:

علم و دانش چيست؟ حضرت فرمود:

سكوت.

عرض كرد:

پس از سكوت؟

فرمود:

استماع و شنيدن. گفت:

پس از آن؟

فرمود:

حفظ و نگاهداري.

عرض كرد:

پس از حفظ كردن؟

فرمود:

عمل كردن بر طبق آن.

عرض كرد:

پس از عمل كردن؟

فرمود:

نشر و ترويج آن» (178).

(پيامبر اكرم (صلي الله عليه

و آله) با چنين بيان ساده و روشن، مرحله و موقعيت اداء وظيفه تعليم و ارشاد ديگران را به ترتيب پس از گذراندن مراحل سكوت و استماع و حفظ و عمل بر طبق موازين علمي، قرار داده، و به تمام معلمان و مربيان و همه راهبران ديني اعلام فرموده است:

تا وقتي كه اين مراحل و درجات مختلف و متسلسل را نپيمايند حق ندارند مقام و منصب تعليم و ارشاد ديگران را به عهده گيرند).

همان امام (عليه السلام) فرمود:

«موسي بن عمران (عليه السلام) در جمع ياران خود، همنشيني داشت كه از لحاظ علمي، به مايه هاي فزونتري از ديگران دست يافته بود. روزي از آن حضرت اجازه خواست (تا به مسافرت كوتاهي برود و) با نزديكان و خويشاوندان خود صله رحم و ملاقاتي به عمل آورد. حضرت موسي (عليه السلام) فرمود:

صله رحم و استمرار پيوند با خويشاوندان يكي از حقوقي است كه افراد وابسته و خويشاوند، نسبت به همديگر دارند (برو و اين مسافرت را در پيش گير). ولي مبادا از اين رهگذر در تو گرايش و تمايل عصبي به دنيا پديد آيد و متكي به دنيا گردي؛ زيرا خداوند متعال بار علم را بر دوش تو نهاده است كه نبايد آن را ضايع و تباه سازي، و جز خدا تكيه گاه ديگري براي خود انتخاب كني و بدان گرايش يابي. آن مرد عرض كرد (من در مسير ملاقات و صله رحم با خويشاوندان خود) ، جز كار و كردار نيك، هدف ديگري ندارم.

(باري پس از كسب اجازه) از جا برخاست و براي صله ارحام خود به راه افتاد. اين مسافرت - به طور غير منتظره اي -

طولاني شد تا آنجا كه حضرت موسي (عليه السلام) (به تكاپو افتاد و از هر كسي) جوياي احوال او مي شد؛ ولي (عليرغم اين پرس و جو) هيچكس از حال او اطلاعي نداشت. موسي ناگزير گشت از (خبرگزار الهي و آسماني يعني) جبرائيل (عليه السلام) جوياي احوال او گردد؛ لذا از او پرسيد:

آيا راجع به نديم و همنشين من اطلاعي داري؟ جبرائيل گفت:

آري، هم اكنون را چهره اي دگرگون شده و ميمون وار، كنار در ايستاده و زنجيري به گردن دارد. موسي (عليه السلام) از اين خبر بيمناك گشت و بيم و هراس خود را با خدا در ميان گذاشت و در نمازگاه خويش ايستاد و خداي را مي خواند و عرض مي كرد:

پروردگارا يار و همنشين مرا از اين وضع دلخراش و دردناك نجات ده.

خدا به موسي (عليه السلام) فرمود:

اي موسي! اگر - براي نجات جليس و همنشين خود - مرا آنچنان بخواني كه رگهاي دو چنبره گردن تو از هم بدرد، خواسته تو را درباره اين شخص برآورده نمي سازم. من بار علم و دانش را بر دوش هوش او نهادم؛ ولي او اين بار گرانبها و كالاي ارزشمند را ضايع و تباه ساخته و به غير علم يعني، دنيا روي آورده است.» (179)

ابوبصير از امام صادق (عليه السلام) نقل كرده كه اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) فرمود:

«اي طالب علم، (تو كه پوياي علم و معرفت هستي بايد بداني كه) علم داراي فضائل فراواني است (كه همچون انسان مجهز و رزمنده اي از اندامها و اجزاء گوناگوني تشكل مي يابد، و داراي پيكره هاي متعددي است بدين صورت): كه سرش تواضع و فروتني. چشمش بيزاري و پاكي از حسد. گوشش فهميدن و

درك كردن. زبانش راستگوئي. حافظه اش بحث و كاوش. قلبش حسن نيت. عقلش شناخت اشياء و امور زندگاني. دستش مهر و محبت و رحمت. پايش ديدار دانشمندان. همتش سلامت. حكمتش پرهيزكاري. قرارگاهش نجات و رستگاري. راهبرش عافيت و پاكيزگي روح و جسم. مركبش وفاء. سلاح و رزم افزارش سخن نرم و ملايم. شمشيرش رضا و قناعت. تير و كمانش مدارا. لشكر و ارتشش گفتگوي با دانشمندان. سرمايه و ثروتش ادب و نزاكت. ذخيره و اندوخته اش اجتناب از گناهان. دارويش كار نيك. پناهگاهش صلح و آشتي. توشه اش نيكي. نوشيدني اش سازگاري. راهنمايش هدايت.

و رفيق و همرهش دوستي با افراد برگزيده است» (180). (اين اندامها و افزارها، سازنده و تشكيل دهنده پيكره فضائل و مزاياي علم و دانش است).

در طي حديث طولاني عنوان بصري از امام صادق (عليه السلام) آمده است:

«علم و دانش با كثرت تعلم و مداومت بر تحصيل به دست نمي آيد. علم و دانش منحصرا عبارت از نور و پرتوي است كه در قلب كسي كه خداوند، خواهان هدايت او است جاي مي گيرد. آنگاه كه آهنگ علم مي نمائي نخست بايد در دلت جوياي حقيقت بندگي باشي. علم را از آن جهت پويا باش كه در صدد به كار بستن آن باشي، و در سايه هوش خود از خدا درخواست كن تا فهم و درك حقايق را به تو موهبت فرمايد.» (181)

ب - نكته هاي جالب و مثالهاي هشداردهنده درباره دانشمندان فاقد عمل

علم و دانش به منزله درخت، و عمل كردن بر طبق آن به مثابه ميوه همان درخت است. غرض و فائده درخت بارور، فقط ثمره و ميوه آن است. اما خود درخت ميوه - منهاي ثمره و ميوه آن - نمي تواند هدف غائي

و منظور نهائي غرس و كاشتن آن را تشكيل دهد؛ چون انسان در هر حال وقتي مي تواند از درخت ميوه، سودمند گردد كه آن درخت، به نوعي از ميوه بارور شود.

هدف اصلي و منظور اساسي علم و دانش - مطلقا و بدون هيچ قيد و شرطي - عبارت از عمل و كردار بر طبق آنست؛ زيرا بازگشت تمام علوم و معارف بشري به دو علم و دانش مي باشد:

1 - علم معامله و رفتار 2 - علم معرفت و شناخت.

1 - علم معامله و رفتار (كه كيفيت عمل و روابط مختلف را در شئون گوناگون زندگاني تنظيم مي كند) عبارت از شناخت حلال و حرام و احكامي امثال آنها؛ و نيز شناخت اخلاق و خوي هاي ستوده و ناستوده نفس و روان، و كيفيت درمان بيماريهاي رواني و باز يافتن راه هاي گريز از اين بيماريها و خوي هاي ناپسند است.

2 - علم معرفت و شناخت: - (كه خود شناخت، با صرف نظر از رفتار، در آن علم، مورد نظر مي باشد) - عبارت از علم به خدا و صفات و اسماء او است.

علوم و دانشهائي كه در بيرون از محدوده اين دو نوع علم قرار دارند يا (به عنوان علوم آلي و دانشهاي افزاري به شمار مي روند كه) ابزار و وسائل علوم مذكور در فوق هستند.

و يا آنكه هدف و منظور از آنها - في الجمله - نوعي از عمل و رفتار مي باشد.

اين نكته بر فرزانگاني كه دست اندر كار تتبع و علوم و دانشها هستند (و در طبقه بندي معارف بشري اطلاعاتي دارند) مخفي نيست.

پيدا است كه منظور و هدف علوم معاملي و رفتاري، به طرز عمل و رفتار

انسان محدود است. اگر بشر در زندگاني خود به اين گونه اعمال و رفتار نيازمند نمي بود چنين علوم و معارف، فاقد ارزش مي گشت.

اينجاست كه بايد يادآور گرديم: كساني كه علوم شرعي و امثال آن را به درستي فرا مي گيرند، اگر در تفقد جوارح و اندامشان سهل انگاري كنند، يعني اندام و جوارح خويش را از گناهان حفظ ننمايند، و مجموع اجزاء پيكر خود را به طاعت و فرمانبرداري از دستور خدا، ملزم و پاي بند نسازند، و با توجه به اينكه به صفات علم آراسته اند و تصور كنند علم و دانش ذاتاً مطلوب مي باشد و نيازي به عمل به آن نيست، و به همين جهت در صدد برنيايند كه اعمالشان را از مرحله واجبات به مرحله مستحبات تعالي بخشند، چنين دانشمنداني قطعا از نظر رواني، گرفتار خودباختگي و شيفتگي هستند، و بايد بدانند كه در دين و ايمان خويش، دچار فريب و خدعه شيطان شده اند، و فرجام زندگاني آنها در نظرشان مبهم و اشتباه آميز و گرفتار نابساماني مي باشد.

مثالي گويا درباره عالم بي عمل:

داستان عالم و دانشمند آگاه به علوم شرعي - (كه اطلاعات درستي در اين علوم كسب كرده؛ ولي علم خويش را به كار نمي گيرد و دانسته هاي او پا به پاي كردارش پيش نمي رود) - همانند مثل و داستان بيماري است كه بيماريش جز با داروي مركب از عناصر و اجزاي آن را جز پزشكان حاذق و كارآمد نمي توانند شناسائي كنند. چنين بيماري مي كوشد - كه با جلاي وطن - طبيب و پزشكي را در ديار و مملكتي ديگر بيابد، و سرانجام موفق مي شود كه به چنين طبيب حاذق و آگاه دسترسي پيدا

كند. طبيب - پس از ملاقات و معاينه - دارو را معرفي مي كند، و با تفصيل و توضيح دقيق، عناصر و مواد مختلف اين داروي مركب و انواع و اندازه و مقدار و حتي معادن و مراكزي را كه اين عناصر در آنجا وجود دارد به اطلاع او ميرساند و به او مي آموزد كه بايد با چه كيفيتي اين عناصر را كوبيده و نرم ساخته و آنها را به هم مخلوط و عجين سازد.

بيمار مذكور همه اين نكات دقيق را از پزشك فرا مي گيرد، و از همه اين جزئيات يادداشت و نسخه اي برميدارد، و آن را با خط خوش و خوانا مي نويسد، و به خويشتن بازمي گردد و در خود مطالعه مي كند. بارها و بارها نوشتن اين نسخه را تكرار مي نمايد، و مكرر آن را مي خواند، و كيفيت درمان بيماري را دقيقا به بيماران ديگر تعليم مي دهد؛ ولي خود - متاسفانه - از اين دارو نمي نوشد، و معلوماتي كه دقيقا در مورد درمان بيماري خود فراهم آورده است به كار نمي بندد.

آيا چنين فرد بيماري با خواندن و نوشتن و تعليم داروسازي و آموزش راه درمان بيماري به ديگران، مي تواند خود را از درمان بيماري خويش بي نياز كند و خويشتن را درمان نمايد، و يا اندكي از شدت آن بكاهد؟! چه خيال خام و خواب خوشي (كه هرگز تعبير نخواهد شد).

اگر همان نسخه ديگر استنساخ كند، و به هزار بيمار ديگر راه و رسم درمان را تعليم دهد و همه آنها بهبودي يابند، و او هر شب هزار بار آن نسخه را بخواند؛ اين تلاشها و كوششها به هيچ وجه براي علاج بيماري او مؤثر

نخواهد بود، مگر آنكه زر بكشد (و درهم و دينار را از جيب خود بيرون كند) ، و به وسيله آن، داروي مورد نظر را خريداري نمايد، و عناصر و مواد مختلف آن را - همانگونه كه آموخته است با هم درآميزد، و تلخي تناول و نوشيدن آن را تحمل نمايد، و با حفظ رژيم و پرهيز، در اوقات و ساعات معين، آن دارو را لاجرعه بنوشد، و تمام شرائط بهداشتي و پرهيز و احتياط را رعايت كند.

با وجود رعايت موازين درمان و نوشيدن دارو و پرهيز و احتياط، باز هم خطر بيماري (و سرانجام، خطر مرگ) احيانا در پيش است، تا چه رسد به اينكه دارو را به كار نبندد و آن را تناول ننمايد (مسلما خطر شدت بيماري - كه فرجام آن، مرگ و نابودي است - او را بيشتر تهديد خواهد كرد).

همچنين فقيه و دانشمند ديني كه كاملا رژيم طاعات و برنامه فرمانبرداري از دستور خدا را مي داند، و به آن عمل نمي كند، و او كه به طور دقيق، گناهان ريز و درشت و جرمهاي حساس و غير حساس را شناسائي كرده؛ ولي از آنها اجتناب نمي نمايد، او كه به همه موازين و دقائق اخلاق مذموم و نكوهيده آگاهي درستي كسب كرده؛ ولي جان و دل خود را از اين اخلاق زشت تصفيه نكرده است، و با ژرف بيني و استوار انديشي، از خويهاي پسنديده و ستوده آگاهي يافته؛ ولي خويشتن را بدانها نياراسته و مجهز نساخته است، چنين عالم و فقيه دانشمند، خود را فريب مي دهد.

و در دين و آئين خود، گرفتار خدعه شيطان مي باشد؛ زيرا خداوند متعال در قرآن كريم

(مجهز شدن نفس را به علم و دانش، عامل رستگاري نمي داند؛ بلكه عامل رستگاري و پيروزي انسان در روز رستاخيز را عبارت از پاكسازي جان؛ و تهذيب نفس از هرگونه نيات پليد شيطاني معرفي مي كند، آنجا كه مي فرمايد):

قد افلح من زكيها. (182)

محققاً كسي رستگار و كامياب است كه جان و دل خويش را از هر گونه آلودگيها پاك ساخت و به رشد آن مدد كرد.

ولي نگفت:

قد افلح من تعلم كيفية تزكية النفس و كتب علمها و علمها الناس: آري نگفت:

كه رستگار، عبارت از كسي است كه آگاهيهاي مربوط به كيفيت تزكيه نفس را آموخته و آن را در كتابي تدوين نموده و يا آن را به ديگران تعليم داده است. (اگر عقل آدمي صرفا از آگاهيهاي مربوط به آئين رستگاري، مايه گيرد و از لحاظ علمي مجهز گردد، اين آئين شناسي، ضامن موفقيت او نخواهد بود. بلكه علاوه بر تجهيز نفس به علم اخلاق، لازم است با همان معيارها قلب و جانش را نيز تزكيه نمايد و آن را دگرگون سازد).

ج - بايد ديد كه شيطان چگونه دام گستري مي كند.

آري در چنين شرائطي، شيطان (در كمين نشسته و منتظر طعمه اي است تا آن را شكار كند؛ لذا در گوش همين عالم و دانشمند زمزمه مي كند و) به او مي گويد:

كه اين مثال (: يعني مثال بيمار داروشناس) ، ترا تحت تاثير قرار ندهد و ترا نفريبد. درست است كه داروشناسي، بيماري را علاج نمي كند؛ ولي مسلما هدف تو در كسب علم و يا تعليم آن به ديگران، قرب به خداوند و نيل به پاداش الهي است. علم و دانش، ثواب و پاداش الهي را براي انسان به ارمغان مي آورد و آن را به سوي

او جلب مي كند.

(شيطان مي خواهد با چنين دامي به شكار پردازد) او در پي چنين وسوسه هائي راجع به فضائل و مزاياي علم، اخبار و احاديث مربوط را بازگو مي كند. اگر اين عالم بي نوا، سبك مغز باشد تحت تاثير اين تلقينات قرار مي گيرد و حس مي كند كه وسوسه هائي شيطاني، مطابق دلخواه او است.

و در نتيجه به شيطان پناه آورده و بدو متكي مي گردد و از به كار گرفتن علم، دريغ ورزيده، سهل انگاري و مسامحه در كردار و عمل را در پيش مي گيرد.

ولي اگر اين فقيه و دانشمند، هوشمند و زيرك باشد (و در برابر وسوسه هاي شيطان، پايداري كند، به او) پاسخ مي دهد كه تو براي من از فضائل و مزاياي علم و دانش ياد مي كني، و مرا به مزاياي پرارزش علم و معرفت آگاه مي سازي؛ لكن آيات و اخبار مربوط به عواقب سوء عالم فاقد عمل را از ديدگاه من مخفي نموده و آنها را به دست فراموشي ام مي سپاري، و چشم بصيرتم را در مشاهده آنها مي بندي، و در من غفلتي بوجود مي آوري كه از نتايج سوء علم بي عمل، بي خبر بمانم. تو مي كوشي كه من آيات و اخبار مربوط به دانشمند عاري از كردار را فراموش كنم. نه، من فراموشكار و غافل نيستم و آيات خدا را به ياد دارم كه خداوند در وصف عالم بلا عمل به داستان بلعم بن باعور اشاره مي فرمايد كه در محضر درس او دوازده هزار قلمدان (براي نگارش سخنانش) فراهم بود تا حاضران مجلس درس او با استفاده از اين نوشت افزار، گفتار علمي او را بنويسند. (علاوه بر اين كه جلسه درس او،

شاگردان فوق العاده زيادي را به خود جلب كرده بود) خود نيز از مواهب الهي و علوم وهبي و معارف لدني، برخوردار بوده است. خداوند متعال يك سلسله كرامات و نشانه هائي كه نمايانگر عمق و گسترش مقام علمي او بود به وي مرحمت فرمود، كه از آن جمله - طبق گفته گروهي از دانشمندان - مي توانست به هنگام نظر و توجه و التفات، عرش الهي و مقام ملكوتي پروردگار را شهود نمايد. (يعني در حقيقت علاوه بر احاطه نسبت به معارف و علوم رسمي و متداول، از يك ديد نافذ روحي و ملكوتي برخوردار بوده كه مي توانست پرده هاي ابهام را از روي حقايق، كنار زده و اسرار نهاني را كشف و شهود نمايد). پروردگار متعال درباره چنين دانشمند خارق العاده و ابرمرد علم و دانش - به خاطر فقدان عمل - مي فرمايد:

فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث (183)

داستان بلعم بن باعور، همانند داستان سگ مي باشد كه اگر به او يورش بري، زبانش از كامش به در آرد و پارس كند.

و يا اگر رهايش كني و كار به كارش نداشته باشي (باز هم چنين حالتي را از خود نشان مي دهد و) زبانش را از دهانش بيرون كشد.

و نيز حضرت باريتعالي (نمودار ديگري را درباره دانشمندان عاري از عمل ترسيم مي كند و) در وصف آنها ميفرمايد:

مثل الذين حملوا التورية ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا (184)

داستان كساني كه بار علم و آگاهي به مضامين كتاب آسماني تورات را به دوش مي كشند، ولي عملا زير بار آن نمي روند (و كردار آنها با محتواي تورات توافق ندارد) ، همانند الاغ و درازگوشي است

كه بار نوشته ها را به دوش مي كشد.

يعني مثل و داستان مردمي كه حامل اطلاعات در مورد تورات هستند و به هدف نهائي علم خود عمل نمي كنند، مانند الاغي هستند كه بار كتب و نوشته ها را به دوش مي كشد.

(سعدي نيز از اين بيان الهي الهام گرفته و مي گويد:

مراد از نزول قرآن، تحصيل سيرت خوبست نه ترتيل سورت مكتوب:

علم چندانكه بيشتر خواني چون عمل در تو نيست ناداني

نه محقق بود نه دانشمند چارپائي بر او كتابي چند

آن تهي مغز را چه علم و خبر كه برو هيزم است يا دفتر

و (مولوي) مي گويد:

گفت ايزد يحمل اسفاره

بار باشد علم، كان نبود ز هو

علم هاي اهل دل حمالشان

علم هاي اهل تن احمالشان

علم چون بر دل زند ياري بود

علم چون بر گل زند باري بود

چون بدل خواني ز حق گيري سبق

چون به گل خواني سيه سازي ورق) (185)

به راستي آيا هيچ نوع تيره روزي و خزي و خواري، بزرگتر و مهمتر از اين را سراغ داريم كه خداوند متعال انسان را (به علت نابساماني عملش، چنان از مقام انسانيت تنزل دهد كه او را به سگ و الاغ تشبيه نمايد، (خدا هرگز به گزاف سخن نمي گويد:

گفتار پروردگار متعال همواره نمايانگر واقعيت، و سراپا حكمت است، و كمترين بيهوده گوئي در آن راه ندارد.

و واقعا بايد گفت:

عالم و دانشمند فزونمايه اي كه فاقد عمل مي باشد، و ميان كردار و معلوماتش هيچ تناسبي وجود ندارد، همانند سگي است كه همواره زبانش به كار است؛ ولي جان و درونش، و كردار و رفتار و اندام و برونش با اين زبان بازيها هيچ توافق و تطابقي ندارد. آيا چنان عالم و دانشمند، همچون الاغي نيست كه محتواي نگارشهاي

علمي و نبشته هاي عرفاني را بر دوش هوش خود بار كرده، ولي جان و دل و كردارش به مضامين اين نوشته ها انس و الفتي ندارد، و عملا از آنها بيگانه است. بنابراين عالم فاقد عمل، خود را به مقام بهائم و چارپايان و جانوران و حتي موجودي فرومايه تر تنزل مي دهد).

رسول اكرم (صلي الله عليه و آله) فرمود:

«اگر كسي اندوخته هاي علمي خود را افزون سازد و همسان با آن، سرمايه هاي روحي و معنوي و هدايت خويش را افزايش ندهد و بر مراتب رهنمونيش به حق نيفزايد، صرفا بر مراتب بعد و دوري خود از خداوند، مي افزايد» (186).

و همو فرمود:

«علم بي عمل را در ميان آتش دوزخ مي اندازند (آتشي كه آنچنان شديد و گدازنده است) كه روده ها و امعاء و اندامهاي دروني او را به صورت گدازه اي، از حنجره او بيرون مي ريزد.

و سپس اين امعاء گرداگرد چنان عالمي مي پيچد و يا او را به گردش درمي آورد آنچنانكه الاغ، پيرامون آسياب به پيچش و گردش درمي آيد.» (187)

و نيز معصوم (عليه السلام) فرمود:

بدترين مردم عبارت از دانشمندان بدسيرت و زشت كردار مي.باشن (188)

ابودرداء مي گويد:

بايد به حال كسي كه فاقد علم و بصيرت ديني است، يكبار متاسف بود؛ چون او در شرائطي قرار دارد كه اگر مشيت الهي تعلق گيرد، وي را از علم و بصيرت برخوردار مي گرداند. ولي به حال كسي كه عالم و دانشمند است بايد هفت بار متاسف بود (و تاسف بر دانشمندي كه علم خويشتن را به كار نمي گيرد، به مراتب شديدتر از تاسف بر جاهل و نادان مي باشد). يعني علم و آگاهي عالم، حجت و دليلي است كه مي تواند براي او زيان

بار باشد؛ به اين دليل كه در روز قيامت به عالم و دانشمند ديني مي گويند:

«كاربرد علمي معارف و معلومات تو در دنيا تا چه پايه بوده و تا چه مقدار به آگاهيهاي خود عمل كرده اي، و در برابر موهبت علم و دانش شكر و سپاس الهي را چگونه برگزار نموده اي؟.» (حديثي قريب به همين مضمون در كنز.10/198)

رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) فرمود:

«پرشكنجه ترين مردم - در روز قيامت - عبارت از عالم و دانشمندي است كه خداوند، او را عليرغم علم و بصيرتش؛ از علمش بهره مند نساخته است.» (189)

اين روايات و هشدارهائي اين چنين - كه نمونه هائي از آنها را نيز در آغاز كتاب، ترسيم كرديم - بيش از حد شمار و آمار است.

بديهي است آن كسي كه ما را به فضيلت و شرافت علم، آگاهي داده است مسلما راجع به مذمتها و نكوهشهاي مربوط به دانشمنداني را - كه از لحاظ عمل به علم، مقصر و سهل انگارند - گزارش و بيان كرده است كه اوضاع و احوال علمائي كه گرفتار نارسائي و كوتاهي در عمل هستند، سخت تر و طاقت فرساتر از اوضاع و احوال نادانان و جهال مي باشد؛ چون همان خدائي كه فضيلت علم را اعلام كرد، همه عالمان بي عمل را نيز مورد نكوهش قرار داده است، و لذا فرمود:

افتومنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض (190)

آيا به بخشي و پاره اي از قرآن ايمان داريد، و نسبت به پاره ديگر از آن انكار مي ورزيد.

مثال جالب ديگر:

اما علم خداشناسي و آن بخش از علوم عقلي - كه اساس و بنياد علم خداشناسي را تشكيل مي دهند - قضيه و

داستان عالم و دانشمندي كه به چنين علومي مجهز است؛ ولي در عمل و كردارش سهل انگاري مي كند و درباره آن اهمال مي ورزد، و اوامر و حدود و ضوابط الهي را - توام با غرور و خودباختگي شديد - عملا ضايع و تباه مي سازد. مانند داستان مردي است كه مي خواهد در سلك خادمان پادشاه و فرمانروائي درآيد، و ضمنا پادشاه را هم مي شناسد و از اخلاق و اوصاف و رنگ چهره و قيافه و طول و عرض قامت و عادات و طرز جلوس و محفل و مجلس او آگاهي دارد؛ ولي از چيزي كه پادشاه به آن علاقه مند است و يا از آن نفرت دارد و يا از آن خشمگين مي گردد، و نيز از عاملي كه مراتب رضامندي خاطر او را تامين مي كند هيچگونه آگاهي ندارد.

و يا آنكه به همه اين خصوصيات و ويژگيهاي مذكور، واقف و مطلع است و ضمنا آهنگ آن را دارد كه در دستگاه او خدمت كند. لكن از عوامل جلب محبت وي از قبيل شئون و تشكيلات ظاهري و حركات و سكنات خويش كه مي تواند دوستي پادشاه را برانگيزد كاملا بي اطلاع و عاري و بي بهره است:

چنين شخصي بر چنان فرمانروائي وارد مي شود، و مي خواهد مقرب درگاه او گردد، و در پيشگاه او ويژگي يابد (و به اصطلاح: در كادر خصوصي او قرار گيرد) ؛ ولي سر تا پا به مسائلي آلوده است كه موجبات تنفر پادشاه را فراهم مي كند. او از هر گونه عاملي كه بتواند محبت پادشاه را به خود جلب كند، عاري و بي بهره است، و در عين چنين آلودگي و فقدان آگاهي و بهره

از عوامل جلب محبت، انتظار دارد - به خاطر اينكه پادشاه و نام و نسب و شهر و قيافه و چهره و طرز برخورد و عادت او در سياست خادمان، و رفتار او با رعيت و افراد مملكت را مي شناسد - نزد او داراي قرب و منزلتي گردد، و در دستگاه او عزيز و سرفراز شود؟!

اين دو مثال، نمودار وضع عالم و دانشمندي است كه به علم و آگاهي خود عملا پاي بند نيست و آنچه را مي داند رها مي كند؛ (چون او مي خواهد به صرف شناسائي خدا و موازين دين - در عين آلودگي به عوامل تنفرانگيز، يعني اعمال و عواملي كه به هيچ وجه نمي تواند رضا و خشنودي خدا را جلب كند - در پيشگاه پروردگار، قربي پيدا كند. اگر چنين خيال خامي را در سر مي پروراند بايد بداند كه به علت به كار نگرفتن علم خويش) چنين خيالي، بازده غرور و خودپسندي و خدعه و نيرنگ شيطاني است.

اگر چنين دانشمندي تمام معلومات و مايه هاي خويش را رها مي كرد و خود را به معرفت خدا و شناخت اجمالي عوامل جلب محبت الهي و نيز شناسائي اجمالي درباره اسباب تنفر او سرگرم مي نمود، اين وضع به او كمك بيشتري مي كرد تا به منظور و هدف خود - يعني قرب به خداوند متعال و ويژگي يافتن در پيشگاه او - زودتر نائل شود.

بلكه بايد گفت كه كوتاهي و سهل انگاري چنين عالم و دانشمند در به كار گرفتن علم، و علاقه به پيروي از شهوات و تمايلات، نمايانگر اين حقيقت است كه او در شناخت خدا به قشر و پوسته و اسامي و عناوين، اكتفاء كرده

و در لب و مغز و معناي اين معرفت، طرفي نبسته است؛ زيرا اگر خداي را درست و به حق مي شناخت بيمي از او در دلش پديد مي آمد، و تقوي و پارسائي را در پيش مي گرفت. چنانكه پروردگار متعال به همين نكته در قرآن كريم هشدار داده و فرموده است:

انما يخشي الله من عباده العلماء (191)

از ميان بندگان خدا، فقط دانشمندان از او بيمناكند.

اساسا معقول و قابل تصور نيست كه فرد عاقلي، شير را بشناسد و ترس و بيمي را از او در دل خود احساس نكرده و از آن نپرهيزد و نسبت به آن بر حذر نباشد.

خداوند متعال به داود نبي (عليه السلام) وحي كرد:

«همانگونه كه از جانور نيرومند و شكارگر، مي هراسي از من بترس.»

آري، اگر كسي شير را نديده باشد و آن را فقط از لحاظ رنگ و فرم و نام و عنوان بشناسد ممكن است از آن، ترسي به دل راه ندهد. ولي بايد گفت كه گويا او حقيقة شير را نشناخته است؛ (چون اگر واقعا اين موجود نيرومند را درست مي شناخت قطعا بيم و وحشتي او او در دلش پديد مي آمد).

در فاتحه و آغاز كتاب آسماني «زبور» آمده است:

«راءس و عضو حساس و اندام حياتي حكمت و دانائي، ترس و بيم از خدا است.»

د - پالايش دل از رذائل اخلاقي:

(تقصير و كوتاهي ورزيدن در به كار گرفتن علم، منحصر به مطالبي نيست كه قبلا از آنها ياد كرديم؛ بلكه) عالم و دانشمند - علاوه بر تقصير در عمل، و رفتار بر طبق قوانين شرع، و به كار گرفتن حقائقي كه فقهاء و اصحاب فتوي تدوين كرده اند از قبيل: نماز، روزه، دعاء، قرآن و ساير انواع عبادات

- ممكن است در انواع ديگري از اعمال، گرفتار تقصير و سهل انگاري گردد؛ زيرا اعمالي كه بر عالم و دانشمند واجب است، و نيز اعمال غيرواجب به آنچه كه فقهاء گفته اند، منحصر و محدود نمي باشد؛ بلكه در بيرون از محدوده ابوابي كه فقهاء و مجتهدان در كتابهاي خود تنظيم نموده اند، فرائض و تكاليف واجب و غيرواجب ديگري براي عالم و دانشمند وجود دارد كه از اهميت بيشتري برخوردار بوده و شناخت و پي جوئي آنها واجب تر، و دقت و موشكافي درباره آنها مهمتر است.

و آن عبارت است از پالايش دل و جان از رذائل اخلاقي مانند:

تكبر، رياء، حسد، كينه و امثال آنها از خويهاي ناستوده اي كه شخصيت روحي و معنوي انسان را به انحطاط و نابودي مي كشاند. حقايق مربوط به آن در كتابهائي كه منحصرا در اين مسائل بحث مي كند مانند كتب «علم اخلاق» كاملا ثبت و ضبط شده است.

يك فرد عالم و دانشمند، بايد زبانش را از غيبت، نمامي و سخن چيني، گفتار نفاق آميز، ذكر عيوب و خرده گيريهاي بي جا از مسلمانان، و امثال اين گونه سخنها حراست نمايد. او بايد از ساير جوارح و اعضاء خود بدينسان صيانت كند؛ زيرا اعضاء و اندام انسان نيز داراي احكام خاص و گناهان ويژه اي است كه اين احكام و مقررات و گناهان مربوط به اندامهاي مختلف انسان در موارد و جاهاي مناسب خود مورد بحث و بررسي قرار گرفته است كه هر فرد مسلماني بايد ناگزير آنها را فراگيرد و در برابر اين مقررات، سر تسليم و طاعت فرود آورد.

اين مقررات و احكام عبارت از تكاليف و وظائفي است كه از كتابهاي

فقهي - در ضمن بحث از بيع و اجاره و امثال آنها - به دست نمي آيد؛ بلكه براي شناخت اين وظائف (كه فوق قوانين فقهي است و از موقعيتي والاتر برخوردار است) ، بايد به علماء واقعي مراجعه نمود، علماء و دانشمنداني كه پاي بند عمل به علم، و كردار بر طبق آگاهي خود مي باشند.

و نيز بايد به كتبي مراجعه كرد كه صرفا وظائف و مقررات مذكور در آن تدوين شده است. (اين كتب عبارتند از كتابهاي اخلاق و عرفان ديني كه در ميان آثار دانشمندان اسلامي، شمار فراواني از آنها به چشم مي خورد، و حاوي نكات جالب و عميقي است كه مي تواند در شخصيت روحي و انساني فرد، سازماني دقيق ايجاد كند).

اين قضيه، بسيار شگفت آور است كه عالم و دانشمند خداشناس، منحصرا به علوم رسمي و متداول، مغرور گشته و بدان بسنده كند، و از اينكه دانشهاي كلاسيك و علوم معمولي را فراگرفته است خود را دلخوش سازد؛ ولي از اصلاح نفس و آراستن و پيراستن جان و دل، و كوشش در جلب رضاي پروردگار خود، غافل ماند. غرور و غفلت و خود باختگي دانشمندي كه با چنين شرائطي به سر مي برد از طريق علم و عمل يا به عبارت ديگر: از طريق آگاهي ها و رفتارش، مكشوف و روشن گردد.

اما از نظر عمل: ما درباره علت و عاملي كه يك فرد دانشمند از رهگذر آن گرفتار غرور و فريب شيطان مي گردد مطالبي را قبلا ياد كرديم، و گفتيم كه داستان چنين دانشمندي همانند داستان بيماري است كه براي درمان خويشتن فقط به داروشناسي و نسخه پردازي و تكرار استنساخ و قرائت و خواندن

نسخه دارو و تعليم اين دارو به ديگران، اكتفاء مي كند. (بديهي است كه او - عليرغم همه اين مساعي - اگر به نسخه دارو عمل نكند، معالجه نمي گردد).

بلكه بايد گفت:

داستان چنين دانشمند، شبيه داستان كسي است كه به بيماري «بواسير = فيستول» و «برسام = التهاب كبد» مبتلا و گرفتار است، و شدت اين دو بيماري، او را در لبه پرتگاه مرگ قرار داده است. چنين بيمار بايد داروي درمان بخش و طرز بكاربردن آن را شناسائي كند. اگر او (به جاي اينكه در صدد چنين كوشش برآيد) خود را سرگرم شناختن داروي درمان كننده حيض و استحاضه نمايد و شب و روز خود را در بررسي دواي حيض و استحاضه و تكرار آن صرف كند - در حالي كه او به قطع و يقين ميداند كه مرد است و در تمام مدت طول عمر خويش به هيچ وجه دچار قاعدگي و استحاضه نمي گردد - ؛ ولي (در تاييد مساعي خويش) مي گويد:

ممكن است زني دچار اين حالت شود و از من راجع به مسائل مربوط به آن، پرسش نمايد. (پر واضح است كه اين گونه طرز تفكر) ، كمال غفلت و غرور، و منتهاي حماقت و نابخردي است؛ زيرا چنين شخصي به جاي آنكه خود را با شناسائي داروي درمان بخش و بكاربردن آن، از بيماري مهلك بواسير و برسام نجات دهد، سرگرم همان مسائل مربوط به قاعدگي و استحاضه اي است كه هرگز گرفتار آنها نخواهد شد.

يك فقيه نما و باصطلاح: عالم به مسائل ديني - كه پيروي از تمايلات نفساني بر او چيره گشته، و به دنيا متكي است، و به بيماريهاي كشنده: حسد،

تظاهر و خودنمائي، خشم، كينه، و عجب و غرور نسبت به اعمالي كه آنها را اعمال شايسته خويش مي پندارد، مبتلا و گرفتار است، و تصور مي كند كه، اعمال او درست و شايسته مي باشد، مسلما او همانند آن بيمار كذائي است (كه به علت غفلت از خويشتن و پرداختن به ديگران، موجبات تيره روزي و نابودي خود را فراهم مي كند). اگر او باطن و درون خود را، مورد تفتيش و بازرسي قرار دهد مي بيند كه اين حالات دروني او از جمله معاصي آشكار و پليديهائي است (كه براي هيچكس، ترديدي در زشتي آنها وجود ندارد).

بنابراين بايد چنين فردي، توجه و التفات خود را به سخنان نبي اكرم (صلي الله عليه و آله) معطوف سازد كه فرمود:

«ناچيزترين ريا و خودنمائي، به عنوان شرك، تلقي مي شود» (192) و به اين سخن پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله) گوش فرا دهد كه گفت:

«آنكه در دلش كمترين حالت كبر و ذره اي خود بزرگ بيني وجود دارد به بهشت درنيايد.» (193)

و به اين گفتار رسول اكرم (صلي الله عليه و آله) بنگرد كه فرمود:

«حسد و تنگ نظري، حسنات و كارهاي نيك انسان را مي بلعد و نابود مي سازد، آنچنانكه آتش، هيزم را مي بلعد» (194) (و آن را به خاكستري ناچيز مبدل مي نمايد).

و يا به اين گفتار پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله) التفات كند كه فرمود:

«مال دوستي و جاه طلبي، نفاق و دو گونگي شخصيت را در دل انسان مي روياند همانگونه كه آب، گياه را مي روياند.» (195)

او بايد به اخباري بنگرد كه درباره عوامل كشنده شخصيت انسان، (از معصومان (عليهم السلام) به ما رسيده و در كتابهاي حديث، تدوين

شده است.

باري، چنان عالم و دانشمند، بدينسان از به كار گرفتن داروهائي كه ساير عوامل و بيماريهاي كشنده باطني را درمان مي كند، دريغ مي ورزد، به گونه اي كه نسبت به اين داروهاي حيات بخش و شخصيت آفرين، بي اعتناء مي گردد.

و احيانا ممكن است به علت همين اهمال كاريها - پيش از آنكه موفق به توبه شود و رفتار نامطلوب گذشته خويش را جبران نمايد - (با دست و دلي آلوده و كثيف، مرگ، او را در ربوده و اين جهان را كه آزمايشگاه انسان است، ترك گويد) و با شرائطي، خدا را ملاقات كند كه بر او خشمگين باشد.

چنين دانشمندي كه بايد براي درمان بيماري شخصيت رواني خود، سخت كوش و پرتلاش باشد - به جاي اينكار - از مسائلي پي جوئي ميكند كه در زندگاني او كمتر به كار مي آيد. او مساعي و كوششهاي بي دريغي در آن مسائل مبذول مي دارد و به شدت، خود را به مطالعه و تدريس علم نحو و صرف كلمات و منطق و بحث از انواع دلالات، و بررسي مسائل حيض، استحاضه، صلح؛ اجاره، لعان، جراحات، دعاوي، بينه، قصاص، ديات (و امثال اين گونه مسائل) سرگرم مي سازد كه در تمام مدت عمر و زندگاني خود - جز به ندرت - بدنها نيازي پيدا نمي كند.

و اگر شخصا نيازمند شناسائي دقيق اين مسائل باشد و يا ديگران به شناسائي آنها احساس احتياج نمايند، بايد بدانيم كه دانستن اين مسائل از واجبات كفائي است (كه با دانستن ديگران، تكليف او در شناسائي اين مسائل، ساقط مي شود و از آن پس، دانستن او الزامي نخواهد بود). اگر او در چنين شرائطي به اين مسائل

روي آورد، در حقيقت از علوم و معارفي روي گردان شده است كه به اتفاق همه علماي اسلام، واجب عيني است (كه اگر ديگران دست اندر كار چنين علوم و معارف گردند، تكليف الزامي او نسبت به آنها ساقط نمي شود.

و او موظف است - با وجود اينكه ديگران اين علوم را فراگرفته اند - خود نيز به عنوان يك تكليف صد در صد الزامي و واجب عيني - همين علوم و معارف را فراگيرد).

هدف اين علوم (يعني علوم رسمي متداول از قبيل صرف و نحو و و …) - در صورتي كه منظور از يادگيري آنها، جلب رضاي خداوند بزرگ و نيل به پاداش عظيم او باشد - به عنوان يك تكليف و واجب كفائي است. بديهي است كه واجبات كفائي در جنب واجبات عيني، در درجه دوم اهميت قرار دارد. يعني نخست بايد واجبات عيني را فراگرفت و سپس به واجبات كفائي پرداخت.

اگر هدف همان دانشمند فقيه - كه معلومات و مايه هاي علمي خود را كاملا شناسائي كرده است - تحصيل رضاي خدا و امتثال از اوامر او باشد بايد در ترتيب علوم و تحصيل آنها، به علوم مهمتر و نافع تر پيش از علوم ديگر - بر حسب درجه اهميت و نفع آنها - سرگرم شود (و بدانها پاي بند باشد) ؛ چون در غير اينصورت بايد گفت كه او يا دچار حيرت و سرگرداني و غفلت و بي خبري نسبت به علوم و معارف به سر مي برد، و يا آنكه فردي متظاهر و رياكار در دين و فريب خورده اي است كه پوياي رياست و برتري و جاه و مقام و مال مي باشد.

بنابراين او

بايد براي درمان يكي از اين دو بيماري: (غفلت و رياكاري) از داروهاي درمان بخش آن ها آگاه شود، و پيش از آنكه هر يك از اين دو بيماري بر او چيره گردد و در او مزمن شود و شخصيت معنوي و انساني او را از پاي درآورد، به معالجه و درمان آنها مبادرت ورزد.

فقه و علم واقعي چيست؟

علاوه بر اين بايد بداند كه صرف يادگيري مسائل مدون فقهي، از ديدگاه خداوند، فقه واقعي نيست. فقه و بصيرت واقعي ديني - از ديدگاه پروردگار متعال - درك و شناسائي جلال و شكوه و عظمت خداوند است. در سايه چنين درك و شناختي است كه خوف از خدا و هيبت نسبت به او، و در نتيجه، خشوع و توجه و انعطاف مطلوب، در دل انسان به ثمر مي رسد.

و همين شناخت، او را به تقوي و پارسائي و شناسائي صفات مخوف و نامطلوب، و نيز درك صفات ستوده و مطلوب، وا مي دارد تا سرانجام از صفات نكوهيده بر حذر بوده و دست اندر كار صفات مطلوب گردد.

نتيجه اين كوششها اين است كه خوف الهي را شعار دل خويش ساخته و در قلب او، حزن و اندوهي (به خاطر اعمال ناستوده اش) برانگيخته شود.

خداوند متعال، انسان را به همين مساله در نبشتار آسماني خود هشدار داده و فرموده است:

فلولانفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون: (196)

چرا پاره اي از اقوام و گروهها از شهر و ديار خود بيرون نمي روند تا در مسائل ديني، از فقاهت و بينش ديني برخوردار گردند؟ و آنگاه كه به شهر و وطن خويش بازمي گردند

مردم وابسته به خود را (از رفتار نادرست بازداشته و آنان را از چنان اعمالي) بيمناك سازند تا آنان از آنها برحذر باشند.

علم و دانشي كه انذار و بيمناك ساختن مردم از گناه - در سايه رهنمودهاي آن به دست مي آيد - همين علم مدون فقهي معمول و متعارف نيست؛ زيرا منظور از فقه معمول و متداول، صيانت اموال است كه با شرائط مورد نظر در معاملات، چنين صيانتي پيش بيني و ضمانت مي گردد.

و نيز منظور از فقه مدون، نگاهباني بدن به وسيله مال و پيشگيري از قتل و جرح (و امثال آنها است). مال (كه به وسيله قوانين مقرر در معاملات، صيانت مي گردد) بايد به عنوان آلت و ابزار و وسيله اي براي سير به سوي «الله» مورد استفاده قرار گيرد. بدن (كه صيانت آن در ظل قوانين حدود و ديات و قصاص، تامين مي شود) مركب و وسيله نقليه اي است كه بايد از آن براي پيمودن اين مسير و گذرگاه - يعني دنيا - بهره برداري شود.

بنابراين نبايد اين آلت و ابزار (يعني مال) ، و اين مركب و وسيله نقليه (يعني بدن) را هدف زندگاني انساني دانست.

و اين وسيله را نبايد به عنوان هدف و مقصود نهائي تلقي نمود. با توجه به اين نكته، علم و دانش اساسي و بنيادي عبارت از شناختن و پيمودن طريقي است كه انسان را به خدا مي پيوندد. علم واقعي عبارت از شناختن طرز طي نمودن و در نورديدن گردنه ها و دست اندازهاي روحي است كه اين دست اندازها، همان صفات ناستوده انساني مي باشد. اين صفات زشت، ميان انسان و خداي او پرده و حجابي ايجاد مي كند كه اگر

انسان - با آلودگي به چنان صفاتي - از دنيا برود، از لقاء رحمت پروردگار مهربان، محجوب و محروم خواهد شد.

ه - چند نمونه و مثال عبرت انگيز درباره دانشمندان غيرواقعي

با توجه به نكات مذكور به اين نتيجه مي رسيم كه علم و دانش حقيقي، انگيزه پديد آمدن خشيت و بيم از خدا و ترس از گناه در دل انسان مي گردد.

و بلكه بايد گفت:

كه ترس و بيم از گناه، ويژه دانشمندان واقعي است. چنانكه خداوند متعال ضمن آيه انما يخشي الله من عباده العلماء به همين نكته، مردم را آگاه كرده است.

و در ترس از گناه، ميان فقهاء و ساير دانشمندان در اين جهت، فرقي وجود ندارد، (يعني عالم واقعي اعم از فقيه و غير فقيه، بيم از خدا را كاملا در دلش احساس مي نمايد).

داستان فقيه و دانشمندي كه صرفا به شناخت فقه معمول و متعارف و علوم رسمي، خويشتن را محدود و راضي مي سازد (و به علوم و معارف اساسي نمي پردازد) ، داستان كسي است كه در رفتن به سفر مكه و انجام مناسك حج، تنها به دانستن كيفيت دوختن درز مشك آب و موزه و پا افزار يعني كفش اكتفاء كند، (و مسائل اساسي حج را فرا نگيرد). بي ترديد اگر چنين مسافري، فاقد مشك آب و كفش و پا افزار باشد نمي تواند مناسك حج را برگزار كند. ولي صرف آشنائي به طرز دوختن درز مشك آب و پا افزار نمي تواند به هيچ وجه با اين شخص كمك كند كه پس از بازگشت از سفر حج به عنوان «حاجي واقعي» تلقي شود. (اگر اين شخص به تمام اطلاعات مربوط به طرز دوختن درز مشك آب و كفش عمل كند كسي نمي گويد:

او مناسك حج

را انجام داده است؛ بلكه مي گويند:

به هيچ وجه كاري كه به حج و مناسك آن ارتباط دارد، انجام نداده است).

اگر فقيه، از علوم فقهي متداول، بي اطلاع باشد قهراً شناسائي احكام ديني دستخوش عقب افتادگي و تعطيل خواهد شد؛ ولي شناسائي احكام فقهي (منهاي شناخت علوم واقعي و اساسي) نمي تواند خود فقيه را نجات داده، و نيز نمي توان چنان علمي را به عنوان علمي رهائي بخش شناخت. (فقيه بايد پيش از فقه، از حس خوديابي و خدايابي و شناخت راه و رسم نيل به رضاي خدا، برخوردار باشد تا راه نجاتي براي خويشتن - قبل از پرداختن به ديگران - در رسيدن به رضاي خدا بگشايد). ما اين واقعيت را پيش از اين ياد كرديم.

بلكه بايد گفت:

علوم رسمي و متداول، زمينه پرداز و مقدمه براي مقصد و هدفي است كه صرفا آن هدف ذاتا مطلوب مي باشد. (علوم رسمي، ابزار و وسيله رسيدن به اين هدف است. بنابراين چگونه مي توانيم در طريق و مسير اين هدف، متوقف بمانيم و هدف و مقصد را فراموش كنيم، و يا مقصد را فداي طريق و وسيله سازيم، و به اصطلاح: «ذي المقدمه را براي مقدمه قرباني كنيم.»

اگر شرائط و اوضاع كسي كه عالم و عارف به قوانين و احكام الهي است، و به دستورات پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) و ائمه دين (عليهم السلام) آشنا مي باشد و نسبت به معارف آئين آسماني، برخوردار از آگاهي است، (و در عين حال، فاقد علوم اساسي و بنيادي مي باشد) ، همانند همان شخصي باشد كه براي انجام مناسك حج، فقط راه و رسم دوختن درز كفش و كفشگري

و پينه دوزي را فراگرفته است؛ وضع و حال حكماء و فلاسفه چه خواهد بود؟! فلاسفه اي كه عمر خويش را در شناسائي عالم كون و فساد مصروف مي دارند، عالم و جهاني كه آينده آن فساد و نابودي محض است، و اين حكماء افكار خود را سرگرم شناختن وجود مي سازند كه آيا وجود، عين ذات موجودات است، و يا امري است زائد بر ذات موجودات، و يا امري است مشترك ميان موجودات.

و بالاخره درباره اين گونه مسائل بحث مي كنند كه هيچگونه بازده و ثمري ندارد. بلكه بايد گفت:

خود آنها نيز نمي توانند (از رهگذر اين كاوشها) به حقيقت خواسته و مطلوب خود در معرفت دست يابند تا چه رسد به اينكه ديگران را - كه دست اندر كار اين علم نيستند - به حقيقت خواسته و مطلوب آنان، آگاه سازند.

داستان چنين دانشمندان، شبيه داستان پادشاه و فرمانروائي است كه خدمه و نوكراني براي خود تهيه ببيند و به آنها دستور دهد كه وارد خانه و كاخ او گردند، و به انجام خدمات و وظائف خويش قيام نمايند، و به گونه اي در تكميل و سازندگي خود بكوشند كه در پيشگاه او داراي قرب و منزلتي گشته، و از كارهائي كه موجب طرد آن ها مي شود بپرهيزند.

آنگاه كه اين مستخدمان را وارد سراي خويش مي سازد تا به وظائف و ماموريت خويش عمل كنند، آنان به جاي انجام وظائف و خدمات، سرگرم نظاره و تماشاي در و ديوار و زمين و حياط و سقف كاخ شوند.

و اين نظاره و تماشا را تا آخر عمر ادامه دهند، و تمام فرصتها را صرف تماشاي اطراف و جوانب و داخل و خارج آن كاخ

نمايند، تا آنگاه كه مرگ آنها را فرارسد؛ در حالي كه نفهمند منظور از آوردن آنها به اين سرا و كاخ، چه بوده است.

راستي، اوضاع و احوال اين مستخدمان و اين گونه علماء از ديدگاه سرور آنها چگونه خواهد بود، سرور و آقائي كه - عليرغم تمام سهل انگاري آنان در طاعت، و تقصير آنها در فرمانبرداري از دستورات، و بلكه آلودگي اشمئزازآور آنان به گناه - از انعام و احسان مهم خود نسبت به آنان هيچگونه دريغ نورزيده است؟ (بديهي است كه اين خدمه و نوكران بي خاصيت و چنين دانشمنداني هيچگونه نصيبي نخواهند داشت).

بايد متوجه باشيم كه داستان اين گونه دانشمندان، داستان خانه اي است كه اندرون آن، تيره و ظلماني است؛ ولي چراغ فروزاني بر بام اين خانه مي درخشد كه ظاهر و بيرون خانه را روشن مي سازد؛ (ولي درون خانه همچون شب ديجور، تيره و ظلماني است).

بلكه داستان اينان همانند انبار فاضل آب و مزبله اي است كه ظاهر و رويه آن با (سنگ و) گچ، سفيدكاري و آراسته شده است؛ ولي درون و ژرفاي آن سخت متعفن و آلوده است.

و يا آنكه مثل آنان همچون گور مردگان است كه ظاهر و بيروني آراسته دارد؛ ولي در دلش، مردار متعفني را در بر گرفته است.

ظاهرش چون گور كافر پر حلل باطنش قهر خدا عز و جل

و يا مانند كسي است كه پادشاه و شخصيت برجسته اي را به ميهماني دعوت كند و به همين جهت دروازه بيرون خانه را با گچ كاري مي آرايد؛ ولي در محل ورود منزل، مزبله ها و كثافات را رها كرده و فكري به حال آن نمي كند، (و براي جلوگيري از انتشار

تعفن و بوي اشمئزازآور آن، چاره انديشي نمي نمايد).

بي ترديد، چنين حالاتي از چنان اشخاصي، نمايانگر فريب خوردگي و نيرنگ يابي آشكار آنها از شيطان است.

نزديكترين مثال براي نشان دادن حالت فريب خوردگي چنان دانشمنداني، داستان شخصي است كه در زميني به كشاورزي مي پردازد، و كشته او مي رويد. اما همراه روئيدن آن، بوته ها و علفهاي هرز و بي خاصيتي - كه كشته هاي او را ضايع و تباه مي سازد - نيز مي رويد. لذا دستور ميدهد و در صدد بر مي آيد كه زراعتش را از علفها و بوته هاي هرز، وجين و پاكسازي كنند و آنها را از ميان ببرند. ولي اين شخص به جاي ريشه كن ساختن علفهاي هرز، فقط آنها را از وسط مي برد و در نتيجه، ريشه آن در دل زمين باقي مي ماند و با چنين پاكسازي (به جاي ريشه كن ساختن عوامل تباه سازنده زراعت) ، آنها را بيشتر تقويت مي كند، و سرانجام، اين علفها و بوته هاي هرز دوباره با قدرت و نيروي بيشتر شروع به روئيدن مي نمايد.

كانون و مركز رويش نقائص و ريشه تمام رذائل و حالات ناستوده انسان، عبارت از اخلاق و خويهاي نامطلوب و پستي است كه در دلها جاي گرفته است. اگر كسي زمينه قلب و درون خويش را از اين گونه خوي ها پاكسازي نكند، حتي طاعت و امتثال ظاهري او نسبت به اوامر و دستورات الهي، ناتمام و ناقص خواهد بود.

و در نتيجه با عوامل زيان بخش به شخصيت معنوي و انساني - كه همواره رو به قوت و تزايد خواهد بود - درگير مي باشد.

بلكه چنين عالم و دانشمند، مانند كسي است كه به بيماري برص و پيسي و مرض

جلدي، مبتلي شده و موظف است كه بدنش را با داروئي مالش و ماساژ دهد، و شربت معالجي نيز بنوشد تا بيماري او درمان گردد. او بايد بدن را با دارو مالش دهد تالك و پيس ظاهري، زدوده شود.

و نيز شربت بنوشد تا ماده و منشاء اين بيماري از درون او ريشه كن گردد. حالا اين بيمار، فقط بدنش را با داروي مخصوصي مالش و ماساژ مي دهد، ولي شربت را نمي نوشد؛ بلكه چيزهائي را تناول مي كند كه به ريشه و ماده اين بيماري مدد مي رسانند.

بديهي است كه با چنين كاري، ريشه و منشاء بيماري در (درون) او تقويت مي شود، ولي او همواره فقط به ظاهر بدن مي پردازد و آن را ماساژ ميدهد؛ در حالي كه ريشه اين بيماري - به خاطر ترك نوشيدن دارو - در اندرون وي هر چه بيشتر پيشروي مي كند تا سرانجام او را از پاي درمي آورد.

از خداوند متعال ميخواهيم كه نخست ما را به اصلاح خويشتن موفق ساخته تا درون و باطن خود را از بيماريهاي اخلاقي بپيراييم.

و چشمان ما را به عيوب و خرده ها و نقائص مان بينا گرداند.

و ما را از رهگذر معلومات و معارف مان بهره مند سازد.

و مايه هاي علمي ما را حربه و دليلي زيانبار بر ما قرار ندهد. توفيق و كاميابي ما در نيل به اين آرزوها به دست تواناي خدائي است كه از تمام مهربانان و بخشايشگران، بخشايشگرتر و مهربان تر است.

3 - به كار بستن علم، و توجه و توكل به خدا، و برخورداري از جهت يابي صحيح

براي هر يك از معلم و شاگرد - علاوه بر خلوص نيت و به كار بستن علم - شرائط متعدد و وظائف متنوع و فراواني وجود دارد كه همه اين شرائط و وظائف

در همان شرط دوم يعني به كار بستن علم، خلاصه مي شود؛ زيرا علم و دانش وسيله نيل به اخلاق كريمه و رفتار ستوده و پسنديده، و منزه ماندن انسان از خويها و كردار زشت و بد مي باشد.

اگر عالم و دانشمند، اين دست افزار گرانبها را عملا به كار گيرد و به علم خويش - به صورتي درست و در جهت صحيح - عمل كند، خداوند متعال او را به هر گونه خير و سعادتي - كه پويائي آن ممكن است - دسترسي مي دهد.

و از هر عامل و انگيزه اي - كه موجب زشتي چهره شخصيت او مي گردد - بدور مي سازد.

پس آنچه بر معلم و شاگرد - پس از پاكسازي و تصفيه باطن و جان و روان از رذائل اخلاقي، و به كار گرفتن علم - لازم و ضروري است اين است كه سراپاي وجودشان را از درون و بيرون، متوجه خدا ساخته و در تمام شئون ضروري زندگاني خويش به او متكي باشند و فيض بهره ها را از پيشگاه الهي، درخواست و دريافت كنند؛ و آنها را نزد خدا جستجو نمايند؛ زيرا علم و دانش - همانگونه كه از بيان امام صادق (عليه السلام) نقل كرده ايم - از رهگذر كثرت تعلم و دانش آموختن به دست نمي آيد؛ بلكه علم و دانش عبارت از پرتو و نوري است كه خداوند در دل و جان كسي مي افكند كه خواهان هدايت او است، و او بايد متوكل به خدا بوده، و امور خويش را به وي واگذار نموده، و بر علل و اسباب طبيعي و دنيوي تكيه نكند. اگر اين عالم و دانشمند در شئون مختلف زندگاني، صرفا

به علل و اسباب دنيوي متكي باشد، و امور زندگاني خود را به همانها واگذار نمايد، همين علل و اسباب به صورت بار گران و كمرشكن بر دوش او سنگيني مي كند و موجب انحطاط شخصيت وي مي گردد.

آري عالم و متعلم نبايد بر هيچ كس و بر هيچ چيزي از آفريده هاي خدا متكي باشند؛ بلكه بايد زمام امور خود را - در زندگاني و رزق و روزي و امثال آنها - به خداوند متعال واگذار نمايند تا از اين رهگذر نفحات قدس الهي و الطاف پاكيزه پروردگار و لحظات انس و الفت با خداوند، بر آنها تجلي كند و از رهگذر آن، مشكلات آنان حل و گشوده شده و كژي آنها به راستي آيد، و منظورشان تامين گردد و امور زندگاني آنها به صلاح باز آيد.

از پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت كرده اند كه فرمود:

«خداوند متعال به ويژه، عهده دار رزق و روزي طالب علم و دانشجو مي باشد، و روزي او را اختصاصا به طريق خاص و متفاوت از ديگران تضمين مي كند كه ساير مردم، مشمول اين لطف خاص او نيستند، يعني علاوه بر آنكه به طور عموم، روزي ساير مردم را نيز به عهده گرفته است روزي او را به طرز خاصي بدو ارزاني مي كند. به عبارت ديگر: ساير طبقات مردم در كسب اسباب معيشت و زندگاني، به سعي و كوشش نياز دارند تا روزي خود را بدست آورند، و غالبا در سايه مساعي خود به آن دست مي يابند؛ در حالي كه يك دانشجوي پوياي علم به چنين سعي و كوششي - براي امرار معاش - مكلف و موظف نيست،

(و نيازي به آن ندارد) ، بلكه او موظف است كه جوياي علم و دانش باشد و بايد بداند:

چون در مسير دانشجوئي، از حسن نيت و اخلاص در اراده، برخوردار است خداوند متعال، هزينه معاش و زندگاني او را كفايت و ضمانت خواهد كرد.»

در طي حالات شخصي زندگاني من، حوادث و رويدادهاي جالب و دقيقي را به ياد دارم كه اگر به گردآوري و تدوين آنها بپردازم به جائي مي رسد كه خدا بهتر از هر كسي به اين توجهات ظريف و مشحون از جمال و زيبائي، آشنا و آگاه است. آري او مي داند كه چه رفتار خوشايندي از ناحيه وي نصيب من گشت.

از آن زماني كه به تحصيل علم سرگرم شدم:

(اوائل دهه 930 ه ق.) تا اين زمان كه به نگارش اين كتاب مي پردازم يعني (نيمه ماه رمضان 953 ه ق.) (حوادث جالبي كه نمايانگر مراحم دقيق الهي است در سراسر زندگاني تحصيلي ام اتفاق افتاده كه واقعيت سخنان نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) را آشكار مي سازد).

و خلاصه: شنيدن كي بود مانند ديدن. (من همه اين توجهات مهرآميز و الطاف ظريف و دقيق پروردگار حكيم را شهود كرده ام كه فعلا جاي بازگو نمودن آنها نيست).

نتيجه عدم توكل به خداوند متعال:

استاد متقدم و پيشين ما: محمد بن يعقوب كليني از حسين بن علوان آورده است كه مي گفت:

«در مجلس درس استادم، سرگرم فراگرفتن علم بوديم. در يكي از سفرها هزينه مالي من تمام شد و چيزي نداشتم. يكي از دوستان و ياران ما به من گفت:

تو كه گرفتار چنين اوضاعي هستي به چه كسي دل بسته اي و به كه اميدواري (تا هزينه زندگاني

ترا تامين كند؟) گفتم: به فلاني. گفت:

سوگند به خداوند كه (با چنين فكر و انديشه اي) نياز تو برآورده نمي گردد، و آرزو و اميد و درخواست تو، به سرانجامي موفقيت آميز منتهي نخواهد شد. گفتم: خداي، ترا بيامرزاد، به چه دليل با چنين قاطعيتي اظهار نظر مي كني و مرا نوميد مي سازي؟ گفت كه امام صادق (عليه السلام) به من فرمود؛ در يكي از نبشتارها، اين مطلب را خوانده است كه خداوند متعال مي گويد:

به عزت و شكوه و بزرگواري و مقام والايم بر عرشم سوگند، اميد و آرزوي هر آرزومندي را - كه در آمال و آرزوهاي خود به غير من روي آورد و به آن دل ببندد - به ياس و نوميدي مبدل مي سازم، و بر قامت چنين كسي از ديدگاه مردم، لباس خواري و مذلت را مي پوشانم كه در نظر آنها، فروهشته و خوار گردد. او را از درگاه خود مي رانم و پيوند او را از خويش مي گسلم.

آيا او در شدائد و مشكلات زندگاني به كه اميدوار است؟ در حالي كه ناهمواريها و مشكلات زندگاني جهان زير قبضه قدرت من قرار دارد؛ ولي او چشم اميد به غير من دوخته و با مدد فكر و انديشه شخصي و تصور خود درگاه ديگري را مي كوبد، با اينكه مي داند كليد مشكل گشاي تمام درهاي بسته در دست من است.

و درگه من همواره فراسوي بندگاني كه مرا مي جويند و مرا مي خوانند، گشوده است.

آيا كسي هست كه در مصائب زندگاني، چشم اميد به من دوخته باشد و من اميدها و آرزوهاي (مشروع) او را برآورده نساخته باشم؟

آيا چه كسي - در يك مسئله مهم و كاري عظيم -

به من اميدوار بوده كه من اميد او را بريده و نوميدش ساخته باشم؟.

من اميد و آرزوهاي بندگانم را حفظ و ضمانت كرده ام؛ ولي آنها به حفظ و ضمانت من، راضي و دلخوش نيستند. آسمانهايم را از موجوداتي مقدس يعني فرشتگان، مشحون ساخته ام كه از تسبيح و تقديسم هيچگاه خسته و ملول نمي گردند. به اين موجودات مقدس فرمان داده ام كه هيچ دري را به روي بندگانم نبندند و ميان من و آنان، مانعي ايجاد نكنند. ولي اين بندگان (بدگمان من) به گفتار و وعده هاي من اطمينان نكرده اند. آيا آنان نمي دانند كه اگر حادثه اي سنگين، آنها را بكوبد و ضربه اي بر آنها وارد سازد جز من، كسي قادر به جلوگيري و از ميان بردن آن نيست، مگر آنگاه كه به اراده و اذن من، كسي بتواند غمگسار و ياور انساني ديگر باشد.

پس چه شده است كه مي بينم او از من دل بريده و از من روي برگردانده است، چرا بايد او را در چنين حالتي ببينم؟ من در مقام جود و كرم، نعمتهائي به وي ارزاني داشته ام كه آنها را از من درخواست نكرده بود. آنگاه كه اين نعمتها را از او ربودم، بازگرداندن آن را از من درخواست نكرد، بلكه اعاده آن را با غير من در ميان گذاشت.

آيا او چنين مي پندارد - با اينكه من همواره قبل از درخواست و تقاضايش وي را مشمول عطاي خويش قرار ميدهيم - آنگاه كه درخواست مي كند، از وي دريغ مي كنم؟!. (هرگز اينطور نيست. من به درخواست مشروع او پاسخ مثبت مي دهم).

آيا من، بخيل و دريغ كارم كه او مرا رها كرده و از توجه به من،

دريغ مي ورزد و مرا دريغكار مي پندارد و به غير من روي مي آورد؟

آيا جود و كرم از آن من نيست؟ آيا گذشت و رحمت در يد قدرت من نيست؟ آيا من كانون و مركز و محور اميدها و آرزوها نيستم؟

اگر كسي از من قطع اميد كند، و به غير من در آمال خويش پناه برد، آيا چنين آرزومندان و اميدواراني - كه چشم اميد به غير من دوخته اند - هيچگونه ترس و بيمي ندارند (كه مبادا آرزوهايشان بر باد رود؟)

اگر تمام ساكنان كرات آسماني و مردم كره خاكي، اميد و آرزوي خود را با من در ميان گذارند، و من در مقام برآورده ساختن آرزوهايشان، به هر يك از آنها همان مقدار عطاء كنم كه برابر خواسته همگان باشد، به اندازه عضو مورچه و ذره اي از ملك و دارائي من كاسته نمي شود. آن ملك و دارائي كه من، مدير و سرپرست و نگاهبان پايداري و بقاء استمرار آن هستم چگونه دستخوش كاهش و نقصان مي گردد؟ (چون درياي كرم و احسان مرا، كراني نيست و مرحمت من پايان پذير است).

واي بر كسي كه از مرحمت من نوميد است، و از فرمان من سرمي پيچد، و مراقب من نيست. چنين كسي، بدفرجام و تيره بخت مي باشد.» (197)

شيخ و استاد بزرگوار يعني كليني، همين روايت را با سندي ديگر از سعيد بن عبدالرحمن در كتاب خود آورده كه در پايان آن، چنين آمده است:

راوي گفت:

«به امام صادق (عليه السلام) عرض كردم:

يابن رسول الله؛ اين حديث را بر من املاء فرما (تا آن را بنويسم) امام صادق (عليه السلام) آن را املاء فرمود.

و من گفتم: سوگند به خداوند كه از

اين پس، حاجتي را با غير خدا در ميان نمي گذارم.» (198)

بايد بگويم اين سخن گرانمايه - كه از مطالع نبوت بر افق امامت - از ناحيه خداوندي كه منزه از هر گونه نقص و عيب است - پرتوافكن است، در تحريص و ايجاد شوق توكل به خداوند، سخني است كافي و رسا، و مضامين عالي آن براي انسان، درس كاملي است (كه به او مي آموزد) تا امور زندگاني خود را به خدا سپرده و در تمام مسائل مهم حياتي به او متكي باشد.

اين حديث در مسئله توكل به خداوند از جوامع كلام مي باشد و كاملا رسا است، به گونه اي كه نمي توان مطلب و نكته ديگري بر آن افزود. (و در محتواي اين حديث براي توكل انسان به خداوند متعال، هيچگونه كمبودي احساس نمي شود).

اين بود مسئله سومي كه مربوط به آداب معلم و شاگرد نسبت به خود مي باشد.

4 - حسن خلق و فروتني و كوشش در تكميل نفس

معلم و شاگرد در پاي بند بودن به حسن خلق - نسبت به ساير مردم - وظيفه بيشتر و سنگين تري دارند. آن دو موظفند كه تواضع و فروتني و رفق و مداراي كامل را درباره ديگران معمول دارند و در اين رهگذر از بذل توان و طاقت خويش - به منظور تكميل نفس - دريغ نورزند.

از معاوية بن وهب روايت شده كه گفت:

از امام صادق (عليه السلام) شنيدم كه فرمود:

«جوياي علم و دانش باشيد و خويشتن را همراه آن با آميزه حلم و بردباري و متانت و وقار بياراييد، و نسبت به كسي كه از او علم و دانش را درخواست مي كنيد متواضع و فروتن باشيد، و همچون دانشمندان جبار و اشراف منش نباشيد؛ چون طرز رفتار

باطل و نابحق شما، حق شما را از ميان مي برد.» (199)

حلبي در «الصحيح» يا در حديث صحيح از امام صادق (عليه السلام) نقل كرده است كه آن حضرت گفت:

اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) فرمود:

«مي خواهيد كه شما را به حال فقيه و دانشمند واقعي ديني آگاه سازم؟ آري او عبارت از كسي است كه مردم را از مهر و رافت خداوند، نوميد نمي سازد.

و در عين حال، آنان را (به گونه اي ارشاد مي كند كه) نسبت به عذاب خداوند احساس ايمني نكنند، و به مردم در ارتكاب گناه، آزادي عمل نمي دهد، و قرآن را - به خاطر رغبت به غير قرآن - رها نمي نمايد.

بدانيد نبايد - در علم و دانشي كه درك و فهم آدمي را بيدار نسازد، و در تلاوتي كه با تدبير و انديشيدن در حقايق و محتواي قرآن، همگام نباشد، و در عبادتي كه تفكر و انديشه بدان راه ندارد - خير و نيكبختي را جستجو نمود.» (200)

بايد بدانيد آن كسي كه جامه علم را در بر مي گيرد و به عنوان عالم و دانشمند در ميان جامعه معرفي مي شود، مردم به او چشم مي دوزند تا آنجا كه رفتار و گفتار و حتي طرز و فرم ظاهري او را الگو و سرمشق خود قرار ميدهند. اگر روش و شيوه و سيرت او نيك و زيبا و مطلوب باشد، و حالاتي شايسته و درخور يك دانشمند در او به وجود آيد، و تواضع و فروتني را در برخورد با ديگران در پيش گيرد، و در اعمال و رفتار خود، داراي خلوص نيت باشد، اوصاف و خصوصيات او به ديگران منتقل مي شود (و مردم، رفتار و گفتار و

همه مظاهر وجود خود را با مظاهر وجودي وي هماهنگ و همگام مي سازند).

و در نتيجه، خير و نيكي در ميان جامعه، رواج و رونق يافته و اوضاع و احوال زندگاني آنها نظم و سامان پيدا مي كند.

اما وقتي اوضاع و شرائط زندگاني عالم و دانشمند، واژگونه بوده، و رفتار و گفتار ناپسند، شيوه و پيشه او باشد. قهرا مردم - به درجاتي بدتر و زشت تر و فرومايه تر از او - رفتار و گفتارشان را تنظيم مي كنند تا چه رسد به آنكه همانند او عمل نمايند. چنين دانشمندي نه تنها خويشتن را تباه مي سازد؛ بلكه موجب فساد و تباهي ساير مردم نيز مي گردد. براي ارائه اهميت گناه و جرم يك عالم و دانشمند تباه كار، و مطروديت و دور بودن او از حق، همين نكته ترا بسنده است.

و سخن به همين مقدار براي نشان دادن عظمت گناه و تيره روزي دانشمند تباهكار، و زيانبار بودن او، كافي است.

اي كاش (حساب جاري) عمل و كردار چنين دانشمندي پس از مرگ او بسته مي شد، و بار گناه او، (در حجم و گراني گناه زمان حيات او محدود مي بود و) پس از مرگ او پايان مي گرفت؛ ولي اين حساب جاري گناه عالم با مرگ او مسدود نمي گردد، و از سنگيني بار گناهش چيزي كاسته نمي شود؛ بلكه عمل و وزر و وبال او باقي است، و وبال گناه كساني كه به او تاسي كرده و از شيوه او سرمشق گرفته اند در عهده او قرار گرفته و پايدار است، و راه و رسم نابساماني كه در ميان مردم بجاي گذاشته است او را گرفتار ساخته و عواقب سوء گناهان ديگران،

عايد او مي گردد.

و تا وقتي كه پيروان او بر سر جاي هستند وزر و وبال او سنگين تر مي شود.

يكي از عرفاء گفته است:

همه مردم - نسبت به كسي كه در زي، عالم و دانشمند جلوه گر است - همواره از لحاظ مقام و منزلت، در درجه پائين تري قرار دارند. اگر عالم و دانشمند با وجود علم، از مزاياي ديگري از قبيل پارسائي و تقوي و صلاح و شايستگي در گفتار و كردار، برخوردار باشد، توده مردم دست به اعمالي مي زنند كه مباح و روا است.

و اگر همان دانشمند به اعمال مباح و جائزي دست زند، توده مردم دست اندر كار اعمال شبهه ناك مي شوند.

و اگر عالم و دانشمند مرتكب اعمال شبهه ناك گردد، توده مردم مرتكب اعمال حرام مي شوند.

و اگر عالم و دانشمند مرتكب محرمات گردد و به كارهاي حرام دست يازد، توده مردم كافر مي شوند (و از دين و مبدء و معاد، روي گردان مي گردند).

براي اثبات راستي و واقعيت اين امر (يعني اثرپذيري توده مردم از رفتار و گفتار دانشمند، و اينكه اعمال او دستاويز بهانه و جرات و جسارت مردم در ارتكاب اعمال زشت تر مي گردد) ، مشهودات ما در زندگاني روزمره همين مردم و وجدانهاي عادل، گوياترين دليل مي باشد (و نيازي به احتجاج و استدلال ندارد؛ چون آنچه كه عيان است چه حاجت به بيان است). علاوه بر اين، سخنان شخصيت هاي برجسته نيز همين حقيقت و واقعيت را تاييد مي كند.

5 - عفت نفس و علو همت

بايد معلم و شاگرد داراي عفت نفس و علو همت باشند.

و از پادشاهان و اهل دنيا فاصله بگيرند (و با آنها پيوندي برقرار نسازند) ، و به خاطر طمع به دنيا

در كادر آنها وارد نگردند، و مادامي كه راه گريزي از دستگاه آنها براي آنان وجود دارد نبايد - به خاطر طمع و آزمندي به مال و منصب - در سلك و رده آنان قرار گيرند تا بتوانند همانگونه كه پيشينيان از علم و دانش پاسداري كرده اند، از حرمت و ارزش دانش، نگاهباني كنند.

اگر عالم و دانشمندي (به خاطر آزمندي و گرايش به دنيا) به ملوك و اهل دنيا بپيوندد، خويشتن را در معرض (سقوط) قرار داده و به امانتي (كه خداوند متعال به دست او سپرده است، يعني به علم و دانش) خيانت كرده است.

غالبا دانشمنداني كه حتي به خاطر هدفهاي انساني و ديني به سلاطين و اهل دنيا پيوستند به هدف و مطلوب خويش نائل نشدند؛ بلكه ناكام گشتند.

و بر فرض هم اگر به پاره اي از هدفهاي خود دست يافته باشند، حالات و شخصيت روحي آنها به پايه حالات و شخصيت والاي دانشمنداني نمي رسد كه دامن خويش را با چنين پيوندها و آلايشها نيالودند و توانستند خود را از سلاطين و اهل دنيا مصون دارند.

علاوه بر منقولات و حكاياتي كه از شخصيت هاي برجسته در اين زمينه نقل شده است، گواهي وجدان ما درباره چنين دانشمنداني، دليل گويائي است كه دگرگوني رواني اين دانشمندان را تاييد مي كند (حتي هر چند كه آنان به منظور خدمت به همنوع و هدفي الهي، به سلاطين و اهل دنيا پيوسته باشند).

يكي از دانشمندان برجسته به يكي از شخصيت هاي شريف و متدين و بزرگوار گفته بود:

چرا بزرگان زمان و سلاطين و پادشاهان، گوش شنوا و حالت انعطاف براي سخنان ما ندارند، و ايده ها و آرمانهاي ما را نمي پذيرند، و

براي علم و دانش، ارج و مقداري قائل نيستند؛ در حالي كه در زمانهاي پيشين، ملوك و اشراف بدينسان عمل نمي كردند؛ بلكه روشي برخلاف روش معمول ملوك و سلاطين زمان ما را درباره علم و علماء به كار مي بردند؟ اين شخصيت عالي مقدار در پاسخ گفت:

علماء و دانشمندان گذشته (حيثيت و شئون خويش را حفظ مي كردند و به جاي اينكه نزد ملوك و اهل دنيا بروند) خود پادشاهان و بزرگان! و اهل دنيا نزد آنان مي رفتند، و مي خواستند در ازاء بذل مال و پيشكشها از علم و آگاهي اين دانشمندان، بهره مند شوند؛ ولي همين دانشمندان (به جاي آنكه از آنها استقبال كنند و پيشكشهاي آنها را قبول نمايند) در راندن آنان از پيشگاه خويش و رد منت و احسان آنها سخت پافشاري مي كردند - و با استقامت و پايداري بي حد و مرزي، آنان را از نزد خود طرد مي نمودند، و به منت و احسان آنها تن در نمي دادند).

اهل دنيا با مشاهده چنين رفتاري از علماء، زرق و برقشان از ديدگاهشان بسيار حقير و پست جلوه مي كرد، و قدر و ارزش علم و دانش از نظر آنان، بسيار عظيم و شكوهمند چهره مي نمود؛ چون از طرز برخورد با چنين دانشمنداني به اين نتيجه مي رسيدند كه اگر علم و دانش، شكوهمند و گرانقدر نمي بود، دانشمندان آن را بر دنيا ترجيح نمي دادند.

و اگر دنيا حقير و بي ارزش و فرومايه نمي بود، علماء و دانشمندان از آن روي گردان نمي شدند و آن را از دست نمي نهادند.

اما چون علماء و دانشمندان عصر ما (زمان مؤلف) ، به سلاطين و دنياپرستان روي آوردند و علم و دانش خويش را -

به خاطر جلب منافع مادي و دنيوي - در اختيار آنان قرار دادند، (و از بذل مساعي و كوششهاي علمي به منظور دست يافتن به هدفهاي انتفاعي و اغراض دنيوي و ارضاء خاطر دنياپرستان، دريغ نكردند) به همين جهت دنيا و مطامع مادي آن از ديدگاه (چنين دانشمندان و نيز) ملوك و سلاطين و اهل دنيا، چنان پرشكوه و عظيم تلقي شد كه به همان دليل، علم و دانش از زاويه هاي ديد دنياپرستان، حقير و بي ارزش گشت؛ (و به همين جهت سلاطين و اهل دنيا گوش شنوائي در برابر اوامر مشروع و انساني دانشمندان ندارند و براي علم و دانش و دانشمندان، ارج و مقداري قائل نيستند).

كسي كه اين كتاب را از نظر گذرانده است؛ در درسهاي گذشته شمه اي از احاديث و اخبار مربوط به اين مطلب را مطالعه كرده است كه از آن جمله رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«علماء و دانشمندان فقيه - تا آنگاه كه در ورطه دلبستگي و تعلق خاطر به دنيا غوطه ور نگردند - به عنوان سرسپردگان و امانت داران انبياء و پيمبران و فرستادگان الهي، محسوب مي گردند.

عرض كردند چه علامت و نشانه اي مي تواند نمايانگر ورود علماء به دنيا و غوطه ور شدن آنها در مزبله هاي مادي باشد؟

فرمود:

پيروي از سلاطين. بدانيد اگر دانشمنداني، دچار چنين ورطه و سقوطي گردند، نسبت به دين و آئين خويش از آنها برحذر باشيد و از آنها بهراسيد.» (201)

(رواياتي نظير آن را در كنزالعمال 10/183.و 204)

جز اين حديث، احاديث ديگري در نكوهش دانشمندان پيرو سلطان و معاشر با اهل دنيا وجود دارد (كه ما قبلا پاره اي از آنها

را از نظر مطالعه كنندگان محترم گذرانديم).

ولي بايد توجه داشت كه صرف پيروي از سلاطين و ورود در كادر آنها به هر صورت و كيفيتي نمي تواند منشاء نكوهش و خرده گيري از دانشمنداني باشد كه به سلاطين و اهل دنيا پيوستند؛ بلكه اين نكوهش و انتقاد، متوجه دانشمنداني است كه پيوستن به پادشاهان و ابناء دنيا را زمينه و وسيله اي قرار مي دهند تا در سايه آن به مناصب و مقامات عالي دنيوي و تفوق و برتري بر همگنان و كسب جاه و منزلت عظيم، و حيثيت دنيوي و رياست و امثال آنها نائل گردند.

لكن اگر هدف عالم و دانشمند از پيوستن به سلطان و اهل دنيا چنين باشد كه از اين رهگذر، نظام و سازمان زندگي همنوعان خود را پايدار نگاه دارد، و كلمه حق و هسته مركزي دين و آئين الهي اسلام را در پايه رفيعي قرار داده و از آن ترويج كند، و بدعت گزاران و تجددخواهان كوته فكر را قلع و قمع نمايد، و امكاناتي براي امر به معروف و نهي از منكر در جامعه به وجود آورد و به اين گونه هدفها نائل شود اعمال او با چنين اهداف والائي از پرارزش ترين كردارها و رفتارهاي او محسوب مي گردد. اگر عالم و دانشمندي با چنين اهداف الهي و انساني به سلطان و ابناء دنيا بپيوندد و به هدف الهي خود برسد، نه تنها كار ناروائي را مرتكب نشده است؛ بلكه اين كار او به عنوان عملي سرشار از فضيلت و شايسته ترين رفتار او به شمار مي آيد تا چه رسد به اينكه او را در اين كار، مجاز بدانيم و عمل

او را تاييد كنيم.

با چنين توجيهي مي توان ميان رواياتي كه ورود در كار سلاطين و پيروي از آنها را نكوهش مي كند، و ميان احاديثي كه پيوستن به سلطان و اهل دنيا را تجويز مي نمايد، جمع و سازش و تناسبي برقرار ساخت.

بلكه گروهي از شخصيت هاي برجسته ديني (كه در ايمان آنان به خداوند و مساعيشان در خدمت به خلق، ترديدي وجود ندارد و كسي نمي تواند از مراتب والاي آنان در ايمان و دينداري خرده گيري كند) با سلاطين و ابناء دنيا (به خاطر حفظ و پاسداري دين و خدمت به شيعيان) پيوند و رابطه اي برقرار كرده بودند از قبيل:

علي بن يقطين (202) و عبدالله نجاشي (203) و ابوالقاسم حسين بن روح (204) (يكي از ابواب شريفه) (و از نائبان چهارگانه حضرت ولي عصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ، و محمد بن اسماعيل بن بزيع (205) ، و نوح بن دراج (206) و امثال آنها كه همگي از اصحاب و ياران ائمه (عليهم السلام) بوده اند.

درميان فقهاء و دانشمندان اسلامي (مي توان از افراد برجسته زير ياد كرد كه در خدمت به خلفاء و سلاطين، هدف و نظري جز خدمت به دين و ياري و دفاع از شيعيان و مستضعفان نداشته اند) از قبيل:

سيد مرتضي و سيد رضي (207) و پدرشان ابواحمد حسين و خواجه طوسي (208) و علامه بحرالعلوم جمال الدين بن - مطه (209) (معروف به علامه حلي) و امثال آنها.

محمد بن اسماعيل بن بزيع - كه مردي موثق و صدوق و راستين (در ميان رجال حديث شيعه) به شمار مي آيد - از امام رضا (عليه السلام) روايت كرده است كه (در حق او) (210)

فرمود:

«خداي را در درگاههاي ستمكاران، كساني هست كه برهان و رهنمودهاي روشنگر خويش را به وسيله آنها درخشان و نوراني مي سازد. آري خداوند متعال چنين كساني را در بلاد و ممالك از چنان تمكني برخوردار مي نمايد كه بتوانند در مقام حمايت از اولياءالله، شر و ستم ظالمان را از آنان دفع كنند، و امور مسلمين را به صلاح باز آورند؛ زيرا اين گونه اشخاص، پناهگاه مسلمين در برابر عوامل زيانبار هستند، و همه شيعيان نيازمند ما (در حوائج خويش) به آنها روي مي آورند، و در سايه مساعي و مراقبتهاي آنان، قلوب مؤمنين از بيم و هراس ايمن مي گردد.

چنين افراد، عبارت از مؤمنان واقعي و نمايندگان امين و سرسپردگان الهي در زمين مي باشند. آنان، نور الهي در ميان توده مردم، و بندگان خدا در قيامت هستند كه كاربرد نور و درخشش پرتو وجود آنان (آنچنان گسترده و فراگير است) كه سماواتيان و اهل آسمانها را زير پوشش خود قرار مي دهد بدانگونه كه ستارگان فروزان، به اهل زمين نورافشاني مي كنند، و از نور آنها عرصه قيامت منور مي گردد، و پهنه محشر در پرتو نور چنين مردمي مي درخشد.

سوگند به خداوند آنها براي بهشت، و بهشت براي آنان آفريده شده است. بهشت و نعماي آن، بر آنان گوارا باد. چرا در پي نيل به چنين مقامي برنمي آئيد و هيچ مانعي (در رسيدن به چنين منزلتي براي هيچيك از شما وجود ندارد) اگر كسي خواهان چنين موقعيتي باشد مي تواند كاملا به آن دست يابد.

(محمد بن اسماعيل بن بزيع، آنگاه كه چنين سخناني از امام (عليه السلام) شنيد) عرض كرد:

قربانت گردم، راه وصول به اين مقام و مرتبت چيست؟

فرمود:

با آنان

به سر ببري و با چنين ستمكاران رابطه خود را حفظ كني و از رهگذر آن، به وسيله شادمان ساختن قلوب شيعيان با ايمان ما، موجبات رضا و سرور خاطر ما را فراهم آوري.

اي محمد بن اسماعيل! از آنان باش (يعني در جهت منافع شيعيان ما بكوش) و همبستگي خود را با آنها حفظ كن، و بدان كه اين كوششهاي تو اگرچه متضمن منافع و پاداش عظيمي است؛ ولي ممكن است پيوند با ستمكاران، كمين گاه و جايگاه خطرهاي بدفرجام و غرور و خودباختگي و نيرنگ زدگي بزرگي باشد؛ چون اگر شكوه كاذب و زرق و برق دنيا و اشتياق و دلبستگي به رياست و تفوق بر ديگران، در دل كسي جاي مناسب و استواري پيدا كند، بسياري از طرق نيل به ثواب و مقاصد درست و پاداش آفرين را در برابر او مسدود، و از ديدگاه او مستور مي سازد؛ (و احيانا باعث مي گردد كه معنويات و دين و ايمان انسان در معرض تهديد قرار گيرد. هر فرد مسلماني اگرچه مي خواهد از طريق ارتباط با دستگاه ستمكاران، ظاهر وجود خويش را در خدمت به آنها قرار دهد و در باطن، تمام نيرو و قواي خود را عملا در دفاع و حمايت از مستضعفين شيعه به استخدام گيرد؛ لكن با توجه به خطرهائي كه ممكن است شخصيت ايماني و انساني او را تباه سازد) ناگزير بايد در اين راه و طريق خطرناك، سخت بيدار و هشيار باش (211) (تا مبادا سراپاي وجودش در اختيار مستكبران و ستمگران قرار گيرد و خويشتن را به تمام معني ببازد.»

6 - قيام به وظائف و شعائر ديني و تأدب به موازين اخلاقي

بايد معلم و شاگرد در قيام به شعائر اسلام و

عمل به ظواهر احكام، همواره پاي بند و مراقب باشند از قبيل: اقامه نمازهاي يوميه در مساجد به صورت جماعت، و انجام آن در اوقات شريف و ساعات فضيلت اداء آن، سلام و تحيت گرم و توام با آميزه صميميت نسبت به تمام مردم - اعم از عالم و عامي - چه در آغاز كردن به سلام و چه در پاسخ دادن به آن، امر به معروف و نهي از منكر، صبر و تحمل آزار و رنج در طريق امر به معروف و نهي از منكر، و دعوت مردم به حق. آري بايد آنان از بذل جان در راه خدا دريغ نورزند و سراپاي وجود خود را در طريق رضاي خداوند قرار دهند و از سرزنش هيچ سرزنش گري، ترس و بيمي به دل خود راه ندهند.

و در اداء چنين وظائف، به پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) و ساير انبياء (عليهم السلام) تأسي جويند، و يادآور رنجها و محنتهائي گردند كه پيامبران الهي در طريق قيام به اوامر و تكاليف آسماني، دچار آنها گشتند.

معلم و شاگرد نبايد در رفتار آشكار و نهان خويش، صرفا به اعمالي كه شرعا مباح و جايز است بسنده كنند. بايد بكوشند كه خود را با زيبنده ترين و كاملترين اعمال ظاهري و باطني بيارايند؛ زيرا علماء و دانشمندان - در نظر توده مردم - الگوهاي سازنده و سرمشقهائي هستند كه آنان را تحت تاثير قرار مي دهند. آنان به عنوان مرجع و مركزي تلقي مي گردند كه مردم را به سوي خويش جلب مي كنند.

علماء و دانشمندان، حجتهاي خداوند متعال و ادله و برهانهاي او بر توده مردم

مي باشند كه گاهي براي فراگيري راه و رسم زندگاني، افرادي مراقب اين علماء هستند كه اين علماء آنها را نمي بينند، و نيز افرادي از اين علماء پيروي مي كنند و آنان را الگوي خود قرار ميدهد كه اين علماء از آنها آگاهي ندارند (يعني افرادي آشنا و ناآشنا - كه علماء و دانشمندان، آنها را نه مي بينند و نه مي شناسند - پيرو دانشمندان بوده، و رفتار و گفتار آنها را سرمشق قرار مي دهند).

بنابراين اگر عالم و دانشمند از نظر انتفاع و برخورداري از علم و آگاهي خويش، محروم و بيگانه باشد، قطعا ديگران در انتفاع و بهره گيري از علم و دانش او، محرومتر و بيگانه ترند. به همين جهت لغزش عالم و دانشمند با توجه به مفاسدي كه از اين رهگذر بر آن مترتب است و زيان آن به توده مردم مي رسد - (هر چند كه اين لغزش، اندك و ناچيز باشد) - عظيم و غيرقابل اغماض خواهد بود.

بايد معلم و شاگرد به رفتار و خويهائي ستوده، پاي بند و متخلق باشند، اخلاق و رفتاري كه در شريعت اسلام بدانها عنايت و توجه شده و تعاليم اسلامي، مردم را بدانها تشويق كرده است. عالم و دانشمند بايد با خصلت هائي ستوده و شيوه ها و صفاتي پسنديده آراسته باشند تا از رهگذر آنها مراتب رضاي پروردگار را به خود جلب كنند، از قبيل: جود و سخاء، گشاده روئي (كه نبايد افراط آميز بوده و از حد اعتدال فراتر رود) ، فرونشاندن خشم، بي آزار بودن، تحمل آزار ديگران، بردباري، پايمردي و مردانگي و احترام به افكار عمومي؛ (البته در صورتي كه اين افكار صحيح و عاقلانه

باشد) ، تنزه و خودداري از كسب هاي پست و فرومايه، از خودگذشتگي، كم توقع بودن و خودداري از فزون جوئي، انصاف، عدم توقع انصاف از ديگران نسبت به خود (ترك انصاف طلبي) ، سپاس داري از اشخاص نيكوكار، كوشش در تامين حوائج مردم، بذل جاه و مقام (در راه خدمات ديني و انساني) ، وساطت هاي انساني (در حمايت از ضعفاء) ، بذل لطف و محبت به تهي دستان و نيازمندان، اظهار دوستي نسبت به همسايگان و خويشاوندان، احسان به زيردستان، احتراز از قهقهه و شوخي هاي مفرط، حفظ همبستگي با ترس و اندوه، شكسته نفسي و فروتني و خاموشي كه خوف و خشيت را در چهره و رفتار و حركات و سكنات و نطق و سكوت آنها نمايان سازد، به گونه اي كه اگر نگاه كسي بدانها افتد اين نگاه، ياد خدا را در دلش بيدار نمايد. بايد جهات ظاهري و چهره رفتارشان، حاكي از علم، و نمايانگر التزام و همبستگي آنها با آئين هاي ديني - اعم از آداب قولي و عملي ظاهري و باطني - باشد.

به عنوان مثال: آنگاه كه عالم و دانشمند و يا شاگرد و دانشجو به تلاوت قرآن مشغول مي گردند (آداب قولي) نبايد تلاوت آنها (در چهارچوب قرائت و خواندن محض، محدود باشد؛ بلكه) در معاني قرآن بينديشند:

(آداب باطني) ، و به اوامر و دستورات قرآن عمل كنند، و از منهيات و محرمات قرآن عملا ابراز انزجار نمايند. آنگاه كه در خلال آيات با وعده و وعيد (و بشارت و تهديد) مواجه گشتند به سرعت از آن عبور نكنند؛ بلكه با درنگهاي انديشمندانه خود درباره آنها تأمل و تدبر نمايند و به وظائف

و حدودي كه قرآن كريم مشخص ساخته است قيام كنند. خداي را با دل و زبان ياد نموده و بدينسان قلب و زبانشان را - به منظور اينكه هميشه به ياد خدا باشند - با ادعيه و اذكار شبانه روزي و نماز و روزه و حج مستحب (پس از عمل به واجبات) به جريان اندازند (و هيچگاه از اين سيلان و جريان و جنبش، باز نايستد).

و در مورد عبادت - كه سازمان دهنده رابطه نزديك انسان با خدا است - صرفا به علم و آگاهي خود اكتفاء نكنند؛ (بلكه علم خود را با عمل و كردار بياميزند) ؛ زيرا در غير اين صورت، دچار قساوت قلب و تيرگي روح مي گردند. چنانكه ما (در مبحث مربوط به لزوم عمل به علم) از اين هشدار دريغ نكرديم، (و مطالب زيادي درباره بكاربستن علم بازگو نموديم).

معلم و شاگرد بايد بدن و ظاهر خويش را - بيش از ديگران - نظيف و پاكيزه نگاه دارند و خود را با چرك زدائي و چيدن ناخن و زدودن موي هائي كه زدودن و ستردن آنها مطلوب است بپيرايند، و از بويهاي ناخوش آيند بپرهيزند (و خويشتن را خوشبو ساخته) و موها (ي سر و صورت) را با شانه كردن بيارايند.

و بالاخره در پيروي از سنتها و روشهاي ستوده و پسنديده و تعاليم متين و والاي ديني و اخلاقي، كوشا باشند.

معلم و شاگرد بايد خود را از اخلاق ناستوده و اوصاف نامطلوب، تهذيب و تصفيه نمايند. اين اخلاق و اوصاف ناستوده عبارتند از:

حسد، تظاهر و خودنمائي، عجب و خودپسندي، تحقير و كوچك شمردن ديگران (هرچند كه ديگران به درجاتي از او پست

تر و دون رتبه تر باشند) ، كينه، ستم و تجاوز به حقوق ديگران، خشم گرفتن براي غير خدا، و دسيسه گري و نيرنگ، بخل و دريغ كاري، خبث سريرت و پليدي باطن، خوشحالي مفرط، طمع و آزمندي، فخر، تكبر و خود بزرگ بيني، رقابت در امور دنيوي و مباهات به آنها، سازشكاري، خودآرائي براي مردم، ستايش جوئي از مردم در برابر كارهائي كه انجام نداده است، چشم پوشي از عيوب خويشتن و عيبجوئي و خرده گيري از ديگران، غيرت و تعصب براي غير خدا، غيبت و بدگوئي پشت سر مردم، سخن چيني، بهتان و افتراء، زشتي در گفتار، دروغ، (و امثال آنها). اين اوصاف و خصلتهاي ناستوده، با تفصيل و تهديدهاي مربوط به آنها و نيز داروهاي درمان بخش آنها، و عوامل و موجباتي كه انسان را به اين اوصاف و حالات سوق ميدهد، و علل و عواملي كه انسان را از اين اوصاف بيمناك و يا گريزان مي سازد، (همه اين مطالب) در جاي ويژه خود (يعني علم اخلاق) ثبت و ضبط و تدوين شده است.

منظور از يادكردن صفات پسنديده و اوصاف ناپسند در كتاب حاضر، اين است كه معلم و شاگرد را هشداري باشد تا كلياتي از اين صفات را بازشناسي كرده و به طور اجمال از لحاظ تخلق به آنها، آگاهي نسبي به دست آورند.

اين اوصاف و حالات - اگرچه از لحاظ اخلاقي در ميان همه مردم، اعم از عالم و عامي داراي مرز مشتركي است (و هر انساني بايد به اوصاف پسنديده، متخلق و آراسته بوده و از اوصاف ناستوده؛ مبري و پيراسته باشد) ؛ ولي بايد معلم و شاگرد در

شناسائي اين اوصاف و اتصاف به آنها و يا اجتناب از آنها در مقايسه با هر طبقه ديگري، احساس نياز بيشتري بنمايند. لذا ما اين مساله (يعني لزوم آراستگي به اخلاق حميده و پيراستگي از اخلاق ناپسنديده) را مستقلا به عنوان يكي از آداب معلم و شاگرد ياد كرديم؛ زيرا علم و دانش به گفته يكي از بزرگان، عبادت قلب و درون انسان است و قلب انسان با عبادت، آباد و معمور مي شود؛ و علم در حقيقت عبارت از نماز سر و عبادت دروني انسان مي باشد.

نماز - كه به عنوان وظيفه جوارح و اندام انسان، بر مردم تكليف شده است - آنگاه صحيح و درست است كه بدن و جوارح آدمي از هرگونه حدث و خبثي، پاكيزه، و از هرگونه آلودگي بدني و پليدي اندام، طاهر باشد. همچنين علم - كه عبادت باطن و نماز قلب و سر انسان است - وقتي صحيح و باارزش است كه روح انسان را از هر گونه پليدي هاي اخلاقي تطهير شود (و در غير اين صورت، علم انساني فاقد ارزش و اعتبار خواهد بود). خداوند متعال نور و پرتو علم را در قلبي كه آلوده به تيرگيها و خويهاي ناستوده است راه نمي دهد؛ چنانكه امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«علم و دانش با كثرت و تكرار تعلم و يادگيري به دست نمي آيد، بلكه علم، نوري است كه خداوند - بر حسب مشيت خويش - در دل افرادي قرار مي دهد كه خواهان هدايت و راهنمائي آنها است.» (212)

ابن مسعود گفته است:

«علم از رهگذر كثرت روايت و نقل آن به دست نمي آيد، بلكه نوري است كه در دل افكنده مي شود.» (213)

از همين

جا نتيجه مي گيريم كه علم و دانش صرفا عبارت از حاضر الذهن بودن نسبت به معلومات و اطلاعات، و انباشتن و ذخيره ساختن معارف ويژه در وعاء و ظرف نيروي حافظه نمي باشد. اگرچه علم در اصطلاح توده مردم عامي؛ عبارت از همين انباشتن ذهن به اطلاعات و آگاهي هاي مخصوص است؛ (ولي نمي توان نام علم واقعي را بر آن اطلاق كرد) ؛ چون علم، عبارت از همان نوري است كه از چنان علمي بر مي خيزد؛ و منشاء بصيرت و بينش و ترس و خشيت از خدا مي گردد. چنانكه قبلا توضيح چنين مطلبي بيان شد. (آري شاگرد و معلم در لابلاي بصيرت و خشيت - از رهگذر خوديابي - خداي خويش را مي يابند و نسبت به او احساس بصيرت و بينائي نموده و ترس و بيمي از او در دلشان راه مي يابد).

اين بود پاره و مجموعه اي از آداب و وظائفي كه بايد معلم و شاگرد مشتركاً نسبت به خود بدانها پاي بند باشند.

و اكثر اين وظائف به مسئله لزوم عمل به علم و به كار گرفتن آن بازمي گردد. ولي ما اين وظائف را در كنار عمل به علم، به طور جداگانه ياد كرديم (و آنها را تحت عناوين مختلف، بررسي نموديم) ؛ چون براي مقام و منزلت اين وظائف اهميت زيادي قائليم و مي خواهيم در طي آنها معلم و شاگرد را به اصول و مباني و ضوابط فضائل، هشدار داده و بدانها آگاهشان سازيم.

بخش دوم: آداب و وظائف معلم و شاگرد در درس و ساير اشتغالات
1 - مداومت و استمرار بحث و اشتغالات علمي

بايد معلم و شاگرد در اشتغالات علمي - اعم از خواندن، مطالعه، نگارش و حاشيه نويسي، مباحثه، مذاكره، تفكر و تدبر، حفظ و از بر كردن، اقرا (214) ، و امثال آنها

همواره كوشا باشند.

و بايد ملازمت و همبستگي با اشتغالات علمي را مطلوب خويش برشمرده و آن را سرمايه زندگاني خود تلقي نمايند.

و حتي الامكان به كارهاي غير علمي - يعني به امور دنيوي سرگرم نشوند؛ ولي در صورت عدم امكان مي توانند اشتغالات به امور دنيوي را به قدر ضرورت و نيازهاي اوليه محدود سازند. البته بايد توجه داشته باشند كه اشتغالات غير علمي و رسيدگي به ضروريات اوليه دنيوي - بر حسب نيازهاي روزمره زندگي - آنگاه معقول است كه معلم و شاگرد نيازهاي علمي خود را برآورده ساخته و وظائف مربوط به آن را اداء كرده باشند. به همين جهت گفته اند:

«تمام وجود خويش را در اختيار علم قرار ده، تا خود علم، مقداري از خويشتن را در اختيار تو قرار دهد و شمه اي از خود را به تو عطاء كند.»

از امام صادق (عليه السلام) روايت شده كه رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«خداوند (عز و جل) گويد:

مذاكرات و گفتگوهاي علمي در ميان بندگانم - به شرط آنكه اين مذاكرات، آنان را به امر و فرمان و شناخت من، رهنمون باشد - از عواملي است كه مي تواند قلبهاي مرده و دلهاي خفته را زنده و بيدار سازد.» (215)

امام باقر (عليه السلام) فرمود:

«خداي بيامرزاد بنده اي را كه علم و دانش را حيات بخشيده و آن را زنده كرده است.

عرض كردند:

كيفيت احياء علم چيست؟

فرمود:

به اين صورت است كه دينداران و افراد با تقوي از طريق مذاكره و گفتگوهاي علمي، (به علم و دانش، روح تازه اي ببخشند و آن را احياء نمايند.» (216)

از همان امام (عليه السلام) نقل شده است كه گفت:

«مذاكره و گفتگوهاي

علمي به عنوان درس و بررسي است، و درس و بررسي و مطالعه، به عنوان نماز و عبادتي نيكو به شمار مي آيد.»

2 - خودداري از مراء و جدال و ستيزه جوئي در بحث

پرسشهائي كه معلم و يا شاگرد مطرح مي سازند نبايد به منظور آزار رساندن و وانمود ساختن عجز و ناتواني و طعنه زدن به شخصيت علمي طرف باشد؛ بلكه بايد به صورت پرسش شاگرد باشد كه براي خدا از معلم - به منظور فراگيري و كسب اطلاع - سؤال مي كند.

و نيز پرسش معلم از شاگرد بايد به منظور ارشاد به حقيقت و واقعيت باشد و خدا را در اين مسير در مد نظر گيرند و همديگر را به خير رهنمون سازند. يعني طرفين بايد از سؤالهاي خود ارشاد و راهنمائي و يا استرشاد و راه يابي را در نظر گيرند. با چنين شرائطي است كه هدف عالي تعليم و تعلم، پديدار شده و شجره علم، رشد خود را آغاز نموده و نهال آن بارور مي گردد.

اما اگر هدف پرسش كننده صرفا عبارت از خودنمائي و ستيزه جوئي باشد و بخواهد از راه سؤال پيچ كردن، غلبه و پيروزي خويش و از به كار افتادن طرف را به رخ ديگران بكشد، اين روش و چنين هدف گيري ها در جان و دل انسان نيروهاي پست و فرومايه و عادات پليدي را به ثمر مي رساند، عاداتي كه خشم خدا را بر مي انگيزد.

علاوه بر اينكه مراء و جدال، موجب فرومايگي روح و جلب خشم الهي مي گردد، مفاسد و معاصي متعدد ديگري را براي انسان به ارمغان مي آورد كه اين معاصي و مفاسد عبارتند از: آزار رساندن به طرف، نادان و بيسواد قلمداد كردن او، خدشه دار ساختن او، خودستائي،

پاكيزه انگاري خويشتن، و امثال آنها از رفتارها و حالاتي كه از گناهان گرانبار و از عيوبي به شمار مي آيند كه در سنت و راه و رسم دين مقدس اسلام به سختي از آنها نهي شده است. (غائله سوء و نتايج شوم پرسشهاي ستيزه آميز و عاري از هدف الهي و علمي، به همين جا ختم نمي شود؛ بلكه) از رهگذر آن، زندگاني انسان دستخوش پريشاني و اضطراب مي گردد؛ زيرا اگر تو با فرد سفيه و نابخرد - به منظور خودنمائي - به جدال و ستيز برخيزي، رفتار سفيهانه او، ترا مي آزارد.

و اگر با فرد صبور و بردبار و دورانديش بستيزي، ترا از خويش مي راند و نسبت به تو كينه به دل مي گيرد.

الف - احاديث در نكوهش جدال و ستيز در بحث:

الف - احاديث در نكوهش جدال و ستيز در بحث:

خداوند متعال از زبان پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و امامان (عليهم السلام) شدت حرمت و ممنوعيت جدال و ستيز و درگيريهائي را - كه فاقد هدف الهي و علمي است - به مردم اعلام فرموده است:

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«با برادر ايماني خود به جدال و ستيز بر نخيز، و با او مزاح و شوخي مكن، و وعده اي را كه به آن وفا نمي كني با او در ميان نگذار.» (217)

و نيز فرمود:

«اگر كسي از ستيز و جدال خودداري كند، و با وجود اينكه خود را ذيحق مي داند از درگيري در سخن صرف نظر نمايد، خانه و سراي آرام بخشي در قله هاي رفيع بهشت براي او بناء و مهيا مي گردد.

و اگر كسي از جدال خودداري نمايد -

حتي در حالي كه حق با او نيست و ياوه مي گويد - براي او سرائي در كرانه و پيرامون و يا ميانه بهشت بنا مي شود.» (218)

و همو فرمود:

«جدال و ستيزه جوئي را كنار بگذاريد؛ زيرا حكمت آن را باز نمي يابي، و نيز از فتنه و آشوب و آفات آن در امان نمي ماني.» (219)

(يعني هيچكس حكمتي را از لابلاي جدال و ستيزه جوئي به دست نياورده و نيز از آفات آن در امان نمانده است).

ام سلمه (همسر رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) گفت:

كه آن حضرت فرمود:

«نخستين پيماني كه خداوند متعال با من منعقد ساخت، و (مرا از آن نهي فرمود) - پس از نهي از پرستش بت ها و شرب خمر - همان درگيري و ستيز با مردم. است (220)

(يعني خداوند با من پيمان بست كه به ترتيب، بت پرستي و شرب خمر ننمايم و با مردم نزاع نكنم).

و فرمود:

«فقط گروه و جامعه اي دچار گمرهي و سرگشتگي مي شوند كه جدال و ستيز ميان آنها راه يافته است، و علت اساسي گمراهي آنها وجود حالت ستيزه جوئي در ميان آنان است.» (221)

و نيز گفت:

«هيچ بنده اي از بندگان خدا به تكميل حقيقت ايمان خود توفيق نمي يابد مگر آنگاه - كه با وجود ذيحق بودن - دست از نزاع و درگيري (و خودنمائي) بردارد.» (222)

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«جدال و ستيزه جوئي، يك بيماري پنهان و غداري مي باشد. در انسان، هيچ خصلتي بدتر از آن وجود ندارد. ستيزه جوئي، مشخص خوي ابليس و نسبت او است. هيچ فردي در هيچ حالتي گرفتار آن نمي گردد مگر كسي كه از خودشناسي و مردم شناسي بي بهره، و از

شناخت حقايق دين، محروم است.» (223)

(اين گونه افراد كه گرفتار خودباختگي هستند، و ارج و پايه انساني خويش را نمي شناسند و از مردم شناسي نيز بي بهره اند و فاقد احساس وابستگي با تعاليم و حقايق ديني مي باشند، ستيزه جوئي و درگيري با مردم را پيشه خود ساخته و بدون آنكه از اين نزاعها و خودنمائيها بهره اي را عائد خويش و يا ديگران نمايند، موجبات رنج و آزار و پريشاني رواني خود و ديگران را فراهم مي آورند، و مآلا، جامعه اي كه با اين گونه ستيزه جوئي فرم يافته است دستخوش هرج و مرج مي گردد. چنين جامعه اي نه تنها راهي فراسوي آن براي سازندگي باز نمي شود؛ بلكه سرگشتگي و سراسيمگي و بالاخره انحطاط و نابودي، آن را تهديد مي كند).

گويند:

شخصي به امام حسين (عليه السلام) عرض كرد:

بنشين تا با هم در مسائل مربوط به دين مناظره كنيم. حضرت فرمود:

فلاني! من در دين و آئين خود با بصيرت هستم و راه هدايت براي من مكشوف و روشن است. اگر تو درباره دينداري و آئين خويش، از ناداني و بي اطلاعي رنج ميبري! برو كاوش و جستجو كن. (شئون انساني و معنوي من اجازه نمي دهد كه دست اندر كار جدال و ستيز گردم) مرا با جدال چه كار است؟ به هوش باش كه شيطان، آدمي را وسوسه مي كند و با سخنهاي در گوشي با انسان، به نجوي و رازگوئي مشغول مي شود و مي گويد:

از جدال و ستيز دريغ مكن، با مردم مناظره كن؛ چون ممكن است (كناره گيري و چشم پوشي از آن) اين تصور را در مردم به وجود آورد كه تو از لحاظ بينش ديني، عاجز و ناتوان، و

گرفتار جهل و ناداني هستي.»

ب - انواع جدال با مردم:

جدال و مراء با مردم (كه ريشه آن، حس خودنمائي و خويشتن آرائي و اعتراض به سخن ديگران است) از چهار صورت بيرون نيست:

1 - ممكن است جدال و درگيري، مربوط به مسئله اي باشد كه طرفين نزاع كاملا از آن وقوف و آگاهي داشته و در اساس و بنياد آن مساله، هيچگونه اختلافي با هم نداشته باشند. بنابراين نزاع و درگيري طرفين در آن مساله، موجب از دست نهادن اخلاق و آداب حسنه و نصيحت و اندرزهاي ديني گشته و در نتيجه، آن دو پوياي فضيحت و رسوائي و بدنامي خود خواهند بود.

و مآلاً علم و دانش را از اين رهگذر تباه و بي مقدار خواهند ساخت.

2 - و يا آنكه طرفين، گرفتار جهل و بي اطلاعي نسبت به آن مساله مي باشند. در اين صورت، نزاع آنها جز اظهار جهل و ناداني و ستيزه جوئي و اصرار در ابراز بي اطلاعي، نتيجه و ثمر ديگري نخواهد داشت و نيز تلاش و درگيري آنها به خاطر جهل خواهد بود.

3 - و يا آنكه يكي از طرفين، فردي عالم و آگاه به مساله، و ديگري فردي فاقد علم و بصيرت در آن مساله مي باشد. اگر آن فرد آگاه و عالم بخواهد از راه جدال و درگيري، عجز و ناتواني و نارسائي علمي طرف را به رخ او و ديگران بكشد؛ در حقيقت، ظلم و ستم را - به خاطر پي جوئي از لغزشش - بر او روا داشته است؛ (زيرا براي ارشاد ديگران، جدال و ستيزه جوئي، راه منحصر به فرد نيست. انسان مي تواند مردم را با آميزه

مهر و راءفت، و رحمت و شفقت، راهنمائي و ارشاد كند).

4 - و يا اينكه تو، فاقد علم و آگاهي هستي؛ ولي طرف نزاع تو فردي عالم و آگاه است. اگر در چنين شرائطي با او ستيز كني و درگير شوي احترام و آبروي او را از ميان برده، و مقام و منزلت عالم و دانشمند را ارج ننهاده اي. (تو كه در برابر حق تسليم نمي گردي از راه جدال و ستيز با عالم و دانشمند نه تنها بهره اي عائد خود نمي سازي؛ بلكه گناه اهانت به دانشمند را بر بار گناه ستيزه جوئي خويش، اضافه مي كني).

ملاحظه كرديد كه جدال و ستيزه جوئي به هر صورت و در هر شرائطي، زشتي و زيانبار بودن آن، غيرقابل ترديد مي باشد. اگر كسي انصاف را نصب العين خود قرار دهد و در برابر حق و واقعيت، انعطاف پذير باشد، و از جدال و درگيريهاي خصمانه دست بردارد، به استحكام ايمان خويش توفيق يافته، و به كيفيت معاشرت و طرز برخوردهاي ديني خود سر و ساماني داده، و روابط خود را بهبود بخشيده، و عقل و خرد خويش را از گزند لغزشها و انحراف، مصون داشته است). (224)

تمام گفتار مذكور، از امام صادق (عليه السلام) است. (اين امام بزرگوار در طي سخنان حكيمانه خود در بازگو كردن همه جوانب زيانبار جدال و ستيزه جوئي، چيزي را فروگذار نفرموده؛ بلكه رهنمودهائي كه آن حضرت در طي چنين سخناني ارائه كرده اند مي تواند براي افراد منصف و خودآگاه، بهترين راهنما خودداري از ستيزه جوئي و خودآرائي باشد).

بايد متوجه بود كه حقيقت و جان و روح مراء و ستيزه جوئي، عبارت از اعتراض به

سخن ديگران مي باشد.

و هدف يك فرد ستيزه جو اين است كه عيوب و نواقص و نقائص لفظي و معنوي سخن ديگران را برملا سازد، و يا منظور او يك هدف غيرديني است؛ يعني او در چنين سعي و كوششي، جز دين، هدف ديگري را در مد نظر دارد؛ در حالي كه خداوند متعال همه مردم را به كوششهائي دعوت مي كند كه بايد هدف و منظور نهائي آن، خدا و دين باشد.

ج - راه گريز از جدال و ستيزه جوئي با مردم:

براي فرار و گريز از جدال و ستيز بيجا، لازم است كه انسان از اعتراض و انكار هر سخني كه مي شنود چشم پوشي كند. اگر سخن كسي بر اساس حق و حقيقت مبتني باشد بايد قلبا آن را تصديق و تاييد كرد، و در صورت نظرخواهي، صدق و راستي و درستي آن را اظهار نمود. اگر سخن كسي به ناحق و باطل باشد و اين سخن با امور مربوط به دين، پيوندي نداشته باشد، فرد بايد سكوت را پيشه خود سازد؛ البته در صورتي كه شرائط لزوم عمل و اداء وظيفه امر به معروف و نهي از منكر در مورد آن سخن باطل، فراهم نيامده باشد، (و الا سكوت و بي تفاوتي در برابر چنان باطل، جائز و روا نيست).

خرده گيري از سخن ديگران و مخدوش ساختن آن، ممكن است مربوط به لفظ و طرز تعبير باشد؛ به اين معني كه در سخن طرف، از نظر قواعد دستوري و لغوي و نظم و ترتيب كلمات، خللي وجود داشته باشد.

و اين خلل، يا ناشي از نارسائي اطلاعات ادبي است و يا معلول طغيان و لغزش زبان (و

سبق لسان) مي باشد.

و يا ممكن است خرده گيري از سخن ديگران به معني و محتواي آن مربوط باشد، به اين معني كه بگويد:

مطلب آن طور نيست كه تو مي گوئي، يا تو در اين بيان خود - به اين دليل و آن دليل - دچار اشتباه هستي.

و يا عيبجوئي از سخن ديگران ممكن است به هدف و منظور گوينده آن ارتباط داشته باشد. مثلا به او بگويد:

اگرچه سخن و گفتار تو درست و به حق است؛ ولي منظور تو عبارت از اظهار حق نيست؛ (بلكه مي خواهي هدف ديگر و منظور باطلي را در لابلاي گفتار خود، وانمود سازي) ، و امثال اين گونه عيب جوئيها (كه مي توان از طريق محبت و ملاطفت و بدون نياز به ستيزه گري، آنها را جبران كرد).

براي پي بردن به سوء نيت و فساد قصد و هدف گوينده، نشانه اي وجود دارد كه به وسيله آن مي توانيم به نادرستي قصد و اراده او آگاه شويم. به اين صورت كه مشاهده مي كنيم: وي - به خاطر اظهار فضل و خودنمائي و اظهار آشنائي به مساله - از ظاهرگشتن حق و اثبات واقعيت به وسيله ديگران، ابراز تنفر مي كند؛ (اين حالت رواني، نمايانگر سوء نيت و فساد قصد و اراده گوينده است) ؛ چون انگيزه اين حالت رواني، حس برتري جوئي و از طريق اظهار فضل مي باشد كه با تهاجم و يورش به ديگران همراه است، و ميخواهد با چنين يورش و سرازير كردن سيل انتقاد، عيب و نقص طرف را وانمود سازد.

فضل فروشي و خرده گيري از ديگران، دو نوع از انواع تمايلات و گرايشهاي پست رواني و از حالات مهلك و فرومايه

و غيرانساني است:

1 - اظهار فضل و يا فضل فروشي به عنوان تزكيه نفس، يعني خودپسندي و خودستائي تلقي مي شود كه مي توان آن را ناشي از طغيان انسان در ادعاء والائي مقام و خود بزرگ بيني دانست؛ در حالي كه خداوند متعال در نبشتار استوار بنياد خود (يعني قرآن كريم) بشر راز تزكيه نفس به معني خودستائي نهي كرده و فرموده است:

فلا تزكوا انفسكم. (225)

پس خويشتن را پاكيزه و مبراي از هر گونه عيب و نقص مپنداريد و خودپسند نباشيد.

2 - اما خرده گيري از ديگران و وانمود ساختن عيب و نقص آنها، بازده و مقتضاي سبعيت و حالت درنده خوئي انسان است؛ زيرا انسان مي خواهد در چنين حالات رواني، ديگران را از هم بدرد، و به آنان صدمه و آزار برساند. اين حالت درنده خوئي، آدمي را به نابودي و تيره روزي شخصيت سوق ميدهد. آري ستيزه جوئي و درگيريهاي نامطلوب است كه اين حالات و خصلت هاي مهلك را در بشر تقويت مي نمايد.

جدال و ستيز با ديگران هرگز از آزار رساني و تهييج غضب و برانگيختن كينه، جداپذير نيست، و لازمه ستيزه جوئي اينست كه يكطرف درگير، طرف ديگر را وادار سازد كه از سخن خود برگردد و هر طور كه شد در صدد تاييد سخن و مدعاي خويش برآيد، اعم از آنكه اين سخن و مدعي، حق و يا باطل باشد.

ستيزه جو، سعي مي كند گوينده را با هر حربه اي كه به نظر او مي رسد بكوبد، و شخصيت او را مخدوش سازد، و او را مورد نكوهش قرار دهد. نتيجه اين كار چنان خواهد بود كه ميان دو فرد ستيزه جو، درگيريها و مشاجرات

لفظي (ناهنجاري) بالا گيرد، و مانند دو سگي گردند كه با هم گلاويز مي شوند و به هم پارس مي كنند.

و منظور هر يك از آنها اين است كه طرف مقابل را با نيش و گاز و حربه اي مورد حمله قرار دهد كه از لحاظ ايجاد صدمه و ناراحتي، مؤثرتر، و در اسكات و كوباندن و نابود ساختن او، نيرومندتر باشد.

راه درمان اين حالت رواني نابسامان آنست كه انسان، حالت كبر و خودبزرگ بيني خويش را - كه انگيزه فضل فروشي او شده است و نيز خوي سبعانه و حالت درنده خوئي خويش را كه موجب تنقيص و خرده گيري او از ديگران مي باشد - با داروهاي درمان بخش، در هم شكند و آن را از خود بسترد، داروهائي كه براي درمان كبر و خشم انسان، مؤثر و سودمند مي باشد.

در كتابي كه قبلا از آن ياد كرديم يعني كتاب «منارالقاصدين في اسرار معالم الدين» و نيز كتب ديگر كه در زمينه علم اخلاق تاليف شده است، طرق درمان اين گونه بيماريهاي روحي و داروهاي لازم، ارائه شده است.

د - بايد مراقب دسيسه هاي ابليس باشيم.

نبايد شيطان ترا فريب دهد؛ چون ممكن است با سخنان خدعه آميز و گفتار حق بجانب خود، به تو بگويد:

از اظهار حق دريغ مكن و در اظهار حق از سازش و مجامله و سستي خودداري نما. (آري نبايد انسان تحت تاثير چنين گفتارهائي قرار گيرد) ؛ چون شيطان همواره با صحنه سازيهاي دلسوزمآبانه و چهره و سيماي خيرخواهي، افراد كم خرد را به شر و فساد مي كشاند.

خويشتن را به صورت دستاويز خوش رقصي! و خنده هاي مسخره آميز شيطان در نياور. (يعني شيطان مي خواهد با

وسوسه هاي فريبنده، ترا به ستيزه جوئي و جدال با ديگران تحريص و تشويق كند و خود به عنوان تماشاچي از رفتار سبكسرانه تو لذت برد و از ته دل به تو و طرف مقابل تو بخندد).

البته اظهار حق به كسي كه نسبت به آن، گوش شنوائي دارد و در برابر حق، انعطاف پذير است، كاري نيكو و بجا است، آن هم در صورتي كه اين كار بر اساس اخلاص، و توام با قصد و هدف الهي انجام گيرد.

راه اظهار حق - كه با اخلاص در نيت توام است - از طريق اخلاق حسنه و نصيحت و اندرز خداپسندانه، انجام پذير مي باشد؛ چون اخلاق حسنه و نصيحت و اندرز، بهترين طريق ارشاد مردم به حق و حقيقت است؛ بنابراين نبايد ارشاد مردم با جدال و ستيزه جوئي توام باشد.

نصيحت و اندرز، وقتي به كار مي آيد و مي تواند ديگران را در راهنمائي به حق، مدد كند كه در چهره و هيئت واقعي خود - كه همان لطف و مدارا است - جلوه كند.

و در غير اين صورت، نصيحت و اندرزي كه فاقد لطف و مدارا مي باشد از فضيحت و بدنامي سر بر مي آورد. بديهي است كه نتايج زيانبار و غائله سوء چنين نصيحت عاري از محبت، از نتايج سودمند و ثمربخش آن، فراوان تر و عظيم تر خواهد بود.

اگر كسي با فقيه نمايان دوره ما: (عصر مؤلف) - كه فقط از نام و اسم علم، بهره اي دارند و به عنوان «عالم» معروفند - رفت و آمد كند و با آنان حشر و نشر نمايد بر طبع او، خوي جدال و ستيزه جوئي (و خودنمائي) چيره مي گردد، و

آنگاه كه همالان و همنشينان بد و فاقد شخصيت به او القاء مي كنند كه جدال و ستيزه جوئي نشانه فضل است، سكوت و چشم پوشي از جدال و ستيزه جوئي بر او دشوار مي گردد. بنابراين بايد از چنين دانشمندان، - آنگونه كه از شير مي گريزي - برحذر بوده و از آنان بگريزي.

3 - نبايد از يادگيري و تحصيل علم و آگاهي در هيچ شرايطي استنكاف نمود

معلم و شاگرد نبايد از يادگيري و استفاده علمي از افرادي كه در مقام و منصب و سن و شهرت و دينداري و يا علوم و دانشهاي ديگر، پائين تر و پست تر از آنها هستند، استنكاف ورزند؛ بلكه بايد از هر كسي كه استفاده علمي از او امكان پذير است، بهره و فائده اي به دست آورند.

والائي مقام و شهرت آنان نبايد مانع از آن شود كه در استفاده و بهره گيري از افراد پائين تر از خود - در مسائلي كه در آنها آگاهي كافي ندارند - دريغ كنند، چون اين حالت، موجب مي شود كه در تجارت و سوداگري علمي خويش دچار زيان گشته، و مراتب علم و آگاهي آنها رو به نقصان گذارده، و مشمول خشم و غضب پروردگارشان واقع شوند.

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«حكمت و دانش و سخن حكيمانه، گمشده افراد باايمان است. يك فرد باايمان آنگاه كه علم و حكمت را در هر جا بيابد در فراگرفتن دست يازي به آن، از همه افراد ديگر شايسته تر و سزاوارتر

ميباشد.» (226)

سعيد بن جبير گفت:

انسان - تا وقتي كه در حال تعلم و دانش آموختن، به سر مي برد - عالم و دانشمند است.

و آنگاه كه دانش آموختن و يادگيري را رها كند و بپندارد كه از

علم و دانش و اندوختن سرمايه هاي علمي بي نياز مي باشد، و به معلومات موجود خود اكتفاء كند؛ او بيش از اندازه تصور، جاهل ترين و نادان ترين مردم است.

شاعري (227) مي گويد:

و ليس العمي طول السؤال و انما تمام العمي طول السكوت مع الجهل

كوري و فقدان بينش علمي، عبارت از طول مدت سؤال و استمرار پرسش نمي باشد؛ بلكه كوري كامل و فقدان بينش علمي، عبارت از طولاني ساختن سكوت و عدم پرسش است كه همراه با جهل و ناداني، چنين سكوتي ادامه يابد.

اگر كسي به علت شرم و حياء از سؤال كردن خودداري كند، مشمول مضامين اين شعر بوده و گرفتار كوري و فقدان بينش علمي است. به همين جهت گفته اند:

«اگر كسي از پرسش كردن (در مسائلي كه به آنها آگاهي ندارد) - به خاطر شرم و حياء - دريغ نمايد جهل و ناداني نسبت به او، بي حياء شده و با بي شرمي به او روي مي آورد.»

و نيز گفته اند:

رقت و تنكي و ظرافت چهره - (كه نمايانگر حياء و شرم انسان در طرح پرسش است) - موجب رقت علمي و قلت سرمايه بينش انسان مي گردد.

و بزرگان گفته اند:

افراد خجول و همچنين افراد مستكبر يعني كبرياء منش و خود بزرگ بين نمي توانند به دانش آموختن و يادگيري صحيح علم موفق گردند.

زرارة (بن اعين) ، و محمد بن مسلم، و بريد عجلي از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده اند كه آن حضرت فرمود:

«از آن جهت جامعه و مردمي مورد تهديد انحطاط و نابودي هستند و هلاك مي گردند كه از سؤال كردن امتناع مي ورزند، يعني هلاك آنها به خاطر اين است كه پرسش نمي كنند.» (228)

و نيز همو فرموده است:

«بر

در اين علم و دانش (انسان ساز و الگوپرداز) ، قفلي است كه كليد آن، سؤال و پرسش مي باشد.» (229)

4 - انعطاف و تسليم بودن در برابر حق

معلم و شاگرد بايد سعي كنند نيروئي را به دست آورند كه در ظل آن نيرو، حس پذيرش حق و انقياد و تسليم بودن در برابر واقعيت ها، در آنان به ثمر رسد. اين مساله از نكات مهم و اساسي مربوط به آداب و وظائف مشترك ميان معلم و شاگرد نسبت به خود مي باشد. به اين معني: چنانكه احساس كردند كه در سخنان خويش دچار اشتباهي شده اند - اگرچه اين اشتباه و لغزش را فردي كوچكتر و كم سال تر از آنها اظهار كرده و تذكر دهد - نبايد از رجوع به حق (و اعتراف به اشتباه خود) دريغ نمايند؛ زيرا اعتراف به اشتباه و تسليم شدن در برابر حق - علاوه بر آنكه داراي وجوب و ضرورت ديني و اخلاقي است - موجب بركت و فزوني سرمايه علم و دانش در ميان جامعه مي باشد.

اصرار معلم و شاگرد در عدم پذيرش حق - و لو از فردي كوچكتر - عبارت از نوعي كبر و خود بزرگ بيني است كه در پيشگاه خداوند، سخت مذموم و نكوهيده مي باشد و موجب طرد و دوري انسان از رحمت خداوند متعال مي گردد.

پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

كسي كه ذره اي كبر و خود بزرگ بيني در دل او وجود داشته باشد، به بهشت و سراي نيكبختي راه ندارد. بعضي از ياران آن حضرت عرض كردند:

يا رسول الله (بر اساس اين معيار، راه نجاتي نخواهيم داشت؛ بلكه) هلاك و نابودي و بدبختي، ما را تهديد مي كند؟

چون برخي از ما مردم به كفش خوب و جامه زيبا و فاخر، احساس علاقه و دلبستگي مي نمايند (و ميخواهند با جامه زيبا و پاافزار خوب، زندگاني كنند؟) پيغمبر (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

اين نوع علاقه و دلبستگي، كبر و خود بزرگ بيني نيست؛ بلكه كبر و خود بزرگ بيني عبارت از بطر الحق و غمض الناس يعني عدم اعتراف به حق، و حقير شمردن مردم مي باشد، و «بطر الحق» به معني مردود ساختن سخن حق بر گوينده آن، و عدم اعتراف به آن پس از ظهور و آشكار شدن حق است، اعم از آنكه حق به وسيله فردي خردسال يا بزرگسال و يا شخصيتي بزرگ و برجسته و يا شخصيتي حقير و پست و گمنام آشكار.گرد (230)

همين مقدار تهديد براي نكوهش كبر و خود بزرگ بيني، و درك منع و نهي آن از طرف شارع مقدس اسلام، (براي هر فرد عاقل و خردمند) ، كافي و بسنده است.

5 - آمادگي قبلي معلم و شاگرد براي درس

معلم و شاگرد (پيش از آنكه دست اندر كار تدريس و يادگيري گردند، يعني) پيش از آنكه معلم، درس خود را آغاز كند، و قبل از آنكه شاگرد، سؤالي را مطرح سازد، در مورد درس و سؤال خود، دقت و تأمل نمايند، و آن را به صورت منقح و پاكيزه اي آماده سازند تا از شتابزدگي و لغزش و تصورات واهي و واژگوني درك و فهم، مصون باشند.

و بدين طريق (عادت به دقت در مورد مطلب و يا سؤال) به صورت نيروي شايسته اي براي آنها درمي آيد (تا همواره در مورد تدريس و ياسؤال خويش، با انديشمندي و سنجش فكري، خوي گيرند).

و گرنه اگر

به شتابزدگي در پرسش و پاسخ عادت كنند، اشتباهات و لغزشهاي آنها رو به فزوني گذاشته، و عيب و نقص آنان گسترش يافته، و اشتباه آنها آشكار و برملا مي شود؛ و نتيجة در محيط خود، به عنوان افرادي لغزنده و اشتباه كار و شتاب زده معروف مي گردند. به ويژه اگر همنشيناني بدسيرت در محيط آنها به سر برند، همنشيناني كه معلم و شاگرد بيمناكند كه مبادا رفتار نسنجيده آنها را دستاويز و بهانه اي براي انتقاد و عيبجوئي قرار دهند، و حالات نابسامان آنها را نزد حسودان و رقيبان، به عنوان سمت و نمودار شخصيت آنها معرفي نمايند.

6 - رعايت نظافت و پاكيزگي، و لزوم آراستن ظاهر

معلم و شاگرد - آنگاه كه مي خواهند در جلسه درس حضور يابند - لازم است هميشه با وضوء، و پاكيزه از هرگونه كثافت و آلودگي و پليدي باشند. بدن و جامه خويش را نظيف و خوشبو سازند، و به منظور تجليل از مقام علم و دانش، و رفاه حال حاضران و همنشينان و فرشتگاني (كه پروانه وار، گرداگرد اين محفل مقدس در گردشند) بهترين جامه خود را در بر كنند.

و به خصوص اگر جلسه درس در مسجد برگزار شود (رعايت اين نكات شايسته تر است).

به طور فشرده: تمام نكاتي كه در مورد نظافت و پاكيزگي بدن و لباس در شريعت مقدس اسلام درباره همه مردم گوشزد شده است، رعايت آنها براي معلم و شاگرد شايسته تر و ضروري تر مي باشد.

نوع 2 آداب و وظائف ويژه معلم

اشاره

بخش اول: آداب و وظائف ويژه معلم نسبت به خود

مقدمه:

تعليم، اساس و بنيادي است كه قوام و پايداري دين و آئين، بر روي آن استوار شده است. جامعه بشري از طريق تعليم مي تواند از كسادي و افول خورشيد علم و نابودي كالا و سرمايه هاي علمي پيشگيري كند. بنابراين تعليم، يعني انتقال اندوخته هاي علمي به ديگران، از مهمترين عبادات و مؤكدترين واجبات كفائي است (كه هر فرد از جامعه انساني - كه حامل علم و كالاي معارف و معلومات است - بايد در انتقال آن به ديگران، احساس وظيفه و مسئوليت نمايد، و تا وقتي كه اين انتقال به وسيله ديگران صورت نگيرد همه علماء و دانشمندان بايد موضوع تعليم را به عنوان يك امر واجب و تكليف الزامي تلقي نموده و در صدد اداء اين وظيفه خطير برآيند).

خداوند متعال فرموده است:

واذا اخذ الله ميثاق الذين

اوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه (231)

و آنگاه خداوند از مردمي - كه نبشتار آسماني به آنها داده شد يعني مردمي كه اهل علم و دانش ديني هستند - پيمان گرفت و به آنها فرمود:

بايد محتواي آن را براي مردم تشريح كرده و از بيان و بازگو كردن آن كتمان نورزيد (يعني آن را به ديگران تعليم دهيد).

و نيز فرمود:

ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات و الهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون. (232)

آنانكه رهنمودهاي واضح و آشكار و عوامل رشد و هدايت را - كه ما آنها را فرو فرستاديم - پس از آنكه ما همين رهنمودهاي آشكار و راه هدايت را در نبشتار آسماني گزارش كرديم، اگر در بازگو كردن آنها به مردم كتمان ورزند، خداي متعال آنان را از رحمت خويش طرد نموده، و همه لعنت كنندگان نيز براي آنها طرد از رحمت خدا را درخواست مي نمايند.

يكي از اخبار مشهور، سخن پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) است كه فرمود:

«شاهدان و حاضران، حقايق را به غائبان و مردمان ديگر ابلاغ كنند.» (233)

اخبار مشابه در اين مورد، بسيار فراوان است كه فقط پاره اي از آنها بازگو شده است.

علاوه بر آداب و وظائفي كه (درباره وظائف مشترك ميان معلم و شاگرد) بازگو نموديم، خود معلم نيز داراي آداب و وظائف ويژه به خود مي باشند كه به سه بخش تقسيم مي شود:

1 - آداب او با خويشتن.

2 - آداب او با دانشجويان.

3 - آداب او در مجلس درس.

اما آداب او نسبت به خويشتن، عبارت از وظائفي است (كه بايد در رعايت آنها كوشا باشد.

شهيد ثاني اين وظائف را - چنانكه گفتيم - ضمن هشت امر توضيح داده است):

1 - احراز صلاحيت و شايستگي در امر تعليم

كسي كه مي خواهد عهده دار منصب تعليم گردد بايد قبلا مراتب صلاحيت و شايستگي خويش را براي تصدي چنين مقامي در خود فراهم آورد.

و بايد اين شايستگي، در تمام مظاهر وجود او پديدار باشد، يعني سيما و چهره و طرز سخن گفتن و گفتارش، نمايانگر اهليت و شايستگي او براي احراز مقام تعليم بوده، و اساتيد صالح وي نيز صلاحيت او را تاييد و گواهي كنند.

در حديثي مشهور، چنين آمده است:

كه رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«اگر كسي با تكلف، نسبت به چيزي اظهار بي نيازي كند كه به او داده نشده است و به دارائي تظاهر نمايد، و خويشتن را بيش از اندازه بيارايد و باليدن آغاز كند، بمانند كسي است كه دو جامه دروغين و فريبا را در بر مي نمايند، جامه اي كه لازم نبوده و متناسب با او نمي باشد.» (234)

يكي از فضلا (235) گفته است:

«اگر كسي در غير موقع و زمان مناسب، صدر نشيني و رياست را در پيش گيرد، خود موجب خفت و سبكي و فرومايگي خويش مي گردد.»

دانشمند برجسته ديگري (236) گفته است:

اگر كسي رياست را نه به هنگام خود، جويا شود، همواره در باز پس عمر خويش در ذلت و خواري به سر خواهد برد.

شاعري در اين باره مي گويد:

لاتطمحن الي المراتب قبل ان تتكامل الادوات و الاسباب

ان الثمار تمر قبل بلوغها طعما و هن اذا بلغن عذاب

پيش از آنكه عوامل و اسباب شايستگي تو كامل گردد به مقامات و مناصب چشم ندوز (و خويشتن را در تير رس آنها قرار مده) ؛

زيرا ميوه ها قبل از آنكه برسد از لحاظ طعم و مزه براي ذائقه مردم تلخ و گس و ناگوار مي باشد. ولي همين ميوه هاي كال اگر برسد و بپزد گوارا و لذت بخش خواهد بود.

2 - حفظ حيثيات و شئون علم و دانش

معلم بايد مقام و حيثيت علم را ارج نهاده و آن را به خواري و ابتذال و فرومايگي نكشاند، به اين معني كه علم را در اختيار افراد نالايق و نااهل قرار ندهد، و آن را به مكاني كه منسوب به شاگرد او است نبرد، يعني علم را به جائي حمل نكند كه آنجا بنام شاگرد او قابل شناسائي است. به عبارت ديگر به عنوان «معلم سر خانه»، علم را به سوي شاگرد نبرد، اگرچه آن شاگرد فردي گرانقدر باشد؛ بلكه معلم بايد علم را از چنين فرومايگي ها و ابتذال حفظ نمايد؛ چنانكه پيشينيان نگاهبان و پاسدار حرمت و آبروي علم و دانش بوده اند.

و داستان آنها با خلفاء و طبقه اشراف! در اين زمينه، بسيار و فراوان و مشهور مي باشد كه كوشش خويش را در حفظ حيثيت علم به كار مي داشتند و آن را براي تعليم به فرزندان خلفاء و اشراف، به خانه آنها نمي بردند.

زهري گفته است:

نشانه ابتذال و سبكي و خواري علم و دانش آنست كه معلم و استاد؛ آن را به سوي خانه شاگرد خود حمل كند (و به عنوان «معلم سر خانه» مقام علم و دانش را تنزل دهد). البته در مواردي كه ضرورت و مصلحت ديني ايجاب كند و معلم نيز داراي نيت درست و آهنگي درخور مقام خود باشد، و اين ضرورت و مصلحت نيز كفه آن بر مفسده ابتذال رفتن به خانه شاگرد بچربد، در

آن صورت حمل علم به خانه شاگرد مانعي ندارد.

يكي از شعراء، به نام: «قاضي ابوالحسن علي بن عبدالعزيز جرجاني» (237) براي خود و راجع به خويشتن در اين زمينه اشعاري سروده است كه از لحاظ حسن تعبير و ارزش محتواي آن، بسيار جالب و شگفت انگيز مي باشد. وي گفته است:

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي … لأخدم من لاقيت ولكن لأخدما

أأشقي به غرسا و أجنيه ذلة … اذا فاتباع الجهل قد كان أحزما

واني لراض عن فتي متعفف … يروح ويغدو ليس يملك درهما

يبيت يراعي النجم من سوء حاله … ويصبح طلقا ضاحكا متبسما

ولا يسأل المثرين ما بأكفهم … ولو مات جوعا عفة وتكرما

فإن قلت: زند العلم كاب، فإنما … كبا حين لم نحرس سماه وأظلما

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم … ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا … محياه بالأطماع حتي تجهما

وما كل برق لاح لي يستفزني … ولا كل فكري منجدا ثم متهما

الي أن أري ما لا أغض بذكره … اذا قلت: قد أسدي اليّ وأنعما

1 - يقولون لي فيك انقباض و انما

راوا رجلا عن موقف الدل احجما

2 - اري الناس من داناهم هان عندهم

و من اكرمته عزة النفس اكرما

3 - و ما كل برق لاح لي، يستفزني

و لا كل من لاقيت، ارضاه منعما

4 - و اني اذا ما فاتني الامر لم ابت

اقلب كفي نحوه متندما

5 - و لم اقض حق العلم ان كان كلما

بدا طمع صيرته لي سلما

6 - اذا قيل هذا منهل قلت قد أري

و لكن نفس الحر تحتمل الظما

7 - و لم ابتذل في خدمة العلم مهجتي

لاخدم من لاقيت لكن لاخدما

8 - اَ اسقي به عزا و اسقيه ذلة

اذا

فاتباع الجهل قد كان احزم (238)

9 - و لو ان اهل العلم صانعوه صانهم

و لو عظموه في النفوس لعظما

10 - و لكن اذلوه فهان و دنسوا

محياه بالاطماع حتي تجهما

1 - به من مي گويند:

در تو، روح انزوا و گرفتگي و افسردگي وجود دارد؛ ولي بايد بدانند كه صرفا مردي را مي بينند كه خود را از موقف و پايگاه خواري و فرومايگي به يكسو كشيده و از ذلت و خواري باز ايستاده است.

2 - مردم را چنان مي بينم: هر كسي كه خويشتن را به آنها نزديك ساخت و با آنها همنشين شد، از ديدگاه آنها پست و حقير گشت.

و كسي كه عزت نفسش، او را ارج نهاد يعني از سرفرازي خويش پاسداري كرد، از نظر ديگران داراي آبرو و احترام گرديد.

3 - هر برق و پرتو اميد آفريني كه براي من پديدار گشت مرا از جا نكند و هراسان و هيجان زده ام نساخت، و در من سبكسري ايجاد نكرد.

و نيز با هر كسي كه با او برخودم وي را به عنوان منعم و خداوندگار احسان به خود پذيرا نشده ام.

4 - من آنم - كه اگر چيزي از دستم ربوده شود و قابل تدارك و جبران هم نباشد - شبانگاهم را اين گونه سپري نمي سازم كه دستم را در حال تاسف و حزن و اندوه در سوي آن زير و رو ساخته و دست، روي دست بزنم و براي آن افسوس خورم.

5 - اگر من چنان باشم كه هرگاه طمعي در برابرم پديدار شود، علم و دانش را نردباني براي دستيابي به اين آز و طمع و منافع مادي قرار دهم، پس در چنين صورتي مسلما نمي توانم

بگويم: كه حق علم را اداء كرده ام.

6 - اگر مي گويند كه اين، سرچشمه اي است كه آدمي را سيراب مي سازد و مي توان از رهگذر آن به خواسته هاي دروني رسيد؟ ولي من مي گويم: اين حقيقت را بازيافته و آن را شهود مي كنم، لكن يك فرد آزاده (يا خود حرارت و تفتيدگي خاطر) ، عطش و تشنگي را تحمل مي كند.

7 - من در طريق علم و در راه تعلم و تعليم از آن جهت خون دلم را به رايگان نگذاشتم تا با هر كسي كه با او بر مي خورم خادم وي بوده و او را نوكري كنم؛ بلكه از آن جهت در طريق تعلم و تعليم بذل كوشش كرده ام تا سروري و بزرگواري را بدست آورده و مخدوم ديگران باشم. يعني من در خدمت ديگران نباشم، بلكه ديگران در خدمت به من به سر برند.

8 - آيا سزاوار است كه به وسيله علم و دانش از عزت و سرفرازي سيراب گردم؛ ولي خود علم را با آب ذلت و فرومايگي سيراب سازم؟! اگر چنين باشم، پيروي از جهل و بي دانشي، و حزم و دورانديشي نزديك تر است.

9 - اگر اهل علم و دانشمندان سعي خويش را در صيانت و پاسداري از حيثيت علم و دانش صرف مي كردند، خود علم و دانش از مقام و شخصيت آنها نگاهباني و پاسداري مي كرد.

و اگر علماء از علم و دانش تجليل مي كردند و آن را در دل مردم و از ديدگاه آنها، عظيم و شكوهمند جلوه مي دادند، خود نيز از شكوه و جلال و عظمت برخوردار مي شدند.

10 - ولي دانشمندان، علم را به ذلت و خواري كشاندند، لذا خود علم

نيز از ديدگاه مردم؛ حقير و ناچيز گشت.

و سيماي علم و دانش را با مطامع و آزمنديها، عيب ناك و آلوده ساختند تا آنكه علم و دانش با چهره اي دژم و سيمائي عبوس و ناخوش آيند بدانها روي آورد.

3 - به كار گرفتن علم

معلم بايد - علاوه بر انجام وظائفي كه قبلا در طي آداب مشترك ميان او و شاگرد بازگو شده است - بر طبق موازين علم خويش عمل كند.

خداوند متعال (در مقام سرزنش مردمي كه به علم و آگاهي خود عمل نمي كنند چنين) مي فرمايد:

أ تأمرون الناس بالبر و تنسون انفسكم (239)

آيا مردم را به احسان و نيكي فرمان مي دهيد، و خويشتن را فراموش مي نمائيد؟!

امام صادق (عليه السلام) در تفسير آيه انما يخشي الله من عباده العلماء (240) فرموده است:

«علماء و دانشمندان خداشناس و بيمناك از او، عبارت از كساني هستند كه عمل آنها گفتار آنها را تاييد نموده و با آن هماهنگي دارد. اگر كردار كسي، گفتار او را تاييد نكند و ميان كردار و گفتارش ناهماهنگي، مشهود گردد، نمي توان عنوان عالم و دانشمند را بر او اطلاق كرد.» (241)

همو فرموده است:

علم و عمل، قرين و خويشاوند يكديگرند، آنكه مي داند عمل مي كند، و آنكه عمل مي كند مي داند. علم، آدمي را به عمل دعوت كرده و او را به كردار وا مي دارد. اگر عمل، به دعوت علم، پاسخ مثبت دهد، علم بر سر جاي مي ماند، والا از آدمي مي كوچد، يعني آدمي در صورت عمل نكردن بر طبق موازين علمي، از علم محروم مي.گرد (242)

و نيز فرمود:

«اگر عالم و دانشمند به علم خود عمل نكند، موعظه و اندرز او از دلها مي لغزد آنچنانكه باران از روي سنگ صاف، و

نشيباي لغزنده كوه صفا لغزان است.» (243)

اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) مي فرمايد:

«دانشمند بي حياء و دريده، و نادان زاهدنما و مقدس مآب متظاهر، پشت مرا شكستند. نادان متظاهر به زهد و پارسانما، با مقدس مآبي خويش، مردم را فريب مي دهد و به آنها خيانت مي كند و به اعمال باطل خود چهره حق به جانب ميدهد.

و عالم و دانشمند هتاك و دريده و بي حياء - با پرده دري و اعمال شرم آور خود - مردم را از خويش مي راند و (از علم و دين) گريزان مي سازد.» (244)

يكي از شعراء، مضمون همين گفتار اميرالمؤمنين (عليه السلام) را به نظم آورده است:

فساد كبير عالم متهتك

و اكبر منه جاهل متنسك

هما فتنة للعالمين عظيمة

لمن بهما في دينه يتمسك

وجود عالم و دانشمند بي حياء و بدكردار و پرده در، خود، منشاء فساد و عامل بزرگ و مهمي براي تباهكاري است.

و تباهكاري مهمتر از آن، از سوي فرد نادان و ناآگاهي است كه به عبادت و پارسائي تظاهر مي كند. اين دو فرقه براي جامعه انساني و كسانيكه در دين و آئين خود از آنها سرمشق مي گيرند و بدانها متكي هستند، فتنه و خطر و آشوبي بزرگ به شمار مي روند؛ (چون مردم در رفتار خود از آنها الگو مي گيرند و بدين طريق جامعه، به انحطاط و فساد كشانده مي شود).

4 - حسن خلق و فروتني

معلم بايد - بيش از آن مقداري كه درباره وظائف مشترك معلم و شاگرد ياد كرديم - با شاگردان خود، خوش خلق و متواضع باشد.

و رفق و مداراي كامل با آنان را نصب العين خويش قرار دهد، و از اين رهگذر به تكميل نفس و تهذيب باطن خويش موفق گردد؛ زيرا يك عالم و

دانشمند صالح و شايسته - در اين عصر و زمانه - به منزله پيامبري از پيامبران الهي است. چنانكه رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود.

علماء امتي كانبياء بني اسرائيل (245)

دانشمندان امت من همچون انبياء بني اسرائيل مي باشند.

بلكه (به عقيده من: مؤلف) ، دانشمندان ديني اسلام در اين زمان (به شرط آنكه واجد صلاحيت و شايستگي باشند) از انبياء بني اسرائيل، عظيم تر و برترند؛ زيرا گاهي هزارها پيامبر بني اسرائيلي در يك عصر، جمع مي شدند و در يك دوره و زمانه، فراهم ميآمدند؛ در حالي كه در عصر ما، دانشمندان (واقعي) امت پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) يكي پس از ديگري (و به ندرت) يافت مي شوند و در فاصله زماني دور و درازي به چشم مي خورند.

و چون وجود دانشمندان واقعي در عصر ما سخت كمياب است علي هذا بايد بدانند كه امانت بزرگي در عهده آنها قرار دارد و بارهاي گران دين و آئين آسماني را بر دوش مي كشند.

لذا بايد عالم و دانشمند واقعي عصر ما در احياء دين، سخت كوش بوده و از بذل مساعي در تعليم و آموزش ديگران به هيچ وجه دريغ نورزد، باشد كه در ظل اين مساعي و كوششها شاهد موفقيت و پيروزي را در آغوش گيرد.

از امام صادق (عليه السلام) نقل شده است كه اميرالمؤمنين (عليه السلام) فرمود:

«دانشمند (واقعي) داراي سه علامت و نشانه است:

1 - دانش و بينش

2 - حلم و بردباري

3 - سكوت و آرامش و وقار.

و براي عالم نماها و دانشمنداني كه با تكلف، جامه علم را بر قامت نارساي خود پوشانده (و خويشتن را در جمع علماء،

قرار داده اند) نيز سه نشانه وجود دارد:

1 - با دانشمندان برتر و والاتر از خويش با كردارهاي آلوده به گناه، درگير گردند و با آنان بستيزند.

2 - نسبت به دانشمندان فروتر از خود از طريق قهر و غلبه، ستمگرانه عمل كنند.

3 - ديگر آنكه از ستمگران و جفا پيشگان، حمايت و پشتيباني نمايند.» (246)

از محمد بن سنان در حديثي مرفوع (247) روايت شده است كه عيسي ابن مريم (عليهماالسلام) فرمود:

«اي حواريين و ياران پاك من! نياز و حاجتي را با شما در ميان مي گذارم؛ ميخواهم كه شما آن را برآورده سازيد (و آمادگي خويش را در تامين چنين نيازي، اعلام نمائيد) عرض كردند:

يا روح الله، حاجت و نياز شما برآورده است (و ما آماده ايم).

حضرت عيسي (عليه السلام) از جا برخاست و پاهاي حواريين را شستشو داد. آنان به عيسي (عليه السلام) عرض كردند:

روا و شايسته تر، اين بود كه ما پاهاي شما را شستشو مي داديم؟

فرمود:

سزاوارترين مردم در خدمت كردن، خود عالم و دانشمند است. (يعني بايد عالم و دانشمند، تمام قواي خويش را در خدمت به مردم بسيج سازد). عيسي (عليه السلام) سپس فرمود:

يگانه هدف من در دست زدن به چنين كاري، اين بود كه با اظهار تواضع خود نسبت به شما، شما را هشدار دهم كه به نوبه خود - پس از من - مانند خود من به مردم اظهار تواضع و فروتني نمائيد. عيسي (عليه السلام) پس از آن گفت:

«علم و حكمت، با عامل تواضع و فروتني سامان مي يابد و آباد مي گردد (و رواج و رونق مي گيرد) نه با تكبر و خود بزرگ بيني.

و بدينسان، زراعت در زمين نشيبا و نرم

و هموار مي رويد (و گياهان در دشت و هامون فروهشته، سبز مي شوند) نه در كوهها» (248) (ي فرازمند و برافراشته).»

5 - دريغ نورزيدن از تعليم علم

رسالت و وظيفه معلم، ايجاب مي كند كه نبايد از تعليم و آموزش هيچ كسي - به خاطر آنكه ممكن است احيانا واجد قصد و نيت درست و خداپسندانه اي نباشد - دريغ ورزد؛ زيرا تصحيح هدف و جهت گيريهاي سنجيده و خداپسندانه براي بسياري از افراد تازه كار و كساني كه در فراگيري علم، مبتدي هستند دشوار مي باشد؛ به جهت اينكه جان و روح آنها (به علت خردسالي و يا فقدان بينش كافي در دين) از لحاظ درك سعادت و نيكبختي آتيه و عزت و سرفرازي روز قيامت، بسيار نارسا و ضعيف مي باشد. علاوه بر اين، آنان با عوامل تصحيح هدف و نيت و مباني آن، انس و آشنائي كمتري دارند.

اگر بنا باشد معلم - به خاطر فقدان نيت صحيح و محروميت شاگردان از جهت يابي درست - از تعليم آنان خودداري كند، اين دريغ كاري، موجب تعويق و رها كردن بسياري از افراد در همگامي با كاروان علم شده، و گروه زيادي را از علم محروم مي سازد، و يا آنكه موجب از ميان رفتن بخش عظيمي از ميراث علمي خواهد گشت. بايد توجه داشت: اين اميد هم وجود دارد كه شاگرد فاقد نيت و هدف صحيح، از بركت علم و در سايه يادگيري - آنگاه كه او با علم و دانش، پيوند و انسي برقرار ساخت - توانائي لازم را در تصحيح هدف و نيت خود به دست آورد.

لذا يكي از دانشمندان گفته است:

«ما علم و دانش را براي غير خدا (و به خاطر هدفهاي ديگري)

جويا شديم؛ ولي خود علم و دانش - از اينكه براي غير خدا باشد - امتناع ورزيد» (249) يعني اگر يك شاگرد، فاقد قصد الهي در تحصيل علم باشد، قهراً با ادامه تحصيل و كسب بينش فزونتر، قصد و هدف او تصحيح خواهد شد و طبعا بسوي «الله» و هدف هاي والاي الهي و انساني، رهنمون خواهد گرديد، و علم و دانش، سرانجام، او را به خدا منتهي خواهد ساخت.

از حسن (بصري) است كه گفت:

گروهي از مردم در علم آموزي، هدف خويش را بگونه اي مشخص ساختند كه خدا و رضا و پاداش الهي در اين هدف راهي نداشت. ولي علم و دانش، آنان را همواره چنان در جهت و صراطي رهنمون گرديد كه سرانجام، خدا و رضا و پاداش الهي را در مقاصد و هدف خويش منظور داشتند.

بايد توجه داشت كه اگر معلم در نهاد شاگرد، سوء نيت و فساد هدف را در مسير علم آموزي او احساس نمود، بايد به تدريج از طريق موعظه و نصيحت خوش آيند و دلنشين و ارشادهاي محبت آميز، او را در مسير هدف صحيح قرار دهد.

و خطر و زيانبار بودن علم و دانش عاري از هدف الهي را به او گوشزد نمايد، و بالاخره او را نسبت به عواقب سوء و نتايج خطرناك اهداف غيرالهي، متوجه و هشيار سازد، و اخبار و احاديثي كه درباره تصحيح هدف و نيت، هشداردهنده و بيدارگر است، تدريجا بر او بخواند تا سرانجام زير سايه نصايح و ارشادات، وي را به قصد و هدف صحيح در تحصيلاتش بازگرداند.

اگر معلم نتوانست با استفاده از اين گونه راهبري ها به تصحيح نيت و هدف شاگرد خويش

موفق گردد و از او نوميد شود - طبق عقيده بعضي از علماء - بايد چنين شاگردي را رها كرده و از تحصيل وي جلوگيري نمايد و از تعليم او خودداري كند؛ زيرا اين گونه افراد، با تحصيل علم (همچون دزدان چراغدار) ، شر و آسيبشان را فزاينده تر مي سازند.

اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) در اشاره به همين نكته و حقيقت فرموده است:

لا تعلقوا الجواهر في اعناق الخنازير (250)

گوهرهاي گرانبها را آويزه گردن هاي خوكها نسازيد.

از امام صادق (عليه السلام) نقل شده است كه فرمود:

عيسي بن مريم (عليهماالسلام) براي ايراد خطابه، در ميان بني اسرائيل از جا برخاست و چنين گفت:

«اي بني اسرائيل! با نادانان و مردمي كه از بينش كافي بي بهره اند. سخنان حكيمانه و عالمانه را در ميان نگذاريد؛ زيرا اگر چنين كنيد به علم و حكمت، ستم روا داشته ايد.

و از تعليم علم و حكمت به افراد صالح و شايسته، دريغ نورزيد؛ زيرا اگر بدينسان با آنان عمل كنيد، يعني چنانكه از تعليم علم به افراد لايق، دريغ بورزيد به آنان ستم نموده ايد.» (251)

يكي از شعراء، محتواي سخن حضرت عيسي (عليه السلام) را در اين بيت خلاصه كرده است:

فمن منح الجهال علما اضاعه

و من منع المستوجبين فقد ظلم

اگر كسي كه علم را با دست و دلبازي در اختيار افراد نالايق (و فاقد بينش و هدف صحيح ديني) قرار دهد خود علم و دانش را به تباهي و فساد سوق مي دهد. ولي اگر در تعليم آن به افراد لايق، كوتاهي و دريغ ورزد به خود آنها و نيز به علم ستم مي كند.

بايد بدانيم كه عده اي از دانشمندان (بدون قيد و شرط و به صورت

كلي در مساله تعليم علم به افراد نااهل و فاقد هدف صحيح، نظر خود را قاطعانه ابراز نكرده اند؛ بلكه) ميان اين گونه افراد، فرق و امتيازي برقرار ساخته و گفته اند:

اگر نادرستي قصد و هدف شاگرد، معلول وجود حالت كبر و ستيزه جوئي و امثال آنها باشد بايد از تعليم او خودداري كرد. ولي اگر نادرست بودن قصد و هدف شاگرد از ناحيه حب رياست دنيوي و حس جاه طلبي باشد، سزاوار نيست - عليرغم نوميدي از اصلاح او - از تعليم وي مضايقه شود؛ چون او (در سن و سال و شرايطي به سر مي برد كه) مفسده جاه طلبي نمي تواند پرهيجان و مؤثر و مسري باشد. علاوه بر اين بايد يادآور شد كه كمتر كسي مي تواند در آغاز كار تحصيل، خويشتن را از اين گونه اهداف نادرست و رذائل اخلاقي وا رهاند؛ ولي آنگاه كه به اصل و بنياد علم و دانش رسيد و بدان وقوف كامل يافت (و علم را همانطور كه هست شناسائي كرد) به اين نتيجه مي رسد كه علم و دانش به خاطر نيل به سعادت و نيكبختي جاويد و جنبه هاي معنوي، بايد ذاتاً محبوب و مطلوب او باشد، و رياست و سرفرازي، لازمه علم و نتيجه قهري علم آموزي است؛ اعم از آنكه انسان در طي تحصيل علم، جاه و مقام را آماج كوششهاي خويش قرار دهد، و يا آنكه اساسا از چنين آماج گيري غافل باشد؛ چون خود علم و دانش بدون نياز به چنين جهت گيريها، رياست آفرين بوده و موجب سرفرازي انسان در دنيا و آخرت مي گردد.

6 - كوشش در بذل و اعطاء و انفاق علم

بايد معلم، سرمايه ها و اندوخته هاي علمي خود را به افرادي

كه شايسته و نيازمند به علم و دانش هستند، بذل و انفاق كند و در نشر علم و اعطاء آن به افراد محتاج، بخل نورزد؛ چون خداوند متعال - همانگونه كه در طي مواثيق، از انبياء پيمان گرفت تا در نشر حقايق و گزارش آن به مردم، دريغ نورزند، و معارف الهي را كتمان ننمايند - از دانشمندان نيز پيمان گرفت كه در تعليم علم به افراد نيازمند، فرو گزار نكنند؛ بلكه سعي خود را در نشر و ترويج علم، به كار گيرند.

از امام صادق (عليه السلام) نقل شده است كه فرمود:

در نبشتاري از اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) چنين خواندم:

«خداوند از جهال و نادانان پيمان نگرفت كه پوياي دانشمندان باشند (تا از آنان معرفت و آگاهي كسب كنند) ، مگر آنگاه كه قبلا از دانشمندان پيمان گرفت كه علم و آگاهي خويش را در اختيار جهال و نادانان قرار دهند؛ زيرا علم و دانش در مرحله اي قبل از جهل و ناداني وجود داشته است.» (252)

(افلاطون حكيم، علم را «تذكر» مي ناميد و مي گفت:

روح آدمي پيش از آنكه به بدن تعلق گيرد و در عالم حس، اسير زنجير ماده و محسوسات گردد، در عالم تجرد مي زيسته است.

و در آن عالم، حقايق را بدون واسطه درك مي كرد، و چون به اين عالم هبوط كرد در روح او نسياني نسبت به حقايق، پديد آمد. ولي اين حقايق - بطور كلي - از صحيفه روح او محو نشده است، بلكه با وضع مبهم و نامشخص، در خزانه ذهن او موجود مي باشد. وقتي انسان به اشباح و سايه هاي اين حقايق در عالم حس، مواجه گشت، متوجه و متذكر همان حقايق بازيافته

پيشين مي گردد. بنابراين علم و دانش، قبل از جهل، موجود بوده است). (253)

و نيز از امام صادق (عليه السلام) روايت شده است كه ضمن تفسير آيه: و لا تصعر خدك للناس (254) فرمود:

«بايد همه مردم از لحاظ دريافتهاي علمي در ديدگاه تو، مساوي و برابر باشند» (و بايد سهم و بهره از علم را بطور مساوي به آنها بپردازي و در ميان آنها تبعيض روا نداري).

جابر جعفي از امام صادق (عليه السلام) آورده است كه فرمود:

«زكوة علم و دانش، اين است كه آن را به بندگان خدا تعليم دهي.» (255)

7 - احتراز از مواضع تهمت و لزوم هماهنگي رفتار و گفتار معلم

معلم - بر فرض آنكه داراي عذر شرعي موجهي باشد - بايد از مخالفت افعال با اقوالش بپرهيزد يعني نبايد ميان كردار و گفتارش، تهافت و دوگانگي و تفاوت، وجود داشته باشد؛ (بلكه بايد سعي كند همواره بر طبق گفتار و امر و نهي خود، عمل نمايد) مثلا او نمي تواند عملي را تحريم كند كه خود مرتكب آن مي گردد، و يا انجام عملي را واجب و حتمي الاجراء معرفي نمايد و خود پاي بند آن نباشد، و يا مردم را به انجام عملي - به عنوان كار مستحب - دعوت كند؛ ولي خود او از انجام آن عمل دريغ ورزد. اگرچه طرز كار و عمل او - بر حسب احوال و شرائط شخصي زندگاني وي - كاملا مطابق با قانون دين باشد؛ (لكن در عين حال، تضاد و تناقض نمائي كردار و گفتار او قابل اغماض نيست) ؛ اگرچه احكام و قوانين ديني بر حسب اختلاف اشخاص، متفاوت مي باشد. (لذا بايد در اين گونه موارد از ايجاد شبهه و بازتابهاي نامطلوب، پيشگيري شود) ؛ به

عنوان مثال:

اگر عالم و دانشمندي، ديگران را به تشييع جنازه و ساير احكام مربوط به آن، و يا به روزه گرفتن، يا به برآوردن حاجات مؤمنين و كارهاي نيك و يا زيارت اعتاب مقدسه پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و ائمه (عليهم السلام) دعوت كند؛ ولي خود - به علت اشتغال به كارهاي مهم تر - موفق به چنين اعمالي نباشد، به گونه اي كه اشتغال او به كارهاي مهم تر، با انجام كارهائي كه مردم را بدانها دعوت مي كند سازگار نيست و نمي تواند دست اندر كار آنها گردد؛ و نيز چون اشتغالات او از اهميت و فضيلت بيشتري برخوردار است ناگزير از ترك آن اعمال مي شود، و يا آنكه اشتغالات او، ضروري و غيرقابل گريز است؛ در چنين شرائطي كه اشتغالات مهم و يا ضروري او، علت ترك برخي از اعمال باشد لازم است همين علت و عذر موجه خويش را به ديگران اعلام كند تا زنگار شبهه و وسوسه هاي شيطان را از قلوب مستمعان گفتار خويش بزدايد (و از اين طريق از مظان تهمت ديگران برهد تا او را به دوگانگي و تناقض كردار و گفتارش متهم نسازند) ؛ چنانكه (در طي يكي از رويدادهاي زندگاني رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) قضيه اي اتفاق افتاد كه آن حضرت ضمن آن براي دفع تهمت، مراتب را اعلام فرمود و) خويشتن را از اين تهمت خلاص كرد:

يكي از اصحاب پيغمبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) آن حضرت را شبي همراه همسرش (گويا صفيه) ديد كه به خانه مي رفتند. رسول خدا (صلي الله عليه و آله

و سلم) از بيم آنكه مبادا توهم و وسوسه اي براي آن شخص ناظر صحنه به هم رسد و تصور كند كه پيغمبر (صلي الله عليه و آله و سلم) با زن بيگانه اي همراه است به آن شخص فرمود:

فلاني! اين زن، همسر من، فلان كس (يعني صفيه) است.

و با اين هشدار، به وي فهماند كه چرا با اين زن همراه مي باشد؛ چون بيم آن داشت كه ابليس با تلبيسات و وسوسه انگيزي خود، در آن شخص سوءظني به باز آورد، (لذا براي دفع توهم به وي اعلام كرد كه اين زن، همسر شرعي و قانوني من است).

اگرچه بر هر شنونده اي (كه به اوامر و دستورات عالم و معلم گوش فرا مي دهد) لازم است در مرحله نخست - آنگاه كه شبهه و وسوسه اي از لحاظ اختلاف گفتار و رفتار در ذهن او بهم ميرسد - به هيچ وجه به گوينده و معلمي كه ديگران را به كار نيك و اعمال شايسته دعوت مي كند اعتراض ننمايد. حتي اگر براي اعتراض و انتقاد خود احتمالا داراي مجوزي هم باشد حق خرده گيري و انتقاد ندارد؛ (چون ممكن است - برخلاف اشتباه و احتمال او - گوينده در ترك اعمالي كه ديگران را بدانها دعوت مي كند، داراي عذر موجهي باشد كه نتوان بر او خرده گرفت). البته در صورتي كه هيچ عذر موجهي قطعا در ميان نباشد و ميان كردار و گفتار او، تضاد و تعاندي غيرقابل اغماض مشهود گردد، شنونده، حق اعتراض و انتقاد را دارا است؛ چنانكه قريباً از اين مطلب در بحث از آداب متعلم و شاگرد، توضيحي در پيش داريم.

بطور خلاصه بايد گفت:

قضيه معلم و شاگرد

از لحاظ نقش پذيري شاگرد نسبت به اخلاق و اعمال معلم، همانند قضيه مهر و موم مي باشد كه در موم، تمام نقشها و تصويرهائي كه در مهر وجود دارد، منعكس مي شود. ما اين نقش پذيري را در مورد گروهي از شاگردان و دانشجويان در برابر معلمان و استادانشان به چشم ديده ايم (و اين حقيقت را كاملا لمس نموده ايم كه شاگرد در رفتار خود، يك نمونه پرداز ماهري از اعمال استاد و معلم خود مي باشد) كه البته با توجه به اختلاف افعال و اخلاق معلم، همه گونه رفتار او را شاگرد در اعمال و رفتار خود پياده مي كند. اين واقعيت را ما كاملا حس كرديم و هيچكس نمي تواند به مانند كسي كه حقيقت را ديده و شهود كرده و در اين جهت، مهارت و كارداني كسب كرده است، هشداردهنده و بيدارگر باشد. (ما اين حقيقت را ديده ايم و به شما هشدار مي دهيم.

و چون اين واقعيت را با چشم باز، ديده ايم كه رفتار معلم در رفتار شاگرد منعكس مي شود، لذا مصرانه مي گوييم:

كه بايد كردار و رفتار معلم، نماينده گفتار و هماهنگ با آن باشد.

8 - شهامت معلم در اظهار حق، و جلوگيري از تخلف

بايد معلم، به مقدار وسع و توانائي خويش، حق را - بدون مجامله و سازشكاري نسبت به احدي از خلق الله - اظهار كند. اگر مشاهده كرد كسي از حق، روي گردان شده و يا در كيفيت طاعت او از خداوند متعال، كوتاهي و نارسائي وجود دارد، بايد در مرحله اول از طريق لطف و محبت و با عامل مهر و نرمش، او را نصيحت كند، (و در صورتي كه عامل لطف و نرمش و مدارا، كارگر نيفتاد) از

حربه اي عاري از لطف و با تلخكاري و خشونت، او را در رهنمون گشتن به حق، ياري دهد.

و اگر اين وسيله نيز مؤثر نيفتاد، بايد از او دوري كند.

و اگر با فاصله گرفتن از او و ياري گرفتن از عوامل مذكور فوق، هيچ اثري مشاهده نكرد بايد كاملا او را نهي كرده و از رفتار نابحق او جلوگيري نمايد تا او را به حق بازگرداند، و در اين كار، از مراحل و مدارج مختلف «امر به معروف و نهي از منكر» - به منظور وادار ساختن او در التزام و پاي بند شدن به حق - بهره گيرد.

استفاده از عوامل بازدارنده و بهره گيري از قانون «امر به معروف و نهي از منكر» در ارشاد مردم به حق و حقيقت، با شرائطي متنوع و سنگين تر، ويژه علماء و دانشمندان است. اگرچه همه طبقات مردم در اصل وجوب «امر به معروف و نهي از منكر» و اجراي آن، داراي وظيفه مشتركي هستند؛ (ولي وظيفه علماء و دانشمندان ديني در اين اصل مهم و بنيادي اسلام، زيادتر و سنگين تر است.

و بايد آنان نسبت به ساير طبقات مردم در انجام اين وظيفه خطير، احساس مسئوليت فزونتري نمايند).

زيرا علماء به منزله رؤسا و سرپرستاني هستند كه اداء وظيفه امر به معروف و نهي از منكر، به آنها محول گشته است. علاوه بر اين، سخن و راهنمائيهاي علماء و دانشمندان، مؤثرتر و دلنشين تر از گفتار و ارشادهاي ساير طبقات مي باشد. لذا آنان، تكليف بيشتر و سنگين تري را در اين اصل به عهده دارند.

به همين جهت پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«آنگاه

كه بدعتها و مرامهاي بي سابقه و باطل، در ميان امت و پيروان من پديد آيد، و افكار نوخاسته سخيف و تباه آميز - به نام دين - در ميان آنها رايج گردد، لازم است عالم و دانشمند، علم و آگاهي خود را ابراز و اعلام كند (تا مردم از اين بدعتها و افكار نوخاسته سخيف، روي گردان شوند). اگر عالم و دانشمند ديني، آگاهيها و اطلاعات علمي خود را در طرد و زدودن اين بدعتها اظهار نكند، ملعون و مطرود از رحمت خداوند متعال مي باشد.» (256)

منشاء اكثر غفلت ها و بي خبريها و چيره شدن جهالت و ناداني بر جامعه، و كوتاهي و نارسي هاي مردم در شناخت فرائض و تكاليف ديني، و قصور آنها در قيام به وظائف شرعي و اداء آئين و راه و رسم دين مقدس اسلام، و نقائصي كه در اقامه نمازهاي واجب - از لحاظ آنكه واجد شرائط صحت نيست - و و … ديده مي شود؛ بازده كوتاهي علماء و سهل انگاري دانشمندان ديني است كه نخواستند با وجه صحيحي، حق و حقيقت را اظهار كنند، و خويشتن را در راه اصلاح خلق و توده مردم به رنج و زحمت وا دارند، و با آميزه حكمت و استوار انديشي و ژرف نگري و با عوامل اندرزها و نصيحتهاي زيبا و دلنشين، جامعه را در مسير راه خدا، باز آورند.

حتي رفتار و كردار گروهي از دانشمندان نابساماني ديني، به مسئله تقصير و مضايقه آنها در اداء وظيفه امر به معروف و نهي از منكر، محدود نيست؛ بلكه با مردم در ارتكاب باطل همياري كرده و به آنان در رفتار نادرست مدد مي رسانند،

و با اظهار انس و همبستگي و همدمي با آنها، روي اعمال باطل و نادرست آنان، صحه مي گذارند.

اين رفتار سازش مآبانه برخي از دانشمندان، موجب گشت كه افراد جاهل و نادان به ناداني و جهل و تمايلات هوس آلود، بيش از پيش گرايش يافته و افراد تبهكار، فزونتر از هر زمان در فساد و تبه كاري غوطه ور گردند، و مآلاً وزنه علم و دانش و عالم و دانشمند كاستي يافته و شكوه و عظمت آن از ميان برود.

يكي از دانشمندان، گفتاري بس نغز و زيبا دارد و مي گويد:

هيچ فرد خانه نشين و انزواطلب را - در هر كجا كه باشد - نمي توان مبري و پاكيزه از منكر و رفتار نكوهيده به حساب آورد؛ چون او حداقل - به علت انزواء و گوشه گيري - قهرا از ارشاد و تعليم موازين دين به مردم و راهنمائي و واداشتن افراد به معروف و كارهاي پسنديده، تقاعد و دريغ ورزيده (و از زير بار چنين وظيفه اي، شانه خالي كرده است). به ويژه علماء و دانشمندان (كه با تقاعد و خانه نشيني و عدم تحرك اجتماعي، گرفتار چنين تقصيراتي هستند و از اين رهگذر، مرتكب «منكر» مي باشند؛ زيرا اكثر مردم و بخصوص مردم روستاها و جامعه هاي بيابان نشين و صحراگرد نسبت به قوانين دين در رابطه با واجبات عيني از قبيل نماز و شرائط صحت آن، فاقد اطلاع و آگاهي هاي لازم مي باشند.

بنابراين، به عنوان «واجب كفائي» لازم است يك فرد، در هر شهر و روستا بماند تا دين و آئين و دينداري را به مردم تعليم دهد، و در ارشاد آنها فداكاري كند. او بايد در اداء وظيفه

تعليم و ارشاد مردم از عامل مهر و محبت استفاده كند، و رونق و مدارا را وسيله و ابزاري براي وصول و دست يافتن به اين هدف قرار دهد.

و رويهمرفته از هر عاملي - كه به ايجاد حس پذيرش ديني در مردم كمك مي كند - استمداد نمايد.

مهمترين عامل براي ايجاد حس پذيرش ديني در مردم، اين است كه راهنمايان ديني از مردم و اموال آن ها، طمع خويش را ببرند. (اگر عالم و دانشمندي بخواهد كه مردم، گوش شنوائي از او داشته باشند نبايد به مطامع دنيوي و اموال آنها چشم بدوزد) ؛ زيرا اگر مردم بفهمند كه راهبر ديني آنها به آنان و اموالشان چشم طمع دوخته است نسبت به او و علم و دانش وي دلزده و بي اعتناء مي گردند؛ و در نتيجه شئون زندگاني آنها از هم گسيخته گشته و نظام حيات ديني آنان رو به اضمحلال مي گذارد.

اگر هدف و مقصد يك عالم و دانشمند ديني از وجهه الهي برخوردار باشد، و اطاعت و امتثال از فرمان الهي را هدف مساعي و كوششهاي خود قرار دهد، ارشادات و راهنمائي هاي او در قلوب تمام طبقات مردم - اعم از عالم و دانشمند و افراد عامي و توده مردم - راسخ و جايگزين گشته، و آنان در برابر دستورات چنين دانشمندي، سر تسليم و انقياد فرود مي آورند و سرانجام، مردم با روشي استوار و خلل ناپذير در مسير صراط مستقيم قرار مي گيرند.

تمام اين وظائف در صورتي لازم الاجراء است كه هيچگونه خطر جاني، او را تهديد نكند و از رهگذر آن، ضرر و زياني بر هيچيك از مسلمين وارد نگردد.

و در غير اينصورت اين

عالم و دانشمند از چنين وظيفه اي، معذور خواهد بود.

و هيچكس جز خداوند متعال، براي پوزش خواهي و پذيرفتن عذر، سزاوارتر نمي باشد.

عبدالله بن سليمان گفته است:

يكي از مردم بصره بنام «عثمان اعمي» حضور امام باقر (عليه السلام) نشسته بود. به امام عرض كرد كه حسن بصري (257) معتقد است:

كساني كه علم و آگاهي خويش را كتمان مي كنند و از اظهار آن دريغ مي ورزند، بوي تعفن شكم و اندرون آنان، اهل دوزخ را آزار ميدهد. امام باقر (عليه السلام) پس از شنيدن اين سخن فرمود:

«بنابراين آن كسي كه از ميان خاندان فرعون به موسي (عليه السلام) و خداي او ايمان آورده بود، يعني «مؤمن آل فرعون»، گرفتار چنين سرنوشت كشنده و دردآوري شده است! چون او همواره (تا آنگاه كه در دستگاه طاغوتي فرعون به سر مي برد، علم و آگاهي خود را به خاطر حفظ جان و پيشبرد هدف الهي خويش، كتمان مي كرد، و از اظهار آن، خودداري مي نمود و خدا نيز او را به كتمان ايمان ستود؛ ولي بايد گفت:

علم از زماني كه خداوند متعال نوح پيامبر (عليه السلام) را مبعوث فرمود همواره مكتوم مانده بود.

بنابراين حسن بصري بايد به هر راهي كه مي خواهد برود، و به چپ و راست و شرق و غرب روي آورد، برود و به هر دري بزند، سوگند به خداوند، او بايد بداند كه علم و آگاهي درست جز در ميان ما يعني خاندان رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) به دست نمي آيد» (258)

(آري او بايد براي يافتن آگاهي صحيح و دانش واقعي به ما مراجعه كند).

بخش دوم: آداب و وظائف ويژه معلم با شاگردان و دانشجويان

امور مختلف و متنوعي، آداب و وظائف ويژه معلم را نسبت

به شاگردان و دانشجويان تشكيل مي دهد كه محور همه آنها تنظيم صحيح رابطه استاد و معلم با شاگرد و دانشجو مي باشد. (مسائل مربوط به اين آداب، ضمن بيست امر، مورد تحقيق و بررسي قرار مي گيرد):

1 - ايجاد خلوص نيت در شاگردان - يا - اعلام امكان وصول به مقام والاي علمي در سايه ايمان

(نخستين وظيفه اي كه بايد معلم در رابطه با شاگردان، مورد توجه و اهتمام خويش قرار دهد اين است كه) شاگردان را تدريجا و گام به گام به آداب و آئين هاي پسنديده و شيوه هاي ستوده و تمرين روحي نسبت به آداب ديني و حقايق و اسرار دقيق آئين مقدس اسلام، آشنا و وادار نموده، و انس و عادت به صيانت نفس را در تمام شئون آشكار و نهان زندگي آنها بارور سازد، به ويژه اگر احساس كرد كه شاگردان وي از رشد عقلي متناسبي برخوردار هستند بايد سعي كند كه چنين عادات مهم و پرارزش را در آن ها به ثمر رساند.

نخستين گام در پيمودن مراحل مذكور اين است كه دانشجويان را تشويق و تحريص كند تا رفتار و مساعي تحصيلي خود را از هر گونه شوائب (فرومايه) پاك و پاكيزه نمايند و كوششهاي خويش را در جهت الهي و انساني و به منظور كسب رضاي پروردگار، محدود سازند، و خداي را در تمام لحظات زندگاني، مراقب و ناظر اعمال خويش بدانند.

و اين خصيصه خدايابي و خداجوئي را تا هنگام مرگ استمرار داده، و عملا از چنين حالت والاي روحي تا به هنگام رخت بربستن از اين دنيا، برخوردار باشند (و سعي كنند تا مطامع دنيوي به اين گنجينه گرانبها، دستبردي نزند).

بايد معلم به

دانشجو بفهماند كه فقط در سايه چنين حالت روحي، ابواب معارف و دانشها فراسوي او گشاده مي شود.

و سينه اش از تنگناي آلام و مشكلات رهائي يافته و از شرح صدر برخوردار مي گردد.

و از قلب و درونش، آبشخورها و سرچشمه هاي لطائف و حكمتها، به جريان و فيضان مي افتد، و بركات و فزايندگي مطلوبي در حالات مختلف زندگي و معلومات و معارف او پديد مي آيد.

و سرانجام به صواب انديشي و درستي گفتار و كردار و حكم و داوري صحيح و استوار، موفق مي گردد.

بايد معلم در تفهيم حقائق مذكور، آثار و احاديثي را كه در زمينه هاي اين حقائق به ما رسيده است، براي شاگرد بازگو كرده، و ضرب المثلهاي لازم را كه نمايانگر حقائق مذكور است، براي او ياد كند.

و با ناچيز جلوه دادن دنيا، حالت زهد و پارسائي و بي اعتنائي به ماديات را در او به وجود آورد.

و حس تعلق و دلبستگي و گرايش و غرور به دنيا و فريبندگي به زخارف و زرق و برق دنيا را از دل و دماغ او بزدايد.

و به او يادآور گردد كه دنيا و لذتهاي مادي آن، ناپايدار و گذرا و فاني است، و حيات معنوي و سعادت و نيكبختي اخروي است كه پايدار و خلل ناپذير مي باشد.

و نيز به وي تفهيم كند كه ايجاد آمادگي براي سراي جاويد و فناناپذير، و اعراض از دنياي شتابنده و ناپايدار، شيوه و راه و رسم مردم محتاط و دورانديش، و روش و سيره بندگان شايسته خداوند مي باشد.

بايد معلم، اين حقيقت را براي دانشجو بازگو كند كه دنيا به مثابه ظرف و گذرگاه و منزلگه و كشتزاري است كه بايد انسان در

اين معبر و رهگذر، در تحصيل كمالات بكوشد. آري دنيا مجال و فرصتي است براي علم و عمل، و كشتزاري است كه بايد در آن دانه افشاني كرد تا به محصول و ثمره آن - در سايه افكار و اعمال نيك در روز قيامت و سرائي كه در پيش است - دست يافت.

(شهيد ثاني مهمترين و نخستين وظيفه ويژه معلم نسبت به شاگردان را عبارت از ايجاد اخلاص و حسن نيت در نهادشان مي داند. مراقبت و توجه به خدا و سرانجام، ايمان و اتكال به پروردگار را عاليترين زمينه مساعدي معرفي مي كند كه شاگردان مي توانند در سايه آن به مقامات والاي علمي و كشفهاي مهمي در اسرار و حقايق پيچيده عالم دست يابند.

و به اسرار نهاني و رموز دقيق دين و آئين مقدس اسلام آگاه گردند.

قفطي مي نويسد:

ابن سينا مي گفت:

هرگاه در يك مساله علمي، دچار حيرت و سرگشتگي مي شدم، و حد وسط و رمز كشف مجهول را نمي يافتم به جامع شهر يعني به مسجد مي رفتم و نماز دوگانه در برابر خداي يگانه مي گزاردم، و در نتيجه از بركات ايمان و توجه به خداوند، درهاي بسته بر روي من گشوده مي شد و مشكلات و ناهمواريهاي علمي براي من، آسان و هموار مي گشت). (259)

2 - تشويق - يا - ايجاد شوق و دلبستگي به علم و دانش در شاگردان

معلم با شاگردان خود را به علم و دانش تشويق نمايد و فضائل و ارزشها و مزاياي علم و علماء را به آنان تذكر دهد، و يادآور گردد كه علماء و دانشمندان، وارثان انبياء و پيمبرانند و بر كرسي ها و پايگاههائي بلند و فرازنده و درخشاني از نور، جاي دارند، كرسي ها و پايگاههائي كه مورد رشك انبياء و شهداء و جانبازان راه خدا بوده

و اين وجودات مقدس در اين رابطه به حال آنها غبطه مي خورند.

بايد معلم، اين گونه سخنان شوق آفرين را - كه در طي آيات و اخبار و آثار و اشعار و امثال به چشم مي خورد، و بازگو كننده فضائل و منازل و مقامات والاي علم و علماء است - به گوش هوش آنها برساند.

رهنمودهائي كه در سخن بزرگان ديده مي شود و نمودارهاي شوق انگيزي كه در طي اشعار شعراء - درباره فضيلت علم - جلب نظر مي كند، عامل و انگيزه نيرومندي است كه مي تواند نفوس و قلوب انساني را به خود معطوف داشته (و تحرك و جنبش چشمگيري براي گرايش به علم و دانش، در دلها به وجود آورد).

(معلم بايد از هر عواملي كه او را در تشويق شاگردان به علم و دانش، مدد مي كند، استفاده نمايد) و در ضمن؛ آنها را تدريجا ترغيب نمايد تا نسبت به مسائل دنيوي به قدر امكانات و به اندازه كفايت و ضرورت، قناعت و بسنده كنند تا از اين طريق بتواند آنها را از انگيزه دنيا گرائي - كه موجب دل مشغولي و پريشاني خاطر و پراكندگي اهتمام علمي آنها مي گردد - دور نگاه دارد.

3 - لزوم مواسات و دلسوزي معلم نسبت به شاگردان

بايد معلم درباره شاگردان، خواهان اموري باشد كه خود نسبت به آن امور در مورد خويشتن احساس علاقه و دلبستگي مي نمايد، و هرگونه شر و بدي را كه براي خويش نمي پسندد براي شاگردان نيز نپسندد؛ زيرا اين گونه مواسات و برابر انديشي نسبت به شاگردان، حاكي از كمال ايمان معلم و حسن رفتار و برادري، و نمايانگر روح تعاون و همبستگي و دلسوزي معلم نسبت به شاگردان مي باشد.

در احاديث صحيح و معتبر، چنين

آمده است:

«هيچيك از شما نمي تواند عنوان «مومن» را (به مفهوم واقعي آن) احراز كند مگر آنگاه كه نسبت به برادر ايماني خود همان چيزي را بخواهد كه درباره خود نيز، نسبت به آن احساس علاقه و محبت كند.» (260)

بايد گفت كه بي ترديد، شاگرد، والاترين و بهترين برادر، و بلكه ارجمندترين فرزند معلم است.

و ما در بحثهاي آينده (با بياني گسترده تر) اين موضوع را بررسي خواهيم كرد (كه شاگرد، نسبت به معلم به عنوان برادر عزيز و فرزند گرامي او محسوب مي گردد) ؛ زيرا علم و دانش، اساس و عامل بهم رسيدن يك نوع قرب و خويشاوندي روحي و معنوي است كه معلم و شاگرد را با هم مربوط مي سازد؛ و چنين پيوندي از هرگونه پيوند و خويشاوندي جسماني و خوني، والاتر و شكوهمندتر مي باشد.

از ابن عباس روايت شده است كه مي گفت:

گرامي ترين فرد در پيشگاه من، همنشين من است، همنشيني كه از كنار مردم، پا فراتر نهاده تا آنگاه كه راه خويش را به سوي من گشوده و در كنار من بنشيند. اگر در توان من مي بود كه مگسي بر روي بدن او ننشيند تا او را آزار ندهد، نيروي خود را در صيانت او از گزندي چنين ناچيز، به كار مي بردم.

در حديث ديگري آمده است كه ابن عباس گفت:

آنگاه كه مگسي بر اندام شاگردان من مي نشيند، من رنج آن را احساس مي كنم، (و حتي در اين ناچيزترين آزار، با او همدرد مي گردم). (261)

محمد بن مسلم مي گويد:

يكي از ساكنان «جبل» بر امام باقر (عليه السلام) وارد شد و به هنگام توديع و خداحافظي به عرض رساند:

مرا موعظه و نصيحتي كن. حضرت فرمود:

«تقوي و

پرهيزكاري را پيشه خود ساز. به برادر ايماني خود نيكي كن.

و براي او خواهان همان خوبيهائي باش كه خود، خواهان آن هستي.

و از هر امر نامطلوبي كه از آن احساس تنفر و دلزدگي مي كني، از همان امر درباره برادر ايماني خود نيز متنفر باش. اگر درخواستي را با تو در ميان گذاشت از وي دريغ مدار و خواسته او را برآورده ساز و به او اعطاء كن.

و اگر او از اعطاء و بخشش، نسبت به تو خودداري كرد، تو بخشش و عطاي خود را به او عرضه كن. (و يا اگر از درخواست و سؤال، خودداري كرد، خواسته او را بدو عرضه نما). نبايد نسبت به هيچ نوع خير و احساني نسبت به او سير و ملول گردي، چنانكه نبايد او نسبت به تو ملول گردد. بازو و ياور او باش كه او بازو و ياور تو باشد. اگر او از تو بدش آيد از او جدا مشو، تا از او درخواست كرم و گذشت نمائي (و در نتيجه، كينه را از دل او بزدائي).

و آنگاه كه در حضور تو نباشد در غياب او، نگاهبان حيثيت و منافع وي باش.

و اگر در حضورت باشد او را زير سايه حمايت خويش قرار داده و سعي كن با ياري و تقويت و ملاقات و احترام و لطف خويش، او را مشمول محبت هاي خود سازي؛ زيرا او از آن تو است و تو از آن او هستي.» (262)

اين حديث و هر حديث ديگري كه - بازگوكننده حقوق متقابل و متبادل تمام برادران و خواهران مسلمان نسبت به يكديگر است - رعايت محتواي آنها در مورد معلم و شاگردي

(كه استوارترين و شريفترين پيوندها آنان را با هم مربوط مي سازد) لازمتر و ضروري تر مي باشد.

4 - استفاده از روشهاي مختلف تنبيه براي منع از تخلف شاگردان

عامل لطف و محبت، مؤثرترين عوامل تعليم و تربيت است

بر معلم، لازم و ضروري است (اهتمام خويش را در جهت تربيت اخلاقي شاگردان به كار گيرد و) آنان را از اخلاق بد و خويهاي ناستوده وارتكاب اعمالي كه شرعا حرام و يا مكروه است حفظ كند، و از هرگونه رفتاري كه حالات و شخصيت آنها را تباه مي سازد و يا موجب ترك اشتغالات علمي و يا اسائه ادب آنان مي گردد جلوگيري كند. معلم بايد از پرحرفي و سخنان بيهوده و بي فايده شاگردانش ممانعت به عمل آورد، و از معاشرت آنان با اشخاص نامناسب و اين گونه كارهاي نابجا و اعمال ناروا و زيان بخش جلوگيري نمايد.

براي پيشگيري از سوء رفتار شاگردان و جلوگيري از ارتكاب خلاف آنان، لازم است معلم حتي الامكان با ايماء و اشاره و تعريض و كنايه، راه گشاي تربيت اخلاقي شاگردان بوده و از تخلف آنها جلوگيري كند.

و در صورتي كه ضرورت ايجاب نكند و نيازي در كار نباشد بايد از آشكار گوئي و تصريح به تخلف شاگرد، خودداري نمايد و همواره از عامل لطف و محبت و مهر و مودت - براي ارشاد شاگردان - استفاده كند، و آن را به خاطر تخلف و سوء رفتار، توبيخ نكرده و تا مي تواند از اين روش استفاده ننمايد؛ چون اولا تصريح و آشكار گوئي، پرده هيبت و ابهت استاد را از هم دريده و موجب شدت و فزوني جرات و جسارت شاگردان در ارتكاب خلاف و سوء رفتار و تخلفهاي اخلاقي مي گردد.

و ثانيا باعث ميشود

كه آنان - بيش از پيش - با حرص و ولع زيادتري در تخلفهاي اخلاقي اصرار ورزند.

در اخبار و احاديث به ما گوشزد شده است كه اگر مردم را صريحا از كاوش و از هم پاشيدن پشكل چهارپايان بازدارند، اصرار آنان در كاوش و از هم پاشيدن آن، فزاينده تر مي گردد، (و براي توجيه اصرار خود) مي گويند:

بي جهت ما را از دست يازيدن به چنين كاري نهي نكرده اند، لابد سر و حكمتي در اين تپاله و پشكل حيوان وجود دارد كه بايد از آن سردرآورد! و از درون آن باخبر گشت!!.

يكي از شعراء مي گويد:

النفس تهوي من يجور و يعتدي

و النفس مائلة الي الممنوع

و لكل شيء يشتهيه طلاوة

مدفوعة الا عن الممنوع

دل آدمي طبعا به سوي جائر و ستمكار متجاوز - به خاطر زرق و برق قدرت و جاذبه كاذب جاه و مقامش - گرايش دارد.

و اصولا نفس انساني در جهت هر امري كه از آن منع شده است داراي رغبت و تمايل فزونتري بوده و بدان انحراف مي يابد. هر چيزي كه انسان بدان مايل و راغب است آن چيز داراي حسن و بهاء و مقبوليتي مي باشد كه آدمي را به خود جذب مي كند؛ ولي نفس انسان ممكن است از تيررس چنان حسن و بهائي بدور مانده و از آن سيراب گشته و در امان باشد. لكن از يك امر ممنوع و كار نامشروع اشباع نمي گردد، و حسن و بهاء كاذب آن همواره به انسان با جاذبه خود آسيب مي رساند و هميشه رونق و جاذبه خود را به رخ انسان كشانده تا هرگز از آن اشباع نگردد.

راستي بايد درباره كيفيت ارشاد، و مراتب مهر و محبت پيامبر

عزيز و گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) نسبت به آن مرد اعرابي و صحرانشين و بيابانگرد، انديشيد - كه مسجد را با بول و پيشاب خود آلوده كرد - (و پيامبر مهربان به جاي توبيخ و درشتخوئي، از در لطف و دلسوزي وارد شد، و از راه محبت، اين مرد صحراگرد را متوجه زشتي و نادرستي رفتارش نمود). آري بايد ديد كه رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) با معاوية بن حكم - آنگاه كه در اثناء نماز، سخن گفت - چه نوع رفتاري را پيش گرفت: (آن حضرت در ارشاد او از لطف و محبت، استفاده كرد و از اين رهگذر، او را به نقص و اشكال كارش آشنا ساخت). (263)

باري، اگر شاگرد با تعريض و كنايه و ايماء و اشاره - در سايه هوش و ذكاء خود - به لغزش و تخلف خويش پي برد و از آن دست برداشت بايد گفت در اين صورت معلم به هدف تربيتي و غرض مطلوب خود دست يافته است.

و گرنه بايد با صراحت و بي پرده - البته در سر و نهان و در غياب ديگران - او را از ارتكاب خلاف نهي كند.

و اگر نهي او در غياب ديگران نيز مؤثر نيفتاد و شاگرد دست از تخلف برنداشت، بايد علنا و آشكارا و در حضور ديگران، او را از خلافكاري منع كند. اگر موقعيت و اوضاع و شرائط، مقتضي شدت لحن و خشونت در گفتار باشد، نبايد معلم از آن دريغ ورزد؛ (بلكه بايد در گفتار خود اعمال خشونت كند) تا بدينوسيله اين شاگرد متخلف و همه حاضران

جلسه درس، در صدد تخلف برنيايند، و هر شنونده اي كه در مجلس درس حضور دارد به وظائف اخلاقي خود آشنا شده و ادب آموزد.

اگر هيچيك از روشهاي تربيتي مذكور در جلوگيري از تخلف شاگرد اثر نگذاشت و عليرغم به كار گرفتن تمام وسائط و عوامل تربيتي، چنين شاگرد، به تخلفهاي خود ادامه داد و از آن دست برنداشت، طرد اين گونه شاگرد و اعراض از او بجا و سزاوار مي باشد، و هيچگونه اشكالي براي اين طرد و اعراض وجود ندارد. معلم بايد چنين شاگردي را مدتي از نزد خود براند تا او از تخلف خويش، توبه و بازگشت نمايد. به ويژه اگر معلم، بيم آن را داشته باشد كه سوء رفتار و تخلفهاي شاگرد مذكور احيانا در شاگردان ديگر اثر گذاشته و آنان را نيز مانند خود گمراه مي سازد، و همگنان و همدرسان او هم با وي در ارتكاب خلاف، همسازي مي كنند. (با توجه به چنين آثار زيانباري، بايد معلم، اين گونه شاگردان را براي مدتي از محيط تعليم و تربيت طرد كند تا سوء رفتار آنها به ديگران سرايت ننمايد و ضمنا از تخلف خود نيز دست بردارد).

همچنين لازم است معلم، رفتار و روابط شاگردان را نسبت به يكديگر؛ زير نظر گرفته و مراقب اظهار سلام كردن آنها به همديگر، و طرز برخورد آنها در گفتگو، و محبت متقابل آنها، و خودياري و تعاون آنان با يكديگر باشد كه چگونه در احسان و تقوي و پرهيزكاري به هم مدد مي رسانند. بايد معلم در اين امور آنان را راهنمائي كند.

و رويهمرفته هر كاري را كه در صدد انجام آن هستند دقيقا زير نظر گرفته و

تمام رفتار آنها را بپايد.

بطور خلاصه، همانطور كه معلم، مصالح ديني شاگردان را - به منظور سامان يافتن روابط آنان با خدا - به آنها تعليم مي دهد، بايد مصالح دنيوي آنان را به آنها بياموزد تا كيفيت روابط و رفتار خود را با همنوعان خويش سامان بخشند تا مآلا فضيلت و نيكبختي آنان را در امر دين و دنيا تكميل كند.

5 - فروتني و نرمش معلم نسبت به شاگردان

نبايد معلم نسبت به شاگردان خويش، رفتاري تكبرآميز را در پيش گيرد و نسبت به آنها بزرگي ورزد؛ بلكه بايد فروتني و نرمش را - در برخورد با شاگردانش - به كار برد. خداوند متعال به پيامبر خود مي فرمايد:

واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين (264)

پر و بال خويش را براي پيروان خود (كه با پايمردي خود در ايمان، به تو اظهار علاقه مي كنند) فروهشته ساز (و نسبت به آنان، متواضع و فروتن باش).

رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«خداوند متعال به من وحي نمود (كه به شما اعلام كنم تا) تواضع و فروتني را پيشه خود سازيد.» (265)

و همو فرموده است:

«هيچ صدقه و انفاق مالي به بينوايان، از مال و ثروت انسان نمي كاهد. خداوند متعال - به خاطر عفو و گذشت از افراد - بر عزت و سرفرازي شخص مي افزايد، و هر فردي كه تواضع و فروتني را پيشه خود سازد، در ظل مراحم پروردگار از مقام والا و شخصيتي ارجمند برخوردار مي گردد.» (266)

اين پاداشها، نتيجه تواضع و فروتني نسبت به تمام طبقات مردم است كه در خور وظيفه اخلاقي هر انسان مؤمن و مسلمان مي باشد. علي هذا بايد در نظر گرفت كه وظيفه معلم نسبت به شاگردان از اين ديدگاه،

چگونه است، شاگرداني كه نسبت به معلم، ملازمت و همبستگي جالبي برقرار باشد و نيز شاگردان در پي جوئي از دانشها و معارف سودمند بدو تكيه كنند و رأي و نظر او را ملاك و معيار ارزيابي علوم و دانشها و شئون مختلف زندگاني خود بدانند. مضاف بر اين، بايد دانست ميان معلم و شاگردان، حقوق متقابل ديگري از قبيل: حق مصاحبت و همنشيني، و احترام در رفت و آمد و ملاقات و برخوردها، شرافت محبت و دوستي راستين و عاري از هر نوع شائبه و امثال آنها وجود دارد (كه اين حقوق و معيارها مي تواند رابطه معلم و شاگردانش را به طرز جالب و دلنشيني سازمان بخشيده و آنها را با هم پيوند دهد).

در حديثي از پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) آمده است كه فرمود:

«معلم و آموزگار باشيد (و درس شما زمزمه محبت باشد). در تعليم خود، دشخوار و سختگير نباشيد و مسئله تعليم را بر مردم ناهموار نسازيد؛ زيرا معلم و آموزگاري كه با آميزه محبت تعليم مي دهد، از انسان دشخوار و سختگير، بهتر و باارزش تر است.» (267)

و نيز فرمود:

«نسبت به كسي كه به وي علم را مي آموزيد، و يا از او، علم را فرا مي گيريد، نرم و ملايم باشيد.» (268)

در بحث هاي گذشته، داستان عيسي (عليه السلام) و رفتارش با حواريون و اقدام آن حضرت در شستشوي پاي آنان، و نيز اخبار ديگري را - (كه نمايانگر روح ملاطفت و نرم خوئي و تواضع بزرگان نسبت به زيردستان است) - بازگو كرديم.

بنابراين لازم است معلم، خلق و خوي خود را - فزونتر از آنچه بر ديگران ضروري

و لازم است، نسبت به شاگردانش - به هنگام برخورد با آنها رفتار خويش را بر اساس حسن سلوك و لطف و محبت تنظيم نمايد.

و با شاگردان خود - با شادابي و گشاده روئي، و اظهار شادماني، و محبتي خوش آيند و صميمانه، و ابراز دلسوزي و احسان به آنها از طريق بذل علم و جاه و مقام، و گرامي داشت آنها - در حد وسع و امكانات - برخورد و ملاقات كند.

شايسته و بجا است كه تمام شاگردان و بخصوص، شاگردان فاضل و برجسته را با «كنيه (269) و نام فاميلي»، و رويهمرفته با محبوبترين نامها و القاب، مورد خطاب قرار دهد، و به گونه اي از آنان و نام آنها ياد كند كه موجب حفظ حرمت شخصيت و وقار و ارزش مقام و منزلت آنان بوده و از گزند تحقير و توهين، مصون بمانند.

رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) براي رعايت احترام و بزرگداشت شخصيت ياران خويش، از آنان با كنيه، و نام و عنوان محبوب آنها ياد مي كرد؛ زيرا آن حضرت از اين طريق موفق مي شد كه شرح صدري در آنها به وجود آورده و قوت قلب بيشتري به ياران و اصحاب خود بخشيده، و عرصه و مجال درخواست و تقاضا و سؤال آنها را گسترده و آزاد ساخته، و محبت آنان را بيش از پيش به خود جلب نمايد.

بديهي است كه رعايت احترام و بزرگداشت شخصيت ديگران - از طريق خطاب به نامهاي محبوب آنان - در مورد افرادي كه انسان به پيروزي و رستگاري آنها چشم اميد دوخته و ميخواهد صلاح و شايستگي شخصيت آنها را پديدار و

شكوفا سازد، لازم تر و ضروري تر است. (لذا معلم در اين اصل نسبت به شاگردان، وظيفه خطيرتري به عهده دارد).

آري معلم بايد در رابطه خويش با شاگردان، از سخنان و سفارشهاي رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) ، الگو و نمونه و سرمشق گيرد كه فرمود:

توده مردم پيرو شما علماء و دانشمندان هستند، و مردمي از اقطار گيتي - به منظور كسب بصيرت و بينش ديني - به شما روي مي آورند، آنگاه كه شما را دريابند و نزد شما آيند، لازم است نسبت به آنها خيرانديشي نموده و با رفتاري نيكو، آنان را سرشار و برخوردار.سازي (270)

بطور كلي عالم و دانشمند نسبت به معلم و شاگرد، همچون طبيب نسبت به بيمار است (كه بايد بيماري جهل و ناداني را در شاگرد، درمان كند). بنابراين بايد از هر دارو و عاملي كه براي شفاي او اميدبخش به نظر مي رسد استفاده نمايد؛ زيرا بيماري روحي جهل و ناداني از هر نوع بيماري بدني، قوي تر و سخت تر مي باشد؛ (چون زيان بيماري جهل و بيسوادي از تمام بيماريهاي بدني، بيشتر و خطرناك تر است).

گاهي ممكن است احيانا - به علت اختلاف مزاج و طبايع شاگردان - عكس آنچه را كه ياد نموديم بايد به عنوان عامل مصلحت شاگرد و داروي درمان بخش او، قابل بهره برداري باشد. (يعني ممكن است گاهي به ندرت، عامل محبت و احترام به شخصيت شاگرد - بجاي آنكه او را به فضائل اخلاقي و ترك رذائل و خودداري از تخلف، رهنمون گردد - وي را مغرور ساخته و موجب خود باختگي او شود. در چنين صورتي بايد

معلم، مراقب باشد تا چه نوع رفتار و راه و روشي را با شاگردان مختلف در پيش گيرد. لذا در برخي از موارد، معلم ناگزير مي گردد براي نهي از تخلف، با خشونت و شدت لحن، رفتار كند و بجاي نرمش، از درشتخوئي و خشونت و احيانا تنبيه بدني آن هم به صورت خفيف استفاده نمايد).

6 - تفقد از احوال دانشجويان - يا وظيفه معلم در صورت غيبت شاگرد از جلسه درس

وظيفه مذكور - كه از نوع وظيفه اخير الذكر مي باشد و از حس شفقت و دلسوزي معلم، ريشه مي گيرد - اين است كه اگر يكي از شاگردان و يا حاضران حلقه درس استاد، در جلسه درس حضور نيافت، و غيبت او غيرعادي به نظر رسيد و طولاني گشت، بايد از او و احوال او و علت غيبت او پرس و جو كند. اگر از پرس و جوي خود، نتيجه اي كافي نگرفت و نتوانست راجع به او خبري به دست آورد بايد كسي را براي اطلاع خود از احوال او به خانه و محل سكونت وي بفرستد، و يا شخصا به منزل او برود - كه البته اين كار اخير داراي فضيلت بيشتري است - چنانكه رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) با اصحاب و ياران خود همينگونه عمل مي كرد، (يعني اگر ملاحظه مي فرمود كه يكي از ملازمان او در ميان جمع حاضران، حضور بهم نرسانده است، شخصا به منظور احوال پرسي به خانه او مي رفت و از او تفقدي به عمل مي آورد).

اگر معلم اطلاع يافت كه شاگرد مذكور، بيمار گشته است بايد از او عيادت كند.

و اگر گرفتار غم و اندوهي است، در صدد رفع آن برآيد.

و اگر ديد كه به مسافرت رفته، از خاندان و

متعلقان او تفقد بعمل آورده و از آنها احوال پرسي كند، و از آنان بخواهد كه حوائج و درخواست خود را با او در ميان گذارند، تا به قدر امكان و توانائي خويش به خواسته ها و حوائج آنها رسيدگي كند.

و اگر به هيچ وجه در هيچ كاري به او احتياجي نداشتند با اظهار محبت و ابراز لطف به آنها، و نثار دعاء در حق آنان، به وظيفه اخلاقي خود عمل نمايد.

7 - اطلاع از نام و مشخصات شاگرد

بايد معلم، راجع به نام و نسب و فاميلي و شهر و احوال و مشخصات دانشجويان و يا حاضران جلسه درس، اطلاعاتي را كسب كرده و ترتيباتي در اين زمينه فراهم آورد و بدان توجه نمايد، و درباره آنان - در جهت مصالحشان - بيش از حد معمول دعاء كند (و از خداوند متعال بخواهد كه آنان را مشمول لطف خويش قرار داده، و دلهاي آنها را براي پذيرش علم، مستعد ساخته، و آنان را به عمل و رفتار بر طبق موازين علم موفق گرداند).

توجه به حديثي كه بدينگونه مسلسل (271) است، و در يك يك افراد سلسله سند آنها تا به معصوم، سؤال و پرسش از اسم و كنيه و شهر و محل اقامت، تسلسل دارد و اين سؤال در مورد همه راويان تكرار شده است، و اينكه چنين كاري به عنوان يك راه و رسم و سنت مطلوبي در نقل حديث به شمار مي رفت تا از مشخصات فردي كه براي او حديث را نقل مي كند سؤال نمايد. چنين سنت و شيوه اي براي ما در اثبات لزوم معلم از مشخصات شاگرد، كافي و بسنده است.

8 - القاء مطالب علمي بايد در خور استعداد شاگردان باشد

بايد معلم در بذل و توزيع محصولات و فراورده هاي علمي و معارف خود، با سخاوت باشد.

و در طرز القاء درس بر دانش پژوهان، ناهموار و دشخوار نباشد؛ بلكه بايد كيفيت تدريس او هموار و دلنشين بوده و با آميزه لطف، و توام با رفق و مدارا و نصيحت و اندرز باشد، و به قصد ارشاد شاگردان به امور مهم، به آنان سود رسانده و بهره مندشان سازد. معلم بايد شاگردان خود را به صيانت و نگاهباني اندوخته هاي نفيس و گرانبهاي

علمي - كه در اختيار آن ها قرار داده است - تشويق و تحريص كند.

معلم نبايد به هيچ وجه اندوخته هاي علمي خود را در خويشتن احتكار و ذخيره كند، و در اعطاء و القاء آنها دريغ ورزد، اندوخته هائي كه دانشجويان (تشنه و گرسنه علم) بدان نياز دارند، و از او درباره آن اندوخته ها پرس و جو مي نمايند. بنابراين اگر او افراد شايسته اي را در پيرامون خود ديد نبايد در بذل سرمايه هاي علمي و توزيع اين ذخائر، دريغ و مضايقه كند.

البته بايد بگوييم:

تا وقتي كه دانشجويان او، نسبت به برخي از معلومات و معارف، اهليت و شايستگي لازم را به دست نياورند نبايد معلم اين معلومات را در اختيار آنها قرار دهد؛ بلكه بايد در كتمان آن (از چنين شاگردان) ، كوشا و مصر باشد؛ زيرا القاء معلومات و معارفي كه شاگردان براي هضم و درك آن، استعداد و شايستگي كافي ندارند، موجب پريشاني خاطر و پراكندگي و تباهي ذهن و حال آنها مي گردد.

اگر دانشجوئي در زمينه اين گونه معلومات و معارف، پرسش كرد به او بگويد:

اين معلومات، عجالة و در شرائط كنوني استعداد و آمادگي علمي تو، براي تو زيان بخش است.

و بايد به او نيز يادآور شود كه علت استنكاف او در بذل اين اطلاعات و معلومات، از بخل و مضايقه او ريشه نمي گيرد؛ بلكه اين استنكاف، نمايانگر حس دلسوزي و لطف و مرحمت او مي باشد.

معلم پس از آنكه اين نكته را به او تفهيم كرد بايد او را به سعي و كوشش و پيشرفت در تحصيل، تشويق كند تا اهليت و شايستگي اين چنين معلومات و معارف و ساير اطلاعات ديگر را به

دست آورد.

در توضيح و تفسير كلمه «رباني» چنين روايت شده است كه «عالم رباني»، كسي است كه آگاهي ها و معارف خرد و كوچك و ساده را قبل از معارف بزرگ و پيچيده، به مردم تعليم.ميده (272)

9 - تفهيم ترتب و تسلسل منطقي اشتغالات ديني و علمي به شاگردان

بايد معلم، شاگرد را از اشتغال به امور غيرضروري و غيرواجب، قبل از اشتغال به امور ضروري و واجب، و از اشتغال به واجب كفائي، قبل از اشتغال به واجب عيني، بازدارد. يكي از واجبات عيني (كه بايد شاگرد در نخستين مرحله در انجام و اداء آن بكوشد) ، اصلاح و پيراستن دل و پاكيزه ساختن درون به وسيله نيروي تقوي و پرهيزكاري است. مقدم بر همه چيز و همه كس، خود معلم بايد از نظر تقوي، خويشتن را مورد بازخواست و بازپرسي و تفتيش قرار دهد (و ببيند كه آيا از تقوي و پارسائي بهره اي دارد، آنگاه پس از احراز مقام تقوي و پرهيزكاري در خويشتن، به ارشاد شاگرد دست يازد) تا شاگرد در مرحله نخست، از رفتار، و در مرحله دوم از گفتار او الگو و سرمشق گيرد.

معلم بايد (ترتب و تسلسل علوم و معارف را به هنگام تدريس - با توجه به پايه معلومات شاگردان - در نظر گرفته و) آنها را از پرداختن به علوم ادبي (از قبيل صرف و نحو، معاني و بيان و …) قبل از پرداختن به سنت و معارف ساده ديني، منع كند.

و به همين گونه، ترتيب و پي آمدهاي منطقي علوم و معارف را به شاگردان گوشزد نمايد.

10 - كوشش در تقريب مطالب به ذهن شاگردان و رعايت استعداد آنها

بايد معلم به شغل و حرفه تعليم، حرص و علاقه و دلبستگي داشته باشد، و همه توان و نيروي خويش را در تفهيم و تقريب مطالب به اذهان شاگردان، به كار گيرد، و در اين جهت اهتمام ورزد. او بايد اين وظيفه خطير را بر تمام نيازها و مصالح و منافع شخصي - البته تا آنجا كه كار

ضروري مهمتري در ميان نباشد - ترجيح دهد. ولي اشتغال به مصالح شخصي و حوائج فردي، در حد ضرورت، در همان محدوده نيازهاي اوليه، بلامانع است (و بايد معلم در صورت عدم ضرورت، همه مصالح و منافع شخصي ديگر را در راه اداء وظيفه تعليم و تربيت، قرباني كند).

معلم نبايد به هيچ وجه در نصيحت و اندرز به شاگردان، چيزي را فروگذار نمايد.

و در تفهيم مطالب، درجه استعداد و قدرت درك و توانائي حافظه شاگردان را در مد نظر قرار دهد.

و از بازگو كردن مسائل و القاء مطالبي كه ذهن شاگردان، تحمل درك آن را ندارد خودداري نمايد.

معلم نبايد طرز بيان و سخن خود را - بيش از حد معمول - گسترده و مفصل سازد، به گونه اي كه حافظه شاگردان قادر بر نگاهداري و حفظ آن نباشد. او نبايد آنگونه فشرده و كوتاه، بيان خود را ايراد كند كه درك و فهم آن براي شاگردان دشوار گردد؛ (بلكه بيان خويش را در حد ميانگين و متناسبي قرار دهد كه علاوه بر امكان ضبط و حفظ آن، فهم آن نيز آسان باشد).

با هر يك از شاگردان، در خور مقام و پايه علمي و بر حسب ميزان فهم و استعداد آنها سخن گويد، و آنها را مخاطب قرار دهد:

با شاگردي كه داراي نيروي تشخيص و مهارت و كارائي مي باشد و مساله علمي را با دقت و تحقيق درك مي كند، با ايماء و اشاره و به طور فشرده سخن گويد.

و براي ديگران - به ويژه كساني كه گرفتار ركود و توقف ذهني يا كمبود علمي هستند - مطلب را با بسط و تفصيل بيشتري توضيح دهد.

و براي كساني

- كه جز با تكرار مسئله و توضيح دوباره آن، نمي توانند مطلب را درك نمايند - سخن و بيان خويش را تكرار نمايد.

معلم بايد نخست، خود مساله را به صورت واضح و روشني طرح كند، يعني تصوير روشني از مساله را ترسيم نمايد، سپس با ذكر مثالها و نمونه ها - البته در صورت نياز به آنها - به توضيح و تشريح آن بپردازد. ادله و مآخذ موافق و مخالف مساله را ياد كند.

و براي اثبات جنبه معتبر و مورد اعتماد، و رأي درست مساله، دليل مناسب را بازگو نمايد، تا آن جنبه كاملا تاييد و تقويت گردد.

و نيز دليل ضعف مساله را ذكر كند تا شاگرد شيفته آن جنبه نگردد و تحت تاثير آن، مبنائي براي خود نپردازد. (و آن را به صورت احتمالي قابل قبول تلقي نكند). مثلا بگويد:

مخالفين در اثبات نظر خود، چنين استدلال كرده اند؛ ولي دليل آنها به خاطر فلان علت و فلان دليل، ضعيف و مردود است.

بايد معلم جنبه هاي اخلاقي رد و ايرادات و انتقادات خود را در نظر گيرد. يعني اگر رأي و نظر كسي را تضعيف مي كند بايد شاگرد بفهماند كه منظور او و صرفا بيان حق و واقعيت مي باشد.

و چون بيان واقعيت ناگزير، متوقف بر تضعيف رأي فلان دانشمند است از اين جهت آن را بازگو كرده است. بايد به شاگردان يادآور شود كه هدف او در چنين مناقشات، اظهار تفوق و برتري بر ديگران و يا كوباندن و شكست دادن آنها نيست؛ (بلكه تنها هدف او اظهار حق و حقيقت مي باشد).

معلم بايد اسرار و رموز حكم و قانون مساله مورد بحث، و علل آن را توضيح

دهد و اقوال و آراء مختلف را توجيه نموده و وجوه ضعف و احتمالات ضعيف مساله و نيز پاسخهاي لازم را يادآور گردد. او بايد اصل و فرعي كه با آن مساله، پيوند و ارتباط دارند، و اساس و بنيادي كه مساله بر آن مبتني است، و مسائل مشابه با آن مساله، و اينكه حكم آنها با هم مساوي و يا مخالف با يكديگر است، همه اين مطالب را ذكر كند، و همچنين مأخذ هر دو حكم را ياد كرده و فرق ميان آن دو مساله را بازگو نمايد.

معلم بايد در طرح هر مساله علمي، لواحق و متعلقات آن از قبيل: نكات نغز و لطيف و لغزها و معماهاي ظريف و امثال و اشعار و لغات آنها و اشكالاتي كه بر آن مساله و يا تعبيري مانند آن وارد مي شود، و جواب اشكالات را - البته در صورت لزوم و امكان - ذكر كنند.

معلم بايد لغزشهاي برخي از مؤلفان و مصنفان را به شاگردان تذكر دهد و درباره حكم، و نيز اشتباه آنها را در تخريج (273) و نقل و امثال آنها يادآور گردد، و به آنها راجع به اين موارد و امثال آنها هشدار دهد. ولي بايد در اين رهگذر از نيت و هدف مطلوب و صحيح انساني و حس حقيقت جوئي برخوردار باشد. نبايد مقصد و غرض او، صرفا اظهار خطاء و لغزش ديگران، و ابراز استوارانديشي و ژرف نگري خويشتن باشد؛ بلكه بايد هدف و منظور او، ارشاد شاگردان و نصيحت و خيرخواهي نسبت به آنها بوده تا در او، حالت غرور و شيفتگي و خودباختگي نسبت به كارش پديد نيايد.

همه اين

كوششهاي علمي در صورتي بجا و بمورد است كه فردي كه اين افاضات علمي بدو القاء مي شود، واجد اهليت و شايستگي براي دريافت آنها باشد.

11 - ذكر ضوابط و قواعد كلي علوم ضمن تدريس آنها

بايد معلم، قواعد كلي متناسب با درس را - كه استثناء بردار و رخنه پذير نيست و خللي در آن راه نمي يابد، و يا قواعدي را كه داراي موارد استثنائي است با ذكر مستثنيات آنها - در اثناء درس بازگو كند. مثلا در درس فقه اين قاعده را گوشزد نمايد:

زياده و نقصان ركن در هر نمازي در همه موارد و بطور مطلق، موجب بطلان آن خواهد بود، مگر در موارد خاصي كه موجب بطلان نيست. سپس آن موارد را توضيح.ده (274)

در صورتي كه سبب و مباشرت (مباشر) ، با هم مجتمع باشند، مباشرت بر سبب؛ مقدم.اس (275)

اگر كسي اقرار كند كه اموال كسي را براي نياز و استفاده شخصي خود قبض كرده و تحويل گرفته است، قول و گفتار او در باز پس دادن آن به مالكش، پذيرفته نخواهد.بو (276)

حدود و كيفرهاي جرم و گناه با پديد آمدن شبهه و احتمال، ساقط مي شود.

ارزش و اعتبار سوگند و قسم به خداوند، به نيت و قصد كسي كه سوگند مي خورد مربوط است مگر در مواردي كه سوگند دهنده، قاضي و داور شرعي و يا نماينده و نائب او باشد كه درباره دعوي و محاكمه اي، فردي را وادار به سوگند نمايد. در اين صورت بايد قسم او بر حسب قصد و نيت قاضي و يا جانشين و نماينده او انجام گيرد كه از او درخواست سوگند كرده اند.

اگر قسم و سوگند كسي مربوط به نفي عمل غير باشد بايد سوگندش به صورت نفي علم،

يعني به عنوان عدم اطلاع بر انجام آن كار صورت گرفته و بايد به همان صورت تلقي گردد. البته براي اين قاعده، مورد استثنائي وجود دارد و آن اين است:

كسي كه عليه او ادعا شده است كه برده و يا حيوان او بر غير، صدمه و جنايتي وارد ساخته است، بر طبق نظر بعضي از فقهاء، سوگند قطعي او بر نفي جنايت از برده يا حيوانش، ممضي و معتبر است.

براي مولي در ذمه برده، در ابتداء امر، هيچگونه امر مالي ثابت نمي شود؛ چون برده، مالك چيزي نمي گردد. مگر در مواردي كه برده، عبد قِن و خالص نباشد، يعني مكاتب مطلق يا مشروط و يا مدبر باشد.

و بالاخره بايد معلم، امثال اين گونه قواعد فقهي را (ضمن درسهاي فقهي) به ميان آورد.

او بايد پاره اي از قواعد مضبوط و يا ضوابط مورد احتياج در علم اصول فقه را براي شاگردان توضيح دهد، از قبيل ترتيب ادله استنباط احكام - كه اين ادله به ترتيب، عبارتند از كتاب (قرآن) ، سنت، اجماع و نوعي از.قياس (277)

و بايد استصحاب و انواع قياسها و درجات آنها و حدود و تعريفات اصطلاحاتي را - كه بيان آنها در اثناء تدريس، در خور بحث و متناسب با آن مي باشد - بيان كند.

علاوه بر همه اين مطالب، لازم است پاره اي از نامهاي اصحاب معروف پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و مشاهير تابعين و علماء معروف و شرح حال و تاريخ (تولد و) وفات آن ها را ياد كند.

درباره ضبط اسماء مشكل و انساب متشابه اين گونه رجال، و يا مختلف و مؤتلف و امثال آنها، توضيحات لازم را ذكر كند.

پاره اي

از واژه هاي لغوي و عرفي و اصطلاحي را - كه در علم مورد تدريس، غالبا تكرار مي گردد، به منظور ضبط مشكلات مربوط به لغت و اصطلاح - تشريح نمايد، مثلا بگويد:

مفتوح، يا مضموم، يا مكسور، يا مشدد و يا مختلف است.

و بالاخره نظائر اين گونه مطالب را به شاگردان يادآور شود.

تمام اين توضيحات را تدريجا و گام به گام براي شاگردان بازگو كرده تا در طي مرور ايام، خير و بركات عظيمي، نصيب آنها گردد.

12 - تشويق شاگردان به اشتغالات علمي و تحريص بر تكرار دروس و آزمايش هوش و استعداد آنها

معلم بايد شاگردان را به اشتغالات علمي در تمام اوقات تشويق كرده و اعاده و تكرار محفوظات را در اوقات مناسب، از آنها درخواست كند.

و راجع به مسائل مهم و مباحثي كه براي آنها بيان كرده است، پرسش هائي را مطرح سازد.

اگر ملاحظه كرد كه شاگردي، مسائل و مباحث مذكور را از بر كرده و آنها را دقيقا به خاطر سپرده است از او احترام و تجليل به عمل آورد، (و علنا در حضور ديگران) - در صورتي كه بيم عجب و غرور و تباهي حال و مزاج روحي او در ميان نباشد - او را مورد ستايش و تقدير قرار دهد، و مراتب پيشرفت او را توام با تقدير و احترام به همگان اعلام كند.

و اگر احساس كرد كه شاگرد و دانشجوئي در حفظ كردن درس و دقت در مباحث و مسائل مربوط به آن، كوتاهي ورزيده، او را در نهان و دور از نظر ديگران، هشدار داده و نسبت به او سختگيري نموده و توبيخش نمايد.

و چنانچه مصلحت چنين شاگردي ايجاب كند كه علنا و در حضور ديگران، وي را به خاطر سهل انگاري، مورد سخت گيري و

ملامت قرار دهد - و اين كار را با توجه به مصلحت خود شاگرد انجام دهد - اشكالي بر آن مترتب نيست؛ زيرا معلم و استاد، همچون طبيب و پزشك مي باشد كه مي داند دارو را در چه جائي به كار برد، جائي كه مورد نياز است و آن دارو در آنجا سودمند مي افتد.

13 - طرح مسائل دقيق و پرسش كردن از شاگردان و آزمايش هوش

بايد معلم، نتايج سودمند مسائل دقيق و نكات پيچيده و ناآشنا را براي ياران و شاگردان خود مطرح سازد، و از آنها درخواست پاسخ نمايد.

و با طرح اين فوائد و نتايج مسائل و نكات مذكور، قدرت درك آنها را بيازمايد تا در ضمن آن، فضل و معلومات افراد و شاگردان برجسته نيز نمودار گردد.

طرح مسائل دقيق، اين فائده را دارا است كه از رهگذر آن، شاگردان با اين مسائل سر و كار پيدا كرده و به دقت و باريك انديشي درباره آنها خوي گيرند.

معلم نبايد نسبت به شاگردي كه در فهم نتايج مسائل دقيق، دچار اشتباه و لغزش مي گردد سختگيري كند، و او را مورد سرزنش قرار دهد. مگر در موارديكه - از ديدگاه معلم، مصلحت شاگرد، چنين توبيخ و سختگيري را اقتضاء كند.

از ابن عمر روايت شده است كه پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) براي آزمايش هوش اصحاب و يارانش به آنها فرمود:

بعضي از درختان طوري است كه دچار برگ ريزي نمي شود - و چنان درختي نمودار شخصيت يك مسلمان است. سپس به يارانش فرمود:

به من بگوئيد اين چه درختي است؟ ذهن ياران رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) متوجه درختهاي بياباني شد، لذا از آنها نام بردند، ولي به خاطر من رسيد كه

درخت موردنظر، بايد درخت خرما باشد؛ لكن از بازگو كردن تفطن ذهني خود، احساس حياء و شرم مي نمودم. اصحاب و ياران پيغمبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) عرض كردند:

بفرمائيد اين درخت چيست؟

فرمود:

درخت خرما است. پدر ابن عمر به فرزندش گفت:

اگر پاسخ پيغمبر (صلي الله عليه و آله و سلم) را زودتر بازگو مي كردي در نظر من از چنين و چنان بهتر بود. (چنانكه در اين حديث ملاحظه مي كنيد، پيغمبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) در برابر عجز اصحاب در پاسخ به سؤال، هيچگونه عكس العمل سرزنش آميزي از خود نشان نداد؛ بلكه با گشاده روئي، خود به پاسخ اقدام فرمود و ضمنا هوش آنها را نيز آزمايش كرد).

همچنين معلم، اگر از توضيح و گزارش درس خود فارغ گشت، طرح مسائل مربوط به همان درس و تكرار مشكلات آن، هيچگونه ضرري ندارد؛ چون از اين طريق مي تواند نيروي درك و ميزان حفظ و ضبط شاگردان را درباره توضيحات خود، آزمايش كند. اگر ملاحظه كرد شاگردي، توضيحات او را درست درك كرده و غالبا به پرسشهاي او، پاسخهاي صحيحي را عرضه مي كند بايد از او تشكر و قدرداني نمايد.

و اگر ملاحظه كرد كه شاگردي ديگر، مطلب را كاملا درك نكرده است، با آميزه لطف به اعاده توضيحات خويش بپردازد.

شايسته است كه استاد و معلم، دانشجويان را موظف سازد كه درس را به صورت دسته جمعي برگزار كنند؛ زيرا انعقاد مجلس درس به صورت جمعي، متضمن فوائد و نتايج مطلوبي است كه درسهاي انفرادي، فاقد آنست.

و نيز بايد به آنها دستور دهد پس از تمام شدن درس، توضيحات و تقريرات او را

ميان خود تكرار كنند تا بدينوسيله گزارش ها و بيان او در اذهان آنان راسخ و پايدار بماند.

14 - احترام به شخصيت شاگرد و اعتراف به اهميت افكار او

بايد معلم در بحث و گفتگو و مذاكره با شاگردانش، منصف باشد. اگر از شاگردي، گفتاري مفيد و سودمند شنيد به اهميت و ارزش و سودمند بودن آن اعتراف نمايد، اگر چه آن شاگرد، فردي كم سن و سال باشد؛ زيرا انصاف و اعتراف به اهميت افكار صحيح ديگران، از بركات علم و دانش به شمار مي آيد.

يكي از پيشينيان گفته است:

«بركت و فزوني علم، و آئين و راه و رسم دانش، انصاف و عدالت است. اگر كسي منصف نباشد و در طريق تعليم و تعلم، راه انصاف را در پيش نگيرد نمي تواند مطلبي را بفهماند و نه مي تواند مطلبي را بفهمد.» بنابراين بايد معلم در بحث و گفتگو و ايراد سخنان خويش، همبستگي خود را با انصاف، حفظ كند و به سؤال و پرسش بجا و بمورد شاگرد - هر چند هم كه كم سن و سال باشد - منصفانه گوش فرا دهد، و از شنيدن سؤال او اظهار تكبر و استنكاف ننمايد؛ زيرا ممكن است با مضايقه از شنيدن سؤال او، شاگردش از فائده و بهره سودمند مربوط به سؤال، محروم گردد.

معلم نبايد به هيچيك از شاگردان - به خاطر كثرت تحصيل و پيشرفت فزاينده و چشمگير و يا به خاطر مزيت استعداد آنان بر افراد فاميل و وابسته به خود از قبيل فرزند و برادرش - رشك و حسد ورزد؛ چون رشك بردن بر ديگران، حرام و ممنوع است تا چه رسد به رشك و حسد بردن بر شاگرداني كه به منزله فرزندان معلم مي باشند، شاگرداني

كه از ناحيه فضل و برتري آنها، فراوانترين حظ و نصيب به معلمشان عايد مي گردد؛ چون معلم، مربي و پرورشكار شاگرد است و خداوند متعال به خاطر اينكه اين معلم، شاگردان را تعليم مي دهد - تا به عنوان فارغ التحصيلان، در جامعه خدمت كنند - پاداش عظيمي براي او در نظر گرفته، و در دنيا نيز از دعاي مداوم و ستايش جالب توجه اين شاگردان و جامعه برخوردار مي گردد.

ما تا كنون نديده و نشنيده ايم كه هيچيك از اساتيد، فرزند خود را بر شاگردان و دانشجويان ديگر، ترجيح داده باشد، و يا در صورت ترجيح، موفق و كامياب بوده باشد؛ بلكه بايد گفت كه همه امور و پيشرفت و موفقيت در آنها در يد قدرت الهي قرار دارد. علم و دانش نتيجه تفضل خداوندي است كه بر طبق اراده و مشيت حكيمانه خود، آن را در اختيار بندگان صالح خويش قرار ميدهد.

و خداوند است كه داراي فضل و رحمت عظيم و شكوهمند مي باشد.

15 - رعايت مساوات در التفات و محبت به شاگردان

معلم نبايد در اظهار محبت و توجه و التفات به شاگردان - در صورتي كه از لحاظ سن و فضيلت و دينداري، تقريبا با هم برابر هستند - تبعيض و تفاوتي را معمول داشته و بدان تظاهر نمايد؛ زيرا اظهار تبعيض و عدم رعايت مساوات در محبت و توجه به آنها - با وجود تساوي آنها از يكديگر مي گردد.

لكن اگر بعضي از شاگردان از لحاظ طرز تحصيل و سعي و كوشش و حسن ادب و نزاكت، بر ديگران مزيت داشته باشند؛ چنانچه معلم از آنها احترام خاصي به عمل آورد، و اين احترام را اظهار نمايد، و آنان را از لحاظ محبت

و تفقد، بر ديگران ترجيح دهد، و ضمنا يادآور گردد كه علت احترام زياد و تقدير ويژه او، به خاطر همين مزايا و موجبات است، در اين صورت، اظهار تبعيض و تفاوت ميان شاگردان مانعي ندارد و مي تواند توجه و التفات ويژه اي را درباره آنها مبذول دارد؛ زيرا تقدير و احترام به شاگردان كوشا و با نزاكت، عامل مؤثري در ايجاد تحرك و شادابي آنها بوده، و انگيزه مفيدي است كه آنان و نيز سائر شاگردان را وادار مي سازد تا در اتصاف به چنين صفات مطلوب و امتيازآفرين، سعي و كوشش نمايند. (يعني تقدير و تشويق از شاگردان كوشا و وظيفه شناس و مؤدب، حس وظيفه شناسي و ادب و نزاكت و جد و جهد در تحصيل را در ديگران، بيدار ساخته، و نيز خود افرادي كه مورد تقدير و احترام قرار مي گيرند با تحرك و شادابي و قدرت فزونتري در اداء وظائف و تكاليف درسي و اخلاقي كوشش خواهند كرد).

(درباره تشويق و آثار آن در پيشبرد هدف تعليم و تربيت در جلد اول و دوم كتاب «اسلام و تعليم و تربيت» و نيز درباره رعايت مساوات ميان كودكان و شاگردان، در همين اين كتاب به طور مفصل، مطالبي را بازگو كرديم (278).

16 - رعايت نوبت شاگردان زياد در شروع به تدريس

اگر شاگردان براي درس، به معلم مراجعه كنند و كثرت متقاضيان و مراجعان درس در حدي باشد كه به استاد هجوم آورند (به طوري كه پاسخ مثبت براي شروع به درس همه آنها ميسر نباشد). بايد تعليم شاگرداني را بر ديگران مقدم دارد كه قبلا نوبت گرفته اند.

و به ترتيب نوبت گيري آنها، درسشان را بر ديگران مقدم بدارد.

و براي هر يك از

اين گروههاي مقدم، بيش از يك درس را - جز با احراز رضايت ديگران - جلو نيندازد و بدان آغاز نكند.

در صورتي كه درسها - بر حسب اتفاق همه شاگردان - مربوط به يك كتاب باشد (و چنين گونه تدريس را «تقسيم» مي نامند) ، معلم مي تواند در هر روزي به درس يكي از آنها آغاز نمايد. (يعني مثلا روز اول را به درس عده اي، و روز دوم را به درس عده اي ديگر، و همين گونه روزهاي هفته را نوبت به نوبت به آغاز كردن درس هر يك از آنها اختصاص دهد.

و در نوبتهاي بعدي به ترتيب، همان درسهاي مقدم را به تأخير اندازد.

و بدينسان كار تدريس خويش را ادامه دهد تا همه - به نوبت - از درس نوبت اول برخوردار گردند) ؛ زيرا درسي كه مقدم تر از درسهاي ديگر آغاز مي شود، در طي آن درس براي تقرير و توضيح آن، نشاطي براي معلم و نيز شاگردان وجود دارد كه معلم ممكن است در درسهاي بعدي فاقد چنان نشاط و خرمي باشد. ولي اگر معلم احساس كند كه با ادامه درس و شروع درس بعدي دچار ملال خاطر نمي گردد و عليرغم شروع درس بعدي، نشاط و شوق و ذوق او بر سر جا مي ماند مي تواند نوبت تدريس خود را بر حسب ترتيب كتاب، تنظيم كند. مثلا درس عبادات (امثال طهارت، صلوة، صوم …) را بر درس معاملات (امثال اجاره، رهن، مزارعه …) و بدينسان دروس ديگر را از لحاظ نوبت جلو اندازد.

و اگر مع ذلك، صلاح در آن ببيند كه فرد سابق تر را - يعني كسي را كه قبلا نوبت گرفت - از

لحاظ شروع به درس مقدم دارد تا در نتيجه، فردي را كه ديرتر نوبت گرفته است - به تقدم و پيشتازي در اخذ نوبت تحريص و تشويق كند، چنين كاري نيكو و شايسته مي باشد.

معلم بايد (در رعايت نوبت شاگردان، دقيق باشد و) براي هيچ شاگردي در نوبت درس ديگران، تدريس نكند.

و نوبت آنها را به تأخير نيندازد. مگر آنگونه مصالحي كه قبلا آنها را بازگو كرديم، چنين تأخيري را اقتضاء نمايد.

اگر گروهي از شاگردان، با طيب خاطر و رضامندي، نوبت خود را در اختيار گروهي ديگر قرار دهند، اشغال و تأخير نوبت آنها مانعي نخواهد داشت.

اگر چند گروه از شاگردان با هم و همزمان به استاد روي آورند و در شروع به درس، دچار درگيري و اختلاف نظر شوند، معلم مي تواند با استفاده از قرعه، درس هر يك از اين گروهها را آغاز كند. البته بايد در اين مورد، شرائطي را رعايت كرد. به خواست خداوند متعال در سومين بخش «نوع سوم» به طور مفصل و گسترده، اين شرايط و بيان خود مساله، مورد بحث و گفتگو قرار خواهد گرفت.

17 - رعايت امتياز استعداد و تفاوتهاي هوش شاگردان

وقتي معلم احساس كرد كه شاگردي، راه و روشي را در تحصيل خود پيش گرفته است كه فوق توانائي و حال و استعداد، و بالاتر از شرائط و مقتضيات شخصي او است، و به همين علت، بيم و وحشتي در معلم پديد آيد كه ممكن است شاگرد نسبت به درس و تحصيل، دچار ضجرت خاطر و دلزدگي و نفرت گردد، بايد او را به رفق و مداراي با خويشتن توصيه و سفارش كند، و سخن پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم)

را براي او بازگو نمايد كه فرمود:

«آنكه به علت افراط در بار كشيدن و راندن مركوبش، از قافله و كاروان فرو مي ماند.

و از آن جدا مي گردد، نه مسافتي را طي مي كند و نه پشت و كمري توانمند را براي خود و مركوب خويش نگاه مي دارد» (279) (بلكه خود و مركوبش، از كار افتاده و به مقصد هم نمي رسند).

معلم بايد امثال اين گونه گفتارهاي سنجيده و پندآموز را به گوش او برساند تا وي را وادارد كه درنگ و صبر و رفق و مدارا و ميانه روي و اعتدال در سعي و كوشش را نصب العين خويش قرار دهد.

و بدينسان اگر معلم احساس كرد كه شاگرد با كوششهاي فرساينده خويش، دچار ملال خاطر و دلتنگي و خستگي روحي گشته، و يا مقدمه و زمينه چنين حالاتي در او نمودار شده است، بايد به او دستور استراحت دهد، و امر كند كه از اشتغالات علمي خود بكاهد، و از آموختن علم و يا خواندن كتابي كه قدرت درك آن را ندارد، و يا سن او در خور آنها نيست، و يا هوش و استعداد او در فهم آن علم و يا آن كتاب، نارسا است، جلوگيري كند.

لزوم آزمايش هوش و استعداد و ذوق شاگردان به منظور اشتغال به كتاب يا فن خا

ص:

اگر

شاگرد و دانشجو، با معلم خود در مورد خواندن فن و يا كتابي مشورت كند - دانشجوئي كه حال او بر معلم از لحاظ شعاع كاربرد فهم و استعداد و حافظه اش روشن نيست - نبايد (بدون مطالعه) دستوري در اين مورد صادر نمايد، مگر آنگاه كه ذهن و هوش او را بيازمايد، و از حالاتش

از نظر استعداد و حافظه، آگاهي كافي بدست آورد.

چنانچه معلم احساس كرد شاگردي كه در صدد مشورت با او برآمده است واجد توانائي است و تأخير در امر او روا نيست، موظف است چنين شاگردي را به يك كتاب ساده و آسان - كه درباره همان علم و فن مطلوب، نگارش يافته است - منتقل و راهبري كند.

اگر معلم از طريق آزمايش استعداد و هوش شاگرد، به اين نتيجه رسيد كه داراي قدرت درك كافي، و ذهن شايسته اي هست بايد او را از كتاب آسان به كتاب ديگري كه در خور ذهن و هوش و استعداد او است منتقل سازد، (يعني در صورتي كه آمادگي ذهني و علمي شاگرد را احراز كرد بايد به او اجازه ارتقاء به مقام بالاتري را - از لحاظ نوع كتاب و علوم و فنون ديگر، - بدهد). چنانچه پس از آزمايش هوش و استعداد شاگرد، متوجه شد كه آمادگي و شايستگي لازم براي انتقال از كتاب آسان به كتاب پيچيده را ندارد بايد او را به ادامه همان كتاب ساده و فن آسان وادارد، و اجازه ندهد به علم و كتاب پيچيده اي سرگرم شود. (تا آنگاه كه استعداد و آمادگي كافي بدست آورد و سپس به كتاب استدلالي و پيچيده تري ارتقاء و انتقال يابد) ؛ زيرا آنگاه دانشجوي لايق و شايسته اي كه به خواندن كتاب بالاتر و پيچيده و استدلالي - كه در خور آن است - ارتقاء مي يابد، و احساس مي كند كه شايستگي و آمادگي ذهني او منشاء اين ارتقاء و انتقال بوده است، اين انتقال و جابجائي خوش آيند، موجب ازدياد انبساط خاطر و فزايندگي نشاط

و شادابي و تحرك او در تحصيل خواهد گشت. در حالي كه عكس آن، يعني ركود و توقف او در همان كتاب يا انتقال يك دانشجوي لايق از كتاب اصولي و استدلالي به كتاب ساده و آسان، باعث دلسردي و فروكش شدن شادابي و تحرك تحصيلي او خواهد گشت. (بنابراين به خاطر ايجاد تحرك و ازدياد نشاط و شادابي دانشجو، لازم است در صورت داشتن لياقت، اين انتقال و ارتقاء از ساده به مشكل و از آسان به پيچيده - با اشاره و دستور معلم - انجام گيرد).

معلم نبايد به دانشجو اجازه دهد كه در دو فن و يا بيشتر - البته در صورتي كه قدرت ضبط و آموختن همگي آنها را دارا نباشد - خود را سرگرم تحصيل سازد. او بايد درسهائي را كه از لحاظ اهميت در درجه نخست قرار دارند بر ساير دروسي كه در درجه دوم اهميت قرار دارند مقدم دارد.

و ما ان شاء الله در بحثهاي آتيه با تفصيل بيشتري راجع به اين موضوع گفتگو مي كنيم.

باري، اگر معلم از طريق آزمون و امتحان استعداد شاگرد، يقين پيدا كرد و يا قويا احتمال داد كه او در علم و فن خاصي - كه سرگرم تحصيل در آن است - موفقيتي به دست نمي آورد، و به پيشرفتي در آن نائل نمي گردد، بايد به او دستور دهد كه آن علم و فن را ترك گفته و به فن ديگري اشتغال ورزد، فن ديگري كه به پيروزي و موفقيت شاگرد در آن فن مي توان اميدوار بود.

18 - عدم تقبيح علومي كه معلم در آن تخصص ندارد

اگر استاد و معلم، فقط عهده دار تدريس و يا متخصص در علوم و فنون خاصي باشد نبايد

ساير علوم و دانشهائي را كه آنها را تدريس نمي كند از نظر دانشجو تقبيح و تحقير كرده و آنها را زشت و بي ارزش جلوه دهد. چنانچه اين نوع تحقير و خرده گيري غالبا از ناحيه معلمان بي سواد و كم فضل و نادان به چشم مي خورد؛ زيرا انسان نسبت به چيزي - كه درباره آن بينش و آگاهي ندارد و از آن در بي خبري به سر مي برد - احساس نفرت و كينه و عداوت مي نمايد (و طبق فرمايش اميرالمؤمنين علي (عليه السلام): الناس اعداء ما جهلوا (280) ، يعني مردم، دشمن نادانسته هاي خويش هستند).

مثلا معلمان علوم ادب عربي و يا علوم عقلي، معمولا علم فقه را تقبيح و تحقير مي كنند.

و معلمان فقه، علم حديث و تفسير را ناچيز و كوچك مي شمارند و امثال آنها؛ (ولي يك معلم عالم و خردمند - و لو آنكه متخصص در هر فني باشد و اختصاصاً آن را تدريس كند - حق تحقير علوم و دانشهاي ديگر را ندارد) ؛ بلكه بايد معلم، راه گشاي دانشجو براي آموزش علوم و دانشهاي ديگر باشد، (علوم و دانشهائي كه خود درباره آنها تخصص و كارائي ندارد و يا آنها را تدريس نمي كند؛ ولي موظف است اين دانشها را ارج نهاده و در صورت نياز دانشجو به چنين دانشها، او را به معلمان متخصص در آنها راهنمائي كند).

چنانچه معلم ملاحظه نمود كه مقام و مرتبت دانش و علمي كه در آن مهارت دارد و آن را به شاگردان تدريس مي كند، از مقام و مرتبت دانشهاي ديگري كه ديگران عهده دار تدريس آنها هستند متأخر است، شاگرد را به معلماني رهنمون گردد

كه در آن علوم بنيادي از مهارت و كارائي برخوردارند و سرگرم تدريس آن ها مي باشند؛ زيرا اين گونه ارشاد و راهنمائي يكي از وظائف ضروري است كه بايد همه مسلمين را به سوي آن راهبري كرده و نسبت به آنها خيرخواهي نمود، و بدينوسيله از دين و دانش پاسداري كرد.

اين گونه دلسوزيها و راهبريهاي معلم - اگر به منظور حفظ مصالح شاگردان - اعمال گردد، كاملترين نمودار وظيفه شناسي معلم نسبت به حرفه و پيشه تعليم و تربيت و عامل به ثمر رسيدن قوي و ملكات شايسته در شاگردان مي باشد؛ (چون چنين ارشادها، استعداد شاگردان را در فراگيري علوم و دانشهاي متناسب، شكوفا مي سازد).

19 - ارشاد شاگردان به معلمان شايسته

يكي از وظائف بسيار مهم و اساسي معلم نسبت به شاگردان، اين است كه اگر شاگرد و يا شاگرداني كه نزد او درس مي خوانند، نزد استاد ديگري نيز سرگرم تحصيل گردند، رنجيده خاطر و آزرده نشود؛ چرا، كه او بايد در اين زمينه فقط مصالح شاگردان را در نظر گيرد، (و منافع و مصالح شاگردان را به هيچ وجه، قرباني اغراض شخصي و حفظ حيثيت خويش نكند).

اكثر معلمان و اساتيد كم ظرفيت و نادان - به خاطر اشتغال شاگردان آنها نزد معلم و استاد ديگر - دچار تأثر و رنجيدگي خاطر مي شوند. بايد گفت كه اين تنگ نظري، يكي از مصيبتها و آسيبهاي دردناكي است كه گريبانگير معلمان نادان و نابخرد مي گردد.

و نيز اين تنگ نظري و آزردگي خاطر براي معلماني پيش مي آيد كه به علت كودني و نفهمي و فساد نيت و فرومايگي همت، در مسير اداء وظيفه تعليم، فاقد هدف الهي هستند.

اين وضع و حالات پريشانگر كه در عده اي

از معلمان نادان ديده مي شود، يكي از روشن ترين دليل گويا و رسائي است كه نشان مي دهد آنان در اداء وظيفه و رسالت تعليم، رضاي پروردگار و پاداش گرانقدر و ارزشمند اخروي را در مد نظر نگرفته اند؛ (بلكه هدف آنان در تعليم و تربيت، عبارت از تامين حيثيت فزونتر در ديدگاه مردم بوده و مي خواهند از راه تعليم، حس جاه طلبي خويش را هر چه بهتر ارضاء كنند).

معلم بايد بداند كه در اداء وظيفه و رسالت تعليم و تربيت عده اي از بندگان خدا، خود نيز از بندگان مامور و فرمانبردار او است. اگر خداوندگار و پروردگارش، بنده ديگري را مامور به اداء اين وظيفه سازد نبايد خشمگين و آزرده خاطر شود؛ زيرا سپردن اين ماموريت به دست افراد ديگر، چيزي از حيثيت و آبروي او را در نزد سرور و خداوندگارش نمي كاهد؛ بلكه اين پيش آمد، بر قدر و رفعت مقام او نزد خداوند متعال مي افزايد.

و آنگاه كه خداوند متعال مي بيند كه امر و فرمان و خواسته او به دست اين معلم و يا اشخاص ديگري مورد طاعت و امتثال قرار گرفته است، (مراتب رضا و خوشنودي او فراهم مي گردد).

پس به حكم وظيفه قطعي، اگر معلم در دانشجو - از لحاظ نشاط و تحرك و استعداد و كوشش - احساس آمادگي كرد كه او با داشتن چنين آمادگي مي تواند درسهاي متعددي را تحصيل كند، و خود معلم در تامين اين هدف، توانائي كافي ندارد بايد نخست او را به معلمي ديگر ارشاد كند تا درسهاي ديگر او را به وي تدريس نمايد، و آن درسها را بر او بخواند. اين گونه ارشاد و راهنمائي،

مقتضاي طبع وظيفه شناسي و كمال دلسوزي و نمايانگر وجود حس رعايت امانت در هر معلم متعهد و مسئول مي باشد.

اين قضيه براي خود من (مؤلف) با يكي از اساتيد مصري من اتفاق افتاد (كه خداي به وي پاداش نيكو دهاد) ، (يعني اين استاد مصري - چون براي تدريس دروس متعدد من، توانائي و مجال كافي، و يا توانائي لازم علمي نداشت مرا به استادان ديگري رهنمون ساخت).

بطور كلي ارشاد به استاد ديگر، و يا آنگاه كه دانشجويان خودبخود به استادي ديگر مراجعه مي نمايند در صورتي بجا و به مورد مي باشد كه آن استاد از هر نظر، واجد شايستگي لازم براي تدريس علم مورد نظر دانشجو باشد. ولي اگر فاقد صلاحيت و اطلاعات كافي علمي باشد و دانشجو نيز از اين كمبود و فقدان مهارت علمي آن استاد واقف نباشد و يا آن استاد، مردي فاسق يا بدعتگذار، و يا از لحاظ علمي، پر لغزش و يا فاقد شرايط ديگر در امر تعليم باشد، به گونه اي كه ممكن است در دانشجويان حالات و ملكات زشت و پست و فرومايه اي به وجود آورد و شخصيت انساني آنان را دچار انحطاط سازد - ملكاتي كه فراورده هاي علمي بر آن ترجيح ندارد و مهمتر از آن نيست - در چنين شرايطي تحصيل نكردن نزد آنها بهتر به نظر رسد. آري بايد معلم، دانشجويان خود را از شيفتگي و فريفتگي به چنين استادي، سخت بر حذر دارد. البته بايد منظور او نيز در اين تحذير، از يك هدف صحيح انساني و موفقيت آفرين برخوردار باشد؛ چون خداوند متعال افراد تباهكار و فاقد حسن نيت را از افراد صحيح العمل

و واجد حسن نيت، كاملا بازشناخته و مي شناساند، و به تفاوت شخصيت اين دو گروه آگاه است.

20 - آماده ساختن و معرفي معلمان لايق براي جامعه

اگر دانشجو به حد كمال (نسبي) در علم و دانش دست يافت، و شايستگي استقلال را براي تصدي مقام تعليم احراز كرد، و از فراگرفتن علم و دانش (بطور كلي) فارغ و بي نياز گرديد، بايد معلم به ترتيب و سامان بخشيدن كار و حرفه او - به اين منظور كه او نيز به نوبه خود اقدام به تعليم علم براي ديگران بنمايد - قيام كند، و او را در محافل و مجالس بستايد، و از وي تقدير و تجليل به عمل آورد، و مردم را به تحصيل علم و فراگرفتن آن از نزد او، تحريض و تشويق و توصيه نمايد؛ زيرا در صورتي كه اين شاگرد، خودبخود منصب تعليم را - بدون تاييد و ارشاد استاد شناخته شده به عهده گيرد - ممكن است عده اي از شايستگي چنين شاگرد فارغ التحصيل، بي اطلاع بمانند.

و به علت همين بي اطلاعي، با او انس و پيوندي برقرار نسازند، و به مهارت و كارآئي علمي او اعتماد نكنند.

بنابراين وظيفه استاد اين است كه با شرح و بسط كافي، جامعه را به حال و مقام علمي او آگاه ساخته و مقدار معلومات و مايه هاي علمي و پايه هاي تقوي و پارسائي و عدالت و امثال اين گونه مزايا را كه در او سراغ دارد به مردم اعلام كند، مزايائي كه نظر شاگردان علاقه مند به تحصيل را به سوي او جلب مي نمايد؛ و در نتيجه با احساس علاقه و اشتياق بدو، روي مي آورند.

اين نوع معرفي،

يعني شناساندن افراد كارآمد به جامعه، عامل بسيار مهم و مؤثري براي سازمان يافتن علم و دانش، و زمينه اي پرارزش براي صلاح حال جامعه و معلمان و شاگردان مي باشد. (شاگردي كه مي خواهد منصب تعليم و تربيت ديگران را به عهده گيرد بايد از پشتوانه تاييد استادي خوشنانم برخوردار باشد، و بايد شخصيت علمي و لياقت اخلاقي و كارآئي او در مقام به تعليم و تربيت ديگران، به وسيله استاد وي تصويب و تاييد گردد).

اگر استاد احساس كند كه شاگرد فارغ التحصيل مي خواهد راءسا منصب و مقام معلمي را - بدون نظرخواهي از او - اشغال كند و به امر تدريس دست يازد - در حالي كه استاد ميداند كه مقام وي از لحاظ شغل و حرفه تعليم، قاصر و نارسا است، و بالاخره براي اقدام به تعليم، نيازمند به فراگرفتن علم و ادامه تحصيل و نتيجة محتاج به تعلم و تحصيل و زمينه سازيهاي ديگر است - بايد اشتغال به تعليم را در نظر او تقبيح نموده و در خلوت و دور از نظر ديگران به شدت، عمل او را ناپسند معرفي كرده و از كار او جلوگيري كند. اگر نهي و تقبيح نهاني استاد در او مؤثر نيفتاد علنا و در حضور ديگران - البته با قصد و هدف صحيح - اقدام او را نكوهش نمايد، تا سرانجام وادارش سازد كه به تحصيلات خود ادامه داده و آمادگي كافي براي اقدام به تعليم و تربيت ديگران را به دست آورد.

بايد يادآور شد كه منشاء همه اين تكاليف - (يعني اينكه استاد در صورت شايستگي شاگرد، موظف به معرفي او است، و در صورت عدم

شايستگي، موظف به ممانعت او در اقدام به تعليم مي باشد) - اين است كه استاد و معلم نسبت به شاگرد، به منزله طبيب و پزشك نسبت به بيمار است. استاد بايد از هر وقت و فرصتي - براي شناسائي دقيق بيماري و مرضي كه به اصلاح و درمان و مداوا نيازمند است و نيز به منظور آگاهي از كيفيت درماني كه در خور همان بيماري است - استفاده كند و آن را تحت مداقه و بررسي قرار دهد.

استاد و معلم با فراست و هوشمند، موارد دقيق و جزئي اين گونه انحرافها و بيماريها و طرز درمان آنها را درست مي شناسد، مواردي كه نمي توان آنها را تحت يك قاعده و ضابطه كلي، يكجا ارائه داد. ولي معلم باهوش، همه اين موارد و طرق درمان آنها را با مهارت، بازيافته و به تدارك آنها اقدام مي كند، (و عليرغم فقدان ضابطه كلي، شناسائي آنها براي معلم هوشمند آسان مي باشد).

چون براي هر مورد و مقامي، سخن و مقالي شايسته و گفتاري درخور است.

و براي هر نوع بيماري، دارو و راه درمان مؤثري وجود دارد كه معلم و پزشك زيرك و باهوش، آن را كاملا مي شناسند.

بخش سوم: آداب و وظائف ويژه معلم در امر تدريس و جلسه درس
1 - آراستن و پيراستن ظاهر به منظور تجليل از مقام علم و دانش

بايد معلم با آمادگي كامل و ساز و برگ و زمينه هائي كه نمايانگر وقار و هيبت از نظر لباس و هيئت او مي باشد، و با جامه و بدني پاكيزه وارد جلسه درس شود، و جامه خويش را از پارچه سفيد انتخاب و تهيه كند؛ زيرا جامه سفيد بهترين و نيكوترين و زيباترين لباس و تن پوش انسان در آداب اسلامي است.

به لباس فاخر و گرانبها اهميت ندهد؛ بلكه او بايد جامه اي در بر

كند كه موجب وقار و متانت بوده، و دلهاي ناظران را بدو جلب نمايد. چنانكه احاديث و نصوصي درباره لباس پيشوايان محافل و مجالسي، از قبيل اعياد و مجامع مربوط به اقامه نماز جمعه و جماعت و امثال آنها به ما رسيده است (كه همه آنها حاكي از آن است كه بايد اعضاء برجسته هر مجمع و مجلسي، لباسي را انتخاب كنند كه وقارآفرين بوده و قلوب مردم را جلب نمايد.

و حتي همه مردم در تمام فرصتهائي كه در ميان اجتماع به سر مي بردند بايد از چنان لباسهائي استفاده كنند).

مرحوم كليني در الكافي، ضمن كتاب (الزي) و التجمل (281) «آداب آرايش و پيرايش در اسلام»، اخبار و احاديث صحيح و معتبري در اين زمينه آورده است كه نمي توان چيزي بر آن افزود. منتهي، بحث از همه آداب تجمل و آراستن و پيراستن ظاهر - آنگونه كه در كتاب «الكافي» بطور مفصل ياد شده است - خارج از موضوع رساله و كتاب ما مي باشد.

به هر حال، بايد منظور معلم از پيراستن و آراستن ظاهر، عبارت از تجليل و بزرگداشت علم و دانش و ارج نهادن به شريعت مقدس اسلام باشد.

او بايد به هنگام ورود به جلسه درس، خود را خوشبو ساخته و موي صورت خود را شانه زده و خويشتن را از هر گونه عيب و زشتي و آثار زننده و اشمئزاز آور بپيرايد.

يكي از بزرگان سلف - آنگاه كه مردم براي شنيدن و فراگرفتن حديث به محضر او مي آمدند - غسل مي كرد و سراپاي اندام خويش را شستشو مي داد.

و پس از آنكه بدن خود را معطر و خوشبو مي ساخت جامه اي نو در بر مي كرد و

بالاپوش و عبا را بر سر مي نهاد، و سپس بر كرسي و جايگاه تدريس جلوس مي نمود.

و همواره، عود و ماده معطري را تبخير مي كرد (و فضاي جلسه درس را خوشبو نگاه مي داشت) تا آنگاه كه از گفتن حديث، فارغ مي گشت.

و مي گفت:

«من سخت علاقه مندم كه حديث رسول گرامي (صلي الله عليه و آله و سلم) را ارج نهاده و پاسدار شكوه و عظمت آن باشم.» (282)

2 - دعاء و حفظ همبستگي معلم با خدا در حين شروع به انجام وظيفه

آنگاه كه معلم مي خواهد به قصد تدريس از خانه خود بيرون آيد، بايد دعائي كه از پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده است، بر دل و زبان جاري سازد، و بگويد:

اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل، او ازل او ازل، او اظلم او اظلم، او اجهل او يجهل علي، عز جارك، و تقدست اسماؤك، و جل ثناوك، و لا اله غيرك (283)

خدايا به تو پناه مي برم كه مبادا گمراه گردانم و يا گمراه گردم، بلغزانم و يا بلغزم، ستم كنم يا ستم ببينم، ديگران را به ناداني كشانم و يا خود دچار آن گردم. خدايا آنكه سر به جوار و همسايگي تو نهاد، سرفراز است.

و نامهاي تو مقدس، و ستايش تو، بس عظيم و شكوهمند مي باشد، و جز تو، كسي شايسته عبادت و بندگي نيست.

سپس بگويد:

بسم الله، حسبي الله، توكلت علي الله، لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، اللهم ثبت جناني و ادر الحق علي لساني (284)

به نام خدا، خدائي كه حوائج مرا كفايت مي كند و مرا بسنده است. خويشتن را بدو مي سپارم، همه نيروها و جنبش ها تحت يد قدرت خدائي است كه والا و بزرگ مي باشد. بار خدايا قلبم

را پايدار و استوار نگاهدار، و حق را فراوان بر زبانم جاري ساز.

معلم بايد - از آن لحظه اي كه پا از خانه بيرون مي نهد و در جهت رفتن به جلسه درس، گام برميدارد - ذكر و ياد خدا را استمرار دهد، و وابستگي خويش را با او حفظ نمايد تا آنگاه كه وارد جلسه درس گردد.

و بالاخره خداي را در اين مدت فراموش نكرده و همواره از او براي توفيق خويش مدد جويد.

3 - ادامه و استمرار اين همبستگي با خدا براي توفيق در درس

آنگاه كه معلم وارد مجلس درس مي گردد، بايد سلام و درود خود را نثار حاضران نمايد. اگر جلسه درس در مسجد و پرستشگاه مسلمين دائر گردد شايسته است قبل از شروع به درس، دو ركعت نماز «تحيت = تهنيت و درود بر مسجد» را اقامه كند.

و چنانچه اين جلسه در خارج از محيط مسجد منعقد گردد، دو ركعت نماز شكر و سپاس الهي را اقامه نمايد، بدين اميد كه او را موفق داشته و اهليت و شايستگي تدريس را بدو مرحمت فرمايد.

و يا مي تواند دو ركعت نماز حاجت بجاي آورد تا خداوند متعال گامهاي علمي او را استوار نگاهداشته و او را موفق و مؤيد نموده و از لغزش حفظ فرمايد.

معلم مي تواند در جلسات درسي كه در خارج مسجد تشكيل مي گردد دو ركعت نماز مطلق را - بدون قيد نماز شكر و يا نماز حاجت - بجاي آورد (يعني لازم نيست كه حتما نماز او تحت عنوان و وجه خاصي اداء شود؛ بلكه مي تواند عاري از هرگونه قيد و وجهي، دو ركعت نماز را تطوعا و براي خدا اقامه كند؛ زيرا نماز بهترين نهاد و محبوبترين قانوني است كه شريعت اسلام آن

را وضع و تشريع كرده.است (285)

اما مساله مستحب بودن دو ركعت نماز به خاطر دروس (كه بتوان آن را «صلوة الدرس» ناميد) تاكنون از نظر روايات و احاديث به ثبوت نرسيده است؛ اگرچه برخي از علماء و فقهاء، چنين نمازي را مستحب دانسته اند.

بايد معلم پس از دو ركعت نماز - با هر عنوان، و يا عاري از هر عنوان -، از خداوند متعال، توفيق و ياري خويش را درخواست نموده و از او بخواهد كه وي را از خطاء و لغزش و اشتباه مصون دارد.

4 - جلوس آميخته با وقار و نزاكت و ادب

معلم بايد با آرامش و توام با وقار و متانت و تواضع و فروتني و خشوع و نرمي، و افتاده و سر به زير، در جلسه درس بنشيند (و جلوس خود را با طرزي خوش آيند تنظيم نمايد، يعني) دو زانو و به همان صورتي كه در نماز، مستحب است جلوس كند (كه پشت پاي چپ روي كف پاي راست قرار گيرد). چهارزانو و يا بر نشيمن خود - در حالي كه ساق و ران خود را بالا نگاهداشته و آنها را با دو دست در بغل گرفته است ننشيند.

و در صورت امكان و اختيار از هر نوع نشستي كه زننده و مكروه و ناخوش آيند است بپرهيزد (بديهي است كه معلم در صورت عدم امكان و يا عدم اختيار، موظف به رعايت اين آئينها در طرز خود نمي باشد؛ لذا) او بدون داشتن عذر موجه نبايد يك يا هر دو پاي خود را دراز كند، به پشت و يا پهلو و مانند آن تكيه نمايد، و رويهمرفته بايد در طرز جلوس خود، ادب و نزاكت را رعايت كند.

رعايت تمام اين

آداب و آئينهاي مربوط به طرز جلوس، منحصرا به هنگام تدريس، ضروري و لازم است. اما در مواقعي كه مجلس درس از رسميت خارج شد و كار تدريس، پايان گرفت، هر نوع جلوس و نشستن، بلامانع است؛ زيرا شاگردان و دانشجويان به منزله فرزند او هستند؛ (و او مي تواند با حالتي طبيعي و خارج از تكلف و هر طور كه استراحت او اقتضاء مي كند جلوس نمايد. منظور از رعايت اين آداب در جلسه درس، ارج نهادن و تجليل از مقام دين و آئين، و قدرداني از علم و دانش مي باشد.

و در غير اينصورت يعني موقعي كه درس به پايان رسيد، رعايت اين آداب، ضرورتي ندارد).

5 - تعيين و تنظيم جهت و سمت جلوس معلم در جلسه درس

برخي از علماء را اعتقاد بر آنست كه شايسته است معلم رو به قبله، جلوس كند؛ زيرا نشستن در برابر قبله، شريفترين و بهترين نوع نشستنها است. رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

خيرالمجالس ما استقبل بها (286)

بهترين نشستنها، نشست هائي است كه رو به قبله مي باشد.

ولي مي توان گفت:

اگر معلم پشت به قبله جلوس كند محتملا كار مستحبي را انجام داده است؛ زيرا در چنين وضعي قهرا (افراد زيادي كه عبارت از همان) شاگردان و دانشجويان او (مي باشند) در برابر قبله قرار خواهند گرفت، و همين گونه ساير مستمعين ديگر نيز از اين فضيلت و مزيت برخوردار مي گردند.

همين حكم درباره قاضي (و افراد شاكي كه در محكمه او حضور مي يابند) نيز جاري است (كه قاضي پشت به قبله، و شاكيان در برابر آن قرار گيرند). اين طرز جلوس در مورد قاضي و شاكيان، از مزيت فزونتري برخوردار است؛ چون مُتَداعيين و يا شاكيان در برابر قبله

و مركز و كانون توجه مسلمين قرار گرفته و با تمام وجود، خويشتن را در برابر خدا مي يابند.

و اين كار به منزله نوعي تشديد و سختگيري به شمار ميرود كه شاكيان در برابر قبله و مقابل پايگاه الهي، از هر گونه سخن بيهوده و نادرستي، بر حذر باشند، و آنگاه كه سوگند ياد مي كنند، خداي را ناظر بر اعمال خويش ببينند.

ناگفته نماند كه در اين باره، نص و حديث خاصي وارد نشده است (كه معلم و شاگردانش در چه جهتي جلوس كنند؛ ولي قهرا توجه به مصالح و دورانديشي، اقتضاء مي نمايد كه معلم و شاگردان در جهاتي كه ياد شده است جهت جلوس خود را تنظيم كنند).

6 - پالايش قصد و هدف

معلم بايد قبل از آغاز به تدريس و حتي هنگام خروج از خانه خويش، قصد و نيت و هدف خود را درست تنظيم نمايد؛ به اينصورت كه نيت او بايد عبارت از تعليم و نشر علم و ترويج مطالب سودمند ديني و تبليغ احكام مذهبي باشد، احكامي كه به عنوان امانت، بدو سپرده شده و مامور و موظف است كه آنها را براي ديگران تبيين و گزارش نمايد.

و نيز هدف و نيت او بايد چنين باشد كه از طريق تدريس و مذاكره، بر مراتب علمي خود بيفزايد، و حق و حقيقت را ظاهر و آشكار سازد.

و از اين رهگذر از سوي افكار و آراء نادرست و باطل، به سوي حق و واقعيت، بازگردد.

و در جمع شاگردان و دانشجويان از خداي خويش ياد نموده، و با دعاي خود و شاگردانش، براي علماء پيشين و دانشمندان صالح و شايسته اي كه درگذشته اند، طلب مغفرت كرده و مقامات رفيعي را براي آنها

آرزو نمايند.

رويهمرفته بايد خويشتن را با هر نوع قصد و هدف مطلوبي كه به نظر او مي رسد، (و قلبش را متوجه خداوند مي گرداند) مجهز ساخته (و از حس جهت يابي صحيح انساني و الهي بهره مند باشد). مقاصد و هدفهاي والا را در خود احضار و زنده كند، و بر تراكم اين اهداف پسنديده فزوني بخشد تا حجم پاداش او در روز قيامت فزاينده تر گردد؛ زيرا اهميت و ارزش اعمال هر كسي بر اساس اهداف و نيتهاي او استوار است. (و هر چند كه نيت و اراده انسان، والاتر و پاكيزه تر باشد، ثواب و پاداش او ارجمندتر و شكوهمندتر خواهد بود).

منظور از نيت چنين نيست كه با زبان بگويد:

من اين كار را به خاطر فلان هدف انجام مي دهم، و عبارات و واژه ها و الفاظ خاصي براي تحقق نيت خود به زبان آورد؛ بلكه منظور از نيت، عبارت از برانگيختن دل و تحكيم اراده بر انجام دادن كار مخصوصي مي باشد كه بايد صرفا به خاطر تقرب به خداوند و امتثال از اوامر او انجام گيرد.

حتي اگر با زبان و الفاظ، بازي كند و بگويد:

من اين كار را به خاطر خدا انجام ميدهم - با توجه به اينكه خداوند متعال به آنچه در قلب و درون او مي گذرد آگاهي دارد و مي داند كه چنين شخصي فاقد هدف الهي است، و ميخواهد صرفا در محافل و مجالس، نمود كند و نامور و مشهور شود، و بر اقران و امثال و رقيبان، متفوق و سر بلند گردد - چنين كسي را بايد نيرنگ باز و فريب كار خواند كه مي خواهد به خيال خود، خدا و خلق را فريب

دهد.

آري، او رياكاري است كه خداوند متعال به فساد نيت و پليدي و آلودگي راز و قصد او آگاه و مطلع است. او به علت آلودگي به چنين مقاصد و اهداف معصيت بار - با وجود داشتن ظاهري حق به جانب و فريبا، و پارساجامگي و تظاهر به عبادت و بندگي - مستحق كيفر و شكنجه الهي مي باشد.

خداوند متعال در ظل مراحم و فضل و كرم خويش، اعمال ما را اصلاح فرموده، ما را در گفتارمان استوار نگاه دارد.

و از بركات منت و احسان خود، باطن و اهداف و مقاصد ما را از هر گونه شوائب دنيوي، پاك و پاكيزه سازد.

7 - حفظ وقار و متانت در جلسه درس

معلم بايد - در صورت امكان - جايگاه خود را در يك سمت و يك جهت مستقر ساخته و از پس و پيش رفتن با نشيمن، و جابجا شدن، و تكانهاي شديد خودداري كند و دستها را از حركات بيهوده و بهم پيوستن و در هم فرو بردن، و در صورت عدم احتياج، چشمها را از نگاههاي پريشان حفظ كند.

و از كثرت مزاح و شوخي و خنده هاي زياده از حد، پرهيز كند؛ زيرا اين گونه كارها از هيبت معلم مي كاهد و حرمت و شكوه او را در معرض سقوط قرار مي دهد، و احتشام او را از ميان بر مي دارد، و سرفرازي و عزت او را از دلها بيرون مي كند.

مزاح و شوخي اگر اندك باشد (و بر سبيل ندرت و به منظور تجديد نشاط و شادابي شاگردان و زدودن و ستردن فرسودگي خاطر آنها انجام گيرد) ، كاري است ستوده و پسنديده؛ چنانكه پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) و راهبران و

ائمه پس از او - كه راه را باز يافته اند - گاهي براي ايجاد انس ميان همنشينانشان و الفت قلوب آنها، مزاح و شوخي مي كردند. خنديدن نيز تا همين مقدار با مزاح نزديك است و مي توان براي تجديد نشاط اهل مجلس از آن استفاده كرد. رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) آنگاه كه مي خنديد دندانهاي سپسين و كناره او نمايان مي گشت، لكن صدا به قهقهه بلند نمي كرد. اعتدال در خنديدن را مي توان به «تبسم و لبخند» تعبير نمود كه شايسته است خنده آدمي از آن حد تجاوز نكند.

(جدي بودن معلم و حفظ وقار او مانع از اين نيست كه پاكدل و خوش زبان باشد، و با شاگردان خود مطابق مقتضيات، مزاح نمايد.

و اين حالت براي معلم، زشت نيست؛ بلكه با رعايت اندازه، مطلوب و پسنديده است. برخي از دانشمندان روحيه مزاح را يكي از صفات ضروري معلم برشمرده اند؛ زيرا معلم، با مزاح هاي جسته و گريخته خود، مي تواند بر بسياري از مشكلات روزمره فائق گردد.

و به مدد بهره گيري از حوادث كوچك و سرورانگيز و پي آمدهائي - كه از ناحيه برخي شاگردان بروز مي كند - حالت نشاط را در محيط كار خود برانگيزد كه خود و شاگردان را از تنگناي برخي حالات غم انگيز برهاند، و نشاطي در خود و شاگردانش براي درس ايجاد كند. اما همانطور كه شهيد ثاني يادآور شد:

نبايد مزاح را دأب و عادت خود قرار داده و از حد معتدل آن، تجاوز كند؛ زيرا اگر مزاح از حد خود تجاوز نمايد باعث جرات و جسارت شاگردان نسبت به معلم گشته و احترام او را در معرض خطر

قرار مي دهد.

و درس او منجر به هرج و مرج شده و اداره و اداره جلسه درس و تعليم شاگردان براي او دشوار ميگردد).

8 - طرز توجه و نگاه معلم به شاگردان بايد حساب شده باشد

معلم بايد براي نشستن خود، جايگاهي را انتخاب كند كه چهره او براي همه حاضران مجلس درس او، نمايان بوده و همه شاگردان و حاضران بتوانند او را ببينند.

و او هم به نوبه خود بتواند نگاه و التفات ويژه خود را - در صورت نياز و گفتگوي با آنها - بدانها معطوف ساخته و سيما و چهره آنها را مشاهده كند.

او بايد نگاه خود را عادلانه ميان همه شاگردان، توزيع نموده، و همه را با نظر و نگاه خود محفوظ گرداند.

و آنگاه كه با شاگردي گفتگو مي كند و يا يك شاگرد، پرسشي با استاد در ميان مي گذارد، و يا آنكه سرگرم بحث و مناقشه با او است، بايد بيش از ديگران به او بنگرد و نگاه ويژه خود را بدو معطوف سازد و بدو روي نمايد؛ اگر چه اين گونه شاگرد، كم سن و سال يا از لحاظ علمي و جهات ديگر در سطح پائين باشد؛ زيرا تخصيص و منحصر ساختن التفات و توجه به افراد مترفع، و متشخص، و محدود ساختن نگاه به افراد مشهور، شيوه جباران و رياكاران است.

شاگردي كه نزد استاد به قرائت و خواندن مشغول است به منزله شاگردي است كه با استاد به گفتگو نشسته و با او بحث مي كند. لذا بايد التفات و نگاه ويژه خود را - در مورد مطالبي كه به درس او مربوط است - بدو معطوف نمايد (و براي او چهره بگشايد و به سخنانش گوش فرا دهد). استاد بايد از بذل

نگاه و التفات و خطاب به ديگران - بر حسب حال و سؤال آنها دريغ و مضايقه نكند.

9 - احترام ويژه به شاگردان بافضيلت و قدرداني از مزاياي آنها

بايد معلم - بيش از آنچه درباره توده مردم، اخلاق و رفتار خوش آيندي را به كار مي دارد - نسبت به همنشينان و شاگردان خويش، رفتار خوشي را در پيش گيرد.

و شاگرداني را كه از لحاظ سني، يا علمي، يا لياقت و شايستگي، و يا شرافت روحي و امثال آنها، بر ديگران امتياز و برتري دارند، مورد توقير و احترام قرار داده و جايگاهشان را در جلسه درس - به همان اندازه كه آنان را در پيش رو قرار داشتن، مقدم مي دارد - برفرازد، و جايگاه آبرومندي را براي آنان در نظر گيرد.

و نسبت به سايرين نيز اظهار لطف و محبت نموده و با سلام و درود گرم و صميمانه و چهره اي گشاده و سيمائي شاداب و قيافه اي متبسم و خندان، مراتب احترام خويش را ابراز كرده، و به منظور گرامي داشت مقدم آنها، از جاي برخيزد.

اگرچه در بعضي اخبار و احاديث در مساله احترام به شاگرد، ايهامي به چشم مي خورد؛ به اين معني كه از مضمون اين اخبار چنين استفاده مي شود كه اگر رفتار معلم، نمايانگر احترام به شاگرد باشد، اين رفتار به عنوان عملي مكروه و ناستوده به شمار مي آيد. ولي علي رغم چنين ايهام، اگر طرز برخورد معلم با شاگردان، حاكي از احترام به آنها باشد، به هيچ وجه مكروه و ناخوش آيند نيست.

بايد يادآور گرديم كه تحقيق و بررسي اين گونه اخبار و كيفيت توجيه آنها - به صورتي كه با مساله احترام معلم به شاگردان، اصطكاكي پيدا نكند - از حوصله اين

كتاب، بيرون است. (و بايد اين موضوع در جاي خود يعني علم الحديث، غور رسي و تحقيق شود).

(هر انساني علاقه دارد نزد ديگران محترم و محبوب باشد. بنابراين، وظيفه هر فرد انساني، نشان دادن حسن خلق و محبت و احترام به ديگران است. ولي معلم بيش از ديگران موظف به اين امر نسبت به شاگردان مي باشد. بهترين صفات اخلاقي معلم اين است كه نسبت به كودكان و شاگردان، عاطفه و محبت نشان دهد؛ چون به ويژه، كودك، و عموما شاگردان، به توجه و اعمال دلنشين اخلاقي معلم و محبت او، شديدا نيازمند هستند. براي آنكه شاگرد بتواند با معلم، انس پيدا كند و بدو اعتماد نمايد، بايد از محبت و توجه او اشباع شود. وقتي شاگرد از معلم، توجه و محبت و احترام مشاهده نكرد و معلم نسبت به او توهين را روا داشت، از معلم و استفاده از او بيزار ميگردد.

فرق ميان توجه معلم و ديگران از اينجا سرچشمه مي گيرد كه مخصوصا كودك وقتي از خانه و يا كودكستان و يا مكتب خانه به مدرسه منتقل ميشود ملاحظه مي كند كه تمايل و علاقه او به معلم، مقابله نمي شود. يعني اين تمايل، يك طرفه بوده، و از طرف ديگر يعني از ناحيه مربي، علاقه اي به او ابراز نمي گردد و تبادلي در اين محبت انجام نمي گيرد؛ در حالي كه پدر و مادر يا مربي، با او در منزل، و يا با او در كودكستان و يا مكتب خانه، با رفق و نرمي و محبت رفتار مي كردند. لذا ممكن است احيانا اين تصور در او به وجود آيد كه معلم مدرسه، به او جفا مي كند.

روانشناسان در تقسيم

نيازمنديهاي كودكان و خردسالان، آراء و نظريات گوناگوني اظهار كرده اند. ولي به طور مسلم همگي معتقدند كه يكي از نيازمنديهاي قطعي كودك و شاگرد، آن است كه مورد محبت ديگران و معلم قرار گيرد تا معلم يا ديگران بتوانند اعتماد و علاقه او را نسبت به خود و درس خويش جلب كرده، و حس طاعت و محبت را در او بيدار سازند.

شهيد ثاني ميگويد:

بايد معلم به اين نياز رواني شاگرد، عنايت داشته باشد.

و بخصوص هر چه بيشتر، احترام و محبت خود را متوجه شاگردان برجسته مجلس درس خود نمايد؛ چون آنها از او انتظار بيشتري دارند.

و اگر معلم به اين حاجت رواني شاگرد آشنائي داشته باشد و آن را مورد توجه قرار دهد، مي تواند آن را در مسير خوبي رهبري كرده و از آن براي امر آموزش بهره برداري نمايد:

درس معلم ار بود زمزمه محبتي جمعه به مكتب آورد طفل گريزپاي را)

10 - تلاوت قرآن و خواندن دعاء قبل از تدريس

معلم بايد قبل از شروع به بحث و كاوش علمي و تدريس - به عنوان تبرك و تيمن - چند آيه اي از قرآن كريم را قرائت كرده، و پس از آن براي خود و حاضران جلسه درس و ساير مسلمين دعاء كند، و از شر شيطان مطرود از رحمت پروردگار، به خدا پناه برد. مثلا بگويد:

(استعيذ (- يا - اعوذ) بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم).

و نام خداي را (با ذكر: بسم الله الرحمن الرحيم بر دل و زبان جاري سازد، و خداي را (با جمله: الحمد لله رب العالمين سپاس گويد، و بر پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) و خاندان و يارانش سلام و درود فرستد، (يعني به عنوان

مثال بگويد:

و الصلوة و السلام علي نبيه و آله و اصحابه سپس در حق علماء و صلحاي درگذشته و پيشين، به ويژه استادان و پدر و مادر خود و حاضران، دعا كند. اگر جلسه درس در مدرسه و امثال آن برگزار مي شود در حق واقف آن مكان نيز، دعاء نمايد.

اگرچه سند روائي و حديث خاصي در اين باره به ما نرسيده است؛ ولي در اين گونه دعاها خير و بركت عظيمي وجود دارد، و موقعيت خاص جلسه درس، مورد و محل مناسبي براي اجابت دعاء مي باشد. دعاء در چنين مجالس و محافل علمي، شيوه دانشمندان سلف و سيره علماء پيشين است، شيوه و سيره اي كه بايد از آن پيروي كرد. آنان، دعاء و نيايش به درگاه الهي را - قبل از آغاز به درس و مذاكره - مستحب مي دانستند، و به آن علاقه و دلبستگي داشتند.

بعضي از دانشمندان، دعاي زير را از جمله دعاهائي مي دانستند كه بايد قبل از تدريس خوانده شود، و مضمون آن، چنين است:

«اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل، و ازل او ازل، و اظلم او اظلم، و اجهل او يجهل. علي (287)

اللهم انفعني بما علمتني، و علمني ما ينفعني، و زدني علما.

و الحمدلله علي كل حال. اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع، و من قلب لا يخشع، و من نفس لا تشبع و من دعاء لا يسمع. (288)

خدايا به تو پناه مي برم از اينكه گمراه كنم و يا گمراه گردم، بلغزانم و يا بلغزم، ستم كنم و يا ستم بينم، به ناداني كشانم و يا خود دچار آن گردم. بار خدايا مرا با علمي كه به من

آموختي سودمند گردان، و مرا به علمي رهنمون ساز كه مرا سودمند افتد، خدايا بر مراتب علم و آگاهي من بيفزا. سپاس حقيقي در تمام حالات از آن خداوند متعال است. بار خدايا به تو پناه مي برم از علمي كه سودمند نيفتد، و از قلبي كه خشوع و نرمي و انعطاف در برابر حق، بدان راه نيابد، و از هوسي كه سير و اشباع نگردد، و از دعائي كه اجابت نشود.

يكي از دانشمندان، سوره «الاعلي» را - براي تلاوت قرآن، قبل از شروع به درس - انتخاب مي نمود و چنين مي انديشيد كه واژه ها و تعابير موجود در اين سوره، از قبيل: الاعلي، قدر فهدي، سنقرئك فلاتنسي، فذكر ان نفعت الذكري، صحف ابراهيم و موسي داراي تناسب و تجانس خاصي با بحث و مذاكرات علمي است.

و مي توان مضامين اين سوره را - از آن جهت كه با مساله درس و بحث و نام اعلاي خداوند متعال و هدايت و ارشاد و تذكر و قرائت و صحيفه نبشتار، كاملا متناسب مي باشد - به فال نيك گرفته و بدان تأسي جست.

و نيز روايت شده است اگر كسي با گروهي به سر برد و بخواهد دعائي بخواند، بايد دعاي زير از آن جمله باشد:

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا و بين معصيتك، و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، و من اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا و ابصارنا و قوتن (289) ما احييتنا، و اجعلها الوارث منا، و اجعل ثارنا علي من ظلمنا، و انصرنا علي من عادانا، و لا تجعل مصيبتنا في ديننا.

و لا تجعل دنيانا اكبر همنا و لا مبلغ

علمنا.

و لا تسلط علينا من لا يرحمنا» (290)

(برحمتك يا ارحم الراحمين).

بار خدايا آن بخش از خشيت و ترس خود را نصيب ما گردان كه ميان ما و ميان نافرماني ما نسبت به فرمان تو، سد و مانعي ايجاد كند.

و از اطاعت و امتثال از اوامر خود، حظ و بهره اي را براي ما منظور كن كه ما را به بهشت تو و نيكبختي جاويد برساند.

و سهم ما را از يقين به خودت به گونه اي به ما عطاء كن كه از رهگذر آن، مصائب و حوادث ناگوار دنيا از ديدگاه ما آسان و ناچيز و هموار گردد. بار خدايا ما را به وسيله حس شنوائي و بينائي و نيروي ما - مادامي كه ما را زنده نگاه ميداري - برخوردار فرما، و همان را ارث ما ده، يعني تا هنگام مرگ اين نيروها را از ما مگير و آنها را براي ما پايدار نگاه دار. خون ما را به زيان ستمگران و متجاوزان به ما، قرار ده و انتقام ما را از آنها برگير. ما را بر دشمنانمان ياري ده. مصيبت و گرفتاري هاي ما را در دين و آئين ما قرار نده. دنيا را به عنوان مركز اساسي هدف اهتمام و كوشش و مقصد نهائي علم و دانش مقرر نفرما، كساني كه به ما رحم نمي كنند بر ما مسلط و چيره مگردان.

11 - استفاده از بهترين قواعد و روش تدريس و تفهيم

بايد معلم در تدريس خود، راه و روشي را جستجو و انتخاب كند كه از رهگذر آن، درس وي با آسانترين وجه، قابل فهم گردد. او بايد حتي الامكان از خوشترين و دلچسب ترين واژه ها و تعابير، توام با بياني آرام و بليغ و روشن

و روشنگر، - به منظور تفهيم شاگردان - استفاده كند.

مطالبي را كه از نظر زيرسازي و اهميت، در درجه اول قرار دارد بر ساير مطالب، مقدم داشته، و مطالب روبنائي را در پي مسائل زيربنائي ايراد كند. در ترتيب مقدمات و زمينه سازي مطالب، تنظيم مسائل بنيادي را براي تحقيق و بررسي موضوع بحث، رعايت كند. آنگاه كه بايد جمله و عبارتي را قطع و وقف نمايد، اندكي سكوت كند.

و آنگاه كه جمله ها با هم پيوند و ارتباط دارند پيوستگي كلام و سخن خود را رعايت نمايد.

در صورتي كه همه حاضران جلسه درس و يا برخي از آنها نيازمند به تكرار مشكلات مربوط به محتوي و يا الفاظ و تعابير درس بودند استاد از تكرار توضيح مربوط به آن دريغ نورزد؛ بلكه بايد گزارش آنها را اعاده نمايد.

و آنگاه كه بسط و توضيح مساله اي را به پايان رساند، اندكي سكوت و درنگ كند تا اگر كسي ايراد و سخني بر آن مطلب داشت آن را در ميان گذارد.

اگر معلم چنين پيش بيني كند كه نمي تواند پاسخ يك شبهه ديني را - پس از ايراد آن - در ضمن يك جلسه بيان كند، بايد از طرح آن شبهه ديني و پاسخ آن را جمعا در يك جلسه بازگو نمايد، و يا اساسا مجموع ايراد شبهه و پاسخ آن را به جلسات ديگر موكول سازد. بخصوص اگر درس او در جمع حاضراني - متشكل از شاگردان خاص وي و توده مردم عادي - منعقد شود، و كسي يا كساني در درس او حضور بهم رسانند كه احتمالا دوباره به جلسه درس او نيايند، و در چنين درسي،

شبهه اي ايراد شود و بلاجواب بماند، و حل و پاسخ آن به جلسات ديگر موكول گردد، بديهي است كه در چنين شرائطي آن شبهه در مغز و دل آنها جايگزين مي گردد (و به عنوان يك اصل پذيرفته شده ديني تلقي مي شود).

و احيانا هرگز موفق نمي گردد كه پاسخ اين شبهه را بشنود. قهرا ايراد اين گونه شبهات كه بلاجواب مي ماند، زمينه اي براي آشوب روحي و فتنه باطني و فساد و بدكرداري او مي شود (و افكار پريشان و انديشه هاي نابسامان و كردارهاي نادرست ديني را در او به ارمغان مي آور).

12 - رعايت ترتب منطقي علوم و دانشها در امر تدريس

در صورتي كه معلم با درسهاي متعددي مواجه باشد (و خود را در برابر متقاضياني ببيند كه خواهان تدريس علوم متنوعي هستند) بايد علم و دانشي را پيش از هر درس ديگري تدريس كند كه واجد شرافت فزونتري نسبت به ساير علوم مي باشد.

و بالاخره بايد ارزشمندترين علم را در نوبت نخست تدريس قرار دهد. به اين معني كه به ترتيب: اصول دين، تفسير، حديث، فقه، نحو، معاني بيان و بر همين قياس، ساير علوم را بر حسب مرتبه و مقام و نياز به آنها - از لحاظ تقدم و تأخر - با ترتيب مناسب و بر حسب احتياج شاگردان تدريس كند.

ما در بحثهاي آينده - طي باب ويژه اي - مطالبي را بازگو خواهيم كرد كه ضمن آن، مراتب و درجات اهميت اين علوم و دانش ها روشن خواهد شد.

13 - رعايت اعتدال و اقتصاد در بيان و توضيح مطالب

معلم نبايد مدت جلسه درس خود را آن اندازه طولاني سازد، و آنچنان در شرح و بسط مطالب پرگوئي كند كه موجب ملال و فرسايش خاطر شاگردان و يا مانع فهم و ضبط و به خاطر سپردن درس گردد؛ زيرا هدف از تدريس اين است كه شاگردان؛ بيان استاد را درك نموده و آن را به خاطر بسپارند.

و چون به علت اطاله سخن، ذهن شاگردان، خسته و فرسوده گردد، هدف و مقصد - كه عبارت از فهم و ضبط است - از ميان مي رود.

معلم نبايد درس خود را آن چنان كوتاه و محدود برگزار كند كه موجب نقص قسمتي از بيان و تقرير و توضيح، و يا مخل به ضبط و درك شاگردان گردد؛ زيرا در اين صورت نيز نقض غرض لازم مي آيد، و مقصود و هدف

از تدريس از دست مي رود.

معلم بايد در امر طولاني ساختن درس و يا محدود نمودن و فشرده گوئي، مصلحت و شرائط و اوضاع حاضران و شاگردان را از لحاظ بهره گيري در نظر گيرد. اگر شاگردان او داراي آن مقدار آمادگي باشند كه استاد، مطلب را طولاني سازد و تمام شقوق و شاخه هاي متنوع آن را بازگو نمايد، اطاله سخن و طولاني ساختن جلسه درس بلامانع خواهد بود. (در غير اينصورت بايد بر حسب شرائط و مقتضيات روحي و علمي شاگردان خويش، وقت را از نظر اطاله سخن و يا عدم آن تنظيم كند).

14 - مصونيت معلم از عوارض مخل مزاجي و روحي

آنگاه كه معلم دست اندر كار تدريس مي گردد بايد از عوارضي كه آرامش او را از ميان مي برد و يا فكر او را دچار تشويش و اضطراب مي سازد، كاملا مصون باشد.

و در چنين شرائطي اساسا تدريس نكند. اين عوارض عبارتند از: بيماري، گرسنگي، تشنگي، محصور بودن از لحاظ پيشاب و پساب، خوشحالي مفرط، اندوه، خشم، بيحالي، چرت زدگي، پريشانحالي، احساس سرما و گرماي رنج آور.

اين گونه عوارض، باعث مي شوند كه معلم نتواند - آن طور كه شايد و بايد - بحث و بيان خود را كاملا تفهيم كند، و هدف مطلوب خود را اداء نمايد.

و يا موجب مي گردد كه احيانا رأي و فتواي نادرستي را - بطور ناخودآگاه - ابراز كند. (لذا بايد معلم در عين تندرستي، و در يك شرائط سالم روحي، و در وضعي طبيعي و عادي، به تدريس اشتغال ورزد تا افكار و آراء صحيحي را در اختيار علاقمندان قرار دهد).

15 - توجه به فضاي جلسه درس - يا - جلسه درس و اهميت هواي آزاد

بايد فضاي جلسه درس، از هر گونه عوامل آزاردهنده و انگيزه هاي سرگرم كننده حاضران، از قبيل: دود، گرد و غبار، سر و صداي زياد كه مخل آرامش است، تابش سوزنده آفتاب، و امثال آنها از عواملي كه فكر را به خود مشغول مي سازند و مانع از اداء وظيفه مطلوب مي گردند، مصون باشد.

بايد جلسه درس در عين وسعت، از هر انگيزه اي كه فكر و انديشه آدمي را به خود سرگرم مي كند و روان انسان را دچار تشتت و پريشاني مي سازد، كاملا محفوظ باشد تا در ظل چنين فضائي گسترده و عاري از عوامل سرگرم كننده، غرض مطلوب و هدف نهائي تدريس تامين گردد.

16 - رعايت مصالح شاگردان و مصالح اهم در تقديم و تأخير وقت تدريس

بايد معلم - در صورتي كه ضرورتي مهم و مشقتي فزون از حد در ميان نباشد، در تقديم و يا تأخير حضور خود در جلسه درس - در طي ساعات روز - مصالح جماعت شاگردان را مراعات كند. يكي از انواع ضرورت (كه معلم احيانا ناگزير از تامين آن مي گردد) اشتغال به مطالعه و تصنيف و تاليف در اوقات و فرصتهاي مناسب مي باشد.

ولي بايد توجه داشت كه مطالعه و تصنيف - آنگاه بر مصالح جمعي شاگردان مقدم است - كه از لحاظ اهميت، بر كار تدريس رجحان داشته باشد، (و در غير اينصورت بايد معلم - از لحاظ تعيين وقت حضور براي تدريس - مصالح و منافع جماعت شاگردان را بر مصالح مربوط به مطالعه و تاليف ترجيح دهد).

17 - رعايت تناسب صدا با محيط درس

معلم نبايد صداي خود را بيش از اندازه نياز حاضران، بلند كند.

و نبايد صدايش را آنقدر آهسته و كوتاه سازد كه احيانا براي برخي از حاضران، درست مسموع نگردد، به گونه اي كه نتوانند كاملا محتواي سخن او را درك نمايند. از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده است كه فرمود:

«خداوند متعال، صداي آهسته و كوتاه را دوست مي دارد، و از صداي بلند و فريادگونه خشمگين و بيزار است» (291)

بهتر اين است كه بگوييم:

صداي معلم، نبايد از فضاي جلسه درس به بيرون از محيط درس سرايت كند و در عين حال بايد براي حاضران نيز رسا باشد. اگر در ميان جمع شاگردان، شخصي كه دچار ثقل سامعه و ضعف حس شنوائي است حضور يابد، چنانچه معلم صداي خود را آن اندازه رسا سازد كه او نيز بشنود، هيچ مانعي ندارد؛ بلكه در

اين زمينه روايتي هست كه در كتب حديث به چشم مي خورد، و حاكي از آن مي باشد كه چنين كاري داراي فضيلت.اس (292)

18 - حزم و احتياط براي حفظ نظم و پاسداري از آرامش، و پيشگيري از مراء و جدال در جلسه درس

بايد معلم، جلسه درس خود را از همهمه و سر و صدا و غوغا صيانت نمايد؛ چون لغزش و غلط و خطا و اشتباه از زير بانگ و خروش و غوغا، سر بر مي آورد. او بايد جلسه درس خود را از سر و صداي بلند شاگردان و سوء ادب آنها در مذاكرات علمي، و تشتت و اختلاف جهات بحث، و نيز انحراف مسير مساله مورد بحث، به موضوعات و جاهاي ديگر - پيش از تكميل آن مساله - حفظ نمايد. اگر از سوي يكي از شاگردان، زمينه هاي انحراف از مسير مساله را مشاهده كند (و ببيند كه او مطالبي را بازگو مي نمايد كه با آن مساله بيگانگي دارد) با آميزه لطف و محبت - پيش از آنكه سخن انحراف آميز او در ميان جمع حاضران منتشر گردد، و هيجاني در آنها به وجود آورد - از انحراف او جلوگيري كند. او بايد به همه حاضران، نكات و حقايقي را يادآور گردد كه نمايانگر قبح و زشتي انحراف مذكور است.

و به آنها گوشزد كند كه چون مقصود و هدف نهائي بحث و مذاكره علمي آنست كه دلها و قلوب در جهت اظهار و پديدار ساختن حق، با هم همبستگي يابد و در سايه آن، ثمرات و فوائدي عائد همگان گردد و ميان آنان، صدق و صفا و نرمش و مدارا حكومت كند و از يكديگر - متقابلا - استفاده نمايند.

بايد معلم پس از تذكر و هشدار مذكور، رواياتي را - كه در نكوهش ستيز

و جدال و مناقشه و رقابت بيجا و كينه توزي وارد شده است - بر آنان بخواند، كه به ويژه در اين روايات، ستيزه جوئي و كينه توزي علماء و دانشمندان و اشخاصي كه داراي سمت علمي هستند و بر اريكه علم نشانده شده اند، سخت نكوهش و مذمت شده است.

معلم بايد به شاگردان يادآور گردد كه جدال و ستيزه جوئي در مذاكرات علمي، سرانجام از دشمني و كينه سر بر مي آورد كه عواقب سوء آن عبارت از پريشاني فكر و خاطر، و از دست دادن حس ديني و ايماني است.

و نيز بايد گوشزد نمايد كه لازم است اجتماع و گردهم آئي شاگردان، خالصانه و پاكيزه از هر گونه غرض ورزي، و رويهمرفته فقط به خاطر خدا باشد تا فائده دنيوي و سعادت و نيكبختي در آخرت را براي آنها بارور سازد.

19 - ايجاد انضباط و حس مسئوليت اخلاقي در شاگردان

اگر معلم ملاحظه كرد كه يكي از شاگردان در بحث و گفتگو، از حد و مرز موضوع و يا موازين اخلاقي، پا فراتر مي نهد، و يا از خود، سرسختي و كينه توزي و بي انضباطي و سوء ادب نشان مي دهد، و يا پس از اثبات و ظهور حق و حقيقت، منصفانه داوري نمي كند، و يا بي جهت بانگ مي زند و فرياد سرمي دهد، و يا به حاضران و غائبان جسارت و اسائه ادب مي كند، و يا نسبت به كسي كه لايق تر از او است در نشست، تفوق و برتري مي جويد، و يا در جلسه درس به خواب مي رود، و يا در حين درس با ديگران صحبت مي كند، و يا مي خندد، و يا يكي از حاضران را به استهزاء مي گيرد، و بالاخره مرتكب عملي

مي گردد كه دور از نزاكت و انضباط مربوط به جلسه درس مي باشد، و رفتارش به هيچ وجه در خور يك محصل و دانشجو نيست، بايد معلم شديدا از اين گونه اعمال نابخردانه او ممانعت به عمل آورد.

درباره اعمال و رفتار خوب و بد، و كردار روا و نارواي شاگرد، قريبا بحث مفصل و مشروحي را در پيش داريم.

اين نوع بحث - (كه در ضمن گفتگوي از وظائف معلم در امر تدريس و جلسه درس به ميان آمده است) - با بحثي كه مربوط به جلوگيري از اخلاق ناستوده شاگردان بوده، و ما قبلا از آن ياد كرديم، تفاوت دارد؛ زيرا گفتگوي ما در اينجا به وظائف معلم در جلسه درس ارتباط دارد؛ ولي بحث گذشته، مربوط به وظائف معلم و شاگرد نسبت به خودشان بوده است. اگرچه مي توان اين دو بحث را در هم ادغام نمود؛ ولي اهتمام و عنايت به شأن و ارزش اين وظيفه، چنين اقتضاء مي كرد كه بهتر بود در اينجا نيز مستقلا و به خصوص، مورد بحث قرار گيرد.

20 - رفق و مدارا در مورد كيفيت پاسخ به پرسشهاي شاگردان

بايد همواره معلم با شاگردان، مدارا و همراهي كرده، و رفق و نرمي با آنها را از دست نداده، و به پرسشهاي آنها گوش فرا دهد. اگر ملاحظه كرد كه شاگردي - با وجود اينكه معني و مقصود مطلب را درك كرده؛ ولي به علت حجب و حياء و قصور و نارسائي معلومات و نقص بيان نمي تواند اشكال و ايراد خود را تقرير كند، و بيان او در تعبير از مقصودش نارسا به نظر مي آيد بايد معلم - كه مقصود او را درك نموده است -، نخست منظور او را بيان كرده

و سپس وجه اشكال و ايرادش را بازگو نمايد، و پاسخ لازم را به ميزان اطلاعات خويش توضيح دهد.

اگر معلم متوجه شد كه مطلب و منظور او از بحث، بر شاگرد، مشتبه شده و به همين جهت به آن مطلب اشكال مي كند، بايد از شاگرد، راجع به موارد و شقوق احتمالي موضوع سخن او - كه احتمالا ممكن است آنها را اراده كرده باشد - پرسش نمايد و به او بگويد:

آيا مي خواستي چنين چيزي را بيان كني؟ اگر جواب او مثبت بود و گفت:

هدف من نيز همين بوده است، بايد معلم پاسخ آن را بيان كند.

و اگر بگويد كه من چنين منظوري نداشتم، محتملات ديگر را بازگو كند، (و تا آن مقدار به پرسشهاي خود از شاگرد درباره اين محتملات ادامه دهد تا سرانجام به هدف و مقصود او برسد و پاسخ لازم را براي او بيان نمايد).

اگر شاگرد از يك مطلب ركيك و زننده اي سؤال نمود، معلم نبايد او را تحقير و استهزاء كند؛ زيرا هر معلمي ناگزير است به هرگونه پرسش (معصومانه و بي غرض) ، پاسخ دهد؛ چون جز اين، چاره اي نيست.

و به طور قهري، احيانا ممكن است مطالب ركيكي مورد پرسش قرار گيرد. بجا است به او يادآور گردد كه همه انسانها بدينسان پرس و جو مي كردند تا سرانجام در راه تحصيل علم و فهم مسائل علمي، گام نهادند و در نتيجه، موفق و كامياب شدند. (يعني تمام اشخاصي كه توانستند از دانش و بينش علمي بهره مند گردند، اين موفقيت را در سايه سؤال و پرسش، به دست آوردند كه احيانا بدون غرض، سؤالاتي را مطرح مي ساختند كه زننده و ركيك

به نظر مي رسيد).

21 - محبت و التفات معلم و گشاده روئي او نسبت به شاگرد تازه وارد

اگر شخص تازه واردي در جلسه درس شركت كند، بايد معلم به او اظهار محبت كرده و با انبساط و گشاده روئي از او استقبال نمايد تا بدينوسيله موجبات نشاط و شرح صدر او را فراهم آورد؛ چون هر شخصي غريب و تازه وارد - به ويژه در حضور علماء و دانشمندان - دچار دهشت و هيبت زدگي مي گردد (كه بايد معلم از طريق اظهار محبت و گشاده روئي، اين ترس و هيبت زدگي را از دل او بيرون كند).

و نيز چون اين فرد تازه وارد و غريب، احساس غربت و بيگانگي مي كند، نبايد معلم با نگاه هاي تعجب آلود و آزاردهنده، بدو چشم دوخته و نگاهش را فزون از حد، در او متمركز سازد؛ زيرا اين گونه نگاه ها او را دچار شرم و خجلت مي سازد.

و با وجود اينكه ممكن است داراي اهليت و شايستگي براي تحصيل باشد، شرم و حياء وي، مانع سؤال و پرسش علمي و شركت او در بحث و مذاكره گرديده، (و موجب محروميت از علم مي شود).

22 - وظيفه معلم، همزمان با ورود عالم و دانشمند به جلسه درس

اگر فرد عالم و فاضلي به جلسه درس روي آورد، و استاد هم همزمان با ورود او، سرگرم شروع به تدريس مساله اي باشد، (بايد براي تجليل از وي) از ادامه بحث در آن مساله خودداري كرده و درنگ نمايد. اگر ورود اين شخص تازه وارد، همزمان با ادامه بحث در آن مساله، اتفاق افتد (يعني آن عالم و يا شخص غريب در اثناء بحث از مساله اي، وارد جلسه شود) بايد معلم، مساله بازگو شده و يا مقصود و خلاصه و فشرده اي از آن را براي تازه وارد تكرار و اعاده كند.

و اگر همزمان با تتمه

و پايان گرفتن درس، وارد مجلس بحث و مذاكره گردد، و نيز هنوز جماعت حاضران، از جاي برنخاسته و متفرق نشدند، بايد تتمه گفتگوي خود را رها كرده، وارد بحث ديگري گردد، و موضوع بحث را تغيير دهد تا آنگاه كه اين عالم و دانشمند تازه وارد، جلوس كند. پس از آنكه نشست، مطالب گفته شده را اعاده كند و يا تتمه بحث و مذاكره خود را تكميل نمايد.

اجراء چنين وظيفه اخلاقي براي اين است كه دانشمند تازه وارد - در حين جلوس خود - با قيام و متفرق شدن حاضران، مواجه نگردد.

و در نتيجه، دچار خجلت و شرمندگي نشود.

23 - اعتراف به عجز و ناتواني در مسائلي كه بدانها احاطه ندارد

يكي از مهمترين وظائف معلم اين است:

وقتي از او درباره موضوعي سوال كردند كه بدان احاطه و آگاهي ندارد، و يا آنكه در ضمن تدريس به مساله اي برخورد كند كه فاقد اطلاع و آگاهي در آن مساله باشد، بايد به عجز خود اعتراف نموده و بگويد:

از آن اطلاعي ندارم، يا بايد بگويد:

درباره آن تحقيق نكرده ام و به طور كامل از آن آگاهي ندارم، و يا آنكه صريحا بگويد:

نمي دانم، يا بگويد:

بايد درباره آن تجديدنظر كنم.

و بالاخره از اعتراف به عجز و ناتواني در اين گونه موارد استنكاف ننمايد. يكي از نشانه هاي دانش انسان عالم و دانشمند اين است:

درباره مسائلي كه از آن آگاهي درستي ندارد، بگويد:

نمي دانم، و خدا بدان عالم تر است.

علي (عليه السلام) فرمود:

«وقتي از شما راجع به چيزي سؤال كردند كه علم و آگاهي درباره آن نداريد، راه فرار و گريز را در پيش گيريد.

عرض كردند:

اين فرار و گريز چگونه است؟

فرمود:

بگوئيد:

خدا بهتر مي داند» (293).

از امام باقر (عليه السلام) روايت كرده اند كه فرمود:

«آنچه

را مي دانيد به زبان آوريد، و درباره مطالبي كه از آنها آگاهي نداريد بگوئيد:

خدا داناتر است. همانا فردي، آيه اي از قرآن را بيرون مي كشد و يا در آن دچار شتابزدگي مي شود، (و آن را نسنجيده و طبق دلخواه خود معني مي كند، و به عنوان دليلي بر مدعاي باطل خويش وانمود مي سازد) ، از اين رو به فاصله اي دورتر از ميان آسمان و زمين، دچار سقوط گشته و سرنگون شود» (294).

از زرارة بن اعين روايت شده است كه گفت:

«از امام باقر (عليه السلام) پرسيدم حق خداوند بر بندگانش چيست؟

فرمود:

آنچه مي دانيد به مردم بگوئيد، و درباره چيزهائي كه نمي دانيد سكوت و توقف و درنگ نمائيد» (295).

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«خداوند متعال، بندگان خويش را به دو آيه از كتاب آسماني، و دو نشانه قرآني، هشدار داده و آنها را سرزنش فرموده است:

1 - درباره مطالبي كه علم آگاهي و اطلاع درباره آنها ندارند، سخني نگويند.

2 - و نيز مطالبي را - كه راجع به آنها، فاقد علم و آگاهي صحيح هستند - مردود نسازند.

خداوند متعال در قرآن كريم مي فرمايد:

ا لم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا علي الله الا.الحق (296)

آيا با آنها در كتاب آسماني پيمان گرفته نشد كه درباره خداوند جز حق، سخني ديگر نگويند و بر او دروغ نبندند.

و يا فرمود:

بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما ياءتهم.تأويله (297)

بلكه حقايقي را تكذيب كردند كه از نظر علم و آگاهي بدان احاطه ندارند، آن هم در حالي كه هنوز از تأويل و توجيه و ارجاع به واقعيت آن، چيزي در اختيار آنان قرار نگرفته و دليلي به دست آنان نرسيده است» (298)

ابن عباس مي گفت:

عالم

و دانشمند (راجع به حقايقي كه از آن علم و آگاهي كافي ندارد، بي اطلاعي خود را اعلام نكند، و) «لا ادري = نمي دانم» را ترك نمايد، و از گفتن آن امتناع ورزد، مراكز حيات و كشتن گاههاي او آسيب ببيند، يعني موجبات نابودي و رسوائي او فراهم مي.گرد (299)

عبدالله بن مسعود مي گفت:

اگر از هر يك از شما راجع به چيزي كه نمي داند، و درباره آن علم و آگاهي ندارد، پرسشي كردند بايد بگويد:

نمي دانم؛ زيرا نمي دانم، يعني اعلام به عدم آگاهي در مسائلي كه انسان بدانها احاطه ندارد، يك سوم علم و دانش و دانائي انسان به حساب مي آيد.

يكي از دانشمندان برجسته گفته است:

«لاادري ثلث العلم» يعني جمله «نمي دانم» - در پاسخ به مسائلي كه بدانها آگاهي ندارد - يك سوم آگاهي و علم انسان محسوب مي گردد؛ (چون چنين فردي، گرفتار مصيبت جهل مركب نيست، و حداقل مي داند كه نمي داند. برخلاف كساني كه اسير حالت جهل مركب مي باشند و نمي دانند كه نمي دانند، و تصور مي كنند كه مي دانند). يكي از فضلاء مي گويد:

شايسته است كه عالم و دانشمند، «لا ادري» را براي ياران خويش به ميراث گذارد، به اين معني: همواره در مسائلي كه درباره آنها علم ندارد اين جمله را با شهامت بر زبان آورده، و آنقدر «لا ادري» بگويد تا ياران او با اين جمله، مانوس و معتاد شده و گفتن آن براي آنها آسان گردد، (و پس از درگذشت استاد، اين عبارت او را به عنوان ميراثي از وي در اختيار داشته باشند) ، و در موارد لازم و به هنگام نياز، آن را به كار بندند.

دانشمند ديگري مي گويد:

بايد «لا ادري» را

بياموزي؛ زيرا اگر شهامت گفتن «لاادري» را در خود فراهم آوري و آن را در مورد مناسب بر زبان جاري سازي، اين توفيق نصيب تو مي گردد كه ديگران، ترا عالم و آگاه سازند، تا سرانجام بتواني بداني و به جاي «لا ادري = نمي دانم» جمله «ادري = مي دانم» را به حق بر زبان جاري سازي. اگر تو در عين فقدان احاطه علمي، جمله «ادري» را بر زبان آوري، چنان ترا تحت فشار سؤال و پرسش قرار مي دهند تا آنگاه كه بناچار جمله «لاادري» را (پس از رسوايي) بر زبان جاري سازي، و به عدم دانائي خويش اعتراف كني و به جائي برسي كه نداني.

بايد به اين نكته نيز توجه داشت كه يك عالم و استاد (درباره موضوعات و مسائلي كه اطلاع علمي از آنها ندارد) لازم است بگويد:

نمي دانم. اين اعتراف علاوه بر آنكه از مقام و موقعيت علمي او نمي كاهد، بر والائي و احترام او مي افزايد، و شكوه و عظمت شخصيت او را در دلهاي مردم، فزاينده تر مي سازد. اين رفعت و عظمت مقام، نتيجه تفضل الهي نسبت به كسي است كه به خاطر پاي بند بودن او به حق و حقيقت، آنچنان مورد لطف و مرحمت پروردگار قرار مي گيرد كه به علت اعتراف به عجز و ناداني خود - به جاي آنكه از نظر مقام، پست و فرومايه گردد - از شكوه و عظمت خوش آيندي در دلهاي مردم و از ديدگاه آنها برخوردار مي شود.

اعتراف به عجز و نارسائي علمي در موارد لازم و مناسب، نمودار عظمت مقام و حس تقوي و كمال معرفت و بينش يك فرد عالم و دانشمند است. جهل

و عدم آگاهي درباره مسائل معدود و مطالب انگشت شمار، به مقام و موقعيت علمي و معرفت يك فرد دانشمند، لطمه اي وارد نمي سازد. بايد اين گونه اعترافها را صرفا دليل بر تقواي او دانست؛ چنانكه نمايانگر آنست كه چنين عالم و دانشمند در آراء و فتواهاي خود، گزافه گوئي نمي كند.

و نيز حاكي از آنست كه خود مطلب و مساله، از مسائل مشكل و پيچيده مي باشد.

آن كسي كه از گفتن «لا ادري» و اعتراف به عجز و نارسائي علمي خود امتناع مي ورزد، به خاطر اين است كه از لحاظ علمي، فردي كم مايه و نيز فاقد تقوي و پارسائي و ديانت است؛ زيرا او مي ترسد به علت قصور و نارسائي علمي، از ديدگاه توده مردم سقوط كرده و از چشم آنها بيفتد. اين نوع تصور و خيال، خود، نوعي از جهالت و ناداني ديگري است (كه بايد آن را بر حجم نادانيها و كمبودهاي علمي او افزود) ؛ چون با پاسخ دادن به سؤالي - كه درباره آن اطلاع كافي ندارد - خويشتن را به گناهي بزرگ، رجعت داده و در آن غوطه ور گشته و در ورطه سقوط، گرفتار مي شود. پاسخ او در چنين حالتي نه تنها بر روي قصور علمي او سرپوش نمي گذارد؛ بلكه او با چنين اقدام نابخردانه خود، مردم را به قصور علمي خود، واقف و مطلع مي سازد.

و آنها از اين رهگذر به نارسائي علمي او راهنمائي مي شوند. خداوند نيز به خاطر جرات و جسارت و بي باكي او در اظهار نظرهاي نادرست در امر دين، چنان وضعي را در مورد او پديدار مي سازد كه از ديدگاه مردم، به عنوان فردي فاقد

سرمايه علمي معرفي مي شود.

اين نكته در حديث قدسي نيز تاييد شده است، آنجا كه مي گويد:

من افسد جوانيه افسد الله برانيه (300)

هر كه قلب و درون خويش را تباه سازد، خداوند، ظاهر و برونش را به تباهي و فساد مي كشاند.

با وجود اينكه اين دانشمند كم مايه مي بيند كه اهل تحقيق و پژوهش و شخصيتهاي كارآمد، اكثر اوقات، سخن از «لاادري» به ميان مي آورند، و غالبا اين كلام را بر زبان مي رانند، اين عالم و دانشمند بي نوا حاضر نيست كه چنين جمله اي را هرگز بر زبان آورد. او بايد بفهمد كه اين گونه دانشمندان حقيقت گرا و ژرف نگر - به خاطر دينداري و تقوي - از گزافه گوئي ها در پاسخ به پرسشهاي ديگران، امتناع مي ورزند.

و عالمي اين چنين بايد دريابد كه به خاطر جهل و ناداني و قلت تقوي و دينداري است كه از گزافه گوئي در پاسخ به ديگران ابائي ندارد. ولي بر خلاف خواسته اش در همان چاه خمول و گمنامي، و شهرت به كم مايگي، سقوط مي كند كه اتفاقا مي خواست از راه گزافه گوئي و خودخواهي، دچار سقوط در آن نگردد.

و چون گرفتار فساد نيت و آلودگي درون مي باشد از لحاظ شهرت علمي، دچار سرنوشتي مي گردد كه به سختي از آن گريزان بوده است. (اين گونه عالمان كم مايه، سرانجام به عنوان افرادي بي مايه و فاقد بينش علمي و ديني، در ميان مردم، نامور و رسوا مي گردند).

پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«اگر كسي با چيزي اظهار بي نيازي كند كه به او داده نشده است، مانند كسي است كه دو لباس دروغين و فريبا را در

بر مي كند.» (301).

خداوند.متعال - ضمن بازگو كردن داستان موسي و خضر (عليهماالسلام) - به علماء و دانشمندان، هشدار ظريفي داده و به آنان ادب آموخته است آنگاه كه خداوند از موسي (عليه السلام) پرسيد:

آيا كسي عالم تر و آگاه تر از تو در جهان وجود دارد؟ موسي - به جاي اينكه علم و آگاهي را به خدا ارجاع دهد، و از خدا بپرسد كه او كيست؟ و يا بگويد:

خدايا تو خود بهتر مي داني - چيزي در پاسخ نگفت و سكوت كرد. (و گويا حاضر نبود بگويد:

ممكن است در جهان، كسي عالم تر از او هم وجود داشته باشد!). لذا خداوند متعال به او فرمان داد تا در محضر خضر، شاگردي نمايد و نزد او درس بخواند.

خداي متعال داستان تلمذ و شاگردي كردن موسي در نزد خضر را ضمن آياتي چند، بيان فرموده كه اين آيات، نمايانگر منتهاي خاكساري و اظهار فروتني موسي در برابر خضر، و حاكي از شكوه و عظمت خضر مي باشد.

ان شاء الله در بحثهاي آينده، شمه اي از نكات عبرت آميز اين داستان پندآموز را ياد خواهيم كرد.

24 - تذكر لغزش و اشتباه، قبل از پايان يافتن درس

اگر معلم به طور ناگهاني متوجه بيان يا پاسخ صحيحي گردد، بايد هر چه زودتر - پيش از آنكه شاگردان و حاضران، متفرق شوند - آن بيان و پاسخ صحيح را تذكر دهد.

و به آنان بفهماند كه قبلا در توضيح و يا پاسخ مطلب، دچار اشتباه گشته و سخن نادرستي را ابراز كرده بود. نبايد شرم و حياء و خودخواهي و امثال آن، مانع چنين پيشگيري و تدارك اشتباهات او شود. هواي نفس (و تمايلاتي كه از جاه طلبي ريشه مي گيرد) نبايد او را وادارد

كه اين پيشگيري را به تأخير انداخته و جبران اشتباه و لغزش خود را به فرصتها و جلسات ديگري موكول سازد؛ زيرا تأخير در جبران لغزشها، نتيجه خدعه و نيرنگهاي نفساني و بازده سوء كارهاي غلط انداز ابليس مطرود از رحمت الهي است.

اگر يك استاد در جبران لغزشها و تدارك اشتباهات خويش، تأخير و تعويق و مسامحه را - به علت خودخواهي - روا دارد، به جهات ديگري متعددي، زيانهاي عظيمي را به بار خواهد آورد:

1 - اشتباه و لغزش استاد در مغز و دل دانشجويان، جايگير شده و پايدار مي ماند.

2 - با چنين تعويق و سهل انگاري، ناگزير، شرح و بيان مطلب، از موقع و زمان ضروري خود به تأخير مي افتد.

و به اصطلاح «تأخير بيان از وقت حاجت»، لازم مي آيد.

3 - اگر استاد، همزمان با ادامه تدريس، به جبران اشتباهات خويش در همان جلسه تدريس، اقدام نكند و آن را به جلسات ديگر موكول سازد، اين بيم وجود دارد كه برخي از حاضران جلسه درس، در جلسات ديگر شركت نكنند. نتيجه چنين تأخيري آنست كه مباني غلط و اشتباهات علمي در ذهن آنان؛ استقرار و استمرار يافته و به صورت يك مطلب صحيح علمي در ميان افكار و آراء آنها جاي خويش را باز كرده، و اين درك غلط و نادرست تا ابد در ذهن آنها باقي بماند.

4 - استاد به خاطر تأخير بيان و تدارك اشتباه (و تداوم لغزش) خويش، مطيع شيطان خواهد شد، شيطاني كه به اشتباهات خود استمرار داده و در تداوم لغزشهاي خويش اصرار مي ورزيد. سرانجام، چنين استادي با اينكار، شيطان را براي فريبائي به طمع مي اندازد تا دوباره به سراغ

او بيايد.

و همينطور اين اشتباه و طمع شيطان ادامه پيدا مي كند و استاد را به تداوم در اشتباه و تأخير در جبران آن وا مي دارد.

اگر استاد - في المجلس - وظيفه خويش را در جبران اشتباهات، اداء كند، در وجود و شخصيت شاگردان خويش، ملكه و نيروي شايسته اي را فراهم مي آورد كه پي آمد آن، خير و نيكي عظيمي خواهد بود. بايد دانست كه منشاء به ثمر رسيدن اين خبر و بركت، همان استادي است كه اشتباه خود را اظهار كرده و به حق و حقيقت رجوع و بازگشت نموده است.

بنابراين، چنين استاد متواضع و با شهامت كه از بازگو كردن خطاء خود و اعتراف به اشتباه خويش دريغ نمي ورزد، از پاداش دو چنداني برخوردار مي شود يعني علاوه بر اجر و پاداشي كه در زير سايه انجام وظيفه، نصيت شاگردان خود ساخته و با آنها در اين پاداش شريك است از رهگذر اعتراف به حق، بر حجم پاداش خويش مي افزايد. آري چنين استاداني به خاطر رجوع و بازگشت به حق، تحرك و فعاليتهايشان، سرشار از غنائم، و تجارت آنها لبريز از سود و توام با خير و بركت خواهد بود.

و بر خلاف تصور و انتظار افراد نادان و توهم نابخردان سبك مغز، مقام آنان را خداوند رفيع مي گرداند.

و چون حق و حقيقت را نصب العين خود قرار داده اند - در سايه تفضل او - در نظر مردم و نيز در آخرت داراي شخصيت و موقعيت ارزشمند، و آبرو و احترام خواهند بود.

25 - اعلام به پايان يافتن درس

معلم بايد به هنگام پايان يافتن درس و يا آنگاه كه ميخواهد درس را به پايان رساند، با بيان و گفتاري كه از

پايان يافتن درس حكايت مي كند، ختم جلسه درس را اعلام كند. البته اين اعلام در صورتي است كه شاگرد، متوجه پايان يافتن درس نگردد. معمولا پيشينيان براي اعلام ختم جلسه درس، مي گفتند «والله اعلم: و خدا بهتر مي داند.»

بعضي از علماء مي گفته اند:

براي اعلام ختم جلسه، بايد سخني را ايراد كند كه بدان وسيله ديگران، تمام شدن سخن را درك كنند. مثلا بگويد:

«سخن ما در اينجا به پايان رسيد» و يا بگويد:

درس ما در اينجا به پايان مي رسد و بقيه مطالب را - ان شاء الله - در جلسه ديگر بيان خواهيم كرد.

و امثال اين گونه سخنها كه پايان يافتن درس را به حاضران اعلام مي كند.

و نيز آنگاه كه جمله و الله اعلم را بر زبان جاري مي سازد بايد بر اساس ياد خدا باشد و به معني و محتواي آن، توجه و التفات كافي مبذول دارد.

بسيار بجا و شايسته است كه معلم، هر درسي را نيز با بسم الله الرحمن الرحيم افتتاح كند تا در آغاز و پايان كار خويش به ياد خدا باشد.

و لذا اگر صرفا ذكر و ياد خدا را نمودار پايان كار خويش قرار دهد (ولي آغاز كارش را با آميزه ياد خداوند صفاء ندهد) ذكر و ياد او خالصانه پايان نخواهد گرفت و بالاخره كار او پاك و پاكيزه از شوائب و بگونه اي خالصانه براي خدا به شمار نخواهد رفت.

26 - بايد درسها با نصايح اخلاقي پايان گيرد

معلم بايد در خاتمه درس خود، نكات ظريف اخلاقي و حكمت ها و اندرزها و مطالبي را كه قلب و اندرون انسان را تصفيه و پالايش مي كند به شاگردان القاء نمايد تا شاگردان خالصانه و همراه با خشوع و انعطاف دروني، و تواضع و

خلوص نيت و صفاي باطن، از جلسه درس بپراكنند؛ زيرا بحث صرف و مذاكره علمي خشك، و عاري از مسائل عاطفي و اخلاقي، نيروئي را در دل ها به هم مي رساند كه گاهي از قساوت و سخت دلي سر بر مي آورد. (لذا او بايد با القاء مطالب سودمند در هر لحظه و زماني محرك دانشجو باشد تا به علم و دانش با آميزه اخلاص، روي آورده و او را به منظور استكمال معنويش تحت مراقبت گيرد و ميدانيم هيچ انگيزه اي بهتر و شايسته تر از نصايح اخلاقي معلم آن هم به هنگام فراغ از درس نيست.

لزوم القاء نكات اخلاقي و تذكر پند و اندرز به شاگردان، در صورتي شايسته است كه دروس ديگري - كه بايد بلافاصله پس از آن، تدريس گردد - در پيش نباشد، دروسي كه ممكن است تدريس آنها در درجه اول اهميت نسبت به القاء نصايح اخلاقي باشد. در چنين وضعي بايد - بر حسب اوضاع و احوال و اقتضاء شرايط - مساله القاء نصايح اخلاقي را پس از انجام گرفتن دروس ضروري ديگر؛ برگزار نمايد.

27 - ختم جلسه درس با دعاء

بايد معلم، مجلس درس را - همان گونه كه با دعاء آغاز كرد - با دعاء نيز پايان دهد؛ بلكه دعاء به هنگام پايان گرفتن درس، شايسته تر، و به منظور اجابت و وصول به هدف، نزديك تر است؛ چون شاگردان (به خاطر اينكه در يك فضاي علمي به سر مي بردند، و از چنين جوي استنشاق كردند) زير پوشش رحمت الهي قرار گرفته و براي دريافت پاداش الهي، آمادگي و ويژگي يافته اند.

بايد دعاي معلم و شاگرد، شامل حال پيشوايان ديني و علماء در گذشته بوده، و

همه جامعه هاي اسلامي و تمامي مسلمين را در بر گيرد. معلم و شاگرد بايد داراي خلوص نيت بوده و تمام رفتار خود را به خاطر خدا و در جهتي قرار دهند كه به خدا منتهي گردد تا اعمال و رفتار آنان، شايسته جلب مراتب رضاي پروردگار باشد.

در حديث آمده است كه پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) مجلس خويش را با دعاء به پايان مي برد.

و در اين باره حديثي «مسلسل» وجود دارد كه مشهور است.

و نشان ميدهد كه آن حضرت، جلسه خود را با دعاء، ختم مي فرمود. متن حديث اين است:

رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) آنگاه كه از گفتگوي با ياران خود فراغت مي يافت و مي خواست از جاي برخيزد، مي فرمود:

اللهم اغفرلنا ما اخطاءنا و ما تعمدنا و ما اسررنا و ما انت اعلم به منا. انت المقدم و انت المؤخر، لا اله الا انت

خدايا از ما در گذر نسبت به گناهاني كه اشتباها مرتكب شديم و يا عمدا و از روي قصد دچار آنها گشتيم، و از خلافهائي كه در نهان انجام داديم، و بالاخره از هر گناهي - كه تو نسبت به آنها از ما عالم تر و آگاه تر مي باشي - درگذر. خدايا تو پيش مي اندازي و توئي كه تأخير ايجاد مي كني، جز تو هيچ معبودي شايسته پرستش و در خور بندگي نيست.

28 - درنگ نمودن در جلسه درس پس از پايان گرفتن آن

بايد معلم پس از برخاستن حاضران، اندكي در جايگاه خود درنگ نمايد؛ زيرا در اين كار، براي معلم و شاگردان و حاضران، فوائد و نتايج سودمند و آداب و آئين هائي به ثمر مي رسد كه همه آنها به معلم و شاگرد عائد

مي گردد:

1 - اگر در خاطر يكي از شاگردان، تتمه و بقايائي از پرسشي، ناگفته مانده باشد بتواند آن را در اين فرصت كوتاه و در پايان درس، با استاد در ميان گذارد؛ لذا بهتر است استاد، ديرتر از جاي خود برخيزد.

2 - ممكن است براي يكي از شاگردان، حاجت و نياز و مطلبي مانده باشد كه از بازگو كردن آن - پيش از فراغ استاد از درس - خودداري كرده باشد، بايد معلم درنگ نمايد تا نياز و مطلب خود را براي او باز كند.

3 - در چنين صورتي معلم به وسيله درنگ در جلسه درس - به هنگام خروج از محل درس - براي شاگردان، ايجاد مزاحمت نكرده و موجبات ناراحتي و تكلف را براي آنها فراهم نمي آورد.

و نيز اگر معلم پيش از شاگرد از محل درس خارج شود، بانگ و سر و صداي كفش مشايعين و شاگردان - كه پشت سر استاد حركت مي كنند - ممكن است حالتي دگرگونه در او به وجود آورد كه خود آفتي عظيم و خطرناك (از لحاظ ايجاد عجب و غرور) به شمار مي رود.

4 - اگر معلم داراي مركب و وسيله نقليه باشد، در جمع شاگردان بر آن سوار نمي شود.

و امثال آن (از فوائد ديگري كه قهرا با درنگ نمودن معلم در جايگاه خويش، عائد او و شاگردانش مي گردد).

29 - تعيين مهتر و رئيس براي شاگردان

لازم است معلم، فردي هوشمند و زيرك را (به عنوان مهتر و سرپرست) ، از ميان شاگردان تعيين كند كه حاضران و واردان را سر جاي مناسب با شئون و مقام آنان نشانده و به طرز نشستن آن ها سر و ساماني بدهد، خوابيده را بيدار، غافل را هشيار سازد،

و به آنان امر و نهي كرده و كارهاي شايسته و ناشايست را به آنان گوشزد نموده، و آنها را به شنيدن درس و گوش فرا دادن به آن و تمركز فكر نسبت به سخنان استاد و سكوت و آرامش وادارد.

بايد معلم، يك رئيس و سرپرست (و خليفه) ديگري را نيز براي شاگردان تعيين نمايد تا او مسائل مبهم و پيچيده درس را براي شاگرداني كه استاد را كاملا درك نكرده اند بيان كند.

و همان درس را براي شاگرداني كه خواهان تكرار آن مي باشند اعاده نمايد.

و بالاخره او بايد مرجع و پناهگاه براي عده اي باشد كه آنان در پرسش از خود استاد، احساس شرم و حياء مي نمودند و هم اكنون بايد بدو مراجعه كنند.

تعيين مبصر و خليفه براي جلسه درس، موجب صرفه جوئي و صيانت فرصت و وقت گرانبهاي معلم، و وسيله اي براي حفظ و نگاهباني مصالح و منافع شاگرد مي باشد.

30 - دعاء به هنگام برخاستن از جلسه درس

آنگاه كه معلم از جاي خود بر مي خيزد، اين دعاء را بخواند:

سبحانك اللهم و بحمدك. اشهد ان لا اله الا انت، استغفرك و اتوب اليك، (302) سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام علي المرسلين، و الحمد لله رب العالمين

خدايا ترا تقديس و ستايش مي كنم، گواهي مي دهم كه جز تو، معبودي دگر نيست. از تو آمرزش مي جويم و به تو بازمي گردم. پروردگاري را تقديس مي كنم كه خداوندگار و صاحب عزت و سرفرازي است، و تو از آنچه درباره ات مي گويند و وصفت مي كنند، منزهي. درود بر فرستادگانش. ستايش مطلق و حمد واقعي از آن خدائي است كه پروردگار جهانيان است.

گويند:

رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) به هنگام برخاستن از مجلس

خويش، چنين دعائي را مي خواند.

در بعضي از روايات آمده است كه سه آيه سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام علي المرسلين، و الحمد لله رب العالمين - كه در طي همين دعاء آمده است - كفاره مجلس درس و جلسه مذاكره و گفتگو مي باشد.

و همان گونه كه هنگام برخاستن از جلسه درس، تلاوت اين سه آيه براي عالم و دانشمند، مستحب است براي هر كسي هم كه از مكاني بر مي خيزد، خواندن آن ها مستحب و مطلوب است؛ ولي درباره عالم و معلم در مجلس درس، خواندن اين سه آيه، مستحب مؤكد مي باشد.

بخش 1 آداب و وظائف شاگرد نسبت به خود

1 - تصفيه و پالايش دل از آلودگي ها

بايد دانشجو قصد و نيت خود را تصحيح نموده و قلبش را از هر گونه آلودگي و نيات پليد و فرومايه، تصفيه و تطهير كند تا براي پذيرش علم و حفظ و استمرار آن، شايستگي و آمادگي يابد.

در مباحث گذشته از عوامل تصفيه و تطهير باطن و پالايش دل، سخن گفتيم. لكن در اينجا نيز همان مطلب را اعاده و تكرار مي كنيم تا دانشجو را هشداري باشد، و دقيقا متوجه شود كه تصحيح نيت و تصفيه باطن، از اسباب و زمينه هاي كسب علم و تحصيل دانش مي باشد.

و سخن ما در اين مبحث مربوط به بررسي علل و اسباب فوائد و مصالح اخروي اين موضوع مي باشد.

يكي از فضلاء مي گويد:

پاكسازي دل براي تحصيل علم و دانش، همانند پاكسازي زمين براي كشت و زرع مي باشد. بنابراين، بذر علم و دانش در دل انسان - بدون تطهير و پاكسازي آن - رشد نمي كند و خير و بركت آن رو به فزوني نمي گذارد. چنانكه كشت و زرع در زمين بائر - كه از خس و خاشاك

و سنگ، پاكسازي نشده است - رشد و نمو مطلوب خود را باز نمي يابد و بركاتي از آن عائد انسان نمي گردد.

پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«در جسد آدمي پاره گوشتي است كه اگر سالم و صالح باشد تمام اندام انسان، سالم خواهد بود.

و اگر همان پاره گوشت رو به تباهي و بيماري گذارد، تمام بدن به بيماري و تباهي گرفتار مي شود.

بدانيد آن پاره گوشت، عبارت از قلب و دل آدمي است.» (303)

سهل بن عبدالله مي گويد:

«اگر قلب به پليدي هائي آلوده باشد كه خداوند متعال آن ها را ناخوش مي دارد، وارد شدن نور و روشنائي بر چنين قلبي، حرام و ممنوع خواهد بود» (304)

علي بن حشرم گفت:

از سوء حافظه خويش نزد وكيع (بن جراح (305) ، گله و درددل مي كردم. وكيع به من گفت:

براي تقويت حافظه خود از سبك كردن بار گناه و معصيت خويش مدد گير، (يعني اگر مي خواهي نيروي حافظه تو پرتوان گردد گناه خود را تقليل ده).

يكي از شعراء، همين گفتار را در دو بيت زير به رشته نظم درآورده است:

شكوت الي وكيع سوء حفظي فارشدني الي ترك المعاصي

و قال اعلم بان العلم فضل و فضل الله لا يؤتاه عاصي

نزد وكيع از سوء حافظه خويش، گله و شكايت بردم. او مرا به ترك گناهان (به منظور تقويت حافظه) ارشاد و راهنمائي كرد.

و گفت:

بايد بداني كه علم، رشحه اي از تفضل و بركات پروردگار است.

و فضل الهي در اختيار گناهكار قرار نمي گيرد.

2 - فرصت هاي زندگاني را بايد غنيمت شمرد

شاگرد و دانشجو بايد فرصتهاي خوب زندگاني را غنيمت شمرده و در دوران آسودگي خيال و آسايش خاطر و نشاط و شادابي و جواني و قدرت بدني و بيداري

و هشياري ذهن و سلامت حواس و عدم تراكم اشتغالات و فقدان عارضه هاي مختلف زندگاني، به تحصيل علم پرداخته و فرصت هاي خوب اين دوره ها را از دست ندهد. بخصوص بايد - پيش از آن كه حائز مقام و منصبي والا گردد و قبل از آنكه به علم و فضل مشهور و نامبردار شود - در اغتنام فرصت هاي دوران جواني و برنائي و نيرومندي، براي تحصيل علم و اندوختن دانش، ساعي و كوشا باشد؛ زيرا به محض آنكه انسان داراي مقام و منزلتي در جامعه شد و به علم و دانش نامور گرديد، نه تنها اين امر ميان اين شخص و درك كمالات معنوي و علمي او، بزرگترين مانع و فاصله را ايجاد مي كند؛ بلكه چنين وضعي، عامل پرتوان و انگيزه اي نيرومند و كامل خواهد بود كه نقصان و ركود علمي و اختلال را در چنين فردي به بار مي آورد.

يكي از بزرگان مي گويد:

پيش از آنكه در ميان جامعه و از ديدگاه توده مردم، از رياست و سروري و بزرگواري و جاه و مقام برخوردار شويد به كسب علم و تحصيل دانش و فراگرفتن بينش ديني قيام كنيد؛ زيرا اگر در چنين فرصتي به اندوختن ذخائر علمي برنخيزيد، و در اين اثناء در ميان جامعه سربلند و فرازمند شويد از كسب علم بيزار مي گرديد، و يا به خاطر مقام و موقعيت خود، از تحصيل علم، احساس شرم و حياء خواهيد كرد و در نتيجه علم و دانش را از دست مي نهيد.

دانشمند ديگري مي گويد:

پيش از آن كه صاحب رياست و مديريت شويد، براي دانش اندوزي و كسب بصيرت ديني بكوشيد؛ زيرا به محض آن كه به رياست و

مقام سرپرستي رسيديد تمام طرق و راه هاي علم آموزي در برابر شما مسدود گشته و راهي فراسوي كسب بينش ديني براي خويش نمي يابيد.

در حديث آمده است:

مثل و قضيه كسي كه در دوران خردسالي به دانش آموختن مي پردازد (ثبات و پايداري محفوظاتش) همانند نقش نشاندن بر سنگ مي باشد (كه اين نقش، پايدار مي ماند).

و آن كه در بزرگسالي به علم آموزي و تحصيل دانش قيام مي كند همانند كسي است كه بر روي آب، مطالبي را نقش و نگار مي نمايد. (بديهي است كه اين نقش و نگار حتي براي يك لحظه نيز پايدار نخواهد ماند).

از ابن عباس روايت كرده اند كه مي گفت:

علم و دانش، منحصرا نصيب افرادي خواهد گشت كه جوان و شاداب بوده (و در چنين دوره اي پوياي علم و دانش باشند). خداوند متعال به همين نكته در قرآن كريم، هشدار داده و فرموده است:

و آتيناه الحكم صبيا (306)

ما يحيي (عليه السلام) را در كودكي (و دوران نشاط و شادابي) ، از حكمت و بينش و استوارمندي و داوري درست، بهره مند ساختيم.

البته ضرورت تحصيل علم در خردسالي و آثار مطلوب آن - كه عبارت از ثبات و پايداري معلومات مي باشد - از آن جهت است كه غالبا معلومات و محفوظات انسان در چنين دوره اي، در ذهن انسان، راسخ و پايدار مي ماند. ولي نبايد از اين مساله چنين نتيجه گرفت كه بايد بزرگسالان را از آموختن علم، منصرف ساخت؛ (چون مسلما اين نتيجه گيري، تصوري باطل و بي اساس است) ؛ زيرا فضل الهي و مرحمت پروردگار، بسيار گسترده، و كرم او سخت فزاينده، وجود و بخشش او همواره در حال فيضان و بارش، و ابواب رحمت و مهر

و موهبت هاي او فراسوي همه بندگانش - در هر سن و سالي - گشوده و باز است.

اگر كسي داراي قابليت و آمادگي باشد مي تواند مشمول احسان و مرحمت كامل الهي قرار گرفته و هدف مطلوب او فراهم آيد. (سن و كميت عمر انسان، براي ايجاد قابليت، دخالت كلي ندارد).

پروردگار متعال مي فرمايد:

و اتقوا الله و يعلمكم الله (307)

خداي را پرهيزكار باشيد كه او علم را در اختيار شما قرار مي دهد و آن را به شما مي آموزد.

و درباره موسي (عليه السلام) فرموده است:

و لما بلغ اشده و استوي، آتيناه حكماء و علما (308)

آنگاه كه قدرت و نيروي او به كمال رسيد و قوايش اعتدال يافت (و پا به سن گذاشت) علم و حكمت را به او اعطاء نموديم.

و نيز خداوند متعال در قرآن كريم از زبان موسي (عليه السلام) چنين حكايت مي كند:

ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما (309)

(در بزرگسالي) - آنگاه كه از شما بيمناك بودم - از پيش شما گريختم، و پروردگار من پس از آن، حكمت و دانش را به من موهبت فرمود.

(اين آيات و ساير آيات ديگر به ما مي فهماند كه صغر و خردسالي - با وجود اين كه براي ثبات و پايداري معلومات، بسيار مؤثر مي باشد - علت تامه موفقيت در تحصيل علم نيست. آري انسان مي تواند در بزرگسالي تحصيلات خود را آغاز كند و در سايه كوشش و مجاهدت هاي بي دريغ، به مقامات والاي علمي نائل گردد).

گروهي از دانشمندان سلف، تحصيلات خود را همزمان با بزرگسالي آغاز كردند و سرگرم دانش آموختن گرديدند و در كسب بينش ديني، مجاهدت كردند تا سرانجام به صورت اساطين و شخصيت هاي برجسته ديني و

علمي درآمدند. از ميان همين دانشمندان، فضلائي برخاستند كه در فقه و ساير علوم ديگر، آثاري گرانبها و مؤلفاتي ارزشمند تاليف كرده و از خود به جاي گذاشتند.

هر فرد عاقل و خردمندي بايد دوران عمر خويش را غنيمت شمرده و از ضايع ساختن دوران پر نشاط جواني پيش گيري كرده و در صدد حفظ و نگاهباني و بهره برداري از اين دوره آكنده و سرشار از شادابي و تحرك برآيد؛ زيرا باقيمانده عمر انسان (بقدري گرانبها است) كه نمي توان آن را ارزيابي كرد و بهائي براي آن تعيين نمود.

شاعري مي گويد:

بقية العمر عندي ما لها ثمن

و ما مضي غير محمود من الزمن

يستدرك المرء فيها ما افات ويح

يي ما امات و يمحو السوء بالحسن

از ديدگاه من، نمي توان براي بازمانده عمر انسان، قيمت و بهائي تعيين كرد. آن مقدار كه گذشت، زمان خوش و پسنديده اي نبود. انسان در باز پس مانده عمر خويش مي تواند آنچه را كه از دست داده جبران و تدارك كند، و وقت كشي هاي خود را دوباره احياء نمايد، و بدي را در سايه خوبي و كارهاي نيك، محو و نابود نموده و زشتي ها را به زيبائي ها مبدل سازد.

3 - گسيختن علائق و عوائق مادي از خويشتن

شاگرد پوياي علم و دانش بايد - بقدر امكان و توانائي خود - ريشه هرگونه موانعي كه او را از كسب علم و دانش منحرف و به خود مشغول مي سازد قطع كند، و پيوند و علاقه ها و دلبستگي هاي مادي را - كه ميان او و حس دانشجوئي و كمال طلبي و كوشش ها و نيروي تلاشش در تحصيل علم، سدي ايجاد مي كند - از هم بگسلد.

او بايد از نظر آذوقه و خوراك به حداقل - و لو

آنكه ناچيز و اندك باشد - و از نظر لباس و جامه به مقدار پوشش بدن - و لو آنكه ژنده و مندرس باشد - قناعت و اكتفاء كند.

اگر انسان در برابر تنگناهاي زندگي و تنگدستي ها، صبر و خويشتن داري را در پيش گيرد، در او ظرفيت و آمادگي كافي براي پذيرش و دريافت علم بوجود مي آيد و به گسترش علمي دست مي يابد، و دلش از پريشانيها و اضطراباتي - كه آمال و آرزوهاي دور و دراز، آن را به بار آورده است - رهائي پيدا مي كند. در چنين دلي رهيده از تشويش و اضطرابهاي مادي و دنيوي است كه آبشخورهاي حكمت و كمال روحي انسان به جوشش و فيضان مي افتد.

يكي از پيشينيان مي گويد:

هر كسي كه علم و دانش حقيقي را در سايه فرازمندي نفس و رفاه و آسايش زندگي، جويا گردد سرانجام ناكام مي شود؛ ولي آنكه علم را در عين خواري و فروهشتگي نفس و تنگدستي و خدمت به علماء و مجالست با آنان پويا گرديد توانست شاهد موفقيت و كاميابي را در آغوش گيرد (و پيروزمندانه در عرصه علم، چهره گشايد).

و همو مي گويد:

فقط افراد تهي دست هستند كه داراي شايستگي (بيشتري) - براي تحصيل علم مي باشند. به اين دانشمند گفتند:

حتي به مقدار كفاف و ضرورت هم، مالدار باشد چنين موفقيتي نصيب او نمي گردد؟ گفت:

آري (310) (او حتي اين مقدار را هم نبايد داشته باشد تا آنكه ناگزير، علم و دانش را بر هر چيز ترجيح دهد).

يكي از بزرگان گفته است:

هيچ كسي مطابق دلخواه خويش نتوانست به مقامات و مدارجي از اين علم (يعني علوم ديني و الهي) دست يابد مگر آنگاه كه فقر

و تهيدستي به او آسيبي رسانده، يعني دچار فقر گردد و (در نتيجه) ، علم را ناگزير بر هر چيزي ترجيح دهد.

دانشمند ديگري (311) گفته است:

هيچكس نمي تواند به اين علم و دانش نائل گردد مگر آنكه دكه تجارت و مركز و كانون توجه انتفاعي خود را تعطيل نموده و باغ و بوستانش را به ويراني كشاند، و از دوستانش فاصله گرفته، و (حتي) اگر يكي از نزديكترين خاندان او از دنيا برود در كناره جنازه او حضور نيابد. (البته منظور اين است كه طالب علم بايد از هر گونه علائق و پيوند مادي ببرد تا به وصال مطلوب و معشوق علمي خويش نائل گردد).

اگرچه انسان، در تمام بيانات مذكور، احساس گزافه گوئي مي كند؛ ولي هدف اين گونه بيانات و گفتارها اين است كه بايد دانشجو در طي تحصيلات خويش، داراي قلبي آرام و فكر و انديشه اي متمركز باشد. (مسلما افرادي كه دلهاي آنان در گرو آمال گوناگون، دستخوش پريشاني است و فكر آنان به خاطر تراكم مشاغل انتفاعي و مادي، فاقد تمركز در مسائل علمي است نمي توانند به هدف مطلوب خود يعني بينش ديني و علم و دانش نائل شوند).

استادي به يكي از دانشجويان خود گفته بود:

لباس و جامه خود را با رنگ تيره اي، رنگ آميزي كن تا انديشه كثيف شدن و شستشوي آن، فكر ترا به خود سرگرم نسازد (312) به همين جهت گفته اند:

اگر خواستار آن هستي كه علم و دانش، بخشي از سرمايه هاي خويش را در اختيار تو قرار دهد، ناگزيري كه همه وجود و مصالح و منافع خود را در اختيار علم و دانش قرار دهي (تا از درياي آن، جرعه اي بنوشي.

آري براي نوشيدن از اين آب حيات، ناگزيري كه تمام همت خويش را در فراگرفتن علم، محدود سازي تا عطش تو، اندكي فرو نشيند).

4 - پرهيز از تأهل و تشكيل خانواده

بايد دانشجو - تا آن زمان كه نياز علمي و تحصيلي خويش را برآورده نساخته باشد - از تأهل و تشكيل خانواده خودداري ورزد؛ زيرا تأهل و ازدواج، بيشترين عامل سرگرمي هاي غير علمي و بزرگ ترين مانع تحصيلي است؛ بلكه مي توان آن را علت تامه همه موانع تحصيلي تلقي نموده و تمام موانع را در آن خلاصه كرد.

يكي از بزرگان گفته است:

علم و دانش را در قربانگاه ازدواج و تأهل سر بريدند.

ابراهيم بن ادهم مي گويد:

اگر كسي به تمتع از زنان عادت كند و به ملاعبه با آنان خوي گيرد نمي تواند در تحصيل علم و دانش، كامياب و رستگار گردد. يعني اشتغال و سرگرمي او به زنان، وي را از كمال باز مي دارد.

اين مساله (يعني اصطكاك ازدواج و تأهل با تحصيلات و كمالات علمي) مساله اي است وجداني كه در عين حال به تجربه رسيده، و نتيجه بسيار روشن است و نيازي به استشهاد و استدلال ندارد.

اساسا چرا ما بايد در اين مورد استدلال كنيم و شاهد بياوريم كه دانش آموختن با تأهل، سر سازش ندارد؛ در حالي كه مي دانيم - بر فرض آنكه ازدواج يك فرد محصل و دانشجو صحيح به نظر رسد - نتايجي بر آن مترتب مي گردد كه فكر و انديشه تحصيل علم را دچار تشويش و اضطراب مي سازد؛ چون چنين محصلي پس از ازدواج، گرفتار هم اولاد و سرگرم تامين اسباب معيشت آن ها است. (و لذا فرصت هاي زيادي از عمرش در اين طريق قرباني مي شود).

يكي از مثل هاي ساير و

رايج، اين است:

«اگر تو به خريداري يك دانه پياز هم مكلف گردي، به فهم و درك هيچ مساله اي توفيق نمي يابي.» (313)

دانشجو نبايد تحت تاثير رواياتي قرار گيرد كه مردم را به تأهل و ازدواج تشويق مي كند؛ زيرا اين گونه تشويق و ترغيب، در جائي است كه امر واجب و مهم تري - كه داراي اهميت فزون تري از ازدواج است - در برابر آن وجود نداشته و با آن معارض نباشد.

ما مي دانيم كه به ويژه در زمان ما: (عصر مؤلف) ، هيچ كاري سزاوارتر و پرارزش تر از تحصيل علم وجود ندارد.

و هيچ امر واجبي، مضيق تر و فوري تر از تحصيل دانش در زمان ما به چشم نمي خورد كه از لحاظ فوريت به پاي تحصيل علم برسد؛ زيرا تحصيل علم - اگرچه گاهي نسبت به بعضي، واجب عيني، و گاهي نسبت به عده اي، واجب كفائي است - ولي در زمان بطور مطلق از واجبات عيني به شمار مي آيد؛ چون اگر هيچ كسي به واجب كفائي قيام نكند و مردم به اندازه كافي، وظيفه خويش را در اداء آن به انجام نرسانند، آن واجب كفائي، به واجب عيني مبدل مي گردد؛ از آن جهت كه همگان، مورد خطاب قرار گرفته و موظف به انجام آن مي باشند.

و اگر ترك چنين واجبي را روا دارند، گناهكار محسوب مي گردند. چنان كه اين مطلب در علم اصول فقه به ثبوت رسيده است كه اگر در يك جامعه اي به واجب كفائي عمل نشود همه افراد آن جامعه گناهكارند.

(ولي ما نبايد عصر مؤلف كتاب را با عصر خود مقايسه كنيم و با همان شدت لحن و سخت گيري، دانشجو را از تأهل

و ازدواج بيزار سازيم؛ زيرا در عصر ما محيط نابساماني از لحاظ اختلاط بي بند و بار زن و مرد و دختر و پسر در جوامع بشري به چشم مي خورد كه تمايلات عصبي جنسي را - حتي در افراد خويشتن دار و تقوي پيشه - تحريك مي نمايد.

براي اينكه دانشجو در اين رهگذر آلوده ساز و عفت سوز، گرفتار گناه نگردد و انحرافي در او پديد نيايد تن در دادن به ازدواج، كار مطلوبي به شمار مي آيد تا بتواند در طي تحصيل، از دين و تقوي خود - به وسيله اشباع مشروع تمايلات خدادادي - صيانت و پاسداري كند.

اگر دانشجو بتواند پاكدامني خويش را حفظ كند، و در برابر عوامل انحراف آفرين، خويشتن را بپايد، مسلما ترك تأهل و عدم تشكيل خانواده، كاري بجا و شايسته است، تا بتواند در سايه فراغ بال و آسودگي خيال و رهيده از هم و غم زن و فرزند، به مساعي علمي خود ادامه دهد).

5 - بر حذر بودن از معاشرت نادرست

بايد دانشجو از معاشرت با افرادي كه او را از مسير تحصيل و هدفش منحرف، و به خود سرگرم مي سازند خودداري نمايد؛ زيرا ترك معاشرت با چنين افراد، از مهم ترين وظائفي است كه بايد دانشجو با اهتمام كافي آن را رعايت كند. به ويژه با افراد نامتجانس و نامناسب، و بالاخص با افرادي كه كم خرد و تن آسان و بازيگوش مي باشند و عمر خويش را به بطالت صرف مي نمايند؛ چون طبع و سرشت آدمي، حالات معاشران خويش را مي ربايد و چونان مي گردد.

مهم ترين آفت ها و آثار سوء معاشرت هاي نادرست و مجالست با نااهل، هدر رفتن عمر انسان - آن هم بدون هيچ فائده

و بهره -، و از دست دادن هدف و از ميان رفتن دين و آئين شخص مي باشد.

مساله مهمي كه بايد دانشجو در معاشرت خود در نظر گيرد اين است كه فقط با افرادي معاشرت كند كه خود به آن ها بهره اي رساند و يا او از آن ها بهره مند گردد.

و اگر احساس كرد كه به يار و رفيقي نياز دارد، رفيق و همدمي را براي خود انتخاب كند كه صالح و شايسته و ديندار و پرهيزكار و باهوش باشد، رفيقي كه اگر فراموش شود به يادش آورد.

و اگر از وي يادي كند در صدد ياريش برآيد.

و اگر نيازمند بود با او برادري و هم سازي كند. اگر دل تنگ گشت او را صبر و دلداري دهد. آري دانشجو از خلق و خوي چنين يار و همدمي، خوي و عادت و نيروي شايسته اي براي خويش فراهم مي آورد كه مي تواند آن را در جهت نيك بختي خود به كار گيرد.

اگر نتوانست چنان دوست و رفيق مناسبي را براي خود بجويد و بيابد، بايد تنهائي و غربت وار زندگي كردن را بر دوست و همدم نامناسب ترجيح دهد تا از آثار سوء يار و همدم ناباب و نامناسب مصون بماند.

6 - مداومت بر تحرك و كوشش علمي

بايد دانش آموختن دانشجو با حرص و ولع و اشتياق شديد، توام باشد و در تمام فرصت هاي ايام تعطيل - اعم از شب و روز، و لحظه هاي مسافرت و اقامت در وطن (و بالاخره در هر حال و زمان) - خويشتن را براي اندوختن ثروت هاي معنوي، تحت مراقبت گرفته و همواره جوياي علم باشد. او نبايد راضي شود كه كمترين لحظه اي از فرصت هايش - جز به مقدار ضرورت - در

جهت غير علمي اختصاص دهد، از قبيل: خور و خواب و استراحت، استراحتي كه از رهگذر آن رفع كسالت نموده و قواي خويش را تجديد كند. او ناگزير است با اشخاصي كه به ملاقات او مي آيند انس گرفته و گفتگو كند، و يا براي تامين و تهيه آذوقه و ضروريات و نيازهاي ديگر، صرف وقت نمايد.

و يا ممكن است كه دچار درد و بيماري و گرفتاري هاي ديگر گردد كه قهراً مقداري از وقت و فرصت او در جهت غير علمي قرار مي گيرد و بناچار نمي تواند در طي اين اوقات به وظائف تحصيلي و علمي خود بپردازد؛ آري او بايد وقت خود را ضايع نسازد؛ زيرا براي بازمانده عمر و فرصت هاي انسان، نمي توان بهائي تعيين نمود و آن را با هيچ قيمتي ارزيابي كرد. اگر وضع و كيفيت دو روز هر كسي، برابر هم باشد (و فرداي او بهتر از امروز نباشد) چنين كسي، مغبون و زيانكار است؛ چون كالاي گرانبهاي عمر خويش را در برابر قيمت ناچيزي از دست داده است.

آيا براستي مي توان كسي را عاقل و خردمند شناخت كه براي او امكان وصول به مقام و درجه اي - كه انبياء و پيامبران، وارث آنند - فراهم آمده است؛ ولي او به راحتي چنين فرصت گرانبهائي را از دست مي دهد؟ پيدا است كه چنين فردي را بايد نابخرد شمرد. به خاطر همين هدف است كه گفته اند:

علم را نمي توان در سايه آسايش و تن آساني به دست آورد (314) و گويند:

بهشت و نيكبختي جاويد با مكاره و ناخوشي ها احاطه شده است. (315) و نيز گفته اند:

هر كسي ناگزير است براي چشيدن شهد و شيريني عسل، نيش زنبور

را تحمل كند. شاعري در اين باره مي گويد:

لا تحسب المجد تمرا انت آكله

لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبرا (316)

مپندار كه مجد و عظمت، همچون خرما و رطبي شيرين است كه بتواني به آساني آن را تناول كني. تو هرگز به مجد و عظمت نمي رسي مگر آنگاه كه تلخي صبر را بچشي و ناگواري آن را تحمل نمائي.

7 - علو همت و كوشش در پويائي از مقام والاي علمي

بايد دانشجو در تحصيلات خود، داراي همتي والا باشد.

و با وجود اينكه مي تواند اندوخته هاي انبوه علمي را در خويشتن ذخيره سازد به سرمايه كم و اندوخته هاي ناچيز علمي قانع نشود. او نبايد كوشش خود را به آينده موكول سازد و آن را به عهده تأخير اندازد، و بگويد:

مي توانم در فرصت هاي ديگر به اندوختن ذخائر علمي دست يابم و بدان سرگرم گردم. تحصيل هر گونه مطالب سودمند را - هر چند كه اندك و ناچيز باشد - به عهده تعويق نيندازد؛ بلكه حتي اگر هم بداند پس از لحظه اي آن فائده را از دست نمي دهد و بدان دست مي يابد بايد فورا در صدد دست يازي به آن برآيد؛ زيرا در لابلاي تأخير در هر كاري، ممكن است آفات و حوادثي زيانبار پيش آمد كند.

علاوه بر اين مي تواند لحظات آتيه و فرصت هائي را كه در پيش دارد اختصاصا صرف تحصيل مطالب سودمند ديگر نمايد. حتي اگر براي دانشجو در درس خواندن، مانعي پديد آيد بايد با جد و جهد، سرگرم مطالعه و بررسي و حفظ كردن دروس خود برآيد، و چيزي را با چيز ديگر خلط نكند. (يعني به خاطر وجود مانع براي درس خواندن، از مطالعه و حفظ كردن مطالب، دست برندارد و براي رهاكردن مطالعه و

بررسي مطالب، بهانه جوئي ننمايد). اگر بخواهد فراگرفتن مطالب سودمند علمي را به آينده و زماني موكول سازد كه در آن زمان، فارغ البال باشد، بايد بداند كه خداوند متعال، چنين زماني را هنوز خلق نكرده است. (يعني ممكن است چنين زمان و فرصت فارغ و مناسبي نصيب او نگردد) ؛ بلكه او بايد بداند كه ناگزير در هر زمان و فرصتي، امكان به وجود آمدن موانع و عوامل تحصيل علم، در پيش است.

علي هذا بايد تو، هر گونه عوائق و موانعي را - پيش از آنكه ترا كاملا از هم بدرد و سدي در مقابل تحصيلات تو، به وجود آورد - برطرف ساخته و از قدرت وحدت و شدت اين موانع بكاهي و آن ها را از هم بدري. چنانكه در حديث آمده است:

«وقت و فرصت آدمي، شمشير برنده اي است كه اگر تو پيشدستي كني و آن را قطعه قطعه سازي، و به نفع خود از آن بهره مند گردي به هدف و مطلوب خويش دست مي يابي.

و گرنه اين شمشير زمان، ترا قطعه قطعه مي كند و وجودت را در هم مي نوردد» (و عمرت را در دستگاه گوارش مرور و گذر، و مجراي عبور خويش، هضم مي كند).

يكي از اولياء و شخصيتهاي برجسته، به همين نكته اشاره كرده، و به منظور تشويق مردم در وصول به مقامات عارفان، ابيات زير را سروده است:

1 - و كن صارما كالوقت فالمقت في عسي

و اياك علي فهي اخطر علت

2 - و سرزمنا و انهض كثيرا فحظك ال

باطلة ما أخرت عزما لصحت

3 - و اقدم و قدم ما قعدت له مع ال

خوالف و اخرج عن قيود التلفت

4 - وجذ بسيف العزم سوف

فان تجد

تجد نفسا فالنفس ان جدت جدت

1 - مانند وقت و فرصت، همچون شمشير برنده باش كه سرزنش و ملامت و خشم و غضب، نتيجه قهري «عسي» (317) گفتن است، (يعني اينكه به آينده اميدوار باشي و كار امروز را به فردا حواله كني). از عل و لعل (318) گفتن و به آتيه دل بستن بر حذر باش؛ زيرا اميد به آينده بستن بزرگترين و خطرناك ترين علت و عامل و بيماري و فلج شدن روح فعاليت و كوشش انسان است.

2 - در پهنه جهان و عرصه عالم، روزگاري به سير و سياحت بپرداز و براي در هم كوبيدن آرزوها قيام كن تا آنچه از عمرت - كه به خاطر تعويق در تصميم و اراده به بطالت سپري شد - با صحت عمل، جبران گردد و اعمالت سر و سامان يابد.

3 - اقدام كن و گام هايت را استوار دار و كارهائي كه عقب افتادگان و متخلفان در انجام آن مسامحه و سهل انگاري كردند در فراسوي خويش قرار ده و آن ها را جلو انداز، و از قيد و بندهاي انعطاف فكري و دل مشغولي بيرون آي.

4 - با شمشير عزم و اراده، بوته هاي هرز «سوف» (319) و اميد بستن به آينده را از محيط فكري خود قطع كن كه اگر بكوشي و يا اگر به باشي، گشايشي خواهي يافت. پس نفس تو - اگر تو كوشا باشي - كوشا خواهد شد، و دل و جانت به نحو مطلوبي سامان خواهد يافت.

8 - رعايت مدارج علوم و دانشها از لحاظ اهميت

بايد دانشجو در تنظيم و ترتيب علم آموزي و تحصيلات، نخست به آن علمي روي آورد كه از اولويت بيشتري نسبت به حال

و شرائط او برخوردار است. او بايد تحصيل خود را از آن علمي آغاز كند كه مهمتر و پرارزش تر مي باشد.

و در ادامه تحصيلات خود، درجات اهميت علوم و دانشها را به همين ترتيب در مد نظر قرار دهد.

بنابراين دانشجو نبايد - پيش از اشتغال به علوم مقدماتي و زمينه سازها - وارد فراگيري علومي گردد كه اين علوم، نتايج و بازده آن علوم مقدماتي است. او نبايد قبل از آگاهي لازم و متقن نسبت به آراء و نظريات مورد اتفاق دانشمندان در مسائل عقلي و نقلي مربوط به اعتقادات، وارد تحقيق در اختلافات دانشمندان در آن مسائل گردد. (يعني دانشجو - قبل از آنكه از لحاظ علمي پختگي پيدا كند - نبايد وارد بحث در مناقشات دانشمندان در مسائل اعتقادي شود) ؛ زيرا ورود در آراء مختلف دانشمندان و غوررسي آنها (پيش از كسب مهارت و كارآئي علمي و استحكام اعتقاديات) ، ذهن دانشجو را سرگشته و حيران ساخته و عقل و انديشه او را دچار دهشت و بيم و اضطراب مي گرداند.

اگر دانشجو تحصيل خود را در يك فن آغاز كرد نبايد به فن ديگر روي آورد، مگر آنگاه كه در آن فن، كتاب و يا كتابهائي را به قدر امكان و با دقت و امعان نظر خوانده و بررسي كرده، و معلومات استواري در آن بهم رسانده باشد. به همين ترتيب، او بايد در تمام علوم و فنون، اين نكته را در نظر گيرد.

دانشجو بايد از جابجا شدن در درس از كتابي به كتاب ديگر و يا از فن و علمي به فن و علم ديگر - بدون دليل موجه و هدف عقلائي

- سخت بپرهيزد؛ زيرا اين كار، نمايانگر دلتنگي و دلسردي و نشان دهنده عدم موفقيت دانشجو در تحصيل علم مي باشد.

چنانچه اهليت و آمادگي دانشجو براي تحصيل علم، محرز گشت و معرفت و شناخت در او استحكام و رسوخ يافت حقا نبايد او هيچ فني و فنون مطلوب و پسنديده و هيچ نوعي از انواع علوم مفيد را رها سازد؛ بلكه بايد در آن فنون به مطالعه و بررسي عميق سرگرم گردد، به گونه اي كه بر مقاصد و هدفهاي نهائي آن فنون كاملا دست يابد. اگر عمر و زندگاني با او مساعد بود و توفيق الهي شامل حال او گرديد و او را برانگيخت و تحركي در او ايجاد كرد، در صدد تبحر و كسب تخصص در آن برآيد.

و گرنه به ترتيب «الاهم فالاهم» به فن مهمتر و پرارزش تر روي آورد؛ زيرا علوم و دانشها (ي ديني) به هم نزديك هستند، و غالبا ميان برخي از آنها نسبت به برخي ديگر، پيوند و خويشاوندي وجود دارد.

ولي بايد دانست كه عمر آدمي براي تحصيل و غوررسي همه علوم و دانشها ظرفيت كافي ندارد. بنابراين حزم و دورانديشي ايجاب مي كند كه انسان از هر علمي، گزيده و بهترينش را برگيرد، و تمام قواي خود را صرف فراگرفتن علمي، نمايد كه از لحاظ شرافت و اهميت و ارزش در راس همه علوم قرار دارد.

و اين علم عبارت از دانش و معرفتي است كه بتواند به حال آخرت و معنويت انسان سودمند باشد، علمي كه كمال نفس و تزكيه باطن را در سايه اخلاق و اعمال نيكو بارور مي سازد. (و بالاخره آن علم و معرفتي كه انسان ساز است،

برترين علوم و دانشها به شمار مي آيد).

و بطور خلاصه: اين علم، از راه شناخت قرآن كريم، و معرفت سنت، و علم مكارم اخلاق، و امثال آنها به دست مي آيد كه بازگشت همه علوم به آنها است. (و اين معارف مي تواند آدمي را به حيثيات و شئون والاي بشريش رهنمون گردد). البته انسان نسبت به خود از هر كسي ديگر، بيناتر است. اين خداست كه بايد از او در توفيق و كاميابي مدد جست.

بخش 2 آداب و آئين زندگاني شاگرد با استاد

مقدمه

الف - بزرگداشت مقام استاد:

از امام صادق (عليه السلام) روايت شده است كه اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) فرمود:

«يكي از حقوق عالم و دانشمند بر تو، اين است كه زياده از حد، از او پرسش نكني و دست به دامن او نگردي. اگر بر مجلس عالم و دانشمند وارد شدي و ملاحظه كردي كه گروهي از مردم نزد او به سر مي برند بر همه آنها سلام كن، و سلام و درود ويژه خود را به آن عالم و دانشمند تقديم نما.

و براي نشستن، جايگاهي را رو به روي او در برابرش انتخاب كن و پشت سر او منشين. با گوشه چشم و چشمك زدن و يا با دست خود و در محضر عالم، و در حضور او اشاره مكن.

و در مقام ستيز و مخالفت با سخن او، پي هم مگو كه فلاني چنين گفت، فلاني چنان گفت. از طول مصاحبت و همنشيني با عالم و دانشمند، ملول و دلتنگ مشو.

مثل و داستان دانشمند، مثل خرمابن است. بايد در انتظار آن به سر بري تا چه هنگامي رطبي از شجره سخنان او بر تو فرو افتد (و شهد آن، كام ترا شيرين سازد). عالم

و دانشمند از نظر اجر و پاداش از روزه دار و سحرخيز و شب زنده دار، و جنگجوي در راه خدا، داراي بهره فزونتري است» (320).

در حديث مربوط به «حقوق» - كه نسبة طولاني و مفصل است، و از امام سجاد، زين العابدين (عليه السلام) روايت شده - چنين آمده است:

«حق راهبر و مدبر و كارساز زندگاني روحي تو - كه از مجراي علم، وجودت را تحت مراقبت خويش مي گيرد - اين است كه از او تجليل نموده، و مجلس و محفل او را گرامي داري، و به سخنان او كاملا گوش فرا دهي.

و با چهره اي گشاده بدو روي آوري، صدايت را - هنگام گفتگو با ديگران در محضر وي، و يا به هنگام گفتگوي با او - بلند نسازي. اگر كسي از او سؤال كرد در پاسخ دادن به آن پيشدستي نكني، يعني بگذار خود او پاسخ آن پرسش را شخصا القاء نمايد.

و با احدي در محضر او گفتگو نكن، و از هيچ كس نزد او غيبت ننما يعني:

اگر كسي نزد تو از او به بدي ياد كرد بايد در مقام دفاع و حمايت از او برآئي، و از او عيب پوشي كني، و محاسن و خوبيهاي او را به ديگران اظهار نمائي. با دشمنانش همنشين نگردي، و با دوستانش دشمني نكني.

اگر به اداء اين حقوق نسبت به عالم و دانشمند و استاد خويش، موفق گردي، فرشتگان آسماني در جهت خير و منافع تو گواهي خواهند داد كه تو آهنگ چنين استاد و دانشمندي را داشته، و علم و دانش را براي خدا و هدفي الهي از پيشگاه او فراگرفته اي، [نه براي مردم» (321)

(يعني

قصد تو برخوردار از اخلاص بوده است).]

ب - نكات جالب تربيتي در داستان موسي و خضر (عليهماالسلام):

خداوند متعال داستاني از موسي (عليه السلام) در قرآن كريم بازگو فرموده كه او به خضر (عليه السلام) گفت:

هل اتبعك علي ان تعلمن مما علمت رشدا (322)

آيا مرا رخصت مي دهي كه در پي تو آيم تا رهنمودها و عوامل هدايت و واقعيت هائي را كه آموختي اي، به من تعليم دهي؟.

يا آنكه موسي (عليه السلام) پس از آنكه پاسخ مثبتي از جانب خضر (عليه السلام) دريافت نكرد به او گفت:

ستجدني ان شاء الله صابرا و لااعصي لك امرا (323)

مرا به خواست خداوند، خويشتن دار خواهي يافت و نيز سر از فرمان تو نپيچم.

در اين دو گفتار كوتاه حضرت موسي (عليه السلام) گزيده اي از آداب و آئين هاي شكوهمند به چشم مي خورد كه ميان يك شاگرد و معلم او اتفاق افتاده بود.

و با وجود اينكه مي دانيم كه موسي (عليه السلام) پيامبري عظيم الشأن، و داراي جلالت قدر و منزلت، و يكي از رسولان «اولوا العزم» پروردگار بوده است، عظمت شخصيت اين چنيني او مانع از آن نبوده است كه آداب و آئين هاي در خور يك شاگرد نسبت به استاد را در نظر گيرد، و آن را به كار بندد. اگرچه شاگرد مورد نظر، يعني موسي (عليه السلام) به جهاتي ديگر - غير از مقام شاگردي - از معلم و استاد خويش، كامل تر و لايق تر بوده است.

اگر بخواهيم تمام آداب و نكات ظريف (تعليم و تربيت) و مطالب دقيقي كه در لابلاي گفتگوي موسي و خضر (عليهماالسلام) به چشم مي خورد، (و خداوند متعال، اين داستان را به صورت فشرده اي در

قرآن كريم بازگو فرموده است) ، استقصاء و غوررسي كنيم از حد و مرز موضوع كتاب خود پا فراتر مي نهيم. ولي ما نكاتي را بررسي مي كنيم كه به جمله اول ارتباط دارد و آن عبارتست از آيه: هل اتبعك علي ان تعلمن مما علمت رشدا. اين آيه، دوازده خصيصه و نكته سودمند تربيتي را به ما ارائه مي كند:

1 - موسي (عليه السلام) خويشتن را تابع و پيرو استاد خود معرفي كرده است. اين مساله ايجاب مي كند كه مقام و منزلت موساي شاگرد، از مقام استادش خضر (عليه السلام) ، فروتر باشد؛ چون قاعدة مقام و مرتبت تابع، نسبت به متبوع خود، فروتر و پائين تر است.

2 - موسي (عليه السلام) با واژه «هل = آيا»، از خضر (عليه السلام) اجازه و رخصت مي طلبد. يعني آيا اجازه مي دهي كه در پي تو آيم. چنين مطلبي نمايانگر مبالغه عظيمي در تواضع مي باشد كه بايد شاگرد نسبت به استاد خويش معمول دارد.

3 - موسي (عليه السلام) خود را در برابر معارف و آگاهي هاي خضر، جاهل و ناآگاه معرفي كرده است، و در حقيقت با عبارت: «علي ان

تعلمن» = «براي اينكه به من تعليم دهي»، به ناآگاهي خويش و مقام والا و ارجمند استادش، اقرار و اعتراف نموده است. 4 - موسي (عليه السلام) (با چنين تعبير) به عظمت نعمتي كه از راه تعليم عائد او گشته، اقرار كرده است؛ زيرا او از خضر درخواست نمود كه همانگونه با او رفتار كند كه خداوند متعال با خود او رفتار كرده است، و در حقيقت در طي تعبير «مما علمت رشدا» به خضر گفت:

شايسته است كه احسان تو، به من،

به گونه احسان خداوند نسبت به خودت باشد. (يعني خداوند متعال از طريق تعليم، بر تو منت نهاد و به تو احسان فرمود؛ تو نيز همان منت و احسان را درباره من معمول دار و به من تعليم ده). به همين جهت است كه گفته اند:

«من بنده كسي هستم كه علم و دانش را از او اخذ نمودم. اگر كسي مساله اي را به شخصي بياموزد زمام اختيار او را به كف گرفته و مالك او مي گردد.» (324)

5 - معني متابعت و پيروي كردن از شخص ديگر، اين است كه تابع، همانند اعمال و رفتار متبوع، رفتار خويش را تنظيم نمايد. البته از آن جهت كه چون متبوع او چنين كرد؛ زيرا هيچ ملاك ديگري نمي تواند جز انجام دستور متبوع، معيار تبعيت باشد. اين نكته به ما مي فهماند كه شاگرد و دانشجو بايد در نخستين گام خود در راه تحصيل، اين خصيصه و وظيفه را به كار دارد كه همواره در برابر گفتار و رفتار استاد، تسليم بوده و با او نستيزد.

6 - لزوم عمل به قوانين و راه و رسم متابعت - كه در اين آيه به چشم مي خورد - به هيچ قيد و شرطي مقيد نيست؛ بلكه لزوم عمل به آداب و آئين هاي متابعت، به صورت مطلق يعني به گونه اي كه به هيچ قيد و بندي مقيد نشده است، نشان دهنده لزوم به كار داشتن منتهاي تواضع شاگرد نسبت به معلم و استاد مي باشد.

7 - در آيه مذكور (در مورد وظيفه شاگرد نسبت به معلم) ، اين جهات به ترتيب گوشزد شده است:

پيروي، تعليم، خدمت، و تعلم و دانش جوئي (يعني در اين آيه، نظم

و ترتيبي راجع به نكاتي چند به چشم مي خورد كه بسيار جالب مي باشد؛ به اين معني كه بايد شاگرد در گام نخست، تابع و پيرو معلم بوده، و سپس معلم، او را تعليم داده، و در سومين مرحله، خويشتن را در خدمت به استاد قرار دهد تا سرانجام در نهائي ترين مرحله، از علم و دانش او برخوردار گردد و به علم آموزي نزد وي بپردازد).

8 - معني و منظور جمله «هل اتبعك علي ان تعلمن» اين است كه من بر اساس اين متابعت - جز آموختن علم - هدف ديگري ندارم. گويا موسي (عليه السلام) به خضر (عليه السلام) چنين گفته باشد:

من از رهگذر متابعت از تو، خواستار مال و جاه و مقام نيستم. (و همين موضوع به ما هشدار مي دهد كه دانشجو نبايد در همرهي و همدمي با استاد - جز علم و دانش - پوياي هدفهاي ديگري باشد).

9 - جمله «مما علمت» اشاره به بخشي از معلومات خضر است كه آن را خداوند متعال به وي آموخته بود، و در حقيقت موسي (عليه السلام) مي خواهد به خضر بگويد:

من جوياي برابري و هماوردي با تو در علم نيستم، و نمي خواهم همه آنچه را كه از خدا آموخته اي فراگيرم؛ بلكه مي خواهم به بخشي از معلومات تو دست يابم؛ زيرا تو براي هميشه از من، فزونمايه تر و گرانقدرتر مي باشي. (يعني هميشه مقام و منزلت استاد نسبت به شاگردش - هر چند آن شاگرد عظيم القدر باشد - به مراتب، برتر و والاتر است).

10 - و نيز همين جمله «مما علمت»، نمايانگر اعتراف موسي است به اين كه خداوند متعال، علم را در اختيار خضر

(و همه افراد بشر) قرار داده است، و از آن چنين استفاده مي شود كه بايد علم و دانش و معلم و استاد را ارج نهاده و قدرت منزلت او را والا برشمرد (و معلم بودن يكي از سمت هاي الهي است؛ چون بشر علم را از خدا فراگرفته است).

11 - كلمه «رشدا» حاكي از آنست كه موسي از خضر، درخواست ارشاد و راهنمائي كرده است به گونه اي كه اگر موسي از بركات ارشاد خضر بهره مند نمي گرديد، سرگشته و گمراه مي شد. همين نكته به ما مي فهماند كه موساي شاگرد به مساله شدت نياز خود به علم آموختن و تذلل و فروهشتن مقام خويش و شكسته نفسي جالب توجه در برابر خضر، و نيز احتياج آشكار و علني خويش به علم و آگاهي استاد، اعتراف نموده است.

12 - در حديث آمده است كه خضر (عليه السلام) ، نخست مي دانست موسي (عليه السلام) پيامبري از بني اسرائيل مي باشد، و او صاحب كتاب «توراة»، و كسي است كه خداوند، - بي واسطه - با او هم سخن شد. (و لذا از او به عنوان «كليم الله» ياد مي كنند) و او را به وسيله معجزات و كرامات، ويژگي داد. معهذا موسي (عليه السلام) با وجود چنين مناصب و مدارج رفيع، با تواضع شگرفي - كه عظيم ترين مدارج فروتني را نمايانگر است - در برابر استادش، موضع گيري كرده است.

از نكته مذكور، نتيجه مي گيريم كه خضر در مقام استادي از لحاظ لياقت و شايستگي، مقام و منزلتش از موساي شاگرد، رفيع تر مي باشد؛ زيرا اگر كسي داراي احاطه علمي فزونتري باشد، قهرا آگاهي او به محتوي و هدفهاي علوم و دانش ها

- كه عبارت از همان سعادت و نيكبختي و سرور و شادماني و لذت و كاميابي است - بيشتر و فزونتر خواهد بود. لذا حس كنجكاوي و كنكاش او در وصول به چنين سعادت و لذت، تقويت شده، و قهرا تجليل و بزرگداشت او اهل علم، از كمال بيشتري برخوردار خواهد بود.

ج - چند نكته تربيتي ديگر در سخنان خضر:

با وجود اينكه خضر از چنان معرفت و آگاهي و مزيت نسبت به موسي و نبوت او بهره مند بود، و نيز موسي با چنان ادب و تواضع شگرفي در برابر خضر، موضع گرفت، معهذا خضر با جوابي عالي و گفتاري نسبة خشونت آميز - كه حاكي از شكوهمندي خضر و گسترش شعاع قدرت او، و بيانگر عدم رعايت نزاكت نسبت به موسي بود - به تواضع و فروتني وي پاسخ مي گويد، و بلكه موسي را به ناتواني و ناشكيبائي توصيف مي نمايد و مي گويد:

انك لن تستطيع معي صبرا (325)

موسي! تو هرگز توانائي خويشتن داري با مرا نداري.

اين گفتار كوتاه خضر (عليه السلام) نيز حامل نكات سودمند فراواني است؛ از آن جهت كه ضرورت اظهار ادب به معلم، و عزيز شمردن و ارج نهادن علم و بزرگداشت مقام دانش را به وجهي نمايان مي سازد كه انسان را وادار به تأسي و سرمشق گرفتن از سخنان خضر مي نمايد. اگرچه اين موضوع ارتباط وثيقي با موضوع بحث ما ندارد؛ ولي ما پاره اي از اين نكات را به مناسبت بحث، ياد مي كنيم، نكاتي كه با كليات و اساس كتاب ما بي ارتباط نيست و با آن بيگانگي ندارد.

اين نكات به ترتيب عبارتند از:

الف - خضر، موسي را به ناشكيبائي در امر

علم آموختن توصيف مي كند. لازمه چنين توصيفي آن است كه مقام موساي غير صابر و منزلت او در برابر افرادي صابر و خويشتن دار - همچون خضر - پائين تر مي باشد، افراد شكيبائي كه خداوند متعال به آن ها وعده كرامت داده و آن ها را به درود و رحمت و هدايت بشارت داده.اس (326)

ب - خضر با چنين تعبيري كه استطاعت و توانائي موسي را بر صبر و خويشتن داري در برابر خود نفي كرده است، ايجاب مي كند كه موسي به سعي و كوشش در صبر و خويشتن داري - همزمان با صبر خضر - چشم طمع و اميد ندوزد، و در صدد تحصيل اسباب چنين صبر و خويشتن داري - كه غالبا براي بشر، مقدور و ممكن نيست - برنيايد. آنچه كه مناسب با شأن استاد است اين است كه شاگرد به صبر و شكيبائي توصيه و سفارش كند، نه آنكه عجز و ناتواني او بر صبر را به وي اعلام نمايد.

ج - در اين آيه - با حرف «لن = هرگز»، قدرت و توانائي بر صبر و خويشتن داري، از موسي سلب شده است.

و طبق نظر اجتماعي از محققان و مفسران - از جمله: زمخشري - اين حرف، يعني «لن»، نفي ابد را اعلام مي كند (كه موسي هرگز و براي هيچ زماني توان صبر و خويشتن داري در كنار خضر را دارا نبوده است). چنين تعبيري موجب يأس و نوميدي و محروميت موسي از صبر و خويشتن داري در برابر اعمال خضر مي شد؛ چون اين تعبير و گزارش و پيش بيني، به وسيله معلم و مقتداي راستين موسي، يعني خضر، گزارش و ابراز شده

بود.

د - اين گونه تعبير: «انك لن تستطيع …» كه با حرف «ان» آغاز و تاكيد شده است - آن هم در طي جمله اسميه، و نيز نفي استطاعت به وسيله حرف «لن»، نمايانگر اعلام منتهاي عجز و ناتواني و تضعيف طرف يعني موسي در صبر و خويشتن داري است.

ه - در همين تعبير به اين موضوع اشاره شده است كه اي موسي! اگر پيش خود و با مطالعه خويشتن، چنين مي پنداري كه فردي صابر و خويشتن دار مي باشي بايد بداني - كه به گاه بودن تو در كنار من - از حال خود، چنانكه بايد و شايد، اطلاع نداري؛ زيرا تاكنون با من، مصاحب و همراه نشده اي (تا شعاع قدرت خويش را در صبر، بيازمائي و ظرفيت خود را بازيابي). صبري كه من از تو نفي مي كنم، و به تو اعلام مي نمايم كه واجد آن نيستي، صبر با من است. (و الا در صابر بودن تو - آنگاه كه با من همراه نباشي - ترديدي ندارم). من به اين حقيقت يعني به عدم توانائي تو بر صبر با من، اطلاع بيشتري دارم؛ چون نسبت به مقدار خواسته هاي علمي و نيز جهل و بي اطلاعي تو درباره آنها، كاملا واقفم.

و - در اين تعبير، هشداري وجود دارد كه انسان را متوجه عظمت و شكوه علم و دانش مي سازد و نشان مي دهد كه بايد انسان در برابر عظمت علم، سر تعظيم فرود آورد. علاوه بر اين، چنين تعبيري به ما مي فهماند كه علمي آنچناني، به صبر و پايداري شگرفي نيازمند است كه در عهده امكانات توانائي بشرهاي عادي نيست؛ زيرا ترديدي نداريم كه موساي كليم الله

پيامبر (عليه السلام) از لحاظ مقام و منزلت، برترين مردم، و از نظر شخصيت، بزرگترين فرد، و از لحاظ صبر و خويشتن داري، نيرومندترين اشخاص بوده، و از لحاظ كمالات، بر همه مردم ترجيح داشت؛ (ولي معهذا تحمل علم و آگاهي هاي خضر براي موسي، مقدور نبود).

ز - هشدار ديگري كه در تعبير مذكور وجود دارد اين است كه نبايد علم را صرفا در اختيار كسي قرار داد كه از صبري نيرومند و رأيي صحيح و متوازن و جان و رواني مستقيم و معتدل برخوردار است؛ چون علم عبارت از نوري است الهي كه شايسته نيست آن را در هر جائي و در اختيار هر كسي - بدون قيد و شرط و هر طور كه پيش آمد - قرار داد. بلكه ناگزير بايد قبل از تعليم علم، محل و مورد و فرد را مورد توجه و بررسي و آزمايش قرار داده و قابليت او را از هر جهت احراز نمود.

ح - هشدار ديگري كه در اين تعبير، نظر ما را به خود جلب مي كند اين است كه علم باطن و درون - از لحاظ پايه و درجه - نيرومندتر از علم ظاهر مي باشد.

و چنان علمي - بيش از علم ظاهر - به قوت و استحكام باطن و استواري صبر و خويشتن داري نياز دارد. به همين جهت موسي - به مقدار استعداد خويش - داراي احاطه اي در علم ظاهر بود.

و البته در تحمل اين علم، بسيار قدرتمند بوده است. اما عليرغم چنان احاطه علمي و نيروئي كه موسي از لحاظ علم ظاهر، واجد آن بوده است، مورد تهديد خضر قرار گرفت؛ به اين معني كه او

را بيمناك ساخت كه براي تحمل علم باطن، قادر بر صبر و خويشتن داري نيست. لذا او را به خاطر قلت صبر، از تحمل چنان عملي بر حذر ساخت.

منظور خضر از مبالغه در اعلام و اظهار عجز و ناتواني موسي اين بود كه اي موسي! تحمل علم باطن و سخت كوشي تو در فراگيري آن، بسي دشوار و ناهموار است. خضر چنين هشداري را در قالب بيان و تعبيري آميخته با تاكيد، به موسي اعلام كرد.

البته نبايد چنين تصور نمود كه مقصود خضر، آن بوده است كه تحمل علم باطن - به طور كلي و به هيچ وجه - براي احدي امكان پذير نيست؛ (بلكه هدف او، اعلام به دشواري و سختي و گرانبار بودن تحمل علم باطن بوده است) و گرنه موسي پس از اعلام مذكور، به خضر نمي گفت:

ستجدني ان شاءالله صابرا

به خواست خداوند، خواهي ديد كه من، فردي صابر و خويشتن دار و با ظرفيت هستم.

در آيات ديگري كه داستان موسي و خضر (عليهماالسلام) در آن ها به چشم مي خورد نكات جالبي درباره آداب و وظائف مربوط به تعليم و تعلم وجود دارد كه از لحاظ محتوي، متناسب و همانند نكاتي است كه در مورد آيات ياد شده، متذكر شديم. اگر كسي نكات مربوط به اين آيات را بررسي كند به نكات ديگري دست مي يابد كه در ساير آيات مربوط به داستان موسي و خضر (عليهماالسلام) ، وجود دارد كه انسان مي تواند با استمداد از رهنمودهاي آنها به ساير اهداف خويش دست يابد.

بازگشت به موضوع وظائف شاگرد نسبت به استاد

پس از تمهيد اين مقدمه، به مساله آداب و وظائف ويژه شاگرد نسبت به معلم و

استاد بازگشت نموده و بر حسب آنچه كه دانشمندان - با الهام از متون و نصوص ديني - در اين زمينه اظهار نموده اند، بحث خود را ادامه مي دهيم. اين آداب و وظائف شامل چهل امر است:

1 - ضرورت كاوش و جستجو از استاد و معلم لايق و شايس

مهمترين و پرارزش ترين آداب و وظائف معلم و شاگرد درباره استاد، اين است كه بايد او - پيش از هر چيز - درباره كسي كه سرمايه علمي خويش را از ناحيه او به دست مي آورد، و حسن خلق و آداب و آئين هاي رفتار خود را تحت رهبري او فراهم مي كند، مطالعه و بررسي نمايد، (يعني درباره استادش تحقيق كند كه از لحاظ علمي و اخلاقي در چه پايه اي قرار دارد) ؛ زيرا اگر ما در نظر گيريم كه استاد مي خواهد شاگرد خود را تربيت كند، و آلايشها و خويهاي پست، و ريشه هاي رذائل اخلاقي را از دل و جان او بزدايد و بر كند، و خلقهاي نيكو و فضائل اخلاقي را جايگزين آن ها سازد، اين كار و كوشش استاد درباره شاگردش، همانند كار و كوشش زارع و كشاورزي است كه مي خواهد خس و خار را از زمين كشاورزي، ريشه كن ساخته و گياههاي هرز و زيانبخش را از محيط كشاورزي خود از بيخ و بن بر كند تا كشته و زراعت او به خوبي از زمين سر بر آورده و به نحو مطلوبي برويد و رشد و نمو و بركت و فزوني آن، كامل گردد (و در سايه اين كوشش، به محصولي مرغوب و مطلوب دست يابد).

هر استادي نمي تواند واجد چنين اوصاف و خصوصياتي باشد. استاداني كه واجد شرائط مذكور باشند شديدا در اقليت قرار دارند؛ زيرا استاد

واقعي حقا جانشين پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و نائب رسول خدا است. هر فرد عالم و دانشمندي، در خور احراز مقام نيابت از رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) نيست.

بنابراين، شاگرد و دانشجو بايد استادي را انتخاب كند كه از لحاظ اهليت و شايستگي در حد كمال بوده و دينداري او محرز، و مراتب شناخت و معرفت او مسلم و به پاكدامني معروف بوده، و صيانت نفس او در برابر خواهش هاي دل، مشهور باشد و مروت و جوانمردي و مردانگي و احترام او به افكار عمومي، و انصراف او محرز باشد.

و نيز از نظر فن تعليم به عنوان فردي باكفايت تلقي گردد، و از لحاظ تفهيم مطالب علمي، از بياني رسا و ذهني پويا و شرائط مطلوبي برخوردار باشد.

در بحثهاي گذشته پاره اي از اوصاف و خصوصيات يك استاد لايق و شايسته را ياد كرديم. ولي بايد با تاكيد خاصي در اينجا يادآور شويم كه:

نبايد شاگرد، شيفته و فريفته فزوني معلومات و آگاهيهاي علمي استاد گردد، آن هم استادي كه از نظر تقوي و ديانت و جهات اخلاقي، گرفتار نقص و كمبودهاي آشكاري مي باشد؛ چون زيانبار بودن چنين استادي به اخلاق و دين و آئين شاگرد، به مراتب سخت تر و شديدتر از تيرگي هاي جهل و ناداني است، همان جهل و ناداني كه دانشجو مي كوشد هاله تيره آن را از محيط افكار و انديشه خويش بسترد. قطعا زيان استاداني اين چنين، از زيان جهل و ناداني شديدتر است.

يكي از علماء پيشين گفته است:

اين علم و دانش الهي، عبارت از همان دين و آئين آسماني است. دقيق بنگريد

كه دين و آئين خود را از چه استادان و معلماني فرا مي.گيري (327)

راه مناسب و روش مانوس در شناختن استاد شايسته، اين است كه دانشجو بايد با اساتيد معاصر، زياد به بحث و گفتگو نشسته و مجالست و همنشيني با آنان را ادامه دهد، و هر چه بيشتر آنان را بيازمايد و تحقيق كند كه آيا اساتيد فن، استاد مورد نظر او را از لحاظ تعليم و تدريس تاييد مي كنند، و آيا سمت تعليم و اخلاق او را مي ستايند، و كيفيت بحث و تحقيق او را مي پسندند. (و بالاخره بايد دانشجو، جهات مذكور را براي انتخاب استاد در نظر گرفته و سپس تحصيلات خود را نزد او آغاز كند).

شاگرد و دانشجو بايد از آنگونه اساتيدي بپرهيزد كه معلومات خود را از لابلاي كتابها - بدون آن كه آن را نزد اساتيد فن بخوانند - فراهم آورده اند؛ چون اين احتمال قويا وجود دارد كه چنين استاداني در فهم متون علمي از تحريف و تصحيف و اشتباه و لغزش، مصون نباشند؛ و در نتيجه، شاگردان را نيز بلغزانند.

يكي از دانشمندان سلف گفته است:

اگر كسي شخصا بينش ديني خود را از بطون متون علمي - و استاد ناديده - فراهم آورد، در حقيقت، سعي و اهتمام خويش را در تضييع و تباه سازي احكام ديني، مصروف داشته.اس (328)

دانشمند ديگري مي گويد:

«از «صفحيون (329) يا صحفيون» بر حذر باشيد، يعني از كساني كه شخصا - و بدون آنكه در محضر استاد بنشينند و از درس او مستفيض گردند - مطالب را از لابلاي كتب علمي و نبشتارها، استخراج و استنباط مي كنند؛ از اين گونه اساتيد دوري گزينيد، زيرا

تباهكاريها و لغزانندگي آنان از اصلاحات و درستكاري هاي آنها فزونتر است.

نبايد دانشجو، خود را مقيد سازد كه نزد استادان معروف و نامور به تحصيل پردازد، و اساتيد منزوي و گمنام را از نظر دور دارد؛ زيرا پاي بند بودن به استاد مشهور و معروف و عدم توجه به اساتيد گمنام، بازده روح كبر و گردن فرازي شاگرد در برابر علم و دانش مي باشد. بلكه بايد گفت گرايش به چنين روحيه اي، عين حماقت و نابخردي است؛ چون علم و حكمت، گم گشته هر مؤمن و انسان پاي بند به ايمان است، او علم و حكمت را هر جا بيابد بدان دست مي يازد و آن را بر مي گيرد، و وجود آن را - در هر موردي كه بتوان بر آن دست يافت - غنيمت مي شمارد» (330) و طوق منت و احسان هر كسي كه او را در جهت علم و حكمت، سوق مي دهد به گردن مي نهد.

چه بسا ممكن است يك استاد خامل و گمنام از چنان لياقت و شايستگي علمي و اخلاقي برخوردار باشد كه بايد براي خير و بركت علم، به وي چشم اميد دوخت؛ چون اگر استادي در عين خمول و گمنامي، لايق و شايسته باشد، سود و بهره او گسترده تر، و تحصيل علم از ناحيه او داراي كمال فزونتري است.

اگر در احوال پيشينيان و پسينيان، سير و سياحتي كنيم و زندگي نامه آنان را از نظر بگذرانيم به اين نتيجه مي رسيم كه سودمندترين عوائد علمي صرفا از سوي اساتيدي عائد مي گشته است كه از لحاظ تقوي و نصيحت و دلسوزي نسبت به شاگردان، حظ و نصيب فراواني را دارا بوده اند.

همچنين اگر آثار علمي

و مصنفات آنان را مورد مطالعه قرار دهيم مي بينيم كه بهره گيري از اثر علمي يك دانشمند پرهيزكارتر، فزونتر بوده، و موفقيت و كاميابي دانشجوياني كه سرگرم تحصيل از روي متن چنين آثاري بوده اند، بيشتر و جالب تر مي باشد.

اين قضيه در مورد دانشمندان فاقد تقوي و عاري از مزاياي انساني، و نيز در مورد آثار علمي آنان، نتيجه معكوسي را عايد دانشجويان مي گرداند. (يعني دانشجوياني كه نزد استادان عاري از تقوي درس مي خوانند و يا در تحصيل و درس خود، از آثار علمي آنان استفاده مي كنند، خير و بركتي در كوشش آنها به چشم نمي خورد؛ بلكه در تحصيلات خود با ناكامي و عدم موفقيت مواجه مي گردند).

2 - بايد استاد را به عنوان پدر واقعي و روحاني تلقي كرد

دانشجو بايد بر اين اساس بينديشد كه استاد و معلم او، پدر واقعي و روحاني وي، (و خود او به منزله فرزند روحاني او است). پدر (و فرزند) روحاني از پدر (و فرزند) جسماني، با ارزش تر و ارجمندترند.

بنابراين بايد دانشجو در اداء حق ابوت و وفاء به حقوق تربيت استاد - علاوه بر رعايت ادب در حق او بدان گونه اي كه قبلا ياد كرديم - به شدت، ساعي و كوشا باشد.

و بيش از ديگران به او احترام گذارد.

از اسكندر پرسيدند:

براي چه به معلم و استاد خود بيش از پدرت ارج مي نهي؟ در پاسخ گفت:

معلم، منشاء و سبب زندگاني جاويد و پايدار من است. ولي پدر من، مجراي وجود زودگذر و ناپايدار من مي باشد. علاوه بر اين پدرها معمولا - همزمان با اعمال غريزه جنسي با مادر - از توليد نسل و ايجاد فرزند و كمال او، غافل اند و در اين جهت، فاقد قصد و اراده مي باشند؛ بلكه

قصد و اراده آنها متوجه لذت گيري و كاميابي از اين غريزه است كه از اين رهگذر - ناخودآگاه - فرزندي به ثمر مي رسد. بر فرض هم اگر پدر - در حين زناشوئي - اراده توليد نسل و يا كمال آن را داشته باشد، ارزش اراده مقرون با عمل، از اراده عاري از عمل، بيشتر است. (يعني اگر هدف پدر - قبل از شروع به عمل زناشوئي - مساله توليد نسل و يا كمال او باشد، همزمان با عمل زناشوئي، از چنين اراده اي غافل مي باشد).

اما يگانه هدف و اراده معلم در تربيت شاگرد و فرزند روحاني، تكميل وجود او است. آري او مي كوشد تا شاگرد را به كمال لايق خود نائل گرداند.

اصل وجود و هستي هر موجودي نمي تواند به آن، ارزشي اعطاء كند مگر آنگاه كه وجود را با عدم و نيستي بسنجيم.

و الا خود وجود «في نفسه» نمي تواند شرافت و ارزش موجود را ارائه دهد؛ زيرا اين گونه وجود و هستي بسيط و ساده، براي پست ترين موجودات مانند كرمها و حشرات گندبو و … نيز فراهم آمده است.

شرافت و ارزش هر وجود به كمال آن مربوط است. علت كمال وجود شاگرد، شخص معلم و استاد او مي باشد (نه پدر او كه بايد او را صرفا مجراي وجود ساده و بسيط وي دانست).

گويند:

سيد رضي «قدس الله روحه»، شخصيتي بزرگوار و بلند همت و داراي مناعت طبع بوده، و از هيچ كسي، منت و احساني (آزرم آفرين) را نمي پذيرفت. وي داستان هاي شگفت آوري با خليفه عباسي (و دولتمردان وقت) دارد كه همگي آنها نمودار شخصيت والا و منزلت برجسته انساني اين مرد بزرگوار است. از

آن جمله به خاطر نوزادي كه خداوند به سيد موهبت فرمود، صله و هديه (كه فخر الملك وزير) براي او فرستاد (نپذيرفت (331). امثال اين گونه داستان ها را به مقدار فراوان درباره سيد رضي ياد كرده اند.

از آن جمله مي گويند:

يكي از اساتيد وي، روزي به او گفت:

به من چنين گزارش شده است كه خانه تو كوچك و تنگ و محدود است، و گنجايش كافي ندارد، و در خور شأن و مقام تو نيست؟ من خانه اي وسيع و بزرگ دارم كه در خور شئون تو مي باشد، و آن را به تو اهداء مي كنم، و تو زندگاني خود را بدانجا منتقل كن. سيد رضي از قبول هديه استاد، سر باز زد. ولي استاد اصرار ورزيد و سخن خود را تكرار كرد. سيد رضي گفت:

استاد عزيز! من تاكنون هرگز احسان و منت پدرم را با ديده قبول نپذيرفتم، با وجود داشتن چنين حالت روحي، چگونه مي توانم احسان ديگران را قبول كنم؟ استاد به او گفت:

حق من نسبت به تو از حق پدرت بر تو، عظيم تر و مهم تر است؛ زيرا من پدر روحاني تو هستم؛ ولي پدر تو، پدر تن و جسد و جسم تو است. سيد رضي در برابر چنين استدلال قوي، تسليم بودن خود را اظهار كرده و هديه استاد را پذيرفت.

بر اساس همين نكته اساسي است كه يكي از فضلاء برجسته مي گويد:

من علم العلم كان خير اب ذاك ابو الروح لا ابوالنطف

آنكه علم و دانش را به ديگران مي آموزد، بهترين پدر انسان به شمار مي آيد؛ چون او پدر روحاني و مجراي كمال جان و روان انسان است، او پدر نطفه نيست (كه ساختمان جسماني و

هستي تن و بدن و اندام ناپايدار آدمي را بپردازد. بلكه او، روح و روان انساني را ولادتي نو و تازه و جاويد مي بخشد).

3 - استاد را بايد به عنوان پزشك معالج جان و روان برشمرد

شاگرد و دانشجو بايد با اين اعتقاد به خويشتن بنگرد كه او فردي مبتلا به بيماري نفساني است؛ زيرا مرض و بيماري عبارت از انحراف جسم از مجراي طبيعي است. شخصيت آدمي فطرة بر اساس سلامت روان، و علم و بينش، سرشته و استوار شده است. علت انحراف روح و روان انسان از مجراي طبيعي و عامل گرايش او از مسير علم و دانش و دين، عبارت از غلبه و تسلط و عدم تعادل اخلاط (332) و مزاج قواي بدني است.

بايد دانشجو معتقد باشد كه استاد، پزشك درمان بخش بيماري او است؛ زيرا او سعي مي كند روح و روان شاگرد را به مجراي طبيعي آن بازگرداند. به همين جهت به هيچوجه، شايسته نيست كه از فرمان و اشاره او سرپيچي كند. مثلا اگر به دانشجو گفت:

فلان كتاب را بخوان، و درس و مطالعه خود را به همين مقدار، محدود ساز و بدان قناعت كن. اگر دانشجو از اين فرمان استاد، سر باز زند، به منزله بيماري است كه با پزشك معالج خود در طرز درمان خويش به جدال و مخالفت بر مي خيزد و او را تخطئه مي كند. (بديهي است كه چنين بيماري هرگز درمان نخواهد شد).

در حكم و امثال آمده است:

مراجعة المريض طبيبه، يوجب تعذيبه

رفت و بازگشت و درگيري و مخالفت بيمار با پزشك خود، موجب شكنجه و آزار و زيان به خود او مي گردد.

چنانكه بر هر بيماري لازم است كه از تناول ماءكولات آزاردهنده و زيان بخش، و غذاهائي كه

اثر دارو را خنثي و تباه مي سازد - چه در حضور پزشك و چه در غياب او - خودداري كند، همچنين بر شاگرد و دانشجو لازم است كه خويشتن را از پليدي هاي روحي و معنوي - كه هدف نهائي و منتهاي همت معلم، پرهيز دادن و نهي شاگردش از آنها است - خويشتن را حفظ و صيانت كند. اين پليديها و آلايش هاي روحي عبارتند از: كينه، حسد، خشم، آزمندي، حرص، كبر، غرور و امثال آنها از صفاتي كه از رذائل اخلاقي به شمار مي آيند. دانشجو بايد ماده اين بيماري را از بيخ و بن بركند تا از راهنمائي هاي معلم و پزشك روحي خويش سودمند گردد.

4 - ارج نهادن به استاد و تجليل از مقام علم و دانش

شاگرد و دانشجو بايد با ديده تكريم و احترام به استاد خويش بنگرد، و از عيوب او چشم پوشي كند. (يعني با دل و زبانش از او خرده گيري نكند) ؛ زيرا اگر شاگرد با چنين ديدگاهي احترام آميز به استاد خود بنگرد مي تواند به بهره گيري از استاد و نفوذ و ثبات بيان و گفتار او در ذهنش كمك نمايد.

يكي از علماء سلف - آنگاه كه روانه جلسه درس و محضر استاد مي شد - مقداري صدقه به فقير مي داد و مي گفت:

خدايا عيب معلم و استادم را از نظرم مخفي نگاهدار و بركات علم و دانش او را از من.برنگي (333)

دانشمند ديگري مي گويد:

به خاطر هيبت و ابهت استاد و احترام به او برگ هاي كتاب را با آهستگي و ظرافت خاصي، تورق مي كردم تا صداي فروافتادن و خش خش آنها را به گوش استاد نرسد، و او را نيازار (334)

ديگري (335) مي گويد:

سوگند به خداوند - به خاطر هيبت استادم - (شافعي)

- جرات و جسارت آن را نداشتم كه در برابر نگاه ديدگان او آب بياشامم.

حمدان اصفهاني گويد:

در حضور «شريك» (336) و مجلس درس او بودم، ناگاه يكي از فرزندان خليفه عباسي، يعني فرزند «مهدي» وادار شد و به ديوار تكيه داد، و سؤال و پرسشي را درباره يكي از احاديث با شريك در ميان گذاشت. ولي شريك به او توجهي نكرد و چهره اش را به سوي ما برگرداند. فرزند سؤال خود را دوباره تكرار كرد، ولي باز هم شريك بدينسان بي اعتنائي كرد. فرزند خليفه خطاب به شريك گفت:

آيا نسبت به فرزندان خلفاء، تحقير و توهين را روا مي داري؟ شريك گفت:

نه، ولي علم و دانش در پيشگاه خداوند، شكوهمندتر و برتر از آنست كه من (به دلخواه ديگران) ، آن را ضايع و تباه سازم. فرزند خليفه جلو آمد و زانو بر زمين نهاد و در برابر شريك نشست. شريك به او گفت كه بايد بدينسان جوياي علم گرديد، (و دانش را با تواضع و فروتني خوشايندي از استاد درخواست نمائي).

5 - تواضع و فروتني در برابر استاد

بايد دانشجو - فزون تر از آن مقداري كه مامور به تواضع و فروتني نسبت به علماء و دانشمندان، و ديگر اصناف مردم است - در برابر استاد خود، متواضع و فروتن باشد. او بايد در برابر مقام علم و دانش نيز اظهار خاكساري كند تا در سايه اين فروتني و خاكساري، به علم و معرفت دست يابد. بايد او بداند كه اظهار ذلت و خاكساري در برابر استاد، نوعي عزت و سرفرازي است. خضوع شاگرد در برابر استاد، افتخاري است براي او، و تواضعش موجب رفعت و بلندپايگي او مي گردد. حفظ حريم

استاد و بزرگداشت مقام او، پاداش آفرين است. اگر شاگرد در خدمت به استاد، دامن به كمر زند، به شرف و بزرگواري خويش مدد مي كند. رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«دانش را بياموزيد، و به خاطر آن، آرامش و متانت و وقار را فرا گيريد، و در برابر كسي كه دانش را از او مي آموزيد فروتني و خاكساري كنيد» (337) و نيز پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«اگر كسي به شخصي مساله اي را بياموزد، زمام اختيار و مالكيت او را به دست مي آورد.

عرض كردند حتي آيا او مي تواند همانند برده، او را به فروش رساند، و يا از رهگذر او خريداري به عمل آورد؟

فرمود:

نه؛ لكن مي تواند به او امر و نهي كند» (338)

يكي از دانشمندان، در لزوم تذلل و اظهار خاكساري شاگرد در برابر معلم و استاد، بيت زير را انشاء كرده است:

اهين لهم نفسي لكي يكرمونها و لن تكرم النفس التي لاتهينها (339)

من شخصيت و منزلت خويش را در برابر دانشمندان و استادان، فروهشته و خوار مي سازم تا مورد احترام آنها قرار گرفته و از وجود آن ها بهره مند گردم.

و هرگز نمي تواند نفسي كه آن را در برابر علماء، خاكسار و فروهشته نسازي - مورد احترام و تكريم قرار گرفته و كامياب گردد.

6 - لزوم ترجيح رأي و نظريه استاد بر رأي و نظريه خود

دانشجو نبايد رأي و نظريه استاد را مردود ساخته و با او با چهره و رفتار و گفتاري آمرانه مواجه گردد. او نبايد بر خلاف نظريه استاد، اشاره كند. بايد چنين بينديشد كه استاد او حق و صواب را بهتر از او مي شناسد. بلكه او بايد در تمام امور زندگي، مطيع و منقاد استاد

بوده و زمام تمام شئون حياتي خود را كاملا در اختيار او قرار دهد، و در برابر اندرز و نصيحت او مطيع بوده و در هر حال، جوياي رضا و خوشنودي او باشد. اگرچه رأي و نظر او با رأي و نظر استاد، در اين زمينه ها تفاوت داشته و روش استاد، دلخواه او نباشد.

با رأي و نظر استاد به مسابقه نپردازد، و پيش از رأي او نظريه اي را انتخاب نكند، و با او در تمام شئون زندگي خويش مشورت نموده و به دستور او گردن نهد. قلبا و لسانا از نظريه و تدبير استاد پا فراتر نگذارد.

يكي از فضلاء مي گويد:

«اشتباه و لغزش نمائي عمل و گفتار يك مرشد و راهبر، نافع تر و سودمندتر از گفتار و عمل حق يك مسترشد و ره جو است كه حق و صواب را با نظر شخصي خويش مي شناسد، و آن را ارزيابي مي كند، و با عالم و معلم به مشورت نمي پردازد» (340)

در داستان موسي و خضر (عليهماالسلام) نكته بيدارگري در اين زمينه ديده مي شود، (به اين معني كه موسي (عليه السلام) رفتار خضر (عليه السلام) را اشتباه آميز مي پنداشت؛ در حالي كه رفتار به ظاهر لغزنده و اشتباه آميز خضر (عليه السلام) ، هماهنگ با واقعيت غيرقابل گريز، و صد در صد مطابق با حق بوده است؛ چون موسي (عليه السلام) فكر مي كرد كه خضر (عليه السلام) اشتباه مي كند، و تصور مي نمود كه رأي و نظر خود او بر حق است).

دانشمندي فاضل، از يكي از اساتيد خود نقل كرده است كه براي استاد خويش، خواب و رؤيائي را بازگو مي كردم، و به او گفتم براي چه؟!. پس از

نقل اين رؤيا، استاد حدود يك ماه از من فاصله گرفت و با من سخن نمي گفت، و اظهار داشت: كه اگر تو قلبا مطالبه دليل و انتقاد و عيبجوئي از مرا روا نمي دانستي و سخن و گفتار مرا در باطن خويش، شايسته انكار و مؤاخذه تلقي نمي كردي، چنين سخني در عالم رؤيا بر زبانت جريان نمي يافت و از من انتقاد نمي نمودي.

واقعيت امر نيز همين نكته را تاييد مي كند؛ زيرا غالبا حالاتي كه در عالم خواب براي انسان اتفاق مي افتد نمودار همان حالتي است كه در عالم بيداري بر دلش چيره گشته است، و آنچه كه انسان در عالم رؤيا مشاهده مي كند به ندرت با آنچه كه در عالم بيداري بر قلب آدمي مي گذرد متفاوت مي باشد.

7 - بايد از استاد به احترام ياد كرد

بايد خطاب و جواب دانشجو به استاد، و گفتار او درباره وي - چه در حضور و چه در غياب او - توام با تجليل و تكريم باشد. او را با تاء خطاب مثلا: «قلت = تو گفتي» و يا كاف خطاب مثلا: «انك = تو»، مخاطب قرار ندهد، و از راه دور، او را صدا نزند؛ بلكه بايد بگويد:

«يا سيدي = آقا و سرور من» و «استاد» و امثال آن (كه حاكي از تبجيل و تجليل استاد است).

واژه هائي كه به وسيله آن ها، استاد را مورد خطاب قرار مي دهد بايد به صورت ساختمان و صيغه جمع باشد. مثلا به او بگويد:

در اين باره چه مي گوئيد؟ رأي و نظريه شما در اين باره چيست؟ شما گفتيد، خدا هم از شما راضي باشد؛ خدا از شما بپرهيزد. خدا شما را بيامرزاد.

آنگاه كه شاگرد نام استاد را در غياب او به

زبان مي آورد بايد همراه با عناويني باشد كه نمايانگر تكريم و حفظ حرمت او است، مثلا بگويد:

آقاي … يا بگويد:

استاد … يا استاد ما … يا شيخ الاسلام چنين گفت.

و بالاخره با امثال اين گونه تعابير احترام آميز، از استاد خود در غياب او ياد كند.

8 - حق شناسي از استاد و سرمشق گفتن از او

بايد دانشجو حرمت استاد را از ديدگاه خويش مهم تلقي نموده، و او را راهبر و مقتداي خود بداند و راه و رسم و رهنمودهاي او را در غياب او و پس از مرگش پاسداري و رعايت كرده و از آن پيروي كند. آري، شاگرد نبايد از دعاي به استاد در طول حيات و زندگاني خود غافل بماند.

و اگر كسي در غياب او، از وي به بدي ياد كرد در صدد رد آن برآمده، از او دفاع نمايد، و بايد در مقام دفاع از او - بيش از آن مقداري كه وظيفه شرعي او در مورد ديگران ايجاب مي كند - به خاطر غيبت از استادش اظهار خشم و تنفر نمايد. اگر امكان اظهار خشم و تنفر براي او وجود نداشت، بايد از آن مجلس برخيزد و با ترك گفتن آن، (مراتب تنفر از غيبت از استاد خويش را اعلام نمايد و) آن مجلس را رها كند.

دانشجو بايد - به حكم وظيفه شاگردي - فرزندان و خويشاوندان و نزديكان و دوستان و علاقه مندان استادش را چه در حال حيات و چه پس از مرگ او، تحت رعايت و مراقبت خويش قرار دهد، و خود را متعهد سازد كه پس از مرگش (او را فراموش نكند) ، و بر سر گور و مزار او آيد، و براي او از خداوند

متعال طلب مغفرت نمايد.

و بطور كلي از اعمال محبت نسبت به او دريغ نورزد (و به خاطر مزيد حسنات استاد و رفع بليات دنيوي و اخروي از او) ، به تهيدستان صدقه دهد، و از راه و رسم زندگي استاد از نظر راستي و درستي - در تعيين جهت و مسير زندگاني خويش - پيروي كند، و در كيفيت دينداري و علم و دانش، رسم و عادت او را پيشه خود سازد، و حركات و سكنات او را در اعمال عبادي و رفتار عادي، سرمشق خويش قرار دهد، و خويش را به آداب و آئين هاي استاد بيارايد.

به همين جهت نخستين و مهمترين وظيفه شاگرد - همانطور كه قبلا يادآور شديم - اين است كه در جستجوي معلم و استاد شايسته اي برآيد كه اقتداء و پيروي از او صحيح و سزاوار باشد.

اگر شاگرد بتواند بهتر از استاد و فزونتر از او، صفات و خصوصيات مطلوب و موجود در استاد را در خويشتن به وجود آورد، مسلما بايد چنان كند. وگرنه بايد به تأسي از او اكتفاء كند؛ چون از رهگذر آن، آثار مصاحبت و همنشيني او با استاد، در او به ثمر رسيده و بروز خواهد كرد.

9 - سپاسگزاري از ارشاد و هشدارهاي استاد

بايد شاگرد از استاد - به خاطر اينكه او را به اموري موفق ساخته است كه داراي فضيلت است - تشكر نمايد، بايد از او سپاسگزاري كند كه - به خاطر مشاهده كمبودها و نقائص، و كارهائي كه نقص و عيب به شمار مي روند و عارض شدن روح كسالت و تن آساني و مشاهده قصور و نارسائي هاي موجود در او و امثال آن ها - وي را مورد توبيخ قرار

داده است.

و رويهمرفته، چون هشدار و ممانعت استاد و توبيخ او متضمن ارشاد و راهنمائي هائي است، و صلاح و نيكبختي او را در پي دارد، بايد از چنين هشدارها و توبيخ هاي معلم و استاد خود، ممنون و متشكر باشد. آري، بايد از او اظهار تشكر نمايد (و چنين بينديشد كه جور استاد از مهر پدر، بهتر و سودمندتر است، و در برابر اين جور و خرده گيريها و توبيخهاي توفيق آفرين، مراتب تشكر و امتنان خود را تقديم دارد).

دانشجو بايد ارشادات استاد را - اگرچه با آميزه توبيخ و خرده گيري و انتقاد و گزندگي همراه مي باشد - از جمله نعمت ها و احسان او برشمارد؛ چراكه استاد بدو توجه و التفاتي داشته، و به هيچ وجه مصالح و منافع او را از نظر خويش دور نمي سازد. اگر دانشجو، راهنمائي هاي استاد را - و لو آنكه توبيخ آميز هم باشد - با تشكر و امتنان پاسخ دهد، تمايل و علاقه او را به خود جلب نموده و توجه و اهتمام او را نسبت به مصالح خويش بر مي انگيزد.

اگر استاد، شاگرد را به نكات دقيق ادب و نزاكت، و به مسائل ظريف اخلاقي آگاه سازد، و يا او را به نقائص و كمبودهاي اخلاقيش كه از او سرمي زند، هشدار دهد، اگرچه خود قبلا بدانها آگاه بوده است، نبايد در برابر اين ارشادها و هشدارها چنين بگويد كه من از اين دقائق و نقائص آگاه بوده ام، و غفلت من موجب فراموشي اين دقائق و بروز كمبودهاي اخلاقي شده است. بلكه بايد از تذكر و ارشاد و هشدار استاد، و اينكه او را مشمول توجهات و

التفات هاي خويش قرار داده است، سپاسگزاري كند. اظهار تشكر شاگرد در برابر هشدار و ارشاد استاد، موجب مي گردد كه استاد - در صورت نياز - نصيحت و اندرز خود را درباره او دوباره و سه باره تكرار كند، (يعني اگر شاگرد، نصايح استاد را با جان و دل قبول كرد، و تنبيه و هشدار او را با آغوش باز پذيرفت، و مراتب تشكر و امتنان خويش را اظهار كرد، مي تواند از نصايح دوباره و سه باره او برخوردار گردد.

و گرنه استاد براي نصيحت او احساس رغبتي نمي كند.

و در نتيجه به امور زندگاني علمي و اخلاقي چنين شاگرد ناسپاسي، بي اعتناء و بي تفاوت خواهد گشت).

چنانچه اگر شاگرد در نقائص و كمبودهاي علمي و اخلاقي خويش، معذور باشد، اگر از ديدگاه استاد، اعلام و اظهار اين عذر، بجا و به مورد به نظر رسد، براي اعلام اين عذر، هيچگونه اشكال و ايرادي وجود ندارد.

و اگر ببيند كه اين هشدار و اعلام عذر شاگرد، مقرون به صلاح نيست، از آن صرفنظر نمايد. البته اين بي تفاوتي و صرفنظر كردن در صورتي درست است كه عدم اعلام عذر، مستلزم مفسده و نتيجه سوئي نباشد.

و الا بايد با قاطعيت، عذر شاگرد مذكور را به شاگردان ديگر اعلام كند.

10 - تحمل جور و تندرويهاي استاد

بايد شاگرد در برابر جور و جفاي استاد و تندرويهاي اخلاقي او، خويشتن داري و شكيبائي خود را حفظ كند. اين حالت رواني و اخلاقي استاد نبايد مانع ملازمت و همبستگي شاگرد با او گردد و شاگرد، حسن نيت خود را نسبت به استاد از دست دهد، و نبايد در او اين عقيده به وجود آيد كه استاد او فاقد كمالات

علمي و اخلاقي است.

بايد شاگرد و دانشجو، اعمال و رفتار به ظاهر ناپسند استاد را با بهترين و دلپسندترين و درست ترين وضع، توجيه و تأويل كرده و آن را به عنوان رفتاري مقرون به صواب تلقي نمايد. فقط افراد كم توفيق قادر نيستند گفتار و رفتار استاد را درست و به نحو احسن، توجيه و تأويل نمايند. افراد موفق، همواره كار بزرگان علم و دين را - به خاطر آگاهي هاي عميقشان - توجيه مي كنند و به عمق اعمال و صحت رفتارشان آگاهند.

اگر شاگرد - از لحاظ اخلاقي - خشم و تندروي از استاد مشاهده نمود بايد خود، عذرخواهي را آغاز كند، و از او پوزش بطلبد، و نسبت به آنچه موجب چنين پيش آمدي گشت، توبه و استغفار نمايد، و تقصير را به خود نسبت دهد، و خويشتن را در اين زمينه سزاوار ملامت و سرزنش بداند؛ زيرا اگر شاگرد با چنين گذشتي، تندرويهاي اخلاقي استاد را پاسخ گويد مي تواند بيش از پيش، مهر و مودت استاد را درباره خويش پايدار نگاهداشته و قلب او را بهتر تسخير نمايد. نتيجه چنين عكس العمل خوش آيند شاگرد، اين است كه منافع فزونتري را - در امر دين و دنيا و آخرت - به سوي خويشتن جلب مي نمايد.

يكي از بزرگان سلف گفته است:

اگر كسي براي دانش آموختن، خواري و تلخي صبر و شكيبائي را تحمل نكند بقيه عمر خويش را در وادي كوري و تاريكي و ناداني به سر خواهد برد، ولي اگر تلخي چنين صبري را تحمل نمايد فرجام كار او به عزت و سرفرازي دنيا و آخرت منجر مي.گرد (341)

در يكي از روايات مشهور

- كه از ابن عباس نقل شده - چنين آمده است كه گفت:

«من در حال دانش آموختن و در مسير دانشجوئي، ذلت و خاكساري در برابر استاد را پيشه خود ساختم تا سرانجام به عنوان يك شخصيت مطلوب جامعه، سرفرازي يافتم، و در نتيجه، طالبان علم به من روي آور شدند» (342).

يكي از بزرگان مي گويد:

داستان شاگرد و دانشجوئي كه بر معلم و استاد خود خشم مي گيرد، داستان كسي است كه بر استوانه هاي مسجد خشمگين مي.گرد (343)

شخصي به سفيان بن عيينه گفت:

گروهي از مردم سرزمين هاي مختلف به محضر تو روي مي آورند و تو بر آنها خشم مي گيري.

و با اين رفتار خود باعث مي گردي كه آنان از تو دوري جسته و رهايت سازند. سفيان به اين شخص گفت:

بنابراين بايد آنان نيز مانند تو احمق و نادان باشند كه منافع خويش را به خاطر تندرويهاي اخلاقي من، ترك مي.گوين (344)

شاعر نيز مي گويد:

اصبر لدائك ان جفوت طبيبه و اصبر لجهلك ان جفوت معلما

در صورتي كه نسبت به پزشك خود جفا كني و از او ببري، و دستورات او را به كار نبندي، بايد نسبت به درد و بيماري خويش، صابر باشي و ناگزير، مريض و بيمار بماني. اگر با معلم و استاد خود جفاپيشه باشي و از او قطع رابطه كني و اوامر او را گردن ننهي، بايد بر جهل و ناداني خود صبر كني و تلخي جهل و ناداني را تحمل نمائي.

درباره علماء سلف و صبر و روابط خوش آيند آنان با استادانشان، داستان هاي شگفت انگيز و بهت آوري در تاريخ علم به چشم مي خورد كه اگر بر آن شويم تا آنها را در اين كتاب بازگو سازيم،

موجب اطناب و اطاله سخن مي گردد، و كار به درازا مي كشد.

11 - بايد در انتظار استاد و شرفيابي از محضر او به سر برد

بايد شاگرد بكوشد - پيش از حضور استاد - در جلسه درس حاضر گردد، و خود را به چنين پيشتازي ها و مبادرت ها از لحاظ حضور در جلسه درس، تمرين و عادت دهد، و خويشتن را وادار سازد كه همواره پيش از استاد در جلسه درس حضور بهم رساند.

اگر دانشجو سعي كند كه در كنار خانه استاد به انتظار بنشيند تا او از خانه خويش بيرون آيد و همراه او در جلسه درس حضور بهم رساند - در صورتي كه چنين كاري با سهولت، امكان پذير باشد - كاري بجا و شايسته تر است. شاگرد بايد بكوشد كه حضور او در جلسه درس به تأخير نيفتد تا در نتيجه ناگزير شود كه پس از حضور استاد، در جلسه حاضر گردد و استاد را در انتظار خود رها كند؛ زيرا اگر - بدون ضرورت قطعي و عذر موجه - استاد را در انتظار آمدن خود قرار دهد و در حضور بهم رساندن، سهل انگاري كند، مسلما خويشتن را در معرض خشم و نكوهش قرار مي دهد. از خدا مي خواهيم كه ما را از گزند چنين خشم و نكوهشي حفظ فرمايد.

ياقوت در كتاب «معجم الادباء» از هارون بن موسي قيسي قرطبي چنين ياد كرده است كه گفت:

با ابي علي قالي، مخالطت و رفت و آمد داشتيم، و از محضر او مستفيض مي شديم. در فصل بهاري بود كه روزي در ميان راه گرفتار ابر و بارندگي هوا شديم. وقتي به مجلس ابي علي قالي رسيديم تمام جامه هاي من خيس شده بود. در پيرامون مجلس درس ابي علي، همه بزرگان

و افراد برجسته محلي حضور داشتند. ابي علي مرا به نزديك خود خواند و گفت:

اي ابي نصر: كمي درنگ كن و آرام گير، و از اين پيش آمد نگران مباش و افسوس مخور؛ چون اين خيسي و رطوبت از ميان مي رود، و با تبديل اين جامه به جامه ديگر، اثري از رطوبت آن باقي نخواهد ماند.

ابي علي قالي پس از آن گفت:

ما با «ابن مجاهد» رفت و آمد و مجالست داشتيم، يكي از شبها آهنگ محضر او نمودم و عازم خانه او گشتم تا به خدمت او برسم. وقتي به درب و دروازه خروجي - كه به خانه او منتهي مي شد - رسيدم و مي خواستم از آن بيرون آيم تا به خانه ابن مجاهد بروم، ديدم درب منزل كاملا بسته و غيرقابل گشودن است و نتوانستم آن را از هم بگشايم. گفتم «سبحان الله» چرا اين گونه بامدادانم را آغاز كردم. آيا با وجود چنين پيش آمدي به آرزوي خود كه عبارت از تقرب به او است نائل مي گردم؟ ناگهان چشمم به دخمه و راه باريك و مخفي افتاد كه در كنار درب خروجي نظرم را به خود جلب كرده بود. خود را بي محابا ميان اين دخمه افكندم. وقتي به ميانه راه رسيدم ديدم چنان بر من تنگ شده است كه ديگر ياراي رفت و بازگشت از آن را ندارم. ناچار خود را به شدت در اين دخمه و راه باريك مي فشردم و بدان يورش بردم تا راه گريزي از آن پيدا كنم. سرانجام خود را از آن بيرون كشيدم. اما لباس هايم پاره پاره شد و بدنم چنان مجروح گشت كه گوشت هاي بدنم

از هم دريد و استخوان هايم بيرون زد. بالاخره خداخواهي و در سايه تفضل الهي از اين دخمه رهائي يافتم و موفق شدم با چنين اوضاع و احوالي وارد مجلس و محضر استاد گردم. ابن مجاهد با مشاهده اين وضع به من گفت:

كجائي و به چه مي انديشي؟ من جريان واقعه را براي او بازگو كردم، و او در برابر چنين پيش آمدي، حماسه زير را بر من خواند:

دببت بالمجد و الساعون قد بلغوا جهد النفوس و القوا دونه الازرا

و كابدوا المجد حتي قل اكثرهم و فاز بالمجد من وافي و من صبرا

لاتحسب المجد تمرا انت آكله لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبرا

براي رسيدن به مجد و عظمت، با تحرك و جنبشي آرام به راه افتاده و آهنگ شكوه و بزرگواري نمودي. در حالي كه افراد كوشا در سايه كوشش و دامن به كمر زدن، توانستند به مجد و عظمت دست يابند.

در راه رسيدن به مجد و بزرگواري، سختي ها و رنج هائي را متحمل شدند تا آنجا كه كثرت و فزوني طالبان مجد و عظمت رو به نقصان و كاهش نهاد. آري فقط كساني توانستند شاهد مجد و عظمت را در آغوش بگيرند كه وفاداري و صبر و پايداري را نصب العين خويش قرار داده بودند. مپندار كه مجد و بزرگواري و شكوه شخصيت علمي، همچون خرما و رطبي است كه بتواني به آساني آن را تناول كني، آري تو هرگز اين مجد و عظمت را در نمي يابي مگر آنگاه كه طعم صبر و تلخي پايداري را بچشي.

12 - رعايت ادب و نزاكت براي ورود به مجلس خصوصي استاد

دانشجو نبايد بدون اجازه وارد مجلس خصوصي و غير عمومي استاد گردد - اعم از آنكه استاد تنها

به سر برد، و يا آنكه ديگران نيز در حضور او باشند -. اگر براي ورود به مجلس استاد، كسب اجازه كند و استاد هم متوجه كسب اجازه او باشد؛ ولي در عين حال اجازه ندهد، بايد برگردد و براي كسب اجازه مجدد، درخواست خود را تكرار نكند.

و اگر در اينكه استاد متوجه كسب اجازه او شده، احساس شك و ترديد نمايد مي تواند اجازه و درخواست ورود خود را تا سه بار تكرار كند، ولي از سه بار تجاوز ننمايد.

اگر براي كسب اجازه، ناگزير از كوباندن در و يا حلقه آن باشد، بيش از سه بار اين كار را تكرار نكند.

و بايد از آهسته كوباندن، شروع كند. يعني نخست با ناخن، سپس با سر انگشتان، و در مرحله سوم، حلقه در را اندك اندك و آهسته بكوبد. اگر محل جلوس استاد با درب منزل، فاصله زيادي داشت ابتداء كوباندن شديد درب - تا آن مقدار كه صداي آن به گوش استاد برسد - بلامانع است.

اگر استاد اجازه داد كه وارد جلسه گردد، و او نيز در جمع شاگردان ديگر قرار داشت و خواستند دسته جمعي وارد شوند، شاگردان فاضل تر و سپس شاگردان مسن تر را در ورود و سلام و تحيت بر استاد، مقدم دارند، و سپس به ترتيب، افراد فاضل تر - مقدم بر ديگران - سلام خود را تقديم نمايند.

13 - آراستن و پيراستن برون، و آمادگي درون به هنگام ورود بر استاد

شاگرد بايد با وضع و هيئتي كامل و طرزي مطلوب، وارد بر استاد گردد.

و در حالي كه دلش از هر گونه خلجان هاي مشغول كننده، خالي است و با چهره اي شاداب و قلبي سرشار از نشاط و دروني باز و گشاده، و با

شرح صدر، و ذهني صاف و پاكيزه، با استاد روبرو شود، و در محضر او قرار گيرد.

او نبايد در حال كسالت و چرت زدن و خشم و گرسنگي و تشنگي و امثال اين گونه عوارض پريشان كننده خاطر، وارد بر محضر استاد شود.

هنگام ورود بر استاد، لازم است نظيف و پاكيزه بوده و نياز خود را از لحاظ مسواك كردن دندان و پيراستن ناخن و موهاي زائد، و برطرف ساختن بوهاي نامطبوع و زننده، برآورده ساخته و بهترين و زيباترين جامه و تن پوش گردد اين مسائل را دقيقا رعايت كند؛ زيرا مجلس علم به عنوان مركز و كانوني براي ياد خدا و گردهم آئي افراد براي عبادت و بندگي او به شمار مي آيد. آراستن و پيراستن ظاهر، و تصفيه باطن و درون از هر گونه شوائب مشغول كننده و پريشانگر، از آداب و آئين هائي است كه بايد لزوما به هنگام عبادت و ذكر پروردگار، رعايت شود. (مجلس علم نيز از ديدگاه اسلام به عنوان مكان و محل عبادت محسوب مي گردد).

14 - آمادگي روحي و ذهني شاگرد براي درس

آنگاه كه دانشجو به خواندن درس در حضور استاد سرگرم مي گردد نبايد در حال دل مشغولي و ملال خاطر و ضعف و چرت زدگي و گرسنگي و تشنگي و شتابزدگي و نگراني و ناآرامي و احساس درد و اضطراب و امثال آن - از حالاتي كه با وجود آن حالات، تحقيق و كاوش هاي علمي بر او دشوار مي باشد - درس خود را آغاز كند. (بايد دانشجو در چنين حالاتي از خواندن درس خودداري نمايد؛ چون ممكن است اين حالات، باعث تنفر و گريز او از درس و تحقيق شود). البته اگر استاد از

شاگرد بخواهد كه خواندن درس را آغاز كند بايد به درخواست استاد - با وجود چنان حالات، پاسخ مثبت دهد و به خواندن درس مشغول گردد. (در قديم معمول بود كه شاگرد، درس را بر استاد مي خواند، و استاد به طرز خواندن و توضيح و گزارش او گوش فرا مي داد). شهيد ثاني مي گويد:

(اگر دانشجو گرفتار حالات مشغول كننده و اضطراب آميز باشد و استاد به او دستور دهد كه درس را بخواند بايد عليرغم وجود اين حالات، امر او را اطاعت كند).

15 - عدم ايجاد مزاحمت براي اشتغالات استاد

اگر شاگردي تصميم گرفت كه در جلسه خصوصي استاد شركت كند و به شركت در آن، موفق گردد، در صورتي كه ببيند كسي با استاد مشغول گفتگو است و حاضران جلسه، همزمان با ورود او سكوت كنند، با اينكه ببيند استاد به تنهائي مشغول اقامه نماز و يا تلاوت قرآن است و يا سرگرم ذكر پروردگار متعال و يا مطالعه و تحقيق و نوشتن مي باشد، و سپس از اين كارها فارغ گشت و با او صحبتي نكرد و يا با او صحبتي كرد؛ ولي از بسط سخن با او خودداري نمود، صرفا بر او سلام كند و به سرعت از نزد او خارج گردد؛ مگر آنگاه كه خود استاد، او را وادار به توقف و درنگ نمايد. اگر مقداري توقف كرد نبايد آن را طولاني سازد، جز در موردي كه خود استاد به او دستور توقف طولاني دهد.

شاگرد از آن جهت بايد اين آداب و وظائف را درباره استاد به كار برد تا در شمار كساني قرار نگيرد كه درباره آن ها گفته اند:

اگر كسي شخصي را - كه مشغول ذكر خداوند است - از

ياد خداوند منصرف و منعطف سازد، همان لحظه گرفتار خشم پروردگار مي گردد.

16 - نبايد شاگرد مانع استراحت استاد گردد

اگر شاگرد، وارد جايگاه تدريس گردد و مشاهده كند كه هنوز استاد در آنجا حضور بهم نرسانده است، بايد به انتظار استاد بنشيند (و به خاطر تأخير استاد، محل درس را ترك نگويد) ؛ زيرا هر درسي كه از دست مي رود قابل جبران نخواهد بود، و عوض ندارد، يعني هيچ كاري نمي تواند درس از دست رفته را جبران نمايد.

شاگرد نبايد شب هنگام و بي موقع، وارد بر استاد گردد و در منزل او را بكوبد تا او را از خانه بيرون بكشد. اگر فهميد كه استاد در خواب و استراحت به سر مي برد بايد درنگ كند تا بيدار شود و يا از راهي كه آمده است برگردد و دوباره مراجعه كند. البته اگر شاگرد صبر كند بهتر است. او نبايد استاد را از خواب بيدار سازد، و يا به او دستور دهد و يا از وي بخواهد كه بيدار شود.

پيشينيان بدينسان با استادان خود عمل مي كردند، چنانكه از ابن عباس روايت شده است كه با استاد خويش (يعني زيد بن ثابت) همين روش را به كار مي.بر (345)

17 - وقت تدريس را نبايد بر استاد تحميل نمود

شاگرد نبايد در اوقاتي كه قرائت درس، بر استاد دشوار است و يا معمولا در آن اوقات، تدريس و اقراء نمي كند از او درخواست قرائت درس خويش نمايد و از پيش خود، وقت خاصي را براي او تعيين كند تا در آن وقت براي ديگران تدريس ننمايد، اگرچه چنين شاگردي از طرف استاد به عنوان رئيس و سرپرست شاگردان انتخاب شده باشد؛ زيرا در صورتي كه تعيين وقت درس خصوصي خود را بر استاد تحميل نمايد از اين رهگذر، حس برتري جوئي و خودخواهي خويش را بر

استاد و شاگردان ديگر - و حتي نسبت به علم - اظهار نموده، و حماقت و ناداني خود را با اين عمل جسارت آميز وانمود مي سازد. علاوه بر اين امكان دارد كه استاد - به خاطر شرم و حياء در برابر چنين شاگرد جسور و خودخواه - تحت تاثير قرار گرفته و كاري را از دست بدهد، كاري كه ممكن است احيانا نسبت به درس گفتن در چنين وقتي، مهم تر و پرارزش تر باشد. بنابراين چنين شاگردي را نمي توان شاگرد موفقي به شمار آورد.

اگر خود استاد ابتداء وقت معين و زمان خاصي را پيشنهاد كند، و علت آن نيز عبارت از موانعي است كه به خاطر آن شاگرد نمي تواند، در جمع شاگردان ديگر حضور يابد، و يا از نظر خود استاد، مصالح شخصي چنين شاگردي ايجاب مي كند كه مشتركاً در جمع ديگران حضور نيابد، در چنين شرائطي - اگر خود استاد رأسا وقت معين يا ساعت ويژه اي را براي تدريس به او اختصاص دهد - هيچ مانعي وجود ندارد.

18 - تنظيم كيفيت جلوس شاگرد در محضر استاد

بايد شاگرد در محضر استاد، به گونه اي جلوس نمايد كه كيفيت نشستن او نمايانگر نزاكت و ادب او باشد:

آرام و باوقار و خاضعانه و سربزير و متواضع و خاشع بنشيند. بهتر است به حالت افتراش جلوس كند يعني كف دستها را تا سر انگشت بر روي زمين بگستراند و يا هر دو بازوي خود را بر زمين نهد و يا به اصطلاح «مُتَوَرَِّكاً» جلوس نمايد (به اين معني: طوري دو زانو بنشيند كه پشت پاي چپ، روي كف پاي راست قرار بگيرد. اين طرز نشستن در نماز نيز مستحب مي باشد). بعضي گفته اند:

بهتر است با هيئت

«اقعاء» جلوس كند. منظور از «اقعاء» اين است كه دو پاي خويش را بر زمين نهاده به طوري كه بدن او روي كف پاهاي او قرار گيرد. او بايد مواظب پوشاندن پاهاي خود بوده و مراقب فروهشته ساختن جامه و لباس خويش باشد.

(بديهي است كه اين طرز نشستن ها، حاكي از ادب و نزاكت شاگرد مي باشد.

و در عصر مؤلف اين گونه جلوس - كه قاعدة بر روي زمين انجام مي گرفت - از نظر ارائه ادب و نزاكت، بسيار مطلوب و پسنديده بوده است. اما در عصر حاضر - كه معمولا شاگردان مدارس و دانشگاهها بر روي نيمكت يا صندلي مي نشينند - بايد طرز نشستن آنان نمايانگر ادب و نزاكت آنها باشد و حالت جسارت آميزي را به خود نگيرد. البته هنوز رسم و عادت معمول در زمان مؤلف، ميان طلاب علوم ديني، متداول مي باشد و بايد آنان در مقام تجليل از محضر علم و عالم، كيفيت مزبور را در طرز جلوس خود رعايت كنند).

19 - تعيين جهت جلوس. شاگرد، كجا و چگونه در جلسه درس قرار گيرد؟

وظيفه اي كه هم اكنون درباره آن گفتگو مي كنيم از نوع وظيفه اخلاقي فوق الذكر مي باشد كه شاگرد نبايد در محضر استاد به ديوار و يا پشتي و يا دارابزين يعني تخت و يا نيم تخت (346) و امثال آن ها تكيه كند، و يا دستش را روي پشتي و يا دارابزين قرار دهد. پشت و پهلوي خود را به طرف استاد خود نگيرد.

دست خويش را به عنوان تكيه گاه، پشت سر خود قرار ندهد، و يا دست را در جنب و پهلوي خويش، وسيله اتكاء خويش نسازد. او نبايد دست يا پا و هر عضوي از بدن و يا لباس خود را

بر اندام و يا لباس و يا نازبالش و متكا و فرش و بساط استاد قرار دهد.

بزرگي گفته است:

يكي از نشانه هاي تعظيم و تكريم استاد اين است كه شاگرد در كنار و يا روي سجاده نماز و مخده و ناز بالش استاد ننشيند، (و بيش از حد، خود را به او نزديك نسازد و در كنار او قرار نگيرد) ، اگر چه خود استاد نيز به او تعارف و امر نمايد. مگر آنگاه كه شاگرد، با قاطعيت و يقين، چنين دريابد كه مخالفت تعارف و امر استاد، بر او دشوار و گران است. در چنين صورتي - به منظور اطاعت از دستور استاد - نشستن در كنار او و يا بر روي مخده و سجاده اش، هيچ اشكالي ندارد. ولي بايد پس از نشستن، دوباره به همان جائي برگردد كه در خور او بوده و موازين آداب، آن را اقتضاء مي نمايد.

و بالاخره بايد در جايگاهي جلوس كند كه حريم استاد، محفوظ مانده و احترام و اظهار ادب به او رعايت گردد.

بعضي از دانشمندان در اين باره نظريات مختلفي ابراز كرده و به بحث و گفتگو پرداخته اند كه آيا كداميك از دو امر بر ديگري ترجيح دارد:

اطاعت از امر استاد و يا رعايت ادب و نزاكت؟ (به اين معني كه اگر استاد، شاگردان خود را از قيود نزاكت آميز آزاد سازد و به آنها دستور دهد كه آزادانه و در هر كجا و حتي روي بساط او بنشينند، آيا اطاعت از اوامر او لازم است و يا آنكه شاگرد، راساً موظف است خود را مقيد به آئين هاي جلوس در محضر استاد بداند؟) گروههاي مختلف صحابه پيامبر

اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) - بر حسب رواياتي كه از آنها نقل شده است - يكي از اين دو امر را بر ديگري ترجيح مي دادند؛ و نيز بزرگاني كه پس از صحابه مي زيستند در اين مورد، دچار اختلاف نظر بوده اند. ولي بهتر اين است كه قائل به تفصيل شويم (به اين معني: بايد موارد را در نظر گرفت: اگر بر حسب اقتضاء احوال و اوضاع، رعايت آئين جلوس، لازمتر بود، اطاعت از دستور استاد، تحت الشعاع قانون نزاكت و ادب واقع مي شود.

و اگر فرمانبرداري از دستور استاد - با توجه به مقام و موقعيت - مقرون به ادب و نزاكت بود، لازم نيست آئين جلوس رعايت گردد.

و بالاخره اين مساله بر حسب موقعيت ها و اوضاع و شرائط زماني و مكاني، حالات متفاوتي پيدا مي كند).

20 - شاگرد بايد مراقب حركات و رفتار و حالات خود در محضر استاد باشد

يكي از مهمترين وظائف دانشجو اين است كه با اشتياق و علاقه به سخنان استاد، گوش فرا دهد و نگاهش را در او متمركز سازد، و با تمام وجودش بدو روي آورده، و با دقت در گفته هاي استاد بينديشد و آن را در ذهن و حافظه خويش نگاه دارد تا او را ناگزير به اعاده سخن نسازد.

و بي جهت و بدون ضرورت، نگاه خود را از استاد بر نگرفته و به اين سو و آن سو ننگرد، و به چپ و راست و بالا و پائين و پس و پيش - بدون ضرورت و نياز - نگاه نكند. به ويژه در آن لحظاتي كه با استاد گفتگو مي نمايد و يا استاد با او صحبت مي كند، اين نگاههاي پريشان از او سر نزند. او بايد نگاهش را در

چهره استاد متمركز سازد و به هيچ چيز و به هيچ كس - جز به استاد خود - نگاه نكند.

اگر ناگهان در مجلس درس، فرياد و ناله اي به گوشش رسيد، مضطرب نگردد و بدان التفات و اعتناء نكند. بخصوص هنگام گفتگوي با استاد، نبايد تحت تاثير هيچ انگيزه اي قرار گيرد.

در حضور معلم و استاد، آستين خود را نجنباند و آن را بالا نزند، يعني دستش را برهنه نسازد و با دست خود به چهره و اندام استاد اشاره نكند. بدن و جامه او را لمس ننمايد. با دست و پا و يا ساير اندام خود حركات بيهوده اي را از خويش بروز ندهد. انگشتش را در بيني به بازي نگيرد. دهانش را باز نگذارد. در حضور استاد دندان ها را خلال و پاكيزه نكند. كف دست خود را بر زمين نزند.

و با سر انگشتان، بر روي زمين خطكشي ننمايد. انگشتان دو دست خود را در هم فرو نبرد. با دكمه هاي لباس و جامه خود بازي نكند و انگشت خود را نشكند و آن را به صدا در نياورد؛ بلكه بايد با حفظ آرامش بدن و اندام خود، وقار خويش را در نزد استاد نگاه دارد. بي جهت سرفه زياد به راه نيندازد، آب دهان و بيني و خلط سينه را - حتي الامكان بيرون نيفكند. مايعاتي كه از سينه او بيرون مي آيد از دهان خود به بيرون پرت نكند، بلكه آن را با حوله و دستمال و امثال آن بگيرد. آروغ نزند. خميازه نكشد.

و زياد دهن دره نكند.

و پس از سعي در رد و خودداري از آن - اگر ناگزير از آن گشت - بايد روي دهانش

را با دست بپوشاند، سعي كند صداي عطسه او زياد بلند نشود و هنگام عطسه كردن، با دستمال و يا دست، دهان خود را بپوشاند و آن را در برابر صورت خود بگيرد.

رعايت همه اين آداب و امثال آن ها نتيجه و بازده رأي و نظر راست و درست و فكر مستقيم، و نمايانگر ذوق سالم و پاكيزه مي باشد.

21 - تنظيم صدا و مواظبت از رفتار و گفتار در پيشگاه استاد

آداب و وظيفه اي كه هم اكنون بازگو مي شود، از نوع همان آئين و وظيفه اخير الذكر مي باشد كه بايد شاگرد - بدون نياز و ضرورت - صداي خويش را خارج از اندازه بلند نسازد. او نبايد در محضر استاد با ديگران، نجوي نمايد، و به اصطلاح: در گوشي و پنهاني صحبت نكند، و به هيچ يك از حاضران فشار نياورد، زياده از حد و بدون نياز و ضرورت، سخن نگويد و پرحرفي نكند. سخني بر زبان جاري نسازد كه ديگران از آن به خنده افتند و يا در آن، حرف زشت و ركيك و ناسزائي وجود داشته و يا متضمن سوء برخورد و يا سوء ادب و نزاكت باشد، بلكه اساسا نبايد در محضر استاد - بدون اينكه از او پرسشي كنند و يا از استاد، كسب اجازه كند - راءسا لب به سخن بگشايد. بي جهت و يا با جهت در برابر استاد نخندد؛ يعني چه اينكه موجبات خنده در ميان باشد و يا نباشد حق ندارد در محضر استاد بخندد.

و اگر خنده و ضحك، بر او چيره گشت، ادب و وظيفه شاگردي ايجاب مي كند كه خنده او در حضور استاد بدون قهقهه و بي سر و صدا باشد، و به اصطلاح: لبخند بزند و تبسم

نمايد.

شاگرد بايد از غيبت و بدگوئي پشت سر ديگران در محضر استاد، سخت بر حذر باشد، و راجع به هيچ كسي سخن چيني نكند، و ميان استاد و هيچ فرد ديگري فتنه ايجاد ننمايد. به اين معني كه نبايد مطالبي راجع به ديگران در نزد استاد به ميان آورد كه استاد را نسبت به آنها بدبين سازد. مثلا بگويد:

فلاني از نقص و عيب استاد، خرده گيري كرد، و يا كسي از او بدگوئي نمود و يا در صدد رد گفته هاي او برآمد.

و يا طوري سخن گويد كه استاد را وادارد تا توجه بيشتري نسبت به او مبذول دارد، و به اصطلاح: خود شيريني نمايد. في المثل بگويد:

فلاني بسيار مايل بود كه من پيش او درس بخوانم، و يا مي خواستم نزد فلاني درس بخوانم؛ ولي به خاطر شما و علاقه اي كه به شما داشتم از اين كار خودداري كردم!

خلاصه اينكه نبايد با امثال اين گونه سخنها سعي نمايد جائي در دل استاد باز كند و يا ميان او و ديگران تفرقه افكند. آري او نبايد اين گونه سخنها را با استاد در ميان گذارد؛ زيرا شاگرد با چنان گفتارهاي غير معصومانه - نه تنها مرتكب امر مكروه و ناپسند و يا احيانا مرتكب حرام و يا گناه كبيره مي شود، بلكه به خاطر حماقت و رياكاري، مستحق توبيخ و اهانت بوده و سزاوار آن است كه از پيشگاه خدا و نيز استادش، طرد و تبعيد گردد.

و ما در بحثهاي گذشته - به مناسبت موضوع - در اين باره حديثي از اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) نقل كرديم كه ناظر به همين حقيقت بوده است.

22 - رعايت لطف بيان هنگام گفتگوي با استاد

دانشجو بايد در خطاب

به استاد - حتي الامكان - داراي حسن تعبير و لطافت بيان باشد، و به او نگويد:

چرا، نه، قبول نداريم، چه كسي چنين گفته و نقل و روايت كرده است، اين سخني كه شما مي گوئيد در كجا است، و يا مأخذ آن را در كجا مي توان يافت؟ او نبايد بگويد:

آنچه به خاطر دارم و يا ديگران نقل كرده اند با گفتار شما مغايرت دارد؟

دانشجو نبايد با امثال اين گونه تعابير و بيانات خود، استادش را مورد خطاب قرار داده (و با چنين لحنهاي زننده اي، خاطر او را بيازارد).

اگر دانشجو مي خواهد واقعا و معصومانه اصل و منبع گفتار استاد را بيابد و به اساس و مأخذ سخنان استاد واقف گردد، و يا علاقه مند است بداند كه چه كساني با استاد، هم عقيده و هم سخن هستند و محتواي بيان او را نقل كرده اند، مي تواند منظور خود را با آميزه لطف و نرمش و با بياني خوش آيند و دلنشين ابراز نمايد تا به هدف خود برسد، و ضمنا احترام به استاد را نيز رعايت كند.

اگر هدف دانشجو در اين چون و چراها، استفاده و بهره گيري از استاد باشد بهتر است در جلسه ديگري غير از جلسه درس (و يا در جلسه خصوصي) چنين سؤالاتي را مطرح كند.

(علاوه بر اين اگر خود را ناگزير ببيند كه در همان جلسه، پرسش هاي كنجكاوانه خويش را مطرح كند و چون و چرا نمايد) ، شايسته است به جاي «چرا»

«قبول ندارم»، لحن خود را تلطيف نموده و بگويد:

اگر به ما چنين بگويند؟ و يا اگر اين سخن را قبول نكنيم؟ و يا اگر از ما سؤال كنند (كه به چه دليل

چنين مي گوئي) ، و يا اگر به ما به طور كلي، ايراد نگيرند و اشكال كنند، در پاسخ آنها چه بگوئيم؟

دانشجو مي تواند امثال اين گونه تعبيرات خوش آيند و استفهام آميز را به جاي تعبيرات زننده و گزنده - در خطاب به استاد - مورد استفاده قرار دهد تا به عنوان فردي علاقه مند به فهم و درك حقيقت و پوياي پاسخ صحيح، تلقي گردد.

و بالاخره سؤال خويش را با حسن ادب و لطف بيان با استادش در ميان گذارد.

اگر استاد نسبت به رأي و نظريه و يا استدلال بر مطلبي اصرار مي ورزد؛ ولي آن را كاملا توضيح نمي دهد تا او مطلب را درست درك كند، و يا سهوا سخني ناصواب و نادرست را اظهار نمايد نبايد شاگرد، چهره و نگاه خود را از او برگردانده و دگرگون و دژم سازد، و يا با اشاره، به ديگران بفهماند كه شخصا رأي و نظريه و سخن استاد را مردود مي داند؛ بلكه بايد با نگاهي رضايت آميز و خوش آيند مطلب را از او دريافت كند و در برابر او چهره گشايد. اگرچه استاد، به علت غفلت و يا نسيان و فراموشي و اشتباه و يا به خاطر نارسائي ذهني در حال درس در طي سخنان خود، رأي نادرستي را اظهار كند (در عين حال نبايد اشتباه استاد به صورت دستاويز و اشارات توهين آميز شاگردي براي شاگردان ديگر درآيد) ؛ زيرا در جمع جامعه بشري، تنها انبياء و اوصياء و ائمه (عليهم السلام) هستند كه از اشتباه و لغزش مصونيت دارند، (و بشرهاي عادي - و لو اينكه واجد مراتب والاي علمي هم باشند - گاهگاهي دچار

اشتباه و لغزش مي شوند).

شاگرد نبايد بي محابا و به طور ناگهاني، حملات خود را به صورت رد و اشكال، متوجه استاد خويش سازد و او را غافلگير نمايد؛ زيرا اين گونه رفتارهاي زننده غالبا، صرفا از مردمي سرمي زند كه فاقد ادب و نزاكت صحيح مي باشند.

مثلا اگر استاد به شاگرد بگويد:

آيا تو چنين گفتي؟ و او در پاسخ بگويد نه من چنين چيزي نگفتم. يا استاد بگويد:

آيا چنين چيزي، هدف پرسش تو بوده است؟ يا چنين مطلبي به خاطر تو گذشت؟ و شاگرد بگويد:

نه، منظور من چنين چيزي نبوده، و يا چنين مطلبي از خاطر من نگذشت.

و امثال اين گونه تعابير زننده كه در خور برخورد شاگرد با استاد نيست، نبايد آنها را در پاسخ به استاد به كار برد. بلكه با لباني متبسم و چهره اي دلنشين، مقصود و هدف پاسخ خويش را همراه با لطف در بيان و تعبير، به استاد اعلام نمايد.

همچنين اگر استاد در مقام استفهام از شاگرد برآيد - استفهامي كه هدف آن، اقرار گرفتن از مخاطب و استحكام مطلب است - مثلا اگر استاد از او بپرسد:

آيا تو چنين نگفتي؟ و يا منظور تو چنين چيزي نيست؟ نبايد در برابر استفهام و پرسش هاي استاد، با جواب هاي منفي و امثال آن، گفته هاي او را رد كند و بگويد نه: بلكه بايد سكوت اختيار نمايد و يا مقصود خود را - با بياني لطيف كه در طي آن، استاد هم منظور او را درك كند - اداء نمايد.

و اگر شاگرد احساس نمود كه بايد ناگزير منظور و گفتار خود را براي استاد توضيح دهد بايد در پاسخ به استفهام و سؤال استاد

بگويد:

الآن چنين عرض مي كنم.

و يا هم اكنون از نظريه خويش بازمي گردم.

و بالاخره سخنش را براي استاد اعاده نموده و نظريه تازه خود را عرضه نمايد.

نبايد شاگرد در مقابل استفهام استاد، گستاخانه بگويد:

قبلا هم همان چيزي را گفتم كه تو گفته بودي، يا همان هدفي را در نظر گرفته بودم كه تو در نظر گرفته بودي؛ چون شايسته نيست كه شاگرد با اين طرز، به استفهام استاد پاسخ دهد؛ زيرا چنين تعبير و بيان، متضمن رد بر استاد مي باشد، (و به اصطلاح يك نوع توهين ضمني تلقي مي شود).

23 - جبران و تدارك كمبودهاي سخن استاد با اشارات لطيف

آئين و وظيفه اي كه ذيلاً از آن ياد مي شود از نوع همان وظيفه قبلي است، به اين شرح كه اگر استاد، تعليل و استدلالي را ياد كرد كه داراي متمم و دنباله اي است؛ ولي استاد از پي استدلال به شرح اين متمم و دنباله نپرداخت.

و يا اگر بحث و گفتگوئي را به ميان كشيد كه اشكال و ايرادي در آن به چشم مي خورد؛ لكن استاد اين اشكال را مورد بحث قرار نداد.

و يا اشكال قابل جوابي را ياد نمود؛ ولي استاد پاسخ آن را ايراد نكرد، در چنين صورتي شاگرد حق ندارد (در صدد تدارك كمبودهاي سخن استاد برآمده و) اين مسائل فراموش شده را به رخ استاد كشيده، و به تدارك آنها پيشدستي كرده، و به ذكر متممات سخن استاد به طور جسارت آميز مبادرت ورزد؛ و چون استاد نسبت به آنها اهمال ورزيد، گستاخانه آنها را تدارك نمايد؛ بلكه لازم است در جبران اين نقائص كه در سخنان استاد، مشهود است با لطيف ترين اشارات و تعبيراتي خوش آيند، مبادرت ورزد و بگويد:

به پاسخ اين

اشكال اشاره نفرموديد؟ و از امثال اين گونه تعابير استفاده نمايد (تا بدينوسيله - در عين حفظ حرمت استاد - پاسخ هاي لازم را از او دريافت كند). اگر استاد در برابر چنين درخواستي پاسخ لازم را بيان كرد بايد گفت كه شاگرد به مطلوب و هدف خويش دست يافته است.

و اگر استاد به علل مختلفي - كه ممكن است احيانا به مصالح جمعي شاگردان و يا شخص او مربوط باشد - از ذكر پاسخ و تدارك كمبودهاي سخن خويش خودداري ورزيد، اولي اين است كه شاگرد، سكوت اختيار كند (و سعي نكند در صدد جبران كمبودهاي سخن استاد و يا پاسخ از اشكال برآيد) ، مگر آنگاه كه استاد به او اجازه دهد، يا با قطع و يقين احساس كند كه استاد ترجيح مي دهد كه او يعني شاگرد، كمبودهاي سخن استاد را تدارك كرده و پاسخ اشكالات را ايراد نمايد. (و بالاخره آنچه را كه لازم است - با كسب اجازه از استاد و يا احساس رضايت او - به ميان كشيده و مطالب ضروري را مطرح سازد).

24 - رعايت ادب و نزاكت در خطاب به استاد

اين وظيفه - كه هم اكنون بازگو مي كنيم - نيز از نوع همان وظيفه قبلي است. به اين معني كه بايد شاگرد، مواظب طرز سخن گفتن خود باشد، و از به كار بردن تعبيراتي كه معمولا توده مردم در گفتگوهاي روزمره خود با يكديگر، از آن استفاده مي نمايند و در خور خطاب به استاد نيست، خودداري كند؛ مثل اينكه بگويد:

«چت (347)! فهميدي! شنيدي! مي داني! مرد حسابي! و امثال اين گونه تعابير (كه تحقيرآميز مي باشد و دون شأن استاد و مقام و منزلت او است).

همچنين، شاگرد حق ندارد،

در مقام حكايت و نقل قضيه اي درباره ديگران - نزد استاد خود - به گونه اي سخن گويد كه در خور خطاب به استاد نباشد. (و آنگاه كه در محضر استاد به سر مي برد، بايد تعبيرات خود را تلطيف نمايد؛ چون نقل تعبير و گفته هاي خارج از نزاكت ديگران، و حكايت و بازگو كردن آن ها، اين توهم را در حاضران به وجود مي آورد كه شايد با خود استاد، درگير شده و اين تعابير را درباره او به كار مي برد) ؛ با اينكه مي دانيم كه شاگرد در صدد حكايت است نه شكايت؛ ولي معذلك بايد از به كار بردن چنين تعابيري خودداري كند.»

في المثل ممكن است شاگرد - به عنوان حكايت و نقل از ديگران - در محضر استاد بگويد:

فلاني به فلاني گفت:

«تو بي شرمي، تو آدم بي خيري هستي، خيري نزد تو نمي توان يافت، تو آدم كم فهمي هستي و امثال اين نقل ها و سخن ها (كه شاگرد با اينكه در مقام حكايت و نقل از ديگران و درباره ديگران چنين سخن هائي را بر زبان مي راند، طرح آن ها در محضر استاد اين توهم را به وجود مي آورد كه گويا در خطاب به استاد، اين تعابير جسارت آميز را القاء مي كند. لذا شاگرد بايد از استعمال چنين تعابيري خودداري نمايد) ؛ بلكه اگر مي خواهد سخن ديگران را حكايت كند، بايد طبق معمول، با تعبيري كنايي، نقل و حكايت را بازگو سازد. مثلا بگويد:

فلاني به فلاني گفت:

آن آدم، كم خير است. نزد آن كس، خير را نمي توان يافت.

نظر چنين كنايه اي در پاره اي از اخبار نيز جلب نظر مي كند، كه كلمه «الابعد، يا، البعيد» (348) در آن ها به

كار رفته است و منظور از آن، كنايه از خويشتن و يا مخاطب مي باشد.

و يا بايد شاگرد در مقام حكايت گفتار ديگران، در چنين مواردي به جاي ضمير خطاب يا امثال آن، از ضمير غايب استفاده كند. مثلا بگويد:

فلاني به فلاني گفت كه آدم بدي است و انسان كم خير و كم حيائي است.»

25 - ناديده گرفتن سبق لسان و لغزش زبان استاد

اگر استاد، دچار سبق لسان گشت و زبانش به تحريف كلمه اي، شتاب گرفت و به علت جابجا شدن حروف كلمه، واژه و تعبيري از زبان او خارج شد كه داراي توجيه و مفهوم مستهجن و زننده اي بود، نبايد عكس العمل شاگرد، در برابر اين گونه لغزش زباني استاد، خنده و استهزاء باشد. او نبايد اين واژه مضحك استاد را به عنوان دستاويز تمسخر، تكرار نمايد تا به وسيله آن عليه استاد شتاب گيرد و بدو يورش ببرد و به ديگران در مورد سبق لسان استاد چشمك بزند. او بايد اساسا كوچكترين اشاره اي به آن ننمايد؛ بلكه ذهنش را بدان مشغول و سرگرم نسازد، و آن را به قلبش خطور ندهد و حتي بايد گوش و هوش خود را از شنيدن و انديشيدن در آن، منصرف سازد، و آن را براي هيچ كسي بازگو ننمايد. (و بالاخره بايد سبق لسان و اشتباه لفظي استاد را ناشنيده گرفته و به كلي فراموشش كند. نبايد شاگرد، متوقع باشد كه استاد او هرگز دچار لغزندگي زبان نگردد) ؛ زيرا زبان انسان، زياد لغزشكار است.

و هيچ بشر عادي از اشتباه و لغزش، مصونيت ندارد و از آن، معصوم نيست، به ويژه در اموري كه عذر انسان در آن پذيرفته است نبايد انتظار داشت كه مردم در

مورد آن ها از هر گونه خطا و اشتباه، مصون باشند.

اگر شاگرد، لغزش زباني استاد را دستاويز خنده و تمسخر و بهانه اي براي تحقير و استهزاء او قرار دهد، خويشتن را در معرض نوميدي از رحمت خدا و گرفتاري ها و ابتلائات و زيان قرار مي دهد، چنين شاگردي، سزاوار منع و تهديد و تاءديب و توبيخ و طرد و ملامت مي باشد.

علاوه بر همه اين مفاسد، بر عواقب سوء رفتار چنين شاگردي، خشم خدا و فرشتگان و انبياء و مقربان ويژه درگاه الهي را بايد اضافه نمود، (به اين معني كه او با رفتار دور از نزاكت خويش، چنين وجودات مقدسي را نيز خشمگين مي سازد).

26 - پيشدستي نكردن شاگرد به پاسخ پرسش ها در محضر استاد

نبايد شاگرد در شرح و توضيح مساله اي و يا براي پاسخ به سؤال خو (349) و يا ديگران بر استاد پيشدستي كند. به ويژه اگر سؤال از سوي ديگران مطرح شود، و استاد نيز در پاسخ به آن، درنگ نمايد بايد شاگرد از پيشتازي در جواب در محضر استاد، خودداري كند (تا از اين طريق، حرمت استاد را حفظ نمايد).

شاگرد نبايد در پاسخ به سؤالات، با استاد به مسابقه پرداخته و با او در پاسخ به آن ها همآوردي كند، و همدوش با او بدين كار دست يازد، و خود را با او همطراز سازد.

و نيز نبايد چنان اظهار نمايد كه پاسخ ها را مي داند، و يا قبل از استاد پاسخ درست آن ها را بازيافته بود.

البته در صورتي كه شاگرد بداند كه استاد وي علاقه دارد كه او پاسخ سؤال را در محضر او ايراد كند، و يا آنكه استاد ابتداء پاسخ به سؤال را به او پيشنهاد نمايد، و يا خود استاد از او

بخواهد كه جواب سؤال را در جلسه درس بيان كند، در چنين شرائطي مبادرت و پيشدستي شاگرد در پاسخ به سؤالات، مانعي ندارد.

27 - لزوم تمركز حواس و استماع دقيق به سخنان استاد

شاگرد نبايد در ادامه هر نوع سخن و گفتگوي استاد، وقفه اي ايجاد كند و پيوستگي كلام او را (با حرف زدن خود) از هم بگسلد. او نبايد در بيان اين مطلب، بر استاد سبقت گيرد و در خط مشي گفتار او، خويشتن را در مسير گفتار او درآورده و با وي هم آوردي كند؛ بلكه بايد درنگ نمايد كه استاد، سخن خود را به پايان رساند، و سپس سخن خود را به ميان آورد.

آنگاه كه استاد با او گفتگو مي كند و يا با جمع حاضران جلسه درس، سرگرم بحث و مذاكره است، نبايد او با شاگردان ديگر صحبت كند؛ بلكه موظف است سراپا گوش گردد و درس استاد را كاملا استماع نموده و تمام حواس و قواي خود را به منظور درك و فهم بيان او متمركز سازد.

28 - ارج نهادن به توضيحات استاد

اگر استاد، حكم مساله اي، يا مطلب سودمند و جالب، و يا حكايتي را بازگو نمايد و يا شعري را بسرايد، و شاگرد نيز به اين حكم و نكات و داستان و شعر، آشنائي قبلي داشته باشد (نبايد خود را از اين گونه مطالب، بي نياز جلوه داده و از استاد، روي برگرداند؛ بلكه) بايد به عنوان يك فرد ناآگاه و خالي الذهن و در مقام استفاده با دقت تمام به گفتار استاد گوش فرا دهد، و چنين وانمود سازد كه با عطش شديد و علاقه وافري، خواهان چنان مطالبي مي باشد و از شنيدن آنها شادمان است. بايد علاقه و دلبستگي خاطر شاگرد به بيان استاد به گونه اي وانمود گردد كه گويا در طول زندگاني خويش هرگز چنين حكم و داستان و اشعاري به گوشش نرسيده است.

يكي از

بزرگان سلف گفته است (350):

«گاه چنين اتفاق مي افتد كه از كسي سخن و حديثي مي شنيدم كه خود من، آگاهي بيشتر و فزونتري از او درباره آن سخن داشتم؛ ولي چهره و قيافه ام در برابر او چنان بود كه گويا به هيچ وجه از آن سخن و حديث آگاهي ندارم (و چنين وانمود مي كردم كه هم اكنون براي اولين بار آن را مي شنوم.»

و همو گفته است:

«اگر يك جوان نوپاي در علم و حديث، حديثي را با من در ميان مي گذاشت، و آن را بر من مي خواند، من سراپا گوش مي شدم و سخنان او را چنان استماع مي كردم كه گويا اساسا آن حديث را نشنيده بودم؛ در حالي كه من - پيش از آنكه اين جوان از مادر، زاده شود - اين حديث را شنيده و دريافته بود» (351).

باري، اگر استاد - به هنگام آغاز كردن سخن خود - درباره فوائد و نكات مذكور - به شاگرد بگويد:

آيا چنين مطالبي را مي داني و در ذهن خود، چنين ذخائري را اندوخته اي؟ نبايد او در پاسخ به چنين سؤالي بگويد:

«آري» ؛ زيرا او با چنين پاسخ مثبتي، خود را نسبت به گفتار استاد، بي نياز نشان مي دهد.

و نيز نبايد بگويد:

«نه»، مرتكب دروغ مي شود؛ بلكه لازم است (بدون گفتن «آري - يا - نه» در جواب او بگويد:

دلم مي خواهد از استاد استفاده كنم. يا بگويد:

مايلم از زبان استاد بشنوم. يا بگويد:

نسبت به اين مطلب، سابقه ذهني دارم ولي به علت مرور زمان، جزئيات و دقايق آن را به خاطر ندارم.

و يا اينكه بگويد:

اگر من اين مطلب و سخن را دوباره از زبان استاد بشنوم به صحت و درستي آن

بيش از پيش، اطمينان حاصل مي كنم. او بايد از امثال اين گونه سخن ها در پاسخ به استاد استفاده كند.

لكن اگر شاگرد، متوجه گردد كه هدف استاد از طرح چنين پرسش اين است كه مي خواهد ببيند آيا شاگرد او چنين مطلبي را در خاطرش حفظ كرده تا بدينوسيله از مراتب سعي و كوشش علمي او شادمان و راضي گردد؛ و يا در صدد امتحان و آزمايش او است؛ و لذا به شاگرد پيشنهاد مي كند تا گفتار و بيان او را تكميل نمايد و از اين رهگذر به ميزان حفظ و ضبط مطلب آگاه شود و مقدار كوشش و مساعي تحصيلي او روشن گردد. در چنين اوضاع و احوال، بايد شاگرد در تامين هدف و غرض استاد و كسب مراتب رضامندي او به اظهار معلومات خويش، تن دردهد، و به پرسش هاي علمي استاد - به خاطر جلب نظر و رضايت او نسبت به خويشتن - پاسخ مثبت دهد.

29 - عدم تكرار سؤال هاي فرساينده و تلف كننده فرصت

سزاوار نيست شاگرد، راجع به مطالبي كه آنها را مي داند، سؤال و پرسش خود را درباره آنها تكرار نموده و نكاتي را كه قبلا آنها را بازيافته بود راجع به آنها از استاد، توضيح مكرر را درخواست كند؛ زيرا تكرار سؤال و اعاده درخواست توضيح، باعث اتلاف وقت و يا احيانا، موجب دل سردي و افسردگي خاطر استاد مي شود.

يكي از بزرگان سلف گوي (352):

اعادة الحديث اشد من نقل الصخر

دوباره گوئي سخن و حديث، از جابجا كردن تخته سنگهاي سنگين، گران تر و طاقت فرساتر است.

نبايد شاگرد در استماع سخنان استاد و توجه و التفات به بيان او سهل انگاري و كوتاهي كند، و يا ذهن خود را - به

هنگام گفتار استاد - به فكر و انديشه و يا گفتاري ديگر، سرگرم سازد، و مآلاً ناگزير گردد كه از استاد درخواست كند تا دوباره، گفتار درسي را اعاده نمايد. (طرح چنين درخواست نابجائي - كه از قصور و يا تقصير و سهل انگاري شاگرد از لحاظ استماع به سخنان استاد، ناشي مي شود) نوعي اسائه ادب به ساحت مقدس استاد است؛ (چون او به سخنان استاد اهتمام نورزيده، و به بيان او گوش فرا نداده و بدينوسيله، محضر درس استاد را سبك برشمرده است. علاوه بر اينكه شاگرد - با چنين سهل انگاري - مرتكب خروج از ضوابط نزاكت شده، و موجبات تضييع اوقات ديگران را نيز فراهم مي آورد، ديگران و افرادي كه از آغاز درس، حواس خود را در نيوشيدن سخنان و بيانات استاد، متمركز ساخته و كاملا آن را درك كرده اند، و به خاطر سهل انگاري شاگرد پريشان كار، ناگزير به استماع دوباره بيانات استاد مي گردند).

بنابراين بايد شاگرد كاملا به سخن استاد گوش فرا دهد، و از آغاز گفتار استاد، ذهن خود را براي شنيدن و نيوشيدن بيان او، آماده و مجهز سازد.

برخي از استادان در برابر درخواست اين گونه شاگردان مسامحه كار، تسليم نمي شدند، و به برآورده ساختن درخواست آنان در تكرار درس، وقعي نمي نهادند؛ بلكه بر آنها بانگ مي زدند و بر سر آنها فرياد مي كشيدند، و از اظهار درخواست آنها جلوگيري مي كردند، تا بدينوسيله، آنها را كيفر داده (و در نتيجه، ناگزير گردند در جلسات ديگر از بذل جهد براي استماع سخنان استاد، دريغ نورزند).

ولي بايد اين نكته را يادآور شويم كه اگر شاگرد - به علت دور بودنش از استاد

در جلسه درس - نتوانست كاملا سخن او را درك كند، و يا عليرغم اقبال و كوششي كه در استماع بيانات استاد، مبذول داشته - به علت نارسائي و قصور استعداد - از درك و فهم مطلب محروم مانده است، مي تواند از استاد درخواست كند كه آن مطلب و يا توضيح و تفهيم آن را اعاده نمايد.

البته بايد اين درخواست را پس از آنكه عذر خويش را به عرض استاد رساند و از او پوزش خواهي نمود، در طي تقاضا و سؤال لطيفي بر استاد عرضه كند.

30 - سؤال به موقع شاگرد

نبايد شاگرد، بيجا و نابهنگام خود، راجع به موضوعي از استاد سؤال كند. (يعني سعي نمايد كه به موقع و در جاي خودش، پرسش را مطرح سازد). اگر شاگرد، پرسشي را بي موقع مطرح كند براي شنيدن پاسخ آن، هيچ حقي ندارد. ولي اگر بداند كه استاد از اين سؤال بي موقع او ناراحت نمي شود، طرح آن سؤال، بلامانع است. لكن بهتر اين است كه از چنين پرسشهاي بي موقع - و لو آنكه استاد هم راضي باشد - خودداري كند.

شاگرد نبايد در پرسش خود به گونه اي اصرار ورزد كه استاد را آزرده خاطر و دلسرد و منزجر سازد. آري او نبايد سؤالات خود را در ميان راه براي استاد مطرح نمايد؛ (بلكه بايد آنقدر صبر كند) تا استاد به مقصد برسد، (و سپس سؤالات خود را در مقصد و محلي كه در آنجا جلوس مي كنند؛ در ميان گذارد).

گويند يكي از استادان برجسته به شاگردان و دانشجويان، توصيه مي كرد كه در برخي از اوقات - راجع به مسائل دين - از من سؤال نكنيد:

1 - آنگاه كه راه

مي روم.

2 - زماني كه با مردم، سرگرم گفتگو هستم.

3 - وقتي كه سرپا ايستادم.

4 - موقعي كه براي استراحت، به چيزي تكيه كرده ام؛

زيرا انسان در چنين مواقعي از تمركز حواس و انديشه، محروم است و نمي تواند فكر خود را در جهت اداء مطلب، متمركز سازد.

فقط در آن موقعي از من پرسش كنيد كه بهترين زمان تجمع حواس و تمركز انديشه ها به شمار مي آيد (و آن هم عبارت از زماني است كه با آمادگي كامل، جلوس كنم، و از تمام وجود و قوايم در جواب به سؤالات شما استفاده نمايم).

31 - دلنشين بودن سؤال شاگرد

آنگاه كه استاد بر سر حال و نشاط است و در حال فراغ خاطر و آمادگي لازم به سر مي برد بايد شاگرد وقت را غنيمت شمرده و سؤال خود را در ميان گذارد و در كيفيت سؤال خود، لطف بيان و دلنشين بودن آن را از نظر دور ندارد، و با دقت و طرز خوشايندي از استاد، درخواست پاسخ نمايد تا پاسخ درست را از او دريافت دارد. (و يا استاد پاسخ درستي براي او بيان كند).

رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«رعايت اعتدال و توازن در هزينه زندگي و مصرف سرمايه مالي در طريق تامين حوائج روزمره، نيمي از ضروريات زندگي را ضمانت مي كند. اظهار محبت نسبت به مردم، نيمي از عقل و انديشه و خرد انسان را تشكيل مي دهد. پرس و جوئي كه با لطف و انديشه توام است، نيمي از علم و دانش انسان را سامان مي بخشد» (353).

32 - نبايد از سؤال و پرسش - و خاطر شرم و حياء دريغ ورزيد

شاگرد نبايد - در مورد مسائل و مشكلات پيچيده علمي - از پرسش نمودن، احساس شرم و حياء كند؛ بلكه بايد با كمال جرات و شهامت از استاد خود در مورد آن مسائل، توضيح كامل را درخواست كند؛ چون ظرافت و تنكي چهره به هنگام پرسش، سرانجامش نقصان و ضعف و كم تواني علمي است.

و كسي كه به اصطلاح با چهره نازك نارنجي و شرم آلود سؤال خود را مطرح مي كند، نقص و كمبودهاي علمي او به هنگام گردهم آئي مردم با او، پديدار مي شود.

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«دانش ديني و بينش الهي، همچون خانه (و خزينه و گنجوري است) كه بر در آن قفل نهادند؛ كليد اين قفل عبارت

از سؤال و پرسش است» (354) (كه چنين كليدي، همه ابواب را فراسوي انسان در برابر ذخائر علمي مي گشايد).

33 - شهامت شاگرد در اعتراف به عدم درك مطلب علمي

اگر استاد - درباره يك مطلبي كه هدف آن براي شاگرد كاملا واضح و روشن نيست - سؤال كند، مثلا به او بگويد:

آيا مطلب را فهميدي؟ نبايد در پاسخ او بگويد:

آري فهميدم؛ زيرا با چنين پاسخي، مرتكب دروغ شده، و نيز از درك و فهم سخن صحيح استاد، محروم مي ماند؛ (چون اگر بگويد نفهميدم استاد براي او توضيح مي دهد، و بدين طريق كمبود و نارسائي درك و فهم خويش را جبران مي نمايد). شاگرد نبايد از اظهار عدم اطلاع و اعتراف به عدم درك مطلب، احساس شرم و حياء كند؛ زيرا اگر او با شهامت به قصور و عدم درك خود اعتراف نمايد و خواهان توضيح مطلب و اثبات آن گردد از رهگذر آن، مصالح آني و آتي خويش را تامين مي كند.

اما مصالح آني: چون او بدينوسيله در صدد پاسداري و صيانت مطلب علمي برآمده، و خود را از دروغ و نفاق و دوروئي حفظ مي كند؛ از آن جهت كه درباره مساله اي كه كاملا آن را درك نكرده است اظهار بي اطلاعي مي نمايد. نتيجه و بازده چنين اعتراف شهامت آميز، اين است كه استاد را به اهتمام خويش در فهم، و گرايش و تمايل علمي خود، معتقد مي گرداند، و بالاخره مي فهمد كه چنين شاگردي از درايت و كمال عقل و تقوي و خويشتن داري، برخوردار مي باشد.

اما مصالح آتي: چون در سايه اين اعتراف، موفق به جبران كمبود فهم و درك علمي خود گرديده، و حق و صواب در قلبش جايگزين و پايدار شده، و به چنين شيوه

و روش رضايت آميز و خوي خوشايندي، معتاد و مانوس مي شود، (و در مسير زندگاني خود همواره گامهاي استواري در جهت حق و صواب بر مي دارد).

خليل بن احمد عروضي مي گويد:

موقف و جايگاه جهل و ناداني، ميان حياء و خودبيني و استنكاف و استكبار است، (افراد خجول و كم خودبين و مستكبر، همواره در جهل و ناداني متوقفند و نمي توانند از چنين قرارگاه ابهام آميزي برخيزند، و گامهاي خود را براي سير به سوي هدف علمي به حركت درآورند (355)

34 - ايجاد آمادگي براي سرعت انتقال در فهم سخن استاد

بايد ذهن شاگرد در جهت خواسته هاي استاد و در محضر او، آنچنان داراي آمادگي باشد كه اگر به وي دستوري دهد، و يا راجع به مطلبي از او پرسش كند، و يا به چيزي اشاره نمايد (در اطاعت از امر استاد و پاسخ به پرسشها و انجام خواسته هاي او آنچنان مهيا و حاضر الذهن باشد) كه استاد را به تكرار مطلب و اعاده سخن وادار نسازد؛ بلكه بايد به سرعت، نظر استاد را دريافته، و حق مطلب را بدون لحظه اي تأخير و تأمل، اداء كند، و استاد را به دوباره گوئي نكشاند.

35 - رعايت نزاكت و ادب در اخذ و عطاء

اگر استاد، چيزي به شاگرد اعطاء كند بايد با دست راست خود، آن را دريافت نمايد.

و اگر مي خواهد چيزي به استاد تقديم نمايد بايد با دست راست خود آن را به استاد تقديم كند.

و اگر برگ و نبشتاري در اختيار استاد قرار مي دهد كه بايد في المثل آن را بخواند؛ يا قصه و داستاني طي آن آمده باشد، بايد آن را باز كرده و سپس آن را به استاد تقديم كند.

و هنگام تقديم آن به استاد، نبايد پيچيده و تاشده باشد. اگر شاگرد با قاطعيت و يا به احتمال قوي احساس كند كه استاد ترجيح مي دهد كه نامه و نبشتار به صورت تاشده و پيچيده به او تقديم گردد تقديم آن به همين صورت اشكالي ندارد.

اگر شاگرد، نوشته اي را - (كه هنوز مركب آن خشك نشده است) - از استاد دريافت كند بايد آن را هرچه زودتر همانطور كه باز است و استاد، آن را خاكستر مال (356) نكرده است، و آن را به اصطلاح تا ننموده، از دست او بگيرد، و سپس

آن را تا كند.

و اگر مركب آن خشك نشده، آن را خاكستر مالي نمايد.

اگر مي خواهد نبشتار و كتابي را در دسترس استاد قرار دهد بايد آن را به صورتي آماده براي باز كردن و خواندن، به استاد تقديم كند تا او را به برگرداندن و وارونه ساختن آن نيازي پيدا نكند، (يعني به صورت سر و ته به استاد تقديم نكند).

اگر هدف شاگرد در تعليم نوشته و كتاب به استاد، چنان باشد كه استاد، جاي معيني از آن را باز كند و بدان بنگرد، بايد در حين تقديم آن به استاد، كتاب را - به صورت باز و آماده - در اختيار او قرار دهد، و جاي مطالعه و نگاه كردن استاد را نيز مشخص سازد.

شاگرد نبايد هيچ چيز - اعم از كتاب يا برگ كاغذ و امثال آن را - به طرف استاد پرت كند و نزد او بيندازد. اگر ميان او و استادش فاصله اي باشد، دستش را به طرف استاد دراز نكند؛ (بلكه خود را به استاد نزديك ساخته و اخذ و اعطاء خود را توام با ادب و نزاكت انجام دهد).

و همچنين در صورت فاصله داشتن با استاد، او را وادار نسازد كه دستش را براي اخذ يا اعطاء چيزي، دراز كند؛ بلكه او بايد از جاي خود برخيزد و به طرف استاد برود، و خود را بر روي زمين نكشد و روي زمين، پس و پيش نرود، (و ضمن حفظ حريم استاد، خويشتن را به او نزديك سازد).

اگر شاگرد - براي گرفتن و يا دادن چيزي به استاد - از جاي خويش بر مي خيزد، و يا نزديك او و در برابرش

جلوس مي كند، نبايد خود را زياده از حد به او نزديك سازد. او نبايد دست يا پا و يا عضوي از اندام و يا لباس خود را بر روي لباس و يا بساط و مسند استاد و امثال آن قرار دهد. چنانكه پيش از اين در اين مقوله، مطالبي را ياد كرديم.

36 - رعايت نكته هاي باريكتر از مو، در ارج نهادن به مقام استاد

آنگاه كه شاگرد مي خواهد قلمي را به استاد تقديم نمايد كه با آن چيزي بنويسد، بايد قبل از تقديم به استاد، قلم را آماده ساخته و اوصاف و شرائط آن را كاملا وارسي نموده و دو سوي نوك آن را - در صورتي كه بهم پيوسته باشد - از هم بشكافد (357)

در صورتي كه شاگرد، بخواهد دواتي را در حضور استاد قرار دهد بايد آن را از غلاف بيرون كشيده و به صورت مهيا و آماده براي نوشتن، در دسترس او گذارد. اگر چاقو و قلمتراشي در اختيار استاد قرار مي دهد، لبه و تيغه و يا دسته آن را در حالي كه تيغه را به دست گرفته به طرف استاد نگيرد؛ بلكه به صورت عرضي و در جهت پهنا، چاقو را به طرف استاد بگيرد، و لبه تيز چاقو را به طرف خود قرار دهد، و طرف دسته چاقو - يعني آن قسمت نزديك به تيغه - را به دست گرفته و دسته آن را در سمت راست گيرنده آن (يعني استاد) نگاه دارد. (اين ملاحظات دقيق و نكات باريكتر از مو، نمايانگر لزوم ارج نهادن به مقام استاد در تعاليم اسلامي است كه حتي دورافتاده ترين و فراموش شده ترين مسائل اخلاقي مربوط به رابطه شاگرد و استاد، با باريك بيني ها و

موشكافي هاي جالب توجهي؛ مورد عنايت و اهتمام مي باشد).

37 - حفظ حريم استاد بهنگام جلوس و اقامه نماز

آنگاه كه شاگرد مي خواهد سجاده نماز را در اختيار استاد قرار دهد تا روي آن نماز بخواند، بايد آن را باز كند. ولي بهتر اين است كه آن را براي استاد، روي زمين بگستراند؛ البته در موقعي كه استاد، قصد خواندن نماز را داشته باشد.

يكي از دانشمندان گفته است:

«اگر بر روي سجاده نقش و نگار و تصوير محراب باشد تصوير را بايد - در صورت امكان - در جهت قبله قرار دهد.

و اگر بايد سجاده به صورت تاشده، مفروش گردد لازم است دو طرف آن را در طرف چپ نمازگزار (يعني استاد) قرار دهد.»

نبايد شاگرد در حضور استاد بر روي سجاده نشسته و يا بر روي آن نماز گزارد. البته اين دستور در صورتي لازم الاجراء است كه پاك و مكان طاهري براي نماز گزاردن او وجود داشته باشد. (در چنين وضعي شايسته نيست كه شاگرد روي سجاده خاص به خودش اقامه نماز كند. ولي در غير اين صورت، هيچ مانع اخلاقي براي نماز گزاردن شاگرد بر روي سجاده شخصي خودش وجود ندارد).

اگر مردم زمان بر حسب رسم معمول و متداول - براي نماز گزاردن - سجاده را به همراه خود بر مي دارند، و از آن براي اقامه نماز استفاده مي كنند شاگرد هم مي تواند مانند استاد، سجاده اي را همراه خود بردارد و روي آن نماز بخواند، و طبق رسم معمول عمل كند. اما اگر مساله همراه گرفتن سجاده و استفاده از آن براي نماز، به عنوان شعار مترفعان و همرنگي با رفتار بزرگ منشان تلقي گردد، به كار گرفتن چنين بساط مترفعانه و بزرگ منشانه، در خور

دانشجو و طالب علم نمي باشد؛ چنانكه اين وضع در پاره اي از بلاد مرسوم است كه مترفعانه و بزرگ منشانه، سجاده مخصوصي را همراه خود گرفته و از آن براي نماز استفاده كنند.

38 - كوشش هاي بي دريغ شاگرد نسبت به استاد

اگر استاد از جاي خويش برخيزد، بايد شاگرد در جمع كردن و گرفتن بساط و سجاده استاد، بر ديگران پيشدستي كند. در صورتي اين اقدام و مبادرت، لازم است كه سجاده استاد، قابل حمل بوده و معمولا آن را جمع آوري مي كنند.

بايد شاگرد (به خاطر احترام به استاد) در صورت نياز او دست يا بازوي استاد را قبل از ديگران بگيرد. اگر استاد اخلاقاً احساس زحمت و دشواري روحي ننمايد مي تواند شاگرد قبل از اقدام ديگران، كفش او را پيش پاي وي قرار دهد.

بايد هدف و آماج اين همه تذلل و رفتار فروتنانه شاگرد، به گونه اي انجام گيرد كه هدف شاگرد در مسير خدمت به استاد و رفع حوائج او، جويائي تقرب به خدا باشد.

يكي از بزرگان گفته است:

«هيچ فرد شريف و بزرگوار، دريغ و استنكاف و مضايقه را در چهار مورد، روا نمي داند، هر چند اين فرد، امير و فرمانروا و داراي شخصيتي برجسته باشد:

1 - برخاستن از مكان و مجلس به منظور احترام به پدر.

2 - خدمت نمودن به استاد و دانشمندي كه انسان از محضر او مستفيض مي گردد، و از او علم مي آموزد.

3 - سؤال و پرسش درباره مطلبي كه از آن ها آگاهي ندارد.

4 - خدمت به ميهمان و پرستاري از او.» (358)

39 - بي بند و بار نبودن شاگرد از لحاظ جلوس در محضر استاد

شاگرد بايد به هنگام قيام استاد، از جاي خويش برخيزد.

و تا آنگاه كه استاد در حال قيام و ايستاده به سر مي برد در جاي خويش ننشيند. او نبايد هنگامي كه استاد ايستاده و يا نشسته است، بر روي زمين دراز بكشد.

و به پهلو بخوابد.

و اصولا شاگرد نبايد در هر وضع و كيفيتي در محضر استاد دراز بكشد و بخوابد.

مگر آنگاه كه وقت خوابيدن در رسد و استاد به او اجازه خوابيدن بدهد. ولي بهتر اين است كه قبل از خوابيدن استاد، به خوابيدن روي نياورد. اگر استاد به وي امر كند كه بخوابد بايد پيش از خوابيدن استاد، از دستور او اطاعت نمايد و خوابيدن را براي خود، روا بيند.

40 - بايد حركت و راه رفتن در معيت استاد، نمايانگر احترام و محبت به او باشد

هنگامي كه شاگرد در معيت استاد گام بر مي دارد - اگر اين همراهي و همگامي در شبانگاه انجام گيرد - بايد در جلو و پيشاپيش استاد راه برود.

و اگر در روز روشن باشد بايد در پشت سر استاد حركت كند. (البته موارد استثنائي براي اين ضابطه اخلاقي وجود دارد):

يكي از اين موارد، عبارت از اين است كه استاد و يا شاگرد با رعايت اين ضابطه، دچار زحمت گردند و يا خود استاد، دستور دهد كه شاگرد در پشت سر يا پيش روي او حركت كند. در اين گونه موارد - به خاطر امتثال و اطاعت از امر استاد و رهائي از رنج هاي بيهوده - تخلف از اين ضابطه هيچ گونه اشكالي ندارد.

لازم است شاگرد در مسير و راه هاي ناشناخته - كه ممكن است در طي اين مسير احيانا با گل و لاي و گودال و فرو رفتن در لجنزار مواجه شوند - در پيش روي استاد حركت كند.

و همچنين در مسيرهاي خطرناك نيز بايد شاگرد در جلوي استاد راه برود.

شاگرد بايد سعي كند كه در حين راه رفتن، دامن جامه و لباس استاد را با آب و رطوبت و گل و لاي زمين آلوده و تر نسازد.

و اگر استاد براي حفظ و پاك نگاه داشتن لباس خود از ترشحات زمين، دچار زحمت مي گردد،

بايد شاگرد با دست خود از جلو و يا عقب، دامن لباس استاد را برگيرد تا آلوده و تر نشود.

اگر شاگرد - بر حسب وظيفه اخلاقي - پيشاپيش استاد حركت كند بايد نگاه خود را از او برنگيرد، و لحظه به لحظه نگاه خويش را به استاد، معطوف ساخته و برگردد، و به او نگاه كند (تا از امنيت و سلامت او همواره آگاه و باخبر باشد).

هرگاه شاگرد - به تنهائي - در معيت استاد باشد، و يا استاد در حين راه رفتن با او گفتگو نمايد و هر دو زير سايه قرار داشته باشند، بايد شاگرد - همچون ماءموم نسبت به امام - در جانب راست استاد قرار گيرد، و طرف چپ او را آزاد و خالي گذارد تا استاد در انداختن آب دهان و يا اخلاط سينه، در زحمت و تنگنا قرار نگيرد.

عده اي مي گويند:

بايد شاگرد - در چنين حالاتي - در جانب چپ استاد راه برود، و اندكي از او جلو افتد تا بتواند به استاد بنگرد.

و آنگاه كه شخصي به استاد نزديك مي شود و يا يكي از بزرگان، آهنگ خدمت او را داشته باشد - در صورتي كه استاد متوجه اين مطلب نشود - بايد شاگرد، او را به اين موضوع، واقف و آگاه سازد.

شاگرد نبايد جز در موارد ضروري و يا دستور و اجازه استاد، در جنب استاد و همرديف با او حركت كند و شانه به شانه استاد بسايد. اگر پياده و يا سوار بر مركب، حركت مي كنند با شانه و يا ركاب خود، نبايد استاد را بيازارد، و از برخورد با جامه و لباس استاد بر حذر باشد.

شاگرد بايد

در حين حركت، در فصل تابستان، استاد را در جهت سايه قرار داده و در فصل زمستان، مسير حركت استاد را در جهت تابش آفتاب تعيين كند.

و در محله ها و آبراهه هائي كه سنگچين شده و امثال آنها، كنار ديوار را براي تعيين مسير حركت استاد، آزاد گذارد. او بايد طوري مسير استاد را آزاد گذارد كه تابش خورشيد - به هنگام نگاه و التفات او به شاگرد - چهره وي را نيازارد.

شاگرد نبايد ميان استاد و كسي كه با او در حال گفتگو است، حركت كند. او بايد در جلو و يا پشت سر آنها حركت نمايد، و خود را زياده از حد به آنها نزديك نسازد، و به سخنان آنها گوش فرا ندهد، (و به اصطلاح: استراق سمع نكند) ، و به آنها ننگرد.

و اگر به او اجازه ورود در بحث و گفتگوي خود دادند بايد در كنار آنها قرار گرفته و ميان آنان، فاصله و جدائي نيفكند.

اگر دو شاگرد، همراه استاد حركت كند و استاد، آنان را در دو طرف خويش قرار دهد، شايسته است كه شاگرد مسن تر و بزرگتر در جانب راست استاد قرار گيرد.

و چنانچه استاد، هر دو را در طرفين خود قرار ندهد، بايد شاگرد مسن تر و بزرگتر در جلو، و شاگرد كم سالتر و كوچكتر در پشت سر او حركت كنند.

اگر شاگرد در ميان راه با استاد، برخورد كند بايد با آغاز كردن و سلام و تحيت، به او اداي احترام نموده، و در صورتي كه استاد، دور باشد آهنگ رفتن به سوي او نموده و خود را به وي نزديك سازد، و او را از

دور با صداي بلند نخواند، و يا از پشت سر و يا از راه دور به او سلام نكند؛ بلكه خود را نزديك ساخته و سلام و تحيت خويش را با صداي معمولي و متعارف، تقديم استاد نمايد.

بعد از چنين برخورد خوش آيند و جالب، و يا در هر شرائطي اگر استاد و شاگرد، آهنگ حركت نمايند نبايد شاگرد، آغاز كردن به حركت در مسيري را به استاد پيشنهاد كند؛ بلكه بايد با نظرخواهي از استاد، و بر طبق صوابديد او آهنگ حركت و سير در مسيري را آغاز نمايند.

و در صورتي كه استاد از او نظرخواهي كند بايد ادب را از نظر دور ندارد، يعني آغاز حركت در مسير را به نظر استاد واگذار سازد. مگر آنگاه كه استاد از شاگرد در مساله پيمودن راه، نظرخواهي و مشورت كند، در چنين صورتي اظهار نظر شاگرد، اشكال اخلاقي ندارد. اگر رأي استاد در پيمودن طريق و مسير خاصي، از ديدگاه شاگرد درست به نظر نرسد، بايد نظر خود را با لطف و حفظ نزاكت و ادب، به استاد اظهار كند. مثلا بگويد:

«ظاهرا مصلحت در اين است كه از اين مسير حركت كنيم.» او نبايد در مقام رد نظر و رأي استاد بگويد:

«من، چنين نظر مي دهم، و يا حق و صواب، چنين مي باشد.»

(در پايان اين بخش) بايد يادآور گرديم: اين آداب و آئينهاي اخلاقي - كه بايد شاگرد درباره استاد و معلم خويش آنها را رعايت كند - پاره اي از آنها و يا مهمترين قسمت آن، مبتني بر متون و نصوص ديني - اعم از قرآن و حديث - مي باشد. ساير آداب و آئينهاي علم آموزي

و ضوابط مربوط به روابط اخلاقي استاد و شاگرد نيز از يكي از طرق استنباط، استخراج شده است، همان طرقي كه احكام ديني، بر آن مبتني مي باشد. يكي از آن احكام عبارت از مراعات و پاسداري و رعايت عادات و خويهاي سنجيده و استوار و حساب شده مربوط به كيفيت روابط استاد و شاگرد است.

خداوند متعال است كه موجبات توفيق آدمي را فراهم مي آورد.

بخش 3 آداب و وظائف شاگرد در دانش آموختن و قرائت درس و تكيه گاههاي او در رابطه با استاد و رفقاء و همدرسها

اشاره

وظائف و تكاليف مربوط به اين بخش ضمن (سي) امر مورد بحث و مطالعه قرار مي گيرد:

1 - ضرورت حفظ كردن قرآن كريم - يا - نخستين و اساسي ترين ماده درسي شاگردان

مهمترين وظيفه شاگرد - كه از لحاظ اهميت در درجه نخست قرار دارد - اين است كه قبل از هر گونه اقدامات تحصيلي - با دقت و اهتمام ويژه اي به حفظ، و به خاطر سپردن دقيق و درست قرآن كريم و كتاب خداوند عزيز، فعاليت درسي و تحصيلي خود را آغاز كند؛ زيرا قرآن كريم، اساس و بنياد همه علوم و دانشها مي باشد، و معارف آن پرارزش ترين معارف انساني است.

دانشمندان سلف، علم فقه و حديث را منحصرا به كساني تعليم مي دادند كه حافظ آيات قرآني بوده اند. اگر شاگرد، دست اندر كار حفظ قرآن گردد، بايد سعي كند خويشتن را سرگرم كارهائي ديگر نسازد كه منجر به نسيان و فراموشي پاره اي از قرآن شود، و يا احيانا زمينه هائي در ذهن او فراهم آيد كه قريباً بخشي از قرآن از حافظه و خاطر او زدوده شود؛ بلكه بايد همواره استمرار و همبستگي خود را با خواندن و مرور قرآن، حفظ كند. به اينصورت كه هر روز يا هر چند روز و يا در هر روز جمعه يك جزء از قرآن را همواره و براي هميشه تلاوت كند.

شاگرد بايد پس از حفظ كردن قرآن، تفسير و ساير علوم مربوط به قرآن را دقيقا و درست فراگيرد.

و سپس درباره هر علم و فن، كليات و فشرده اي از آنها را حفظ كند، به گونه اي كه صدر و ذيل آن فنون را بشناسد، و در فراگرفتن كليات فنون و صناعت هاي علمي، فنون مهمتر را به ترتيب بر فنون ديگر ترجيح دهد.

و ما -

ان شاء الله - تحت عنوان «خاتمه»، راجع به ترتيب علوم و فنون، مطالبي را به تفصيل بازگو خواهيم كرد تا مراتب اهميت علوم و درجه آنها از لحاظ ترتيب و تقديم و تأخير، مشخص گردد.

بايد شاگرد پس از طي اين مراحل، به عرضه كردن معلومات خود بر استاد و درخواست شرح و گزارش اين معلومات و محفوظات از اساتيد، سرگرم گردد. او بايد در هر فني به استاداني مراجعه و تكيه كند كه از لحاظ تحقيقات و تحصيلات مربوط به آن فن، بر ديگران برتري و فزوني داشته باشند.

چنانكه براي شاگرد، ميسر باشد كه شرح و گزارش دروس را در تمام روزهاي هفته از استاد فراگيرد بايد همين كار را انجام و ادامه دهد.

و در غير اينصورت موظف است به اندازه امكانات و حداقل ممكن، اكتفاء نمايد.

و ما در اين زمينه در سلسله بحثهاي گذشته، مطالبي را ياد كرديم.

2 - بايد مطالعات و اشتغالات علمي شاگرد، در خور فهم و استعداد او باشد

شاگرد و دانشجو بايد در مطالعه و بررسي هاي علمي خود، به همان مقداري اكتفاء كند كه قدرت درك و فهم و استعداد او، توانائي برداشت آن ها را دارا بوده، و ضمنا ذهن و هوش او بدانها تمايل داشته باشد. او نبايد طبع و قواي ذهني خود را در اين رهگذر، متنفر و خسته و فرسوده سازد، و نيز نبايد به مطالبي كه فكر و قواي دماغي او را پريشان مي كند، و ذهن او را دچار سرگشتگي و حيرت مي نمايد - مانند كتابهاي متعدد و آثار متنوع و متفرق - سرگرم شود. كه اين كار، وقت او را ضايع نموده و ذهنش را پريشان مي كند.

در قرائت كتب و يا فراگرفتن كليات فنون، كار و كوشش خود

را ناتمام نگذارد تا به قاطعيت و يقين و استحكام فهم، نسبت به آن كتب و يا آن فنون نائل شود.

و اين امر بدان جهت است كه از اشتباه و لغزش مصون مانده و دچار جابجا شدن در مورد كتب و فنون علمي نگردد؛ چون لغزش و اشتباه و از اين شاخه به آن شاخه پريدن، موجب تضييع عمر و ناكامي شاگرد مي شود.

اشتغال به قرائت كتبي كه اختلافات عقلي و امثال آن در آن مطرح است - قبل از آنكه شاگرد، فهم و درك خود را درباره آن مسائل، تكميل كند و رأي و نظريه او بر اساس حق و درستي، استوار شود؛ و ذهن و مايه هاي علمي او براي فهم پاسخهاي پيچيده، آمادگي كامل كسب كند - اين اشتغال، از جمله همان كارهائي است كه ناكامي و عدم موفقيت را براي او به ارمغان مي آورد.

البته اين موضوع نسبت به اشخاص مختلف، متفاوت است:

(گروهي از افراد، چنين توانائي را دارا هستند، و عده اي فاقد آن مي باشند).

و هر كسي خويشتن را بهتر از ديگران مي شناسد، (و مي تواند راه و روش ويژه و مناسبي را در اشتغالات علمي خودش انتخاب كند).

3 - تصحيح درس و معلومات قبل از اندوختن آن در حافظه

شاگرد قبل از آنكه درس خود را حفظ و از بر كند، بايد به تصحيح دقيق آن در نزد استاد خويش و يا هر فرد ديگري - كه استاد، او را براي اينكار تعيين مي كند و مي تواند او را ياري دهد - اهتمام ورزد.

و سپس به حفظ و از بر كردن دقيق، سرگرم شود و محفوظات خود را به خوبي و درستي تكرار نمايد.

او بايد اوقات معيني را براي مواظبت و نگاهباني از محفوظات خويش اختصاص

دهد، و خويشتن را در چنين اوقاتي، متعهد سازد كه اندوخته هاي حافظه خويش را بررسي كند تا ثبات و پايداري اين محفوظات كاملا ضمانت گردد.

و بالاخره بايد اين مساله را - به خاطر حفظ استمرار و پيوستگي محفوظات علمي - دقيقا رعايت كند، به گونه اي كه همواره در ذهن او با وضع مطلوبي، محفوظ بماند.

شاگرد نبايد به هيچ وجه - (كتابي را) از پيش خود و بدون تصحيح و جبران اشتباهات آن در نزد استاد و يا ديگران - مستقلا حفظ كند؛ زيرا اين كار (بدون پشتوانه تصحيح آن در نزد استاد) ، به تصحيف و تحريف كتاب و يا مطالب علمي آن منجر مي شود.

پيش از اين، هشدار داديم كه علم و دانش را نمي توان (مستقلا و استاد ناديده) در كتب و نوشته ها جستجو كرده و آن را به دست آورد؛ (زيرا اخذ معلومات و فراهم آوردن معارف و دانش ها از كتاب - منهاي استاد - نه تنها معلومات صحيح در اختيار شاگرد قرار نمي دهد؛ بلكه) از زيانبارترين تبهكاري هاي علمي به شمار مي آيد. بخصوص در علم فقه (كه اگر شاگرد، در اين علم و يا اساسا ساير علوم ديني، راءسا و بدون استاد، دست اندر كار بررسي و مطالعه آنها گردد. قهرا معلومات لغزنده و لغزاننده و اشتباه آميزي را در انبار ذهن خويش، تثبيت و ذخيره مي كند، و او نيز به نوبه خود، همين معلومات غلط را در اذهان ديگران جايگزين و خوش نشين مي سازد. آيا هيچ مفسده اي به پايه مفسده معلومات ناقص و اشتباه آميز در اذهان مردم مي رسد؟)

4 - بايد جبران لغزش هاي استاد توام با حفظ حرمت او صورت گيرد

شاگرد بايد همزمان با قرائت درس، قلم و دوات و چاقو و قلم تراش

را - به منظور تصحيح و ضبط تصحيحات لغوي و يا تصحيح اعراب - همراه خود داشته باشد. اگر استاد، طرز تلفظ شاگرد را درباره لغت و واژه اي تخطئه كند و خود شاگرد - به قطع و يقين و يا به احتمال قوي - تخطئه استاد را ناروا و نادرست تلقي نمايد، بايد تلفظ صحيح آن لغت را با ذكر عبارت قبلي، براي استاد تكرار كند تا استاد متوجه ضبط صحيح آن لغت گردد.

و يا آنكه تلفظ صحيح آن لغت را به صورت استفهام و پرسش عرضه نمايد، (و بدينطريق، استاد را به جبران اشتباهش رهنمون گردد) ؛ چون ممكن است استاد سهوا و يا به خاطر لغزندگي زبان و شتابزدگي در بيان - به علت غفلت - دچار چنين اشتباهي شده باشد. (بايد شاگرد براي تصحيح اين اشتباه، از لطف بيان و گفتار محبت آميز خويش، استمداد جويد، و ضمن احترام به استاد، او را متوجه لغزش خود سازد). نبايد شاگرد براي جبران اين گونه اشتباهات لفظي استاد، (آمرانه و جسارت مآبانه) بگويد:

«خير چنين نيست؛ بلكه بايد اين گونه تلفظ نمود.»

باري، اگر استاد، ضمن يادآوري شاگرد، متوجه حق و صواب گشت، قهرا نظر و هدف مطلوب او تحقق يافته، و نياز به كوشش ديگري ندارد. ولي اگر عليرغم تذكر و يادآوري شاگرد، به تلفظ صحيح آن لغت، التفاتي نكرد بايد شاگرد، جبران اين موضوع را به جلسه ديگري موكول سازد. البته بايد از به كار گرفتن لطف بيان و حفظ نزاكت - براي تذكر اشتباه استاد - دريغ نورزد و يا اينكه اگر مي داند كه خود استاد و شاگردان از غفلت و خلاف حق

بودن سخن وي اطلاع دارند، به اصلاح غفلت و لغزش استاد به صورتي كه خود مي داند نپردازد، و بدان مبادرت نورزد؛ (بلكه با استاد در اين مورد مشورت كند.

و بدينسان اگر ثابت شود استاد در پاسخ مساله اي دچار لغزش شده است، و جبران اشتباه استاد و اثبات حق، يك امر فوت شدني است و تدارك آن، مشكل نبود، بايد شاگرد، همان راه و روشي را در اصلاح و جبران پاسخ اشتباه آميز استاد در پيش گيرد كه اخلاقا موظف بود در رفع اشتباه لفظي او به همان صورت عمل كند؛ ولي اگر موقعيت به گونه اي حساس و جبران ناپذير باشد كه موكول ساختن جبران اشتباه به جلسات ديگر، مشكل و دشوار باشد، مثلا استاد مي خواهد پاسخ سؤال را بر روي برگه و نامه استفتاء بنويسد و شخص سائل نيز، فردي بيگانه و يا از نقطه و مكاني دوردست آمده، و يا آنكه خانه و سراي او دور باشد، و مي خواهد به سرعت از مجلس استاد به شهر و ديار خود بازگردد، يا آدمي بدزبان و هتاك باشد؛ در چنين شرائطي لازم است شاگرد، في المجلس نخست با اشاره، و سپس با صراحت، استاد را نسبت به اشتباهش هشدار دهد (تا در صدد تدارك آن برآيد) ؛ زيرا اگر شاگرد - در چنين موقعيت حساس - از اشتباه و لغزش استاد چشم پوشي كند و آن را تذكر ندهد، به خود او خيانت كرده است. لذا بايد در صورت امكان با چاره جوئيهاي لطيف، و گرنه، با صراحت، از چنين لغزشي پيشگيري كرده و استاد را به حقيقت ارشاد نمايد.

اگر استاد براي تصحيح كتاب و درس

شاگرد، در نقطه اي از كتاب، متوقف شد، بايد شاگرد در برابر آن نقطه و آن موضع از كتاب، چنين بنويسد:

«بلغ العرض» يا «بلغ التصحيح» يعني عرض و مقابله و تصحيح كتاب و درس، بدينجا رسيده است.

5 - استمرار در سعي و كوشش و بررسي محفوظات

پس از آنكه شاگرد در حفظ كردن و تصحيح و مطالعه و امعان نظر، درسها را از لحاظ اهميت، درجه بندي كرد، و اهميت آنها را به ترتيب، مورد رسيدگي قرار داد، و وظيفه خويش را درباره آنها به انجام رسانيد بايد معلومات و محفوظات خود را مورد مذاكره قرار داده و تفكر و تعمق در آنها را استمرار دهد، و فوائد و نكاتي را كه از اين محفوظات استنباط مي شود و به دست مي آيد مورد اهتمام و توجه قرار داده، و درباره آنها با برخي از حاضران جلسه درس استاد، به گفتگو و مباحثه بپردازد.

درباره اين موضوع - ضمن بحثهاي آينده - بيان مفصلتري را در پيش داريم.

6 - برنامه ريزي ساعات شبانه روزي براي اشتغالات علمي

شاگرد بايد اوقات و فرصتهاي شبانه روزي خود را طبق برنامه تحصيلي خود، تقسيم بندي و طرح ريزي نمايد؛ زيرا اين كار يعني داشتن برنامه روزانه و تقسيم اوقات، موجب بركت و ازدياد عمر علمي و فرصتهاي تحصيلي دانشجو مي گردد. شاگرد بايد بازمانده عمر خويش را غنيمت بشمارد؛ زيرا بازمانده عمر انسان آنچنان گرانبها است كه نمي توان آن را ارزيابي نموده، و قيمت و بهائي براي آن تعيين كرد.

بهترين اوقات و فرصت ها براي حفظ كردن، سحرها و ساعات پس از نيمه شب.

و عالي ترين فرصت براي بحث و گفتگوهاي علمي، ساعات بامدادان.

و مطلوب ترين موقع براي كتابت و نگارش، اوقات نيمروز.

و سودمندترين لحظه ها براي بررسي و مطالعه و مذاكره، شبانگاهان و بازمانده ساعات روز مي باشد.

از گفته ها و بياناتي كه تجربه نيز آن را تاييد مي كند اين است كه حفظ كردن مطالب در شبانگاهان از حفظ كردن در ساعات روز، نافع تر مي باشد؛ چنانكه حفظ مطالب در

حالت گرسنگي و عدم امتلاء معده، سودمندتر از هنگام سيري است (359)

اگر شاگردي بخواهد در حفظ و غوررسي معلومات خود، كاملا موفق و كامياب گردد بايد جا و مكاني خالي از اغيار و به اصطلاح: محل دنجي را انتخاب كند كه از عوامل سرگرم كننده و مشغول ساز از قبيل سر و صدا و سبزه و گياه و رودهاي جاري و راه ها و شوارع پر تراكم - كه رفت و آمد و حركات در آنجا زياد است - بدور باشد؛ زيرا اين عوامل، مانع آسايش دل و آرامش و فراغ خاطر مي باشد، و موجبات تفرق و پريشاني قلب و انديشه آدمي را فراهم مي سازد.

7 - انتخاب روز و ساعت ويژه براي آغاز به درس

شاگرد بايد درس خود را در ساعات نخستين بامدادان قرار دهد؛ چون در حديث آمده است:

بورك لامتي في بكورها (360)

ساعات نخستين بامدادان، به عنوان لحظات مبارك و پربركتي براي امت و پيروان من قرار داده شده است.

و نيز در حديث ديگر مي بينيم كه رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) مي فرمايد:

«در لحظات صبحگاهي، جوياي دانش باشيد؛ زيرا من از پروردگار خويش درخواست نمودم كه صبحگاهان را لحظات خير و بركت و فزوني و سعادت براي امتم قرار دهد.» (361)

شاگرد بايد روز پنجشنبه را روز آغاز درس خود قرار دهد.

و در برخي از روايات آمده است:

«روز شنبه و يا پنجشنبه، درس خود را آغاز كند.

و بر حسب روايات ديگر، رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

علم و دانش را در روز دوشنبه جويا شويد، (و درس خود را در چنين روزي آغاز كنيد) ؛ زيرا خداوند متعال در چنين روزي، راه را براي افراد پوياي علم و

دانشجويان، هموار مي سازد.» (362)

و نيز روايت شده است كه روز چهارشنبه براي شروع به درس، روز مناسبي است؛ زيرا «هر كاري كه در روز چهارشنبه آغاز شد به فرجام و پايان خود، رسيد.»

البته يكي از علماء - روز يكشنبه را - به عنوان روز مناسبي - براي شروع به درس انتخاب كرده است؛ ولي من به مأخذ و سندي براي اين انتخاب، در كتب حديث، واقف نشده ام.

(با توجه به اينكه روايات در مورد شروع به درس در هر يك از روزهاي هفته، مختلف به نظر مي رسد، چنين به نظر مي رسد كه جز روز جمعه، هر يك از روزهاي هفته براي اين كار مناسب است، براي هر يك از اين روزها - از لحاظ شروع به درس - مأخذ روائي وجود دارد؛ ولي روز يكشنبه از ديدگاه مؤلف، از نظر مدرك روائي، مورد ترديد مي باشد).

8 - شدت اهتمام در مطالعه و بررسي مسائل مربوط به درس حديث

شاگرد بايد حديث را در آغاز ساعات روز از استاد، سماع نموده و در چنين لحظاتي به شنيدن حديث، مبادرت ورزد. در مساله سماع حديث و اشتغال به علوم مربوط به آن، و نيز بررسي و مطالعه در اسناد، رجال، معاني، احكام، فوائد و نكات، لغت، تواريخ، صحيح، حسن، ضعيف، مسند، مرسل و ساير انواع حديث، هيچگونه مسامحه و سهل انگاري را روا نداند. (بايد اين گونه مسائل را كه با درس حديث، پيوند و ارتباط مستقيم دارد به دقت مورد مطالعه و بررسي قرار دهد) ؛ زيرا مطالعه و غوررسي اين مسائل در درس حديث، يكي از دو بال و دو بازوي كسي است كه عالم و آگاه نسبت به شريعت بوده و مفسر و مبين احكام ديني است.

بازو و بال ديگر عالم ديني، قرائت و خواندن حديث است. (و يك فرد عالم ديني به مدد اين دو بال و بازوي نيروبخش، مي تواند در فضاي دل انگيز و روح افزاي آئين و احكام الهي به پرواز درآمده و تمام زواياي اين جو آسماني و الهي را درنوردد).

شاگرد نبايد به صرف سماع و شنيدن حديث، اكتفاء و قناعت كند؛ بلكه بايد به درايت و (درك معاني و مفاهيم حديث) اهتمام فراوانتري را مبذول دارد. زيرا هدف و مقصود از نشر و تبليغ حديث، درايت (و باز يافتن مفاهيم و محتواي حديث و عمل كردن به آن) مي باشد.

9 - دقت و بررسي مطالعات و محفوظات و منابع آن ها

در مورد روايت و نقل كتبي كه نزد استاد، قرائت كرده، و يا شخصا آن ها را مورد مطالعه قرار داده، و به ويژه راجع به محفوظات خود - كه از لابلاي اين گونه كتب فراهم آورده است - اهتمام و عنايت كافي مبذول دارد (و از بذل دقت و امعان نظر در نقل از اين كتب، و نيز نقل محفوظات خود، دريغ ننمايد) ؛ زيرا اساني (363) (يعني اسناد به رجال و مراجعي كه شاگرد در نقل و روايت خود بدانها متكي است) و روايات و حكايات خود را به آن ها استناد مي نمايد به عنوان «انساب» و شناسنامه و مشخصات بنيادي آن كتب تلقي مي شود.

شاگرد و دانشجو بايد در تلقي واژه هائي كه استاد به كار مي برد و يا شعري كه مي خواند و يا خود مي سرايد، و يا تعبيرهاي دلچسبي كه استاد در ساختن و پرداختن آنها اعمال ذوق و سليقه مي كند (و يا كتابي كه تاليف مي نمايد) حرص و شوق و علاقه شديد خود را به

كار گيرد، (و حالت اشتياق و دلبستگي خويش را در تلقي صحيح اين مطالب و دريافت آن در خود بيدار سازد).

بايد او سعي كند كه امور و مسائل مهم و پرارزش را نقل و روايت كرده و در صدد شناسائي كسي برآيد كه استاد او، معلومات خويش را از وي اخذ كرده است و نيز درباره اسناد مراجع بيانات استاد و امثال آن ها كسب اطلاع و آگاهي نمايد.

10 - صيانت و پاسداري از دانش و سرمايه هاي علمي از طريق كتابت و نگارش آن

اگر شاگرد به بررسي و كاوش در محفوظات خود - كه از كتب مختصر و نوشته هاي فشرده فراهم آورده است - موفق گردد و به ضبط اشكالات موجود و نكات پرارزش و سودمند آن ها دست يابد، بايد از مرحله اختصار و فشردگي، به بحث و تحقيق درباره كتب و مطالب مبسوط و گسترده تر و بزرگ تر از كتاب هاي قبلي، يعني كتب مفصل، منتقل گردد. اين انتقال بايد با بررسي هاي دقيق و اهتمام و كوشش هاي مستمر و مستحكمي، همراه باشد و بايد نكات باارزش و مسائل دقيق و شاخه و برگ هاي جالب و كيفيت حل مشكلات و مسائل پيچيده علمي و جهات امتيازات مسائل متشابه مربوط و تمام علوم و فنوني را كه دست اندر كار مذاكره آن ها است، و در ضمن مطالعه كتب و يا از طريق استفاده و استماع از استاد، بدانها دست يافته است آن ها را از طريق تعليق و نگارش ضبط نمايد.

شاگرد نبايد هيچ نكته سودمندي را كه شخصا به آن برخورده است و يا از ديگران شنيده - و لو آنكه درباره هر علم و فني باشد - ناچيز و حقير تلقي كند؛ بلكه بايد هر چه زودتر به نگارش و حفظ

آن مبادرت ورزد. از پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده است كه فرمود:

«قيدوا العلم»: علم و دانش را به قيد و بند در آريد.

عرض كردند:

راه و رسم آن چيست؟

فرمود:

كتابت و نگارش آ (364) (مي تواند راه فرار و گريز آن را مسدود سازد و ناگزير، پايدار و پا بر جاي ماند).

و نيز روايت كرده اند كه يكي از انصار با نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) مجالست و شد آمد مي كرد و سخناني از آن حضرت مي شنيد كه براي او خوش آيند و شگفت انگيز بود و احساس مي كرد كه علاقه و دلبستگي شديدي به اين سخنان دارد؛ ولي نمي توانست بيانات آن حضرت را در خاطرش نگاه دارد. به همين جهت مراتب نگراني و شكوه خود را - راجع به نسيان و فراموشي - با رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) در ميان گذاشت. حضرت به او فرمود:

از دست خود مدد گير.

و به دست او اشاره فرمود كه سخنانش را. بنويس (365)

لذا گفته اند:

كسي كه معلومات و مايه هاي علمي خود را بر روي نوشت افزار و كاغذ نياورد و آن را ثبت و ضبط نكند، نمي تواند اين مايه ها را در شمار علم و دانش خويش محسوب نمايد؛ (چون اين گونه مايه هاي ضبط ناشده، فرار و گريزان است.

و تا آنگاه كه نوشته نشود اين سرمايه ها مورد دستبرد نسيان و تطاول فراموشي واقع مي شود، و حامل علم، از آن تهيدست مي گردد).

ما در ضمن بحث از آداب كتابت و نگارش - به خواست خداوند متعال - اخبار و احاديث ديگري را در اين باره ياد خواهيم كرد.

11 - اغتنام فرصت دوران نشاط و جواني و لزوم والائي همت

شاگرد

بايد در جد و جهد و كوشش و پويائي از علم، بيش از حد معمول اهتمام ورزيده، و بي اندازه دامن همت به كمر زند.

و در بهره مند شدن از ميراث انبياء (عليهم السلام) به مقدار كم و ناچيز، قناعت و بسنده نكند. وقت فراغ و آسايش خاطر و حالت نشاط و شادابي و آغاز دوره جواني و برنائي را - قبل از آنكه عوامل و عوارض تباه گر و رياست و جاه و مقام بدان هجوم آورد - غنيمت بشمارد؛ زيرا بطالت گرائي و گرفتاري انسان به هر نوعي از رياست و سرپرستي، كشنده ترين و سخت ترين دردها و مشكل ترين و بدخيم ترين بيماريها براي پيشرفت تحصيلي است.

شاگرد بايد از تيررس اين حالت، سخت بر حذر باشد. اگر كسي خويشتن را از هر لحاظ، كامل تلقي كند و خود را از اساتيد، بي نياز بيند؛ - اگر درست بينديشد - اين حالت غرورآميز، عين نقص بينش علمي و حقيقت جهل و ناداني، و نمايانگر حماقت و كم خردي، و نمودار قلت سرمايه علمي و معرفت او است. (انسان نبايد خود را در هيچ مرحله اي از مراحل علمي، متوقف سازد، و در خويشتن، احساس كمال و بي نيازي كند؛ زيرا مجهولات و نكات نايافته و ناشناخته علمي، آنقدر فراوان و گسترده است كه عمر نوح، و بلكه عمر هستي جهان، براي باز يافتن و كشف آنها نارسا و قاصر است، تا چه رسد به عمر كوتاه دوران تحصيل كه فقط انسان مي تواند در اين دوره، قطره اي از درياي ژرفنا و گسترده نقاط مجهول علمي را در اختيار شاگرد قرار داده و يا خود از

آن بهره مند گردد.

12 - حفظ همبستگي و ادامه استمرار شركت در جلسات درس

بايد شاگرد، ملازمت و همبستگي خويش را با جلسه درس، و بلكه در صورت امكان با هر نوع جلسات استاد، حفظ كند؛ زيرا در سايه اين همبستگي، خير و بركت مراتب تحصيل علم و ادب، رو به فزوني گذاشته و شاگرد بيش از پيش به نكات سودمند و متنوعي دست مي يابد كه شايد ممكن نباشد اين نكات را از لابلاي كتب و دفاتر علمي بازيافت. (دسترسي به اين نكات سودمند به وقت و فرصت فراواني نياز دارد تا بتوان به برخي از آنها در كتب و نوشته ها آگاهي پيدا كند. ولي استاد در طي جلسات علمي، بيشترين نكات ارزشمند را بي دريغ و بدون زحمت؛ در اختيار شاگرد قرار ميدهد) ؛ چنانكه اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) در حديثي كه قبلا از آن ياد كرديم به همين نكته اشاره كرده و فرموده است:

«نبايد از طولاني شدن همنشيني و مجالست با عالم و دانشمند، خاطرت ملول و آزرده شود؛ زيرا عالم و دانشمند همچون خرمابني است كه بايد در پاي آن به انتظار بنشيني و چشم براه آن باشي تا رطب منافع و نكات گوارائي از آن براي تو. فروافت» (366)

(و شهد آن، كامت را شيرين سازد).

شاگرد نبايد همت خود را فقط به شنيدن درس اختصاصي خويش، محدود سازد؛ زيرا اكتفاء كردن به درس شخصي و اختصاصي، نشانه كوتاهي همت او است؛ بلكه بايد براي اشتغال به دروس ديگر همت گمارد؛ چون درس هاي متنوع و متعدد استاد، گنجينه هاي گوناگون و گوهرهاي رنگارنگ و متنوعي است كه بايد شاگرد - در صورتي كه داراي هوش و استعداد و ظرفيت و تحمل كافي باشد - از

هر دري كه فراسوي او در برابر اين گنجينه و گوهرها گشوده مي شود، توشه اي برگيرد.

و به اصطلاح: «دم را غنيمت شمارد.» لذا بايد با شاگردان و دوستان ديگر، در آن دروس مشاركت نموده و چنين فرض كند:

هر درسي كه استاد بدان سرگرم مي گردد از آن اوست (و در عداد و شمار درس اختصاصي او به حساب مي آيد).

اگر دانشجو احساس نمايد كه توانائي لازم براي ضبط و دريافت همه دروس را ندارد، بايد سعي كند به دروسي - كه از لحاظ ارزش و اهميت در درجه نخست قرار دارد - خويشتن را به ترتيب اهميت آنها سرگرم سازد. آري بايد شاگرد اين آداب را در دروس «مفرقه» (367) و غيررسمي رعايت كند.

اما در مورد درس «تقاسيم» (368) يعني دروس برنامه اي و رسمي بايد گفت:

شاگردي كه قدرت و توانائي ضبط و دريافت مطالب چنين دروسي را دارا نباشد، ورود او در آن دروس، شايسته نيست.

13 - رعايت آداب ورود به جلسه درس

آنگاه كه شاگرد وارد جلسه استاد مي گردد. بايد با صدائي رسا - كه به گوش همه حاضران جلسه مي رسد - بر آنها سلام و تحيت گويد.

و سلام و درود گرم تر و صميمانه تري را اختصاصاً به استاد، تقديم دارد.

برخي از دانشمندان معتقدند:

جلسات درس و حلقات علمي - كه حاضران مي خواهند سرگرم بحث و مذاكره در آن گردند - از جمله موارد و مواضعي است كه نبايد هنگام ورود به آن، بر حاضران سلام كرد.

و گروهي از علماء، اين نظريه را تاييد و پسند كرده اند. اين نظريه، نظريه اي در خور حق و صواب و به جا مي باشد؛ زيرا عكس العمل سلام كردن تازه وارد، اين است كه حاضران به درود و تحيت

او پاسخ گويند، و اين پاسخ دادن - احيانا آنان را از مسير بحث، منحرف ساخته و حضور قلب و تمركز فكر آنها را از ميان مي برد، چنانكه غالبا چنين حالتي به حاضران دست مي دهد، به ويژه اگر در اثناء تقرير و توضيح يك مساله علمي، يك فرد تازه واردي را با سلام كردن خود، رشته سخن استاد و شاگردان را از هم گسيخته سازد، زيان چنين عملي از زيان موارد و مواضعي كه نبايد در آن موارد به سلام مبادرت نمود، فزونتر مي باشد.

با توجه به اين نكته، اگر شاگردي بخواهد در اين گونه مواقع حساس، وارد جلسه درس گردد بايد - در صورت امكان - محلي را در داخل جلسه درس انتخاب كند كه از ديدگاه استاد، مخفي باشد به طوريكه استاد - تا آنگاه كه از تدريس فارغ مي شود - متوجه حضور او نگردد. ورود شاگردان با چنين كيفيتي به جلسه درس، علاوه بر آنكه با ضوابط ادب و نزاكت توام است، موجب مي گردد حق آن ايفاء شود و نيز حق بحث و تحقيق - از لحاظ مصونيت آن از عوامل مشغول كننده و پريشان ساز - اداء گردد.

و در نتيجه جمع ميان اين دو حق امكان پذير خواهد گشت.

14 - رعايت موازين جلوس در جوار معلم

آيا در چه شرائطي مي توان در جوار استاد و در كنار او قرار گرفت؟

شاگرد پس از تقديم سلام؛ نبايد هنگام ورود به جلسه درس از روي سر و گردن حاضران گام بردارد تا خود را به استاد، نزديك سازد و در جوار او قرار گيرد. لذا اگر مقام علمي و مراتب سني او در حدي نباشد كه بتواند در جوار و كنار استاد

بنشيند، (حق ندارد به خاطر تقرب به استاد، از سر و كول ديگران عبور نمايد) ؛ بلكه بايد به همان جائي كه رسيد جلوس كند، چنانكه در اين باره حديثي به ما رسيده.اس (369)

اگر استاد و يا حاضران مجلس درس، صريحا او را به طرف صدر مجلس و نشستن در كنار استاد دعوت كنند، و يا آنكه مقام و منزلت او ايجاب كند كه در جوار استاد جلوس نمايد، و يا اينكه بداند كه استاد و يا حاضران، سخت علاقه مندند و ترجيح مي دهند كه او در كنار استاد قرار گيرد، و يا نشستن او در جوار استاد، مقرون به مصلحت شاگردان ديگر باشد؛ به اين صورت كه مثلا استاد مي خواهد با او به گونه اي مذاكره نمايد كه مذاكره وي براي حاضران، سودمند افتد، و يا اينكه چنان شاگردي مسن تر از ديگران، و يا داراي صلاحيت و فضيلت فزونتري است، (در چنين مواردي، اين شاگرد مي تواند از ميان جمعيت، راهي را به سوي استاد بگشايد) و هيچگونه مانع اخلاقي براي چنين رفتاري وجود ندارد. (و اساسا در اين گونه موارد، شاگردان ديگر موظفند اخلاقا راه گشاي چنين شاگردي به سوي استاد باشند تا در جوار و كنار او قرار گيرد).

15 - رعايت حق اولويت ديگران نسبت به محل جلوس

اگر مقام و منزلت و موقعيت شاگرد، ايجاب كند كه در كنار استاد باشد بايد سعي كند خويشتن را به استاد نزديك ساخته و در جوار او قرار گيرد، تا بدون زحمت و مشقت، سخنان استاد را كاملا درك و استماع نمايد. ولي نبايد آنقدر خود را به استاد نزديك سازد كه عمل او به عنوان سوء ادب و خروج از حدود نزاكت تلقي

گردد.

و چنانكه قبلا نيز يادآور شديم: لباس و يا عضوي از اندام خود را بر روي لباس و مسند و مخده و سجاده و بساط و فرش مخصوص استاد قرار ندهد.

بايد متذكر شويم كه اگر شاگردي قبل از ديگران، محلي را براي نشستن در مجلس درس انتخاب كرد، او از ديگران نسبت به آن محل، احق و اولي است، و روا نيست كه فرد ديگري او را از جاي خود بركند و ناآرامش ساخته و محل او را اشغال نمايد؛ اگرچه بر حسب موازين آداب جلوس، چنين فردي داراي لياقت و شايستگي فزونتري بوده و جلوس او در آن محل سزاوارتر باشد.

يكي از دانشمندان ميگويد:

در چنين شرائطي از اين پس، حق شاگرد نسبت به آن محل و مكان، پايدار مي ماند، و همانند پيشه ور و دستفروشي كه در بازار و گوشه اي از خيابان؛ با محل و مكاني، انس يافت به خاطر جدا شدن و دوري موقت او از آن مكان، حق اختصاص وي از ميان نمي رود. اگر شاگردي در مجلس درس استاد، جا و مكاني ويژه براي خود انتخاب كرد و بدان مانوس گشت - اگر يكي دو روز نتوانست در درس شركت كند و سپس موفق به حضور و شركت در جلسه درس گردد - حق او نسبت به آن مكان، محفوظ خواهد ماند.

و همين حكم درباره نمازگزار نيز جاري است كه متضمن فائده اي در نماز مي باشد و اين فائده عبارت از ذكر، و امثال آن است.

16 - رعايت ادب و نزاكت نسبت به حاضران جلسه درس

بايد رفتار شاگرد نسبت به رفقاء و حاضران جلسه درس؛ توام با ادب و نزاكت باشد؛ زيرا در حقيقت، اظهار ادب نسبت به آنها به منزله ادب نگهداشتن

با استاد و احترام و ارج نهادن به جلسه درس او است. بنابراين شاگرد، اخلاقا موظف است بزرگسالان و همگنان و رفقاء و دوستانش را در مجلس درس استاد، ارج نهد و حق آنان را از لحاظ احترام، اداء نمايد.

17 - نبايد محل جلوس ديگران را اشغال كرد

شاگرد نبايد مزاحم هيچيك از شركت كنندگان جلسه درس گردد، و نيز نبايد متوقع باشد و ترجيح دهد كه كسي از جاي خود برخيزد و آن را به او پيشكش كند.

و اگر كسي هم حاضر به اين امر شد، موظف است تسليم تعارف او نشود، و به جاي او در آن مكان ننشيند؛ چون پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) انسان را از چنين عملي، نهي كرده و فرموده است:

نبايد كسي را از جاي خودش بلند كرد تا خود در آنجا بنشيند.

و نيز اضافه فرمود:

«ولي بهتر است به جاي اينكار، مجلس را براي واردين، گشاده و گسترده سازيد» (370) تا (فرد تازه وارد براي جلوس خود جا و مكاني بيابد).

آري، اگر نشستن شاگردي در جاي شاگردي ديگر، مقرون به مصلحت و فائده اي براي حاضران جلسه درس باشد، و از شواهد و قرائن نيز چنين برآيد كه اين شاگرد، سخت علاقمند است كه در جاي او جلوس كند، در چنين صورتي اشغال جاي شاگرد ديگر، اخلاقا بلامانع است، (يعني مي تواند جاي فرد ديگري را با رضاي خاطر او اشغال كند).

18 - شاگرد بايد در رده حلقه درس قرار گيرد

شاگرد نبايد - بدون نياز و ضرورت - در ميان حلقه درس و يا جلوي شاگرد ديگري جلوس كند؛ چون از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده است كه آن حضرت، كسي را كه در ميان حلقه و مجلس درس بنشيند، مطرود از مهر و لطف الهي معرفي فرموده.اس (371)

البته اگر - به خاطر تنگي و محدوديت محيط جلسه درس و يا به علت ازدحام و انبوه بودن جمعيت و يا براي شنيدن درس - ناگزير به

جلوس در ميان حلقه مجلس درس گردد، نشستن او بدينگونه بلامانع است

19 - نبايد هنگام جلوس، ميان دو فرد مانوس، جدائي انداخت

شاگرد نبايد - به منظور انتخاب جا و مكان نشستن - ميان دو برادر، و يا ميان پدر و پسر، و نيز ميان دو فرد نزديك و خويشاوند، و يا ميان دو يار محب و دوستدار يكديگر - جز با رضاي خاطر و تمايل آنها - جلوس كند؛ چون پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) از نشستن ميان دو فرد مانوس با يكديگر - باستثناي مواردي كه طرفين اجازه دهند - نهي فرموده.اس (372)

20 - رعايت آسايش حاضران

حاضران و شركت كنندگان در جلسه درس، اخلاقا موظفند به محض ورود شخص تازه وارد، بدو تهنيت گفته، و براي نشستن او، مجلس را آماده ساخته و براي او جائي باز كنند و به خاطر او، مجلس را گشاده و محياي جلوس وي سازند و در خور شأن و مقامش - آنگونه كه به امثال و اقران او احترام مي گذارند - شخصيت او را ارج نهند.

اگر براي جلوس او، جلسه آماده و گشاده گردد تا جائي براي نشستن او فراهم شود، و نيز احساس كند كه خود حاضران در مضيقه قرار گرفته اند، خويشتن را به اصطلاح: جمع و جور كند و خود را نگستراند و بر روي زمين، پهن نسازد. او نبايد با بر و پهلو و پشت خود به كسي تكيه كند.

و نيز نبايد با پس و پيش رفتن، خود را جابجا كرده، و خود از ميان جمعيت بيرون افتد. (و بالاخره مزاحم ديگران نگردد و بايد رنج خود را در برابر راحتي ديگران، با آغوش باز پذيرا باشد).

21 - عدم مداخله در درس ديگران

شاگرد نبايد در درس اختصاصي ديگران، سخني به ميان آورد، سخني كه با آن درس ارتباط ندارد، و يا موجب مي گردد كه رشته بحث و گفتگوي شاگردان و استاد را از هم گسيخته سازد. اگر گروهي، درس خود را آغاز كردند نبايد سخني را كه مربوط به درس گذشته و يا دروس ديگر است مطرح سازد، سخني كه مي تواند آن را در فرصتهاي ديگر به ميان آورد. كه بعدا قابل جبران و تدارك مي باشد. البته اگر استاد و شاگردان آن درس، به او اجازه چنين كاري را بدهند، بازگو كردن مطالبي كه با آن درس

بيگانگي دارد، بلامانع خواهد بود.

22 - عدم مداخله و مشاركت در سخن ديگران

هيچ شاگردي اخلاقا حق ندارد، ضمن گفتگوي شاگرد ديگر، يعني شاگردي كه با استاد، سرگرم گفتگو است با او همصدا و همزبان گردد، و در سخنان آن دو شركت نمايد. بخصوص او حق ندارد ضمن بحث و مذاكره استاد نيز در ايراد مطلب با او هم آواز شود.

يكي از حكماء مي گويد:

«ادب و نزاكت، ايجاب مي كند كه انسان در سخنان و گفتار استاد و يا هر كسي ديگر، مشاركت و دخالت (نابجا) نكند؛ اگرچه داراي اطلاع و آگاهي فزونتري نسبت به آن سخنان باشد.» (373)

شاعري (374) نيز در اين باره گويد:

و لا تشارك في الحديث اهله

و ان عرفت فرعه و اصله

در گفتار اهل سخن و مذاكره، دخالت نكن، اگرچه اصل و فرع و ريشه و شاخه سخن آنان را قبلا شناسائي كرده باشي.

لكن اگر خود گوينده (يعني استاد و يا شاگرد) به اين دخالت، رضايت دهند، هيچ مانعي براي اين كار، وجود ندارد.

23 - ادب نگاهداشتن با استاد و شاگردان

اگر يكي از شاگردان به شاگرد ديگري اسائه ادب نمود - بجز استاد - هيچ فرد ديگري حق نهي و تنبيه او را ندارد، مگر آنگاه كه استاد، آن فرد را موظف سازد تا از اسائه ادب چنان شاگردي جلوگيري كند، و يا آنكه در سر و نهان - از طريق اندرز و نصيحت - مانع اسائه ادب آنها نسبت به يكديگر گردد.

اما اگر يكي از شاگردان و حاضران جلسه، با خود استاد برخلاف ادب و نزاكت رفتار كند، همه شاگردان موظفند - در حد توانائي خويش - او را توبيخ نموده و طردش سازند و از رفتار او جلوگيري كنند، و در صدد حمايت و ياري از استاد برآيند و لو آنكه

خود استاد از جسارت چنين شاگردي چشم پوشي و گذشت خويش را اظهار نمايد، مع ذلك بايد شاگردان به منظور اداء حق استاد، مانع جسارت شاگرد نسبت به او گردند.

24 - رعايت نوبت در درس

آنگاه كه شاگرد مي خواهد درس خود را بر استاد بخواند، بايد نوبت خويش را از لحاظ تقديم و تأخير، مراعات كند. او نمي تواند بدون اجازه و رضايت ديگران، نوبت اختصاصي آنها را اشغال نموده و قرائت درس خود را جلو اندازد.

روايت كرده اند كه «يكي از انصار براي طرح پرسشي، حضور پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) رسيد؛ در اين اثناء مردي از قبيله ثقيف وارد شد، (و در حين گفتگوي مرد انصاري با آن حضرت، سخني به ميان آورد) حضرت به او فرمود:

يا اخاثقيف = اي برادر، اين مرد انصاري، پيش از تو، مساله اي را با من در ميان گذاشت. كمي درنگ كن و در جاي خويش بنشين تا قبل از رسيدگي به خواسته تو، به برآوردن حاجت و نياز اين مرد انصاري، آغاز كنيم.» (375)

گفته اند:

شاگرد نبايد نوبت خود را در اختيار ديگران قرار دهد؛ زيرا اين گونه ايثار و گذشت از قرب، و صرفنظر كردن از تقدم نوبت - (كه از رهگذر آن، فرصت انسان از دست مي رود - نه تنها به عنوان كمال اخلاقي تلقي نمي گردد؛ بلكه به خاطر دوري و ناسازگاري با دانش آموختن) ، نقص و كاهش همت انسان را در امر تحصيل نشان مي دهد.

اگر استاد، چنين احساس كند كه چنانچه شاگردي نوبت ديگران را در اختيار گيرد، مقرون به مصلحت است و خود استاد نيز اجازه چنين كاري را صادر كند، بايد شاگرد - در مقام امتثال

و اطاعت از امر استاد - درس خويش را در خارج از نوبت بخواند، البته با اين انديشه كه نظر و صوابديد استاد، توام به مآل انديشي و كمال بوده و هدف صحيحي را در اين كار منظور كرده است.

بعضي از دانشمندان معتقدند كه اگر شاگرد، نوبت درس خود را در اختيار شاگرد غريب و ناآشنائي قرار دهد، اين كار او، در خور استحباب و مقرون به رضاي الهي است؛ چون همه مردم تا حد دوردستي به احترام و ارج نهادن افراد غريب و حفظ حرمت و رعايت حال آن ها موظف هستند. در اين باره، روايتي نيز از ابن عباس نقل شده است كه همين مطلب را تاييد مي.كن (376)

و بدينسان اگر براي شاگردي - كه درس او در نوبت بعدي قرار دارد - حاجتي ضروري پيش آيد و شاگردي كه نوبت او مقدم است از اين پيش آمد، آگاه گردد (مستحب است كه نوبت خود را در اختيار چنين شاگردي قرار دهد تا درس خود را در نوبت اول بخواند و بتواند به حوائج ضروري خويش رسيدگي نمايد).

ملاك نوبت گرفتن عبارت از حضور در جلسه مي باشد، اگر چه پس از حضور، براي كارهاي ضروري از قبيل قضاء حاجت و يا تجديد وضوء از جلسه خارج شود. البته نوبت او در صورتي محفوظ مي ماند كه بازگشت و عودت او به جلسه درس، خارج از حد متعارف، طولاني نگردد. (و الا نوبت و حق اولويت او از ميان مي رود).

اگر دو شاگرد براي دو درس متفاوت، در يك زمان در جلسه حضور يابند استاد بايد نوبت را براي شروع به درس هر يك از آنها مشخص سازد.

بديهي است كه توسل به قرعه و استفاده از آن در صورتي صحيح است كه تعليم علمي كه تدريس مي گردد به حد وجوب و لزوم و ضرورت رسيده باشد. ولي اگر تعليم علم مورد نظر داراي وجوب و ضرورت نباشد، استاد در تعيين نوبت مخير است. البته در چنين شرائطي نيز مستحب است كه نخست، رعايت ترتيب نوبت نموده، و در صورت تساوي آنها از لحاظ حضورشان در جلسه درس به قرعه متوسل شود.

اگر استاد همه شاگردان را - در صورت تساوي و برابر بودن آنها از لحاظ درك و فهم - در يك درس، گردهم آورد، چنين كاري نيز جائز و روا مي باشد.

مُعيد و مدرس مدرسه (كه اولي از ميان جمع شاگردان، انتخاب مي شود، و استاد را در اعاده و توضيح درس ياري مي دهد) اگر به اقراء درس - آن هم در وقت معيني براي شاگردان مدرسه - موظف گردند، نمي توانند نوبت ديگران را بر نوبت شاگردان مدرسه - بدون اجازه و رضايت آنان - جلو اندازند، اگرچه شاگردان خارج از مدرسه، قبل از شاگردان مدرسه، در جلسه درس حضور بهم رسانده باشند. البته در صورتي كه تدريس و تعليم شاگردان خارج مدرسه به حد وجوب نرسيده باشد، و يا آنكه تعليم به همه آنها اعم از اهل مدرسه و جز آنها به سر حد وجوب برسد.

ولي اگر تدريس به شاگردان خارج از مدرسه، به سر حد وجوب برسد، و معيد و مدرس مدرسه، در تدريس به اهل مدرسه، احساس تكليف ضروري و واجب نكنند، آيا چنين موردي از همان موارد استثنائي است (كه بتوان نوبت تدريس به آنان را بر اهل مدرسه، مقدم

داشت) و يا بايد به حكم وجوب و تكليف الزامي، به آنان تدريس كرد و انجام وظيفه اختصاصي آن روز - يعني تدريس به اهل مدرسه را - رها نموده تا در روز ديگري انجام گيرد؟ و يا آنكه بايد نوبت اهل مدرسه را بر نوبت شاگردان خارج از مدرسه، جلو انداخت؟

هر يك از وجوه فوق، قابل عمل مي باشد. ولي بهتر آن است كه در آن روز - اختصاصا - به شاگردان خارج از مدرسه، تدريس كند، و روز ديگري را براي تدريس به شاگردان مدرسه، اختصاص دهد

25 - رعايت موازين جلوس در محضر استاد

شاگرد بايد به هنگام درس - به همان كيفيتي كه قبلا بطور مفصل يادآوري كرديم - در برابر استاد، جلوس كند و به همانگونه كه در بخش هاي گذشته متذكر شديم، بايد طرز نشستن او نمايانگر نزاكت و ادب او در محضر استاد باشد.

وقتي به جلسه درس مي رود، كتاب درسي خود را همراه خود گيرد و شخصا آن را با خود بردارد، (يعني در اين كار از هيچ كسي كمك نگيرد) ، و كتاب را در حال خواندن و قرائت - به صورت باز و گشاده - بر روي زمين قرار ندهد، بلكه آن را به دست گرفته و از روي آن، درس را قرائت كند.

26 - كسب اجازه از محضر استاد و خواندن دعاء به هنگام قرائت درس

شاگرد نبايد - قبل از كسب اجازه از استاد - به قرائت درس آغاز كند. اين نكته را گروهي از دانشمندان يادآور شده ان (377) (كه بايد شاگرد براي قرائت درس، از استاد كسب اجازه نمايد).

و آنگاه كه استاد، اجازه قرائت را به او داد بايد «استعاذه» كند، (يعني از شر شيطان به خدا پناه برد و بگويد:

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - يا - اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم - يا - استعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم).

سپس نام خداوند متعال را بر زبان جاري سازد (و بگويد:

بسم الله الرحمن الرحيم).

پس از آن، خداي را سپاس گفته و بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و خاندانش (عليهم السلام) درود فرستد (مثلا به عنوان نمونه بگويد:

الحمدلله رب العالمين، و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين).

بعد از آن، دعاي خود را به استاد و والدين و همه استادان خويش و دانشمندان و خويشتن

و ساير مسلمين، نثار كند.

و چنانچه دعاي ويژه اي نيز نثار مؤلف كتاب درسي خود نمايد، كار خوب و پسنديده اي است.

شاگرد بايد بدينسان - به هنگام آغاز نمودن به هر درس و يا تكرار و مطالعه و مقابله آن در حضور استاد يا در غياب او - عمل كند.

و آنگاه كه درس را بر استاد قرائت مي كند، اختصاصا استاد را دعاء كند، و چنانكه گفتيم براي مصنف كتاب نيز از خداوند متعال، طلب رحمت و مغفرت نمايد.

وقتي كه دانشجو و شاگرد، دعاي خود را نثار استاد مي نمايد بايد چنين گويد:

«رضي الله عنكم: خدا از شما راضي باشد» يا «رضي الله عن شيخنا: خدا از استاد ما راضي باشد» و يا بگويد:

«رضي الله عن امامنا: خداوند از امام و راهبر ما راضي باشد» و امثال اين گونه دعاها كه بايد هدف آنها، عبارت از خود استاد باشد.

آنگاه كه دانشجو از خواندن درس، فراغت يافت، بايد براي مرتبه دوم نيز استاد خود را دعاء كند، و استاد نيز به نوبه خود - در هر وقتي كه مشمول دعاي دانشجوي خود قرار گرفت - درباره او دعاء نمايد.

اگر دانشجو در افتتاح درس خود، از خواندن و ياد كردن مضامين غفلت كند، و يا به علت بي اطلاعي و يا نسيان، آن را ترك نمايد، بايد استاد به او هشدار داده و مضامين فوق و دعاي مذكور را به وي تعليم دهد و آن را به ياد او آورد؛ زيرا افتتاح درس با مضامين مذكور، از مهمترين آداب و آئين هاي دانش آموختن مي باشد. اخبار و احاديث نيز، همه مردم را موظف مي دارد كه در آغاز نمودن به كارهاي مهم، نام

خداي را به زبان آورده و سپاس او را به جاي. آرن (378)

درس خواندن نيز از مهمترين و پرارزش ترين كارهاي انسان به شمار مي آيد.

27 - اهتمام به مذاكره و تكرار و اعاده سخنان استاد

شاگرد بايد با كساني كه همدرس او هستند و وي را در درس، همراهي مي كنند و در مجلس درس، مراقب نكات سودمند و قواعد و ضوابط و امثال آنها مي باشند (و آنها را به خاطر مي سپارند) بحث و مذاكره نمايد، و سخنان و بيانات استاد را ميان خود، اعاده و تكرار كنند؛ زيرا بحث و مذاكره درس، متضمن فوائد مهمي است كه از هر جهت بر فوائد و عوائد حفظ كردن آن، ترجيح دارد؛ (به دليل اينكه ممكن است حفظ كردن درس - احيانا - همراه با لغزش و اشتباه صورت گيرد؛ در حالي كه مذاكره آن، بهترين راه براي حفظ كردن و نيز جبران اشتباه و لغزش مي باشد).

شاگردان بايد بلافاصله پس از برخاستن از جلسه درس و پيش از تفرق اذهان و تشتت افكار، و از ياد رفتن و پراكندگي پاره اي از مسموعات از ذهنشان، به مذاكره و مباحثه درس مبادرت ورزند و سپس در فرصتهاي مناسب نيز همين مذاكره را با ديگران تكرار كنند.

بنابراين هيچ امري از لحاظ اهميت به پايه مذاكره و مباحثه نمي رسد، و آن كسي كه طالب علم است براي مذاكره، احساس حرج و دشواري نمي نمايد.

و يا اگر احساس دشواري و ناهمواري مي نمايد، نبايد از اداء وظيفه نسبت به آن شانه خالي كند.

اگر دانشجو براي مذاكره و مباحثه درس، يار و رفيقي براي خود نيافت بايد خود با خويشتن مذاكره كند، و مفاهيم و تعابيري كه از استاد شنيده است بر ذهن و خاطر خويش

عرضه و تكرار نمايد تا به حفظ و پايداري آن مدد كرده و آن را بر صحيفه خاطر خود بنگارد؛ زيرا تكرار معني و مفهوم علمي بر صحيفه دل و پهنه خاطر، همانند تكرار لفظ بر زبان مي باشد.

كمتر اتفاق مي افتد كسي صرفا بر تفكر و تعقل بيانات استاد در جلسه درس، اكتفاء كند و آن را به دست فراموشي سپرده و از جاي خود برخيزد و جلسه درس را ترك گويد، و به هيچ وجه آن درس را با خود و يا ديگري تكرار و اعاده ننمايد، ولي در عين حال نسبت به آن درس، موفق و كامياب گردد، (و اندوخته هاي ذهني او پايداري خود را حفظ نمايد).

28 - حفظ حرمت استاد به گاه مباحثه و اعاده درس

دانشجويان بايد در خارج محيط جلسه درس، به مباحثه و مذاكره آن مبادرت ورزند؛ ولي مي توانند پس از انصراف و فراغت استاد از درس، در خود محيط جلسه درس، اقدام به مذاكره و مباحثه مي كنند) - مذاكره خود را به گونه اي برگزار نمايند كه سر و صداي آنها به گوش استاد نرسد، زيرا اگر به كيفيتي مباحثه كنند كه سر و صداي آنها به گوش استاد برسد؛ اين عمل به عنوان سوء ادب و جسارت به استاد تلقي خواهد شد. به خصوص اگر چنين شاگرداني، داراي «معيد» باشند و همين معيد، با صدائي رسا - كه آن را به گوش استاد مي رساند - درس آنها را اعاده كند، و با قبول مسئوليت اعاده درس و سينه راست كردن و صدرنشيني خود، آن هم در محضر استاد، با وي هماوردي نمايد، اين رفتار به عنوان زشت ترين صفات و بيگانه ترين، عمل نسبت به موازين اخلاق و آداب

به شمار مي آيد.

البته مورد استثنائي نيز وجود دارد، و آن هم عبارت از وقتي است كه استاد به خاطر مصلحت انديشي، به شاگرد عادي و يا به شاگردي - كه داراي سمت «معيد» است - اجازه دهد تا در محضر او به مباحثه و يا اعاده درس، دست يازد، (مثلا استاد مي خواهد شاگرد را از نظر بيان و كارآئي او در امر تعليم يا به منظورهاي ديگر، بيازمايد تا شايستگي او را براي مقام معلمي و تدريس، و يا ساير اهداف ديگر احراز نمايد، و يا مراتب علمي او را امتحان كند؛ در چنين شرائطي، شاگرد مي تواند در حضور استاد، داد سخن داده و به مذاكره و مباحثه و اعاده درس او مبادرت ورزد).

29 - رعايت موازين اخلاقي در نحوه مذاكرات علمي

همه دانشجويان اخلاقا موظفند همان آداب و احتراماتي كه قبلا از آن ها نسبت به استاد، سخن رفت و يا آدابي قريب به آن را نسبت به شاگردان مسن تر از خويشتن و يا با «معيد» خود در مباحثات و مذاكرات علمي مراعات كرده و رفتاري آميخته با ادب و نزاكت را با آنها در پيش گيرند. دانشجويان نبايد با اين گونه افراد - آنگاه كه درباره گفتارشان، شاك و مردد مي گردند - به ستيز برخيزند؛ بلكه بايد با آميزه رفق و مدارا، درباره گفتار آنها بررسي كرده و سرانجام - تا آنجا كه امكانات اجازه مي دهد - به بيان و توضيح حقيقت، دست يابند.

اگر دانشجويان پس از بررسي مطلب نتوانستند حق مطلب را با قاطعيت دريابند و شبهه و ترديدي در آنها به هم رسد بايد به منظور وصول به هدف، به خود استاد مراجعه نمايند.

و در مراجعه به او نيز،

لطف بيان و حسن ادب را فراموش نكنند، و در صدد معرفي موافقان و مخالفان مطلب مورد بحث برنيايند؛ بلكه سعي كنند در ظل اين مراجعه صرفا به درخواست بيان حقيقت و روشن شدن حق - به هر صورت و كيفيت ممكن - قناعت نمايند.

30 - وظائف علمي و اخلاقي دانشجويان برجسته

شاگردي كه به نوعي از دانش و كمالات علمي و اخلاقي، در ميان همگنان، برخوردار مي باشد بايد دوستان و رفقاي خود را ارشاد نموده و آنان را به گردهم آئي و مذاكرات علمي و فراهم آوردن ذخائر فرهنگي، ترغيب و تشويق نموده و بذل زحمت و كوشش را بر خود در راه علم، هموار ساخته، نكات سودمند و قواعد كلي و مطالب جالب را - از طريق مذاكره و گفتگوئي كه از محبت و دلسوزي مايه مي گيرد - به آنان تذكر دهد.

چنين شاگرد سرشناس (و برخوردار از كمال نسبي در علم) ، بايد بداند كه در ظل اين ارشاد و راهنمائي، به خير و بركت و فزوني سرمايه دانش خويش - در سايه تفضل پروردگار - مدد نموده و خداوند متعال، نورانيتي در دلش پديد مي آورد تا مطالب علمي در خاطرش استوار و پايدار بماند. علاوه بر اين مزايا، اين گونه شاگرد خوشنام و سرشناس و فاضل، به خاطر ارشاد ديگران، اجر و پاداش بزرگ و فراواني را نصيب خويش ساخته و حسن نظر و التفات و مهر پروردگار را به خود جلب مي كند.

اگر شاگردي كه واجد نوعي از كمالات علمي است از اين گونه ارشادات نسبت به همگنان خود دريغ ورزد از نظر بازده كار، در نقطه مقابل شاگرد سرشناس و دلسوز قرار مي گيرد، يعني معلومات او پايداري خود

را از دست مي دهد، و اگر هم پايدار بماند، ثمربخش نخواهد بود و خير و بركت و فزايندگي سرمايه هاي علمي، در اندوخته هاي ذهني او به وجود نمي آيد؛ اين نكته براي گروه بسياري از پيشينيان و پسينيان به تجربه رسيده است.

شاگردي كه از نظر كمالات علمي، شهرتي كسب كرده و از دانش فزونتري برخوردار است، نبايد نسبت به ديگران، رشك و حسد برده و آنان را تحقير كند. او نبايد بر اقران و همگنان خود مباهات ورزيده، و به خاطر درك و فهم جالب خويش، و پيشتازي علمي نسبت به ديگران، دچار عجب و غرور و خودپسندي گردد؛ چون او نيز رد رده همانان قرار داشته است؛ ولي خداوند بر وي منت نهاده و او را در ميان همالان و دوستانش، ممتاز و برجسته ساخته است.

بنابراين بايد او سپاسگزار چنين نعمت و منت الهي بوده، و در سايه استمرار سپاس خويش، بركات و فزايندگي مايه هاي علمي را از خداوند متعال درخواست كند.

اگر چنين دانشجوي ممتاز و برجسته و فاضل (به جاي تحقير ديگران و مباهات بر اقران و عجب و غرور و خودپسندي) ، سپاس نعمت و منت الهي را پيشه خود سازد و در سايه آن، شايستگي او در مسير تكامل، قرار گيرد و فضيلت و شرافت اخلاقي او زبانزد ديگران گردد، به مراتب و مراحل علمي والاتري ارتقاء خواهد يافت.

خداوند متعال، ولي توفيق و ضامن كاميابي انسان در مسير فضيلت و عهده دار تكامل او در ارتقاء به والاترين مقام انسانيت و معنويت و مدارج عالي علمي است.

باب 2 آداب فتوي و مفتي و مستفتي

اشاره

مقدمه:

در اين باب از مطالبي ياد مي كنيم كه داراي ارزش و اهميت زيادي است؛ زيرا موضوع

فتوي، باب وسيع و گسترده اي است (كه مطالب فراواني در زمينه آن وجود دارد).

و لذا قبل از ورود در بحث مذكور، مقدمه زير را مي آوريم (تا اهميت مسئله فتوي روشن گردد):

بايد دانست مسئله «افتاء» يعني صادر كردن حكم و فتوي، از مسائل بسيار مهم و پرمخاطره و در عين حال داراي پاداش بزرگ و فضيلت فراوان، و موقعيت شكوهمند و گرانقدري است؛ زيرا مفتي و مجتهدي كه حكم و فتوي صادر مي كند، وارث انبياء و پيغمبران است، و مي خواهد به اداء يك تكليفي كه واجب كفائي است قيام نمايد؛ ولي در معرض خطاء و لغزش، و مواجه با خطر مي باشد؛ لذا گفته اند:

المفتي موقع نائب من الله تعالي

كسي كه فتوي و حكم براي مردم صادر مي كند توشيح گري است كه داراي مقام نيابت الهي مي باشد.

لذا بايد بنگرد كه چه مي گويد، و بايد در گفتار خود عميقا دقت نمايد. درباره فتوي و آداب آن و لزوم درنگ انديشمندانه و احتياط و پرهيز كردن در آن، آيات و اخبار و آثاري وارد شده است كه بخش هاي جالب و گزيده هائي از آن ها را در زير ياد مي كنيم:

الف - آيات قرآني راجع به صادر كردن حكم و فتوي

خداوند متعال در قرآن كريم. (آيات متعددي) را درباره فتوي ياد كرده است كه موضوع فتوي يا مسائل مربوط به آن در آن ها به چشم مي خورد:

يستفتونك، قل الله يفتيكم (379)

اي پيامبر، مردم از تو استفتاء مي كنند، بگو كه خدا به شما فتوي مي دهد، و احكام را بيان مي كند.

و يستنبؤنك احق هو، قل اي و ربي انه لحق (380)

از تو خبرگيري و سؤال مي كنند، يعني از تو استفتاء مي نمايند كه آيا چنين موضوع، يعني عذاب و قيامت، به حق است؟ بگو آري،

سوگند به پروردگارم كه آن موضوع قطعا به حق مي باشد.

يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان … (381)

يوسف! اي انسان صديق و راستين، فتوي ده، و براي ما درباره هفت گاو فربهي … حكم صادر كن.

خداوند متعال به منظور تهديد افراد (فاقد شرائط فتوي) ، در جهت صدور حكم و فتوي مي فرمايد:

و لاتقولوا لما تصف السنتكم الكذب، هذا حلال و هذا حرام لتفتروا علي الله الكذب (382)

براي آنچه زبانتان بدان گويا است، دروغ را به وسيله آن جاري نسازيد كه اين چيز حلال و آن چيز حرام است، تا مبادا بر خداوند متعال دروغ ببنديد.

و يا مي فرمايد:

و ان تقولوا علي الله ما لا تعلمون

و بر حذر باشيد از اينكه درباره خداوند متعال، چيزي را كه نمي دانيد بگوئيد.

يا مي فرمايد:

قل اراءيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما و حلالا قل الله اذن لكم ام علي الله تفترون (383)

از پيامبر، بگو گزارش كنيد آن مقدار از رزق و روزي را كه خداوند متعال براي شما فرو آورد، و شما برخي از آن ها را حرام و بعضي را حلال قرار داديد. آيا خداوند به شما چنين رخصت و اجازه اي داده است، و يا بر او دروغ مي بنديد؟

ملاحظه كنيد كه خداوند متعال با چه كيفيتي، مستند و مأخذ حكم و فتوي را به دو نوع تقسيم فرموده: (نوعي از آن به گونه اي است كه انسان در صدور فتوي و اظهار رأي و نظر درباره آن ها - از طرف خداوند - ماذون و مجاز مي باشد.

و نوعي ديگر كه در اظهار نظر درباره آن ها مجاز نيست). بنابراين اگر اذن الهي درباره رأي و نظري تحقق نيابد (و تو

شخصا) راجع به آن ها اظهار نظر كني و فتوي دهي، بر خداوند متعال دروغ و افتراء مي بندي.

بنگر به گفتار الهي كه به عنوان حكايت از رسول و فرستاده اش - كه در پيشگاه وي، گرامي ترين خلق او است - چگونه سخن مي گويد، آري مي فرمايد:

و لو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين (384)

اگر پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) پاره اي از سخنان را نابجا به ما نسبت مي داد، به دست خويش و نيروي خود از او بر مي گرفتيم، و سپس رگ گردن و قلب او را از هم مي دريديم.

با توجه به اينكه خداوند متعال، عزيزترين خلق خود را اين گونه ارعاب و تهديد مي فرمايد، انذار و تهديد او نسبت به ديگران چگونه خواهد بود آن گاه كه آنان در حضور خداوند و در برابر او سخني را به دروغ و به نام او بر زبان مي آورند؟

ب - احاديث مربوط به فتوي

سخنان پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم):

«خداوند متعال، علم و دانش را بدينگونه از مردم دريغ نمي كند كه آن را از دست مردم بگيرد؛ بلكه علم و دانش را - از طريق برگرفتن علماء و دانشمندان از ميانشان - از دست آن ها مي گيرد، (و آنان را بدينطريق از نيروهاي انساني حامل علم و دانش، تهيدست و محروم مي سازد) تا آنگاه كه در ميان آن ها دانشمنداني را باقي نگذارد و سرانجام، ناگزير گردند افراد نادان و فاقد علم را به عنوان رؤسا و سرپرستان خويش انتخاب نمايند، و آنان نيز بدون بصيرت و آگاهي هاي لازم فتوي دهند، و خود گمراه شوند و ديگران را نيز به گمراهي سوق دهند»

(385).

«اگر كسي فتوائي را اخذ كند كه فتوي دهنده بدون آگاهي لازم، آن را صادر كند گناه مستفتي در عهده كسي است كه به او فتوي داده است.» (386)

«آن كسي كه در ميان شما از لحاظ فتوي و صادر كردن حكم، داراي جرات و جسارت فزون تري است، (بايد گفت): همو نسبت به آتش جهنم، داراي جسارت بيشتري مي باشد.» (387)

«پرشكنجه ترين و معذب ترين مردم در روز قيامت، عبارت از كساني هستند كه ذيلا از آن ها ياد مي شود:

1 - كسي كه پيامبري را به قتل رسانده باشد.

2 - كسي كه پيامبري، او را به قتل رساند.

3 - كسي كه بدون علم و آگاهي فتوي دهد و مردم را گمراه سازد.

4 - كسي كه دست اندر كار مجسمه سازي و پيكره تراشي جانداران گردد» (388)

سخنان ائمه (عليهم السلام)

اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) فرمود:

«دو فرد، مبغوض ترين خلق نزد خداوند متعال هستند:

1 - فردي كه خداوند متعال، او را به خود واگذاشته، و مآلا از راه راست منحرف گشته و شيفته و مغرور رأي و گفتار بدعت آميز شده، و دم از نماز و روزه مي زند. چنين فردي، عامل و انگيزه اي براي فتنه و شيفتگي و فريب مردمي است كه شيفته او شدند، آري او راه هدايت و رشد پيشينيان را گم كرده است، او عامل و موجب گمراهي پيروانش - چه در زمان حيات و چه پس از مرگ خود - مي باشد، و بار گران اشتباهات و لغزشهاي ديگران را به دوش مي كشد.

2 - كسي كه جهل و ناداني خويش را همچون قماش و كالائي در ميان مردم ناآگاه و فاقد علم، رواج مي دهد، و اسير و

گرفتار تيرگيها و تاريكيهاي فتنه و شيفتگي به دنيا است.

و او را انسان نماها، عالم و دانشمند مي نامند؛ در حالي كه چنين فردي هيچ روز كاملي را صرف علم و دانش نكرده است.

آنگاه كه بامدادان از بستر خواب بر مي خيزد، خواسته ها و تمايلات او در مورد چيزهائي فزاينده است كه اندك آن از فزوني آن بهتر مي باشد، (يعني دنبال دنيا و يا معارف و معلومات كم ارزش است). آنگاه كه از آب گنديده و لجنزار دنيا سيراب گشت، و مطالب بي فائده اي را اندوخت، و در ميان مردم بر كرسي قضاء و داوري نشست تا به اصطلاح به حل و فصل مشكلات بپردازد و در صدد جبران لغزشهاي ديگران برآيد، اگر همو با مطالب پيچيده و مهمي مواجه گردد، اراجيفي را با استمداد از رأي و نظر شخصي، مي پردازد و سپس بر اساس آن، حكم و فرمان قطعي صادر مي كند.

پس بنابراين، چنين فردي در امر شبهه بافي و لغزش پردازي و ياوه سرائي، همچون عنكبوتي است كه تار و پودي (سست بنياد در پيرامون خويش) مي تند و نمي داند كه آيا طريق صواب و راه حق را مي پيمايد و يا دچار اشتباه مي باشد.

او نبايد چنين تصور كند كه نسبت به آنچه درباره آنها حس پذيرش ندارد از علم و آگاهي برخوردار است. لذا چنين شخصي - جز معتقدات خويش - روش و شيوه اي را به رسميت نمي شناسد.

اگر او را با چيزي قياس كند و آنها را (با معيارهاي سليقه شخصي) با هم بسنجد، (و نتيجه باطلي را از رهگذر آن به دست آورد) ، در عين حال از اظهار رأي و نظر شخصي خود، هراسي ندارد

و آن را تكذيب نمي كند.

و چنانچه مطلبي از نظر او مبهم و تاريك باشد - به خاطر جهل و ناآگاهي نسبت به آن - در اخفاء و كتمان آن مي كوشد تا به وي نگويند:

نمي داند؛ و با وجود اين، اظهار نظر كرده و حكم و فتوي صادر مي نمايد.

او را بايد كليد تمام تيرگيها و نادانيها دانست (كه ابواب جهل و بي اطلاعي را در برابر ديدگان جامعه مي گشايد) ، و سخت مرتكب اشتباه مي گردد و در واري بي خبريها كوركورانه گام بر مي دارد، و از آنچه كه بدان آگاهي ندارد پوزشخواهي نمي كند تا از دست و زبان مردم سالم بماند و بي نقص و عيب تلقي گردد.

او نمي تواند در علم و دانش، قاطعيتي كسب كند تا بتواند بهره و نصيبي براي خويش فراهم آورد. روايات و منقولات را در هم مي ريزد، و آن ها از هم متلاشي مي سازد؛ آنچنانكه باد و طوفان، گياهان خشكيده و خس و خاشاك را از هم مي پراكند.

ميراث هاي به ناحق از دست رفته از او گريان، و خونهاي به ناحق ريخته از او نالان مي باشند. بر طبق حكم و فتواي او ناموس حرام، حلال تلقي مي شود.

براي پاسخ به پرسش هائي كه به دست او مي رسد احساس خلاء و تهيدستي مي نمايد.

و بالاخره فاقد شايستگي رياستي است كه خود مدعي آن مي باشد و به ناحق مدعي علم به حق است.» (389)

زرارة بن اعين از امام باقر (عليه السلام) روايت كرده است كه از آن حضرت پرسيدم حق خداوند متعال بر بندگانش چيست؟

فرمود:

«آنچه را كه مي دانند بگويند و بر زبان آورند.

و راجع به چيزي كه نمي دانند توقف و درنگ نموده و سخني درباره آن به

ميان نياورند.» (390)

از ابي عبيده حذاء است كه گفت از امام باقر (عليه السلام) شنيدم كه مي فرمود:

«اگر كسي بدون علم و آگاهي كافي و در عين محروميت از هدايت به حق، به صدور فتوي براي مردم دست يازد، فرشتگان رحمت و فرشتگان عذاب، او را لعنت كرده و بار سنگين كساني كه به فتواي او عمل كردند بدو مي پيوندد» (391) (و اين بار گران گناه آنها در روز قيامت بر دوش او سنگيني خواهد كرد).

مفضل مي گويد:

ابي عبدالله امام صادق (عليه السلام) به من فرمود:

«ترا از دو خصلت و دو خوي و دو شيوه كردار نهي مي كنم، دو شيوه اي كه مردم به علت دچار شدن به آن دو، گرفتار هلاك و نابودي گشتند:

1 - با شيوه اي باطل و نادرست دينداري كني

2 - ندانسته و نسنجيده به مردم فتوي دهي.» (اگر چنين نكنند، حق خداوند متعال را قطعا اداء كرده.اند (392)

از ابن شبرمه (393) «فقيه عامي» است كه مي گويد:

هر وقت حديثي را - كه از جعفر بن محمد (عليه السلام) شنيده بودم به ياد مي آورم، مي خواهد قلبم از هم بشكافد آن حضرت فرمود:

«پدرم از جدم و او از رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت كرده است. (ابي شبرمه به دنبال اين جمله چنين مي گويد):

سوگند به خداوند متعال كه پدرش بر جدش و جدش بر رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) دروغ نبسته است كه آن حضرت فرمود:

هر كس به قياسات (و معيارهاي شخصي و ملاكهاي خود، شناسائي كرده) عمل كند، خود را دچار نابودي ساخته و ديگران را به نابودي مي كشاند، و آنكه ندانسته، با اينكه احكام ناسخ و منسوخ

و محكم و متشابه را شناسائي نكرده است به صدور فتوي دست يازد موجبات هلاك و نابودي خود و ديگران را فراهم مي آورد» (394)

ج - گفتار بزرگان دين درباره حساس بودن مسئله صدور فتوي

يكي از تابعين مي گفت:

«من محضر صد و بيست نفر از انصار را درك كردم كه همگي آنها از اصحاب و ياران رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) بوده اند، اگر يكي از آنان از ديگري درباره مساله اي پرسش مي كرد، اين يكي به آن ديگري و آن ديگري به شخصي ديگر، پاسخ به اين پرسش را ارجاع مي داد تا آنگاه كه اداء پاسخ به همان فرد اول بازمي گشت.»

و همو اضافه مي كند:

«من در همين مسجد، محضر صد و بيست نفر از اصحاب رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) را درك نمودم، هيچيك از آنها حديثي را بازگو نمي كرد مگر آنكه علاقه مند بود برادر ديني او به جاي او سخن گويد.

و هيچ كسي نيز راجع به فتوائي مورد پرسش قرار نمي گرفت مگر آنكه مي خواست برادر ايماني او آن فتوي را بيان كند.»

براء مي گويد:

«من سيصد نفر از ياران پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) را كه در جنگ بدر شركت كرده بودند ديدم، همه آنها به گونه اي به سر ميبردند كه مايل بودند يار و رفيقشان بجاي آنها فتوي صادر كند.»

ابن عباس مي گفت:

«اگر كسي در هر مساله اي (بدون مطالعه) اظهار نظر كند، و به مردم فتوي دهد، ديوانه اي بيش نيست.»

يكي از پيشينيان مي گفت:

«عالم و دانشمند ديني، فضائي خالي، ميان خدا و خلق او را جبران نموده و واسطه ميان آنها است، لذا بايد او بنگرد با چه كيفيتي در ميان آنها وارد مي شود و اين

خلاء را جبران مي كند.»

يكي از بزرگان به يكي از اصحاب فتوي مي گفت:

«چنان مي بينم كه به مردم فتوي مي دهي. آنگاه كه شخصي نزد تو مي آيد و درباره مساله اي از تو سؤال مي كند اهتمام و كوشش تو نبايد در اين جهت محدود و مصروف گردد كه او را صرفا از آن حالتي كه دچار آنست رهائي بخشي و باري به هر جهت به او پاسخ گوئي؛ بلكه بايد سعي و همت تو در آن جهت صرف گردد كه خويشتن را نيز - از آنچه راجع به آن از تو سؤال شده است - نجات داده (و پاسخ نادرست را در اختيار او قرار ندهي).»

عطاء بن سائب تابعي گفته است:

«من گروهي از بزرگان دين را چنين يافته بودم كه اگر از آنها راجع به موضوعي سؤال مي كردند اندامشان به لرزه مي افتاد.»

در طي حديثي «مرفوع» از ثوبان نقل شده كه (پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود):

«در آينده از ميان جمع امت و پيروان من، گروههائي به وجود خواهند آمد كه فقهاي آن ها به مسائل پيچيده و مشكلي دست مي يازند (يعني آن ها را ناآگاهانه ميان خود مطرح مي سازند و بدانها پاسخ مي گويند. بدانيد كه) آنان بدترين امت من مي باشند.»

از (عبدالله) بن مسعود است كه مي گفت:

«ممكن است كسي بگويد:

خداوند چنين دستور داده است؛ ولي خدا به او مي گويد:

«دروغ مي گوئي.»

از يحيي بن سعي (395) نقل شده است كه مي گفت:

«سعيد بن مسيب هرگز فتوائي صادر نمي كرد مگر آنكه مي گفت:

بار خدايا مرا از لغزش، سالم نگهدار و مرا حفظ كن.

و ديگران را نيز (از گزند لغزش و نادرستي رأي و نظرم) حفظ فرما.»

از مالك بن انس درباره چهل و هشت

مساله سؤال شد، در پاسخ به آنها گفته بود:

جواب و پاسخ سي و دو مساله را نمي دانم.

و در روايت ديگري آمده است كه از او راجع به پنجاه مساله سؤال شد؛ ولي درباره هيچيك از آنها پاسخ نگفت، و چنين اظهار كرد:

هر كه مي خواهد درباره مساله اي، پاسخي ايراد كند شايسته است پيش از ايراد جواب، خويشتن را بر بهشت و دوزخ عرضه كرده و كيفيت رهائي خود را از دوزخ در نظر گيرد، و سپس به آن مساله پاسخ گويد.»

روزي از همان مالك بن انس درباره مساله اي سؤال كردند؛ ولي او در پاسخ گفت نمي دانم. به وي گفتند:

مساله سبك و ساده و آساني است (چرا به آن پاسخ نمي دهي؟) انس خشمگين شد و گفت:

در محدوده و حوزه علم و دانش ديني، هيچ مساله ساده و آساني وجود ندارد؛ مگر گفتار خداوند به گوش تو نرسيده است كه فرمود:

انا سنلقي عليك قولا ثقيلا (396)

ما گفتار گران و سنگيني را بر تو القاء خواهيم كرد.

بنابراين، علم و دانش ديني اصولا سنگين، و تمام قسمت آن مشكل و دشوار مي باشد.

وقتي از قاسم بن محمد بن ابي بكر - كه يكي از فقهاء مدينه، و دانش و فقاهت او مورد اتفاق همه مسلمين بوده است - درباره مطلبي سؤال كردند، وي گفت:

جواب صحيح اين مساله را نمي دانم.

سائل گفت:

من بدين منظور به سوي تو شتافتم كه چون غير از تو شخص ديگري را به شايستگي نمي شناختم قاسم گفت:

به طول لحيه و بلندي محاسن من و كثرت مردم در پيرامون من ننگر. سوگند به خداوند متعال، من پاسخ درست پرسش تو را نمي دانم. در اين اثناء يكي از بزرگان و افراد

سالمند - كه در كنار او نشسته بود - به او گفت:

برادرزاده! جواب مساله را براي او بيان كن و او را از خويشتن مران، سوگند به خداوند در هر مجلسي كه ترا در جمع ديگران مشاهده كردم، كسي را كه فاضلتر و دانشورتر و باادراك تر از تو باشد تاكنون نديده ام. قاسم گفت:

به خدا قسم اگر زبانم را از بيخ و بن بركنند براي من محبوب تر از آن است كه درباره چيزي سخن بگويم كه بدان علم و آگاهي ندارم.

درباره حسن بن محمد بن شرف شاه استرابادي، چنين آورده اند كه روزي زني بر او وارد شد و راجع به مسائل مشكل و پيچيده مربوط به حيض و عادت زنانه، سؤالاتي مطرح ساخت؛ ولي او نتوانست پاسخ آنها را بيان كند. آن زن به حسن گفت:

پته هاي عمامه و شمله دستار تو، به ميان و كمرت رسيده است ليكن از ايراد پاسخ به سؤال يك زن، عاجز هستي؟! حسن به او گفت:

اي خاله، اگر من پاسخ هرگونه مسائلي را - كه از من مي پرسند - مي دانستم شمله دستارم من به شاخ گاو مي رسيد (و قعر زمين را نيز درمي نورديده و به ژرفناي آن راه مي يافت).

اقوال و سخن بزرگان دين درباره اهميت و حساسيت مساله فتوي و سهمگين بودن اظهار رأي و نظر درباره احكام ديني، بي اندازه زياد و فراوان است، و ما به همين مقدار در اين موضوع اكتفاء كرده، و درباره انواعي كه باب مربوط به «فتوي» بدانها تقسيم مي گردد، بحث خود را آغاز كرده و ادامه مي دهيم.

نوع اول: شرائط و اموري كه بايد هر مفتي واجد آنها باشد

بايد دانست كه لازم است مفتي، مسلمان و مكلف و فقيه و عادل

باشد. شرائط فقاهت آنگاه در مفتي فراهم مي آيد كه او براي شناخت احكام - از طريق استنباط آنها از ادله تفصيلي آن ها يعني كتاب و سنت و اجماع و ادله عقل و ادله ديگري كه در جاي خود مورد بحث و تحقيق قرار گرفته اند - به پا خيزد و درست و استوار قيام نمايد.

شناخت احكام شرعي - با چنين شرائط - در صورتي بهم مي رسد و كامل مي گردد كه مسائل و مطالب زيربنائي آن از قبيل: اثبات صانع و صفات او شناخته شود، شناختي كه حصول ايمان انسان بر آن متوقف است. (بايد پيش از دست اندر كار شدن استنباط احكام شرعي) ، مسائل مربوط به نبوت، امامت، معاد - كه از مسائل كلامي است - شناسائي شود؛ چنانكه مفتي بايد قبلا علوم زيربنائي شناخت ادله، از قبيل: صرف، نحو، لغت - در محدوده علم عربيت - و شرائط حد و برهان در علم منطق، و نيز اصول فقه و حقايق مربوط به احكام شرعي از رهگذر آيات قرآني، و احاديث مربوط به احكام شرعي، و علوم حديث - چه از لحاظ متن و چه از لحاظ سند - را تحصيل كند، و لو آنكه اين تحصيل از راه وجود اصل صحيحي انجام گيرد، اصلي كه مفتي بتواند به هنگام نياز، بدان مراجعه نمايد.

مفتي بايد موارد اختلاف و اتفاق علماء و فقهاء را در مسائل شرعي بشناسد، يعني بايد بداند مساله اي كه درباره آن فتوي مي دهد رأي و نظر او در آن مساله، مخالف اجماع علماء نيست؛ بلكه بايد بداند كه رأي او با رأي و نظر عده اي از فقهاء پيشين موافقت دارد، و يا

رأي او به ظن قوي درباره مساله ايست كه فقهاء پيشين درباره آن سخني به ميان نياورده اند؛ و آن مساله از مستحدثات بوده كه در عصر او و يا عصري نزديك به زمان او پديد آمده است.

و نيز بايد مفتي داراي ملكه نفساني و قوه و نيروئي قدسي و ملكوتي باشد كه بتواند فروع و جزئيات احكام را از اصول و كليات آن بدست آورده و هر قضيه اي را به ادله مناسب آن ارجاع دهد.

مطالب فوق، مجموعه شرائط و اموري است كه درباره «مفتي مطلق» و مستقل در فتوي، معتبر و لازم مي باشد (تا بتواند در مورد تمام احكام فرعي و ابواب مختلف فقهي اظهار نظر نموده و مستقلا فتوي صادر كند). ما اين شرائط را بطور فشرده مطرح ساختيم، شرائطي كه در علم «اصول فقه» به گونه اي مفصلتر، شرح و گزارش شده است.

اگر شرائط و اوصاف مذكور در فردي فراهم آيد بر او واجب است كه در مورد هر مساله فقهي و احكام فرعي مورد نياز خود، و يا هر مسئله اي كه از او سؤال مي شود تمام وسع و طاقت و كوشش خود را به كار گيرد تا به توضيح و بررسي آن مساله از طريق ادله تفصيلي آن بپردازد. بر او جائز نيست - چه در صدور فتوي براي ديگران و يا براي خويشتن - از مفتي و مجتهد ديگر تقليد كند، البته اين حكم در صورتي است كه داراي فرصت كافي براي انجام عمل مربوط به مساله باشد تا بتواند در ظرف آن فرصت، حكم آن مساله را استنباط نمايد، به گونه اي كه اشتغال به استنباط حكم مساله با انجام تكليف

شرعي او اصطكاكي پيدا نكند. اما در صورت ضيق مجال و فرصت، تقليد از مجتهد حي و زنده در آن مساله جايز مي باشد؛ ولي درباره تقليد از مجتهد ميت، دو نظريه وجود دارد:

(عده اي جايز دانسته و عده اي ديگر تقليد از مجتهد ميت را مطلقا جائز نمي دانند) ؛ بلكه آن را بطور كلي منع كرده اند.

نوع دوم: احكام و آداب مفتي

1 - تحصيل زمينه هاي افتاء و اجتهاد، واجب كفائي است

فتوي دادن يكي از واجبات كفائي است، و همچنين تحصيل و فراگرفتن مقدمات و زمينه هاي وصول به مقام افتاء و اجتهاد از واجبات كفائي به شمار مي آيد.

اگر شخصي - كه مفتي و مجتهد است - درباره حكم مساله اي، مورد پرسش قرار گيرد و فرد ديگري جز او براي ايراد پاسخ به آن مسئله وجود نداشته باشد، بر او لازم است كه شخصا پاسخ آن را بگويد.

و اگر غير از او فرد ديگري - كه بتواند پاسخ مساله را بيان كند - وجود داشته و در دسترس باشد، پاسخ دادن به آن مسئله به عنوان واجب كفائي بر هر دو لازم است.

و در صورتي كه جز يك فرد - براي پاسخ به مسئله - در دسترس نباشد و رفتن به حضور فرد ديگر، مستلزم مشقت و دشواري نباشد، در اينكه آيا لازم و واجب است كه مجتهد حاضر شخصا جواب مسئله را ايراد كند، دو وجه ذكر كرده اند:

(عده اي مي گويند:

ايراد پاسخ بر مجتهد حاضر، واجب است.

و عده اي را عقيده بر آن است كه پاسخ به سؤال، بر هر دو مجتهد واجب مي باشد).

اگر در محيط زندگي مردم، شخصي كه بتواند فتوي دهد موجود و در دسترس نباشد بر هر فرد مكلفي - كه در آن

محيط زندگي مي كند - واجب است حتي الامكان به عنوان واجب كفائي، شرايط و زمينه هاي وصول به مقام اجتهاد و صدور فتوي را تحصيل كند.

و اگر همه افراد اين محيط در اقدام به تحصيل مقدمات اجتهاد، اخلال و كوتاهي كنند تمام آنها از نظر ارتكاب فسق و گناه سهيم بوده و با هم برابرند. حتي اگر عده اي از مردم، سرگرم تحصيل مقدمات وصول به مرتبه اجتهاد گردند اين تكليف از عهده ديگران ساقط نمي شود؛ بلكه آنگاه اين تكليف از عهده آنها خارج مي شود كه فردي در آن محيط به مقام افتاء و اجتهاد نائل شود (و بتواند پاسخگوي همه مسائل مردم باشد) ؛ چون اين احتمال وجود دارد كه افراد - به علت فوت و يا موانع ديگر - نتوانند به درجه اجتهاد برسند.

براي اينكه مردم مطمئن گردند كه تكليف تحصيل مقدمات اجتهاد از عهده آنها ساقط شده است، صرف گمان به وصول فردي به درجه اجتهاد، كافي نيست، اگرچه ما قائل شويم كه در قيام به واجب كفائي مي توان به ظن و گمان اكتفاء نمود.

2 - اعتدال مزاجي و رواني مفتي در حين فتوي دادن

نبايد مفتي به هنگامي كه گرفتار تغيير و دگرگوني حالات اخلاقي است و نيز در حال دل مشغولي و وجود موانع دقت و تأمل كامل، فتوي صادر كند. اين حالات عبارتند از: خشم، گرسنگي، تشنگي، اندوه، شادي مفرط، چرت و خواب آلودگي، ملال خاطر، بيماري اضطراب انگيز، گرماي فوق العاده و بي تاب كننده، سرماي رنج آور، محصور بودن از لحاظ پيشاب و پساب و امثال آنها (كه موجب تفرق حواس و تشتت خاطر و عدم تمركز فكر انسان مي گردند).

البته ضرورت

اعتدال حالت روحي و مزاجي مفتي در حين فتوي، در صورتي است كه ضرورت صدور فتوي از لحاظ وقت و فرصت «واجب مضيق» يعني واجب كوتاه مدت نباشد.

اگر مفتي و مجتهد با وجود دگرگوني حالت روحي و مزاجي با اطمينان به اينكه وجود اين حالت، مانع از وصول به حق و صواب نمي گردد و تمركز فكر او را از ميان نمي برد، فتوي دهد - با اينكه فتوي دادن همزمان با دگرگوني حالات مزاجي و رواني كراهت دارد - صدور فتوي جائز خواهد بود. علت كراهت فتوي دادن در چنين حالات، اين است كه ممكن است مفتي احيانا به علت نامساعد و نامعتدل بودن روح و مزاجش دچار لغزش و اشتباه گردد.

3 - وظيفه مفتي و مستفتي به هنگام تغيير رأي مفتي

اگر مجتهد پس از آنكه فتوائي را صادر كرد، رأي و نظر او را تغيير كند، و مقلد به وسيله يكي از استفتاء كنندگان و يا افراد ديگر از اين تغيير نظر آگاه گردند بايد طبق رأي دوم و نظريه جديد مفتي عمل كند. اگر مقلد و مستفتي بر طبق نظريه اول عمل نكرده باشد نمي تواند (پس از اطلاع از نظريه جديد او) ، عمل خود را مطابق نظر و رأي اول برگزار نمايد.

و اگر قبل از اطلاع از تغيير رأي مفتي، قبلا طبق نظريه اول عمل كرده باشد، اين عمل او نقض نمي شود و اشكالي ندارد.

اگر مقلد و مستفتي از رجوع و تغيير رأي مجتهد و مفتي همينگونه ناآگاه بماند به منزله آنست كه گويا مفتي از رأي و نظريه سابق خود را در رابطه با او برنگشته است.

بايد مجتهد - قبل از عمل

مقلد و مستفتي و پس از آن - تغيير رأي خود را اعلام نمايد تا مقلد او عمل بعدي خود را مطابق نظريه جديد وي برگزار كند و از نظريه و فتواي اول - از لحاظ عمل - بازگشت نمايد.

4 - آيا در مورد حوادث مشابه و متعاقب، لازم است در فتوي تجديد نظر شود؟

اگر مفتي و مجتهد در مورد واقعه اي فتوي دهد و سپس واقعه اي همانند آن اتفاق افتد، (براي صدور فتوي درباره واقعه جديد) - در صورتي كه متوجه و متذكر فتواي نخستين و ادله آن باشد - بايد در مورد واقعه جديد و مشابه واقعه اول، همان فتوي را بدون نياز به تأمل و نظر صادر كند. ولي اگر فتواي نخستين به خاطرش آيد؛ لكن دليل آن را به ياد نياورد و يا علتي براي رجوع از فتواي نخستين پديد نيايد، در اينكه آيا مي تواند طبق فتواي اول، رأي دهد و يا لازم است تجديد نظر نموده و به اجتهاد بپردازد، دو نظريه وجود دارد.

مسئله تجديد تفحص و جستجو براي پيدا كردن آب بجاي تيمم، و يا كوشش مجدد براي يافتن سمت قبله، و نيز حكمي كه قاضي بر اساس اجتهاد صادر مي كند و سپس واقعه و مسئله اي همانند آن اتفاق مي افتد، با مسئله مورد بحث ما از نظر حكم فرقي ندارد، (يعني دو قول و نظريه در اين زمينه ها وجود دارد كه بر طبق يكي از آنها مي تواند به همان نظريه اول عمل كند، و بر طبق نظريه ديگر بايد با اجتهاد مجدد، يعني تجديد نظر در فتواي خويش عمل نمايد).

5 - بايد مفتي به طرز تعبير مراجعان آشنا باشد

نبايد مفتي

در مورد مسائلي كه مربوط به الفاظ و تعبيرهاي سوگندها و اقرارها و وصيت ها و امثال آنها است فتوي صادر كند مگر آنگاه كه خود از مردم همان شهر و ممكت بوده و به طرز سوگند و وصيت و اقرار و منظور آنان در استعمال تعابير آشنا باشد تا بتواند هدف آنها را طي تعبير آنان همانگونه كه آنها اراده كرده اند درك كند؛ لذا بايد به اين نكته اساسي توجه شود؛ زيرا اين موضوع بسيار مهم و باارزش مي باشد.

نوع سوم: در آداب فتوي و صادر كردن حكم

1 - اختيار مفتي در ايراد پاسخ كتبي و شفاهي به استفتائات

مفتي و مجتهد بايد پاسخ مسئله را طوري بيان كند كه هرگونه اشكال و ابهام را از ميان بردارد، و سپس مي تواند به پاسخ شفاهي اكتفاء كند.

اگر زبان مفتي براي مستفتي قابل فهم نبود، (يعني اگر مفتي و مستفتي داراي دو زبان متفاوتي باشند) ، ترجمه دو فرد عادل در اين مورد كافي است. بعضي از علماء معتقدند ترجمه يك شخص عادل كفايت مي كند؛ زيرا فتوي دادن به منزله خبر است (و در مورد خبر، گفتار يك فرد عادل داراي حجيت مي باشد).

مفتي مي تواند (بجاي پاسخ شفاهي) جواب مسئله را بنويسد، اگرچه جواب كتبي مي تواند متضمن خطري از لحاظ دستبرد و تحريف باشد.

و لذا برخي از پيشينيان، از پاسخ كتبي به استفتائاتي كه در نامه ها نوشته مي شد سخت گريزان بوده اند؛ چون در اين گونه استفتائات از لحاظ پاسخ، احتمالات مختلف از لحاظ پاسخ راه داشت، به اينصورت كه در سخن سائل و مستفتي هر قسمتي از آن داراي مزايا و خصوصيات ويژه اي از نظر پاسخ بوده است، چه بسيار اتفاق افتاده كه ما با استفتائاتي

كتبي مواجه شديم كه مقصود و تعبير گوينده و نويسنده آنها با آنچه كه در استفتاء وجود داشت، متفاوت بود، تازه پس از چندي به گفتار او توجه كرده و چيز ديگري را درك مي كرديم؛ در حالي كه قبلا در پاسخ آنها را نوشته بوديم، لذا آن نامه را پاره كرده و آن را از بين مي برديم.

2 - بيان مفتي بايد صحيح و قابل فهم توده مردم باشد

بايد طرز بيان و تعبير مفتي، واضح و روشن و در عين حال درست و صحيح باشد كه هم توده مردم آن را بتوانند درك كنند و هم خواص و اهل سخن و علماء، عبارات او را ركيك و سبك تلقي ننمايند. بنابراين بايد مفتي از اضطراب و ركاكت تعبير و تركيبات غريب و نامانوس و يا عبارت پردازيهاي ضعيف و سست و لغات مشكل و پيچيده و امثال آنها در پاسخ به استفتائات احتراز جويد.

3 - پاسخ اجمالي و يا تفصيلي به سؤالات استفتاء كنندگان

اگر مسئله مورد سؤال داراي شعب مختلف بود و به تفصيل و شرح و بيان نياز داشت، مفتي نمي تواند به پاسخ مطلق و كلي و اجمالي آن اكتفاء كند؛ زيرا چنين پاسخي خطاء است، يعني نمي تواند خالي از لغزش و اشتباه باشد. مفتي مي تواند از مستفتي - در صورتي كه در حضور او باشد - بخواهد كه پرسش او را به تفصيل بيان كند، و يا اگر سؤال به صورت كتبي بود از او بخواهد كه با شرح و تفصيل بيشتري سؤال خود را دوباره در نامه ديگري بنويسد.

و مفتي پس از آگاهي از موارد مفصل آن، به ايراد پاسخ بپردازد. اگر سؤال

و جواب بدين كيفيت انجام گيرد بهتر است، و ضمنا مصون از اشتباه نيز خواهد بود.

البته مفتي مي تواند جواب يكي از فروع و شاخه هاي سؤال را بگويد و يا بنويسد.

و اين كار در صورتي صحيح است كه مفتي بداند همان فرع براي سؤال كننده روي داده و پاسخ همين شاخه از پرسش را مطالبه مي كند، و سپس بايد يادآور گردد كه اگر منظور از سؤال شما چنين باشد؛ پاسخ آن همين است.

و يا بگويد در صورتي كه هدف سؤال شما چنين باشد، پاسخ آن همانگونه است كه ذكر شد؛ و امثال آن.

و نيز مفتي مي تواند به تمام شاخه ها و بخشهاي مختلف سؤال، پاسخ گويد و تمام بخشهاي متعدد مسئله را ياد كند و سپس پاسخ آنها را بيان نمايد. لكن اين نوع پاسخگوئي از ديدگاه برخي از دانشمندان، ناخوش آيند بوده و مي گفتند اين طرز پاسخگوئي همانند فراگرفتن فجور و انحراف است، از آن جهت كه مردم از حكم سودمند و يا زيانبار مسئله آگاه مي شوند (و گويا مفتي با اين گونه پاسخگوئي، شاخه هاي مفيد و مضر را به مردم تعليم مي دهد).

4 - رعايت ترتيب در پاسخ به سؤالات متعدد

اگر در نامه استفتاء، چند مسئله مطرح شده باشد بهتر است پاسخ آن ها به ترتيب پرسشها باشد.

و اگر سائل و استفتاء كننده را متوجه پاسخهاي مربوط سازد رعايت ترتيب پاسخ بر حسب ترتيب سؤال، لازم نيست.

و در چنين صورتي كه پاسخ به آنها پس و پيش مي گردد (به عنوان «لف و نشر مشود» (397) تلقي مي شود كه اين ترتيب در برخي از آيات قرآن كريم به چشم مي خورد از قبيل آيه):

يوم تبيض وجوه و تسود وجوه

فاما الذين اسودت وجوههم …

روزي كه چهره هائي، سفيد و چهره هائي سياه مي گردد. اما كساني كه روسياه شدند …

5 - سؤال و استفتاء نبايد به خط مفتي باشد

عده اي از دانشمندان گفته اند:

ادب و نزاكت اقتضاء مي كند كه سؤال و پرسش به خط مفتي نباشد؛ ولي اگر املاء و يا تصحيح سؤال به وسيله مفتي انجام گيرد اشكالي ندارد.

6 - هماهنگي پاسخ با پرسش سائل

مفتي نمي تواند پاسخ و پرسش مربوط به مسئله را به صورتي كه شخصا از واقعه استفاده و استنباط كرده است - در صورتي كه در خود نامه استفتاء به همان صورت طرح نشده باشد - بنويسد؛ بلكه بايد بر اساس همان صورتي كه در نامه وجود دارد پاسخ آن را بنگارد (و نظريه خود را در كيفيت طرح سؤال دخالت ندهد). اگر منظور مستفتي برخلاف آنچه در نامه آمده است باشد بايد مفتي بنويسد:

اگر مسئله اينطور باشد پاسخ آن چنين و چنان است.

علماء معتقدند كه اگر مفتي در نامه استفتاء علاوه بر پاسخ، مطالب وابسته به مسئله و مورد نياز سائل را اضافه كند كار مطلوب و عمل مستحبي را انجام مي دهد، و اين استحباب به خاطر حديثي است كه مي گويد:

هو الطهور ماؤه، الحل ميتته (398):

7 - رفق و مدارا با استفتاء كننده در تفهيم جواب مسئله

اگر استفتاء كننده (به عللي) دچار نارسائي در بيان مسئله و درك پاسخ آن باشد بايد مفتي با او رفق و مدارا نموده و با بردباري، به فهم سؤال او موفق گردد و با همين شيوه پاسخ آن را نيز بدو تفهيم كند؛ زيرا ثواب و پاداش چنين رفق و مدارا - كه به منظور تفاهم

با فرد ناتواني انجام مي گيرد - بسيار عظيم و پرارزش مي باشد.

8 - ضرورت دقت مفتي در مطالعه نامه استفتاء

بايد مفتي كلمه به كلمه نامه استفتاء را با دقت كافي مطالعه كند، و بخصوص پايان و منتهي اليه نامه را با عنايت فزونتري مورد توجه قرار دهد؛ زيرا جان و روح سؤال و اصل پرسش در پايان آن وجود دارد كه گاهي ممكن است تمام نامه به پايان آن مربوط باشد و مفتي احيانا نسبت به پايان آن از لحاظ دقت، غفلت كند.

دانشمندي گفته است:

شايسته است درنگ انديشمندانه و دقت مفتي درباره يك مسئله ساده و آسان به همان گونه باشد كه درباره يك مسئله مشكل و پيچيده اعمال مي گردد؛ و اين موضوع به خاطر آنست كه وي به دقت و تأمل عادت نموده و بدان خو گيرد.

9 - اصلاح و جبران لغزشها و كمبودهاي موجود در نامه استفتاء

اگر مفتي در نامه استفتاء با لغت و واژه مشتبه و مبهمي مواجه شد، بايد از مستفتي راجع به آن و نيز نقطه گذاري ها و حركات و سكنات آن جويا گردد.

و همچنين اگر مفتي در طي نامه به اشتباه و لغزشي در كلمه اي مواجه شد، و اين اشتباه به گونه اي است كه در مفهوم كلمه؛ تغييري ايجاد مي كند بايد مفتي به اصلاح آن بپردازد.

و اگر مفتي در نامه استفتاء محل نانوشته اي را در اثناء خطوط و سطور و يا پايان آن مشاهده نمايد با خطي آن محل را پر كند و يا چيزي كه لازم است در آن جاي خالي بنويسد و آن جاي سفيد را اشغال نمايد؛ زيرا استفتاء كنندگان مي خواهند گاهي مفتي را بيازارند (و به

اصطلاح سوءاستفاده كنند) ، به اين معني كه آن محل خالي و نانوشته را با عباراتي پر كنند كه اصل فتوي و يا سؤال را - بعد از نوشتن فتوي - دگرگون سازند، چنانچه مي گويند اين گونه سوءاستفاده درباره برخي از بزرگان علم، پيش آمده است.

10 - مشورت با حاضران درباره محتواي نامه استفتاء

مستحب است مفتي، نامه استفتاء را بر حاضراني كه داراي اهليت هستند بخواند، و با آنان درباره محتواي آن مشورت كرده و با رفق و مدارا و منصفانه راجع به آن مذاكره و مباحثه نمايد، اگرچه حاضران از لحاظ علمي پائين تر از او و يا شاگردان او باشند؛ زيرا اگر وي در پاسخ به نامه هاي استفتاء، چنين شيوه اي را در پيش گيرد - علاوه بر اينكه در اين مورد از پيشينيان اقتداء و پيروي كرده - اين اميد وجود دارد كه اگر احيانا نكاتي، از نظر مفتي مخفي بماند به مدد مشورت و مذاكره با حاضران، آن نكات، روشن و پديدار گردد؛ زيرا هر ذهن و فكري بهره اي از فيض الهي را دارا است.

ولي اگر در نامه استفتاء، مطالبي آمده باشد كه اظهار آن ناخوش و زشت باشد، و يا مستفتي ترجيح مي دهد كه محتواي نامه او مكتوم بماند، يا اظهار و فاش ساختن مضمون نامه، متضمن مفسده اي باشد نبايد آن را با حاضران در ميان گذاشت.

11 - بايد پاسخ نامه استفتاء از لحاظ خط و نگارش، واضح باشد

بايد مفتي پاسخ نامه را با خط واضح و روشن و با قلمي متوسط - نه آنقدر ريز و مبهم و نه آنچنان درشت و خشك - بنگارد.

و بايد فاصله سطور را از

لحاظ تنگي و گشادگي در حد معتدل و متوسطي تنظيم كند.

برخي معتقدند كه به عنوان يك امر مستحب، قلم و طرز نگارش به گونه اي يكنواخت باشد كه كسي نتواند در آن دست برده و آن را دگرگون سازد و نيز موجب اشتباه و اختلاط خط او با خط ديگري نشود.

12 - بايد در پاسخ نامه استفتاء تجديد نظر نمود

آنگاه كه مفتي، پاسخ نامه استفتاء را نگاشت بايد در آن تجديد نظر و دقت نمايد؛ چون ممكن است احيانا نقص و اختلالي در پاسخ نامه به نظر رسد، و يا خود مفتي نسبت به پاسخ قسمتي از جوانب سؤال، نقصي مشاهده كند.

بجا است كه مفتي قبل از نوشتن نام خود در پايان نامه و ممهور كردن آن و قبل از تكميل پاسخ، اين تجديد نظر را در مورد پاسخ به عمل آورد.

13 - محل نگارش پاسخ در نامه استفتاء

اگر مفتي با خط خود، پاسخ نامه را آغاز كند بايد - بر طبق شيوه معمول قديم و جديد - پاسخ را در ناحيه راست نامه بنويسد و بالاي بسم الله الرحمن الرحيم و امثال آن، هيچ نوشته اي را قرار ندهد.

14 - دعاء و نيايش بدرگاه خداوند متعال به هنگام افتاء و صادر كردن حكم

آنگاه كه مفتي مي خواهد فتوائي صادر نمايد بايد استعاذه كند، و از شر شيطان مطرود از رحمت، به خداوند متعال پناه برد و بگويد:

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم و نام خداوند را با گفتن بسم الله الرحمن الرحيم بر دل و زبان جاري سازد، و او را سپاس گفته، و بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و خاندان او (عليهم

السلام) درود فرستد و دعا كند و بگويد:

رب اشرح لي صدري و يسر لي امري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي (399)

خدايا به من شرح صدر عنايت كن و كارم را آسان و هموار گردان و گره از زبانم بگشاي تا سخن من قابل فهم بوده و آن را دريابند و درك نمايند.

برخي از علماء و فقهاء به هنگام فتوي، دعاي زير را مي خواندند:

لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا (ففهمناها سليمان و كلا آتينا حكما و علما (400) اللهم صلي علي محمد و آله و صحبه و سائر النبيين و الصالحين، اللهم وفقني و اهدني و سددني، و اجمع لي بين الصواب و الثواب و اعذني من الخطاء و الحرمان

جز به وسيله خداوند والاي بزرگ هيچ عامل و نيرو و قدرتي مؤثر نيست، خدايا تو از هر عيب و نقصي مبري هستي، و جز آنچه تو به ما آموختي هيچگونه آگاهي كامل براي ما وجود ندارد. (تو فرمودي): كه ما به سليمان چنان حقايقي را فهمانديم، و حكمت و دانش را به همه پيامبران ارمغان داديم. خدايا بر محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و خاندان و يارانش، و ساير انبياء و نيكان درود فرست. خدايا مرا موفق گردان و به راه راست رهنمونم ساز، و مرا استوار نگاهدار.

و رأي مرا با پيوندي از حق و درستي و پاداش اخروي فراهم آور، و از خطاء و لغزش و محروميت از پاداش اخروي، مرا در پناه خود قرار ده.

15 - چه عباراتي را بايد بر آغاز و پايان جواب نامه استفتاء افزود؟

مفتي بايد

در آغاز پاسخ نامه استفتاء، يكي از عبارات زير را بنويسد:

«الحمدلله»

«الله الموفق»

«حسبناالله»

«حسبي الله»

«الجواب»

«بالله التوفيق» و امثال اين گونه تعبيرات (كه نمايانگر سرآغاز پاسخ مي باشد).

بهتر اينست كه پاسخ را با سپاس الهي «الحمدلله» آغاز كند، چون در اين باره حديثي به ما رسيده است كه هر كار مهم و اساسي را بايد به نام خداوند متعال و سپاس او آغاز. نمود (401)

شايسته است مفتي (علاوه بر نگارش «الحمدلله») حمد و سپاس خداوند متعال را بر زبان جاري ساخته و سپس همان را روي نامه نيز بنويسد، و با تعبير «الله اعلم» و يا «بالله التوفيق»، جواب نامه را پايان برد. سپس بنويسد كه پاسخ را فلاني فرزند فلاني گفته و يا نوشته است، (يعني بايد مفتي در پايان پاسخ، نام خود را با تمام مشخصات بياورد) و قبيله و شهر و يا صفات و خصوصيات و مشخصاتي را كه بدان منسوب مي باشد در جواب استفتاء يادداشت كند.

16 - فتوي را بايد با مداد نوشت

بعضي از علماء گفته اند، مستحب است مفتي، پاسخ نامه را با مداد (402) بنويسد نه با مركب تا از حك و حذف، مصون باشد، بر خلاف كتب علمي كه بهتر است با حبر و مركب مخصوص نگاهداشته شود؛ زيرا بنا بر اين است كه كتب عملي، پايدار بماند و مركب براي پايدار ماندن نوشته ها از هر نوع نوشت افزار ديگري مناسب تر است.

17 - پاسخ نامه استفتاء بايد در عين اختصار، روشن باشد

مفتي بايد پاسخ استفتاء را مختصر و فشرده بنويسد آن هم به گونه اي كه عوام الناس و توده مردم بتوانند آن را به راحتي و روشني درك كنند. حتي بعضي از

فقهاء در پاسخ استفتاء فقط مي نوشتند:

«جائز است» يا «جائز نيست»

«واجب است» يا «واجب نيست» و يا مي نوشتند:

«آري» يا «نه»، يعني با اين گونه تعابير كوتاه و روشن، پاسخ استفتاء را برگزار مي كردند.

18 - حزم و احتياط و عدم سراسيمگي در پاسخ به استفتاء

اگر از مفتي راجع به كسي سؤال كنند كه مي گويند:

«من از محمد بن عبدالله راستگوتر هستم» و يا مي گويد:

«نماز، يك بازيچه و كار بيهوده ايست» و يا امثال اين گونه سخنان را بر زبان آورد، سخناني كه كفرآميز مي باشد و موجب بي اعتبار شدن خون و جان گوينده آن خواهد شد، نبايد مفتي (در صدور فتوي، دچار سراسيمگي و شتابزدگي گردد و) بگويد:

خون چنين شخصي حلال است، و يا قتل او واجب مي باشد؛ بلكه او بايد بگويد:

اگر چنين مطلبي از راه اقرار و يا بينه، يعني گواهي دو شاهد عادل در مورد كسي ثابت و روشن گردد حكمي كه درباره او جاري خواهد شد بدينسان مي باشد.

و يا اگر راجع به كسي سؤال كنند كه سخني بر زبان آورده، سخني كه كفر او به علت چنين سخني، محتمل باشد بايد مفتي در پاسخ بگويد:

لازم است از گوينده اين سخن سؤال كرد كه اگر با چنين هدفي اين كلام را بر زبان جاري ساختي، حكم و پاسخ آن چنين و چنان خواهد بود.

اگر از مفتي درباره قاتل و يا كسي كه چشم كسي را از جا در آورده و يا جنايات ديگري بر كسي وارد ساخته سؤال كنند بايد احتياط را از دست ندهد و شرائط قصاص را توضيح داده و مطالب مربوط به آن را يادآور گردد.

اگر از مفتي و مجتهد راجع به كسي

كه مستوجب تازيانه خوردن است پرسش نمايند، وسيله و آلت تعزير و تازيانه زدن را يادآور گردد و بگويد كه با چنين كيفيت و با اين شمار بايد تازيانه بخورد، و نبايد تازيانه بيشتر و يا شديدتري را بر او وارد ساخت.

19 - يادآوري هاي لازم در مورد سؤالات مربوط به ارث

اگر از مفتي راجع به ميراث سؤال شود، معمولا (طبق عادت) لازم نيست موضوع برده نبودن و يا شرط عدم كفر وارث و امثال آن ها را - كه از موانع ارث به شمار مي روند - براي سائل و مستفتي توضيح دهد و اين مطالب را قبلا شرط نمايد؛ بلكه سؤال مطلق يك فرد مسلمان، مبني بر آنست كه در وارث و يا وراث، موانع ارث وجود ندارد. برخلاف موردي كه راجع به ارث برادران و خواهران و عموها و فرزندان اين طبقه از وراث، سؤالاتي مطرح مي شود كه در چنين مواردي بايد مفتي بپرسد آيا اين برادرها و خواهرها و يا عموها، ابويني هستند و يا پدري و يا مادري مي باشند؟

اگر در ضمن نامه استفتاء مربوط به ارث، از افرادي ياد شود كه مستحق ارث نمي باشند بايد مفتي، سقوط حق آنان از ارث را ضمن پاسخ تصريح كند و بنويسد:

فلاني و فلاني از ارث بردن محرومند و هيچگونه استحقاقي ندارند.

اگر فردي در تحت شرائطي، مستحق ارث باشد كه همان فرد در شرايط ديگر هيچگونه حقي را در ارث دارا نباشد، بايد مفتي در پاسخ استفتاء بگويد:

فلاني در چنين حالت و شرائطي ارث نمي برد.

و امثال اين گونه سؤالات و تذكراتي كه لازم است مفتي آن ها را به مستفتي يادآور گردد تا اين تصور به وجود نيايد

كه فلاني در هر حال و شرائطي مستحق ارث مي باشد.

اگر از او راجع به ارث خواهران و برادران و يا ارث پسران و دختران سؤال كنند، نبايد در پاسخ بگويد كه ارث در ميان آنها طبق آيه للذكر مثل حظ الانثيين تقسيم مي شود؛ زيرا اين گونه يادآوريها براي توده مردم اشكالاتي توليد مي كند، كه نمي توانند آن را درك كنند؛ بلكه بايد بگويد:

تركه ميت بايد بر اساس چنين و چنان تقسيم گردد كه طبق آن، پسر دو سهم و دختر يك سهم دارد.

اگر مفتي بگويد:

بر اساس نص قرآن كريم تقسيم گردد:

اين پاسخ، بلامانع مي باشد؛ چون معني اين آيه و نص، روشن است و ابهام كمتري در آن وجود دارد. اگرچه تذكر به صورت اول، واضحتر است، يعني در اينصورت بايد پاسخ مسئله را به تفصيل بيان كند.

مفتي بايد قبل از هر چيز يادآور گردد كه تركه ميت پس از اخراج اموالي كه لازم است قبل از تقسيم ارث، اخراج شود، از قبيل وصيت و دين - در صورتي كه وصيت و ديني در ميان باشد - تقسيم گردد (و به هر صورت بايد نكته هاي مورد نياز مستفتي را ضمن پاسخ يادآور شود).

20 - بايد پاسخ استفتاء، هوشمندانه نگارش شود تا مستفتي نتواند در آن دستكاري نمايد

بايد مفتي پاسخ استفتاء را در ذيل همان نامه استفتاء بنويسد و بلافاصله بدان متصل سازد، هيچگونه فاصله و خلاء ميان سؤال و جواب باقي نگذارد، تا مستفتي نتواند چيزي را كه موجب فساد و دگرگوني پاسخ او مي گردد بر آن بيفزايد.

اگر محل نگارش پاسخ، پيوسته به پرسش باشد جواب را روي همان موضع و محل بنويسد.

و چنانچه موضع و محلي

كه بايد جواب را روي آن بنويسد داراي ظرفيت كافي نباشد نبايد پاسخ را روي ورقه ديگري بنويسد؛ بلكه بايد آن را در پشت ورقه و يا در حاشيه آن بنگارد. آنگاه كه مي خواهد پاسخ استفتاء را در ظهر و پشت نامه استفتاء، بنويسد بايد از بالا شروع كند مگر در صورتي كه بخواهد پاسخ را در پائين نامه استفتاء، و به دنبال آن بلافاصله بنگارد، و مابقي پاسخ را به خاطر ضيق و عدم گنجايش محل، در پائين پشت ورقه تكميل سازد تا پاسخ او متصل به سؤال بوده و پيوستگي خود را حفظ كند.

21 - عدم توسل به حيل شرعيه و لزوم راه گشايي در برابر مشكلات مستفتي

اگر مفتي متوجه شود كه پاسخ او برخلاف منظور مستفتي است و ضمنا راضي نيست كه پاسخ او به صورت كتبي روي نامه استفتاء نگارش يابد به پاسخ شفاهي اكتفاء كند.

مفتي بايد از ميل و گرايش به «حيل شرعيه» چه در فتواي خود و چه در فتواي مخالف خويش - بر حذر باشد؛ زيرا توسل به حيل شرعيه از زشت ترين عيوب و شنيع ترين عوارض تباه گر است.

يكي از طرق و نشانه هاي تمايل به حيل شرعيه اين است كه در جواب استفتاء، مطلبي را كه به نفع مستفتي است بنگارد، و از نگارش مطلبي كه به زيان او تمام مي شود خودداري كند.

مفتي نبايد در مسائل مربوط به دعوي و بينه ها و شهود، به مطالبي روي آورد كه موجب خلاصي و رهائي از مشكلات گرديده و راه مفري از آن مشكلات باشد.

و نيز نبايد به يكي از دو طرف دعوي، طرقي را اظهار كند و بياموزد

كه به وسيله آن، استدلال و حجيت طرف را خنثي كند؛ چون اين گونه تعليم و راهنمائي، موجب ضايع گشتن حق طرف مي شود.

در صورتي كه مفتي احساس كند كه راهي به نفع مستفتي وجود دارد و از اين رهگذر، ضرر و زياني به حق كسي وارد نمي سازد بايد او را به همان راه ارشاد كند، مثلا اگر كسي سوگند ياد كند هه هزينه همسرش را به مدت يكماه نپردازد (در صورتي كه سوگند او از نظر شرايط قسم، قابل انعقاد باشد) لازم است مفتي راه گشاي مشكل او بوده و به وي تعليم دهد كه مي تواند نفقه همسرش را از مهريه او بپردازد، و يا به او قرض دهد، و مايحتاج يك ماهه او را به وي بفروشد و سپس ذمه او را از اين قرض و يا از قيمت مايحتاج او بري سازد؛ چنانكه نقل شده است كه شخصي به يكي از علماء گفت:

من سوگند ياد كردم كه در روز ماه رمضان با همسرم زناشوئي كنم و كفاره هم ندهم و ضمنا مرتكب گناهي هم نگردم. آن شخص عالم و دانشمند به او گفت با همسرت در ماه رمضان مسافرت كن (تا از اين طريق - ضمن وفاي به سوگند خود - مرتكب گناهي نگردي و كفاره روزه نيز بر تو واجب نشود).

22 - موقع شناسي مفتي بهنگام فتوي

اگر مفتي صلاح ببيند كه به يك فرد عامي به گونه اي فتوي دهد كه توام با شدت و سختگيري باشد و خود مفتي به ظواهر امر و نيز به شدت لحن خود در جواب استفتاء، اعتقادي نداشته باشد؛ ولي از ديدگاه خويش براي تظاهر به شدت

لحن و سختگيري خود، توجيه عاقلانه و مشروعي را در نظر گيرد، چنين روشي به منظور منع و تهديد - البته در موارد ضروري - جائز مي باشد، مشروط بر آنكه مفسده اي بر آن مترتب نگردد؛ چنانكه مي گويند شخصي از ابن عباس راجع به توبه قاتل سؤال كرد، ابن عباس در جواب او گفت:

براي قاتل توبه اي وجود ندارد و توبه او پذيرفته نيست. سپس شخص ديگري همين پرسش را با او در ميان گذاشت، در جواب او گفت:

من در چهره و چشم شخص اول، تصميم به قتل را مي خواندم، لذا با همان جواب، او را از قتل باز داشتم. اما دومي كه با حالتي اسف بار و روحيه اي حاكي از بينوائي نزد من آمد و دستش به قتل آلوده بود نخواستم او را از رحمت خداوند متعال، نوميدش سازم.

لكن مفتي بايد در اين گونه پاسخهاي مدبرانه خود، توريه نمايد، يعني وقتي كه مي گويد:

توبه قاتل پذيرفته نيست منظورش اين باشد كه در صورت اصرار به قتل و گناه و تصميم بر تكرار آن، توبه او مورد قبول واقع نمي شود.

23 - رعايت نوبت در پاسخ به استفتائات

اگر نامه هاي متعددي به مفتي برسد، و استفتائات متعددي نزد او انباشته گردد بايد در ايراد پاسخ به آنها نوبت را رعايت نموده و نامه هائي را كه جلوتر رسيده در پاسخ مقدم دارد؛ چنانكه قاضي به هنگام تعدد و هجوم و تراكم اصحاب دعوي بايد همين امر را رعايت كند.

موضوع لزوم رعايت نوبت، در مواردي است كه فتوي دادن، در آن موارد، واجب باشد.

اگر ورود نامه هاي استفتاء و يا ورود اشخاص، در يك زمان صورت گيرد، و يا سبقت نامه ها و

يا اشخاص معلوم نباشد بايد به قيد قرعه، نوبت پاسخ آنها را مشخص سازد.

برخي از علماء گفته اند بايد در چنين موردي نوبت زن ها و مسافران را بر ديگران مقدم دانست، البته مسافري كه وسائل مراجعت و سفر را طوري آماده ساخته كه اگر نوبت او به تأخير افتد، از رفقا و همراهان خود عقب مي ماند و زيانمند مي گردد.

رعايت نوبت زن و يا مسافر آماده مراجعت و سفر، در صورتي لازم است كه مراجعان به مفتي، آن اندازه زياد نباشند كه اگر نوبت زن يا مسافر را مقدم بدارد ديگران به وضع محسوسي متضرر گردند. لذا در چنين شرائطي لازم است كه مفتي، نوبت آنان را بر حسب سابقه ورود آنها رعايت نمايد، و يا در صورت تساوي در ورود، با قيد قرعه، نوبت پاسخ به آنان را تعيين كند.

و نيز نبايد نوبت هيچ كسي را - جز براي پاسخ به يك استفتاء و سؤال - جلو اندازد.

24 - كيفيت جبران و تدارك پاسخهاي نادرست مفتيان ديگر در نامه استفتاء

اگر نامه استفتاء به نظر مفتي برسد و مشاهده كند كه خط و پاسخ مفتي ديگري - كه از اهل فتوي مي باشد؛ ولي از لحاظ مقام علمي پائين تر از او است - در آن نامه آمده است، و ملاحظه كند كه نوشته او موافق رأي و فتوايش مي باشد بايد زير همان جواب بنويسد:

«صحيح است» و يا «جواب صحيح، همين است» و يا «جواب من نيز بدينسان مي باشد» و يا «من قائل به همين رأي و فتوي هستم» و امثال اين گونه عبارات (كه نمايانگر موافقت فتواي او با فتواي مذكور در نامه استفتاء است). البته مفتي

در همين مورد مي تواند با عبارتي فشرده تر و زيباتر، موافقت خود را اعلام نمايد.

اما اگر در نامه استفتاء، خط كسي را به عنوان فتوي و پاسخ به مسئله اي مشاهده كند كه پاسخ دهنده، واجد اهليت فتوي نيست، نبايد در كنار فتواي او فتواي خود را بنگارد؛ زيرا اين كار به منزله تثبيت رأي و نظر نادرست و تاييد رأي منكر تلقي مي گردد. او مي تواند اين پاسخ نادرست را از ميان ببرد و محو سازد، اگرچه صاحب نامه استفتاء به اين كار راضي نباشد و اجازه چنين كاري به او ندهد. ولي مفتي حق ندارد نامه را نزد خود نگاه دارد مگر در صورتي كه صاحب نامه، اجازه چنين كاري را به او بدهد.

مفتي مي تواند در اين گونه موارد، مستفتي را نهي كرده و او را از عمل به فتواي چنين مفتي نااهلي بازدارد، و قبح و زشتي عملي را كه مرتكب شده و به نااهل مراجعه كرده است به وي تفهيم كند؛ اگرچه بر خود مستفتي لازم است كه درباره اهل فتوي و مراجعي كه واجد شايستگي صدور فتوي هستند بحث و كاوش و تحقيق نمايد.

آنگاه كه مفتي در ذيل نامه استفتاء با نام كسي مواجه گردد كه او را نمي شناسد بايد درباره او جويا شود كه چگونه شخصي است. اگر نتواند او را شناسائي كند از نگارش فتواي خود در كنار فتواي او خودداري نمايد؛ به خاطر اينكه ممكن است نوشتن پاسخ در كنار فتواي اين مفتي ناشناخته، احيانا تاييد نظريه و فتواي نادرستي باشد، يعني فتوائي را كه يك فرد فاقد صلاحيت صادر كرده است تاييد ضمني كند. بهتر اين است كه

در چنين موردي از صاحب نامه استفتاء بخواهد تا او اجازه دهد نامه استفتاء را طبق فتواي خود، با نامه اي ديگر تعويض و تبديل كند.

و اگر صاحب نامه چنين اجازه اي ندهد بايد پاسخ استفتاء را به صورت شفاهي برگزار كند.

اگر مفتي بيم آن داشته باشد كه در صورت رد و ضرب و زدودن فتواي كسي كه فاقد اهليت فتوي است فتنه و آشوبي در مستفتي بهم رساند - و لو آنكه فتواي او صحيح باشد - مي تواند از نوشتن و صدور فتواي خود در كنار فتواي او امتناع ورزد. اما چنانچه در فتواي او اشتباه و لغزشي وجود داشته باشد بايد مفتي اين موضوع را هشدار داده و به مستفتي متذكر گردد. لذا در اين صورت اگر از اظهار فتوي و نظريه خود امتناع نمايد و از هشدار دادن به اشتباه فتواي آن مفتي نااهل، دريغ ورزد مرتكب حرام ميشود.

و بلكه بر او واجب است - در صورت امكان - آن فتوي را از ميان ببرد و محو سازد و يا آن را مطابق فتواي خود، - با نوشتن نامه اي ديگر - تعويض و ترميم نمايد، و نامه استفتاء و پاسخ نادرست آن شخص را با اجازه صاحب آن پاره كند.

اگر مفتي نتواند اين نقيصه را به صورتهاي مذكور جبران كند بايد جواب درست را در كنار پاسخ نادرست بنويسد.

و اگر نامه استفتاء با اجازه صاحب آن به مفتي اول اعاده گردد كاري درخور و پسنديده مي باشد.

چنانچه مفتي در طي نامه استفتاء، جواب كسي را مشاهده كند كه داراي اهليت فتوي است؛ ولي نظريه اي برخلاف نظريه او در آن منعكس مي باشد و ضمنا به اشتباه

بودن نظريه و فتواي او يقين و اطمينان نداشته باشد بايد به صرف نوشتن پاسخ خويش اكتفاء كرده و متعرض تخطئه و يا اعتراض به فتواي ديگري نشود.

25 - كيفيت پاسخ به استفتائات مبهم و مردد

اگر مفتي اصلا نتواند از روي نامه استفتاء، سؤال را كاملا درك كند و از آن سر در آورد، و صاحب نامه نيز در دسترس نباشد، براي حل اين مشكل، بعضي از علماء معتقدند كه بايد به صاحب نامه بنويسد، و درخواست كند توضيح بيشتري درباره سؤال خود بنگارد تا پاسخ آن را براي او بنويسد.

و يا به او بنويسد:

«من محتواي نامه شما را كاملا نفهميدم.» چنانچه مفتي بخواهد به صاحب نامه متذكر گردد كه سؤال او مفهوم نيست و يا به شرح و توضيح بيشتري نيازمند است بايد اين نكته را در قسمتي از نامه بنگارد كه به خود نامه صدمه اي وارد نشود و آن را مخدوش نسازد.

اگر مفتي از مضمون نامه، صورت و كيفيت خاصي را درك كرد كه احتمال ديگري نيز در آن به نظر مي رسد بايد اين موضوع را در آغاز پاسخ خود تصريح نمايد و بنويسد:

اگر سؤال بدين صورت است، و يا بدين صورت عمل كرده باشد پاسخ آن چنين خواهد بود، و يا در نامه اضافه كند:

«و اگر نه، جواب به صورت ديگر و به فلان كيفيت مي باشد.»

26 - ذكر دليل فشرده فتوي و تاكيد و تشديد در پاسخ، در موارد مناسب

بي مناسبت نيست كه مفتي ضمن پاسخ به استفتاء، دليل مختصر و فشرده اي از آيه و روايتي را كه مستقيما مربوط به مسئله مورد سؤال مي باشد ذكر كند. البته بايد يادآور شد كه

برخي از دانشمندان، ذكر حجت و دليل مسئله را در پاسخ استفتاء منع كرده اند تا ميان فتوي و تاليف كتاب استدلالي فقهي، امتيازي وجود داشته باشد.

گروهي از دانشمندان ديگر قائل به تفصيل شدند، به اين معني كه اگر مفتي براي فرد عامي، فتوي صادر مي كند نبايد دليل آن را ذكر كند؛ ولي اگر به شخص فقيهي فتوي دهد دليل آن را متذكر گردد. بلكه گاهي مفتي در مورد برخي از وقايع و مسائل فقهي ناگزير است سختگيري و مبالغه كند، و پس از پاسخ به سؤال بگويد:

«اين فتوي مطابق با اجماع مسلمين است» يا «در اين مسئله، از نظر من مخالفتي از جانب هيچيك از علماء ديده نمي شود» يا «اگر كسي با اين فتوي به مخالفت برخيزد با حكم واجب مسلم، مخالفت كرده و از حق و صواب و يا اجماع روي گردان شده، و يا دچار فسق و گناه مي گردد» و يا «بر ولي امر لازم است كه بدين فتوي ملتزم و پاي بند باشد و يا نسبت به آن اهمال نورزد» و امثال اين گونه تعابير مؤكد را بر حسب اقتضاء مصلحت و مطابق موقعيت، ضمن فتواي خود به كار برد.

نوع چهارم: در احكام و آداب و مشخصات مستفتي

1 - صفات و مشخصات مستفتي

هر فردي كه به درجه اجتهاد نرسيده باشد و مانند مجتهد و مفتي، جامع شرائط علوم و دانشهائي - كه قبلا از آن ها ياد شده است - نباشد بايد او را در مورد هر مسئله اي از احكام فقهي - كه مورد سؤال قرار مي گيرد - مقلد و مستفتي دانست. اين گونه افراد علاوه بر عنوان مقلد و مستفتي، به آنها «عامي» نيز مي گويند، اگرچه از افاضل و

دانشمندان عصر ما به شمار آيند. يعني بسا ممكن است همين افراد در علوم ديگر از خود مفتي، عالم تر باشند، علومي كه فتوي دادن، بر آنها متوقف نيست؛ زيرا اصطلاح: «عامي و عوام» اصطلاحي است كه در نقطه مقابل «خاص و خواص» قرار دارد و لو آنكه اين دو اصطلاح به هر مفهوم و معاني ديگري تلقي گردد. ولي در مورد افتاء و استفتاء، واژه «خاص» عبارت از مجتهد، و لغت «عام»، عبارت از كسي است كه در مرتبه اي پائين تر از درجه اجتهاد قرار گرفته است كه او را «مقلد» نيز مي نامند.

منظور از «تقليد» اين است كه بايد مقلد، رأي و گفتار كسي را كه جائز الخطاء است بدون درخواست دليل، همانگونه بپذيرد كه در برابر رأي و نظر او - همراه با دليل - حالتي پذيرا دارد.

كلمه «تقليد»، باب تفعيل از ماده «قلاده» است. گويا مقلد، آن احكامي كه بدانها اعتقاد دارد و به آنها عمل مي كند به صورت قلاده اي به گردن كسي كه از او تقليد مي كند، يعني به عهده مجتهد و مفتي قرار داده، و او را مسئول فتوي و رهبري خويش مي داند.

بر هر مقلدي لازم است - به هنگام مواجه شدن با مسئله اي - استفتاء نموده و به حكم آن، علم و آگاهي پيدا كند.

و اگر در شهر و ديار خود به مفتي و مجتهد دسترسي نداشت بر او لازم است به شهر و دياري كه مفتي در آن اقامت دارد - براي كسب آگاهي از حكم مسئله - بكوچد اگرچه محل اقامت مفتي، بسيار دور باشد. عده زيادي از پيشينيان درباره حكم يك مسئله، شبها و روزهائي را

در سفر به سر برده، و يا راجع به يك مسئله اي از عراق به حجاز كوچيدند.

و ما قبلا راجع به كسي كه حجاز تا شام را براي شنيدن حديث پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) از زبان ابو درداء، پيمود، گزارشي را ياد كرديم.

2 - ضرورت فحص و تحقيق و از مفتي و مجتهد جامع الشرائط

بر مقلد لازم است جز از كسي كه او را از لحاظ جامعيت شرائط، شناسائي كرده و يا به ظن و گمان قوي به علم و فقاهت او بگونه اي آگاهي يافته - كه شايستگي وي براي صدور فتوي و عدالتش بر او مسلم و محرز گرديده است - از فرد ديگري تقليد نكند.

و اگر نتواند (با چنين شرائطي) به علم و اهليت او آگاه شود بر وي لازم است براي كسب اطلاع از دو راه، تحقيق و تفحص كند تا يكي از دو امر براي او فراهم گردد:

1 - با برخوردها و معاشرت ها و رفت و آمدهائي كه او شخصا از حال مجتهد و مقام علمي او آگاه سازد.

و يا با شهادت دو فرد عادل و يا به وسيله شياع و شهرت علمي مفتي، به علم و جامعيت او واقف گردد.

2 - يا از طريق اقرار گروهي از علماء كارشناس - اگرچه عادل نباشند - به جامعيت مفتي از نظر شرائط علمي و فتوي مطلع شود. البته بايد از رهگذر اقرار علماء، گمان و احتمال قوي براي شخص به ثمر رسد كه آن مفتي، عالم مي باشد.

اگر عدالت مفتي، مبهم باشد ناگزير بايد از راه معاشرت و رفت و آمدهائي كه او را به عدالت وي واقف مي سازد

و يا شياع و شهرت و يا شهادت دو فرد عادل، به عدالت او آگاهي پيدا كند.

3 - انتخاب مفتي و مرجع تقليد در صورت تعدد مراجع و مفتيان

اگر دو مجتهد و يا بيشتر در يك دوره و زمان وجود داشته باشند، - مجتهداني كه استفتاء از آنها جائز بوده و داراي اهليت فتوي هستند - چنانچه همه آنها در فتوي، رأي و نظر مساوي را ابراز دارند بايد مستفتي و مقلد بر طبق فتواي آنها عمل كند. ولي اگر داراي رأي و فتواي متفاوتي باشند بايد به مجتهد اعلم و اتقي، يعني آن مجتهد و مفتي كه از همه آنها عالم تر و باتقوي تر است مراجعه كند.

و اگر از جهت علم و تقوي، متفاوت باشند بايد به مجتهدي كه عالم تر است - در صورتي كه هر دو از نظر تقوي مساوي باشند - و يا مجتهدي كه باتقوي تر است در صورتي كه هر دو از نظر علم مساوي باشند رجوع نمايد.

اگر امر دائر باشد كه از مجتهد اعلم و يا مجتهد تقليد نمايد وظيفه مجتهد آنست كه از مجتهد اعلم تقليد كند.

و اگر از نظر مقلد، شناسائي اوصاف مذكور، ممكن نباشد و يا همه مجتهدان حاضر و موجود از لحاظ علم و تقوي مساوي به نظر رسند مقلد در انتخاب هر يك از آنها به عنوان مرجع تقليد، مخير است اگرچه چنين فرضي، بعيد به نظر مي رسد (كه دو مجتهد و يا چند مجتهد از نظر علم و تقوي كاملا با هم برابر باشند.

و يا صفات آنها مبهم به نظر رسد).

بعضي از علماء در هر صورتي، قائل به تخيير هستند، (و

مي گويند از هر مجتهد جامع الشرايطي مي توان تقليد كرد) ؛ از آن جهت كه همه آنها از نظر اهليت و شايستگي در فتوي مشترك اند.

و اين قول بر طبق رأي و نظر اكثر علماء اهل سنت مي باشد. ولي در ميان علماء اماميه (يعني فقهاء شيعه) كسي را نمي شناسم كه اين رأي و نظر را تاييد كرده باشد. بلكه نظريه اي كه فقهاء شيعه بدان تصريح كرده اند همان نظريه اول است كه بايد از مجتهد اعلم و اتقي تقليد نمود.

4 - آيا تقليد از مجتهد ميت جائز است؟

در جواز تقليد از مجتهد ميت - چه در صورت وجود مجتهد حي و زنده و چه در صورت عدم آن - ميان جمهور علماء و دانشمندان، اختلاف نظر وجود دارد. در اين مورد اقوال و آراء زير جلب نظر مي نمايد:

1 - صحيحترين نظريه از ديدگاه فقهاء، جواز تقليد از مجتهد ميت بطور مطلق (يعني چه در صورت وجود مجتهد حي و چه در صورت عدم آن) مي باشد؛ زيرا مذاهب و آراء و نظريات علمي با فوت طرفداران و اصحاب اين آراء از ميان نمي رود. لذا بايد پس از فوت آنان به آراء و نظرياتشان در مسائل اجماعي و يا اختلافي اعتماد كرد.

و نيز به دليل اينكه فوت شاهد - قبل از حكم بر طبق شهادتش - مانع از صدور حكم بر طبق شهادت او نمي گردد (تقليد از مجتهد ميت نيز بر طبق همين مبني، جائز خواهد بود و فوت مجتهد نيز مانع از نفوذ رأي او نمي باشد). برخلاف موردي كه فسق شاهد قبل از صدور حكم، محرز گردد (كه در آن صورت حاكم شرع نمي تواند بر طبق شهادت او

حكم نمايد).

2 - تقليد از مجتهد ميت به هيچ وجه و مطلقا جائز نيست؛ زيرا اهليت و شايستگي تقليد با فوت مجتهد از ميان ميرود، به همين جهت «اجماع» پس از فوت او قابل انعقاد مي باشد، و اگر همو در زمان حياتش مخالفت مي كرد اجماع منعقد نمي شد.

اين قول، همان نظريه مشهور ميان علماء شيعه و بخصوص مطابق رأي دانشمندان امامي متأخر است، حتي ميان علماء شيعه كسي - كه صريحا مخالف اين نظريه و نيز رأي او قابل توجه و اعتماد باشد - به چشم نمي خورد؛ ولي دليلي (كه درباره عدم جواز تقليد ميت اقامه شده است) بر طبق اصول و ضوابط ما، دليل تام و كاملي نيست؛ زيرا در اجماع، آنچه (به عنوان ملاك حجيت) معتبر است صرفا ورود معصوم (عليه السلام) در جمع مجمعين، يعني اجماع كنندگان است، چنانكه اين موضوع بر هيچيك از فقهاء شيعه مخفي نيست.

3 - سومين نظريه درباره تقليد از مجتهد ميت اين است كه در صورت وجود حي، تقليد از ميت جائز نمي باشد؛ ولي در صورت عدم وجود مجتهد حي، تقليد از ميت جائز و روا است.

بررسي اين اقوال و جرح و تعديل و اظهار نظر درباره آنها را بايد در كتابي ديگر - جز اين كتاب - مطرح ساخته و راجع به آن گفتگو نمود.

5 - آيا مقلد و مستفتي در مورد هر مسئله جديدي از لحاظ انتخاب مرجع تقليد آزاد است؟

آنگاه كه مجتهد، متعدد باشد و همه آنها از نظر علم و دين و تقوي برابر مساوي باشند، و يا آنكه ما قائل به تخيير مطلق باشيم و بگوئيم كه مقلد مي تواند از هر مجتهد جامع

الشرايطي كه دلخواه او است در هر مسئله مورد ابتلاء خود تقليد كند، با چنين فرضي اگر مسئله جديدي پس از انتخاب مرجع تقليد، براي او پيش آيد آيا بر او لازم است در اين مسئله نيز به همان مجتهد و مرجع تقليد مراجعه كند؟ دو وجه جلب نظر مي كند، كه به نظر من، عدم لزوم رجوع به مجتهد اول، موجه تر مي باشد.

همين حكم درباره همان مسئله - اگر در وقت ديگري اتفاق افتد - جاري است (يعني اگر در مورد مسئله اي كه از يك مجتهد تقليد كرده چنانچه همان مسئله در وقت ديگري پيش آمد كند لازم نيست به همان مجتهد اول مراجعه نموده و از او تقليد كند).

6 - آيا درباره يك مسئله كه در دو موقع اتفاق مي افتد بايد استفتاء را تجديد نمود؟

اگر مقلد درباره مسئله اي استفتاء كند و جواب لازم را دريافت نمايد و سپس همين مسئله بار ديگر براي او اتفاق افتد آيا لازم است راجع به همين مسئله سؤال و استفتاء خود را از مجتهد تجديد كند؟ دو وجه مي تواند پاسخگوي اين مطلب باشد:

1 - سؤال خود را تجديد كند؛ چون ممكن است رأي مجتهد در همان مسئله، تغيير كرده باشد.

2 - تجديد سؤال لازم نيست. نظريه اخير نسبت به نظريه اول، اقوي است؛ چون حكم و فتواي مجتهد در آن مسئله قبلا به ثبوت رسيد و اصل و قاعده، مقتضي است كه اين حكم و فتوي (طبق قانون استصحاب) اعتبارش ادامه داشته و فتواي مجتهد تغيير نكرده باشد. اين موضوع فقط درباره مجتهد حي، جاري است؛ ولي درباره تقليد از ميت قابل اجراء نمي باشد.

7 - راه آگاهي و

اطمينان به فتواي مجتهد

مقلد و مستفتي بايد خود و يا به وسيله فرستادن كسي - كه نقل و خبر او مورد اعتماد مي باشد - و يا به وسيله نامه، از مجتهد استفتاء كند. او مي تواند به خط مجتهد در چند صورت اعتماد نمايد:

1 - در صورتي كه شخص عادلي گواهي كند اين جواب به خط مجتهد و مرجع تقليد او است.

2 - خود مستفتي به خط مرجع تقليد خود آشنائي داشته و در اينكه پاسخ نامه استفتاء، خط مجتهد تقليد او است تقليدي نكند.

3 - اگر مقلد به لغت و زبان مجتهد آشنا نباشد بايد مترجم عادلي، گفته او را براي مقلد ترجمه كند. در اينكه آيا يك مترجم عادل كافي است و يا بايد دو مترجم عادل، پاسخ مجتهد را براي وي ترجمه كنند، علماء دو وجه در اين باره ياد كرده اند كه وجه صحيحتر آنست كه بايد دو فرد عادل، فتواي او را ترجمه نمايند.

8 - رعايت ادب و نزاكت در حين سؤال و استفتاء از مجتهد

بايد مستفتي با آميزه ادب و نزاكت با مفتي و مجتهد برخورد كند، و با تجليل و احترام - در خطاب و جواب و هر نوع برخورد ديگر - با او مواجه گردد، و با دست به چهره او اشاره نكند و به او نگويد كه در فلان مسئله، حق مطلب را به خاطر نداري يا محفوظات تو در اين مسئله تا چه پايه است؟ و آنگاه كه مفتي به او پاسخ مي گويد نبايد به رخ او بكشد و بگويد:

من هم همينطور فكر مي كردم و يا همين گونه به خاطرم رسيد، و امثال اين گونه عبارات (كه

از ادب و نزاكت به دور است).

مقلد نبايد پيش روي مجتهد بگويد:

«فلاني نيز چنين و چنان به من فتوي داد، و يا ديگري و ديگران هم، چنين فتوي داده اند، و يا برخلاف آن فتوي صادر كرده اند.»

او نبايد به مجتهد بگويد:

اگر پاسخ شما موافق با جواب مرقوم در اين نامه باشد بنويس، و گرنه چيزي ننويس.

مقلد نبايد در حالي كه مفتي ايستاده است، و يا درست در جاي خود با اطمينان خاطر ننشسته، و يا خاطرش به مسائلي مشغول است، و بالاخره در هر حالتي كه آن حالت، مانع از تمركز حواس او است سؤال و استفتاء خود را با وي در ميان گذارد. او نبايد از مجتهد، مطالبه دليل كند و به او بگويد:

براي چه و به چه دليل چنين فتوائي را صادر كردي. اگر مستفتي علاقه مند است كه خاطرش با شنيدن دليل جواب مسئله، آرام گيرد، دليل آن را در جلسه ديگر درخواست كند، و يا مي تواند در همان مجلس - پس از تسليم در برابر فتواي عاري از دليل - دليل پاسخ استفتاء خود را از مفتي تقاضا كند.

9 - كيفيت فراهم آوردن خطوط جوابيه مجتهدان بر روي نامه استفتاء

اگر مقلد بخواهد پاسخ كتبي دو و يا چند مجتهد را در ذيل يك نامه استفتاء فراهم آورد سزاوارترين راه اين است كه به ترتيب از مجتهدان عالم تر - بر حسب مراتب علمي آنها - كار خود را آغاز كند، سپس مجتهدان اتقي، يعني باتقوي تر، و پس از آن با عادل تر و سپس با مسن تر و بدينسان به ترتيب با در نظر گرفتن مرجحات و علل برتري در پيشوائي، كار

خود را در جمع آوري خطوط مجتهدان در نامه خود ادامه دهد.

و اگر بخواهد به طور جداگانه و بر روي برگهاي متعددي فتوي هاي آنها را جمع آوري كند مي تواند به دلخواه خود، از هر يك از آنها كار خود را آغاز نمايد.

بايد نامه استفتاء، بزرگ و داراي گنجايش كافي باشد تا مفتي بتواند جواب لازم و كامل و روشن را روي آن بنويسد. نه آنكه ناگزير گردد پاسخ را به گونه اي مختصر و فشرده برگزار كند كه به فتوي و پاسخ و فهم مستفتي خلل و زياني وارد سازد.

10 - اهميت كيفيت نگارش نامه استفتاء

بايد نويسنده نامه استفتاء، سؤال را درست و در جهت هدف مورد سؤال بنويسد.

و علاوه بر آنكه لازم است با خط و تعبيري خوانا و روشن نوشته شود بايد طوري تنظيم گردد كه از دستبرد و اضافه شدن مصون باشد.

نويسنده نامه استفتاء بايد موارد سؤال را مشخص ساخته و مواضع اشتباه را نقطه گذاري كرده و ضبط صحيح آن را بنگارد. بهتر است كه نويسنده نامه استفتاء، خود نيز از اهل علم باشد؛ لذا عده اي از علماء - جز بر روي نامه استفتائيه اي كه آن را اهل علم نگارش مي كردند - فتواي خود را نمي نوشتند.

11 - دعاء به مجتهد هنگام نگارش نامه استفتاء

مقلد را سزا است در نامه اي كه به عنوان استفتاء به مفتي مي نگارد از دعاي به او دريغ نورزد. اگر خواهان فتواي يك مفتي است بايد اين گونه بنويسد:

چه مي فرمائي: «رحمك الله = خداي ترا بيامرزاد» يا «رضي الله عنك = خدا از تو راضي باد» يا «وفقك الله = خدا ترا موفق بدارد» يا «ايدك الله = خداي

ترا تاييد فرمايد» يا «سددك الله و رضي الله عن والديك = خداوند ترا استوار و ثابت نگاهدارد و خدا از پدر و مادرت، راضي باشد» و يا امثال اين گونه ادعيه را در صدر نامه استفتاء بنويسد. خوش آيند نيست كه مستفتي، خويشتن را در ضمن دعاي به مفتي، وارد سازد.

چنانچه مستفتي بخواهد از عده اي مجتهدان، پاسخ استفتاء خويش را دريافت دارد بايد سؤال خود را اين گونه آغاز كند:

چه مي فرمايد يا رأي شما چيست «رضي الله عنكم = خداي از شما راضي باد» و يا بنويسد:

چيست نظر فقهاء «سددهم الله - يا - ايدهم الله»، و امثال اين دعاها را در آغاز نامه استفتاء بياورد.

اگر مستفتي، صيغه جمع را به منظور احترام در استفتاء از يك مجتهد به كار برد، بهتر است (يعني بجاي چه مي فرمائي، بگويد چه مي فرمائيد).

مستفتي بايد نامه استفتاء را به صورت باز به مفتي تقديم كند، و به همان صورت تانشده از او دريافت نمايد تا او را به باز كردن و يا پيچيدن و تا كردن آن وادار نكند.

12 - در صورت عدم دسترسي به مفتي، تكليف مستفتي چيست؟

اگر مقلد و مستفتي راجع به مسئله اي در شهر و ديار خويش به مفتي دسترسي نداشته باشد، در صورتي كه حكم مسئله درباره او به سر حد وجوب رسيده باشد واجب است به سوي شهر و ديار مفتي مسافرت كند؛ همانطور كه قبلا نيز همين مطلب را يادآور شديم.

اگر مستفتي در شهر و ديار خود و نيز در شهرهاي ديگر به مجتهد و مفتي دسترسي نداشت - بر اين مبني و فرض كه مجتهد ميت، قابل تقليد نيست و اين

امكان هم وجود داشته باشد كه در يك دوره و زمانه اساسا وجود مجتهد، ناياب گردد - (و ما از چنين دوره و زمانه اي به خدا پناه مي بريم) ، در چنين شرايطي بر مقلد لازم است كه حتي الامكان در مسائل مورد ابتلاء خود، عمل به احتياط كند.

و اگر عمل به احتياط براي او ممكن نبود، در اينكه آيا اين شخص مكلف به عملي در اين مسئله هست يا نه، محل تأمل و شايان دقت و بررسي بيشتري مي باشد.

باب 3 در مناظره و شرايط و آداب و آفات آن

فصل اول: در شرائط و آداب بحث و مناظره

مقدمه

بايد متوجه باشيم كه مناظره و تبادل فكر و رأي و نظر در احكام ديني به عنوان بخشي و عضوي از پيكره دين تلقي مي شود. ولي مناظره و تبادل نظر داراي شرايط و آداب و موقعيت و فرصت مناسب (و مخصوص به خود) مي باشد.

اگر كسي دست اندر كار بحث و مناظره - بر اساس وجه صحيح آن - گردد، و شرايط و آداب آن را رعايت كند قطعا در قيام به حدود مناظره، موفق و كامياب بوده و در اين كار مهم از پيشينيان پيروي كرده است؛ زيرا آنان در مسائل مختلفي به بحث و مناظره مي پرداختند و هدف آنها - صرفا - الهي بوده و مي خواستند از رهگذر مناظره، جوياي حقايقي گردند كه از ديدگاه خداوند متعال، به حق بوده است.

كسي كه براي خدا و در راه او مناظره مي كند داراي علائم و مشخصاتي است كه از رهگذر آن، شروط و آداب مناظره روشن مي گردد

1 بايد مناظره به منظور اثبات حق انجام گيرد نه به خاطر تظاهر و رياء

هدف و مقصود مناظره كننده بايد عبارت از رسيدن به حق و جويا شدن ظهور و پديدار گشتن حق باشد، و لو آنكه به هر كيفيتي اين حق ثابت شود.

نبايد منظور اهل بحث و مناظره چنين باشد كه گفتار و نظريه خود را به كرسي نشانده و حق به جانب بودن خويشتن را اظهار نموده و سرشار بودن مايه هاي علمي و صحت رأي خود را اثبات كنند؛ زيرا اين گونه هدف گيري در بحث و مناظره به عنوان جدال و ستيز و رياكاري تلقي مي شود كه ما قبلا ضمن بحثهاي گذشته از قبح و زشتي هاي اين شيوه و نهي اكيد از آن، آگاه شديم.

يكي از نشانه هاي وجود قصد و

هدف الهي در مناظره، اين است كه مناظره كننده - جز در مواردي كه اميد تاثير در طرف مناظره وجود دارد - وارد مناظره نگردد، و اگر بداند كه طرف بحث او، سخن وي را نمي پذيرد و زير بار حق نمي رود (و در رأي شخصي خود پافشاري مي كند) ، و اگرچه خطاء و اشتباه او كاملا روشن گردد، به هيچ وجه دست از سليقه شخصي خويش برنمي دارد، مناظره با او جائز نيست؛ چون آفات و نتايج سوئي - كه بعدا درباره آنها بحث خواهيم كرد - بر اين گونه مذاكره مترتب خواهد شد، و هيچ هدف مطلوب و صحيحي از رهگذر آن به دست نخواهد آمد.

2 اولويت و اهميت والاي امر به معروف و نهي از منكر نسبت به مناظره

اشتغال به مناظره در صورتي صحيح است كه وظائف و تكاليف ديگري كه از آن مهمتر است در ميان نباشد؛ چون اگر مناظره درباره امر واجب به صورت مشروع برگزار گردد به عنوان انجام و اداء يكي از واجبات كفائي محسوب مي شود. اما اگر وظيفه ديگري كه داراي وجوب عيني و يا كفائي و مهمتر از خود مناظره است در ميان باشد اقدام به مناظره جائز نخواهد بود.

از جمله وظائف و تكاليف واجب - كه هم اكنون و در دوره ما كسي بدان قيام نمي كند - مسئله امر به معروف و نهي از منكر است (كه از لحاظ اهميت در درجه نخست قرار دارد، و اقدام به آن نسبت به مناظره داراي اولويت مي باشد).

باري، ممكن است مناظره كننده در مجلس مناظره با يك سلسله از منكرات مواجه گردد؛ - چنانكه اين حقيقت بر كساني كه نسبت به حالات واجب و حرام، مجرب هستند مخفي نيست. علاوه بر اين

ممكن است مناظره كننده راجع به مسئله اي بحث و مناظره كند كه هيچوقت و ابدا مورد ابتلاء كسي نباشد و يا به ندرت اتفاق مي افتد، از قبيل برخي از دقائق علمي و فروع و شاخه هاي جزئي احكام ديني (كه كمتر در عمل اتفاق مي افتد).

و نيز احيانا ممكن است از او و ديگر حاضران، حالاتي سر زند كه گوينده و مستمع هر دو دچار گناه گردند از قبيل: ايجاد محيط وحشت، ناسزا و زشت گوئي و آزار رساني و كوتاهي و غفلت نسبت به امر واجب، مانند نصيحت و سفارش مسلمين و ترغيب به محبت و مودت، كه مناظره كنندگان موظف به رعايت اين گونه وظائف اخلاقي هستند؛ ولي متاسفانه در حين مناظره ناخودآگاه از اين وظائف سر باز مي زنند و گرفتار اين آلودگيها مي گردند و خود متوجه آن نيستند و تصور مي كنند كه با هدفي الهي به مناظره مي پردازند.

3 اجتهاد - يا - شرط مناظره در احكام ديني

كسي كه در مسائل ديني مناظره مي كند بايد مجتهد باشد، مجتهدي كه بتواند بر طبق نظر خود فتوي دهد نه آنكه پيرو رأي و نظر شخص ديگر باشد و بر طبق رأي او اظهار نظر كند.

و آنگاه كه حق و حقيقت به زبان طرف مناظره، ظاهر گردد بايد از رأي و نظر او پيروي كند و بدان گرايش يابد.

اما كسي كه به درجه اجتهاد نرسيده است نمي تواند در ضمن مناظره، با مذهب و رأي و نظر كسي كه خود از وي تقليد مي كند به مخالفت برخيزد. آيا اگر مخالفت كند چه فائده اي مي توان از رهگذر مناظره او تصور نمود؛ در حالي كه او نمي تواند - در صورت بروز و آشكار شدن ضعف و بطلان نظريه اش

- از مذهب و رأي خود دست بردارد؟ بر فرض كه اين فرد فاقد اجتهاد، با شخص مجتهدي به مناظره پردازد و ضعف و سستي دليل، و بالمآل بي پايگي نظريه او روشن شود چه كمك و مددي به مجتهد خواهد كرد؟؛ زيرا او بر اين اساس فكر مي كند كه بايد مسئله، بر طبق نظريه وي سرانجام گيرد، نظريه اي كه از ديدگاه او به حق است و در نظر او بر رأي مجتهد ترجيح دارد - اگرچه در واقع و في نفسه، نظريه او ضعيف باشد - چنانكه همين امر در ميان ساير مجتهدين نيز اتفاق افتاده است؛ زيرا آنها نيز قبلا به ادله و شواهدي براي اثبات نظريه خود متمسك مي شدند؛ سپس براي آنها يا ديگران روشن مي شد كه ادله آنها سخت سخيف و سست بوده، و در نتيجه پس از ظهور ضعف ادله آنها، فتواي آنها نيز تغيير مي كرد، كه اين تغيير رأي را در يك كتاب و حتي در محدوده يك برگ كتاب آنها نيز احيانا

مي بينيم.

4 حق و حقيقت - يا - هدف اساسي مناظره

بايد مرزهاي بحث و مناظره به وقايع مهم ديني و يا مسئله قريب الوقوع، محدود باشد (و نبايد در هر مسئله كم ارزش و يا مسائلي كه در آينده بسيار دوردستي اتفاق مي افتد، وقت و فرصت را تلف كرد) ؛ لذا مناظره كننده بايد متوجه اين نكته اساسي بوده و بدان اهتمام ورزد.

آنچه در مناظره داراي اهميت است، مسئله ظهور و روشن شدن حق و حقيقت مي باشد. ضمنا نبايد مناظره كننده براي اثبات حق، سخن و گفتار خويش را بيش از اندازه - طولاني سازد.

مناظره كننده نبايد مغرور و فريفته شود و اين تصور در

او به وجود آيد كه بحث و مناظره در مسائل نادره يعني مطالبي كه به ندرت اتفاق مي افتد و شگفت انگيز مي باشد موجب ورزش و رشد ملكه و نيروي استدلال و تحقيق انسان است؛ چنانكه اين تصور غالبا براي كساني پيش مي آيد كه خواهان حظ نفس بوده و مي خواهند از طريق اظهار فضل و ابراز علم، كامروا گردند. لذا در تعريفات، و نقض و ايرادهائي كه بر اين تعريفات وارد است، و همچنين در مغالطات و امثال آنها مناظره مي كنند.

اگر حالات روحي اين گونه افراد دقيقا و به درستي در بوته امتحان و آزمايش قرار گيرد مي بينيم هدف و آماج آنها در مناظره حتي چنين چيزي نيست (يعني نمي خواهند از رهگذر مناظره به ورزش فكر و تقويت ذهني روي آورند چه رسد به اينكه داراي هدف الهي باشند).

5 شايسته است جلسه مناظره از تيررس ديد مردم بدور باشد

بايد مكان خلوت و دور از چشم مردم - از ديدگاه مناظره كننده - براي امر مناظره، محبوب تر از مناظره در مجالس و محافل باشد؛ زيرا اگر مناظره در محلي به اصطلاح دنج و خلوت انجام گيرد اين امر به تمركز فكر و صفا انديشه - براي درك حقيقت - كمك بيشتري مي كند.

مناظره در حضور توده مردم، انگيزه هاي رياء و تظاهر و حرص در غلبه و اسكات خصم را - و لو به هر دليل باطلي هم باشد - تحريك مي نمايد.

كساني كه داراي مقاصد و اهداف فاسد هستند شيوه آنها اين است كه از جواب به سؤال ديگران در جاي خلوت، احساس كسالت و سستي مي نمايند؛ ولي در مجالس و محافل در پاسخ به مسائل، با هم به رقابت بر مي خيزند، و براي اينكه پاسخ به

مسائل را در مجامع به خود منحصر سازند (سخت به تكاپو افتاده) و دست اندر كار حيله و چاره جوئي و نيرنگ مي گردند

6 بايد مناظره كننده، پوياي حق باشد

مناظره كننده بايد در پويائي از حق همچون كسي باشد كه دنبال گم گشته خويش در تكاپو است.

و آنگاه كه گمشده خود، يعني حق را پيدا كرد بايد در حالي كه اشك شوق مي ريزد، خداي را سپاس گويد. او نبايد در اينكه حق به دست او و يا به دست شخص ديگري ظاهر مي شود فرق و امتيازي ببيند. بايد او را چنين تصور كند كه طرف و شريك مناظره او، يار و ياور او مي باشد، و نبايد او را به عنوان خصم و دشمن خويش تلقي نمايد. لذا اگر شريك مناظره وي، او را به اشتباهش واقف سازد و يا حق را براي او ظاهر و روشن نمايد بايد از او تشكر كند؛ چنانكه اگر كسي راهي را در پويش و جستجوي گمشده خويش طي مي كند؛ ولي شخص ديگري او را از طريق ديگر به گمشده اش رهنمون مي گردد، (مسلما ارشاد او شايسته تشكر و سپاسگزاري است). حق و حقيقت نيز گمشده هر فرد باايماني است كه بايد هر مؤمني بدينسان در صدد پويائي از آن برآيد.

پس بنابراين اگر حق به وسيله بيان طرف و شريك مناظره او پديدار گردد بايد بدان شادمان گشته و از او سپاسگزاري كند؛ نه آنكه احساس شرمساري نموده، و كوشش خويش را در مبارزه و دفع و طرد او به كار گيرد.

7 ضرورت به كار داشتن انصاف در مناظره

مناظره كننده نبايد يار و ياور (يعني شريك مناظره) خود را در انتقال از دليلي به دليل ديگر، و از سؤالي به سؤال ديگر بازدارد؛ بلكه بايد امكاناتي براي او به وجود آورد تا آنچه در ذهن خويش فراهم آورده به كار گرفته و آن را ايراد

نمايد، و از خلال مجموع سخنان و بيانات وي آنچه را مورد احتياج او در رسيدن به حق است استخراج كند. اگر مناظره كننده، حق را ضمن تعبير و بيانات او به دست آورد، و يا ملاحظه كرد كه سخن او مستلزم ثبوت حق است - اگرچه خود او از اين استلزام، غافل باشد - بايد از او بپذيرد و خداي متعال را سپاس گويد (كه حق و صواب به دست شريك مناظره او پديدار گشته است) ؛ زيرا هدف مناظره عبارت از رسيدن به حق است و لو آنكه اين حق در طي سخن و بيان نامتناسب و غير موزون و ناهماهنگ جلب نظر كند، سخن و بياني كه هدف و مطلوب او از لابلاي آن به دست مي آيد.

اينكه مناظره كننده به طرف بگويد:

اين نظريه، - با توجه به اينكه تو سخن و رأي نخستين خود را رها كردي - لازمه سخن من نيست و نمي تواني چنين و چنان بگوئي، و امثال اين گونه سخنها - كه بايد آنها از اراجيف و ياوه گوئي هاي مناظرين تلقي كرد - صرفا عبارت از عناد و لجاج محض و خروج و انحراف از طريق حكمت و استوار انديشي است.

غالبا ملاحظه مي كنيد كه مناظره ها در محافل به ستيزه جوئي و جدالها و نزاعهاي محض، منتهي مي شود تا آنجا كه شخص معترض، مطالبه دليل مي كند، ولي مدعي در حالي كه بدان آگاهي دارد از اقامه دليل خودداري مي نمايد.

و بالاخره جلسه مناظره سرانجام به انكار و اصرار و عناد و كينه منقضي مي شود. بديهي است كه چنين مناظره اي عين تباهكاري و خيانت به شرع مقدس و موجب ورود فرد در

سلك و كادر كساني است كه در قرآن كريم - به خاطر كتمان علم -، مورد نكوهش قرار گرفته اند

8 مناظره بايد با افراد برجسته علمي صورت گيرد

بايد با افرادي مناظره كرد كه داراي استقلال علمي (و صاحب نظر) مي باشند - تا در صورتي كه مناظره كننده، طالب حق باشد - بتواند از بياناتشان سودمند گردد.

اكثر مناظره كنندگان از مناظره با دانشمندان چيره دست و بزرگان علم احتراز مي جويند؛ چون مي ترسند كه مبادا حق از رهگذر بيان آنها پديدار گردد. لذا علاقه دارند با اشخاصي به مناظره برخيزند كه از لحاظ علمي در درجه پائين تري قرار دارند تا بتوانند حس آزمندي و طمع خود را در ترويج باطل، بر افراد ضعيف العلم تحميل كنند.

علاوه بر اين شرائط و آدابي كه ياد شد، شرائط و آداب دقيق ديگري نيز براي مناظره كننده وجود دارد؛ لكن شرائط و آدابي كه ما از آنها ياد كرديم مي تواند ترا به شناخت مناظره اي كه با هدف الهي صورت مي گيرد، و شناخت كسي كه به خاطر خود مناظره و يا به خاطر انگيزه ها و هدفهاي نارواي ديگر به مناظره مي پردازد، رهنمون گردد.

فصل دوم: آفات و نتايج سوء بحث و مناظره نادرست

مقدمه

در اين فصل، آفات مناظره و نتايج سوئي كه از رهگذر مناظره نادرست عائد انسان مي گردد، و از بلياتي كه از مهلكات اخلاقي به شمار مي آيد، بحث و گفتگو مي شود.

لذا بايد متوجه باشيم مناظره اي كه به منظور غلبه بر ديگران و اسكات طرف و مباهات، و شوق و تمايل عصبي به اظهار فضل، صورت مي گيرد منبع و سرچشمه همه خويها و رفتارهائي است كه از نظر خداوند متعال، ناستوده است؛ ولي از ديدگاه ابليس ستوده مي باشد.

رابطه و نسبت اين گونه مناظرات با زشتيهاي باطني - از قبيل تكبر و خودبزرگ بيني، عجب و خودستائي، رياء، حسد، رقابت، تزكيه نفس و خودپسندي، جاه طلبي و امثال

آنها - همچون نسبت خمر و شراب با زشتيها و زشتكاريهاي ظاهري از قبيل: زنا، قتل، و نسبت و تهمت زنا به ديگران است. همانگونه كه اگر كسي ميان شرب خمر و ساير گناهان و زشتكاريها مخير باشد، و شرب خمر را - به خاطر ناچيز شمردن جرم آن - بر ديگر گناهان ترجيح دهد؛ در نتيجه، همين گناه، وي را به طرف گناهان و زشتكاريهاي ديگر سوق مي دهد؛ همين گونه نيز اگر بر روحيه كسي حس علاقه به غلبه بر ديگران و اسكات آنها در مناظره، و جاه طلبي و مباهات بر اقران، چيره و مستولي گردد، اين گونه تمايلات، او را به اظهار و ارتكاب علني تمام پليديها سوق مي دهد (كه مي توان آنها را به عنوان آفات و نتايج سوء مناظره هاي نادرست تلقي كرد).

1 عدم پذيرش حق از رهگذر مناظره توام با جدال و ستيزه جوئي

يكي از آفات مناظره، مسئله عدم پذيرش حق و ناخوش انگاري آن و حرص و تمايل شديد به مبارزه با حق از طريق جدال و ستيزه كاري است. اين حالت ناپسند تا آنجا در روح مناظره كننده ستيزه جو پيشروي مي كند كه نامرغوب ترين حادثه و نامطلوب ترين رويداد زندگاني - از ديدگاه او - اين خواهد شد كه مبادا حق بر زبان طرف مناظره او پديدار گردد.

و هر چند كه حق بدين صورت چهره مي نماياند با توسل به تلبيس و بيان حق به جانب و حربه نيرنگ و چاره انديشي مي كوشد به منظور انكار حق - بر حسب مقدورات و توانائيش - مناظره وي ادامه يابد تا سرانجام، حق را پايمال سازد.

از اين پس، ممارات و ستيزه جوئي به صورت عادت و طبيعت ثانوي در او درمي آيد،

آن هم به گونه اي كه هر سخني به گوشش مي رسد - براي اظهار فضل و خرده گيري از خصم - حالت اعتراض و اشكال تراشي هر لحظه در دلش برانگيخته مي شود، اگرچه طرف او بر حق باشد؛ چون مي خواهد به اصطلاح: خودي را بنماياند؛ لذا به هيچ وجه در صدد اظهار حق برنمي آيد.

و ما پيش از اين درباره نكوهش مراء و ستيزه جوئي و آثار سوئي كه بر آن مترتب است، آيات و رواياتي را ياد كرديم. خداوند متعال ميان كسي كه به او دروغ و افتراء مي بندد و ميان كسي كه حق را تكذيب مي كند جدائي نمي بيند، بلكه آن دو را از نظر جرم و گناه روحي و اخلاقي، با هم برابر مي داند آنجا كه مي فرمايد:

و من اظلم ممن افتري علي الله كذبا او كذب بالحق لما جا (403)

چه كسي ستمگرتر از كسي است كه بر خداوند متعال، دروغ و افترا بسته و يا آنگاه كه حق بدو رسيده، آن را دروغ پندارد و آن را تكذيب نمايد.

عدم پذيرش حق و تكذيب آن، نوعي از كبر و خود بزرگ بيني به شمار مي آيد؛ زيرا قبلا گفتيم كه كبر و استكبار، در واقع عبارت از رد كردن حق به گوينده آن مي باشد.

و مراء و جدال، مستلزم چنين حالتي است، (يعني انسان را وا مي دارد كه زير بار حق نرود و آن را تكذيب نمايد).

ابي درداء و ابي امامه و واثله و انس مي گفتند:

روزي پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) بر ما وارد شد در حالي كه ما راجع به يكي از مسائل ديني سرگرم بحث و مجادله و ستيزه جوئي بوديم،

ديديم رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) چنان خشمگين شد كه شدت خشم او براي ما بي سابقه بود. سپس فرمود:

«ملتهائي پيش از شما به علت جدال و ستيزه جوئي، گرفتار انحطاط و نابودي شدند. از ستيزه جوئي دست برداريد؛ زيرا يك فرد باايمان با كسي به جدال و ستيز برنمي خيزد. ستيزه جوئي نكنيد؛ چون ستيزه جو كاملا و سخت زيانكار است. جدال را كنار بگذاريد؛ زيرا من در روز قيامت از ستيزه گر شفاعت و وساطت نمي كنم. با هم به ستيز نپردازيد؛ چون من براي كسي كه اگر از جدال - در حالي كه حتي حق با او است و راستين مي باشد - دست بردارد، سه خانه و جايگاه آرام بخشي در بوستانها و اطراف و مرغزار و ميان بهشت و قله هاي آن، ضمانت مي كنم. از مراء و جدال دست برداريد؛ زيرا نخستين كاري كه پروردگار من - پس از منع بت پرستي - مرا از آن نهي فرمود عبارت از ستيزه جوئي با مردم است» (404)

از رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) است كه فرمود:

«سه خصلت است كه هرگاه كسي خداي عزوجل را با احراز آنها ملاقات كند - مي تواند از هر دري كه دلخواه او است وارد بهشت گردد:

1 - كسي كه داراي اخلاق نيكو و رفتار پسنديده باشد.

2 - فردي كه در سر و علن و آشكارا، و در نهان، بيم خداي را در دل نگاه دارد.

3 - شخصي كه از جدال و ستيزه جوئي خودداري كند، اگرچه بر حق باشد» (405).

امام صادق (عليه السلام) از اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) روايت كرده است كه

فرمود:

«از ستيزه جوئي و خصومت با مردم بر حذر باشيد؛ زيرا اين دو حالت، قلب انسان را نسبت به برادران ايماني بيمار مي سازد.

و نفاق و دوروئي را در دلها ريشه دار مي سازد و به رويش و رشد آنها كمك مي كند» (406).

امام صادق (عليه السلام) فرمود كه جبرئيل (عليه السلام) به پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) عرض كرد:

«از ستيزه جوئي و درگيري با مردم بر حذر باش» (407).

2 تظاهر و رياكاري

يكي از آفات و عوامل زيانبار مناظره، رياء و تظاهر و ملاحظه از توده مردم و سعي و تلاش براي جلب قلوب آنان و معطوف ساختن توجه آنها به خويشتن مي باشد؛ تا بدينوسيله، ديگران رأي و نظريه او را تاييد نموده، و او را نسبت به طرف مناظره وي ياري داده، و با او اظهار هماهنگي كنند. چنين كاري عين رياء و تظاهر و بلكه بخشي ناچيز از آن است.

رياء و صحنه سازي، يك نوع دردي سخت و درمان ناشدني و مرضي خوفناك و عامل مهلك و كشنده است. خداوند متعال مي فرمايد:

و الذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد و مكر اولئك هو يبور (408)

و آنانكه نيرنگهاي زشت آرند آنها را است شكنجه اي سخت، و نيرنگ آنان تباه و نابود خواهد شد و اثري از خود بجاي نخواهد گذاشت.

برخي از مفسرين گفته اند:

اين افراد عبارت از رياكاران مي باشند.

و نيز خداوند متعال مي فرمايد:

فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لايشرك بعبادة ربه احد (409)

اگر كسي به لقاء رحمت پروردگار خويش اميدوار است بايد دست اندر كار اعمال شايسته شود، و در بندگي پروردگارش، هيچ چيزي را انباز او قرار ندهد.

رياء و تظاهر عبارت از «شرك

خفي» است. رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

سهمگين ترين امري كه از آن نسبت به شما سخت بيمناكم «شرك اصغر» است.

عرض كردند شرك اصغر چيست؟

فرمود:

رياكاري و تظاهر. خداوند متعال - آنگاه كه مي خواهد بندگان خود را به مجازات اعمال آنها برساند - در روز قيامت به آنها خطاب مي كند:

به كساني پناهنده شويد كه به خاطر آنها رياء و تظاهر مي كرديد؛ بنگريد كه آيا مي توانيد پاداش اعمال خويش را نزد آنها بيابيد)) «10).

و نيز فرمود» ((از سقوط در چاه مذلت و خواري (يا از سقوط در وادي حزن و اندوه) ، به خداوند متعال پناه ببريد، عرض كردند يا رسول الله اين چاه مذلت چيست؟

فرمود:

«دره و پرتگاهي است در دوزخ كه براي رياكاران ستيزه جو آماده گشته است» (411).

و همو فرموده است:

«به رياكار در روز قيامت مي گويند:

اي فاجر و گناهكار و اي فريبكار متظاهر، عمل و رفتار تو سردرگم، و اجر و پاداش تو تباه گشته است، بايد اجر و پاداشت را از كسي مطالبه و دريافت كني كه به خاطر او عمل مي كرد» (412).

جراح مدايني از امام صادق (عليه السلام) درباره آيه فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه احدا سؤال كرد، حضرت فرمود:

«مصداق و منظور اين آيه عبارت از كسي است كه دست اندر كار عملي مي گردد كه پاداش آفرين است؛ ولي هدف او رضاي خداوند متعال نيست؛ بلكه او مي خواهد صرفا مردم، وي را پاكيزه و مبري بپندارند، و در ميان جامعه به پاكي نامور گردد. اين شخص عبارت از همان كسي است كه در عبادت و پرستش خداوند متعال، دچار شرك

مي باشد» (413).

از همان امام (عليه السلام) روايت شده است كه نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«فرشته الهي، اعمال بندگان خدا را با خوشحالي و رضايت خاطر به ملاء اعلي بر مي فرازد.

و آنگاه كه حسنات آنان را بدانسو بالا مي برد خداوند (عز و جل) به ماموران خود مي گويد:

حسنات اين شخص را در «سجين» و ديوان اعمال گنهكاران قرار دهيد؛ زيرا او در اعمال خويش، مرا منحصرا در مد نظر قرار نداده بود.» (414)

(سجين عبارت از محلي است كه نامه فجار و كفار را در آنجا مي نهند).

از اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) است كه فرمود:

«براي رياكار سه مميز و نشانه وجود دارد:

1 - آنگاه كه مردم را مي بيند با نشاط و شادمان مي گردد

2 - و به هنگامي كه تنها است كسل و بيحال مي شود

3 - و دوست مي دارد كه مردم، او را در تمام كارهايش بستايند.» (415)

3 خشم و غضب

سومين عارضه سوء و آفت مناظره نادرست، خشم و غضب است. مناظره كننده غالبا نمي تواند خود را از تيررس خشم دور نگاه دارد، و بيشتر اوقات اين دو از هم جدائي پذير نيستند. به ويژه اگر به سخن او ايراد و اشكال كنند و گفتار او را مردود اعلام كنند، و بيان او مورد اعتراض و انتقاد واقع شود، و استدلال او در حضور مردم، غيرقابل قبول تلقي گردد. در چنين شرائطي، ناگزير خشمگين مي شود.

خشم و غضب مناظره كننده، گاهي به حق، و احيانا نادرست و نا به حق است. خداوند متعال و رسول گرامي او، خشم و غضب را - به هر كيفيتي كه اتفاق افتد - نكوهش كرده و نسبت به آن، همه مردم را

سخت - و بيش از حد انتظار - به عذاب تهديد فرموده است. خداوند متعال مي فرمايد:

اذا جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فانزل الله سكينته علي.رسول (416)

آنگاه كه افراد كافر و ناسپاس، حميت و غيرت را در دلهاي خود برقرار ساختند، آن هم غيرت و تعصب جاهلي؛ لذا خداوند متعال آرامش و اطمينان خاطر را بر فرستاده خود فرو آورد.

به همين جهت خداوند متعال، كفار را به خاطر تظاهر به عصبيت - آن هم عصبيتي كه بازده خشم است - نكوهش كرده و مؤمنين را به خاطر آرامشي كه پروردگار متعال به آنان مرحمت فرموده مورد ستايش قرار داده است.

از عكرمه (مولي ابن عباس) در تفسير «سيدا و حصورا» روايت شده است كه «سيد» عبارت از كسي است كه خشم و غضب بر او چيره نگردد.

روايت كرده اند كه شخصي به رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) عرض كرد:

مرا به عملي راهنمائي و توصيه فرما، ضمن آنكه آن عمل، مختصر است، مفيد و سودمند هم باشد، فرمود:

خشمگين مشو. آن مرد دوباره همان درخواست را تكرار كرد، باز هم فرمود:

خشمگين.مشو (417)

از معصوم (عليه السلام) سؤال شد كه چه عاملي مي تواند انسان را از خشم الهي دور سازد؟

فرمود:

خشم روائي مكن (تا گرفتار غضب الهي نگردي).

از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) است كه فرمود:

«اگر كسي از خشم و غضب خودداري كند، خداوند متعال بر روي عيوب و زشتيهاي او پرده مي افكند» (418).

ابودرداء مي گويد:

«به پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) عرض كردم يا رسول الله مرا به عملي ارشاد كن كه زير سايه آن وارد بهشت گردم، فرمود:

خشم

مگير» (419).

رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«خشم و غضب، ايمان انسان را تباه مي سازد آنچنانكه «صبر» يعني گياه تلخ و تبرزد، عسل را فاسد مي كند و، شهد و شيريني آن را از ميان بر مي دارد» (420).

و نيز فرمود:

«هيچ كسي دچار غضب نگرديد مگر آنكه بر لبه پرتگاه دوزخ قرار گرفت» (421).

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

از پدرم شنيدم كه مي گفت:

مردي صحرانشين و بيابانگرد، حضور رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) رسيد و عرض كرد:

روزگار و زندگاني من در بيابان سپري مي گردد، به من مطالبي جامع و سودمند تعليم فرما. حضرت فرمود:

«من به تو دستور مي دهم كه خشمگين نشوي. اين مرد صحرانشين درخواست مذكور را سه بار تكرار كرد و همان پاسخ را دريافت نمود. سپس گفت:

از اين پس راجع به چيزي پرسش نخواهم كرد؛ چون رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) مرابه چيزي جز خير و خوبي، امر نفرموده است» (422).

از همان امام عليه السلام است كه گفت:

رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«خشم روائي، ايمان انسان را تباه مي كند همانطور كه سركه، عسل را تباه مي سازد» (423).

روزي در حضور امام باقر (عليه السلام) سخن از غضب به ميان آمد، فرمود:

«فردي كه دچار غضب مي گردد هرگز روي سعادت به خود نمي بيند و قانع و راضي و آرام نمي شود مگر آنگاه كه وارد آتش دوزخ گردد» (424). (يعني تا مرتكب گناهي نشود خشمش تسكين نمي يابد).

همو فرموده است:

«در كتاب توراة آمده است:

وقتي موسي (عليه السلام) با خداي عز و جل مناجات مي كرد خدا به او فرمود:

اي موسي، نسبت به كسي كه زمام اختيار او

را در دست تو قرار داده ام و ترا بر او مسلط ساختم از خشم روائي بر او، خويشتن داري كن تا من از خشم روائي بر تو خودداري كنم» (425).

از ابي حمزه ثمالي است كه گفت امام باقر (عليه السلام) فرمود:

«اين خشم و غضب، پاره اي از آتش شيطاني است كه در قلب آدمي برافروخته مي گردد، و آنگاه كه يكي از شما دچار خشم مي شود چشمانش برافروخته شده و رگهاي گردن او برآمدگي پيدا مي كند و از اين طريق است كه شيطان به قلب آدمي راه مي يابد و در آن نفوذ مي كند» (426).

اخبار و احاديث در مذمت و نكوهش غضب، فراوان مي باشد:

در اخبار كهن آمده است:

يكي از انبياء به كساني كه با او مصاحب بودند گفت:

چه كسي با من پيمان مي بندد كه خشمگين نشود تا بدينوسيله از لحاظ مقام و مرتبت نبوت با من همطراز گردد و پس از من جانشينم باشد؟ يكي از جوانان مجلس گفت:

من چنين تعهدي را قبول مي كنم. سپس آن پيامبر (عليه السلام) سخن و پيشنهاد خود را تكرار كرد، باز هم همان جوان گفت:

من اين مسئوليت انساني را به عهده مي گيرم. او عملا نيز نسبت به تعهد خود وفادار ماند (و هرگز خشمگين نشد). وقتي آن پيامبر (عليه السلام) از دنيا رفت، جوان مذكور به مقام و مرتبت او (پس از رحلتش) نائل آمد، و آن جوان همان «ذوالكفل نبي» (عليه السلام) است كه متكفل و متعهد شد خشمگين نگردد و به تعهد خود نيز كاملا وفا نمود.

4 حقد و كينه توزي

چهارمين آفت زيانبار مناظره، حقد و كينه توزي است كه خود نيز بازده و زاده غضب مي باشد؛ چون وقتي انسان به خاطر عدم

توانائي بر اعمال غضب و تشفي قلب، خشم خويش را فرو مي نشاند و آن را به دل مي گيرد اين حالت به درون او بازمي گردد و در آن نفوذ كرده و در آنجا پايدار و پنهان و محفوظ مي ماند، و بالاخره به صورت حقد درآمده و از كينه سر بر مي آورد.

مقصود از حقد اين است كه قلب انسان همواره با احساس سنگيني و بغض و نفرت دست به گريبان است با اينكه مي دانيم كه پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«يك فرد مؤمن، كينه به دل خود راه نمي دهد و كينه توز نيست.»

بنابراين حقد و كينه توزي، ثمره و ميوه تلخ خشم و غضب مي باشد كه ضمنا امور زشت و حالات ناپسندي را براي انسان به ارمغان مي آورد كه اين امور عبارتند از: حسد، ناسزاگوئي در برابر حوادث ناخوشايندي كه به طرف وي آسيب مي رساند، عزلت و كناره جوئي و قهر كردن، بريدن از خويشاوندان و نزديكان، سخنهاي ناروا و نامشروع از قبيل: دروغ، غيبت، افشاي اسرار مردم، پرده دري، نقل مطالبي كه به استهزاء منجر مي گردد، آزار رساندن با زبان و كردار.

و تا آنجا كه امكانات فرد كينه توز به وي اجازه مي دهد (در اين مسير، توسني مي كند).

همه اين امور نابخردانه و نكوهيده، پاره اي از نتايج و آثار سوء حقد و كينه ورزي است. حداقل نتيجه سوء كينه توزي تو - در صورتي كه بتواني از اين امور زشت هم بر حذر باشي - اين است كه از وجود اين حالت در قلب و درون خود احساس سنگيني مي كني، و نمي تواني دلت را از بغض نسبت به او بازداري تا آنجا

كه ناگزير مي شوي از اداء وظيفه در مورد كارهاي مطلوب و مورد پسند خداوند - از قبيل: خوشروئي و رفق و مدارا و عنايت و اهتمام نسبت به طرف مناظره و قيام و اقدام در احسان به او و همياري و تعاون با او - امتناع ورزي.

تمام اين حالات دروني و جنبشهاي رواني، درجه و پايه دين و ايمان تو را به انحطاط و سقوط و نقصان مي كشاند و ميان تو و تفضل عظيم و پاداش بزرگ پروردگار متعال، فاصله و جدائي برقرار مي سازد، اگرچه، ترا در معرض كيفر و عذاب قرار ندهد.

بايد متوجه بود كه فرد كينه توز - در صورتي كه قادر بر مجازات طرف مناظره خود باشد - مي تواند سه حالت را در پيش گيرد:

1 - حق طرف خود را به طور كامل و بدون كم و كاست اداء نمايد، كه اين كار، عين «عدل» و عدالت خواهي است.

2 - نسبت به او از طريق عفو و گذشت احسان كند، كه البته چنين گذشتي را مي توان «تفضل» ناميد.

3 - ناروا عمل كند و بي جهت و بدون آنكه مستحق ظلم باشد به وي ستم نمايد كه چنين عملي را «جور» مي نامند.

رفتار سوم، شيوه اراذل و اوباش مي باشد، يعني افرادي فرومايه، چنين شيوه اي را انتخاب مي كنند.

رفتار دوم، راه و رسم صديقين و افراد راستين است.

و رفتار اول، اوج پايه و درجه مردمان صالح و شايسته اي است، كه بايد فرد مؤمن - اگر نتواند مقام و فضيلت عفو را تحصيل كند - با چنين خصلتي خو گرفته و شخصيت او با همان خصلت درآميخته و بدان نامور گردد. عفوي كه خداوند متعال، افراد بشر

را بدان امر و دعوت كرده و فرستاده گرامي خود (صلي الله عليه و آله و سلم) و ائمه (عليهم السلام) را به خاطر داشتن چنين حالتي، ويژگي بخشيده، و آنان را از ساير مردم ممتاز ساخته است. خداي متعال به پيامبرش فرمود:

خذ العف (427)

عفو و گذشت را در پيش گير.

و يا فرمود:

و ان تعفوا اقرب للتقوي (428)

اگر عفو كنيد، چنين شيوه اي با تقوي و پرهيزگاري، در خور و مناسب تر و داراي پيوند نزديك تري است.

رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«سوگند به خدائي كه جان و حيات من در يد قدرت او است سه چيز است كه اگر در مورد آن ها قسم ياد كنم بجا و به مورد است:

1 - هيچ صدقه و انفاقي، مال و خواسته بشر را كم نمي سازد و از آن نمي كاهد، بنابراين صدقه بدهيد و انفاق كنيد.

2 - هر فردي كه بر او ستم رفته اگر به منظور كسب رضاي خداوند، راه و رسم عفو و اغماض را در پيش گيرد، خداوند متعال بر عزت و سرفرازي او در روز قيامت مي افزايد.

3 - هر كسي كه دري از سؤال و درخواست مالي خويش را به روي مردم بگشايد، خداوند متعال دري از فقر و تهيدستي را فراسوي او باز مي كند.» (429)

و نيز فرمود:

«تواضع و فروتني، جز رفعت و والائي مقام چيزي بر انسان نمي افزايد؛ پس فروتني كنيد تا خداوند متعال مقام و منزلت شما را رفيع گرداند. عفو و گذشت، پايه هاي عزت و سرفرازي انسان را بالا مي برد؛ لذا عفو را پيشه خود سازيد تا خداوند متعال شما را سرفراز گرداند. صدقه و انفاق مالي،

مال و ثروت انسان را فزاينده تر مي سازد پس صدقه دهيد تا مشمول رحمت الهي باشيد» (430)

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

موسي (عليه السلام) به خدا عرض كرد:

«پروردگار من، كداميك از بندگانت در پيشگاه تو عزيزتر است؟

فرمود:

آن كسي كه در عين توانائي بر مجازات، عفو و گذشت نمايي» (431).

ابن ابي عمير از عبدالله بن سنان و او از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است كه آن حضرت گفت، رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) در ضمن يكي از سخنراني ها فرمود:

«هان اي مردم، مي خواهيد شما را به بهترين پديده هاي آفرينش و عاليترين خصلت و اخلاق پاداش آفرين دنيا و آخرت آگاه سازم؟ (اين خصلتها عبارتند از اينكه):

1 - نسبت به كسي كه بر تو ستم روا داشته است عفو و اغماض را در پيش گيري.

2 - با كسي كه ارتباط خود را از تو گسسته و قطع رحم كرده، صله رحم كني و با وي در ارتباط باشي.

3 - به كسي كه نسبت به تو بدي كرده است نيكي كني.

4 - از عطاء و بخشش نسبت به كسي كه ترا از بخشش و عطاي خويش محروم ساخته، دريغ نورزد» (432).

اخبار و احاديث درباره فضيلت عفو و گذشت، بسي فراوان و چشمگير است؛ لكن ذكر همه آنها در خور اقتضاء اين كتاب نيست.

5 رشك و حسد

پنجمين آفات و عوارض مضر مناظره عبارت از رشك و حسد است كه خود نيز بازده و نتيجه حقد و كينه ورزي است، و حقد و كينه ورزي نيز ثمره خشم غضب مي باشد، چنانكه قبلا در اين باره سخن گفتيم.

غالبا مناظره كننده از حسد نسبت به

طرف خود در امان نيست؛ زيرا گاهي بر طرف خود، غالب و گاهي در برابر او مغلوب مي گردد؛ و گاهي فقط سخن او مورد ستايش قرار گرفته و نيز گاهي فقط سخن طرف او مشمول تمجيد و تحسين ديگران واقع مي شود.

آنگاه كه غلبه با او نباشد و يا سخن او مورد ستايش ديگران قرار نگيرد چنين آرزو مي كند كه غلبه و پيروزي از آن او بوده و ديگران نيز از سخن او ستايش كنند و طرف او از اين مزايا محروم باشد. اين گونه تمني و آرزو، عين حسد است؛ چون علم و دانش از بزرگترين و مهمترين نعمت هاي الهي است پس وقتي مناظره كننده آرزو كند كه چنين غلبه و پيروزي و لوازم آن از آن او باشد، (و طرف مناظره وي از چنين مزايائي محروم بماند) ، در حقيقت نسبت به او حسد ورزيده است. چنين حالتي به هر مناظره كننده اي دست مي دهد و دچار چنين روحيه ناستوده اي مي گردد. البته - بجز كساني كه خداوند متعال آنان را در پناه صيانت خود قرار مي دهد - اكثر مناظره كنندگان از چنين گرفتاريهاي روحي مصون نيستند؛ لذا ابن عباس گفته است:

«علم و دانش را در هر جائي كه يافتيد فرا گيريد و آن را در اختيار خود قرار دهيد، و گفتار و ايراد برخي از فقهاء درباره برخي ديگر را نپذيريد، و برخورد و اختلاف آنها را ملاك و معيار قرار ندهيد؛ چون اختلاف ورزيدن آنها و در نتيجه، تفاوت آراء آنان، همانند مخالفت بزهاي نر و يا آهوان نر در ميان آغل و يا در كمينگاه شكارچي است.»

اما آنچه درباره نكوهش حسد و تهديد

نسبت به آن به ما رسيده است از حد شمار و آمارگيري بيرون است. راجع به مذمت حسد، همين قدر كافي است كه همه رويدادهاي آميخته به گناه و فساد - كه در روي زمين اتفاق افتاده است از نخستين زمان آفرينش آدم تا آخرين هنگام برپائي جهان هستي - از همين رشك و حسد ريشه مي گيرد.

آنگاه كه ابليس نسبت به آدم ابوالبشر (عليه السلام) حسد ورزيد، فرجام كار وي بدانجا انجاميد كه خداوند متعال او را از درگاه رحمت خويش طرد فرمود، و شكنجه آتش دوزخ را براي وي آماده كرد تا جاودانه در آن رنج بيند.

حسد - پس از سقوط و ابتلاء ابليس به سرنوشت شوم خود - بر بشر مسلط گرديد و همچون روح و خون در بدن انساني راه يافته و در آن نفوذ كرد، و سرانجام بصورت عامل و انگيزه دائمي فساد و تبه كاري درآمد.

آري حسد، نخستين لغزش و گناهي بود كه بلافاصله پس از آفرينش آدم روي داد، و همين حالت نابسامان رواني، موجب قتل و شهادت فرزند آدم ابوالبشر (يعني هابيل) به وسيله برادرش (يعني قابيل) گرديد؛ چنانكه خداوند متعال داستان اين دو برادر و مسئله برادركشي را در نبشتار گرامي خود بازگو نمود، و نيز در قرآن كريم حاسد را با شيطان و ساحر و افسونگر، قرين و همپايه معرفي كرده و فرموده است:

و من شر غاسق اذا وقت، و من شر النفاثات في العقد، و من شر حاسد اذا حسد (433)

و از شر تاريكي آنگاه كه فراگيرد و يا فرو رود و از شر زناني كه در گرهها مي دمند، و از شر حسود آنگاه كه

حسادت مي ورزد، به پروردگار خود پناه مي برم.

رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«حسد، حسنات و كارهاي نيك (و ايمان) انسان را مي بلعد و نابود مي سازد آنچنانكه آتش، هيزم را» (434).

و همو فرمود:

«دردها و بيماريهاي جامعه هاي پيشين - كه عبارت از حسد و كينه ورزي است - به طرف شما آرام آرام و بي سر و صدا به حركت درآمده و به شما روي آورده است، دردهائي كه مي تراشد و مي زدايد، نمي گويم كه موي بدن را مي تراشد و آن را مي زدايد؛ بلكه دين و ايمان شما را مي تراشد و آن را از صفحه درون و خاطر شما دور مي كند. سوگند به خدائي كه جان محمد در يد قدرت او است هيچيك از شما وارد بهشت نخواهيد شد مگر آنگاه كه با سلاح دين و ايمان مجهز باشيد.

و نمي توانيد سلاح ايمان را در بر گيريد مگر آنگاه كه نسبت به هم محبت ورزيده (و به هم حسادت نكنيد» (435).

و نيز فرمود:

«شش فرقه از مردم - بدون محاسبه و بازپرسي، به خاطر شش امر - وارد دوزخ مي شوند.

عرض كردند اين شش فرقه چه كساني هستند؟

فرمود:

1 - امراء و فرمانروايان به علت جور و ستم.

2 - عرب ها و تازيان به خاطر حميت و عصبيت جاهلي.

3 - رؤسا و اشراف و مالداران به علت تكبر و خودبزرگ بيني.

4 - تجار و سوداگران به خاطر خيانت.

5 - روستائيان به علت ناداني.

6 - علماء و دانشمندان به خاطر حسد» (436).

محمد بن مسلم از امام باقر (عليه السلام) نقل كرده است كه فرمود:

«شخصي كه خشم آلود با شتابزدگي وارد هر كاري مي گردد (و سخني عاري از انديشه بر زبان مي آورد

و به شدت خشمگين مي شود) ، در نتيجه دچار كفر مي گردد.

و حسد، ايمان انسان را مي بلعد آنچنانكه آتش، هيزم را در كام خود فرو مي برد» (437).

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«آفتهاي دين و ايمان بشر عبارتند از: حسد، عجب و خودبيني، و فخر و مباهات بر ديگران» (438).

همان امام (عليه السلام) فرمود:

خداوند متعال به موسي (عليه السلام) چنين خطاب كرد:

«اي پسر عمران، نسبت به مردم - به خاطر اينكه لطف و تفضلم را به آنها ارزاني داشته ام - حسادت مكن و به مزاياي آنها چشم ندوز، و در دل خود، آن را پي گيري مكن؛ زيرا انسان حسود نسبت به احسان من به ديگران، خشمگين مي باشد و مي خواهد از كم و كيف بهره هائي كه ميان مردم تقسيم كرده ام جلوگيري كند؛ اگر او بدينسان باشد من از آن او نيستم و او نيز از آن من نخواهد بود.» (439)

(يعني نسبت به هم بيگانه ايم).

و همان امام (عليه السلام) فرمود:

«يك فرد باايمان، غبطه مي خورد (يعني خواهان همانگونه نعمتي است كه خداوند متعال به ديگران عطاء فرموده است) ؛ ولي او نسبت به ديگران، حسد نمي ورزد (يعني خواهان سلب نعمت از ديگران و جلب آن به خود نيست) ؛ لكن منافق حسادت مي ورزد و غبطه نمي خورد» (440).

6 بريدن از افراد و كناره جوئي از مردم

ششمين آفت مناظره، قهر و فاصله گرفتن از مردم و قطع رابطه با آنها است، و اين حالت نيز از لواحق و پي آمدهاي حقد و كينه توزي مي باشد؛ زيرا وقتي ميان اهل مناظره، نفرت و انزجار برانگيخته مي شود و بالا مي گيرد و خشم و غضب از رهگذر آن، چهره مي نماياند، و هر يك از دو طرف مدعي مي گردد كه حق

با او است و ديگري اشتباه مي كند، و چنين مي پندارد و يا چنين اظهار مي كند كه طرف وي روي امر باطلي اصرار مي ورزد و با اراده اي مستحكم برخلاف رأي او در مخالفت خويش پافشاري مي نمايد (خشم و كينه، نتيجه قهري چنين روشي خواهد بود) ، و لازمه كينه و خشم او اين است كه با او قطع رابطه كرده و از او فاصله گيرد.

و اين كار از بزرگترين گناهان و از معاصي كبيره است.

داود بن كثير مي گويد از امام صادق (عليه السلام) شنيدم كه گفت پدرم روايت كرد كه رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) مي فرمود:

«اگر دو فرد مسلمان از هم دوري گزينند (و به اصطلاح از هم قهر كنند) و مدت سه روز با چنين حالتي به سر برند و با هم صلح و سازش و آشتي ننمايند از حوزه اسلام بيرون هستند و نمي توان ميان آنها هيچگونه ولايت و پيوند دوستي تصور كرد. اگر هر يك از آن دو در اعاده ارتباط، پيشقدم گردند و سر صحبت را با يكديگر باز كنند، آن كسي كه در اين كار پيشقدم مي شود در روز حساب به سوي بهشت، پيشتاز است» (441).

از امام صادق (عليه السلام) روايت شده است كه فرمود:

«هيچوقت دو فرد مسلمان از هم قهر و دوري نمي كنند مگر آنكه يكي از آنها مستوجب برائت و بيزاري خداوند و مستحق لعنت او مي باشد؛ و گاهي هر دو، مستحق چنين كيفري هستند. «معتب» (442) به آن حضرت عرض كرد:

فدايت شوم اين يكي كه قهر كرد و در قطع رابطه پيشقدم شد ظالم و متجاوز است و مستحق چنين كيفري مي باشد. پس بنابراين

به چه دليل آن ديگري كه مظلوم است بايد كيفر بيند؟

فرمود:

چون او برادرش را به ارتباط و آشتي دعوت نمي كند و براي خاطر او خشمش را فرو نمي خورد، و از سخن او صرف نظر نمي نمايد. از پدرم شنيدم كه مي فرمود:

اگر دو فرد با هم درگير شوند و با هم به نزاع برخيزند و يكي از آنها به ديگري چشم زخمي وارد سازد و بدو آزار روحي رساند و بر او غالب آيد بايد مظلوم و ستمديده به رفيق ستمگر خود بازگردد و به او بگويد:

برادر! من ستم كارم و مرا عفو كن تا بدينوسيله خلاء و جدائي قهر و قطع رابطه ميان او و رفيقش جبران گردد؛ زيرا خداوند متعال، داور عادل و دادگري است كه حق مظلوم را از ظالم مي ستاند» (443).

زرارة بن اعين از امام باقر (عليه السلام) روايت كرده كه فرمود:

«شيطان - تا آنگاه كه يكي از مؤمنان از دينش برنگردد - ميان آنها دشمني و جدائي و بيگانگي به وجود مي آورد و ميان آنها افساد مي كند. وقتي آنها از هم فاصله گرفتند به پشت مي خوابد و به تمدد و استراحت مي پردازد و سپس مي گويد:

من پيروز و كامياب شدم. آن حضرت فرمود:

بنابراين، خداي، آن كسي را بيامرزاد كه ميان دو دوست، انس و آشتي به وجود آورد. اي گروه مؤمنان نسبت به هم مانوس باشيد و به يكديگر مهرباني كنيد» (444).

ابي بصير از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است كه فرمود:

«تا آن وقتي كه دو فرد مسلمان از هم دوري مي جويند شيطان همواره خرسند و شادمان است.

و وقتي به هم رسند و دوستي خود را تجديد كنند زانوهاي شيطان سست مي گردد

و مي لرزد به گونه اي كه نمي تواند در جائي قرار گيرد، و رگ و پيوندش از هم گسيخته شود و فرياد ميزند:

واي بر او (يعني بر من) كه سقوط و نابودي و بدبختي بدو آسيب رساند (445) (يعني بر من آسيب وارد ساخت).»

7 سخنان ناروا و گفتارهاي حرام

هفتمين آفت مناظره، سخنان ناروا از قبيل دروغ و غيبت و امثال آنها است كه از لوازم كينه توزي و بلكه از نتايج مناظره مي باشد؛ زيرا مناظره نادرست، هرگز از نقل سخني كه به منظور نكوهش و توهين به صاحب آن سخن، ايراد مي شود عاري نيست. بنابراين مناظره كننده سخنان طرف را تحريف و دگرگونه وانمود مي كند، و در نتيجه مرتكب دروغ و افتراء و دغلكاري مي گردد.

و گاهي نيز آشكارا طرف خويش را جاهل و احمق قلمداد مي نمايد و نادان و نابخرد بر مي شمارد. پيدا است كه ثمره اين كار عبارت از اين است كه فرد آبرومندي را بي آبرو مي سازد و حرمت او را از ميان مي برد.

همه رفتار سابق الذكر از گناهان كبيره مي باشد، و به گونه اي در قرآن و حديث نسبت به آنها تهديد شده است كه مي توان گفت كه شعار آن از حد احصاء بيرون است. براي اطلاع از نكوهش غيبت، همين قدر كافي است كه خداوند متعال اين عمل را به «اكل ميته» يعني خوردن گوشت مردار تشبيه كرده و مي فرمايد:

و لا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه (446)

نبايد هيچيك از شما در غياب ديگري از او بدگوئي كند، آيا هيچيك از شما دوست مي دارد كه گوشت بدن برادر مرده خود را بخورد؟ بديهي است كه از چنين كاري متنفر و بيزار مي باشيد.

نبي اكرم

(صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«تمام شئون و حيثيات يك مسلمان بر مسلمان ديگر حرام، يعني از حرمت و اعتبار برخوردار است:

خون، مال و آبروي او داراي حرمت مي باشد» (447) و غيبت، مسئله اي است كه در ارتباط با آبروي مسلمان مي باشد، (يعني كسي كه از ديگري غيبت مي كند در حقيقت به حريم آبروي او تجاوز مي كند).

و نيز فرمود:

«از غيبت كردن بر حذر باشيد؛ زيرا غيبت از لحاظ جرم و گناه، سخت تر و بدتر از زنا است؛ چون ممكن است گاهي انسان، گرفتار زنا گردد و توبه كند و خداوند هم توبه او را بپذيرد. اما كسي كه غيبت مي كند - تا آنگاه كسي كه از او غيبت شده است، او را مورد عفو و گذشت قرار ندهد - مشمول آمرزش پروردگار واقع نمي شود» (448).

براء مي گويد:

رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) براي ما سخنراني مي كرد كه حتي جوجه پرنده ها و يا دختران نوجواني كه در لانه ها و خانه هاي خود اقامت داشتند صداي آن حضرت را مي شنيدند و آن را درك مي كردند. رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) ضمن اين سخنراني فرمود:

«اي مردمي كه با زبان اظهار ايمان مي نمائيد؛ ولي قلب و درون شما از دين و ايمان تهي است، از غيبت كردن بپرهيزيد و در صدد پي جوئي از عيوب و نقائص برادران مسلمان برنيائيد؛ زيرا اگر كسي نسبت به عيوب ديگران، كنجكاو باشد خدا نيز از عيوب وي پي جوئي مي كند.

و كسيكه خداوند متعال از خرده ها و عيوبش پي جوئي كند او را - حتي در ميان خانه اش - رسوا و بي آبرو مي سازد»

(449).

از امام صادق (عليه السلام) است كه فرمود:

«اگر يك فرد باايمان درباره يك فرد مؤمن، آنچه از زشتيها كه با چشمان خود در او ديده و يا با گوش خود راجع به وي شنيده، براي ديگران بازگو كند (در صورتي كه طرف راضي نباشد) از جمله كساني است كه خداوند در مورد آنها مي گويد:

ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب الي. (450)

محققا كساني كه مايلند بديها و زشتيهاي افراد باايمان در ميان جامعه شايع و افشاء گردد، براي آنان شكنجه اي دردناك در پيش است.»

نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«غيبت مؤمن - از لحاظ اهميت جرم و گناه - سخت تر از سي بار زنا كردن است.»

و در حديثي ديگر آمده است كه:

«غيبت، سخت تر از سي و شش بار زنا كردن مي باشد.»

بحث و گفتار درباره غيبت - اگر بطور كامل مطرح گردد - به طول مي انجامد، و هدف ما در اينجا اشاره به اصول و ريشه هاي اين گونه رذائل اخلاقي است.

مفضل بن عمر از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است كه فرمود:

«اگر كسي راجع به مؤمني، مطالبي را بازگو كند كه بدان وسيله آبروي او را از ميان ببرد، و سازمان شخصيت و جوانمردي او را ويران نمايد، و حيثيت او را لكه دار سازد، تا آنكه از ديدگاه مردم سقوط كند، خداوند متعال وي را از حدود و مرزهاي ولايت و دوستي خود بيرون مي راند و در حوزه ولايت و دوستي شيطان وارد مي سازد، و شيطان نيز از دوستي وي استقبال نمي كند و او را نمي پذيرد» (451).

امام صادق (عليه السلام) در گزارش حديثي كه مي گويد:

«عيب

مؤمن بر مؤمنان ديگر حرام است» فرمود:

«منظور، صرفا اين نيست كه عيبي و نقصي از يك فرد مؤمن، نمايان و مكشوف گردد و فقط تو آن را ببيني؛ بلكه مقصود اين است كه تو آن عيب و نقص را براي ديگران نقل نموده و از اين طريق از او انتقاد كند» (452).

زراره از امام باقر و امام صادق (عليهماالسلام) روايت كرده است كه فرمودند:

«نزديكترين مرزي كه بنده خدا را به وادي كفر نزديك مي سازد اين است كه او بر اساس دين و ايمان با فرد ديگري طرح برادري و دوستي برقرار سازد؛ ولي در زير ماسك دوستي، لغزشها و عيوب وي را برشمرده و در روز مبادا او را به وسيله آنها سرزنش كند» (453).

ابوبصير از امام باقر (عليه السلام) روايت كرده است كه رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«ناسزا گفتن به مؤمن، فسق و گناه محسوب مي شود. جنگ با او به عنوان كفر و خروج از ايمان به شمار مي آيد. خوردن گوشت او (يعني غيبت كردن از او) ، معصيتي است (نابخشودني).

و حرمت مال او همسان با حرمت خون او مي باشد» (454).

«اگر يك فرد مؤمني به برادر ايماني خود «اف» بگويد (و بدينوسيله نسبت به او اظهار دلتنگي و تنفر كند) ، در حقيقت از حدود و مرزهاي دوستي با وي خارج مي شود.

و اگر به او بگويد «تو دشمن من هستي» قهرا يكي از آن دو كافر و ناسپاس خواهند بود. خداوند متعال از مؤمني كه در باطن خود نسبت به برادران ايماني خويش داراي نظر سوئي باشد هيچ عملي را نمي پذيرد» (455).

فضيل (بن يسار) از امام باقر (عليه السلام)

روايت كرده كه فرمود:

«هر انساني - اگر در پيش روي مؤمني به وي طعنه زند و شخصيت او را مخدوش سازد - به بدترين وضع مي ميرد، و او نيز در خور آنست كه به خير و نيكي بازگشت نكند و بهره اي از آن نبرد» (456).

8 تكبر و خود بزرگ بيني و برتري جوئي نسبت به ديگران

هشتمين آفات و عواقب سوء مناظره، تكبر و خود بزرگ بيني و ترفع و برتري بيني خود بر ديگران است. بحث و مناظره در جلسات و محافل، همواره با تكبر بر اقران و همگنان و اظهار برتري بيش از اندازه نسبت به آنان، همراه است و از اين حالات نابسامان رواني، جدائي پذير نيست. آري مناظره در محافل و مجالس در شرائطي صورت مي گيرد كه انسان مي خواهد زير بار حرف حق ديگران نرود و سعي مي كند آراء آنان را نپذيرد و لو آنكه حقانيت سخن آنها بر مناظره كننده كاملا ثابت و روشن گردد؛ چون از آن بيم دارد كه مبادا غلبه و پيروزي آنان بر وي ثابت شود.

و حتي اگر عجز و ناتواني و مغلوبيت او نيز براي ديگران محرز و علني شود حاضر نيست صريحا به اشتباه خويش اعتراف كند و بگويد:

«من اشتباه كرده ام و حق همان است كه طرف مقابل او مي گويد.» چنين روحيه اي، نمايانگر كبر و خود بزرگ بيني است، همان كبر و خود بزرگ بيني كه نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) (در مقام بيان نكوهش آن) فرموده است:

«اگر كبر و خود بزرگ بيني - حتي به مقدار ذره اي - در قلب كسي وجود داشته باشد، به بهشت راه ندارد.» (457)

پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) ضمن حديثي

- كه در بحثهاي گذشته از آن ياد كرديم - كبر و منش هاي نابخردانه را به «بطر الحق و غمص الناس» تعبير فرمود. منظور از «بطرالحق»، مردود ساختن سخن گوينده آن و عدم اعتراف به حقانيت آن پس از اثبات و محرز بودن حقانيت آن است.

و منظور از «غمص الناس» پست و حقير شمردن مردم مي باشد.

چنان مناظره كننده كذائي در صدد است كه حق و حقيقت - با وجود اينكه كاملا براي وي واضح و روشن است - از نظر ديگران مخفي مانده تا بتواند آن را بر گوينده، رد نموده و احيانا وي را تحقير كند؛ چون مي پندارد كه فقط او محق است و طرف او به حق آشنائي ندارد و به باطل مي انديشد.

و نيز تصور مي كند كه طرف او فاقد ملكه و نيروي علمي و قابليت شناخت قوانيني است كه علم و دانش را براي انسان به ارمغان مي آورد.

از نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده كه خداوند متعال فرمود:

«شكوه و عظمت، پوشش مرا تشكيل ميدهد و كبرياء و بزرگي، رداء مرا مي نماياند. اگر كسي در اين دو سمت و صفت الهي با من به نزاع و هماوردي برخيزد او را در هم شكسته و نابودش مي سازد» (458).

از امام صادق (عليه السلام) روايت شده است كه رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«عظيم ترين و پرمخاطره ترين كبر، عبارت از «غمص الخلق و سفه الحق»، يعني خوار شمردن مردم و سبك انگاري حق است. راوي مي گويد:

به آن حضرت عرض كردم «غمص الخلق و سفه الحق» چيست؟

فرمود:

محتواي اين تعبير آنست كه تو حق را نشناسي و

در برابر حق، ناداني كني و از اهل حق، خرده گيري كرده و بيجهت آنها را مورد انتقاد قرار دهي.

اگر كسي با چنين روحيه اي با افراد جامعه رفتار كند در حقيقت با شئون خداوند متعال به نزاع و درگيري برخاسته و با او در عظمت و كبريائي و بزرگيش به هماوردي و همتائي دست يازيده است» (459).

حسين بن ابي العلاء گفته است از امام صادق (عليه السلام) شنيدم كه مي فرمود:

«كبر و خودبزرگ بيني در هر طائفه و نژادي از مردمان بد سيرت وجود دارد، در حالي كه اين صفت و چنين خصيصه اي، جامه و تن پوشي است كه صرفا بر قامت وجود الهي، موزون مي باشد. اگر كسي در اين صفت با خداوند متعال درگير شود، خداي عز و جل - جز پستي و حقارت و فرومايگي - هيچگونه حالتي را در او فزوني نمي بخشد» (460).

از همان امام (عليه السلام) سؤال كردند:

«كمترين و ناچيزترين درجه الحاد و بيديني چيست؟

فرمود:

كبر و خودبزرگ بيني، پائين ترين درجات الحاد و بي ايماني است.» (461)

زراره از امام باقر و امام صادق (عليهماالسلام) چنين روايت كرده است كه فرمودند:

«آنكه ذره اي كبر در قلب او وجود دارد، وارد بهشت نخواهد شد.» (462)

(محمد بن) عمر بن يزيد مي گويد به امام صادق (عليه السلام) عرض كردم:

من غذاي خوب و گوارا تناول مي كنم، و بوي خوش و عطر را استشمام كرده و از آن لذت مي برم، و بر مركب چابك و راهوار سوار مي شوم، و نوكري هم در پي من حركت مي كند. آيا به نظر شما در اين گونه بهره گيري هاي مادي و رفتار من، تجبر و بزرگ منشي و كبر وجود دارد كه من

بايد از آنها بر حذر باشم؟ امام صادق (عليه السلام) اندكي درنگ نمود و سر به زير انداخت و سپس فرمود:

«جبار ملعون و متكبري كه از رحمت و مهر الهي مطرود مي باشد، عبارت از كسي است كه با افراد جامعه با حالت «غمص» در ارتباط است و در برابر حق و حقيقت ناداني و بي خردي كند. عمر بن يزيد عرض كرد:

من حق را مي شناسم و نسبت به آن ناآگاه و منكر نيستم و در برابر آن ناداني نمي كنم؛ نمي دانم معني و مفهوم «غمص» چيست؟

فرمود:

««غمص» عبارت از كسي است كه مردم را تحقير نموده و به آنها زور گويد و نسبت به آنها تكبر ورزد. اين چنين فردي همان مصداق «جبار» و متكبر و گردنكش مي باشد.» (463)

ابوحمزه ثمالي از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است كه گفت:

رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«خداوند متعال در روز قيامت با سه دسته از مردم هم سخن نمي گردد و به آنان با ديد لطف و مرحمت نمي نگرد، و آنها را از آلودگي و زشتي رفتار، مبري و پاكيزه نمي سازد. براي اين سه گروه شكنجه اي دردناك فراهم مي باشد:

(پير و سالخورده زناكار، و سلطان جبار، و فقير خودخواه، لذا) پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) «جباران و متكبران» را در شمار اين سه گروه ياد كرد.» (464)

9 كنجكاوي از عيوب مردم و خرده گيري از آنها

نهمين آفت و عارضه زيان بخش مناظره، پي گيري و تجسس از عيوب و زشتيهاي افراد جامعه مي باشد. شخص كه مناظره مي كند در صدد يافتن و جستجوي لغزش زباني و يا لغزشهاي ديگر در بيان طرف خود مي باشد تا آن را براي روز مبادا! براي خود

عليه طرف ذخيره و آماده ساخته و وسيله اي براي تحكيم مباني سخن و شخصيت خود، و ابزاري براي پاكي كاذب خويش قرار دهد، و يا احيانا كمبود و نقائص خود را بدان وسيله جبران و دفع نمايد.

حتي چنين حالتي براي بي خبران و افرادي كه از مجاري علم و دانش، جوياي دنيا هستند نفوذ و گسترش پيدا مي كند؛ لذا از كم و كيف حالات و عيوب و نقائص طرف مقابل خود، تحقيق و كنجكاوي مي نمايند تا در پي آن، چنين عيوب و نواقص را در حضور وي به رخ او كشيده و شفاها آنها را در برابر او مطرح سازند.

و احيانا فردي اين چنين مي كوشد اين عيوب را دليل و دستاويزي براي كوباندن طرف قرار داده و به اطرافيان مي گويد:

ديديد چگونه طرف را شرمسار و بي آبرو ساختم؟!! و از اين قبيل افكار و رفتار ناستوده اي كه بي خبران از دين و ايمان، و رهروان طريقه شيطان و ابليس مآبان، دچار و گرفتار آن مي باشند؛ در حالي كه خداوند متعال فرمود:

«و لا تجسسوا» (465) يعني در حالات و كيفيات رفتار مردم تجسس نكنيد.

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«اي مؤمنان، مؤمناني كه زبان شما گوياي ايمان است؛ ولي اين ايمان در قلب شما نفوذ نكرده است، از عيوب و زشتيهاي مردم كاوش نكنيد. اگر كسي در صدد كاويدن و پي جوئي از عيوب و خرده هاي ديگران برآيد، خداوند متعال نيز خرده ها و نواقص او را پي جوئي مي كند.

و كسي كه خداي مهربان در صدد كنجكاوي عيوب وي برآيد او را - حتي در درون خانه اش - رسوا مي كند.» (466)

از امام صادق

(عليه السلام) است كه فرمود:

«دورترين و بيگانه ترين انسان از خداوند متعال، عبارت از كسي است كه با فردي ديگر طرح برادري و الفت ببندد، و در صدد آن باشد كه لغزشهايش را ذخيره كند تا در روز و فرصت مناسبي به وسيله آنها وي را مورد ملامت و سرزنش قرار دهد» (467) (و شخصيت او را در هم بكوبد و آبروي او را از ميان بردارد).

از امام صادق (عليه السلام) است كه فرمود:

«نزديكترين راهي كه انسان را به مرز كفر مي رساند اين است كه فردي با فرد ديگر بر اساس دين، طرح دوستي بريزد، و در صدد پي جوئي و برشمردن لغزشهاي او برآيد تا بدان وسيله در روز مورد نظر خودش، او را به باد انتقاد و ملامت گيرد.» (468)

همان امام (عليه السلام) از رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت كرده است كه فرمود:

«اگر كسي زشتيها و خرده هاي مردم را براي ديگران فاش كند و آن را در ميان آنها منتشر سازد از نظر سنگيني جرم، همانند كسي است كه دست اندر كار همان اعمال زشت گشته است.

و اگر كسي، فرد مؤمني را (به خاطر زشتي كار و اشتباهش) سرزنش كند، پيش از مرگ خود دچار همان زشتي و اشتباه خواهد شد.» (469)

امام صادق (عليه السلام) مي گويد:

«اگر كسي با برادر ايمانيش با ملامت و سرزنش برخورد كند، خداوند متعال، او را در دنيا و آخرت مورد ملامت و عتاب قرار خواهد داد.» (470)

از همان امام (عليه السلام) است كه گفت:

اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) طي سخناني فرمود:

«رفتار برادر ايماني خود را به نيكوترين وجه حمل كن، مگر آنگاه كه دليل

قاطعي برخلاف توجيه خدا پسندانه تو برايت پديدار گردد و رفتار او، راه توجيه ترا مسدود سازد.

و تا آنجا كه مي تواني براي گفتار به ظاهر نادرست برادر ديني خود - در جهت خير و خوبي - توجيه نيكوئي مي يابي، نسبت به آن گفتار، گمان بد مبر» (471).

10 بدخواهي و احساس شادي از اندوه و بدبختي ديگران

دهمين آفت مناظره، اين است كه مناظره كننده از بيچارگي و بدبختي ديگران احساس شادي مي كند، و از خوشي و سعادت آنها رنجور و اندوهگين مي گردد. اگر يك فرد مسلمان نسبت به برادر ايماني خود، دوستدار و خواهان حالت و كيفيتي نباشد كه خود احساس علاقه به آن مي نمايد چنين مسلماني از لحاظ ايماني دچار نقص و گرفتار كمبود بوده و از خلق و خوي و راه و رسم اهل دين، سخت بدور است.

اين حالت پريشان و پريشاني زا غالبا در قوت افرادي راه دارد كه گرفتار اشتياق و علاقه به اسكات و كوباندن همگنان هستند، و حس اشتياق به اظهار فضل نسبت به برادران ايمانيشان بر قلب آنها چيره شده است.

در طي احاديث متعدد و بي شماري مي بينيم كه هر فرد مسلمان نسبت به فرد همنوع خود، داراي حقوق و وظائفي است كه اگر نسبت به هر يك از آنها اهمال و كوتاهي نمايد و آن حق را اداء نكند از حدود و مرزهاي ولايت و دوستي خداوند متعال و طاعت از او تجاوز كرده و پافراتر مي نهد، كه از جمله آنها همين حق خيرخواهي نسبت به برادران ايماني است.

«محمد بن يعقوب كليني از معلي بن خنيس و او از امام صادق (عليه السلام) روايتي را در كتاب خود آورده است كه معلي گفت به امام صادق

(عليه السلام) عرض كردم:

يك فرد مسلمان نسبت به مسلمان ديگر چه حقي دارد؟

فرمود:

هر يك از آنها نسبت به ديگري داراي هفت حق است كه واجب و حتمي الاجراء مي باشد، و اين حقوق از نظر ضرورت اجراء، در حدي قرار دارد كه اگر نسبت به هر يك از آنها اجحاف كند و در اداء آن سهل انگاري نمايد از حوزه ولايت و طاعت خداوند بيرون مي رود؛ و البته خداي را در اين حقوق، نصيبي نيست (يعني اين حقوق را بايد به عنوان «حق الناس» تلقي كرد و از آن خدا نيست كه بتواند - در صورت اهمال - از آن درگذرد؛ و در صورت پايمال شدنش، فرد متجاوز و سهل انگار را مورد مغفرت و آمرزش قرار دهد. معلي مي گويد:

) به امام (عليه السلام) عرض كردم:

قربانت گردم، چه چيزهائي اين حقوق هفت گانه را تشكيل مي دهد؟

فرمود:

معلي! من نسبت به تو احساس ترس و دلسوزي مي نمايم و بيم آن دارم كه مبادا اين حقوق را تباه سازي و نتواني از آن صيانت و مراقبت كني (و با پاسخ من) به اين حقوق، آگاهي پيدا كني؛ ولي در به كار بستن آن سهل انگاري نمائي؟

معلي مي گويد:

عرض كردم:

«لا قوة الا بالله» (يعني اميدوارم در ظل مشيت و با استمداد از حول و قوه الهي، توان اداء چنين حقوقي را به دست آورم. امام صادق (عليه السلام) اين حقوق را به شرحي كه ذيلا ياد مي شود گزارش فرمود:

1 - ساده ترين و ناچيزترين حق يك مسلمان بر مسلمان ديگر آنست كه تو خواهان همان چيزهائي براي او باشي كه خود جويا و دوستدار آن براي خويشتن هستي.

و درباره او از

همان چيزهائي احساس گريز و تنفر نمائي كه خود از آن متنفر و گريزان هستي.

2 - از خشمگين شدن و ناخرسندي او بر حذر بوده، و پويا و جوياي مراتب رضا و خوشنودي او باشي و از دستور او فرمان بري.

3 - بايد به او با جان و مال و دست و پا (و همه وجودت) مدد رساني.

4 - بايد چشم بينا و رهنمودپرداز و آئينه او باشي.

5 - نبايد تو سير باشي و او گرسنه، تو سيراب باشي و او تشنه، تو تن پوش داشته باشي و او برهنه.

6 - اگر تو داراي خادم و نوكر هستي و او فاقد آن باشد بر تو لازم است كه نوكر خود را در جهت خدمت به نزد وي گسيل داري تا جامه او را بشويد و غذاي او را فراهم آورد و بسترش را آماده سازد.

7 - بايد سوگند او را باور داشته و بدان ترتيب اثر دهي و دعوت او را بپذيري و هنگام بيماري عيادتش كني و (پس از مرگش) در كنار جنازه او حضور به هم رساني، و اگر احساس كني كه او به چيزي نيازمند است در تامين آن مبادرت و پيشدستي كني. نبايد در تامين حوائج او تعريفي را روا داري تا وي را ناگزير سازي كه درخواست خود را با تو در ميان گذارد و دچار شرم سؤال گردد؛ بلكه بايد در تامين آن حوائج پيشدستي كني.

اگر بدين شيوه با وي عمل كني توانسته اي رشته ولايت و دوستي خود را با او پيوند داده و دوستي او را با رشته دوستي خود مربوط سازد» (472).

اخبار و روايات درباره حقوق برادران

ايماني و مسلمانان نسبت به يكديگر، بسيار فراوان (و شايان توجه مي باشد كه بايد در اين زمينه به كتب حديث مراجعه.شود (473)

11 تزكيه نفس و خودستائي

يازدهمين آفت مناظره، عبارت از تزكيه نفس و خودستائي است كه با مناظره كننده اي - يا با صراحت بيان و يا با ايماء و اشاره و يا با كنايه، - از رهگذر تاييد سخن خود و زشت و نادرست وانمود ساختن سخن ديگران - به اين خودستائي دست مي يازد.

و غالبا اين حالت دروني، يعني خودستائي را اظهار كرده و آن را آشكارا به زبان مي آورد و مي گويد:

«من از آن افرادي نيستم كه امثال اين گونه مطالب بر آنها ناآشنا و مبهم است»، در حالي كه (همو مي داند) خداوند متعال در قرآن كريم فرموده است:

«فلاتزكوا انفسكم = خودستا و خويشتن آرا نباشيد.»

به يكي از بزرگان گفتند:

آن سخن راست و درستي كه اظهار آن، زشت و نادرست مي باشد چيست؟ در پاسخ گفت:

«چنين سخن راستي كه - عليرغم صدق و راستي - زشت مي باشد اين است كه انسان، زبان به خودستائي بگشايد.

بايد متوجه باشي كه خودستائي تو، - علاوه بر آنكه زشت است و خداوند متعال از آن نهي فرمود - از قدر و منزلت تو در نظر ديگران مي كاهد، و موجب مي گردد كه مشمول خشم خدا واقع شوي. اگر مي خواهي بداني كه خودستائي بر قدر و منزلت تو نمي افزايد، به اقران و همگنان خود بنگر، آنگاه كه آنان از طريق اظهار فضل، به خودستائي دست مي يازند، زشتي آن را در قلب خود احساس مي نمائي و طرز رفتار آنان بر روح و جانت سنگيني مي كند.

و تو چطور به خود اجازه مي دهي - در آن لحظه كه

از آنان جدا مي شوي - آنها را نكوهش كني؟ بايد بداني كه آنان نيز به گاه خودستائي تو، بلافاصله و باطنا و با جان و دل، ترا مورد انتقاد و نكوهش قرار مي دهند و خرده گيري از تو را دست به دست مي كنند و در غياب تو و آنگاه كه از آنها جدا مي شوي مكنونات قلبي و خاطره تلخ خودستائي ترا با آميزه اي از نكوهش اظهار مي كنند.»

12 نفاق و دوروئي

دوازدهمين آفت مناظره، نفاق و دوروئي و دوگانگي شخصيت مي باشد كه اهل مناظره ناگزير به چنين حالتي كشانده مي شوند؛ زيرا آنان با هماوردان و رقيبان و پيروان خود با وضعي دردناك و خاطري درگير و آشفته مواجه مي گردند.

و در حالي كه احيانا به ملاقات آنها اظهار محبت و اشتياق كرده و در برخورد با آنان، تظاهر به خوشحالي مي نمايند؛ ولي در همان حال به علت بغض و كينه اي كه درون آنها را مي خلد و مي خراشد رگ گردن و اعضاء و اندام بدن آنها مي لرزد.

و همه آنها مي دانند كه نسبت به يكديگر در مورد اظهار محبت و اشتياق، دروغگو هستند و باطنا خلاف آنچه را كه اظهار مي كنند در دل دارند.

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«آنگاه كه مردم، علم و دانش را فرا مي گيرند؛ ولي آن را به كار نمي بندند، و با زبان نسبت به هم اظهار دوستي مي كنند؛ لكن قلبا كينه يكديگر را به دل دارند و قطع رحم مي كنند و رشته ارتباط با خويشاوندان و نزديكان را از هم مي گسلند، همانگاه خداوند متعال آنان را از رحمت خويش، طرد نموده و آنها را كور و كر مي سازد.» (474)

از خداوند مي خواهيم كه ما را

از آسيب چنين آفات و عوارض سوئي، مصون دارد.

خاتمه

اين بود دوازده آفت و خصلتي كه موجب انحطاط و سقوط شخصيت انسان مي گردد كه نخستين آفت از اين آفت هاي دوازده گانه ميان انسان و بهشت و سعادت او حريمي ايجاد كرده و او را از خوشبختي محروم مي سازد، و بهشت را بر او حرام مي گرداند و آخرين آن - كه عبارت از نفاق و دوروئي است - آتش جهنم را براي وي به ارمغان مي آورد.

مناظره كنندگان در رابطه با اين آفات از لحاظ پايه و موقعيت، اوضاع مختلفي دارند، (و به هر حال از رهگذر مناظره، بدانها مبتلا مي گردند) ، حتي عظيم ترين شخصيتهاي ديني و خردمندترين اشخاص، حامل موادي از اين ميكروبها و آفات كشنده روحي هستند و كمتر توان آن را دارند كه از آنها برهند منتهي مي كوشند كه اين بيماريهاي بدخيم و آفات ناستوده در وجودشان، نهان و پنهان بماند، و تلاش مي كنند كه حالات دروني آنها براي مردم ظاهر نشود و خود نيز به درمان آنها برنمي خيزند.

آن علت اساسي و عامل عمده اي كه چنين آفات و خصلت هاي ناستوده اي را در قشرهاي مختلف انسان به ثمر مي رساند اين است كه انسان علم و دانش را براي هدفي غيرالهي فرا مي گيرد (و چون در مسير پويائي افراد از علم، غير خدا مطرح است، و اهداف دنيايي سراسر اين مسير را زير پوشش خود قرار مي دهد از اين جهت گرفتار چنين آفاتي مي شوند).

بطور فشرده بايد گفت كه خود علم و دانش في نفسه، عالم و دانشمند را ابدا گرفتار اهمال نمي سازد؛ ولي ممكن است همين علم و دانش (به علت انحراف عالم از

مسير الهي و صراط مستقيم) ، او را به سقوط و نابودي شخصيت و شقاوت و بدبختي سوق دهد؛ چنانكه همان علم (از بركات گامهاي راستين و استوار عالم و دانشمند) موجبات سعادت و نيكبختي و قرب او به خداوند را فراهم آورده تا در جوار رحمت وي قرار گيرد.

آيا مناظره مي تواند متضمن فائده اي باشد؟

اگر كسي به ما ايراد كند و چنين سؤالي را مطرح سازد كه مناظره، (كار لغو و بيهوده اي نيست؛ بلكه) مي تواند دو بهره و فائده را براي مناظره كننده به ثمر رساند:

1 - مناظره، عامل و انگيزه تمايل و گرايش افراد به علم و دانش است؛ زيرا اگر علاقه به رياست و سيادت و حب جاه از دل و دماغ مردم، بيرون ريخته شود، علوم و دانشها دچار اندراس و فرسودگي مي گردد؛ و اگر ما تمام طرق و ابواب مناظره را مسدود سازيم موجب ضعف و سستي حس گرايش مردم به علم و دانش مي شويم.

2 - چون مناظره به منظور بازيافتن دقيق مآخذ و اسناد علم و آگاهي صورت مي گيرد، ذهن انسان از مجراي چنين مناظره اي، ورزيده شده و جان و روح آدمي نيرومند مي گردد.

قبل از پاسخ به اين ايراد بايد يادآور شويم كه اگرچه چنين ايرادي درست، و سخني راست به نظر مي رسد كه بايد آن را پذيرفت؛ لكن مطالب و حقائقي را كه ما راجع به آفات مناظره ياد كرديم بدين منظور نبوده است كه همه ابواب مناظره و بحث و مناقشه را مسدود سازيم؛ بلكه هدف ما از گزارش و توضيح اين آفات و تبيين نتائج سوء مناظره، اين بود كه مناظره داراي هشت آئين است؛ و ضمنا

دوازده آفت و عارضه سوء و زيانبار را نيز به دنبال دارد تا مناظره كننده اين شرائط و آفات را شناسائي و مراعات كرده، و بحث و مناقشه خود را با رعايت اين شرائط و احتراز از اين آفات برگزار نموده، و در پي آن فوائد و عوائد سودمند مناظره كه عبارت از رغبت و گرايش به علم و دانش و ورزيدگي ذهن مي باشد در وي رو به فزوني گذارد.

اگر منظور از طرح چنين سؤال و ايراد، چنان باشد كه بايد مناظره كننده داراي آزادي كامل بوده، و بدون قيد و شرط به بحث و مناقشه بپردازد، و آفات و نتايج زيانبار آن را ناديده بگيرد، و به خاطر اينكه در او رغبتي به علم و دانش به وجود آيد، همه اين آفات را تحمل كند، چنين سخني را بايد يك نوع داوري زشت و نادرستي تلقي كرد؛ زيرا خداوند متعال و رسول او و شخصيتهاي برگزيده الهي، مردم را از آن جهت به علم و دانش ترغيب و تشويق كردند تا از مجراي آن به پاداش معنوي و اجر اخروي دست يابند، نه به رياست و جاه و مقام. آري رياست يك انگيزه طبيعي براي رغبت و اشتياق به علم و دانش به شمار مي آيد و شيطان نيز مامور به تحريك اين انگيزه و ترغيب و تحريص انسان مي باشد، شيطاني كه هيچ نيازي به نيابت و مدد و ياوري انسان در اين امر ندارد؛ ولي بايد بدانيم گرايشي كه در انسان نسبت به علم و دانش از طريق تحريك شيطان و تشويق او به ثمر مي رسد، اين چنين رغبت و گرايش در افرادي به

وجود مي آيد كه رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) درباره آنان فرمود:

ان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، و باقوام لاخلاق لهم (475)

خداوند متعال اين دين و آئين مقدس را به وسيله مردي فاجر و گناهكار و در سايه همت گروهي تاييد مي كند كه از بهره ديني و نصيب اخروي محرومند.

در نقطه مقابل، اگر در كسي زير سايه تعاليم انبياء و پيامبران و تشويق آنها به سعي در وصول به پاداش الهي، رغبت و گرايشي به علم و دانش فراهم آيد، چنين كسي از جمله وارثان انبياء و خلفاء و جانشينان و نمايندگان راستين خداوند بر بندگانش او به شمار مي آيند.

اما مسئله تشحيذ ذهن و ورزيدگي نيروي عقل (كه از طريق مناظره به ثمر مي رسد) مسئله راست و درستي است؛ (ولي چرا مناظره كننده صرفا در جهت ورزيدگي ذهن و تيزهوشي خويش به بحث و مناقشه روي نمي آورد و غائله سوء و آفات آن را ناديده مي گيرد و در صدد از ميان بردن چنين آفاتي برنمي آيد؟!) بر او لازم است كه صرفا در رابطه با مسئله تشحيذ ذهن و تقويت نيروي عقل، دست اندر كار مناظره گردد و نيز سعي كند كه آثار سوء و آفات آن را از خود دور سازد، آفاتي كه مشروحا از آنها ياد كرديم.

اگر مناظره كننده، فاقد توانائي احتراز و اجتناب از چنين آفاتي باشد موظف است از تشحيذ ذهن و تقويت عقل - (كه از رهگذر مناظره، امكان پذير است) - خودداري نمايد، و به فراگرفتن علم و دانش و استمرار تفكر و ادامه دقتهاي علمي، فرصت خويش را مصروف سازد و جان و دلش

را از آلودگيها و تيرگيهاي اخلاقي پاكيزه نمايد؛ چون چنين شيوه اي براي تشحيذ ذهن و ورزيدگي عقل، از مناظره، رساتر و كارآتر است.

و ما نيز مي دانيم كه ذهن و خاطر دينداران و علماء پاي بند به ايمان - بدون آنكه دست اندر كار چنين مناظره هاي نابخردانه اي گردند - از ورزيدگي و نيروي كافي برخوردار بود.

(يك مطالعه سطحي و بررسي ساده، ما را به اين نتيجه مي رساند كه) اگر چيزي، تنها واجد يك فائده باشد - فائده اي كه آفات و زيانهاي فراواني را به دنبال خود به بار مي آورد - انسان نبايد به خاطر آن فائده ناچيز، خويشتن را در معرض آن همه آفات قرار دهد؛ بلكه حكم و قانون چنين چيزي، همانند حكم و قانون باده و قمار است (كه نفع آنها ناچيز، ولي مضار و زيانهاي آن فراوان مي باشد، و) خداوند متعال درباره باده و قمار مي فرمايد:

يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس و اثمهما اكبر من نفعهما (476)

از تو راجع به باده و قمار سؤال مي كنند، تو در پاسخ آنها بگو: در اين دو كار، جرم و گناه بزرگ، و منافعي نيز براي مردم وجود دارد؛ ولي جرم و گناه و زيان آن دو، مهمتر و بزرگتر از نفع و فائده آنها است.

(نظر به اينكه آفات و مضار شراب و قمار از منافع آن، فزونتر مي باشد) خداوند متعال شرب خمر و قماربازي را - به خاطر اهميت و شدت مضار و آفات آنها - تحريم فرموده و با تاكيد و شدت لحني هر چه تمامتر، حرمت آنها را علنا اعلام كرد.

آري خداوند متعال است كه مي تواند اسباب و

موجبات توفيق آدمي را فراهم آورد.

باب 4 آداب و آئين نگارش و نگاهداري كتاب

1 اهميت كتابت و نگارش و فوائد آن

موضوع كتابت و نگارش از ارجمندترين و مهمترين مطالب ديني و بزرگترين عامل صيانت نگهباني شريعت مقدس اسلام است، شريعت مقدس و قوانين الهي كه از كتاب (قرآن) ، و سنت، و مجموعه اي از علوم شرعي ملهم از آن دو، و نيز آن سلسله از معارف عقلي كه فهم و شناخت كتاب و سنت بدانها وابسته است، تشكيل مي شود.

حكم و قانون كتابت و نگارش - بر حسب اهميت علمي كه نگارش مي يابد - به چند قسم تقسيم مي گردد:

1 - چنانچه فراگرفتن آن علمي كه نگارش مي يابد، واجب عيني باشد، نگارش آن نيز واجب عيني است؛ زيرا حفظ و نگاهباني چنين علمي، متوقف بر نگارش آن مي باشد.

2 - اگر تعلم آن علم، در حد واجب كفائي باشد، كتابت و نگارش آن نيز، واجب كفائي است.

3 - و اگر يادگيري آن علم، مستحب باشد، نگارش آن نيز مستحب خواهد بود.

ولي بايد گفت كه مسئله نگارش در رابطه با قرآن و حديث در زمان ما، يعني (عصر مؤلف) - بطور مطلق يعني بدون هيچ قيد و شرطي - واجب و ضروري است؛ زيرا اگر ما مناطق و اقطار مختلف جهان را در نظر گيريم به اين حقيقت واقف مي گرديم كه كتب ديني، چنان دچار كمبود كمي و كيفي است كه مي توان گفت تاكنون در اداء و اداء چنين تكليفي - كه داراي وجوب كفائي است - كاري رسا و كامل انجام نگرفته و به اداء وظيفه واجب كفائي قيام نشده است، به ويژه در مورد كتب تفسير قرآن و حديث كه در واقع آثار اين دو علم رو به آشفتگي و فرسودگي

نهاده، و اعلام و رايات آن دستخوش واژگونگي گشته و دچار سرنگوني شده است. لذا در چنين دوره و زمانه اي بر هر فرد مسلمان كارآمد، واجب كفائي است كه دست اندر كار نگارش و حفظ و صيانت و تصحيح و روايت مطالب اين دو علم گرانقدر شده، و در اين جهت از بذل هر گونه مساعي دريغ نورزد.

از جمله قواعد قطعي و مسلم اين است كه اگر در اداء تكليفي كه داراي وجوب كفائي است، در حدي - كه حوائج مردم از رهگذر آن تامين گردد - قيام و اقدامي نشود بايد همه افراد جامعه نسبت به آن، احساس وظيفه و مسئوليت نمايند و در انجام آن بكوشند؛ و در صورتي كه نسبت به آنها كوتاهي و سهل انگاري شود همگي مجرم و گناهكار خواهند بود.

بنابراين، تكاليفي كه به عنوان واجب كفائي در عهده مردم قرار گرفته است تا وقتي كه فرد و يا افراد كارآمد و با كفايتي درباره آنها اقدام نكنند، و نياز مردم را در رابطه با آن برطرف نسازند، مسئوليت اداء آنها - همسان و هموزن با واجب عيني - بر دوش همه افراد، سنگيني مي كند كه بايد آنها را انجام دهند.

علاوه بر اين، درباره كتابت و نگارش آثار ديني و علمي، احاديث فراواني به چشم مي خورد كه بر طبق آنها مسئله نگارش، مورد تشويق و تحريص قرار گرفته و پاداش مهمي در برابر اداء اين وظيفه ديني مقرر شده است، از آن جمله پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«علم و دانش را به بند آريد و از آن صيانت و نگاهباني كنيد.» عرض كردند:

راه و

رسم به بند كشيدن علم و دانش چيست؟

فرمود:

«كتابت و نگارش آن» (477) (كه اين كار از تداوم و استمرار و بقاء علم و دانش، صيانت مي كند).

روايت شده است كه مردي از انصار حضور پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) مي رسيد و در مجلس او شركت مي جست و سخناني از آن حضرت مي شنيد كه سخت او را به وجد مي آورد و براي او شگفت انگيز مي نمود به طوري كه شيفته سخنان آن حضرت مي شد؛ ولي نمي توانست آنها را به خاطر بسپارد:

لذا نگراني خود را از جهت ضعف و كمبود حافظه، با حضرت در ميان گذاشت، رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) به او فرمود:

براي حفظ و نگاهداري اين سخنان، از دست خويش مدد گير و به دستش اشاره فرمود كه گفتار و بياناتش را بنويس (478)

حسن بن علي يعني امام مجتبي (عليه السلام) فرزندان و خواهرزادگان خود را فرا خواند و به آنها فرمود:

اگرچه شما هم اكنون به عنوان افراد كوچك و خردسال فاميل و قوم خويش خود به شمار مي آييد، ولي اين اميد هم وجود دارد كه بزرگان قوم و گروهي ديگر باشيد؛ لذا بر شما لازم است كه علم و دانش را فراگيريد.

و اگر در جمع شما كساني ديده شوند كه نتوانند علم و دانش را فراگيرند و يا در خاطر بسپارند بايد به نگارش علم قيام كرده و آن نوشته علمي را در خانه هاي خويش قرار داده و از آن نگهباني.كنن (479)

ابي بصير مي گويد از امام صادق (عليه السلام) شنيدم كه مي فرمود:

«براي نگارش (حقايق ديني) دست به كار گرديد؛ زيرا شما نمي توانيد اين حقايق را - جز

از طريق نگارش آن - در خاطر خود حفظ نموده و از آن نگاهباني كنيد» (480).

و همو فرمود:

«جان و دل و روح انسان، بر نبشتار تكيه كرده و بدان آرام و اطمينان مي گيرد» (481).

از عبيد بن زراره روايت شده است كه امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«كتابها و نبشتارهاي خود را حفظ كنيد و از آن نگاهداري نمائيد؛ زيرا در آينده نزديكي بدان نياز پيدا مي كنيد» (482).

مفضل بن عمر گفت، امام صادق (عليه السلام) به من فرمود:

«دست اندر كار نگارش باش، و علم و آگاهي خود را ميان برادران ايماني خود منتشر ساز؛ و چون از دنيا بروي، براي فرزندانت اين نبشتارها را به ارث گذار؛ زيرا روزگاري پرآشوب در پيش است كه مردم - جز با نوشته ها و كتب خود - نمي توانند خويشتن را با چيز ديگري مانوس و سرگرم سازند» (483).

مرحوم صدوق در كتاب «امالي» با اسناد خود به پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) آورده است كه آن حضرت فرمود:

«آنگاه كه يك فرد مؤمن از دنيا مي رود حتي اگر برگي از نبشتار از خود باقي بگذارد، نبشتاري كه مطالب علمي در آن انعكاس يافته است، اين برگ بصورت پرده و حفاظ و سپري ميان او و ميان آتش جهنم خواهد بود، و او را صيانت خواهد كرد.

و خداوند متعال در برابر هر حرفي كه در آن نگارش يافته است، شهري گسترده تر از دنيا و آنچه در آنست به وي عطا مي كند.

و اگر كسي لحظه اي در حضور عالم و دانشمند به سر برد، فرشته اي از جانب خداوند متعال به او چنين خطاب مي كند:

چون تو در كنار بنده من جلوس كردي،

به عزت و جلال خود سوگند ياد مي كنم كه ترا در معيت او در بهشت سكني دهم، و در اين كار هيچ ايراد و اشكالي بر من وارد نيست» (484).

2 بايد نويسنده داراي خلوص نيت باشد

بر هر نويسنده اي لازم است كه خداوند متعال و خواسته او را خالصانه، هدف نگارش خويش قرار دهد - چنانكه بر او لازم است در دانش آموختن و طلب علم نيز داراي خلوص نيت باشد؛ زيرا كتابت و نگارش به عنوان يك امر عبادي و نوعي از تحصيل و صيانت علم و دانش به شمار مي آيد. اگر كسي در مسئله كتابت و نگارش، جز خداوند متعال، امثال: حظوظ و بهره هاي نفساني و لذتها و بالاخره مطامع دنيوي را هدف و منظور خود قرار دهد، همانند كسي است كه در طلب علم، چنين اهدافي را در مد نظر خود قرار داده باشد. (مسلما چنين فردي - كه در كار نگارش و نويسندگي، خود را به رنج وامي دارد - بهره و نصيبي در آخرت نداشته، و در مسير كوشش خود با ناكامي مواجه خواهد بود).

قبلا در بحثهاي مربوط به آداب تعليم و تعلم، مطالبي درباره اهميت اخلاص نيت و حس جهت يابي مشروع، مطالبي بيان شد كه اگر انسان در اين مسير مقدس، داراي هدفي غيرالهي باشد، شايسته نكوهش است.

و بيان شد كه اين گونه افراد به كيفرهاي اخروي و معنوي تهديد شده اند.

و همان گزارشي كه قبلا در مسئله لزوم خلوص نيت در امر دانش آموختن بيان شد درباره موضوع كتابت و نگارش نيز جاري است.

تهديد و نكوهش و يا تشويق و ستايشي كه در مورد دانش جوئي و علم اندوزي براي غير خدا يادآوري شد؛

در مورد كتابت و بازده خير و شر آن فزوني مي يابد؛ به اين صورت كه كاتب و نويسنده، با دست خود حقائقي را مي نگارد كه ممكن است نبشتار او در روز قيامت به عنوان حجت و دليلي به نفع و يا ضرر او درآيد.

پس بايد نويسنده دقت كند كه چگونه مطالبي را مي نگارد، و بر نبشتار او چه نتايجي از لحاظ خير و شر مترتب است، خير و شر و يا بدعت و سنتي كه همزمان با حيات او و نيز پس از مرگ او، در مدتهاي دور و درازي مورد عمل و استناد قرار مي گيرد.

بنابراين، نويسنده كتاب و يا نگارنده هر مطلبي بايد متوجه باشد كه در پاداش كساني كه از نوشته او بهره مند مي گردند و آن را مأخذ و دستاويز كار خود قرار مي دهند، و در وزر و گناه مردمي كه از رهگذر نوشته او دچار آن مي شوند، سهيم و شريك خواهد بود.

پس بايد هر نويسنده اي، دقيق بنگرد كه چه انگيزه و علتي او را به نوشتن وا مي دارد، و بايد بداند كه پاداش نگارش مطالب سودمند ديني - احيانا - در برخي از موارد، فزونتر از پاداش علم و دانش مي باشد؛ چون نبشتار مفيد - از لحاظ امكان انتفاع بيشتر، و دوام و استمرار منافع آن - بر علم و دانشي كه شفاهاً به ديگران منتقل مي شود، داراي اهميت فزونتري است، به همين جهت است كه در منطق حديث، نوشته هاي دانشمندان ديني بر خون شهداء و جانبازان راه حق مزيت دارد؛ زيرا نوشته هاي دانشمندان - پس از مرگ آنها نيز - به مردم سود مي رساند، و سود آن استمرار دارد؛ ولي براي

خون شهداء - پس از مرگ آنان - چنين منافع و مزايائي پربار و مستمر وجود ندارد.؟!

3 اهميت جمع آوري كتب مفيد و مورد نياز

بايد دانشجو در فراهم آوردن كتب علمي سودمندي كه مورد احتياج او است - به قدر امكانات خويش - اهتمام ورزد، و از راه نگارش و خريد (485) - و اگر نه، با اجازه و عاريه گرفتن كتب مورد نياز - كوشش خود را به كار گيرد؛ زيرا كتب سودمند علمي، ابزار تحصيل علم مي باشد.

در دوره هاي سابق براي جمع كثيري از فضلاء و فرزانگان علمي اين حقيقت به تجربه رسيد، و نيز بسيار اتفاق افتاد كه آنان در سايه جمع آوري كتب سودمند و مورد نياز، از لحاظ علمي به ترقيات و پيشرفتهائي فزاينده و جالب توجه نائل شدند؛ در حالي كه چنين توفيق و پيشرفتي - براي كساني كه موفق به تهيه كتب مورد نياز نشدند - دست نداد. در اين باره داستانهاي فراواني وجود دارد كه نقل و گزارش آنها موجب اطاله سخن خواهد.گش (486)

ضمنا بايد بدانيم كه شايسته نيست دانشجو، حظ و نصيب خود را از لحاظ علم و فهم صرفا به فراهم آوردن كتب و افزودن شمار آنها محدود و منحصر كرده و خويشتن را به داشتن كتب متعدد و فراوان، دلخوش سازد؛ بلكه او - علاوه بر اهتمام به جمع آوري كتب مورد نياز - به كوشش و تحمل رنج تحصيل علم و مطالعه و جلوس در محضر استادان، نيازمند است. شاعري در اين مورد (مبني بر اينكه صرف جمع آوري كتب نمي تواند، توان علمي و حوائج معنوي و روحي انسان را برآورده سازد) مي گويد:

اذا لم تكن حافظا واعيا فجمعك للكتب لاينفع

اگر در

فهم و درك و دريافت و حفظ مطالب علمي، كوشا نباشي، صرف جمع آوري كتب به تو سودي نمي رساند.

4 استنساخ كتب در چه شرائطي روا است؟

تا وقتي كه دانشجو قادر به خريدن و يا امانت گرفتن كتاب و يا امثال آن مي باشد نبايد خود را به نسخه برداري از آن سرگرم سازد؛ زيرا اشتغال به تحصيل علم، مهمتر و پرارزش تر از استنساخ كتب است.

اما چنانچه خريدن كتب براي دانشجو امكان پذير نباشد، به اين معني كه دانشجو، فاقد امكانات مالي است و يا اينكه افراد دست اندر كار استنساخ كتب، كمياب اند، مي تواند كتاب مورد نظر خود را به منظور استفاده خويش استنساخ نمايد.

و نيز در صورتي كه واجد امكانات مالي براي خريدن و تملك كتاب باشد نبايد با عاريه گرفتن آن، خويشتن را قانع سازد.

و اگر ناگزير به استنساخ كتاب باشد بايد بدان همت گماشته و در تكميل آن بكوشد؛ چون خداوند متعال نيز او را از مدد خويش بهره مند كرده و حظ و بهره او را نسبت به علم و دانش در اين مسير، ضايع نمي سازد؛ زيرا جز به علت كسالت و تن آساني - حظ و نصيب انسان در زندگاني، ضايع نمي گردد. اگر كسي وقت و فرصت خود را بپايد و قدر عمر را بشناسد به هدف خويش دست مي يابد. در اين باره قبلا مطالبي سودمند و سخناني مناسب، به نظر مطالعه كنندگان رسيد.

5 فوائد معنوي عاريه و امانت دادن كتب به ديگران

اگر كسي كتاب را به ديگران عاريه دهد، به گونه اي كه خود از رهگذر عاريه دادن كتاب خويش، متضرر نگردد و شخصي كه آن را عاريه مي گيرد به كتاب زياني نرساند، چنين كاري بسيار بجا و به مورد مي باشد، و به عنوان يك عمل «مستحب مؤكد»، اجر و پاداش جالبي را به دنبال دارد؛ زيرا امانت دادن كتاب، نوعي از اعانه علمي،

و معاضدت و همياري در كار نيك، و مساعدت به احسان و تقوي به شمار مي آيد. علاوه بر آنكه عاريه دادن هر چيزي كه مورد نياز ديگران مي باشد، پاداش آفرين و داراي فضيلت است.

يكي از پيشينيان گفته است:

«عاريه و امانت دادن كتب به ديگران، موجب خير و بركت و فزوني سرمايه هاي علمي و انساني مي گردد.»

دانشمند ديگري گفته است:

«اگر كسي از بذل علم و دانش دريغ كند و از عاريه دادن كتاب، بخل ورزد؛ به يكي از عواقب و فرجام هاي نامطلوب، دچار مي گردد:

1 - نسبت به آن علم و كتب و يا محتواي آن، گرفتار نسيان و فراموشي مي شود.

2 - و يا تا وقتي كه زنده است از اين علم و كتب، سودي نمي برد.

3 - و سود نابرده از اين كتب، مي ميرد و يا آنكه كتابهاي او از ميان مي رود.

ضمنا بايد متذكر شد كه اگر كسي به عاريه گرفتن كتاب از كسي ديگر موفق گشت بايد از عاريه دهنده - به خاطر احسانش - تشكر كند، و پاداش نيكي او را عملا و لسانا بپردازد.»

6 لزوم صيانت و اعاده سريع كتب عاريتي به صاحبان آنها

كسي كه كتابي از ديگري به امانت و عاريت مي گيرد بايد در حفظ و صيانت آن بكوشد كه مبادا تلف شود و يا عيب و نقصي در آن پديد آيد. او نبايد كتاب را حبس كرده و نگاهداري آن را طولاني سازد؛ بلكه بايد آن را پس از رفع احتياج به صاحب آن برگرداند.

و آنگاه كه نياز خويش را از كتاب برگرفت به چند دليلي كه ذيلا ياد مي شود نبايد آن را نزد خود نگاهدارد:

1 - حبس كتاب، موجب مي شود كه صاحب آن احيانا بدان نياز پيدا كند، ولي نتواند بهره

خويش را از آن برگيرد.

2 - اين كار باعث مي شود كه عاريه گيرنده كتاب در استفاده از آن دچار سستي و ملال خاطر گردد.

3 - حبس كتاب و عدم اعاده سريع آن احيانا موجب مي شود كه صاحب كتاب از عاريه دادن آن به ديگران استنكاف و دريغ نمايد.

اگر صاحب كتاب، بازگشت آن را از امانت گيرنده مطالبه كند - از آن پس - حبس و نگاهداري آن حرام مي گردد، و نيز موجب ضمان او خواهد بود. (به اين معني كه حتي اگر بدون افراط و تفريط، كتاب عاريتي از ميان برود و يا دچار نقص و عيب گردد امانت گيرنده، ضامن جبران آن مي باشد).

از بزرگان سلف، سخنان فراواني به نظم و نثر، جلب نظر مي كند كه آنها را در مقام نكوهش مماطله در رد و اعاده كتب عاريتي اظهار داشته اند.

و نيز همان بزرگان يادآور شده اند كه افراد زيادي به خاطر حبس كتاب و سهل انگاري در حفظ و صيانت آن و عدم اعاده به صاحبانش و يا مماطله در اعاده آن، از عاريه دادن كتب به ديگران امتناع ورزيدند.

7 حدود استفاده و بهره گيري از كتب عاريتي

كسي كه كتابي را - به عنوان عاريه و يا اجاره - از ديگري مي گيرد حق ندارد بدون اجازه صاحب آن، اشتباهات آن را اصلاح كند، و يا در حاشيه آن چيزي بنويسد.

و نيز مجاز نيست در جاهاي سفيد و نانوشته آن - چه در آغاز و چه در پايان صفحه - چيزي را بنگارد، مگر آنگاه كه بداند و احراز كند مالك آن به چنين كاري راضي است.

بايد نوشتن او نيز همانند نوشتن «محدث» باشد كه بايد به نوشتن بر همان جزئي كه شنيده است

اكتفاء نمايد، يعني بايد عاريه گيرنده بر حسب آنچه شنيده و به همان اندازه اي كه اجازه دارد روي كتاب عاريتي بنويسد.

عاريه گيرنده نبايد كتاب را سياه و كثيف كند، و يا آن را - بدون ضرورت - به عنوان عاريه و يا وديعه و امانت در اختيار شخص ديگري قرار دهد؛ حتي در موردي كه چنين كاري شرعا جائز مي باشد. او همچنين حق ندارد بدون اجازه صاحب آن، از روي كتاب نسخه برداري كند؛ زيرا استنساخ از كتاب، يك نوع بهره برداري و استفاده ديگري است كه با بهره برداري از كتاب به عنوان مطالعه، فرق دارد و از آن، سنگين تر و فزون تر است.

اگر كتابي به صورت «وقف عام» باشد و بهره برداري از آن براي افراد مشخصي محدود نباشد، نسخه برداري از آن - براي كسي كه نگاهداري كتاب وقفي و انتفاع و استفاده از آن براي وي جائز باشد - بلامانع است. البته بايد اين استنساخ توام با حزم و احتياط انجام گيرد.

و اگر ناظر كتاب وقفي و يا كسي كه از طرف ناظر، ماذون و مجاز است داراي اهليت اصلاح كتاب باشد مي تواند آن را اصلاح كند؛ بلكه مي توان گفت گاهي چنين اصلاحاتي به سر حد وجوب مي رسد.

و چنانچه كتاب داراي ناظر خاصي نباشد، حق نظارت بر آن، با حاكم شرع خواهد بود.

آنگاه كه عاريه گيرنده با اجازه صاحب كتاب و يا ناظر، در صدد استنساخ كتاب بر مي آيد، نبايد (از كتاب عاريتي به عنوان زيردستي استفاده كند و) كاغذ را در ميان صفحات آن قرار دهد، و نيز حق ندارد قلمدان را روي آن بگذارد و روي نوشته هاي كتاب،

خط بكشد.

و بطور خلاصه: بايد كتاب را از هر گونه ضايعه - كه ناشي از مسامحه و سهل انگاري و كوتاهي ورزيدن در نگاهداري آن است - حفظ و صيانت كند.

كيفيت نگاهداري و صيانت كتب ديگران با كيفيت نگاهداري كتبي كه ملك شخصي است تفاوت دارد؛ زيرا نوعي از تصرفاتي وجود دارد كه درباره كتب ملكي، جائز و روا مي باشد؛ ولي همان تصرفات در مورد كتب عاريتي و امانتي روا نيست؛ به ويژه در مورد كساني كه در امر نگاهداري كتب، سهل انگار هستند؛ چون بسياري از مردم بيحال و سردمزاج در مورد كتابهاي خود تصرفات و روش هائي تحقيرآميز و نامناسب در پيش مي گيرند (و از كتابهاي شخصي به گونه اي بهره كشي مي كنند) كه در مورد كتاب هاي امانتي و عاريتي، اعمال چنين روش هائي به هيچ وجه روا نمي باشد.

8 دقت در نگاهداري كتاب به هنگام مطالعه و استنساخ

هنگام نسخه برداري از كتاب و يا مطالعه آن، نبايد آن را به صورت باز و گسترده بر روي زمين قرار دهد؛ بلكه موظف است - به همان صورتي كه معمول و متداول مي باشد - آن را ميان دو كتاب و يا روي ميز مخصوص به كتاب، يعني «رحل» بگذارد تا رشته ها و پيوندهاي اوراق آن از هم گسيخته نشود و جلد و برگهاي آن سائيده و فرسوده و پاره نگردد.

9 كيفيت چيدن كتب و ترتيب آنها

وقتي كه مي خواهد كتاب را در كنار كتب ديگر قرار دهد و آنها را پهلوي هم بچيند بايد اين كار را روي ميز و يا تخته چوب و يا تخت بند و امثال آن بگذارد. بهتر است ميان كتب و زمين فاصله اي وجود داشته باشد و آنها را در جائي مرتفع تر از زمين بگذارد تا دچار رطوبت و آبديدگي و سائيدگي نشود.

اگر مي خواهد كتاب ها را روي تخته چوب مرتب سازد بايد زير و روي آن با عائقي صاف پوشانده شود، و نيز بايد ميان كتاب و چيزي كه ممكن است احيانا بدان صدمه اي وارد سازد و همچنين ميان كتاب و تكيه گاه آن، ديواره و مانند آن، قرار دهد كه موجب فرسايش و سائيدگي كتاب نگردد.

لازم است در امر چيدن و نهادن كتب، ادب و نزاكت را از لحاظ ارزش و حيثيت علوم و شرف آنها و شرف مصنفان و مؤلفان آنها، رعايت كند. بنابراين بايد ارزشمندترين و شريف ترين كتاب را بر روي همه كتابها قرار داده، و بقيه كتب را بر حسب ارزش و اهميت مذكور، به تدريج بر روي هم بچيند.

اگر در ميان كتب، قرآن كريم وجود داشته باشد بايد

آن را بر فراز همه كتب و بر تارك تمام آنها قرار دهد؛ ولي بهتر است قرآن كريم را در كيف دسته دار بر ميخ آهنين و يا هر نوع ميخي كه بر روي ديوار طاهر كوبيده شده است بياويزد؛ و به ترتيبي كه در زير ياد مي شود كتابهاي ديگر را بچيند:

كتب حديث صرف، (يعني كتبي كه صرفا سخنان معصومين (عليهم السلام) در آن نگارش شده است) ، تفسير قرآن مجيد، شرح و تفسير حديث، اصول دين و اعتقادات، اصول فقه، فقه، قواعد و دستور زبان عربي (صرف و نحو و معاني و بيان و و).

ضمنا بايد دانست كه نبايد كتابهاي داراي قطع بزرگ و پرحجم را بر روي كتابهاي داراي قطع كوچك تر قرار دهد تا مرتبا فرو نيفتند.

و نيز نبايد دريچه جلد كتاب را - كه متصل به جلد طرف چپ مي باشد و روي كتاب را مي پوشاند - مرتب به منظور نشانه گذاري، در ميان اوراق كتاب جا دهد؛ چون زياده روي در اين كار، موجب سرعت فرسايش و شكنندگي كتاب مي گردد، و لذا لازم است براي جلوگيري از چنين فرسايشي، در اين كار، زياده روي نشود.

شايسته است نام و عنوان كتاب را در كنار آخر صفحات، از پائين آن بنويسد. فائده چنين كاري آنست كه مي تواند به هنگام نياز، كتاب مورد نظر را شناسائي كرده و آن را از لابلاي كتابهاي ديگر بيرون بكشد.

10 نبايد كتاب را دست افزار حوائج روزمره قرار داده، و به آن صدمه اي وارد ساخت

(براي اينكه به كتاب، صدمه اي وارد نشود) نبايد آن را مخزن و جايگاه ذخيره جزوه ها و كاغذ پاره ها و امثال آنها قرار داده و لابلاي آن را با اين گونه چيزها انباشته نمود.

و نيز نبايد از كتاب به

عنوان: مخده، بادزن، ابزار كوبيدن و فشردن، پشتي، محل اتكاء، متكا، قتلگاه كك و حشرات ديگر و امثال آنها بهره برداري كرد؛ به ويژه بايد سعي نمود كه لابلاي اوراق كتاب از رهگذر كشتن حشرات، آلوده نگردد.

نبايد حاشيه كتاب و دو گوشه اوراق آن را تا نمود، و براي نشانه گذاري از خرده چوب و يا چيزهاي خشك و زمخت استفاده كرد؛ بلكه بايد با كاغذي لطيف و نازك، محل مورد نظر را نشانه گذاري نمود.

و چنانچه بخواهد محل مورد نظرش را با ناخن، مشخص سازد نبايد آن را به شدت روي اوراق كتاب بفشارد.

11 بايد كتب خريداري شده را - به منظور اطمينان به صحت و تماميت آن - بازبيني و وارسي كرد

آنگاه كه كسي، كتابي را به عاريت گرفت شايسته است به هنگام گرفتن و نيز هنگام اعاده، آن را با دقت نگاه كرده و در شناسائي آن اهمال ننمود.

و نيز وقتي كتابي را خريداري مي كند بايد آغاز و انجام و ميانه ها و ترتيب ابواب و اجزاء اوراق آن را وارسي نمود و صفحات آن را بازبيني كرد، و بالاخره صحت و درستي (و كمال و تماميت) آن را معاينه نمود و بدان اهتمام ورزيد.

يكي از طرقي كه مي تواند - به هنگام ضيق مجال و فرصت انسان براي بازرسي كتاب - در جهت اطمينان نسبي نسبت به صحت و كامل بودن كتاب، آدمي را ياري دهد، وجود پيوستها و اصلاحات موجود در خود كتاب است؛ چون وجود همين پيوستها و اصلاحات، نمايانگر و شاهد و گواه بر صحت و تماميت آن مي.باش (487)

يكي از بزرگان گفته است:

لايضيء الكتاب حتي يظلم:

كتاب نمي تواند درون خود را از لحاظ صحت و تماميت، بنماياند و روشنگر درستي و كمال خود باشد مگر آنگاه كه از

رهگذر اصلاح و الحاق، دچار تيرگي گردد (و يا از راه اصلاح و الحاق، بر آن ستم رود و به حدود نوشته ها تجاوز شود).

منظور اين است كه انسان با مشاهده حك و اصلاح و تصرف در نوشته ها نسبة مطمئن مي گردد كه از طريق «ضرب و كشط و الحاق» (488) ، كوششهائي در جهت اصلاح و تكميل آن انجام گرفته است.

12 بايد نگارش نام خداوند متعال و پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و ائمه (عليهم السلام) و بزرگان دين (رضوان الله عليهم) ، با تجليل و احترام از آنها توام باشد.

بهتر است انسان به هنگام نگارش و استنساخ كتب ديني، طاهر و رو به قبله بوده، و بدن و جامه و مركب و كاغذ (و ساير نوشت افزارهاي ديگر) ، پاك و طاهر باشند، و نبشتار خود را با نام خداي مهربان و سپاس و ستايش او، و درود بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و خاندانش (عليهم السلام) آغاز كند. به عنوان نمونه:

نبشتار خود را با عبارات زير افتتاح نمايد:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلوة و السلام علي رسوله محمد و آله الطاهرين.»

بايد استنساخ كننده كتاب با چنان جمله هائي، كار خود را شروع كند؛ اگرچه مؤلف كتاب، اين جمله ها را در آغاز كتاب خود نياورده باشد. در چنين صورتي بايد استنساخ كننده كتاب، مراتب را اعلام نمايد و هشدار دهد كه مؤلف در كتاب خود، چنين جمله هائي را به كار نبرده است. به عبارت ديگر: بايد استنساخ كننده كتاب - پس از نوشتن نام خداوند متعال و ستايش او، و درود بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و ائمه (عليهم السلام) - بنويسد:

«مؤلف يا استاد، چنين گفته و يا نوشته است.»

و بالاخره بدين ترتيب، يادآور گردد كه مؤلف كتاب، «بسمله

و حمدله» را در كتاب خود نياورده است.

و بدينسان نيز بايد با ستايش و سپاس خداوند متعال و درود بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و درود بر خاندانش، نگارش و يا استنساخ كتاب را پايان برد.

و البته بايد اين كار را - پس از آنكه كيفيت و كميت تمام بودن و يا ناتمام بودن مجلدات و اجزاء كتاب را اعلام كرد - انجام دهد. به اين معني كه قبل از نگارش «حمدله و صلوة» - در صورتي كه كتاب به پايان خود نرسيده باشد - چنين بنويسد:

«اين است پايان جزء فلان، و پس از آن جزء فلان، نگارش خواهد شد.»

و سپس بنويسد:

«الحمد لله … و الصلوة ….»

و اگر كتاب، به پايان كامل خود رسيده باشد بايد بنويسد:

«كتاب، كامل گشت» و يا «جزء فلان از كتاب، به پايان رسيد، و با كامل شدن اين جزو، مجموع كتاب، كامل گرديده و به پايان خود رسيده است» ؛ سپس بنويسد:

«الحمدلله، و الصلوة ….»

و امثال اين گونه يادداشتها كه متضمن فوائد فراواني مي باشد.

در هر جا كه نام خداوند متعال را مي نگارد بايد به دنبال آن، عباراتي را بنويسد كه حاكي از تعظيم و احترام است، امثال: «تعالي»، «سبحانه»، «عز و جل»، «تقدس» و مانند آنها.

و يا شايسته است هنگام نگارش نام خداوند متعال، اين اوصاف احترام آميز را به زبان آورد.

و آنگاه كه اسم مبارك پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) را مي نگارد، «صلوة و سلام»، يعني درود و تحيات خداوند بر او و خاندانش را پس از آن بنويسد، مثلا بدين صورت: «صلي الله عليه و آله و سلم.»

و همين

«صلوة و سلام» را - علاوه بر نگارش - به زبان آورد.

در مسئله نگارش «صلوة و سلام»، فشرده نويسي نكند و آن را به رمز ننگارد، و از اينكه ناگزير مي گردد كه «صلوة و سلام» را بارها و مكرر بنويسد آزرده خاطر و ملول نشود؛ اگر چه ناچار باشد اين «صلوة و سلام» را - به خاطر تكرار نام آن حضرت در يك سطر - مكررا بنگارد. چنانكه عده اي از افراد محروم و بي بهره، يا محررين متخلف، در «صلوة و سلام» و درود بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) به فشرده نويسي پناه مي آورند، مثلا مي نويسند:

«صلعم»، «صلم»، «صم»، «ص -» و «صلسم» (489) كه چنين كاري بايد به عنوان «ترك اولي» و شانه خالي كردن از زير بار تكليف و وظيفه اي شايسته، و مغاير با نصوص دين (490) تلقي كرد.

حتي يكي از دانشمندان گفته است:

«نخستين كسي كه «صلعم» نوشت، سرانجام، دستش از بدنش جدا گشت.»

كمترين نتيجه و عاقبت سوئي كه از رهگذر اهمال در تكميل و تفصيل درود بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) - به هنگام نگارش نام آن حضرت - عارض انسان مي گردد عبارت از: دست دادن پاداش عظيمي است كه فقط ممكن است از طريق نگارش درود و «صلوة و سلام» تفصيلي بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) عائد او.شو (491)

از رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده است كه فرمود:

«اگر كسي در نبشتاري (كه نام من در آن ياد مي شود) بر من درود فرستد (و آن درود را در پي نام من بنگارد)

فرشتگان الهي - مادامي كه نام من در آن نبشتار، باقي است - همواره از خداوند متعال براي او طلب مغفرت مي نمايند.» (492)

كاتب و نويسنده - آنگاه كه در نوشته خود به نام يكي از صحابه و بخصوص، صحابه برجسته و بزرگوار پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) مي رسد - بايد به دنبال آن، عباراتي از قبيل: «رضي الله عنه = خداي از او راضي باشد»، «رضوان الله عليه = رضاي خدا بر او باد» را بنويسد.

و چنانچه به نام يكي از بزرگان سلف رسيد بايد در پي آن بنويسد:

«رحمة الله = خداي او را رحمت كناد»، «تغمده الله برحمته = خداي، او را زير پوشش رحمت خويش قرار دهاد» ؛ و امثال اين گونه عبارات (را كه نمايانگر تجليل و احترام و دعاء نسبت به كسي است كه نويسنده، نام او را در نبشتار خود ياد مي كند).

رسم و عادت علماء و بزرگان ديني بر آن بوده است كه «صلوة و سلام» را به دنبال نام هر يك از انبياء و پيامبران «صلوات الله و سلامه عليهم اجمعين»، و «سلام» را در پي نام هر يك از ائمه «عليهم السلام» مي نگاشتند. اگرچه تخلف از اين قاعده و رسم معمول، جائز و روا است.

و حتي جائز است «صلوة» را به دنبال نام هر فرد مؤمن و متديني، نگاشته و يا بر زبان آورد؛ چنانكه قرآن و حديث نيز اين مسئله را تاييد مي كند.

بايد نگارش عبارات ستايش آميز را به دنبال اسامي اين برجستگان، به عنوان دعائي تلقي كرد كه بايد كاتب و نويسنده، آن را انشاء كرده و در پي اين اسامي بياورد،

و نبايد اين عبارات را به عنوان سخني برشمرد كه بايد نويسنده، آن را از يك اصلي روايت مي كند. بنابراين، كاتب و نويسنده در نوشتن اين عبارات، نيازي به مشاهده آن در كتاب مورد استنساخ ندارد، و نيز اداء اين وظيفه هيچ ارتباطي با طرز نوشته مؤلف كتاب ندارد؛ بلكه بايد كاتب و نويسنده احساس وظيفه كند كه بايد اين گونه تعابير ستايش آميز را در پي نامهاي مذكور بنگارد، اگر چه در نسخه اصل و يا سخناني كه شنيده، چنين تعابيري را نيابد.

اگر استنساخ كننده كتاب، امثال اين گونه تعابير تجليل آميز را در پي اين اسامي - ضمن روايت و حديث و يا در نسخه اصل مصنف و مؤلف - مشاهده كرد، اقدام او به نگارش آنها داراي اهميت و ضرورت فزونتري خواهد بود.

نظريه فوق - كه بايد پس از نگارش اسامي مذكور، كتبا و شفاها از آنها تجليل كرد) - نظريه اي است كه بر ساير نظريه هاي ديگر رجحان دارد؛ و اكثر دانشمندان نيز همين رأي و نظريه را تاييد و انتخاب كرده اند. ولي گروهي از علماء معتقدند كه مي توان اين عبارات تجليل آميز را - در صورتي كه آنها را نويسنده و يا استنساخ كننده بر زبان آورده باشد - از نبشتار حذف كرد.

رويهمرفته بهتر است «سلام» را توام با «صلوة» بدنبال نام گرامي پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) چه در گفتار و چه در نبشتار، ياد نمود (يعني بدنبال نام شريفش بايد گفت و يا نوشت: «صلي الله عليه و آله و سلم») تا نگارش او بر طبق آيه اي باشد كه مي فرمايد:

«ان الله و ملائكته يصلون علي

النبي، يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما» (493)

(خداوند متعال و فرشتگان، بر پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) درود مي فرستند. شما مؤمنان، صلوة و سلام خود را بر آن حضرت نثار كنيد).

اگر نويسنده به «صلوة» تنها اكتفاء كند و «سلام» را ننويسد مانعي ندارد.

13 نبايد نويسنده، اهتمام خويش را به حسن خط محدود سازد؛ بلكه بايد روشن و خوانا بنويسد

دانشجوئي كه سرگرم تحصيل و اندوختن ذخائر علمي است نبايد به خاطر حسن خط و زيبا نوشتن - در حين استنساخ و يا تاليف كتاب - خويشتن را به رنج و زحمت واداشته و همه قواي خود را در اين جهت مصروف سازد؛ بلكه بايد به صحت و خوانا بودن و يا تصحيح آن اهميت دهد.

نگارنده هر نوشته اي بايد از «تعليق» در نگارش سخت بپرهيزد، تعليق عبارت از آميختن حروفي است كه بايد به صورت گسسته از هم و جداي از حروف ديگر نگارش يابد.

و نيز از «مشق» بپرهيزد، و آن عبارت از سرعت در نگارش و تندنويسي است كه با لغزش و افتادگي حروف، توام است.

يكي از دانشمندان مي گويد:

معيار ارزش و سنجش خط و نگاره هر كسي عبارت از سهولت قرائت، و به اصطلاح: خوانا بودن آنست. بهترين قرائت عبارت از قرائتي است كه كاملا آشكار و روشن باشد، چنانكه بهترين خط و نگاره عبارت از نگاره اي است كه حروف و كلمات آن كاملا پديدار و روشن و خوانا باشد.

شايسته است كه كاتب از ريزنويسي و نازك نگاري در نگارش كتاب و حتي در نگارش هرگونه نوشته هاي ديگر خودداري كند؛ چون از چنين شيوه اي، هيچ بهره اي عائد او نخواهد شد، يا آنكه بهره كاملي براي كساني كه دچار ضعف باصره و بينائي هستند به

ارمغان نخواهد آورد.

و نيز احيانا ممكن است چنين شيوه اي در نگارش، قوه بينائي نويسنده را از اين پس ضعيف ساخته و خود نتواند از نوشته خويش بهره مند گردد.

يكي از پيشينيان به نويسنده اي - كه همين شيوه را در نگارش پيش گرفته و بسيار نازك و ريز مي نوشت - گفته بود:

چنين مكن؛ زيرا اين روش به چيزي كه بدان نياز فزونتري داري خيانت مي كند و براي تو زيانبار است.

دانشمندي ديگر گفته است:

به گونه اي بنويس كه به هنگام نياز، به كار تو آيد و ترا سودمند افتد؛ طوري ننويس كه به هنگام نياز و حاجت - يعني در بزرگسالي و به گاه ضعف قوه بينائي - سودي از آن عائد تو نگردد (494)

همه اين رهنمودها در امر نگارش، مربوط به غير مسوده ها و سياهه هاي نوشته مصنفان كتب است، (يعني درباره مسوده ها، رعايت اين ضوابط، ضروري نيست) ؛ زيرا دقت و تأمل مصنفان در شيوه نگارش مسوده كتاب، موجب از دست رفتن بسياري از اغراض و فوائدي مي گردد كه اين اغراض از مسئله خط و خوشنويسي، بسيار مهمتر و پرارزش تر مي باشد. به همين جهت است كه مي بينيم خواندن مسوده ها و چرك نوشت هاي مصنفان كتب، بسيار دشوار بوده و حروف و كلمات اين نوشته ها - به علت سرعت در نگارش و اشتغال فكري و توغل در محتواي علمي نوشته ها - به هم آميخته شده و در هم فرورفته است (به طوري كه تشخيص و بازيافتن آنها سخت ناهموار است).

14 كيفيت انتخاب و آماده ساختن قلم براي نگارش

علماء و دانشمندان چنين نظر داده اند كه نبايد قلم آنچنان سخت و سفت باشد كه مانع سرعت عبور آن از روي كاغذ گشته و از رواني باز ماند،

و نه آنچنان سست و قابل انعطاف و نرم باشد كه به سرعت سائيده شده و از كار افتد و از نوشتن لنگ ماند.

يكي از بزرگان گفته است:

«اگر مي خواهي خط و نگاره تو، خوش و زيبا گردد، خانه قلم (يعني از مبداء تراش تا زبان و نوك آن را) بلند و درشت گردان.

و نوك و زبان آن را اندكي متمايل به راست قطع كن.» (495)

بايد چاقو و قلمتراشي كه براي تراشيدن قلم و نيز چاقوئي - كه براي كشط و حك و محو كردن نوشته هاي كاغذ از آن استفاده مي شود - كاملا تيز و برا بوده و اختصاصا براي تراشيدن قلم و يا براي «كَشط» به كار رود:

لذا نبايد از چنين چاقوها براي كارهاي ديگر استفاده نمود.

وسيله اي كه قلم را روي آن، نوك زني مي كنند و يا شكافي در آن به منظور سهولت نگارش ايجاد مي نمايند بايد سفت و سخت (و صاف) باشد.

در اين باره، بزرگان علم، قلم ني ايراني را كه سخت خشك مي باشد، و نيز آبنوس سفت و براق را براي نگارش مي ستودند.

15 شيوه نگارش حروف و كلمات

بجا و شايسته است كه حروف را بريده و ناقص و ناتمام ننويسد، و آنها را مبهم و مشتبه و همانند يكديگر نگارش نكند؛ بلكه لازم است حق هر حرفي را از لحاظ طرز نگارش، اداء نموده و آدابي را كه درباره كتابت حروف وارد شده است مراعات نمايد:

از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده است كه به يكي از نويسندگان خود فرمود:

«ليقه را در دوات قرار ده، و قلم را كج و منحرف نگاهدار، و يا نوك آن را اندكي منحرف قط كن، و

باء «بسم الله» را برافراز و آن را كشيده و بلند بنگار، دندانه هاي سين را مشخص و روشن بنويس، و ميم را كور و توپر و زشت ننويس، و «الله» را نيكو و زيبا بنگار، و «رحمن» را كشيده، و «رحيم» را خوش بنگار. (پس از فراغ از نگارش) ، قلم را روي گوش چپ خود قرار ده؛ زيرا اينكار بهتر مي تواند ترا به قلم دسترسي داده و بدان يادآورت گردد.» (496)

از زيد بن ثابت است كه گفت رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«آنگاه كه مي خواهي «بسم الله الرحمن الرحيم» را بنگاري، سين را واضح و دندانه هاي آن را روشن بنويس.» (497)

ابن عباس گويد رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«باء بسم الله را به «ميم» نپيوند و بدان نكشان، مگر آنگاه كه دندانه هاي سين را بلند و برافراشته بنويسي.» (498)

انس ميگويد رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«چنانچه كسي «بسم الله الرحمن الرحيم» را بنويسد، بايد «الرحمن» را كشيده بنگار» (499)

همان انس گفته است رسول گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«اگر كسي «بسم الله الرحمن الرحيم» را بنگارد و آن را به منظور تجليل از خداوند متعال، با خط خوش و زيبا بنويسد، خداي متعال او را مورد رحمت و مغفرت خويش قرار مي دهد.» (500)

از اميرالمؤمنين (عليه السلام) است كه فرمود:

«مردي در (خوش نگاري) «بسم الله الرحمن الرحيم» اظهار اشتياق كرد و بدان اهتمام ورزيد و مورد آمرزش الهي قرار گرفت» (501)

«جابر (بن عبدالله انصاري) گويد، رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«آنگاه كه يكي از شما

چيزي نوشته باشد بايد بر آن خاك افشاني كند» (و رطوبت مركب آن را بدينوسيله بخشكاند) ؛ چون اين كار از لحاظ حفظ خط و نگاره، موفقيت آميزتر و به هدف، نزديك تر است» (502)

16 پيوسته نگاري كلمات وابسته بهم

علماء و دانشمندان در مورد اسماء و عناويني كه به «الله» اضافه مي شود، ايجاد فاصله ميان مضاف «الله» و خود «الله» را در نگارش، مكروه و ناخوش آيند مي دانند، مانند «عبدالله» و «رسول الله.» بنابراين نبايد «عبد» و يا «رسول» را در پايان سطر، و «الله» را پس از آن در آغاز سطر بعدي نوشت؛ چون اين طرز نگارش، صورت و وضع زشت و ناموزوني را در نوشته به وجود مي آورد.

اينكه علماء چنين روشي را در نگارش، مكروه مي دانند، كراهت آن، نه منظور تنزيه است. (به عبارت ديگر: ايجاد فاصله ميان «الله» و مضاف آن، كاري است كه مانع از انجام يافتن كار پاكيزه تر از آن مي باشد و نهيي كه درباره آن وارد شده است، نهيي تكليفي و الزام آور نيست؛ بلكه صرفا در جهت انجام كار نيكو و پاكيزه تري، چنين نهيي وارد شده است).

نامهاي پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و صحابه و ياران او و ساير مردم نيز مشمول همين قاعده مي باشند كه نبايد ميان مضاف و مضاف اليه - در مورد نامهاي مذكور - چنان فاصله اي در نگارش به وجود آيد؛ چون ممكن است ايجاد اين فاصله، موهم خلل و موجب اشكال و پيچيدگي در مفهوم آنها گردد.

به عنوان نمونه:

«عبارت ساب النبي، كافر = ناسزاگوينده پيامبر، كافر است» را نبايد به گونه اي نوشت كه كلمه «ساب» در پايان سطر، و «النبي، كافر»

در آغاز سطر بعدي قرار گيرد. (مسلما چنين گونه نگارشي، سخت ناپسند و زشت مي باشد؛ زيرا ممكن است كسي پايان سطر قبلي، يعني كلمه «ساب» را نبيند و خواندن خود را از آغاز سطر بعدي يعني «النبي، كافر» شروع كند كه قهرا اين جمله - منهاي مضاف آن يعني «ساب» -، مفهومي نادرست و غيرمشروعي را ارائه مي نمايد).

بايد گفت كه كراهت ايجاد فاصله، منحصر به متضايفين يعني مضاف و مضاف اليه نيست؛ بلكه اين كراهت شامل هر نوع ايجاد فاصله اي است كه جدائي ميان كلمات، مفهوم زشت و نادرستي را احيانا القاء مي نمايد.

همچنين علماء، ايجاد فاصله ميان اجزاء كلمه را نيز مكروه و ناپسند مي دانند، به اين معني كه قسمتي از كلمه در پايان سطر، و قسمت باقيمانده آن در آغاز سطر بعدي نوشته شود.

17 اطمينان به صحت نوشتار از طريق مقابله آن با نسخه مورد اعتماد

لازم است نويسنده و استنساخ كننده، نوشته خود را با اصل صحيح و مورد اعتماد، مقابله كند. مهمترين نسخه اصل همان نسخه ايست كه در اختيار مؤلف و از آن او و با او بوده است.

و در درجه دوم، نسخه اي است كه در دست ديگران قرار داشته؛ ولي از روي نسخه اصل خط مؤلف تحرير شده است.

و پس از آن، نوبت به نسخه اي مي رسد كه با نسخه اصل مقابله شده و خط خود مؤلف نيز در تاييد آن بر آن نگاشته شده است. در مرحله آخر و واپسين، نوبت به نسخه اي مي رسد كه با نسخه غير اصلي مقابله شده؛ لكن نسخه اي درست است كه فاقد خط مؤلف در تاييد آن مي باشد.

و چون هدف نهائي مقابله، اين است كه نوشته ها مطابق با نسخه اصل مصنف باشد (اين هدف را مي توان از

راه مقابله با هر نوع نسخه صحيح و مورد اعتماد، برآورده ساخت).

بطور خلاصه: مقابله كتاب و هر نوع نوشته اي - كه منظور از آن، استفاده و بهره برداري علمي به هر نحوي است - بايد به گونه اي باشد كه اين مقابله، موجب صحت و درستي ويژه اي در نوشته گردد. بنابراين شايسته است كه هر كاتب و نويسنده اي در مسئله كتاب و كتابت، اهتمام و عنايت فزونتري را مبذول داشته و از بذل سعي و كوشش در اين راه دريغ نورزد.

يكي از پيشينيان به فرزندش گفت:

آيا فلان كتاب را نوشتي؟ گفت:

آري. پرسيد آيا آن را (با نسخه اصل و يا نسخه مورد اعتماد) مقابله نمودي و بر آن عرضه كردي؟ فرزند، جواب منفي داد و گفت:

نه. پدر به او خطاب كرد:

پس چرا مي نويسي، (يعني به چه مجوزي دست اندر كار نگارش هستي و به كار نگارش خود ادامه مي دهي، در حالي كه از مقابله آن با نسخه مورد اعتماد، كوتاهي مي نمائي؟).

اخفش گفته است:

هرگاه كتابي استنساخ گردد و با نسخه اصل و يا نسخه مورد اعتماد، مقابله و مطابقت نشود، و پس از آن از روي همان نسخه، نسخه ديگري تحرير شود و با نسخه اصل، مقابله و بر آن عرضه نگردد، سرانجام به صورت كتابي گنگ و نامفهوم درمي آيد.

خليل بن احمد، پيش از اخفش همين نكته را اظهار كرده بود كه اگر نبشتار و كتابي به زبان عربي، سه بار استنساخ شود و با نسخه اصل و مورد اعتماد مقابله نگردد، سرانجام زبان عربي كتاب به زبان عجمي، دگرگوني يافته و گرفتار ابهام مي شود.

(تفاوت گفتار خليل و اخفش در اين است كه) اخفش مي گويد:

حتي دوبار

استنساخ - منهاي مقابله -، موجب گنگي و نادرست شدن كتاب مي شود (در حالي كه خليل، چنين نتيجه اي را معلول سه بار نسخه برداري - منهاي مقابله - مي داند).

18 بكاربردن مشخصات املائي در مورد حروف و كلمات

اگر استنساخ كننده - از طريق مقابله نوشتار خود با نسخه مورد اعتماد - به تصحيح آن موفق گرديد بايد دست اندر كار ضبط و مشخص ساختن موارد مورد نياز شود؛ به اين معني كه حروف نقطه دار را منقوط ساخته و كلمات را اعراب گذاري كند، و موارد مشتبه را از هم بازيافته و آنها را تدارك نمايد و در صدد آن باشد كه اشتباهات و تحريفات و جابجا شدن حروف و كلمات را بيابد و آنها را جبران كند.

اما آن حروف و كلماتي - كه حتي بدون نقطه و اعراب، خواندن آنها آسان و معلوم همگان است - به نقطه و اعراب گذاري آنها وقعي ننهد؛ زيرا اگر بخواهد وقت خود را در ضبط اين گونه كلمات صرف كند، در حقيقت سرگرم كاري مي گردد كه اشتغال به غير آن سزاوارتر بوده و بايد اين كوشش او را به عنوان رنج و تعبي نازا، و تلاشي بي ثمر تلقي نمود.

چه بسا ممكن است اين كار موجب گردد كه كتاب، تناسب خود را براي انتفاع بزرگان و دانشمندان از دست بدهد، و نوشته ها تاريك و فشرده و مبهم گردد؛ لكن بايد گفت:

افراد مبتدي و تازه كار و گروه فراواني از توده مردم از نوشته هائي كه نقطه و اعراب گذاري شده است سود بهتر و فزونتري به دست مي آورند.

جميل بن دراج گفت كه امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«حديث و سخنان ما را صحيح تلفظ كنيد، و

آن را معرب و با مشخصات املائي و مشكول و درست بنويسيد و آن را اعراب گذاري نمائيد؛ زيرا ما گروهي هستيم كه از سخنان و بيانات فصيح و شيوائي برخورداريم» (503) (و گفتار ما در عين فصاحت، داراي بلاغت و رسائي در اداء مطلب، و نيز روشن مي باشد).

از جمله مواردي كه ضبط حروف و كلمات داراي اهميت ويژه اي مي باشد، موردي است - كه به خاطر كيفيت ضبط آن - اختلافي در معني و مفهوم آن پديد مي آيد، مانند حديث: ذكاة الجنين ذكاة امه (504) و همچنين ضبط اسماء و نامهائي كه ممكن است خواننده كتاب درباره آنها دچار اشتباه گردد از جمله مواردي است كه بايد در ضبط و مشخص ساختن كيفيت تلفظ آن، توجه كافي مبذول گردد؛ زيرا اين اسماء، سماعي است و منحصرا بايد تلفظ صحيح آن را از عربهاي زباندان شنيد؛ لذا بايد به ضبط آنها توجه شود، اگرچه نويسنده ناگزير گردد كه ضبط آنها را در حاشيه كتاب و در مقابل آنها بنويسد؛ زيرا اين گونه تداركات و پيشگيري ها در امر نگارش كتاب، هر خواننده را از لغزش و اشتباه در قرائت سخت بدور مي دارد، به خصوص اگر كتاب با خط ريز ريز و نازك و در عين فشردگي سطور، نگارش شود.

آنگاه كه نويسنده ناچار گردد كه ضبط كلمات را در حاشيه بياورد بايد در ذيل توضيح خود، كلمه «بيان» و يا «ن» را بنويسد (تا مطالعه كننده و يا خواننده كتاب، آن را به عنوان توضيح ضبط كلمات موجود در متن، تلقي كند، نه از اصل متن).

معمولا شيوه نگارش بر اين جاري بود كه حروف نقطه دار را با

نقطه هاي متناسب، مشخص مي ساختند.

و در مورد حروف بي نقطه - براي ارائه ضبط و مشخص ساختن آن - از طرق و شيوه هاي متنوعي استفاده مي كردند كه ذيلا گزارش مي شود:

1 - اساسا اين حروف را به همان حال و بدون نقطه برگزار مي كردند، و حذف و اهمال نقطه ها را نمايانگر ضبط آن مي دانستند؛ ولي اين شيوه و نظريه را گروهي از علماء تاييد نكردند؛ زيرا اين احتمال وجود داشت كه نويسنده - سهوا - در نقطه گذاري حروف نقطه دار، دچار اهمال شده باشد و در نتيجه، آن حروف با حروف بي نقطه اشتباه مي شد.

2 - حروف بي نقطه - به همان مقدار - كه در مورد حروف نقطه دار، از بالا نقطه گذاري مي شود - بايد از پائين؛ نقطه گذاري گردد؛ به اين معني كه در زير «را» و «دال» (ر، د) نقطه اي نوشته شود.

و در زير حرف «سين»، سه نقطه رسم كنند:

(س).

و به همين منوال ساير حروف بي نقطه از زير نقطه گذاري گردد. ولي پيشينيان، حرف «حاء» را از اين قاعده مستثني مي دانستند و حتي در زير آن نيز نقطه اي رسم نمي كردند تا مبادا با حرف «جيم» اشتباه شود.

3 - حروف بي نقطه، همانند همان حرفي كه به طور پيوسته و متصل به حروف ديگر، نگارش يافته است آن را گسسته و به صورت تك حرفي نيز بنگارند.

و بهتر اين است كه اين تك حرفي ها، ريزتر از آن و در زير همان حروف اصلي نوشته شود.

4 - بر روي حرف بي نقطه، شكل كوچكي همانند هلال «^» رسم كنند و يا مانند ناخن و ريزه قلمي كه به پشت افتاده (*****) علامتي

بنگارند، مثلا حرف «راء» را بدين صورت «*****» و يا بصورت «*****» بنويسند.

5 - و يا آنكه روي حروف بي نقطه، خط افقي كوچكي رسم نمايند. مثلا حرف عين را بدين صورت «ع ع» بنويسند؛ چنانكه همين شيوه نگارش در بسياري از نبشتارهاي كهن، معمول بوده است؛ لكن به علت آنكه چنين نشانه اي، بسيار ظريف و نازك و غير جلي رسم مي شد توجه خواننده را به خود جلب نمي كرد. از جمله نكاتي كه بايد در ضبط و ربط حروف از لحاظ شيوه نگارش مورد توجه قرار گيرد اين است كه بهتر است در درون حرف «كاف معلقه» (505) كاف كوچك و يا همزه بدين صورت «*****» بنويسند، و نيز در ميان حرف «لام» لام كوچكي به اين شكل «*****» رسم كنند.

19 نكاتي كه بايد پس از تصحيح كتاب رعايت گردد = تدارك اشتباهات

شايسته است كه آن مقدار از كتاب را كه تصحيح كرده و به ضبط آنها اقدام نموده است - به منظور اينكه چون ممكن است احيانا به هنگام مطالعه كتاب، مورد شك و ترديد واقع شود و يا شبهه و احتمال شك در آن راه دارد - با حروف ريزتر، تصحيح آنها را اعلام كند، به اين معني كه با قلمي ريزتر و كوچكتر، حرف «ح» را بنويسد.

و يا اگر به هنگام تاليف و استنساخ كتاب، با خطاء و اشتباهي در كتاب مواجه شد روي كلمه و يا عبارت مورد نظر با قلم ريز، «كذا» ي كوچكي را نوشته و واژه و يا عبارت صحيح را - در صورتي كه با علم و تحقيق توام باشد - در حاشيه چنين بنويسد:

«صوابه كذا.»

و اگر بر مبناي احتمال قوي و گمان نزديك به يقين، به واژه

و عبارت صحيح دست يابد، بايد آن را در حاشيه نوشته و در پي آن با حروف ريز: «لعله كذا = شايد بدين صورت باشد» را بنگارد.

و در صورتي كه صحت و عدم صحت آن، مشكوك و مشكل به نظر آيد، و مبني و علت صحت آن بر نويسنده روشن نباشد بايد به جاي كلمه «صح»، سر حرف «صاد» را بدين صورت «ص -» در پايان آن رسم نمايد. بعضي گفته اند كه اگر سر حرف «ضاد» يعني «ض -» و جاي «ص -» در چنين مواردي بنويسد، بهتر است؛ و اين رمز يعني «ض -»، خلاصه و فشرده كلمه «ضبة» مي باشد.

بايد نشانه و رمز مذكور «ص -» و يا «ض -» را - (كه حاكي از عدم علم به صحت كلمه و يا عبارات مورد نظر مي باشد) - با حفظ فاصله اي از اصل كلمه موجود در متن بنويسد تا احتمالا موجب اعراض خواننده از كلمه موجود در متن نگردد و آن را به عنوان «ضرب» و امثال آن تلقي نكند. اگر نويسنده و يا شخص ديگري پس از تحقيق و بررسي لازم، واژه و كلمه صحيح را به دست آورد و ملاحظه كرد كه تصحيح او به همان صورت، درست بوده است به دنبال نشانه «ص -» حرف «حا» را اضافه كند تا به صورت «صح» درآيد (و در نتيجه، مطالعه كنندگان با اطمينان خاطر به صحت آن اعتماد نمايند).

مي گويند:

رمز و نشانه «ض - = ضبة» براي ارائه صحت ناتمام و نيمه كاره كلمه و عبارت، و نمايانگر اين نكته مي باشد كه هنوز صحت كلمه و عباراتي كه اين رمز بر روي آن نگاشته

شده است، محقق و كامل نشده است؛ اگرچه نويسنده، درست نقل و منعكس كرده و در مقابله آن كوتاهي نورزيده باشد.

و بالاخره رمز مذكور بدين منظور به كار مي رود تا مطالعه كننده و خواننده را هشداري باشد كه نويسنده كتاب در نقل و نگارش آن، دقت و هوشياري خود را به كار برده و از امعان نظر دريغ نكرده است.

و اين گمان در خواننده به وجود نيايد كه آن كلمه و يا آن عبارت تصحيح شده، غلط و اشتباه بوده و در صدد اصلاح و دگرگوني آن برآيد.

برخي از نويسندگان و مصححان؛ بي باكانه و به گونه اي جسارت آميز و بدون حزم و احتياط، كلمه اي را - كه حق و صواب در آنست كه به همان صورت اول، حفظ و ابقاء گردد - به تصحيح آن دست مي يازند، و براي نشان دادن منظور خود از رمز و نشانه «ضبة» استفاده مي كنند، از آن نظر كه كار آنها همانند «ضبة الاناء = لحيم كاري و ترميم ظروف» مي باشد (و مي خواهند بفهمانند كه با دستكاري خود، خلل و يا نقائص را از پيش خود ترميم و اصلاح مي نمايند). كار چنين مصححاني با كار لحيم كاران و ترميم كنندگان ظروف، داراي وجه اشتراك مي باشد كه خلل و رخنه ها را اصلاح مي نمايند.

و يا آنكه كار اين گونه نويسندگان و مصححان به منزله «ضبة الباب» است (يعني همان كلون و قفل درب و آهن پهني است كه درب را قفل مي كند) ؛ چون با چنين تصحيحي، آن كلمه در محيطي بسته و محدود مي ماند كه قرائت آن داراي وجه صحيحي نيست؛ چنانكه كلون و قفل، وسيله اي است كه براي بستن و

قفل كردن درب، مورد استفاده قرار مي گيرد.

20 راه و رسم پيراستن نوشته هاي زائد و بكاربردن عمل «ضرب» در نوشتار

اگر در كتاب، نوشته هاي زائد و اضافي و يا چيزي بي مورد و در غير جهت و نامناسب وجود داشته باشد، مصحح براي جبران و پيراستن آن مي توانند از سه شيوه استفاده كند:

1 - كشط: و آن عبارت از سلخ و كندن و تراشيدن و زدودن نوشته هاي اضافي به وسيله چاقو و قلم تراش و امثال آن از آلات تيز مي باشد. اين گونه پيرايش را «بشر» و «حك» نيز مي نامند.

در مورد شيوه هاي بعدي خواهيم ديد كه در امر پيرايش نوشته هاي زائد، نحوه هاي ديگري وجود دارد كه از شيوه «كشط» بهتر و شايسته تر مي باشد. البته به كار گرفتن روش «كشط» براي زدودن و پيراستن نقطه و اعراب اضافي و غلط و امثال آنها، كاري به سزا و درخور به نظر مي آيد.

2 - محو: و آن عبارت از پاك كردن و پيراستن و ستردن نوشته هاي زائد - بدون استعمال قلم تراش و بدون نياز به زدودن آنها به وسيله تراشيدن - مي باشد. البته به كار گرفتن اين شيوه در صورتي درست و بجا است كه پاك كردن نوشته هاي زائد - بدون نياز به تراشيدن آن - امكان پذير باشد، به اين معني كه اين نوشته ها بر روي كاغذ براق و شفاهي منعكس شده باشد، و نوشته هاي زائد نيز داراي طراوت و تازگي بوده و مركب آن هنوز در كاغذ و برگ، نفوذ نكرده باشد. اين نحوه پيراستن مطالب اضافي؛ از تراشيدن آن بهتر است؛ چون فرصت كمتري را اشغال مي كند و نيز محل نوشته و برگ كاغذ از فرسايش و تباهي مصون مي ماند يكي از چاره جوئي هاي بسيار خوب

در چنين شيوه اي آنست كه كلمه و يا عبارت اضافي با رطوبت زبان آن هم با لطافت و ظرافت، محو گردد. به همين جهت است كه برخي از پيشينيان گفته اند:

يكي از آثار مروت و جوانمردي شخص (در رابطه با نگارش و تصحيح كتاب) ، آن است كه مركب در لبها و جامه او مشاهده گردد و بدان آلوده و آغشته باشد.

3 - ضرب: اين شيوه، سومين روش براي پيراستن زوائد در نبشتار مي باشد، و از روش «كشط = تراشيدن» و «محو = پاك كردن» بهتر است، بخصوص در مورد كتب حديث، چنين شيوه اي راه چاره پسنديده اي مي باشد؛ زيرا تراشيدن و پاك كردن، موجب سستي و فرسودگي كتاب گرديده و تهمت برانگيز مي باشد، يعني نويسنده و استنساخ كننده آن را در معرض تهمت قرار مي دهد، و احيانا ممكن است موجب تباهي و خرابي كاغذ و اوراق كتاب شود.

از يكي از بزرگان نقل شده است كه مي گفت:

اساتيد برجسته، دوست نمي داشتند كسي در مجلس «سماع كتاب حديث» قلم ترش را با خود همراه داشته باشد تا مبادا كلمه اي از حديث در نبشتار، تراش خورد. علاوه بر اين مي توان گفت ممكن است همان كلمه اي كه در نبشتار آمده است - با همان گونه ضبط - در طريق نقل و روايت ديگري صحيح باشد (كه نبايد در آن دست برد).

و نيز ممكن است به هنگام «سماع كتاب حديث» در نزد استادي ديگر و در مرتبه دوم، همان كلمه اي كه در آن دستبرد به عمل آمده و تراش خورده است، در نقل و روايت ديگر، صحيح به نظر آمده و او ناگزير گردد براي باري ديگر همان كلمه را به همان

گونه اول پس از تراشيدن، دوباره نويسي كند و بدان بپيوندد.

و اگر در نقل و روايت نخست، كلمه و يا عباراتي، خط خوردگي پيدا كند و در نقل و روايت ديگر، صحيح به نظر آيد بايد براي اعاده صحت آن فقط به علامت و نشانه اي ديگر اكتفاء كند كه آن علامت، نمايانگر صحت آن مي باشد.

كيفيت عمل «ضرب» براي پيراستن اضافي و بي مورد:

درباره ضرب و كيفيت انجام آن بر روي نوشته هاي زائد، پنج نظريه به شرح زير جلب نظر مي كند:

1 - حروف و كلماتي كه بايد «ضرب» بر آنها واقع شود به هم پيوسته شود، و بر روي آن خط ممتدي رسم گردد. اهل مغرب اين شيوه را «شق» مي نامند.

و بهترين نحوه عمل در چنين موردي آن است كه خط نازك و ظريف و روشني روي آن ها رسم شود بدانگونه كه فقط مقصود و هدف نويسنده را به خواننده تفهيم كند، بنابراين نبايد برگ نبشتار را سياه و چركين كرده و به خاطر اين كار، حروف را محو و نابود سازد و باعث آن گردد كه سطرهاي زيرين، ناخوانا شود.

2 - خطي كه علامت ضرب است بر فراز حروف مورد نظر - با حفظ فاصله آن با سطر - بكشد و دو طرف اين خط ممتد را بر اولين و آخرين قسمتي كه بايد باطل شود بدين صورت ***** منحني سازد.

3 - حرف «لا» يا «من» را بالاي نخستين قسمت، و حرف «الي» را بالاي آخرين قسمت عبارات زائد بنويسيد، و اين علامت گذاري به معني آنست كه از اينجا تا آنجا ساقط و يا نادرست مي باشد. چنين روشي - براي ارائه قسمت هاي زائد در

مورد عباراتي كه در نقل و روايتي، صحيح؛ ولي در نقل و روايت ديگر، ساقط و نادرست است - روش و شيوه اي نيكو و پسنديده مي باشد، و نمودار آن، چنين است:

لا … الي

من … الي

4 - چهارمين رأي و روش انجام عمل «ضرب» اين است كه در آغاز و انجام عبارات زائد و ساقط، دو نيم دائره رسم كنند، (يعني به اصطلاح امروز، آن را در ميان پرانتز قرار دهند) بدين صورت:

(…)

در صورتي كه نوشتار زائد، داراي جائي براي رسم اين دو نيم دائره نباشد مي تواند آن دو نيم دائره (پرانتز) را در فراز آغاز و انجام همان عبارت بنويسد و محدوده عبارت ساقط و باطل را بدين صورت: (…) مشخص سازد.

5 - در آغاز و انجام عبارت مورد نظر، صفر را بدين صورت: (…) رسم كند. منظور از صفر، عبارت از دائره ريز و كوچك است، و از آن جهت آن را صفر مي نامند چون عباراتي كه ميان آن دو قرار گرفته است خالي و عاري از صحت مي باشد؛ چنانكه صفر در علم حساب و رياضيات نيز داراي چنين مفهومي است؛ زيرا اين كلمه در علم حساب بدين معني است كه محل و مورد آن، خالي و عاري از عدد مي باشد.

اگر رسم و نگارش صفر در آغاز و انجام عبارت و يا كلمه اضافي و ساقط - به علت فشرده بودن نوشته - ممكن نباشد آن را در بالاي آغاز و انجام آن بنويسد.

برخي از علماء براي انجام عمل «ضرب»، نقطه هاي متوالي و پي درپي را روي عبارات زائد مي نگارند.

اگر عبارت زائد و ساقط، از يك سطر فزونتر باشد مي توان يكي از نوشته هاي سه

گانه اخير را در مورد هر سطري به كار برد.

و يا آنكه يكي از علائم را فقط در دو طرف، يعني آغاز و انجام مجموع سطرهاي ساقط و اضافي رسم نمود.

اگر در نوشته، يك كلمه و يا چند كلمه سهوا تكرار شود بايد روي كلمه و يا كلمات مكرر بعدي، عمل ضرب انجام گيرد؛ چون كلمه و عبارت نخستين در جاي خود و نيز درست نوشته شده است؛ مگر آنكه نوشته مكرر بعدي از لحاظ صورت و فرم خط، بهتر و صحيحتر و زيباتر و يا از لحاظ خواندن، رساتر باشد.

و همچنين اگر نوشته اولي در عبارت مكرر، در پايان سطر قرار گرفته باشد انجام عمل ضرب نسبت به آن شايسته تر است؛ چون اين كار موجب صيانت آغاز سطر بعدي از عمل ضرب و دستبرد در آن مي گردد.

هرگاه كلمه مكرر، عبارت از مضاف و مضاف اليه، صفت و موصوف، معطوف و معطوف عليه، و يا مبتداء و خبر باشد بايد ضرب به كيفيتي انجام شود كه ميان آنها فاصله اي به وجود نيايد، به اين معني كه بايد ضرب روي كلمه مكرري كه در دو طرف آنها قرار دارد انجام گيرد، نه بر آن كلمه اي كه در ميان قرار گرفته است تا از رهگذر عمل ضرب، بين دو كلمه اي كه ميان آنها ارتباط و همبستگي عميق وجود دارد جدائي به وجود نيايد.

و اين شيوه بهتر از آنست كه مسئله اول يا آخر سطر بودن و يا زيبا و بهتر بودن نوشته، ملاك عمل قرار گيرد؛ ريرا رعايت معاني و مفاهيم عبارت، شايسته تر از رعايت حسن صورت از لحاظ خط و نگاره است.

چنانچه عمل ضرب

روي نبشتاري پياده شود، و نويسنده سپس متوجه گردد كه آن نبشتار، صحيح بوده است؛ و لذا در صدد اعاده صحت آن برآيد، بايد روي آغاز و انجام همان عبارت و كلمه مضروب، علامت «صح» را با قلم ريز و كوچك بنويسد، و نيز مي تواند «صح» را - در صورتي كه موجب سياهي و چركين شدن نوشته نگردد - در روي همان عبارت بطور مكرر و پي هم رسم كند.

در مواردي كه جمله و عبارت زائد و اضافي به وسيله خط ممتد و پيوسته و يا خط منفصل و گسسته و يا نقطه هاي متوالي، عمل ضرب آن ارائه مي شود (پس از توجه به صحت آن) تكرار كلمه «صح» در مورد آنها تكراري مطلوب و بجا است. ولي چنانچه عمل ضرب با نشانه گذاريهاي ديگر انجام شود، عدم تكرار آن كاري بجا و پسنديده مي باشد. بهتر اين است كه در چنين صورتي، خط و سطري كه بر اساس نشانه هاي «من»

«لا»

«الي» و نيم دائره و صفر، مضروب واقع شده است «صح» را روي آنها بنويسد.

21 كيفيت تخريج و تدارك عبارت از قلم افتاده در نبشتار

در صورتي كه نويسنده كتاب بخواهد عبارت و يا كلمه اي كه از قلم افتاده است تدارك و جبران نمايد، بايد اين تدارك و ترميم در حاشيه كتاب انجام گيرد. چنين عملي را «لحق» مي نامند و ريشه آن «لحاق» به فتح لام و به معني تدارك و به پيوست آوردن است. علت برگزار نمودن اين جبران و تدارك در حاشيه كتاب، آنست كه - برخلاف نگارش آن در ميان سطرها - باعث حفظ و سلامت نبشتار از فشردگي و تراكم مي گردد، و از نظر خواندن نيز از تيرگي و تاريكي و ابهام محفوظ

مي ماند؛ به ويژه اگر سطرها تنگ همديگر قرار گرفته و نزديك به هم و چسبيده نگارش يافته باشد.

عده اي مي گويند:

براي تدارك مطالبي كه از قلم افتاده است، نوشتن آن در حاشيه سمت راست متن، بهتر مي باشد، البته در صورتي كه چنين كاري امكان پذير باشد، به اين معني چنانچه حاشيه سمت راست كتاب داراي گنجايش كافي براي تدارك آن مطالب باشد - به خاطر شرافت سمت راست - جبران آن در اين مسير شايسته تر است. علاوه بر اين اگر احيانا مطالب از قلم افتاده ديگري به نظر رسد مي تواند عمل تخريج و تدارك را در حاشيه سمت چپ برگزار نمايد، و نيز اگر مطالبي كه نخست از قلم افتاده - در مرحله اول - در حاشيه سمت چپ تدارك شود و سپس افتادگي ديگري در همان سطر به نظر رسد و آن را نيز در همان سمت چپ تدارك نمايد اين دو مورد با هم اشتباه مي شوند.

و اگر بخواهد تخريج و تدارك هر دو مورد را در حاشيه سمت راست برگزار كند، دو تخريج در برابر و كنار يكديگر قرار مي گيرند و چه بسا به علت نزديك بودن با هم، به هم برسند و در ذهن خواننده كتاب، اين گمان و تصور را پديد آورد كه عمل ضرب در ميان دو موردي كه از قلم افتاده، انجام گرفته است؛ چنانكه در بحث از كيفيت ضرب، اين نكته را بازگو كرديم.

عليهذا اگر عمل تخريج و تدارك كلمات و عبارات از قلم افتاده در حاشيه سمت راست انجام شود، و نيز همين شيوه را ضابطه اي براي تخريج قرار دهيم، خواننده از چنان اشتباه و احتمال، مصون خواهد

بود، مگر آنگاه كه سقطات و افتادگيها در يك سطر، زياد باشد. پيدا است كه چنين وضعي در يك سطر، كمتر اتفاق مي افتد. (ولي بر فرض اينكه افتادگي ها در يك سطر، متعدد باشد، رعايت ضابطه مذكور ضرورتي ندارد).

چنانچه مطلب و كلمه اي كه از قلم افتاده است مربوط به پايان سطر باشد بايد مطلقا و بدون هيچ قيد و شرطي، عمل تخريج را در پايان همان سطر برگزار كند، زيرا در چنين وضعي هيچ خواننده اي آن را با قلم افتادگي هاي ديگر اشتباه نمي كند. البته بايد توجه داشت كه لازم است تخريج را بلافاصله و متصل به همان سطر انجام دهد؛ يعني نبايد به منظور تدارك افتادگيها، تخريج را در آغاز سطر بعدي و يا در حاشيه سمت راست برگزار كند.

ولي اگر پايان سطر - به علت نزديك بودن آن به كنار برگ و يا به علت نزديك بود آن به ته دوزي و محل صحافي كتاب - فاقد گنجايش كافي براي تخريج و تدارك باشد مي تواند هر سمت مناسب ديگري را براي عمل تخريج انتخاب نمايد. البته با حفظ اين جهت كه اگر عبارت از قلم افتاده در هر سمتي باشد عمل تخريج را در قسمت فوقاني صفحه از پائين به طرف بالا انجام دهد، نه آنكه از بالا به پائين بنويسد؛ زيرا ممكن است به تخريج و تدارك بعدي نياز پيدا كند، و محل و جاي مناسبي براي آن و در برابرش نيابد.

براي تخريج و تدارك سقطات و از قلم افتاده ها ضرورت دارد كه راس و آغاز حروف را به طرف سمت راست قرار دهد، اعم از آنكه تخريج در طرف راست نوشته اصلي و

يا در سمت چپ آن انجام گيرد.

نويسنده و مصحح كتاب بايد از قلم افتاده ها را محاسبه كرده و پيش از تدارك و نوشتن آنها - از لحاظ آنكه به چند سطر مي رسد - مقدار آن را ارزيابي كند. اگر به دو سطر و يا بيش از آن برسد بايد سطرها را در بالاي حاشيه قرار داده و از همانجا به سمت پائين، تدارك خود را ادامه دهد به طوريكه اين سطرها به همان محل افتادگيها در متن اصلي پايان گيرد. در صورتي اين روش، صحيح است كه تخريج در سمت راست كتاب برگزار شود، و چنانچه در حاشيه سمت چپ تدارك شود بايد سطرهاي تداركي را از كنار نوشته اصلي، آغاز كند به گونه اي كه اين سطرها به پايان صفحه منتهي گردد.

اگر حاشيه كتاب قبل از تكميل تخريج، ظرفيتش كامل گردد بايد در قسمت بالاي صفحه و يا در سمت پائين - آن هم متناسب با جهت نوشته اصلي - اين تدارك را برگزار سازد؛ ولي نبايد اين نوشته ها و سطور را به حاشيه برگها در هر سو ادامه دهد؛ بلكه بايد مقداري از حاشيه را رها سازد؛ چون ممكن است احتمالا كتاب، چندين بار به حك و تدارك نياز پيدا كند.

اما كيفيت تدارك و الحاق محلي كه از قلم افتاده است به اين صورت ارائه مي گردد كه از همان نقطه، خطي رسم كند كه اين خط را به صورت عمودي بكشد و روي آن، خطي افقي و كوتاه به طرف محل تدارك بدين صورت _____ بنگارد تا محل افتادگي را به وسيله آن نشان دهد.

گروهي از دانشمندان معتقدند:

بهتر است - به منظور نشانه گذاري

محل از قلم افتاده - ميان خط و آغاز قسمتي كه از قلم افتاده است با خط ممتدي بدين صورت: - مشخص كند. ولي ساير علماء چنين شيوه اي را نمي پسندند، چون اين كار را باعث سياه گشتن و چركين شدن كتاب مي دانند، بخصوص اگر عمل تخريج در يك كتابي، بيش از حد متعارف باشد.

لكن اگر در برابر كلمه و يا عبارت از قلم افتاده، جاي خالي و مناسبي وجود نداشته باشد، و ناگزير گردد كه در محل ديگري تخريج كند، و از قلم افتادگي را ترميم نمايد، مي تواند از دو راه و روش استفاده كند:

يا آنكه از محل انجام تخريج تا آغاز افتادگي، خط ممتدي را رسم كند، و يا آنكه در برابر محل افتادگي بنويسد:

«تخريج و تدارك افتادگي، در فلان جا انجام مي گيرد.»

و بايد بالاخره علائمي را يادداشت كند كه اشتباه خواننده را برطرف ساخته و او را به محل تخريج، رهنمون گردد.

پس از فراغ از عمل تخريج و جبران از قلم افتاده ها، در پايان آنها كلمه «صح» را بنويسد؛ اگرچه بهتر است به جاي آن، فشرده اين كلمه يعني «ص -» را در آخر عبارات و يا كلمات تخريج شده، اضافه كند. برخي از دانشمندان در پي آن مي نويسند:

«صح رجع» و برخي ديگر به صرف نگارش «رجع» اكتفاء مي كنند.

22 فوائد مقابله و تصحيح كتاب در معيت شخصيتهاي علمي مورد اعتماد

آنگاه كه مقابله و تصحيح كتاب را در حضور استاد انجام داد، به وسيله عباراتي از قبيل «بلغ»

«بلغت»

«بلغ العرض» و امثال آنها - يعني عباراتي را كه مفيد مفاهيم اين تعابير باشد - در همان محلي كه تصحيح و مقابله كتاب بدانجا منتهي شد، علامت گذاري كند. اگر اين علامت گذاري با دستخط

خود استاد انجام گيرد شايسته تر خواهد بود.

اين گونه نشانه گذاري داراي پنج فائده است كه مهمترين آنها عبارت از وثوق و اطمينان به نسخه - حتي پس از گذشت سالها و قرنها - است؛ بخصوص كه اگر استاد و يا شخصي كه نسخه را در معيت او مقابله مي كند، فردي موثق و ضابط و مورد اعتماد باشد.

به اين مسئله - بخصوص - در دوره معاصر، (يعني عصر مولف) احساس نياز مي شود؛ چون مي بينيم اقدام و اهتمام مردم معاصر و يا كساني كه قريب به عصر ما به سر مي برده و مي برند در تصدي كار تصحيح و ضبط نوشته هاي كتب، به ويژه در مورد كتب حديث، دستخوش ضعف و سستي گشته است. پس بنابراين ناگزير بايد بر تصحيح و مقابله دانشمندان موثق پيشين اعتماد كرد؛ علاوه بر آنكه لازم است به قدر وسع و توان و امكان، در تحقيق و بررسي و باز يافتن حق و صواب، اجتهاد و كوشش نمود.

23 بكاربردن مشخصات املائي و تنوع قلم در راس مطالب

شايسته به نظر مي رسد (به منظور تفكيك مطالب مستقل و) ايجاد جدائي ميان دو حديث و دو سخن، دائره اي رسم گردد، و يا از راه نگارش با قلمي درشت تر، ميان آنها تمايز برقرار ساخت، يعني همه نبشتار را بر يك منوال از لحاظ خط و قلم ننويسد و به هم نپيوندد؛ زيرا ممكن است به هنگام استخراج و پيداكردن مطلب مورد نظر خود، به زحمت افتاده و اوقات او به خاطر يكنواخت بودن قلم (و ناپيدا بودن و عدم برجستگي مطلب دلخواه او) در راه دست يافتن به مطلوب، ضايع گردد. علماء، رسم دائره را بر ساير مشخصات املائي ديگر ترجيح مي دادند چنانكه

غالب محدثين نيز به همين شيوه عمل مي كردند.

عده اي از دانشمندان ترجيح مي دادند كه قبل از تمام شدن مقابله، هيچگونه دائره اي را نبايد رسم كنند؛ و مي گفتند در پي هر سخن و كلامي كه پايان گرفت، نخست بايد (پس از مقابله اول) دائره اي را پس از آن رسم نمود و در ميان آن، نقطه اي نهاده و پس از مقابله دوم، نقطه دوم، و همين گونه پس از هر مقابله اي نقطه اي را اضافه كرد.

24 كيفيت حاشيه نويسي و نگارش نكات سودمند درهامش كتاب

نگارش حواشي و نكات سودمند و تنبيهاتي كه حاكي از وجود اشتباه و غلط و يا اختلاف روايت و نقل از نسخه اي خا

ص: «نسخه بدل» و امثال آنها است كه اگر در هامش كتابي كه در ملك نويسنده است صورت گيرد، هيچگونه اشكالي ندارد.

و چنانچه مالك آن نباشد پس از كسب اجازه از صاحب آن، حاشيه نگاري بدون اشكال خواهد بود. ولي نبايد، كلمه «صح» را در پايان آن بنگارد، و نيز بايد نشانه تخريج را در فراز كلمه اي كه درباره آن حاشيه نويسي كرده است قرار دهد و آن را در ميان دو كلمه بنويسد. يا آنكه به جاي هر تخريج، به وسيله زنگار اشاره كند؟. همه اين كارها براي آنست كه حواشي از تخريج متن، متفاوت و ممتاز باشد.

برخي از علماء در آغاز اين گونه نوشته هاي موجود در هامش كتاب، عنوان «حاشية» يا «فائدة» يا «حشة» (كه اخيري فشرده از كلمه «حاشيه» است) مي نويسند، و برخي ديگر اين عناوين را در پايان آنها مي نگارند.

شايسته نيست كه غير از فوائد مهم و باارزش مربوط به مورد، چيز ديگري را در هامش كتاب بنويسد، و با نقل مباحث و فروع و شاخه هاي نامتناسب

و بيگانه از مطلب، كتاب را سياه و چركين سازد؛ چنانكه اين كار براي عده اي از افراد بي اطلاع معاصر - يعني افرادي كه به اصطلاحات و طريقه كار علماء، آگاهي كافي ندارند - اتفاق مي افتد، و شمار زيادي از كتب را با چنين كارهاي بي رويه اي تباه نموده و از حيز استفاده و انتفاع خارج مي سازند.

ضمنا بايد يادآور گرديم كه نبايد ميان دو سطر نبشتار، مطلقا چيزي نوشت.

25 عناوين و ابواب و فصول و شرح و متن كتاب را بايد چگونه نوشت؟

بهتر است عناوين و ابواب و فصول و امثال آنها را با قلم سرخ و يا قلمي متفاوت از رنگ متن بنويسد؛ چون اين كار موجب ظهور و برجستگي فزونتري در مطالب متنوع كتاب مي گردد، و فواصل آن را بهتر مشخص مي سازد.

در مورد كتابهائي كه به صورت «شرح مزجي» تاليف شده است، (يعني شرح متني كه گزارش و متن در هم آميخته است) مي تواند متن كتاب را با قلم سرخ بنويسد.

و يا آنكه روي متن، خط ممتدي را با حفظ فاصله آن از سطر، رسم كند.

و به همان كيفيتي كه درباره نوع دوم «ضرب» بيان شد، متن را از شرح جدا سازد با اين تفاوت كه دو طرف اين خط ممتد را منحني نسازد.

اگر در مورد كتابي كه به صورت «شرح مزجي» تحرير شده است تمام متن را با خط سرخ و شنگرف بنويسد از هر روش و شيوه ديگري بهتر است؛ زيرا ممكن است اين متن - حتي در مورد يك حرف - با خود شرح، مخلوط گردد.

و گاهي يك كلمه نيز به گونه اي است كه قسمتي از آن به عنوان متن، و قسمت ديگرش به عنوان شرح مي باشد كه با كشيدن خط در فراز

آن، آنگونه روشن نمي گردد كه از راه نگارش آن به وسيله قلم سرخ، روشن و مشخص مي شود.

و توفيق را بايد از خداوند متعال درخواست نمود.

خاتمه: درباره مطالب مهم و باارزش

مطلب اول: درباره اقسام علوم شرعي و دانشهاي ديني و علوم عقلي و ادبي كه زيربناي علوم ديني هستند

مطالب مربوط به آن در دو فصل بررسي مي شود:

فصل اول: در اقسام علوم شرعي و دانشهاي اصيل ديني

علوم شرعي و دانشهاي اصيل به چهار بخش، يعني:

علم كلام، علم به كتاب: (قرآن كريم) ، علم به احاديث نبوي، و علم به احكام شرعي - كه از اخيري به عنوان «فقه» ياد مي شود - تقسيم مي گردد:

فصل 1 در اقسام علوم شرعي و دانشهاي اصيل ديني - كلام

1 علم كلام

كه آن را «اصول دين» نيز مي نامند، بايد به عنوان اساس و زيربناي علوم شرعي و ستون دانشهاي اصيل ديني تلقي گردد؛ زيرا انسان از مجراي همين علم مي تواند خدا و رسول و جانشين او و نيز حقايق ديگر را شناسائي كند، حقايقي كه مسائل علم كلام، در بر گيرنده آنها است.

و نيز از رهگذر اين علم مي توان آراء و عقائد صحيح و فاسد، و حق و باطل را از هم بازيافت.

در قرآن كريم و نيز در سنت، انگيزه هائي وجود دارد كه انسان را به فراگيري علم كلام و آگاهي از علوم دين تشويق مي كند و شرف و فضيلت آن را بيان مي نمايد، انگيزه هائي كه فراوان و چشمگير مي باشد، خداوند متعال مي فرمايد:

فاعلم انه لا اله الا الله (506)

بدان كه جز خداوند بي همتا، معبودي دگر، شايسته پرستش نبوده و وجود ندارد.

و يا مي گويد:

اولم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السموات و الارض و ما بينهما الا بالحق (507)

آيا با خود نمي انديشند كه خداوند متعال، آسمانها و زمين و پديده هاي ميان آن دو را جز بر اساس حق، نيافريد.

و يا آنكه مي فرمايد:

اولم ينظروا في ملكوت السموات و الارض و ما خلق الله

من شيء (508)

آيا در عجايب و شگفتي هاي آسمان ها و زمين ژرف نمي نگرند، و آيا عميقا در برابر پديده هاي آفرينش خداوند، چشم بصيرت را باز نمي كنند؟

محتوي و مآل اين چند آيه، فرمان و هشداري است به انسان كه بايد فكر و نظر خويش را عميق ساخته و در ظل سازمان دقيق و مستحكم و آثار پيچيده و متقن جهان آفرينش، به وجود صانع و خالق يگانه و آفريدگار تواناي عالم و حكيم، استدلال كند (و جوياي رهنمودهائي باشد كه او را به حق مي رساند).

از ابي سعيد خدري است كه گفت رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«من و هيچ گوينده اي پيش از من، همانند «لا اله الا الله» - كه گوياي وحدانيت خداوند متعال است سخني بر زبان نياورد.» (509)

امام صادق (عليه السلام) از پدرش و او از نيايش و او از رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت كرده اند كه آن حضرت فرمود:

«اگر كسي با روح توحيد و يگانه پرستي از دنيا برود و هيچ پديده اي را شريك و انباز خدا قرار ندهد به بهشت درآيد» (510)

و نيز همان امام (عليه السلام) از اجداد خود روايت كرده است كه اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) درباره آيه هل جزاء الاحسان الا الاحسان (511) گفت كه از رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم) شنيدم كه مي فرمود:

منظور آيه، اين است كه خداوند (عز و جل) مي فرمايد:

«جزا و پاداش كسي كه او را با نعمت توحيد و يگانه پرستي، مورد مرحمت و احسان خويش قرار دادم - جز بهشت و سعادت اخروي - چيز ديگري نخواهد بود.» (512)

از ابن عباس روايت

كرده اند كه مردي صحرانشين حضور پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) رسيد و عرض كرد:

يا رسول الله، از عجائب علم و شگفتيهاي دانش مرا آگاه ساز و آن را به من بياموز، نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

درباره راس علم و عضو حياتي دانش چه كاري صورت دادي كه هم اكنون از غرائب آن مي پرسي؟! عرض كرد:

يا رسول الله، راس و اندام حياتي علم چيست؟

فرمود:

شناخت درست و صحيح خداوند، عرض كرد:

معرفت و آگاهي نسبت به خداوند متعال چگونه است؟

فرمود:

«بدين صورت است كه او را بي مثل و مانند بداني و او يگانه و يكتا، ظاهر و باطن، اول و آخر بشناسي كه بي همتا و بي نظير مي باشد.

و معرفت صحيح خداوند، اين چنين است.» (513)

روايات و احاديث منقول از خاندان پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) در اين مورد جدا فراوان و فزون از حد است، و اگر كسي خواهان آن باشد كه از بيانات آنها در زمينه توحيد، آگاهي به دست آورد مي تواند به كتاب «توحيد» الكافي كليني و كتاب «توحيد» صدوق بن بابويه (رضوان الله عليهما) ، مراجعه نمايد.

2 علم كتاب

يعني علوم و معارف مربوط به قرآن كريم، اصطلاحا در سه فن، استقرار يافته است كه درباره هر يك از اين سه فن، كتب مستقل و جداگانه اي تاليف و بر هر يك از آنها كلمه «علم» اطلاق شده است:

فن اول - علم تجويد است كه غرض و هدف آن، شناخت اوضاع و احوال حروف و كلمات مفرده و مركبه قرآن كريم مي باشد.

و قهرا شناخت مخارج حروف و خصوصيات آنها و مد و اظهار

و اخفات و ادغام و اماله و تفخيم حروف و امثال آنها در همين علم، مندرج است. فن دوم - علم قرائت كه منظور از آن، شناخت وجوه مختلف اعراب و بنائي است كه قرآن كريم بر طبق آنها نازل گرديده، و به همان صورت از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) به تواتر نقل شده است. در اين علم، سلسله اي از مباحث مربوط به فن اول، يعني علم تجويد، مندرج است. لذا گاهي اين دو علم: (تجويد و قرائت) را يك علم ناميده و مباحث مربوط به آنها را مجموعا در يك كتاب تاليف مي كنند.

فن سوم - علم تفسير كه هدف آن، شناخت معاني و مقاصد قرآن كريم و استخراج احكام و حكمتهاي آنست تا مضامين و محتواي اين كتاب آسماني در مورد احكام و مواعظ و امر و نهي و امثال آنها به كار گرفته شده و مسلمين عملا پاي بند آن گردند.

در اين علم غالبا مسائل مربوط به شناخت ناسخ و منسوخ و محكم و متشابه و امثال آنها مورد تحقيق قرار مي گيرد، اگرچه گاهي مسئله ناسخ و منسوخ قرآن كريم - مستقلا و جداگانه - بحث و بررسي شده و اختصاصا به عنوان يك علم و دانش جداي از علم تفسير، تلقي مي گردد. ولي بايد يادآور گرديم كه اكثر كتب تفسير قرآن كريم، مسائل مربوط به ناسخ و منسوخ را - به مناسبت تفسير پاره اي از آيات كه شامل هدف اين مسئله است - مورد بحث و بررسي قرار مي دهند.

درباره اهميت و ارزش علم تفسير و تشويق به آموختن آن، احاديث و اخبار و آثار فراواني به چشم

مي خورد (كه شمه اي از آن ياد مي شود):

در طي حديثي «مرفوع» از ابن عباس درباره آيه يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا (514) آمده است كه وي گفت:

منظور از حكمت، همان قرآن كريم مي باشد.

و در توضيح آن از همو نقل شده است كه مقصود از حكمت، تفسير قرآن كريم است؛ زيرا هر كسي - اعم از خوب يا بد، و بي گناه و گناهكار - قرآن كريم را قرائت كرده اند.

و از همين ابن عباس است كه گفت:

مراد از حكمت، شناخت ناسخ و منسوخ، محكم و متشابه، مقدم و مؤخر، حلال و حرام و امثال، يعني مثلهاي قرآن كريم ميباشد (515)

نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«قرآن را با رعايت ضوابط عربي و درست قرائت كنيد، و شگفتيهاي آن را پي جوئي كرده و جويا و خواهان اين شگفتيها از لابلاي آن باشيد.» (516)

از ابو عبدالرحمن سلمي است كه گفت:

يكي از صحابه رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) كه نسبت به ما قريب العهد بود براي ما چنين نقل كرد كه ياران آن حضرت، ده آيه اي را كه از لحاظ علم و عمل، آگاهي به هم نمي رساندند - به فراگرفتن ده آيه ديگر نمي پرداختند.

ابن عباس مي گفت:

«كسي كه قرآن را قرائت مي كند؛ ولي به تفسير آن آگاهي درستي ندارد، همچون عرب باديه نشيني است كه با شتابزدگي، اشعار را تقطيع كرده و آن را با عجله مي خواند.» (517)

نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«اگر كسي بدون علم و آگاهي لازم، سخني درباره قرآن بگويد، بايد جايگاه و ماءواي خود را از آتش دوزخ

فراهم آورد» (518)

و همو فرموده است:

«اگر كسي در تفسير و توضيح آيات قرآني - بر اساس رأي و نظر شخصي خويش - سخني بر زبان آورد، هر چند كه به صواب سخن گويد، كار اشتباه و غلطي را در پيش گرفته است.» (519)

و نيز فرمود:

«اگر كسي در مورد قرآن، سخني عاري از علم را ابراز كند، با لگام و دهان بندي آتشين در روز قيامت ميان مردم خواهد آمد.» (520)

همچنين آن حضرت فرمود:

«موضوعي كه بيش از هر چيز مرا نسبت به امت و پيروان من - پس از مرگم - بيمناك مي سازد، وجود امثال آن كساني است كه قرآن را بر حسب معيار شخصي، تأويل نموده و بيجا و بي مورد، مسائلي را در رابطه با آن، گزارش و تفسير مي نمايند.» (521)

از امام صادق (عليه السلام) است كه گفت پدرم فرمود:

«اگر كسي بخشي از قرآن را با بخشي ديگر به هم زند (و از اين رهگذر، نتيجه گيري كند) وارد مرز كفر مي گردد» (يعني اگر قرآن را با مقياس نظريه و صلاح شخصي خود - بدون علم و آگاهي درست - تفسير كند رسما كافر مي.شود (522)

(در طي بحثي كه راجع به علم، در اين كتاب گفتگو كرديم) سخن از كسي به ميان آورديم كه لقب و عنوان «علامه» را از مردم دريافت كرده بود، كسي كه درباره وي به نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) عرض كردند كه او از لحاظ شناخت انساب عرب و رويدادهاي زندگاني آنها و ايام جاهلي و اشعار عربي، آگاه ترين فرد مي باشد. رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

چنين آگاهي ها به به

كسي كه فاقد آنها است ضرري مي رساند، و نه به حال كسي كه واجد آنها است سودمند مي افتد. سپس فرمود:

علم و آگاهي مفيد و سودمند، صرفا عبارت از سه چيز است:

آيه محكمه، فريضه عادله، سنت قائمه.

و علم و آگاهيهائي كه از اين سه امر بيرون باشد، فضل و فزوني غيرقابل توجه و بي ثمر.اس (523)

سخن درباره اهميت علم تفسير قرآن بدان اندازه است كه ممكن است ذكر آنها موجب اطاله كلام گشته و از حدود متناسب اين كتاب، تجاوز كند. لذا در ارائه ارزش والاي علم تفسير به همين مقدار اكتفاء مي نمائيم.

3 علم حديث

اشاره

درباره اين علم بايد گفت:

پس از علوم قرآني، ارجمندترين و والاترين علوم و دانشهاي بشري است و از لحاظ اهميت اجر و پاداش، شكوهمندترين معارف انساني به شمار مي آيد. محتواي اين علم عبارت از حقايقي است كه به پيامبر اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) و ائمه معصومين (عليهم السلام) منسوب مي باشد؛ اين حقايق - كه به صورت گفتار و كردار و تقرير و يا صفت - از اين شخصيتهاي پاك و معصوم، نقل شده است به عنوان «حديث» تلقي مي شود، حتي حركات، سكنات، خواب، بيداري (و بالاخره هرگونه حالاتي كه در مقام بيان حكم از اين افراد مقدس و پاكيزه، مشاهده مي شود مي تواند دستورالعمل و سرمشق سازنده اي براي مردم باشد كه تحت عنوان «حديث» براي ما نقل مي شود).

علم الحديث به دو بخش: روايت و درايه تقسيم مي شود:

الف - علم روايت

عبارت از علم به حقايقي است كه به پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و معصومين (عليهم السلام) منسوب است. به اين معني كه اطلاع و آگاهي از قول و فعل و تقرير آنان، عبارت از علم روايت مي باشد.

ب - علم درايه

كه اگر بطور مطلق ياد گردد - هدف و منظور از آن عبارت از علم الحديث مي باشد، به اين معني كه علم درايه به معني شناخت و آگاهي به معاني حديث و متن و طرق روايت و اطلاع از حديث صحيح و سقيم و شرائط راوي و انواع منقولات و روايات مي باشد كه انسان از اين مطالعات موفق به شناخت امتياز ميان روايات مقبول و روايات مردود مي شود و در نتيجه، روايات مقبول را ملاك و معيار فعل و ترك خود قرار مي دهد.

چنين علمي - كه به عنوان «دراية الحديث» معرفي شده است - از جمله مهمترين علم - در رابطه با دو علم روايت و درايه - محسوب مي گردد؛ زيرا غرض و هدف اصلي اين علم عبارت از عمل مي باشد، و درايه را نيز بايد علت مستقيم و عامل بلاواسطه و سبب نزديك نسبت به عمل برشمرد.

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«حديث و خبري كه آن را كاملا درك كني و معني آن را بازيابي (و در نتيجه، به عمل بر طبق آن موفق گردي) بهتر از هزار خبر و حديثي است كه آنها را روايت كني و خود را به نقل آن دلخوش سازد» (524).

همو فرمود:

«بر شما است كه در مورد روايات، درك و فهم خود را كامل سازيد و درك دقيقي را درباره آنها به هم رسانيد» (525) (تا سرانجام، موفق

به عمل به طبق آنها گرديد، نه آنكه صرفا به نقل و روايت آنها اكتفاء كنيد).

و از طلحة بن زيد است كه امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«روايت كنندگان قرآن كريم، بسيارند، و رعايت كنندگان، يعني افراد پاي بند به عمل در مورد آن در اقليت قرار دارند و شمار اندكي را تشكيل مي دهند. چه بسا افرادي كه نسبت به حديث، خيرخواه هستند و نسبت به قرآن، غش و دغل و خيانت روا مي دارند. علماء و دانشمندان را ندانستن و يا عدم رعايت نسبت به سنن، غمگين مي سازد؛ و جاهلان را عدم روايت، اندوهگين مي كند» (526).

سخنان پيامبر (صلي الله عليه و آله و سلم) درباره اهميت حديث

از جمله اخبار و احاديثي كه در فضيلت و شرافت حديث به ما رسيده است سخن پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) مي باشد كه فرمود:

«حاضران بايد به افراد غائب، سخن مرا ابلاغ كنند؛ زيرا اين اميد وجود دارد كه حاضران، مسموعات خود را به افرادي ابلاغ نمايند كه از خود آنها پذيراتر و داراي گوش شنواتر و آگاه تر باشند.» (527)

«خداوند متعال، روزگار خوش و زندگاني پر نشاطي را براي كسي فراهم آورد و خرم و شادمانش سازد كه سخني از ما بشنود و آن را درست حفظ و نگاهباني كند تا آن را به ديگران ابلاغ نمايد؛ زيرا گاهي چنين اتفاق مي افتد كه حاملان فقه و دارندگان مايه هاي بصيرت ديني، بينش ديني خود را به كساني منتقل سازند كه آنها داراي بينش فزونتري در دين باشند.

و نيز گاهي حامل فقه، بهره اي از آن ندارد.» (528)

«اگر كسي حديث و سخني از ما را به امت و پيروان اسلام، ابلاغ كند تا از اين رهگذر، سنت و

شيوه درست و مشروعي برپا گردد و يا بدعت و نوآوري سخيفي درهم شكند و رخنه بردارد، بهشت و سعادت، پاداش چنين كسي خواهد بود.» (529)

«خداوند متعال، جانشينان مرا مورد مرحمت خويش قرار دهاد. حاضران مجلس گفتند:

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) عرض كرديم كه خلفاء شما چه كساني هستند؟

فرمود:

كساني هستند كه پس از من مي آيند و احاديث و سخنان مرا براي ديگران نقل مي كنند و آنها را به مردم تعليم مي دهند.» (530)

«اگر كسي براي پيروان من، چهل حديث را - كه با دين و آئين اين امت، پيوندي دارد - حفظ كند، خداوند متعال او را در روز قيامت به عنوان يك دانشمند فقيه و شخصيتي واجد بصيرت ديني مبعوث و محشور خواهد فرمود، و من نيز شفيع و يار نيروبخش او و گواه بر اين حيثيت وي خواهم بود.» (531)

اين سخن، پاره و بخشي از عبارات حديثي است كه از پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) به ما رسيده است.

رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«اگر كسي دو حديث را فراگيرد و خويشتن را از رهگذر آن دو حديث، سودمند گرداند، و يا آنها را به ديگران تعليم دهد تا آنان نيز از آن دو حديث بهره مند شوند (چنين سعي و كوشش كوتاه مدتي) بهتر از عبادت و بندگي خداوند متعال به مدت شصت سال مي باشد.» (532)

«اگر كسي، حديث و سخني كه از ناحيه من بدو رسيده (و بداند كه از من است، و در عين حال) آن را مردود سازد، در روز قيامت با او به محاكمه و مخاصمه بر مي خيزم. بنابراين اگر

حديثي از من به شما رسيد - كه كاملا آن را شناسائي نكرده ايد - (و نمي دانيد كه از من است) ، بگوئيد:

الله اعلم = خداوند متعال بهتر مي داند.» (533)

«چنانچه كسي عمدا و دانسته و خواسته بر من دروغ بندد، و يا چيزي را رد كند كه من بدان امر كرده ام، بايد خانه اي را در جهنم آماده باشد تا در آن ماءوي گيرد.» (534)

«اگر كسي حديثي را - كه از ناحيه من بدو رسيده است - تكذيب كند (بايد بداند كه) سه كس، يعني خدا، و رسول، و راوي و ناقل حديث را مورد تكذيب قرار داده است.» (535)

«با هم به مذاكره برخيزيد و همديگر را ملاقات كنيد و با هم به گفتگو بنشينيد؛ زيرا حديث، دلها را صيقلي داده و آن را روشن مي سازد. آري دل ها همانند شمشير، زنگار مي گيرد كه آن زنگار به وسيله حديث زدوده مي شود و جلاء و شفافيت خود را بازمي يابد.» (536)

سخنان امام صادق (عليه السلام) درباره ارزش و اهميت حديث

علي بن حنظله مي گويد از امام صادق (عليه السلام) شنيدم كه مي فرمود:

«مراتب و منزلهاي مردم را بر حسب رواياتي كه از ما نقل مي كنند ارزيابي و شناسائي كنيد.» (537)

«علماء و دانشمندان ديني، وارثان انبياء هستند؛ به خاطر آنكه انبياء از خود، درهم و ديناري به ارث نگذارند. ميراث آنان، احاديث و بياناتي از احاديثشان مي باشد كه از خود به جاي گذاشتند. اگر كسي پاره اي از اين احاديث را برگيرد، به حظ و بهره اي وافر و فزون از حد، دست مي يابد. بنابراين بنگريد كه اين گونه آگاهي ها و معارف را از چه مجرائي فراهم كرده و آنها را از چه كساني به دست مي آوريد؛ زيرا در ميان خاندان

پيغمبر (صلي الله عليه و آله و سلم) در هر عصري جانشينان و افراد عادلي وجود دارند كه تحريف گزافه گويان و انتساب ياوه سرايان و تأويل و توجيه نادرست افراد نادان را از دين رفع و طرد مي نمايند.» (538)

از معاوية بن عمار روايت شده است كه گفت به امام صادق (عليه السلام) عرض كردم:

فردي است كه حديث شما را فراوان نقل مي كند و آن را در ميان مردم منتشر مي سازد و مضامين و محتواي آن را در قلوب اين مردم و نيز شيعيان شما جايگزين و استوار مي دارد.

و شايد در ميان پيروان شما فرد عابد و پارسائي وجود داشته باشد كه چنين موفقيتي براي او دست ندهد، آيا كداميك از اين دو فرد از ديدگاه شما داراي فضيلت و شرافت فزونتري هستند؟ حضرت فرمود:

«آنكه حديث ما را فراوان نقل مي كند تا بدان وسيله قلوب شيعيان و پيروان ما را استوار بدارد، او بر هزار عابد فضيلت و برتري دارد» (539).

ابي بصير مي گويد:

از امام صادق (عليه السلام) راجع به آن افرادي - كه در آيه الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه (540) از آنها ياد شده است - سؤال كردم. فرمود:

«آنان عبارت از كساني هستند كه به سخنان گوش فرا مي دهند، و آن را بي كم و كاست - همانطور كه شنيده ايد - براي ديگران بازگو مي كنند.» (541)

از امام صادق (عليه السلام) روايت شده است كه گفت اميرالمؤمنين (عليه السلام) فرمود:

«وقتي حديث و سخني را بر زبان مي آوريد آن را به كسي كه براي شما بازگو كرده است نسبت دهيد. اگر آن حديث، به حق باشد به نفع شما خواهد بود، و اگر دروغ و نابحق

باشد به زيان راوي و گوينده آن، منجر خواهد شد.» (542)

هشام بن سالم و حماد بن عثمان و ديگران گفته اند كه از امام صادق (عليه السلام) شنيديم كه فرمود:

«حديث من، حديث پدرم.

و حديث پدرم، حديث جدم.

و حديث جدم، حديث امام حسين (عليه السلام).

و حديث امام حسين، حديث امام حسن (عليه السلام).

و حديث امام حسن، حديث اميرالمؤمنين (عليه السلام).

و حديث اميرالمؤمنين، حديث رسول خدا (صلي الله عليه و آله و سلم).

و حديث رسول خدا، گفتار خداوند (عز و جل) مي باشد.» (543)

4 فقه

اين واژه در اصل و ريشه آن به معني مطلق درك و فهم و يا به معني درك و فهم امور و مطالب دقيق مي باشد.

و اصطلاحا عبارت از آگاهي به احكام شرعي فرعي و عملي است مشروط بر آنكه اين علم و آگاهي از دليل هاي تفصيلي آن به دست آيد؛ اعم از آنكه مستند به نص دليل باشد و يا آنكه از طريق استنباط از نص و دليل، چنين عملي فراهم آيد.

فائده فقه و علم استدلالي به احكام شرعي فرعي، اطاعت از اوامر الهي و اجتناب از منهيات او است كه چنين طاعتي، فوائد و بهره هاي دنيوي و اخروي را براي انسان به ثمر مي رساند.

از جمله احاديثي كه در فضيلت و شرافت علم فقه و آئين ها و آداب مربوط به آن وارد شده است حديثي است كه در طي آن آمده است:

«كسي كه خداوند متعال، خير و سعادت او را خواهان است، توفيق فقاهت و بصيرت ديني را به وي ارزاني مي دارد» (544) و يا حديثي كه مي گويد:

«وجود يك فقيه و دانشمند واجد بصيرت ديني - از ديدگاه شيطان - طاقت فرساتر و ناخوش آيندتر

و سخت تر از وجود هزار فرد عابد و پارسا مي باشد.» (545)

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«دو خصلت و دو خصوصيت در هيچ فرد منافقي به هم نمي رسد:

يكي راه و روش نيكو و پسنديده، و ديگري فقه و بصيرت ديني.» (546)

و همو فرموده است:

«پر فضيلت ترين عبادت و بندگي خداوند متعال، تحصيل فقه و كسب بينش ديني است.

و پرارج ترين راه و رسم دينداري، ورع و پرهيزكاري است.» (547)

از ابي سعيد (خدري) است كه گفت:

«پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و اصحاب و ياران او - آنگاه كه در نشستي گرد هم مي آمدند - سخن آنان، به فقه و آگاهي از مسائل ديني مربوط مي شد، مگر وقتي كه كسي سوره اي را قرائت مي كرد و يا پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) كسي را به قرائت سوره اي، امر مي فرمود.» (548)

حماد بن عثمان از: امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است كه فرمود:

«آنگاه كه خداوند متعال، خواهان خير و سعادت كسي باشد، او را در امر دين، فقيه و آشنا مي فرمايد.» (549)

بشير دهان مي گويد:

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«هيچيك از ياران ما كه فاقد فقه و بصيرت ديني هستند از خير و نيكي بهره اي نخواهند داشت. اي بشير هر فردي از ياران ما - به خاطر داشتن بينش ديني - احساس بي نيازي نكند، سرانجام به عامه و مخالفين نيازمند خواهد شد، و آنگاه كه به مخالفين نيازمند گردد، او را ناخودآگاه - و بدون آنكه بفهمد - در مسير گمراهي و باب ضلالت سوق مي دهند.» (550)

از مفضل بن عمر است كه گفت از امام صادق (عليه السلام) شنيدم

كه فرمود:

«بايد در دين و آئين خود، داراي فقاهت و بصيرت باشيد، و همچون اعراب و باديه نشينان و به سان صحراگرد نباشيد؛ زيرا اگر كسي در دين و آئين الهي از فقه و بينش لازم، محروم باشد خداوند متعال نظر و لطف و مرحمت خود را از او بر مي گيرد و هيچگونه عملي را به عنوان كاري سالم و پاكيزه، از او نمي پذيرد و يا عمل او را پاكيزه نمي گرداند.» (551)

ابان بن تغلب از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است كه فرمود:

«حتي دوست مي دارم كه سر و صورت ياران من زير فشار شكنجه تازيانه قرار گيرد تا در امر دين، داراي فقه و بينش كافي گردند.» (552)

همان ابان گفته است:

«مردي به امام صادق (عليه السلام) عرض كرد:

قربانت گردم، اگر فردي اين حقيقت، يعني امامت را بازيابد و فقاهتي كسب كند؛ ولي خانه نشيني اختيار نمايد و در ميان جمع دوستان و ياران، نمايان نگردد و شناخته نشود (و با آنها آشنائي به هم نرساند، نظر شما درباره او چيست؟) فرمود:

چگونه مي توان گفت چنين شخصي داراي فقاهت و بينش ديني است» (553) (با اينكه به بينش ديني درباره شخص خود اكتفاء مي كند و از تعليم آن به ديگران، دريغ مي ورزد؟).

از علي بن حمزه است كه گفت از امام صادق (عليه السلام) شنيدم كه مي فرمود:

«در دين و آئين خود كسب بصيرت نمائيد؛ زيرا اگر شما فاقد بصيرت و بينش ديني باشيد، در سطح فردي اعرابي و باديه نشين ناآگاه تنزل خواهيد كرد. خداوند متعال در قرآن كريم مي فرمايد:

ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون (554)

تا در دين، بصيرتي كسب كنند و

آنگاه كه به زادبوم و جامعه خويش بر مي گردند آنان را تهديد كرده و بترسانند، تا شايد آنان از گناه بترسند و از آن بر حذر باشند.»

امام باقر (عليه السلام) مي فرمايد:

«كمال و تماميت شخصيت انسان، همان تحصيل فقاهت و بينش ديني، و صبر و پايداري در برابر مصائب و حوادث ناگوار، و اندازه گيري و ارزيابي حوائج زندگاني، يعني اقتصاد در معيشت است» (555).

سليمان بن خالد از امام صادق (عليه السلام) روايت كرده است كه فرمود:

«مرگ هيچيك از مؤمنين - از ديدگاه شيطان - محبوب تر از مرگ يك فقيه و انسان آگاه ديني نيست» (556).

و نيز امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«آنگاه كه يك فقيه مؤمن و فردي واجد بينش ديني از دنيا مي رود، رخنه و شكافي در سازمان اسلام پديد مي آيد كه هيچ چيز نمي تواند آن را ترميم و جبران نمايد» (557).

علي بن حمزه مي گويد از امام ابي الحسن موسي بن جعفر (عليهماالسلام) شنيدم كه مي فرمود:

«وقتي يك فرد باايمان (و فقيه و آگاه در امر دين) از دنيا مي رود، فرشتگان و همچنين سرزمين و منطقه اي كه او در آن، خداي را عبادت مي كرد، و ابواب و گذرگاههاي آسمان كه اعمال اين فرد مؤمن را به اوج عالم ملكوت مي برد، در فقدان او مي گريند؛ و رخنه اي در اسلام به وجود مي آيد كه هيچ چيز ديگري نمي تواند آن را ترميم كند؛ زيرا افراد با ايماني كه واجد فقاهت و آگاهي ديني هستند همچون دژ و باره و قلعه هاي مستحكم شهر براي حفظ و صيانت مي باشند.» (558)

امام صادق (عليه السلام) فرمود:

«مردم نمي توانند خود را در فراخي و گشادگي ببينند مگر آنگاه كه جويا و پويا و پرسان

بوده، و در امر دين كسب بصيرت نموده و امام و پيشواي خود را شناسائي كنند. فقط براي چنين افرادي روا است گفته هاي آن امام را - و لو به صورت تقيه و رازداري هم باشد - فراگيرند» (559) و بدان عمل نمايند.

روايات مذكور، بخشي از احاديثي است كه اختصاصا در ارتباط با علوم شرعي و دانشهاي ديني به ما رسيده است، و بايد بر مجموعه اين اخبار، رواياتي را افزود كه درباره مطلق علم وارد شده است، رواياتي كه شمه اي از آن در طي بحثهاي گذشته اين كتاب يادآوري شد.

فصل 2 علوم و دانشهاي فرعي دين

اشاره

علوم و دانشهاي فرعي عبارت از علومي است كه معرفت و شناخت علوم ديني و شرعي متوقف بر آنها است:

اما معرفت به خداوند متعال و متعلقات آن

تحقق مسائل مربوط به آن، بر هيچيك از علوم، مبتني نيست؛ بلكه صرف مطالعه و بررسي و تأمل سطحي و ساده براي تحقق شناخت مذكور، كافي مي باشد.

و اين موضوع، مسئله اي است عقلي كه تحصيل آن (يعني معرفت خداوند متعال) بر هر فرد مكلف (اعم از زن و مرد) ، واجب و ضروري مي باشد، و در كنار اموري كه ذاتا داراي وجوب و ضرورت هستند در نخستين نوبت قرار دارد. اگرچه غوررسي در مباحث مربوط به معرفت خداوند متعال و تحقيق و بررسي مطالب آن و نيز شناخت كيفيت دفع شبهات ملحدان و ياوه سرايان درباره خداوند، به پاره اي از علوم عقلي از قبيل منطق و امثال آن متوقف مي باشد.

اما كتاب عزيز، يعني قرآن كريم

چون به زبان عربي واضح و رسائي نازل شده است؛ لذا معرفت و شناخت محتواي آن بر علوم عربيت از قبيل: صرف و نحو و اشتقاق و معاني و بيان و بديع و لغت عربي و نيز اصول فقه، مبتني است تا از رهگذر اين علوم، حكم عام و خاص، مطلق و مقيد، محكم و متشابه قرآن و امثال آنها از انواع ديگر علوم قرآني، شناخته شود. پس بنابراين، معرفت و تحصيل علومي كه فهميدن احكام و آيات قرآن كريم بر آنها مبتني است واجب و ضروري مي باشد به گونه اي كه اگر معرفت قرآن كريم، واجب عيني باشد معرفت اين علوم نيز واجب عيني خواهد بود.

و چنانچه معرفت قرآن كريم، واجب كفائي باشد تحصيل و شناخت اين علوم نيز واجب كفائي خواهد بود.

و ما - ان شاء الله - در مباحث بعدي از اين موضوع مفصلا گفتگو خواهيم كرد.

اما حديث نبوي

سخن درباره آن، همانند سخني است كه راجع به قرآن كريم بيان شد.

و علوم حديث، نيز همانند علوم قرآني است؛ با اين تفاوت كه بايد در علوم حديث، معرفت احوال روات و ناقلان حديث را - از لحاظ مسئله جرح و تعديل - اضافه نمود تا بر اساس آن، احاديث مقبول از احاديث مردود، باز شناخته شود. شناخت حديث از اين نظرگاه، ويژه علم رجال است.

اما فقه

معرفتي كه انسان درباره اين علم به هم مي رساند، بر تمام علوم سابق الذكر - اعم از علوم فرعي ديني و علوم اصلي ديني - توقف دارد.

اما كلام

از آنجا كه معرفت شرع و قوانين ديني به شناخت شارع و قانونگزار و عدل و حكمت آن قانونگزار و نيز شناخت مبلغ و حافظ و پاسدار اين قانون، يعني پيامبر گرامي اسلام (صلي الله عليه و آله و سلم) مبتني است (بايد قبلا اين علم را تحصيل كرد). در قرآن كريم، حدود پانصد آيه وجود دارد كه به احكام شرعي و مسائل فقهي، مربوط است؛ لذا بر هر فردي كه دست اندر كار آموختن علم فقه استدلالي مي باشد لازم است تفسير اين آيات را بداند. ولي در مورد حديث بايد آن مقدار از احاديثي را كه درباره احكام و مسائل فقهي است شناسائي كند تا بتواند احكام دين را از اين احاديث و نيز آيات قرآني، استنباط نمايد.

و اگر استنباط احكام از اين دو مأخذ امكان پذير نبود (يعني آيات و احاديثي در زمينه حكم مورد نظر به دست نيامد) بايد به ساير ادله مراجعه كند، ادله اي كه مي توان احكام فقهي را از آنها استخراج نمود از قبيل: اجماع و دليل عقل كه ضوابط اين دو دليل در علم «اصول فقه» مشخص شده است.

اما منطق

يك علم آلي و ابزاري پرارزشي است كه مي توان هرگونه ادله را در سايه آن از نظر صحت و سقم، بررسي و ارزيابي نمود، و مي توان با ميزان منطق، مقدماتي كه انسان را به مطلوب و نتيجه صحيح مي رساند از مقدماتي كه موصل به مطلوب نيست بازيافت.

عليهذا ده علل (560) ، علوم بنيادي و دانشهاي زيربنائي علوم شرعي را تشكيل مي دهند.

و مجموع علومي كه علوم پايه و دانشهاي مبنائي فقه را سازمان مي دهند عبارت از دوازده علم مي. باش (561)

اين

علوم از لحاظ تاليف و تدوين، مجموعا به هشت علم مي رسد؛ زيرا علم اشتقاق غالبا در علم اصول فقه و يا برخي از علوم عربيت مندرج است (و ايندو به صورت يك علم، تدوين و تاليف مي شوند).

و علم معاني و بيان و بديع در اكثر كتب و مدونات، يكجا جمع شده و به صورت يك علم، فرض مي شوند، چنانكه علم صرف، توام با نحو در اكثر كتب مدون، به چشم مي خورد و كمتر اتفاق افتاده كه كسي اين علوم را مستقل و جدا از يكديگر تدوين كرده باشد؛ به ويژه، اين علوم در كتب پيشينيان در كنار هم تواما تاليف شده اند. علي هذا با تأمل و دقت مي توان ميان آراء كساني كه علوم پايه فقه را دوازده علم مي دانند و رأي كساني كه اين علوم را عبارت از هشت علم معرفي مي كنند، سازش و هماهنگي برقرار ساخت.

به اميد موفقيت، خواهان آن هستم كه در اين زمينه از بذل دقت دريغ نگردد.

مطلب 2 درجات و مراتب اهميت علوم ديني و مسائل مربوط به آن

اشاره

احكام علوم و دانشهاي ديني از لحاظ اهميت درجات و مراتب آنها به سه مرحله تقسيم مي گردند:

1 - وجوب عيني

2 - وجوب كفائي

3 - سنت و استحباب

الف - واجب عيني

عبارت از امر واجبي است كه اداء و انجام آن جز به صورت واجب عيني امكان پذير نباشد (يعني اداء آن به وسيله عده اي از افراد، موجب سقوط تكليف از ديگران نمي شود) و بايد گفت منظور از حديث طلب العلم فريضة علي كل مسلم (562) اين است كه تحصيل علم و دانش بر هر فرد مسلمان - اعم از زن و مرد - واجب عيني است.

و واجب عيني مآلاً به اعتقاد و فعل و ترك بازمي گردد.

1 - اعتقاد:

اعتقاد عبارتست از اعتقاد به شهادتين و اقرار و گواهي دروني به وحدانيت خداوند متعال و رسالت حضرت خاتم الانبياء (صلي الله عليه و آله و سلم) و اعتقاد به حقايقي كه در مورد خداوند، واجب و يا نسبت به او ممتنع است، و ايمان به امامت امام و باورداشت احكامي كه پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) - در مسائل مربوط به دنيا و آخرت - از جانب خداوند متعال به مردم ابلاغ كرده است، مسائل و حقايقي كه با تواتر و از طريق ادله اطمينان بخش و يقين آفرين به ثبوت رسيده كه از جانب رسول اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) مي باشد.

تحصيل مازاد بر اين مسائل از قبيل ادله متكلمين و تحقيق و كاوش در مباحث دقيق علم كلام، به عنوان واجب كفائي - آن هم به منظور صيانت و پاسداري از دين مقدس اسلام و رفع شبهات معاندان و ياوه سرايان

- بر مسلمين لازم مي باشد.

2 - فعل:

فعل و عمل عبارت از فراگرفتن واجبات نماز - البته در صورت مكلف بودن و رسيدن وقت نماز، و يا پيش از رسيدن وقت نماز به مقداري كه بتوان در آن مدت، مراسم نماز را فرا گرفت - كه در اين صورت تعلم آن واجب مي باشد.

شناخت احكام ساير تكاليف ديگر از قبيل: زكوة؛ روزه، حج، جهاد، امر به معروف، فراگرفتن آنها همانند نماز و به همان صورتي است كه در واجب عيني ذكر شد.

و اما ابواب ديگر فقه مانند:

عقود و ايقاعات، تحصيل و آموختن احكام آنها در صورتي واجب عيني است كه بر حسب مقررات و اسباب مذكور در كتب فقه، به اين مرحله از وجوب برسد، و در غير اينصورت آموختن آنها به صورت واجب كفائي خواهد بود.

تحصيل علم درباره حلال و حرام در رابطه با خوراكيها و نوشيدني ها و ملبوسات و امثال آنها - كه انسان در زندگاني ناگزير، بدانها نيازمند است - واجب عيني مي باشد.

و همچنين شناخت احكام مربوط به روابط زوجيت و همسري - براي كساني كه داراي همسر هستند - و نيز حقوق بردگان، براي كساني كه داراي مملوك مي باشند، در حد وجوب عيني است.

3 - ترك:

اين مسئله به همان موضوعاتي مربوط مي گردد كه درباره فعل، از آنها ياد كرديم تا از اموري اجتناب كند. از جمله مطالبي كه به مسئله ترك و اجتناب، ارتباط دارد - و بلكه بايد به عنوان مهمترين موضوعات مربوط به ترك، تلقي گردد، همانطوري كه در آغاز اين كتاب آورديم - فراگرفتن حقايقي است كه انسان در سايه آنها مي تواند قلب خويش را از صفات مهلك و كشنده

شخصيت انساني از قبيل: رياء، حسد، عجب و خودستائي، تكبر و امثال آنها تصفيه و پاكسازي كند.

مسائل مربوط به اين مطلب در علم جداگانه ديگري مورد بحث و بررسي قرار گرفته است، علمي كه پرارزش ترين و شكوهمندترين علوم و دانشها به شمار مي آيد. ولي متاسفانه اين علم (يعني علم اخلاق) آنچنان رو به اندراس و فرسودگي نهاده كه گويا اثري از آن به چشم نمي خورد.

و چون فراگرفتن علم اخلاق و اين گونه واجبات عيني بايد قبل از بلوغ انجام گيرد - به خاطر آنكه وقت و فرصت افراد پس از بلوغ، بسيار كوتاه مي باشد - لذا بر هر ولي و سرپرست خانواده اي لازم است كه زيردستان و فرزندان خود را از باب «حسبه» (563) تحت تعليم اخلاقي قرار دهد. بلكه بر حسب دستوري كه وارد شده است بايد هر فردي از افراد خانواده - اعم از زن، مرد و فرزند - را با تعليمات اخلاقي مجهز ساخت تا بدينوسيله موجبات نجات آنان را از آتش دوزخ به ثمر رسد.

خداوند متعال در قرآن كريم فرموده است:

قوا انفسكم و اهليكم نارا (564)

از مؤمنان، سعي كنيد كه خود و خانواده خويش را از آتش دوزخ، صيانت نمائيد.

اميرالمؤمنين (عليه السلام (565) و گروهي از مفسري (566) درباره اين آيه گفته اند:

«حقايقي را به افراد خانواده خود تعليم دهيد تا آنها در ظل آن در روز قيامت از آتش دوزخ رهائي يابند.»

پيامبر اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) فرمود:

«همه شما (اعم از خواص و توده مردم) ، نگاهبان هستيد و تمام شما مردم نسبت به زيردستان خويش داراي رسالت و مسئوليت مي باشيد.» (567)

ب - واجب كفائي

عبارت از علومي است كه

مردم در اقامه دين و آئين خود، ناگزير از تحصيل آن ها مي باشند از قبيل: حفظ قرآن و حديث، و فراگرفتن علوم قرآني، و علوم حديث، و اصول فقه، و علوم عربيت، و شناخت راويان حديث و معرفت احوال آنها، و شناسائي اجماع.

و نيز علوم و فنوني كه افراد جامعه در مسئله تامين معيشت و زندگاني خود بدانها نيازمندند از قبيل پزشكي و حساب و فنون و صنايع ضروري ديگر مانند:

خياطي، كشاورزي و حتي حجامت (و جراحي) و امثال آنها، (تحصيل اين گونه علوم و فنون، واجب كفائي است).

فرع

برخي از علماء معتقدند كه واجب كفائي داراي فضيلت و شرافت فزونتري نسبت به واجب عيني است؛ زيرا در صورت قيام عده اي از افراد مكلف در مقام اداء واجب كفائي، از بركات قيام و انجام وظيفه آنها، همه مردم مسئول و مكلف، از گناهي - كه ممكن بود احيانا به خاطر ترك چنان واجباتي دامنگير آنان گردد - مصونيت مي يابند. برخلاف واجب عيني كه در مورد آن، فقط كسي مصون از گناه است كه بدان قيام مي كند (و با قيام او در اداء تكليف، ديگران در صورتي كه شخصا آن را ترك كنند، از گناه مصون نمي باشند).

ج - سنت و وظائف مستحب

اين گونه اعمال عبارتند از فراگرفتن نوافل و عبادات و آداب مستحب ديني و تحصيل مسائل والاي معنوي و مكارم اخلاق و امثال آنها از آدابي كه الزامي نيستند. مي توان فراگرفتن علم هيأت را - به منظور پي بردن به عظمت خداوند متعال - و نيز تحصيل علوم وابسته به هيئت از قبيل: هندسه و ساير علوم مربوطه را به عنوان انجام يك سنت و وظيفه مستحب تلقي كرد.

د - علومي كه تحصيل آن ها مطلقا و يا به طور مشروط حرام است

گذشته از اين علوم، دانشهاي ديگري وجود دارد كه برخي از آنها مطلقا حرام است از قبيل: سحر و شعبده و برخي از آراء فلسفي.

و بالاخره هر علم و دانشي كه تحصيل آنها موجب برانگيختن شك و ترديد نسبت به مباني دين مي گردد، تعلم و فراگرفتن آنها حرام مي باشد.

برخي از علوم، داراي حرمت مشروط هستند، مانند علم احكام نجوم و رمل كه آموختن اين گونه علوم - در صورت اعتقاد به تاثير، و به واقعيت پيوستن آن - حرام مي باشد. ولي به شرط آنكه شخص در طي تحصيل آنها معتقد به اين حقيقت باشد كه هر اثر و امري، مستند به خداوند متعال است و به فرمان خداوند متعال - بر حسب جريان عادي و طبيعي - نجوم و رمل داراي عليت در پاره اي از آثار مربوط مي باشد و مي توان بدانها تفأل زد، فراگرفتن آنها با چنين شرائطي، مباح خواهد بود.

ه - دانشهائي كه تعليم و تعلم آنها مكروه است

فراگرفتن برخي از معارف و آگاهيها، مكروه مي باشد از قبيل آموختن اشعار «مولدين» (568) كه محتواي آنها شامل غزل و مطالبي است كه موجب وقت گذراني به بطالت در كار بيهوده و بي ثمر، و تضييع عمر مي گردد و هيچ نفع و سودي بر آنها مترتب نيست.

و - علوم و دانشهاي مباح

برخي از علوم - از لحاظ تعليم و تعلم - مباح است (يعني تحصيل و عدم تحصيل آنها مساوي است، به مطلوب است و نه نامطلوب) مانند شناخت تواريخ و رويدادهاي مربوط به زمان گذشته و اشعاري كه از ياوه گوئي ها و غزلسرائي ها عاري است و موجب اتلاف عمر نمي باشد، و نيز مطالب واجب و الزام آور در آنها مطرح نشده است از قبيل اشعار عربي «عربهاي عاربه» (569) و قصائد اصيل در زبان عربي كه در خور احتجاج و استشهاد به آنها در رابطه با عبارات كتاب و سنت مي باشد؛ و لذا است كه مي توان اين گونه اشعار را از ملحقات و مطالب وابسته به علم لغت برشمرد.

علوم و معارف ديگر از قبيل: طبيعيات و رياضيات و صنايع و فنون ديگر، اكثر آنها - ذاتا و با توجه به خود آنها - مباح مي باشد، و احيانا ممكن است آنها را به عنوان معارف و دانشهاي مطلوب و مستحب تلقي كرد؛ چون فراگرفتن اين علوم، موجب تكميل نفس و آمادگي براي تحصيل علوم ديني مي گردد، و از رهگذر فراگرفتن آنها قوه نظري و نيروي انديشه انسان نيز تقويت مي شود.

و گاهي فراگرفتن همين علوم - در صورتي كه صرف وقت براي تحصيل آنها مستلزم كوتاهي ورزيدن و سهل انگاري در تحصيل واجبات عيني و واجبات كفائي گردد - حرام خواهد

بود؛ چنانكه اين وضع و حالت براي برخي از افراد محروم و بي خبر از حقايق ديني، در زمان ما پيش مي آيد (كه به علت اشتغال و سرگرم شدن به مباحات و مستحبات، تكاليف ضروري و واجبات را از دست مي نهند).

بايد گفت:

اگر كسي در علومي كه آلت و ابزار و وسيله براي ورود در علوم شرعي و ديني است بيش از اندازه مورد نياز و فزونتر از حد ابزاري آن، سرگرم گردد با توجه به اينكه اشتغال به علوم ديني، به علت آنكه مردم كاملا بدان قيام نمي كنند، در حد وجوب خود باقي است - لذا اشتغال به اين گونه علوم آلي و ابزاري در اين شرائط، حرام خواهد بود.

مسئله توضيح و گزارش اقسام و انواع علوم و دانشها و بيان تفصيلي احكام و مقررات مربوط به آنها، مسئله اي است كه بايد در جاي ديگر مورد بحث و تحقيق قرار گيرد؛ زيرا بررسي اين گونه مطالب از حدود و مشخصات متناسب با موضوع اين كتاب خارج است.

بايد متوجه باشيم كه انحصار علوم ديني به علوم چهارگانه (اصول دين يا علم كلام. علم به كتاب يا علوم قرآني. علم حديث.

و فقه) ، اصطلاح خاص گروهي از دانشمندان است؛ و لذا برخي از علماء، علوم ديني را به سه علم اخيري تقسيم كرده اند.

امكان دارد كه هر گونه علم واجب و مستحب را به همين اصطلاح خاص، ارجاع داد، و چنين ارجاعي بلااشكال است، چون اين گونه واژه ها، صرفا به عنوان اصطلاح اهل فن تلقي مي شود كه به خاطر مناسبات ويژه اي استعمال مي گردد. خداوند متعال از هر كسي نسبت به حقايق، آگاه تر مي باشد.

مطلب 3 ترتيب و تسلسل علوم ديني در رابطه با محصل و دانشجو

اشاره

بايد دانست هر

يك از اين علوم مذكور از لحاظ تعلم و فراگرفتن، داراي مراحل و درجاتي است كه بايد دانشجو اين مراحل را در نظر گيرد و ترتيب آنها را رعايت كند تا سعي و كوشش او هدر نرود، و آداب و راه و رسم دانشجوئي بر او دشوار و ناهموار نگردد، و ضمنا بتواند در مدتي كوتاه و به سرعت، شاهد مطلوب و موفقيت را در آغوش گيرد.

چه بسيار ديده شده كه عده اي از محصلين و دانشجويان، ساليان مديدي در پي دانشجوئي كوشيدند ولي موفقيتي در اين راه كسب نكردند، و در طي اين مدت دور و دراز - به علت عدم رعايت ترتيب مذكور - جز به مايه علمي اندكي - به سرمايه اي كافي دست نيافتند؛ در حالي كه دسته اي ديگر از دانشجويان در ظرف مدت كوتاهي - به خاطر مراعات ترتيب و تسلسل منطقي علوم - توانستند ذخائر فراواني از علوم و معارف را كشف كرده و از آن ها برخوردار گردند.

ولي ضمنا نيز بايد متوجه بود كه هدف اساسي اين علوم، تنها خود علم و آگاهي نسبت به آنها نيست؛ بلكه هدف آنست كه تحصيل علم، همپاي با مقصد الهي و هماهنگ با آن باشد. معيار و مقياس اين هماهنگي يا از نقطه نظر آليت و ابزاري بودن اين علوم در وصول به رضاي خدا است، و يا از رهگذر علم و يا عمل براي خدا، و يا به خاطر اقامه نظام وجود، و يا راهنمائي بندگان خدا به خواسته هاي الهي، و يا امثال آنها مي باشد.

و به همين علت، ترتيب تعلم و يادگيري اين علوم، متفاوت مي گردد.

بنابراين اگر كسي در خردسالي و دوران نوجواني،

تحصيل علم را آغاز كند، نظر به اينكه واجد صلاحيت ترقي و پيشرفت در مراحل مختلف علوم است، و نيز داراي اهليت و آمادگي براي كسب فقاهت و بصيرت ديني از راه استدلال و براهين مي باشد بايد در آغاز كار به:

1 حفظ قرآن كريم و تجويد آن

1 - حفظ قرآن كريم و تجويد آن بر مبناي ضوابط معتبر، اشتغال ورزد:

چون حفظ كردن قرآن كريم و تجويد صحيح آن مي تواند به صورت يك كليد مشگل گشاي متناسب و ياوري توفيق آفرين درآيد؛ و نيز جان و دل، نورانيت يافته و انسان در زير سايه آن - براي درك و فهم ساير علوم - آمادگي پيدا كند. آنگاه كه محصل از حفظ و تجويد در قرائت قرآن كريم فارغ گشت مي تواند سرگرم فراگرفتن علوم عربيت گردد؛ زيرا علوم عربيت، نخستين ابزار فهم و مهمترين اسباب درك علوم ديني است.

بنابراين بايد نخست پس از حفظ قرآن كريم:

2 علم صرف

را تحصيل كند و به تدريج، از كتب ساده تر آغاز كرده و به كتب دشوارتر و پيچيده تر، و از كتب كوچكتر به كتابهاي بزرگتر، تحصيل در اين علم را ادامه دهد تا سرانجام بتواند معلومات متقن و استواري را در علم صرف كسب كرده و داراي احاطه علمي نسبت به آن گردد.

سپس بايد:

3 علم نحو

را فراگيرد و به ترتيب مذكور در علم صرف، در اين علم نيز كار خود را آغاز كرده و ادامه دهد و بايد پيش از آن مقداري كه در علم صرف مي كوشيد بر مراتب جد و جهد خود در حفظ كردن مطالب نحوي بيفزايد؛ زيرا كوشش در حفظ ضوابط نحوي داراي اثر پرارزشي در فهم معاني (تعابير عربي) قرآن و حديث است، و در جهت آموختن كتاب و سنت، سهم به سزائي را دارا است؛ چون اين دو به زبان عربي است.

پس از فراغ از علم صرف و نحو بايد به ساير:

4 علوم عربيت ديگر

(از قبيل: معاني و بيان و بديع و امثال آن) منتقل گردد.

و آنگاه (كه در حد نياز) از تمام علوم عربيت بهره گرفت بايد دست اندر كار تحصيل:

5 فن منطق

گردد و مطالب آن را در حد متوسطي بررسي و مطالعه كند؛ و آنچنانكه در مورد علوم ديگر، خود را زياده از حد سرگرم مي ساخت خويشتن را در اين فن مشغول نسازد؛ زيرا هدف مطلوب - بدون آنكه نيازي به اطاله تحصيل در منطق پيدا كند - (با مطالعه و تحصيل مختصر در اين فن) تامين مي شود، و زياده روي در تحصيل اين علم غالبا موجب تضييع وقت و اتلاف فرصت مي گردد.

پس از فراغ از تحصيل منطق بايد به:

6 علم كلام

منتقل گردد و تدريجا و گام به گام، آگاهيهاي لازم را در اين علم در حد متوسطي كسب نمايد و از مباحث و مسائل مربوط به بخش طبيعيات اين علم مطلع شود. البته تا آنجا تحصيل خود را در اين علم ادامه دهد كه ملكه و نيروئي در او به ثمر رسد تا او را به بحث و كاوش و اطلاع بر مزايا و خصوصيات عوالم وجود، توانا سازد.

محصل و دانشجو بايد پس از علم كلام، وارد تحصيل:

7 علم اصول فقه

گردد، و به همان ترتيب تدريجا در مورد مباحث و كتب اين علم از آسان به مشكل و از ساده به پيچيده، كار خود را ادامه دهد. علم اصول فقه براي كساني كه مي خواهند در دين الهي به مقام فقاهت برسند پس از علم نحو - از نقطه نظر تحرير و تحقيق و اهميت - داراي اولويت مي باشد. بنابراين نبايد دانشجو در مورد اين علم به مايه اندك و ناچيز بسنده كند. به همين جهت هر قدر كه در اين علم غوررسي و تحقيق نمايد، به همان مقدار، مباحث فقهي و ادله شرعي، مورد تحقيق و بررسي قرار مي گيرد.

پس از تحصيل علم اصول فقه بايد به فراگرفتن:

8 علم دراية الحديث

بپردازد و مسائل اين علم را مطالعه نموده و بر قواعد و ضوابط و اصطلاحات آن احاطه و آگاهي يابد. ولي بايد متوجه بود كه علم دراية الحديث از علوم دقيق و پيچيده اي به شمار نمي آيد؛ بلكه اين علم صرفا عبارت از اصطلاحات مدون و فوائد و ضوابطي است كه فراهم گشته است.

به همين جهت وقتي دانشجو به مطالب و مقاصد اين علم دست يافت بايد:

9 قرائت حديث

را از نظر روايت، تفسير، بحث و تصحيح - بر حسب اقتضاي احوال و متناسب با مجال و فرصت خويش - آغاز كرده و ادامه مي دهد.

و لااقل، اص (570) و متني را در اين علم انتخاب كند كه شامل ابوابي از مسائل فقهي و احاديث مربوط به آن باشد.

پس از فراغ از قرائت حديث بايد به بحث و:

10 تفسير آياتي از قرآن كريم

منتقل شود كه مربوط به مقررات شرعي و مباحث فقهي است. علماء و دانشمندان اسلامي، مباحث مستقل و جداگانه اي را در اين علم (يعني تفسير آيات الاحكام) تنظيم كرده اند، و به ويژه مصنفاتي را در اين زاويه از تفسير قرآن، پرداختند و (كتب «احكام القرآن» يا «آيات الاحكام» و يا «فقه القرآن» را تاليف نموده اند) كه بايد دانشجو، يك كتاب را در اين علم تحصيل كند تا در اسرار و مسائل دقيق آن بحث و كاوش نموده و با امعان نظر، به كشف مباحث عميق و مشكل آن توفيق يابد.

اين علم (يعني فقه القرآن) ، نامحدود مي باشد به گونه اي كه اذهان مردم نمي تواند عمق آن را غوررسي نموده و كاملا بر آن واقف گردد؛ زيرا آيات قرآني همچون گفتار عادي انسان نيست؛ بلكه بيان خداوند دانا و آگاه مي باشد كه فهم و درك مردم نسبت به آن به همان اندازه اي است كه عقل و فهم آنها اقتضاء مي كند. (و بالاخره فهم آنها نسبت به محتواي نامحدود قرآن، بسيار محدود و در تنگنا است).

آنگاه كه دانشجو از تحصيل فقه القرآن و يا آيات الاحكام فارغ گرديد بايد قرائت:

11 كتب فقهي

را آغاز نمايد و نخست، تحصيل خود را از كتابي شروع كند كه بتواند در ضمن آن به مطالب و رؤس مسائل فقه و اصطلاحات فقهاء و قواعد و ضوابط آنان، آشنائي پيدا كند؛ زيرا اين موضوعات به گونه اي است كه نمي توان جز از راه تعليم شفاهي استادان فقه، بر آنها آگاهي يافت، برخلاف علوم ديگر (كه احيانا مي توان مطالب و مباحث آن را از لابلاي كتب استخراج نمود و از راه مطالعه، از آنها بهره گرفت).

وقتي

از تحصيل در كتب فشرده و ساده فقهي فراغت يافت مي تواند در مرحله بعدي به قرائت كتب ديگر پرداخته و به بحث و استدلال و استنباط فرع از اصل و ارجاع فرع به علوم متناسب، و استفاده حكم و قانون الهي از كتاب و سنت - چه از جهت نص و چه از راه استنباط - موفق شود، استنباطي كه نتيجه عموم لفظ و يا اطلاق آن مي باشد.

و يا آنكه احكام را از حديث صحيح و حسن و امثال آنها استخراج نموده تا از اين طرق درباره اين مسائل به تدريج تمرين نمايد و بدانها انس و آشنائي پيدا كند.

هيچيك از علوم - از لحاظ ارتباط و پيوند با علوم ديگر - به پايه علم فقه نمي رسد؛ چنانكه هيچ يك از علوم به مانند فقه، مورد نياز جامعه نيست. بنابراين بايد دانشجو از بذل مساعي در تحصيل فقه دريغ نورزد؛ بلكه جد و جهد خويش را در آموختن آن فزاينده تر ساخته و سعي وافري در آن به كار برد؛ زيرا بايد فقه را به عنوان مقصد نهائي و والاترين مطلوب، و ميراث انبياء و پيمبران (عليهم السلام) تلقي نمود.

بايد يادآور شد كه مساعي دانشجو وقتي مي تواند از لحاظ وصول به هدف، به مدد و ياري او برخيزد كه ضمنا نيز مشمول موهبت الهي و نيروي قدسي پروردگار باشد، تا بتواند او را به مطلوبش نائل ساخته و او را به چنان مرتبتي برساند.

توفيق الهي داراي اهميت و ارزش ويژه اي در فقه و بصيرت نسبت به دين و آئين خداوند متعال است.

و بندگان او را جز اين، چاره اي نيست؛ بلكه رسيدن به مقام فقاهت، موهبتي

است الهي و نفحه اي است روحاني كه خداوند متعال همگام با مشيت و اراده به حق خويش، آن را اختصاصا به گروهي از بندگان خاص خود اعطاء مي فرمايد.

آري، جد و جهد و توجه به خداوند متعال و گسستن از خلق و پيوستن به حق، در افاضه اين موهبت از ناحيه باري تعالي، داراي اثري آشكار و سهم به سزائي مي باشد، لذا خداوند متعال در قرآن مجيد مي فرمايد:

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و ان الله لمع المحسنين (571)

آنانكه در راه ما مي كوشند، راههاي خويش را فراسوي آنها نشان داده و آنان را بدانها رهنمون مي سازيم.

و محققا خداوند متعال با نيكوكاران بوده و آنان را موفق مي گرداند.

آنگاه كه دانشجو از تمام اين علوم و معارف بهره لازم را دريافت كرد مي تواند در:

12 تفسير كامل كتاب آسماني

اشاره

يعني قرآن كريم، كار خويش را آغاز كند. بنابراين همه اين علوم و دانشهاي مذكور، مقدمه و زمينه ساز ورود در تفسير قرآن كريم مي باشد.

اگر دانشجو به چنين توفيقي دست يابد نبايد صرفا خود را در محدوده استنباطات و بداشتها و آراء مفسرين، مقيد سازد و بدانها بسنده كند؛ بلكه بايد خويشتن را هر چه بيشتر به تفكر و تعمق در معاني قرآن و تدبر در محتواي آن وادارد، و به منظور آگاهي بر نكات اساسي و حقايق نهاني و پوشيده آن، جان و دل خود را بپالايد و به تصفيه روح بپردازد و روي به درگاه خدا آورده و لابه و زاري كند و از او بخواهد كه توان و نيروي درك و فهم نبشتار آسماني و كتاب گرامي، و قدرت دريافت اسرار خطابهاي آن را از پيشگاه خود به وي مرحمت فرمايد.

در چنين

اوضاع و شرايطي است كه در برابر ديدگان بصيرت و چشم دل و جانش، حقايق، چهره مي گشايد، حقايقي كه از ديدگاه مفسران ديگر مخفي مانده و بدان نرسيده بودند؛ زيرا اين نبشتار عزيز خداوند متعال، درياي ژرف و بي كراني است كه در ژرفاي آن، گوهرهاي گرانبهائي جاي گرفته و در سطح ظاهري آن نيز راه خير و سعادت انسان ارائه شده است، و دانشمندان و مردم از لحاظ طرز برداشت و يافتن گوهرهاي گرانقدر آن و اطلاع و آگاهي - حتي بر پاره اي از حقايق اين كتاب آسماني - در درجات متفاوتي قرار دارند، و تلقي و استفاده آنها بر حسب شعاع كاربرد نيروي درك و فهم آنها و به همان اندازه اي است كه به توفيق الهي روزنه هائي از حقايق در برابر ديدگان بصيرت آنها گشوده مي شود.

تنوع تفاسير قرآن كريم

به همين جهت است كه تفسيرهاي قرآني - بر حسب اختلاف مفسرين از ديدگاه مذكور در فوق - به صورتهاي متفاوتي تدوين شده است و به ميزان كارآئي و تخصص علمي آنان، تفسيرهاي گوناگوني از قرآن كريم به چشم مي خورد:

1 - برخي از تفاسير قرآني به گونه اي تدوين شده است كه جنبه عربيت و مسائل مربوط به ادب عربي، بر جهات و جنبه هاي ديگر آن رجحان دارد، همانند تفسير «الكشاف» زمخشري. (كه ضمنا همين جهات ادبي ناظر به هدف كلامي است و آن عبارت از اثبات مذهب معتزله مي باشد).

2 - بعضي از تفسيرهاي قرآن به كيفيتي ساخته و پرداخته شده است كه مطالب جالب و چشمگير آن عبارت از مسائل حكمي و براهين كلامي است از قبيل تفسير «مفاتيح الغيب» امام فخر رازي.

3 - برخي از

تفاسير ديگر، جنبه قصص و داستان ها در آنها نظرها را به خود معطوف مي سازد مانند تفسير «الكشف و البيان» ثعلبي.

4 - و در دسته اي ديگر از تفاسير قرآن، آنچه بيش از هر جنبه اي جلب نظر مي نمايد، تأويل حقايق و توجيهات باطني است، يعني به گونه اي كه تفسير ظاهري در آنها تحت الشعاع تأويلات عرفاني آنها مي باشد، مانند كتاب «التأويلات» ملا عبدالرزاق كاشاني.

و بالاخره تفسيرهاي ديگري در چهره هاي گوناگون و تحت تاثير تخصص مؤلفان آنها با ديدگاههاي متفاوتي تدوين شده (كه سرانجام، مكاتب مختلفي را در تفسير قرآن كريم به وجود آورده است).

بر حسب برخي از روايات مشهور، قرآن كريم داراي تفسير و تأويل و حقايق و دقايق و ظهر و بطن و حد و مطلعي است، و مي توان همه آنها را فضل و مرحمت الهي برشمرد كه طبق مشيت به حق خويش، آنها را در اختيار عده اي قرار مي دهد؛ و خداي را فضلي عظيم و لطفي عميم است.

آنگاه كه از مطالعه و تحقيق در تفسير قرآن كريم فارغ گشت (و در شناخت قرآن كريم و محتواي آن به مايه هاي پرارزشي دست يافت) و خواست به پيشرفتهاي فزونتري نائل آيد و جان و روحش را به اوج كمال، ترقي و تعالي بخشد بايد به تحصيل كتب:

13 حكمت

اعم از حكمت طبيعي و رياضي - بپردازد. و

14 حكمت عملي

را - كه مسائل مربوط به تهذيب نفس در آن مطرح مي باشد - مورد تحقيق و بررسي قرار دهد.

و بايد دانست كه آنچه از اين علوم بيرون است از نيازهاي مربوط به دنياي فاني است.

15 علم حقيقي

پس از طي اين مراحل، نوبت به علوم حقيقي و فنون حقه الهي مي رسد؛ زيرا اين علوم و فنون حقه الهي، لب و عصاره همه علوم و معارف سابق الذكر و نتيجه و عصاره هرگونه شناختي را تشكيل مي دهد. به وسيله همين علوم حقيقي است كه انسان به مراتب و مقامات مقربان درگاه الهي ارتقاء يافته و بر مقاصد و اهداف واصلين به حق دست مي يابد. اميدواريم كه خداوند متعال، ما و شما را از چنين قرب و منزلتي برخوردار سازد؛ چون اعطاء و بخشش الهي، فزونتر از حد انتظار مي باشد.

همه اين حقايق - كه در طي مطلب سوم، راجع به ترتيب علوم و دانشها ياد شد - بدين منظور بوده كه افراد واجد اهليت و شايستگي و كساني كه داراي آمادگي لازم براي دريافت اين علوم مي باشند، بدانها آشنائي پيدا كنند. آري براي كساني اين حقايق ارائه شده است كه دل و جان آنها از چنان قابليتي برخوردار است و مي توانند در ظل آن، اين چنين معارفي را بازيافته و به درك آنها موفق گردند.

اما افرادي كه - از لحاظ درك چنين مقام و موقعيت - گرفتار نارسائي هستند، و به علت عوائق و موانع، از رسيدن به چنين هدفي، محروم و ممنوع مي باشند ناگزير بايد بر حسب امكانات و استطاعت فكري و ذهني خويش به قسمتي از آن بسنده نموده، و گام به گام - به همان كيفيتي

كه قبلا ياد كرديم - مراحل وصول به اين هدف و مقصد را طي كنند. اگر از نظر روحي، خود را ناگزير مي بينند كه در برخي از علوم و معارف سرگرم گردند و بدانها بسنده كنند و دست كم بايد اين خواسته روحي خود را به وسيله علوم ديني و احكام شرعي، اشباع نموده و بدانها اكتفاء نمايند.

اگر افرادي - به علت ضيق مجال و يا نارسائي فكري و روحي - نتوانند همه علوم ديني و احكام شرعي را فرا گيرند، بايد تحصيل فقه را به خاطر اولويت آن نسبت به ساير علوم - انتخاب نمايند؛ زيرا نُبُّوات و رسالتهاي انبياء و پيامبران (عليهم السلام) بر فقه، تكيه زده، و مسئله انتظام و سازمان امر زندگاني دنيا و مطالب و حقايق مربوط به آخرت و زندگاني روز واپسين، بر فقه مبتني است. چنين افرادي كه كمبودهاي هوش و يا نقص اهتمامشان، مقتضي اشتغال محدود و سرگرم شدن به تحصيل فقه مي باشد بايد علاوه بر تحصيل اين علم، خويشتن را به تهذيب نفس و اصلاح و آرايش و پيرايش دل وا دارند كه مي توان اين سعي را «طب روحي» و روانپزشكي و روان درماني دانست. آنها بايد در تحصيل مطالب طب روحي بكوشند تا اعتدال و موازنه اي كه آسمان و زمين بر اساس آن، پايدار است، و تقوائي كه ملاك و معيار ارزش هر علمي مي باشد در وجود آنها سازمان يابد (و داراي شخصيتي معتدل و موزون گردند).

16 عمل و رفتار

آنگاه كه دانشجو از تحصيل تمام ره آوردهاي علوم و معارف، فارغ شد بايد دست اندر كار عمل و رفتار بر طبق موازين علمي گردد چون عمل و

رفتار، زبده و عصاره و خلاصه علم و معرفت، و علت اصلي آفرينش و هستي مي باشد. خداوند متعال فرموده است:

و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون (572)

جن و انس را فقط از آن جهت آفريدم تا مرا بندگي كنند و آگاهيهاي خود را به كار بندند.

همه علوم و معارف مذكور به منزله آلات و دست افزارهاي دور و نزديك عمل و رفتار انسان مي باشند، چنانكه در باب اول اين كتاب همين نكته را تحليل و بررسي كرديم.

با توجه به اين مطالب بايد گفت:

چقدر زيانكار و نادان و نابخرد است آن كسي كه علم و دانش و يا فن و صناعتي را بدان منظور تحصيل كند تا صرفا در جهت معاش و زندگاني مادي او سودمند افتد، و عمر و فرصت هاي زندگاني و مساعي و رنج خويش را در مسير دست يافتن به افزارها و وسائل مصروف دارد، و از آن طرف، خود را به گونه اي در آن علم سرگرم نسازد تا از رهگذر آن به هدف و غرض اين علوم نائل شود.

اي دانشجو، درست بنگر و نيكو تدبر كن تا به خواست خداوند متعال موفق و كامياب گردي.

تتمه كتاب: سفارش و اندرزهاي شهيد ثاني به دانشجويان

اي دانشجو - يعني اي كسي كه چنين اميد دارم به مدد لطف الهي، موفق و كامياب گردي - من در لابلاي اين كتاب، راه و رسم دانشجوئي و علم آموزي را در برابر تو روشن و گشوده ساختم، و كيفيت در نورديدن اين راه را به تو آموختم، و كمال ادب و آئين زندگاني دانشجوئي را به خاطر تو آشكار و پديدار نموده و بيان كردم، و ترا بر آن واداشتم كه سعي كني وارد

اين بارگاه پرشكوه علم شوي.

علي هذا بر تو لازم است كه بكوشي و دامن همت به كمر زني، و روزگار كوتاه و فرصتهاي زودگذر عمر خويش را - براي دست يافتن به فضائل روحي و فراهم آوردن نيروهاي سازنده علمي - غنيمت بشماري؛ زيرا تحصيل اين فضائل و ملكات علمي، علت اساسي نيكبختي جاويد و سازنده كمال نعمت و سرور دائمي تو مي باشد؛ چون همين حقايق به عنوان كمال نفس انساني تو، به شمار مي آيد؛ و نفس انساني و سعادت و يا شقاوت آن نيز براي هميشه پايدار است و فناء و نيستي بدان راه ندارد؛ چنانكه اين حقيقت در علوم و معارف حكمي و فلسفي كاملا محرز و مسلم گرديده است، و آيات قرآني و احاديث نبوي نيز ما را به همين حقيقت رهنمون است.

بنابراين، كوتاهي و سهل انگاري تو در تحصيل كمال - آن هم در ايام و لحظات چنين مدت و مهلت كوتاه - موجب مي گردد كه حسرت و تاسف تو در دراز مدتي (پيش بيني نشده) ، مستمر و طولاني گردد.

اگر تو داراي بصيرت و بينش هستي، به خود آي و با خويشتن بينديش كه از انديشيدن خود بدين حقيقت واقف مي گردي كه:

اگر نسبت به همگنان و همالان خود - كه آنها همشهري و هموطن و هم برزن تو هستند - اگر تو نسبت به آنها از لحاظ تحصيل علم و كمال، گرفتار نارسائي و نقصي باشي، قطعا در درون خويش، احساس رضايت نخواهي كرد، آنگاه كه احساس كني كه علم و دانش آنان بر علم و دانش تو فزوني دارد و مقام علمي آنها از مقام علمي تو، برتر و

والاتر است؛ مسلما رنجيده و آزرده مي شوي. با اينكه تو و آنها در زير يك آسمان و در دنياي پست و فرومايه اي به سر مي بريد، آن دنيا و زندگاني كم ارزشي كه قريبا از دست رفته و نابود خواهد گشت، و ممكن است تو نسبت به نقص خود - از ناحيه ديگران - جز به مقدار كمي از آن توجه نداشته باشي.

اگر تو فردي عاقل و خردمند باشي بايد از تو پرسيد كه چگونه احساس رضامندي مي كني كه فرداي قيامت در منزلگاه ابدي - آنگاه كه افراد برجسته و پديده هاي والاي الهي از قبيل: انبياء و مرسلين و شهداء و صالحين و علمائي كه به درون و ژرفاي علم و دانش راه يافته اند و فرشتگان مقرب، گردهم آيند و منازل و مقامات آنان در چنين خانه و عرصه پايدار، بر حسب كمالاتي باشد كه آنها در همين دنياي فاني و در همان مدت كوتاه و زودگذر فراهم آورده اند - تو در صف النعال و پائين ترين و دوردست ترين مقامات قرارگيري؟ در حالي كه هم اكنون مي تواني كه كمالات مذكور را به دست آورده و مساعي خود را ذخيره و توشه اي براي وصول به چنان مقامات قرار دهي.

اگر تو با توجه به اين حقايق، به سهل انگاري خويش تن در دهي و احساس رضايت نمائي و به داشتن چنين مقام و منزلتي فرومايه، قانع باشي بايد بداني كه اين حالت، ناشي از قصور و نارسائي عقل و يا خواب و غفلت و بي خبري تو است كه بايد از چنين خواب غفلت و بي خبري و لغزشهاي بد، به خداوند متعال پناه بريم.

اين حسرت و

تاسف تو وقتي است كه فرضا در روز قيامت از خطرهاي بزرگ و شكنجه هاي آتش دوزخ آن محفوظ بماني؛ ولي از كجا مي پنداري كه از اين گونه مهلكه ها - در چنان روز بلاخيزي - در امان هستي؟

پيش از اين متوجه شدي كه تحصيل اكثر اين علوم و دانشها الزامي بوده و به سر حد وجوب عيني و يا كفائي مي رسند، و نيز آگاه گشتي كه هرگاه ديگران در مورد واجب كفائي به مقدار كافي و به اندازه اي كه نياز محيط را تامين كند بدان قيام ننمايند، همگي افراد چنين محيطي - به خاطر ترك اين امر واجب - گناهكار محسوب مي گردند. بنابراين واجب كفائي از اين ديدگاه، همسان و هم وزن با واجب عيني، داراي ضرورت اجراء خواهد بود.

بايد يادآور شد كه در دوره معاصر و بلكه در اكثر دوره ها، افرادي كه در اداء واجب و تكاليف الزامي، امثال تحصيل علوم ديني بپاخيزند و مقام و مرتبتي را كه مورد رضاي الهي باشد - به ويژه در رابطه با تحصيل فقه - به دست آورند، بسيار كمياب هستند.

چنانچه ما تحصيل فقه را واجب و الزامي بدانيم، لااقل واجب كفائي است.

و دست كم، اداء چنين امر واجبي مقتضي است كه در هر منطقه و هر محيطي، يك فرد، به اين وظيفه - در حد رفع نياز آن محيط - قيام كند.

و اداء چنين وظيفه اي ايجاب مي نمايد كه عده زيادي فقيه در اقطار مختلف گيتي به وجود آيند؛ راستي كسي در اين دوران، چنين شرائط و اوضاعي، تحقق يافته و مي يابند (كه مردم سراسر جهان از وجود فقهاء بهره مند بوده و باشند؟).

علاوه بر آنكه تحصيل فقه،

داراي وجوب و ضرورت است، تحصيل و فراهم آوردن لوازم و مقدمات آن از قبيل: تحصيل علوم پايه علوم شرعي و كتبي كه اين علوم بر آنها مبتني است، مانند حديث و امثال آن و نيز تصحيح و ضبط اين احاديث و كتب، واجب و ضروري مي باشد؛ در حالي كه هيچيك از اين گونه اقدامات در زمان حاضر: (عصر مؤلف) به چشم نمي خورد.

علي هذا تقاعد و خانه نشيني و كسالت و تن آساني و سرگرمي هاي غير علمي و شانه خالي كردن از زير بار تحصيل فقه و اشتغالات ديگر علمي، و يا شانه خالي كردن از اشتغالاتي كه بايد در زمينه علوم پايه فقه انجام گيرد از بزرگترين گناهان محسوب مي شود؛ اگرچه اين گونه تقاعد و خانه نشيني به عبادت - اعم از دعاء و قرائت قرآن كريم - صرف گردد، (در عين حال چنين عبادتي كه او را از انجام وظيفه شرعي و ضروري بازمي دارد به عنوان فرار از تكليف و ارتكاب گناه به شمار مي آيد).

بنابراين به چه دليل مي توان گفت كه يك فرد خانه نشين كه بدينسان از اشتغال به علوم ديني شانه خالي مي كند - بر فرض آنكه اوقات خود را صرف عبادت كرده و با چنين اهتمام ناچيز و فرومايه اي، قانع و راضي، و از ارتقاء به مقامات و منازل افراد والامقام، محروم است - از مصائب هول انگيز و دهشت زاي روز رستاخيز در امان مي باشد.

ثالثا چنين فرض كن كه از هول و هراسهاي قيامت در امان هستي؛ ولي اين نكته را فراموش مكن كه امتياز تو از ساير جانوران ديگر به خاطر همين قوه عاقله و نيروي خرد

تو است، نيروئي كه خداوند متعال به وسيله آن، ترا از ميان همه حيوانات و جانوران، ممتاز و مشخص ساخته و آن را به ويژه در اختيار تو قرار داده است. همين قوه و نيرو است كه مي تواند ترا در باز يافتن درست از نادرست، ياري دهد، و براي تو امكاناتي فراهم آورد كه در همين دنيا، دانشهاي سودمند به امر دنيا و آخرت خويش را فراگيري.

لذا اگر تو اين نيرو را در همان جهاتي - كه اين نيرو به خاطر همان جهات آفريده شده است - به كار نگيري و خويشتن را در لابلاي عوامل شخصيت سوز و انسانيت برانداز از قبيل حرص به خور و خواب و نوش، و اعمالي امثال آنها سرگرم سازي، اعمالي كه تو با ساير حيوانات - حتي با كرمها و خيزدوكها و حشرات در چنان اعمالي، شريك و همسان هستي؛ زيرا كرمها و حشرات نيز به مانند تو مي خوابند و مي خورند و مي نوشند و آذوقه فراهم مي آورند و از راه اعمال غريزه جنسي به توليد نسل مي پردازند. (با وجود اينكه ميان تو و اين پديده هاي پست از نقطه نظرهاي مذكور، تفاوتي وجود ندارد) مع هذا مي تواني از طريق به كار گرفتن نيروي عقل و تمرين و ورزش آن به وسيله تحصيل علم، و عمل بر طبق موازين آن، در رده فرشتگان و يا در مقام و پايه اي شكوهمندتر از آنها قرارگيري. چنانچه از اين قوه و نيروي عالي بهره گيري نكني، و اين نيرو را با ترك تحصيل علم، عاطل و باطل سازي، و به خور و خواب و شكم و دامن بپردازي، اين كار تو عين زيان

و ضرر آشكاري است (كه هيچ زياني را نمي توان با آن برابر دانست).

برادران و دوستان من - كه اميدوارم خداوند متعال ما و شما را از خواب غفلت و بي خبري، بيدار سازد - به هوش باشيد، و مهلت عمر و روزگار محدود زندگاني خويش را مغتنم شمرده، و گذشته تباه گشته خود را - پيش از دست دادن امكانات و گذشت آنات - تدارك و تلافي و جبران كنيد، و سعادت از دست رفته خود را باز يابيد.

جاي بسي تاسف است براي كسي كه گذشته از دست رفته و ندامت محنت زاي دائمي را از پيش جبران نمي كند.

اميدوارم خداوند متعال همه ما را از بسترهاي سكوت و سكون و آرامگاههاي طبيعت و جبلت و غفلت، هشيار و بيدار سازد و به ما توفيق دهد تا باز پس مانده عمر و ايام چنين مهلت كوتاهي را در طريق تحصيل علوم ديني مصروف سازيم.

خداوند متعال جايگاه همگي ما را در خانه كرامت و در مراتبي والا و بر اوج منازل شرف قرار دهد؛ چون او كريم ترين بزرگواران و با بخشش ترين بخشايش گران است.

اين رساله را تا همينجا به پايان مي بريم (و به خاطر توفيق در نگارش آن و نيز در برابر نعمتهاي بزرگ الهي) ، خداوند متعال را سپاسگزاريم، و بر خاتم رسالت و آخرين فرستادگان و نيز بر خاندان او (عليهم السلام) - كه همگي داراي مقام عصمت و عدالت هستند - درود و تحيات خويش را تقديم مي داريم، و از گناهان خود از پيشگاهش آمرزش مي جوئيم چراكه او آمرزنده مهربان است.

مؤلف اين رساله: زين الدين علي بن احمد شامي عاملي - كه

نيازمند عفو و مرحمت الهي است - در روز پنجشنبه بيستم ربيع الاول سال نهصد و پنجاه و چهار (هجري قمري) ، از نگارش آن فراغت يافت.

مترجم اين رساله

سيد محمد باقر ابن سيد محمد ابن سيد محمد باقر ابن سيد ابراهيم ابن سيد محمد ابن سيد شريف حسيني حجتي طبرستاني بارفروشي (بابلي) ملامحلي، مسوده ترجمه را در ساعت دوازده شب چهارشنبه، نوزدهم ربيع الاول سال يكهزار و چهارصد هجري قمري به پايان برده، و نگارش مبيضه آن را در ساعت شش بعد از ظهر روز شنبه، پنجم جمادي الاولي - همزمان با زادروز حضرت زينب كبري (سلام الله عليها) - به سال يكهزار و چهارصد هجري قمري، مطابق دوم فروردين يكهزار و سيصد و پنجاه و نه هجري شمسي در تهران به انجام رسانده است.

ضمن سپاس الهي و تقديم درود و تحيات بر پيامبر گرامي (صلي الله عليه و آله و سلم) و خاندان بزرگوار او (عليهم السلام) ، از خداوند متعال مي خواهم كه اين بنده گناهكار را مشمول الطاف خويش قرار داده و اين خدمت ناچيز را به عنوان اندك توشه اي براي اين تهيدست در روز قيامت محسوب فرمايد.

پيوست ترجمه كتاب منية المريد

آداب سكني و اقامت در مدارس

اشاره

چون محصلان - اعم از مبتدي و يا دانشجويان مقطع نهائي - غالبا در مدارس به سر مي برند و در معظم ساعات شبانه روزي در مدرسه ها اقامت دارند، آداب و آئينهاي براي سكني و اقامت آنان در مدارس مقرر است كه اين آداب، طي يازده نوع، گزارش مي شود:

1 انتخاب مدارس با توجه به حال و هدف بنيانگذاران و وقف كنندگان آنها

محصل و شاگرد بايد به گزين بوده، و تا حدودي كه امكانات اجازه مي دهد سعي كند براي اقامت و سكناي خود، مدرسه اي را انتخاب نمايد كه واقف و بنيانگذار آن داراي تقوي و پرهيزكاري فزونتري از ديگران بوده، و از بديها و بدعتها و نوپردازيهاي سخيف و اهداف نادرست، دورتر و بيگانه تر باشد؛ (يعني دستش به ظلم و تجاوز از حدود الهي آلوده نباشد).

بنابراين بايد محصل، مدرسه اي را براي سكناي خويش جويا باشد و در پي يافتن محلي براي اقامت خويش برآيد كه آن محل يعني مدرسه در جهت و هدف مطلوب و مرضي خداوند متعال تأسيس شده و از رهگذر جرياني خداپسندانه - كه به منظور بنيانگذاري يك مؤسسه علمي و ديني - بر سر پا گشته، و شهريه و مقرري و هزينه هاي جاري آن نيز از مال حلال و پاكيزه اي تامين شده باشد، و بايد در اين جهات، اطمينان نسبي در او به هم رسد تا محل و مدرسه اي را كه واجد اين جهات است براي اقامت خويش انتخاب كند؛ زيرا نياز به حزم و احتياط و دورانديشي و احتياج به ملاحظات ديني در امر مسكن، همانند نياز به احتياط و دقت در امر خوراك و پوشاك و امثال آن، از اهميت خاصي برخوردار است.

2 اجتناب از مدارسي كه بنيانگذارانشان ناشناخته و يا فاقد تقوي به نظر مي رسند

محصل و دانشجو (و حتي مدرس و استاد) بايد حتي الامكان از سكني گزيدن در مدارسي كه ملوك و پادشاهان (و اعوان و انصارشان) بناء كرده اند خودداري نمايند، ملوك و پادشاهان و دولتمرداني كه حال و هواي آنان از نظر هدف تأسيس آن مدارس و غرض آنان از وقف آن مدارس، كاملا معلوم نيست. بنابراين بهتر آن

است كه مدرسه اي براي سكني انتخاب گردد كه چنان افرادي آنها را بناء نكرده اند؛ چون نظر و هدف اين گونه افراد و نيز هزينه هائي كه در تأسيس اين مدارس صرف نموده اند داراي وضع مشخص و مطلوبي نيست.

و در صورتي كه وضع و حال و هدف بنيانگذاران مدارس از نظر مشروعيت و عدم مشروعيت كاملا معلوم باشد، وظيفه محصل و يا مدرس در چنين صورتي، واضح و روشن است (و نيازي به توضيح ندارد) ؛ لكن بايد يادآور شد كه در ميان (پادشاهان) و اعوان و انصارشان، كمتر افرادي به چشم مي خورند كه دستشان به ظلم و تجاوز آلوده نبوده و اهدافشان خالص و بي شائبه باشد.

3 مُدرس
اشاره

مدارسي كه از نظر تأسيس و بنياد در رابطه با واقف و مدرس آنها داراي وضع مطلوب و مشروعي مي باشد بايد مدرس آنها نيز از لياقت و صلاحيت برخوردار باشد. يعني داراي فضل و رياست و ديانت و بخردي و مهابت و جلالت و آوازه نيك و عدالت بوده؛ و نسبت به فضلاء، علاقه مند، و در برابر ضعفاء، دلسوز و مهربان باشد، و محصلين را از قرب به خويشتن بهره مند ساخته و دانشجويان شاغل و سرگرم به درس را تشويق نموده، و افراد بازيگوش و ياوه كار و بي بند و بار را از خود براند، و نسبت به اهل بحث و تحقيق و مذاكره منصف باشد؛ آري، مدرس و استاد بايد در جهت سود رساندن و افاده و افاضه به شاگردان داراي حس اشتياق بوده، و سعي كند از فيض رساندن به ديگران دريغ نورزد و در اداء اين وظيفه، غفلت نكند، ما قبلا درباره

آداب معلم و مدرس، وظائف اخلاقي و آدابي را كه بايد در رابطه با شاگردانش رعايت كند مطالب مفصل تري را بازگو نموديم.

معيد:

اگر لازم است مدرس و معلم داراي معيد و دستياري باشد بايد اين معيد از ميان صلحاء فضلاء، و فضلاء صلحاء انتخاب شود و واجد صبر و تحمل در برابر اخلاق و رفتار ناخوش آيند شاگردان باشد، و از رهگذر معيد بودن به شاگردان سود رسانده و شاگردان نيز بتوانند از او سودمند گردند و نسبت به كار و وظيفه اش حريص و پر اشتياق بوده و در امر تحريص شاگردان به درس و اهتمام به اشتغال آنها در اداء تكاليف درسي، كوشا و نستوهانه به وظيفه خويش قيام نمايد.

وظائف مدرس و معلم ساكن در مدرسه

شايسته است مدرسي كه در مدرسه سكني دارد، خود را زياده از حد در تيررس ديد ديگران قرار ندهد، و بدون نياز و ضرورت از محل سكني و حجره خويش بيرون نيايد، زيرا زياده روي در اين كار موجب سقوط حرمت و حيثيت ابهت آميز مدرس در نظر ديگران مي گردد، و به اصطلاح «از چشم» مردم مي افتد.

مدرس و استاد بايد در محيط مدرسه به اقامه نماز به صورت جماعت اهتمام ورزد تا اهل مدرسه از او تأسي كرده و بدين شيوه و سيره استاد، انس و عادت برقرار سازند و همواره نماز را به جماعت برگزار نمايند.

4 رعايت برنامه و وقت معين براي جلوس در مدرس و محل افاضه درس

سزا است كه مدرس در تمام روزهاي درسي هفته در ساعت و وقت معيني در جايگاه تدريس خود جلوس كند تا گروه شاگردان و علاقه مندان محضرش در چنين وقت مشخصي همواره او را در دسترس خود بيابند، و شاگرداني كه سرگرم مطالعه درس از روي كتب هستند و يا به تصحيح اين كتب اشتغال دارند، و يا به ضبط مشكلات كتب و لغات و واژه هاي آن مي پردازند، و يا اختلاف نسخه ها: (نسخه بدل ها) و الفاظ و عباراتي را كه به صحت مقرون تر است يادداشت مي كنند و در چنين ساعت معين در محل جلوس و مدرس استاد حضور يابند با نظرخواهي از او مطالعات و بررسيهاي درسي آنها بر اساس اطمينان و يقين ادامه پيدا كند و كوششهاي فكري و تحقيقي آنان، دچار ضايعه و تباهي نگشته، و چون بدون استاد احيانا ممكن است شك و ترديد در مطالعات آنها راه يابد دل و جان و درون و فكرشان رنج و آزار نبيند و خستگي

و بي حالي در روحشان پديد نيايد.

وظائف معيد و دستيار مدرس نسبت به شاگردان رسمي و غيررسمي:

بايد معيد و دستيار موظف مدرسه در اداء وظيفه خويش، اهل مدرسه را - چه در ساعت عادي و روزمره و چه در ساعات مشروط و معين - بر غير اهل مدرسه مقدم دارد؛ البته در صورتي كه اداء اين وظيفه مربوط به اموري باشد كه اعاده آنها بر وي تكليف شده و نسبت به او داراي وجوب عيني باشد؛ در چنين شرائطي بايد نخست درسهاي اهل مدرسه و شاگردان رسمي را اعاده نمايد؛ چون اين وظيفه براي او - تا وقتي كه در سمت «معيد» كار مي كند - تعيين شده است.

و نيز چون اداء وظيفه نسبت به شاگردان غيررسمي و كساني كه اهل مدرسه نيستند در حد استحباب و يا وجوب كفائي است لذا بايد نخست وظيفه خويش را در مورد اهل مدرسه ايفاء نموده و سپس به اداء تكليف خود درباره سايرين قيام كند.

بايد مدرس و يا ناظر مدرسه، فردي را كه به موفقيت و پيشرفت او اميدي هست (به تدريج) در سمت «معيد»، به شاگردان معرفي و اعلام نمايند تا بهره گيري و استعانت از او رو به فزوني گذارده و شرح صدر و ظرفيت گسترده تري در افاده به ديگران در او بارور گردد.

و چنانچه فرد ديگري را به عنوان «معيد» تعيين نكرده باشند بايد از محصلين بخواهند كه محفوظات و فراورده هاي علمي خود را بر چنين فردي عرضه نمايند، و او نيز آن بخش از مطالبي را - كه در طي درس مدرس، فهمش براي شاگردان مبهم مانده است - بر آنها اعاده كند.

به خاطر همين نكته است كه چنين فردي را «معيد» ناميده اند.

اگر واقف مدرسه چنان شرط كند كه بايد معيد - در هر ماه و يا در هر فصل - عرضه كردن محفوظات را از شاگردان بخواهند، او بايد در مورد محصليني كه داراي شايستگي كافي در بحث و تحقيق و مناظره و مناقشه علمي هستند از لحاظ كميت و مقدار عرضه آنها تخفيف دهد؛ زيرا جمود بر كميت نوشته ها، محصل پويا و انديشمند را از تدبر و انديشيدن - كه اساس و مبناي تحصيل و علم آموزي است - بازداشته و موجب ركود در تحرك فكري مي گردد.

اما در مورد افراد مبتدي و تازه كار و نيز درباره محصليني كه در سطح نهائي سرگرم تحصيل هستند براي عرضه معلومات و محصولات علمي، آن مقداري را از آنها مطالبه نمايد كه در خور حال و ذهن و هوش آنها است.

سائر آداب و مطالب مربوط به روابط مدرس و محصل قبلا در مباحث مناسب خود گزارش شد.

3 - آگاهي از شرائط مدرسه و اهتمام در عمل به آنها

بايد شاگرد و يا مدرسي كه در مدرسه سكني و اقامت دارند از شرائط آن آگاهي به دست آورند تا از طريق چنين آگاهي به اداء حق و حقوق مدرسه قيام كرده و اين شرائط را عملا رعايت نمايند.

ضمنا تذكر اين نكته لازم است كه بهتر است، مدرس يا محصل حتي الامكان از دريافت شهريه و مقرري مدرسه خودداري كنند؛ به ويژه در مورد مدارسي كه داراي شرائط سخت و دقيق و سنگين مي باشند؛ چنانكه غالب محصلين ديني در زمان معاصر به اين امر مبتلا هستند و از چنين مدارسي

شهريه دريافت مي كنند (از خداوند متعال درخواست مي كنيم كه با نعمت خير و عافيت در سايه احسان و كرم خويش، ما را از روح قناعت برخوردار ساخته و به ما روحيه كفاف و عفاف مرحمت فرمايد).

اما بايد يادآور گرديد:

اگر محصل و مدرس در شرائطي باشند كه چنانچه در پي تحصيل معاش و حوائج زندگاني تلاش كنند وقت و فرصت تحقيق و تحصيل علمي آنها ضايع گردد و چنان تلاش و فعاليتهاي مادي، آنان را از اشتغال كامل در تحصيل و تدريس بازدارد، و يا آنكه داراي حرفه و شغل ديگري نيستند كه از مجراي آن، حوائج زندگاني مادي خود و خانواده خويش را تامين كنند، دريافت شهريه و مقرري مدرسه - براي تامين معاش - در چنين صورتي بلامانع است. البته بايد هدف آنها چنان باشد كه در تعليم و يا تعلم و به عبارت ديگر: در بهره رساندن به ديگران از نظر علمي، و نيز در بهره گيريهاي علمي، فارغ البال بوده و گرفتار دل مشغولي مسائل ديگري نباشد. لكن بايد سعي كنند كه به تمام شرائط مدرسه عمل كرده و بدان سخت اهتمام ورزند.

بايد مدرس و محصل رفتار و فعاليتهاي خود را - در جهت اداء وظيفه نسبت به شرائط مدرسه - تحت محاسبه قرار داده و به اصطلاح در رابطه با شرائط مدرسه «به محاسبه نفس» خود برخيزند، و در خويشتن مطالعه كنند كه آيا به اين شرائط پاي بند هستند و به آنها عمل مي كنند يا نه؟

بنابراين اگر اداء شرائط مدرسه از آنها مطالبه شود و يا در اين رابطه مورد بازخواست قرار گيرند و يا به خاطر كوتاهي و سهل

انگاري در عمل به شرائط و تكاليف واجب مدرسه، هدف سرزنش واقع شوند نبايد در خويشتن فرو رفته و نگران و آزرده خاطر گردند، بلكه بايد چنين پيش آمد و هشدار را به عنوان نعمتي از جانب خداوند متعال برشمرده، و به خاطر چنين تنبيهي، خداي خويش را سپاسگزار باشند؛ زيرا خداوند متعال به مدد فردي هشداردهنده و بيدارگر، به آنان توفيقي ارزاني داشته كه آنها را در قيام به تكاليف و شرائط مدرسه ياري داده است. نتيجه و بازده چنين تنبيهي، عبارت از رهائي از جرم و گناه مي باشد، (جرم و گناهي كه ثمره تقصير و اهمال در عمل نسبت به شرائط مدرسه بوده كه چنان فرد بيدارگري از استمرار و تداوم اين گناه و تخلف پيش گيري كرده است).

يك فرد عاقل و هوشيار، عبارت از كسي است كه داراي همتي عالي و برخوردار از جان و روحي واقع بين بوده، و در برابر هشدارها و تنبيه و انتقاد بجا و به مورد، هيچگونه آزردگي خاطر و دلسردي به خود راه ندهد.

4 - وظائف محصلين غيررسمي نسبت به دروس و شاگردان رسمي مدرسه

اگر واقف مدرسه، سكناي در آن را فقط به «مرتبين» يعني افراد حقوق بگير و رسمي، منحصر كرده باشد نبايد افراد غيررسمي و غير موقوف عليهم در آنجا سكني اختيار كنند. لذا سكناي افراد غيررسمي در چنين مدرسه اي يك عمل غاصبانه و عاصيانه محسوب مي شود؛ ولي اگر وقف مدرسه، منحصر به افراد رسمي و مرتبين نباشد، سكناي افراد غيررسمي در آنجا - در صورتي كه واجد اهليت اقامت در مدرسه باشند - بلامانع خواهد بود.

اگر فرد و يا افراد غيررسمي در مدرسه اي

كه منحصرا براي اقامت افراد رسمي وقف نشده است سكني گزينند بايد به اهل مدرسه و ساكنان رسمي آن احترام گذاشته، و آنان را در استفاده از لوازم و تشكيلات ديگر مدرسه بر خويشتن مقدم دارند، و در جلسات درس مدرسه حضور به هم رسانند؛ زيرا شركت در درس و مسئله علم آموزي، مهمترين شعاري است كه مي توان گفت:

هدف اساسي تأسيس و بنيانگذاري مدرسه مي باشد؛ چون جلسه درس با قرائت قرآن و دعاي به واقف و تجمع و تشكل افراد در مجلس ذكر و مذاكره علمي همراه مي باشد. اگر فردي كه در مدرسه سكني دارد و در آن به سر مي برد در جلسات درس آن حضور بهم نرساند و مجالس درس آن را به كلي ناديده انگارد، در واقع آن هدفي را ناديده انگاشته كه بر اساس آن، مدرسه وقف و تأسيس شده است، آن هم مدرسه اي كه خود در آن به سر مي برد.

و اين بي اعتنائي به جلسات درس و عدم شركت در آن ظاهرا به هيچ وجه با هدف و مقصود واقف و مؤسس مدرسه سازگاري ندارد.

در صورتي كه نخواهد در جلسه درس حضور يابد بايد هنگام دائر شدن درس، در خارج از مدرسه به سر برد؛ زيرا در صورتي كه در مدرسه حضور داشته باشد و بدون داشتن عذر موجه با اهل مدرسه در درسشان اشتراك مساعي نكند و در جلسه درس آنها حضور بهم نرساند و با آنان همنشين نگردد، اين عدم مشاركت به عنوان اسائه ادب و تكبر نسبت به اهل مدرسه و بي نياز وانمود ساختن خويش از فوائد تجمع و تشكل شاگردان و بي باكي و بي بند

و باري نسبت به جمع و گروه آنان تلقي مي شود.

اگر در مدرسه حضور داشته باشد؛ لكن در درس شركت ننمايند نبايد در حال گرد همائي اهل مدرسه در جلسه درس - جز براي انجام كارهاي ضروري - از حجره و اتاق خود بيرون آيد و يا به رفت و آمد بپردازد. او نبايد كسي را به طرف خود دعوت كند و يا فردي را از اتاقش به بيرون فراخواند. او نبايد همزمان با انعقاد جلسه درس، در مدرسه راه برود، و صداي خود را براي قرائت درس و يا تكرار و مباحثه و مذاكره آن بيش از اندازه بلند سازد.

و درها را توام با سر و صدا نبندد و نگشايد.

و بالاخره بايد از ارتكاب اين گونه كارها - كه به عنوان اسائه ادب و جهالت و حماقت و نابخردي نسبت به اهل مدرسه تلقي مي شود - جدا خودداري كند.

من به چشم خود ديده ام: يكي از علماء و دانشمنداني كه در سمت قاضي شخصيت هاي صالح و برجسته، انجام وظيفه مي نمود محصل و دانشجوئي را كه همزمان با اشتغال شاگردان به درسشان، در مدرسه راه مي رفت سخت مورد انتقاد و سرزنش قرار داده و از كار او با خشونت نهي كرد؛ با اينكه اين محصل، سرگرم تيمار و پرستاري بيماري بود كه آن بيمار در محلي نزديك به جايگاه تدريس به سر مي برد، و اين محصل به منظور رسيدگي و تامين حوائج اين بيمار، ناگزير به رفت و آمد بود.

5 ترك معاشرت بي ثمر با همگنان و اهتمام به اداء وظائف مربوط به اهداف مدرسه

محصلي كه در مدرسه اقامت دارد بايد خويشتن را به مصاحبت و معاشرت هاي بي ثمر، با ديگران سرگرم نسازد و وقت و فرصتهاي گرانبهاي خود را

در اختيار چنين بطالت و سرگرمي هاي بي فائده قرار ندهد.

و در دلش رضايت ندهد كه در كوچه و راه عبور و مرور، جا خوش كند؟ بلكه بايد از رهگذر ترك هرگونه معاشرتهاي بي فائده، به كار و تحصيلات خويش روي آورده و در جهت تحقق بخشيدن آرمان و اهداف مربوط به بناء و تأسيس مدرسه بكوشد؛ زيرا عشرت بارگي و اعتياد به مصاحبتهاي بي ثمر، حال و مآل و فرصت هاي دور و نزديك عمر آدمي و شرائط و اوضاع موجود و آينده انسان را تباه مي سازد.

يك محصل عاقل و هشيار بايد مدرسه را به صورت منزلي در نظر گيرد كه بايد در طي اقامت خويش در آن، نيازهاي اساسي خود را برآورده ساخته و از آن براي تحصيل علم بهره برداري كند، و پس از رفع نياز علمي، آنجا را ترك گويد و از آن بكوچد.

لكن اگر محصل با كسي مصاحبت و معاشرت كند كه از رهگذر آن، او را بر تحصيل اهداف و مقاصد ديني و علمي و تكميل بهره هاي معنويش ياري دهد، و در او جنبش و تحرك و نشاطي در جهت ازدياد معلوماتش بارور سازد، و رنج و افسردگي خاطر را از جان و روحش بسترد، و چنين معاشري آنچنان از دين و امانت و مكارم اخلاق برخوردار باشد كه بتوان به مصاحبتش اطمينان كرد، در چنين شرايطي همنشيني و معاشرت با او مانعي ندارد؛ بلكه چنين معاشرت و مصاحبتي پربركت، مطلوب و پسنديده است؛ البته به شرط آنكه چنين يار و رفيق و همدم محصل با هدفي الهي نسبت به او خيرخواه و دلسوز بوده و گرفتار هوس و بازيگوشي و

بطالت گرائي نباشد.

محصل بايد در هر شرائط از نظر علمي و در جهت استفاده و علم آموزي، حريص و پر اشتياق باشد:

اگر سكني و اقامت محصل در مدرسه و مصاحبت او با فضلاء و تكرار سماع درس، طولاني گردد و ملاحظه كند كه ديگران بيش از او در اندوختن ذخائر علمي موفق هستند؛ ولي او از چنين پيشرفت و پس انداز جالب، محروم مي باشد عليرغم چنين وضع نامطلوبي بايد همتش را والا نگاهداشته و حميت و غيرت تحصيلي خود را از دست ندهد. او بايد از خود بخواهد و خويشتن را وادارد كه هر روز به استفاده معلومات جديدي دست يازد، و با خود در كميت و كيفيت فراورده هاي علمي اش به محاسبه برخيزد، و سعي كند كه از كوششهاي تحصيلي باز نايستد تا دريافت شهريه و مقرري مدرسه بر او حلال و روا بوده و استفاده از آن براي وي مشروع باشد.

6 رعايت حقوق اهل مدرسه و عفو و گذشت از بديهاي آنها

بايد محصل، خود را موظف بداند كه با سلام گرم و صميمانه خود، ديگران را محفوظ ساخته و نسبت به آنها اظهار محبت و احترام نمايد، و حق جوار و همسايگي و مصاحبت و اخوت ديني و حرفه اي را در مورد آنها كاملا رعايت و اداء كند؛ زيرا همه آنها را مي توان حاملان علم و اهل دانش و طالبان علم ناميد، از آن جهت كه رگه هاي مشتركي، ميان آنها پيوند و خويشاوندي معنوي برقرار مي سازد.

بايد محصل در برابر تقصير و اهمال كاريهاي همگنان (از لحاظ آنكه به او چندان محبت نمي ورزند و يا احترام شايسته اي درباره او معمول نمي دارند) راه عفو و اغماض را در پيش گرفته، و از لغزشهاي آنها چشم

پوشي كرده، و در صدد برآيد كه عيب آنها را بپوشاند، و از نيكوكارانش سپاسگزاري كند، و از كساني كه به او بدي نمودند درگذرد.

اگر قلب و درون محصلي - به علت سوء رفتار همجواران، و حالات زشت و گزنده آنان - دچار نگراني و ناامني و ناآرامي گردد و موجب شود كه استقرار روانيش را از دست دهد بايد از چنين مدرسه و اهل آن بكوچد، و با سكني گزيدن در مدرسه اي ديگر، موفق به اعاده استقرار نفساني خويش گردد.

و آنگاه كه چنين استقرار و آرامشي در مدرسه جديد براي او فراهم آمد نبايد بي جهت و بدون نياز و ضرورت از آن مدرسه منتقل گردد؛ زيرا اين گونه انتقال و جابجا شدن شاگرد از مدرسه اي به مدرسه ديگر، براي افراد مبتدي جدا مكروه و زشت و زيانبار مي باشد.

نوع ديگري از انتقال و جابجا شدن در رابطه با كار محصل وجود دارد كه داراي كراهت فزونتر و شديدتري است، و آن اين است كه بي جهت (و پي در پي) از كتابي به كتاب ديگر جابجا شود. قبلا راجع به مضرت و زيانبار بودن اين گونه انتقال سخن گفتيم كه نمايانگر دلسردي و آزردگي خاطر و تنفر و بازيگوشي و بي بند و باري و ناكامي محصل مي باشد و چنين اوضاع نابسامان ثمره چنين جابجائي است.

7 بايد قبل از سكناي در مدرسه و انتخاب اتاق، همسايگان را ارزيابي كرد

محصل بايد - در حد امكان و توانائي خود -، صالح ترين و پركارترين و كوشاترين و نيك طبع ترين و آبرومندترين حجره و يا غرفه بپردازد تا همسايه و مجاور او با او در جهت رسيدن به اهداف عاليه علمي و معنوي همياري كرده و بدو مدد

رساند.

در مثل ها آمده است:

«الجار قبل الدار.

و الرفيق قبل الطريق.

و الطباع سراقة.

و من داءب الجنس، التشبه بالجنس.»

همسايه را قبل از انتخاب خانه در نظر گير، و قبل از پيمودن راه سفر، يار و رفيقي براي خويش برگير. طبع و سرشت آدمي رباينده طبع ديگران است.

و هر جنسي را عادت بر آن است كه همانند هم جنس خود گردد.

بايد يادآور شد كه انتخاب اتاقهاي طبقات فوقاني براي سكناي كساني كه از نيرو و توانائي كافي براي پيمودن و بالا رفتن از پله ها برخوردارند، كار مناسب تر و شايسته تري است، و چنين اتاقها براي تجمع خاطر و تمركز فكر و حواس آدمي سازگارتر مي باشد. البته نبايد فراموش كند كه علاوه بر اين بايد همجواران او در طبقات فوقاني، افرادي صالح و لايق باشند.

قبلا (در اين كتاب) يادآور شديم كه خطيب بغدادي مي گفت:

«غرفه ها، يعني اتاقهاي طبقات فوقاني براي حفظ و ايمني از تشتت خاطر، و يا حفظ كردن مطالب علمي، جاي مناسب تري است.»

اما افراد ضعيف و ناتوان، و يا كساني كه متهم هستند، و نيز كساني كه مردم در فتوي و اشتغالات علمي به آنها مراجعه مي كنند، سكني و اقامت آنها در طبقه پائين مناسب تر و شايسته تر است.

صعود از پله ها و نردبانهائي كه به در ورودي مدرسه و يا دهليز و دالان آن نزديك است در خور افرادي است كه مورد اعتماد و خوش نام مي باشند. اما پله هاي داخل مدرسه - كه اهل مدرسه ناگزيرند براي پيمودن و بالارفتن از آن، از حياط مدرسه عبور كنند - مناسب افراد ناشناخته و متهم و بدنام است.

كساني كه شايسته سكني و بيتوته در مدارس نيستند:

بهتر است

محصل خوش سيما و زيباچهره و نيز افراد خردسالي كه سرپرست و مراقبي هشيار بر آنها گمارده نشده است در مدرسه سكني اختيار نكرده و در آن بيتوته نكنند.

و نيز (دانشجويان و محصلين از طائفه) نسوان، بهتر است از سكناي در جايهائي كه مردها از كنار در آنها عبور و رفت و آمد مي كنند و يا اقامت در محلي كه داراي پنجره و روزنه اي مشرف بر حياط مدرسه مي باشد خودداري نمايند.

محصلي كه در مدرسه اقامت دارد نبايد وارد اتاق كسي گردد كه مشكوك و يا بدنام و يا متهم به ضعف ديني مي باشد.

و نيز شايسته است كسي بر او وارد نشود كه اهل مدرسه از او بدشان مي آيد، و يا بديهاي ساكنان مدرسه را بر سر زبانها مي اندازند، و يا به ضرر آنها نمامي و سخن چيني مي كند، و يا اهل مدرسه را با هم درگير مي سازد، و يا آنان را از تحصيل و اشتغالات منصرف ساخته و موجب بيگانگي آنان با علم مي گردد.

باري، محصل نبايد در محيط مدرسه، جز با اهل مدرسه، با هيچ فرد و يا قشر ديگري معاشرت و شد آمد كند.

8 آداب ورود و خروج و راه رفتن و بالا رفتن و پائين آمدن در مدرسه

اگر محل سكناي محصل (و يا ورود به حجره و اتاقش) در مسجد و يا محل اجتماع و گردهم آئي مردم و يا شاگردان قرار داشته باشد، و او هم ناگزير باشد براي ورود به اتاق خويش از روي حصير و فرش مدرس و محل انعقاد درس عبور كند، بايد هنگام بالا رفتن در سوي اتاق خويش از افتادن كفشهايش جلوگيري كند و پاافزار و كفش خود را وارونه در جهت قبله و يا در پيش روي مردم قرار ندهد،

و نيز جامه و لباسش را در جهت قبله و در برابر ديد مردم ننهد و نياويزد؛ بلكه بايد پس از تكاندن كفش از گل و گرد و غبار آنها آن ها را از بيرون بر روي هم قرار دهد و آنها را پرت نكند؛ و اين كفشها را در محلي كه احتمالا مردم در آنجا هستند و يا طبق معمول از آنجا مي گذرند - از قبيل ايوان و پيشخوان اتاق خود - نگذارد؛ بلكه پس از درآوردن آنها از پاهايش در قسمت پائين وسط پيشخوان بر زمين نهد. او نبايد كفشهايش را طوري زير حصير مسجد قرار دهد كه موجب شكستگي و از هم دريدن تار و پود آن گردد.

اگر محل سكناي محصل در طبقه فوقاني باشد بايد در اتاق خويش آهسته راه برود، و آهسته بر روي كف اتاق به پشت و پهلو افتد، و اشياء سنگين را آهسته بر زمين نهد تا ساكنان طبقه تحتاني را نيازارد.

اگر دو محصل از ساكنان طبقه فوقاني و يا اشخاصي ديگر، در پله بالائي در موقع فرود آمدن به هم برسند بايد محصل و يا شخص كم سال تر، قبل از بزرگ سال تر از پله ها فرود آيند. ادب و نزاكت اقتضاء مي كند بطور كلي آنكه دنبال تر قرار دارد با درنگ و تأمل و آهسته آهسته از پله ها پائين آيد و در فرود آمدن از پله ها - تا وقتي كسي كه جلوتر است به آخرين پله زيرين نرسد - شتاب نگيرد؛ بلكه صبر كند تا او از پله ها فرود آيد و پس از او فرود آمدن خود را آغاز نمايد. ولي رعايت اين نكته - در

صورتي كه فرد بزرگ سال تر به دنبال كم سال تر فرود مي آيد - از ضرورت فزونتري برخوردار است.

ولي چنانچه دو و يا چند نفر در پله پائين، براي بالا رفتن به هم برسند بايد كم سال تر به دنبال بزرگ سال تر، اين پله ها را طي كند تا آنكه بزرگ سال تر - قبل از او - از پله ها صعود نمايد.

9 بايد از نشستن و راه رفتن در جاي هاي نامناسب خودداري كرد

محصل نبايد بطور عموم و به ويژه به هنگام درس، دم در مدرسه و يا مدرس را به عنوان محل جلوس خويش اتخاذ كرده و در آنجا بنشيند؛ بلكه حتي الامكان بايد از جلوس در كنار در مدرسه خودداري نمايد، مگر آنگاه كه ضرورت و نياز و يا تنگي نفس و خفگي سينه، او را ناگزير سازد كه در چنين جايگاهي نامناسب بنشيند. او نبايد در دهليز و دالاني - كه به منظور گذرگاه و راه ورود به مدرسه تعبيه شده است - جلوس نمايد. در طي اخبار، از جلوس در معابر و گذرگاههاي مردم نهي شده است؛ دهليز مدرسه نيز به عنوان گذرگاه عمومي و معبر و يا چيزي به منزله و مفهوم آن تلقي مي گردد. به ويژه اگر جلوس كننده كسي باشد كه ديگران نسبت به او در خويشتن احساس شرم و حياء نموده و يا از كساني باشد كه بدنام و مورد تهمت است و يا او را به بازي و شوخي مي گيرند، (كه جلوس اين گونه اشخاص در چنين محلي به هيچ وجه روا نيست). علاوه بر اين، غالبا محصلين و طلاب، همراه با خوراك (و لباس حمام) و لوازم ضروري ديگري كه از بيرون با خود آورده اند از

اين دهليز عبور كنند و از فردي كه در چنين محلي نشسته است شرم و حياء مي نمايند و دچار خجلت زدگي مي گردند و يا ناگزير مي شوند به فرد فرد اشخاصي كه در اين دهليز نشسته اند تك تك سلام كنند. علاوه بر همه اين عوارض، اگر زناني كه وابسته و فاميل و مربوط به اهل مدرسه هستند بخواهند از گذرگاه عبور نمايند، جلوس افراد در اين رهگذر براي طلاب وابسته به اين زنها دشوار و گران تمام مي شود و موجب آزار و شكنجه روحي آنان مي گردد. اضافه بر تمام اين نتائج سوء، بايد چنين جلوسي را به عنوان نداشتن حس تَصَوُّن و فقدان حيثيت و آبرو و بطالت و ياوه كاري برشمرد.

محصل نبايد بدون ضرورت و باري كه به هر جهت و عدم نياز به استراحت و يا به ورزش و يا بدون آنكه در انتظار كسي باشد، در صحن و حياط مدرسه راه برود، و از ورود و خروج مكرر خويش در مدرسه بكاهد. او موظف است به هر كسي كه بر در مدرسه ايستاده است سلام و تحيت خود را تقديم نمايد.

محصل و دانشجو نبايد - به گاه ازدحام مردم - جز به حكم ضرورت، وارد دستشوئي خانه و محل وضوء و توالت عمومي گردد؛ چون ورود او به چنين جايگاهي در چنان هنگام، نمايانگر ترك حفظ و صيانت حيثيت و حاكي از بي بند و باري است. لذا او بايد مقداري درنگ نمايد و درب آن را - در صورتي كه بسته باشد - سه بار آهسته بكوبد؛ وقتي مطمئن شد كه كسي در آنجا نيست آن را بگشايد. نبايد از سنگ و

كلوخ ديوار باري «استنجاء» استفاده كند، و دست آلوده به نجاست را بر روي ديوار بكشد.

10 تجنب و خودداري از پاره اي اعمال مباح در مدرسه

نبايد محصل به هنگام عبور و مرور در صحن و حياط مدرسه، به اتاق كسي كه از لاي شكاف در و يا از روزنه هاي ديگري نگاه كند.

و در صورتي كه درهاي اتاق باز باشد به درون آن ننگرد.

و اگر بر او سلام كردند و يا او بر اهل حجره سلام نمود، سلام و يا جواب سلام را عابرانه و در حال گذر برگزار كند، بدون آنكه به درون حجره چشم بدوزد.

و نيز نبايد به طاقها و ايوانها - به ويژه وقتي كه زنها در آنها به سر مي برند - زياد اشاره نمايد.

او نبايد صداي خود را براي تكرار درس و يا به منظور اينكه شخصي را به سوي خود فرا خواند و يا براي بحث و مذاكره، به صورت فرياد، بلند سازد؛ چون سر و صداي او موجب تشويش و تشتت خاطر و تفتت افكار اطرافيان مي گردد. بلكه بايد در هر مورد و هر موقع و به ويژه به هنگام حضور نمازگزاران در مسجد، و اهل درس در مدرس، از صداي آهسته براي تامين منظور خود استفاده كند و كفش چوبين خود را با شدت به زمين نسايد و نكوبد، و در را با خشونت نبندد، و ورود و خروج خود را به گونه اي آزاردهنده برگزار نكند؛ و در مدرسه را به سختي - در صورت عدم نياز و ضرورت - به هم نكوبد، و از طبقه پائين، كسي را كه در طبقه فوقاني است صدا نزند؛ بلكه صداي خود را در حد نياز تنظيم كرده و با حفظ

تعادل صدايش، او را از پائين بخوابد.

اگر اتاق و مدرسه از طريق در و يا پنجره فراسوي راه عبور و مرور مردم باز باشد بايد در صورتي كه ضرورتي در كار نباشد از برهنه بودن طولاني سر و تن خويش خودداري نمايد.

برحذر بودن محصل از عادات و كارهاي زشت:

محصل بايد از كارهائي كه اخلاقاً نقص و عيب تلقي مي شود برحذر باشد، از قبيل خوردن در حال راه رفتن، سخن هزل و بيهوده، كشيدن كفش بر روي زمين، افراط در خميازه، به پشت يا به پهلو افتادن در ميان جمع، قهقهه و خنده هاي بلند.

ضمنا محصل نبايد بي جهت و بدون ضرورت، روي پشت بام مدرسه - كه مشرف بر جاهاي ديگر است - برود.

11 نكاتي ظريف درباره آداب مربوط به جلسه درس

محصل بايد - قبل از حضور به هم رساندن معلم و مدرس در مدرس و مجلس درس - در آنجا حضور يابد، و شركت در جلسه درس استاد را تا پس از جلوس او و جلوس شاگردان ديگر، به تأخير نيندازد كه در نتيجه، همه را ناگزير سازد كه طبق معمول و به حكم وظيفه، از جاي خود برخاسته و در اثناء كار به سلام او پاسخ گويند. علاوه، ممكن است احيانا كسي در ميان جمع باشد كه از برخاستن و جواب سلام معذور باشد و اين شاگرد تازه از راه رسيده حالت ناخوشايندي را در قلب احساس كند و ضمنا نداند كه عذر اين شخص چيست.

پيشينيان گفته اند:

«ادب و نزاكت اقتضاء مي كند كه محصلين و طلاب در انتظار استاد به سر برند نه آنكه او در انتظارشان بماند.»

محصل بايد براي حضور در دروس، موازين ادب و نزاكت را در رابطه با پوشاك

و جنبه هاي ظاهر و بروني خويش رعايت كند، به اين معني كه با بهترين هيئت و زيبنده ترين وضع و نظيف ترين جامه و تن پوش و بدن در جلسه درس حضور يابد.

ابوعمر، معروف به «شيخ بن صلاح»، مانع از حضور شاگرداني در درس خود مي شد كه عمامه بر سر نداشتند و يا دكمه هاي قبا و لباس زيرين آنها باز بوده است.

بايد شاگرد و محصل به طرز نشستن خويش در محضر استاد، سر و سامان بخشيده و دقيقا به درس مدرس گوش فرا دهد و به نحو شايسته اي - از نظر اخلاق - اشكال و ايراد خود را القاء نمايد، و در مكالمه و گفتگو و و خطاب و جواب با استاد، موازين ادب را مرعي دارد.

محصل نبايد - قبل از مدرس و استاد (و اجازه او) - به قرائت درس و استعاذه (و دعاي قبل از درس) آغاز كند.

و آنگاه كه مدرس در آغاز تدريس، براي حاضران دعاء مي كند، بايد حاضران نيز به نوبه خود با دعاي به استاد، دعاي وي را پاسخ داده (و بدينوسيله از دعاي او تشكر نمايند).

يكي از اساتيد من - كه از شخصيتهاي برجسته از لحاظ زهد و پارسائي و تقوي به شمار مي رفت - شاگرداني را كه اين موازين اخلاقي را مراعات نمي كردند مورد سرزنش قرار مي داد، و آنها را با تنبيه و هشدارش بر سر ادب مي آورد.

محصل بايد در مجلس درس، از خوابيدن و چرت زدن و سخن گفتن با ديگران و خنده و امثال آن خودداري كند.

و ما طي مبحث مربوط به آداب محصل و شاگرد از حالاتي كه در مجلس درس، ناستوده تلقي مي شوند گفتگو

نموديم.

آنگاه كه درس اول مدرس - با گفتن «الله اعلم» - به پايان رسيد، نبايد شاگرد ميان اين درس و درس بعدي جز با اذن و اجازه مدرس، سخني به ميان آورد؛ و وقتي مدرس، وارد بيان مسئله اي شد نبايد محصل درباره مسئله ديگر سخن گويد. اساسا نبايد هيچگاه در حضور مدرس راجع به هيچ چيزي، مطلبي را بر زبان سازد مگر آنگاه كه احساس كند سخن گفتن او مفيد و بجا است.

محصل بايد از جدال و ستيز در بحث، و از غلبه جوئي و سلطه گري بر ديگران بپرهيزد.

و اگر چنين دريابد كه جان و روح وي در اين رهگذر، دستخوش هيجان و طغيان گشته است بايد با زمام و لگام سكوت، و صبر و انقياد و رامش، اختيار آن را به دست گرفته و مانع از غليان و فوران روحي گردد؛ چون از نبي اكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) روايت شده است كه فرمود:

«اگر كسي - عليرغم آنكه حق با او است - دست از مِراء و جدال بردارد، خداوند متعال براي او خانه اي در قله و نقطه اي فرازا در بهشت بناء خواهد كرد» (574) ؛

زيرا ترك ستيز و اجتناب از مجادله ناخوش آيند، براي جلوگيري از هيجان و گسترش غضب، وسيله بسيار مناسبي است و مي توان آن را عامل مؤثرتري براي جلوگيري از نفرت و گريز دلها از يكديگر برشمرد.

بايد هر يك از حاضران جلسه درس سعي كنند كه قلبشان نسبت به يار و مصاحبشان از هرگونه شوائبي پاك و پاكيزه و عاري از حقد و كينه باشد.

و آنگاه كه پس از پايان يافتن درس از جاي بر مي خيزند

در درونشان نسبت به دوست و رفيقشان كمترين حالت ناخوشايندي وجود نداشته باشد.

وقتي محصل و يا مدرس از مجلس درس بر مي خيزند، بايد دعائي را كه در طي احاديث، وارد شده است برخوانند، و آن دعاء اين است:

«سبحانك اللهم و بحمدك، و لا اله الا انت، استغفرك و اتوب اليك، فاغفرلي ذنبي؛ انه لايغفر الذنوب الا انت.»

بار خدايا ترا تقديس مي كنم و ترا ستايشگرم، هيچ معبودي جز تو در خور پرستش نيست، خدايا از تو آمرزش مي طلبم و به تو بازمي گردم، پس تو از گناهانم درگذر و مرا بيامرز، زيرا جز تو هيچكسي را نشايد كه گناهان را مشمول آمرزش و گذشت قرار دهد.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و الحمد لله رب العالمين و الصلوة و السلام علي رسوله محمد و آله الغر الميامين.

اضافات و تجديد نظر در ترجمه در ساعات پنج و پنج دقيقه بعد از ظهر روز يكشنبه بيستم شهريور 1362 ه ش = سوم ذي حجه 1403 ه ق در تهران به پايان رسيد. از خداوند متعال مي خواهم اين بنده خائب و خاسر: سيد محمد باقر حجتي (حسيني) را مشمول آمرزش خويش قرار داده، و اين كوشش ناقابل را براي اين ناتوان به عنوان ذخري در روز تهي دستي بپذيرد.

بالنبي محمد و آله الطاهرين

الشيعة في الاسلام

مشخصات كتاب

سرشناسه: طباطبائي، محمدحسين، 1281 - 1360

عنوان قراردادي: شيعه در اسلام. عربي

عنوان و نام پديدآور: الشيعه في الاسلام/محمدحسين الطباطبائي.

مشخصات ظاهري: 304 ص.

شابك: 964 - 7997 - 73 - 6

يادداشت: اين كتاب در سالهاي مختلف توسط ناشرين مختلف منتشرشده است.

يادداشت: كتابنامه به صورت زيرنويس.

موضوع: شيعه - - عقايد.

موضوع: شيعه - -

تاريخ.

موضوع: اسلام - - فرقه ها - - تاريخ.

رده بندي كنگره: BP211/5 /ط2ش9043 1384

رده بندي ديويي: 297/4172

شماره كتابشناسي ملي: م85 - 14200

مقدمة المترجم

قد يتسال بعضهم، من هم الشيعة؟ و ما هو التشيع؟ متي وجد؟ و كيف نشا؟ و الي آخر ذلك من الاسئلة.

فقال بعض آن هم فرقة استحدثت و تشعبت من الاسلام، و قال آخرون آن هم غلاة ليسوا بمسلمين، و ذهب جماعة الي آن هم فرقة ضالة مضلة لايربطهم بالاسلام رابط، و ماالي ذلك من الاقوال كتاب «الشيعة في الاسلام» تحقيق جاد في تعريف الشسيعة من جميع جوانبهم، لمن لم يتعرف علي الفكر الشيعي فهو يجيب علي جميع تلك التساؤلات و يرد علي الشبهات التي طالما تمسك بها الاعدا فجعلوها ذريعة، للحط من شان الشيعة و مقامهم.

لقد عالج المؤلف هذا الهدف دون تعرض لاهل السنة، في حين يقف مدافعا عن اصالة الشيعة، و يبين علل نشوئهم، و قد حاول المؤلف ان يعرض التشيع، و هو جانب من الاسلام الاصيل، بعيدا عن التفرقة و الانشقاق في صفوف المسلمين.

جا الكتاب مبسطا و بلغة يفهما الجميع، لا يستغني عنه الشيعة ذاتهم و خاصة الشباب.

لقد قسم المؤلف قدس سره بحثه القيم هذا الي ثلاثة فصول، استعرض خلالهاتاريخ الشيعة و معتقداتهم و علومهم.

فبحث في الفصل الاول، كيفية نشؤ الشيعة و انقساماتها، و موجزا عن تاريخ الشيعة الاثني عشرية و استعرض في الفصل الثاني، الفكر الشيعي، و الطرق التي ينتهجهافي الاحتجاج، من ظواهر دينية او بحوث عقلية و تناول في الفصل الثالث، اصول الدين و فروعه من وجهة نظر الشيعة، في اللّه سبحانه و صفاته، و في معرفة النبي (ص) و الوحي، و في المعاد، و في

الامامة، و الفرق بين النبي و الامام و موجز عن تاريخ الائمة الاثني عشر (ع) و مبحث في ظهور المهدي عجل اللّه تعالي فرجه الشريف.

تعريف بالكاتب

ولد المؤلف العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في بيت علم و فضل، في بيت له تاريخ طويل في خدمة شريعة الاسلام و منهج الرسول و اهل بيته، اذ ان اربعة عشر من اجداد المؤلف كانوا من العلما المبرزين في مدينة تبريز الايرانية.

ولد سنة 1321 للهجرة، فتابع دراسته الاولية هناك، ثم رحل الي النجف الاشرف سنة 1344 ه، و مكث هناك، مدة لا تقل عن عشرة سنوات، اكتسب خلالهامختلف العلوم الاسلامية، فدرس الفقه و الاصول، و الفلسفة و الرياضيات و الاخلاق، ثم رجع الي موطنه سنة 1354 ه.

لم يكتف بدراسة الفقه و الاصول بشكلها المبسط، و انما تعمق في دراسة هذين العلمين، و تناول دراسة علم النحو و الصرف ايضا، و دراسة الادب العربي، و تطرق الي دراسة علم الرياضيات القديم ك «اصول» اقليدس و «المجسطي» لبطليموس، و الفلسفة و علم الكلام و العرفان و التفسير ايضا.

ذاعت شهرته في ايران، بعد ان هاجر من مسقط راسه الي مدينة قم، اثر الحوادث السياسية للحرب العالمية الثانية، فاقام فيها سنة 1365 ه، و شرع بتدريس الفسير و الحكمة و المعارف الاسلامية، و لم يتوان في مناقشة و محاججة المخالفين، فارشد العديد منهم الي طريق الحق و الصواب.

كان لمحاضراته في الحوزة العلمية، اثر بليغ في طلابها، بل شملت المثقفين ايضا فكانت لقااته مع الاستاذ «هنري كربن» مستمرة في كل خريف، يحضرها جمع من الفضلا و العلما، تطرح فيها المسائل الدينية و الفلسفية، فكانت لها نتائجها المثمرة.

ومن الجدير بالذكر ان تلك اللقاات و المباحثات لم

يكن لها نظير في العالم الاسلامي، منذ القرون الوسطي حين كان التلاقح الفكري بين الاسلام و المسيحية.

احيا العلامة الطباطبائي، العلوم العقلية و تفسير القرآن، فاهتم بتدريس الحكمه، فشرع بتدريس كتاب «الشفا» و «الاسفار.»

كان يمتاز بد ماثة الخلق، فكان عاملا رئيسيا في شد الطلاب الي محاضراته القيمة، اذ كان يحضرها المئات، فنال الكثير منهم درجة الاجتهاد في الحكمة، و اصبحوا اساتذة قادرين علي تدريسها.

كان العلامة يحرص علي الاخلاق و تزكية النفس فضلا عن اهتمامه بالحكمة و العرفان، و يمكن القول بانه اسس مدرسة جديدة في التربية و علم الاخلاق، فقدم للمجتمع نماذج تتصف باخلاق اسلامية عالية، و كان يؤكد كثيرا علي ضرورة تلازم التعاليم الاسلامية مع التربية المدرسية و يعتبرها من المسائل الاساسية في المعارف الاسلامية، الا انه من المؤسف لم يراع هذا الامر في المدارس الحديثة ببلاد المسلمين.

مؤلفاته:

1) تفسير الميزان في (20) جزا باللغة العربية، و ترجم الي الفارسية و الانجليزية.

2) مبادي الفلسفة و طريقة المثالية، مع شرح و هوامش للعلامة الفيلسوف مرتضي مطهري.

3) شرح الاسفار لصدرالدين الشيرازي، في ستة مجلدات.

4) حوار مع الاستاذ «هنري كربن» في مجلدين.

5) رسالة في الحكومة الاسلامية، طبعت بالعربية و الفارسية و الالمانية.

6) حاشية الكفاية.

7) رسالة في القوة و الفعل.

8) رسالة في اثبات الذات.

9) رسالة في الصفات.

10) رسالة في الافعال.

11) رسالة في الوسائط.

12) الانسان قبل الدنيا.

13) الانسان في الدنيا.

14) الانسان بعد الدنيا.

15) رسالة في النبوة.

16) رسالة في الولاية.

17) رسالة في المشتقات.

18) رسالة في البرهان.

19) رسالة في المغالطة.

20) رسالة في التحليل.

21) رسالة في التركيب.

22) رسالة في الاعتبارات.

23) رسالة في النبوة و المنامات.

24) منظومة في رسم خط النستعليق.

25) علي و الفلسفة الالهية.

26) القرآن في الاسلام.

27) الشيعة في الاسلام، (الكتاب الحاضر).

هذا فضلا عن

المقالات المتعددة التي كانت تنشر في المجلات العلمية آنذاك.

لعل من اهم آثار العلامة و مؤلفاته هو كتابه «الميزان في تفسير القرآن» و يعتبرمن التفاسير القيمة لهذا العصر، فقد خدم هذا التفسير المجتمع الاسلامي، كما خدمت التفاسير القيمة القديمة المسلمين، بتناسبها و تلازمها مع العلوم و الفلسفة حينئذ، لفهم معاني القرآن في العصور السالفة.

لقد اتخذ العلامة نهجا خاصا في تفسيره هذا، اذ يبتني علي نص الحديث، و هو تفسير القرآن بالقرآن.

لقد قضي العلامة عمرا في خدمة الدين الحنيف، و المجتمع الاسلامي، فكان و لايزال - منارا لرواد الفضيلة و العلم، فقد انار الطريق للعديد ممن قراوا مصنفاته، و حضروا مجلسه، فمنحهم روحا علمية خالصة و اتجاها فكريا سليما، حفظه اللّه تعالي، و ايده، و منحه الصحة و العافية.

مقدمة المؤلف

الكتاب الذي بين ايدينا «الشيعة في الاسلام» يعرب عن حقيقة مذهب التشيع و ماهيته، و هو احد المذهبين الاسلاميين الرئيسيين «الشيعي و السني.»

يستعرض الكتاب كيفية نشؤ المذهب الشيعي و اسلوب التفكير الديني لدي الشيعة و المعارف الاسلامية من وجهة نظرهم.

الدين: لا شك في ان اي انسان يميل في حياته الي ابنا جنسه، و لا تخلو اعماله التي يقوم بها في بيئته، من صلة بعضها ببعضها الاخر، كالاكل و الشرب، و السكون و الحركة، و النوم و اليقظة في الوقت الذي تنفصل كل من هذه الافعال و الحركات عن الاخري، تكون مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا وثيقا.

علي هذا الاساس، فان الاعمال التي يقوم بها الانسان في حياته، تتحقق في حدود نظام لا يتعداه و تنبع من نظرة معينة، الا و هي ان الانسان يريد ان يحيي حياة سعيدة، يظفر بماله و امنياته و بعبارة اخري، يطمح الانسان قدر استطاعته الي

تحقيق متطلباته بصورة اكمل و ما ذلك الا للحفاظ علي و جوده و بقائه.

وانطلاقا من هذه النظرة، بات الانسان ينظم اعماله وفق قوانين و احكام، و ضعهابميله، او اقتبسها من آخرين و بالتالي نجده يتخذ اسلوبا خاصا في حياته فهويكدويسعي من اجل اعداد متطلبات حياته، لانه يعتبرها من الاسس و المقو مات لها.

فهو يبادر الي تناول الما و الطعام، ليسد بهما عطشه و جوعه، لان الاكل و الشرب، حاجتان ضروريتان لاستمرار الحياة.

ان هذه القوانين التي تحكم حياة الانسان تبتني علي اعتقاد اساسي و الانسان يعتمد عليها في بنا علاقاته، و هو تصوره عن الحياة و الكون، و الذي هو جز منه، و تاملاته عن حقيقتها، و يتضح هذا الموضوع بالتامل في الارا المختلفة التي يرتايهاالناس في حقيقة العالم.

فالذين يحصرون الوجود في هذا العالم المادي المحسوس، و يعدون الانسان كائنا ماديا محضا (يحيي بتدفق الحياة في جسمه، و يفني بالموت) فان نظرتهم هذه الي الحياة نظرة مادية بحتة، فهم يسعون الي تحقيق متطلباتهم المادية، و يبذلون في هذا السبيل قصاري جهودهم لتذليل الظروف و العوامل الطبيعية لاغراضهم و مصالحهم الخاصة.

واما الذين يعتقدون بان عالم الطبيعة من صنع خالق اعلي شانا من الطبيعة، مثل عبدة الاوثان، فانهم يذهبون الي ان العالم مخلوق، و خاصة الانسان و قد اسبغ الخالق نعمه عليه، كي ينعم بخيراتها، فهم ينسقون برامج حياتهم وفقا لرضي الخالق، مبتعدين عن سخطه و غضبه، فاذا ما استطاعوا جلب رضاه، فنعمه موفورة مغدقة عليهم، و اذا زالت انعم فدليل سخطه عليهم.

وهناك من يعتقد باللّه سبحانه وحده، و يري ان حياة الانسان خالدة، و هو مسؤول عن اعماله خيرها و شرها و يقر بيوم الجزا (القيامة) كالمجوس

و اليهود و النصاري و المسلمين، فهم يسلكون طريقا في حياتهم، مراعين فيه هذا الاصل الاعتقادي، كي يحصلوا علي سعادة الدارين الدنيا و الاخرة.

ان مجموع هذه المعتقدات و الاسس (الاعتقاد بحقيقة الانسان و الكون) و ما يلازمها من احكام و انظمة متناسقة، و التي تدخل في نطاق عملهم في الحياة ب «المذهب» مثل مذهب التسنن و التشيع في الاسلام، او مذهب الملكاني و النسطوري في المسيحية.

وبنا علي ماتقدم يستحيل علي الانسان و إن كان منكرا لوجود اللّه تعالي ان يكون في غني عن الدين (دستور الحياة الذي بني علي اصل اعتقادي) فالدين اذن طريقة الحياة التي لا تنفك عنها.

والقرآن الكريم، يشير الي ان الانسان لابد ان ينتهج الدين طريقا له و مسلكا، و هذا الطريق قد جعله اللّه تعالي للبشر كافة و بانتهاجه يصل الي اللّه جل و علا.

ولكن الامر يختلف بالنسبة الي الافراد، فاما الذين سلكوا الدين الحق و هو الاسلام فقد سلكوا طريق الصواب و اما الذين مالوا عن هذا الطريق فقد ضلوا ضلالامبينا.

الاسلام: الاسلام لغة، هو الانقياد لامر الامر و نهيه بلا اعتراض، و قد اطلق القرآن الكريم، كلمة الاسلام علي هذه الدعوة، و اطاره العام هو تسليم الانسان امام رب العالمين والا يعبد الا اللّه الواحد الاحد، والا يتبع الا اوامره.

والقرآن الكريم يخبرنا ان ابراهيم الخليل عليه السلام هو اول من سمي هذا الدين بالاسلام، و متبعيه بالمسلمين.

الشيعة: يراد بها الاتباع و تطلق علي الذين يرون ان الخلافة بعد النبي (ص) منحصرة في اهل بيته و المراد منها في المعارف الاسلامية التابعون لاهل البيت عليهم السلام.

1 كيفية نشؤ الشيعة و تطورهم

1 بداية نشؤ الشيعة

يجب ان نعلم ان بداية نشؤ الشيعة، و التي سميت لاول مرة بشيعة علي (اول

امام من ائمة اهل البيت (ع) و عرفت بهذا الاسم كانت في زمن النبي الاكرم (ص) ، فظهورالدعوة الاسلامية و تقدمها و انتشارها خلال ثلاث و عشرين سنة، زمن البعثة النبوية، ادت الي ظهور مثل هذه الطائفة بين طحابة النبي الاكرم (ص):

الف) و في الايام الاولي من بعثته (ص) امر بنص من القرآن الكريم ان يدعوعشيرته الاقربين، و صرح في جمعهم ان اول من يبايعني علي هذا الامر سيكون خليفتي و وصيي من بعدي، فكان علي (ع) اول من تقدم، و قبل الاسلام، و النبي قبل ايمانه، و تعهد بكل ما وعده به، و يستحيل عادة علي قائد نهضة، و في ايامها الاولي ان يعين احد اصحابه وزيرا و خليفة له علي الاخرين، و لا يعرفه للخلص من اصحابه و اعوانه، او ان يكتفي بهذا الامتياز ليعرفه و ليعرفه، و لا يطلعه علي مهمته طوال حياته و دعوته، او ان يجعله بعيدا عن مسؤوليات الوزارة و الخلافة و يغض النظر عن مقام الخلافة و ما يجب ان يبدي لها من احترام و تقدير، و لا يفرق بينه و بين الاخرين.

ب) ان النبي الاكرم (ص) وفقا للروايات المستفيضة و المتواترة عن طريق اهل السنة و الشيعة، و التي يصرح فيها ان عليا عليه السلام مصون من الخطا و المعصية في اقواله و افعاله، و كل ما يقوم به فهو مطابق للدعوة و للرسالة، و هو اعلم الناس بالعلوم الاسلامية و شريعة السما.

ج) قام الامام علي (ع) بخدمات جمة للرسالة و تضحيات مدهشة، كمنامه في فراش النبي (ص) ليلة الهجرة فلو لم يكن الامام علي (ع) مشاركا في احدي الغزوات (بدر واحد و الخندق و خيبر) ،

لما حقق الاسلام و لا المسلمون انتصارا في احداها و كان القتل و الفشل حليفهم.

د) موضوع غدير خم، و الذي اعلن فيه النبي الاكرم (ص) الولاية العامة لعلي (ع) فجعله علي المسلمين ما كان له عليهم.

من الطبيعي، ان هذه الخصائص و الفضائل التي انفرد بها الامام علي (ع) ، و التي هي مورد اتفاق الجميع، و العلاقة الخاصة، التي كان يبديها النبي الاكرم (ص) جعلت له مؤيدين محبين مخلصين، من صحابة النبي و انصاره، كما اثارت لدي بعضهم الاخرالحقد و الحسد.

وفضلا عن هذا كله، فان كلمة «شيعة علي» و «شيعة اهل البيت» قد جات في كثير من اقوال النبي (ص).

2 سبب انفصال الاقلية الشيعية عن اكثرية السنة، و ظهور الاختلافات

كان شيعة علي (ع) و اصحابه يعتقدون اعتقادا راسخا ان الخلافة ستكون لعلي (ع) بعد وفاة النبي (ص) و ذلك لما كان يتسم به (ع) من مقام و منزلة لدي الرسول (ص) و الصحابة و المسلمين، و ظواهر الامور و الحوادث تؤيد ذلك: عدا ما حدث في ايام مرضه (ص).

ولكن ما حدث هو غير ما كان يتوقعونه، ففي الوقت الذي التحق النبي (ص) بالرفيق الاعلي، و لم يغسل جسده الطاهر، و لم يدفن بعد، و حينما كان اهل البيت و عدد من الصحابة منصرفين في العزا، و اجرا المقدمات اللازمة، اذ وصلهم نبا انصراف جماعة قليلة لتعيين الخليفة بعد الرسول (ص) ، و هذه القلة التي غلبت الكثرة، قد بادرت بهذا الامر عجالة، دون ان يستشيروا اهل البيت، و اقربا النبي (ص) و عشيرته و صحابته الا ان يروا انفسهم قبال امر واقع، و بعد ان فرغ الامام علي (ع) ، و من معه من الصحابة (كابن عباس و الزبير و سلمان و ابي ذر

و المقداد و عمار) من دفن النبي (ص) اعلموا بالذي حدث، رفعوا علم المعارضة، فانتقدوا القائمين بهذا الامر، و ابدوا اعتراضهم للخلافة الانتخابية، باقامتهم جلسات متعددة، و الجواب الذي سمعوه هو ان صلاح المسلمين كان في الذي حدث.

فالانتقاد هذا و الاعتراف اديا الي انفصال الاقلية عن الاكثرية، و اشتهر اصحاب الامام علي (ع) باسم «شيعة علي» فالقائمون بامور الخلافة، كانوا يسعون وفقا للسياسة آنذاك، الا يشتهر هؤلا الاقلية بهذا الاسم، والا ينقسم المجتمع الي اقلية و اكثرية، فكانوا يعتبرون الخلافة اجماعا، و يطلق علي المعارض لها، متخلفا عن البيعة، و متخلفاعن جماعة المسلمين، و احيانا كان يوصف بصفات بذيئة اخري.

وفي الحقيقة ان الشيعة قد حكم عليها بالتخلف منذ الايام الاولي، و لم تستطع ان تكسب شيئا منذ ان ابدت معارضتها، و الامام علي (ع) لم يعلنها ثورة و حربا، رعاية لمصلحة الاسلام و المسلمين، و لفقدانه للاشياع بالقدر المطلوب، الا ان هؤلاالمعارضين لم يستسلموا للاكثرية من حيث العقيدة، و كانوا يرون ان الخلافة و المرجعية العلمية هي حق مطلق للامام علي (ع) ، فكان رجوعهم في القضايا العلمية و المعنوية اليه وحده، و كانوا يدعون الي هذا الامر.

3 موضوعا الخلافة و المرجعية العلمية

كان الشيعة يعتقدون ان ما يهم المجتمع اولا و قبل كل شي هو وضوح و تبيان التعاليم الاسلامية و من ثم نشرها في المجتمع، و بعبارة اخري هي نظرة المجتمع الي العالم و الانسان نظرة واقعية، و الوقوف علي الواجبات و الوظائف الانسانية (بالشكل الذي يكون فيه الصلاح الواقعي) و القيام بها، و إن كانت مخالفة لاهوائهم و ميولهم.

هذا من جهة و من جهة اخري، فان قيام حكومة دينية ما هو الا لتنفيذ الاحكام الاسلامية في المجتمع،

و الحفاظ عليه، بحيث لا يعبد الناس الا اللّه جل و علا، و إن يحظوا بحرية تامة و عدالة فردية و اجتماعية، و هاتان المهمتان يجب ان تناط الي شخص يتسم بالعصمة و الصيانة الالهية، اذ من المحتمل ان يتعهد هذه المسؤولية اناس لم يسلموا من الانحراف الفكري و العقائدي، و لم ينزهوا من الخيانة و تتحول العدالة التي تمنح الحرية الاسلامية الي ملوكية موروثة مستبدة، كملوكية كسري و قيصر، و تتعرض التعاليم الاسلامية المنزهة الي تحريف، كتعاليم الاديان السماوية الاخري، و لا تكون بمامن من العلما الذين قد ركبوا اهواهم فالشخص الوحيد الذي قد نهج نهج الرسول (ص) في اعماله و افعاله، و كان سديدا في سيرته، متبعا لكتاب اللّه تعالي و سنة نبيه (ص) اتباعا كاملا هو الامام علي (ع).

واذا كانت الاكثرية تدعي ان قريشا تعارض حكومة علي (ع) الحقة و خلافته، كان لزاما عليهم ان يوجهوا المخالفين التوجيه الحسن، و إن يرشدوهم الي طريق الحق و الصواب، كما صنعوا مع ممتنعي الزكاة، فحاربوهم، و لم يتوانوا عن اخذ الزكاة منهم، لا ان يدحضوا الحق خوفا من مخالفة قريش.

نعم، ان الدافع الذي دفع الشيعة للمعارضة امام الخلافة الانتخابية، هو الخوف من عواقبه الوخيمة الا و هو فساد و سقم الطريقة التي ستتخذها الحكومة الاسلامية، و ما يلازمها من انهدام الاسس العالية للدين و قد اوضحت الحوادث المتتالية صحة هذه العقيدة بمرور الزمان و الايام، اكثر فاكثر، مما ادي بالشيعة الي ان تكون ثابتة في عقيدتها، مؤمنة باهدافها علما بانها قد كانت اقلية الا ان هذه الاقلية قد ذابت في الاكثرية ظاهرا، و لكنها بقيت تستلهم التعاليم الاسلامية من اهل البيت باطنا، و كانت

متفانية في نهجها و طريقها و في الوقت ذاته كانت تسعي في التقدم و الرقي، و الحفاظ علي قدرة الاسلام و عظمته، فلم تبد مخالفتها علنا و جهارا و كانت الشيعة تذهب الي الجهاد سيرامع الاكثرية، و لم تتدخل في الامور العامة، و الامام علي (ع) كان يرشد الاكثرية لما فيه نفع الاسلام، و مصلحة المسلمين.

4 الطريقة السياسية للخلافة الانتخابية، و مخالفتها للفكر الشيعي

كان الشيعة يعتقدون ان شريعة الاسلام السماوية التي قد تعينت مضامينها في كتاب اللّه و سنة نبيه (ص) ستبقي خالدة الي يوم القيامة دون ان يصيبها تغيير او تحريف.

والحكومة الاسلامية لا يحق لها باي عذر ان تتهاون في اجرا الاحكام اجرا كاملا فواجب الحكومة الاسلامية هو ان تتخذ الشوري في نطاق الشريعة و وفق اللمصلحة آنذاك، ما يجب اتخاذه من قرارات، ولكن ما حدث من واقعة البيعة السياسية، و كذا حادث الدواة و القرطاس، و الذي حدث في اخريات ايام مرض النبي الاكرم (ص) لدليل واضح علي ان المدافعين عن الخلافة الانتخابية كانوا يعتقدون ان كتاب اللّه وحده يجب ان يحفظ و يحتفظ به كقانون، اما السنة و اقوال النبي الكريم (ص) فليس لهاذلك الاعتبار، و هم علي اعتقاد ان الحكومة الاسلامية تستطيع ان تضع السنة جانبا اذا اقتضت المصلحة ذلك.

وهذه العقيدة يؤيدها الكثير من الروايات التي نقلت في خصوص الصحابة بعدئذ (الصحابة ذو اجتهاد، فاذا ما اصابوا في اجتهادهم فانهم ماجورون و إذا ما اخطا و افهم معذورون) ، و خير دليل علي ذلك ما حدث لخالد بن الوليد، و هو احد القوادللخليفة، اذ دخل ضيفا علي احد مشاهير المسلمين (مالك بن نويرة) ليلا و تربص له فقتله، و وضع راسه في التنور و احرقه، و في الليلة

ذاتها واقع زوجة مالك و بعد هذه الجناية التي تعرق لها الجباه، لم يجر الخليفة الحد عليه، متذرعا بعذر: الا و هو ان حكومته بحاجة اليه.

وكذا الامتناع من اعطا الخمس لاهل البيت و اقربا النبي الاكرم (ص) و منع كتابة احاديث النبي الكريم منعا باتا، و إذا ما عثر علي حديث مكتوب عند شخص كان يحرق و كانت هذه السنة قائمة طوال خلافة الخلفا الراشدين، و حتي زمن خلافة (عمربن عبدالعزيز) الخليفة الاموي (99 - 102) و قد تجلت هذه السياسة في خلافة الخليفة الثاني (13 - 25) للهجرة.

اذ الغي بعض احكام الشريعة مثل: حج التمتع و نكاح المتعة، و ذكر (حي علي خير العمل) في الاذان، و جعل الطلاق الثالث نافذ الحكم و غيرها، و في زمن خلافته كان بيت المال يوزع بين الناس مع تباين و الذي ادي الي ظهور طبقات مختلفة من المسلمين، تثير الدهشة و القلق، و كان من نتائجها وقوع حوادث دامية مفزعة، و في زمنه كان معاوية في الشام يتمتع بسلطان لا يختلف عن سلطنة كسري و قيصر، و قد اسماه الخليفة بكسري العرب، و لم يتعرض له بقول، و لم يردعه عن اعماله.

وبعد ان قتل الخليفة الثاني علي يد غلام فارسي، و وفقا لاكثرية آرا الشوري البالغ عددهم ستة اعضا و الذي تم تشكيله بامر من الخليفة، عين الخليفة الثالث، فعين اقرباه الامويين ولاة و امرا، فجعل منهم الولاة في كل من الحجاز و العراق و مصر و سائر البلدان الاسلامية، فكانوا جائرين في حكمهم، عرفوا بشقاوتهم و ظلمهم و فسقهم و فجورهم، نقضوا القوانين الاسلامية الجارية، فالشكاوي كانت تنهال علي دار الخلافة، ولكن الخليفة الثالث كان متاثرا

لما تربطهم به من صلة القربي، و خاصة مروان بن الحكم و لم يهتم بشكاوي الناس، و كان احيانا يعاقب الشكاة فثار الناس عليه سنة 35 للهجرة، و بعد محاصرة منزله، و صراع شديد قتلوه.

كان الخليفة يؤيد و اليه علي الشام تاييدا مطلقا و هو احد اقاربه الامويين (معاوية) و كان يدعم موقفه بتاييده المستمر له و في الحقيقة كان ثقل الخلافة في الشام، و لم يكن مركز الخلافة (المدينة) الا شكل ظاهر.

فخلافة الخليفة الاول قد استقرت بانتخاب اكثرية الصحابة و الخليفة الثاني عي ن من قبل الخليفة الاول، و الخليفة الثالث انتخب من الاعضا الستة للشوري الذين عينهم الخليفة الثاني.

فاكنت سياسة هؤلا الخلفا الثلاثة في الامور و شؤون الناس ان ينفذوا القوانين الاسلامية في المجتمع وفقا للاجتهاد و المصلحة آنذاك، و وفقا لما يرتايه مقام الخلافة، فالقرآن يقرا دون تفسير او تدبر و اقوال الرسول العظيم (الحديث) تروي دون ان تكتب علي قرطاس، و لا تتجاوز حد الاذن و اللسان فكانت الكتابة مختصة بالقرآن الكريم، و الحديث لا يكتب علي الاطلاق.

وبعد معركة اليمامة و التي انتهت في سنة 12 للهجرة بمقتل جمع من الصحابة كانوا من حفظة القرآن، يقترح عمر بن الخطاب علي الخليفة الاول ان يجمع القرآن في مصحف، و يبين الهدف و الغرض في اقتراحه بقوله:

اذا ما حدثت معركة اخري، و اشترك فيها بقية حملة القرآن و حفظته، فسوف يذهب القرآن من بين اظهرنا، اذن يستلزم جمع آيات القرآن في مصحف، تكتب آياته، فنفذوا هذا الاقتراح بالنسبة للقرآن الكريم.

ومع ان الاحاديث النبوية هي التالية للقرآن، و كانت تواجه نفس الخطر، و لم تكن بمامن من خطر نقل الحديث معني، دون الالتفات الي

النص، و كذا الزيادة و النقصان، و التحريف و النسيان، و ما الي ذلك من الاخطار التي كان يواجهه الحديث، فلم توجه عناية او رعاية لحفظه و صيانته، بل كانت كتابة الحديث ممنوعا، و إذا ماحصلوا علي شي منه فكان يلقي في النار.

ولم تمض فترة من الزمن حتي ظهر التضاد في المسائل الاسلامية الضرورية كالصلاة، و لم يطرا تقدم في بقية الفروع العلمية في هذه الفترة، في حين نري القرآن الكريم يشجع المشتغلين بالعلم، و احاديث النبي الكريم تؤيد ذلك، فلم ير لتلك الايات و الاحاديث مصداقا في الخارج، و انصرف اكثر الناس بالفتوحات المتعاقبة، و اعجبوا بالغنائم المتزايدة، و التي كانت تتدفق الي الجزيرة العربية من كل صوب وحدب، و لم يكن هناك اهتمام بعلوم سلالة الرسالة و معدن الوحي، و في مقدمتهم علي عليه السلام و النبي (ص) قد صرح معلنا ان عليا اعرف الناس بالعلوم الاسلامية، و المفاهيم القرآنية، و لم يسمحوا له بالمشاركة في جمع القرآن (وهم علي علم من ان عليا بعد وفاة النبي (ص) كان جليس داره يجمع القرآن) و لم يذكر اسمه في انديتهم و اجتماعاتهم.

فان هذه الامور و نظائرها، ادت بشيعة علي الي ان يقفوا موقفا اكثر وعيا وارسخ عقيدة، واشد نشاطا، و لما كان علي (ع) بعيدا عن ذلك المقام الذي يجعله مشرفا علي التربية العامة للناس، انصرف الي تربية الخاصة من شيعته و انصاره.

5 انتها الخلافة الي اميرالمؤمنين (ع) و سيرته

بدات خلافة علي (ع) في اواخر سنة خمس و ثلاثين للهجرة، و استمرت حوالي اربع سنوات و تسعة اشهر، و كان في سيرته مماثلا لسيرة النبي الاكرم (ص) ، اعادمعظم المسائل التي وجدت في زمن الخلفا السابقين الي حالتها الاولي، و

عزل الولاة غير الكفوئين و في الحقيقة، احدث انتفاضة ثورية، كانت تنطوي علي مشاكل متعددة.

والامام علي (ع) في الايام الاولي من خلافته وقف مخاطبا الناس قائلا:

«الاوان بلي تكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيه صلي اللّه عليه و آله و سلم و الذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة، و لتغربلن غربلة و لتسلطن سوط القدر، حتي يعود اسفلكم اعلاكم، وليسبقن سابقون كانوا قصروا، و ليقصرون سباقون كانوا سبقوا.»

استمر الامام علي (ع) في حكومته الثورية، فرفعت اعلام المعارضة من قبل المخالفين، كما هي طبيعة الحال لكل ثورة، اذ لابد من مناوئين، يرون مصالحهم في خطر، فاشعلوا حربا داخلية دامية، بحجة الاخذ بثار دم عثمان و التي استمرت طوال خلافة الامام علي (ع) تقريبا و يعتقد الشيعة ان المسببين لهذه الحروب لم يريدوا سوي منافعهم الخاصة، و لم يكن الثار بدم عثمان الا ذريعة يتمسكون بها، ليحرضوا عوام الناس للمعارضة و النهوض امام امام الامة و خليفتها، اذ ان هذه المعارضة لم تحدث عن سؤتفاهم.

وما الاسباب و الدوافع التي خلقت معركة الجمل الا غائلة الاختلاف الطبقي، و التي وجدت في زمن الخليفة الثاني اثر توزيع الاموال من بيت المال بطرق متباينة، وبعد خلافة علي (ع) كانت الاموال توزع بين الناس بالسوية، كما كان يفعله النبي (ص) في حياته، و الطريقة هذه اثارت غضب «الزبير» و «طلحة» فمردا علي النفاق، فخرجامن المدينة الي مكة بحجة الحج، فاتفقا مع ام المؤمنين (عائشة) و التي كانت في مكة، و لم يكن بينها و بين علي صفا و مودة، اتفقوا ان يطالبوا بدم عثمان، فاضرموا نار الحرب.

علما بان «طلحة» و «الزبير» كانا في المدينة عند ما حوصرت دار الخليفة الثالث، فلم

يدافعا عنه، و لم ينصراه، و بعد مقتله، كانا من الاوائل الذين بايعوا عليا اصالة عن انفسهم و نيابة عن المهاجرين.

واما ام المؤمنين «عائشة» فقد كانت ممن حرضوا الناس لقتل الخليفة الثالث، وعندما سمعت نبا مقتله لاول مرة، قلت: بعدا و سحقا، و في الحقيقة ان المسببين الاصليين لمقتل الخليفة كانوا من الصحابة، اذ ارسلوا الرسائل الي البلدان لغرض اثارة الناس علي الخليفة.

واما السبب الذي احدث حرب صفين، و التي استمرت سنة و نصف السنة، فهوطمع معاوية في الخلافة، فاجج نارها متذرعا بدم عثمان، فاريقت الدما، و قتل مايقارب من مائة الف، و كان موقف معاوية من هذه الحرب موقف المهاجم، و ليس موقف المدافع، الا ان الثار يكون دفاعا.

وكان شعار هذه الحرب، المطالبة بدم عثمان، علما بان الخليفة الثالث قد طلب المساعدة و العون من معاوية لرد الهجوم، و تحرك جيش معاوية من الشام متجها الي المدينة، ولكنه تباطا في سيره حتي قتل عثمان، و عندئذ رجع الي الشام يطالب بدم عثمان.

وبعد ان استشهد الامام علي (ع) ، تناسي معاوية قتلة الخليفة، و لم يعاقبهم و بعدحرب «صفين» اندلعت نار حرب «النهروان» فثار جمع من الناس و فيهم بعض الصحابة بايعاز من معاوية ممن كان في حرب صفين، فثاروا علي علي (ع) ، فرحلوا الي البلدان الاسلامية، فقتلوا كل من كان يدافع عن علي (ع) ، و فتكوا بالنسا الحوامل، و مثلوابهن وباجن تهن.

والامام علي (ع) قد اخمد هذه الغائلة، ولكن بعد فترة استشهد في مسجدالكوفة اثنا الصلاة علي يد الخوارج.

6 ما حصل عليه الشيعة طوال خلافة الامام علي (ع) في خمس سنوات

الامام علي (ع) طوال خلافته لاربع سنوات و تسعة اشهر، و إن لم يوفق في اعادة الاوضاع المضطربة الي حالتها الطبيعية، الا انه

قد وفق من ثلاث جهات اسياسية:

1) استطاع ان يظهر شخصية النبي الكريم (ص) المضيئة بسيرته العادلة للناس، وخاصة الشباب، فقد كان يواسي افقر الناس في عيشه، امام تلك الابهة التي كان يتصف بها معاوية، اذ كان لايقل عن كسري و قيصر، فالامام علي (ع) لم يقدم احدا من اصدقائه و اقربائه و عشيرته علي الاخرين، و لم يرجح الغني علي الفقير، و لا القوي علي الضعيف.

2) مع كثرة المشاكل المنهكة للقوي، فقد استطاع ان يضع في متناول ايدي المسلمين الذخائر القيمة من المعارف الالهية و العلوم الاسلامية الحقة.

واما ما يقوله المخالفون لعلي (ع):

انه كان رجلا شجاعا، ليس له علم بالسياسة، اذ كان يستطيع في بداية خلافته ان يرضي مخالفيه مؤقتا عن طريق المداهنة، و بعد ان يستتب له الامر كان باستطاعته ان يحاربهم و يقضي عليهم.

ولكن هؤلا قد غفلوا عن ملاحظة مهمة و هي ان خلافة علي كانت نهضة ثورية، وجدير بالنهضات الثورية، ان تكون بعيدة كل البعد عن المداهنة و الريا، و قد حدث مثيله في زمن النبي (ص) في اوائل بعثته، فطلب الكفار و المشركون منه الصلح عدة مرات و طلبوا منه الا يتعرض لالهتهم، و هم ملزمون بعدم التعرض لدعوته ايضا، ولكن النبي (ص) رفض هذا الاقتراح، في حين انه كان يستطيع ان يقيم معهم الصلح، و يحكم موقفه ثم ينهض بوجه اعدائه و في الحقيقة ان الدعوة الاسلامية لن تسمح باضاعة حق لاقامة حق آخر، او ان تزيل باطلا بباطل آخر و في القرآن آيات كثيرة في هذا الخصوص.

علما بان اعدا علي (ع) و مخالفيه، لم يرتدعوا عن القيام باي جرم و جناية و نقض للقوانين الاسلامية الصريحة (دون استثنا) بغية

الوصول الي اهدافهم، فكانوايبررون مواقفهم و اعمالهم بانهم من صحابة النبي (ص) و من مجتهدي الامة، و لكن الامام علي (ع) كان ملتزما بالاحكام الاسلامية.

ويروي عن علي (ع) ما يقارب من احدي عشر الف كلمة قصيرة في المسائل العقلية و الاجتماعية و الدينية و خطبه و كلماته البليغة مليئة بالمعارف الاسلامية، و هو الذي اسس قواعد اللغة العربية، و وضع الاسس و المقومات للادب العربي، و هو اول من تبحر في الفلسفة الالهية، و تكلم وفقا لطريقة الاستدلال الحر و البرهان المنطقي، وتعرض لمسائل فلسفية لم يتعرض لها فلاسفة العالم حتي ذلك الوقت، فاهتم بهذا الشان اهتماما بالغا، و حتي في احرج ساعات الحرب.

3) هذب وربي العديد من رجال الدين و علما الاسلام و كان من بينهم جمع من الزهاد و اهل المعرفة مثل: «اويس القرني» و «كميل بن زياد» و «ميثم التمار» و «رشيدالهجري» و يعتبر هؤلا من المنابع الاصيلة للعرفان من بين العرفانيين الاسلاميين، و يعتبر بعض منهم المصادر الرئيسية و الاولية لعلم الفقه و الكلام و التفسير و قراة القرآن و غيرها.

7 انتقال الخلافة الي معاوية و تحولها الي ملوكية موروثة

بعد استشهاد اميرالمؤمنين علي عليه السلام، تصدي لمنصب الامامة الحسن بن علي (ع) و ذلك وفقا لوصية الامام علي (ع) و مبايعة الناس له، و يعتبر الامام الثاني للشيعة الاثني عشرية، ولكن معاوية لم يستقر و يهدا لهذا الامر، فجهز جيشه واتجه به الي العراق مقر الخلافة، معلنا الحرب علي الحسن بن علي (ع).

افسد معاوية راي اصحاب الحسن (ع) بمختلف الطرق و الدسائس، و منح الاموال الطائلة لهم و اجبر الامام الحسن (ع) علي الصلح معه، و إن تصير الخلافة اليه، علي شرط ان تكون للحسن (ع) بعد وفاة معاوية،

والا يتعرض الي شيعته، فصارت الخلافة لمعاوية وفقا لشروط.

استولي معاوية علي الخلافة (سنة 40 للهجرة) ، فاتجه الي العراق، فخطب فيهم قائلا:

«يا اهل الكوفة اترونني قاتلتكم علي الصلاة و الزكاة و الحج ولكني قاتلتكم لاتامر عليكم و قد آتاني اللّه ذلك، و انتم كارهون.»

و قال ايضا:

«الا ان كل دم اصيب في هذه مطلول، و كل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين.»

ومعاوية بكلماته هذه يشير الي انه يريد ان يفصل السياسة عن الدين، فهو لايريد الزام احد باحكام الدين، و انما كان اهتمامه بالحكومة فحسب، و استحكام مقوماتها، و بديهي ان مثل هذه الحكومة ملوكية و ليست خلافة و استخلافا لمنصب الرسول الكريم (ص) و قد حضر بعض الناس مجلسه، فسلموا عليه بسلام الملوك و كان يعبر في بعض مجالسه الخاصة، عن حكومته بالملوكية علما بانه كان يعرف نفسه خليفة في خطبه و الملوكية التي تقام علي القوة تتبعها الوراثة و في النتيجة كان الامر كما اراد و نوي فاستخلف ابنه يزيد و جعله خليفة له من بعده و كان شابا لا يتصف بشخصية دينية اذ قام باعمال و جرائم يندي لها الجبين.

فمعاوية مع بيانه السالف، كان يعني انه لم يرغب في ان يصل الحسن (ع) الي الخلافة بعده اي انه كان يفكر في موضوع الخلافة بشي آخر و هو دس السم الي الحسن (ع) فهو بهذا الامر قد مهد السبيل الي ابنه يزيد و مع الغائه معاهدة الصلح كان يهدف الي اضطهاد الشيعة، و لن يسمح لهم بالحياة المطمئنة او ان يستمروا كما في السابق في نشاطهم الديني و وفق في هذا المضمار ايضا.

وصرح معاوية في خصوص مناقب اهل البيت، بان كل ناقل لحديث في هذا

الشان لم يكن بمامن في حياته و ماله و عرضه، و امر ان تعطي الهدايا و الجوائز لكل من ياتي بحديث في مناقب سائر الصحابة و الخلفا، و كانت النتيجة ان توضع اخبار كثيرة في مناقب الصحابة، و امر ان يسب الامام علي (ع) في جميع الاقطار الاسلامية علي المنابر (وهذا الامر كان ساريا حتي زمن عمر بن عبدالعزيز الخليفة الاموي سنة 99 - 110 ه).

فقتل جماعة من خاصة شيعة علي (ع) بمساعدة عماله، و كان بعضهم من الصحابة، و رفعت رؤوسهم علي الرماح، تنقل من بلد لاخر، و كلف عامة الشيعة بسب علي (ع) ، و التبر ي منه، فكان القتل حليف من خالف و ابي.

8 الايام العصيبة التي مرت بالشيعة

من اشد الايام التي مرت بها الشيعة قساوة، هو زمن حكومة معاوية بن ابي سفيان، و التي استمرت زها عشرين عاما، لم تكن الشيعة بمامن، و كان اغلب رجال الشيعة يشار اليهم بالبنان و لم تكن لدي الحسن و الحسين عليهما السلام، اللذين عاصرا معاوية، ادني الوسائل تمكنهم من القيام و القضا علي الاوضاع المؤلمة و الامام الحسين (ع) عند ما نهض في الاشهر الاولي من حكومة يزيد، استشهد و من كان معه من اولاد و اصحاب، علما بانه لم يجرا علي القيام طوال السنوات العشر التي عاشها في زمن معاوية.

فبعض اخواننا اهل السنة يذهبون الي التوجيه و التاويل في سفك الدما هذه، وما شابهها من اعمال اجرامية، كان يقوم بها بعض الصحابة، و خاصة معاوية، مبررين اعمالهم و مواقفهم هذه، بانهم من صحابة الرسول (ص) و وفقا للاحاديث المروية عنه (ص) ، ان الصحابة مجتهدون معذورون، و إن اللّه جل و علا راض عنهم، لكن الشيعة ترفض

هذا بادلة:

اولا: يستحيل علي قائد كالنبي (ص) الذي نهض لا حيا الحق و الحرية و العدالة الاجتماعية، و اتبعه جمع من الناس، فضحوا بما لديهم في سبيل تحقق هذا الهدف المنشود، و عند تحققه، يترك العنان لهم، و يمنحهم الحرية المطلقة، امام الاحكام المقدسة، كي يقوموا باي عمل شاؤوا، و هذا يعني ان ينهار البنا الشامخ بتلك الايدي التي ساهمت في اقامته و تشييده ثانيا: ان الروايات التي تقدس الصحابة و تنزههم، و تصحح اعمالهم غيرالمشروعة و توجهها، و تعتبرهم من الذين قد كفر اللّه عنهم سيئاتهم، و آن هم مصونون و ماالي ذلك، هذه الروايات قد وضعت من قبل هؤلا الصحابة انفسهم، و التاريخ يشهد ان الصحابة، لم يكن احدهم ليحترم الاخر، و لم يغض النظر عن اعماله القبيحة، و انما كان يشهر به و يعرفه للملا فقد قام بعضهم بالقتل الجماعي و اللعن و السب و فضح الاخرين، و لم تكن هناك اية مسامحة او غضاضة فيما بينهم.

ووفقا لما ذكرنا فان الصحابة يشهدون ان هذه الروايات غير صحيحة، و إذا ماتحققت صحتها فان المراد منها معني آخر، غير التنزيه و التقديس القانوني للصحابة.

ولو قدر ان اللّه سبحانه و تعالي قد مدحهم و رفع شانهم في بعض آياته، فان هذا يدل علي ما قدموه من خدمات في سابق حياتهم، و تنفيذا لاوامر اللّه تعالي، فطبيعي ان يتحقق رضي اللّه تعالي، و لم يكن المراد من آن هم يستطيعون ان يقوموا بكل ما تراودهم نفوسهم في المستقبل، و إن كان خلافا لاحكام اللّه تعالي.

9 استقرار ملوكية بني امية

توفي معاوية (سنة 60 للهجرة) ، و استولي علي عرش الخلافة ابنه يزيد وفقا للبيعة التي اخذها ابوه من الناس، و

اصبح زعيما لحكومة اسلامية.

والتاريخ يشهد بان يزيد لم يكن ليتصف باية شخصية اسلامية، فقد كان شابا لايبالي باحكام الاسلام حتي في زمن ابيه، كان فاسقا فاجرا، لا يتناهي عن شرب الخمر، متبعا لاهوائه و شهواته، قام باعمال اجرامية طوال السنوات الثلاثة التي حكم فيها، لم يسبق لها مثيل منذ ظهور الاسلام، مع ما انطوت عليه من احداث و فتن.

ففي السنة الاولي، قتل الحسين بن علي (ع) سبط النبي المرسل (ص) ، و من كان معه من اولاده و اقربائه و اصحابه، قتلة مفجعة، و طاف بالنسا و الاطفال لاهل بيت العصمة و الطهارة مع رؤوس الشهدا في البلدان.

وفي السنة الثانية، امر جيشه بالابادة الجماعية للناس في مدينة الرسول (ص) ، واباح دماهم و اموالهم و اعراضهم لثلاثة ايام.

وفي السنة الثالثة، امر بهدم الكعبة المقدسة و احرقها، و بعد وفاة يزيد، تسلطعلي رقاب الناس، آل مروان من بني امية، هذا ما تتناقله كتب التاريخ، و كانت لحكومة هذه الزمرة و التي شملت احد عشر شخصا، و استمرت مدة سبعين عاما، ايام عصيبة علي الاسلام و المسلمين، فلم تكن سوي امبراطورية عربية مستبدة في مجتمع اسلامي، وكانت تدعي بالخلافة الاسلامية، حتي آل الامر بالخليفة آنذاك خليفة الرسول (ص) ، ويعتبر المدافع الوحيد عن الدين، ان يقرر بنا غرفة علي الكعبة، كي يتسني له الجلوس فيها للنزهة و في ايام الحج خاصة.

والخليفة آنذاك قد رمي القرآن بالسهام، و قال في شعر له مخاطبا القرآن: في اليوم الذي تحضر فيه امام الرب، انبئه ان الخليفة مزقك تمزيقا.

من الطبيعي ان الشيعة كانوا يختلفون اختلافا اساسيا مع اكثرية اهل السنة حول مسالتين، الخلافة الاسلامية، و الرجعية الدينية، و كانت تعاني اياما

قاسية في المرحلة المظلمة، ولكن الظلم و الجور من قبل حكام الوقت، و المظلومية و التقوي و الورع الذي كان يتصف به ائمة اهل البيت (ع) كانت تجعلهم اكثر رسوخا في عقائدهم، و خاصة بعداستشهاد الحسين (ع) الامام الثالث للشيعة، مما ساعد في انتشار الفكر الشيعي في المناطق البعيدة عن مركز الخلافة مثل العراق و اليمن و ايران.

و مما يشهد علي صحة هذا الادعا، ما حدث في زمن الامام الخامس للشيعة، و القرن الاول الهجري لم يكتمل بعد، و لم تمض علي مقتل الحسين فترة لا تزيد علي الاربعين سنة، و لاضطراب الاوضاع و ظهور الاختلال في حكومة بني امية، اتجه الشيعة من جميع الاقطار الاسلامية الي الامام الخامس و حرصوا علي اخذ الحديث و المعارف الاسلامية منه.

وفي اواخر القرن الاول الهجري، قام جماعة من الامرا، بانشا مدينة قم في ايران، و قد اسكنوا فيها الشيعة، ولكن الشيعة حسب اوامر ائمتهم كانوا يعيشون دون تظاهر بعقيدتهم، التزاما بمبدا التقية، و طالما نهض رجال من السادة العلويين اثر كثرة الضغوط التي كانت تظهر من قبل الحكام الجائرين، ولكن قيامهم هذا كان نتيجة الفشل و القتل، و قدموا في سبيل عقيدتهم و نهضتهم هذه المزيد من التضحيات و لم تبال الحكومة بابادتهم و القضا عليهم.

اخرجوا جثمان «زيد» زعيم الشيعة الزيدية من قبره، و صلبوه لمدة ثلاث سنين، ومن ثم احرقوه، و ذروا رماده في الهوا، حتي ان اكثرية الشيعة تعتقد ان مقتل الامام الرابع و الخامس قد تم علي ايدي بني امية، و ذلك بدس السم اليهما، و كذا وفاة الامام الثاني و الثالث كان علي ايديهم.

ان الفجائع التي ارتكبها الامويون كانت الي حد ما جعلت اكثرية

اهل السنة يعتقدون بالخلفا عامة و آن هم مفروضو الطاعة، و ان يقسموا الخلفا الي قسمين: الخلفاالراشدين، و هم الخلفا الاربعة الاوائل بعد وفاة الرسول الكريم (ص) و هم (ابوبكر و عمر و عثمان و علي) و الخلفا غير الراشدين اولهم معاوية.

والامويون طوال حكومتهم، و علي اثر ظلمهم و جورهم، اثاروا سخط الامة و غضبها الي ابعد الحدود، و بعد سقوط دولتهم و مقتل آخر خليفة لهم، فر ولدا الخليفة مع جمع من العائلة الاموية من دارالخلافة و لم يجدوا في اي مكان ملجا يتجهون اليه، فتاهوا في صحاري «النوبة» و «الحبشة» و «بجاوة» و مات الكثير منهم اثر الظماوالجوع، توجهوا الي جنوب (اليمن) فمكثوا هناك زمنا، كانوا يحصلون علي مال من الناس عن طريق الاستجدا و الصدقة و العطف عليهم و من ثم انتقلوا الي مكة مرتدين زي الحمالين و انصهروا في ذلك المجتمع.

10 الشيعة في القرن الثاني للهجرة

ظهرت دعوة باسم اهل بيت النبوة في خراسان، يتزعمها «ابومسلم المروزي» و ذلك في اواخر الثلاث الاول من القرن الثاني للهجرة، اثر النهضات و الحروب الدامية التي ظهرت في جميع البلدان الاسلامية، كرد فعل للظلم و الجور و المعاملة السيئة التي كان يقوم بها بنوامية، و ابومسلم هذا قائد فارسي، قام ضد الحكومة الاموية، زحف بجيشه حتي اطاح بالدولة الاموية.

والنهضة او الثورة هذه و إن كانت تستلهم من الدعايات الشيعية، و كانت تتصف ايضا الي حدما بثار شهدا اهل البيت و قامت باخذ البيعة لرجل لم يعرف من اهل البيت، مع هذا كله لم تكن بايعاز من ائمة الشيعة، لا بالشكل المباشر و لا بغيرالمباشروالدليل علي ذلك هو ان ابامسلم لما عرض البيعة للخلافة علي الامام السادس في المدينة، كان

رد الامام عنيفا اذ احرق الكتاب المرسل اليه علي السراج، و قال للرسول اخبر صاحبك بما رايت.

وبالنتيجة قبض «بنوالعباس» علي الخلافة باسم اهل البيت، و ابدوا عنايتهم و رعايتهم للعلويين في بداية امرهم قضوا علي الامويين و ابادوهم ابادة كاملة، و ذلك انتقاما لشهدا العلويين، و نبشوا قبور خلفا بني امية، و اخرجوا منها الاجساد، واحرقوها بالنيران، و لم تمض فترة حتي اتخذوا سيرة بني امية نهجا لهم، و لم يتوانوا عن القيام باية اعمال بشعة منافية للشريعة، فظلموا و جاروا علي الناس.

سجن «ابوحنيفة» و هو احد رؤوسا المذاهب الاربعة، في زمن المنصور، و لاقي انواع التعذيب، و ضرب «ابن حنبل» احد رؤوسا المذاهب الاربعة، بالسياط و قضي علي الامام السادس للشيعة الامامية بالسم، بعد الاذي و التعذيب و كان يقدم العلويون جماعات لضرب اعناقهم، او ان يدفنوا و هم احيا، او ان يوضعوا احيا في الجدران، واسس الابنية الحكومية.

واما الخليفة العباسي هارون الرشيد، فقد توسعت في زمنه الامبراطورية الاسلامية، و كان ينظر احيانا الي الشمس مخاطبا اياها بقوله:

اشرقي في اي مكان شئت فانك لم تشرقي خارج ملكي.

فمن جهة كان جيش الخليفة يحارب و يتقدم في اقصي الشرق و الغرب في العالم و من جهة اخري كان يشاهد علي جسر بغداد و الذي لا يبعد عن قصره سوي خطوات، الجباة و هم ياخذون من المارة حق العبور دون علم الخليفة و اذنه، و يذكران الخليفة نفسه، اراد عبور الجسر ذات يوم، فطولب بحق العبور.

ومما يذكر عن الامين الخليفة العباسي، انه وهب الي مطرب ثلاثة ملايين درهم فضة ازا ما غناه لبيتي غزل، فرمي المطرب نفسه علي قدمي الخليفة قائلا:

تمنحني هذه الاموال الطائلة يا اميرالمؤمنين؟ كانت

الاموال الطائلة تتدفق الي بيت مال المسلمين من جميع الاقطارالاسلامية، و تصرف للهو الخليفة و لعبه، و كان بلاط الخلفا يعض بلاف الجواري و الفتيات و الغلمان.

لم يتغير وضع الشيعة بعد انقراض حكومة بني امية، و مجي دولة بني العباس، سوي تغيير الاسما و الشعارات للاعدا الظلمة و الجائرين.

11 الشيعة في القرن الثالث للهجرة

استطاع الشيعة ان يتنفسوا الصعدا، في اوائل القرن الثالث الهجري، و السبب في ذلك يعود الي:

اولا: ترجمة الكثير من الكتب الفلسفية و العلمية من اليونانية و السريانية و غيرهما الي العربية، فتسابق الناس علي تحصيل العلوم العقلية و الاستدلالية، علمابان الخليفة العباسي المعتزلي المامون (195 - 218) كان يرغب في الاستدلال العقلي في المذاهب، و يبدي اهتمامه له، و كانت النتيجة ان ينتشر البحث الاستدلالي في الاديان، و تعطي الحرية الكاملة لاصحاب المذاهب، فانتهز علما الشيعة و متكلموهم هذه الحرية الفكرية، فلم يتوانوا في القيام بالنشاط العلمي، و نشر مذهب اهل البيت عليهم السلام.

ثانيا: منح المامون الامام الثامن ولاية عهده بمقتضي سياسته، فاصبح الشيعة و محبو اهل البيت، بعيدين عن التعرض الي حد ما من قبل الولاة و اصحاب المناصب، و اصبحوا يتمتعون بشي من الحرية، الا ان الفترة هذه لم تدم كثيرا، و تعرض الشيعة للملاحقة الشديدة، و القتل و التشريد، و عادت السنة التي كانت سائدة، و خاصة في زمن المتوكل العباسي (232 - 247) للهجرة، اذ كان يعادي عليا و شيعته عداخاصا، و هو الذي امر بهدم مرقد الامام الحسين (ع) ثالث ائمة الشيعة في كربلا.

12 الشيعة في القرن الرابع للهجرة

ظهرت عوامل في القرن الرابع الهجري، ساعدت علي انتشار مذهب التشيع و تقويته، منها ضعف الخلافة العباسية، و ظهور وزرا آل بويه.

كان لوزرا آل بويه، و هم شيعة، التاثير البالغ في مركز الخلافة ببغداد، و كذا في الخليفة، و هذه القدرة مكنت الشيعة من الوقوف امام المخالفين، الذين طالما حاربوهم لما كان لهم من قدرة خلال خلافتهم، و تمكن الشيعة من نشر عقائدهم بكل حرية.

والمؤرخون متفقون علي ان الجزيرة العربية، او معظمها كانت تعتنق مذهب الشيعة،

سوي المدن الكبيرة منها، علما بان بعض المدن مثل، هجر و عمان و صعدة، كانت شيعية، و مدينة البصرة كانت تعتبر مركزا لاهل السنة، و كانت في صراع ديني مع الكوفة مركز التشيع و كان يسكن فيها بعض الشيعة، و كذا في كل من مدينة طرابلس و نابلس و طبرية و حلب و هرات، كان فيها من الشيعة، و كذلك في مدينة الاهوازوسواحل الخليج الفارسي من ايران.

وفي اوائل هذا القرن، استولي ناصر الاطروش علي شمال ايران بعد كفاح دام سنوات، فاستقر في ناحية طبرستان و اسس دولته، و استمرت لاولاده من بعده، و كان الحسن بن زيد العلوي قد حكم هذه المنطقة قبل الاطروش.

وفي هذا القرن استولي الفاطميون و هم من الفرقة الاسماعيلية علي مصر، واسسوا حكومتهم و استمرت اكثر من قرنين (296 - 527).

وكان.يظهر صراع بين الشيعة و السنة احيانا في مدن كبيرة كبغداد و البصرة و نيسابور، و كانت الغلبة في بعضها للشيعة

13 الشيعة في القرن الخامس و حتي القرن التاسع الهجري

توسعت الشيعة خلال القرن الخامس حتي اواخر القرن التاسع بتلك النسبة التي كانت عليها في القرن الرابع و ظهر ملوك اعتنقوا مذهب التشيع، فصاروا يدعون اليه.

رسخت الدعوة الاسماعيلية في «قلاع الموت» و استقرت في دعوتها قرناونصف قرن وسط ايران، و حكم السادة المرعشيون سنين متمادية في مازندران.

اختار الملك «خدابنده» و هو احد ملوك المغول مذهب الشيعة، و خلفه في الحكم ملوك من هذه الطائفة لاعوام متعاقبة، وساهموا في نشر و ترويج هذه العقيدة، و كذا سلاطين «آق قوينلو» و «قره قوينلو»، اذ كانت مدينة تبريز مركز حكومتهم، وكانت تنبسط سيطرتهم حتي فارس و كرمان، و حكمت الدولة الفاطمية في مصرلسنوات متعاقبة.

من الطبيعي ان العلاقة الدينية لاهل السنة بالملوك كانت متغيرة

متفاوتة، و بعدسقوط الدولة الفاطمية و مجي دولة الايوبيين، تغيرت الظروف، و فقد الشيعة في مصروالشام الحرية الفكرية علي الاطلاق، و قتل الكثير منهم.

منهم الشهيد الاول «محمد بن محمد الملكي» احد نوابغ الفقه الشيعي سنة 786 للهجرة في دمشق بتهمة التشيع.

وقتل ايضا الشيخ «شهاب الدين السهروردي» في حلب بتهمة الفلسفة.

فالشيعة خلال هذه القرون الخمسة، كانوا في ازدياد من حيث النفوس و العدد، وكانت الزيادة تابعة لموافقة و مخالفة السلاطين من حيث النفوذ و الحرية الفكرية و لم يعلن في هذه الفترة في اية دولة اسلامية مذهب التشيع، مذهبا رسميا لها.

14 الشيعة في القرن العاشر و الحادي عشر للهجرة

نهض شاب في سنة 906 للهجرة، و هو في الثالثة عشرة من عمره، من عائلة «شيخ صفي الدين الاردبيلي» المتوفي سنة 735 ه و كان احد مشايخ الطريقة من الشيعة، نهض مع ثلاثمائة من الدراويش الذين كانوا من مريدي آبائه، و ذلك لاقامة دولة شيعية مستقلة مقتدرة، فسار من مدينة «اردبيل» و شرع بفتح البقاع و ازالة نظام ملوك الطوائف في ايران، و بعد حروب دامية مع الملوك المحليين و خاصة مع ملوك «آل عثمان» الذين كانوا يحكمون الامبراطورية العثمانية، استطاع ان يجعل من ايران دولة موحدة بعد ان كانت ممزقة، يحكم كل بقعة منها فئة خاصة، و جعل المذهب الشيعي، مذهبا رسميا لها.

وبعد وفاة الملك «اسماعيل الصفوي» اعقبه ملوك آخرون من السلالة ذاتها، حتي منتصف القرن الثاني عشر الهجري، و كل من هؤلا الملوك كان يؤيد المذهب الشيعي، ففي زمن «شاه عباس الكبير» و الذي يعتبر ذروة القدرة لهذه السلالة، استطاع ان يوسع بقعتهم، فازداد عددهم فبلغت ضعف ما عليه الان في ايران (سنة 1384 ه) والفرقة الشيعية في القرنين و نصف القرن الاخير

تقريبا، بقيت علي حالتها في سائر البقاع الاسلامية مع بقا الازدياد الطبيعي لها.

15 الشيعة في القرن الثاني عشر و حتي القرن الرابع عشر للهجرة

ان التقدم في المذهب الشيعي خلال القرون الثلاثة الاخيرة كان بشكله الطبيعي كما في السابق، و الوقت الحاضر الذي هو اواخر القرن الرابع عشر الهجري، يعتبرالتشيع مذهبا رسميا في ايران، و معظم شعبي اليمن و العراق من الشيعة، و تتواجد الشيعة في كل الدول الاسلامية في العالم، قلت ام كثرت، و بعد الشيعة في مختلف الاقطار في العالم، بما يربو علي المائة مليون.

16 انشعاب بعض الفرق و انقراضها

يشتمل كل مذهب علي مسائل و امور تعتبر الاسس الاولية لذلك المذهب، وهناك مسائل ثانوية و اختلاف اهل المذاهب في كيفية المسائل الاصلية و الرئيسية و نوعيتها مع الاحتفاظ بالاصول المشتركة بينها، يسمي انشعابا.

توجد الانشعابات في جميع الاديان، و خاصة في الاديان السماوية، اليهودية و المسيحية و المجوسية و الاسلام، و يظهر الانشعاب في مذاهبها ايضا و المذهب الشيعي لم يطرا عليه، و لم يظهر فيه اي انشعاب في زمن ائمته الثلاثة (الامام علي و الحسن و الحسين عليهم السلام) ، ولكن بعد استشهاد الامام الحسين (ع) ، اعترف اكثرية الشيعة بامامة علي بن الحسين (ع) السجاد، و ذهب الاقلية منهم و الذين عرفوا بالكيسانية، الي الاعتقاد بامامة محمد بن الحنفية اماما رابعا لهم، و انه المهدي الموعود عندهم، ويعتقدون انه قد غاب في جبل رضوي، و سيظهر يوما.

وبعد وفاة الامام السجاد (ع) اعتقد اكثرية الشيعة بامامة ابنه محمد الباقر (ع) ، وذهب الاقلية منهم الي التمسك بمذهب زيد الشهيد و هو الولد الاخر للامام السجاد (ع) ، و اشتهروا بالزيدية.

وبعد وفاة محمد الباقر (ع) آمن شيعته بولده الامام جعفر الصادق (ع) وبعدوفاته، ذهب الاكثرية الي ان الامام السابع هو ولده الامام موسي الكاظم (ع) ، و اعتقد فريق ان اسماعيل ابن

الامام الاكبر هو الامام السابع، و الذي وافاه الاجل في زمن ابيه الصادق، و انفصل هؤلا عن الاكثرية الشيعية، و عرفوا بالاسماعيلية، و ذهب بعضهم الي امامة عبداللّه الافطح ابنه الاخر، و ذهب آخرون الي امامة محمد و توقف بعض في امامته، و اعتبروه آخر الائمة.

وبعد استشهاد الامام موسي الكاظم (ع) ، ذهب الاكثرية الي امامة ابنه الرضا (ع) ، اماما ثامنا، و توقف جماعة في امامة الامام السابع، و اشتهروا ب (الواقفية).

ولم يظهر انشعاب بعد الامام الثامن و حتي الامام الثاني عشر، و هو عند الاكثرية المهدي الموعود، و إذا ما كانت هناك حوادث او وقائع فانها لم تكن سوي ايام معدودة و لم يحدث انشعاب، و علي فرض حدوث انشعاب، لم يدم كثيرا، و انتهي الي الانصهار، كما حدث بعد وفاة الامام العاشر، اذ ادعي ولده جعفر الامامة و تبعه جمع، الا آن هم تفرقواوتشتتوا بعد فترة قصيرة، و لم يتابع جعفر دعوته هذه، و هناك اختلاف في الارا بين رجال الشيعة في المسائل العلمية و الكلامية و الفقهية، الا انه لا يمكن اعتباره انشعابا في المذهب.

انقرضت الفرق المذكورة التي انشعبت و ظهرت امام الاكثرية الشيعية، في زمن قصير، الفرقة «الزيدية» و «الاسماعيلية» اللتين استقامتا، و لا يزال معتنقو هذين المذهبين يعيشون في مناطق مختلفة من العالم، كاليمن و الهند و لبنان و مناطق اخري، فعلي هذا نكتفي بذكر هاتين الطائفتين مع الاكثرية الشيعية و هم الاثني عشرية.

17 الزيدية

تعتبر «الزيدية» مذهب تابعي زيد الشهيد ابن الامام السجاد (ع).

ثار زيد سنة 121 للهجرة بوجه الخليفة الاموي «هشام بن عبدالملك» و بايعه جماعة، و قتل في حرب وقعت في مدينة الكوفة، بينه و بين مؤيدي

الخليفة.

يعد زيد لدي اصحابه الامام الخامس من ائمة اهل البيت (ع) ، و استخلفه بعده ابنه «يحيي بن زيد» الذي ثار علي الخليفة الاموي «الوليد بن يزيد» و جا بعده «محمدبن عبداللّه» و «ابراهيم بن عبداللّه» اللذان قاما وثارا علي الخليفة العباسي «المنصورالدوانيقي» و قتلا، فهؤلا هم من ائمة الزيدية.

ومنذ ذلك الوقت، كانت امور «الزيدية» غير منتظمة، حتي ظهور «ناصرالاطروش» و هو من نسل اخي زيد، في خراسان، و علي اثر المطاردات التي قامت بهاالدولة آنذاك، اضطر ان يفر الي مازندران، و لم يكن اهالي هذه المنطقة قد اعتنقوا الاسلام، و بعد دعوة دامت ثلاث عشرة سنة، استطاع ان يدخل جمعا كثيرا في الاسلام، فاعتنقوا مذهب «الزيدية» و استطاع بعدها و بمساعدة هؤلا ان يسيطر علي ناحية طبرستان و صار فيهم اماما و قائدا، و استخلفه من بعده اولاده، يسوسون الناس في تلك الديار.

وتعتقد «الزيدية» ان كل فاطمي، عالم، زاهد، شجاع، سخي، يثور لاحقاق الحق يستطيع ان يكون اماما.

كانت الزيدية في الابتدا مثل زيد، تعتبر الخليفتين الاولين «ابابكر و عمر» من الائمة، ولكن بعدها اسقط جماعة منهم اسم هذين الخليفتين من اسما ائمتهم، و ابتدا و ابالامام علي (ع).

وحسب ما يقال ان «الزيدية» تتبع المعتزلة في الاسلام، و توافق فقه «ابي حنيفة» في الفروع، و هناك اختلاف يسير بينهم في بعض المسائل.

18 الاسماعيلية و انشعاباتها

الباطنية: كان الامام السادس للشيعة ولد يدعي «اسماعيل» و هو اكبر ولده، توفي في زمن ابيه، و شهد الاب بوفاة ابنه، و طلب الشهادة من حاكم المدينة ايضا علي وفاة ولده، الا ان هناك فريق يعتقد بعدم وفاة اسماعيل، و انه اختار الغيبة، و سوف يظهر ثانية و هو المهدي الموعود، و يتضح

ان اشهاد الامام السادس علي وفاة ولده كان علي قصد و عمد، و ذلك خوفا من الخليفة العباسي المنصور، و اعتقد جماعة ان الامامة الحقة هي لاسماعيل، و مع موته، انتقلت الي محمد، و اعتقد آخرون ان اسماعيل و إن ادركه الموت في زمن ابيه، الا انه امام، و محمد بن اسماعيل و من جا بعده من هذه السلالة ائمة ايضا.

انقرض الفريقان الاولان بعد زمن وجيز، و بقيت الفرقة الثالثة حتي وقتناالحاضر، و قد انشعبت انشعابات عدة.

لدي «الاسماعيلية» فلسفة تشبه فلسفة عبدة النجوم، و فيها شي من التصوف الهندي، و يذهبون الي ان المعارف و الاحكام الاسلامية، لها ظاهر و باطن، فلكل ظاهرباطن و لكل تنزيل تاويل، و تعتقد ان الارض لا تخلو من حجة، و حجة اللّه علي نوعين: ناطق و صامت فالناطق هو النبي الاكرم (ص) و الصامت هو الولي او الامام، و هو وصي النبي (ص) و علي اية حال، فان الحج ة هي المظهر الكامل للربوبية.

اساس الحجة عندهم يدور دائما علي العدد، بهذا الترتيب، ان كل نبي عندمايبعث يختص بالنبوة «الشريعة» و الولاية، و ياتي بعده سبعة اوصيا، لكل منهم الوصاية، ويعتبر جميعهم في نفس المنزلة و الشان، سوي الوصي السابع الذي يختص بالنبوة ايضا، و يتصف بثلاثة مناصب، النبوة و الوصاية و الولاية، و بعده سبعة اوصيا، و للسابع منهم ثلاثة مناصب و هكذا.

فهم يقولون، ان آدم عليه السلام بعث بالنبوة و الولاية، و كان له سبعة اوصيا، وسابعهم نوح النبي، و كان يختص بالنبوة و الوصاية و الولاية، و النبي ابراهيم هوالوصي السابع لنوح، و النبي موسي سابع الاوصيا لابراهيم، و النبي عيسي سابع الاوصيا لموسي، و محمد (ص)

سابع الاوصيا لعيسي، و محمد بن اسماعيل الوصي السابع لمحمد (ص) ، بهذا الترتيب: محمد (ص) و علي و الحسين و علي بن الحسين و السجاد و محمد الباقر و جعفر الصادق و اسماعيل و محمد بن اسماعيل (والامام الثاني الحسن بن علي لايعدونه من الائمة) و بعد محمد بن اسماعيل سبعة من نسله و ولده، اسماؤهم مخفية مستورة و بعدهم سبعة من ملوك الفاطميين لمصر، اولهم عبيداللّه المهدي مؤسس حكومة الفاطميين بمصر.

تعتقد الاسماعيلية، بان هناك اثني عشر نقيبا موجودون دائما علي الارض، فضلا عن وجود حجة اللّه، فهم حواريو الحجة و خاصته، ولكن لبعض منهم و هم (الدروزية) الباطنية، تعتبر و تعد ستة من الائمة نقبا، و الستة الاخرين من غيرهم.

ظهر شخص مجهول الهوية سنة 278 ه في مدينة الكوفة، (قبل ظهور عبيداللّه المهدي بسنوات) و كان خوزستاني الاصل، و كان يقضي نهاره صائما، و ليله قائما عابدا، ويسد رمقه من كسبه و عمله، كان يدعو لمذهب «الاسماعيلية» فاستطاع ان يكسب جماعة، ليكونوا له انصارا و اعوانا، فانتخب منهم اثني عشر شخصا، علي آن هم النقبا، ثم خرج من الكوفة متجها الي الشام، و ما عرف عنه شي.

استخلف هذا الرجل المجهول في العراق، رجلا كان يدعي احمد و يعرف ب «القرمط» فبث تعاليم الباطنية، و كما يشير المؤرخون بانه ابتدع صلاة جديدة، بدلا من الصلوات الخمس في الاسلام، و الغي غسل الجنابة، و اباح شرب الخمر و ظهر في نفس العصر، زعما آخرون يدعون الي الباطنية، جمعوا جماعة من الناس حولهم.

فكان هؤلا يتعرضون لانفس و اموال من لا يعتنق مذهب الباطنية، و استمروا في حركتهم هذه في العراق و البحرين و اليمن و الشام،

قتلوا الابريا، و نهبوا الاموال، وسلبوا قوافل الحجيج، سفكوا دما الالاف منهم، و نهبوا امتعتهم و رواحلهم.

استولي «ابوطاهر القرمطي» احد زعما الباطنية علي البصرة سنة 321 ه فقتل الناس، و نهب الاموال، ثم اتجه الي مكة مع جمع من الباطنية سنة 317 ه، و بعد صراع مع افراد الشرطة، دخل مكة، فقتل اهلها، و الحجاج الواردين اليها، فسالت الدما في بيت اللّه الحرام و الكعبة، و قسم ستار الكعبة بين انصاره بعد ازاحته، و قلع باب الكعبة، واقتلع الحجر الاسود من مكانه، و نقله الي اليمن، و بقي هناك عند القرامطة مدة اثنين و عشرين عاما.

علي اثر هذه الاعمال، ابدي عامة المسلمين تذمرهم و تنفرهم من «الباطنية» و اعتبروهم خارجين عن دين الاسلام، حتي «عبيداللّه المهدي» احد ملوك الفاطميين، الذي كان قد ظهر في افريقيا، و ادعي لنفسه المهدوية، و انه المهدي الموعود، و امام الاسماعيلية، قد تبرا ايضا من القرامطة آنذاك.

وحسب ما يقره المؤرخون ان المعيار الديني للباطنية هو تاويل الاحكام الظاهرة للاسلام الي مراحل باطنية صوفية، و يعتبرون ظاهر الشريعة خاصا للاميين من الناس، الذين لم يتدرجوا طريق الكمال، و مع هذا كله، فقد كانت تصدر قوانين و احكام معينة من ائمتهم و زعمائهم بين حين و آخر.

19 النزارية و المستعلية و الدروزية و المقنعة

ظهر «عبيداللّه المهدي» سنة 296 للهجرة فيي افريقية، و ادعي الامامة علي طريقة الاسماعيلية، و اسس الدولة الفاطمية، و اختار خلفاؤه مصر دار خلافتهم، فحكم سبعة منهم علي التوالي حكومة و امامة طبق مذهب «الاسماعيلية» دون ان يحدث انشعاب او انقسام و بعد الخليفة السابع و هو (المستنصر باللّه سعد بن علي) تنازع ولداه «نزار» و «المستعلي» علي الخلافة و الامامة، و بعد صراع و

حروب دامية، كانت الغلبة للمستعلي، فالقي القبض علي اخيه نزار، و سجنه و بقي في السجن حتي توفي فيه.

وعلي اثر هذه المنازعة، انقسم اتباع الفاطميين الي قسمين: نزارية و مستعلية.

النزارية: هم من اتباع الحسن بن الصباح، و كان من المقربين للمستنصر، و بعدالمستنصر، اخرج من مصر بامر من المستعلي، لدفاعه و حمايته عن نزار فجا الي ايران و بعد فترة ظهر في قلعة الموت من نواحي قزوين فاستولي علي هذه القلعة و قلاع اخري مجاورة، فصار سلطانا عليها، و دعا الي نزار في البداية، و بعد وفاة «حسن» سنة 518 هجا «بزرك اميد رودباري» و بعده ابنه «كيا محمد» و حكما علي طريقة «الحسن الصباح»، و جاء بعده ابنه «حسن علي ذكره السلام» رابع ملوك قلعة الموت، فغير طريقة الحسن الصباح و كانت نزارية، و انتمي الي الباطنية.

فتح هولاكو خان بعد حملته علي ايران قلاع الاسماعيلية و قتل جميع الاسماعيلين، و هدم قلاعهم، و بعد سنة 1255 ه ثار آقا خان المحلاتي و كان من النزارية علي محمد شاه القاجاري، و فشل في نهضته التي قام بها في مدينة كرمان و هرب الي بمبي، فنشر الدعوة الباطنية النزارية بامامته و زعامته هناك، و لا تزال دعوتهم باقية حتي الان، و تدعي النزارية الان بال (آقا خانية).

المستعلية: استقرت الامامة لاتباع المستعلي الفاطمي في خلفا الفاطميين بمصر حتي انقرضت سنة 557 ه و ظهرت بعد فترة فرقة (البهرة) في الهند علي الطريقة نفسها، و لا تزال موجودة.

الدروزية: الطائفة الدروزية التي تقطن الان في جبال «الدروز» في الشام كانت في بداية الامر تابعة للخلفا الفاطميين، حتي ايام الخليفة السادس الفاطمي، دعت الي «نشتجين الدروزي» و التحقت بالباطنية.

تقف الدروزية

عند الخليفة «الحاكم باللّه» و يعتقد آخرون انه قتل، الا انها تدعي انه غاب عن الانظار، و عرج الي السما، و سوف يعود ثانية بين الناس.

المقنعة: كانت من اتباع «عطا المروي» المعروف بالمقنع في بادي الامر، وحسب مايذكره المؤخون انه كان من اتباع ابي مسلم الخراساني، و بعد وفاة ابي مسلم، ادعي ان روح ابي مسلم قد حلت فيه، و ادعي النبوة بعد ذلك، و بعدها ادعي الالوهية، وحوصر سنة 162 في قلعة كيش من بلاد ماوراالنهر، و عند ما تيقن من محاصرته و حتمية قتله، اشعل نارا، و دخل فيها مع عدة من اصحابه و احترق، اختار اصحاب عطابعد زمن مذهب الاسماعيلية، و التحقوا بالفرقة الباطنية.

20 الشيعة الاثنا عشرية، و اختلافها مع الزيدية و الاسماعيلية

ان الاقلية الشيعية التي مر ذكرها تنشعب عن الاكثرية الشيعية الامامية، و تسمي بالاثني عشرية ايضا، و كما ذكرنا آنفا، كان بداية نشوئهم هو الاعتراض و الانتقاد لمسالتين اساسيتين من المسائل الاسلامية، علما بانهم لم يعارضوا القوانين التي كانت وفقا لتعاليم الرسول الاكرم (ص) بين المسلمين و المسالتان هما:

«الحكومة الاسلامية و المرجعية العلمية» و تعتقد الشيعة بان تلك المسالتين من حق اهل البيت خاصة.

تؤمن الشيعة الاثنا عشرية، ان الخلافة الاسلامية بما فيها من ولاية باطنية و قيادة معنوية و هما جزان لا ينفكان عنها، من حق علي و اولاده عليهم السلام، وبموجب تصريح النبي الكريم (ص) و سائر ائمة اهل البيت (ع) ، آن هم اثنا عشر اماما، وتؤمن ايضا ان التعاليم الظاهرية للقرآن و التي تعتبر من احكام الشريعة، تشتمل علي الحياة المعنوية الكاملة و لها اصالتها و اعتبارها، و لا يعتريها اي نسخ حتي قيام الساعة و يبجب ان تؤخذ هذه الاحكام و القوانين عن طريق

اهل البيت، لا غير و من هنا يتضح:

ان الاختلاف الاصلي بين الشيعة الامامية و الشيعة الزيدية، هو ان الشيعة الزيدية غالبا لا تحصر الامامة في اهل البيت، و لا تقتصر في عدد الائمة علي الاثني عشر، و لا تتبع فقه اهل البيت، علي خلاف الشيعة الامامية و الفارق الاساسي بين الشيعة الامامية و الشيعة الاسماعيلية هو ان الاسماعيلية تعتقد بان الامامة تدور علي (سبع) ولم تختم النبوة في محمد (ص) ، و لا تمتنع من تغيير او تبديل احكام الشريعة، و حتي ارتفاع اصل التكليف خاصة علي قول الباطنية، علي خلاف مذهب الشيعة الامامية الذي يعتقد بخاتمية النبوة في محمد (ص) و انه خاتم الانبيا، و له اثنا عشر وصيا، و يعتبر ظاهر الشريعة غير قابل للنسخ، و يثبتون للقرآن ظاهرا و باطنا.

اما طائفتا الشيخية و الكريمخانية، و اللتان ظهرتا في الاقرنين الاخيرين بين الشيعة الامامية، فلم نعدهما انشعابا لان اختلافهما معا يدور حول توجيه و تفسير بعض المسائل النظرية، و ليس في اثبات او نفي اصل المسائل.

و كذا فرقة «علي اللاهية» بالنسبة للشيعة الامامية و يسمون ب «الغلاة» ايضا، فهم مثل الباطنية للشيعة الاسماعيلية، يعتقدون بالباطن فقط و بما آن هم يفتقرون الي منطق دقيق فلم نعدهم في حساب الشيعة.

موجز عن تاريخ الشيعة الاثني عشرية

كما اشرنا في الفصول المتقدمة، ان اكثرية الشيعة هم الاثني عشرية و هم اصحاب علي و انصاره، الذين رفعوا راية المعارضة و الانتقاد في موضوع الخلافه و المرجعية العلمية بعد وفاة الرسول الاكرم (ص) و ذلك لاحيا حقوق اهل البيت، و بهذاانفصلوا عن اكثرية الناس.

كانت الشيعة مضطهدة في زمن الخلفا الراشدين (سنة 11 - 35 ه) ، و لم تكن لهم صيانة او حماية

لانفسهم و اموالهم طوال حكومة بني امية و خلافتهم (40 - 132 ه) و كلماازداد عليهم الضغط و الاضطهاد، كانوا اشد عزما في ارادتهم، و اكثر رسوخا في عقيدتهم، وكانوا يستفيدون من مظلوميتهم في سبيل عقيدتهم و تقدمها و نشرها.

ففي الفترة ما بين الدولتين الاموية و العباسية، حيث تسلم خلفا بني العباس الحكم كانت فترة ضعف و انهيار، استطاع الشيعة ان يتنفسوا الصعدا، و ذلك في اواسطالقرن الثاني للهجرة ولكن سرعان ما عاد التضييق و الاضطهاد عليهم و ازداد شيئا فشيئاحتي اواخر القرن الثالث الهجري.

وفي اوائل القرن الرابع الهجري استعاد الشيعة قدرتهم بمجي سلاطين آل بويه و كانوا من الشيعة و حصلت علي حرية فكرية و شرعت بنضالها و استمرت حتي نهاية القرن الخامس الهجري و في اوائل القرن السادس الهجري، الذي يقترن مع حملة المغول و علي اثر المشاكل العامة و كذا استمرار الحروب الصليبية، فالحكومات الاسلامية رفعت الاضطهاد و الضغوط عن الشيعة و خاصة بعد اعتناق بعض سلاطين المغول في ايران دين الاسلام، وساهمت حكومة سلاطين مرعش في مازندران في تقوية الشيعة و توسعها، مما جعل الشيعة يتمتعون بكثرة عددهم في كل بقعة من بقاع الممالك الاسلامية و خاصة في ايران، حيث كان الملايين من الشيعة و استمرت الحالة هذه حتي اواخر القرن التاسع الهجري و في بداية القرن العاشر الهجري اثر ظهور الدولة الصفوية في ايران المتسعة الارجا آنذاك، اعترف رسميا بمذهب الشيعة و لا يزال حتي الان اواخر القرن الرابع عشر الهجري، يعتبر مذهبا رسميا للبلاد و فضلا عن هذا كله فان عشرات الملايين من الشيعة تعيش حاليا في جميع بقاع العالم.

2 الفكر الديني لدي الشيعة

1 معني الفكر الديني

يطلق هذا الاصطلاح علي التحقيق و البحث في موضوع

من المواضيع الدينية للحصول علي نتيجة معينة.

كما ان المراد من الفكر الرياضي مثلا، هو الفكر الذي يعطي النتيجة لنظرية رياضية معينة، او يحل مسالة رياضية.

2 المصادر الرئيسية للفكر الديني في الاسلام

من الطبيعي ان الفكر الديني كسائر الافكار، يعتمد علي مصادر، كي يستلهم منها مواده و اسسه، كما هو الحال في الفكر الرياضي لحل مسالة ما، فانه لابد من الاستعانة بمجموعة من النظريات و الفرضيات، و بالنتيجة ينتهي الي المعلومات الخاصة به، و المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه الاسلام، (من جهة ارتباطه بالوحي السماوي) هوالقرآن الكريم، اذ انه المصدر الرئيسي للنبوة الشاملة للنبي الاكرم (ص) و ما يحتويه من الدعوة الي الاسلام، فالقرآن لا ينفي المصادر الاخري للفكر الصحيح و الحجج الواضحة كما سنتعرض له.

3 الطرق التي يعرضها الاسلام للفكر الديني

فالقرآن الكريم يضع ثلاثة طرق امام متبعيه للوصول الي المفاهيم الدينية و المعارف الاسلامية و يوضح لهم، ان الظواهر الدينية و الحجج العقلية، و الادراك المعنوي لا يتاتي الا من الخلوص في العبادة.

ان اللّه سبحانه يخاطب الناس عامة في القرآن، و يعرض امورا دون اقامة حجة او دليل، انطلاقا من قدرة هيمنته كخالق، و يطالب بقبول الاصول و الاسس الاعتقادية، كالتوحيد و النبوة و المعاد و الاحكام العملية، كالصلاة و الصوم و غيرهما كما يامر بالنهي و الامتناع احيانا، و إذا لم تكن الايات لتعطي الحجية، لم يكن ليطالب الناس بقبولهاواتباعها اذن لابد من القول بان هذه الايات الواضحة الدلالة طريق لفهم المفاهيم الدينية و المعارف الاسلامية و ادراكها و نسمي هذا البيان اللفظي بالظواهر الدينية مثل «آمنوا باللّه و رسوله» و «اقيموا الصلاة.»

ونجد القرآن من جهة اخري في كثير من الايات يدعو الي الحجية العقلية، وذلك بدعوة الناس الي التفكر و التدبر في الافاق و الانفس، و هو يسلك الاستدلال العقلي في بيان الحقائق.

وحقا ان القرآن هو الوحيد من الكتب السماوية الذي يدل الانسان الي العلم و المعرفة بطريقة استدلالية

فالقرآن ببيانه هذا يعتبر الحجة العقلية و الاستدلال المنطقي من الامور المسلمة، اي انه لا يطالب بتقبل المعارف الاسلامية دون نقاش، ثم ينتقل الي الاحتجاج العقلي، و يستنتج منها المعارف الاسلامية، انطلاقا من الاعتماد الكامل علي واقعيته اذ يقول، محصوا في الاحتجاج العقلي، و استنبطوا منه صحة المعارف و من ثم القبول و الرضا.

وما يسمع من كلام عن الدعوة الاسلامية، يمكن التامل فيه، و الاستفسار عنه، و الاصغا الي قول الخالق و بالتالي، فان التصديق و الايمان يجب ان يحصل عليه بدليل او حجة، و ليس المراد الايمان مسبقا، ثم اقامة الادلة وفقا له، فالفكر الفلسفي طريق يدعمه القرآن الكريم و يصادق عليه، و من جهة اخري نري القرآن الكريم و باسلوبه الرائع، يوضح لنا ان جميع المعارف الحقيقية تنبع من التوحيد و معرفة اللّه حقيقة، و ماكمال معرفة اللّه جل و علا، الا لاولئك الذين جعلهم اللّه من خيرة عباده، و خصصهم لنفسه، و هم الذين قد قطعوا علاقاتهم و ارتباطاتهم بهذا العالم، و نسوا كل شي، و اثرا لاخلاص و العبودية، وجهوا قواهم الي العالم العلوي، و نوروا قلوبهم بنور اللّه سبحانه، ونظروا ببصيرتهم حقائق الاشيا، و ملكوت السماوات و الارض، لانهم قد وصلوا الي مرحلة اليقين، اثر اخلاصهم و عبوديتهم، و عند حصولهم علي هذه المنزلة (اليقين) ، انكشف لهم ملكوت السماوات و الارض، و الحياة الخالدة في العالم الخالد.

ويتضح هذا الادعا مع الالتفات الي الايات الكريمة التالية:

قوله تعالي:

«وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انافاعبدون.»

و قوله تعالي:

«سبحان اللّه عما يصفون الا عباد اللّه المخلصين.»

و يقول تعالي:

«قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي انما الهكم اله

واحد فمن كان يرجو لقا ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه احدا.»

و يقول سبحانه:

«واعبد ربك حتي ياتيك اليقين.»

و قوله:

«وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات و الارض و ليكون من الموقنين.»

و قوله:

«كلا ان كتاب الابرار لفي عليين و ما ادريك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون.»

و قوله تعالي ايضا:

«كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم.»

اذن احد طرق استيعاب المعارف الالهية و ادراكها هو تهذيب النفس و الاخلاص في العبودية.

4 الاختلاف بين هذه الطرق الثلاثة

اتضح مما سبق، ان القرآن الكريم يعرض ثلاثة طرق لفهم المعارف الدينية: الظواهر الدينية، و العقل، و الاخلاص في العبودية، و الذي مؤداه انكشاف الحقائق و المشاهدة الباطنية لها، ولكن يجب ان نعلم ان هذه الطرق الثلاثة، تتفاوت فيمابينها من جهات عدة:

الاولي: ان الظواهر الدينية، بيانات لفظية، تستفاد من ابسط الالفاظ، و في متناول ايدي الناس، و كل يستفيد منها حسب قدرته و فهمه و استيعابه، علي خلاف الطريقين الاخرين، اذ يختصان بجماعة خاصة، و لم يكونا لعامة الناس.

الثانية: ان طريق الظواهر الدينية، لهو الطريق الموصل الي اصول المعارف الاسلامية و فروعها، و يمكن من الحصول علي المسائل الاعتقادية و الاخلاقية، و كذا الكليات للمسائل العملية (فروع الدين) ، ولكن جزئيات الاحكام و مصالحها الخاصة بهالم تكن في متناول العقل، و خارجة عن نطاقها، و هكذا طريق تهذيب النفس، لا نتيجتهاانكشاف الحقائق، و هو علم لدني (من قبل اللّه تعالي) ، و لا يسعنا ان نحدد نتائجهاوالحقائق التي تنكشف عن هذه الموهبة الالهية، و هؤلا لما انفصلوا عن كل شي و نسوه، سوي اللّه تعالي، فانهم تحت رعاية اللّه بصورة مباشرة، و كل ما يريده (لا كل مايريدونه) ينكشف لهم.

5 الطريق الاول: الظواهر الدينية و اقسامها

الظواهر الدينية و اقسامها

وكما سبقت الاشارة اليه، فان القرآن الكريم و الذي يعتبر مصدرا اساسيا للفكرالديني الاسلامي، قد اعطي للسامعين حجية و اعتبار ظواهر الالفاظ، و إن هذه الظواهرللايات قد جعلت اقوال النبي الاكرم (ص) في المرحلة الثانية بعد القرآن، و تعتبر حجة كالايات القرآنية، و يؤيده قوله تعالي:

«وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم.»

و قوله جل شانه:

«هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة.»

و قوله ايضا:

(لقد كان

لكم في رسول اللّه اسوة حسنة).

فاذا لم تكن اقوال النبي الاكرم (ص) و افعاله و حتي صمته و اقراره، حجة كالقرآن الكريم، لم نجد مفهوما صحيحا للايات المذكورة، لذا فان اقواله صلي اللّه عليه و آله و سلم حجة لازمة الاتباع، للذين قد سمعوه (ص) ، او الذين قد نقل اليهم عن طريق رواة ثقات، و كذلك ينقل عنه صلي اللّه عليه و آله و سلم عن طرق متواترة قطعية ان اقوال اهل بيته كاقواله، و بموجب هذا الحديث و الاحاديث النبوية القطعية الاخري، تصبح اقوال اهل البيت تالية لاقوال النبي الاكرم (ص) ، و واجبة الاتباع، و إن اهل البيت لهم المرجعية العلمية في الاسلام و لم يخطاوا في تبيان المعارف و الاحكام الاسلامية، فاقوالهم حجة يعتمد عليها سوا كانت مشافهة او نقلا.

يتضح من هذا التفصيل ان الظواهر الدينية و التي تعتبر مصدرا في الفكرالاسلامي علي قسمين: الكتاب و السنة، و المراد بالكتاب، ظواهر الايات القرآنية الكريمة، و المقصود بالسنة، الاحاديث المروية عن النبي الاكرم (ص) و اهل البيت (ع).

حديث الصحابة

اما الاحاديث التي تنقل عن الصحابة، فاذا كانت متضمنة اقوال الرسول الكريم (ص) او افعاله، و لم تخالف احاديث اهل البيت، تؤخذ بنظر الاعتبار، و إذا كانت متضمنة لراي الصحابي فحسب فليست لها حجية، و يعتبر الصحابي كسائر المسلمين، علمابان الصحابة انفسهم كانوا يعتبرون الصحابي كبقية المسلمين، و يعاملونه معاملتهم.

بحث آخر في الكتاب و السنة

يعتبر كتاب اللّه (القرآن الكريم) هو المصدر الاساسي للفكر الاسلامي، و هو الذي يعطي الاعتبار و الحجية للمصادر الدينية الاخري، لذا يجب ان يكون قابلا للفهم لعامة الناس.

وفضلا عن هذا فان القرآن الكريم يعلن انه نور موضح لكل شي، و في مقام التحدي، يطالب بتدبر آياته، اذ ليس فيه اي اختلاف او تناقض، و إذا كان باستطاعتهم معارضته، و الاتيان بمثله لفعلوا ذلك.

وواضح ان القرآن لو لم يكن مفهوما لدي العامة فان مثل هذه الايات لا اعتبارلها.

وليس هناك مجال للظن ان هذا الموضوع (القرآن يفهمه عامة الناس) يتنافي مع الموضوع السابق (ان النبي الاكرم (ص) و اهل بيته، هم مراجع علمية للعارف الاسلامية، و التي هي حقيقة يدل عليها القرآن الكريم).

ان بعضا من المعارف الاسلامية، و هي الاحكام و القوانين التشريعية، فان القرآن الكريم يشير الي الكليات منها، و يتوقف تفصيلها علي الرجوع الي السنة حديث اهل البيت (ع) مثل احكام الصلاة و الصوم و المعاملات و سائر العبادات.

وبعضها الاخر كالاعتقادات و الاخلاق، و إن كانت مضامينها و تفاصيلها يفهمها العامة، لكن ادراك و فهم معانيها، يستلزم اتخاذ نهج اهل البيت، مع الاستعانة بالايات، فانها تفسر بعضها بعضا، و لا يمكن الاستعانة براي خاص، و الذي اصبح من العادات و التقاليد، و باتت النفس تسانس به.

يقول الامام علي (ع):

«كتاب اللّه تبصرون به، و تنطقون به،

و تسمعون به، و ينطق بعضه ببعضه، و يشهد بعضه علي بعض.»

يقول النبي الاكرم (ص): القرآن يصدق بعضه بعضا و كذا قوله (ص): من فسرالقرآن برايه فليتبوا مقعده من النار.

هناك امثلة بسيطة لتفسير القرآن بعضه ببعض، و ذلك في قوله تعالي في قصة لوط «و امطرنا عليهم مطرا فسا مطر المنذرين.»

وفي آية اخري جات كلمة «سا» بكلمة «حجارة» كما في الاية الكريمة «وامطرنا عليهم حجارة من سجيل.»

يتضح من الاية الثانية ان المراد من الاية الاولي «فسا مطر» هو «حجارة سجيل»، و الذي يتابع احاديث اهل البيت بدقة و كذا الروايات المنقولة عن مفسري الصحابة و التابعين، لا يتردد بان طريقة تفسير القرآن بالقرآن تنحصر في طريقة ائمة اهل البيت (ع).

ظاهر القرآن و باطنه

اتضح ان القرآن الكريم بالفاظه و بيانه، يوضح الاغراض الدينية، و يعطي الاحكام اللازمة للناس في الاعتقادات و العمل بها، ولكن اغراض القرآن لا تنحصربهذه المرحلة، فان في كنه هذه الالفاظ و هذه الاغراض، تستقر مرحلة معنوية، و اغراض اكثر عمقا، و الذي يدركه الخواص بقلوبهم، الطاهرة المنزهة.

فالنبي العظيم، و هو المعلم الالهي للقرآن يقول:

ظاهر انيق و باطن عميق و يقول ايضا «للقرآن بطن و ظهر و لبطنه بطن، الي سبعة بطون»، و قد ورد الكثير عن باطن القرآن، في اقوال اهل البيت (ع).

فالاصل في هذه الروايات، هو التشبيه الذي قد ذكره اللّه تعالي في سورة الرعدالاية 17 يشبه فيه الافاضات السماوية بالمطر الذي يهطل من السما بقوله:

«انزل من السما ما فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا و ممايوقدون عليه في النار ابتغا حلية او متاع زبد مثله، كذلك يضرب اللّه الحق و الباطل، فاما الزبد فيذهب جفا و اما ما ينفع الناس فيمكث

في الارض كذلك يضرب اللّه الامثال.»

وتشير هذه الاية الي ان استيعاب الناس و قدرتهم علي اكتساب المعارف السماوية و التي تنير النفوس، و تمنحها الحياة، متفاوتة.

فهناك من لا يعطي الاصالة لهذا العالم الذي سرعان ما يزول الا للمادة و الحياة المادية، و لا يرجو سوي ما تشتهيه نفسه من الحياة المادية، و لا يخشي الا الحرمان منها، و هؤلا علي اختلاف في مراتبهم.

وغاية ما يمكن قبوله من المعارف السماوية، هو الاعتقاد بمجمل من المعتقدات، و ادا احكام الاسلام العملية ظاهرا، و من ثم عبادة اللّه جل شانه املا في الثواب و خوفا من العقاب.

وهناك اناس اثر صفا فطرتهم لا يرون السعادة بالركون الي لذائذ هذه الحياة بايامها القليلة الزائلة، و ما الفائدة و الضرر، و السعادة و البؤس في هذه الحياة الا ظن مغر، وما اولئك الذين كانوا بالامس سعدا، و اصبحوا اليوم قصصا تروي، سوي دروس عبرلهم تلقي في اذهانهم باستمرار و علي الدوام.

وهؤلا بالطبع يتجهون بقلوبهم المنزهة الي العالم الابدي و ينظرون الي هذا العالم بما فيه من مظاهر مختلفة، بانها دلالات و اشارات لا غير، و ليست فيها اية اصالة اواستقلال.

و عند ما تفتح لهم ابواب من المعرفة و الادراك المعنوي للايات و الظواهر الارضية و السماوية، و تشرق في نفوسهم انوار غير متناهية من عظمة و جلال الخالق سبحانه، و تعجب نفوسهم و قلوبهم الطاهرة برموز الخليقة اعجابا، تعرج ارواحهم في الفضا غير المتناهي للعالم الابدي بدلا من انغماسها في مصالحها المادية الخاصة.

وعندما يستمعون عن طريق الوحي الالهي، ان اللّه تعالي قد نهي عن عبادة الاوثان، و ظاهر الاية مثلا التعظيم امام الاصنام، فانهم يدركون ان العبادة تختص باللّه سبحانه، و

ليس لاحد سواه، لان حقيقة العبادة هي العبودية المطلقة، و اكثر من هذا فهم يدركون علي ان الخوف و الرجا لايكون الا من اللّه و للّه وحده، و يجب الا يستسلموا الاهوا النفس، و لا يجوز التوجه الا للّه تعالي.

وعندما يتلي عليهم حكم وجوب الصلاة، و ظاهر الحكم اقامة العبادة الخاصة، لكن بحسب الباطن، يدركون ان هذه العبادة يجب ان تتحقق بقلوبهم و بكل وجودهم، واكثر من هذا يجب ان ينسوا انفسهم، فهم لا شي تجاه الخالق، و يتفانوا في عبادة اللّه وحده.

وكما هو واضح ان المعني الباطني المستفاد من المثالين السابقين، لم يكن مدلولا لفظيا للامر او النهي بذاته بل للذي جعل مجال فكره متسعا يرجح النظر الي العالم و الكون علي النظر في نفسه، و ما تنطوي عليه من انانية وحب الذات.

ومع هذا البيان، يتبين معني ظاهر القرآن و باطنه، و كذلك يتضح ان باطن القرآن لا يلغي و لا يبطل ظاهره، بل انه بمنزلة الروح التي تمنح الجسم الحياة، و بما ان الاسلام دين عام شامل و ابدي، فانه يهتم اولا و قبل كل شي باصلاح المجتمع البشري، و لا يتخلي عن الاحكام الظاهرية و التي مؤداها اصلاح المجتمع، و كذا لا يتخلي عن الاعتقادات البسيطة و التي تعتبر حارسة للاحكام المشار اليها.

وكيف يمكن لمجتمع ان ينال السعادة بالاقتناع ان الانسان يكفيه ان يكون منزها، و ليس هناك ثمة اعتبار للعمل، و يعيش في حياة محاطة بعدم التنظيم و الاستقرار؟.

وكيف يمكن لفكر سقيم و اقوال سقيمة ان تخلق قلوبا طاهرة زكية، او ان يظهرمن قلب زكي، اقوالا سقيمة؟.

و يقول تعالي في كتابه العزيز: «الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات.»

و يقول ايضا:

«والبلد الطيب يخرج

نباته باذن ربه و الذي خبث لايخرج الانكدا.»

ويستفاد مما ذكرنا ان للقرآن الكريم ظاهرا و باطنا، و باطنه ايضا ذو مراتب مختلفة، و الحديث هو المبي ن لمفاهيم القرآن الكريم.

تاويل القرآن

ومما كان مشهورا عند اخواننا اهل السنة في صدر الاسلام، هو امكان الرجوع عن ظاهر القرآن الكريم، اذا وجد دليل، و إن تحمل الاية علي خلاف الظاهر، هذا مايسمي ب «التاويل» فكلمة التاويل في القرآن الكريم، كانت تفسر بهذا المعني.

ومما يشاهد في كتب اهل السنة، ان المناظرات الدينية المختلفة، كانت تؤيدباجماع علما المذاهب، او بدليل آخر، فاذا ما خالفت ظاهر آية من الايات القرآنية، كانوا يلجاون الي تاويل الاية، حملا لخلاف ظاهرها، و احيانا كان يلجا كل من الطرفين المتخاصمين، لقولين متضاربين، الي الايات القرآنية، و الاحتجاج بها، و كل منهما كان يؤول آية الطرف المتخاصم.

قلما تسرب هذا النوع من الاحتجاج الي الشيعة، و قد ذكر في بعض كتبهم في علم الكلام و مما يستفاد من الايات القرآنية و احاديث اهل البيت بعد تدبرها ان القرآن الكريم مع صراحته و وضوح بيانه، لا يريد ان تكون الايات مبهمة و تبقي لغزا دون حل، وكل ما جا الي الناس من احكام و مسائل، فهي الفاظ تناسب ذلك الموضوع.

وما يذكره القرآن بكلمة «تاويل» لم يكن مدلولا للفظ بل حقائق و واقعيات اعلي شانا من فهم عامة الناس، و هي الاساس للمسائل الاعتقادية و الاحكام العملية للقرآن.

نعم ان لكل آيات القرآن تاويلا، و لا يدرك تاويله عن طريق التفكر مباشرة، و لايتضح ذلك من الفاظه، و ينحصر فهمه و ادراكه للانبيا و الصالحين من عباد اللّه، الذين نزهوا انفسهم من كل رجس، فانهم يستطيعون ادراكه عن طريق المشاهدة،

نعم ان تاويل القرآن سوف ينكشف يوم تقوم الساعة.

نحن نعلم جيدا ان احتياج المجتمع المادي، دفع الانسان الي الكلام، و وضع الكلمات و كذا كيفية الاستفادة من الالفاظ، فالانسان في حياته الاجتماعية مضطر ان يبدي ما في ضميره من مفاهيم الي ابنا نوعه، و يستمد العون في هذا عن طريق الصوت و الاذن، و قلما استفاد من الاشارة او حركة العين، و من هنا نجد ان التفاهم لا يحصل بين افراد صم عمي، لان ما يقوله الاعمي لايسمعه الاصم، و ما يقوم به الاصم من الاشارات لا يراها الاعمي، فعلي هذا فان وضع الكلمات، و تسمية الاشيا ما هو الا لرفع الاحتياجات المادية، و قد اصطنعت الكلمات للاشيا و الاوضاع و الاحوال المادية التي تقع فيي متناول الحس، او علي مقربة من المحسوس و كما نشاهد في موارد اذا كان المخاطب فاقدا لا حدي الحواس، واردنا التكلم معه عن طريق ذلك الحس المفقود، فاننا نلجا الي نوع من التمثيل و التشبيه، فعلي سبيل المثال، اذا اردنا ان نصف لشخص اعمي منذ الولادة، النور و الضيا، و إذا اردنا ان نصف لطفل لم يبلغ سن البلوغ، لذة العمل الجنسي، فاننا نقوم بنوع من المقارنة و التشبيه المناسب.

فعليه اذا افترضنا ان هناك في الكون واقعيات ليست بمادة (وواقع الامر هكذا) فهناك من البشر في كل عصر، لا يتجاوز عددهم عدد الاصابع، لهم القدرة علي ادراكهاومشاهدتها، و هذه الامور لا يمكن توضيحها للاخرين عن طريق البيان اللفظي و الفكرالاعتيادي، و لايسعنا الاشارة اليه الا بالتمثيل و التشبيه فاللّه تعالي يقول في كتابه العزيز «انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون، و انه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم» اي

اي لايتوصل اليه الفهم الاعتيادي، و لا يبلغه.

و يقول ايضا:

«انه لقرآن كريم، في كتاب مكنون، لا يمسه الا المطهرون.»

و يقول ايضا في شان النبي الاكرم (ص) و اهل بيته (ع):

«انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا.»

وفقا لدلالات هذه الايات، فان القرآن الكريم يصدر من ناحية تعجز افهام الناس من الوصول اليها، و التوغل فيها، فلا يدركها الا من كان من المخلصين و عباده المقربين، و اوليائه الصالحين، فاهل بيت النبي الاكرم (ص) خير مصداق لذلك.

و يقول عز من قائل:

«بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما ياتهم تاويله، كذلك كذب الذين من قبلهم، فانظر كيف كان عاقبة الظالمين»

اي تري الاشيا بالعيان يوم القيامة.

و يقول ايضا في آية اخري:

«هل ينظرون الا تاويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جات رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعا فيشفعوا لنا او نرد فنعمل غيرالذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون.»

تتمة البحث عن الحديث

ان اعتبار اصالة الحديث، و الذي يؤيده القرآن الكريم، تقره الشيعة و سائرالمذاهب الاسلامية، ولكن اثر التفريط الذي حصل من الولاة و الحكام في صدر الاسلام في حفظه، و الافراط الذي حدث من الصحابة و التابعين في نشر الاحاديث، كانت عاقبة الحديث مؤسفة مؤلمة.

فمن جهة منع خلفا الوقت من كتابة الحديث و تدوينه، اذ كانوا يحرقون الاوراق التي دونت فيها الاحاديث، ماوسعهم ذلك، و احيانا كانوا يمنعون من نقل الاحاديث، هذا ما ادي الي ان الكثير من الاحاديث اصابها التغيير و التحريف و النسيان و نقلت الاحاديث بمضامينها.

ومن جهة اخري، قام صحابة النبي الاكرم (ص) الذين حضروا مجلسه، واستمعوا الي حديثه، و كانوا مورد احترام خلفا

الوقت و عامة المسلمين، قاموا بنشرالاحاديث حتي آل الامر الي ان يصبح الحديث ذا اهمية اكثر من القرآن، فاحيانا كان الدحيث ينسخ الاية.

وكان يتفق ان نقلة الاحاديث، يتحملون مصاعب الطريق و السفر لاستماع حديث واحد.

وقد تزيا بعض من ليس بمسلم بزي الاسلام، و تلبس به، و ذهب بعض من اعدا الاسلام الي وضع الاحاديث و تغييرها، حيث اسقطوا الحديث من الاعتبار، و الوثوق به.

ولهذا السبب فكر علما الاسلام و مفكروهم لوضع حل لهذه المعضلة، فوضعواعلمين: علم الرجال و علم الدراية، ليميزوا الحديث الصحيح من السقيم.

والشيعة فضلا عن آن هم يهتمون بتنقيح سند الحديث، فانهم يرون وجوب مطابقة الحديث للقرآن الكريم في صحة اعتباره.

وقد ورد في اخبار كثيرة و باسانيد قطعية عن طريق الشيعة عن النبي الاكرم (ص) ، و ائمة اهل البيت (ع) ، ان الحديث الذي يخالف القرآن لا اعتبار له، و الحديث المعتبر هو ما وافق القرآن، فوفقا لهذه الاخبار الشيعية، لا يعمل بالاحاديث التي تخالف القرآن، اما الاخبار التي لا يعلم مدي مخالفتها او موافقتها، فانها توضع جانبا، دون رد اوقبول، و يعتبر مسكوتا عنه، و يستدل علي هذا الامر باحاديث اخري لائمة اهل البيت (ع) ، و لا يخفي ان هناك فئة من الشيعة، مثل ما عند اهل السنة، يعملون باي حديث يقع في متناول ايديهم.

الشيعة و العمل بالحديث

الاحاديث التي سمعت من النبي الاكرم (ص) او ائمة اهل البيت (ع) دون واسطة، حكمها حكم القرآن الكريم اما الاحاديث التي وصلت الينا بواسطة، فان الشيعة تعمل بها كالاتي:

فيما يتعلق بالمسائل الاعتقادية و الذي يصرح به القرآن، يستلزم العلم و القطع بالخبر المتواتر، او الخبر الذي تتوفر في صحته الشواهد القطعية، فانه يعمل به، وعداهذين

النوعين، و الذي يسمي الخبر الواحد، فلا اعتبار له.

ولكن في استنباط الاحكام الشرعية، نظرا للادلة القائمة، فضلا عن الخبرالمتواتر و الخبر القطعي، فانه يعمل ايضا بالخبر الواحد الذي يكون موثقا.

اذن فالخبر المتواتر و الخبر القطعي مطلقا عند الشيعة، يكون حجة و لازم الاتباع، اما الخبر غير القطعي (الخبر الواحد) فانه حجة بشرط ان يكون موثقا في نوعه، وينحصر ذلك في الاحكام الشرعية.

التعلم و التعليم العام في الاسلام

تحصيل العلم احدي الوظائف الدينية في الاسلام، و خير دليل علي ذلك، قول النبي الاكرم (ص) «طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة» و وفقا للاخبار التي تؤيد بالشواهد القطعية، ان المراد من العلم، هو معرفة اصول الدين الثلاثة، التوحيد النبوة المعاد) مع ما يلازمها، و معرفة الاحكام و القوانين الاسلامية بصورة مفصلة، كل حسب احتياجه.

وواضح ان تحصيل العلم في اصول الدين، و إن كان مع دليل مجمل، فهو ميسورللجميع، و لكن تحصيل العلم مع تفاصيل الاحكام و القوانين الدينية، لا يتحقق الا من الاستفادة و الاستنباط الفني من المصدرين الاصليين، الكتاب و السنة (الفقه الاستدلالي) و هذا ما لا يتيسر للجميع، فهناك من يستطيع ان يقوم بهذه المهمة.

والاسلام لا يشرع حكما فيه حرج، فعلي هذا فان تحصيل العلم للاحكام و الشرائع الدينية عن طريق الدليل يعتبر واجبا كفائيا، يختص بمن له الكفاة و القدرة، اما عامة الناس، فيجب عليهم الرجوع، وفقا للقاعدة العامة، وجوب رجوع الجاهل الي العالم، (قاعدة الرجوع الي الخبرة) ، و هو مراجعة من يسمون ب «المجتهدين الفقها» و تطلق علي هذه المراجعة كلمة (التقليد) ولكن هذا الرجوع و التقليد ليس في اصول الدين.

ومما تجدر الاشارة اليه، ان الشيعة، لاتجيز التقليد الابتدائي من المجتهدالميت، و الشخص الذي لا

يعلم مسالة ما عن طريق الاجتهاد، فانه و فقا لوظيفته الدينية يجب ان يقلد المجتهد، و لا يستطيع الرجوع الي فتوي المجتهد المتوفي، ما لم يكن قدقلد في هذه المسالة مجتهدا حيا، و بعد وفاة المرجع و المقلد بقي علي تقليده، و هذه المسالة هي احدي العوامل المهمة التي تجعل الفقه الاسلامي الشيعي يمتاز بالحيوية، فيسعي جماعة للحصول علي درجة الاجتهاد، و التحقيق في المسائل الفقهية.

ولكن اخواننا اهل السنة اثر الاجماع الذي حصل في القرن الخامس الهجري، الداعي الي لزوم اتباع مذهب من الفقها الاربعة و هم:

ابوحنيفة و المالكي و الشافعي واحمد بن حنبل

فهم لا يجيزون الاجتهاد الحر، و كذا التقليد من غير هؤلا الاربعة، وفي النتيجة فقد بقي فقههم كماكان عليه قبل حوالي الف و مائتي سنة، و اخيرا انعزل جماعة من المنفردين عن الاجماع المذكور، و اتجهوا نحو الاجتهاد الحر.

الشيعة و العلوم النقلية

العلوم الاسلامية التي دونها علما الاسلام، تنقسم الي قسمين: عقلية و نقلية، فالعلوم النقلية، هي التي يعتمد عليها في النقل، مثل اللغة و الحديث و التاريخ و ماشابهها، و العلوم العقلية مثل الفلسفة و الرياضيات.

ولا شك ان الدافع الاصلي لظهور العلوم النقلية في الاسلام، هو القرآن الكريم، عدا علمين مثل علم التاريخ و الانساب و علم العروض اما سائر العلوم فهي وليدة هذا الكتاب الالهي.

دون المسلمون هذه العلوم بتتبعهم الديني، واهم ما فيها هو، الادب العربي و علم النحو و الصرف، و علم البلاغة، و علم اللغة، و ما يتعلق بالظواهر الدينية، مثل فن علم القراة و التفسير و الحديث و الرجال و الدراية و الاصول و الفقه.

والشيعة لهم دورهم و شاركتهم المهمة في تاسيس و تنقيح هذه العلوم، و يمكن القول بان

المؤسس و المبتكر لكثير منها هم الشيعة، كما نجد ذلك في علم النحو، فقدصنفه «ابوالاسود الدؤلي» و هو احد صحابة النبي (ص) و علي (ع) بعد ان املاه عليه الامام علي (ع) و يعتبر الصاحب بن عباد الشيعي من كبار مؤسسي علم الفصاحة و البلاغة، و كان من وزرا آل بويه و اول كتاب صنف في علم اللغة هو «كتاب العين»، لمؤلفه العالم المعروف «الخليل بن احمد الفراهيدي البصري الشيعي»، و هو واضع علم العروض، و استاذ «سيبويه النحوي» في علم النحو.

وتنتهي قراة «عاصم» للقرآن الي علي (ع) بواسطة، و اما عبداللّه بن عباس و الذي يعتبر من افضل الصحابة في التفسير، فتلميذ للامام علي (ع) ، و لا ينكر احد مابذله اهل البيت و شيعتهم من جهد في علم الحديث و الفقه، و إن اتصال الفقها الاربعة و غيرهم بالامام الخامس و السادس للشيعة فمعروف، و ما حصل عليه الشيعة من تقدم في اصول الفقه في زمن «الوحيد البهبهاني» (المتوفي سنة 1205 هق) و بالاخص علي يد «الشيخ مرتضي الانصاري»، (المتوفي سنة 1281 هق) يثير الاعجاب و لا تقارن به اصول الفقه لدي اخواننا اهل السنة.

6 الطريق الثاني: للمباحث العقلية

التفكر العقلي و الفلسفي و الكلامي

قد اشدنا سابقا، ان القرآن الكريم يؤيد التفكر العقلي، و يعتبره جز من التفكرالديني و التفكر العقلي بعد ان يصادق علي صدق نبوة النبي الاكرم (ص) ، يجعل الظواهرالقرآنية بما فيها الوحي السماوي، و اقوال النبي (ص) و اهل البيت (ع) من موارد الحجج العقلية و الحجج العقلية التي يثبت بها الانسان نظرياته، مع ما لديه من فطرة الهية تنقسم الي قسمين: البرهان و الجدل.

والبرهان: حجة، و مقدماته الواقعيات، و إن لم تكن مشهودة او مسلمة، و بعبارة

اخري، امور يدركها الانسان اضطرارا مع ما عنده من فطرة الهية، و يصادق عليها، كمانعلم (ان العدد ثلاثة اصغر من العدد اربعة، فهذا النوع من التفكر، يدعي التفكر العقلي، واذا تحقق و حصل ذلك في الكليات من العالم و الكون، كالتفكر في بد الخلقة، و عاقبة العالم و العالمين، فهو ما يسمي بالتفكر الفلسفي.

والجدل: حجة، اذا حصلت مقوماته من المشهودات و المسلمات، كما هو متعارف بين معتنقي الاديان و المذاهب، اذ آن هم يثبتون آرا و نظريات مذهب مع الاصول المسلمة لذلك المذهب.

والقرآن الكريم يستفيد من الطريقتين، و هناك آيات كثيرة في هذا الكتاب السماوي لكل من هاتين الطريقتين.

اولا: يامر بالتدبر و التفكر المطلق في الكليات لعالم الطبيعة و في النظام العام للعالم، و كذا في النظام الخاص مثل، نظام السما و النجوم و الليل و النهار و الارض و النبات و الحيوان و الانسان و غيرها، و يثني علي التتبعات العقلية الحرة ثنا جميلا.

ثانيا: يامر بالتفكر العقلي الجدلي، و يسمي عادة بالمباحث الكلامية، بشرط ان يتم ذلك باحسن وجه ممكن «وذلك لاظهار الحق بدون لجاجة و إن يكون مقرونابالاخلاق الحسنة»، كما في قوله تعالي:

«ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن.»

مدي قدم الشيعة في التفكر الفلسفي و الكلامي في الاسلام

منذ اليوم الذي انفصلت الاقلية الشيعية عن الاكثرية السنية، كانت الشيعة تقيم الاحتجاج مع مخالفيها في النظريات التي كانت تتبناها، و الخاصة بها.

صحيح ان الاحتجاج ذو طرفين، و المتخاصمان شريكان في دعواهم، ولكن الشيعة كانت تقف موقف الهجوم، و الاخرون كانوا في موقف الدفاع، فالذي يقف موقف الهجوم يجب ان يكون قد هيا الوسائل الكافية للمخاصمة، و من ثم الاقدام و الهجوم.

وكذا في التقدم الذي حظيت به المباحث

الكلامية بصورة تدريجية، في القرن الثاني و اوائل القرن الثالث، فقد وصل في رقيه الي القمة مع انتشار مذهب الاعتزال، فعلما الشيعة و محققوهم، و الذين هم تلاميذ مدرسة اهل البيت (ع) ، كانوا في المقدمة من المتكلمين.

فضلا من ان متكلمي اهل السنة، من الاشاعرة و المعتزلة و غيرهم، يصلون في تدرجهم هذا الي الامام الاول للشيعة، و هو الامام علي (ع) ، و اما اولئك الذين عرفواآثار الصحابة، و اطلعوا عليها، يعلمون جيدا ان من بين جميع هذه الاثار التي تنسب الي الصحابة، (وقد دونت اسما اثني عشر الفا) لم نجد اثرا واحدا يشتمل علي التفكرالفلسفي و ينفرد الامام علي (ع) بخطابه و بيانه المبهر في معرفة اللّه تعالي، بانه يتصف بالتفكيرات الفلسفية العميقة جدا.

لم تكن للصحابة و لا التابعين الذين جاؤوا بعد الصحابة، و العرب بصورة عامة في ذلك اليوم، اية معرفة بالتفكر الفلسفي الحر، و لم نجد في اقوال العلما في القرنين الاولين للهجرة، نماذج من التدقيق و التتبع، بينما نجد الاقوال الرصينة لائمة الشيعة، وخاصة الامام الاول و الثامن، تحتوي علي كنوز من الافكار الفلسفية، كما علمواتلاميذهم هذا اللون من التفكير.

نعم كان العرب بعيدين عن التفكر الفلسفي، حتي شاهدت نموذجا منها في ترجمة بعض الكتب الفلسفية اليونانية، المترجمة الي العربية في اوائل القرن الثاني للهجرة، و بعدها، ترجمت كتب متعددة في اوائل القرن الثالث الهجري من اليونانية و السريانية و غيرها الي العربية، وآنذاك اصبحت طريقة التفكر الفلسفي في متناول ايدي العموم، و مع هذا الوصف، فان الكثيرين من الفقها و المتكلمين، لم يبدوا اهتمامابالفلسفة و سائر العلوم العقلية، و التي وردت اليهم حديثا، و إن كانت هذه المخالفة في بداية

الامر ذات اهمية، بفضل الالتفات الخاص الذي كانت تبديه السلطة الحاكمة آنذاك لمثل هذه العلوم.

ولكن بعد زمن تغيرت الاوضاع و الاحوال، فمنعت دراسة هذه العلوم، و القي في البحر بعض الكتب الفلسفية، و ما كتاب رسائل «اخوان الصفا» و هو من نتاج فكري لعديد من مؤلفين، الا مذكر بتلك الفترة، فهو خير دليل علي كيفية الاوضاع المضطربة في ذلك الزمن، و بعد هذه الفترة، اي في اوائل الفرن الرابع الهجري، ظهرت الفلسفة ونمت، علي يد «ابي نصر الفارابي.»

وفي اوائل القرن الخامس للهجرة، و اثر مساعي الفيلسوف المشهور «ابي علي سينا» اتسعت الفلسفة اتساعا بالغا، و في القرن السادس ايضا، نقح الشيخ «السهروردي» فلسفة الاشراق، و قد قتل بهذه التهمة، و بامر من الحاكم «صلاح الدين الايوبي» و بعدها ارتحلت قصة الفلسفة من بين الكثيرين، و لم ينبغ فيلسوف شهير، حتي جا القرن السابع الهجري فظهر في «الاندلس» اطراف الممالك الاسلامية، «ابن رشد الاندلسي» و سعي في تنقيح الفلسفة.

الشيعة يهتمون دائما بحقل الفلسفة و سائر العلوم العقلية

الشيعة كما اشرنا كانوا عاملا مؤثرا في ايجاد الفكر الفلسفي، و يعتبرون عاملامهما في تقدم هذا الفكر، و كانوا يسعون دوما في نشر العلوم العقلية، و مع وفاة «ابن رشد» ذهبت الفلسفة من بين الاكثرية من اهل السنة، ولكنه لن ترحل من بين الشيعة، وبعدها اشتهر فلاسفة كبار مثل «خواجه نصيرالدين الطوسي» و «ميرداماد» و «صدرالمتالهين» و سعي كل من هؤلا، الواحد بعد الاخر في تحصيل العلوم الفلسفية و تدوينها.

و كذلك في سائر العلوم العقلية ظهر كل من «الخواجه الطوسي» و «البيرجندي» و غيرهم كل هذه العلوم و خاصة الفلسفة الالهية، تقدمت تقدما باهرا اثر المساعي الدائبة لعلما الشيعة و مفكريهم، و يتضح ذلك، بمقارنة آثار كل

من «الخواجه الطوسي» و «شمس الدين تركه» و «مير داماد» و «صدر المتالهين» مع مؤلفات القدما.

لماذا استقرت الفلسفة عند الشيعة؟

فكما ان العامل المؤثر في وجود و نشاة الفكر الفلسفي و العقلي بين الشيعة هوآثار ائمة الشيعة و علمائهم، و التي بواسطتهم اصبحت من الذخائر العلمية الشيعية لدي الاخرين، فان بقا و استقرار هذه اللون من الفكر، يرجع الي وجود تلك الذخائر العلمية، التي يهتم بها الشيعة و يبدون لها احتراما و تقديسا، و لكي يتضح الامر، يكفينا مقارنة الذخائر العلمية لاهل البيت (ع) مع الكتب الفلسفية التي صنفت مع مرور الزمن، فانناسنري بوضوح، ان الفلسفة كانت تقترب من الذخائر العلمية في اكثر الموارد، و حتي مجي القرن الحادي عشر، فانها كانت متقاربة جدا، بل منطبقة، و لم يكن هناك فارق سوي اختلاف في التعبير.

خمسة من نوابغ علما الشيعة

1) ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني، المتوفي سنة 329 للهجرة.

هو اول علم شيعي، استخرج و رتب الموضوعات الفقهية و الاعتقادية منه الروايات الشيعية التي كانت مدونة في الاصول، (الاصل هو ما جمعه المحدث من روايات اهل البيت (ع) في مصنف خاص) فسمي كتابه ب «الكافي» و ينقسم الي اقسام ثلاثة:

الاصول و الفروع و الروضة (المتفرقات) ، و يشتمل علي 16199 حديثا، و يعتبرهذا الكتاب من اشهر كتب الحديث التي عرفت في عالم التشيع، و هناك ثلاثة كتب، تاتي بعد «الكافي» من حديث الاهمية و هي:

كتاب «من لايحضره الفقيه» للشيخ «الصدوق محمد بن بابويه القمي» المتوفي سنة 381 للهجرة و كتاب «التهذيب» و كتاب «الاستبصار» لمؤلفهما «الشيخ الطوسي» المتوفي سنة 460 للهجرة.

2) ابوالقاسم جعفر بن حسن بن يحيي الحلي المعروف بالمحقق المتوفي سنة 676 للهجرة.

يعتبر من نوابغ علم الفقه، و من اشهر مشاهير فقها الشيعة، و ما كتاب «المختصرالنافع» و كتاب «الشرائع» الا من اروع ما حرره في الفقه، و

منذ 700 سنة و حتي الان لايزال مورد اعجاب و تقدير الفقها، و في متناول ايديهم.

ومن الكتب التي تاتي بعد الكافي هو كتاب «اللمعة الدمشقية» لمؤلفه «المحقق» الشهيد الاول «شمس الدين محمد بن مكي» استشهد في دمشق سنة 786 للهجرة، بتهمة تشيعه، و قد دون كتابه هذا بمستوي رفيع، في السجن، خلال سبعة ايام.

ويعتبر كتاب «كشف الغطا» للشيخ «جعفر كاشف الغطا النجفي» من اجود مؤلفاته.

3) الشسخ مرتضي الانصاري التستري المتوفي سنة 1281 للهجرة.

نقح علم اصول الفقه، و حرر طرق الاصول العملية، و التي تعتبر من اهم اقسام هذا الفن، و لا تزال مدرسته (طريقته) قائمة، و موضع تقدير العلما منذ 100 عام.

4) الخواجة نصيرالدين الطوسي، (المتوفي سنة 676 للهجرة).

وهو اول من اظهر علم الكلام، بصيغته الفنية الكاملة، و من اشهر مؤلفاته و اجودها كتاب «تجريد الكلام» و لا يزال و منذ اكثر من 700 سنة، لم يفقد اعتباره بين رواد هذا الفن، و قد طبع الكتاب مع شروح و حواش عديدة من قبل العامة و الخاصة.

فهو فضلا عن نبوغه في علم الكلام، يعتبر من نوابغ عصره في علم الفلسفة و الرياضيات ايضا، و خير شاهد علي ذلك، هو الكثير من مؤلفاته المهمة في مختلف العلوم العقلية، و قد قام بانشا مرصد ايضا.

5) صدرالدين محمد الشيرازي،.

المولود سنة 979، و المتوفي سنة 1050 للهجرة.

هو اول فيلسوف قام بتصنيف و ترتيب المسائل الفلسفية كالمسائل الرياضية (بعد سيرها قرونا متمادية في العصر الاسلامي) بعد ان كانت مبعثرة، فحصلت النتائج التالية:

اولا: فسح المجال للفلسفة بان تطرح و تحل فيها مئات من المسائل الفلسفية، و التي لم يكن لها المجال ان تطرح في السابق.

ثانيا: اتيح المجال لعرض مجموعة من المسائل العرفانية،

(والتي كانت حتي ذلك الوقت تعتبر موضيع خارجة عن نطاق العقل، وفوق مستوي الفكر الانساني) وبحثها و تمحيصها بايسر السبل.

ثالثا: اتضحت كثير من الظواهر الدينية، و العبارات الفلسفية العميقة لائمة اهل البيت (ع) ، و التي بقيت لقرون متتالية تتصف باللغز الذي لايحل، و كانت تعتبر من المتشابهات غالبا، و بهذا اتصلت الظواهر الدينية بالعرفان و الفلسفة في اكثر الموارد، وسلكت سويا، طريقا واحدا.

وهناك من قام بهذه المهمة قبل «صدر المتالهين» ايضا، مثل الشيخ «السهروردي» مؤلف كتاب «حكمة الاشراق» من فلاسفة القرن السادس، و «شمس الدين محمد تركه» من فلاسفة القرن السادس الهجري، حيث قاما بدراسات مثمرة، الاانهما لم يوفقا توفيقا كاملا، و قد حظي بهذه الموفقية «صدر المتالهين.»

وفق صدر المتالهين اثر اتخاذ هذه الطريقة في ان يثبت نظرية الحركة الجوهرية، واكتشف البعد الرابع و النظرية النسبية (خارج عن نطاق الذهن و الفكر) ، و صنف مايزيدعلي خمسين كتابا و رسالة و من اهم كتبه في الفلسفة، كتاب (الاسفار) في اربعة مجلدات.

7 الطريق الثالث: الكشف

الانسان و دركه للعرفان

في الوقت الذي، تسعي الاكثرية من الناس في امور معاشهم، و رفع احتياجاتهم اليومية للحياة، غير مبالين بالمعنويات، نجد ان هناك غريزة في وجودهم، تدعي غريزة حب الذات، نراها تنمو عندهم، و تجبرهم علي ادراك مجموعة من القضايا المعنوية.

كل انسان (علي الرغم من ان السفسطائيين و الشكالين يسمون كل حقيقة واقعية خرافة) يؤمن بواقعيات ثابتة، و نراه احيانا، ينظر بفطرته و ضميره المنزه، الي الواقعيات الثابتة في الكون، هذا من جهة، و من جهة اخري، يحس بفنا اجزا هذا العالم، فانه يري العالم و ظواهره كالمرآة التي تعكس الواقعيات الثابتة الخلابة، و عند احساس لذاتها، تجعل اللذائذ الاخري حقيرة في نظره، و بالتالي

تجعله ينصرف عن الحياة الفتانة الفانية.

هذا هو مدي جاذبية العرفان، التي تسلك بالمؤمن الي العالم العلوي، و تقر في قلبه عظمة اللّه و جلاله، فينسي كل شئ، و يغفل عنه، و تحرضه علي ان ينبذ كل مايتمناه و يرجوه في هذه الحياة، و تدعوه الي عبادة اللّه الذي لا يري، و هو اوضح من كل ما يري و يسمع.

وفي الحقيقة ان هذه الجاذبية الباطنية، هي التي قد اوجدت في عالم الانسان، سبل عبادة اللّه تعالي و العارف هو الذي يعبد اللّه سبحانه عن حب و اخلاص، لا عن امل و ثواب و لا عن خوف و عذاب من هنا يتضح ان العرفان ليس مذهبا في قبال المذاهب الاخري، بل العرفان طريق من طرق العبادة (عبادة للحب و الاخلاص، لا للخوف و الرجا) و هو طريق لدرك و فهم حقائق الاديان، في قبال طريق الظواهر الدينية و طريق التفكر العقلي.

كل الاديان الالهية، و حتي الوثنية، لها اتباعها، فهم يسلكون هذا الطريق ايضا، فلكل من الوثنية و اليهودية و المسيحية و المجوسية و الاسلام، لها اناس عارفون و غيرعارفين.

ظهور العرفان في الاسلام

من بين صحابة النبي الاكرم (ص) (وقد جا ذكر ما يقارب من اثني عشر الفامنهم في كتب الرجال) ينفرد الامام علي (ع) ببيانه البليغ عن حقائق العرفان، و مراحل الحياة المعنوية، اذ يحتوي علي ذخائر جمة، و لم نجد مثيله في الاثار التي بايدينا من بقية الصحابة، و اشهر اصحاب الامام علي (ع) و تلاميذه «سلمان الفارسي» و «اويس القرني» و «كميل بن زياد» و «رشيد الهجري» و «ميثم التمار» و العرفانيون عامة في الاسلام يجعلون هؤلا ائمة و هداة لهم.

وهناك طائفة اخري تاتي في الدرجة الثانية، و

هم «طاووس اليماني» و «مالك بن دينار» و «ابراهيم الادهم» و «شقيق البلخي» الذين ظهروا في القرن الثاني الهجري، وكانوا يعرفون بالزهاد و اوليا اللّه الصالحين، دون ان يتظاهروا بالعرفان و التصوف، وعلي اية حال، فانهم لم ينكروا ارتباطهم ومدي تاثرهم بالطائفة الاولي.

وهناك طائفة ثالثة ظهرت في اواخر القرن الثاني و اوائل القرن الثالث للهجرة مثل «بايزيد البسطاني» و «المعروف الكرخي» و «جنيد البغدادي» و غيرهم، الذين سلكوا طريق العرفان، و تظاهروا بالعرفان و التصوف، و لهم اقوال تدل علي مدي المكاشفة و المشاهدة لديهم، و إن كانت هذه الاقوال تتصف بظاهرها اللاذع، الا انها قداثارت عليهم الفقها و المتكلمين في دلك العصر، و سببت المشاكل و الفتن فادت الي ان يزج ببعضهم في السجون و يقدم بعضهم الاخر الي اعواد المشانق.

مع هذا الوصف، ابدوا التعصب لطريقتهم امام المخالفين، فبهذا كانت الطريقة تتسع و تنتشر يوما بعد يوم، و نجدها قد وصلت الي ذروتها في القدرة و الانتشار، في القرنين السابع و الثامن الهجريين، حيث كانت تتسم بالرفعة و العلو تارة، و السقوط و الانحطاط تارة اخري، و لا تزال تمارس حياتها حتي اليوم.

والظاهر ان اكثر مشايخ العرفان الذين جا ذكرهم في كتب العرفان، كانوا علي مذهب اهل التسنن، و الطريقة التي نشاهدها اليوم (والتي تشتمل علي مجموعة من عادات و تقاليد، لم نجد في الكتاب و السنة اساسا لها) تذكرنا بتلك الايام، و إن كان بعض من تلك العادات و التقاليد انتقلت الي الشيعة.

وكما يقال، ان هؤلا كانوا يعتقدون ان الاسلام يعوزه منهج للسير و السلوك، و المسلمون استطاعوا ان يصلوا الي طريقة معرفة النفس، و هي مقبولة لدي الباري عزوجل، مثل ما في

الرهبانية عند المسيحيين، اذ لم يوجد اساس له في الدعوة المسيحية، فاوجدها النصاري و حبذها جمع و انتهجها.

ويستنتج مما ذكر، ان كلا من مشايخ الطريقة، جعل كل ما رآه صلاحا من عادات و تقاليد، في منهج سيره و سلوكه و امر متبعيه بذلك، و بمرور الزمن اصبح منهاجاوسيعا مستقلا، مثل مراسم الخصوع و الخشوع، و تلقين الذكر و الخرقة و الاستفادة من الموسيقي و الغنا عند اقامة مراسم الذكر، حتي آل الامر في بعض الفرق منها الي ان تجعل الشريعة في جانب، و الطريقة في جانب آخر، و التحق متبعو هذه الطريقة بنهج الباطنية، ولكن المعايير للنظرية الشيعية، استنادا علي مصادر اساسية للاسلام (الكتاب و السنة) تقر خلاف ذلك، و من المستحيل ان النصوص الدينية قد تغافلت عن هذه الحقيقة، او انها اهملت جانبا من جوانب هذا النهج و الطريق، و يستحيل عليها ايضا ان تغض النظر عن شخص (اي كان) من واجبات او محرمات.

ارشاد الكتاب و السنة الي معرفة النفس، و مناهجها

ان اللّه تعالي جل شانه، يامر الناس في آيات متعددة في كتابه المجيد، ان يتدبروا القرآن، و يعملوا به، و لايقنعوا انفسهم بالفهم و الادراك السطحي للقرآن، و بين في كثير من آياته ان عالم الطبيعة بما فيها (دون استثنا) آيات و دلالات له جل جلاله.

فلو تاملنا و تدبرنا معني الاية و الدلالة، يتضح ان الاية و الدلالة هي التي تشيرالي شي آخر لا الي نفسها، فعلي سبيل المثال، ان الذي يري الضؤ الاحمر، المشعربالخطر، فانه مع مشاهدته للضؤ، يتبادر الي ذهنه الخطر ذاته، و لا يلتفت الي الضؤنفسه، و إذا ما فكر في الضؤ نفسه، او ماهية الزجاج او لونه، فذهنه يصور له الضؤ اوالزجاج او اللون، و لا

يصور له مفهوم الخطر.

اذن اذا كان العالم و ظواهره، آيات و دلالات لخالق العالم، فانها مع وجودها هذا ليست مستقلة، و لو شوهدت باي شكل او اية صورة، فانما ترشد الي وجوده سبحانه، و الذي ينظر الي العالم و العالمين بهذا المنظار، و وفقا لتعاليم القرآن الكريم و هدايته، لايري الا اللّه سبحانه، و بدلا من ان يري جمال العالم، فانه يري جمالا ازليا غير متناه، و الذي يتجلي من هذه الزاوية (زاوية العالم) ، و عندئذ يهب حياته، و ينسي ذاته، و يفني في حب اللّه جل شانه.

وهذا الادراك كما يتضح لا يحصل عن طريق الحواس، كالعين و الاذن، ولاعن طريق الخيال و العقل، لان هذه لم تكن سوي آيات و دلالات، فهي في غفلة عن هذه الدلالة و الهداية.

وهذا الطريق، الذي لابد لسالكه ان ينسي كل شي سوي اللّه تعالي، عندمايستمع الي قوله في كتابه المجيد:

«يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم، الي اللّه مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعلمون.»

سيعلم ان الطريق الرئيسي الذي ينتهي به الي الهداية الواقعية و الكاملة، هوطريق النفس الانسانية، و المرشد الحقيقي له، هو اللّه تعالي، فقد كلفه بمعرفة نفسه، و إن يسير في هذا السبيل، بتركه للسبل الاخري ليري اللّه من هذه الطريق، فانه سيدرك مطلوبه الحقيقي.

والنبي الكريم (ص) يقول:

«من عرف نفسه فقد عرف رب ه.»

و يقول ايضا:

«اعرفكم بنفسه، اعرفكم بربه.»

واما طريقة السير و السلوك، و هي طريقة الكثير من الايات القرآنية التي تامربذكر اللّه تعالي، كقوله:

(فاذكروني اذكركم) و غيرها من الايات في الكتاب، و الاقوال في السنة، فقد جات مفصلة، و يختتمها بقوله:

«لقد كان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة.»

وهل من

الممكن ان يتصور، ان الاسلام، يعرف لنا الطريق الي اللّه تعالي، و لا يحث الناس علي تتبعه، او ان يعرفه و يغفل عن تبيان نهجه او ان يهمله، في حين نجده يقول عز من قائل:

«ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي و هدي و رحمة و بشري للمسلمين.»

3 المعتقدات الاسلامية من وجهة نظر الشي

معرفة اللّه

النظر الي الكون عن طريق المخلوقات و الواقعيات ضرورة وجود اللّه تعالي

ان اول خطوة يخطوها الادراك و الشعور لدي الانسان و اللذان وجدا منذ وجوده تبين له حقيقة وجود الخالق و المخلوق، لان اولئك الذين يشكون في وجودهم و في كل شي، و يعتبرون العالم ظنا و خيالا، فاننا نعلم، ان الانسان منذ وجوده يلازمه الادراك و الشعور، يري نفسه و العالم اجمع، اي انه لا يشك (بوجوده و لا يشك باشيا اخر غيره) ومازال الانسان انسانا، فان هذا الادراك و الشعور يكمن فيه، و ليس هناك مجال للشك و التردد.

هذه الواقعية و الوجود الذي يثبته الانسان امام السفسطائيين و المشككين، امرثابت لا يعتريه البطلان، و في الحقيقة ان كلام السفسطائيين و المشككين ينفي واقعية قائمة في حد ذاتها، كلام باطل، لايبني علي الصحة اطلاقا، لذا فان العالم و الكون ينطوي علي واقعية ثابتة.

ولكن كل من هذه الظواهر التي تنطوي علي واقعية، و التي نشاهدها عيانا، تفقدواقعيتها و تصير الي الفنا، سوا في القريب او البعيد من ادوار حياتها.

ومن هنا يتضح ان العالم المشهود و اجزاه، لم تكن عين الواقعية (والتي لايمكن انكارها) ، بل تعتمد و تستند الي واقعية ثابتة، و بتلك الواقعية، تتصف بالواقعية، وتتصف بالوجود، و مادامت مرتبطة و متصلة بها، فهي موجودة باقية، و ما ان انقطعت عنها زالت وفنت، و نحن نسمي هذه الواقعية الثابتة التي لايعتريها البطلان ب (واجب الوجود) او اللّه سبحانه.

نظرة اخري عن طريق ارتباط الانسان بالعالم خاتمة الفصل وحدانية اللّه تعالي

ان الاسلوب الذي اتبع في الفصل السابق، لاثبات وجود اللّه تعالي اسلوب بسيط ساذج، و واضح ان الانسان مع فطرته التي اودعها اللّه اياه، ينتهجها، و ليس هناك اي رادع او مانع، ولكن معظم الناس، مع ارتباطهم المستمر بالماديات، و تفانيهم في اللذائذ المحسوسة، يصعب عليهم الرجوع

الي الفطرة، و هي الفطرة الالهية البينة.

فعلي هذا فان الاسلام بشرائعه المنزهة، يعلن ان شريعته عامة، و الكل سواسية امام الدين و مقاصده، فهو يثبت وجود اللّه تعالي مع هؤلا الناس عن طريق و اسلوب آخر، و هو الفطرة الواضحة، و التي غفل عنها البشر، فيخاطب البشر بها، و يعرف اللّه جل شانه عن طريقها.

فالقرآن الكريم، يتخذ طرقا شتي لاجل معرفة اللّه تعالي للبشر كافة، فهو يلفت الانظار، و يوجه الافكار غالبا الي خلقة العالم، و النظام و التنسيق القائم فيه، و يدعو الي ملاحظة و دراسة الافاق و الانفس، ذلك بان الانسان في حياته المحدودة، لايتخلف و لايخرج عن الطبيعة و النظام الحاكم فيها مهما سلك من سبل، و استغرق من حالات، و لن يغض النظر عن المشاهد الخلابة، سوا في الارض او في السما، بما اوتي من شعوروادراك.

ان عالم الوجود بما يتصف من سعة فان كل جز منه، بل و جميع اجزائه معرضة للتغيير و التبديل المستمرين، و تظهر في كل لحظة بشكل جديد غير سابقتها.

ووفقا للقوانين التي لا تقبل الاستثنا، يتحقق ما يجب تحققه، و الكون بما فيه من ابعد مجرة الي اصغر ذرة، و الذي يؤلف العالم اجمع، ينطوي علي نظام واضح بين، يجري وفقا لقوانين مدهشة و محيرة للعقول، و تسير عمله من ادني حالة الي اكملها، كي يوصله الي الهدف الاسمي و هو الكمال.

وفوق الانظمة الخاصة، توجد انظمة اعم، و هي النظام العام للكون، الذي يربطاجزاه العديدة التي لاتحصي بعضها ببعض، و يوفق بين الانظمة الجزئية، و يربط بعضهاببعضها الاخر، فهي في سيرها المستمر لن تتصف بالاستثنا او الاختلال.

فنظام الخلقة مثلا اذا اسكن الانسان علي الارض، جعلت خلقته تتناسب

مع المحيط الذي يعيش فيه، و جعلت المحيط بشكل يتناسب و ذلك المخلوق، كالمربية العطوف التي تربي النشا بكل عطف و حنان، فالعالم بما فيه من شمس و قمر و نجوم و ما و تراب و ليل و نهار، و الفصول السنوية، و السحاب و الرياح الامطار، و الكنوز التي تحت الارض وفوقها و بالتالي كل ما تملك من قوة سخرت كلها لراحة الانسان و سعادته، و اننانلاحظ هذا الارتباط و التعاون في كل مظهر من مظاهر الطبيعة، و في كل ما يجاورنا من قريب او بعيد، و حتي في البيت الذي نعيش فيه.

ومثل هذا الاتصال و الارتباط قائم في جميع اجزا الاجهزة الداخلية لكل مظهر من مظاهر هذا العالم، فالطبيعة لما منحت الانسان الخير مثلا، منحته الارجل للحصول عليه، و اليد لتناوله، و الفم لاكله، و الاسنان لمضغه، و ربطته بسلسلة من الوسائل المرتبطة ببعض كالسلاسل، و التي ترتبط بالهدف الغائي و هو البقا و الكمال لهذا المخلوق.

ولم يشك احد من علما العالم ان الارتباطات اللامتناهية، و التي حصل عليهااثر الدراسات العلمية لالاف السنين، ما هي الا طليعة و بداية مختصرة لاسرار الخلقة، و التي تتبعها دراسات لا نهاية لها، و كل كشف جديد، انما هو بمثابة انذار للبشرية عن مجهولات لا حصر لها، و هل يمكن القول بان هذا الكون الرحب، مع استقلال اجزائه، يمتاز بوحدة و اتصال و مع ما فيه من اتقان مدهش، يدل علي علم و قدرة غير متناهية، وهل يمكن القول بانه وجد دون خالق، و لم يكن هناك سبب او هدف من ايجاده؟.

وهل يمكن التصديق بان كل هذه الانظمة سوا الجزئية منها او الكلية، و كذاالنظام العام القائم

في الكون، مع ما يتصف به من ارتباط محكم غير متناه، و الذي يسيروفق نظام دقيق خاص، لا يقبل التغيير و الاستثنا، كل هذا قد جا دون حساب، و انمامجرد المصادفة هي التي لعبت دورها في خلقه و ايجاده؟ ام ان كلا من هذه الظواهروالاجوا سوا الصغيرة منها او الكبيرة في العالم، قد اتخذت لها نهجا قبل حدوثهاوخلقتها، و بعد ان وجدت سلكت ذلك السبيل و النهج؟.

ام ان هذا الكون مع وحدته الكاملة الشاملة، و الاتصال و الارتباط القائم بينها، فهو ككل، لايعدو مجموعة متكاملة واحدة، قد انشئت و خلقت نتيجة لعوامل متعددة مختلفة، و يسير وفقا لقوانين متباينة؟.

من الطبيعي ان الشخص الذي يرجع كل ظاهرة لمسبب و كل معلول لعلة، و يتفق احيانا ان يبحث عن مشبب مجهول اياما عديدة، ليصل في النهاية الي العلة، و يتابع التقدم العلمي، هذا الشخص الذي عند مشاهدة عدة احجار بصورة منتظمة منسقة، ينسبها الي علم و قدرة قامت بصنعها، و بذلك ينفي المصادفة مطلقا، و يحكم بوجودتخطيط هادف، لم يكن ليحكم علي وجود العالم دون مسبب، و لا يدعي ان المصادفة هي التي اوجدت هذا النظام و التنسيق.

لذا فان الكون، بما فيه من انظمة مهيمنة، مخلوق خالق عظيم، هو الذي اوجده بعلمه و قدرته غير المتناهية، و يسيره الي غاية و ما العوامل البسيطة التي تنشئ الحوادث البسيطة، في العالم الا منتهية اليه، فهي تحت قدرته و هيمنته و تسخيره، و كل ما في الكون محتاج اليه، و هو غير محتاج لاحد او لشي، و لم يكن معلولا لعلة، و لا مسببا لسبب.

وحدانية اللّه تعالي

كل واقعية من واقعيات العالم، تعتبر واقعية محدودة، اي انها تتمتع بالوجودعلي وجود «فرض

وجود السبب و الشرط»، و تعتبر ايضا وفقا لفرض و تقدير «فرض عدم السبب و الشرط» عدما، و لحقيقة وجودها حد محدود، اذ لا توجد خارج ذلك الحد، فاللّه جل شانه هو المنزه عن الحد و المحدودية لان واقعيته مطلقة، فهو موجودباي تقدير، و لم يكن محتاجا لاي سبب و شرط و لا مرتبطا باية علة.

ولا يسعنا ان نفترض عددا لامر غير محدود و غير متناه، فاذا ما افترض ثان، فانه غير الاول، و في النتيجة، الاثنان محدودان متناهيان، و سيضع كل منهما حدا فاصلاللاخر، فلو افترضنا علي سبيل المثال حجما غير محدود و غير متناه، لايسعنا افتراض حجم آخر ازاه، و لو قدر ان افترضنا هذا فان الثاني هو الاول، فعلي هذا، فان اللّه تعالي احد لا شريك له.

الذات و الصفات

لو نظرنا الي الانسان مثلا من زاوية العقل، سنري له ذاتا، و هذه الذات هي عين انسانيته الخاصة به، و يمتاز بصفات ايضا، و هذه الصفات التي تعرف كنه ذاته، فمثلا انه ابن لفلان، عالم قادر، طويل، جميل، او صفات اخري مغايرة.

فبعض هذه الصفات، كالاولي، لا تنفصل عن الذات، و بعضها الاخر، كالعلم مثلا، يمكن ان تنفصل عن الذات او تتغير، و علي اية حال، فان كلا من هذه الصفات، ليست بالذات، كما ان كل واحدة منها غير الاخري.

وهذا الموضوع (الذات مغايرة للصفات، و الصفات تختلف فيما بينها) خير دليل علي ان الذات التي تتصف بصفة، و الصفة التي تعين و تعرف الذات، كلاهما محدودتان و متناهيتان، لان الذات اذا كانت غير محدودة و غير متناهية، لكانت تشمل الصفات و كذاالصفات كانت كل واحدة منها تشتمل علي الاخري، فتصبح في النتيجة كلها شيئاواحدا، فمثلا لو

كانت الذات الانسانية هذه تنحصر في القدرة، و كانت القدرة و العلم و كذا طول القامة، و الجمال كل واحدة منها عين الاخري، لكانت كل هذه المفاهيم لا تعدوالمفهوم الواحد.

يتضح مما سبق، انه لا يمكن اثبات صفة (بالمعني السابق) لذات اللّه عزوجل، لان الصفة لا تتحقق من غير تحديد لها، و ذاته المقدسة منزهة من اي تحديد (حتي من هذا التنزيه الذي يعتبر في الحقيقة اثبات صفة له).

معاني صفات اللّه تعالي

نعلم ان في العالم كثيرا من الكمالات التي تظهر بشكل صفات، فهذه الصفات المثبتة متي ما ظهرت في شي، تسعي في تكامل المتصف، و تمنحه قيمة اكثر، كمايتضح ذلك من مقارنة جسم حي كالانسان مع جسم غير حي كالحجر.

مما لا شك فيه انه هذه الكمالات قد منحها اللّه تعالي، و إذا ما كان هو مفتقدا لهالما منحها (فاقد الشي لا يعطيه) ، و جعلها تتدرج في طريق الكمال، فعلي هذا يجب ان يقال، وفقا لحكم العقل السليم، ان الخالق، يتصف بالعلم و القدرة و كل كمال واقعي.

وفضلا عن هذا، فان آثار العلم و القدرة و بالتالي آثار الحياة واضحة في نظام الخلقة.

وبما ان ذات اللّه غير محدودة و غير متناهية، فالكمالات هذه ان اعتبرت صفات له، فانها في الحقيقة عين ذاته، و كذا كل واحدة منها هي عين الاخري، و اماالاختلاف الذي يشاهد بين الذات و الصفات، و بين الصفات نفسهافانها تنحصر في المفهوم، و في الحقيقة ليس هناك سوي مبدا واحد غير قابل للانقسام.

فالاسلام يلزم متبعيه كي لا يقعوا في مثل هذا الاشتباه (المحدودية بالتوصيف، او نفي اصل الكمال) و يضعهم بين النفي و الاثبات و يامرهم بالاعتقاد بان اللّه عالم لاكعلم غيره، و له القدرة،

و ليست كقدرة الاخرين، فهو يسمع لا باذن، و يري لا بعين، وهكذا.

مزيد من التوضيح في معاني الصفات

الصفات نوعان: صفات كمال و صفات نقص فالصفات الكمالية كما اشرنا اليها معان اثباتية، تمنح المتصف بها قيمة وجودية اكثر، و آثارا وجودية اوسع، و يتضح ذلك من مقارنة موجود حي عالم قادر، مع موجود آخر غير حي، غير عالم و غير قادر، و اماصفات النقص، فهي صفات تغايرها.

عندما نمعن النظر في صفات النقص، نجدها بحسب المعني منفية، تفتقر الي الكمال، و الي نوع من قيم الوجود، مثل: الجهل و العجز و القبح و السقم و امثالها.

وحسب ما تقدم فان نفي صفات النقص تعني صفات الكمال، كما ان نفي الجهل يعني العلم، و نفي العجز يعني القدرة، و من هنا نجد القرآن الكريم يثبت كل صفة كمالية للّه تعالي بشكل مباشر، و ينفي كل صفة نقص عنه، كما في قوله تعالي:

«وهو العليم القدير، و هو الحي، لا تاخذه سنة و لا نوم، و اعلموا انكم غير معجزي اللّه.»

ومما تجدر ملاحظته ان اللّه تعالي واقعية مطلقة، ليس له حد و نهاية، فعلي هذافان اية صفة كمالية تطلق عليه، لا تعني المحدودية، فانه ليس بمادة و جسم و لا يحددبزمان او مكان، و منزه من كل صفة حالية حادثة، و كل صفة تثبت له حقيقة فهي بعيدة عن المحدودية و هو القائل:

«ليس كمثله شي.»

صفات الفعل

فالصفات (فضلا عما سبق) تنقسم انقساما آخر، و هي صفات الذات و صفات الفعل.

فالصفة احيانا تكون قائمة بالموصوف، مثل الحياة و العلم و القدرة، فتتحقق هذه في الانسان الحي القادر، و نستطيع ان نفترض انسانا متصفا بهذه الصفات، فلو لم نفترض غيره، نري تارة انه لا

يتحقق بالموصوف فحسب، فاذا اراد الموصوف ان يتصف بصفة فلابد من تحقق شي آخر، مثل الكتابة، الخطابة، الطلب، و نظائرها، لان الانسان انمايستطيع الكتابة عند ما يتوفر لديه القلم و الدواة و الورق مثلا، و يستطيع ان يكون خطيباعند تحقق مستمع، و يستطيع ان يكون طالبا عند ما يتوفر المطلوب، و لا يكفي ان نفترض للانسان تحقق هذه الصفات.

من هنا يتضح ان الصفات الحقيقية للّه تعالي (كما سبقت الاشارة اليه عين الذات) هي من النوع الاول و اما النوع الثاني، و الذي يستلزم تحققه لشي آخر، فان كل شي غيره مخلوق له، و ياتي بعده في مرحلة الوجود، و كل صفة يوجدها مع وجوده، لايمكن ان تعتبر صفة لذاته او عين ذاته تعالي.

فالصفات التي يتصف بها تعالي عن تحقق الخلقة، هي الخالقية، الربانية، المحيي، و المميت، و الرازق، و امثالها، لم تكن عين ذاته، بل زائدة علي الذات و صفات للفعل.

والمقصود من صفات الفعل هو ان تتخذ معني الصفة من الفعل لا من الذات، مثل الخالقية، اي يتصف بهذه الصفة بعد تحقق الخلقة للمخلوقات، فهو قائم منذ قيامها (اي موجود منذ وجودها) ، و لا علاقة لها بذاته تعالي، كي تتغير من حال الي حال عند تحقق الصفة.

تعتبر الشيعة صفتي الارادة و الكلام، و الذي يفهم من معني اللفظ (الارادة بمعني الطلب، و الكلام بمعني الكشف اللفظي عن المعني) من صفات الفعل و الغالبية من اهل السنة يعتبرونها بمعني العلم، و صفات لذاته تعالي.

القضا و القدر

ان قانون العلية في الكون، سار ومهيمن، بحيث لا يقبل الاستثنا، و وفقا لهذا القانون فان كل مظهر من مظاهر هذا العالم، يرتبط بعلل عند وجودها، (الاسباب و الشروط اللازمة للتحقق)

، و مع توفر كل تلك الشروط (والتي تدعي العلة التامة) يتحتم وجود تلك الظاهرة (المعلول المفروض) و لو فرضنا عدم تحقق تلك الاسباب كلها او بعضها، فانه يستحيل تحقق وجود تلك الظاهرة.

مع الامعان في هذه النظرية، يتضح لنا موضوعان:

الاول: لو قدر ان نقارن بين ظاهرة «المعلول» مع العلة التامة باجمعها، و كذلك مع الاجزا لتلك العلة التامة، تكون النسبة بينها و بين العلة التامة، نسبة الضرورة (الجبر) ولكانت النسبة بينها و بين كل من اجزا العلة التامة (والتي تعتبر علة ناقصة) نسبة الامكان، لان جز العلة بالنسبة الي المعلول يعطي امكان التحقق و الوجود، و لا يعطي ضرورة الوجود.

علي هذا فالكون و جز من اجزائه يستلزم علة تامة في تحقق وجوده، و الضرورة مهيمنة عليها باسرها، و قد نظم هيكلها من مجموعة حوادث ضرورية و قطعية، فمع الوصف هذا، فان صفة الامكان في اجزائها (الظواهر التي ترتبط مع غير العلة التامة لها) محفوظة.

فالقرآن الكريم في بيانه يسمي هذا الحكم الضروري بالقضا الالهي، لان الضرورة هذه تنبع ن وجود الخالق، و لهذا يكون حكما و قضا عادلا حتميا غير قابل للتخلف، اذ لا يقبل الاستثنا او التبعيض.

و يقول جل شانه:

«الاله الخلق و الامر.»

و يقول:

«واللّه يحكم لا معقب لحكمه.»

الثاني: ان كلا من اجزا العلة، لها مقدارها الخاص بها تمنحها الي المعلول، وتحقق المعلول و ظهوره يطابق مجموع المقادير التي تعينها العلة التامة، فمثلا العلل التي تحقق التنفس للانسان، لا تحقق التنفس المطلق، بل يتنفس الانسان مقدارا معينا من الهوا المجاور لفمه و انفه، و في زمان و مكان معينين، و وفق طريقة معينة، و يتم ذلك عن طريق مجري التنفس، حيث يصل الهوا الي الرئتين، و

هكذا الرؤية و الابصار، فان العلل الموجدة لها في الانسان (والذي هو جز منها) لم تحقق ابصارا من دون قيد اوشرط، بل تحقق ابصارا معينا من كل جهة، بواسطة الوسائل اللازمة له، و هذه الحقيقة سارية في كل ظواهر الطبيعة، و الحوادث التي تتفق فيها لا تتخلف.

والقرآن الكريم يسمي هذه الحقيقة ب «القدر» و ينسبها الي خالق الكون و مصدرالوجود، بقوله تعالي:

«انا كل شي خلقناه بقدر.»

و يقول:

«وان من شي الا عندنا خزائنه و ما ننزله الا بقدر معلوم.»

وكما ان كل ظاهرة و حادثة في نظم الخلقة تعتبر ضرورية الوجود وفقا للقضاالالهي، و يتحتم وجوده، فكذلك وفقا للقدر فان كل ظاهرة او حادثة عند تحققها لاتتخلف عن المقدار المعين لها من قبل اللّه تعالي.

الانسان و الاختيار

كل ما يقوم به الانسان من فعل، يعتبر ظاهرة من ظواهر عالم الخلقة، و يرتبط تحققه كسائر الظواهر بالعلة ارتباطا كاملا، و بما ان الانسان هو جز من عالم الخلقة، ويرتبط مع سائر الاجزا الاخري من العالم، فانها بدورها تؤثر في افعال الانسان.

وعلي سبيل المثال، فان قطعة الخبز التي يريد الانسان تناولها، يستلزم الوسائل كاليد و الفم و العلم و القدرة و الارادة، و يستلزم ايضا وجود الخبز في الخارج، و في متناول يده، و عدم المانع و الحاجز، و شروط اخري، من زمان او مكان، و مع فقدان احداها يتعذر تحقق الفعل، و مع تحقق كل تلك العوامل (تحقق العلة التامة) فان تحقق الفعل ضروري.

وكما اشرنا آنفا، فان ضرورة الفعل بالنسبة الي مجموع اجزا العلة التامة تعتبرنسبة امكان، و لا يتنافي مع نسبة الفعل الي الانسان الذي هو احد اجزا العلة التامة.

ان الانسان له اختيار الفعل، و ضرورة نسبة الفعل الي

مجموع اجزا العلة، لايستلزم الضرورة بالنسبة الي فعل بعض من اجزائها و هو الانسان.

والادراك البسيط للانسان يؤيد هذا القول، فاننا نراه يميز بحكم الفطرة الالهية المودعة لديه، يمي ز بين الاكل و الشرب، و الذهاب و الاياب، و بين الصحة و السقم، و الكبير و الصغير، و القسم الاول الذي يرتبط بارادة الانسان ارتباطا مباشرا، يعتبر من ارادة الشخص، فيحاسب في مواضع الامر و النهي و المدح و الذم، خلافا للقسم الثاني، الذي يترتب فيه تكليف علي الانسان.

كان في صدر الاسلام، لاهل السنة، مذهبان معروفان بالنسبة الي افعال الانسان، ففريق كان يري ان افعال الانسان متعلقة بارادة اللّه تعالي لا تخلف فيها، فكان يدعي ان الانسان مجبور في افعاله، و لا اثر لما يمتاز به من اختيار و ارادة، و الفريق الاخر، كان يدعي ان الانسان مستقل في افعاله، و ليس له ارتباط بارادة اللّه سبحانه، و يعتبرونه خارجا عن حكم القدر.

ومما يروي عن اهل البيت (ع):

و هو مطابق مع ظاهر تعاليم القرآن، ان الانسان مختار في افعاله، ليس بمستقل، اذ ان اللّه تعالي قد اراد الفعل عن طريق الاختيار، و هذاما عبرنا عنه سابقا، ان اللّه سبحانه، اراد الفعل عن طريق مجموع اجزا العلة التامة، و التي احداها ارادة الانسان، و اصبحت ضرورة، و في النتيجة، ان مثل هذا الفعل الذي يرتبط بارادة اللّه تعالي ضروري، و الانسان ايضا مختار فيه، اي ان الفعل يعتبر ضروريابالنسبة الي مجموع اجزا علته، ولكنه اختيار و ممكن بالنسبة الي احد اجزائه و هو الانسان.

والامام السادس (ع) ، يقول:

«لا جبر و لا تفويض بل امر بين امرين.»

معرفة النبي (ص)

نحو الهدف الهداية العامة

تبدا حبة الحنطة بالنمو عند توفر العوامل المساعدة لها، بعد ان

توضع في التربة، وبمرور الزمن تتحول من حالة الي اخري، و في كل لحظة تتخذ حالة و شكلا غير ماكانت عليهما قبل لحظات، و تسلك طريقا وفقا لنظام خاص، حتي تزداد نموا، فتصبح سنبلة، و إذا ما سقطت حبة قمح علي الارض، سلكت الطريق ذاته، حتي تصل النهاية و هكذا، و إذا ما سقطت بذرة فاكهة علي الارض، تبتدي بالحركة و النمو فيخترق الغشانتؤ اخضر، و يسلك طريقا خاصا منتظما، حتي يزداد في نموه و يصبح شجرة مثمرة.

واذا ما استقرت نطفة حيوان في بيضة او في رحم ام، تشرع بالنمو و التكامل، وتسلك سلوكا، تختص به تلك النطفة لذلك الحيوان، حتي تصل الي فرد كامل من ذلك النوع.

ان هذا السلوك الخاص و المنتظم يشاهد في كل من انواع الكائنات الحية في العالم، و يعتبر من مميزاتها و فطرتها الخاصة، و لن تجد في الحياة، نقيضا لهذه السنة، اي يستحيل ان تتبدل حبة قمح الي حيوان، و لا نطفة حيوان الي شجرة، و إذا ما حدث تغييرفي تكوين حيوان او نبات بان ينقصها عضو او جز فان السبب في ذلك يعود الي مرض او ما شابه.

ان النظام القائم و المستمر في الكون، و خلقة الاجسام المتنوعة، و اختصاص كل نوع منها في سلوك خاص، نحو التطور و التكامل، يحتاج الي نظام خاص به، لا ينكره اي محقق متتبع، و من هذه النظرية البي نة نستنتج موضوعين:

1) ان في جميع المراحل التي يطويها نوع من انواع الكائنات الحية في العالم، اتصالا و ارتباطا قائما بينها، و كان هناك قوة تسيرها هذا المسير الخاص في كل مراحلهاالتطورية.

2) ان هذا الاتصال و الارتباط المتتالي يهدف في مرحلته الاخيرة الي

تكوين بني نوعه، فكما ان البذرة عند ما توضع في التربة تهدف في طريقها منذ مراحلها الي ان تنشا شجرة، و كذا النطفة في رحم الام، تهدف من مراحلها الاولية الي ان تكون حيوانامتكاملا، و للوصول الي التكامل نراها تسلك نهجا خاصا في حياتها.

والقرآن العظيم في تعليماته يؤيد هذه الحركة و هذا الاندفاع، كما ان انواع الكائنات الحية في العالم تهتدي بهدي اللّه تعالي في طريق تكاملها و كمالها، و يستدل بيات من الذكر الحكيم في هذا الشان كما في قوله تعالي:

«الذي اعطي كل شي خلقه ثم هدي.»

وفي سورة الاعلي، الاية 2 و 3 يقول جل ذكره:

«الذي خلق فسوي و الذي قدرفهدي.»

وكذا يشير الي النتائج التي ذكرت آنفا في سورة البقرة الاية 148: يقول جل شانه:

«ولكل وجهة هو موليها.»

و يقول جل من قائل في سورة الدخان الاية 38 و 39 «و ما خلقنا السماوات و الارض و ما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق و لكن اكثرهم لا يعلمون.»

الهداية الخاصة

بديهي ان النوع الانساني لا يستثني عن هذه الهداية التكوينية التي تهيمن علي جميع الكائنات في العالم، انها تسيطر علي الانسان ايضا، و بما ان كل كائن يستمر في طريقه نحو التكامل بما لديه من قدرة و قابلية، فكذلك الانسان يساق نحو الكمال الواقعي بواسطة الهداية التكوينية.

قد يشترك الانسان في كثير من صفاته و مميزاته مع سائر انواع الكائنات الحية من حيوان او نبات، لكنه يتميز بخصيصة خاصة به، تجعله يمتاز عن غيره، الا و هو العقل.

فالعقل يدعو الانسان الي التفكر و التدبر، و إن ينتفع من كل وسيلة ممكنة، لتحقق اهدافه و اغراضه، فهو يعرج الي السما حينا، فيسير في الفضا اللامتناهي، ويغوص في اعماق

البحار احيانا، فهو يداب في استثمار انواع الحيوان و النبات و الجمادعلي ظهر البسيطة، و قد يتجاوز هذا الحد بان يتجه الي استثمار بني نوعه.

والانسان حسب طبعه الاولي، يري حريته المطلقة في سعادته و كماله، و بما ان وجوده وجود اجتماعي، و متطلباته في الحياة متعددة، و التي لاينالها لوحده و بنفسه فحسب، بل بالتعاون مع ابنا نوعه و هم يتصفون بالغرائز ذاتها، بما فيها حب الذات و الحرية، اذ تفرض عليه طبيعة المجتمع ان يضحي بقسط من حريته في هذا السبيل قبال المنافع التي يحصل عليها من الاخرين، فهو يقدم خدمة، و ينتفع بما يقدمه الاخرون من خدمات، اي انه يتقبل الحياة الاجتماعية التي تتصف بالتعاون، باكراه و فرض.

وهذه الحقيقة تظهر جلية لدي الاطفال و الفتيان، اذ آن هم في البداية، يحققون ماتصبو اليه نفوسهم بالفرض تارة و البكا تارة اخري فهم يرفضون كل قانون او عادة او ماشاكل ذلك، ولكن علي مر الزمان، و حسب تطورهم الفكري يدركون ان الحياة لا تتلائم مع الفرض و الطغيان، فيمارسون ما يمارسه الفرد في المجتمع بشكل تدريجي، حتي يصلوا الي ما يصل اليه الفرد في مجتمعه، من اتباع العادات و السنن و القانون، و بالتالي يصبحون و هم يالفون المجتمع.

والانسان بعد تقبله الحياة الاجتماعية التي قوامها التعاون، يري ضرورة القانون الحاكم علي الحياة، و هو الذي يعين و اجبات كل فرد من افراد المجتمع، و يضع الجزالكل من يخالف القانون، فاذا عم القانون و ساد المجتمع، عندئذ ينال كل من افرادالمجتمع السعادة المطلوبة، التي طالما تمناها.

هذا القانون هو القانون العملي الذي ما برح البشر منذ نشاته و الي يومنا هذا يرجوه و يرغب في الوصول اليه،

و طالما كان يستهل به اهدافه و اغراضه، و يسعي في تحققه، و من الطبيعي اذا كان الامر يستحيل تحققه علي البشرية، و لم يكن مفروضاعليها، لما كانت تهدف اليه دوما.

واللّه جل شانه يشير الي حقيقة المجتمع البشري بقوله:

«نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا.»

وقد اشار الذكر الحكيم الي حب النفس و الانانية بقوله تعالي:

«ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا و إذا مسه الخير منوعا.»

العقل و القانون

لو تاملنا جيدا، لراينا ان القانون الذي ما برح البشر ينتظره، و الناس مع مالديهم من ادراك فطري الهي، و يدركون لزوم اجرائه كي يضمن لهم سعادتهم، هو القانون الذي يستطيع ان يسير البشرية الي السعادة دون انحياز او تبعيض و إن ينشر بينها الكمال، ويرسي قواعده و من الديهي لم تدرك البشرية حتي الان طوال اجيال متعاقبة مضت من حياة البشرية، مثل هذا القانون الذي قوامه العقل، و لو قدر ان يصدر الي حيز الوجودلفهمته البشرية في حياتها الطويلة بما تمتاز به من تعقل و تدبر، و كانت تلتزم به في مجتمعاتها.

وبعبارة اوضح، لو كان هناك قانون كامل عام، بحيث يستجيب لما تصبوا اليه البشرية من سعادة، و يرشد البشرية من حيث الفطرة و التكوين، لادركه كل انسان بمالديه من امكانات عقلية، كما يدرك ما ينفعه او يضره، و كذا سائر الضروريات في حياته، ولكن لم يتحقق مثل هذا القانون بعد و القوانين التي توضع من قبل شخص حاكم اواشخاص، او جوامع بشرية، نجدها مورد احترام و تصديق لدي فئة، و مورد رفض و اعتراض لدي آخرين و هناك من اطلع عليها و عرفها، و آخرون لم

يطلعوا، و لن تجدوجه اشتراك في المجتمعات البشرية بما آن هم يشتركون في كونهم بشر، و آن هم يتصفون بالفطرة الالهية في ادراك هذه القوانين.

الشعور المرموز، او ما يسمي ب (الوحي)

ومما تقدم يتضح، ان القانون الذي يضمن السعادة للبشرية، لا يدركه العقل، وبمقتضي نظرية الهداية العامة، التي تري ضرورة هذا الادراك في النوع البشري، لابدمن وجود جهاز اخز بين النوع الانساني يدرك ذلك، كي يرشده الي الواجبات الواقعية للحياة، و تكون في متناول يد الجميع، و هذا العور و الادراك هو غير العقل و الحس، انه ما يسمي ب «الوحي» و من الطبيعي ان وجود مثل هذه القوة في البشر لايتحتم ان يكون في جميع افراد البشر، كما هو في القوة المودعة في الانسان للتناسل، في حين ان ادراك لذة الزواج، و التاهب له، يتحقق في الافراد عند بلوغهم، و شعور «الوحي» الذي لايظهر لدي الافراد، هو شعور مرموز، كما هو الحال في ادراك و شعوراللذة في الزواج عند من لم يصل الي سن البلوغ، فيبقي هذا الادراك غير معروف لديه.

واللّه تعالي يشير في خطابه عن (الوحي) بالنسبة الي الشريعة و عجز العقل، بقوله:

«انا اوحينا اليك كما اوحينا الي نوح و النبيين من بعده»

«رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس علي اللّه حجة بعد الرسل.»

الانبيا و عصمة النبوة

ان ظهور الانبيا يؤيد نظرية (الوحي) التي سبق ذكرها ان انبيا اللّه تعالي كانواممن ادعوا «الوحي» و النبوة، و في ادعائهم هذا اقاموا الحجج و البراهين، و بلغوا الناس ماتحتويه شريعة اللّه سبحانه، الا و هو القانون الذي يمنحهم السعادة و جعلوه في متناول ايدي الجميع، و لما كان الانبيا يمتازون ب «الوحي» و النبوة، فعند ظهورهم في كل زمن كانوا قلة، فجعل اللّه هداية الناس علي عاتق هؤلا، بما امروا من دعوة و ابلاغ، و ما ذلك الا لتعم و تتم و تكتمل تلك الدعوة.

ومن هنا يتضح وجوب عصمة

الانبيا، فهم مصونون من الخطا في تلقي «الوحي» من جانب اللّه تعالي، و في حفظه و ايصاله الي الناس، فانهم بعيدون كل البعدعن المعصية و الخطا، لان تلقي الوحي كما ذكر و حفظه و ابلاغه، يشتمل علي الاركان الثلاثة للهداية التكوينية، و لا معني بان يكون هناك خطا في التكوين.

فضلا عن ان المعصية و التخلف عن ادا الدعوة و الابلاغ، عمل يخالف الدعوة، ويوجب سلب ثقة الناس و اطمئنانهم، بصحة الدعوة و صدقها، و نتيجة لذلك ينتفي الغرض و الهدف الاساسي للدعوة.

والخالق جل شانه يشير الي عصمة الانبيا في كتابه المجيد بقوله:

«واجتبيناهم و هديناهم الي صراط مستقيم.»

و هو القائل ايضا:

«عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه احدا الا من ارتضي من رسول فانه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا، ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم.»

الانبيا و الشرائع السماوية

ان ما حصل عليه الانبيا عن طريق (الوحي) و ابلاغهم الناس علي سبيل الخبروالاحكام الالهية هو الدين، و باتخاذه نهجا لهم في سبيل الحياة و الوظائف و الواجبات الانسانية، يضمن لهم السعادة.

يشتمل التشريع الالهي بشكل عام علي جانبين: الاعتقادي و العملي: فالجانب الاعتقادي يحتوي علي مجموعة معتقدات اساسية، تفرض علي الانسان ان يتخذها اساسا لحياته، و هي الاسس العامة الثلاثة: التوحيد و النبوة و المعاد، و إذا اهمل احدها لم يتحقق اتباع الدين.

والجانب العملي، يتالف من مجموعة وظائف اخلاقية عملية تحتوي علي وظائف معينة يتقيد بها الانسان امام اللّه تعالي و امام المجتمعات البشرية.

ومن هنا تنقسم الواجبات الفرعية في الشرائع السماوية، و التي نظمت للانسان علي قسمين: الاخلاق و الاعمال، و كل من هاتين، تنقسم الي قسمين ايضا.

فاما الاخلاق و الاعمال التي ترتبط باللّه الخالق فهي، الخلق و صفة

اليمان و الاخلاص و التسليم و الرضي، و الخشوع، و كذا الصلاة و الصوم و الفدية و غيرها، و هذه المجموعة من الاعمال تسمي العبادات، و تعبر عن خشوع الانسان و عبوديته لربه.

واما ما يتعلق بالمجتمع من الاخلاق و الاعمال، فهي الصفات الحسنة، كحب النوع، و المساعدة، و العدالة، و السخا و ما يرتبط بداب المعاشرة، و المعاملة و غيرها، و هذه الاعمال الخاصة هي ما تسم ي ب «المعاملات.»

ومن جهة اخري فان النوع الانساني يتجه نحو الكمال بصورة تدريجية، و المجتمع البشري يتكامل بمرور الزمان، و إن ظهور هذا النسخ من التكامل ضروري في الشرائع السماوية، و يؤيد القرآن الكريم هذا التكامل التدريجي (اذ يمكن الوصول اليه عن طريق العقل) ، و مما يستفاد من آياته، ان الشرائع اللاحقة اكمل من الشرائع السابقة، بقوله تعالي:

«وانزلنا عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه.»

ومما تبينه النظريات العلمية، و يصرح به القرآن الكريم، ان حياة المجتمعات البشرية في هذا العالم ليست ابدية، و من الطبيعي ان التكامل لبني نوعها لم يكن غيرمتناه، فمن هذه الجهة، ستتوقف جميع الوظائف الانسانية من حيث الاعتقاد و العمل في مرحلة معينة، و تبعا لهذه الحقيقة، فان النبوة و الشريعة ايضا يوما ما ستصل الي آخرمرحلة من مراحل الكمال و الاعتقاد، و بث القوانين العملية، و بذلك تكون النهاية و الخاتمة لها.

ومن هنا نري ان القرآن الكريم يوضح هذه الحقيقة و يصرح بان الاسلام، الدين الذي اختاره لمحمد (ص) هو آخر الاديان السماوية و اكملها، و الكتاب العزيز لاينسخ، و النبي الاكرم (ص) هو خاتم الانبيا، و الاسلام يحتوي علي جميع الوظائف و الواجبات، كما في قوله تعالي:

«وانه

لكتاب عزيز لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.»

و يقول ايضا:

«ما كان محمد ابا احد من رجالكم و لكن رسول اللّه و خاتم النبيين.»

و قوله تعالي:

«ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ.»

الانبيا و دليل (الوحي) و النبوة

ان الكثير من علما اليوم الذين حققوا في موضوع (الوحي) و النبوة، قد فسرواموضوع (الوحي) و النبوة و الامور المرتبطة بهما، علي الاسس التي يقوم عليها علم النفس و علم الاجتماع، بقولهم ان الانبيا كانوا اناسا اطهارا، ذوي همم عالية، محبي البشرية، و لغرض تقدمها و تطورها من الناحية المادية و المعنوية، و كذا تزكية المجتمعات المنحطة خلقيا، نظموا و وضعوا قوانين خاصة، و دعوا الناس اليها، و لما كان الناس في ذلك الوقت لم يخضعوا امام المنطق و العقل، فما كان منهم الا ان ينسبوا افكارهم و انظمتهم الي العالم العلوي كي يستطيعوا بذلك ان يجلبوا رضي الناس، و يخضعوهم لقيادتهم و كان اعتقاد بعض ان روحهم هي روح القدس، و ما الفكر الذي يتجلي الا «الوحي و النبوة» و ما الوظائف و الواجبات التي تستنتج من ذلك الا (الشريعة السماوية) ، و الكلام الذي يتضمن ذلك كان يسمي «الكتاب السماوي.»

فالذي ينظر بتامل و انصاف الي الكتب السماوية، و خاصة القرآن الكريم، و كذاالي الشرائع التي جا بها الانبيا، لايشك في بطلان هذه النظرية، و ذلك ان الانبيا لم يكونوا رجال سياسة، بل كانوا رجالا يتصفون بالصدق و الصفا و الخلوص، و كلما كانوايدركونه يتفوهون به، و كلما كانوا يقولون به كانوا يعملون به، و كلما كانوا يزعمونه هو ان هناك شعورا مرموزا، و امدادا غيبيا، يفيض عليهم، و آن هم عن هذا الطريق يتلقون الوظائف الاعتقادية و العلمية من

جانب اللّه تعالي، لالاغ الناس و ارشادهم.

ومن هنا يتضح ان ادعا النبوة يحتاج الي حجة و دليل، و لا يكفي ان تكون الشريعة التي جا بها النبي توافق العقل، فان صحة الشريعة لها طريق آخر للاثبات، وهو انه علي اتصال بالعالم العلوي (الوحي) و النبوة، و قد انيطت به هذه المسؤولية من قبل اللّه تعالي، و هذا الادعا يفتقد الي دليل عند اقامته.

وعلي هذا، نجد ان السذج من الناس (كما يخبر به القرآن الكريم) كانوا يطالبون الانبيا بالمعجزة لصدق دعواهم.

ويستنتج من هذا المنطق الساذج و الصحيح هو ان (الوحي) و النبوة، اللذين يدعيهما المرسل، لم يكونا ليحصلا في سائر الناس، و الذين هم مثله، و لابد من قوة غيبية قد اودعها اللّه تعالي نبيه بنحو يخرق العادة به، و التي بواسطتها يصغي الي كلام اللّه تعالي، و يوصلها الي الناس وفقا لمسؤوليته، و إذا كان هذا المعجز صحيحا، فالرسول يريد من اللّه تعالي ان يعينه علي معجز آخر، كي يصدق الناس نبوته و مدعاه.

ويتضح ان مطالبة الناس الانبيا بالمعجزة امر يوافق المنطق الصحيح، و علي الانبيا لاثبات نبوتهم ان ياتوا بالمعجزة اما ابتدا او وفقا لما يطالب به المجتمع.

والقرآن الكريم يؤيد هذا المنطق، و يشير الي معاجز الانبيا اما ابتدا او بعدمطالبة الناس اياهم.

وتجدر الاشارة الي ان الكثير من المحققين مع آن هم لم ينكروا المعجزة (خرق العادة) ، الا ان كلامهم لم يكن مدعما بدليل، و هو ان العلل و الاسباب للحوادث التي حصلنا عليها حتي الان كانت بالتجربة و الفحص، و ليس ادينا اي دليل انها دائمية، و لن تتحقق اية حادثة او ظاهرة الا بعللها و اسبابها، و اما المعاجز التي تنسب

الي الانبيا لم تكن مخالفة للعقل او يستحيل اقامتها (كزوجية العدد 3) ، لكنها خرق للعادة في حين ان موضوع خرق العادة يري و يسمع من المرتاضين ايضا.

عدد الانبيا

مما ينقل فيي تاريخ الماضين، ان انبيا كثيرين ارسلوا و بعثوا، و يؤيد القرآن الكريم كثرة الانبيا، و يذكر اسما بعضهم، الا انه لم يصرح بعددهم.

ولم نحصل عي عددهم من الروايات بصورة قطعية، الا ان الرواية المعروفة و التي تنقل عن «ابي ذر الغفاري» عن النبي الاكرم (ص) ، يبين فيها ان عدد الانبيا مائة و اربعة و عشرون الف نبي.

الانبيا اولوالعزم، حملة الشرائع السماوية

ومما يستفاد من القرآن الكريم، ان الانبيا كلهم لم ياتوا بشرائع، بل ان خمسة منهم قد جاوا بشرائع سماوية، و هم نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و محمد (ص) ، وهؤلا هم اولوالعزم، و اما سائر الانبيا فانهم يتبعون اولي العزم في شرائعهم.

و قوله تعالي:

«شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا و الذي اوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسي و عيسي.»

و يقول تعالي:

«واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و ابراهيم و موسي و عيسي بن مريم و اخذنا منهم ميثاقا غليظا.»

نبوة محمد (ص)

يعتبر نبينا محمد (ص) آخر الانبيا، الذين كانوا يمتازون بالكتب و الشرائع، وقد آمن به المسلمون.

ولد النبي محمد (ص) قبل بد التاريخ الهجري القمري بثلاث و خمسين سنة، في مدينة «مكة» من مدن الحجاز، في قبيلة «بني هاشم» من قريش، و التي هي من اشرف القبائل العربية.

ابوه «عبداللّه» و امه «آمنة» و قد فقد ابويه منذ اوائل طفولته، و تكفله جده لابيه «عبدالمطلب» الذي سرعان ما وافاه الاجل، حتي تعهد تربيته عمه «ابوطالب» و اسكنه معه في داره.

ترعرع و نشا في بيت عمه، و قد صحب عمه في سفرة تجارية الي الشام و ذلك قبل سن البلوغ كان النبي محمد (ص) اميا، ولكنه بعد البلوغ و الرشد، اشتهر بعقله و ادبه و امانته، و نتيجة لذلك، جعلته (خديجة) و التي كانت من اثري القريشيات، مشرفا علي اموالها، و ادارة امورها التجارية.

سافر محمد (ص) للمرة الثانية الي الشام لغرض التجارة، و اثر نبوغه فقد نال ارباحا جمة، و لم تمض فترة، حتي اقترحت خديجة عليه موضوع الزواج، وافق محمد (ص) علي اقتراحها، و بعد الزواج

حيث كان في سن الخامسة و العشرين و حتي بلوغه سن الاربعين، كان يمارس عمله، فحصل علي شهرة في تدبيره و امانته و لم يكن يعبدصنما، (علما بان الدين السائد في ذلك الوقت هو عبادة الاصنام) و احيانا كان يعتكف للعبادة.

فاختاره اللّه للنبوة في الاربعين من عمره عند ما كان متفرغا للعبادة في غار «حرا» و امر ان يبلغ، و نزلت عليه اول سورة من سور القرآن، و رجع الي بيته في اليوم نفسه، فراي ابن عمه «علي بن ابي طالب عليه السلام» في الطريق، فعرض عليه الاسلام فمن به، و بعد دخوله البيت، اسلمت زوجته خديجة.

وقد واجه النبي (ص) عند بد دعوته، من الناس مواجهة عنيفة مؤلمة، حتي اضطر الي كتمان دعوته و جعلها سرية، ثم امر ثانية ان يبلغ دعوته عشيرته الاقربين، ولكنها لم تجد، اذ لم يؤمن به سوي «علي بن ابي طالب» (ع).

وبعد ذلك، اعلن النبي (ص) دعوته بامر من اللّه تعالي، و ما ان اعلن النبي الدعوة حتي شاهد ردود الفعل من اهل مكة مقرونة بالاذي و التعذيب بالنسبة له و للمسلمين الذين اسلموا حديثا، مما اضطر بعض المسلمين الي ترك ديارهم اثر الاضطهادات التي كانت تقوم بها قريش، فهاجروا الي الحبشة، و تحصن النبي الكريم (ص) مع عمه «ابو طالب» و افراد من قبيلته بني هاشم في «شعب ابي طالب» لمدة ثلاث سنين، في غاية من الضغط و الشدة، فلم يعاملهم احد، و لم يعاشرهم، و لم يستطيعواالخروج من الشعب.

ولم ينته كفار مكة و عبدة اصنامها، من الايذا و الاهانة و الاستهزا بكل انواعهاتجاههم، و كانوا يلتجئون احيانا عن طريق المسالمة، و الوعد بالاموال الطائلة كي يصرفوا النبي (ص)

عن دعوته، و قد اقترحوا عليه الرئاسة و السلطان احيانا اخر، و كان وعدهم و وعيدهم سيان عند النبي (ص) ، و كان ذلك مما يزيد في عزمه و ارادته.

وقد اقترحوا عليه مرة المال الكثير و الرئاسة، فاجابهم النبي قائلا:

«واللّه لووضعوا الشمس في يميني، و القمر في يساري علي ان اترك هذا الامر حتي يظهره اللّه، او اهلك فيه، ما تركته.»

خرج النبي من «شعب ابي طالب» حوالي السنة العاشرة من بعثته و لم يمض زمن حتي توفي عمه ابوطالب، و توفيت زوجته الوفية ايضا.

فلم يكن للنبي (ص) ملجا، مما دعا كفار مكة الي ان يخططوا لقتله، فحاصرواداره من كل جانب، كي يحملوا عليه في آخر الليل، و يقطعوه اربا اربا في مضجعه.

ولكن اللّه جل شانه اطلعه بالامر، و امره بالهجرة الي «يثرب» فاستخلف عليا (ع) في فراشه، خرج ليلا برعاية اللّه و عنايته من داره و اجتاز الاعدا، و اختفي في غاريبعد عدة فراسخ عن مكة المكرمة، و خرج من الغار بعد ثلاثة ايام، بعد ان يئس الاعدامن الوصول اليه، و بعد ان بحثوا و نقبوا في تلك المنطقة و حواليها، فعادوا الي مكة يائسين، عندئذ اخذ النبي (ص) يتابع طريقه الي (يثرب).

اما اهل «يثرب» فقد آمنوا به كبارهم و اسيادهم، و بايعوه، فاستقبلوه بحفاوة بالغة، و قدموا له اموالهم و انفسهم.

فاسس الرسول (ص) و لاول مرة، اول مجتمع اسلامي صغير، في مدينة (يثرب) وعقد مع الطوائف اليهودية التي كانت تستقر في المدينة و اطرافها معاهدات، و كذا مع القبائل العربية القوية لتلك المنطقة، و قام بنشر دعوته الاسلامية، و عرفت مدينة «يثرب» ب «مدينة الرسول.»

وعلي مر الايام، قويت شوكة الاسلام، و استطاع المسلمون الذين

كانوا يعيشون في اضطهاد من القرشيين ان يتركوا دورهم و سكناهم في مكة، مهاجرين الي المدينة شيئا فشيئا، و التفوا حول النبي الاكرم (ص) ، و سموا ب «المهاجرين» كما اشتهر اصحابه و اعوانه من يثرب ب «الانصار.»

نال الاسلام تقدما سريعا، لكن عبدة الاصنام من قريش، و الطوائف اليهودية المستقرة في الحجاز، لا يزالون حجر عثرة امام هذه الحركة، فحاولوا القيام باعمال تخريبية لصد النبي و المسلمين، و ذلك بمساعدة المنافقين، الذين كانوا في صفوف المسلمين، و لم يعرفوا باي شكل من الاشكال، فكانوا يخلقون المشاكل، و يسببون المصائب، و الحوادث المستحدثة، حتي آل الامر الي الحرب، فنشبت الحروب المتعددة بين الاسلام و عبدة الاصنام و اليهود، فكانت الغلبة غالبا لجيش الاسلام، يقرب احصا تلك الحروب من ثمانين ونيف معركة بما فيها المعارك الدامية الكبري، و الصغيرة منها، و في كل هذه المعارك، كان النبي (ص) يشارك المسلمين في قتالهم، كمعركة بدر واحد و الخندق و خيبر و غيرها، و كانت الغلبة في معظمها تتم علي يد «علي (ع)» و الامام علي (ع) هو الوحيد الذي ما تراجع و لا فشل في اي منها، و طوال هذه المعارك التي دامت عشر سنوات بعد الهجرة النبوية، قتل من المسلمين اقل من مائتين، ومن الكفار ما يقرب الالف و نتيجة المثابرة و التضحية و الفدا الذي عرف به المهاجرون و الانصار خلال السنوات العشر بعد الهجرة، عم الاسلام (شبه الجزيرة العربية) و حررت الرسائل الي ملوك الدول الاخري مثل «ايران» و (الروم) و (مصر) و (الحبشة) تدعوهم الي الاسلام.

كان النبي (ص) يواسي الفقرا في معيشتهم، فلا تختلف حياته عن حياتهم، وكان يفتخر بالفقر، و كان يستغل اوقاته،

لا تمر لحظة الا و هو دائب في عمل، و كان (ص) مقسما اوقاته الي ثلاثة اقسام: الاول للعبادة و ذكر اللّه تعالي، الثاني: له و لعياله و بيته، الثالث: للناس، فكان يسعي في نشر المعارف الاسلامية و تعليمها و ما يتعلق بشؤون المجتمع الاسلامي، و تصحيح الاهداف و السبل التي تؤدي اليه، و كذا السعي في رفع حوائج المسلمين، و تحكيم العلاقات الداخلية و الخارجية، و سائر الامور المرتبطة بها.

وبعد اقامته (ص) عشر سنوات في المدينة، فارق الدنيا اثر سم دس في طعامه علي يد امراة يهودية، طرحه في الفراش اياما، و مما جا في الروايات ان آخر ما تكلم به النبي (ص) ، وصيته في العبيد و النسا.

النبي الاكرم (ص) و القرآن

كان الناس يطالبون النبي (ص) بالمعجزة، كما كانوا يطالبون سائر الانبيا فكان (ص) يؤيد المعاجز لدي الانبيا، و القرآن الكريم يصرح بذلك.

تذكر للنبي (ص) معاجز كثيرة، الا ان بعضا منها لا تتصف بالقطعية في روايتها، و لم تكن مورد قبول و اعتماد، ولكن المعجزة الباقية له (ص) و التي لا تزال حية هي «القرآن الكريم» كتابه السماوي فالقرآن الكريم كتاب سماوي يشتمل علي ستة آلاف و نيف آية، و ينقسم الي مائة و اربع عشرة سورة بما فيها المطولة و القصيرة.

نزلت الايات القرآنية الكريمة بصورة تدريجية خلال ايام بعثته و دعوته (ص) طوال ثلاث و عشرين سنة، و كانت (توحي) اليه (ص) بصور مختلفة، من سورة او آية اواقل من آية، و في اوقات متفاوتة، في ليل او نهار، في سفر او حضر، في الحرب او السلم، وفي ايام شدة او رخا.

والقرآن الكريم في آيات عدة، يصرح تصريحا، بانه معجزة و قد تحدي العرب في

ذلك اليوم، مع ما كانت من القمة من الفصاحة و البلاغة، هذا ما يشهد به التاريخ، و كان في المقدمة من حيث البيان و التعبير، بقوله تعالي في كتابه العزيز:

(فلياتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين).

«ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون اللّه.»

«ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله.»

فتحداهم القرآن بهذه الايات، قائلا اذا كنتم تظنون انه من كلام البشر، او من عندمحمد (ص) ، او انه قد اخذها من احد، فاتوا بمثله او بعشر سور منه او بسورة واحدة من سوره، و استعينوا باية وسيلة شئتم في تحقق هذا الامر، و ما كان جواب الفصحا و البلغا من العرب الا ان قالوا انه لسحر و يعجز من مثلنا ان ياتي به.

ان القرآن الكريم لم يتحد العلما من جهة الفصاحة و البلاغة فحسب، بل تحداهم من جهة المعني ايضا، و تحدي الجن و الانس بما يمتلكون من قدرات فكرية خلاقة، لانه يشتمل علي البرنامج الكامل للحياة الانسانية، و لو محص تمحيصا دقيقا، لوجد انه الاساس و الاصل في مجالات الحياة الانسانية كلها، بما فيها الاعتقادات و الاخلاق و الاعمال التي ترتبط بالانسان فانه يعالج كل جانب من جوانبها بدقة تامة، فهو من اللّه الحق، و دينه دين الحق ايضا.

الاسلام دين يستلهم احكامه و مواده من اللّه الحق و ليس من رغبة اكثرية الناس او من فكر شخص حاكم قدير.

ان الركن الاساسي لهذا القانون الشامل هو الكلمة الحقة و هو الايمان باللّه الاحد، و إن جميع العلوم تنبثق من التوحيد، و من ثم تستنبط الاخلاق و الانسانية المثلي من هذه الاصول، و تصبح جز من هذا القانون، ثم تنظم

و تنسق الكليات و الجزئيات و التي هي خارجة عن نطاق احصا البشر، و تدرس الوظائف التي ترتبط بها، و التي تنبع من التوحيد، و تصدر عنه.

في الدين الاسلامي ارتباط وثيق بين الاصول و الفروع علي نحو يرجع كل حكم فرعي من اي باب، اذا ما محص الي كلمة التوحيد و ينتهي اليه، و كلمة التوحيد مع ارتباطها بتلك الاحكام و المواد تصبح فرعا منه.

وطبيعي ان التنظيم و التنسيق النهائي لمثل هذا القانون الوسيع الشامل، مع مايمتاز به من وحدة و ارتباط كهذه، خارج عن نطاق شخص متظلع في علم الحقوق و القانون، و إن كان من اشهر مشاهيرهم، فضلا من ان الفهرست الابتدائي له ليس بالامراليسير، فكيف برجل يعيش في زمن يتصف بالحياة البدائية، في خضم الالاف من المشاكل و المصائب التي تهدد الاموال و الارواح، و العام و الخاص، و تنشي الحروب الدامية، و الفتن الداخلية و الخارجية، و في النهاية يبقي منفردا امام العالم اجمع.

هذا فضلا من ان النبي (ص) ، لم يتعلم القراة و الكتابة عند معلم، لقد قضي ثلثي عمره و حياته قبل دعوته في بيئة تفتقر الي حضارة، و لم تسمع بمدينة او حضارة، كانوايعيشون في ارض صحرا قاحلة، وجو مهلك، مع اتعس الظروف الحياتية، علما بانهاكانت تستعمر من قبل الدول المجاورة بين آونة و اخري، و مع كل هذه الظروف و الاحوال نجد القرآن الكريم يتحدي من طريق آخر، و هو انه انزل بصورة تدريجية مع ظروف متفاوتة مختلفة، في ايام الفتن و الايام الاعتيادية، في الحرب و الصلح، و في ايام القدرة و ايام الضعف و غيرها، خلال ثلاث و عشرين سنة.

ولو لم يكن من كلام اللّه

تعالي، و كان من صنع البشر، لوجد فيه تناقضا و تضاداكثيرا، فلابد ان ياتي آخره اجود و احسن من اوله، و اكثر تطورا، و هذا مما يؤيده التكامل التدريجي للبشر، في حين نري ان الايات المكية و المدنية علي نمط واحد، لم يختلف آخرها عن اولها، كتاب متشابه الاجزا، يحير العقول في قدرة بيانه و وحدة تنسيقه:

معرفة المعاد

الانسان روح و جسم

ان كلمة الروح و الجسم و النفس قد كثر استعمالها في القرآن و السنة، علما بان تصور الجسم و البدن الذي يتم عن طريق الحس قد يكون امرا بسيطا، الا ان تصورالروح و النفس لا يخلو من ابهام و غموض.

ان الباحثين و المتكلمين و الفلاسفة سوا من الشيعة او السنة، لهم نظريات متفاوتة في حقيقة الروح، ولكن الروح و البدن من وجهة نظر الاسلام هما واقعيتان متضادتان، فالبدن يفقد خواصه الحياتية بالموت، و يضمحل بصورة تدريجية، ولكن الروح ليست هكذا، فان الحياة اصالة للروح، و ما دامت الروح في الجسم، فان الجسم يستمد حياته منها، و عند ما تفارق الروح البدن، و تقطع علاقتها به، لا يقوي البدن علي القيام باي عمل، الا ان الروح تستمر في حياتها.

ومما يستنبط من تدبر الايات القرآنية، و كلام اهل بيت العصمة (ع) ان الروح الانسانية غير مادية، ولكنها تنشي نوعا من العلاقة و الوحدة مع الجسم، اذ يقول اللّه تعالي في كتابه المبين:

«ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقناالنطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشاناه خلقا آخر.»

ويتضح من سياق الايات، ان اوائلها تصف الخلقة المادية بشكلها التدريجي، واواخرها عند ما تشير الي خلقة الروح او الشعور و

الارادة، فانها تصفها بخلقة اخري، تختلف عن خلقتها الاولي.

وفي آية اخري، في الرد علي من يستبعد «المعاد» او ينكره يقول ان الانسان بعد موته و تفتت اجزائه، و تمازجها مع اجزا التربة، كيف تستعاد خلقته، و يصبح كماكان انسانا كاملا؟ يقول اللّه سبحانه:

«قل يتوفاكم ملك الموت الذي و كل بكم ثم الي ربكم ترجعون» اي الارواح تقبض علي يد ملك الموت من ابدانكم، و تحفظ عندنا.

وفضلا عن هذا، فان القرآن الكريم، يعرف الروح بصورتها المطلقة غير المادية، بقوله تعالي:

«ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي.»

وفي آية اخري من الذكر الحكيم، يتطرق الي موضوع الامر بقوله:

«انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون» و بمقتضي هذه الايات ان امر اللّه تعالي في خلقته للاشيا لم يكن تدريجيا، و لم يكن محددا بزمان او مكان، و لما كانت الروح امرا من اللّه اذن فهي ليست بمادة، و لم يكن في كنهها خاصة المادة التي تتصف بالتدرج و الزمان و المكان.

مبحث في حقيقة الروح من منظار آخر

ان التتبعات العقلية تؤيد القرآن الكريم ايضا في موضوع الروح كل منا يدرك حقيقة من وجوده، و التي نعبر عنها بال «انا» و هذا الادراك موجود في الانسان بصورة مستمرة، و احيانا ينسي بعض اعضا جسمه من راس او يد او سائر الاعضا، و حتي جسمه كليا، ولكن يدرك ال «انا» عند ما يكون هو موجودا، و هذا «المشهود» كما هو مشهود، غير قابل للانقسام و التجزئة، و مع ان جسم الانسان في تغيير و تحول دائم، ويتخذ امكنة مختلفة له، و تمر عليه ازمنة مختلف الا ان الحقيقة المذكورة و هي ال (انا) ثابتة في واقعيتها لا تقبل التغيير او التبديل، و واضح

اذا كانت مادة، كانت تتقبل خواص المادة، بما فيها الانقسام و تغير الزمان و المكان.

نعم ان الجسم يتقبل كل هذه الخواص، و بما ان هذه الخواص لها ارتباط روحي، فتنسب الي الروح و لكن بالتامل و التدبر يتجلي للانسان، ان هذا المكان و ذلك، و كذاهذا الشكل و ذلك، و هذه الناحية و تلك، كلها من خواص البدن، و الروح منزهة منها، و كل من هذه الصفات تنتقل اليها عن طريق البدن.

يسري هذا البيان في خاصية الادراك و الشعور علي (العلم) و الذي هو من مميزات الروح و بديهي ان العلم اذا كان يتصف بما تتصف به المادة، لكان تباعا يتقبل الانقسام و التجزئة و الزمان و المكان.

ان هذا البحث العقلي واسع مطول، تتبعه اسئلة و اجوبة، و لا يسعه كتابنا هذا، وهذا المقدار من البحث انما ادرج هنا علي سبيل الاشارة، و لغرض استقصائه و استقرائه يستلزم الرجوع الي الكتب الفلسفية الاسلامية.

الموت من وجهة نظر الاسلام

ان النظرة العابرة تفترض ان موت الانسان فناؤه و عدمه، وحدد حياة الانسان بالايام التي يعيشها فيما بين ولادته و وفاته، في حين نري ان الاسلام يعتبر الموت انتقالا من مرحلة حياتية الي مرحلة حياتية اخري، و للانسان حياة ابدية لا نهاية لها، وما الموت الذي يفصل بين الروح و الجسم الا ليورده المرحلة الاخري من حياته، و إن السعادة و الشقا فيها يعتمدان علي الاعمال الحسنة او السيئة في مرحلة حياته قبل الموت، و مما يروي عن النبي (ص) ، ما مضمونه، تظنون انكم تفنون بالموت، ولكنكم تنتقلون من بيت لاخر.

عالم البرزخ

ومما يستفاد من القرآن الكريم و السنة، ان الانسان يتمتع بحياة مؤقتة و محدودة في الحد الفاصل بين الموت و يوم القيامة، و التي تعتبر رابطة بين الحياة الدنيا و الحياة الاخري.

والانسان بعد موته، يحاسب محاسبة خاصة، من حيث الاعتقاد، و الاعمال الحسنة و السيئة التي كان عليها في الدنيا، و بعد هذه المحاسبة المختصرة، و وفقا للنتيجة التي يحصل عليها، يحكم عليه بحياة سعيدة او شقية، و يكون عليها الي يوم القيامة.

وحالة الانسان في عالم البرزخ تشابه كثيرا حالة الشخص الذي يراد التحقيق معه لما قام به من اعمال، فيجلب الي دائرة قضائية كي تتم مراحل الاستجواب و الاستنطاق منه، لغرض تنظيم ملف له و بعدها يقضي فترة ينتظر خلالها وقت محاكمته.

روح الانسان في عالم البرزخ، تعيش بالشكل الذي كانت عليه في الدنيا، فاذاكانت من الصلحا، تتمتع بالسعادة و النعمة و جوار الصلحا و المقربين للّه تعالي، و إذا ماكانت من الاشقيا، تقضيها في النقمة و العذاب، و مصاحبة الاشرار، و اهل الضلال.

فاللّه جل شانه يصف حالة بعض السعدا بقوله:

«ولا تحسبن الذين

قتلوا في سبيل اللّه امواتا بل احيا عند ربهم يرزقون، فرحين مما آتاهم اللّه من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ان لاخوف عليهم و لا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من اللّه و فضل و إن اللّه لا يضيع اجر المؤمنين.»

وفي وصف حالة مجموعة اخري، الذين كانوا ينفقون اموالهم و ثرواتهم في مشاريع غير مشروعة في الحياة الدنيا، يصفهم بقوله تعالي:

«حتي اذا جا احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ الي يوم يبعثون.»

يوم القيامة المعاد

ينفرد القرآن الكريم بين الكتب السماوية، بالتحدث عن المعاد و الحشر تفصيلا، في حين ان «التوراة» لم تشر الي هذا اليوم و هذا الموقف، و كتاب «الانجيل» يشير اشارة مختصرة، و القرآن يذكره و يذكر به في مئات الموارد، و باسما شتي، و يشرح عاقبة العالم و البشرية، التي تنتظرهم فتارة باختصار و اخري باسهاب.

ويذكر مرارا ان الاعتقاد بيوم الجزا (يوم القيامة) يعادل الاعتقاد باللّه تعالي، ويعتبر احد الاصول الثلاثة للاسلام و منكره (منكر المعاد) ، خارج عن شريعة الاسلام و ما عاقبته الا الهلاك و الخسران.

وحقيقة الامر هكذا، اذا لم تكن هناك محاسبة و جزا و عقاب، فان الدعوة الدينية بما تحتوي من اوامر اللّه و نواهيه، لم يكن لها ادني فائدة او اثر، و إن وجود النبوة و الابلاغ و عدمه كان سوا، بل يرجح عدمه علي وجوده، لان تقبل الدين و اتباع موازين الشرع، لا يخلو من تكلف و سلب للحرية، و إذا كان اتباع الدين لم يكن له اثر او نتيجة، لن يتحمل الناس هذا العب و هذه المسؤولية، و لن يتخلوا عن

الحرية الطبيعية.

ومن هنا يتضح ان اهمية ذكر يوم الحشر و تذكره يعادل اهمية اصل الدعوة الدينية.

ويتضح ايضا ان الاعتقاد بيوم الجزا من اهم العوامل التي تجبر الانسان علي ان ينتهج الورع و التقوي، و إن يتجنب الاخلاق الرذيلة، و المعاصي و الذنوب، كما ان نسيانه، او عدم الاعتقاد به، سوف يكون اساسا و اصلا لكل معصية او ذنب، و يقول جل من قائل:

«ان الذين يضل ون عن سبيل اللّه لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب.»

ومما يلاحظ في الاية، ان منشا كل ضلال هو نسيان يوم الحساب.

والتدبر في خلقة الانسان و العالم، و كذا في الهدف من الشرائع السماوية، يتضح الغرض من اليوم الذي سيلاقيه الانسان «يوم الجزا.»

ونحن عند ما نتدبر الاعمال و الافعال في الطبيعة، نري ان كل عمل (والذي يحتوي علي نوع من الحركة بالضرورة) لا يتم الا عن غاية و هدف، و لم يكن العمل نفسه بالاصالة هو المقصود، بل انه مقدمة لهدف و غاية فيكون مطلوبا لذلك الهدف او لتلك الغاية، حتي في الاعمال التي تعتبر سطحية مثل الافعال الطبيعية و الاعمال الصبيانية و نظائرها، لو دققنا فيها لوجدنا فيها غايات و اغراضا تناسب نوع الفعل، كما في الاعمال الطبيعية التي تتصف بالحركة غالبا، فان الغاية التي تسعي اليها هذه الحركة تعتبر الغاية و الهدف لها، و اما في لعب الاطفال و ما يتناسب مع نوع اللعبة، فان هناك غاية خيالية و همية، و الهدف من اللعب هو الوصول اليه.

وفي الحقيقة ان خلقة الانسان و العالم، من اعمال اللّه تعالي و انه منزه من ان يقوم باعمال عبث، دون هدف او غرض، فهو الذي يخلق، و يرزق و يميت، و هكذا

يخلق و يهلك، فهل يتصور ان يكون خلقه هذا دون هدف معين، و غرض محكم يتابعه؟.

اذن لابد لخلق الكون و الانسان، هدف و غاية ثابتة، و إن الفائدة منه لا تعود الي اللّه الغني المتعال، و كل ما فيه يعود للمخلوق اذن يجب الاعتراف بان الكون بما فيه الانسان يتجه و يسير نحو خلقة معينة خاصة، و وجود اكمل، لا يتصفان بالفنا و الزوال.

واذا امعنا النظر في حالة الناس و وضعهم، و مدي تاثرهم بالتربية الدينية، فاننانري ان الناس ينقسمون الي قسمين، اثر الارشادات الالهية، و التربية الدينية، و هم الاخيار و الاشرار، و مع هذا الوصف، فاننا لم نجد اي امتياز او فارق في هذه الحياة، بل علي العكس، و غالبا ما تكون الموفقية للاشرار و الظالمين، اما الاخيار فانهم علي صلة بالفتن و المشاكل و الحياة السيئة و الحرمان و تحمل الظلم.

والحال هذه تقتضي العدالة الالهية في ان تكون هناك نشاة اخري، حتي يجدفيها كل من الفريقين المذكورين، جزا اعمالهم، و يحيون حياة تناسب حالهم، و يشير اللّه تعالي في كتابه العزيز الي هاتين الحالتين بقوله:

«وما خلقنا السماوات و الارض و ما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون.»

«وما خلقنا السما و الارض و ما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ام نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار.»

ويذكر في آية اخري، و قد جمع فيها الدليلين بقوله جل شانه:

«ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات سوا محياهم و مماتهم سا ما يحكمون و خلق اللّه السماوات و الارض بالحق و لتجزي كل نفس

بما كسبت و هم لا يظلمون.»

بيان آخر

قد اشرنا في الفصل الثاني من الكتاب في مبحث الظاهر و الباطن القرآني، ان المعارف الاسلامية في القرآن الكريم، مبينة من طرق مختلفة، و الطرق المذكورة بشكل تنقسم الي قسمين، الظاهر و الباطن.

والمراد من طريق الظاهر، هو البيان الذي يتناسب و مستوي افكار العامة، علي خلاف الطريف الباطن الذي يختص بالخاصة منهم، و يدرك مع روح الحياة المعنوية.

والبيان الذي يؤخذ عن طريق الظاهر مؤداه ان اللّه تعالي الحاكم المطلق لعالم الخلقة، فكل ما في هذا الكون ملكه، فهو الذي خلق الملائكة التي لا يعلم احصاؤها كي تكون مطيعة و منفذة لاوامره، يرسلهم الي حيث شا من الكون، و لكل بقعة من عالم الطبيعة و ما يلازمها من نظام ترتبط بمجموعة خاصة من الملائكة موكلين عليها.

والنوع الانساني من مخلوقاته و عباده الذين يجب عليهم اتباع اوامره و نواهيه، و الاطاعة له، و ما الانبيا الا حملة شرائعه و قوانينه، يبعثهم الي الناس، لبيان و اجرا تلك الشرائع و القوانين.

فاللّه جل ثناؤه، لما جعل الثواب و الاجر لمن آمن و اطاع، جعل العقاب و العذاب لمن كفر و عصي، و هو القائل، لن يخلف اللّه وعده، و لما كان عادلا، فعدالته تقتضي ان يفصل بين الفريقين في النشاة الاخري، و هما الاخيار و الاشرار، و إن يمتع الاخياربالنعيم، و للاشرار الشقا.

وقد وعد اللّه تعالي بمقتضي عدله، ان يحشر الناس الذين مروا في الحياة الدنيادون استثنا و يحاسبهم حسابا دقيقا في معتقداتهم و اعمالهم، من صغيرة او كبيرة، ويقضي بينهم بالحق و العدل، و في النهاية، سيوصل كل ذي حق حقه، و ياخذ لكل مظلوم نصيبه ممن ظلمه، و يعطي اجر عمل

كل عامل، و يصدر الحكم لفريق في الجنة و فريق في السعير.

هذا هو البيان الظاهري للقرآن الكريم، و قد جا مطابقا لفكر الانسان الاجتماعي، لتكون فائدته اعم، و نطاقه اشمل.

اما الذين تعمقوا في الحقائق، و لهم القدرة علي فهم المعني الباطني للقرآن الكريم، فهم يدركون الايات القرآنية علي مستوي ارفع من العامة و القرآن الكريم، يلوح خلال تعابيره البسيطة احيانا بالمعني الباطني تلويحا.

فالقرآن الكريم، مع تعبيراته المختلفة، يذكر اجمالا ان الطبيعة بجميع اجزائها، و الانسان احدها، مع سيرها التكويني (والتي تسير نحو الكمال) تصير الي اللّه تعالي، وسياتي اليوم الذي تنهي حركتها و سيرها، و تفقد آنيتها و استقلالها كليا.

والانسان و هو جز من اجزا هذا الكون، فان طريق تكامله الخاص يتم عن طريق الشعور و العلم، يسرع في طريقه الي اللّه تعالي، و اليوم الذي يختتم به هذا الانطلاق، سيشاهد عيانا حقانية اللّه الاحد، و سيري ان القدرة و الملك و كل صفة من صفات الكمال تنحصر في ذاته القدسية، و من هذا الطريق، ستنجلي له حقيقة الاشيا كلها.

وهذا هو اول منزل و موقف من العالم الابدي، فاذا كان الانسان في هذه الدنيا، بايمانه و عمله الصالح، اوجد ارتباطا و اتصالا باللّه تعالي و استانس به، و بالمقربين من عباده، فانه سيحظي بسعادة لا توصف، و سيكون في جوار اللّه سبحانه، و يكون قرين الصالحين في العالم العلوي، و إذا ما كان ممن تربطهم علاقة وثيقة بهذه الدنيا الدنيئة، ولذائذها الزائلة، فقد قطع اتصاله بالعالم العلوي، و لم تقم بينه و بين خالقه رابطة اواتصال و لا مع المقربين من عباده، فانه سيحاط بعذاب دائم، و خزي ابدي.

صحيح ان الاعمال الحسنة و السيئة للانسان

في هذه الدنيا تزول و تذهب، لكن صور الاعمال هذه تستقر في باطنه، و اينما رحل في معه، و تكون مصدر حياته الاتية سوا في السعادة او الشقا.

وكل ما ذكر يمكن استنتاجه من الايات التالية:

يقول حل من قائل:

«ان الي ربك الرجعي.»

و يقول:

«الا الي اللّه تصير الامور.»

و يقول:

«الامر يومئذ للّه.»

و يقول:

«يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي.»

ويخاطب اللّه سبحانه يوم القيامة بعض افراد البشر، بقوله:

«لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاك فبصرك اليوم حديد.»

وفي تاويل القرآن الكريم، و الحقائق التي تنبع منه الايات، يقول جل اسمه:

«هل ينظرون الا تاويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جات رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعا فيشفعوا لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قدخسروا انفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون.»

و يقول تعالي:

«يومئذ يوفيهم اللّه دينهم الحق و يعلمون ان اللّه هو الحق المبين.»

و يقول تعالي شانه:

«يا ايها الانسان انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه.»

و يقول تعالي ذكره:

«من كان يرجو لقا اللّه فان اجل اللّه لات.»

و يقول تعالي اسمه:

«فمن كان يرجو لقا ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه احدا.»

و يقول سبحانه:

«يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي.»

و يقول سبحانه و تعالي:

«فاذا جات الطامة الكبري، يوم يتذكر الانسان ما سعي، و برزت الجحيم لمن يري، فاما من طغي و آثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي الماوي، و اما من خاف مقام ربه و نهي النفس عن الهوي، فان الجنة هي الماوي.»

و يتحدث القرآن الكريم عن كنه جزا الاعمال قائلا:

«يا ايها الذين كفروا، لا تعتذروا

اليوم انما تجزون ما كنتم تعملون.»

استمرار الخلقة و تعاقبها

ان عالم الخلقة الذي نشاهده، ذو عمر محدود، و سياتي اليوم الذي يفني و يزول فيه، كما يؤيد القرآن الكريم هذا المعني بقوله تعالي:

«ما خلقنا السماوات و الارض و مابينهما الا بالحق و اجل مسمي.»

وهل خلق عالم، و هل كان هناك انسان، قبل ظهور عالمنا هذا و البشر الذي يعيش فيه حاليا؟ و هل بعد زوال وفنا هذا العالم بما فيه، و الذي يخبر به القرآن الكريم سينشا عالم آخر و سيخلق بشر؟ فهذه اسئلة لا نجد جوابها في القرآن الكريم الاتلويحا، لكن الروايات الواردة عن ائمة اهل البيت (ع) ، تجيب بايجاب عن هذه الاسئلة.

معرفة الامام

معني الامام

تطلق كلمة الامام او القائد علي شخص يقود جماعة او فئة، و يتحمل عب هذه المسؤولية، اما في المسائل الاجتماعية او السياسية او الدينية، و يرتبط عمله بالمحيطالذي يعيش فيه، و مدي سعة المجال للعمل فيه او ضيقه.

ان الشريعة الاسلامية المقدسة (كما اتضح في الفصول السابقة) تنظر الي الحياة العامة للبشر من كل جهة، فهي تصدر اوامرها لارشاد الانسان في الحياة المعنوية، و كذافي الحياة الصورية من الناحية الفردية، و تتدخل في ادارة شؤونه، كما تتدخل في حياته الاجتماعية و القيادية (الحكومة) ايضا.

وعلي ما مر ذكره، فان الامام او القائد الديني في الاسلام، يمكن ان يكون مورداهتمام من جهات ثلاث:

الاولي: من جهة الحكومة الاسلامية.

الثانية: من جهة بيان المعارف و الاحكام الاسلامية و نشرها.

الثالثة: من جهة القيادة و الارشاد في الحياة المعنوية.

تعتقد الشيعة بان المجتمع الاسلامي يحتاج الي الجهات الثلاث التي سبق ذكرها، احتياجا مبرما، و الذي يتصدي لقيادة الجهات الثلاث، بما فيها قيادة المجتمع، يجب ان يعين من قبل اللّه و الرسول الاعظم (ص) ، علما بان النبي (ص)

ايضا يعين الامام بامر من اللّه تعالي.

الامامة و خلافة النبي الاكرم (ص) في الحكومة الاسلامية
اشارة

ان الانسان بما يمتاز به من مواهب الهية، يدرك جيدا و من دون تردد، ان اي مجتمع متلف، في اية بقعة او مملكة او مدينة او قرية او قبيلة، و حتي في بيت واحديتالف من عدة افراد، لن يستطيع ان يعيش و يستمر في حياته دون قائد او ناظر عليه، فهو الذي يجعل الحياة نابضة، و يحرك عجلات اقتصادها، و يحفز كل فرد من افرادالمجتمع بانجاز و ظيفته الاجتماعية فالمجتمع الفاقد لقائد، لا يستطيع ان يستمر في حياته، و في اقل فترة ممكنة ينهار قوامه، و يسير نحو الهمجية و التحلل الخلقي.

فعلي هذا، فالشخص الذي يتولي قيادة مجتمع (سوا اكان كبيرا ام صغيرا) ويعير اهتماما لمنصبه و مقامه، يبدي عنايته لبقا ذلك المجتمع، نجده يعين خلفا له فيمالو اراد ان يغيب عن محل عمله (سوا اكانت الغيبة مؤقتة ام دائمية) و لن يتخلي عن مقامه ما لم يعين احدا، و لن يترك بلاده، او بقعته دون ناظر او حارس عليها او قائد لها، لانه يعلم جيدا، ان غض النظر عن هذه المهمة و عدم استخلاف احد، يؤدي بمجتمعه الي الزوال و الاضمحلال، كما لو اراد رب البيت ان يسافر عدة ايام او اشهر، فانه يختاراحدهم (او احدا غيرهم) مكانه، و يلقي اليه مقاليد الادارة للبيت، و هكذا الرئيس لمؤسسة او المدير لمدرسة، او الصاحب لحانوت، و هو يشرف علي موظفين او صناع يعملون تحت امرته، فلو قدر ان يترك محل عمله حتي لساعات قليلة فانه يختار احدهم و يعينه مكانه، كي يتسني للاخرين الرجوع اليه، في المشكلات او المعضلات، و قس علي هذا.

الاسلام دين قوامه الفطرة، و ذلك

بنص القرآن الحكيم و السنة النبوية، و هو نظام اجتماعي، يدركه كل من له المام بهذا الدين، و من ليس له صلة به و العناية الخاصة التي قد بذلها اللّه جل و علا، و نبيه الكريم (ص) لهذا الدين الجامع، لا ينكرها احد، و لا يسعنا مقارنته مع اي شي آخر.

فالنبي الاكرم (ص) ، كان لا يترك المجتمع الذي دخل في الاسلام، او المجتمع الذي قد سيطر عليه الاسلام، و كذا كل بلدة او قرية كانت تقع تحت امرة المسلمين، دون ان يرسل اليها واليا او عاملا، في وقت مبكر، كي يدير شؤون تلك المجتمعات او البقاع، وكان هذا داب النبي (ص) ، في الجهاد، فعندما كان يرسل كتيبة الي مكان ما، فانه كان يعين قائدا لها، و كان يعين اكثر من قائد احيانا، كما حدث ذلك في حرب (مؤته) اذ عين (ص) اربعة، فاذا ما قتل الاول، استخلفه الثاني من بعده، و إذا ما قتل الثاني، استخلفه الثالث و هكذا.

وقد ابدي الاسلام عنايته بموضوع الخلافة و الاستخلاف عناية تامة، فلم يتغافل عن هذا الموضوع، و متي ما اراد النبي (ص) ان يترك المدينة، كان يستخلف احدا و في الوقت الذي اراد الرسول الاعظم (ص) الهجرة من مكة الي المدينة، عين عليا خليفة له في مكة، للقيام بالاعمال الخاصة به لفترة قصيرة، كادا الامانات الي اهلها، و قد اوصي (ص) عليا (ع) ان يقوم بادا الديون و ما يتعلق بشؤونه الخاصة، بعد وفاته (ص).

ووفقا لهذه القاعدة، فان الشيعة تدعي انه لن يتصور ان النبي (ص) قبيل وفاته لم يوص لاحد يستخلفه في شؤون الامة من بعده، او انه لم يعين شخصا يقوم بادارة المملكة الاسلامية.

وليس

هناك من شك، و الفطرة الانسانية تقر بذلك، بان نشؤ مجتمع يرتبطبمجموعة من عادات و تقاليد مشتركة تقرها اكثرية ساحقة لذلك المجتمع، و كذا يرتبطبقاؤها و دوامها بحكومة عادلة تتبني اجرا تلك العادات و التقاليد اجرا كاملا، و هذا الامر لا يخفي علي الشخص اللبيب او ان يتغافل عنه، في حين انه ليس هناك مجال للشك في الشريعة الاسلامية، بما فيها من دقة و نظام، و لما كان يبديه النبي الكريم (ص) من احترام و تقدير لتلك الشريعة، اذ كان يضحي بما في وسعه في سبيلها، ان يهمل الموضوع او يتركه علما بان النبي (ص) ، كان نابغة زمانه، في قوة تفكره، و فراسته و تدبيره، (فضلا عن ملازمات الوحي و النبوة و ما تتبعها من تاييدات).

وكما نجد في الاخبار المتواترة عن طريق العامة و الخاصة، في كتب الاحاديث و الروايات (باب الفتن و غيرها) ، انه (ص) كان ينبي بالفتن و المحن التي ستلاقيها الامة الاسلامية بعده، و ما يشوب الاسلام من فساد، كحكومة آل مروان و غيرهم، الذين غيرواوحرفوا الشريعة السمحا، فكيف به (ص) و هو يهتم بامور تحدث بعد سنوات عديدة متاخرة عن وفاته، و ما تنطوي عليها من فتن و مصائب، يتغافل عن موضوع يحدث بعيدوفاته، و في الايام الاول بعد رحلته (ص)؟ عنايته لموضوع خطير من جهة، وبسيط من جهة اخري، في حين كان يبدي اهتمامه لابسط الامور الاعتيادية، كالاكل و الشرب و النوم و ما شاكل، فنجده يصدر الاوامر اللازمة لهذه المسائل الطبيعية، فكيف لا يبدي اهتماما لمسائل اساسية مهمة او ان يختار الصمت ازاها، و لا يعين احدامكانه؟.

وعلي فرض المحال، لو كان تعيين القائد لمجتمع اسلامي في الشريعة

الاسلامية، منوطا بالمجتمع نفسه، لكان لزاما علي النبي (ص) ، ان يصرح في هذا الخصوص و يشير اليه اشارة وافية، و يعطي الامة الارشادات اللازمة، كي تصبح واعية امام موضوع يضمن لها تقدمها و تكاملها، و يتوقف عليه شعائر دينها.

في حين اننا لم نجد مثل هذا التصريح، و لو كان هناك نص صريح لما خالفه من جا من بعده، و ذلك ما حدث من الخليفة الاول، و انتقال الخلافة الي الثاني بوصية منه، و الرابع اوصي لابنه، اما الخليفة الثاني فقد دفع الثالث الي منصة الخلافة بحجة انه احال الامر من بعده الي شوري تتضمن ستة اعضا، و قد عين هؤلا الاعضا، و كذا كيفية انتخابهم.

اما معاوية فقد استعمل الشدة في صلح الامام الحسن (ع) ، و استتب له الامر، وبعدها صارت الخلافة وراثية، و تغيرت الشعائر الدينية، من جهاد و امر بالمعروف و نهي عن المنكر و اقامة الحدود و غيرها كل هذه قد زالت عن المجتمع الاسلامي، فاضحت جهود الشارع هبا.

اما الشيعة فقد حصلت علي هذه النتيجة خلال البحث و الدراسة في الدرك الفطري للانسان، و السيرة المستمرة للعقلا، و بالتعمق و الفحص في الاسس الاساسية للشريعة الاسلامية التي مرامها احيا هذه الفطرة الانسانية، و بالتامل في الحياة الاجتماعية التي كان ينتهجها النبي (ص) و كذا بدراسته الحوادث المؤسفة التي حدثت بعد وفاته، و التي عانت الامة الاسلامية منها عنا بالغا، و دراسة وضع الحكومات الاسلامية في القرن الاول، و ما لازمها من قصور عن ادا وظائفهم، تصل الي هذه النتيجة.

ان هناك نصوصا كافية قد صرح بها من قبل النبي (ص) في خصوص تعيين امام و خليفة من بعده، و إن الايات و

الأخبار المتواترة القطعية تشير الي هذا المعني، كية الولاية و حديث غدير خم و حديث السفينة و حديث الثقلين، و حديث الحق و حديث المنزلة و حديث دعوة العشيرة الاقربين و غيرها، ولكن المراد من الايات و الاحاديث آنفة الذكر قد اول و حرف لاسباب ودواع.

تاييد للاقوال السابقة

كانت اخريات ايام النبي صلي اللّه عليه و آله و سلم، و التي قد مرض فيها، وهناك جمع من الصحابة قد حضروا عنده، فقال النبي (ص):

«هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا.»

قال بعضهم، ان رسول اللة (ص) قد غلبه الوجع و عندكم القرآن، حسبنا كتاب اللّه، فاختلف الحضور بالبيت و اختصموا، فمنهم من يقول، قربوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده، و منهم من يقول غير ذلك، فلما اكثروا اللغو و الاختلاف، قال رسول اللّه (ص): قوموا.

مع ما تقدم من البحث، و مع الالتفات الي ان الذين مانعوا من تدوين كلمة الرسول العظيم (ص) ، هم انفسهم قد حظوا في اليوم التالي بالخلافة الانتخابية، و كان الانتخاب دون علم علي (ع) و اصحابه، فجعلوهم امام امر واقع، و هل هناك شك في ان النبي (ص) كان يريد تعيين علي، ليجعله خليفة له من بعده.

وما كان الهدف من المعارضة الا جعل المحيط مضطربا يقضي بانصراف النبي (ص) عن الامر، و لم يكن الغرض اتصاف النبي بالهذيان، و غلبة المرض عليه، و ذلك لاسباب:

اولا: فضلا عن ان النبي (ص) طوال فترة مرضه، لم يسمع منه كلام لا يليق بمقامه، و لم ينقل احد هذا المعني، فانه لا يحق لمسلم وفقا للموازين الدينية ان ينسب الي النبي (ص) الهذيان و الكلام العبث، علما بانه (ص) مصون و معصوم من قبل اللّه

تعالي.

ثانيا: لو كان المراد من الكلام، المعني الحقيقي له، فلا حاجة الي ذكر العبارة التي تلتها، «كفانا كتاب اللّه» اذ لو كان المراد نسبة الهذيان الي النبي (ص) ، لكفي ذكرمرضه، لا ان يؤيد القرآن، و ينفي قول الرسول (ص) ، و هذا الامر لا يخفي علي رجل صحابي، من ان القرآن الكريم قد فرض علي الامة الاسلامية اتباع النبي (ص) ، و انه مفروض الطاعة، و كلامه عدل للقرآن و الناس ليس لهم اي اجتهاد او اختيار امام حكم اللّه و رسوله.

ثالثا: ان ما حدث في مرض الرسول (ص) ، قد حدث ايضا في مرض الخليفة الاول، عند ما كان يوصي الي الخليفة الثاني من بعده، و عثمان حاضر يحرر ما يملي عليه الخليفة الاول، اذ اغمي علي الخليفة، و الخليفة الثاني لم يعترض عليه كما اعترض علي النبي (ص).

وفضلا عن هذا كله، فان الخليفة الثاني قد اعترف في حديث له لابن عباس قائلا انني ادركت ان النبي (ص) يريد ان يوصي لعلي، الا ان مصلحة المسلمين كانت تستدعي ذلك، و يقول ايضا، ان الخلافة كانت لعلي، فاذا ما كانت الخلافة صائرة اليه، لفرض علي الناس اتباع الحق، و لم ترضخ قريش لهذا الامر، فرايت من المصلحة الاينالها، و نحيته عنها.

علما بان الموازين الدينية تصرح ان المتخلف عن الحق يجب ان يعود اليه، لا ان يترك الحق لصالح المتخلف.

ومما تتناقله كتب التاريخ، ان الخليفة الاول امر بمحاربة القبائل المسلمة التي امتنعت من اعطا الزكاة، قال:

«واللّه لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الي رسول اللّه (ص) لاقاتلنهم علي منعه.»

والمراد من هذا القول، هو ان اقامة الحق و احياه واجب مهما بلغ الثمن، و بديهي ان موضوع

الخلافة حق ايضا الا انه اغلي من العقال و اثمن.

الامامة في العلوم التشريعية

اشرنا في الفصول المتقدمة، في معرفة النبي «الرسول» (ص) و قلنا، وفقا للقانون الثابت و الضروري للهداية العامة، ان اي نوع من انواع الكائنات يسير نحو الكمال و السعادة المناسبة له، و ذلك عن طريق الفطرة و التكوين.

والانسان ايضا احد انواع هذه الكائنات لا يستثني من القانون العام و يجب ان يرشد الي طريق خاص في حياته، تضمن له سعادته في الدنيا و الاخرة، و ذلك عن طريق الغريزة المتصفة بالنظرة الواقعية للحياة، و التامل في حياته الاجتماعية، و بعبارة اخري، يجب ان يدرك مجموعة من معتقدات و وظائف عملية، كي يجعلها اساسا له في حياته ليصل بها الي السعادة و الكمال المنشود، و قلنا ان المنهاج للحياة و هو ما يسمي بالدين لا يتاتي عن طريق العقل، بل هو طريق آخر و يدعي الوحي و النبوة، و التي تظهرفي بعض من اوليا اللّه الصالحين و هم الانبيا، و رسل السما.

فالانبيا قد انيطت بهم مسؤولية هداية الناس عن طريق الوحي من اللّه تعالي فاذا ما التزموا بتلك الاوامر و النواهي، ضمنوا السعادة لهم.

يتضح ان هذا الدليل، فضلا عن انه يثبت لزوم مثل هذا الادراك بين ابنا البشر، يثبت ايضا، لزوم و ضرورة وجود افراد حفظة علي هذا البرنامج، و ايصاله الي الناس اذا اقتضت الضرورة ذلك.

وكذا يستلزم وجود اشخاص قد ادركوا الواجبات الانسانية، و ذلك عن طريق الوحي، و هم بدورهم ينهضون بتعليم المجتمع، كما يجب ان تبقي هذه الواجبات السماوية، مادام الانسان حيا، و تعرض عليه عند الضرورة.

فالذي يتحمل عب هذه المسؤولية، يعتبر حاميا للدين الالهي، و يعين من قبل اللّه تعالي، و هو

من يسمي ب «الامام» كما يدعي حامل الوحي الالهي، و الشرائع السماوية ب «النبي» و هو من قبل اللّه تعالي ايضا.

يتفق ان تكون النبوة و الامامة في شخص واحد، و قد لا يتحقق ذلك، فكما ان الدليل المتقدم يثبت عصمة الانبيا، يثبت عصمة الائمة ايضا.

اذ تقتضي رحمة اللّه و عطفه ان يضع الدين الحقيقي غير المحرف في متناول ايدي البشر دوما و لا يتحقق هذا الامر دون ان تكون هناك عصمة.

الفرق بين النبي و الامام

ان تسلم الاحكام و الشرائع السماوية، و التي تتم بواسطة الانبيا، انما يثبت لناموضوع «الوحي» و هذا ما مر علينا في الفصل المتقدم و ليس فيه ما يؤيد استمراريته و بقاه علي خلاف الحافظ و الحامي الذي يعتبر امرا مستمرا، و من هنا نصل اليه نتيجة ان ليس هناك ضرورة ان يكون نبي بين الناس بصورة مستمرة، لكن يستلزم ان يكون امام بينهم، و يستحيل علي مجتمع بشري ان يخلو من وجود امام سوا عرفوه ام لم يعرفوه، و قد اشار الحكيم في كتابه:

«فان يكفر بها هؤلا فقد و كلنا بها قوما ليسوا بهابكافرين.»

فكما اشرنا، يتفق ان تجتمع النبوة و الامامة في شخص واحد، فيمتاز بالمقامين النبوة و الامامة، (تسلم الشريعة و الاحتفاظ بها و السعي في نشرها) و قد لا تجتمع في واحد، و هناك ادوار من الزمن خلت من وجود الانبيا، الا ان هناك امام حق في كل عصر، و من البديهي ان عدد الانبيا محدود، و لم يظهروا في جميع الادوار التي مرت بهاالبشرية.

يشير الحكيم في كتابه المبين الي بعض الانبيا الذين امتازوا بصفة الامامة ايضا، كما في ابراهيم (ع) اذ يقول:

«واذ ابتلي ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما

قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين.»

وكذا قوله تعالي:

«وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا.»

الامامة في باطن الاعمال

كما ان الامام قائد و زعيم للامة بالنسبة للظاهر من الاعمال، فهو قائد و زعيم بالنسبة للباطن من الاعمال ايضا، فهو المسير و القائد للانسانية من الناحية المعنوية نحوخالق الكون و موجده.

لكي تتضح هذه الحقيقة لابد من مراعاة المقدمتين التاليتين:

اولا: ليس هناك من شك او تردد في ان الاسلام و سائر الاديان السماوية، تصرح بان الطريق الوحيد لسعادة الانسان او شقائه هو ما يقوم به من اعمال حسنة او سيئة، فالدين يرشده، كما ان فطرته و هي الفطرة الالهية تهديه الي ادراك الحسن و القبيح.

فاللّه سبحانه يبين هذه الاعمال عن طريق الوحي و النبوة، و وفقا لسعة فكرنانحن البشر، و بلغة نفهمها و نعيها، بصورة الامر و النهي و التحسين و التقبيح في قبال الطاعة او التمرد و العصيان، يبشر الصالحين و المطيعين بحياة سعيدة خالدة، و قد احتوت علي كل ما تصبو اليه البشرية من حيث الكمال و السعادة، و ينذر المسيئين و الظالمين بحياة شقية خالدة، و قد انطوت علي البؤس و الحرمان.

وليس هناك ادني شك من ان اللّه تعالي يفوق تصورنا و ما يجول في اذهاننا ولكنه لم يتصف بصفة البشر من حيث التفكير.

وليس لهذه الاتفاقية ان يكون هناك سيد و مسود و قائد و مقود، و امر و نهي و ثواب و عقاب واقع خارجي سوي في حياتنا الاجتماعية اما الجهاز الالهي فهو الجهازالكوني الذي يربط حياة كل مخلوق و كائن باللّه الخالق ربطا وثيقا.

ومما يستفاد من القرآن الكريم و اقوال النبي العظيم (ص) ان الدين يشتمل علي حقائق و معارف تفوق فهمنا و ادراكنا الاعتيادي، و

إن اللّه جل شانه قد انزلها الينا بتعبيربسيط يلائم تفكيرنا، كي يتسني لنا فهمها و ادراكها.

يستنتج مما تقدم ان هناك ارتباطا بين الاعمال الحسنة و السيئة، من جهة و الحياة الاخري بما تمتاز به من خصائص و صفات من جهة اخري ارتباطا واقعيا، تكشف عن سعادة او شقا.

وبعبارة اوضح، ان كل عمل من الاعمال الحسنة و السيئة يولد في الانسان واقعية، و الحياة الاخروية ترتبط بهذه الواقعية ارتباطا وثيقا.

ان الانسان في حياته يشبه الطفل، سوا اشعر بهذا الامر ام لم يشعر، حيث تلازمه شؤون تربوية، فهو يدرك ما يملي عليه مربيه بالفاظ الامر و النهي، لكنه كلما تقدم في العمر استطاع ان يدرك ما قاله مربيه، فينال بذلك الحياة السعيدة، و ما ذلك الا بمااتصف به من ملكات، و إذا ما رفض و عصي معلمه الذي كان يسعي له بالصلاح، نجدحياته مليئة بالمسي و الالام.

فالانسان يشبه المريض الذي داب علي تطبيق اوامر الطبيب في الدوا و الغذا، او رياضة خاصة، فهو لم يبال الا بما املاه عليه طبيبه، فعندئذ يجد الراحة و الصحة، ويحس بتحسن صحته.

وصفوة القول، ان الانسان يتصف بحياة باطنية غير الحياة الظاهرية التي يعيشها، و التي تنبع من اعماله، و ترتبط حياته الاخروية بهذه الاعمال و الافعال التي يمارسها في حياته هنا.

ان القرآن الكريم يثبت هذا البيان العقلي، و يثبت في الكثير من آياته بان هناك حياة اسمي و روحا ارفع من هذه الحياة للصالحين و المؤمنين، و يؤكد علي ان نتائج الاعمال الباطنية تلازم الانسان دوما، و النبي العظيم قد اشار الي هذا المعني ايضا في الكثير من اقواله.

ثانيا: كثيرا ما يحدث ان يرشد شخص احدا بعمل حسن دون ان يلتزم

هو بذلك العمل، في حين ان الانبيا و الائمة الاطهار ترتبط هدايتهم للبشر باللّه جل و علا، ويستحيل ان يشاهد عندهم هذه الحالة، و هو عدم الالتزام بالقول او العمل به، فهم العاملون بمبادي الدين الذي هم قادته و ائمته، و آن هم متصفون بروح معنوية سامية، يرشدون بها الناس، و يهدونهم الي الطريق القويم.

فلو اراد اللّه سبحانه ان يجعل هداية امة علي يد فرد من افرادها، فهو يربي ذلك الفرد تربية صالحة تؤهله للقيادة و الامامة، و لن تجد لسنة اللّه تبديلا.

مما تقدم نستطيع ان نحصل علي النتائج التالية:

1 ان النبي او الامام لكل امة، يمتاز بسمو روحي و حياة معنوية رفيعة، و هويروم هداية الناس الي هذه الحياة.

2 بما آن هم قادة و ائمة لجميع افراد ذلك المجتمع، فهم افضل من سواهم.

3 ان الذي يصبح قائدا للامة بامر من اللّه تعالي، فهو قائد للحياة الظاهرية و الحياة المعنوية معا، و ما يتعلق بهما من اعمال، تسير مع سيره و نهجه.

ائمة الاسلام وقادته

ومما تقدم يستنتج ان بعد وفاة الرسول العظيم (ص) ما زال و لا يزال امام معين من قبل اللّه تعالي في الامة الاسلامية.

وهناك المزيد من الاحاديث النبوية في وصف الائمة و عددهم، و آن هم من قريش و من اهل بيته صلي اللّه عليه و آله و سلم، و إن منهم الامام المهدي (عج) و هو آخرهم.

وهناك نصوص صريحة ايضا من الرسول الكريم (ص) في امامة علي (ع) ، و انه الامام الاول و هكذا روايات و احاديث اخري عنه (ص) و عن الامام علي (ع) بشان الامام الثاني، و هكذا كل امام ينبئ بالامام الذي يليه و ياتي بعده.

وبمقتضي هذه النصوص، فان ائمة الاسلام اثنا عشر بالترتيب التالي:

1 علي بن ابي طالب.

2 الحسن بن علي.

3 الحسين بن علي.

4 علي بن الحسين.

5 محمد بن علي.

6 جعفر بن محمد.

7 موسي بن جعفر.

8 علي بن موسي.

9 محمد بن علي.

10 علي بن محمد.

11 الحسن بن علي.

12 المهدي (عليهم السلام اجمعين).

موجز عن حياة الائمة الاثني عشر

الامام الاول

اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب، و ابوطالب شيخ بني هاشم و عم النبي الاكرم (ص) ، و قد ربي محمدا في حجره، و بعد ان بعث بالرسالة، كان مدافعا عنه، يصونه شرالمشركين و خاصة قريش.

ولد علي علي اشهر الروايات قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، و عند ما اصاب مكة و اطرافها الجدب، كان عمره آنذاك ست سنوات، فاقترح النبي (ص) ان ينتقل من بيت ابيه «ابي طالب» الي بيت ابن عمه الرسول العظيم، ليصبح في كنف مرسل السماوتحت رعايته.

نال محمد بعد سنوات عدة مقام النبوة، و قد اوحي اليه لاول مرة و هو في غار «حرا» فرجع الي بيته، و اخبر عليا بما جري عليه، فمن علي به.

وقد

دعا النبي (ص) عشيرته الاقربين الي دينه الجديد، قائلا:

«من يؤازرني علي هذا الامر، يكن وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي.»

فلم يستجب احد لهذه الدعوة الا علي، حيث قام و قال:

انا يا رسول اللّه، فقبل الرسول (ص) ايمانه، و اقر بما وعده اياه، فهو اول من اسلم و قبل الاسلام من الرجال و آمن به، و هو لم يعبد الا اللّه سبحانه.

كان علي يرافق النبي (ص) دوما، الي ان هاجر من مكة الي المدينة، و في ليلة الهجرة، عند ما حوصر بيت النبي (ص) و كانوا قد جهزوا الحملة للهجوم علي بيت النبوة و الرسالة، و قتل النبي (ص) في فراشه، استقر علي في فراش الرسول (ص) ، و خرج الرسول مهاجرا الي يثرب، فرد علي الامانات الي اهلها حسب ما اوصي به النبي (ص) ، وتوجه الي يثرب مع امه، و زوجتي الرسول مع ابنته.

كان علي بن ابي طالب ملازما للرسول الاكرم (ص) لايفارقه، و زوجه النبي (ص) ابنته فاطمة سلام اللّه عليها.

لما اقام النبي عقد الاخوة و احلها بين اصحابه، جعل عليا اخا له.

كان علي (ع) يحضر جميع غزوات النبي (ص) عدا غزوة تبوك، اذ استخلفه الرسول في المدينة، فلم يتراجع في جميع تلك الغزوات من مواجهة الخصم، و لم يخالف النبي (ص) في امر و قد قال النبي (ص) في حقه عليه السلام:

«علي من الحق و الحق مع علي.»

كان عمره الشريف يوم توفي الرسول العظيم ثلاثا و ثلاثين سنة، فنحي عن منصب الخلافة، علما بانه كان منارا لجميع المثل الانسانية، يمتاز علي اقرانه و صحابة الرسول (ص).

وقد تمسك المخالفون باعذار منها، انه شاب لا تجربة له في الحياة، و انه

قد قتل صناديد العرب عند محاربة الكفار و هو في ركاب الرسول الاعظم (ص) ، فاستطاعوابهذه الحجج الواهية ان يجعلوه بمناي و بمعزل عن الخلافة، و قيادة شؤون المسلمين العامة، فانعزل عن المجتمع، و اصبح جليس داره، و شرع بتربية الخاصة من اصحابه، وبعد مضي خمس و عشرين سنة، و هي الفترة التي حكم فيها الخلفا الثلاثة بعد الرسول (ص) ، و بعد مقتل الخليفة الثالث، اتجهت الامة الاسلامية الي علي (ص) و بايعوه بالخلافة.

كان علي (ص) طوال حكومته و التي لم تدم اكثر من اربع سنوات و تسعة اشهريسير علي نهج الرسول (ص) و اتصفت خلافته بلون من الثورية اذ قام باصلاحات ادت بالاضرار الي بعض المنتفعين، فنجد اعلام المعارضة ترتفع، و سيوف المعارضين، تشهر، يتقدمهم طلحة و الزبير و معاوية و عائشة فجعلوا مقتل عثمان ذريعة لنواياهم السيئة، فقاموا باعمال مضللة.

والامام علي (ع) استعد للحرب للقضا علي الفتنة، و قد جهزت ام المؤمنين جيشا و كان طلحة و الزبير خير من يعينها و ينهض معها بالامر وقع القتال بين الطرفين علي مقربة من البصرة، اشتهرت الواقعة بحرب الجمل.

وقام الامام ايضا بحرب مع معاوية في الحدود العراقية الشامية، عرفت بحرب بصفين، و استغرفت سنة و نصف السنة، و شغل بحرب مع الخوارج في النهروان، اشتهرت بحرب النهروان.

ويمكن القول بان معظم تلك الفترة التي حكم فيها الامام علي (ع) قد صرفت لرفع الاختلافات الداخلية، و بعدها اصيب بضربة علي يد احد الخوارج في مسجدالكوفة، و ذلك صبيحة اليوم التاسع عشر من رمضان المبارك لسنة 40 للهجرة، و استشهديوم الواحد و العشرين من الشهر نفسه.

والتاريخ يشهد ان عليا اميرالمؤمنين (ع) لم تكن تنقصه صفة من الكمالات

الانسانية، و يؤيد هذا الادعا كل عدو و صديق فكان مثلا رائعا في الفضائل و المثل الاسلامية، و نموذجا حيا كاملا لتربية الرسول (ص).

ولا نعدو الحقيقة اذا قلنا ان الكتب التي تناولت هذه الشخصية الفذة سوا لدي الشيعة او السنة و غيرهم من المحققين، لم تتناول اية شخصية اخري بهذا القدر في الحياة البشرية.

كان علي عليه السلام، اعلم الصحابة، بل اعلم المسلمين، و هو اول من فتح باب الاستدلال الحر في المسائل العلمية، و استعان بالبحوث الفسلفية في المعارف الالهية، و تكلم عن باطن القرآن، و وضع قواعد اللغة العربية حفاظا علي الفاظ القرآن الحكيم، و كان افصح العرب بيانا، و ابلغهم خطابا (كما اشرنا في الفصل الاول من الكتاب) و كان يضرب به المثل في شجاعته، و لم يدع للقلق او الخوف طريقا الي قلبه، في كل تلك الغزوات و الحروب التي مارسها و اشترك فيها.

والتاريخ الاسلامي لا يزال يحمل في طياته خبر الصحابة و المقاتلين في الغزوات، و قد انتابهم الفزع و الخوف، و قد تكررت هذه الحالة في اكثر من واقعة، كحرب «حنين» و «خيبر» و «الخندق» اذ انهزم الجيش امام الاعدا، ولكن الامام كان يتصدي لحملات العدو، و لم يسلم كل من نازل الامام من ابطال العرب و محاربيهم، فكان علي العاجز عطوفا، يترك قتله، و لم يعقب علي الفار من ساحة الحرب، و لم يغافل العدوساعة الهجوم عليه، و لم يقطع الما علي الاعدا.

ومما اتفقت عليه كتب التاريخ انه عليه السلام، في معركة خيبر، تناول حلقة الباب، و اقتلع الباب و هزه هزة ثم رمي به جانبا.

ومما ينقل ايضا، يوم فتح مكة، عند ما امر الرسول العظيم تحطيم الاصنام، كان

هناك صنم يدعي (هبل) اكبر الاصنام وزنا، و اشدها ضخامة، كان قد وضع فوق الكعبة، صعد علي علي اكتاف النبي (ص) بامر منه، و رمي ب «هبل» الي الارض.

لم يكن له ند في تقواه و عبادته، كان الرسول (ص) يرد علي الذين يحاولون النيل منه بقوله (ص): «لا تسبوا عليا فانه ممسوس في ذات اللّه.»

وذات يوم، راي الصحابي الجليل ابوالدردا عليا (ع) في احدي ضيعات المدينة فظن انه ميت لما راي من عدم الحركة و سكون الجسم، فرجع مسرعا الي دارفاطمة و انباها بالحدث، و عزاها بوفاة زوجها، فاجابته فاطمة (ع) انه لم يمت، بل انه مغشي عليه من شدة خوفه من اللّه سبحانه في عبادته و طاعته، و ما اكثر ما كانت تنتابه هذه الحالة.

وما اكثر القصص و الروايات التي تشير اليه رافته و عطفه بالفقرا و المساكين و المستضعفين، فكان ينفق مما يحصل علي المحتاجين في سبيل اللّه تعالي، و هو يعيش عيشه خشنة.

كان يرغب في الزراعة، و غالبا ما كان يهتم بحفر الابار، و عمران الاراضي الموات يتشجيرها، و كان يجعلها وقفا للفقرا و البائسين.

فكانت تطلق علي كل هذه الموقوفات، (صدقات علي) و كانت لها عوائد جمة، وكانت تقدر هذه الموقوفات ب (اربعة و عشرين رطلا ذهبا) في السنوات الاخيرة من عهده عليه السلام.

الامام الثاني

الامام الحسن المجتبي و اخوه الحسين عليهما السلام، ولدا اميرالمؤمنين علي (ع) من فاطمة الزهرا سلام اللّه عليها، بنت الرسول الكريم (ص).

وقد قال النبي (ص) مرارا ان الحسن و الحسين ولداي، و احتراما لهذا القول كان علي (ع) يقول لولده، انتم اولادي، و الحسن و الحسين ولدا رسول اللّه (ص).

ولد الحسن (ع) في المدينة السنة الثالثة من الهجرة،

و عاصر جده الرسول (ص) مدة تزيد علي سبع سنوات، كان يتمتع برعاية جده و عطوفته، و قد توفيت امه فاطمة سيدة النسا بعد وفاة جده، بثلاثة او ستة اشهر، فتعهد والده بتربيته.

وبعد استشهاد ابيه علي (ع) نال مقام الامامة الشامخ، و ما ذلك الا بامر من اللّه العلي العليم، و عملا بوصية الامام علي (ع) ، فاحتل مقام الخلافة ظاهرا، و عمل في ادارة المسلمين، طوال ستة اشهر.

جهز معاوية الجيش لمحاربة الحسن، بعد ان قضي فترة في الحرب مع ابيه الامام علي (ع) ، و كان من الد اعدا آل علي بعد استشهاد الامام علي، (فحارب بحجة الثار لدم عثمان ابتدا و بعد ذلك صرح ب (الخلافة) وجه الجيش الي الكوفة، حيث مقرخلافة الامام الحسن (ع) ، و استطاع ان يكسب قواد الامام بالتطميع بالمال، او الوعدبالمقام و الجاه، فاغوي بهذا عددا من رؤسا و قواد الجيش، تاركين خلفهم امامهم، متجهين نحو معاوية و ثرواته.

وفي نهاية الامر اجبر الامام الحسن (ع) علي الصلح، و احال الخلافة الظاهرية بالشروط التي اشترطها الي معاوية، منها ان تكون الخلافة للحسن بعد وفاة معاوية، و إن يصان شيعته و عشيرته من اي تعرض او اعتدا و بهذا استطاع معاوية ان ياخذ بزمام الامور، ثم دخل العراق، و اعلن الغاه لشروط الصلح التي ابرمها بالامس مع الامام الحسن، و ذلك في اجتماع عام للمسلمين، و اباح اقسي انواع الاضطهاد و الشدة لاهل بيت النبي (ص) و الشيعة خاصة.

عاش الامام الحسن طوال مدة امامته (عشر سنوات) حياة ملؤها الشدة و الاختناق، و لم يكن بمامن حتي في بيته مع عائلته و اهل بيته، فاستشهد علي يدزوجته اذ دست اليه السم

بايعاز من معاوية، و ذلك سنة 50 للهجرة النبوية.

كان الحسن مثالا فذا لجده (ص) و نموذجا كاملا للخلق الابية لابيه، فكان و اخوه الحسين ملازمين للنبي (ص) ، و كان يحملهما علي كتفه احيانا.

ومما يروي عن العامة و الخاصة، ان الرسول الاكرم (ص) قال:

الحسن و الحسين امامان قاما او قعدا، (اشارة الي تصدي الخلافة او التخلي عنها) و الروايات عن الرسول (ص) و علي (ع) متوافرة بامامة الحسن بعد ابيه عليهما السلام.

الامام الثالث

الامام الحسين (سيد الشهدا) ثاني ولد علي (ع) من فاطمة بنت النبي الكريم (ص).

ولد في السنة الرابعة الهجرية، و بعد استشهاد اخيه الحسن المجتبي، وصلت اليه الامامة بامر من اللّه جل شانه، و وفقا للوصية.

تعتبر مدة امامة الامام الحسين (ع) عشر سنوات، عاشها مضطهدا، سوي الستة اشهر الاخيرة من عهده معاوية، فاعطت الشعائر الدينية محلها الي ما كانت تتمناه الحكومات من ظلم و جور و فسق و فجور، خلافا لما يريده اللّه و رسوله و معاوية قداستخدم شتي الطرق و الوسائل لتصفية اهل البيت، و كان يستعين باعوان و انصار له في تحقق هذا الامر فحاول طمس اسم علي و آل علي و مهد السبل لخلافة ابنه يزيد، فهياالمقدمات اللازمة التي لابد من اتخاذها لتحكيم الموقف، و إن كانت هناك فئة معارضة لما شاهدوه من فجور يزيد و فسقه الا آن هم لم يسلموا من غضب معاوية و سخطه، فوجه اليهم ضربات قاصمة.

فالحسين (ع) عاصر هذه الظروف الحالكة، و تحمل كل اذي من قبل معاوية و اتباعه، حتي جا منتصف سنة ستين للهجرة، التي مات فيها معاوية، مخلفا ابنه يزيد.

كانت البيعة سنة عربية تجري في امور مهمة كالملوكية و الامارة و ما شابه،

فيتقدم السادة و كبار القوم بمد يد البيعة و الطاعة للملك او الامير، و كان يعتبر التخلف عن البيعة عارا، و تخلفا عن معاهدة رسمية، و البيعة كانت معتبرة في زمن النبي (ص) ، وسيرته تؤيد ذلك، هذا اذا كانت تتصف بصفة الاختيار دون الاجبار و الاكراه.

لقد اخذ معاوية البيعة من شرفا القوم و رؤسائهم، الا انه لم يتعرض للحسين (ع) ، و لم يحمله بيعة يزيد، و قد اوصي يزيد بعدم التعرض للحسين بن علي، اذا امتنع من البيعة له، فكان معاوية اكثر حنكا في الامور، و كان يري العقبات التي تترتب عليه هذا الامر.

ولكن يزيد لما كان يتصف به من انانية، نسي وصية ابيه، فامر والي المدينة بعدوفاة ابيه معاوية ان ياخذ البيعة من الحسين، او يرسل براسه اليه.

وبعد ان ابلغ والي المدينة بامر يزيد، و نقله الي الامام الحسين (ع) طلب الحسين (ع) مهلة لدراسة الموضوع، فخرج من المدينة في تلك الليلة، متجها الي مكة، و التجا بالكعبة التي هي مامن للمسلمين.

هذا ما حدث اواخر شهر رجب، و اوائل شهر شعبان من سنة ستين للهجرة، و الحسين قد قضي ما يقارب الاربعة اشهر في مكة، في حالة اللجؤ انتشر النبا هذا شيئافشيئا، حتي عم جميع البلدان الاسلامية، فايد الحسين جمع من الامة الاسلامية، لماشاهدوه من ظلم و تعسف في زمن معاوية و ابنه يزيد.

هذا من جهة، و من جهة اخري، فقد انهالت الرسائل الواردة من العراق، و خاصة الكوفة علي الحسين بن علي، تطلب منه ان يتجه الي العراق، ليصبح قائدا لهم، و تتم علي يده ازالة معالم الظلم و الجور، و من الطبيعي ان يشعر يزيد بخطورة الموقف.

مكث الحسين في مكة

حتي موسم الحج، فكانت تفد جماعات من المسلمين لادا الفريضة.

علم الحسين بان هناك من اعوان يزيد و عملائه قد وصلوا مكة و هم يرتدون ردا الاحرام، و قد اخفوا تحته السلاح، لقتله حين قيامه بادا فريضة الحج.

قرر الحسين مغادرة مكة متجها الي العراق، فوقف خطيبا بين جمع غفير من المسلمين، فاوجز في خطبته و اعلمهم بسفره الي العراق، و اشار باستشهاده في هذا الطريق، و طلب العون منهم، في سبيل اهدافه المقدسة، و الا يتوانوا في نصرته و نصرة الاسلام، دين اللّه الحنيف، و غداة ذلك اليوم، سلك طريق العراق مع اهله و عياله، و نفر من شيعته و اصحابه.

لقد صمم الحسين علي عدم البيعة ليزيد، و هو علي علم بان الطريق هذا سينتهي به الي الاستشهاد و كان يعلم ان الجيش الاموي يتصف بالعدة و العدد، و انه مؤيد من قبل عامة الناس و خاصة اهل العراق.

جات اليه جماعة ممن لهم صلة به، فذكروا له خطورة الموقف و السفر الذي هوعازم عليه، و النهضة التي هو قائدها، فاجابهم الحسين (ع) ، انني لن ابايع يزيدا، و لا اقر بحكومة جائرة، و اني علي علم بانهم يريدون قتلي اينما اقمت، و ما تركي لهذه البقعة المكرمة الا حرمة لهذا المكان المقدس (بيت اللّه الحرام) ، والا تهتك حرم اللّه تعالي، باهراق دمي.

سار الحسين الي العراق، و في طريقه، وصله نبا مقتل رسوله و مبعوثه الي الكوفة مسلم بن عقيل (ع) ، مع احد من شيعته، علي يد والي يزيد، و قد امر الوالي بعد قتلهما ان تربط ارجلهم بالحبال، و يدار بهما شوارع الكوفة و ازقتها.

فكانت الكوفة و ضواحيها، تحت مراقبة شديدة من قبل الاعدا،

تنتظر قدوم الحسين، و الامارات دالة علي قتله لا محالة و هنا اعلن الحسين مصرحا بنبا قتله دون تردد، و استمر في سيره.

حوصر الحسين (ع) و من معه من قبل الجيش الاموي، علي مسافة سبعين كيلومترا من مدينة الكوفة، في منطقة تسمي (كربلا) فكانت تضيق دائرة الحصار علي هؤلا، و يزداد الجيش الاموي عددا وعدة، و آل الامر الي ان يستقر الامام مع القلة من اصحابه في محاصرة من قبل ثلاثين الفا من الاعدا.

حاول الامام في هذه الايام، ان يحكم موقفه، فاخرج من جنده من اخرج، و امربان يجتمع الاصحاب، فاجتمعوا، فقال الامام (ع) في خطاب بهم، ان القوم لم يريدوا الاقتلي، و انا رافع بيعتي عنكم، فمن اراد منكم الفرار، فليتخذ الليل له سترا، و ينجو بنفسه من الفاجعة الموحشة التي تتربص بنا.

فامر باطفا الضيا، و تفرق جمع كثير ممن كان معه، الذين لم تكن اهدافهم سوي المادة و القضايا المادية، و لم يبق معه الا مريدو الحق و متبعو الحقيقة، و هم مايقارب من اربعين شخصا، و عدد من بني هاشم، و للمرة الثانية، جمع الامام الحسين (ع) اصحابه، فخطب فيهم قائلا:

اللهم اني احمدك علي ان كرمتنا بالنبوة و علمتنا القرآن و فقهتنا في الدين، وجعلت لنا اسماعا و ابصارا و افئدة فاجعلنا من الشاكرين.

اما بعد، فاني لا اعلم اصحابا اوفي و لا خيرا من اصحابي، و لا اهل بيت ابر و لااوصل من اهل بيتي، فجزاكم اللّه عني خيرا، الا و اني لا اظن يوما لنا من هؤلا، الا و اني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني زمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.

فقال له اخوته و ابناؤه

و بنو اخيه و ابنا عبداللّه بن جعفر، لم نفعل ذلك؟ لنبقي بعدك قال بعضهم: ما نفعل ذلك، ولكن نفديك بانفسنا و اموالنا و اهلينا، و نقاتل معك حتي نرد موردك، فقبح اللّه العيش بعدك.

فقام مسلم بن عوسجة خطيبا، قال:

انحن نخلي عنك و بما نعتذر الي اللّه في اداحقك؟ اما و الله حتي اطعن في صدورهم برمحي و اضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، و لو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به، لقذفتهم بالحجارة، و الله لا نخليك حتي يعلم اللّه انه انا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، اما و الله، لو قد علمت اني اقتل ثم احيا، ثم احرق ثم احيا، ثم اذري، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتي القي حمامي (الموت) دونك، و كيف لا افعل ذلك، و انما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضا لها ابدا.

وصل الانذار الي الامام في عصر يوم التاسع من محرم (اما البيعة او القتال) من جانب العدو فطلب الامام المهلة لتلك الليلة لغرض العبادة، و قرر القتال ليوم غد.

وفي يوم العاشر من المحرم سنة 61 هق استعد الامام مع جمعه القليل (لايتجاوز عددهم تسعين شخصا، اربعون ممن جاوا معه، و نيف و ثلاثون التحقوا بالامام في ليلة الحرب و نهارها من جيش الاعدا، و البقية كانوا من الهاشميين، بما فيهم ولده و اخوته و ابنا اخوته و ابنا اخواته و ابنا عمومته) استعدوا في معسكر واحد امام العددالغفير من جيش الاعدا، فاشتعلت نار الحرب.

حارب هؤلا من الصباح الباكر حتي الظهيرة، و استشهد الامام مع سائر الفتية الهاشميين، فلم يبق منهم احد، (وكان بين القتلي طفلان للامام الحسن و طفل و رضيع

للامام الحسين).

اغار الجيش بعد انتها الحرب علي حرم الامام، و اشعلوا النيران في مخيماتهم و حزوا رؤوس الشهدا و سلبوا ما علي ابدانهم من ردا و ملابس، و تركوا الاجساد عارية علي الارض، دون ان يواروهم في التراب، ثم ساروا باهل بيت الامام (حرمه) زوجاته و بناته اللواتي لم يكن لهن ماوي مع رؤوس الشهدا الي جانب الكوفة (ولم يكن في الاسري من الرجال سوي القليل، منهم ابن الامام و هو السجاد شاب في سن الثانية و العشرين، و قد اشتد عليه المرض، و ولده في سن الرابعة (محمد بن علي) الامام الخامس، و كان باقيا ايضا الحسن المثني ابن الامام الثاني، و الذي كان صهرا للامام الحسين (ع) و كان قد اصيب بجراح كثيفة في جسمه، و كان طريحا بين القتلي و قدعثروا عليه و هو في آخر رمق من حياته، و لم يقتل بسبب تشفع احد الامرا، و كان من جملة الاسري الذين جاوا بهم الي الكوفة) ، و نقلوهم من الكوفة الي دمشق حيث مستقر يزيد.

وقد فضحت «واقعة كربلا» و كذا ما قام به هؤلا الاسري من خطب، و هم ينقلون من بلد الي بلد، في الكوفة و الشام منهم بنت الامام اميرالمؤمنين علي (ع) والامام الرابع اللذان كانا من جملة الاسري، فضحا نوايا بني امية، و كشفا النقاب عما كان يقوم به معاوية طوال سنوات عدة، حتي ادي الامر بيزيد الي ان يستنكر من عماله و اعوانه في الملا العام من هذه الواقعة المفجعة.

كانت واقعة كربلا عاملا مؤثرا عجل في ابادة حكومة بني امية، و ساعد علي ترسيخ مبادئ الشيعة، و كان من نتائجها الحروب الدامية طوال اثني عشر عاما، و

ما لازمتها من ثورات و انتفاضات، و لم ينج احد ممن ساهم و شارك في مقتل الحسين و اصحابه من الانتقام و الاخذ بالثار.

وليس هناك ادني شك لمن يطالع تاريخ حياة الامام الحسين (ع) و يزيد، و الاوضاع في ذلك الوقت، و يدقق النظر فيها بانه لم يكن هناك سوي طريق واحد، و هو مقتل الحسين (ع) و ما كانت نتيجة البيعة مع يزيد الا هتكا لحرمات الاسلام، و هذا ما لم يرض به الامام، لان يزيد لم يحترم الاسلام، و لم يتصف بصفات تجعلة يتقيد او يراعي شيئا منه، و لا يابي بسحق و ابادة جميع المقدسات و القوانين الاسلامية.

الا ان اسلافه كانوا يحترمون الشعائر الدينية، و لم يخالفوها في الظاهر، و ما كانوايقومون به من اعمال كانت تصطبغ بصبغة دينية، و كانوا يحافظون علي المظاهر الدينية، و يفتخرون بالنبي (ص) و سائر القدوة و الزعما الدينيين الذين كانت لهم منزلة لدي الناس.

ومن هنا يتضح ما يعتقده بعض مفسري الحوادث و الوقائع التاريخية بان الحسن و الحسين عليها السلام كانا يتصفان بصفات متباينة، فالحسن يحبذ الصلح علي خلاف الحسين الذي كان يرجح الحرب و القتال، في حين ان الاول اتخذ جانب الصلح مع معاوية مع ما كان يلازمه من جيش تقدر عدته باربعين الفا، و الثاني «الحسين» نهض بجيشه الذي يراوح عدده الاربعين في القتال مع يزيد، و من هنا يتضح سقم هذا التفسير، لاننا نري الحسين (ع) الذي لم يرضخ تحت حكم يزيد يوما واحدا، كان يعيش مع اخيه الحسن (ع) (في حدود العشر سنوات في حكم معاوية) و لم يعلن الحرب علي معاوية و مما لا شك فيه، انا الحسن و الحسين

اذا كانا يريدان الحرب مع معاوية لكان القتل نصيبهما، فضلا عن ان هذا القتل لا ينفع الاسلام و المسلمين بشي، و لم يجد اي نفع امام سياسة معاوية، الذي كان يصف نفسه بالصحابي و كاتب الوحي و خال المؤمنين، و ما شابه ذلك مما اتخذه كوسيلة و ذريعة.

هذا و كان بامكانه ان يقتلهم بايادي مقربيهم، و يبدي حزنه، و الانتقام ممن قام بهذا العمل كما فعله مع الخليفة الثالث.

الامام الرابع

الامام السجاد (علي بن الحسين ع) الملقب بزين العابدين و السجاد).

ولد الامام الثالث، من شاه زنان بنت «يزدجرد ملك ايران»، و هو الولد الوحيدالذي بقي للامام الثالث بعد واقعة كربلا، اذ ان اخوته الثلاثة استشهدوا فيها و قد شهدالواقعة، و لكنه لم يشارك فيها لمرضه، و لم يكن قادرا علي حمل السلاح، فحمل مع الاسري (الحرم) الي الشام.

وبعد ان قضي فترة الاسر، ارجع مع سائر الاسري الي المدينة، و ما ذلك الالجلب رضي عامة الناس.

عندما رجع الامام الرابع الي المدينة، اعتزل الناس في بيته، و تفرغ للعبادة، و لم يتصل باحد سوي الخواص من الصحابة مثل (ابي حمزة الثمالي) و (ابي خالد الكابلي) وامثالهم، و لا يخفي ان هؤلا الخاصة كانوا يوصلون ما يصلهم من الامام من معارف اسلامية الي الشيعة، و اتسع نطاق الشيعة عن هذا الطريق، فنري ثماره في زمن الامام الخامس.

ومما الفه و صنفه الامام الرابع كتاب يحتوي علي ادعية تعرف ب (الصحيفة السجادية) و تشتمل علي سبعة و خمسين دعا، و التي تتضمن ادق المعارف الالهية و يقال عنها «زبور آل محمد ص.»

كانت مدة امامته عليه السلام خمسا و ثلاثين سنة حسب بعض الروايات الشيعية، و دس اليه السم علي يد «الوليد

بن عبدالملك» و ذلك بتحريض من هشام، الخليفة الاموي، سنة 95 للهجرة.

الامام الخامس

الامام محمد بن علي (الباقر ع) و لفظ باقر يدل علي تبحره في العلم، و قد منحه اللقب هذا، النبي الاكرم (ص).

هو ابن الامام الرابع، ولد سنة 57 للهجرة، و كان عمره في واقعة كربلا اربع سنوات، و كان ممن حضرها، نال مقام الامامة بعد والده، بامر من اللّه تعالي، و وصية اجداده.

وفي سنة 114 او 117 للهجرة (حسب بعض الروايات الشيعية) قتل مسمومابواسطة ابراهيم بن الوليد بن عبدالملك، ابن اخ هشام الخليفة الاموي، قضت هذه الحادثة علي حياته، فمضي شهيدا.

في عهد الامام الخامس، و علي اثر ظلم بني امية، كانت تبرز ثورات متعاقبة في كل قطر من الاقطار الاسلامية، و شنت الحروب، و كان الاختلاف في حكومة بني امية ظاهرا، هذا ما كان يشغل الحكومة آنذاك، فكانت نتيجتها ان يخفف من التعرض لاهل البيت، هذا من جهة.

ومن جهة اخري، ما حدث من واقعة كربلا، و ما احدثت من مظلومية اهل البيت (ع) ، متمثلة في الامام الرابع، جعلت المسلمين يتجهون الي اهل البيت، و يبدون حبهم لهم، و اخلاصهم اليهم.

فان هذه العوامل مجتمعة ساعدت علي ان ينصرف ذهن العامة الي اهل البيت، فصاروا يتجهون الي المدينة حيث الامام الخامس، و كانت العوامل مساعدة في انتشارالحقائق الاسلامية، علوم اهل البيت علي يد الامام الباقر (ع) ، اذ لم يتحقق لاحد من اجداده، و مما يؤيد هذا الادعا هو كثرة الاحاديث التي نقلت عن الامام الخامس، و كذا رجال الشيعة الذين تخصصوا في شتي العلوم الاسلامية علي يد امامهم، و لا تزال اسماؤهم في كتب الرجال مدرجة.

الامام السادس

الامام جعفر بن محمد «الصادق» (ع) ابن الامام الخامس، ولد سنة 83 للهجرة، و استشهد بعد ان دس اليه

السم، سنة 148 للهجرة، و ذلك بتحريض من المنصور الخليفة العباسي (وفق الروايات الشيعية).

وفي عهد الامام السادس، و علي اثر الانتفاضات التي حدثت في الدول الاسلامية، و خاصة قيام «مسودة» ضد دولة بني امية للاطاحة بها، و الحروب المدمرة التي ادت الي سقوط الدولة الاموية و انقراضها، و علي اثر كل هذا كانت الظروف مواتية و مساعدة لنشر حقائق الاسلام و علوم اهل البيت التي طالما ساهم في نشرها الامام الخامس طوال عشرين سنة من زمن امامته، و قد تابع الامام السادس عمله في ظروف اكثر ملامة، و تفهما.

فاستطاع الامام السادس حتي اواخر زمن امامته، و التي كانت معاصرة لاخرزمن خلافة بني امية و اوائل خلافة بني العباس استطاع ان يتنهز هذه الفرصة، لبث التعاليم الدينية و تربية العديد من الشخصيات العلمية الفذة في مختلف العلوم و الفنون سوا في العلوم العقلية او العلوم النقلية.

ومن اشهر اولئك الذين تتلمذوا عند الامام هم: زرارة، و محمد بن مسلم، و مؤمن الطاق، و هشام بن الحكم، و ابان بن تغلب، و هشام بن سالم، و حريز، و هشام الكلبي النسابة، و جابر بن حيان الصوفي الكوفي، الكيميائي و غيرهم و قد حضر درسه رجال من علما اخواننا السنة، مثل سفيان الثوري و ابوحنيفة، مؤسس المذهب الحنفي، و القاضي المسكوني و القاضي ابوالبختري و غيرهم و المعروف ان عدد الذين حضروامحلس الامام و انتفعوا بما كان يمليه عليهم الامام اربعة آلاف محدث و عالم.

وتعتبر الاحاديث المتواترة عن الامامين الباقر و الصادق (ع) ، اكثر مما رويت عن النبي الاكرم و العشرة من الائمة الهداة.

لكن الامر قد تغير في اخريات حياته، حيث الاختناق و التشديد من قبل المنصور الخليفة

العباسي، فقام بايذا السادة العلويين و عرضهم لاعنف انواع التعذيب و اقساها و قتل بعضهم، مما لم يشاهد نظيره في زمن الامويين مع ما كانوا يتصفون به من قساوة و تهور.

مارس العباسيون القتل الجماعي للعلويين و ذلك بسجنهم في سجون مظلمة، و تعذيبهم و القضا علي حياتهم.

كما آن هم قاموا بدفنهم و هم احيا، في اسس الابنية و الجدران.

اصدر المنصور امرا طلب فيه جلب الامام السادس من المدينة (وكان الامام قداحضر الي العراق مرة بامر من السفاح الخليفة العباسي، و قبل ذلك قد احضر الي دمشق بامر من هشام الخليفة الاموي، مع الامام الخامس).

بقي الامام مدة من الزمن تحت المراقبة، و قد عزموا علي قتله عدة مرات، و تعرضوا لاذاه، و في نهاية الامر سمحوا له بالعودة الي المدينة، فرجع، و قضي بقية عمره هناك، مراعيا التقية، منعزلا في داره، حتي استشهد علي يد المنصور بدسه السم اليه.

وبعد وصول نبا استشهاد الامام الي المنصور، امر و اليه في المدينة ان يذهب الي دار الامام بحجة تفقده لاهل بيته، طالبا وصية الامام ليطلع علي ما وصي الامام و من هو خليفته من بعده، ليقضي عليه و يقتله في الحال ايضا.

وكان المنصور يهدف من ورا ذلك القضا تماما علي موضوع و مسالة الامامة و التشيع معا.

ولكن الامر كان خلافا لتمر المنصور، و عند ما حضر الوالي وفقا للاوامرالمرسلة اليه، قرا الوصية، و وجد ان الامام قد اوصي لخمس، الخليفة نفسه، والي المدينة و عبداللّه الافطح ابن الامام الاكبر و موسي ولده الاصغر و حميدة ابنته، و بهذا بات مؤامرة المنصور بالفشل.

الامام السابع

الامام موسي بن جعفر (الكاظم) (ع) ابن الامام السادس ولد سنة 128 للهجرة، و توفي سنة

183 اثر اعطائه السم في السجن، تولي منصب الامامة بعد ابيه بامر من اللّه و وصية اجداده.

عاصر الامام السابع من الخلفا العباسيين المنصور و الهادي و المهدي و هارون، عاش في عهد مظلم مقرون بالصعوبات، بما كان يبديه من تقية، حتي سافر هارون الي الحج، و توجه الي المدينة، فالقي القبض علي الامام في الوقت الذي كان مشغولابالصلاة في مسجد جده النبي الاكرم (ص) و نقل الي السجن بعد ان قيد بالاغلال، ثم نقل الي البصرة و منها الي بغداد، و ظل ينقل به من سجن لاخر سنوات عدة، و في نهاية الامر قضي عليه بالسم في سجن السندي بن شاهك، و دفن في مقابر قريش، و التي تسمي اليوم بمدينة الكاظمية.

الامام الثامن

الامام علي بن موسي (الرضا) (ع) ابن الامام السابع ولد سنة 148 للهجرة (علي اشهر التواريخ) و توفي سنة 203 ه.

نال منصب الامامة بعد ابيه الامام السابع بامر من اللّه و نص اجداده، و قد عاصرزمنا هارون الرشيد الخليفة العباسي و بعده ابنه الامين ثم المامون.

بعد وفاة هارون الرشيد، حدث خلاف بين المامون و الامين ادي الي حروب بينهما، و كان نتيجتها مقتل الامين و استيلا المامون علي عرش الخلافة.

وحتي ذلك الوقت كانت سياسة بني العباس بالنسبة الي السادة العلويين سياسة قاسية، تتمثل بالقتل و الابادة، و كانت تزداد شدة و عنفا، و بين فترة و اخري كان يثور ثائرمن العلويين، و دارت وحي حروب دامية، و هذا ما كان يحدث اضطرابا و مشاكل للدولة و الخلافة آنذاك.

ومع ان ائمة الشيعة من اهل البيت، لم يكونوا علي اتصال بالثائرين، لكن الشيعة مع قلة عددهم في ذلك، اليوم كانوا يعتبرون الائمة هم الهداة الي

الدين و آن هم مفترضواالطاعة و الخلفا الحقيقيون للنبي الاكرم (ص) ، و كانوا ينظرون الي الدولة و الخلافة العباسية انها تمتاز بما كان يمتاز به كسري و قيصر و انها تساس بيد فئة لا صلة لهابالاسلام و إن هذه الاجهزة التي تسوس البلاد بعيدة كل البعد عما يتصف به زعماؤهم الدينيون، هذا مما كان يشكل خطرا علي الخلافة، و يهددها بالسقوط و الزوال.

فكر المامون في هذه المشاكل و الفتن، وراي ان يبدي سياسة جديدة، بعد ان كانت سياسة اسلافه طوال سبعين سنة سياسة عقيمة لاجدوي فيها فاظهر سياسته الخادعة بان يجعل الامام الثامن ولي عهد له، و بهذه الطريقة سوف يقضي علي كل فتنة و مشكلة، و السادة من العلويين اذا وجدوا لهم مقاما في الدولة فانهم لم يحاولوا الثورة اوالقيام ضدهم، و الشيعة ايضا عند ما يشاهدون دنو امامهم من الخلافة التي طالما كانوايعتبرونها رجسا و القائمين بامور الخلافة فاسقين، عندئذ سيفقدون ذلك التقديروالاحترام المعنوي لائمتهم الذين هم من اهل البيت، و سرعان ما يسقط حزبهم الديني، و لا يواجه الخلفا خطرا من هذه الجهة.

ومن البديهي بعد ان يحصل المامون علي ما كان يهدف اليه، فان قتل الامام لم يكن بالامر الصعب و لغرض تحقق هذه المؤامرة احضر الامام من المدينة الي مرو، و اقترح عليه الخلافة اولا ثم ولاية العهد ثانيا، فاعتذر الامام، ولكنه استخدم شتي الوسائل لاقناع الامام، وافق الامام بشرط الا يتدخل في شؤون الدولة و كذا في عزل اونصب احد من المسؤولين.

هذا ما حدث سنة 200 للهجرة و لم تمض فترة حتي شاهد المامون التقدم السريع للشيعة، و تزايد ارتباطهم و علاقتهم بالنسبة للامام، و حتي العامة من الناس،

و الجيش و مسؤولي شؤون الدولة عندئذ التفت المامون الي خطورة خطئه، و حاول ان يقف امام هذا التيار، فقتل الامام بعد ان دس اليه السم.

دفن الامام الثامن بعد استشهاده في مدينة (طوس) في ايران، و تعرف اليوم بمدينة مشهد.

كان المامون يبدي عنايته و رعايته لترجمة العلوم العقلية الي اللغة العربية، و كان يقيم المجالس العلمية، التي يحضرها علما الاديان و المذاهب، و تجري فيهاالمناظرات العلمية، و المامون ايضا كان يشارك في هذه المجالس، و يشترك في مناظرات علما الاديان و المذاهب، و قد دونت العديد منها في كتب احاديث الشيعة.

الامام التاسع

الامام محمد بن علي ع (التقي، و يلقب بالامام الجواد او ابن الرضا احيانا) ابن الامام الثامن، ولد في المدينة سنة 195 ه و استشهد (سنة 220) بتحريض من المعتصم الخليفة العباسي علي يد زوجته بنت المامون، و دفن الي جوار جده الامام السابع في مدينة الكاظمية.

حاز درجة الامامة الرفيعة بامر من اللّه و وصية اجداده، و كان الامام التاسع في المدينة عند ما توفي ابوه الامام الثامن، احضره المامون الي بغداد عاصمة خلافته آنذاك، و الظاهر ان المامون ابدي احترامه و عطفه للجواد، و زوجه ابنته، و ابقاه عنده في بغداد، و في الحقيقة اراد ان يراقب الامام من الخارج و الداخل مراقبة كاملة.

مكث الامام التاسع زمنا في بغداد، ثم طلب من المامون الرحيل الي المدينة، و بقي فيها (المدينة) حتي اواخر عهد المامون، و في زمن المعتصم الذي استخلف المامون، احضر الامام الجواد الي بغداد مرتين، و كان تحت المراقبة الشديدة، و في النهاية كما ذكر استشهد بدس السم اليه بتحريض من المعتصم علي يد زوجة الامام.

الامام العاشر

الامام علي بن محمد ع (النقي و يلقب بالهادي ايضا) ابن الامام التاسع، ولد سنة 212 ه في المدينة، و استشهد سنة 254 ه (وفقا للروايات الشيعية) بامر من المعتزالخليفة العباسي.

عاصر الامام سبعا من خلفا بني العباس: المامون و المعتصم و الواثق و المتوكل و المنتصر و المستعين و المعتز.

وفي عهد المعتصم سنة 220 ه عند ما استشهد ابوه في بغداد بواسطة السم الذي دس اليه، كان الامام العاشر في المدينة، نال منصب الامامة بامر من اللّه تعالي و وصية اجداده، فقام بنشر التعاليم الاسلامية حتي زمن المتوكل.

ارسل المتوكل احد الامرا الي المدينة لجلب الامام من

هناك الي سامراحاضرة حكومته و ذلك سنة 243 اثر و شاية بعض الاعدا و كتب الي الامام رسالة يظهرفيها احترامه و تقديره له، مطالبا فيها التوجه الي العاصمة و بعد وصول الامام الي سامرالم يكن هناك ما يجلب النظر من تضييق علي الامام في بداية الامر الا ان الخليفة سعي في اتخاذ شتي الطرق و الوسائل لايذا الامام، و هتك حرمته، فقام رجال الشرطة بتفتيش دار الامام بامر من الخليفة.

كان المتوكل اشد عدا لاهل البيت من سائر خلفا بني العباس، و خاصة بالنسبة للامام علي بن ابي طالب عليه السلام، و كان يعلن عداه و تنفره لعلي، فضلا عن الكلام البذي الذي كان يتفوه به احيانا و كان قد عين مهرجا يقلد اعمال الامام علي (ع) في مجالسه و محافله، و يستهزي و ينال من تلك الشخصية العظيمة.

وامر بتخريب قبة الامام الحسين و ضريحه و الكثير من الدور المجاورة له، و امرباغمار الحرم الطاهر و القبر الشريف بالمياه، و ابدلت ارضها الي ارض زراعية كي يقضواعلي جميع معالم هذا المرقد الشريف.

وفي زمن المتوكل اصبحت حالة السادة العلويين في الحجاز متدهورة يرثي لها، كانت نساؤهم تفتقر الي ما يسترها و الاغلبية منها كانت تحتفظ بعباة بالية، يتبادلنها في اوقات الصلاة لاجل اقامتها و كان الوضع لا يقل عن هذا في مصر بالنسبة الي السادة العلويين.

كان الامام العاشر متحملا صابرا لكل انواع هذا الاضطهاد و الاذي و بعد وفاة المتوكل جا كل من المنتصر و المستعين و المعتز الي منصة الخلافة، و استشهد الامام بامر من المعتز الخليفة العباسي.

الامام الحادي عشر

الامام الحسن بن علي (ع) (العسكري) ابن الامام العاشر ولد سنة 232 ه و في سنة 260 ه

(وفقا لبعض الروايات الشيعية) دس اليه السم بايعاز من المعتمد الخليفة العباسي، و قضي نحبه مسموما.

الامام الحادي عشر جا الي مقام الامامة بعد ابيه بامر من اللّه تعالي و حسب مااوصي به اجداده الكرام و طوال مدة خلافته التي لا تتجاوز السبع سنين كان ملازماالتقية، و كان منعزلا عن الناس حتي الشيعة، و لم يسمح الا للخواص من اصحابه بالاتصال به، مع كل هذا فقد قضي زمنا طويلا في السجون.

والسبب في كل هذا الاضطهاد هو:

اولا: كان قد وصل عدد الشيعة الي حد يلفت الانظار، و إن الشيعة تعترف بالامامة، و كان هذا الامر واضحا جليا للعيان، و إن ائمة الشيعة كانوا معروفين، فعلي هذا كانت الحكومة آنذاك تتعرض للائمة اكثر من ذي قبل و تراقبهم، و كانت تسعي للاطاحة بهم و ابادتهم بكل الوسائل الخفية.

ثانيا: قد اطلعت الدولة العباسية علي ان الخواص من الشيعة تعتقدان هناك ولد للامام الحادي عشر، و طبقا للروايات التي تنقل عن الامام الهادي، و كذا من اجداده، يعرفونه ب (المهدي الموعود) و قد اخبر عنه النبي الاكرم (ص) بموجب الروايات المتواترة عن الطريقين العامة و الخاصة، و يعتبرونه الامام الثاني عشر لهم.

ولهذا السبب كان الامام الحادي عشر اكثر مراقبة من سائر الائمة، فصمم خليفة الوقت ان يقضي علي موضوع الامامة عند الشيعة بكل وسيلة تقتضي الضرورة لذلك، و بهذا يغلق هذا البحث الذي طالما كان مثارا لازعاجهم.

ولما سمع المعتمد الخليفة العباسي بمرض الامام الحادي عشر ارسل اليه الاطبا مع عدد من القضاة و من يعتمد عليهم كي يراقبوا الامام عن كثب و ما يجري في داره، و بعد استشهاد الامام و وفاته، فتشوا البيت بدقة، و فحصوا الجاريات اللواتي كن

يخدمن في بيت الامام بواسطة الممرضات (القابلات) ، و بقوا يبحثون عن خلف للامام لمدة سنتين حتي استولي عليهم الياس.

دفن الامام الحادي عشر بعد وفاته في داره في مدينة سامرا بجوار مدفن ابيه.

ولا يخفي ان ائمة اهل البيت طوال حياتهم عل موا و ربوا العديد من العلماوالمحدثين، اذ يصل عددهم المئات، و مراعاة للاختصار لم نستعرض فهرست اسماهؤلا و مؤلفاتهم و الاثار العلمية التي تركوها، و شرحا لاحوالهم.

الامام الثاني عشر
اشارة

الامام المهدي الموعود عجل اللّه تعالي فرجه الشريف (ويذكر بامام العصروصاحب الزمان غالبا) ابن الامام الحادي عشر، اسمه يطابق النبي الاكرم (ص) ولد في سامرا سنة 255 او 256 ه.

وكان يعيش تحت رعاية والده حتي سنة 260 ه حيث استشهاد والده، و كان مختفيا عن انظار العامة، و لم يفلح احد بلقائه و الاتصال به الا الخواص من الشيعة.

وبعد استشهاد والده، انيطت به مهمة الامامة، و بامر من اللّه تعالي، اختار الغيبة، و لم يظهر للعيان الا مع نوابه الخواص و في موارد استثنائية.

النواب الخواص

عين الامام المهدي عج عثمان بن سعيد العمري نائبا خاصا له و الذي كان من اصحاب جده و ابيه و كان ثقة امينا، و كان الامام يجيب علي اسئلة الشيعة عن طريق هذا النائب الخاص.

وبعد عثمان بن سعيد استخلف ابنه محمد بن عثمان، و بعد وفاة محمد بن عثمان العمري، استناب اباالقاسم حسين بن روح النوبختي.

وبعد وفاة حسين بن روح النوبختي اصبح علي بن محمد السمري نائبا خاصاللامام المهدي و في اخريات حياة علي بن محمد السمري، اذ لم يبق من حياته سوي ايام قلائل (سنة 329 ه) ، صدر توقيع من الناحية المقدسة، فيه ابلاغ لعلي بن محمدالسمري بانه سيموت و يودع هذه الحياة بعد ستة ايام، و بعدها تنتهي النيابة الخاصة، و تقع الغيبة الكبري، و ستستمر حتي ياذن اللّه تعالي بالظهور و حسب هذا التوقيع تنقسم غيبة الامام الي قسمين: الاول: الغيبة الصغري، بدات سنة 260 ه و انتهت في سنة 329، و استمرت حوالي سبعين عاما الثاني: الغيبة الكبري، و التي بدات سنة 329، و ستستمرحتي ياذن اللّه تعالي و يروي عن النبي الكريم (ص) في حديث

متفق عليه (لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتي يبعث فيه رجلا من امتي و من اهل بيتي يواطي اسمه اسمي يملا الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما).

بحث في ظهور المهدي (عج) من وجهة نظر العامة

وكما اشرنا في بحث النبوة و الامامة، وفقا لقانون الهداية العامة الجارية في جميع انواع الكائنات، فالنوع الانساني منه مجهز بحكم الضرورة بقوة (قوة الوحي و النبوة) ترشده الي الكمال الانساني و السعادة النوعية، و بديهي ان الكمال و السعادة لو لم يكوناامرين ممكنين للانسان الذي تعتبر حياته حياة اجتماعية، لكان اصل التجهيز لغواوباطلا، و لا يوجد لغو في الخلقة مطلقا.

وبعبارة اخري، ان البشر منذ ان وجد علي ظهر البسيطة كان يهدف الي حياة اجتماعية مقرونة بالسعادة، و كان يعيش لغرض اوصول الي هذه المرحلة، و لم لم تتحقق هذه الامنية في الخارج، لما مني الانسان نفسه بهذه الامنية فلو لم يكن هناك غذا لم يكن هناك جوع، و إذا لم يكن هناك ما، لم يكن عطش و إذا لم يكن تناسل، لم تكن علاقة جنسية.

فعلي هذا و بحكم الضرورة (الجبر) فان مستقبل العالم سيكشف عن يوم، يهيمن فيه العدل و القسط علي المجتمع البشري، و يتعايش ابنا العالم في صلح و صفا و مودة و محبة، تسودهم الفضيلة و الكمال.

وطبيعي ان استقرار مثل هذه الحالة بيد الانسان نفسه، و القائد لمثل هذا المجتمع سيكون منجي العالم البشري، و علي حد تعبير الراويات سيكون (المهدي).

ونجد الاديان و المذاهب المختلفة القائمة في العالم مثل الوثنية، و اليهودية و المسيحية و المجوسية و الاسلام تبشر بمصلح و منج للبشرية، و إن اختلفت في تصوره، و ما حديث النبي الكريم (ص)

، المتفق عليه (المهدي من ولدي) الا اشارة الي هذا المعني.

بحث في ظهور المهدي (عج) من وجهة نظر الخاصة الشيعة في الاسلام.

فضلا عن الروايات المتزايدة عن طريق العامة و الخاصة، و التي تروي عن النبي الاكرم (ص) و ائمة اهل البيت (ع) في ظهور المهدي (ع) و انه من سلالة النبي (ص) ، و مع ظهوره، سيؤدي بالمجتمع البشري الي كماله الواقعي و الحقيقي، و سيمنحه الحياة المعنوية، فان هناك روايات متضافرة اخري تشير الي ان المهدي هو ابن الامام الحسن العسكري (الامام الحادي عشر) بلافصل، و بعد الغيبة الكبري سيظهر، و يملا الارض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا.

رد علي الشبهات

يعترض مخالفوا الشيعة بانه وفقا لاعتقاد هذه الطائفة، يجب ان يكون عمرالامام الغائب ما يقرب من اثني عشر قرنا، في حين ان الانسان لايستطيع ان يعمر هكذا.

الجواب: الاعتراض هذا مبني علي الاستبعاد، و إن العمر الطويل كهذا يستبعد، لكن الذي يطالع الاخبار الواردة عن الرسول الاعظم في خصوص الامام الغائب، و كذا عن سائر ائمة اهل البيت (ع) سيلاحظ ان نوع الحياة للامام الغائب تتصف بالمعجزة خرقا للعادة، و طبيعي ان خرق العادة ليس بالامر المستحيل و لا يمكن نفي خرق العادة عن طريق العلم مطلقا.

لذا لا تنحصر العوامل و الاسباب التي تعمل في الكون في حدود مشاهدتناوالتي تعرفنا عليها، و لا نستطيع نفي عوامل اخري و هي بعيدة كل البعد عنا و لا علم لنابها، او اننا لا نري آثارها و اعمالها، او نجهلها من هذا يتضح امكان ايجاد عوامل في فرداو افراد من البشر بحيث تستطيع تلك العوامل ان تجعل الانسان يتمتع بعمر طويل جداقد يصل الي الالف او آلاف

من السنوات، فعلي هذا فان عالم الطب لم يياس حتي الان من كشف طرق لاطالة عمر الانسان.

وهذا الاعتراض يصدر من الذين يعتقدون بالكتب السماوية كاليهودية و المسيحية و الاسلام وفقا لكتبهم السماوية، و يقرون بالمعجزات و خرق العادات التي كانت تتحقق بواسطة انبيا اللّه تعالي، بشكل يثير الاعجاب و الاستغراب.

يعترض مخالفوا الشيعة من ان الشيعة تعتبر لزوم وجود الامام لبيان احكام الدين و حقائقه، و ارشاد الناس و هدايتم، فان غيبة الامام تناقض هذا الغرض، لان الامام الذي قد غاب عن الانظار و لا توجد اية وسيلة للوصول اليه، لا يترتب علي وجوده اي نفع او فائدة، و إذا كان اللّه سبحانه يريد اصلاح البشرية بواسطة شخص، فانه لقادر علي خلقه عند اقتضا الضرورة لذلك، و لا حاجة الي خلقه قبل وقته و قبل الاحتياج اليه بلاف السنوات.

الجواب: ان مثل هؤلا لم يدركوا حقيقة معني الامامة، و اتضح في مبحث الامامة، ان وظيفة الامام و مسؤوليته لم تنحصر في بيان المعارف الالهية بشكلهاالصوري، و لم يقتصر علي ارشاد الناس من الناحية الظاهرية، فالامام فضلا عن توليه ارشاد الناس الظاهري، يتصف بالولاية و الارشاد الباطني للاعمال ايضا، و هو الذي ينظم الحياة المعنوية للناس، و يتقدم بحقائق الاعمال الي اللّه جل شانه.

بديهي ان حضور او غيبة الامام الجسماني في هذا المضمار ليس له اي تاثير، و الامام عن طريق الباطن يتصل بالنفوس و يشرف عليها، و إن بعد عن الانظار و خفي عن الابصار فان وجوده لازم دائما، و إن تاخر وقت ظهوره و اصلاحه للعالم.

الخاتمة: البلاغ المعنوي للشيعة

البلاغ المعنوي للشيعة الموجه للناس كافة، لا يزيد علي جملة و هي «اعرفوا اللّه» و بتعبير آخر، اسلكوا طريق معرفة

اللّه كي تسعدوا و تفلحوا، و هذه هي العبارة التي قالها النبي الاكرم (ص) في بداية دعوته: «قولوا لا اله الا اللّه تفلحوا.»

كي يتضح هذا البلاغ نقول مجملا:

نحن البشر بحسب الطبع، نهوي الكثير من مناحي الحياة، و لذائذها المادية، كالاكل و الشرب و الالبسة الفاخرة، و القصور و المناظر الخلابة و الزوجات الحسناوات و الاصدقا المخلصين، و الثروات الطائلة، اما عن طريق القدرة و السياسة، و المقام و اتساع السلطة و الحكومة، او القضا علي كل ما يخالف ماربنا الذي نطمح الي الوصول اليه.

ولكننا ندرك جيدا مع ما اوتينا من فطرة الهية، ان هذه الامور و اللذائذ كلهاخلقت لاجل الانسان، لا ان الانسان خلق لها، و يجب ان تكون هذه في طلب الانسان، لا ان يكون الانسان ساعيا في طلبها، و إذا ما كان الهدف الغائي هو الغريزة و الشهوات فهذا هو منطق الحيوانات و الانعام، و ما القتل و الفتك و الاطاحة بسعادة الاخرين الامنطق الذئاب، و اما منطق الانسان فيبتني علي العقل و العلم فحسب.

ان منطق العقل، و الالتفات الي واقعنا، يدعونا الي اتباع الحق، لا اتباع الحق، لااتباع هوي النفس، ان انواع الشهوات و حب الذات و الانانية، تعتبر حسب منطق العقل الانساني جز من عالم الطبيعة و ليس لها اي استقلال، و علي خلاف ما يتصوره الانسان من انه هو الحاكم للطبيعة و الكون، و يظن ان الطبيعة الطاغية يجب ان تكون اداة طيعة له.

ان منطق العقل يدعو الانسان الي التفكر و التعمق في هذه الحياة الغابرة كي يتضح ان الوجود و ما فيه لم يكن ليوجد من تلقا نفسه، بل ان الكون و ما فيه يستلهم وجوده من منبع و

مصدر غير متناه.

ولكي يظهر جليا فان الجمال و القبح و الكائنات الارضية و السماوية و التي تظهربصورها الواقعية المستقلة في نظر الانسان، ما هي الا واقعيات تظهر الي الوجود بوجودواقعيات اخري، و ما ظهورها الا ظهور تلك الواقعيات و ليست واقعيتها من نفسها، و كماان الواقعيات و القدرات العظيمة التي كانت تتمتع بالوجود امس لم تصبح الا اسطورة، فكذلك الواقعيات اليوم ايضا، و النتيجة ان كل شي في حدوده و عند نفسه لا يتجاوز الاسطورة.

ان اللّه جل و علا هو الواقعية التي لا تزول، و كل ما في الوجود يستمد وجوده منه، و لو لا وجود اللّه لما ظهرت هذه الواقعية الي الوجود.

وعندما يتسلح الانسان بهذه المعرفة، عندئذ لا يشاهد وجوده اكثر من فقاعة، فيري ببصيرته ان العالم و العالمين، يرتكزان علي وجود غير محدود، و غير متناه من حيث الحياة و القدرة و العلم و الكمال المطلق، و ما ظهور الانسان و سائر ظواهر العالم الانوافذ شتي، و كل حسب امكاناته يدل علي العالم الاخروي و ماورا الطبيعة.

وعندها يفقد الانسان كل اصالة و استقلال لنفسه، و كذا كل كائن و يردها الي صاحبها الاصلي و الاصيل، و يتصل القلب باللّه الاحد، و لا يستسلم لشي سوي لعظمة اللّه تعالي و كبريائه.

وعندها يستقر الانسان تحت قدرة اللّه الخالق و هيمنته، فكل ما يتعرف يعرفه مقترنا بمعرفة اللّه تعالي، و يتصف بالاخلاق الفاضلة و الاعمال الحسنة (الاسلام، و التسليم للحق الذي هو الفطرة) برعاية اللّه و عنايته.

وهذه هي الدرجة الرفيعة و الكمال الانساني و مقام الانسان الكامل، اي مقام الامام، و الذي قد وصل اليه و ناله برعاية من اللّه تعالي و عنايته، و الذين يسعون

للوصول الي هذه المرتبة الرفيعة و الكمال الشامخ، مع اختلاف في درجاتهم يعتبرون التابعين الحقيقيين للامام.

و يتضح مما سبق، ان معرفة اللّه تعالي و معرفة الامامة، لا تنفصلان، كما ان معرفة اللّه و معرفة النفس لا تنفصل احداهما عن الاخري، ان الذي عرف وجوده المجازي، سيكون عارفا بوجود اللّه الغني.

شيعه در اسلام

مشخصات كتاب

عنوان و نام پديدآور: شيعه در اسلام/تاليف محمدحسين طباطبايي

وضعيت ويراست:

[ويراست؟].

مشخصات ظاهري: 336 ص.

يادداشت: فيپا

يادداشت: كتاب حاضر در سالهاي مختلف توسط ناشران مختلف به چاپ رسيده است.

موضوع: شيعه - - عقايد.

موضوع: شيعه - - تاريخ.

شناسه افزوده: طباطبايي، محمدحسين، 1281 - 1360.

رده بندي كنگره: BP211/5 /ط2ش9 - 1385 ‮الف

رده بندي ديويي: 297/4172

شماره كتابشناسي ملي: م 85 - 34204

پيشگفتار به قلم يكي از شاگردان استاد

كتابي كه اكنون از نظر خواننده مي گذرد، جزئي از طرحي است كه جهت معرفي «تشيع» در مغرب زمين تحقق پذيرفته است. گرچه در طي قرن گذشته، دانشمندان مغرب زمين، مطالعات زيادي در باره جوانب مختلف اسلام و تمدن اسلامي انجام داده اند، اما اكثر اين آثار با نهايت تعصب و غرض انجام گرفته و در آنها كوشش در تحريف اسلام ديده مي شود.

وانگهي تقريبا تمام منابع اروپائيان در تحقيقاتي كه در باره اسلام انجام مي گيرد، از منابع اهل تسنن است و هرگاه از قرآن، حديث، سيره نبوي، فقه و كلام سخن به ميان مي آيد، معمولاً مقصود همان نظر اهل سنت و جماعت است و حتي اين نظر نيز اغلب تحريف يافته و مغرضانه بيان شده است.

در آثار موجود به زبانهاي اروپايي، تشيع به صورت يك فرقه فرعي معرفي شده و تمام ديد و علت وجودي آن به يك نزاع صرفا سياسي و اجتماعي تقليل يافته و كمتر به علل ديني كه باعث پيدايش «شيعه» گرديد، توجه شده است، حتي در تحقيقات در باره «شيعه» به طور كلي باز سهم اساسي از آن «اسماعيليه» است! و «شيعه دوازده امامي» حتي به اندازه مكتب اسماعيلي مورد نظر قرار نگرفته است!!

شايد سوابق تاريخي مغرب

زمين، علت اصلي اين محدوديت باشد. غرب تا كنون دو بار با اسلام تماس مستقيم داشته است، با اعراب در اندلس و صقليه (سيسيل) و با اتراك در شرق اروپا و در هر دو مورد تماس با اسلام به صورت سني آن بود و رابطه با «تشيّع» محدود به روابط نسبتا سرّي و محدود با برخي حوزه هاي اسماعيلي در فلسطين در جنگهاي صليبي و شايد در برخي مراكز اندلس گرديد.

مغرب زمين، هيچگاه قبل از دوران جديد با عالم تشيّع و مخصوصا ايران شيعي، تماسي نداشت و با فرهنگ ايران اسلامي نيز براي اولين بار در هند آشنا شد.

به هر حال، به اين علل و شايد جهت كوشش غربيان در تحقير آن جوانب از اسلام كه جنبه عقلي آن قوي است، تشيّع هيچگاه چنانكه واقعا در تاريخ اسلام وجود داشته و هنوز نيز مذهب دهها ميليون فرد ايراني و عرب، پاكستاني و هندي و غيره را تشكيل مي دهد، خارج از جهان پيروان اين مذهب شناخته نشده است و در مغرب زمين همان نظر مستشرقان قرن گذشته كه «تشيّع» را يك بدعت! در اسلام مي دانستند در اكثر محافل پذيرفته شده و حتي برخي، تشيّع را اختراع عده اي دشمنان اسلام در قرون بعدي مي دانند. نگاهي به چند كتاب معروف موجود كه يا مربوط به تشيّع مي باشد و يا در آن اشاره اي به تشيّع شده است، جهت اثبات اين ادعا كافي است.

با توجه به اين زمينه و نحوه تفكر جديدي كه به تدريج بر تحقيق در باره اديان در مغرب زمين و مخصوصا در ممالك «انگلوساكسون» حكمفرما مي شود، ضرورت يك سلسله تحقيقات اصيل در باره شيعه، هر روز بيشتر

احساس مي شود.

بعد از جنگ بين المللي، به تدريج در آمريكا و سپس در انگلستان به اين نكته برخوردند كه بهترين معرف يك دين، فردي است كه از درون آن دين به آن مي نگرد و صرف توصيف «عيني» يك دين مخصوصا توسط كسي كه يا اصلاً به دين اعتقاد ندارد و يا دين خاصي را كه مورد مطالعه اوست، از بدو امر مطرود و بي اساس مي شمارد، به هيچ وجه كافي نيست.

كشف اين حقيقت توام با احتياج روز افزون خواص متفكران مغرب زمين و مخصوصا جوانان به استفاده از اديان مشرق زمين جهت پر كردن خلا اي كه به علت تضعيف مسيحيت و غلبه عجيب ماديگري در اروپا و آمريكا پيش آمده است، باعث شد كه در آمريكا به تدريج مراكزي به منظور تحقيق اصيل در اديان تأسيس گردد و حتي المقدور از دانشمندان و ماَّخذ خود اديان جهت درك آنها استفاده شود، البته اسلام به طور كلي و تشيّع بالاخص نمي توانست كاملاً از اين امر مستثنا باشد.

يكي از صاحب قدمان و پيشكسوتان در اين نهضت پرفسور كنث مورگان (Morgan Kenneth) دانشمند آمريكايي و استاد دانشگاه كوليگت (Colgate) است كه مدتي از عمر خود را در مشرق زمين گذرانيده و رابطه مستقيم با بسياري از برجسته ترين علما و استادان و بزرگان معنوي تمام اديان شرقي داشته است.

اين استاد كه شهرت او در جهان اسلامي بيشتر به علت تنظيم كتاب «اسلام صراط مستقيم» است كه توسط گروهي از دانشمندان مسلمان نوشته شده است و استاد محمود شهابي نيز «فصل تشيع» آن را نگاشته اند، چندين سال پيش، مركزي در دانشگاه «كولگيت» جهت اجتماع نمايندگان اصيل اديان جهاني

تأسيس كرد و خود اكنون رياست آن را عهده دار است و گروهي دانشجوي برجسته را در تاريخ اديان، راهنمايي مي كند.

پرفسور مورگان، همواره در چاپ منابع مهم اديان شرقي و معرفي آنها به غربيان از نظرگاه اصيل پيروان واقعي اين اديان كوشيده است.

هنگامي كه هشت سال پيش براي بار اول راقم اين سطور از اين مركز ديدن كرد، سخن از كمبود كتب اصيل در باره تشيع به ميان آمد. البته «پرفسور هنري كربن» از دانشگاه «سوربن» خدمات ارزنده اي در معرفي تفكر شيعه انجام داده اند ليكن اولاً: آثار ايشان به زبان فرانسه در سطحي بسيار بالاست و ثانياً: با عرفان و حكمت سر و كار دارد و جوانب عمومي تر دين را مطرح نمي سازد. دو سه كتاب و رساله ديگر كه به زبان انگليسي موجود است اكثرا تراوش فكر چند مبلغ مسيحي است كه عمر خود را صرف از بين بردن تشيع و رد آن كرده اند.

اتفاقا يكي دو سال بعد، در تابستان 1964 «پرفسور مورگان» به ايران آمد، در آن هنگام اين جانب افتخار تلمذ در محضر استاد ارجمند «علامّه سيد محمد حسين طباطبائي» را داشت و هفته اي چند بار به «دركه» به خانه تابستاني ايشان مشرف شده و از خرمن دانش بي كرانشان خوشه اي چند مطابق با استعداد محدود خود مي چيد. روزي به اتفاق آقاي مورگان خدمت علامه طباطبائي رسيديم. از اولين لحظه، حضور معنوي و روحانيت علامه طباطبائي، پرفسور مورگان را شيفته خود ساخت و استاد مورگان فورا احساس كرد كه در حضور شخصي قرار گرفته است كه علم و حكمت را از مرحله فكر به مقام عمل رسانيده و آنچه مي گويد چشيده و پيموده

است. در كوچه هاي تنگ و خاكي و در عين حال پر لطف «دركه» در مراجعت از محضر استاد، فورا طرح نگارش يك سلسله كتاب در باره شيعه براي مردم مغرب زمين توسط علامه طباطبائي و با همكاري اين جانب، مطرح گرديد و چندي بعد برنامه كار پي ريزي شد و استاد بزرگوار در عرض سه سال بعد، دو اثر پر ارزش كه يكي كتاب فعلي و ديگري «قرآن از نظر شيعه» است به رشته تحرير درآورد و با اين عمل، خدمت بزرگي بر خدمات فراواني كه به علم و دانش اسلامي كرده است افزود.

متن اين كتاب توسط اين جانب به زبان انگليسي ترجمه شد و مدتي نيز در آمريكا در سطح دانشگاهي تدريس شده است و به زودي پس از اتمام اين دوره تجربي و ارزيابي عكس العمل دانشجويان در فهم اثري كه مستقيما از قلم يك عالم بزرگ اسلامي تراوش كرده است، به صورت نهايي، انتشار خواهد يافت.

جلد دوم در باره قرآن، در شرف ترجمه است و سومين اثر در اين سلسله كه به منظور شناساندن شيعه در جهان مي باشد، ترجمه منتخبي از گفتار امامان شيعه خواهد بود كه تا كنون در غرب، كتابي مكتوم و گنجي نهفته باقي مانده است.

بنابراين، كتاب «شيعه در اسلام» يك تحقيق جديد با هدفي تازه است. منظور آن شناساندن شيعه و جوانب گوناگون آن به افرادي است كه با عالم فكري اسلامي و شيعي آشنايي ندارند و مايلند از ديدگاهي كلي، نظري جامع به اين بخش مهم از اسلام بيفكنند.

مؤلف محترم، اين هدف را بدون اهانت به اهل سنّت و جماعت و در عين حال دفاع از اصالت

شيعه و بيان علت پيدايش آن، دنبال كرده و كوشيده است تا نشان دهد كه تشيّع جنبه اي كاملاً اصيل از اسلام است بدون اينكه كوچكترين مقصودي در ايجاد تفرقه يا شكاف بين تشيّع و تسنّن در نظر باشد. برعكس با دفاع از اصالت شيعه گفتگوي بين دو بخش اصلي اسلام را آسانتر ساخته است از آنجا كه تقريب واقعي، فقط با حفظ اصالت طرفين امكان پذير مي باشد.

از عجايب زمان ما اين است كه احتياج به اين كتاب به زبان فارسي شايد كمتر از انگليسي نباشد. نه تنها دهها و صدها بلكه هزارها جوان ايراني امروزه دچار جهل و ناداني در باره دين خود مي باشند و در عين حال احساس احتياج به آشنايي با آن مي كنند و دانش آنها اكتفاي استفاده از كتب عادي ديني را نمي كند.

در ساليان گذشته بين طبقه اي از جامعه، مسئله تعليمات ديني وضعي بس شگفت آور پيدا كرده است كه شايد در كمتر جامعه ديده شود در حالي كه اقليتهاي مذهبي و نيز خارجيان مقيم ايران در خانه و مدرسه، نهايت كوشش را دارند تا فرهنگ و دين خود را به فرزندان خود منتقل سازند، بين مسلمانان كه اكثريت قاطع را در جامعه ايراني دارا مي باشند، در برخي طبقات تعليمات ديني به كلي فراموش شده است. والدين مسئوليت را از خود سلب كرده و اميد دارند به نحوي معجزآسا مدارس از عهده اين امر خطير برآيد و مدارس به نوبه خود با فقدان معلمان كافي براي تدريس دروس عادي طبعا هيچگونه صلاحيتي جهت تحقق دادن به اين معجزه را ندارد، لذا به تدريج عده اي پرورش يافته اند كه به آنها همه نوع وسائل

مادي داده شده و برايشان هر چه دلخواه آنها در زندگي باشد فراهم شده است بجز معنا و جهت. آنها مي دانند چگونه حركت كنند ليكن نمي دانند به كجا بروند.

و از آنجا كه انسان موجودي است هدف طلب و نمي تواند عمر خود را تماما در سرگرميهاي پوچ و گذران مادي و شهواني بگذراند، عده اي از اين بي تكليفي رنج مي برند و بسياري از آنها در جستجوي يك نوع تعليم معنوي و ديني هستند ليكن يافتن مربي و راهنما و حتي كتابي كه به لسان آنان حقايق ديني و تفكر و تاريخ تشيّع را برايشان تشريح كند، بس مشكل است.

در چنين وضعي چاپ اين كتاب كه در بدو امر براي محققان و دانش طلبان مغرب زمين نگاشته شده بود، براي ايرانيان نيز اهميّت فراوان دارد و مي توان گفت كه اين تصنيف در نوع خود بي نظير است.

علامه طباطبائي با لساني ساده تقريبا تمام جوانب شيعه را از تاريخ گرفته تا حكمت و عرفان توضيح داده و در صفحاتي معدود بسياري از مهمترين حقايق معارف اسلامي و شيعي را بيان كرده است.

با چاپ اين اثر براي بار اول علاقمند فارسي زبان مي تواند با مطالعه يك كتاب به رؤ وس تفكر شيعي احاطه يافته و كليدهايي جهت باز كردن راههاي تحقيق و تفحص بعدي به دست آورد. در واقع اين اثر نفيس، راهنمايي است كه با كمك آن فردي كه تاكنون با جهان معنوي شيعه نامانوس بوده است مي تواند در اين عالم وسيع، قدم نهد و با اتكاي به اين راهنماي موثق يقين داشته باشد كه گمراه نخواهد گرديد بلكه با توسل به اين حبل متين به مقصد نهايي

خواهد رسيد.

تمام مراتب علم و معرفت شيعي از نحوه پيدايش تاريخي آن و فقه و شريعت تا لطيف ترين حقايق معنوي به زباني بس ساده كه مي تواند فقط متعلق به يك استاد واقعي باشد، در چهار فصل كلي جمع آوري گرديده و براي بار اول به زبان فارسي بحثي با چنين جامعيت و در لباسي اين چنين ساده آراسته شده و به جامعه ايراني كه اكنون از هر زمان بيشتر محتاج به خودشناسي و ارشاد است، عرضه گرديده است. اين مهم فقط مي توانست از فكر و قلم توانايي با جامعيت و كمال علاّمه طباطبائي تراوش كند.

شرح حال استاد

علامه سيد محمد حسين طباطبائي از يكي از خاندانهاي بزرگ علم برخاسته است و چهارده پشت ايشان از دانشمندان و علماي بنام تبريز بوده اند. ولادت ايشان در پايان سال 1321 هجري قمري مصادف با 1282 شمسي در تبريز به وقوع پيوست و ايشان در زادگاه خود تحصيلات مقدماتي را دنبال نمود.

پس از اتمام اولين مراحل علمي در 1304 رهسپار نجف اشرف شد و ده سال در آن مركز بزرگ تشيّع به تكميل معلومات خود در شعب مختلف علوم اسلامي پرداخت. فقه و اصول را نزد استادان معروف «نائيني و كمپاني» و فلسفه را نزد «سيد حسين بادكوبي» كه خود از شاگردان جلوه و آقا علي مدرس بود و رياضيات را نزد «آقا سيد ابوالقاسم خوانساري» و اخلاق را در محضر «حاج ميرزا علي قاضي» كه در حكمت عملي و عرفان، مقامي بس ارجمند داشتند تلمذ كرد. سپس در سال 1314 به زادگاه خود مراجعت فرمود.

تحصيلات علامه طباطبائي فقط محدود به سطوح عادي فقه نبود بلكه علاوه بر عميق ترين

تحصيلات در صرف و نحو و ادبيات عرب و فقه و اصول، ايشان يك دوره كامل از رياضيات قديم از «اصول» اقليدس تا «مجسطي» بطلميوس و نيز فلسفه و كلام و عرفان و تفسير را فرا گرفت و در اين علوم به مرحله اجتهاد نائل آمد.

شهرت علامه طباطبائي در تهران و حوزه هاي ديگر علمي ايران خارج از تبريز هنگامي آغاز شد كه در اثر حوادث سياسي جنگ دوم جهاني و عواقب بعد از آن، ايشان از مسقط الراس خود به قم مهاجرت كرد و از سال 1325 در آنجا ساكن شد و بدون كوچكترين سر و صدا مجالس درس خود را در تفسير و حكمت آغاز كرد و در سفرهاي پياپي به تهران با علاقه مندان به حكمت و معارف اسلامي نيز تماس حاصل نمود و حتي از بحث و مناظره با مخالفان دين و حكمت، دريغ نورزيد و از راه عقل و منطق، بسياري از افرادي را كه از طريق صواب منحرف شده بودند به درك حقايق ديني و حكمي نايل ساخت و توانست در عرض بيست و چند سال اخير، اثر عميقي از خود نه تنها در طبقه روحانيت بلكه بين عده اي از طبقه متجدد و تحصيل كرده در غرب بجا گذارد.

ساليان دراز هر پاييز بين ايشان و استاد هنري كربن مجالسي با حضور جمعي از فضلا و دانشمندان تشكيل شده است كه در آن مباحثي حياتي در باره دين و فلسفه و مسائلي كه جهان امروز در مقابل شخص معنوي و جوينده حقيقت قرار مي دهد، مطرح مي شود و اين جلسات نتايج بسيار مهمي به بار آورده است. بدون شك چنين جلساتي در

سطحي آنچنان بالا و با افقي آنچنان وسيع در جهان اسلام امروز بي نظير بوده است و حتي مي توان گفت كه از دوره قرن وسطي كه تماس فكري و معنوي اصيل بين اسلام و مسيحيت قطع شد، چنين تماسي بين شرق اسلامي و غرب حاصل نشده است.

در حوزه علميه قم، خدمت بزرگ علاّمه طباطبائي، احياي علوم عقلي و نيز تفسير قرآن كريم بوده است. به تدريج ايشان تدريس سطوح اساسي حكمت مانند كتاب «شفاء» و «اسفار» را متداول ساخت. شخصيت بارز ايشان و تخلق به صفات حميده و حسن سلوك در تماس با طلاب، هر روز گروه بيشتري از افراد علاقه مند و با استعداد را بسوي مجالس درس ايشان جلب كرد تا در ساليان اخير در درس حكمت، صدها طلبه حضور داشتند و در طي بيست و چند سال گذشته عده كثيري دانشمند كه برخي اكنون خود اساتيد حكمت هستند، موفق به نيل به مقام اجتهاد در اين علم نفيس، تحت ارشاد علامه طباطبائي شدند.

شايد حتي مهمتر از خدمت ايشان به حكمت كه از طريق تربيت عده كثيري از طلاب و نشر كتب انجام پذيرفته است، توجه علامه طباطبائي به اهميّت تربيت اخلاقي و تزكيه نفس بين شاگردان خود بوده است. ايشان در واقع به تنهايي مكتب جديدي در تربيت افرادي كه علم و اخلاق را تواماً توسعه داده اند تأسيس كرده و اشخاصي بس لايق به جامعه تقديم داشته و همواره لزوم توام كردن آموزش و پرورش را تاييد كرده است؛ امري كه هميشه از اصول اوليه فرهنگ اسلامي ايران بوده است و متاسفانه امروزه در نظام مدارس جديد و حتي در مدارس قديم تا

حدي فراموش شده است.

آثار علاّمه طباطبائي

از ايشان آثار علمي بسيار بجا مانده است كه قسمتي از آنها بدين قرار است:

1 - تفسير الميزان -

به زبان عربي (در 20 جلد) و ترجمه فارسي آن تا كنون بارها چاپ شده است.

2 - اصول فلسفه و روش رئاليسم -

با حواشي آقاي مرتضي مطهري كه سه جلد از پنج جلد آن تا كنون چاپ شده و بقيه به صورت خطي باقي است (1) يك جلد عربي از آن نيز انتشار يافته است.

3 - حاشيه بر اسفار صدرالدين شيرازي -

كه بر چاپ جديد اسفار كه زير نظر علامه طباطبائي در شرف چاپ است و شش جلد آن تاكنون انتشار يافته است - نوشته شده است.

4 - مصاحبات با استاد كربن

در دو جلد كه يك جلد آن در سالنامه مكتب تشيّع 1339 انتشار يافته و جلد ديگر در شرف چاپ است. (2)

5 - رساله در حكومت اسلامي -

كه به فارسي و عربي و آلماني چاپ شده است.

6 - حاشيه كفايه.

7 - رساله در قوه و فعل.

8 - رساله در اثبات ذات.

9 - رساله در صفات.

10 - رساله در افعال.

11 - رساله در وسائط.

12 - الانسان قبل الدين.

13 - الانسان في الدين.

14 - الانسان بعد الدين.

15 - رساله در نبوت.

16 - رساله در ولايت.

17 - رساله در مشتقات.

18 - رساله در برهان.

19 - رساله در مغالطه.

20 - رساله در تحليل.

21 - رساله در تركيب.

22 - رساله در اعتبارات.

23 - رساله در نبوت و مقامات.

24 - منظومه در رسم خط نستعليق.

25 - علي و الفلسفة الالهيه (به فارسي ترجمه شده است)

26 - قرآن در اسلام.

27 - شيعه در اسلام (كه همين كتاب مورد نظر

است)

و چند رساله و مقالات ديگر

به علاوه از علامه طباطبائي مقالات متعددي در نشريات گوناگون مانند «مكتب تشيع» و «درسهائي از مكتب اسلام» و «راهنماي كتاب» و … به انتشار رسيده است.

مهمترين اثر علامه طباطبائي يقينا همان «تفسير الميزان» است كه تا كنون هفده جلد (3) از آن - كه شامل بيش از نيمي از قرآن كريم مي باشد - به اتمام رسيده است. اين اثر نفيس از بزرگترين تفاسير عصر حاضر است و همان خدمتي را كه تفاسير بزرگ قديم با توجه به علوم و فلسفه زمان خود در فهم قرآن به مسلمانان اعصار گذشته انجام داده است، براي نسل فعلي انجام مي دهد. وانگهي علامه طباطبائي روش جديدي در تفسير به كار برده است كه مبتني بر نص حديث است و آن تفسير آيات قرآني توسط ساير آيات مي باشد. امروزه تمام وقت علامه طباطبائي مصروف تاليف اين اثر بزرگ مي شود و اميد مي رود كه ايشان بتوانند آن را به پايان.رسانند (4)

علامه طباطبائي با نهايت متانت و بدون توجه به جار و جنجال و سر و صدا و زرق و برق ظاهري، زندگي ساده خود را در خدمت به علم و دين و تربيت شاگرد و تاليف كتب ارزنده ادامه مي دهند.

كتاب مورد بحث فعلي «شيعه در اسلام» بدون شك ايشان را براي بار اول به طبقه جديدي از ايرانيان و نيز علاقه مندان به اسلام شناسي و ايران شناسي در مغرب زمين، معرفي مي كند. البته ايشان را احتياجي به معرفي به جامعه علمي ايران نيست و اگر خوانندگان اين كتاب نيز به اين گروه محدود مي بود اين جانب به خود اجازه نمي داد كه سخنان ناچيز خود

را در معرفي شخصيتي اين چنين بارز به رشته تحرير درآورد، ليكن از آنجا كه گروه جديدي بدون شك از راه اين كتاب براي بار اول با آثار اين استاد بزرگوار روبرو مي شوند، راقم اين سطور كه سالها سعادت تلمذ نزد ايشان را داشته و وظيفه مطبوع ترجمه اين اثر را نيز به زبان انگليسي عهده دار بوده است، تكليف خود دانست كه نكاتي چند در باره علامه طباطبائي مرقوم دارد و با كلمات نارساي خود تا حدي يكي از اساطين بزرگ علم و حكمت اين عصر را معرفي كند.

البته قلم، قاصر از معرفي شخصيت بزرگ ايشان است و كلام، نمي تواند مراتب كمال و فضل و مقام روحاني ايشان را توصيف كند. اين صفحات شرح قطره اي است از دريايي كه سالها با سكوت و آرامش به خدمتي بس اساسي به جامعه اسلامي و ايراني كمر همت بسته است.

و از آنجا كه خود به مرتبه وصال به حقيقت نايل آمده است مانند مشعلي نوراني اطراف خود را منور ساخته و راه پاي بسياري از شاگردان و ارادتمندان و خوانندگان آثار خود را از دور و نزديك روشن ساخته و به حيات فكري و معنوي آنان روح و جهت و معنا بخشيده است.

مقدمه

اشاره

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

اين كتاب كه به نام «شيعه در اسلام» ناميده مي شود، هويت واقعي مذهب تشيع را كه يكي از دو مذهب بزرگ اسلامي (تشيع و تسنن) است بيان مي كند. كيفيت پيدايش و نشو و نماي تشيع، طرز تفكر مذهبي شيعه و معارف اسلامي از نظر شيعه:

1 - دين

ترديد نيست در اينكه هر يك از افراد انسان در زندگي طبعا به همنوعان خود گراييده در محيط اجتماع و زندگي دسته جمعي اعمالي انجام مي دهد و كارهايي كه انجام مي دهد از همديگر بيگانه و بي رابطه نيستند و اعمال گوناگون وي مانند خوردن و نوشيدن و خواب و بيداري و گفتن و شنيدن و نشستن و راه رفتن و اختلاطها و معاشرتها در عين حال كه صورتا از همديگر جدا و متميز مي باشند با همديگر ارتباط كامل دارند، هر كاري را در هر جا و به دنبال هر كار ديگر نمي شود كرد بلكه حسابي در كار است.

پس اعمالي كه انسان در مسير زندگي انجام مي دهد تحت نظامي است كه از آن تخطي نمي كند و در حقيقت از يك نقطه مشخصي سرچشمه مي گيرد و آن اين است كه انسان مي خواهد يك زندگي سعادتمندانه داشته باشد كه در آن تا مي تواند كامروا بوده به خواسته و آرزوهاي خود برسد.

و به عبارت ديگر: تا مي تواند نيازمنديهاي خود را از جهت بقاي وجود، به طور كاملتري رفع نمايد.

و از اينجاست كه انسان پيوسته اعمال خود را به مقررات و قوانيني كه بدلخواه خود وضع كرده يا از ديگران پذيرفته، تطبيق مي كند و روش معيني در زندگي خود اتخاذ مي نمايد، براي تهيه وسائل زندگي كار مي كند؛ زيرا تهيّه وسائل زندگي را

يكي از مقررات مي داند، براي التذاذ ذايقه و رفع گرسنگي و تشنگي، غذا مي خورد و آب مي آشامد؛ زيرا خوردن و آشاميدن را براي بقاي سعادتمندانه خود ضروري مي شمرد و به همين قرار …

قوانين و مقررات نامبرده كه در زندگي انسان حكومت مي كند به يك اعتقاد اساسي استوارند و انسان در زندگي خود به آن تكيه داده است و آن تصوري است كه انسان از جهان هستي كه خود نيز جزئي از آن است دارد و قضاوتي است كه در حقيقت آن مي كند و اين مسئله با تأمل در افكار مختلفي كه مردم در حقيقت جهان دارند بسيار روشن است، كساني كه جهان هستي را همين جهان مادي محسوس و انسان را نيز پديده اي صد در صد مادي (كه با دميده شدن حيات پيدا و با مرگ نابود مي شود) مي دانند روش شان در زندگي اين است كه خواسته هاي مادي و لذايذ چند روزه دنيوي خود را تامين كنند و همه مساعي شان در اين راه مبذول است كه شرايط و عوامل طبيعت را براي خود رام سازند.

و كساني كه مانند عامه بت پرستان جهان طبيعت را آفريده خدائي بالاتر از طبيعت مي داند كه جهان به ويژه انسان را آفريده و غرق نعمتهاي گوناگون خود ساخت تا از نيكيهاي وي برخوردار شوند، اينان برنامه زندگي را طوري تنظيم مي كنند كه خشنودي خدا را جلب كنند و موجبات خشم او را فراهم نياورند چه اگر خدا را خشنود كنند نعمت خود را برايشان فراوان و پاينده گرداند و اگر خشمگين سازند نعمت خود را از دستشان خواهد گرفت.

و كساني كه علاوه بر ايمان تنها به خدا براي انسان

زندگاني جاوداني قائل بوده او را مسئول خوب و بد اعمالش مي دانند و در نتيجه روز بازخواست و پاداش (روز قيامت) اثبات مي كنند مانند مجوس و يهود و نصارا و مسلمين، در زندگي خود راهي را مي خواهند بپيمايند كه اين اصل اعتقادي در آن مراعات شود و سعادت اين سرا و آن سرا را تامين نمايد.

مجموع اين اعتقاد و اساس (اعتقاد در حقيقت انسان و جهان) و مقررات متناسب با آن كه در مسير زندگي مورد عمل قرار مي گيرد، «دين» ناميده مي شود و اگر انشعاباتي در دين پيدا شود، هر شعبه را «مذهب» مي نامند مانند مذهب تسنن و مذهب تشيع در اسلام و مذهب ملكاني و مذهب نسطوري در مسيحيت.

بنابر آنچه گذشت، هرگز انسان (اگر چه به خدا نيز معتقد نباشد) از دين (برنامه زندگي كه بر اصل اعتقادي استوار است) مستغني نيست، «پس دين همان روش زندگي است و از آن جدايي ندارد.»

قرآن كريم معتقد است كه بشر از «دين» گريزي ندارد و آن راهي است كه خداي متعال براي بشر باز كرده كه با پيمودن آن به وي برسند منتها امر كساني كه دين حق (اسلام) را پذيرفته به راستي راه خدا را مي پيمايند و كساني كه دين حق را نپذيرفته اند راه خدا را كج كرده عوضي گرفته.اند (5)

2 - اسلام

اسلام در لغت به معناي تسليم و گردن نهادن است و قرآن كريم ديني را كه به سوي آن دعوت مي كند از اين روي اسلام ناميده كه برنامه كلي آن تسليم شدن انسان است به خداي جهان و جهانيان (6) كه در اثر اين تسليم پرستش نكند جز خداي يگانه را و طاعت نكند

جز فرمان او را؛ چنانكه قرآن كريم خبر مي دهد اولين كسي كه اين دين را «اسلام» و پيروان آن را «مسلمان» ناميد، حضرت ابراهيم - عليه السلام -.بود (7)

3 - شيعه

شيعه كه در اصل لغت به معناي پيرو مي باشد به كساني گفته مي شود كه جانشيني پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را حق اختصاصي خانواده رسالت مي دانند و در معارف اسلام پيرو مكتب اهل بيت مي.باشند (8)

بخش اوّل: كيفيت پيدايش و نشو و نماي شيعه

1 آغاز پيدايش شيعه و كيفيت آن

آغاز پيدايش «شيعه» را كه براي اولين بار به شيعه علي عليه السّلام (اولين پيشوا از پيشوايان اهل بيت عليهم السّلام) معروف شدند، همان زمان حيات پيغمبر اكرم بايد دانست و جريان ظهور و پيشرفت دعوت اسلامي در 23 سال زمان بعثت، موجبات زيادي در بر داشت كه طبعا پيدايش چنين جمعيتي را در ميان ياران پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم ايجاب مي.كرد (9)

الف:

پيغمبر اكرم در اولين روزهاي بعثت كه به نص قرآن ماموريت يافت كه خويشان نزديكتر خود را به دين خود دعوت كند (10) صريحا به ايشان فرمود كه هر يك از شما به اجابت دعوت من سبقت گيرد، وزير و جانشين و وصي من است. علي عليه السّلام پيش از همه مبادرت نموده اسلام را پذيرفت و پيغمبر اكرم ايمان او را پذيرفت و وعده هاي خود را (11) تقبل نمود و عادتا محال است كه رهبر نهضتي در اولين روز نهضت و قيام خود يكي از ياران نهضت را به سمت وزيري و جانشيني به بيگانگان معرفي كند، ولي به ياران و دوستان سرتاپا فداكار خود نشناساند يا تنها او را با امتياز وزيري و جانشيني بشناسد و بشناساند ولي در تمام دوره زندگي و دعوت خود، او را از وظايف وزيري معزول و احترام مقام جانشيني او را ناديده گرفته و هيچگونه فرقي ميان او و ديگران

نگذارد.

ب:

پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم به موجب چندين روايت مستفيض و متواتر - كه سني و شيعه روايت كرده اند - تصريح فرموده كه علي (12) عليه السّلام در قول و فعل خود از خطا و معصيت مصون است، هر سخني كه گويد و هر كاري كه كند با دعوت ديني مطابقت كامل دارد و داناترين (13) مردم است به معارف و شرايع اسلام.

ج:

علي عليه السّلام خدمات گرانبهايي انجام داده و فداكاريهاي شگفت انگيزي كرده بود؛ مانند خوابيدن در بستر پيغمبر اكرم در شب هجرت (14) و فتوحاتي كه در جنگهاي بدر و اُحد و خندق و خيبر به دست وي صورت گرفته بود كه اگر پاي وي در يكي از اين وقايع در ميان نبود، اسلام و اسلاميان به دست دشمنان حق، ريشه كن شده.بودند (15)

د:

جريان «غدير خم» كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در آنجا علي عليه السّلام را به ولايت عامه مردم نصب و معرفي كرده و او را مانند خود متولي قرار داده.بود (16)

بديهي است اين چنين امتيازات و فضائل اختصاصي ديگر كه مورد اتفاق همگان بود (17) و علاقه مفرطي (18) كه پيغمبر اكرم به علي عليه السّلام داشت، طبعا عده اي از ياران پيغمبر اكرم را كه شيفتگان فضيلت و حقيقت بودند بر اين وا مي داشت كه علي عليه السّلام را دوست داشته به دورش گرد آيند و از وي پيروي كنند؛ چنانكه عده اي را بر حسد و كينه آن حضرت وامي داشت.

گذشته از همه اينها نام «شيعه علي» و «شيعه اهل بيت» در سخنان پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و

سلّم بسيار ديده مي.شود (19)

2 سبب جدا شدن اقليت شيعه از اكثريت سني و بروز اختلاف

هواخواهان و پيروان علي عليه السّلام نظر به مقام و منزلتي كه آن حضرت پيش پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و صحابه و مسلمانان داشت مسلم مي داشتند كه خلافت و مرجعيت پس از رحلت پيغمبر اكرم از آن علي عليه السّلام مي باشد و ظواهر اوضاع و احوال نيز جزء حوادثي كه در روزهاي بيماري پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم به ظهور پيوست (20) نظر آنان را تاييد مي كرد.

ولي برخلاف انتظار آنان درست در حالي كه پيغمبر اكرم رحلت فرمود و هنوز جسد مطهرش دفن نشده بود و اهل بيت و عده اي از صحابه سرگرم لوازم سوگواري و تجهيزاتي بودند خبر يافتند عده اي ديگر - كه بعدا اكثريت را بردند - با كمال عجله و بي آنكه با اهل بيت و خويشاوندان پيغمبر اكرم و هوادارانشان مشورت كنند و حتي كمترين اطلاعي بدهند، از پيش خود در قيافه خيرخواهي، براي مسلمانان خليفه معين نموده اند و علي و يارانش را در برابر كاري انجام يافته قرار داده. اند (21)

علي عليه السّلام و هواداران او مانند عباس و زبير و سلمان و ابوذر و مقداد و عمار پس از فراغ از دفن پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و اطلاع از جريان امر در مقام انتقاد برآمده به خلافت انتخابي و كارگردانان آن اعتراض نموده اجتماعاتي نيز كرده اند ولي پاسخ شنيدند كه صلاح مسلمانان در همين.بود (22)

اين انتقاد و اعتراف بود كه اقليتي را از اكثريت جدا كرد و پيروان علي عليه السّلام را به همين نام «شيعه علي» به جامعه شناسانيد

و دستگاه خلافت نيز به مقتضاي سياست وقت، مراقب بود كه اقليت نامبرده به اين نام معروف نشوند و جامعه به دو دسته اقليّت و اكثريت منقسم نگردد بلكه خلافت را اجماعي مي شمردند و معترض را متخلف از بيعت و متخلف از جماعت مسلمانان مي ناميدند و گاهي با تعبيرات زشت ديگر ياد مي.كردند (23)

البته شيعه همان روزهاي نخستين، محكوم سياست وقت شده نتوانست با مجرد اعتراض، كاري از پيش ببرد و علي عليه السّلام نيز به منظور رعايت مصلحت اسلام و مسلمين و نداشتن نيروي كافي دست به يك قيام خونين نزد، ولي جمعيت معترضين از جهت عقيده تسليم اكثريت نشدند و جانشيني پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و مرجعيت علمي را حق طلق علي عليه السّلام مي دانستند (24) و مراجعه علمي و معنوي را تنها به آن حضرت روا مي ديدند و به سوي او دعوت مي.كردند (25)

3 دو مسئله جانشيني و مرجعيت علمي

«شيعه» طبق آنچه از تعاليم اسلامي به دست آورده بود معتقد بود كه آنچه براي جامعه در درجه اول اهميّت است، روشن شدن تعاليم اسلام و فرهنگ ديني است (26) و در درجه تالي آن، جريان كامل آنها در ميان جامعه مي باشد.

و به عبارت ديگر

اولاً:

افراد جامعه به جهان و انسان با چشم واقع بيني نگاه كرده، وظايف انساني خود را (به طوري كه صلاح واقعي است) بدانند و بجا آورند اگر چه مخالف دلخواهشان باشد.

ثانيا:

يك حكومت ديني نظم واقعي اسلامي را در جامعه حفظ و اجرا نمايد و به طوري كه مردم كسي را جز خدا نپرستند و از آزادي كامل و عدالت فردي و اجتماعي برخوردار شوند، و اين دو مقصود به

دست كسي بايد انجام يابد كه عصمت و مصونيت خدايي داشته باشد و گرنه ممكن است كساني مصدر حكم يا مرجع علم قرار گيرند كه در زمينه وظايف محوله خود، از انحراف فكر يا خيانت سالم نباشند و تدريجا ولايت عادله آزاديبخش اسلامي به سلطنت استبدادي و ملك كسرايي و قيصري تبديل شود و معارف پاك ديني مانند معارف اديان ديگر دستخوش تحريف و تغيير دانشمندان بلهوس و خودخواه گردد و تنها كسي كه به تصديق پيغمبر اكرم در اعمال و اقوال خود مصيب و روش او با كتاب خدا و سنت پيغمبر مطابقت كامل داشت همان علي عليه السّلام.بود (27)

و اگر چنانچه اكثريت مي گفتند قريش با خلافت حقه علي مخالف بودند، لازم بود مخالفين را بحق وادارند و سركشان را به جاي خود بنشانند چنانكه با جماعتي كه در دادن زكات امتناع داشتند، جنگيدند و از گرفتن زكات صرفنظر نكردند نه اينكه از ترس مخالفت قريش، حق را بكشند.

آري آنچه شيعه را از موافقت با خلافت انتخابي بازداشت، ترس از دنباله ناگوار آن يعني فساد روش حكومت اسلامي و انهدام اساس تعليمات عاليه دين بود، اتفاقا جريان بعدي حوادث نيز اين عقيده (يا پيش بيني) را روز به روز روشنتر مي ساخت و در نتيجه شيعه نيز در عقيده خود استوارتر مي گشت و با اينكه در ظاهر با نفرات ابتدائي انگشت شمار خود به هضم اكثريت رفته بود و در باطن به اخذ تعاليم اسلامي از اهل بيت و دعوت به طريقه خود، اصرار مي ورزيدند در عين حال براي پيشرفت و حفظ قدرت اسلام، مخالفت علني نمي كردند و حتي افراد شيعه، دوش به دوش اكثريت

به جهاد مي رفتند و در امور عامه دخالت مي كردند و شخص علي عليه السّلام در موارد ضروري، اكثريت را به نفع اسلام راهنمايي مي.نمود (28)

4 روش سياسي خلافت انتخابي و مغايرت آن با نظر شيعه

«شيعه» معتقد بود كه شريعت آسماني اسلام كه مواد آن در كتاب خدا و سنت پيغمبر اكرم روشن شده تا روز قيامت به اعتبار خود باقي و هرگز قابل تغيير نيست (29) و حكومت اسلامي با هيچ عذري نمي تواند از اجراي كامل آن سرپيچي نمايد، تنها وظيفه حكومت اسلامي اين است كه با شورا در شعاع شريعت به سبب مصلحت وقت، تصميماتي بگيرد ولي در اين جريان، به علت بيعت سياست آميز شيعه و همچنين از جريان حديث دوات و قرطاس كه در آخرين روزهاي بيماري پيغمبر اكرم اتفاق افتاد، پيدا بود كه گردانندگان و طرفداران خلافت انتخابي معتقدند كه كتاب خدا مانند يك قانون اساسي محفوظ بماند ولي سنت و بيانات پيغمبر اكرم را در اعتبار خود ثابت نمي دانند بلكه معتقدند كه حكومت اسلامي مي تواند به سبب اقتضاي مصلحت، از اجراي آنها صرفنظر نمايد.

و اين نظر با روايتهاي بسياري كه بعدا در حق صحابه نقل شد (صحابه مجتهدند و در اجتهاد و مصلحت بيني خود اگر اصابت كنند ماءجور و اگر خطا كنند معذور مي باشند) تاييد گرديد و نمونه بارز آن وقتي اتفاق افتاد كه خالد بن وليد يكي از سرداران خليفه، شبانه در منزل يكي از معاريف مسلمانان «مالك بن نويره» مهمان شد و مالك را غافلگير نموده، كشت و سرش را در اجاق گذاشت و سوزانيد و همان شب با زن مالك همبستر شد! و به دنبال اين جنايتهاي شرم آور، خليفه به عنوان اينكه حكومت وي

به چنين سرداري نيازمند است، مقررات شريعت را در حق خالد اجرا نكرد (30)!!

و همچنين خمس را از اهل بيت و خويشان پيغمبر اكرم بريدند (31) و نوشتن احاديث پيغمبر اكرم به كلي قدغن شد و اگر در جايي حديث مكتوب كشف يا از كسي گرفته مي شد آن را ضبط كرده مي سوزانيدند (32) و اين قدغن در تمام زمان خلفاي راشدين تا زمان خلافت عمر بن عبدالعزيز خليفه اموي (99 - 102) استمرار داشت (33) و در زمان خلافت خليفه دوم (13 - 25 ق) اين سياست روشنتر شد و در مقام خلافت، عده اي از مواد شريعت را مانند حج تمتع و نكاح متعه و گفتن «حي علي خير العمل» در اذان نماز ممنوع ساخت (34) و نفوذ سه طلاق را داير كرد و نظاير.آنها (35)

در خلافت وي بود كه بيت المال در ميان مردم با تفاوت تقسيم شد (36) كه بعدا در ميان مسلمانان اختلاف طبقاتي عجيب و صحنه هاي خونين دهشتناكي به وجود آورد و در زمان وي معاويه در شام با رسومات سلطنتي كسري و قيصر حكومت مي كرد و خليفه او را كسراي عرب مي ناميد و متعرض حالش نمي شد.

خليفه دوم به سال 23 هجري قمري به دست غلامي ايراني كشته شد و طبق رأي اكثريت شوراي شش نفري كه به دستور خليفه منعقد شد، خليفه سوم زمام امور را به دست گرفت. وي در عهد خلافت خود خويشاوندان اموي خود را بر مردم مسلط ساخته در حجاز و عراق و مصر و ساير بلاد اسلامي زمام امور را به دست ايشان سپرد (37) ايشان بناي بي بندوباري گذاشته آشكارا به ستم و بيداد

و فسق و فجور و نقض قوانين جاريه اسلامي پرداختند، سيل شكايتها از هر سوي به دارالخلافه سرازير شد، ولي خليفه كه تحت تاثير كنيزان اموي خود و خاصه مروان بن حكم (38) قرار داشت، به شكايتهاي مردم ترتيب اثر نمي داد بلكه گاهي هم دستور تشديد و تعقيب شاكيان را صادر مي كرد (39) و بالا خره به سال 35 هجري، مرد 6 م بر وي شوريدند و پس از چند روز محاصره و زد و خورد، وي را كشتند.

خليفه سوم در عهد خلافت خود حكومت شام را كه در راس آن از خويشاوندهاي اموي او معاويه قرار داشت، بيش از پيش تقويت مي كرد و در حقيقت سنگيني خلافت، در شام متمركز بود و تشكيلات مدينه كه دارالخلافه بود جز صورتي در بر نداشت (40) خلافت خليفه اول با انتخاب اكثريت صحابه و خليفه دوم با وصيت خليفه اوّل و خليفه سوم با شوراي شش نفري كه اعضا و آيين نامه آن را خليفه دوم تعيين و تنظيم كرده بود، مستقر شد.

و روي هم رفته سياست سه خليفه كه 25 سال خلافت كردند در اداره امور اين بود كه قوانين اسلامي بر طبق اجتهاد و مصلحت وقت كه مقام خلافت تشخيص دهد، در جامعه اجرا شود و در معارف اسلامي اين بود كه تنها قرآن بي اينكه تفسير شود يا مورد كنجكاوي قرار گيرد خوانده شود و بيانات پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم (حديث) بي اينكه روي كاغذ بيايد روايت شود و از حدود زبان و گوش تجاوز نكند.

كتابت، به قرآن كريم انحصار داشت و در حديث ممنوع بود (41) پس از

جنگ يمامه كه در سال دوازده هجري قمري خاتمه يافت و گروهي از صحابه كه قاري قرآن بودند در آن جنگ كشته شدند، عمر بن الخطاب به خليفه اول پيشنهاد مي كند كه آيات قرآن در يك مصحف جمع آوري شود، وي در پيشنهاد خود مي گويد اگر جنگي رخ دهد و بقيه حاملان قرآن كشته شوند، قرآن از ميان ما خواهد رفت، بنابراين، لازمست آيات قرآني را در يك مصحف جمع آوري كرده به قيد كتابت در بياوريم (42) ، اين تصميم را در باره قرآن كريم گرفتند با اينكه حديث پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم كه تالي قرآن بود نيز با همان خطر تهديد مي شد و از مفاسد نقل به معنا و زياده و نقيصه و جعل و فراموشي در امان نبود ولي توجهي به نگهداري حديث نمي شد بلكه كتابت آن ممنوع و هرچه به دست مي افتاد سوزانيده مي شد تا در اندك زماني كار به جايي كشيد كه در ضروريات اسلام مانند نماز، روايات متضاد به وجود آمد و در ساير رشته هاي علوم در اين مدت قدمي برداشته نشد و آنهمه تقديش و تمجيد كه در قرآن و بيانات پيغمبر اكرم نسبت به علم و تاكيد و ترغيب در توسعه علوم وارد شده بي اثر ماند و اكثريت مردم سرگرم فتوحات پي در پي اسلام و دلخوش به غنايم فزون از حد كه از هر سو به جزيرة العرب سرازير مي شد، بودند و ديگر عنايتي به علوم خاندان رسالت كه سرسلسله شان علي عليه السّلام بود و پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم او را آشناترين مردم به

معارف اسلام و مقاصد قرآن معرفي كرده بود نشد، حتي در قضيه جمع قرآن (با اينكه مي دانستند پس از رحلت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مدتي در كنج خانه نشسته و مصحف را جمع آوري نموده است) وي را مداخله ندادند حتي نام او را نيز به زبان نياوردند (43)

اينها و نظاير اينها اموري بود كه پيروان علي عليه السّلام را در عقيده خود راسختر و نسبت به جريان امور، هشيارتر مي ساخت و روز به روز بر فعاليت خود مي افزودند. علي نيز كه دستش از تربيت عمومي مردم كوتاه بود به تربيت خصوصي افراد مي پرداخت.

در اين 25 سال، سه تن از چهار نفر ياران علي عليه السّلام كه در همه احوال در پيروي او ثابت قدم بودند (سلمان فارسي و ابوذر غفاري و مقداد) در گذشتند ولي جمعي از صحابه و گروه انبوهي از تابعين در حجاز و يمن و عراق و غير آنها در سلك پيروان علي درآمدند و در نتيجه پس از كشته شدن خليفه سوم، از هر سوي به آن حضرت روي نموده و به هر نحو بود با وي بيعت كردند و وي را براي خلافت برگزيدند.

5 انتهاي خلافت به اميرالمؤمنين علي (ع) و روش آن حضرت

خلافت علي عليه السّلام در اواخر سال 35 هجري قمري شروع شد و تقريبا چهار سال و پنج ماه ادامه يافت. علي عليه السّلام در خلافت، رويه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را معمول مي داشت (44) و غالب تغييراتي را كه در زمان خلافت پيشينيان پيدا شده بود به حالت اولي برگردانيد و عمال نالايق را كه زمام امور را در دست داشتند از كار بركنار.كرد

(45)

و در حقيقت يك نهضت انقلابي بود و گرفتاريهاي بسياري در بر داشت.

علي عليه السّلام نخستين روز خلافت در سخنراني كه براي مردم نمود چنين گفت:

«آگاه باشيد! گرفتاري كه شما مردم هنگام بعثت پيغمبر خدا داشتيد امروز دوباره به سوي شما برگشته و دامنگيرتان شده است. بايد درست زير و روي شويد و صاحبان فضيلت كه عقب افتاده اند پيش افتند و آنان كه به ناروا پيشي مي گرفتند، عقب افتند (حق است و باطل و هر كدام اهلي دارد بايد از حق پيروي كرد) اگر باطل بسيار است چيز تازه اي نيست و اگر حق كم است گاهي كم نيز پيش مي افتند و اميد پيشرفت نيز هست. البته كم اتفاق مي افتد كه چيزي كه پشت به انسان كند دوباره برگشته و روي نمايد.» (46)

علي عليه السّلام به حكومت انقلابي خود ادامه داد و چنانكه لازمه طبيعت هر نهضت انقلابي است، عناصر مخالف كه منافعشان به خطر مي افتد از هر گوشه و كنار سر به مخالفت برافراشتند و به نام خونخواهي خليفه سوم، جنگهاي داخلي خونيني برپا كرداند كه تقريبا در تمام مدت خلافت علي عليه السّلام ادامه داشت به نظر شيعه، مسببين اين جنگهاي داخلي جز منافع شخصي منظوري نداشتند و خونخواهي خليفه سوم، دستاويز عوام فريبانه اي بيش نبود و حتي سوء تفاهم نيز در كار.نبود (47)

سبب جنگ اول كه «جنگ جمل» ناميده مي شود، غائله اختلاف طبقاتي بود كه از زمان خليفه دوم در تقسيم مختلف بيت المال پيدا شده بود. علي عليه السّلام پس از آنكه به خلافت شناخته شد، مالي در ميان مردم بالسويه قسمت فرمود (48) چنانكه سيرت پيغمبر اكرم نيز همانگونه بود و

اين روش زبير و طلحه را سخت برآشفت و بناي تمرد گذاشتند و به نام زيارت كعبه، از مدينه به مكه رفتند و ام المؤمنين عايشه را كه در مكه بود و با علي عليه السّلام ميانه خوبي نداشت با خود همراه ساخته به نام خونخواهي خليفه سوم! نهضت و جنگ خونين جمل را برپا.كردند (49)

با اينكه همين طلحه و زبير هنگام محاصره و قتل خليفه سوم در مدينه بودند از وي دفاع نكردند (50) و پس از كشته شدن وي اولين كسي بودند كه از طرف خود و مهاجرين با علي بيعت كردند (51) و همچنين ام المؤمنين عايشه خود از كساني بود كه مردم را به قتل خليفه سوم تحريص مي كرد (52) و براي اولين بار كه قتل خليفه سوم را شنيد به وي دشنام داد و اظهار مسرت نمود. اساسا مسببين اصلي قتل خليفه، صحابه بودند كه از مدينه به اطراف نامه ها نوشته مردم را بر خليفه مي شورانيدند.

سبب جنگ دوم كه جنگ صفين ناميده مي شود و يك سال و نيم طول كشيد، طمعي بود كه معاويه در خلافت داشت و به عنوان خونخواهي خليفه سوم اين جنگ را برپا كرد و بيشتر از صدهزار خون ناحق ريخت و البته معاويه در اين جنگ حمله مي كرد نه دفاع، زيرا خونخواهي هرگز به شكل دفاع صورت نمي گيرد.

عنوان اين جنگ «خونخواهي خليفه سوم» بود با اينكه خود خليفه سوم در آخرين روزهاي زندگي خود براي دفع آشوب از معاويه استمداد نمود وي با لشگري از شام به سوي مدينه حركت نموده آنقدر عمدا در راه توقف كرد تا خليفه را كشتند آنگاه به شام برگشته

به خونخواهي خليفه قيام.كرد (53)

و همچنين پس از آنكه علي عليه السّلام شهيد شد و معاويه خلافت را قبضه كرد، ديگر خون خليفه سوم را فراموش كرده، قتله خليفه را تعقيب نكرد!!

پس از جنگ صفين، جنگ نهروان درگرفت، در اين جنگ جمعي از مردم كه در ميانشان صحابي نيز يافت مي شد، در اثر تحريكات معاويه در جنگ صفين به علي عليه السّلام شوريدند و در بلاد اسلامي به آشوبگري پرداخته هرجا از طرفداران علي عليه السّلام مي يافتند مي كشتند، حتي شكم زنان آبستن را پاره كرده جنينها را بيرون آورده سر مي.بريدند (54)

علي عليه السّلام اين غائله را نيز خوابانيد ولي پس از چندي در مسجد كوفه در سر نماز به دست برخي از اين خوارج شهيد شد.

6 بهره اي كه شيعه از خلافت پنجساله علي (ع) برداشت

علي عليه السّلام در خلافت چهار سال و نُه ماهه خود اگر چه نتوانست اوضاع درهم ريخته اسلامي را كاملاً به حال اولي كه داشت برگرداند ولي از سه جهت عمده موفقيت حاصل كرد:

1 - به واسطه سيرت عادله خود، قيافه جذاب سيرت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را به مردم، خاصه به نسل جديد نشان داد، وي در برابر شوكت كسرايي و قيصري معاويه در زي فقرا و مانند يكي از بينواترين مردم زندگي مي كرد. وي هرگز دوستان و خويشاوندان و خاندان خود را بر ديگران مقدم نداشت و توانگري را به گدايي و نيرومندي را به ناتواني ترجيح نداد.

2 - با آن همه گرفتاريهاي طاقت فرسا و سرگرم كننده، ذخاير گرانبهايي از معارف الهيه و علوم حقه اسلامي را ميان مردم به يادگار گذاشت.

مخالفين علي عليه السّلام مي گويند:

وي مرد شجاعت بود نه

مرد سياست؛ زيرا او مي توانست در آغاز خلافت خود، با عناصر مخالف، موقتا از در آشتي و صفا در آمده آنان را با مداهنه راضي و خشنود نگهدارد و بدين وسيله خلافت خود را تحكيم كند سپس به قلع و قمعشان بپردازد.

ولي اينان اين نكته را ناديده گرفته اند كه خلافت علي يك نهضت انقلابي بود و نهضتهاي انقلابي بايد از مداهنه و صورت سازي دور باشد. مشابه اين وضع در زمان بعثت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم نيز پيش آمد و كفار و مشركين بارها به آن حضرت پيشنهاد سازش دادند و اينكه آن حضرت به خدايانشان متعرض نشود ايشان نيز كاري با دعوت وي نداشته باشند ولي پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم نپذيرفت با اينكه مي توانست در آن روزهاي سخت، مداهنه و سازش كرده موقعيت خود را تحكيم نمايد، سپس به مخالفت دشمنان قد علم كند. اساسا دعوت اسلامي هرگز اجازه نمي دهد كه در راه زنده كردن حقي، حق ديگري كشته شود يا باطلي را با باطل ديگري رفع نمايند و آيات زيادي در قرآن كريم در اين باره موجود.است (55)

گذشته از اينكه مخالفين علي در راه پيروزي و رسيدن به هدف خود از هيچ جرم و جنايت و نقض قوانين صريح اسلام (بدون استثنا) فرو گذاري نمي كردند و هر لكه را به نام اينكه صحابي هستند و مجتهدند، مي شستند ولي علي به قوانين اسلام پايبند بود.

از علي عليه السّلام در فنون متفرقه عقلي و ديني و اجتماعي نزديك به يازده هزار كلمات قصار ضبط شده (56) و معارف اسلامي را (57) در سخنرانيهاي خود با

بليغترين لهجه و روانترين بيان ايراد نموده (58) وي دستور زبان عربي را وضع كرد و اساس ادبيات عربي را بنياد نهاد. وي اول كسي است در اسلام كه در فلسفه الهي غور كرده (59) به سبك استدلال آزاد و برهان منطقي سخن گفت و مسائلي را كه تا آن روز در ميان فلاسفه جهان، مورد توجه قرار نگرفته بود طرح كرده و در اين باب بحدي عنايت به خرج مي داد كه در بحبوحه (60) جنگها به بحث علمي مي پرداخت.

3 - گروه انبوهي از رجال ديني و دانشمندان اسلامي را تربيت كرد (61) كه در ميان ايشان جمعي از زهاد و اهل معرفت مانند «اويس قرني و كميل بن زياد و ميثم تمار و رشيد هجري» وجود دارند كه در ميان عرفاي اسلامي، مصادر عرفان شناخته شده اند و عده اي مصادر اوليه علم فقه و كلام و تفسير و قرائت و غير آنها مي باشند.

7 انتقال خلافت به معاويه و تبديل آن به سلطنت موروثي

پس از شهادت اميرالمؤمنين علي عليه السّلام به موجب وصيت آن حضرت و بيعت مردم، حضرت حسن بن علي عليهماالسّلام كه پيش شيعه دوازده امامي، امام دوّم مي باشد متصدي خلافت شد ولي معاويه آرام ننشسته به سوي عراق - كه مقر خلافت بود - لشكر كشيده با حسن بن علي به جنگ پرداخت.

وي با دسيسه هاي مختلف و دادن پولهاي گزاف، تدريجا ياران و سرداران حسن بن علي را فاسد كرده بالا خره حسن بن علي را مجبور نمود كه به عنوان صلح، خلافت را به وي واگذار كند و حسن بن علي نيز خلافت را به اين شرط كه پس از درگذشت معاويه، به وي برگردد و به شيعيان تعرض نشود، به

معاويه واگذار.نمود (62)

در سال چهل هجري، معاويه بر خلافت اسلامي استيلا يافت و بلافاصله به عراق آمده در سخنراني كه كرد به مردم اخطار نموده و گفت:

«من با شما سر نماز و روزه نمي جنگيدم بلكه مي خواستم بر شما حكومت كنم و به مقصود خود رسيدم» (63)!!

و نيز گفت:

«پيماني كه با حسن بستم لغو و زير پاي من است!!» (64) معاويه با اين سخن اشاره مي كرد كه سياست را از ديانت جدا خواهد كرد و نسبت به مقررات ديني، ضمانتي نخواهد داشت و همه نيروي خود را در زنده نگهداشتن حكومت خود به كار خواهد بست و البته روشن است كه چنين حكومتي سلطنت و پادشاهي است نه خلافت و جانشيني پيغمبر خدا.

و از اينجا بود كه بعضي از كساني كه به حضور وي بار يافتند به عنوان پادشاهي سلامش دادند (65) و خودش نيز در برخي از مجالس خصوصي، از حكومت خود با ملك و پادشاهي تعبير مي كرد (66) اگرچه در ملا عام خود را خليفه معرفي مي نمود.

و البته پادشاهي كه بر پايه زور استوار باشد وراثت را به دنبال خود دارد و بالا خره نيز به نيت خود جامه عمل پوشانيد و پسر خود يزيد را كه جواني بي بند و بار بود و كمترين شخصيت ديني نداشت، ولايت عهدي داده به جانشيني خود برگزيد (67) و آن همه حوادث ننگين را به بار آورد.

معاويه با بيان گذشته خود اشاره مي كرد كه نخواهد گذاشت حسن عليه السّلام پس از وي به خلافت برسد؛ يعني در خصوص خلافت بعد از خود، فكري ديگر دارد و آن همان بود كه حسن عليه السّلام را باسمّ شهيد

كرد (68) و راه را براي فرزند خود يزيد هموار ساخت. معاويه با الغاي پيمان نامبرده مي فهمانيد كه هرگز نخواهد گذاشت شيعيان اهل بيت در محيط امن و آسايش به سر برند و كما في السابق به فعاليتهاي ديني خود ادامه دهند و همين معنا را نيز جامه عمل.پوشانيد (69)

وي اعلام نمود كه هر كس در مناقب اهل بيت حديثي نقل كند هيچگونه مصونيتي در جان و مال و عرض خود نخواهد (70) داشت و دستور داد هر كه در مدح و منقبت ساير صحابه و خلفا حديثي بياورد، جايزه كافي بگيرد و در نتيجه اخبار بسياري در مناقب صحابه جعل شد (71) و دستور داد در همه بلاد اسلامي در منابر به علي عليه السّلام ناسزا گفته شود (و اين دستور تا زمان عمر بن عبدالعزيز خليفه اموي «1019) اجرا مي شد) وي به دستياري عمال و كارگردانان خود كه جمعي از ايشان صحابي بودند، خواص شيعه علي عليه السّلام را كشت و سر برخي از آنان را به نيزه زده در شهرها گردانيدند و عموم شيعيان را در هر جا بودند به ناسزا و بيزاري از علي تكليف مي كرد و هر كه خودداري مي كرد به قتل مي.رسيد (72)

8 سخت ترين روزگار براي شيعه

سخت ترين زمان براي شيعه در تاريخ تشيّع، همان زمان حكومت بيست ساله معاويه بود كه شيعه هيچگونه مصونيتي نداشت و اغلب شيعيان اشخاص شناخته شده و مارك دار بودند و دو تن از پيشوايان شيعه (امام دوم و امام سوم) كه در زمان معاويه بودند، كمترين وسيله اي براي بر گردانيدن اوضاع ناگوار در اختيار نداشتند حتي امام سوم شيعه كه در شش ماه اول سلطنت

يزيد، قيام كرد با همه ياران و فرزندان خود شهيد شد، در مدت ده سالي كه در خلافت معاويه مي زيست تمكن اين اقدام را نيز نداشت.

اكثريت تسنن، اين همه كشتارهاي ناحق و بي بند و باريها را كه به دست صحابه و خاصه معاويه و كارگردانان وي انجام يافته است، توجيه مي كنند كه آنان صحابه بودند و به مقتضاي احاديثي كه از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم رسيده، صحابه مجتهدند و معذور و خداوند از ايشان راضي است و هر جرم و جنايتي كه از ايشان سربزند معفو است!!! ولي شيعه اين عذر را نمي پذيرد؛ زيرا:

اولاً:

معقول نيست يك رهبر اجتماعي مانند پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم براي احياي حق و عدالت و آزادي برپا خاسته و جمعي را هم عقيده خود گرداند كه همه هستي خود را در راه اين منظور مقدس گذاشته آن را لباس تحقق بخشند و وقتي كه به منظور خود نايل شد، ياران خود را نسبت به مردم و قوانين مقدسه خود آزادي مطلق بخشد و هر گونه حقكشي و تبهكاري و بي بندوباري را از ايشان معفو داند؛ يعني با دست و ابزاري كه بنايي را برپا كرده با همان دست و ابزار آن را خراب كند.

و ثانيا:

اين روايات كه صحابه را تقديس و اعمال ناروا و غير مشروع آنان را تصحيح مي كند و ايشان را آمرزيده و مصون معرفي مي نمايد از راه خود صحابه به ما رسيده و به روايت ايشان نسبت داده شده است و خود صحابه به شهادت تاريخ قطعي با همديگر معامله مصونيت و معذوريت نمي كردند، صحابه بودند

كه دست به كشتار و سب و لعن و رسوا كردن همديگر گشودن و هرگز كمترين اغماض و مسامحه اي در حق همديگر روا نمي داشتند.

بنابر آنچه گذشت، به شهادت عمل خود صحابه، اين روايات صحيح نيستند و اگر صحيح باشند مقصود از آنها معناي ديگري است غير از مصونيت و تقديس قانوني صحابه.

و اگر فرضا خداي متعال در كلام خود، روزي از صحابه در برابر

خدمتي كه در اجراي فرمان او كرده اند اظهار (73) رضايت فرمايد، معناي آن، تقدير از فرمانبرداري گذشته آنان است نه اينكه در آينده مي توانند هر گونه نافرماني كه دلشان مي خواهد بكنند.

9 استقرار سلطنت بني اميه

سال شصت هجري قمري معاويه درگذشت و پسرش يزيد طبق بيعتي كه پدرش از مردم براي وي گرفته بود زمام حكومت اسلامي را در دست گرفت.

يزيد به شهادت تاريخ، هيچگونه شخصيت ديني نداشت؛ جواني بود حتي در زمان حيات پدر، اعتنايي به اصول و قوانين اسلام نمي كرد و جز عياشي و بي بندوباري و شهوتراني سرش نمي شد و در سه سال حكومت خود، فجايعي راه انداخت كه در تاريخ ظهور اسلام با آن همه فتنه ها كه گذشته بود، سابقه نداشت.

سال اول، حضرت حسين بن علي عليه السّلام را كه سبط پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود با فرزندان و خويشان و يارانش با فجيعترين وضعي كشت و زنان و كودكان و اهل بيت پيغمبر را به همراه سرهاي بريده شهدا در شهرها گردانيد (74) و در سال دوم، «مدينه» را قتل عام كرد و خون و مال و عرض مردم را سه روز به لشكريان خود مباح ساخت (75) و سال سوم، «كعبه مقدسه» را خراب كرده

و آتش زد!! (76) و پس از يزيد، آل مروان از بني اميه زمام حكومت اسلامي را - به تفصيلي كه در تواريخ ضبط شده - در دست گرفتند حكومت اين دسته يازده نفري كه نزديك به هفتاد سال ادامه داشت، روزگار تيره و شومي براي اسلام و مسلمين به وجود آورد كه در جامعه اسلامي جز يك امپراطوري عربي استبدادي كه نام خلافت اسلامي بر آن گذاشته شده بود، حكومت نمي كرد و در دوره حكومت اينان كار به جايي كشيد كه خليفه وقت (وليد بن يزيد) كه جانشين پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و يگانه حامي دين شمرده مي شد، بي محابا تصميم گرفت بالاي خانه كعبه غرفه اي بسازد تا در موسم حج در آنجا مخصوصا به خوش گذراني بپردازد (77)!!

خليفه وقت [وليد بن يزيد] قرآن كريم را آماج تير قرار داد و در شعري كه خطاب به قرآن انشاء كرد گفت:

روز قيامت كه پيش خداي خود حضور مي يابي بگوي خليفه مرا پاره كرد!! (78)

البته شيعه كه اساسا اختلاف نظر اساسي شان با اكثريت تسنن در سر دو مسئله خلافت اسلامي و مرجعيت ديني بود، در اين دوره تاريك، روزگاري تلخ و دشواري مي گذارانيدند ولي شيوه بيدادگري و بي بندوباري حكومتهاي وقت و قيافه مظلوميت و تقوا و طهارت پيشوايان اهل بيت آنان را روز به روز در عقايدشان استوارتر مي ساخت و مخصوصا شهادت دلخراش حضرت حسين پيشواي سوم شيعه در توسعه يافتن تشيّع و به ويژه در مناطق دور از مركز خلافت؛ مانند عراق و يمن و ايران كمك بسزايي كرد.

گواه اين سخن اين است كه در زمان امامت پيشواي

پنجم شيعه كه هنوز قرن اول هجري تمام نشده و چهل سال از شهادت امام سوم نگذشته بود، به مناسبت اختلال و ضعفي كه در حكومت اموي پيدا شده بود، شيعه از اطراف كشور اسلامي مانند سيل به دور پيشواي پنجم ريخته به اخذ حديث و تعلم معارف ديني. پرداختند (79)

هنوز قرن اول هجري تمام نشده بود كه چند نفر از امراي دولت شهر قم را در ايران بنياد نهاده و شيعه نشين كردند (80) ولي در عين حال شيعه به حسب دستور پيشوايان خود، در حال تقيه و بدون تظاهر به مذهب زندگي مي كردند.

بارها در اثر كثرت فشار سادات علوي بر ضد بيدادگريهاي حكومت قيام كردند ولي شكست خوردند و بالا خره جان خود را در اين راه گذاشتند و حكومت بي پرواي وقت در پايمال كردن شان فروگذاري نكرد. جسد زيد را كه پيشواي شيعه زيديه بود از قبر بيرون آورده به دار آويختند و سه سال بر سر دار بود، پس از آن پايين آورده و آتش زدند و خاكسترش را به باد دادند!! (81) به نحوي كه اكثر شيعه معتقدند امام چهارم و پنجم نيز به دست بني اميه با سمّ درگذشتند (82) و درگذشت امام دوم و سوم نيز به دست آنان بود.

فجايع اعمال امويان به حدي فاحش و بي پرده بود كه اكثريت اهل تسنن با اينكه خلفا را عموما مفترض الطاعه مي دانستند ناگزير شده خلفا را به دو دسته تقسيم كردند. خلفاي راشدين كه چهار خليفه اول پس از رحلت پيغمبر اكرم مي باشند (ابوبكر و عمر و عثمان و علي) و خلفاي غير راشدين كه از معاويه شروع

مي شود.

امويين در دوران حكومت خود در اثر بيدادگري و بي بندوباري به اندازه اي نفرت عمومي را جلب كرده بودند كه پس از شكست قطعي و كشته شدن آخرين خليفه اموي، دو پسر وي با جمعي از خانواده خلافت از دارالخلافه گريختند و به هر جا روي آوردند پناهشان ندادند، بالا خره پس از سرگردانيهاي بسيار كه در بيابانهاي نوبه و حبشه و بجاوه كشيدند و بسياري از ايشان از گرسنگي و تشنگي تلف شدند، به جنوب يمن درآمدند و به دريوزگي خرج راهي از مردم تحصيل كرده و درزي حمالان عازم مكه شدند و آنجا در ميان مردم ناپديد.گرديدند (83)

10 شيعه در قرن دوم هجري

در اواخر ثلث اول قرن دوم هجري، به دنبال انقلابات و جنگهاي خونيني كه در اثر بيدادگري و بد رفتاريهاي بني اميه در همه جاي كشورهاي اسلامي ادامه داشت، دعوتي نيز به نام اهل بيت پيغمبر اكرم در ناحيه خراسان ايران پيدا شده، متصدي دعوت «ابومسلم مروزي» سردار ايراني بود كه به ضرر خلافت اموي قيام كرد و شروع به پيشرفت نمود تا دولت اموي را برانداخت (84)

اين نهضت و انقلاب اگر چه از تبليغات عميق شيعه سرچشمه مي گرفت و كم و بيش عنوان خونخواهي شهداي اهل بيت را داشت و حتي از مردم براي يك مرد پسنديده از اهل بيت (سربسته) بيعت مي گرفتند با اينهمه به دستور مستقيم يا اشاره پيشوايان شيعه نبود، به گواهي اينكه وقتي كه «ابومسلم» بيعت خلافت را به امام ششم شيعه اماميه در مدينه عرضه داشت، وي جدا رد كرد و فرمود:

«تو از مردان من نيستي و زمان نيز زمان من نيست.» (85)

بالا خره بني عباس به نام اهل

بيت خلافت را ربودند (86) و در آغاز كار روزي چند به مردم و علويين روي خوش نشان دادند حتي به نام انتقام شهداي علويين، بني اميه را قتل عام كردند و قبور خلفاي بني اميه را شكافته هر چه يافتند آتش زدند (87) ولي ديري نگذشت كه شيوه ظالمانه بني اميه را پيش گرفتند و در بيدادگري و بي بندوباري هيچگونه فروگذاري نكردند.

«ابوحنيفه» رئيس يكي از چهار مذهب اهل تسنن به زندان منصور رفت (88) و شكنجه ها ديد و «ابن حنبل» رئيس يكي از چهار مذهب، تازيانه خورد (89) و امام ششم شيعه اماميه پس از آزار و شكنجه بسيار، با سمّ درگذشت (90) و علويين را دسته دسته گردن مي زدند يا زنده زنده دفن مي كردند يا لاي ديوار يا زير ابنيه دولتي مي گذاشتند.

«هارون» خليفه عباسي كه در زمان وي امپراطوري اسلامي به اوج قدرت و وسعت خود رسيده بود و گاهي خليفه به خورشيد نگاه مي كرد و آن را مخاطب ساخته مي گفت به هر كجا مي خواهي بتاب كه به جايي كه از ملك من بيرون است نخواهي تابيد! از طرفي لشكريان وي در خاور و باختر جهان پيش مي رفتند ولي از طرفي در جسر بغداد كه در چند قدمي قصر خليفه بود، بي اطلاع و بي اجازه خليفه، مامور گذاشته از عابرين حق عبور مي گرفتند، حتي روزي خود خليفه كه مي خواست از جسر عبور كند، جلويش را گرفته حق العبور مطالبه كردند! (91)

يك مغني با خواندن دو بيت شهوت انگيز، «امين» خليفه عباسي را سر شهوت آورد، امين سه ميليون درهم نقره به وي بخشيد، مغني از شادي خود را به قدم خليفه

انداخته گفت:

يا اميرالمؤمنين! اين همه پول را به من مي بخشي؟ خليفه در پاسخ گفت اهميتي ندارد ما اين پول را از يك ناحيه ناشناخته كشور مي گيريم!! (92)

ثروت سرسام آوري كه همه ساله از اقطار كشورهاي اسلامي به عنوان بيت المال مسلمين به دارالخلافه سرازير مي شد، به مصرف هوسراني و حقكشي خليفه وقت مي رسيد، شماره كنيزان پريوش و دختران و پسران زيبا در دربار خلفاي عباسي به هزاران مي رسيد!!

وضع شيعه از انقراض دولت اموي و روي كار آمدن بني عباس، كوچكترين تغييري پيدا نكرد جز اينكه دشمنان بيدادگر وي تغيير اسم دادند.

11 شيعه در قرن سوم هجري

با شروع قرن سوم، شيعه نفس تازه اي كشيد و سبب آن

اولاً:

اين بود كه كتب فلسفي و علمي بسياري از زبان يوناني و سرياني و غير آنها به زبان عربي ترجمه شد و مردم به تعليم علوم عقلي و استدلالي هجوم آوردند. علاوه بر آن «مامون» خليفه عباسي (195 - 218) معتزلي مذهب به استدلال عقلي در مذهب علاقه مند بود و در نتيجه به تكلم استدلالي در اديان و مذاهب رواج تام و آزادي كامل داده بود و علما و متكلمين شيعه از اين آزادي استفاده كرده در فعاليت علمي و در تبليغ مذهب اهل بيت فروگذاري نمي.كردند (93)

و ثانيا:

مامون عباسي به اقتضاي سياست خود به امام هشتم شيعه اماميه ولايت عهد داده بود و در اثر آن علويين و دوستان اهل بيت تا اندازه اي از تعرض اولياي دولت مصون بوده و كم و بيش از آزادي بهره مند بودند ولي باز ديري نگذشت كه دم برنده شمشير به سوي شيعه برگشت و شيوه فراموش شده گذشتگان به سراغشان آمد، خاصه در زمان متوكل عباسي (232

- 247 هجري) كه مخصوصا با علي و شيعيان وي دشمني خاصي داشت و هم به امر وي بود كه مزار امام سوم شيعه اماميه را در كربلا با خاك يكسان.كردند (94)

12 شيعه در قرن چهارم هجري

در قرن چهارم هجري عواملي به وجود آمد كه براي وسعت يافتن تشيع و نيرومند شدن شيعه كمك به سزايي مي كرد كه از آن جمله سستي اركان خلافت بني عباسي و ظهور پادشاهان «آل بويه» بود.

پادشاهان «آل بويه» كه شيعه بودند، كمال نفوذ را در مركز خلافت كه بغداد بود و همچنين در خود خليفه داشتند (95) و اين قدرت قابل توجه به شيعه اجازه مي داد كه در برابر مدعيان مذهبي خود كه پيوسته به اتكاي قدرت، خلافت آنان را خورد مي كردند، قد علم كرده آزادانه به تبليغ مذهب بپردازند.

چنانكه مورخين گفته اند در اين قرن، همه جزيرة العرب يا قسمت معظم آن به استثناي شهرهاي بزرگ، شيعه بودند و با اين وصف برخي از شهرها نيز مانند هجر و عمان و صعده در عين حال شيعه بودند. در شهر بصره كه پيوسته مركز تسنن بود و با شهر كوفه كه مركز تشيع شمرده مي شد رقابت مذهبي داشت، عده اي قابل توجه شيعه بودند و همچنين در طرابلس و نابلس و طبريه و حلب و هرات، شيعه بسيار بود و اهواز و سواحل خليج فارس از ايران نيز مذهب شيعه رواج.داشت (96)

در آغاز اين قرن بود كه «ناصر اطروش» پس از سالها تبليغ كه در شمال ايران به عمل آورد به ناحيه طبرستان استيلا يافت و سلطنت تأسيس كرد كه تا چند پشت ادامه داشت و پيش از «اطروش» نيز حسن بن زيد علوي سالها

در طبرستان سلطنت كرده بود (97)

در اين قرن، فاطميين كه اسماعيلي بودند به مصر دست يافتند و سلطنت دامنه داري (296 - 527) تشكيل.دادند (98)

بسيار اتفاق مي افتاد كه در شهرهاي بزرگ مانند بغداد و بصره و نيشابور كشمكش و زد و خورد و مهاجمه هايي ميان شيعه و سني در مي گرفت و در برخي از آنها شيعه غلبه مي كرد و از پيش مي برد.

13 شيعه در قرن نهم هجري

از قرن پنجم تا اواخر قرن نهم، شيعه به همان افزايش كه در قرن چهارم داشت ادامه مي داد و پادشاهاني نيز كه مذهب شيعه داشتند به وجود آمده از تشيع ترويج مي نمودند.

در اواخر قرن پنجم هجري، دعوت اسماعيليه در قلاع اَلَموت ريشه انداخت و اسماعيليه نزديك به يك قرن و نيم در وسط ايران در حال استقلال كامل مي زيستند (99) و سادات مرعشي در مازندران، سالهاي متمادي سلطنت.كردند (100)

«شاه خدابنده» از پادشاهان مغول، مذهب شيعه را اختيار كرد و اعقاب او از پادشاهان مغول، ساليان دراز در ايران سلطنت كردند و از تشيّع ترويج مي كردند و همچنين سلاطين «آق قويونلو و قره قويونلو» كه در تبريز حكومت مي كردند (101) و دامنه حكمراني شان تا فارس و كرمان كشيده مي شد و همچنين حكومت فاطميين نيز ساليان دراز در مصر برپا بود.

البته قدرت مذهبي جماعت با پادشاهان وقت تفاوت مي كرد چنانكه پس از برچيده شدن بساط فاطميين و روي كار آمدن سلاطين «آل ايوب»، صفحه برگشت و شيعه مصر و شامات، آزادي مذهبي را به كلي از دست دادند و جمع كثيري از تشيّع از دم شمشير.گذشتند (102)

و از آن جمله «شهيد اول محمد بن محمد مكي»، يكي از نوابغ فقه شيعه، سال 786

هجري در دمشق به جرم تشيع كشته شد (103)!!

و همچنين شيخ اشراق «شهاب الدين سهروردي» در حلب به جرم فلسفه به قتل رسيد (104)!!

روي هم رفته در اين پنج قرن، شيعه از جهت جمعيت در افزايش و از جهت قدرت و آزادي مذهبي، تابع موافقت و مخالفت سلاطين وقت بوده اند و هرگز در اين مدت، مذهب تشيع در يكي از كشورهاي اسلامي؛ مذهب رسمي اعلام نشده بود.

14 شيعه در قرن دهم تا يازدهم هجري

سال 906 هجري، جوان سيزده ساله اي از خانواده شيخ صفي اردبيلي (متوفاي 735 هجري) كه از مشايخ طريقت در شيعه بود با سيصد نفر درويش از مريدان پدرانش به منظور ايجاد يك كشور مستقل و مقتدر شيعه از اردبيل قيام كرده شروع به كشورگشايي و برانداختن آيين ملوك الطوايفي ايران نمود و پس از جنگهاي خونين كه با پادشاهان محلي و مخصوصا با پادشاهان آل عثمان كه زمام امپراطوري عثماني را در دست داشتند، موفق شد كه ايران قطعه قطعه را به شكل يك كشور در آورده و مذهب شيعه را در قلمرو حكومت خود رسميت. دهد (105)

پس از درگذشت شاه اسماعيل صفوي، پادشاهان ديگري از سلسله صفوي تا اواسط قرن دوازدهم هجري سلطنت كردند و يكي پس از ديگري رسميت مذهب شيعه اماميه را تاييد و تثبيت نمودند، حتي در زماني كه در اوج قدرت بودند (زمان شاه عباس كبير) توانستند وسعت ارضي كشور و آمار جمعيت را به بيش از دو برابر ايران كنوني (سال 1384 هجري قمري) برسانند (106) گروه شيعه در اين دو قرن و نيم تقريبا در ساير نقاط كشورهاي اسلامي به همان حال سابق با افزايش طبيعي خود باقي بوده است.

15 شيعه در قرن دوازده تا چهاردهم هجري

در سه قرن اخير، پيشرفت مذهبي شيعه به همان شكل طبيعي سابقش بوده است و فعلاً كه اواخر قرن چهاردهم هجري است تشيع در ايران مذهب رسمي عمومي شناخته مي شود و همچنين در يمن و در عراق اكثريت جمعيت را شيعه تشكيل مي دهد و در همه ممالك مسلمان نشين جهان، كم و بيش شيعه وجود دارد و روي هم رفته در كشورهاي مختلف جهان، نزديك به صد ميليون

شيعه زندگي مي كند.

16 انشعابات شيعه

اصل انشعاب [و انقراض برخي از شعب]

هر مذهبي يك رشته مسائلي (كم يا زياد) دارد كه اصول اوليه آن مذهب را تشكيل مي دهند و مسائلي ديگر كه در درجه دوم واقعند و اختلاف اهل مذهب در چگونگي مسائل اصلي وقوع آنها با حفظ اصل مشترك «انشعاب» ناميده مي شود.

«انشعاب» در همه مذاهب و خاصه در چهار دين آسماني كليمي و مسيحي و مجوسي و اسلام و حتي در شعب آنها نيز وجود دارد. «مذهب شيعه» در زمان سه پيشواي اول از پيشوايان اهل بيت (حضرت اميرالمؤمنين علي و حسن بن علي و حسين بن علي عليهم السّلام) هيچگونه انشعابي نپذيرفت ولي پس از شهادت امام سوم، اكثريت شيعه به امامت حضرت علي بن الحسين (امام سجاد) قائل شدند و اقليتي معروف به «كيسانيه» پسر سوم علي عليه السّلام محمد بن حنفيه را امام دانستند و معتقد شدند كه محمد بن حنفيه پيشواي چهارم و همان مهدي موعود است كه در كوه رضوي غايب شده و روزي ظاهر خواهد شد!

پس از رحلت امام سجاد عليه السّلام اكثريت شيعه به امامت فرزندش امام محمد باقر عليه السّلام معتقد شدند و اقليتي به زيد شهيد كه پسر ديگر امام سجاد بود گرويدند و به «زيديه» موسوم شدند.

پس از رحلت امام محمد باقر عليه السّلام شيعيان وي به فرزندش امام جعفر صادق عليه السّلام ايمان آوردند و پس از درگذشت آن حضرت، اكثريت، فرزندش امام موسي كاظم عليه السّلام را امام هفتم دانستند و جمعي اسماعيل پسر بزرگ امام ششم را - كه در حال حيات پدر بزرگوار خود در گذشته بود - امام گرفتند و از

اكثريت شيعه جدا شده به نام «اسماعيليه» معروف شدند.

و بعضي پسر ديگر آن حضرت، «عبداللّه افطح» و بعضي فرزند ديگرش «محمد» را پيشوا گرفتند و بعضي در خود آن حضرت توقف كرده آخرين امامش پنداشتند.

پس از شهادت امام موسي كاظم عليه السّلام اكثريت شيعه فرزندش امام رضا عليه السّلام را امام هشتم دانستند و برخي در امام هفتم توقف كردند كه به «واقفيه» معروفند.

ديگر پس از امام هشتم تا امام دوازدهم كه پيش اكثريت شيعه «مهدي موعود» است، انشعاب قابل توجهي به وجود نيامد و اگر وقايعي نيز در شكل انشعاب پيش آمده چند روز بيش نپاييده و خود به خود منحل شده است مانند اينكه «جعفر» فرزند امام دهم پس از رحلت برادر خود «امام يازدهم» دعوي امامت كرد و گروهي به وي گرويدند ولي پس از روزي چند متفرق شدند و «جعفر» نيز دعوي خود را تعقيب نكرد و همچنين اختلافات ديگري در ميان رجال شيعه در مسائل علمي كلامي و فقهي وجود دارد كه آنها را انشعاب مذهبي نبايد شمرد.

فرقه هاي نامبرده كه منشعب شده و در برابر اكثريت شيعه قرار گرفته اند، در اندك زماني منقرض شدند جز دو فرقه «زيديه و اسماعيليه» كه پايدار مانده اند و هم اكنون گروهي از ايشان در مناطق مختلف زمين مانند يمن و هند و لبنان و جاهاي ديگر زندگي مي كنند. از اين روي تنها به ذكر اين دو طايفه با اكثريت شيعه كه دوازده امامي مي باشند اكتفا مي شود.

17 شيعه زيديه

«زيديه» پيروان زيد شهيد، فرزند امام سجاد عليه السّلام مي باشند. زيد سال 121 هجري بر خليفه اموي، هشام بن عبدالملك قيام كرد و گروهي بيعتش كردند و در

جنگي كه در شهر كوفه ميان او كسان خليفه درگرفت كشته شد.

وي پيش پيروان خود امام پنجم از امامان اهل بيت شمرده مي شود و پس از وي فرزندش «يحيي بن زيد» كه بر خليفه اموي وليد بن يزيد قيام كرده و كشته شد، به جاي وي نشست و پس از وي محمد بن عبداللّه و ابراهيم بن عبداللّه كه بر خليفه عباسي، منصور دوانقي شوريده و كشته گرديدند، براي امامت برگزيده شدند.

پس از آن تا زماني امور زيديه غير منظم بود تا «ناصر اطروش» - كه از اعقاب برادر زيد بود - در خراسان ظهور كرد و در اثر تعقيب حكومت محل از آنجا فرار كرده به سوي مازندران كه هنوز اهالي آن اسلام نپذيرفته بودند رفت و پس از سيزده سال دعوت، جمع كثيري را مسلمان كرده به مذهب زيديه درآورد، سپس به دستياري آنان ناحيه طبرستان را مسخر ساخته و به امامت پرداخت و پس از وي اعقاب او تا مدتي در آن سامان امامت كردند.

به عقيده زيديه هر فاطمي نژاد، عالم زاهد شجاع، سخي كه به عنوان قيام به حق خروج كند مي تواند امام باشد.

«زيديه» در ابتداي حال، مانند خود زيد دو خليفه اول (ابوبكر و عمر) را جزو ائمه مي شمردند ولي پس از چندي، جمعي از ايشان نام دو خليفه را از فهرست ائمه برداشتند و از علي عليه السّلام شروع كردند.

بنا به آنچه گفته اند «زيديه» در اصول اسلام، مذاق معتزله و در فروع، فقه ابي حنيفه رئيس يكي از چهار مذهب اهل سنت را دارند. اختلافات مختصري نيز در پاره اي از مسائل در ميانشان.هست (107)

18 شيعه اسماعيليه و انشعاباتشان

«باطنيه»:

امام ششم شيعه فرزند پسري

داشت به نام «اسماعيل» (108) كه بزرگترين فرزندانش بود و در زمان حيات پدر وفات نمود و آن حضرت به مرگ اسماعيل استشهاد كرد حتي حاكم مدينه را نيز شاهد گرفت، در اين باره جمعي معتقد بودند كه اسماعيل نمرده بلكه غيبت اختيار كرده است! و دوباره ظهور مي كند و همان مهدي موعود است و استشهاد امام ششم به مرگ او يك نوع تعميد بوده كه از ترس منصور خليفه عباسي به عمل آورده است.

و جمعي معتقد شدند كه امامت، حق اسماعيل بود و با مرگ او پسرش «محمد» منتقل شد.

و جمعي معتقد شدند اسماعيل با اينكه در حال حيات پدر درگذشت امام مي باشد و امامت پس از اسماعيل در «محمد بن اسماعيل» و اعقاب اوست.

دو فرقه اولي پس از اندك زماني منقرض شدند ولي فرقه سوم تا كنون باقي هستند و انشعاباتي نيز پيدا كرده اند.

«اسماعيليه» به طور كلي فلسفه اي دارند شبيه به فلسفه ستاره پرستان كه با عرفان هندي آميخته مي باشد و در معارف و احكام اسلام براي هر ظاهري، باطني و براي هر تنزيلي، تأويلي قائلند. اسماعيليه معتقدند كه زمين هرگز خالي از حجت نمي شود و حجت خدا بر دو گونه است:

ناطق و صامت، ناطق، «پيغمبر» و صامت، «ولي و امام» است كه وصي پيغمبر مي باشد و در هر حال حجت مظهر تمام ربوبيت است.

اساس حجت، پيوسته روي عدد هفت مي چرخد به اين ترتيب كه يك نبي مبعوث مي شود كه داراي نبوت (شريعت) و ولايت است و پس از وي هفت وصي داراي وصايت بوده و همگي داراي يك مقام مي باشند جز اينكه وصي هفتمين، داراي نبوت نيز هست و سه مقام دارد:

«نبوت

و وصايت و ولايت.» باز پس از وي هفت وصي كه هفتمين داراي سه مقام مي باشد و به همين ترتيب.

مي گويند:

آدم عليه السّلام مبعوث شد با نبوت و ولايت و هفت وصي داشت كه هفتمين آنان نوح و داراي نبوت و وصايت و ولايت بود و ابراهيم عليه السّلام وصي هفتمين نوح و موسي وصي هفتمين ابراهيم و عيسي وصي هفتمين موسي و محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم وصي هفتمين عيسي و محمد بن اسماعيل وصي هفتمين محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم به اين ترتيب محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و علي و حسين و علي بن الحسين (امام سجاد) و محمد باقر و جعفر صادق و اسماعيل و محمد بن اسماعيل (امام دوم حضرت حسن بن علي را امام نمي دانند) و پس از محمد بن اسماعيل، هفت نفر از اعقاب محمد بن اسماعيل كه نام ايشان پوشيده و مستور است و پس از آن هفت نفر اولي از ملوك فاطميين مصر كه اول آنها «عبيداللّه مهدي» بنيانگذار سلطنت فاطميين مصر مي باشد.

اسماعيليه معتقدند كه علاوه بر حجت خدا، پيوسته در روي زمين دوازده نفر نقيب كه حواريين و خواص حجت اند وجود دارد ولي بعضي از شعب باطنيه (دروزيه) ، شش نفر از نقباء را از ائمه مي گيرند و شش نفر از ديگران.

در سال 278 هجري (چند سال قبل از ظهور عبيداللّه مهدي در آفريقا) شخصي خوزستاني ناشناسي كه هرگز نام و نشان خود را اظهار نمي كرد در حوالي كوفه پيدا شد. شخص نامبرده روزها را روزه مي گرفت و شبها را به عبادت مي گذرانيد و از

دسترنج خود ارتزاق مي كرد و مردم را به مذهب اسماعيليه دعوت نمود. به اين وسيله مردم انبوهي را به خود گروانيد و دوازده نفر به نام نقباء از ميان پيروان خود انتخاب كرد و خود عزيمت شام كرده از كوفه بيرون رفت و ديگر از او خبري نشد.

پس از مرد ناشناس، «احمد» معروف به «قرمط» در عراق به جاي وي نشست و تعليمات باطنيه را منتشر ساخت و چنانكه مورخين مي گويند او نماز تازه اي را به جاي نمازهاي پنجگانه اسلام گذاشت و غسل جنابت را لغو و خمر را اباحه كرد و مقارن اين احوال، سران ديگري از باطنيه به دعوت قيام كرده گروهي از مردم را به دور خود گرد آوردند.

اينان براي جان و مال كساني كه از باطنيه كنار بودند هيچگونه احترامي قائل نبودند و از اين روي در شهرهايي از عراق و بحرين و يمن و شامات نهضت راه انداخته خون مرم را مي ريختند و مالشان را به يغما مي بردند و بارها راه قافله حج را زده دهها هزار نفر از حجاج را كشتند و زاد و راحله شان را به يغما بردند.

«ابوطاهر قرمطي» يكي از سران باطنيه كه در سال 311 بصره را مسخر ساخته و از كشتار و تاراج اموال مردم فروگذاري نكرد و در سال 317 با گروه انبوهي از باطنيه در موسم حج عازم مكه گرديد و پس از در هم شكستن مقاومت مختصر دولتيان، وارد شهر مكه شد و مردم شهر و حجاج تازه وارد را قتل عام نمود و حتي در مسجدالحرام و داخل كعبه جوي خون روان ساخت. پيراهن كعبه را در ميان ياران خود

قسمت نمود و درِ كعبه را كند و حجرالاسود را از جاي خود درآورده به يمن برد كه مدت 22 سال پيش قرامطه بود.

در اثر اين اعمال بود كه عامه مسلمين از باطنيه برائت كرده آنان را خارج از آيين اسلام شمردند و حتي «عبيداللّه مهدي» پادشاه فاطمي كه آن روزها در افريقا طلوع كرده، خود را مهدي موعود و امام اسماعيليه معرفي مي كرد، از قرامطه بيزاري جست.

طبق اظهار مورخين، مشخصه مذهبي باطنيه اين است كه احكام و مقررات ظاهري اسلام را به مقامات باطني و عرفاني تأويل مي كنند و ظاهر شريعت را مخصوص كساني مي دانند كه كم خرد و از كمال معنوي بي بهره بوده اند، با اين وصف گاهي برخي از مقررات از مقام امامتشان صادر مي شود.

نزاريه و مستعليه و دروزيه و مقنعه

عبيداللّه مهدي كه سال 296 هجري قمري در آفريقا طلوع كرد، به طريق اسماعيليه به امامت خود دعوت كرد و سلطنت فاطمي را تأسيس نمود. پس از وي اعقابش مصر را دارالخلافه قرار داده تا هفت پشت بدون انشعاب، سلطنت و امامت اسماعيليه را داشتند. پس از هفتمين كه مستنصر باللّه، سعد بن علي بود، دو فرزند وي «نزار و مستعلي» سر خلافت و امامت منازعه كردند و پس از كشمكش بسيار و جنگهاي خونين، «مستعلي» غالب شد و برادر خود «نزار» را دستگير نموده زنداني ساخت تا مرد. در اثر اين كشمكش، پيروان فاطميين دو دسته شدند:

«نزاريه» و «مستعليه»

الف - «نزاريه»:

گروندگان به «حسن صباح» مي باشند كه وي از مقربان مستنصر بود و پس از مستنصر، براي طرفداري كه از نزار مي نمود، به حكم مستعلي از مصر اخراج شد. وي به ايران

آمده پس از چندي از قلعه الموت از توابع قزوين سر درآورد. قلعه الموت و چند قلعه ديگر مجاور را تسخير كرد و به سلطنت پرداخت. در آغاز كار به نزار دعوت كرد و پس از مرگ حسن (سال 518 هجري قمري) «بزرگ اميد رودباري» و پس از وي فرزندش «كيامحمد» به شيوه و آيين حسن صباح سلطنت كردند و پس از وي فرزندش «حسن علي ذكره السلام» پادشاه چهارم الموتي، روش حسن صباح را كه نزاري بود برگردانيده به باطنيه پيوست.

تا اينكه هلاكوخان مغول به ايران حمله كرد، وي قلاع اسماعيليه را فتح نمود و همه اسماعيليان را از دم شمشير گذرانيد، بناي قلعه ها را نيز با خاك يكسان ساخت و پس از آن در سال 1255 هجري، آقاخان محلاتي كه از نزاريه بود در ايران به محمد شاه قاجار ياغي شد و در قيامي كه در ناحيه كرمان نمود شكست خورده به بمبئي فرار كرد و دعوت باطني نزاري را به امامت خود منتشر ساخت و دعوتشان تا كنون باقي است و نزاريه فعلاً «آقا خانيه» ناميده مي شوند.

ب - «مستعليه»:

پيروان «مستعلي» فاطمي بودند كه امامتشان در خلفاي فاطميين مصر باقي ماند تا در سال 557 هجري قمري منقرض شدند و پس از چندي فرقه «بهره» در هند به همان مذهب ظهور كردند و تا كنون نيز مي باشند.

ج - «دروزيه»:

طايفه دروزيه كه در جبال دروز شامات ساكنند در آغاز كار، پيروان خلفاي فاطميين مصر بودند تا در ايام خليفه ششم فاطمي به دعوت «نشتگين دروزي» به باطنيه ملحق شدند. دروزيه در «اَلْحاكِمُ بِاللّهِ» كه به اعتقاد ديگران كشته شده، متوقف گشته مي گويند وي غيبت

كرده و به آسمان بالا رفته و دوباره به ميان مردم خواهد برگشت!

د - «مقنعه»:

در آغاز پيروان «عطاء مروي» معروف به «مقنع» بودند كه طبق اظهار مورخين از اتباع ابومسلم خراساني بوده است و پس از ابومسلم، مدعي شد كه روح ابومسلم در وي حلول نموده است و پس از چندي دعوي پيغمبري و سپس دعوي خدايي كرد! و سرانجام در سال 162 در قلعه كيش از بلاد ماوراءالنهر به محاصره افتاد و چون به دستگيري و كشته شدن خود يقين نمود، آتش روشن كرده با چند تن از پيروان خود داخل آتش شده و سوخت. پيروان «عطاء مقنع» پس از چندي مذهب اسماعيليه را اختيار كرده و به فرقه باطنيه ملحق شدند.

19 شيعه دوازده امامي و فرق ايشان با زيديه و اسماعيليه

اكثريت شيعه كه اقليتهاي نامبرده از آن منشعب و جدا شده اند «شيعه اماميه و دوازده امامي» ناميده مي شوند و چنانكه گفتيم در آغاز پيدايش به عنوان انتقاد و اعتراض در دو مسئله اساسي از مسائل اسلامي پيدا شده اند بي آنكه در آييني كه طبق تعليم پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در ميان مسلمين معاصر آن حضرت بود، سخني داشته باشند.

و آن دو مسئله «حكومت اسلامي و مرجعيت علمي» بود كه شيعه آن را حق اختصاصي اهل بيت مي دانستند.

«شيعه» مي گفتند:

خلافت اسلامي كه البته ولايت باطني و پيشوائي معنوي لازم لاينفك آن است، از آن علي و اولاد علي عليه السّلام است كه به موجب تصريح خود پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و ساير ائمه اهل بيت، دوازده تن مي باشند و مي گفتند:

تعليمات ظاهري قرآن كه احكام و قوانين شريعت مي باشند و در عين حال كه به

حيات معنوي كامل نيز مشتملند، داراي اصالت و اعتبارند و تا قيامت، فسخ بردار نيستند و اين احكام و قوانين را از راه اهل بيت بايد به دست آورد وبس.

و از اينجا روشن مي شود كه:

فرق كلي ميان شيعه دوازده امامي و شيعه زيدي اين است كه «شيعه زيدي» غالبا امامت را مختص به اهل بيت نمي داند و عدد ائمه را به دوازده منحصر نمي بيند و از فقه اهل بيت پيروي نمي كند برخلاف «شيعه دوازده امامي.»

و فرق كلي ميان شيعه دوازده امامي و شيعه اسماعيلي نيز اين است كه اسماعيليه معتقدند كه امامت به دور «هفت» گردش مي كند و نبوت در حضرت محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم ختم نشده است و تغيير و تبديل در احكام شريعت بلكه ارتفاع اصل تكليف خاصه به قول باطنيه مانع ندارد! برخلاف شيعه دوازده امامي كه حضرت محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را خاتم الانبياء مي دانند و براي وي دوازده وصي و جانشين قائلند و ظاهر شريعت را معتبر و غير قابل نسخ مي بيند و براي قرآن كريم هم ظاهر و هم باطن اثبات مي كنند.

20 خاتمه فصل

دو طايفه «شيخيه و كريم خانيه» كه در دو قرن اخير در ميان شيعه دوازده امامي پيدا شده اند نظر به اينكه اختلافشان با ديگران در توجيه پاره اي از مسائل نظري است نه در اثبات و نفي اصل مسائل، جدايي ايشان را انشعاب نشمرديم.

و همچنين فرقه «علي اللّهي» از شيعه دوازده امامي كه غلاة نيز ناميده مي شوند و مانند باطنيه، شيعه اسماعيلي، تنها به باطن قائلند از اين روي كه هيچگونه منطق منظمي ندارند به حساب نياورديم.

21 خلاصه تاريخچه شيعه دوازده امامي

چنانكه در فصول گذشته روشن شد اكثريت شيعه همان شيعه دوازده امامي بودند و همان عده از دوستان و هواداران علي عليه السّلام بودند كه پس از رحلت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم براي احياي حقوق اهل بيت، در خصوص خلافت و مرجعيت علمي به انتقاد و اعتراض پرداختند و از اكثريت مردم جدا شدند.

«شيعه» در زمان خلفاي راشدين (11 - 35 هجري قمري) پيوسته زير فشار قرار داشتند و پس از آن در مدت خلافت بني اميه (40 - 132) هر گونه امن و مصونيت از جان و مالشان برداشته شده بود، ولي هر چه فشار ستم و بيدادگري برايشان بيشتر مي شد، در عقيده خود استوارتر مي گشتند و مخصوصا از مظلوميت خود در پيشرفت عقيده بيشتر بهره مي بردند و از آن پس در اواسط قرن دوم كه خلفاي عباسي زمام حكومت اسلامي را به دست گرفتند، شيعه از فتوري كه در اين ميان پيدا شد، نفسي تازه كرد ولي با مهلت كمي باز عرصه برايشان تنگ شد تا اواخر قرن سوم هجري، روز به روز تنگتر مي شد.

در اوايل قرن چهارم كه سلاطين با نفوذ

آل بويه كه شيعه بودند روي كار آمدند، شيعه قدرتي كسب كرد و تا حدود زيادي آزادي عمل يافت و به مبارزه علني پرداخت و تا آخر قرن پنجم جريان كار به همين ترتيب بود و در اوايل قرن ششم كه حمله مغول آغاز شد، در اثر گرفتاريهاي عمومي و هم در اثر ادامه يافتن جنگهاي صليبي حكومتهاي اسلامي چندان فشار به عالم تشيّع وارد نمي ساختند.

و مخصوصا شيعه شدن جمعي از سلاطين مغول در ايران و حكومت سلاطين مرعشي در مازندران، در قدرت و وسعت جمعيت شيعه كمك بسزايي نمود و در هر گوشه از ممالك اسلامي و خاصه در ايران، تراكم ميليونها نفر شيعه را محسوس ساخت و اين وضع تا اواخر قرن نهم هجري ادامه داشت و از حدود افتتاح قرن دهم هجري در اثر ظهور سلطنت صفويه در ايران پهناور آن روز، مذهب شيعه رسميت يافت و تا كنون كه اواخر قرن چهارده هجري مي باشد به رسميت خود باقي است و به علاوه در همه نقاط جهان، دهها ميليون شيعه زندگي مي كنند.

بخش دوّم: تفكر مذهبي شيعه

1 معناي تفكر مذهبي

تفكر مذهبي، تفكر بحث و كنجكاوي را مي گوييم كه ماده اي از مواد مذهبي را كه در تعاليم آن مذهب است نتيجه بدهد؛ چنانكه تفكر رياضي مثلاً تفكري را مي گويند كه يك نظريه رياضي را نتيجه بدهد يا يك مسئله رياضي را حل كند.

2 مأخذ اساسي تفكر مذهبي در اسلام

البته تفكر مذهبي نيز مانند ساير تفكرات، مأخذي مي خواهد كه مواد فكري از آن سرچشمه بگيرد و به آن تكيه بزند؛ چنانچه در تفكر براي حل يك مسئله رياضي، يك رشته معلومات رياضي را بايد استخدام نمود كه بالا خره به عمليات فن مربوط منتهي شود. يگانه مأخذي كه دين آسماني اسلام (از آن جهت كه به وحي آسمان مي رسد) به آن اتكا دارد، همانا «قرآن كريم» است. قرآن كريم است كه مدرك قطعي نبوت همگاني و هميشگي پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم است و محتويات آن دعوت اسلامي مي باشد، البته تنها مأخذ بودن قرآن كريم ماَّخذ و مصادر ديگر تفكر صحيح و حجتهاي ديگر را الغا نمي كند چنانكه خواهيم گفت.

3 راههايي كه قرآن براي تفكر مذهبي نشان مي دهد

اشاره

قرآن كريم در تعليمات خود براي رسيدن و درك نمودن مقاصد ديني و معارف اسلامي، سه راه در دسترس پيروان خود قرار داده، به ايشان نشان مي دهد كه ظواهر ديني و حجت عقلي و درك معنوي از راه اخلاص و بندگي است.

توضيح اينكه:

ما مي بينيم قرآن كريم در بيانات خود، همه مردم را طرف خطاب قرار داده گاهي بي اينكه حجتي به گفته خود اقامه كند، بلكه به مجرد اتكا به فرمانروايي خدائي خود، به پذيرفتن اصول اعتقادي مانند توحيد و نبوت و معاد و احكام عملي مانند نماز و روزه و غير آنها امر مي كند و در برخي از اعمال نهي مي نمايد و اگر اين بيانات لفظي را حجيت نمي داد هرگز از مردم پذيرش و فرمانبرداري آنها را نمي خواست، پس ناگزير بايد گفت اين گونه بيانات ساده قرآن، راهي است براي فهم مقاصد ديني و معارف اسلامي. ما اين بيانات

لفظي را مانند:

(آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ) و: (اَقيمُوا الصَّلوةَ) را ظواهر ديني مي ناميم.

و از سوي ديگر مي بينيم قرآن كريم در آيات بسياري به سوي حجت عقلي، رهبري مي كند و مردم را به تفكر و تعقل و تدبر در آيات آفاق و انفس، دعوت مي فرمايد و خود نيز در موارد احقاق حقايق به استدلال عقلي آزاد مي پردازد و حقا هيچ كتاب آسماني علم و معرفت برهاني را براي انسان مانند قرآن كريم نمي شناسد.

قرآن كريم با اين بيانات اعتبار حجت عقلي و استدلال و برهاني آزاد را مسلم مي شمارد؛ يعني نمي گويد كه اول حقانيت معارف اسلامي را بپذيريد سپس به احتجاج عقلي پرداخته معارف نامبرده را از آنها استنتاج كنيد، بلكه با اعتماد كامل به واقعيت خود مي گويد:

به احتجاج عقلي پرداخته حقانيت معارف نامبرده را از آن دريابيد و بپذيريد و سخناني كه از دعوت اسلامي مي شنويد، تصديق آنها را از آفرينش جهان كه گواهي است راستگوي بپرسيد و بشنويد و بالا خره تصديق و ايمان را از نتيجه دليل به دست آوريد نه اينكه اول ايمان بياوريد و بعد به قيد مطابقت آن دليل اقامه كنيد، پس تفكر فلسفي نيز راهي است كه رسائي آن را قرآن كريم تصديق مي نمايد و از سوي ديگر مي بينيم قرآن كريم با بياني جالب روشن مي سازد كه همه معارف حقيقيه از توحيد و خداشناسي واقعي سرچشمه مي گيرد و استنتاج مي شود و كمال خداشناسي از آن كساني است كه خداوند آنان را از هر جاي جمع آوري كرده و براي خود اختصاص داده است.

آنان هستند كه خود را از همه كنار كشيده و همه چيز را فراموش كرده اند و در اثر

اخلاص و بندگي، همه قواي خود را متوجه عالم بالا ساخته ديده به نور پروردگار پاك روشن ساخته اند و با چشم واقع بين، حقايق اشياء و ملكوت آسمان و زمين را ديده اند؛ زيرا در اثر «اخلاص و بندگي» به يقين رسيده اند و در اثر يقين ملكوت در آسمان و زمين و زندگي جاوداني جهان ابديت برايشان مكشوف شده است. با توجه در آيات كريمه ذيل اين مدعا كاملاً روشن مي شود:

الف - (وَما اَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ اِلاّ نُوحي اِلَيْهِ اَنَّهُ لا اِلَهَ الاّ اَنَا فَاعْبُدونِ) (109)

(سوره انبياء، آيه 25)

ب - و مي فرمايد:

(سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ اِلاّ عِبادَ اللّهِ اْلمُخْلَصينَ) (110)

(سوره صافات، آيه 159 و 160)

ج - و مي فرمايد:

(قُلْ اِنَّما اَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحي اِلَيَّ اَنَّما اِلهُكُمْ اِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً و لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ اَحَداً) (111)

(سوره كهف، آيه 110)

د - و مي فرمايد:

(وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتيّ يَاْتِيَكَ الْيَقينُ) (112)

(سوره حجر، آيه 99)

ه - و مي فرمايد:

(وَكَذلِكَ نُري اِبْراهيمَ مَلَكوُتَ السَّمواتِ و الارض وَلِيكُونَ مِنَ اْلمُوقِنينَ) (113)

(سوره انعام، آيه 75)

و - و مي فرمايد:

(كَلاّ اِنَّ كِتابَ اْلاَبْرارِ لَفي عِلّييّنَ وَما اَدْريكَ ما عِلِّيُّونَ، كِتابٌ مَرْقُومٌ، يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (114)

(سوره مطففين، آيه 18 - 21)

ز - و مي فرمايد:

(كَلاّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اْليَقينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحيمَ) (115)

(سوره تكاثر، آيه 5 و 6)

پس يكي از راههاي درك معارف الهيه، همان تهذيب نفس و اخلاص در بندگي است.

تفاوت در ميان سه طريق نامبرده

با بيان گذشته روشن شد كه قرآن كريم براي درك معارف ديني، سه راه نشان داده است، ظواهر ديني و عقل و اخلاص در بندگي كه موجب انكشاف حقايق و مشاهده باطني آنهاست ولي

بايد دانست كه اين سه طريق از چند جهت با هم تفاوت دارند.

اولاً:

ظواهر ديني چون بياناتي هستند لفظي و به ساده ترين زباني القا شده اند، در دسترس مردم قرار دارند و هر كس به اندازه ظرفيت فهم خود از آنها بهره مند (116) مي شود، به خلاف دو طريق ديگر كه اختصاص به گروه خاصي داشته، همگاني نمي باشند.

ثانيا:

طريق ظواهر ديني راهي است كه با پيمودن آن مي توان به اصول و فروع معارف اسلامي پي برده و موارد اعتقادي و عملي دعوت (اصول معارف و اخلاق) را به دست آورد به خلاف دو طريق ديگر؛ زيرا اگر چه از راه عقل مي توان مسائل اعتقادي و اخلاقي و كليات مسائل عملي (فروع دين) را به دست آورد ولي جزئيات احكام نظر به اينكه مصالح خصوصي آنها در دسترس عقل قرار ندارند از شعاع عمل آن خارجند و همچنين راه تهذيب نفس چون نتيجه آن انكشاف حقايق مي باشد و آن علمي است خدادادي نمي توان نسبت به نتيجه آن و حقايقي كه با اين موهبت خدايي مكشوف و مشهود مي شوند، تحديدي قائل شد يا اندازه اي گرفت اينان چون از همه جا بريده اند و همه چيز را جز خدا فراموش كرده اند، تحت ولايت و سرپرستي مستقيم خدا مي باشند و آنچه را مي خواهد (نه آنچه خودشان مي خواهند) برايشان مشهود مي شود.

طريق اوّل: ظواهر ديني، اقسام ظواهر ديني

اقسام ظواهر ديني

چنانكه گذشت قرآن كريم كه مأخذ اساسي تفكر مذهبي اسلام است به ظواهر الفاظ خود در برابر شنوندگان خود حجيت واعتبار داده است و همان ظواهر آيات، بيان پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را تالي بيان قرآن قرار مي دهد و مانند آن حجت مي سازد؛ چنانكه مي فرمايد:

(وَ اَنْزَلَنْا

اِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ اِلَيْهِمْ). (117)

و مي فرمايد:

(هُو الَّذي بَعَثَ فِي اْلاُمِّييّنَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ اياتِهِ وَ يُزَكّيهِمْ وَ يُعَلّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ) (118)

و مي فرمايد:

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). (119)

پر روشن است كه اگر گفتار و رفتار پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و حتي سكوت و امضاي آن حضرت براي ما، مانند قرآن حجت نبود آيات مذكوره مفهوم درستي نداشت، پس بيان پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم براي كساني كه از آن حضرت مي شنوند يا با نقل قابل اعتماد نقل مي شود حجت و لازم الاتباع است.

و همچنين با تواتر (120) قطعي از آن حضرت رسيده است كه بيان اهل بيت وي مانند بيان خودش مي باشد و به موجب اين حديث و احاديث نبوي قطعي ديگر بيان اهل بيت تالي بيان پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مي باشد و اهل بيت در اسلام سمت مرجعيت علمي داشته در بيان معارف و احكام اسلام هرگز خطا نمي كنند و بيانشان به طريق مشافهه يا نقل، قابل اعتماد و حجت است.

از اين بيان روشن مي شود كه ظواهر ديني كه در تفكر اسلامي مدرك و مأخذ مي باشد دو گونه اند «كتاب و سنت» و مراد از «كتاب» ظواهر آيات كريمه قرآني مي باشد و مراد از «سنت» حديثي است كه از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و اهل بيت عليهم السّلام رسيده باشد.

حديث صحابه

اما احاديثي كه از صحابه نقل مي شود اگر متضمن قول يا فعل پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم باشد و مخالف با حديث اهل بيت نباشد،

قابل قبول است و اگر متضمن نظر و رأي خود صحابي باشد، داراي حجيتي نيست و حكم صحابه مانند حكم ساير افراد مسلمانان است و خود صحابه نيز با يك نفر صحابي معامله يكنفر مسلمان مي كردند.

بحث مجدد در كتاب و سنت

كتاب خدا (قرآن) مأخذ اساسي هرگونه تفكر اسلامي است و اوست كه ماَّخذ ديگر ديني را اعتبار و حجيّت مي دهد و از همين جهت بايد براي همگان قابل فهم باشد.

گذشته از اين، خود قرآن كريم، خود را نور و روشن كننده همه چيز معرفي مي كند و هم در مقام تحدي از مردم درخواست مي كند كه در آيات آن تدبر كرده ببينند كه هيچگونه اختلاف و تناقض وجود ندارد و اگر مي توانند، كتابي مانند آن بسازند و معارضه اش كنند. روشن است كه اگر قرآن براي همگان قابل فهم نبود اين گونه خطابات مورد نداشت.

البته نبايد پنداشت كه اين مطلب (كه قرآن به خودي خود براي همه قابل فهم است) با مطالب سابق كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و اهل بيت او در معاريف اسلامي كه در حقيقت مضامين قرآن كريم مي باشند، مراجع علمي هستند، منافات دارد؛ زيرا بخشي از معارف اسلامي كه احكام و قوانين شريعت مي باشد، قرآن كريم تنها كليات آنها را متضمن است و روشن شدن تفاصيل آنها مانند احكام نماز و روزه و داد و ستد و ساير عبادات و معاملات به مراجعه سنت (حديث اهل بيت) متوقف است.

و بخشي ديگر كه معارف اعتقادي و اخلاقي است اگرچه مضامين و تفاصيل آنها قابل فهم عموم مي باشد ولي در درك معاني آنها روش اهل بيت را بايد اتخاذ

نمود و هر آيه قرآني را با آيات ديگر قرآني توضيح داده و تفسير كرد نه به رأي و نظر خود كه از عادات و رسوم معمولي براي ما دلنشين شده و با آن مانوس گرديده ايم.

علي عليه السّلام مي فرمايد:

«برخي از قرآن با برخي ديگر به سخن درآمده معناي خود را مي فهماند و بعضي از آنها به بعضي ديگر گواهي مي دهد» (121).

و پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مي فرمايد:

«بخشي از قرآن بخش ديگر را تصديق مي كند» (122).

و نيز مي فرمايد:

«هر كه قرآن را به رأي خود تفسير كند، براي خود در آتش جايگاه مي سازد» (123).

مثالي ساده براي تفسير قرآن به قرآن: خداي تعالي در قصه عذاب قوم لوط در جايي مي فرمايد:

«برايشان باران بد، بارانيديم» (124)

و در جاي ديگر، اين كلمه را به كلمه اي ديگر تبديل كرده مي فرمايد:

«برايشان سنگ بارانيديم» (125).

و از انضمام آيه دوم به آيه اول روشن مي شود كه مراد از باران بد، سنگهاي آسماني است كسي كه با نظر كنجكاوي و در احاديث اهل بيت و در رواياتي كه از مفسرين صحابه و تابعين در دست است رسيدگي نمايد ترديد نمي كند كه روش تفسير قرآن به قرآن تنها روش ائمه اهل بيت عليهم السّلام مي باشد.

ظاهر و باطن قرآن

چنانكه فهميديم قرآن كريم با بيان لفظي خود مقاصد ديني را روشن مي كند و دستوراتي در زمينه اعتقاد و عمل به مردم مي دهد ولي مقاصد قرآن تنها به اين مرحله منحصر نيست بلكه در پناه همين الفاظ و در باطن همين مقاصد مرحله اي معنوي و مقاصدي عميقتر و وسيعتر قرار دارد كه خواص با دلهاي پاك خود مي تواند بفهمند.

پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و

آله و سلّم كه معلم خدائي قرآن است مي فرمايد:

«قرآن ظاهري اََنيق (زيبا و خوش آيند) و باطني عميق دارد» (126).

و نيز مي فرمايد:

«قرآن بطن دارد و بطنش نيز بطن دارد تا هفت بطن» (127) و در كلمات ائمه اهل بيت نيز از باطن قرآن بسيار نامبرده شده.است (128)

ريشه اصلي اين روايات مثلي است كه خداي متعال در سوره رعد، آيه 17 مي زند؛ خداي تعالي در اين آيه افاضه هاي آسماني را تشبيه فرموده به باراني كه از آسمان نازل مي شود و حيات زمين و اهل زمين بسته به آن است، با آمدن باران، سيل راه مي افتد و مسيلهاي گوناگون هر كدام به اندازه ظرفيت خود از آن سيل برداشته جريان پيدا مي كند، روي سيل در جريان خود با كفي پوشيده شده است ولي در زير كف، همان آب قرار دارد كه حياتبخش و به حال مردم سودمند مي باشد.

چنانكه اين مثل اشاره مي كند، ظرفيت افهام مردم در فرا گرفتن اين معارف آسماني كه حياتبخش درون انسان هستند - مختلف مي باشد.

كساني هستند كه جز به ماده و زندگي مادي چند روزه اين جهان گذران به چيزي اصالت نمي دهند و جز مشتهيات مادي، به چيزي دل نمي بندند و جز محروميتهاي مادي از چيزي نمي ترسند. اينان با اختلاف مراتبي كه دارند حداكثر آنچه از معارف آسماني بپذيرند اين است كه اعتقادات اجمالي را باور كنند و دستورهاي عملي اسلام را به طور جمود اجرا نمايند و بالا خره خداي يگانه را به اميد ثواب اخروي يا از ترس عقاب اخروي بپرستند.

و كساني هستند كه در اثر صفاي فطرت، سعادت خود را در دلبستگي به لذايذ گذران و زندگي چند روزه اين

جهان نمي بينند و سود و زيان و شيرين و تلخ اين سرا پيش ايشان جز پنداري فريبنده نيست و ياد گذشتگان كاروان هستي كه كامروايان ديروز و افسانه هاي امروز مي باشند، درس عبرتي است كه پيوسته برايشان تلقين مي شود.

اينان طبعا با دلهاي پاك خودشان متوجه جهان ابديت مي شوند و به نمودهاي گوناگون اين جهان ناپايدار به نظر آيه و نشانه نگاه مي كنند و هيچگونه اصالت و استقلالي به آنها نمي دهند.

آن وقت است كه از دريچه آيات و نشانه هاي زميني و آسماني نور نامتناهي عظمت كبرياي خداي پاك را با درك معنوي مشاهده مي كنند و دلهاي پاكشان يكجا شيفته درك رمزهاي آفرينش مي شود و به جاي اينكه در چاله تنگ سودپرستي شخصي، زنداني شوند در فضاي نامتناهي جهان ابديت به پرواز درآمده، اوج مي گيرند.

وقتي كه از راه وحي آسماني مي شنوند كه خداي تعالي از پرستش بتها نهي مي كند و ظاهر آن مثلاً نهي از سر فرود آوردن در برابر بت است، به سبب تجليل از اين نهي مي فهمند كه غير از خدا را نبايد اطاعت كرد؛ زيرا حقيقت اطاعت همان بندگي و سر فرود آوردن است و از آن بالاتر مي فهمند كه از غير خدا نبايد بيم و اميد داشت و از آن بالاتر مي فهمند كه به خواستهاي نفس نبايد تسليم شد و از آن بالاتر مي فهمند كه نبايد به غير خدا توجه نمود.

و همچنين وقتي كه از زبان قرآن مي شنوند كه به نماز امر مي كند و ظاهر آن به جا آوردن عبادت مخصوص است، به حسب باطن از آن مي فهمند كه بايد با دل و جان، كرنش و نيايش خدا را كرد و از آن بالاتر

مي فهمند كه بايد در برابر حق، خود را هيچ شمرد و فراموش كرد تنها به ياد خدا پرداخت. چنانكه پيداست معاني باطني كه در دو مثال گذشته يادآوري شد، مدلول لفظي امر و نهي نامبرده نيست ولي درك آنها براي كسي كه به تفكر وسيعتري پرداخته جهان بيني را به خود بيني ترجيح مي دهد، اجتناب ناپذير مي باشد.

با بيان گذشته، معناي ظاهر و باطن قرآن روشن شد.

و نيز روشن شد كه باطن قرآن ظاهر آن را ابطال و الغا نمي كند بلكه به منزله روحي است كه جسم خود را حيات مي بخشد و اسلام كه ديني است عمومي و ابدي و اصلاح جامعه بشري را در درجه اول اهميّت قرار مي دهد، از قوانين ظاهري خود كه مصلح جامعه مي باشند و از عقايد ساده خود كه نگهبان قوانين نامبرده هستند، هرگز دست بردار نيست.

چگونه ممكن است جامعه اي به دستاويز اينكه دل انسان بايد پاك باشد و ارزش براي عمل نيست، با هرج و مرج زندگي كند و به سعادت برسد؟ و چگونه ممكن است كردار و گفتار ناپاك، دلي پاك بپروراند يا از دل پاك كردار و گفتار ناپاك ترشح نمايد؟ خداي تعالي در كتاب خود مي فرمايد:

«پاكان از آن پاكان و ناپاكان از آن ناپاكانند.»

و مي فرمايد:

«زمين خوب، نبات خود را خوب مي روياند و زمين بد، جز محصول ناچيز نمي دهد» (129).

از بيان گذشته روشن شد كه قرآن كريم ظاهر و باطن و باطنش نيز مراتب مختلفه دارد و حديث نيز كه مبين مضمون قرآن كريم است به همان حال خواهد بود.

تأويل قرآن

در صدر اسلام در ميان اكثريت تسنن معروف بود كه قرآن كريم را در جايي كه دليل باشد

مي توان از ظاهرش صرف كرده به معناي خلاف ظاهر حمل كرد و معمولاً معناي خلاف ظاهر «تأويل» ناميده مي شد و آنچه در قرآن كريم به نام «تأويل» ذكر شده به همين معنا تفسير مي گردد.

در كتاب مذهبي جماعت و همچنين در مناظره هاي مذاهب مختلفه - كه به تحرير درآمده - بسيار به چشم مي خورد كه در مسئله اي كه با اجماع علماي مذهب يا دليل ديگري ثابت مي شود اگر با ظاهر آيه اي از آيات قرآني مخالف باشد، آيه را تأويل نموده به معناي خلاف ظاهر حمل مي كنند و گاهي دو طرف متخاصم براي دو قول متقابل با آيات قرآني احتجاج مي نمايند و هر كدام از دو طرف آيه، طرف ديگر را تأويل مي كند.

اين رويه كم و بيش به شيعه نيز سرايت نموده است و در برخي از كتب كلامي شان ديده مي شود. ولي آنچه پس از تدبر كافي در آيات قرآني و احاديث اهل بيت به دست مي آيد اين است كه قرآن كريم در لهجه شيرين و بيان روشن و رساي خود، هرگز شيوه لغز و معما پيش نگرفته و مطلبي را جز با قالب لفظي خودش به مردم القا نكرده است و آنچه در قرآن كريم به نام «تأويل» ذكر شده است از قبيل مدلول لفظ نيست بلكه حقايق و واقعيتهايي است كه بالاتر از درك عامه بوده كه معارف اعتقادي و احكام عملي قرآن از آنها سرچشمه مي گيرد.

آري همه قرآن تأويل دارد و تأويل آن مستقيما از راه تفكر قابل درك نيست و از راه لفظ نيز قابل بيان نمي باشد و تنها پيامبران و پاكان از اولياي خدا كه از آلايشهاي بشريت پاكند، مي توانند از

راه مشاهده، آنها را بيابند. آري، تأويل قرآن روز رستاخير براي همه مكشوف خواهد شد.

توضيح:

به خوبي مي دانيم آنچه بشر را وادار به سخنگويي و وضع لغت و استفاده از الفاظ نموده، همانا نيازمنديهاي اجتماعي مادي است. بشر در زندگي اجتماعي خود ناگزير است كه منويات و محتويات ضمير خود را به همنوعان خود بفهماند و براي همين منظور از صدا و گوش استمداد جويد و گاهي كم و بيش از اشاره و چشم استفاده كند.

و از اينجاست كه در ميان شخص گنگ و نابينا هيچگونه تفاهم برقرار نمي شود؛ زيرا آنچه نابينا به زبان مي گويد، گنگ نمي شنود و آنچه گنگ به اشاره مي فهماند نابينا نمي بيند و از اين روي در وضع لغات و نامگذاري اشياء تامين نيازمندي مادي منظور بوده و براي چيزهايي و اوضاع و احوالي، لفظ ساخته شده كه مادي و در دسترس حس يا نزديك به محسوس مي باشد چنانكه مي بينيم در مواردي كه مخاطب ما يكي از حواس را فاقد است، اگر بخواهيم از چيزهايي كه از راه همان حس مفقود درك مي شود، سخن بگوييم دست به يك نوع تمثيل و تشبيه مي زنيم مثلاً اگر بخواهيم به يك نابيناي مادرزاد از روشنايي و رنگ، يا به كودكي كه به حد بلوغ نرسيده از لذت عمل جنسي توصيف كنيم، مقصود خود را با نوعي از مقايسه و تشبيه و آوردن مثل مناسب تاديه مي كنيم، بنابراين، اگر فرض كنيم در جهان هستي، واقعيتهايي وجود دارد كه از ماده و آلايش ماده منزه است (و واقع امر هم همين است) و از گروه بشر در هر عصر يك يا چند تن انگشت شمار، استعداد درك و

مشاهده آنها را دارند، چنين چيزهايي از راه بيان لفظي و تفكر عادي قابل تفهيم و درك نخواهد بود و جز با تمثيل و تشبيه نمي توان به آنها اشاره كرد.

خداي متعال در كتاب خود مي فرمايد:

«ما اين كتاب را از قبيل لفظ، خواندني و عربي قرار داديم شايد شما آن را تعقل كنيد و بفهميد و همانا اين كتاب نزد ما در لوح محفوظ كه اصل كتب آسماني است، بسي بلند پايه و محكم اساس است (فهم عادي به آن نمي رسد و در آن رخنه نمي كند» (130)

و نيز مي فرمايد:

«تحقيقا اين كتاب قرآني است گرامي در كتابي كه از انظار عادي پنهان است، كسي به آن مس نمي كند مگر پاك شدگان» (131).

و همچنين در حق پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و اهل بيت وي مي فرمايد:

«خداي متعال مي خواهد از شما اهل بيت هرگونه پليدي را ببرد و شما را پاك گرداند» (132)

به دلالت اين آيات، قرآن كريم از مرحله اي سرچشمه مي گيرد كه افهام مردم از رسيدن به آنجا و نفوذ كردن در آنجا زبون است، كسي را نمي رسد كه كمترين دركي در آنجا داشته باشد جز بندگاني كه خدا آنان را پاك گردانيده است و اهل بيت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم از آن پاكانند.

و در جاي ديگر مي فرمايد:

«اينان كه ايمان به قرآن نمي آورند تكذيب كردند چيزي را كه به علم او احاطه نيافته اند و هنوز تأويل آن براي آنها مشهود نشده است (يعني روز قيامت كه حقايق اشياء بالعيان ديده مي شود» (133)

و باز در جاي ديگر مي فرمايد:

«روزي كه تأويل قرآن (همه قرآن) مشهود مي شود، كساني كه آن را فراموش

كرده بودند به راستي و صدقِ دعوت نبوت، اعتراف خواهند كرد» (134).

تتمه بحث در حديث

اعتبار اصل حديث كه قرآن كريم آن را امضا كرده است در ميان شيعه و ساير مسلمين جاي گفتگو نيست، ولي در اثر تفريطي كه از ناحيه فرمانروايان صدر اسلام در نگهداري حديث و افراطي كه از ناحيه صحابه و تابعين در ترويج حديث به عمل آمد، حديث به سرنوشت اسف آوري گرفتار شد.

از يك سوي خلفاي وقت از ثبت و كتابت حديث، منع مي نمودند و هر چه اوراق حديث به دست مي آوردند مي سوزانيدند و گاه از نقل حديث منع مي نمودند، از اين جهت بسياري از احاديث دستخوش تغيير و تحريف و فراموشي و نقل گرديد.

و از سوي ديگر، صحابه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم كه افتخار درك حضور و استماع حديث پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را داشتند و مورد احترام خلفاي وقت و عموم مسلمانان بودند، به ترويج حديث پرداختند و كار به جايي رسيد كه حديث به قرآن حكومت مي كرد و حتي گاهي حكم آيه با حديث فسخ مي شد (135) و بسيار اتفاق مي افتاد كه نَقَلَه يك حديث براي استماع يك حديث، فرسنگها راه پيموده رنج سفر بر خود هموار مي نمودند.

گروهي از بيگانگان كه به لباس اسلام درآمده بودند و جمعي از دشمنان خانگي اسلام به وضع و تغيير حديث پرداختند و حديث را از اعتبار و وثوق.انداختند (136)

به همين سبب دانشمندان اسلامي به فكر چاره افتاده و علم «رجال و درايه» را وضع كردند تا حديث درست را از نادرست تميز دهند.

ولي «شيعه» گذشته از اينكه در تنقيح سند

حديث مي كوشد مطابقت متن حديث را با قرآن در اعتبار آن لازم مي داند. از طريق شيعه در اخبار زيادي (137) كه سند آنها قطعي است - از پيغمبر اكرم و ائمه اهل بيت رسيده است حديثي كه مخالف قرآن كريم باشد ارزشي ندارد و حديثي را بايد معتبر شمرد كه با قرآن موافقت داشته باشد.

به موجب اين اخبار، شيعه به احاديثي كه مخالف قرآن است عمل نمي كند و اخباري كه (138) مخالفت و موافقت آنها معلوم نيست طبق دستور ديگري كه از ائمه اهل بيت رسيده بي اينكه رد كند يا قبول نمايد مسكوت عنه مي گذارد، البته در شيعه نيز اشخاصي پيدا مي شوند كه مانند گروهي از اهل سنت به هر حديثي كه به دستشان رسد، عمل مي كنند.

روش شيعه در عمل به حديث

حديثي كه بدون واسطه از زبان خود پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم يا ائمه اهل بيت عليه السّلام شنيده شود حكم قرآن كريم را دارد ولي حديثي كه با واسطه به دست ما مي رسد عمل شيعه در آن به ترتيب زير است:

در معارف اعتقادي كه به نص قرآن، علم و قطع لازم است به خبر متواتر يا خبري كه شواهد قطعي به صحت آن در دست است عمل مي شود و به غير اين دو قسم كه خبر واحد ناميده مي شود، اعتباري نيست، ولي در استنباط (139) احكام شرعيه نظر به ادله اي كه قائم شده علاوه به خبر متواتر و قطعي، به خبر واحد نيز كه نوعا مورد وثوق باشد عمل مي شود.

پس خبر متواتر و قطعي پيش شيعه مطلقا حجت و لازم الاتباع است و خبر غير قطعي (خبر واحد)

به شرط اينكه مورد وثوق نوعي باشد تنها در احكام شرعيه حجت مي باشد.

تعليم و تعلم عمومي در اسلام

تحصيل علم يكي از وظايف ديني اسلام است. پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مي فرمايد:

«طلب علم براي هر مسلماني فريضه (وظيفه واجب) مي باشد» (140) و طبق اخباري كه با شواهد قطعيه تاييد شده است، مراد از اين علم، دانستن اصول سه گانه اسلامي: توحيد، نبوت و معاد با لوازم قريب آنهاست و دانستن تفصيل احكام و قوانين اسلامي است براي هر فرد به اندازه ابتلاء و احتياج وي.

البته روشن است كه تحصيل علم به اصول دين، اگرچه با دليل اجمالي باشد براي همه ميسر و در خور توانايي است ولي تحصيل علم به تفصيل احكام و قوانين ديني از راه استفاده و استنباط فني از مدارك اصلي كتاب و سنت (فقه استدلالي) كار همه كس نيست و تنها در خور توانائي برخي از افراد مي باشد و در اسلام حكم طاقت فرسا (حرجي) تشريع نشده است.

از اين روي، تحصيل علم به احكام و قوانين ديني از راه دليل به طور واجب كفايي به بعضي از افراد كه توانايي و صلاحيت آن را دارند، اختصاص يافته و وظيفه بقيه افراد طبق قاعده عمومي «وجوب رجوع جاهل به عالم (قاعده رجوع به خبره») آن است كه به افراد نامبرده (كه مجتهدين و فقها ناميده مي شوند) مراجعه كنند (و اينها مراجع تقليد ناميده مي شوند) البته اين مراجعه و تقليد غير از تقليد در اصول معارف است كه به نص آيه كريمه:

(وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ علمٌ) (141)

ممنوع مي باشد (142)

بايد دانست كه شيعه، تقليد ابتدايي را از مجتهد

ميت جايز نمي داند؛ يعني كسي كه مسئله را از راه اجتهاد نمي داند و طبق وظيفه ديني بايد از مجتهد تقليد كند، نمي تواند به نظر مجتهدي كه زنده نيست مراجعه كند مگر اينكه در همين مسئله به مجتهد زنده اي تقليد كرده باشد و پس از مرگ مرجع و مقلد خود، به نظر وي باقي بماند.

اين مسئله يكي از عوامل مهمه زنده و تر و تازه ماندن فقه اسلامي شيعه است كه پيوسته افرادي در راه تحصيل اجتهاد، تلاش كرده به كنجكاوي در مسائل فقهي مي پردازند، ليكن اهل سنت در اثر اجماعي كه در قرن پنجم هجري بر لزوم اتباع مذهب يك از فقهاي اربعه شان: ابوحنيفه، مالك، شافعي و احمد بن حنبل نمودند اجتهاد آزاد را و همچنين تقليد غير يكي از اين چهار فقيه را جايز نمي دانند! و در نتيجه فقه شان در همان سطح تقريبا 1200 سال پيش باقي مانده است و در اين اواخر، جمعي از منفردين، از اجماع نامبرده سر پيچيده به اجتهاد آزاد مي پردازند.

شيعه و علوم نقليه

علوم اسلامي كه مرهون تدوين علماي اسلامي مي باشد به دو بخش «عقليه و نقليه» منقسم مي شود، «علوم نقليه» علومي است كه مسائل آنها به نقل، متكي است مانند لغت و حديث و تاريخ و نظاير آنها و «علوم عقليه» غير آن است مانند فلسفه و رياضيات.

ترديد نيست كه عامل اصلي پيدايش علوم نقليه در اسلام، همانا قرآن كريم مي باشد و به استثناي دو سه فن مانند تاريخ و انساب و عروض، عموما خانه زاد اين كتاب آسماني هستند.

مسلمانان به راهنمائي بحث و كنجكاويهاي ديني، به تدوين اين علوم پرداختند كه عمده آنها از ادبيات عربي،

علم نحو، صرف، معاني، بيان، بديع و لغت مي باشد و از فنون مربوط به ظواهر ديني، علم قرائت، تفسير، حديث، رجال، درايه اصول و فقه مي باشد.

«شيعه» نيز به نوبت خود، در تأسيس و تنقيح اين علوم، سهم بسزايي دارند بلكه مؤ سس و مبتكر بسياري از آنها «شيعه» بوده است؛ چنانكه نحو (دستور زبان عربي را) ابوالاسود دئلي كه از صحابه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و علي عليه السّلام بود املاء و راهنمائي علي عليه السّلام تدوين نمود و يكي از بزرگترين مؤ سسين (143) علوم فصاحت و بلاغت (معاني و بيان و بديع) صاحب بن عباد شيعي از وزراي آل بويه بود و اولين كتاب لغت (144) «كتاب العين» است كه تاليف دانشمند معروف خليل بن احمد بصري شيعي است كه واضع علم عروض بوده است و هم در علم نحو استاد سبويه نحوي مي باشد.

و قرائت عاصم (145) در قرآن به يك واسطه به علي عليه السّلام مي رسد و عبداللّه بن عباس كه در تفسير، مقدمترين صحابه شمرده مي شود، شاگرد علي عليه السّلام و مساعي اهل بيت عليهم السّلام و شيعيانشان در حديث و فقه و اتصال فقهاي اربعه و غير آنها به امام پنجم و ششم شيعه معروف است و در اصول فقه نيز پيشرفت عجيبي كه در زمان وحيد بهبهاني (متوفاي 1205) و بالا خص به دست شيخ مرتضي انصاري (متوفاي سال 1281 هجري قمري) نصيب شيعه شده هرگز با اصول فقه اهل سنت قابل مقايسه نيست.

طريق دوّم: بحث عقلي

تفكر عقلي، فلسفي و كلامي

سابقا تذكر داديم (146) كه قرآن كريم تفكر عقلي را امضا نموده و آن را جزء

تفكر مذهبي قرار داده است البته به عكس هم، تفكر عقلي نيز پس از آنكه حقانيت و نبوت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم تصديق نموده است، ظواهر قرآن را كه وحي آسماني است و بيانات پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و اهل بيت گراميش عليهم السّلام را در صف حجتهاي عقلي قرار داده و حجتهاي عقلي كه انسان با فطرت خدادادي نظريات خود را با آنها اثبات مي كند دو قسم است «برهان و جدل.»

«برهان» حجتي است كه مواد آن مقدماتي حق (واقعي) باشند اگر چه مشهود يا مسلم نباشند و به عبارت ديگر، قضايايي باشند كه انسان با شعور خدادادي خود اضطراراً آنها را درك و تصديق مي كند چنانكه مي دانيم عدد سه از چهار كوچكتر است، اين گونه تفكر، تفكر عقلي است و در صورتي كه در كليات جهان هستي انجام گيرد مانند تفكر در مبداء آفرينش و سرانجام جهان و جهانيان تفكر فلسفي ناميده مي شود.

و «جدل» حجتي است كه همه يا برخي از مواد آن از مشهورات و مسلّمات گرفته شود چنانكه در ميان گروندگان اديان و مذاهب معمول است كه در داخل مذهب خود، نظريات مذهبي را با اصول مسلمه آن مذهب، اثبات مي كنند. قرآن كريم هر دو شيوه را به كار بسته و آيات بسياري در اين كتاب آسماني در هر يك از اين دو شيوه موجود است:

اولاً: به تفكر آزاد در كليات جهان هستي و در نظام كلي عالم و در نظامهاي خاص مانند نظام آسمان و ستارگان و شب و روز و زمين و نباتات و حيوان و انسان و غير آنها

امر مي كند و با رساترين ستايش از كنجكاوي عقلي آزاد مي ستايد.

و ثانيا: به تفكر عقلي جدلي كه معمولاً بحث كلامي ناميده مي شود مشروط به اينكه با بهترين صورتي (به منظور اظهار حق، بي لجاجت مقرون به اخلاق نيكو) انجام گيرد، امر نموده است؛ چنانكه مي فرمايد:

(اُدْعُ اِلي سَبيلِ رَبِّكَ بِاْلحِكْمَةِ وَ اْلَمْوعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتي هِيَ اَحْسَنُ) (147)

پيش قدمي شيعه در تفكر فلسفي و كلامي در اسلام

كاملاً روشن است كه از روز اول، گروه اقليت شيعه از اكثريت تسنن جدا شده پيوسته با مخالفين خود در نظريات خاصه اي كه داشت به محاجه مي پرداخت. درست است كه محاجه دو طرفي است و متخاصمين هر دو در آن سهيم مي باشند ولي پيوسته شيعه جانب حمله وديگران جانب دفاع را به عهده داشته اند و پيشقدمي در تهيه وسائل كافي مخاصمت در حقيقت از آن كسي است كه به حمله مي پردازد.

و نيز در پيشرفتي كه تدريجا نصيب مبحث كلامي شد و در قرن دوم و اوايل قرن سوم با شيوع مذهب اعتزال به اوج ترقي رسيد پيوسته علما و محققين شيعه - كه شاگرد مكتب اهل بيت بودند - در صف اول متكلمين قرار داشتند. گذشته از اينكه (148) سلسله متكلمين اهل سنت از اشاعره و معتزله و غير ايشان به پيشواي اول شيعه علي عليه السّلام مي رسد.

و اما كساني كه به آثار صحابه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم آشنايي دارند خوب مي دانند كه در ميان اين همه آثار كه از صحابه (در حدود دوازده هزار نفر از ايشان ضبط شده) در دست است، حتي يك اثر كه مشتمل به تفكر فلسفي باشد نقل نشده، تنها

اميرالمؤمنين عليه السّلام است كه بيانات جذاب وي در الهيّات عميق ترين تفكرات فلسفي را دارد.

صحابه و علماي تابعين كه به دنبال صحابه آمده اند و بالا خره عرب آن روز به تفكر آزاد فلسفي هيچگونه آشنايي نداشتند و در سخنان دانشمندان دو قرن اول هجري نمونه اي از كنجكاوي فلسفي ديده نمي شود تنها بيانات عميق پيشوايان شيعه و بالخصوص امام اول و هشتم شيعه است كه ذخاير بي كران از افكار فلسفي را داراست و آنان مي باشند كه گروهي از شاگردان خود را با اين طرز تفكر آشنا ساختند.

آري عرب از طرز تفكر فلسفي دور بود تا نمونه اي از آن را در ترجمه برخي از كتب فلسفي يونان به عربي در اوايل قرن دوم هجري ديد و پس از آن كتب بسياري در اوايل قرن سوم هجري از يوناني و سرياني و غير آن به عربي ترجمه شد و روش تفكر فلسفي در دسترس عموم قرار گرفت و با اين حال اكثريت فقها و متكلمين به فلسفه و ساير علوم عقليه كه مهمانان تازه واردي بودند، روي خوشي نشان نمي دادند و اين مخالفت اگرچه در آغاز كار به واسطه حمايتي كه حكومت وقت از اين علوم مي كرد، تاثير قابل توجهي نداشت ولي پس از كمي، صفحه برگشت و همراه منع اكيد، كتب فلسفي را به دريا ريختند و رسائل اخوان الصفا - كه تراوش فكري يك عده مؤلفين گمنامي است - يادگاري است از آن روز و گواهي است كه چگونگي وضع ناهنجار آن وقت را نشان مي دهد.

پس از اين دوره در اوايل قرن چهارم هجري، فلسفه توسط «ابي نصر فارابي» احيا شد و در اوايل

قرن پنجم در اثر مساعي فيلسوف معروف «بوعلي سينا» فلسفه توسعه كامل يافت و در قرن ششم نيز فلسفه اشراق را «شيخ سهروردي» تنقيح نمود و به همين جرم نيز به اشاره سلطان صلاح الدين ايوبي كشته شد! و ديگر پس از آن داستان فلسفه از ميان اكثريت برچيده شد و فيلسوفي نامي به وجود نيامد جز اينكه در قرن هفتم در اندلس - كه در حاشيه ممالك اسلامي واقع بود - ابن رشد اندلسي به وجود آمد و در نتقيح فلسفه.كوشيد (149)

كوشش پايدار شيعه در فلسفه و ساير علوم عقليه

شيعه چنانكه در آغاز، براي پيدايش تفكر فلسفي عاملي مؤثر بود در پيشرفت اين گونه تفكر و ترويج علوم عقليه نيز ركني مهم بود و پيوسته بذل مساعي مي كرد و از اين روي با اينكه با رفتن ابن رشد، فلسفه از ميان اكثريت تسنن رفت، هرگز از ميان شيعه نرفت و پس از آن نيز فلاسفه اي نامي مانند خواجه طوسي و ميرداماد و صدرالمتاءلهين به وجود آمده يكي پس از ديگري در تحصيل و تحرير فلسفه كوشيدند.

همچنين در ساير علوم عقليه كساني مانند خواجه طوسي و بيرجندي و غير ايشان به وجود آمدند. همه اين علوم و به ويژه فلسفه الهي در اثر كوشش خستگي ناپذير شيعه پيشرفت عميق كرد چنانكه با سنجش آثار خواجه طوسي و شمس الدين تركه و ميرداماد و صدرالمتاءلهين با آثار گذشتگان روشن است.

چرا فلسفه در شيعه باقي ماند

چنانكه عامل مؤثر در پيدايش تفكر فسلفي و عقلي در ميان شيعه و به وسيله شيعه در ميان ديگران ذخاير علمي بوده كه از پيشوايان شيعه به يادگار مانده، عامل مؤثر در

بقاي اين طرز تفكر در ميان شيعه نيز همان ذخاير علمي است كه پيوسته شيعه به سوي آنها با نظر تقديس و احترام نگاه مي كند.

و براي روشن شدن اين مطلب، كافي است كه ذخاير علمي اهل بيت عليهم السّلام را با كتب فلسفي كه با مرور تاريخ نوشته شده بسنجيم؛ زيرا عيانا خواهيم ديد كه روز به روز فلسفه به ذخاير علمي نامبرده نزديكتر مي شد تا در قرن يازده هجري تقريبا به همديگر منطبق گشته و فاصله اي جز اختلاف تعبير در ميان نمانده است.

چند تن از نوابغ علمي شيعه

الف - ثقة الاسلام محمد بن يعقوب كليني (متوفاي 329 هجري) وي در شيعه اولين كسي است كه روايات شيعه را از اصول (هر يك از محدثين روايتهايي كه از ائمه اهل بيت اخذ كرده بود در كتابي جمع آوري مي كرده و كتاب نامبرده «اصل» ناميده مي شد) استخراج و تفطيع كرده و به ترتيب ابواب فقه و اعتقاد مرتب ساخته است. كتاب وي كه «كافي» ناميده مي شود به سه بخش اصول، فروع و روضه (متفرقات) منقسم و به «16199» حديث مشتمل است و معتبرترين و معروفترين كتاب حديثي است كه در عالم تشيع شناخته مي شود.

و سه كتاب ديگر كه تالي كافي مي باشند [عبارتند از:] كتاب «من لايحضره الفقيه» شيخ صدوق محمد بن بابويه قمي (متوفاي 381 هجري قمري) و كتاب «تهذيب» و كتاب «استبصار» تاليف شيخ طوسي (متوفاي 460 هجري قمري) مي باشد.

ب - ابوالقاسم جعفر بن حسن بن يحياي حلي، معروف به محقق (متوفاي 676) وي نابغه فقه سرآمد فقهاي شيعه مي باشد و از شاهكارهاي فقهي وي كتاب «مختصر نافع» و كتاب «شرايع» است كه هفتصد سال

است در ميان فقها دست به دست مي گردند و به نظر اعجاب و تجليل ديده مي شوند.

و بعنوان تالي محقق، شهيد اول شمس الدين محمد بن مكي را بايد شمرد كه در سال 786 هجري قمري، در دمشق به جرم تشيع كشته شد.

و از شاهكارهاي فقهي او كتاب «لمعه دمشقيه» است كه پس از گرفتاري، به مدت هفت روز در زندان نوشته است.

و همچنين بايد شيخ جعفر كاشف الغطاء نجفي (متوفاي 1227) را برشمرد و از شاهكاريهاي فقهي وي كتاب «كشف الغطاء» است.

ج - شيخ مرتضي انصاري شوشتري (متوفاي 1281 هجري قمري) وي علم اصول فقه را تنقيه فرموده مجاري اصول عمليه را كه مهمترين بخش اين فن است محرر ساخت و اكنون بيشتر از صد سال است كه مكتب وي پيش فقهاي شيعه داير است.

د - خواجه نصيرالدين طوسي (متوفاي 676 هجري قمري) وي اولين كسي است كه علم كلام را به شكل فني كامل درآورد و از شاهكارهاي وي كتاب «تجريد الكلام» است كه بيشتر از هفتصد سال مي باشد اعتبار خود را در ميان اهل فن حفظ كرده است و شروح و حواشي بي شماري از عامه و خاصه بر آن نوشته شده. خواجه علاوه بر نبوغي كه در علم كلام دارد، در فلسفه و رياضيات نيز يكي از نوابغ عصر خود به شمار مي رود و بهترين گواه آن تاليفات ارزنده اي است كه در همه علوم عقليه دارد و رصدخانه مراغه هم از آثار اوست.

ه - صدرالدين محمد شيرازي (متولد 979 متوفاي 1050 هجري قمري) وي اولين فيلسوفي است كه مسائل فلسفه را (پس از آنكه قرنها در اسلام سير كرده بود) از حالت

پراكندگي درآورده مانند مسائل رياضي روي هم چيد.

و از اين روي اولاً: امكان تازه اي به فلسفه داده شد كه صدها مسئله فلسفي كه در فسلفه قابل طرح نبود مطرح و حل شود.

و ثانيا: يك سلسله از مسائل عرفاني (كه تا آن روز طوري وراي طور عقل و معلومات بالاتر از درك تفكري شمرده مي شدند) به آساني مورد بحث و نظر قرار گيرند.

و ثالثا: ذخاير زيادي از ظواهر ديني و بيانات عميق فلسفي پيشوايان اهل بيت عليهم السّلام كه قرنها صفت معماي لاينحل را داشتند و غالبا از متشابهات شمرده مي شدند، حل و روشن شدند و به اين ترتيب ظواهر ديني و عرفان فلسفه آشتي كامل پذيرفته و در يك مسير افتادند.

و پيش از صدر المتاءلهين نيز دانشمنداني مانند «شيخ سهروردي» مؤلف «حكمة الاشراق» از فلاسفه قرن ششم و «شمس الدين محمد تركه» در فلاسفه قرن هشتم هجري، قدمهاي مؤثري در اين راه برداشته اند ولي موفقيت كامل، نصيب «صدر المتالهين» شد.

صدرالمتاءلهين، در پيرو اين روش موفق شد كه نظريه حركت جوهري را به ثبوت برساند و بعد رابع و نظريه نسبيت را (البته در خارج ذهن نه در فكر) كشف نمايد و نزديك به پنجاه كتاب و رساله تاليف كرده و از شاهكارهاي وي در فلسفه كتاب «اسفار» در چهار جلد مي باشد.

طريق سوم: كشف

انسان و درك عرفاني

در عين حال كه اكثريت قاطع افراد انسان سرگرم تنظيم امور معاش و تلاش در رفع حوايج زندگي روزانه هستند و به معنويات نمي پردازند، در نهاد اين نوع، غريزه اي به نام «غريزه واقع بيني» موجود است كه گاهي در برخي از افراد به كار افتاده به يك رشته دركهاي معنوي وادارش

مي كند.

هر انسان (علي رغم سوفسطيها و شكاكان كه هر حقيقت و واقعيتي را پندار و خرافه مي نامند) به واقعيت ثابتي ايمان دارد و گاهي كه با ذهني صاف و نهادي پاك به واقعيت ثابت جهان آفرينش تماشا مي كند، از سوي ديگر ناپايداري اجزاي جهان را درك مي نمايد، جهان و پديده هاي جهان را مانند آيينه هايي مي يابد كه واقعيت ثابت زيبايي را نشان مي دهند كه لذت درك آن هر لذت ديگري را در چشم بيننده خوار و ناچيز مي نماياند و طبعا از نمونه هاي شيرين و ناپايدار زندگي مادي باز مي دارد.

اين همان جذبه عرفاني است كه انسان خداشناس را به عالم بالا متوجه ساخته و حجت خدايي پاك را در دل انسان جايگزين مي كند و همه چيز را فراموش مي دارد و گرداگرد همه آرزوهاي دور و دراز وي خط بطلان مي كشد و انسان رابه پرستش و ستايش خداي ناديده كه از هر ديدني و شنيدني روشنتر و آشكارتر است، وامي دارد و در حقيقت هم اين كشش باطني است كه مذاهب خداپرستي را در جهان انساني به وجود آورده است.

عارف، كسي است كه خدا را از راه مهر و محبت پرستش مي كند نه به اميد ثواب (150) و نه از ترس عقاب و از اينجا روشن است كه عرفان را نبايد در برابر مذاهب ديگر، مذهبي شمرد بلكه عرفان راهي است از راههاي پرستش (پرستش از راه محبت نه از راه بيم يا اميد) و راهي است براي درك حقايق اديان در برابر راه ظواهر ديني و راه تفكر عقلي.

هر يك از مذاهب خداپرستي حتي وثنيت، پيرواني دارد كه از اين راه سلوك مي كنند. وثنيت و كليميت

و مسيحيت و مجوسيت و اسلام عارف دارند و غير عارف.

ظهور عرفان در اسلام

در ميان صحابه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم (كه نزديك به دوازده هزار نفر از ايشان در كتب رجال ضبط و شناخته شده اند) تنها علي عليه السّلام است كه بيان بليغ او از حقايق عرفاني و مراحل حيات معنوي به ذخاير بي كراني مشتمل است.

و در آثاري كه از ساير صحابه در دست است خبري از اين مسائل نيست، در ميان ياران و شاگردان او كساني مانند «سلمان فارسي و اويس قرني و كميل بن زياد و رشيد هجري و ميثم تمار» پيدا مي شود كه عامه عرفا - كه در اسلام به وجود آمده اند - ايشان را پس از علي عليه السّلام در راس سلسله هاي خود قرار داده اند و پس از اين طبقه، كسان ديگري مانند «طاووس يماني و مالك بن دينار و ابراهيم ادهم و شقيق بلخي» در قرن دوم هجري به وجود آمده اند كه بي آنكه به عرفان و تصوف تظاهر كنند، درزي زهاد و پيش مردم، اولياي حق و مردان وارسته بودند ولي در هر حال ارتباط تربيتي خود را به طبقه پيشين خود نمي پوشانيدند.

پس از اين طبقه، طايفه ديگري در اواخر قرن دوم و قرن سوم مانند «با يزيد بسطامي و معروف كرخي و جنيد بغدادي» و نظايرشان به وجود آمدند كه به سير و سلوك عرفاني پرداختند و به عرفان و تصوف تظاهر نمودند و سخناني به عنوان كشف و شهود زدند كه به واسطه ظواهر زننده اي كه داشت، فقها و متكلمين وقت را برايشان مي شورانيد و در نتيجه مشكلاتي برايشان به وجود

مي آورد و بسياري از ايشان را به دخمه زندان يا زير شكنجه يا پاي دار مي كشانيد.

با اين همه در طريقه خود در برابر مخالفين خود سماجت كردند و بدين ترتيب روز به روز طريقت در حال توسعه بود تا در قرن هفتم و هشتم هجري به اوج وسعت و قدرت خود رسيد و پس از آن نيز گاهي در اوج و گاهي در حضيض، تا كنون به هستي خود ادامه داده.است (151)

اكثريت مشايخ عرفان كه نامهايشان در تذكره ها ضبط شده است به حسب ظاهر مذهب تسنن را داشته اند و طريقت به شكلي كه امروز مشاهده مي كنيم (مشتمل به يك رشته آداب و رسومي كه در تعاليم كتاب و سنت خبري از آنها نيست) يادگار آنان مي باشد اگر چه برخي از آداب و رسومشان به شيعه نيز سرايت نموده است.

چنانكه گفته اند جماعت بر اين بودند كه در اسلام برنامه براي سير و سلوك بيان نشده است بلكه طريق معرفت نفس، طريقي است كه مسلمين به آن پي برده اند و مقبول حق مي باشد مانند طريق رهبانيت كه بي اينكه در دعوت مسيح عليه السّلام وارد شده باشد، نصارا از پيش خود درآوردند و مقبول قرار.گرفت (152)

از اين روي هر يك از مشايخ طريقت آنچه را از آداب و رسوم صلاح ديده در برنامه سير و سلوك گذاشته و به مريدان خود دستور داده است و تدريجا برنامه وسيع و مستقلي به وجود آمده است؛ مانند مراسم سرسپردگي و تلقين ذكر و خرقه و استعمال موسيقي و غنا و وجد در موقع ذكر و گاهي در بعضي سلسله ها كار به جايي كشيده كه شريعت در سويي قرار گرفته

و طريقت در سوي ديگر و طرفداران اين روش عملاً به باطنيه ملحق شده اند ولي با ملاحظه موازين نظري شيعه، آنچه از مدارك اصلي اسلام (كتاب و سنت) مي توان استفاده نمود خلاف اين است و هرگز ممكن نيست بيانات ديني به اين حقيقت راهنمايي نكند يا در روشن كردن برخي از برنامه هاي آن اهمال ورزد يا در مورد كسي (هر كه باشد) از واجبات و محرمات خود صرفنظر نمايد.

راهنمائي كتاب و سنت به عرفان نفس و برنامه آن

خداي متعال در چندين جا از كلام خود امر مي كند كه مردم در قرآن تدبر و دنباله گيري كنند و به مجرد ادراك سطحي قناعت ننمايند و در آيات بسياري جهان آفرينش و هر چه را كه در آن است (بي استثنا) آيات و علامات و نشانه هاي خود معرفي مي كند.

با كمي تعمق و تدبر در معناي آيه و نشانه، روشن مي شود كه آيه و نشانه از اين جهت آيه و نشانه است كه ديگري را نشان دهد نه خود را؛ مثلاً چراغ قرمز كه علامت خطر، نصب مي شود كسي كه با ديدن آن متوجه خطر مي شود چيزي جز خطر در نظرش نيست و توجهي به خود چراغ ندارد و اگر در شكل چراغ يا ماهيت شيشه يا رنگ آن فكر كند در متفكره خود صورت چراغ يا شيشه يا رنگ را دارد نه مفهوم خطر را.

بنابراين، اگر جهان پديده هاي جهان و همه و از هر روي آيات و نشانه هاي خداي جهان باشند هيچ استقلال وجودي از خود نخواهند داشت و از هر روي كه ديده مي شوند جزء خداي پاك را نشان نخواهند داد و كسي كه به تعليم

و هدايت قرآن با چنين چشمي به چهره جهان و جهانيان نگاه مي كند چيزي جز خداي پاك درك نخواهد كرد و به جاي اين زيبايي كه ديگران در نمود دلرباي جهان مي يابند وي زيبايي و دلربايي نامتناهي خواهد ديد كه از دريچه تنگ جهان، خودنمايي و تجلي مي نمايد و آن وقت است كه خرمن هستي خود را به تاراج داده دل را به دست محبت خدايي مي سپارد.

اين درك چنانكه روشن است به وسيله چشم و گوش و حواس ديگر يا به وسيله خيال يا عقل نيست؛ زيرا خود اين وسيله ها و كار آنها نيز آيات و نشانه ها مي باشند و در اين دلالت و هدايت مغفول عنه هستند (153)

اين راهرو كه هيچ همتي جز ياد خدا و فراموش نمودن همه چيز ندارد وقتي كه مي شنود خداي متعال در جاي ديگر از كلام خود مي فرمايد:

«اي كساني كه ايمان آورده ايد! نفس خود را دريابيد وقتي كه شما راه را يافتيد ديگران كه گمراه مي شوند به شما زياني نخواهند رسانيد» (154) ، خواهد فهميد كه يگانه شاهراهي كه هدايتي واقعي و كامل را در بر دارد، همان راه نفس اوست و راهنماي حقيقي وي كه خداي اوست او را موظف مي دارد كه خود را بشناسد و همه راهها را پشت سر انداخته راه نفس خود را در پيش گيرد و به خداي خود از دريچه نفس خود نگاه كند كه مطلوب واقعي خود را خواهد يافت.

و از اين روي پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مي فرمايد:

«هر كه خود را شناخت خدا را شناخت» (155).

و نيز مي فرمايد:

«كساني از شما خدا را بهتر مي شناسد كه خود را

بهتر شناسد» (156).

و اما برنامه سير و سلوك اين راه، آيات قرآني بسياري است كه به ياد خدا امر مي كند مانند اينكه مي فرمايد:

«مرا ياد كنيد تا شما را ياد كنم» (157) و غير آن.

و اعمال صالحه اي است كه كتاب و سنت تفصيل داده اند و در اختتام آن فرموده اند:

«از پيغمبر خود پيروي كنيد» (158) ، و چگونه ممكن و متصور است اسلام راهي را راه خدا تشخيص دهد و مردم را به پيمودن آن توصيه نكند يا آن را بشناساند ولي از بيان برنامه آن غفلت كند يا اهمال ورزد و حال آنكه خداي متعال در كلام خود مي فرمايد:

«ما قرآن را به سوي تو نازل كرديم در حالي كه بيان روشني است نسبت به هر چيزي كه به دين و دنياي مردم ارتباط دارد» (159).

بخش سوم: اعتقادات اسلامي از نظر شيعه دوازده امامي

1 - خداشناسي

نظري به جهان هستي و واقعيت - ضرورت وجود خداوند

درك و شعور انسان كه با پيدايش او توام است در نخستين گامي كه بر مي دارد هستي خداي جهان و جهانيان را بر وي روشن مي سازد؛ زيرا به رغم آنان كه در هستي خود و در همه چيز اظهار شك و ترديد مي كنند و جهان هستي را خيال و پندار مي نامند ما مي دانيم يك فرد انسان در آغاز پيدايش خود كه با درك و شعور توام است، خود و جهان را مي يابد؛ يعني شك ندارد كه او هست و چيزهاي ديگري جز او هست و تا انسان انسان است اين درك و علم در او هست و هيچگونه ترديد برنمي دارد و تغيير نمي پذيرد.

اين واقعيت و هستي كه انسان در برابر سوفسطي و شكاك اثبات مي كند ثابت است و هرگز بطلان نمي پذيرد؛

يعني سخن سوفسطي و شكاك كه در حقيقت نفي واقعيت مي كند هرگز و هيچگاه درست نيست پس جهان هستي واقعيت ثابتي در بر دارد.

ولي هر يك از اين پديده هاي واقعيت دار كه در جهان مي بينيم دير يا زود واقعيت را از دست مي دهد و نابود مي شود و از اينجا روشن مي شود كه جهان مشهود و اجزاء آن خودشان عين واقعيت (كه بطلان پذير نيست) نيستند بلكه به واقعيتي ثابت تكيه داده با آن واقعيت، واقعيت دار مي شود و به واسطه آن داراي هستي مي گردند و تا با آن ارتباط و اتصال دارند با هستي آن هستند و همينكه از آن بريدند نابود مي شوند (160) ما اين واقعيت ثابت بطلان ناپذير را «واجب الوجود» خدا مي ناميم.

نظري ديگر از راه ارتباط انسان و جهان

راهي كه در فصل گذشته براي اثبات وجود خدا پيموده شد، راهي است بسيار ساده و روشن كه انسان با نهاد خدادادي خود آن را مي پيمايد و هيچگونه پيچ و خم ندارد، ولي بيشتر مردم به واسطه اشتغال مداوم كه به ماديات دارند و استغراقي كه در لذايذ محسوسه پيدا كرده اند رجوع به نهاد خدادادي و فطرت ساده و بي آلايش برايشان بسيار سخت و سنگين مي باشد.

از اين روي اسلام كه آيين پاك خود را همگاني معرفي مي كند و همه را در برابر مقاصد ديني مساوي مي داند اثبات وجود خدا را با اين گونه مردم از راه ديگر در ميان مي نهد و از همان راهي كه فطرت ساده را از توجه مردم به دور داشته با ايشان سخن گفته خدا را مي شناساند.

قرآن كريم خداشناسي را از راههاي مختلف به عامه مردم تعليم مي دهد و

بيشتر از همه افكارشان را به آفرينش جهان و نظام كه در جهان حكومت مي كند معطوف مي دارد و به مطالعه آفاق و انفس دعوت مي نمايد؛ زيرا انسان در زندگي چند روزه خود هر راهي را پيش گيرد و در هر حالي كه مستغرق شود از جهان آفرينش و نظامي كه در آن حكومت مي كند بيرون نخواهد بود و شعور و ادراك وي از تماشاي صحنه شگفت آور آسمان و زمين چشم نخواهد پوشيد.

اين جهان پهناور هستي (161) كه پيش چشم ماست (چنانكه مي دانيم) هر يك از اجزاي آن و مجموع آنها پيوسته در معرض تغيير و تبديل مي باشد و هر لحظه در شكل تازه و بي سابقه اي جلوه مي كند.

و تحت تاثير قوانين استثناناپذير لباس تحقق مي پوشد و از دورترين كهكشانها گرفته تا كوچكترين ذره اي كه اجزاي جهان را تشكيل مي دهد هر كدام متضمن نظامي است واضح كه با قوانين استثناناپذير خود به طور حيرت انگيزي در جريان مي باشد و شعاع عملي خود را از پست ترين وضع به سوي كاملترين حالات سوق مي دهد و به هدف كمال مي رساند.

و بالاتر از نظامهاي خصوصي، نظامهاي عمومي تر و بالا خره نظام همگاني جهاني كه اجزاي بيرون از شمار جهان را به همديگر ربط مي دهد و نظامهاي جزئي را به هم مي پيوندد و در جريان مداوم خود هرگز استثنا نمي پذيرد و اختلال بر نمي دارد.

نظام آفرينش اگر انساني را مثلاً در زمين جاي مي دهد ساختمان وجودش را طوري تركيب مي كند كه با محيط زندگي خود سازش كند و محيط زندگي وي را طوري ترتيب مي دهد كه مانند دايه اي با مهر و عطوفت به پرورشش پرداخته آفتاب و ماه و

ستارگان و آب و خاك و شب و روز و فصول سال و ابر و باد و باران و گنجينه هاي زيرزميني و روي زميني و بالا خره همه سرمايه و نيروي خود را در راه آسايش و آرامش خاطر وي گذاشته به كار مي بندد. ما چنين ارتباط و سازشي را ميان هر پديده و ميان همسايگان دور و نزديك و خانه اي كه در آن زندگي مي كند مي يابيم.

اين گونه پيوستگي و به هم بستگي در تجهيزات داخلي هر يك از پديده هاي جهان نيز پيداست. آفرينش اگر براي انسان نان داده براي تحصيل آن پاي و براي گرفتن آن دست و براي خوردن آن دهان و براي جويدن آن دندان داده است و آن را با يك رشته وسائلي كه مانند حلقه هاي زنجير به هم پيوسته اند به هدف كمالي اين آفريده (بقا و كمال) مرتبط ساخته است.

دانشمندان جهان ترديد ندارند كه روابط بي پاياني كه در اثر تلاش علمي چندين هزار ساله خود به دست آورده اند، طليعه ناچيزي است از اسرار آفرينش كه دنباله هاي تمام نشدني به دنبال خود دارد و هر معلوم تازه اي مجهولات بيشماري را به بشر اخطار مي كند.

آيا مي توان گفت اين جهان پهناور هستي كه سرتاسر اجزاي آن جدا جدا و در حال وحدت و اتصال با استحكام و اتفاق حيرت انگيز خود از يك علم و قدرت نامتناهي حكايت مي كند، آفريدگاري نداشته و بي جهت و بي سبب به وجود آمده است؟

آيا اين نظامها جزئي و كلي و بالا خره نظام همگاني جهاني كه با ايجاد رابطه هاي محكم و بي شمار جهان را يك واحد بزرگ قرار داده و با قوانين استثناناپذير و

دقيق خود در جريان است همه و همه بدون نقشه و به حسب اتفاق و تصادف بوده؟ يا هر يك از اين پديده ها و محيطهاي كوچك و بزرگ جهان براي خود پيش از پيدايش نظامي برگزيده و راه و رسمي انتخاب كرده و پس از پيدايش، آن را به موقع اجرا مي گذارد؟

يا اين جهان با وحدت و اتصال كاملي كه دارد و يك واحد بيش نيست ساخته و پرداخته سببهاي متعدد و مختلف مي باشد، با دستورهاي گوناگون گردش مي كند؟

البته فردي كه هر حادثه و پديده اي را به علت و سببي نسبت مي دهد و گاهي براي پيدا كردن سببي مجهول، روزگارها با بحث و كوشش مي گذراند و دنبال پيروزي علمي مي گردد، فردي كه با مشاهده چند آجر كه با نظم و ترتيب روي هم چيده شده نسبت آن را به يك علم و قدرت مي دهد و اتفاق و تصادف را نفي كرده به وجود نقشه و هدفي قضاوت مي نمايد، هرگز حاضر نخواهد شد جهان را بي سبب پيدايش، يا نظام جهان را اتفاقي و تصادفي فرض كند.

پس جهان با نظامي كه در آن حكومت مي كند آفريده آفريدگار بزرگي است كه با علم و قدرت بي پايان خود آن را به وجود آورده و به سوي هدفي سوق مي دهد و اسباب جزئيه كه حوادث جزئيه را در جهان به وجود مي آورند همه بالا خره به او منتهي مي شوند و از هر سوي، تحت تسخير و تدبير وي مي باشند، هر چيزي در هستي خود نيازمند به اوست و او به چيزي نيازمند نيست و از هيچ علت و شرطي سرچشمه نمي گيرد.

وحدانيّت خداوند

هر واقعيتي را از واقعيتهاي جهان فرض

كنيم واقعيتي است محدود؛ يعني بنا به فرض و تقديري (فرض وجود سبب و شرط) هستي را داراست و بنا به فرض و تقديري (فرض عدم سبب و شرط) منفي است و در حقيقت وجودش مرزي دارد كه در بيرون آن مرز يافت نمي شود تنها خداست كه هيچ حد و نهايتي براي وي فرض نمي توان كرد؛ زيرا واقعيت وي مطلق است و به هر تقدير موجود مي باشد و به هيچ سبب و شرطي مرتبط و نيازمند نيست.

روشن است كه در مورد امر نامحدود و نامتناهي نمي توان «عدد» فرض نمود؛ زيرا هر دوم كه فرض شود، غير از اولي خواهد بود و در نتيجه هر دو محدود و متناهي خواهند بود و به واقعيت همديگر مرز خواهند زد؛ چنانكه اگر حجمي را مثلاً نامحدود و نامتناهي فرض كنيم در برابر آن حجمي ديگر نمي توان فرض كرد و اگر هم فرض كنيم دومي همان اولي خواهد بود، پس «خدا» يگانه است و شريك وجود.ندارد (162)

ذات و صفت

اگر انساني را مثلاً مورد بررسي عقلي قرار دهيم، خواهيم ديد ذاتي دارد كه همان انسانيت شخصي اوست و صفاتي نيز همراه دارد كه ذاتش با آنها شناخته مي شود مانند اينكه زاده فلان شخص است و پسر فلان كسي است، داناست و تواناست و بلند قامت و زيباست يا خلاف اين صفات را دارد.

اين صفات اگر چه برخي از آنها مانند صفت اولي و دومي هرگز از ذات جدا نمي شوند و برخي مانند دانايي و توانايي امكان جدايي و تغيير را دارند ولي در هر حال همگي غير از ذات و همچنين هر يك از آنها غير از ديگري مي باشد.

اين مطلب

(مغايرت ذات با صفات و صفات با همديگر) بهترين دليل است بر اينكه ذاتي كه صفت دارد و صفتي كه معرف ذات است هر دو محدود و متناهي مي باشند؛ زيرا اگر ذات نامحدود و نامتناهي بود صفات را نيز فرا مي گرفت و همچنين صفات نيز همديگر را فرا مي گرفتند و در نتيجه همه يكي مي شد مثلاً ذات انسان مفروض همان توانايي بود و همچنين توانايي و دانايي و بلند قامتي و زيبايي همه عين همديگر و همه اين معاني يك معنا بيش نبود.

از بيان گذشته روشن مي شود كه براي ذات خداوند عزوجل، صفت (به معنايي كه گذشت) نمي توان اثبات نمود؛ زيرا صفت بي تحديد صورت نمي گيرد و ذات مقدسش از هر تحديدي منزه است (حتي از همين تنزيه كه در حقيقت اثبات صفتي است)

معناي صفات خداوندي

در جهان آفرينش كمالات زيادي سراغ داريم كه در صورت صفات ظاهر شده اند اينها صفات مثبتي هستند كه در هر جا ظاهر شوند مورد خود را كاملتر نموده ارزش وجودي بيشتري به آن مي دهند؛ چنانكه از مقايسه يك موجود زنده مانند انسان با يك موجود بي روح مانند سنگ، روشن است.

بي شك اين كمالات را خدا آفريده و داده است و اگر خودش آنها را نداشت به ديگران نمي بخشيد و تكميل شان نمي كرد و از اين رو به قضاوت عقل سليم بايد گفت خداي آفرينش علم دارد قدرت دارد و هر كمال واقعي را دارد. گذشته از اين چنانكه گذشت - آثار علم و قدرت و در نتيجه آثار حيات از نظام آفرينش پيداست.

ولي نظر به اينكه ذات خداوندي نامحدود و نامتناهي است اين كمالات كه در صورت صفات براي

او اثبات مي شوند در حقيقت عين ذات و همچنين عين يكديگر مي باشند (163) و مغايرتي كه ميان ذات و صفات و همچنين در ميان خود صفات ديده مي شود تنها در مرحله مفهوم است و به حسب حقيقت جز يك واحد غير قابل تقسيم در ميان نيست.

اسلام براي جلوگيري از اين اشتباه ناروا (تحديدات به واسطه توصيف يا نفي اصل كمال) عقيده پيروان خود را در ميان نفي و اثبات نگه مي دارد (164) و دستور مي دهد اين گونه اعتقاد كنند كه:

خدا علم دارد نه مانند علم ديگران، قدرت دارد نه مانند قدرت ديگران، مي شنود نه با گوش، مي بيند نه با چشم و به همين ترتيب.

توضيح بيشتر در معناي صفات

صفات بر دو قسمند:

«صفات كمال و صفات نقص»، صفات كمال چنانكه پيشتر اشاره شد معاني اثباتي هستند كه موجب ارزش وجودي بيشتر وآثار وجودي فزونتر براي موصوفات خود مي باشند؛ چنانكه با مقايسه يك موجود زنده و دانا و توانا با يك موجود ديگر مرده و بي علم و قدرت روشن است، و صفات نقص صفاتي هستند برخلاف آن.

وقتي كه در معاني صفات نقص، دقيق شويم خواهيم ديد كه به حسب معنا منفي بوده از فقدان كمال و نداشتن يك نوع ارزش وجودي حكايت مي كند؛ مانند جهل و عجز و زشتي و ناتندرستي و نظاير اينها. بنابر آنچه گذشت، نفي صفات نقص، معناي صفات كامل مي دهد؛ مانند نفي ناداني كه معناي دانايي و نفي ناتواني كه معناي توانايي مي دهد.

و از اينجاست كه قرآن كريم هر صفت. كمالي را مستقيما براي خداي متعال اثبات مي كند و هر صفت نقص را نيز نفي كرده، منفي آن را براي وي اثبات مي نمايد؛

چنانكه مي فرمايد:

(و هُو اْلعَليمُ الْقَديرُ وَ هُوَ الْحَيُّ و لا تَاءْخُذُهُ سِنَةٌ و لا نَوْمٌ وَ اعْلَمُوا اَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ).

نكته اي كه نبايد از نظر دور داشت اين است كه خداي متعال واقعيتي است مطلق كه هيچگونه حد و نهايت ندارد و از اين روي (165) هر صفت كمالي هم كه در موردش اثبات مي شود، معناي محدوديت را نخواهد داشت. وي مادي و جسماني و محدود به مكان و زمان نيست و از هر صفت حالي كه حادث باشد منزه است و هر صفتي كه حقيقتا براي وي اثبات مي شود از معناي محدوديت تعريه و تخليه شده است؛ چنانكه مي فرمايد:

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (166)

صفات فعل

صفات (علاوه بر آنچه گذشت) با انقسام ديگري منقسم مي شوند به صفات ذات و صفات فعل. توضيح اينكه:

صفت گاهي با خود موصوف قائم است مانند حيات و علم و قدرت كه با شخص انسان زنده و دانا و توانا قائم هستند و ما مي توانيم انسان را به تنهايي با آنها متصف فرض كنيم اگر چه غير از وي چيز ديگر فرض نكنيم و گاهي تنها با موصوف قائم نيست و موصوف براي اينكه با آن صفت متصف شود، نيازمند تحقق چيز ديگري است مانند نويسندگي و سخنگويي و خواستاري و نظاير آنها؛ زيرا انسان وقتي مي تواند نويسنده باشد كه دوات و قلم و كاغذ مثلاً فرض شود و وقتي سخنگو مي شود كه شنونده اي فرض شود و وقتي خواستار مي شود كه خواستني وجود داشته باشد و تنها فرض انسان در تحقق اين صفات، كافي نيست.

از اينجا روشن مي شود كه صفات حقيقي خداي متعال (چنانكه گذشت عين ذاتند) تنها از قسم اول مي باشند و

اما قسم دوم كه در تحقق آنها پاي غير در ميان است و هر چه غير اوست آفريده او و در پيدايش پس از اوست، صفتي را كه با پيدايش خود به وجود مي آورد نمي شود صفت ذات و عين ذات خداي متعال گرفت.

صفاتي كه براي خداي متعال بعد از تحقق آفرينش، ثابت مي شود مانند آفريدگار، كردگار، پروردگار، زنده كننده، ميراننده، روزي دهنده و نظاير آنها عين ذات نيستند بلكه زايد بر ذاتند و صفت فعلند.

مراد از «صفت فعل» اين است كه پس از تحقق فعل، معناي صفت از فعل گرفته شود نه از ذات، مانند آفريدگار كه پس از تحقق آفرينش از آفريده ها آفريدگار بودن خداي متعال ماخوذ و مفهوم مي شود و با خود آفريده ها قائم است نه با ذات مقدس خداي متعال تا ذات با پيدايش صفت از حالي به حالي تغيير كند.

شيعه دو صفت اراده و كلام را به معنايي كه از لفظ آنها فهميده مي شود (اراده به معناي خواستن، «كلام» يعني كشف لفظي از معنا) صفت فعل مي دانند (167) و معظم اهل سنت آنها را به معناي علم گرفته و صفت ذات مي شمارند.

قضا و قدر

قانون عليت در جهان هستي به نحو استثنا ناپذير، حكمفرما و جاري است. به مقتضاي اين قانون، هر يك از پديده هاي اين جهان در پيدايش خود به عللي (اسباب و شرايط تحقق) بستگي دارد كه با فرض تحقق همه آنها (كه علت تامه ناميده مي شود) پيدايش آن پديده (معلول مفروض) ضروري (جبري) است و با فرض فقدان همه آنها يا برخي از آنها پيدايش پديده نامبرده محال است. با بررسي و كنجكاوي اين نظريه، دو مطلب ذيل براي

ما روشن مي شود:

1 - اگر يك پديده (معلول) را با مجموع علت تامه و همچنين با اجزاي علت تامه اش بسنجيم، نسبت آن به علت تامه نسبت ضرورت (جبر) خواهد بود و نسبتش به هر يك از اجزاي علت تامه (كه علت ناقصه ناميده مي شود) نسبت امكان است؛ زيرا جزء علت نسبت به معلول تنها امكان وجود را مي دهد، نه ضرورت وجود را.

بنابراين، جهان هستي كه هر پديده از اجزاي آن در پيدايش خود بستگي ضروري به علت تامه خود دارد، ضرورت در سراسر آن حكمفرما و پيكره آن از يك سلسله حوادث ضروري و قطعي تنظيم شده است، با اين حال صفت امكان در اجزاي آن (پديده ها كه به غير علت تامّه خود نسبت و ارتباط دارند) محفوظ مي باشد.

قرآن كريم در تعليم خود اين حكم ضرورت را به نام «قضاي الهي» ناميده؛ زيرا همين ضرورت از هستي دهنده جهان هستي سرچشمه گرفته و از اين روي حكم و قضايي است حتمي كه قابل تخلف نيست و عادلانه مي باشد كه استثنا و تبعيض برنمي دارد.

خداي متعال مي فرمايد:

(اَلا لَهُ الْخَلْقُ وَاْلاَمْرُ) (168)

و مي فرمايد:

(اِذا قَضي اَمْراً فَاِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (169)

و مي فرمايد:

(وَاللّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) (170)

2 - هر يك از اجزاي علت، اندازه و الگويي مناسب خود نسبت به معلول مي دهد و پيدايش معلول موافق و مطابق مجموع اندازه هايي است كه علت تامه برايش معين مي كند مثلاً عللي كه تنفس را براي انسان به وجود مي آورد تنفس مطلق را ايجاد نمي كند بلكه اندازه معيني از هواي مجاور دهان و بيني را در زمان معين و مكان معين و شكل معين از مجراي تنفس به

محوطه ريه مي فرستد و عللي كه ابصار را براي انسان بوجود مي آورد (و انسان نيز جزء آنهاست) ابصار بي قيد و شرط را محقق نمي سازد بلكه ابصاري كه به واسطه وسائل آن از هر جهت براي وي اندازه گرفته شده ايجاد مي كند اين حقيقت در همه پديده هاي جهان و حوادثي كه در آن اتفاق مي افتد بدون تخلف جاري است.

قرآن كريم در تعليم خود اين حقيقت را «قدر» ناميده و به چنانكه مي فرمايد:

(اِنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ). (171)

و مي فرمايد:

(وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلاّ عِنْدَنا خَزائنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ اِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (172)

و چنانكه به موجب قضاي الهي هر پديده و حادثه اي كه در نظام آفرينش جاي مي گيرد ضروري الوجود و غير قابل اجتناب است همچنين به موجب «قدر» هر پديده و حادثه اي كه به وجود مي آيد از اندازه اي كه از جانب خدا برايش معين شده هرگز كمترين تخلف و تعدي نخواهد نمود.

انسان و اختيار

فعلي كه انسان انجام مي دهد يكي از پديده هاي جهان آفرينش است و پيدايش آن مانند ساير پديده هاي جهان بستگي كامل به علت دارد و نظر به اينكه انسان جزء جهان آفرينش و ارتباط وجودي با اجزاي ديگر جهان دارد، اجزاي ديگر را در فعل وي بي اثر نمي توان دانست؛ مثلاً لقمه ناني كه انسان مي خورد، براي انجام اين فعل چنانكه وسايل دست و پا و دهان و علم و قدرت و اراده لازم است، وجود نان در خارج و در دسترس بودن و مانع نداشتن و شرايط ديگر زماني و مكاني براي انجام عمل لازم است كه با نبودن يكي از آنها فعل غير مقدور است و با تحقق همه آنها (تحقق علت تامه)

تحقق فعل ضروري است.

و چنانكه گذشت ضروري بودن فعل نسبت به مجموع اجزاي علت تامه منافات با اين ندارد كه نسبت فعل انسان كه يكي از اجزاي علت تامه است نسبت امكان باشد.

انسان امكان يعني اختيار فعل را دارد و ضروري بودن نسبت فعل به مجموع اجزاي علت موجب ضروري بودن نسبت فعل به برخي از اجزاي آن كه انسان است نمي باشد.

درك ساده و بي آلايش انسان نيز اين نظر را تاييد مي كند؛ زيرا ما مي بينيم مردم با نهاد خدادادي خود ميان امثال خوردن و نوشيدن و رفتن و آمدن و ميان صحت و مرض و بزرگي و كوچكي، بلندي قامت، فرق مي گذارند و قسم اول را كه با خواست و اراده انسان ارتباط مستقيم دارد در اختيار شخص مي دانند و مورد امر و نهي و ستايش و نكوهش قرار مي دهند برخلاف قسم دوم كه در آنها تكليفي متوجه انسان نيست.

در صدر اسلام ميان اهل سنّت در خصوص افعال انسان، دو مذهب مشهور بود؛ گروهي از اين روي كه افعال انسان متعلق اراده غير قابل تخلف خداست، انسان را در افعال خود مجبور مي دانستند! و ارزش براي اختيار و اراده انسان نمي ديدند و گروهي انسان را در فعل خود مستقل مي دانستند و ديگر متعلق اراده خدايي نديده از حكم «قدر» خارج مي شمردند.

ولي به حسب تعليم اهل بيت كه با ظاهر تعليم قرآن مطابقت دارد، انسان در فعل خود مختار است ولي مستقل نيست، بلكه خداي متعال از راه اختيار، فعل را خواسته است و به حسب تعبير سابق ما: خداي متعال از راه مجموع اجزاي علت تامه كه يكي از آنها اراده و اختيار انسان

مي باشد، فعل را خواسته و ضرورت داده است و در نتيجه اين گونه خواست خدايي فعل ضروري و انسان نيز در آن مختار مي باشد؛ يعني فعل نسبت به مجموع اجزاي علت خود، ضروري و نسبت به يكي از اجزاء كه انسان باشد، اختياري و ممكن است.

امام ششم (ع) مي فرمايد:

«نه جبر است و نه تفويض بلكه امري است ميان دو امر» (173).

2 - پيغمبر شناسي

به سوي هدف - هدايت عمومي

دانه گندمي كه در شكم خاك با شرايط مناسبي قرار مي گيرد، شروع به رشد و نمو كرده به شاهراه تحول مي افتد و هر لحظه صورت و حالت تازه اي به خود گرفته با نظم و ترتيب مشخصي راهي را مي پيمايد تا يك بوته اي كامل، داراي خوشه هاي گندم مي شود و اگر يكي از دانه هاي آن به زمين افتد باز مسير گذشته را آغاز كرده به سرانجام مي رساند، و اگر هسته ميوه اي است در مهد زمين آغاز حركت نموده، پوست را شكافته جوانه سبزي مي دهد و راه منظم و مشخصي را پيموده بالا خره درختي برومند و سرسبز و باردار مي شود.

اگر نطفه حيواني است در ميان تخم يا در رحم مادر، شروع به تكامل نموده راه مشخصي را كه ويژه همان حيوان نطفه اي است، سير نموده، فردي كامل از همان حيوان مي شود.

اين راه مشخص و سير منظم در هر يك از انواع آفرينش كه در اين جهان مشهودند برقرار و در سرنوشت همان نوع است و هرگز بوته سبز گندم كه از دانه شروع نموده به گوسفند يا بز يا فيل نمي رسد و هرگز حيواني ماده كه از نر خود باردار گشته، خوشه گندم يا درخت چنار نمي زايد حتي اگر نقصي در

تركيب اعضا يا در عمل طبيعي نوزادي پيدا شود مثلاً گوسفندي بي چشم يا بوته گندمي بي خوشه به وجود آيد، ما ترديد نمي كنيم كه به يك آفت و سبب مخالف مستند مي باشد.

نظم و ترتيب مداوم در تحول و تكون اشياء و اختصاص هر نوع از انواع آفرينش در تحول و تكامل خود به نظامي خاص، براي متتبع كنجكاو و غير قابل انكار مي باشد. از اين نظريه روشن دو مسئله ديگر مي توان نتيجه گرفت:

1 - در ميان مراحل كه نوعي از انواع آفرينش از آغاز پيدايش تا انجام آن مي پيمايد يك اتصال و ارتباطي برقرار است مانند اينكه نوع نامبرده در هر يك از مراحل تحول و تكون خود از پشت سر دفع و از پيش رو جذب مي شود.

2 - نظر به اتصال و ارتباط نامبرده آخرين مرحله سير هر نوع از آغاز پيدايش مطلوب و مورد توجه تكويني همان پديده نوعي است چنانكه مغز گردويي كه در زير خاك جوانه سبز مي دهد از همان وقت متوجه يك درخت برومند گردويي است و جنين در تخم يا در رحم، از آغاز تكون به سوي حيوان كاملي رهسپار مي باشد.

قرآن كريم در تعليم خود (كه مطلق آفرينش و پرورش اشياء را به خدا نسبت مي دهد) اين رهسپاري و كشش را كه هر نوع از انواع آفرينش در راه كمال خود دارد به هدايت الهي و رهبري خدايي نسبت مي دهد؛ چنانكه مي فرمايد:

(الَّذي اَعْطي كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدي). (174)

و مي فرمايد:

(اَلَّذي خَلَقَ فَسَوّي و الذي قَدَّرَ فَهَدي) (175)

و به نتيجه هاي نامبرده اشاره كرده مي فرمايد:

(وَ لِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلّيها) (176)

و مي فرمايد:

(وَما خَلَقْنَا السَّمواتِ و الارض وَما بَيْنَهُما لاعِبينَ ما خَلَقْناهُما

اِلاّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ اَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (177)

هدايت خصوصي

بديهي است نوع انسان از اين كليات مستثنا نيست و همين هدايت تكويني كه در همه انواع آفرينش حكومت مي كند در وي نيز حكومت خواهد كرد و چنانكه هر نوع با سرمايه اختصاصي خود به سوي كمال خود رهسپار مي شود و هدايت مي يابد، انسان نيز با هدايت تكويني به سوي كمال واقعي خود هدايت يابد. انسان در عين اينكه با انواع ديگر نباتي و حيواني در بسياري از خصايص شريك است، خصيصه اختصاصي دارد كه از ديگران تميزش مي دهد و آن «خرد» است.

«خرد» است كه انسان به واسطه آن به تفكر پرداخته و از هر وسيله اي ممكن به نفع خود استفاده مي نمايد. در فضاي بيكران آسمانها اوج مي گيرد و در اعماق درياها شناوري مي كند و در سطح زمين از انواع جماد و نبات و حيوان استثمار و استخدام مي نمايد و حتي از همنوعان خود تا جايي كه مي توان سود مي گيرد.

انسان به حسب طبع اولي سعادت و كمال خود را در آزادي مطلق خود مي بيند ولي نظر به اينكه سازمان وجوديش سازمان اجتماعي است و نيازمنديهاي بي شمار دارد كه هرگز به تنهايي توانايي رفع آنها را ندارد و در صورت اجتماع و تعاون با همنوعان خود كه آنان نيز همان غريزه خودخواهي و آزادي دوستي را دارند، ناگزير است مقداري از آزادي خود را در اين راه از دست بدهد، در برابر سودي كه از ديگران مي برد سودي بدهد و معادل آنكه از رنج ديگران بهره مي گيرد، از رنج خود بهره بدهد؛ يعني «اجتماع تعاوني» را از روي ناچاري مي پذيرد.

اين حقيقت از حال نوزادان و كودكان، بسيار روشن

است؛ نوزادان در آغاز درخواستهاي خود به چيزي جز زور و گريه متوسل نمي شوند و نيز زير بار هيچ قانون و مقرراتي نمي روند، ولي تدريجا به حسب تكامل فكر مي فهمند كه كار زندگي تنها با سركشي و زورگويي پيش نمي رود و كم كم به حال فرد اجتماعي نزديك مي شوند تا در سن يك فرد اجتماعي كه تفكر كامل دارد به همه مقرارت اجتماعي محيط خود، رام مي گردند، انسان به دنبال پذيرفتن «اجتماع تعاوني» وجود قانون را لازم مي شمرد كه در اجتماع حكومت كرده وظيفه هر يك از افراد را معين و سزاي هر متخلف را مشخص سازد. قانوني كه با جريان عملي آن هر يك از افراد جامعه به سعادت واقعي خود برسند و نيكبختي را كه معادل ارزش اجتماعي وي مي باشد بيابند.

اين قانون همان قانون عملي همگاني است كه بشر از روز پيدايش تا امروز پيوسته خواهان و شيفته آن است و هميشه آن در سرلوحه آرزوهاي خود قرار داده در برآوردن آن تلاش مي كند، بديهي است اگر چنين چيزي امكان نداشت و در سرنوشت بشريت نوشته نشده بود، خواست هميشگي بشر قرار نمي.گرفت (178)

خداي متعال به حقيقت اين اجتماع بشري اشاره نموده مي فرمايد:

(نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعيشَتَهُمْ فِي الْحَيوةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً) (179)

در معناي خودخواهي و انحصارطلبي انسان مي فرمايد:

(اِنَّ الاِنْسانَ خُلِقَ هَلوُعاً اِذا مَسَّهُ الشَّرُ جَزوُعاً و إذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنوُعاً) (180)

خرد و قانون

اگر درست دقت كنيم خواهيم ديد قانوني كه بشر پيوسته در آرزوي آن است و مردم تنها و دسته دسته با نهاد خدادادي لزوم چنان مقرراتي را كه سعادتشان را تامين كند، درك

مي كنند، همانا قانوني است كه جهان بشريت را از آن جهت كه جهان بشري است بي تبعيض و استثنا به نيكبختي رسانيده در ميانشان كمال عمومي را برقرار سازد و بديهي است تا كنون در دوره هاي گوناگون زندگي بشر، چنين قانوني كه تنظيم يافته عقل و خرد باشد، درك نشده است و اگر چنين قانوني به حسب تكوين به عهده خرد گذاشته شده بود، البته در اين روزگاران دراز براي بشريت درك و مفهوم مي شد بلكه همه افراد مردم كه با جهاز تعقل مجهز مي باشند آن را تفصيلاً درك مي كردند چنانكه لزوم آن را در جامعه خود درك مي كنند.

و به عبارت روشنتر: قانون كامل مشتركي كه بايد سعادت جامعه بشري را تامين كند و بايد بشر از راه آفرينش و تكوين به سوي آن هدايت شود، اگر تكوينا به عهده خرد گذاشته شده بود، هر انسان با خردي آن را درك مي كرد چنانكه سود و زيان و ساير ضروريات زندگي خود را درك مي كند ولي از چنين قانوني تا كنون خبري نيست و قوانيني كه خود به خود يا با وضع يك فرد فرمانروا يا افراد يا ملل كه تا كنون در جامعه هاي بشري جريان يافته، براي جمعي مسلم براي غير آنان غير مسلم است و دسته اي از آن با اطلاع و دسته اي بي اطلاع مي باشند و هرگز همه مردم كه در ساختمان بشري مساوي و همه با خرد خدادادي مجهزند درك مشتركي در اين باب ندارند.

شعور مرموزي كه «وحي» ناميده مي شود

با بيان گذشته روشن شد كه قانوني را كه سعادت جامعه بشري را تامين كند خرد درك نمي كند و چون به مقتضاي نظريه هدايت

عمومي، وجود چنين دركي در نوع انساني ضروري است ناگزير دستگاه درك كننده ديگري در ميان نوع انساني بايد وجود داشته باشد كه وظايف واقعي زندگي را به آنان بفهماند و در دسترس همگان گذارد و اين شعور و درك كه غير از عقل و حس مي باشد، «شعور وحي» ناميده مي شود، البته لازمه پيدايش چنين نيرويي در انسانيت اين نيست كه در همه افرد پيدا شود چنانكه نيروي تناسل در انسانيت آفريده شده ولي درك لذت ازدواج و مهيّا شدن براي آن، تنها در افرادي پيدا مي شود كه به سن بلوغ برسند و شعور وحي در افرادي كه ظهور نكرده، شعوري است مرموز چنانكه درك لذت ازدواج براي افراد نابالغ انسان، دركي است مرموز.

خداي متعال در كلام خود در خصوص وحي شريعت خود و نارسايي عقل در اين خصوص اشاره كرده مي فرمايد:

«اِنّا اَوْحَيْنا اِلَيْكَ كَما اَوْحَيْنا اِلي نُوحٍ و النَّبِييّنَ مِنْ بَعْدِهِ … رُسُلاً مُبَشِّرين وَ مُنْذِرينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَي اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ.» (181)

پيغمبران - عصمت نبوت

ظهور پيغمبران خدا نظريه وحي را كه در فصل سابق گذشت تاييد مي كند پيغمبران خدا مرداني بودند كه دعوي وحي و نبوت نمودند و براي دعوي خود حجت قاطع اقامه كردند و مواد دين خدا را كه همان قانون سعادتبخش خدايي است، به مردم تبليغ نموده در دسترس عموم گذاشتند و چون پيغمبران كه با وحي و نبوت مجهز بودند، در هر زمان كه ظاهر شدند بيش از يك فرد يا چند فرد نبودند، خداي متعال هدايت بقيه مردم را با ماموريت دعوت و تبليغ كه به پيغمبران خود داده، تتميم و تكميل فرمود.

و از اينجاست كه

پيغمبر خدا بايد با صفت عصمت متصف باشد؛ يعني در گرفتن وحي از جانب خدا و در نگهداري آن و در رسانيدن آن به مردم از خطا مصون باشد و معصيت (تخلف از قانون خود) نكند؛ زيرا - چنانكه گذشت - تلقي وحي و حفظ و تبليغ آن سه ركن هدايت تكويني مي باشند و خطا در تكوين معنا ندارد.

گذشته از اينكه معصيت و تخلف از مؤداي دعوت و تبليغ خود، دعوتي است عملي به ضد دعوت و موجب سلب وثوق و اطمينان مردم است از راستي و درستي دعوت و در نتيجه غرض و هدف دعوت را تباه مي كند.

خداي متعال در كلام خود به عصمت پيغمبران اشاره نموده مي فرمايد:

(وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ اِلي صِراطٍ مُسْتَقيمٍ) (182)

و باز مي فرمايد:

(عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلي غَيْبِهِ اَحَداً اِلاّ مَنِ ارْتَضي مِنْ رَسُولٍ فَاِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ و من خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ اَنْ قَدْ اَبْلَغَوُا رِسالاتِ رَبِّهِمْ). (183)

پيغمران و دين آسماني

آنچه پيغمبران خدا از راه وحي به دست آورده و به عنوان پيغام و سفارش خدايي به مردم رسانيدند «دين» بود؛ يعني روش زندگي و وظايف انساني كه سعادت واقعي انسان را تامين مي.كند (184)

دين آسماني به طور كلي از دو بخش اعتقادي و عملي مركب مي باشد، بخش اعتقادي يك رشته اعتقادات اساسي و واقع بيني ها است كه بايد انسان پايه زندگي خود را به روي آنها گذارد و آنها سه اصل كلي «توحيد، نبوت و معاد» است كه با اختلال يكي از آنها پيروي دين صورت نبندد.

و بخش عملي يك رشته وظايف اخلاقي و عملي است كه مشتمل است بر وظايفي كه انسان نسبت به پيشگاه خداي

جهان و وظايفي كه انسان در برابر جامعه بشري دارد.

و از اينجاست كه وظايف فرعي كه در شرايع آسماني براي انسان تنظيم شده بر دو گونه است اخلاق و اعمال و هر يك از آنها نيز بر دو قسم است:

الف - قسمتي، اخلاق و اعمالي است كه به پيشگاه خداوندي ارتباط دارد مانند خلق و صفت ايمان و اخلاص و تسليم و رضا و خشوع و مانند عمل نماز و روزه و قرباني و اين دسته به ويژه «عبادات» ناميده مي شود و خضوع و بندگي انسان را نسبت به پيشگاه خدايي مسجل مي سازد.

ب - و قسمتي، اخلاق و اعمال شايسته اي است كه به جامعه ارتباط دارد مانند اخلاق و صفات بشر دوستي و خيرخواهي و عدالت و سخاوت و مانند وظايف معاشرت و داد و ستد و غير آنها و اين قسم به ويژه «معاملات» ناميده مي شود.

و از طرف ديگر نوع انساني تدريجا متوجه كمال است و جامعه بشري به مرور زمان، كاملتر مي شود، ظهور اين تكامل در شرايع آسماني نيز ضروري است و قرآن كريم نيز همين تكامل تدريجي را (چنانكه از راه عقل به دست مي آيد) تاييد مي كند و چنانكه از آياتش استفاده مي شود هر شريعت لاحق از شريعت سابق كاملتر است، مي فرمايد:

(وَ اَنْزَلْنا اِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ). (185)

و البته چنانكه نظريات علمي نشان مي دهد و قرآن كريم نيز تصريح مي كند، زندگي جامعه انساني در اين جهان ابدي نيست و طبعا تكامل نوع وي نامتناهي نخواهد بود و از اين روي، كليات وظايف انساني از جهات اعتقاد و عمل ناگزير در مرحله اي متوقف خواهد شد

بالتبع نبوت و شريعت نيز روزي كه از جهت كمال اعتقاد و توسعه مقررات عملي به آخر مرحله رسيد، ختم خواهد گرديد.

و از اينجاست كه قرآن كريم براي روشن ساختن اينكه اسلام، دين محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم آخرين و كاملترين اديان آسماني است، خود را كتاب آسماني غير قابل نسخ و پيغمبر اكرم را خاتم انبيا و دين اسلام را مشتمل به همه وظايف، معرفي مي كند؛ چنانكه مي فرمايد:

(وَ اِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ لا ياتيِه الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ و لا مِنْ خَلْفِهِ). (186)

و مي فرمايد:

(ما كانَ مُحَمَّدٌ اَبا اَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللّهِ وَخاتَمَ النَّبِيّينَ). (187)

و مي فرمايد:

(وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ). (188)

پيغمبران و حجت وحي و نبوت

بسياري از دانشمندان امروزي كه در وحي و نبوت كنجكاوي كرده اند، مسئله وحي و نبوت و مسائل مربوط به آن را با اصول رواني اجتماعي توجيه نموده اند مي گويند:

پيغمبران خدا مرداني پاك نهاد، بلند همت و بشر دوست بوده اند كه براي پيشرفت مادي و معنوي بشر و اصلاح جامعه هاي فاسد قوانين و مقرراتي تنظيم نموده اند و مردم را به سوي آن دعوت كرده اند و چون مردم آن روز زير بار منطق عقل نمي رفته اند براي جلب اطاعت مردم، خود و افكار خود را به عالم بالا نسبت داده اند و روح پاك خود را روح القدس و فكري كه از آن ترشح مي كند (وحي و نبوت) و وظايفي را كه از آن نتيجه گرفته مي شود (شريعت آسماني) و بياناتي كه مشتمل به آنهاست مثلاً «كتاب آسماني» ناميده اند.

كسي كه با انصاف و نظر عميق به كتب آسماني و به ويژه به قرآن كريم و همچنين به شريعت پيغمبران

نگاه كند، ترديد نخواهد داشت كه اين نظريه درست نيست، پيغمبران خدا مردان سياست نبودند بلكه مردان حق و سراپا صدق و صفا بودند. چيزي را كه درك مي كردند بي كم و كاست مي گفتند و آنچه را مي گفتند، مي كردند و آنچه مدعي بودند شعور مرموزي بود كه با مدد غيبي به ايشان اضافه مي شد و از آن راه، وظايف اعتقادي و عملي مردم را از پيشگاه خدايي فرا گرفته به مردم تبليغ مي كردند.

و از اينجا روشن مي شود كه براي ثبوت دعوي نبوت، حجت و دليل لازم است و مجرد اينكه شريعتي كه پيغمبر مي آورد مطابق عقل مي باشد، در صدق دعوي پيغمبري كافي نيست؛ زيرا كسي كه دعوي پيغمبري مي كند علاوه بر دعوي صحت شريعت خود، دعوي ديگري دارد و آن اين است كه با عالم بالا رابطه وحي و نبوت دارد و از جانب خدا ماموريت دعوت يافته است و اين دعوي در جاي خود دليل مي خواهد.

و از اين روي بود كه (چنانكه قرآن كريم خبر مي دهد) پيوسته مردم با ذهن ساده خود از پيغمبران خدا براي اثبات صدق دعوي نبوت معجزه مي خواسته اند.

و معناي اين منطق ساده و درست اين است كه وحي و نبوت كه پيغمبر خدا دعوي مي كند در ساير مردم كه مانند وي انسانند يافت نمي شود و ناچار نيرويي است غيبي كه خدا به طور خرق عادت به پيغمبر خود داده كه بوسيله آن سخن خدا را شنيده از روي ماموريت، به مردم برساند، اگر راست است، پس پيغمبر از خداي خود بخواهد كه خارق عادت ديگري به وجود آورد كه مردم به وسيله آن، صدق نبوت پيغمبر (مدعي نبوت) را باور

كنند.

چنانكه روشن است درخواست معجزه از پيغمبران طبق منطقي است درست و بر پيغمبر خداست كه براي اثبات نبوت خود ابتدا يا طبق درخواست مردم، معجزه بياورد و قرآن كريم نيز اين منطق را تاييد كرده از بسياري از پيغمبران ابتدا يا پس از درخواست مردم معجزه نقل مي فرمايد.

البته بسياري از كنجكاوان تحقق معجزه (خرق عادت) را انكار نموده اند ولي سخنشان به دليل قابل توجهي تكيه نمي دهد و علل و اسبابي كه براي حوادث تا كنون با تجربه و فحص به دست ما رسيده هيچگونه دليلي نداريم كه آنها دائمي هستند و هيچ حادثه اي هرگز با غير علل و اسباب عادي خود متحقق نمي شود و معجزاتي كه به پيغمبران خدا نسبت داده شده محال و خلاف عقل (مانند زوج بودن عدد سه) نيستند بلكه خرق عادت مي باشد در صورتي كه اصل خرق عادت از اهل رياضت بسيار ديده و شنيده شده است.

شماره پيغمبران خدا

به حسب نقل در گذشته تاريخ، پيغمبران بسياري آمده اند و قرآن كريم نيز كثرت ايشان را تاييد فرموده و عده اي از ايشان را به نام و نشان ياد كرده ولي عده مشخص برايشان ذكر ننموده است.

از راه نقل قطعي شماره ايشان به دست نيامده جز اينكه در روايت معروف كه از ابي ذر غفاري از پيغمبر اكرم است عدد ايشان 124 هزار تعيين شده است.

پيغمبران اولوالعزم و صاحبان شريعت

به حسب آنچه از قرآن كريم استفاده مي شود همه پيغمبران خدا شريعت نياورده اند بلكه پنج نفر از ايشان كه حضرت نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم هستند اولوا العزم و صاحبان شريعت مي باشند و

ديگران در شريعت تابع اولوا العزم بوده اند. خداي متعال در كلام خود مي فرمايد:

(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً و الذي اَوْحَيْنا اِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ اِبْراهيمَ وَ مُوسي وَ عيسي) (189)

و مي فرمايد:

(وَ اِذ اَخَذْنا مِنَ النَّبِيّينَ ميثاقَهُمْ وَ مِنْكَ و من نُوحِ وَ اِبْراهيمَ وَ مُوسي وَ عيسيَ بْنِ مَرْيَمَ وَ اَخَذْنا مِنْهُمْ ميثاقاً غَليظاً). (190)

نبوت محمد (ص)

آخرين پيغمبران خدا حضرت محمد (ص) مي باشد كه صاحب كتاب و شريعت است و مسلمانان به وي ايمان آورده اند. حضرت محمد (ص) 53 سال پيش از شروع تاريخ هجري و قمري در شهر مكه از حجاز در ميان خانواده بني هاشم از قريش كه گراميترين خانواده عربي شناخته مي شد، تولد يافت.

پدر آن حضرت «عبداللّه» و مادرش «آمنه» نام داشت و در همان اوايل كودكي، پدر و مادر را از دست داد و در كفالت جد پدري خود عبدالمطلب قرار گرفت، بزودي عبدالمطلب نيز بدرود زندگي گفت و عمويش ابوطالب به سرپرستي او قيام كرده او را به خانه خود آورد. آن حضرت در خانه عمومي خود بزرگ شد و ضمنا پيش از بلوغ با عمومي خود همراه مال التجاره به شام سفر كرد.

آن حضرت درس نخوانده بود و نوشتن ياد نگرفته بود ولي پس از بلوغ و رشد با عقل و ادب و امانت معروف شد و در نتيجه عقل و امانت يكي از بانوان قريش كه به ثروت معروف بود او را سرپرست اموال خود قرار داد و اداره امر تجارت خود را به او واگذار كرد.

آن حضرت سفري ديگر نيز با مال التجاره به شام نمود و در اثر نبوغي كه از خود

نشان داد، سود فراواني عايد گرديد و ديري نگذشت كه آن بانو پيشنهاد ازدواج به آن حضرت نمود و او نيز پذيرفت و پس از ازدواج كه در 25 سالگي آن حضرت واقع شد تا سن چهل سالگي در همان حال بود و شهرت به سزايي در عقل و امانت پيدا كرد جز اينكه بت نپرستيد (با اينكه مذهب معمولي عرب حجاز بت پرستي بود) و گاهي به خلوت رفته با خدا به راز و نياز مي پرداخت، تا در سن چهل سالگي كه در «غار حراء» (غاري است در كوههاي تهامه در نزديكي مكه) خلوت كرده بود از جانب خداي متعال براي نبوت برگزيده شد و ماموريت تبليغ يافت و اولين سوره قرآني

(سوره علق) بر وي نازل شد و همان روز به خانه خود مراجعت و در راه پسر عموي خود علي بن ابيطالب را ديد و پس از بيان واقعه، علي عليه السّلام به وي ايمان آورد و پس از ورود به منزل، همسرش نيز اسلام را پذيرفت.

پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم براي اولين بار كه گروه مردم را دعوت كرد با عكس العمل طاقت فرسا و دردناكي روبرو شد و ناچار پس از آن مدتي دعوت سري مي كرد تا دو باره مامور شد كه خويشاوندان بسيار نزديك خود را دعوت كند، ولي اين دعوت نتيجه اي نداد و كسي از آنان جز علي بن ابيطالب به وي ايمان نياورد (ولي طبق مداركي كه از ائمه اهل بيت عليهم السّلام نقل و به استناد اشعاري از ابوطالب در دست است شيعه معتقد است كه وي به اسلام گرويده بود ولي چون

يگانه حامي پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود ايمان خود را از مردم كتمان مي فرمود تا قدرت ظاهري خود را پيش قريش حفظ كند) پس از آن پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم طبق ماموريت خدايي به دعوت علني پرداخت شروع دعوت علني توام بود با شروع سخت ترين عكس العمل و دردناكترين آزارها و شكنجه ها از ناحيه اهل مكه نسبت به پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و مردماني كه تازه مسلمان شده بودند تا سختگيري قريش به جايي رسيد كه گروهي از مسلمانان خانه و زندگي خود را ترك نموده به حبشه مهاجرت كردند و پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم با عموي خود ابوطالب و خويشاوندان خود از بني هاشم سه سال در شعب ابوطالب (حصاري بود در يكي از درّه هاي مكه) در نهايت سختي و تنگي متحصن شدند و كسي با آنان معامله و معاشرت نمي كرد و قدرت بيرون آمدن نداشتند.

بت پرستان مكه با اينكه هرگونه فشار و شكنجه از زدن و كوبيدن و اهانت و استهزا و كارشكني در حق وي روا مي داشتند گاهي نيز براي اينكه او را از دعوت خود منصرف كنند از راه ملاطفت پيش آمده وعده مالهاي گزاف و رياست و سلطنت به وي مي دادند ولي پيش آن حضرت وعده وعيد آنان مساوي بود و جز تشديد همت و تصميم عزيمت نتيجه اي نمي بخشيد. در يكي از مراجعه هايي كه به آن حضرت كرده و وعده مال گزاف و رياست مي دادند، آن حضرت به عنوان تمثيل به آنان فرمود:

«اگر خورشيد را در كف راست

و ماه را در كف چپ من بگذاريد، از فرمانبرداري خداي يگانه و انجام ماموريت خود روي برنخواهم تافت.»

در حوالي سال دهم بعثت كه آن حضرت از شعب ابيطالب بيرون آمد، كمي بعد از آن، ابوطالب عمو و يگانه حامي وي بدرود زندگي گفت و همچنين يگانه همسر باوفاي وي درگذشت. ديگر براي آن حضرت هيچگونه امن جاني و پناهگاهي نبود و بالا خره بت پرستان مكه نقشه محرمانه اي براي كشتن وي طرح كرده شبانه خانه اش را از هر سوي به محاصره درآوردند كه آخر شب ريخته در بستر خواب قطعه قطعه اش كنند.

ولي خداي متعال مطلعش ساخته به هجرت يثرب مامورش كرد.، آنگاه حضرت علي عليه السّلام را در بستر خواب خود خوابانيد شبانه به نگهداري خدايي از خانه بيرون آمد و از ميان گروه دشمنان بگذشت و در چند فرسخي مكه به غاري پناهنده شد و پس از سه روز كه دشمنان به هر سوي گشته و از دستگيري او نوميد شده بودند، به مكه بازگشتند، از غار بيرون آمده راه يثرب را در پيش گرفت.

اهل يثرب كه بزرگانشان پيش از آن به حضرت ايمان آورده و بيعت كرده بودند، مقدمش را با آغوش باز پذيرفتند و جان و مال خودشان را در اختيارش گذاشتند.

آن حضرت براي اولين بار در شهر يثرب يك جامعه كوچك اسلامي تشكيل داده با طوايف يهود كه در شهر و اطراف آن ساكن بودند و همچنين با قبايل نيرومند عرب آن نواحي پيمانها بست و به نشر دعوت اسلامي قيام فرمود و شهر يثرب به «مدينة الرسول» معروف شد.

اسلام روز به روز به سوي توسعه و ترقي

پيش مي رفت و مسلماناني كه در مكه در چنگال بيدادگري قريش گرفتار بودند تدريجا خانه و زندگي خود را رها كرده، به مدينه مهاجرت نمودند و پروانه وار به دور شمع وجود پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم گرد آمدند و «مهاجرين» ناميده شدند؛ چنانكه ياوران يثربي آن حضرت به «انصار» شهرت يافتند.

اسلام با سرعت تمام پيشرفت مي كرد ولي با اين حال بت پرستان قريش و طوايف يهود حجاز از كارشكني و ماجراجويي هيچگونه فروگذاري نمي كردند و به دستياري گروه منافقين كه در داخل جمعيت مسلمانان بودند و به هيچ سمت خاصي شناخته نمي شدند هر روز مصيبت تازه اي براي مسلمانان به وجود مي آوردند، تا بالا خره كار به جنگ كشيد و جنگهاي بسياري ميان اسلام و وثنيت عرب و يهود اتفاق افتاد كه در اغلب آنها پيروزي با لشگر اسلام بود. شماره اين جنگها به هشتاد و چند جنگ بزرگ و كوچك مي رسد و در همه جنگهاي بزرگ مانند جنگ بدر و احد و خندق و خيبر و غير آنها پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم شخصا حاضر معركه جنگ مي شد و در همه جنگهاي خونين بزرگ و بسياري از جنگهاي كوچك، گوي پيروزي به دست علي عليه السّلام ربوده مي شد و تنها كسي بود كه هرگز در جنگي از آن همه جنگها پا به عقب نگذاشت و در همه اين جنگها كه در مدت ده سال پس از هجرت درگرفت از مسلمانان كمتر از دويست و از كفار كمتر از هزار تن كشته شده است.

در اثر فعاليت آن حضرت و فداكاريهاي مهاجرين و انصار در مدت ده سال

پس از هجرت، اسلام، شبه جزيره عربستان را فرا گرفت و نامه هاي دعوتي به پادشاهان كشورهاي ديگر مانند ايران و روم و مصر و حبشه نوشته شد.

آن حضرت در زي فقرا مي زيست و به فقر افتخار (191) مي كرد و لحظه اي از وقت خود را بيهوده نمي گذرانيد بلكه وقت خود را سه بخش كرده بود:

بخشي اختصاص به خدا داشت و با عبادت و ياد خدا مي گذشت و بخشي به خود و اهل خانه و نيازمنديهاي منزل مي پرداخت و بخشي از آن مردم بود و در اين بخش به نشر و تعليم و معارف ديني و اداره امور جامعه اسلامي و اصلاح مفاسد آن و سعي در رفع حوايج مسلمين و تحكيم روابط داخلي و خارجي و ساير امور مربوطه مي پرداخت. آن حضرت پس از ده سال اقامت در مدينه در اثر سمي كه زني يهودي در غذاي وي خورانيده بود، نقاهت پيدا نمود و پس از چند روز رنجوري، رحلت فرمود و چنانكه در رواياتي وارد است، آخرين كلمه اي كه از زبانش شنيده شد، توصيه بردگان و زنان بود.

پيغمبر اكرم (ص) و قرآن

از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم نيز مانند ساير پيغمبران معجزه مي خواستند و آن حضرت نيز وجود معجره را در پيغمبران تاييد مي كرد چنانكه در قرآن كريم بالصراحه تاييد شده است.

از آن حضرت معجزات بسياري رسيده كه نقل برخي از آنها قطعي و قابل اعتماد مي باشد ولي معجزه باقيه آن حضرت كه هم اكنون زنده است همانا «قرآن كريم» است كه كتاب آسماني اوست. قرآن كريم كتابي است آسماني كه به شش هزار و چند صد آيه مشتمل است و

به 114 سوره بزرگ و كوچك تقسيم مي شود. آيات كريمه قرآني در مدت 23 سال ايام بعثت و دعوت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم تدريجا نازل شده و كمتر از يك آيه تا يك سوره تمام، در حالات مختلف شب و روز، سفر و حضر و جنگ و صلح و روزهاي سخت و لحظات آسودگي، وحي گرديده است.

قرآن كريم در آيات بسياري با صراحت لهجه خود را معجزه معرفي مي كند و عرب آن روز كه به شهادت تاريخ به راقي ترين درجات فصاحت و بلاغت رسيده بود و در شيريني زبان و رواني بيان پيشتازان ميان سخنوري شمرده مي شدند به معارضه و مبارزه مي طلبد و مي گويد:

اگر چنين مي پنداريد كه قرآن كريم سخن بشر و ساخته خود محمد صلّي اللّه عليه و آله و سلّم است يا از كسي ياد گرفته و تعليم يافته، مانند او را (192) يا مانند ده سوره (193) و يا حتي يك سوره (194) از سوره هاي آن را بياورند و از هر وسيله ممكن در اين كار استفاده كنند، سخنوران نامي عرب پاسخي كه در برابر اين درخواست آماده كردند اين بود كه گفتند قرآن سحر است و از عهده ما بيرون مي.باشد (195)

قرآن كريم تنها از راه فصاحت و بلاغت تحدي نمي كند و به معارضه نمي طلبد بلكه گاهي از جهت معنا نيز پيشنهاد معارضه مي نمايد و به نيروي فكري همه جن و انس تحدي مي نمايد؛ زيرا كتابي است كه به برنامه كامل زندگي جهان انساني مشتمل است و اگر به دقت كنجكاوي شود اين برنامه وسيع و پهناور كه هر گوشه و كنار اعتقادات و اخلاق

و اعمال بيرون از شمار انسانيت را فرا گرفته و به تمام دقايق و جزئيات آن رسيدگي مي نمايد، همانا «حق» قرار داده و آن را «دين حق» ناميده (اسلام ديني است كه مقررات آن از حق و صلاح واقعي سرچشمه مي گيرد نه از خواست و تمايل اكثريت مردم يا دلخواه يك فرد توانا و فرمانروا).

اساس اين برنامه وسيع گراميترين كلمه حق كه ايمان به خداي يگانه باشد، قرار داده شد و همه اصول و معارف از توحيد استنتاج گرديده است و از آن پس پسنديده ترين اخلاق انساني از اصول معارف استنتاج و جزء برنامه شده است.

و از آن پس كليات و جزئيات بيرون از شمار اعمال انساني و اوضاع و احوال فردي و اجتماعي بشر، بررسي و وظايف مربوط به آنها كه از يگانه پرستي سرچشمه مي گيرد تنظيم گشته است.

در آيين اسلام ارتباط و اتصال ميان اصول و فروع به نحوي است كه هر حكم فرعي از هر باب باشد اگر تجزيه و تحليل شود به همان كلمه توحيد تنها بر مي گردد و كلمه توحيد نيز با تركيب همان احكام و مقررات فرعي حاصل مي شود.

البته گذشته از تنظيم نهايي، چنين آيين پهناوري با چنين وحدت و ارتباط حتي تنظيم فهرست ابتدايي آن نيز از نيروي عادي يك نفر از بهترين حقوقدانان جهان در حال عادي بيرون است چه برسد به كسي كه در زمان ناچيزي در ميان هزاران گرفتاري جاني و مالي و شخصي و عمومي و جنگهاي خونين و كارشكنيهاي خارجي و داخلي قرار گيرد و بالا خره در برابر جهاني تنها بيفتد.

گذشته از اينكه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و

سلّم آموزگاري نديده بود و خواندن و نوشتن ياد نگرفته بود و پيش از دعوت (196) دو سوم زندگي خود را در ميان قومي به سر برده بود كه از فرهنگ عاري بودند و بويي از مدنيت و حضارت نشنيده بودند و در زمين بي آب و علف و هوايي سوزان با پست ترين شرايط زندگي مي كردند و هر روز زير سلطه يكي از دول همجوار خود مي رفتند.

گذشته از اينها قرآن كريم از راه ديگر، تحدي مي كند و آن اين است كه اين كتاب تدريجا با شرايطي كاملاً مختلف و گوناگون از گرفتاري و آسودگي و جنگ و صلح و قدرت و ضعف و غير آنها در مدت 23 سال نازل شده است، اگر از جانب خدا نبود و ساخته و پرداخته بشر بود، تناقض و تضاد بسياري در آن پديد مي آمد و ناگزير آخر آن از اولش بهتر و مترقي تر بود چنانكه لازمه تكامل تدريجي بشر همين است و حال آنكه آيات مكي اين كتاب با آيات مدني آن يكنواخت مي باشد و آخرش از اولش متفاوت نيست و كتابي است متشابه الاجزاء و در قدرت بيان حيرت انگيز خود به يك نسق (197) مي باشد.

3 - معادشناسي

تركيب انسان از روح و بدن

كساني كه به معارف اسلامي تا اندازه اي آشنايي دارند مي دانند كه در خلال بيانات كتاب و سنت، سخن روح و جسم يا نفس و بدن بسيار به ميان مي آيد و يا اينكه تصور جسم و بدن كه به كمك حس درك مي شود تا اندازه اي آسان است و تصور روح و نفس، خالي از ابهام و پيچيدگي نيست.

اهل بحث از متكلمين و فلاسفه شيعه و

سنّي در حقيقت «روح»، نظريات مختلفي دارند ولي تا اندازه اي مسلم است كه روح و بدن در نظر اسلام دو واقعيت مخالف همديگر مي باشند. بدن به واسطه مرگ، خواص حيات را از دست مي دهد و تدريجا متلاشي مي شود ولي روح نه اين گونه است بلكه حيات بالا صاله از آن روح است و تا روح به بدن متعلق است، بدن نيز از وي كسب حيات مي كند و هنگامي كه روح از بدن مفارقت نمود و علقه خود را بريد (مرگ) بدن از كار مي افتد و «روح» همچنان به حيات خود ادامه مي دهد.

آنچه با تدبر در آيات قرآن كريم و بيانات ائمه اهل بيت عليهم السّلام به دست مي آيد اين است كه روح انساني پديده اي است غير عادي كه با پديده بدن، يك نوع همبستگي و يگانگي دارد. خداي متعال در كتاب خود مي فرمايد:

ا اْلا نْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً في قَرارٍ مَكينٍ ثُمَ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً وَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا اْلْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ اَنْشَاءناهُ خَلْقاً آخَرَ) (198)

يعني:

«تحقيقا ما انسان را از خلاصه اي كه از گل گرفته شده بود آفريديم، سپس او را نطفه اي قرار داديم در جايگاه آرامي، سپس نطفه را خوني بسته كرديم پس خون بسته را گوشتي جويده شده كرديم، سپس گوشت جويده شده را استخوانهايي كرديم، پس استخوانها را گوشت پوشانيديم پس از آن او را آفريده ديگري بي سابقه قرار داديم.»

از سياق آيات روشن است كه صدر آيات، آفرينش تدريجي مادي را وصف مي كند و در ذيل كه به پيدايش روح يا شعور و اراده اشاره مي كند آفرينش ديگري را بيان مي كند كه با نوع

آفرينش قبلي مغاير است.

و در جاي ديگر در پاسخ استبعاد منكرين معاد به اين مضمون كه انسان پس از مرگ و متلاشي شدن بدن و گم شدن او در ميان اجزاي زمين چگونه آفرينش تازه اي پيدا كرده انسان نخستين مي شود، مي فرمايد:

«بگو فرشته مرگ، شما را از ابدانتان مي گيرد پس از آن به سوي خداي خودتان بر مي گرديد؛ يعني آنچه پس از مرگ متلاشي گشته و در ميان اجزاي زمين گم مي شود، بدنهاي شماست ولي خودتان (ارواح) به دست فرشته مرگ از بدنهايتان گرفته شده ايد و پيش ما محفوظيد» (199).

گذشته از اين گونه آيات، قرآن كريم با بياني جامع، مطلق روح را غير مادي معرفي مي كند؛ چنانكه مي فرمايد:

«از تو حقيقت روح را مي پرسند بگو روح از سنخ امر خداي من است» (200).

و در جاي ديگر در معرفي امر خود مي گويد:

«امر خدا وقتي كه چيزي را خواست اين است و بس كه بفرمايد بشو، آن چيز بي توقف مي شود و ملكوت هر شيء همين است» (201).

و مقتضاي اين آيات آن است كه فرمان خدا در آفرينش اشياء، تدريجي نيست و در تحت تسخير زمان و مكان نمي باشد، پس روح كه حقيقتي جز فرمان خداوند ندارد مادي نيست.

و در وجود خود خاصيت ماديت را كه تدريج و زمان و مكان است ندارد.

بحث در حقيقت «روح» از نظر ديگران

كنجكاوي عقلي نيز نظريه قرآن كريم را در باره روح، تاييد مي كند. هر يك از ما افراد انسان از خود حقيقتي را درك مي نمايد كه از آن به «من» تعبير مي كند و اين درك، پيوسته در انسان موجود است، حتي گاهي سر و دست و پا و ساير اعضا حتي همه

بدن خود را فراموش مي كند ولي تا خود هست، خود «من» از درك او بيرون نمي رود اين (مشهود) چنانكه مشهود است قابل انقسام و تجزي نيست و با اينكه بدن انسان پيوسته در تغيير و تبديل است و امكنه مختلف براي خود اتخاذ مي كند و زمانهاي گوناگون بر وي مي گذرد، حقيقت نامبرده «من» ثابت است و در واقعيت خود تغيير و تبديل نمي پذيرد و روشن است كه اگر مادي بود خواص ماديت را كه انقسام و تغيير زمان و مكان مي باشد مي پذيرفت.

آري بدن همه اين خواص را مي پذيرد و بواسطه ارتباط و تعلق روحي اين خواص به روح نيز نسبت داده مي شود ولي با كمترين توجهي براي انسان آفتابي مي شود كه اين دم و آن دم و از اينجا و آنجا و اين شكل و آن شكل و اين سوي و آن سوي، همه از خواص بدن مي باشد و روح از اين خواص منزه است و هر يك از اين پيرايه ها از راه بدن به وي مي رسد.

نظير اين بيان در خاصه درك و شعور «علم» كه از خواص «روح» است جاري مي باشد و بديهي است كه اگر علم خاصه مادي بود به تبع ماده انقسام و تجزي و زمان و مكان را مي پذيرفت.

البته اين بحث عقلي دامنه دراز و پرسشها و پاسخهاي بسياري به دنبال خود دارد كه از گنجايش اين كتاب بيرون است و اين مقدار از آن بحث در اينجا به عنوان اشاره گذاشته شد و براي استقصاي بحث بايد به كتب فلسفي اسلامي مراجعه نمود.

مرگ از نظر اسلام

در عين اينكه نظر سطحي، مرگ انسان را نابودي وي فرض مي كند و زندگي انسان

را تنها همين زندگي چند روزه كه در ميان زايش و درگذشت، محدود مي باشد، مي پندارد، اسلام مرگ را انتقال انسان از يك مرحله زندگي به مرحله ديگري تفسير مي نمايد. به نظر اسلام، انسان زندگاني جاويداني دارد كه پاياني براي آن نيست و مرگ كه جدايي روح از بدن مي باشد، وي را وارد مرحله ديگري از حيات مي كند كه كامروايي و ناكامي در آن بر پايه نيكوكاري و بدكاري در مرحله زندگي پيش از مرگ استوار مي باشد.

پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مي فرمايد:

«گمان مبريد كه با مردن نابود مي شويد بلكه از خانه اي به خانه ديگري منتقل مي شويد» (202).

برزخ

طبق آنچه از كتاب و سنت استفاده مي شود انسان در فاصله ميان مرگ و رستاخيز عمومي، يك زندگاني محدود و موقتي دارد كه برزخ و واسطه ميان حيات دنيا و حيات آخرت.است (203)

انسان پس از مرگ از جهت اعتقاداتي كه داشته و اعمال نيك و بدي كه در اين دنيا انجام داده مورد بازپرسي خصوصي قرار مي گيرد و پس از محاسبه اجمالي، طبق نتيجه اي كه گرفته شد به يك زندگي شيرين و گوارا يا تلخ و ناگوار محكوم گرديده با همان زندگي در انتظار روز رستاخيز عمومي به سر مي.برد (204)

حال انسان در زندگي برزخي بسيار شبيه است به حال كسي كه براي رسيدگي اعمالي كه از وي سر زده به يك سازمان قضايي احضار شود و مورد بازجويي و بازپرسي قرار گرفته به تنظيم و تكميل پرونده اش بپردازند، آنگاه در انتظار محاكمه در بازداشت به سر برد.

روح انسان در برزخ، به صورتي كه در دنيا زندگي مي كرد، به سر مي برد اگر از نيكان است

از سعادت و نعمت و جوار پاكان و مقربان درگاه خدا برخوردار مي شود و اگر از بدان است در نقمت و عذاب و مصاحبت شياطين و پيشوايان ضلال مي گذراند. خداي متعال در وصف حال گروهي از اهل سعادت مي فرمايد:

وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذين قُتِلُوا في سَبيلِ اللّهِ اَمْواتاً بَلْ اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

فَرِحينَ بِما آتيهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ اَنْ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ و لا هُمْ يَحْزَنُونَ للّه يَسْتَبْشِرُون بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَفَضْلٍ و إن اللّهَ لا يُضيعُ اَجْرَ الْمُؤمِنينَ (205)

يعني:

«البته گمان مبر (اي پيغمبر) كساني كه در راه خدا كشته شده اند، مرده اند بلكه زنده اند و پيش خداي خودشان (در مقام قرب) روزي داده مي شوند از آنچه خدا از فضل خود به ايشان داده شاد هستند و به كساني از مؤمنين كه به دنبالشان مي باشند و هنوز به ايشان نرسيده اند مژده مي دهند كه هيچگونه ترس و اندوهي بر ايشان نيست. مژده مي دهند با نعمت و فضل (وصف نشدني) خدا و اينكه خدا مزد و پاداش مؤمنان را ضايع و تباه نمي كند.»

و در وصف حال گروهي ديگر كه در زندگي دنيا از مال و ثروت خود استفاده مشروع نمي كنند، مي فرمايد:

(حَتّي اِذا جاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبّ ارْجِعُونِ لَعَلّي اَعْمَلُ صالِحاً فيما تَرَكْتُ كَلاّ اِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها و من وَرائِهمْ بَرْزَخٌ اِلي يَوْمٍ يُبْعَثُونَ). (206)

يعني:

«تا آن دم كه به يكي از آنان مرگ مي رسد مي گويد خدايا! مرا (به دنيا) برگردانيد شايد در تركه خود كار نيكي انجام دهم، نه هرگز اين سخني است كه او مي گويد (به سخنش گوش داده نمي شود) و در پيش شان برزخي است كه تا روز رستاخيز ادامه

دارد.»

روز قيامت - رستاخيز

در ميان كتب آسماني، قرآن كريم تنها كتابي است كه از روز «رستاخيز» به تفصيل سخن رانده و در عين اينكه تورات نامي از اين روز به ميان نياورده و انجيل جز اشاره مختصري ننموده در قرآن كريم در صدها مورد با نامهاي گوناگون، روز رستاخيز را ياد كرده و سرنوشتي را كه جهان و جهانيان در اين روز دارند، گاهي به اجمال و گاهي به تفصيل بيان نموده است.

و بارها تذكر داده كه ايمان به روز جزا (روز رستاخيز) همتراز ايمان به خدا و يكي از اصول سه گانه اسلام است كه فاقد آن (منكر معاد) از آيين اسلام خارج و سرنوشتي جز هلاكت ابدي ندارد.

و حقيقت امر نيز همين است؛ زيرا اگر از جانب خدا حسابي در كار و جزاء و پاداشي در پيش نباشد، دعوت ديني كه مجموعه اي از فرمانهاي خدا و اوامر و نواهي اوست، كمترين اثري در بر نخواهد داشت و وجود و عدم دستگاه نبوت و تبليغ در اثر، مساوي خواهد بود بلكه عدم آن بر وجودش رجحان خواهد داشت؛ زيرا پذيرفتن دين و پيروي از مقررات شرع و آيين، خالي از كلفت و سلب آزادي نيست و در صورتي كه متابعت آن اثري در بر نداشته باشد هرگز مردم زير بار آن نخواهند رفت و از آزادي طبيعي دست بر نخواهند داشت.

و از اينجا روشن مي شود كه اهميت تذكر و يادآوري روز رستاخيز، معادل با اهميت اصل دعوت ديني است.

و هم از اينجا روشن مي شود كه ايمان به روز جزاء مهمترين عاملي است كه انسان را به ملازمت تقوا و اجتناب اخلاق ناپسنديده و گناهان

بزرگ وادار مي كند چنانكه فراموش ساختن يا ايمان نداشتن به آن، ريشه اصلي هر بزه و گناهي است. خداي متعال در كتاب خود مي فرمايد:

(اِنَّ الَّذينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبيلِ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَديدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) (207)

يعني:

«كساني كه از راه خدا بيرون رفته و گمراه مي شوند، براي ايشان عذابي است سخت در مقابل اينكه روز حساب را فراموش كردند.»

چنانكه پيداست در آيه كريمه، فراموشي روز حساب منشاء هر گمراهي گرفته شده است. تأمل در آفرينش انسان و جهان و همچنين در غرض و هدف شرايع آسماني در پيش بودن چنين روزي (روز رستاخيز) را روشن مي سازد.

ما وقتي در كارهايي كه در آفرينش تحقق مي پذيرد، دقيق مي شويم مي بينيم كه هيچ كاري (كه به طور ضرورت به نوعي از حركت نيز مشتمل است) بدون غايت و هدف ثابت انجام نمي يابد و هرگز خود كار به طور اصالت و استقلال مقصود و مطلوب نيست بلكه پيوسته مقدمه هدف و غايتي است و به پاس آن مطلوب مي باشد حتي در كارهايي كه به نظر سطحي بي غرض شمرده مي شوند مانند افعال طبيعي و بازيهاي بچگانه و نظاير آنها اگر به دقت نگاه كنيم غايتها و غرضهايي مناسب نوع كار مي يابيم چنانكه در كارهاي طبيعي كه عموما از قبيل حركت مي باشد غايتي كه حركت به سوي آن است غايت و غرض آن است و در بازيهاي بچگانه مناسب نوع بازي غايتي است خيالي و وهمي كه مطلوب از بازي همانا رسيدن بدان است.

البته آفرينش انسان و جهان، كار خداست و خدا منزه است از اينكه كار بيهوده و بي هدف انجام دهد و دائما بيافريند و روزي دهد و بميراند

و باز بيافريند و روزي دهد و بميراند و همچنين درست كند و به هم زند بي اينكه از اين آفرينش غايت ثابتي را بخواهد و غرض پابرجايي را تعقيب كند.

پس ناچار براي آفرينش جهان و انسان، هدف و غرض ثابتي در كار است و البته سود و فائده آن به خداي بي نياز نخواهد برگشت و هر چه باشد به سوي آفريده ها عايد خواهد شد، پس بايد گفت كه جهان و انسان به سوي يك آفرينش ثابت و وجود كاملتري متوجهند كه فنا و زوال نپذيرد.

و نيز وقتي كه از نظر تربيت ديني در حال مردم دقيق مي شويم مي بينيم كه در اثر راهنمائي خدايي و تربيت ديني، مردم به دو گروه نيكوكاران و بدكاران منقسم مي شوند، با اين حال در اين نشأه زندگي تميز و امتيازي در كار نيست بلكه بالعكس و علي الاغلب پيشرفت و موفقيت از آن بدكاران و ستمكاران مي باشد و نيكوكاري توام با گرفتاري و بدگذراني و هرگونه محروميت و ستمكشي مي باشد.

در اين صورت، مقتضاي عدل الهي آن است كه نشأه ديگري وجود داشته باشد كه در آن نشأه هر يك از دو دسته نامبرده جزاي عمل خود را بيابند و هر كدام مناسب حال خود زندگي كنند. خداي متعال در كتاب خود به اين دو حجت اشاره نموده مي فرمايد:

(وَ ما خَلَقْنَا السَّمواتِ و الارض وَما بَيْنَهُما لاعِبينَ ما خَلَقْناهُما اِلاّ بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ اَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُون). (208)

يعني:

«ما آسمان و زمين و آنچه را كه در ميان آنهاست بيهوده نيافريديم [آنها را جز به حق و از روي حكمت و مصلحت خلق نكرديم و لكن اكثر اين مردم آگاه نيستند]

(اين احتمال دور از خرد، گمان كساني است كه به خدا كافر شدند، واي به حال اين كافران از آتش كه به كفار وعده داده شده! آيا ما كساني را كه ايمان آوردند و كارهاي نيك كردند مانند كساني قرار خواهيم داد كه در زمين افساد مي كنند؟ يا پرهيزكاران را مانند اهل فجور قرار خواهيم داد؟»

و در جاي ديگر كه هر دو حجت را در يك آيه جمع نموده، مي فرمايد:

(اَمْ حَسِبَ الَّذينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاَّتِ اَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ وَ خَلَقَ اللّهُ السَّمواتِ و الارض بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزي كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ). (209)

يعني:

«آيا كساني كه به جرم و جنايتها پرداخته اند، گمان مي برند كه ما آنان را مانند كساني كه ايمان آورده و كارهاي نيك انجام داده اند قرار خواهيم داد؟ به طوري كه زندگي و مرگشان برابر باشد، بد حكمي است كه مي كنند! خدا آسمانها و زمين را آفريد به حق (نه بيهوده) و براي اينكه هر نفس به آنچه با عمل خود كسب كرده جزا داده شود بي اينكه به مردم ستم شود.»

بيان ديگر

در بحث ظاهر و باطن قرآن در بخش دوم كتاب اشاره كرديم كه معارف اسلامي در قرآن كريم، از راههاي گوناگون بيان شده است و راههاي نامبرده به طور كلي به دو طريق ظاهر و باطن منقسم مي شود.

بيان از طريق ظاهر بياني است كه مناسب سطح افكار ساده عامه مي باشد به خلاف طريق باطن كه اختصاص به خاصه دارد و با روح حيات معنوي درك مي شود.

بياني كه از طريق ظاهر سرچشمه مي گيرد خداي متعال را فرمانرواي علي الاطلاق جهان

آفرينش معرفي مي كند كه سراسر جهان ملك اوست، خداوند جهان فرشتگان بسيار بيرون از شمار آفريد كه فرمانبران و مجريان اوامري هستند كه به هر سوي جهان صادر مي فرمايد و هر بخش از آفرينش و نظام آن ارتباط به گروه خاصي از فرشتگان دارد كه موكل آن بخش هستند.

نوع انسان از آفريدگار و بندگان او هستند كه بايد از اوامر و نواهي او پيروي و فرمانبرداري كنند و پيغمبران حاملان پيامها و آورنده شرايع و قوانين او هستند كه به سوي مردم فرستاده و جريان آنها را خواسته است.

خداي متعال از اين روي كه به ايمان و اطاعت، وعده ثواب و پاداش نيك داده و به كفر و معصيت، وعيد عقاب و سزاي بد داده و چنانكه فرموده، خُلف وعده نخواهد نمود و از اين روي كه عادل است و مقتضاي عدل او اين است كه در نشأه ديگري دو گروه نيكوكاران و بدكاران را كه در اين نشأه، موافق خوبي و بدي خود زندگي نمي كنند از هم جدا كرده خوبان را زندگي خوب و گوارا و بدان را زندگي بد و ناگوار عطا نمايد.

خداي متعال به مقتضاي عدل خود و وعده اي كه فرموده گروه انسان را كه در اين نشأه مي باشند بدون استثنا پس از مرگ دوباره زنده مي كند و به جزئيات اعتقادات و اعمالشان رسيدگي حقيقي مي نمايد و ميان ايشان بحق قضاوت و داوري مي فرمايد و در نتيجه حق هر ذيحق را به وي مي رساند و داد هر مظلومي را از ظالمش مي گيرد و پاداش عمل هر كس را به خودش مي دهد، گروهي به بهشت جاودان و گروهي به دوزخ جاودان محكوم مي شوند.

اين

بيان ظاهري قرآن كريم است و البته راست و درست مي باشد ولي از موادي كه مولود تفكر اجتماعي انسان است تاليف و تنظيم شده تا فايده اش عمومي تر و شعاع عملش وسيعتر باشد.

كساني كه در ساحت حقايق جاي پاي و به زبان باطني قرآن كريم تا اندازه اي آشنايي دارند، از اين بيانات مطالبي مي فهمند كه بسي بالاتر از سطح فهم ساده و همگاني است و قرآن كريم نيز در خلال بيانات روان خود گاهگاهي به آنچه مقصد باطني اين بيانات است، گوشه اي مي زند.

قرآن با اشاره هاي گوناگون خود، اجمالاً مي رساند كه جهان آفرينش با همه اجزاي خود كه يكي از آنها انسان است، با سير تكويني خود (كه پيوسته رو به كمال است) به سوي خدا در حركت است و روزي خواهد رسيد كه به حركت خود خاتمه داده، در برابر عظمت و كبرياي خدايي، انيت و استقلال خود را به كلي از دست مي دهد.

انسان نيز كه يكي از اجزاي جهان و تكامل اختصاصي وي از راه شعور و علم است، شتابان به سوي خداي خود در حركت مي باشد و روزي كه حركت خود را به آخر رسانيد حقانيت و يگانگي خداي بيگانه را عيانا مشاهده خواهد نمود. او خواهد ديد كه قدرت و ملك و هر صفت كمال در انحصار ذات مقدس خداوندي است و از همين راه حقيقت هر شيء چنانكه هست بر وي مكشوف خواهد شد.

اين نخستين منزل از جهان ابديت است، اگر انسان به واسطه ايمان و عمل صالح در اين جهان ارتباط و اتصال و الفت و انس با خدا و نزديكان او داشته باشد با سعادتي كه هرگز به

وصف نمي آيد در جوار خداي پاك و صحبت پاكان عالم بالا به سر مي برد و اگر به واسطه دلبستگي و پايبندي به زندگي اين جهان و لذايذ گذران و بي پايه آن از عالم بالا بريده و انس و الفتي به خداي پاك و پاكان درگاهش نداشته باشد گرفتار عذابي دردناك و بدبختي ابدي خواهد شد.

درست است كه اعمال نيك و بد انسان در اين نشأه گذران است و از ميان مي رود ولي صور اعمال نيك و بد در باطن انسان مستقر مي شود و هر جا برود همراه اوست و سرمايه زندگي شيرين يا تلخ آينده او مي باشد.

مطالب گذشته را مي توان از آيات ذيل استفاده نمود، خداي متعال مي فرمايد:

(اِنَّ اِلي رَبِّكَ الرُّجْعي) (210)

يعني:

«برگشت مطلقا به سوي خداي توست.»

و مي فرمايد:

(اَلا اِلَي اللّهِ تَصيرُ اْلاُمُورُ) (211)

يعني:

«آگاه باشيد همه امور به سوي خدا بر مي گردد»

و مي فرمايد:

(وَ اْلاَمْرُ يَوْمئِذٍ للّهِِ) (212)

يعني:

«امروز امر يكسره از آن خداست.»

(يا اَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعي اِلي رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضيَّةً فَاْدخُلي في عِبادي وَادْخُلي جَنَّتي) (213)

يعني:

«اين نفس كه اطمينان و آرامش يافته اي (با ياد خدا) به سوي خداي خود برگرد، در حالي كه خشنودي و از تو خشنود شده، پس داخل شو در ميان بندگان من و داخل شو در بهشت من.»

و در حكايت خطابي كه روز قيامت به بعضي از افراد بشر مي شود مي فرمايد:

(لَقَدْ كُنْتَ في غَفْلَةً مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ عِطاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَديدٌ) (214)

يعني:

«تو از اينها كه مشاهده مي كني در غفلت بوده اي اينك پرده را از پيش چشمت برداشتيم و در نتيجه چشم تو امروز تيزبين است.»

در مورد تأويل قرآن كريم (حقايقي كه قرآن كريم از آنها سرچشمه مي گيرد) مي فرمايد:

هَلْ يَنْظُرُونَ اِلاّ

تأويلهُ

يلُهُ يَقُولُ الَّذينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا اَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا اَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (215)

يعني:

«آيا كساني كه قرآن را نمي پذيرند، جز تأويل آن چيزي را منتظرند روزي كه تأويلش مشهود مي شود، كساني كه قبلاً آن را فراموش كرده اند خواهند گفت:

پيغمبران خداي ما، به حق آمدند پس آيا براي ما نيز شفاعت كنندگاني هستند كه براي ما شفاعت كنند يا اينكه برگردانده شويم (به دنيا) و عملي غير از آن عمل كه انجام مي داديم، انجام دهيم؟ اينان نفسهاي خود را زيان كردند و افترايي كه مي بستند گم نمودند.»

و مي فرمايد:

(يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ اللّهُ دينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ اَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبينُ). (216)

يعني:

«در چنين روزي خدا پاداش واقعي ايشان را مي دهد و مي دانند كه خدا واقعيتي آشكار و بي پرده است و بس.»

و مي فرمايد:

(يا اَيُّهَا اْلاَنْسانُ اِنَّكَ كادِحٌ اِلي رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقيهِ). (217)

يعني:

«اي انسان تو با رنج به سوي خداي خود در كوشش مي باشي پس او را ملاقات خواهي كرد.»

و مي فرمايد:

(مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإنَّ اَجَلَ اللّهِ لاََّتٍ) (218)

يعني:

«هر كه ملاقات خدا را اميدوار باشد موقعي را كه خدا براي ملاقات مقرر فرموده خواهد آمد.»

و مي فرمايد:

(فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً و لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ اَحداً). (219)

يعني:

«پس هر كه به ملاقات خداي خود اميدوار باشد بايد عمل صالح (كار سزاوار) بكند و در پرستش خداي خود كسي را شريك ننمايد.»

و مي فرمايد:

(يا اَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعي اِلي رَبِّكَ راضِيَةً مَرْضيَّةً فَاْدخُلي في عِبادي وَادْخُلي جَنَّتي). (220)

و مي فرمايد:

(فَاِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الْكُبْري يَوْمَ يَتَذَكَّرُ اْلاِنْسانُ ما سَعي

وَ بُرِّزَتِ الْجَحيمُ

لِمَنْ يَري

فَاَمّا مَنْ طَغي وَ اَّثَرَ الْحَيوةَ الدُّنْيا فَاِنَّ الْجَحيمَ هِيَ الْمَاءْوي وَ اَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَي النَّفْسَ عَنِ الْهَوي فَاِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَاءْوي). (221)

يعني:

«وقتي كه بزرگترين داهيه (روز رستاخيز) رسيد روزي كه انسان هر گونه تلاش و كوشش خود را به ياد مي آورد و آتشي كه براي عذاب روشن شده آشكار گرديد، (مردم دو گروه مي شوند) اما كسي كه طغيان نموده و زندگي دنيا را براي خود انتخاب نمود، آتش نامبرده جايگاه اوست و اما كسي كه از مقام خداي خود ترسيده و نفس خود را از هواي دلخواه ناپسند نهي كرد، بهشت جايگاه اوست و بس.»

و در بيان هويت جزاي اعمال مي فرمايد:

(يا اَيُّهَا الَّذينَ كَفَرُوا لا تَعْتذِروُا الْيَوْمَ اِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). (222)

يعني:

«اي كساني كه كافر شديد اعتذار مجوييد، امروز (روز رستاخيز) جزايي كه به شما داده مي شود همان خود اعمالي است كه انجام مي داديد.»

استمرار و توالي آفرينش

اين جهان آفرينش كه مشهود ماست، عمر بي پايان ندارد و روزي خواهد رسيد كه بساط اين جهان و جهانيان برچيده شود چنانكه قرآن همين معنا را تاييد مي كند، خداي متعال مي فرمايد:

(ما خَلَقْنَا السَّمواتِ و الارض وَ ما بَيْنَهُما اِلاّ بِالْحَقِّ وَ اَجَلٍ مُسَمّيً). (223)

يعني:

«نيافريدم آسمانها و زمين و آنچه را كه در ميان آنهاست مگر بحق و اجل معين (براي مدت محدود و معيني كه نام برده شده است»).

و آيا پيش از پيدايش اين جهان فعلي و نسل موجود انساني، جهان ديگري آفريده شده و انساني بوده است؟ آيا پس از برچيده شدن بساط جهان و جهانيان كه قرآن كريم نيز از آن خبر مي دهد، جهان ديگري به وجود خواهد آمد و

انساني آفريده خواهد شد، پرسشهايي است كه پاسخ صريح آنها را در قرآن كريم نمي توان يافت، جز اشاراتي، ولي در رواياتي كه از ائمه اهل بيت نقل شده، به اين پرسشها پاسخ مثبت داده شده است (224)

4 - امام شناسي

معناي امام

امام و پيشوا به كسي گفته مي شود كه پيش جماعتي افتاده رهبري ايشان را در يك مسير اجتماعي يا مرام سياسي يا مسلك علمي يا ديني به عهده گيرد و البته به واسطه ارتباطي كه با زمينه خود دارد در وسعت و ضيق، تابع زمينه خود خواهد بود.

آيين مقدس اسلام (چنانكه از فصلهاي گذشته روشن شد) زندگاني عموم بشر را از هر جهت در نظر گرفته، دستور مي دهد؛ از جهت حيات معنوي مورد بررسي قرار داده و راهنمايي مي كند و در حيات صوري نيز از جهت زندگي فردي و اداره آن مداخله مي نمايد چنانكه از جهت زندگي اجتماعي و زمامداري آن (حكومت) مداخله مي نمايد.

بنابر جهاتي كه شمرده شد، اما و پيشوائي ديني در اسلام از سه جهت ممكن است مورد توجه قرار گيرد:

از جهت حكومت اسلامي و از جهت بيان معارف و احكام اسلام و از جهت رهبري و ارشاد حيات معنوي.

شيعه معتقد است كه چنانكه جامعه اسلامي به هر سه جهت نامبرده نيازمندي ضروري دارد، كسي كه متصدي اداره جهات نامبرده است و پيشوائي جماعت را در آن جهات به عهده دارد، از ناحيه خدا و رسول بايد تعيين شود و البته پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم نيز به امر خدا تعيين فرموده است.

امامت و جانشيني پيغمبر اكرم (ص) و حكومت اسلامي

انسان با نهاد خدادادي خود بدون هيچگونه ترديد، درك مي كند كه هرگز جامعه متشكلي مانند يك كشور يا يك شهر يا ده يا قبيله و حتي يك خانه كه از چند تن انسان تشكيل يابد، بدون سرپرست و زمامداري كه چرخ جامعه را به كار اندازد و اراده او به اراده هاي جزو حكومت كند و هر

يك از اجزاي جامعه را به وظيفه اجتماعي خود وادارد، نمي تواند به بقاي خود ادامه دهد و در كمترين وقتي اجزاي آن جامعه متلاشي شده وضع عموميش به هرج و مرج گرفتار خواهد شد.

به همين دليل كسي كه زمامدار و فرمانرواي جامعه اي است (اعم از جامعه بزرگ يا كوچك) و به سمت خود و بقاي جامعه عنايت دارد، اگر بخواهد به طور موقت يا غير موقت از سر كار خود غيبت كند البته جانشيني به جاي خود مي گذارد و هرگز حاضر نمي شود كه قلمرو فرمانروايي و زمامداري خود را سر خود رها كرده از بقا و زوال آن چشم پوشد.

رئيس خانواده اي كه براي سفر چند روزه يا چند ماهه مي خواهد خانه و اهل خانه را وداع كند، يكي از آنان را (يا كسي ديگر را) براي خود جانشين معرفي كرده امورات منزل را به وي مي سپارد. رئيس مؤسسه يا مدير مدرسه يا صاحب دكاني كه كارمندان يا شاگردان چندي زير دست دارد، حتي براي چند ساعت غيبت، يكي از آنان را به جاي خود نشانيده ديگران را به وي ارجاع مي كند و به همين ترتيب.

اسلام ديني است كه به نص كتاب و سنت بر اساس فطرت استوار است و آييني است اجتماعي كه هر آشنا و بيگانه اين نشاني را از سيماي آن مشاهده مي كند و عنايتي كه خدا و پيغمبر به اجتماعيت اين دين مبذول داشته اند هرگز قابل انكار نبوده و با هيچ چيز ديگر قابل مقايسه نيست.

پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم نيز مسئله عقد اجتماع را در هر جايي كه اسلام در آن نفوذ پيدا مي كرد، ترك نمي كرد و

هر شهر يا دهكده اي كه به دست مسلمين مي افتاد، در اقرب وقت والي و عاملي در آنجا نصب و زمام اداره امور مسلمين را به دست وي مي سپرد حتي در لشگرهايي كه به جهاد اعزام مي فرمود، گاهي براي اهميت مورد، بيش از يك رئيس و فرمانده به نحو ترتب براي ايشان نصب مي نمود حتي در «جنگ موته» چهار نفر رئيس تعيين فرمود كه اگر اولي كشته شد دومي را، و اگر دومي كشته شد سومي را و همچنين … به رياست و فرماندهي بشناسند.

و همچنين به مسئله جانشيني عنايت كامل داشت و هرگز در مورد لزوم، از نصب جانشين فروگذاري نمي نمود و هر وقت از مدينه غيبت مي فرمود، والي به جاي خود معين مي كرد حتي در موقعي كه از مكه به مدينه هجرت مي نمود و هنوز خبري نبود، براي اداره چند روزه امور شخصي خود در مكه و پس دادن امانتهايي كه از مردم پيشش بود، علي عليه السّلام را جانشين خود قرار داد و همچنين پس از رحلت نسبت به ديون و كارهاي شخصيش علي عليه السّلام را جانشين خود نمود.

شيعه مي گويد:

به همين دليل، هرگز متصور نيست پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم رحلت فرمايد و كسي را جانشين خود قرار ندهد و سرپرستي براي اداره امور مسلمين و گردانيدن چرخ جامعه اسلامي، نشان ندهد. اينكه پيدايش جامعه اي بستگي دارد به يك سلسله مقررات و رسوم مشتركي كه اكثريت اجزاي جامعه آنها را عملاً بپذيرند، و بقا و پايداري آن بستگي كامل دارد به يك حكومت عادله اي كه اجراي كامل آنها را به عهده بگيرد، مسئله اي نيست كه فطرت انساني در

ارزش و اهميت آن شك داشته باشد يا براي عاقلي پوشيده بماند يا فراموشش كند در حالي كه نه در وسعت و دقت شريعت اسلامي مي توان شك نمود و نه در اهميت و ارزشي كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم براي آن قائل بود و در راه آن فداكاري و از خودگذشتگي مي نمود مي توان ترديد نمود و نه در نبوغ فكر و كمال عقل و اصابت نظر و قدرت تدبير پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم (گذشته از تاييد وحي و نبوت) مي توان مناقشه كرد.

پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم به موجب اخبار متواتري كه عامه و خاصه در جوامع حديث (در باب فتن و غير آن) نقل كرده اند، از فتن و گرفتاريهايي كه پس از رحلتش دامنگير جامعه اسلامي شد.

و فسادهايي كه در پيكره اسلام رخنه كرد، مانند حكومت آل مروان و غير ايشان كه آيين پاك را فداي ناپاكيها و بي بند و باريهاي خود ساختند، تفصيلاً خبر داده است و چگونه ممكن است كه از جزئيات حوادث و گرفتاريهاي سالها و هزاران سالهاي پس از خود غفلت نكند، و سخن گويد، ولي از مهمترين وضعي كه بايد در اولين لحظات پس از مرگش گويد، به وجود آيد غفلت كند! يا اهمال ورزد و امري به اين سادگي (از يك طرف) و به اين اهميت (از طرف ديگر) به ناچيز گيرد و با اينكه به طبيعي ترين و عادي ترين كارها مانند خوردن و نوشيدن و خوابيدن، مداخله و صدها دستور صادر نموده و از چنين مسئله با ارزشي به كلي سكوت ورزيده

كسي را به جاي خود تعيين نفرمايد؟

و اگر به فرض محال تعيين زمامدار جامعه اسلامي در شرع اسلام به خود مردم مسلمان واگذار شده بود باز لازم بود پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بيانات شافي در اين خصوص كرده باشد و دستورات كافي بايست بدهد تا مردم در مسئله اي كه اساسا بقا و رشد جامعه اسلامي و حيات شعائر دين به آن متوقف و استوار است، بيدار و هشيار باشند.

و حال آنكه از چنين بيان نبوي و دستور ديني خبري نيست و اگر بود كساني كه پس از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم زمام امور را به دست گرفتند مخالفتش نمي كردند در صورتي كه خليفه اول خلافت را به خليفه دوم با وصيت منتقل ساخت و همچنين خليفه چهارم به فرزندش وصيت نمود و خليفه دوم خليفه سوم را با يك شوراي شش نفري كه خودش اعضاي آن و آيين نامه آن را تعيين و تنظيم كرده بود، روي كار آورد و معاويه امام حسن را به زور به صلح وادار نموده خلافت را به اين طريق برد و پس از آن خلافت به سلطنت موروثي تبديل شد و تدريجا شعائر ديني از جهاد و امر به معروف و نهي از منكر و اقامه حدود و غير آنها يكي پس از ديگري از جامعه هجرت كرد و مساعي شارع اسلام نقش برآب.گرديد (225)

شيعه از راه بحث و كنجكاوي در درك فطري بشر و سيره مستمره عقلاي انسان و تعمق در نظر اساسي آيين اسلام كه احياي فطرت مي باشد، و روش اجتماعي پيغمبر اكرم و مطالعه حوادث اسف

آوري كه پس از رحلت به وقوع پيوسته و گرفتاريهايي كه دامنگير اسلام و مسلمين گشته و به تجزيه و تحليل در كوتاهي و سهل انگاري حكومتهاي اسلامي قرون اوليه هجرت بر مي گردد، به اين نتيجه مي رسد كه از ناحيه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم نص كافي در خصوص تعيين امام و جانشين پيغمبر رسيده است آيات و اخبار متواتر قطعي مانند آيه ولايت و حديث غدير (226) و حديث سفينه و حديث ثقلين و حديث حق و حديث منزلت و حديث دعوت عشيره اقربين و غير آنها به اين معنا دلالت داشته و دارند ولي نظر به پاره اي دواعي تأويل شده و سرپوشي روي آنها گذاشته شده است.

در تاييد سخنان گذشته

آخرين روزهاي بيماري پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود و جمعي از صحابه حضور داشتند آن حضرت فرمود:

دوات و كاغذي براي من بياوريد تا براي شما چيزي بنويسم كه پس از من (با رعايت آن) هرگز گمراه نشويد، بعضي از حاضرين گفتند:

اين مرد هذيان مي گويد كتاب خدا براي ما بس است!! آنگاه هياهوي حضار بلند شد. پيغمبر اكرم فرمود:

«برخيزيد و از پيش من بيرون رويد؛ زيرا پيش پيغمبري نبايد هياهو كنند» (227).

با توجه به مطالب فصل گذشته و توجه به اينكه كساني كه در اين قضيه از عملي شدن تصميم پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم جلوگيري كردند همان اشخاصي بودند كه فرداي همان روز از خلافت انتخابي بهره مند شدند و به ويژه اينكه انتخاب خليفه را بي اطلاع علي عليه السّلام و نزديكانش نموده، آنان را در برابر كار انجام يافته قرار دادند آيا

مي توان شك نمود كه مقصود پيغمبر اكرم در حديث بالا تعيين شخص جانشين خود و معرفي علي عليه السّلام بود؟

و مقصود از اين سخن ايجاد قيل و قال بود كه در اثر آن پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم از تصميم خود منصرف شود نه اينكه معناي جدي آن (سخن نابجاي گفتن از راه غلبه مرض) منظور باشد؛ زيرا اولاً: گذشته از اينكه در تمام مدت بيماري از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم حتّي يك حرف نابجا شنيده نشده و كسي هم نقل نكرده است، روي موازين ديني، مسلماني مي تواند پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را كه با عصمت الهي مصون است به هذيان و بيهوده گويي نسبت دهد.

ثانيا: اگر منظور از اين سخن معناي جديش بود، محلي براي جمله بعدي (كتاب خدا براي ما بس است) نبود و براي اثبات نابجا بودن سخن پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم با بيماريش استدلال مي شد نه با اينكه با وجود قرآن نيازي به سخن پيغمبر نيست؛ زيرا براي يك نفر صحابي نبايست پوشيده بماند كه همان كتاب خدا، پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را مفترض الطاعه و سخنش را سخن خدا قرار داده و به نص قرآن كريم مردم در برابر حكم خدا و رسول، هيچگونه اختيار و آزادي عمل ندارند.

ثالثا: اين اتفاق در مرض موت خليفه اول تكرار يافت و وي به خلافت خليفه دوم وصيت كرد وقتي كه عثمان به امر خليفه، وصيتنامه را مي نوشت، خليفه بيهوش شد با اين حال خليفه دوم سخني را كه

در باره پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم گفته بود در باره خليفه اول تكرار.نكرد (228)

گذشته از اينها خليفه دوم در حديث ابن عباس (229) به اين حقيقت اعتراف مي نمايد، وي مي گويد:

من فهميدم كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مي خواهد خلافت علي را تسجيل كند، ولي براي رعايت مصلحت به هم زدم. مي گويد:

خلافت از آن علي بود (230) ولي اگر به خلافت مي نشست مردم را به حق و راه راست وادار مي كرد و قريش زير بار آن نمي رفتند از اين روي وي را از خلافت كنار زديم [!!!]

با اينكه طبق موازين ديني بايد متخلف از حق را به حق وادار نمود نه حق را براي خاطر متخلف ترك نمود، موقعي كه براي خليفه اول خبر آوردند كه جمعي از قبايل مسلمان از دادن زكات امتناع مي ورزند، دستور جنگ داد و گفت:

اگر عقالي را كه به پيغمبر خدا مي دادند به من ندهند با ايشان مي جنگم (231) و البته مراد از اين سخن اين بود كه به هر قيمت تمام شود بايد حق احيا شود البته موضوع خلافت حقه از يك عقال مهمتر و با ارزش تر بود.

امامت در بيان معارف الهيّه

در بحثهاي پيغمبر شناسي گذشت كه طبق قانون ثابت و ضروري هدايت عمومي، هر نوع از انواع آفرينش از راه تكوين و آفرينش به سوي كمال و سعادت نوعي خود هدايت و رهبري مي شود.

نوع انسان نيز كه يكي از انواع آفرينش است از كليت اين قانون عمومي مستثنا نيست و از راه غريزه واقع بيني و تفكر اجتماعي، در زندگي خود به روش خاصي بايد هدايت شود كه سعادت دنيا و آخرتش

را تامين نمايد و به عبارت ديگر: بايد يك سلسله اعتقادات و وظايف عملي را درك نموده روش زندگي خود را به آنها تطبيق كند تا سعادت و كمال انساني خود را به دست آورد و گفته شد كه راه درك اين برنامه زندگي كه به نام «دين» ناميده مي شود راه عقل نيست بلكه راه ديگري است به نام «وحي و نبوت» كه در برخي از پاكان جهان بشريت به نام انبيا (پيغمبران خدا) يافت مي شود!

پيغمبرانند كه وظايف انساني مردم را به وسيله وحي از جانب خدا دريافت داشته به مردم مي رسانند، تا در اثر به كار بستن آنها تامين سعادت كنند. روشن است كه اين دليل چنانكه لزوم و ضرورت چنين دركي را در ميان افراد بشر به ثبوت مي رساند، همچنين لزوم و ضرورت پيدايش افرادي را كه پيكره دست نخورده اين برنامه را حفظ كنند و در صورت لزوم به مردم برسانند، به ثبوت مي رساند.

چنانكه از راه عنايت خدايي لازم است اشخاصي پيدا شوند كه وظايف انساني را از راه وحي درك نموده به مردم تعليم كنند، همچنان لازم است كه اين وظايف انساني آسماني براي هميشه در جهان انساني محفوظ بماند و در صورت لزوم به مردم عرضه و تعليم شود يعني پيوسته اشخاصي وجود داشته باشند كه دين خدا نزدشان محفوظ باشد و در وقت لزوم به مصرف برسد.

كسي كه متصدي حفظ و نگهداري دين آسماني است و از جانب خدا به اين سمت اختصاص يافته «امام» ناميده مي شود چنانكه كسي كه حامل روح وحي و نبوت و متصدي اخذ و دريافت احكام و شرايع آسماني از جانب خدا مي باشد «نبي»

نام دارد و ممكن است نبوت و امامت در يكجا جمع شوند و ممكن است از هم جدا باشند و چنانكه دليل نامبرده عصمت پيغمبران را اثبات مي كرد، عصمت ائمه و پيشوايان را نيز اثبات مي كند؛ زيرا بايد خدا براي هميشه دين واقعي دست نخورده و قابل تبليغي در ميان بشر داشته باشد و اين معنا بدون عصمت و مصونيت خدايي صورت نبندد.

فرق ميان نبي و امام

دليل گذشته در مورد دريافت داشتن احكام و شرايع آسماني كه به واسطه پيغمبران انجام مي گيرد، همينقدر اصل وحي يعني گرفتن احكام آسماني را اثبات مي كند نه استمرار و هميشگي آن را به خلاف حفظ و نگهداري آن كه طبعا امري است استمراري و مداوم، و از اينجاست كه لزوم ندارد پيوسته پيغمبري در ميان بشر وجود داشته باشد ولي وجود امام كه نگهدارنده دين آسماني است، پيوسته در ميان بشر لازم است و هرگز جامعه بشري از وجود امام خالي نمي شود، بشناسند يا نشناسند و خداي متعال در كتاب خود مي فرمايد:

(فَاِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرينَ). (232)

يعني:

«و اگر به هدايت ما - كه هرگز تخلف نمي كند - كافران ايمان نياوردند ما گروهي را به آن موكل كرده ايم كه هرگز به آن كافر نخواهند شد.»

و چنانكه اشاره شد، نبوت و امامت گاهي جمع مي شود و يك فرد داراي هر دو منصب پيغمبري و پيشوايي (اخذ شريعت آسماني و حفظ بيان آن) مي شود و گاهي از هم جدا مي شوند چنانكه در ازمنه اي كه از پيغمبران خالي است در هر عصر امام حقي وجود دارد و بديهي است عدد پيغمبران خدا محدود و هميشه وجود نداشته اند.

خداي متعال در

كتاب خود جمعي از پيغمبران را به امامت معرفي فرموده است چنانكه در باره حضرت ابراهيم مي فرمايد:

(وَ اِذِ ابْتَلي اِبْرهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَاَتَمَّهُنَّ قالَ اِنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ اِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمينَ). (233)

يعني:

«وقتي كه خداي ابراهيم او را به كلمه هايي امتحان كرد پس آنها را تمام كرده و به آخر رسانيد، فرمود:

من تو را براي مردم امام و پيشوا قرار مي دهم، ابراهيم گفت و از فرزندان من، فرمود عهد و فرمان من به ستمكاران نمي رسد.»

و مي فرمايد:

(وَجَعَلْناهُمْ اَئِمَّةً يَهْدُونَ بِاَمْرِنا). (234)

يعني:

«و ما ايشان را پيشواياني قرار داديم كه به امر ما هدايت و رهبري مي كردند.»

امامت در باطن اعمال

امام چنانكه نسبت به ظاهر اعمال مردم، پيشوا و راهنماست، همچنان در باطن نيز سمت پيشوايي و رهبري دارد و اوست قافله سالار كاروان انسانيت كه از راه باطن به سوي خدا سير مي كند. براي روشن شدن اين حقيقت بدو مقدمه زيرين بايد توجه نمود.

اوّل: جاي ترديد نيست كه به نظر اسلام و ساير اديان آسماني يگانه وسيله سعادت و شقاوت (خوشبختي و بدبختي) واقعي و ابدي انسان، همانا اعمال نيك و بد اوست كه دين آسماني تعليمش مي كند و هم از راه فطرت و نهاد خدادادي نيكي و بدي آنها را درك مي نمايد.

و خداي متعال از راه وحي و نبوت اين اعمال را مناسب طرز تفكر ما گروه بشر با زبان اجتماعي خودمان، در صورت امر و نهي و تحسين و تقبيع بيان فرموده و در مقابل طاعت و تمرد آنها، براي نيكوكاران و فرمانبرداران، زندگي جاويد شيريني كه مشتمل بر همه خواستهاي كمالي انسان مي باشد، نويد داده و براي بدكاران و ستمگران زندگي

جاويد تلخي كه متضمن هرگونه بدبختي و ناكامي مي باشد خبر داده است.

و جاي شك و ترديد نيست كه خداي آفرينش كه از هر جهت بالاتر از تصور ماست، مانند ما تفكر اجتماعي ندارد و اين سازمان قراردادي آقايي و بندگي و فرمانروايي و فرمانبري و امر و نهي و مزد و پاداش در بيرون از زندگي اجتماعي ما وجود ندارد و دستگاه خدايي همانا دستگاه آفرينش است كه در آن هستي و پيدايش هر چيز به آفرينش خدا طبق روابط واقعي بستگي دارد و بس.

و چنانكه در قرآن كريم (235) و بيانات پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم اشاره شده دين مشتمل به حقايق و معارفي است بالاتر از فهم عادي ما كه خداي متعال آنها را با بياني كه با سطح فكر ما مناسب و با زباني كه نسبت به ما قابل فهم است، براي ما نازل فرموده است.

از اين بيان بايد نتيجه گرفت كه ميان اعمال نيك و بد و ميان آنچه در جهان ابديت از زندگي و خصوصيات زندگي هست، رابطه واقعي برقرار است كه خوشي و ناخوشي زندگي آينده به خواست خدا مولود آن است.

و به عبارت ساده تر: در هر يك از اعمال نيك و بد، در درون انسان واقعيتي به وجود مي آيد كه چگونگي زندگي آينده او مرهون آن است.

انسان بفهمد يا نفهمد، درست مانند كودكي است كه تحت تربيت قرار مي گيرد، وي جز دستورهايي كه از مربي با لفظ «بكن و نكن» مي شنود و پيكر كارهايي كه انجام مي دهد، چيزي نمي فهمد ولي پس از بزرگ شدن و گذرانيدن ايام تربيت به واسطه ملكات روحي ارزنده اي

كه در باطن خود مهيّا كرده در اجتماع به زندگي سعادتمندي نايل خواهد شد و اگر از انجام دستورهاي مربي نيكخواه خود سر باز زده باشد، جز بدبختي بهره اي نخواهد داشت.

يا مانند كسي كه طبق دستور پزشك به دوا و غذا و ورزش مخصوصي مداومت مي نمايد وي جز گرفتن و به كار بستن دستور پزشك با چيزي سر و كار ندارد ولي با انجام دستور، نظم و حالت خاصي در ساختمان داخلي خود پيدا مي كند كه مبداء تندرستي و هر گونه خوشي و كاميابي است.

خلاصه انسان در باطن اين حيات ظاهري، حيات ديگري باطني (حيات معنوي) دارد كه از اعمال وي سرچشمه مي گيرد و رشد مي كند و خوشبختي و بدبختي وي در زندگي آن سرا، بستگي كامل به آن دارد.

قرآن كريم نيز اين بيان عقلي را تاييد مي كند و در آيات (236) بسياري براي نيكوكاران و اهل ايمان حيات ديگر و روح ديگري بالاتر از اين حيات و روشن تر از اين روح اثبات مي نمايد و نتايج باطني اعمال را پيوسته همراه انسان مي داند و در بيانات نبوي نيز به همين معنا بسيار اشاره شده.است (237)

دوم: اينكه بسيار اتفاق مي افتد كه يكي از ما كسي را به امري نيك يا بد راهنمايي كند در حالي كه خودش به گفته خود عامل نباشد ولي هرگز در پيغمبران و امامان كه هدايت و رهبريشان به امر خداست، اين حال تحقق پيدا نمي كند ايشان به ديني كه هدايت مي كنند و رهبري آن را به عهده گرفته اند، خودشان نيز عاملند و به سوي حيات معنوي كه مردم را سوق مي دهند، خودشان نيز داراي همان حيات معنوي مي باشند؛ زيرا خدا

تا كسي را خود هدايت نكند هدايت ديگران را به دستش نمي سپارد و هدايت خاص خدايي هرگز تخلف بردار نيست. از اين بيان مي توان نتايج ذيل را به دست آورد:

1 - در هر امتي، پيغمبر و امام آن امت در كمال حيات معنوي ديني كه به سوي آن دعوت و هدايت مي كنند، مقام اول را حايز مي باشند؛ زيرا چنانكه شايد و بايد به دعوت خودشان عامل بوده و حيات معنوي آن را واجدند.

2 - چون اولند و پيشرو و راهبر همه هستند از همه افضلند.

3 - كسي كه رهبري امتي را به امر خدا به عهده دارد چنانكه در مرحله اعمال ظاهري رهبر و راهنماست در مرحله حيات معنوي نيز رهبر و حقايق اعمال با رهبري او سير مي.كند (238)

ائمه و پيشوايان اسلام

به حسب آنكه از فصلهاي گذشته نتيجه گرفته مي شود، در اسلام پس از رحلت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در ميان امت اسلامي پيوسته امامي (پيشواي منصوب) از جانب خدا بوده و خواهد بود.

و احاديث انبوهي (239) از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در توصيف ايشان و در عدد ايشان و در اينكه همه شان از قريشند و از اهل بيت پيغمبرند و در اينكه «مهدي موعود» از ايشان و آخرينشان خواهد بود، نقل شده است.

و همچنين نصوص (240) از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در امامت علي عليه السّلام كه امام اول است وارد شده است و همچنين نصوص قطعي از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و علي عليه السّلام در امامت امام دوم و به همين ترتيب

گذشتگان ائمه به امامت آيندگانشان نص قطعي نموده اند.

به مقتضاي اين نصوص، ائمه اسلام دوازده تن مي باشند و نامهاي مقدسشان به اين ترتيب است:

1 - علي بن ابي طالب

2 - حسن بن علي

3 - حسين بن علي

4 - علي بن حسين

5 - محمد بن علي

6 - جعفر بن محمد

7 - موسي بن جعفر

8 - علي بن موسي

9 - محمد بن علي

10 - علي بن محمد

11 - حسن بن علي

12 - مهدي عليهم السّلام

اجمالي از تاريخ زندگي دوازده امام (ع)
امام اوّل

حضرت اميرالمؤمنين علي عليه السّلام وي فرزند ابوطالب شيخ بني هاشم، عموي پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود كه پيغمبر اكرم را سرپرستي نموده و در خانه خود جاي داده و بزرگ كرده بود و پس از بعثت نيز تا زنده بود از آن حضرت حمايت كرد و شرّ كفار عرب و خاصه قريش را از وي دفع نمود.

علي عليه السّلام (بنا به نقل مشهور) ده سال پيش از بعثت متولد شد و پس از شش سال در اثر قحطي كه در مكه و حوالي آن اتفاق افتاد، بنا به درخواست پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم از خانه پدر به خانه پسر عموي خود پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم منتقل گرديد و تحت سرپرستي و پرورش مستقيم آن حضرت.درآمد (241)

پس از چند سال كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم به موهبت نبوت نايل شد و براي نخستين بار در «غار حرا» وحي آسماني به وي رسيد وقتي كه از غار رهسپار شهر و خانه خود شد، شرح حال را فرمود، علي عليه السّلام به آن حضرت ايمان

آورد (242) و باز در مجلسي كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم خويشاوندان نزديك خود را جمع و به دين خود دعوت نموده فرمود:

نخستين كسي كه از شما دعوت مرا بپذيرد خليفه و وصي و وزير من خواهد بود، تنها كسي كه از جاي خود بلند شد و ايمان آورد علي عليه السّلام بود و پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم ايمان او را پذيرفت و وعده هاي خود را در باره اش امضا نمود (243) و از اين روي علي عليه السّلام نخستين كسي است در اسلام كه ايمان آورد و نخستين كسي است كه هرگز غير خداي يگانه را نپرستيد.

علي عليه السّلام پيوسته ملازم پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود تا آن حضرت از مكه به مدينه هجرت نمود و در شب هجرت نيز كه كفار خانه آن حضرت را محاصره كرده بودند و تصميم داشتند آخر شب به خانه و آن حضرت را در بستر خواب قطعه قطعه نمايند، علي عليه السّلام در بستر پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم خوابيده و آن حضرت از خانه بيرون آمده رهسپار مدينه.گرديد (244)

و پس از آن حضرت مطابق وصيتي كه كرده بود، امانتهاي مردم را به صاحبانش رد كرده، مادر خود و دختر پيغمبر را با دو زن ديگر برداشته به مدينه حركت.نمود (245)

در مدينه نيز ملازم پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود و آن حضرت در هيچ خلوت وجلوتي علي عليه السّلام را كنار نزد و يگانه دختر محبوبه خود فاطمه را به وي تزويج نمود.

و

در موقعي كه ميان اصحاب خود عقد اخوت مي بست او را برادر خود قرار.داد (246)

علي عليه السّلام در همه جنگها كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم شركت فرموده بود حاضر شد جز جنگ تبوك كه آن حضرت او را در مدينه به جاي خود نشانيده بود (247) و در هيچ جنگي پاي به عقب نگذاشت و از هيچ حريفي روي نگردانيد و در هيچ امري مخالفت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم نكرد چنانكه آن حضرت فرمود:

«هرگز علي از حق و حق از علي جدا نمي. شوند.» (248)

علي عليه السّلام روز رحلت پيغمبر اكرم 33 سال داشت و با اينكه در همه فضائل ديني سرآمد و در ميان اصحاب پيغمبر ممتاز بود، به عنوان اينكه وي جوان است و مردم به واسطه خونهايي كه در جنگها پيشاپيش پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم ريخته با وي دشمنند از خلافت كنارش زدند و به اين ترتيب دست آن حضرت از شؤونات عمومي به كلي قطع شد. وي نيز گوشه خانه را گرفت به تربيت افراد پرادخت و 25 سال كه زمان سه خليفه پس از رحلت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود، گذرانيد و پس از كشته شدن خليفه سوم، مردم با آن حضرت بيعت نموده و به خلافتش برگزيدند.

آن حضرت در خلافت خود كه تقريبا چهار سال و نه ماه طول كشيد، سيرت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم را داشت و به خلافت خود صورت نهضت و انقلاب داده به اصلاحات پرداخت و البته اين اصلاحات به

ضرر برخي از سودجويان تمام مي شد و از اين روي عده اي از صحابه كه پيشاپيش آنها ام المؤمنين «عايشه و طلحه و زبير و معاويه» بودند، خون خليفه سوم را دستاويز قرار داده سر به مخالفت برافراشتند و بناي شورش و آشوبگري گذاشتند.

آن حضرت براي خوابانيدن فتنه، جنگي با ام المؤمنين عايشه و طلحه و زبير در نزديكي بصره كرد كه به «جنگ جمل» معروف است و جنگي ديگر با معاويه در مرز عراق و شام كرد كه به جنگ «صفين» معروف است و يك سال و نيم ادامه يافت و جنگي ديگر با خوارج در نهروان كرد كه به جنگ «نهروان» معروف است و به اين ترتيب، بيشتر مساعي آن حضرت در ايام خلافت خود، صرف رفع اختلاف داخلي بود و پس از گذشت زمان كوتاه، صبح روز نوزدهم ماه رمضان سال چهلم هجري در مسجد كوفه در سر نماز به دست بعضي از خوارج ضربتي خورده و در شب 21 همان ماه شهيد.شد (249)

اميرالمؤمنين علي عليه السّلام به شهادت تاريخ و اعتراف دوست و دشمن در كمالات انساني نقيصه اي نداشت و در فضائل اسلامي نمونه كاملي از تربيت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود.

بحثهايي كه در اطراف شخصيت او شده و كتابهايي كه در اين باره شيعه و سني و ساير مطلعين و كنجكاوان نوشته اند، در باره هيچيك از شخصيت هاي تاريخ اتفاق نيفتاده است.

علي عليه السّلام در علم و دانش، داناترين ياران پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و ساير اهل اسلام بود و نخستين كسي است در اسلام كه در بيانات علمي خود، در استدلال

و برهان را باز كرد و در معارف الهيّه بحث فلسفي نمود و در باطن قرآن سخن گفت و براي نگهداري لفظش دستور زبان عربي را وضع فرمود و تواناترين عرب بود در سخنراني (چنانكه در بخش اوّل كتاب نيز اشاره شد).

علي عليه السّلام در شجاعت ضرب المثل بود و در آن همه جنگها كه در زمان پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و پس از آن شركت كرد، هرگز ترس و اضطراب از خود نشان نداد و با اينكه بارها و ضمن حوادثي مانند جنگ احد و جنگ حنين و جنگ خيبر و جنگ خندق، ياران پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و لشكريان اسلام لرزيدند و يا پراكنده شده فرار نمودند، هرگز پشت به دشمن نكرد و هرگز نشده كه كسي از ابطال و مردان جنگي با وي درآويزد و جان به سلامت برد و در عين حال با كمال توانايي، ناتواني را نمي كشت و فراري را دنبال نمي كرد و شبيخون نمي زد و آب به روي دشمن نمي بست.

از مسلمات تاريخ است كه آن حضرت در جنگ خيبر در حمله اي كه به قلعه نمود، دست به حلقه در رسانيده با تكاني در قلعه را كنده به دور.انداخت (250)

و همچين روز فتح مكه كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم امر به شكستن بتها نمود، بت «هبل» كه بزرگترين بتهاي مكه و مجسمه عظيم الجثه اي از سنگ بود كه بر بالاي كعبه نصب كرده بودند، علي عليه السّلام به امر پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم پاي روي دوش آن حضرت گذاشته بالاي

كعبه رفت و «هبل» را از جاي خود كند و پايين.انداخت (251)

علي عليه السّلام در تقواي ديني و عبادت حق نيز يگانه بود، پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در پاسخ كساني كه نزد وي از تندي علي عليه السّلام گله مي كردند مي فرمايد:

«علي را سرزنش نكنيد؛ زيرا وي شيفته خداست» (252).

ابودرداء صحابي پيكر آن حضرت را در يكي از نخلستهانهاي مدينه ديد كه مانند چوب خشك افتاده است، براي اطلاع، به خانه آن حضرت آمد و به همسر گرامي وي كه دختر پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود، درگذشت همسرش را تسليت گفت، دختر پيغمبر صلّي اللّه عليه و آله و سلّم فرمود:

«پسر عم من نمرده است بلكه در عبادت از خوف خدا غش نموده است و اين حال براي وي بسيار اتفاق مي افتد.»

علي عليه السّلام در مهرباني به زيردستان و دلسوزي به بينوايان و بيچارگان و كرم و سخا به فقرا و مستمندان، قصص و حكايات بسيار دارد. آن حضرت هر چه را به دستش مي رسيد در راه خدا به مستمندان و بيچارگان مي داد و خود با سخت ترين و ساده ترين وضعي زندگي مي كرد. آن حضرت كشاورزي را دوست مي داشت و غالبا به استخراج قنوات و درختكاري و آباد كردن زمينهاي باير مي پرداخت ولي از اين راه هر ملكي را كه آباد مي كرد و يا هر قناتي را كه بيرون مي آورد وقف فقرا مي فرمود و اوقاف آن حضرت كه به صدقه علي معروف بود در اواخر عهد وي، عوايد ساليانه قابل توجهي (24 هزار دينار طلا).داشت (253)

امام دوّم

امام حسن مجتبي عليه السّلام آن حضرت و برادرش

امام حسين عليه السّلام دو فرزند اميرالمؤمنين علي عليه السّلام بودند از حضرت فاطمه عليهاالسّلام دختر پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و پيغمبر اكرم بارها مي فرمود كه:

«حسن و حسين فرزندان منند» و به پاس همين كلمه، علي عليه السّلام به ساير فرزندان خود مي فرمود:

«شما فرزندان من هستيد و حسن و حسين فرزندان پيغمبر خدايند» (254).

امام حسن عليه السّلام سال سوم هجرت در مدينه متولد شد (255) و هفت سال و خرده اي جد خود را درك نمود و در آغوش مهر آن حضرت به سر برد و پس از رحلت پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم كه با رحلت حضرت فاطمه، سه ماه يا شش ماه بيشتر فاصله نداشت، تحت تربيت پدر بزرگوار خود قرار گرفت.

امام حسن عليه السّلام پس از شهادت پدر بزرگوار خود به امر خدا و طبق وصيت آن حضرت، به امامت رسيد و مقام خلافت ظاهري را نيز اشغال كرد نزديك به شش ماه به اداره امور مسلمين پرداخت و در اين مدت معاويه كه دشمن سرسخت علي عليه السّلام و خاندان او بود و سالها به طمع خلافت (در ابتدا به نام خونخواهي خليفه سوم و اخيرا به دعوي صريح خلافت) جنگيده بود به عراق كه مقر خلافت امام حسن عليه السّلام بود لشكر كشيد و جنگ آغاز كرد و از سوي ديگر سرداران لشكريان امام حسن عليه السّلام را تدريجا با پولهاي گزاف و نويدهاي فريبنده اغوا نمود و لشكريان را بر آن حضرت.شورانيد (256)

بالا خره آن حضرت به صلح مجبور شده، خلافت ظاهري را با شرايطي (به شرط اينكه پس از درگذشت

معاويه دوباره خلافت به امام حسن عليه السّلام برگردد و خاندان و شيعيانش از تعرض مصون باشند) به معاويه واگذار نمود (257) معاويه به اين ترتيب خلافت اسلامي را قبضه كرد و وارد عراق شد و در سخنراني عمومي رسمي شرايط صلح را الغاء نمود (258) و از هر راه ممكن استفاده كرده سخت ترين فشار و شكنجه را به اهل بيت و شيعيان ايشان روا داشت.

امام حسن عليه السّلام در تمام مدت امامت خود كه ده سال طول كشيد در نهايت شدت و اختناق زندگي كرد و هيچگونه امنيتي حتي در داخل خانه خود نداشت و بالا خره در سال پنجاه هجري به تحريك معاويه به دست همسر خود مسموم وشهيد.شد (259)

امام حسن عليه السّلام در كمالات انساني يادگار پدر و نمونه كامل جدّ بزرگوار خود بود و تا پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در قيد حيات بود، او و برادرش در كنار آن حضرت جاي داشتند و گاهي آنان را بر دوش خود سوار مي كرد.

عامه و خاصه از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم روايت كرده اند كه در باره حسن و حسين عليهماالسّلام فرمود:

«اين دو فرزند من امام مي باشند خواه برخيزند و خواه بنشينند (كنايه است از تصدي مقام خلافت ظاهري و عدم تصدي آن» (260).

و روايات بسيار از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و اميرالمؤمنين علي عليه السّلام در امامت آن حضرت بعد از پدر بزرگوارش، وارد شده است.

امام سوم

امام حسين (سيدالشهداء) فرزند دوم علي عليه السّلام از فاطمه عليهاالسّلام دختر پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم كه

در سال چهارم هجري متولد شده است. آن حضرت پس از شهادت برادر بزرگوار خود امام حسن مجتبي عليه السّلام به امر خدا و طبق وصيت وي، به امامت.رسيد (261)

امام حسين عليه السّلام ده سال امامت نمود و تمام اين مدت را به استثناي (تقريبا) شش ماه آخر در خلافت معاويه واقع بود و در سخت ترين اوضاع و ناگوارترين احوال با نهايت اختناق زندگي مي فرمود زيرا گذشته از اينكه مقررات و قوانين ديني اعتبار خود را از دست داده بود و خواسته هاي حكومت جايگزين خواسته هاي خدا و رسول شده بود و گذشته از اينكه معاويه و دستياران او از هر امكاني براي خرد كردن و از ميان بردن اهل بيت و شيعيانشان و محو نمودن نام علي و آل علي استفاده مي كردند، معاويه در صدد تحكيم اساس خلافت فرزند خود يزيد برآمده بود و گروهي از مردم به واسطه بي بندوباري يزيد، از اين امر خشنود نبودند، معاويه براي جلوگيري از ظهور مخالفت، به سخت گيريهاي بيشتر و تازه تري دست زده بود.

امام حسين خواه ناخواه اين روزگار تاريك را مي گذرانيد و هرگونه شكنجه و آزار روحي را از معاويه و دستياران وي تحمل مي كرد تا در اواسط سال شصت هجري، معاويه درگذشت و پسرش يزيد به جاي پدر.نشست (262)

بيعت يك سنت عربي بود كه در كارهاي مهم مانند سلطنت و امارت، اجرا مي شد و زيردستان به ويژه سرشناسان دست بيعت و موافقت و طاعت به سلطان يا امير مثلاً مي دادند و مخالف بعد از بيعت، عار و ننگ قومي بود و مانند تخلف از امضاي قطعي، جرمي مسلم شمرده مي شد و در سيره

پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم في الجمله يعني در جايي كه به اختيار و بدون اجبار انجام مي يافت، اعتبار داشت.

معاويه نيز از معاريف قوم براي يزيد بيعت گرفته بود ولي متعرض حال امام حسين عليه السّلام نشده و به آن حضرت تكليف بيعت ننموده بود و بالخصوص به يزيد وصيت كرده بود (263) كه اگر حسين بن علي از بيعت وي سر باز زند پيگيري نكند و با سكوت و اغماض بگذراند؛ زيرا پشت و روي مسئله را درست تصور كرده عواقب وخيم آن را مي دانست.

ولي يزيد در اثر خودبيني و بي باكي كه داشت، وصيت پدر را فراموش كرد، بي درنگ پس از درگذشت پدر به والي مدينه دستور داد كه از امام حسين براي وي بيعت گيرد و گرنه سرش را به شام فرستد (264)!!

پس از آنكه والي مدينه درخواست يزيد را به امام حسين عليه السّلام ابلاغ كرد آن حضرت براي تفكر در اطراف قضيه مهلت گرفت و شبانه با خاندان خود به سوي مكه حركت فرمود و به حرم خدا كه در اسلام مامن رسمي مي باشد پناهده شد.

اين واقعه در اواخر ماه رجب و اوايل ماه شعبان سال شصت هجري بود و امام حسين عليه السّلام تقريبا چهار ماه در شهر مكه در حال پناهندگي به سر برد و اين خبر تدريجا در اقطار بلاد اسلامي منتشر شد. از يك سوي بسياري از مردم كه از بيدادگريهاي دوره معاويه دلخور بودند و خلافت يزيد بر نارضايتيشان مي افزود با آن حضرت مراوده و اظهار همدردي مي كردند و از يك سوي سيل نامه از عراق و به ويژه از

شهر كوفه به شهر مكه سرازير مي شد و از آن حضرت مي خواستند كه به عراق رفته و به پيشوايي و رهبري جمعيت پرداخته براي برانداختن بيداد و ستم قيام كند.

و البته اين جريان براي يزيد خطرناك بود.

اقامت امام حسين عليه السّلام در مكه، ادامه داشت تا موسم حج رسيد و مسلمانان جهان به عنوان حج، گروه گروه و دسته دسته وارد مكه و مهياي انجام عمل حج مي شدند، آن حضرت اطلاع پيدا كرد كه جمعي از كسان يزيد در زي حجاج وارد مكه شده اند و ماموريت دارند با سلاحي كه در زير لباس احرام بسته اند آن حضرت را در اثناء عمل حج به قتل.رسانند (265)

آن حضرت عمل خود را مخفف ساخته تصميم به حركت گرفت و در ميان گروه انبوه مردم سرپا ايستاده سخنراني كوتاهي كرده (266) حركت خود بسوي عراق خبر داد. وي در اين سخنراني كوتاه شهادت خود را گوشزد مي نمايد و از مسلمانان استمداد مي كند كه در اين هدف ياريش نمايند و خون خود را در راه خدا بذل كنند و فرداي آن روز با خاندان و گروهي از ياران خود رهسپار عراق شد.

امام حسين عليه السّلام تصميم قطعي گرفته بود كه بيعت نكند و به خوبي مي دانست كه كشته خواهد شد و نيروي جنگي شگرف و دهشتناك بني اميه كه با فساد عمومي و انحطاط فكري و بي ارادگي مردم و خاصه اهل عراق تاييد مي شد، او را خرد و نابود خواهد كرد.

جمعي از معاريف به عنوان خيرخواهي سر راه را بر وي گرفته و خطر اين حركت و نهضت را تذكر دادند، ولي آن حضرت در پاسخ فرمود كه من

بيعت نمي كنم و حكومت ظلم و بيداد را امضا نمي نمايم و مي دانم كه به هر جا روم و در هر جا باشم مرا خواهند كشت و اينكه مكه را ترك مي گويم براي رعايت حرمت خانه خداست كه با ريختن خون من هتك.نشود (267)

امام حسين عليه السّلام راه كوفه را پيش گرفت، در اثناي راه كه هنوز چند روز راه تا كوفه داشت، خبر يافت كه والي يزيد در كوفه نماينده امام را با يك نفر از معاريف شهر كه طرفداري جدي بود، كشته و به دستور وي ريسمان به پايشان بسته در كوچه و بازار كوفه كشيده اند (268) و شهر و نواحي آن تحت مراقبت شديد درآمده و سپاه بي شمار دشمن در انتظار وي به سر مي برند و راهي جز كشته شدن در پيش نيست. همينجا بود كه امام تصميم قطعي خود را به كشته شدن بي ترديد اظهار داشت و به سير خود ادامه.داد (269)

در هفتاد كيلومتري كوفه (تقريبا) در بياباني به نام كربلا، آن حضرت و كسانش به محاصره لشگريان يزيد درآمدند و هشت روز توقف داشتند كه هر روز حلقه محاصره تنگتر و سپاه دشمن افزونتر مي شد و بالا خره آن حضرت و خاندان و كسانش با شماره ناچيز، در ميان حلقه هاي متشكل از سي هزار مرد جنگي قرار.گرفتند (270)

در اين چند روز امام به تحكيم موضع خود پرداخته ياران خود را تصفيه نمود، شبانه عموم همراهان خود را احضار فرمود در ضمن سخنراني كوتاهي اظهار داشت كه:

ما جز مرگ و شهادت در پيش نداريم و اينان با كسي جز من كار ندارند، من بيعت خود را از شما برداشتم هر

كه بخواهد مي تواند از تاريكي شب استفاده نموده جان خود را از اين ورطه هولناك برهاند.

پس از آن فرمود چراغها را خاموش كردند و اكثر همراهان كه براي مقاصد مادي همراه بودند پراكنده شدند و جز جماعت كمي از شيفتگان حق (نزديك به چهل تن از ياران امام) و عده اي از بني هاشم كسي نماند.

امام عليه السّلام بار ديگر بازماندگان را جمع كرده و به مقام آزمايش درآورده در خطابي كه به ياران و خويشاوندان هاشمي خود كرد، اظهار داشت كه:

اين دشمنان تنها با من كار دارند، هر يك از شما مي توانيد از تاريكي شب استفاده كرده از خطر نجات يابد، ولي اين بار هر يك از ياران باوفاي امام با بيانهاي مختلف پاسخ دادند كه ما هرگز از ره حق كه تو پيشواي آني روي نخواهيم تافت و دست از دامن پاك تو نخواهيم برداشت و تا رمقي در تن و قبضه شمشير به دست داريم از حريم تو دفاع خواهيم.نمود (271)

آخر روز نهم ماه محرم، آخرين تكليف (يا بيعت يا جنگ) از جانب دشمن به امام رسيد و آن حضرت شب را براي عبادت مهلت گرفت و مصمم به جنگ فردا.شد (272)

روز دهم محرم سال 61 هجري، امام با جمعيت كم خود (روي هم رفته كمتر از نود نفر كه چهل نفر از ايشان از همراهان سابق امام و سي و چند نفر در شب و روز جنگ از لشكر دشمن به امام پيوسته بودند و مابقي خويشاوندان هاشمي امام، از فرزندان و برادران و برادرزداگان و خواهرزادگان و عموزادگان بودند) در برابر لشكر بي كران دشمن صف آرايي نمودند و جنگ در

گرفت.

آن روز از بامداد تا واپسين جنگيدند و امام عليه السّلام و ساير جوانان هاشمي و ياران وي تا آخرين نفر شهيد شدند (در ميان كشته شدگان دو فرزند خردسال امام حسن و يك كودك خرسال و يك فرزند شيرخوار امام حسين را نيز بايد.شمرد (273)

لشكر دشمن پس از خاتمه يافتن جنگ، حرمسراي امام را غارت كردند و خيمه و خرگاه را آتش زدند و سرهاي شهدا را بريده، بدنهاي ايشان را لخت كرده، بي اينكه به خاك بسپارند، به زمين انداختند. سپس اهل حرم را كه همه زن و دختر بي پناه بودند با سرهاي شهدا به سوي كوفه حركت دادند (در ميان اسيران از جنس ذكور تني چند بيش نبود كه از جمله آنان فرزند 22 ساله امام حسين - كه سخت بيمار بود - يعني امام چهارم و ديگر فرزند چهار ساله وي محمد بن علي كه امام پنجم باشد و ديگر حسن مثني فرزند امام دوم كه داماد امام حسين عليه السّلام بود و در جنگ زخم كاري خورده و در ميان كشتگان افتاده بود او را نيز در آخرين رمق يافتند و به شفاعت يكي از سرداران، سر نبريدند و با اسيران به كوفه بردند) و از كوفه نيز به سوي دمشق پيش يزيد بردند.

واقعه كربلا و اسيري زنان و دختران اهل بيت و شهر به شهر گردانيدن ايشان و سخنرانيهايي كه دختر اميرالمؤمين عليه السّلام و امام چهارم - كه جزء اسيران بودند - در كوفه و شام نمودند بني اميه را رسوا كرد و تبليغات چندين ساله معاويه را از كار انداخت و كار به جايي كشيد كه

يزيد از عمل مامورين خود در ملا عام بيزاري جست و واقعه كربلا عامل مؤثري بود كه با تاثير مؤ جل خود، حكومت بني اميه را برانداخت و ريشه شيعه را استوارتر ساخت و از آثار معجل آن، انقلابات و شورشهايي بود كه به همراه جنگهاي خونين تا دوازده سال ادامه داشت و از كساني كه در قتل امام شركت جسته بودند، حتي يك نفر از دست انتقام نجستند.

كسي كه در تاريخ حيات امام حسين عليه السّلام و يزيد و اوضاع و احوالي كه آن روز حكومت مي كرد، دقيق شود و در اين بخش از تاريخ كنجكاوي نمايد، شك نمي كند كه آن روز در برابر امام حسين عليه السّلام يك راه بيشتر نبود و آن همان كشته شدن بود و بيعت يزيد كه نتيجه اي جز پايمال كردن علني اسلام نداشت، براي امام مقدور نبود؛ زيرا يزيد با اينكه احترامي براي آيين اسلام و مقررات آن قائل نبود و بندوباري نداشت، به پايمال كردن مقدسات و قوانين اسلامي بي باكانه تظاهر نيز مي كرد.

ولي گذشتگان وي اگر با مقررات ديني مخالفت مي كردند، آنچه مي كردند در لفافه دين مي كردند و صورت دين را محترم شمرده با ياري پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و ساير مقامات ديني كه مردم براي ايشان معتقد بودند، افتخار مي نمودند.

و از اينجا روشن مي شود كه آنچه برخي از مفسرين حوادث گفته اند كه اين دو پيشوا (امام حسن و امام حسين) دو سليقه مختلف داشتند و امام حسن مسلك صلح را مي پسنديد به خلاف امام حسين كه جنگ را ترجيح مي داد چنانكه آن برادر با داشتن چهل هزار مرد جنگي با

معاويه صلح كرد و اين برادر با چهل نفر به جنگ يزيد برخاست، سخني است نابجا؛ زيرا مي بينيم همين امام حسين كه يك روز زير بار بيعت يزيد نرفت، ده سال در حكومت معاويه و مانند برادرش امام حسن (كه او نيز ده سال با معاويه به سر برده بود) به سر برد و هرگز سر به مخالفت برنداشت و حقا اگر امام حسن يا امام حسين با معاويه مي جنگيدند كشته مي شدند و براي اسلام كمترين سودي نمي بخشيد و در برابر سياست حق به جانبي معاويه كه خود را صحابي و كاتب وحي و خال المؤمنين معرفي كرده و هر دسيسه را به كار مي برد، تاثيري نداشت.

گذشته از اينكه با تمهيدي كه داشت مي توانست آنان را به دست كسان خودشان بكشد و خود به عزايشان نشسته به مقام خونخواهي بيايد چنانكه با خليفه سوم نظير همين معامله را كرد.

امام چهارم

امام سجاد (علي بن حسين ملقب به زين العابدين و سجاد) وي فرزند امام سوم بود كه از شاه زنان دختر يزدجرد شاهنشاه ايران متولد شده بود و تنها فرزند امام سوم بود كه باقي مانده بود؛ زيرا سه برادر ديگرش در واقعه كربلا به شهادت رسيدند (274) و آن حضرت نيز همراه پدر به كربلا آمده بود ولي چون سخت بيمار بود و توانايي حمل اسلحه و جنگ نداشت، از جهاد و شهادت بازماند و با اسيران حرم به شام اعزام گرديد.

پس از گذرانيدن دوران اسيري، به امر يزيد براي استمالت افكار عمومي محترما به مدينه روانه گرديد، آن حضرت را بار دوم نيز به امر عبدالملك خليفه اموي، با بند و زنجير از مدينه

به شام جلب كرده اند و بعد به مدينه برگشته.است (275)

امام چهارم پس از مراجعه به مدينه گوشه خانه را گرفته و در به روي بيگانه بسته مشغول عبادت پروردگار بود و با كسي جز خواص شيعه مانند «ابوحمزه ثمالي و ابوخالد كابلي» و امثال ايشان تماس نمي گرفت البته خواص، معارفي را كه از آن حضرت اخذ مي كردند در ميان شيعه نشر مي دادند و از اين راه، تشيّع توسعه فراواني يافت كه اثر آن در زمان امامت امام پنجم به ظهور پيوست.

از جمله آثار امام چهارم، ادعيه اي است به نام «ادعيه صحيفه» و آن 57 دعاست كه به دقيقترين معارف الهيه مشتمل مي باشد و زبور آل محمدش مي گويند.

امام چهارم پس از 35 سال امامت به حسب بعضي از روايات شيعه به تحريك هشام خليفه اموي، به دست وليد بن عبدالملك مسموم شد (276) و در سال 95 هجري درگذشت.

امام پنجم

امام محمد بن علي (باقر) لفظ «باقر» به معناي «شكافنده» است و لقبي است كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم به آن حضرت داده. بود (277)

آن حضرت فرزند امام چهارم و در سال 57 هجري متولد شده بود، در واقعه كربلا چهارساله و حاضر بود و پس از پدر بزرگوارش به امر خدا و معرفي گذشتگان خود، به امامت رسيد و در سال 114 و يا 117 هجري (به حسب بعضي از روايات شيعه (278) توسط ابراهيم بن وليد بن عبدالملك برادرزاده هشام خليفه اموي مسموم شده) درگذشت.

در عهد امام پنجم از طرفي در اثر مظالم بني اميه، هر روز در قطري از اقطار بلاد اسلامي انقلاب و جنگهايي رخ مي داد و از

خود خاندان اموي نيز اختلافات بروز مي كرد و اين گرفتاريها دستگاه خلافت را مشغول و تا اندازه اي از تعرض به اهل بيت صرف مي كرد.

و از طرفي وقوع فاجعه كربلا و مظلوميت اهل بيت كه ممثل آن، امام چهارم بود مسلمانان را مجذوب و علاقه مند اهل بيت مي ساخت. اين عوامل دست به دست هم داده مردم و خاصه شيعه را مانند سيل به سوي مدينه و حضور امام پنجم سرازير ساخت و امكاناتي در نشر حقايق اسلامي و معارف اهل بيت براي آن حضرت به وجود آمد كه براي هيچيك از پيشوايان گذشته اهل بيت ميسر نشده بود.

و گواه اين مطلب اخبار و احاديث بي شماري است كه از امام پنجم نقل گورهي انبوهي است از رجال علم و دانشمندان شيعه كه در فنون متفرقه معارف اسلامي در مكتب آن حضرت پرورش يافته اند و در فهرستها و كتب رجال، اساميشان ضبط شده.است (279)

امام ششم

امام جعفر بن محمد (صادق) فرزند امام پنجم كه در سال 83 هجري، متولد و در سال 148 هجري (طبق روايات شيعه) به تحريك منصور خليفه عباسي مسموم و شهيد شده.است (280)

در عهد امامت امام ششم در اثر انقلابهاي كشورهاي اسلامي و خصوصا قيامي كه مسوده (سياه جامگان) براي برانداختن خلافت بني اميه كرده بودند و جنگهاي خونيني كه منجر به سقوط خلافت و انقراض بني اميه گرديد و در اثر آنها زمينه خوبي كه امام پنجم در بيست سال زمان امامت خود با نشر حقايق اسلامي و معارف اهل بيت مهيا كرده بود، براي امام ششم امكانات بيشتر و محيط مناسبتري براي نشر تعاليم ديني پيدا شد.

آن حضرت تا اواخر زمان امامت

خود كه مصادف با آخر خلافت بني اميه و اول خلافت بني عباس بود از فرصت استفاده نموده به نشر تعاليم ديني پرداخت و شخصيتهاي علمي بسياري در فنون مختلفه عقلي و نقلي مانند «زراره» و «محمد بن مسلم» و «مؤمن طاق» و «هشام بن حكم» و «ابان بن تغلب» و «هشام بن سالم» و «حريز» و «هشام كلبي نسابه» و «جابر بن حيان صوفي» شيميدان و غير ايشان را پررورش داد، حتي عده اي از رجال علمي عامه نيز مانند «سفيان ثوري» و «ابوحنيفه» رئيس مذهب حنفيه و «قاضي سكوني» و «قاضي ابوالبختري» و غير ايشان افتخار تلمذش را پيدا كردند (معروف است كه از مجلس درس و حوزه تعليم امام ششم چهار هزار نفر محدث و دانشمند بيرون آمده است (281).

احاديثي كه از صادقين يعني از امام پنجم و ششم مأثور است، از مجموع احاديثي كه از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و ده امام ديگر ضبط شده است، بيشتر است.

ولي در اواخر عهد خود، دچار منصور خليفه عباسي شد و تحت مراقبت و محدوديت شديد درآمد. منصور آزارها و شكنجه ها و كشتارهاي بي رحمانه اي در حق سادات علويين روا ديد كه از بني اميه با آن همه سنگدلي و بي باكي سر نزده بود. به دستور وي آنان را دسته دسته مي گرفتند و در قعر زندانهاي تاريك با شكنجه و آزار به زندگيشان خاتمه مي دادند و جمعي را گردن مي زدند و گروهي را زنده زير خاك مي كردند و جمعي را در پي ساختمانها يا ميان ديوارها گذاشته رويشان بنا مي ساختند.

منصور، دستور جلب امام ششم را از مدينه صادر كرد (امام

ششم پيش از آن نيز يك بار به امر سفاح خليفه عباسي به عراق و پيش از آن نيز در حضور امام پنجم به امر هشام خليفه اموي به دمشق جلب شده بود)

مدتي امام را زير نظر گرفتند و بارها عزم كشتن آن حضرت را نموده و هتكها كرد ولي بالا خره اجازه مراجعه به مدينه را داده و امام به مدينه مراجعت فرمود و بقيه عمر را با تقيه شديد و نسبتا با عزلت و گوشه نشيني برگزار مي كرد تا به دسيسه منصور مسموم و شهيد شد (282).

منصور پس از آنكه خبر شهادت امام ششم را دريافت داشت، به والي مدينه نوشت كه به عنوان تفقد بازماندگان، به خانه امام برود و وصيتنامه آن حضرت را خواسته و بخواند و كسي را كه وصي امام معرفي شده في المجلس گردن بزند.

و البته مقصود منصور از جريان اين دستور اين بود كه به مسئله امامت خاتمه دهد و زمزمه تشيع را به كلي خاموش كند ولي برخلاف توطئه وي وقتي كه والي مدينه طبق دستور، وصيتنامه را خواند ديد امام پنج نفر را براي وصايت تعيين فرموده. خود خليفه و والي مدينه و عبداللّه افطح فرزند بزرگ و موسي فرزند كوچك آن حضرت و حميده و به اين ترتيب تدبير منصور نقش برآب شد (283).

امام هفتم

امام موسي بن جعفر (كاظم) فرزند امام ششم در سال 128 هجري متولد شد و سال 183 هجري در زندان مسموماً شهيد شد (284)

آن حضرت پس از درگذشت پدر بزرگوار خود به امر خدا و معرفي گذشتگان خود به امامت رسيد.

امام هفتم از خلفاي عباسي با منصور و هادي و

مهدي و هارون معاصر و در عهد بسيار تاريك و دشوار با تقيه سخت مي زيست تا اخيرا هارون در سفر حج به مدينه رفت و به امر وي امام را در حالي كه در مسجد پيغمبر مشغول نماز بود گرفته و به زنجير بسته زنداني كردند و از مدينه به بصره و از بصره به بغداد بردند و سالها از زنداني به زنداني منتقل مي نمودند و بالاخره در بغداد در زندان سندي ابن شاهك با سم درگذشت (285) و در مقابر قريش كه فعلاً شهر كاظميه مي باشد مدفون گرديد.

امام هشتم

امام علي بن موسي (رضا) فرزند امام هفتم كه (بنا به اشهر تواريخ) سال 148 هجري متولد وسال 203 هجري درگذشته.است (286)

امام هشتم پس از پدر بزرگوار خود به امر خدا و معرفي گذشتگان خود به امامت رسيد و مدتي از زمان امامت خود با هارون خليفه عباسي و پس از آن با پسرش امين و پس از آن با پسر ديگرش مامون معاصر بود.

مامون پس از پدر، اختلافاتي با برادر خود امين پيدا كرد كه منجر به جنگهاي خونين و بالا خره كشته شدن امين گرديد و مامون به سرير خلافت استيلا. يافت (287)

تا آن روز سياست خلافت بني عباس نسبت به سادات علوي، سياست خشونت آميز و خونيني بوده، پيوسته رو به سختي مي رفت و هر چند گاهي يكي از علويين قيام كرده جنگ خونين و آشوبي برپا مي شد و اين خود براي دستگاه خلافت گرفتاري سختي بود.

و ائمه و پيشوايان شيعه از اهل بيت اگرچه با نهضت و قيام كنندگان همكاري نمي كردند و مداخله اي نداشتند ولي شيعه كه آن روز جمعيت قابل توجهي

بودند، پيوسته ائمه اهل بيت را پيشوايان ديني مفترض الطاعه و خلفاي واقعي پيغمر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مي دانستند و دستگاه خلافت را كه قيافه دربار كسري و قيصر داشت و به دست يك مشت مردم بي بند و بار اداره مي شد، دستگاهي ناپاك و دور از ساحت قدس پيشوايان خود مي ديدند و دوام و پيشرفت اين وضع براي دستگاه خلافت خطرناك بود و آن را بشدت تهديد مي كرد.

مامون به فكر افتاد كه به اين گرفتاريها كه سياست كهنه و هفتاد ساله پيشينيان وي نتوانست چاره كند، با سياست تازه ديگري خاتمه بخشد و آن اين بود كه امام هشتم را ولايت عهد بدهد و از اين راه هر گرفتاري را رفع كند؛ زيرا سادات علوي پس از آنكه دست خودشان به خلافت بند شد ديگر به ضرر دستگاه قيام نمي كردند و شيعه نيز پس از آنكه آلودگي امام خود را به خلافتي كه پيوسته آن را و كارگردانان آن را پليد و ناپاك مي شمردند، مشاهده كردند، ديگر آن اعتقاد معنوي و ارادت باطني را كه در حق امامان اهل بيت داشتند، از دست مي دهند و تشكل مذهبيشان سقوط كرده ديگر خطري از اين راه متوجه دستگاه خلافت نخواهد.گرديد (288)

بديهي است كه پس از حصول مقصود، از بين بردن امام براي مامون اشكالي نداشت، مامون براي تحقق دادن به اين تصميم، امام را از مدينه به مرو احضار كرد و پس از حضور اول خلافت و پس از آن ولايت عهد خود را به امام پيشنهاد نمود و آن حضرت اعتذار جسته نپذيرفت ولي بالا خره به هر ترتيب بود قبولانيد

و امام نيز به اين شرط كه در كارهاي حكومتي و عزل و نصب عمال دولت مداخله نكند، ولايت عهد را.پذيرفت (289)

اين واقعه در سال دويست هجري اتفاق افتاد ولي چيزي نگذشت كه مامون از پيشرفت سريع شيعه و بيشتر شدن ارادت ايشان نسبت به ساحت امام و اقبال عجيب عامه مردم و حتي سپاهيان و اولياي امور دولتي، به اشتباه خود پي برد و به صدد چاره جويي برآمده آن حضرت را مسموم و شهيد ساخت. امام هشتم پس از شهادت در شهر طوس ايران كه فعلاً شهر مشهد ناميده مي شود مدفون گرديد.

مامون، عنايت بسياري به ترجمه علوم عقلي به عربي نشان مي داد و مجلس علمي منعقد كرده بود كه دانشمندان اديان و مذاهب در آن حضور يافته به مناظره علمي مي پرداختند امام هشتم نيز در آن مجلس شركت مي فرمود و با علماي ملل و اديان به مباحثه و مناظره مي پرداخت و بسياري از اين مناظره ها در جوامع حديث شيعه مضبوط.است (290)

امام نهم

امام محمد بن علي (تقي و گاهي به لقب امام جواد و ابن الرضا نيز ذكر مي شود) فرزند امام هشتم كه سال 195 هجري در مدينه متولد شده و طبق روايات شيعه، سال 220 هجري به تحريك معتصم خليفه عباسي به دست همسر خود كه دختر مامون خليفه عباسي بود مسموم و شهيد شده در جوار جد خود امام هفتم در كاظميه مدفون گرديد.

پس از پدر بزرگوار خود به امر خدا و معرفي گذشتگان خود به امامت رسيد. امام نهم موقع درگذشت پدر بزرگوار خود در مدينه بود، مامون وي را به بغداد - كه آن روز عاصمه خلافت بود - احضار

كرده به حسب ظاهر محبت و ملاطفت بسياري نمود و دختر خود را به عقد ازدواج وي درآورد و در بغداد نگهداشت و در حقيقت مي خواست به اين وسيله امام را از خارج و داخل تحت مراقبت كامل درآورد.

امام مدتي در بغداد بود سپس از مامون استجازه كرده به مدينه رفت تا آخر عهد مامون در مدينه بود و پس از درگذشت مامون كه معتصم، زمام خلافت را به دست گرفت، دوباره امام را به بغداد احضار كرده تحت نظر گرفت و بالا خره چنانكه گذشت به تحريك معتصم، آن حضرت به دست همسر خود مسموم شد و.درگذشت (291)

امام دهم

امام علي بن محمد (نقي و گاهي به لقب هادي ذكر مي شود) فرزند امام نهم در سال 212 در مدينه متولد شده و در سال 254 (طبق روايات شيعه) معتز، خليفه عباسي با سَم شهيدش كرده.است (292)

امام دهم در ايام حيات خود با هفت نفر از خلفاي عباسي، مامون و معتصم و واثق و متوكل و منتصر و مستعيني و معتز معاصر بوده است. در عهد معتصم، سال 220 بود كه پدر بزرگوارش در بغداد با سم درگذشت، وي در مدينه بود و به امر خدا و معرفي امامان گذشته به امامت رسيد و به نشر تعاليم ديني مي پرداخت تا زمان متوكل رسيد.

متوكل در سال 243 در اثر سعايتهايي كه كرده بودند يكي از امراي دولت خود را ماموريت داد كه آن حضرت را از مدينه به سامرا - كه آن روز عاصمه خلافت بود جلب كند و نامه اي مهرآميز با كمال تعظيم به آن حضرت نوشته تقاضاي حركت و ملاقات نمود (293) و البته پس

از ورود آن حضرت به سامرا در ظاهر اقداماتي به عمل نيامد ولي در عين حال آنچه مي توانست در فراهم آوردن وسائل اذيت و هتك آن حضرت كوتاهي نمي كرد و بارها به منظور قتل يا هتك، امام را احضار كرده و به امر وي خانه اش را تفتيش مي نمودند.

متوكل در دشمني با خاندان رسالت در ميان خلفاي عباسي نظير نداشت و به ويژه با علي عليه السّلام دشمن سرسخت بود و آشكارا ناسزا مي گفت و مرد مقلدي را موظف داشت كه در بزمهاي عيش، تقليد آن حضرت را در مي آورد و خليفه مي خنديد!! و در سال 237 هجري بود كه امر كرد قبه ضريح امام حسين را در كربلا و همچنين خانه هاي بسياري كه در اطرافش ساخته بودند، خراب و با زمين يكسان نمودند! و دستور داد كه آب به حرم امام بستند و دستور داد زمين قبر مطهر را شخم و زراعت كنند تا به كلي اسم و رسم مزار فراموش.شود (294)

در زمان متوكل، وضع زندگي سادات علوي - كه در حجاز بودند - به مرحله رقت باري رسيده بود چنانكه زنهاي ايشان ساتر نداشتند و عده اي از ايشان يك چادر كهنه داشتند كه در اوقات نماز آن را به نوبه پوشيده نماز مي خواندند (295) و نظير اين فشارها را به سادات علوي كه در مصر بودند نيز وارد مي ساخت.

امام دهم به شكنجه و آزار متوكل صبر مي فرمود تا وي درگذشت و پس از وي منتصر و مستعين و معتز روي كار آمدند و به دسيسه معتز، آن حضرت مسموم و شهيد شد.

امام يازدهم

امام حسن بن علي (عسكري) فرزند امام دهم در سال 232

هجري متولد شده و در سال 260 هجري (بنا به بعضي از روايات شيعه) به دسيسه معتمد خليفه عباسي مسموما درگذشته.است (296)

امام يازدهم پس از درگذشت پدر بزرگوار خود به امر خدا و حسب التعين پيشوايان گذشته به امامت رسيد و هفت سالي كه امامت كرد به واسطه سختگيري بيرون از اندازه مقام خلافت، با تقيه بسيار شديد رفتار مي كرد، درب روي مردم حتي عامه شيعه بسته جز خواص شيعه كسي را بار نمي داد با اينحال اكثر اوقات زنداني.بود (297)

و سبب اين همه فشار اين بود كه اولاً: در آن ازمنه جمعيت شيعه كثرت و قدرتشان به حد قابل توجهي رسيده بود و اينكه شيعه به امامت قائلند براي همگان روشن و آفتابي شده بود و امامان شيعه نيز شناخته مي شدند و از اين روي مقام خلافت بيش از پيش ائمه را تحت مراقبت درآورده و از هر راه بود با نقشه هايي مرموز در محو و نابود كردن ايشان مي كوشيدند.

ثانيا: مقام خلافت پي برده بود كه خواص شيعه براي امام يازدهم فرزند معتقدند و طبق رواياتي كه از خود امام يازدهم و هم از پدرانش نقل مي كنند فرزند او را همان مهدي موعود مي شناسند كه به موجب اخبار متواتره از طرق عامه و خاصه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم خبر داده بود (298) و او را امام دوازدهم مي دانند.

بدين سبب امام يازدهم بيشتر از ساير ائمه تحت مراقبت مقام خلافت درآمده بود و خليفه وقت تصميم قطعي گرفته بود كه به هر طريق باشد به داستان امامت شيعه خاتمه بخشد و دَرِ اين خانه را براي هميشه ببندد.

و از اين

روي همينكه بيماري امام يازدهم را به معتمد، خليفه وقت گزارش دادند، طبيب نزد آن حضرت فرستاد و چند تن از معتمدان خود و چند نفر از قضات را به منزلش گماشت كه پيوسته ملازم وي و مراقب اوضاع داخلي منزل بوده باشند و پس از شهادت امام نيز خانه را تفتيش و توسط قابله ها كنيزان آن حضرت را معاينه كردند و تا دو سال مامورين آگاهي خليفه در خط پيدا كردن خلف آن حضرت مشغول فعاليت بودند تا به كلي نوميد.شدند (299)

امام يازدهم را پس از درگذشت در خانه خودش در شهر سامرا، پهلوي پدر بزرگوارش به خاك سپردند و بايد دانست كه ائمه اهل بيت در دوره زندگيشان گروه انبوهي از علما و محدثين را پرورش دادند كه شماره ايشان به صدها تن مي رسد و ما براي رعايت اختصار در اين كتاب متعرض فهرست اسامي خودشان و مؤلفان و آثار علمي و شرح احوالشان.نشديم (300)

امام دوازدهم
اشاره

حضرت مهدي موعود (كه غالبا به لقب امام عصر و صاحب الزمان ذكر مي شود) فرزند امام يازدهم كه اسمش مطابق اسم پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم بود در سال 256 هجري در سامرا متولد شده و تا سال 260 هجري كه پدر بزرگوارش شهيد شد تحت كفالت و تربيت پدر مي زيست و از مردم پنهان و پوشيده بود و جز عده اي از خواص شيعه كسي به شرف ملاقات وي نايل نمي شد.

و پس از شهادت امام يازدهم كه امامت در آن حضرت مستقر شد به امر خدا غيبت اختيار كرد و جز با نوّاب خاص خود بر كسي ظاهر نمي شد جز در موارد.استثنايي (301)

نوّاب خاص

آن حضرت چندي عثمان بن سعيد عمري را كه از اصحاب جد و پدرش بود و ثقه و امين ايشان قرار داشت نايب خود قرار داد و به توسط وي به عرايض و سؤالات شيعه جواب مي داد.

و پس از عثمان بن سعيد، فرزندش محمد بن عثمان به نيابت امام منصوب شد و پس از وفات محمد بن عثمان عمري، ابوالقاسم حسين بن روح نوبختي، نائب خاص بود و پس از وفات حسين بن روح نوبختي، علي بن محمد سمري نيابت ناحيه مقدسه امام را داشت.

و چند روز به مرگ علي بن محمد سمري (كه در سال 329 هجري اتفاق افتاد) مانده بود كه از ناحيه مقدسه توقيعي صادر شد كه در آن به علي بن محمد سمري ابلاغ شده بود كه تا شش روز (ديگر) بدرود زندگي خواهد گفت و پس از آن دَرِ نيابت خاصه بسته، غيبت كبري واقع خواهد شد و تا روزي كه خدا در

ظهور آن حضرت اذن دهد، غيبت دوام خواهد يافت (302) و به مقتضاي اين توقيع، غيبت امام زمان عليه السّلام به دو بخش منقسم مي شود.

اوّل «غيبت صغري»: كه از سال 260 هجري شروع نموده و در سال 329 خاتمه مي يابد و تقريبا هفتاد سال مدت امتداد آن مي باشد.

دوم «غيبت كبري»: كه از سال 329 شروع كرده و تا وقتي كه خدا بخواهد ادامه خواهد يافت. پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم در حديث متفق عليه مي فرمايد:

«اگر نمانده باشد از دنيا مگر يك روز، خدا آن روز را دراز مي كند تا مهدي از فرزندان من ظهور نموده دنيا را پر از عدل و داد كند چنانكه از ظلم و جور پر شده باشد.» (303)

بحث در ظهور مهدي (ع) از نظر عمومي

در بحث نبوت و امامت اشاره كرديم كه به موجب قانون هدايت عمومي كه در همه انواع آفرينش جاري است، نوع انسان به حكم ضرورت با نيرويي (نيروي وحي و نبوت) مجهز است كه او را به سوي كمال انسانيت و سعادت نوعي راهنمايي مي كند و بديهي ست كه اگر اين كمال و سعادت براي انسان كه زندگيش زندگي اجتماعي است، امكان و وقوع نداشته باشد اصل تجهيز لغو و باطل خواهد بود و لغو در آفرينش وجود ندارد.

و با بياني ديگر: بشر از روزي كه در بسيط زمين سكني ورزيده پيوسته در آرزوي يك زندگي اجتماعي مقرون به سعادت (به تمام معنا) مي باشد و به اميد رسيدن چنين روزي قدم بر مي دارد و اگر اين خواسته تحقق خارجي نداشت هرگز چنين آرزو و اميدي در نهاد وي نقش نمي بست چنانكه اگر غذايي نبود، گرسنگي نبود و اگر آبي

نبود، تشنگي تحقق نمي گرفت و اگر تناسلي نبود، تمايل جنسي تصور نداشت.

از اين روي، به حكم ضرورت (جبر) آينده جهان روزي را در برخواهد

داشت كه در آن روز جامعه بشري پر از عدل و داد شده و با صلح و صفا همزيستي نمايد و افراد انساني غرق فضيلت وكمال شوند.

و البته استقرار چنين وضعي به دست خود انسان خواهد بود و رهبر چنين جامعه اي منجي جهان بشري و به لسان روايات، «مهدي» خواهد بود.

در اديان و مذاهب گوناگون كه در جهان حكومت مي كنند، مانند وثنيت و كليميت و مسيحيت و مجوسيت و اسلام، از كسي كه نجات دهنده بشريت است، سخن به ميان آمده و عموما ظهور او را نويد داده اند اگرچه در تطبيق اختلاف دارند و حديث متفق عليه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم:

«اَلْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدي.»

يعني:

«مهدي معهود از فرزندان من (از نسل من) مي باشد»، اشاره به همين معناست.

بحث در ظهور مهدي (ع) از نظر خصوصي

علاوه بر احاديث بي شماري كه از طريق عامه و خاصه از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و ائمه اهل بيت عليهم السّلام در ظهور مهدي عليه السّلام و اينكه از نسل پيغمبر مي باشد و با ظهور خود جامعه بشري را به كمال واقعي خواهد رسانيد و حيات معنوي خواهد.بخشيد (304)

روايات بي شمار ديگري وارد است كه مهدي فرزند بلافصل امام حسن عسكري (امام يازدهم) مي باشد و پس از تولد و غيبت طولاني، ظهور كرده جهان را پر از عدل و داد خواهد كرد؛ چنانكه با ظلم و جور پر شده باشد.

اشكالي چند و پاسخ آنها

الف: مخالفين شيعه اعتراض مي كنند كه طبق

اعتقاد اين طايفه، امام غايب بايد تا كنون نزديك به دوازده قرن عمر كرده باشد در صورتي كه هرگز انسان عمر به اين درازي نمي كند؟

پاسخ: بناي اعتراض به استبعاد است و البته عمر به اين درازي و بيشتر از اين قابل استبعاد مي باشد ولي كسي كه به اخباري كه در خصوص امام غايب از پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم و سائر ائمه اهل بيت عليهم السّلام وارد شده مراجعه نمايد، خواهد ديد نوع زندگي امام غايب را به طريق خرق عادت معرفي مي كنند.

البته خرق عادت غير از محال است و از راه علم هرگز نمي توان خرق عادت را نفي كرد؛ زيرا هرگز نمي توان اثبات كرد كه اسباب و عواملي كه در جهان كار مي كنند تنها همانها هستند كه ما آنها را ديده ايم و مي شناسيم و ديگر اسبابي كه ما از آنها خبر نداريم، يا آثار و اعمال آنها را نديده ايم، يا نفهميده ايم، وجود ندارد. از اين روي ممكن است در فردي يا افرادي از بشر اسباب و عواملي به وجود آيد كه عمري بسيار طولاني هزار يا چندين هزار ساله براي ايشان تامين نمايد و از اينجاست كه جهان پزشكي تا كنون از پيدا كردن راهي براي عمرهاي بسيار طولاني، نوميد و مايوس نشده است.

اين اعتراض از مليين مانند كليميت و مسيحيت و اسلام كه به موجب كتابهاي آسماني خودشان، خرق عادت و معجزات پيغمبران خدا را قبول دارند، بسيار شگفت آور است.

ب: مخالفين شيعه اعتراض مي كنند كه شيعه وجود امام را براي بيان احكام دين و حقايق آيين و راهنمائي مردم لازم مي دانند و غيبت امام ناقض

اين غرض است؛ زيرا امامي كه به واسطه غيبتش، مردم هيچگونه دسترسي به وي ندارند، فايده اي بر وجودش مترتب نيست و اگر خدا بخواهد امامي را براي اصلاح جهان بشري برانگيزد قادر است كه در موقع لزوم او را بيافريند ديگر به آفرينش چندين هزار سال پيش از موقع وي نيازي نيست.

پاسخ: اينان به حقيقت معناي امامت پي نبرده اند؛ زيرا در بحث امامت روشن شد كه وظيفه امام تنها بيان صوري معارف و راهنمايي ظاهري مردم نيست و امام چنانكه وظيفه راهنمائي صورت مردم را به عهده دارد همچنان ولايت و رهبري باطني اعمال را به عهده دارد و اوست كه حيات معنوي مردم را تنظيم مي كند و حقايق اعمال را به سوي خدا سوق مي دهد.

بديهي است كه حضور و غيبت جسماني امام در اين باب تاثيري ندارد و امام از راه باطن به نفوس و ارواح مردم اشراف و اتصال دارد، اگرچه از چشم جسماني ايشان مستور است و وجودش پيوسته لازم است اگرچه موقع ظهور و اصلاح جهانيش تا كنون نرسيده است.

خاتمه: پيام معنوي شيعه

پيام معنوي شيعه به جهانيان، يك جمله بيش نيست و آن اين است كه «خدا را بشناسيد» و تعبير ديگر: «راه خداشناسي را پيش گيريد تا سعادتمند و رستگار شويد» و اين همان جمله اي است كه پيغمبر اكرم صلّي اللّه عليه و آله و سلّم براي نخستين بار دعوت جهاني خود را به آن افتتاح فرمود:

«اي مردم! خدا را به يگانگي بشناسيد و اعتراف كنيد تا رستگار شويد» در توضيح اين پيام به طور اجمال مي گوييم:

ما افراد بشر به حسب طبع دلداه بسياري از مقاصد زندگي و لذايذ

مادي هستيم، خوردنيها و نوشيدنيهاي گوارا و پوشيدنيهاي شيك و كاخها و منظره هاي فريبنده، همسر زيبا و دلنواز، دوستان صميمي و ثروت سنگين از راه قدرت و سياست مقام و جاه و بسط سلطه و فرمانروايي و خرد كردن هر چيزي كه با خواسته هاي ما مخالفت مي كند را مي خواهيم و دوست داريم.

ولي با نهاد خدادادي خود مي فهميم كه اين همه لذايذ و مطالب براي انسان آفريده شده نه انسان براي آنها و آنها به دنبال انسان بايد باشند نه انسان به دنبال آنها.

هدف نهايي، بودن شكم و پايين تر از شكم، منطق گاو و گوسفند است و دريدن و بريدن و بيچاره كردن ديگران، منطق ببر و گرگ روباه است، منطق انسان، منطق فطري خرد مي باشد و بس.

«منطق خرد» با واقع بيني خود، ما را به سوي پيروي حق هدايت مي كند نه به سوي دلخواه انواع شهوتراني و خودبيني و خودخواهي. «منطق خرد» انسان را جزئي از جمله آفرينش مي داند كه هيچگونه استقلال و سرخودي ندارد و برخلاف آنچه انسان خود را فرمانرواي آفرينش پنداشته به گمان خود طبيعت سركش را به خواسته هاي خود رام مي كند و به زانو درمي آورد خودش نيز آلت دست طبيعت و يكي از دستياران و فرمانبرداران آن است.

«منطق خرد» انسان را دعوت مي كند كه در دركي كه از هستي اين جهان گذران دارد، دقيق شود تا روشن گردد كه هستي جهان و هر چه در آن است از پيش خودشان نيست بلكه جهان و هر چه در آن است از يك منبع نامتناهي سرچشمه مي گيرد تا روشن گردد كه اين همه زشت و زيبا و موجودات زمين و آسمان

كه در صورت واقعيتهاي مستقل در ديده انسان جلوه مي كند، در پناه واقعيت ديگري واقعيت دار مي نمايند و در زير پرتو آن پيدا و هويدا شده اند نه از خود و نه از پيش خود و چنانكه واقعيتها و قدرتها و عظمتهاي ديروزي، امروز افسانه اي بيش نيست واقعيتهاي امروزي نيز همچنانند و بالا خره همه چيز در پيش خود افسانه اي بيش نيست.

تنها خداست كه واقعيتي است غير قابل زوال و همه چيز در پناه هستي او رنگ هستي مي يابند و با روشنائي ذات او روشن و پيدا مي شوند.

هنگامي كه انسان با چنين دركي مجهز شود، آن وقت است كه خيمه هستي او در پيش چشمش مانند حباب روي آب فرو مي خوابد و عيانا مشاهده مي كند كه جهان و جهانيان به يك هستي نامحدود و حيات و قدرت و علم و هرگونه كمال نامتناهي تكيه زده اند و انسان و هر پديده ديگر جهاني مانند دريچه هاي گوناگوني هستند كه هر كدام به اندازه ظرفيت خود ماوراي خود را كه جهان ابديت است نشان مي دهند.

آن وقت است كه انسان اصالت و استقلال را از خود و از هر چيز گرفته به صاحبش رد مي كند و دل از هر جا كنده به خداي يگانه مي پيوندد و در برابر عظمت و كبرياي وي به چيزي جز وي سر تعظيم فرود نمي آورد.

آن وقت است كه انسان تحت ولايت و سرپرستي پروردگار پاك قرار مي گيرد، هر چه را بشناسد با خدا مي شناسد و با هدايت و رهبري خدا با اخلاقي پاك و اعمالي نيك (آيين اسلام و تسليم حق كه آيين فطرت است) متلبس مي گردد.

اين است آخرين درجه كمال انساني و مقام انسان

كامل يعني امام كه به موهبت خدايي به اين مقام رسيده و كساني كه از راه اكتساب به اين كمال نائل شوند با اختلاف درجاتي كه دارند پيروان حقيقي امام مي باشند.

و از اينجا روشن مي شود كه خداشناسي و امام شناسي هرگز از هم جدا نمي شوند چنانكه خداشناسي و خودشناسي از هم جدا نمي شوند؛ زيرا كسي كه هستي مجازي خود را بشناسد، هستي حقيقي خداي بي نياز را شناخته است.

پاورقي

از 1 تا 101

1 - و 2 - با توجه به اينكه متن فوق مربوط به سالها پيش است، در عصر حاضر به احتمال قوي تمام اين كتابها به طبع رسيده است.

2 - با توجه به اينكه متن فوق مربوط به سالها پيش است، در عصر حاضر به احتمال قوي تمام اين كتابها به طبع رسيده است.

3 - بعد از چاپ اين كتاب، بحمداللّه تمام مجلدات عربي و فارسي به چاپ رسيده و در اختيار علاقه مندان قرار گرفت.

4 - لازم به ذكر است كه اين مطلب مربوط به ايامي است كه مرحوم علامه، مشغول نوشتن كتاب ارزشمند الميزان بوده است ليكن امروزه تفسير الميزان، عربي و فارسي آن مكرر به طبع رسيده است.

5 - (اَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمينَ الَّذينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبيلِ اللّهِ وَ يَبْغُونَها عِوَجاً).

يعني:

«آگاه باشيد لعنت خدا بر ستمكاران باد، كساني كه از راه دين خدا، مردم را بر مي گردانند و خودشان آن را كج و معوج مي خواهند و مي پذيرند»

(سوره اعراف، آيه 44 و 45)

6 - (وَمَنْ اَحْسَنُ ديناً مِمَّنْ اَسْلَمَ وَجْهَهُ للّهِِ و هو مُحْسِنٌ وَاتّبَعَ مِلَّةَ اِبْراهيمَ حَنيفاً).

يعني:

«كدام دين بهتر از آن است كه شخص خودش را تسليم حكم خدا كند و نيكوكار

هم باشد و از آيين پاك و معتدل ابراهيم پيروي نمايد»

(سوره نساء، آيه 125)

(قُلْ يا اَهْلَ الْكِتابِ تَعالَواْ اِلي كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ اَلاّ نَعْبُدَ اِلا اللّهَ و لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً و لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً اَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ فَاِنْ تَوَلَّوا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِاَنّا مُسْلِمُونَ).

يعني:

«به اهل كتاب بگو بياييد در يك سخن مشترك با هم همكاري كنيم: جز خدا را عبادت نكنيم و شريكي برايش قرار ندهيم و بعضي از ما بعضي ديگر را ارباب قرار ندهد اگر از اين سخن اعراض كردند به ايشان بگو: پس گواه باشيد ما تسليم حق هستيم»

(سوره آل عمران، آيه 64)

(يا اَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي الِسّلْمِ كافَّةً). يعني:

«اي اهل ايمان! همگي داخل در مقام تسليم شويد»

(سوره بقره، آيه 208)

7 - (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ و من ذُرِّيَّتِنا اُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ).

يعني:

«ابراهيم و اسماعيل گفتند:

پروردگارا! ما را تسليم فرمان خود گردان و از فرزندان ما نيز امتي را مسلم قرار ده»

(سوره بقره، آيه 128)

(مِلَّةَ اَبيكُمْ اِبْراهيمَ هُوَ سَمّيكُمُ الْمُسْلِمينَ.)

يعني:

«اين آيين پدر شما ابراهيم است اوست كه شما را مسلمان (تسليم شونده) ناميده است.»

8 - به طايفه اي از «زيديه» كه پيش از علي عليه السّلام دو خليفه ديگر را اثبات مي نمايند و در فروع به فقه ابي حنيفه عمل مي كنند نيز «شيعه» گفته مي شود به مناسبت اينكه در برابر خلفاي بني اميه و بني عباس، خلافت را مختص علي و اولاد علي مي دانند.

9 - اولين اسمي كه در زمان رسول خدا پيدا شد، «شيعه» بود كه سلمان و ابوذر و مقداد و عمار با اين اسم مشهور شدند

(حاضر العالم الاسلامي، ج 1، ص 188)

10 - (وَ اَنْذِرْ عَشيرَتَكَ اْلاَقْرَبينَ)

(سوره

شعرا، آيه 214)

11 - در ذيل اين حديث، علي (ع) مي فرمايد:

«من كه از همه كوچكتر بودم عرض كردم:

من وزير تو مي شوم، پيغمبر دستش را به گردن من گذاشته فرمود:

اين شخص برادر و وصي و جانشين من مي باشد بايد از او اطاعت نماييد، مردم مي خنديدند و به ابي طالب مي گفتند:

تو را امر كرد كه از پسرت اطاعت كني»

(تاريخ طبري، ج 2 ص 321.

تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 116.

البداية و النهاية، ج 3، ص 39.

غاية المرام، ص 320)

12 - ام سلمه مي گويد پيغمبر فرمود:

«علي هميشه با حق و قرآن است و حق و قرآن نيز هميشه با اوست و تا قيامت از هم جدا نخواهند شد.»، (اين حديث با پانزده طريق از عامه و يازده طريق از خاصه نقل شده و ام سلمه و ابن عباس و ابوبكر و عايشه و علي (ع) و ابوسعيد خدري و ابوليلي و ابوايوب انصاري از راويان آن هستند. غاية المرام بحراني، ص 539 و 540)

پيغمبر فرمود:

«خدا علي را رحمت كند كه هميشه حق با اوست»

(البداية و النهايه،، ج 7، ص 36)

13 - پيغمبر فرمود:

«حكمت ده قسمت شده، نه جزء آن بهره علي و يك جزء آن در ميان تمام مردم قسمت شده است»

(البداية و النهايه، ج 7، ص 359)

14 - هنگامي كه كفار مكه تصميم گرفتند محمد (ص) را به قتل رسانند و اطراف خانه اش را محاصره كردند، پيغمبر (ص) تصميم گرفت به مدينه هجرت كند، به علي فرمود:

«آيا تو حاضري شب در بستر من بخوابي تا گمان برند من خوابيده ام و از تعقيب آنان در امان باشم»، علي در آن وضع خطرناك، اين پيشنهاد را با آغوش

باز پذيرفت.

15 - تواريخ و جوامع حديث.

16 - «حديث غدير» از احاديث مسلّمه ميان سني و شيعه مي باشد و متجاوز از صد نفر صحابي با سندها و عبارتهاي مختلف آن را نقل نموده اند و در كتب عامه و خاصه ضبط شده، براي تفصيل به كتاب غاية المرام، ص 79 و عبقات، جلد غدير و الغدير مراجعه شود.

17 - تاريخ يعقوبي (ط نجف) ج 2، ص 137 و 140. تاريخ ابي الفداء ج 1، ص 156. صحيح بخاري، ج 4، ص 107. مروج الذهب، ج 2، ص 437. ابن ابي الحديد، ج 1، ص 127 و 161.

18 - صحيح مسلم، ج 15، ص 176. صحيح بخاري، ج 4، ص 207. مروج الذهب، ج 2، ص 23 و ج 2، ص 437. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 127 و 181.

19 - جابر مي گويد:

نزد پيغمبر بوديم كه علي از دور نمايان شد، پيغمبر فرمود:

«سوگند به كسي كه جانم به دست اوست! اين شخص و شيعيانش در قيامت رستگار خواهند بود»، ابن عباس مي گويد وقتي آيه: «اِنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ اُولئكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ» نازل شد، پيغمبر به علي فرمود:

«مصدق اين آيه تو و شيعيانت مي باشيد كه در قيامت خشنود خواهيد بود و خدا هم از شما راضي است»، اين دو حديث و چندين حديث ديگر، در تفسير الدرالمنثور، ج 6، ص 379 و غاية المرام، ص 326 نقل شده است.

20 - محمد (ص) در مرض وفاتش لشكري را به سرداري اسامة بن زيد مجهز كرده اصرار داشت كه همه در اين جنگ شركت كنند و از مدينه بيرون روند، عده اي از دستور پيغمبر اكرم (ص)

تخلف كردند كه از آن جمله «ابوبكر و عمر» بودند و اين قضيه پيغمبر را بشدت ناراحت كرد (شرح ابن ابي الحديد، ط مصر، ج 1، ص 53)

پيغمبر اكرم (ص) هنگام وفاتش فرمود:

«دوات و قلم حاضر كنيد تا نامه اي براي شما بنويسم كه سبب هدايت شما شده گمراه نشويد»، عمر از اين كار مانع شده گفت:

مرضش طغيان كرده هذيان مي گويد!!!

تاريخ طبري، ج 2، ص 436.

صحيح بخاري، ج 3.

صحيح مسلم، ج 5.

البداية و النهايه، ج 5، ص 227.

ابن ابي الحديد، ج 1، ص 133

همين قضيه در مرض موت خليفه اول تكرار يافت و خليفه اول به خلافت عمر وصيت كرد و حتي در اثناي وصيت بيهوش شد، ولي عمر چيزي نگفت و خليفه اول را به هذيان نسبت نداد در حالي كه هنگام نوشتن وصيت، بيهوش شده بود، ولي پيغمبر اكرم (ص) معصوم و مشاعرش بجا بود (روضة الصفا، ج 2 ص 260)

21 - شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 58 و ص 123 - 135. يعقوبي، ج 2، ص 102. تاريخ طبري، ج 2، ص 445 - 460.

22 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 103 - 106. تاريخ ابي الفداء ج 1، ص 156 و 166. مروج الذهب، ج 2، ص 307 و 352. شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 17 و 134.

23 - عمرو بن حريث به سعيد بن زيد گفت:

آيا كسي با بيعت ابي بكر مخالفت كرد؟ پاسخ داد:

هيچ كس مخالف نبود جز كساني كه مرتد شده بودند يا نزديك بود مرتد شوند!

(تاريخ طبري، ج 2، ص 447)

24 - در حديث معروف ثقلين مي فرمايد:

«من در ميان شما دو چيز با ارزش

را به امانت مي گذارم كه اگر به آنها متمسك شويد هرگز گمراه نخواهيد شد. قرآن و اهل بيتم تا روز قيامت از هم جدا نخواهند شد»، اين حديث با بيشتر از صد طريق از 35 نفر از صحابه پيغمبر اكرم (ص) نقل شده است، رجوع شود به طبقات حديث ثقلين. غاية المرام، ص 211.

پيغمبر فرمود:

«من شهر علم و علي درب آن مي باشد پس هر كه طالب علم است از درش وارد شود»

(البداية و النهايه، ج 7، ص 359)

25 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 105 - 150 مكرراً ذكر شده است.

26 - كتاب خدا و بيانات پيغمبر اكرم (ص) و ائمه اهل بيت با ترغيب و تحريص به تحصيل علم تا جايي كه پيغمبر اكرم مي فرمايد:

«طَلَبُ الْعِلْمِ فَريضةٌ عَلي كُلِّ مُسْلِمٍ»

طلب دانش به هر مسلماني واجب است

(بحار، ج 1، ص 172)

27 - البداية و النهايه، ج 7، ص 360.

28 - تاريخ يعقوبي، ص 111، 126 و 129.

29 - خداي تعالي در كلام خود مي فرمايد:

(وَاِنَّهُ لَكِت ابٌ عَزيزٌ لا يَاءتيهِ الْب اطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِوَلا مِنْ خَلْفِهِ)

يعني:

«قرآن كتابي است گرامي كه هرگز باطل از پيش و پس به آن راه نخواهد يافت»

(سوره فصّلت، آيه 41 و 42) مي فرمايد:

(اِنِ الْحُكْمُ اِلاّ للّهِِ)

يعني:

«جز خدا كسي نبايد حكم كند»

(سوره يوسف، آيه 67) يعني شريعت تنها شريعت و قوانين خداست كه از راه نبوت بايد به مردم برسد و مي فرمايد:

(وَلكِنْ رَسُولَ اللّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيّينَ)

(سوره احزاب، آيه 40)

و با اين آيه، ختم نبوت و شريعت را با پيغمبر اكرم (ص) اعلام مي فرمايد.

و مي فرمايد:

(وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما اَنْزَلَ اللّهُ فَاُولئكَ هُمُ الْكافِرُونَ). يعني:

«هر كس مطابق حكم خدا حكم نكند، كافر

است»

(سوره مائده، آيه 44)

30 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 110. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 158.

31 - در الدرالمنثور، ج 3، ص 186. تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 48، گذشته از اينها وجوب خمس در قرآن كريم منصوص مي باشد:

(و اعْلَمُوا اَنَّما غَنْمتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَاَنَّ للّهِِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لذِي اْلقُرْبي)

(سوره انفال، آيه 41)

32 - ابوبكر در خلافتش پانصد حديث جمع كرد، عايشه مي گويد يك شب تا صبح پدرم را مضطرب ديدم، صبح به من گفت:

احاديث را بياور، پس همه آنها را آتش زد (كنزل العمال، ج 5، ص 237)

عمر به همه شهرها نوشت: نزد هر كس حديثي هست بايد نابودش كند (كنزالعمال ج 5، ص 237)

محمد بن ابي بكر مي گويد:

در زمان عمر، احاديث زياد شد، وقتي به نزدش آوردند دستور داد آنها را سوزانيدند (طبقات ابن سعد، ج 5، ص 140)

33 - تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 151 و غير آن.

34 - پيغمبر اكرم (ص) در حجة الوداع عمل حج را براي حجاج كه از دور به مكه وارد شوند (طبق آيه: (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِاْلعُمْرَةِ) الخ) به شكل مخصوص مقرر داشت و عمر در خلافت خود آن را ممنوع ساخت.

و همچنين در زمان رسول خدا متعه (ازدواج موقت) داير بود ولي عمر در ايام خلافت خود آن را قدغن كرد و براي متخلفين مقرر داشت كه سنگسار شوند.

و همچنين در زمان رسول خدا در اذان نماز «حَيَّ عَلي خَيْرِ الْعَمَلِ» ؛ يعني مهيا باش براي بهترين اعمال كه نمازاست، گفته مي شد، ولي عمر گفت:

اين كلمه مردم را از جهاد باز مي دارد و قدغن كرد! و همچنين در زمان رسول خدا

به دستور آن حضرت در يك مجلس يك طلاق بيشتر انجام نمي گرفت ولي عمر اجازه داد كه در يك مجلس سه طلاق داده شود!! قضاياي نامبرده در كتب حديث و فقه و كلام سني و شيعه مشهور است.

35 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 131. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 160.

36 - اسدالغابة، ج 4، ص 386. الاصابه، ج 3.

37 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 150. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 168. تاريخ طبري، ج 3، ص 377 و غير آنها.

38 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 150. تاريخ طبري، ج 3، ص 397.

39 - جماعتي از اهل مصر به عثمان شوريدند، عثمان احساس خطر كرده از علي بن ابيطالب استمداد نموده اظهار ندامت كرد، علي به مصريين فرمود:

شما براي زنده كردن حق قيام كرده ايد و عثمان توبه كرده مي گويد:

من از رفتار گذشته ام دست بر مي دارم و تا سه روز ديگر به خواسته هاي شما ترتيب اثر خواهم داد و فرمانداران ستمكار را عزل مي كنم، پس علي از جانب عثمان براي ايشان قراردادي نوشته و ايشان مراجعت كردند.

در بين راه، غلام عثمان را ديدند كه بر شتر او سوار و به طرف مصر مي رود، از وي بدگمان شده او را تفتيش نمودند، با او نامه اي يافتند كه براي والي مصر نوشته بود بدين مضمون: به نام خدا، وقتي عبدالرحمان بن عديس نزد تو آمد، صد تازيانه به او بزن و سر و ريشش را بتراش و به زندان طويل المده محكومش كن و مانند اين عمل را در باره عمرو بن الحمق و سودان بن حمران و عروة بن نباع اجراء كن!!

نامه را

گرفته و با خشم به جانب عثمان برگشته اظهار داشتند:

تو به ما خيانت كردي! عثمان نامه را انكار نمود. گفتند غلام تو حامل نامه بود. پاسخ داد بدون اجازه من اين عمل را مرتكب شده. گفتند مركوبش شتر تو بود، پاسخ داد شترم را دزديده اند! گفتند:

نامه به خط منشي تو مي باشد، پاسخ داد بدون اجازه و اطلاع من اين كار را انجام داده!!

گفتند پس به هر حال تو لياقت خلافت نداري و بايد استعفا دهي؛ زيرا اگر اين كار به اجازه تو انجام گرفته خيانت پيشه هستي و اگر اين كارهاي مهم بدون اجازه و اطلاع تو صورت گرفته پس بي عرضگي و عدم لياقت تو ثابت مي شود و به هر حال يا استعفا كن و يا الا ن عمال ستمكار را عزل كن.

عثمان پاسخ داد:

اگر من بخواهم مطابق ميل شما رفتار كنم پس شما حكومت داريد، من چه كاره هستم؟ آنان با حالت خشم از مجلس بلند شدند

تاريخ طبري، ج 3، ص 402 - 409.

تاريخ يعقوبي، ج 2 ص 150 و 151

40 - تاريخ طبري، ج 3، ص 377.

41 - صحيح بخاري، ج 6، ص 89.

تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 113.

42 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 111.

تاريخ طبري، ج 3، ص 129 - 132.

43 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 113.

شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 9.

در روايات زيادي وارد شده كه بعد از انعقاد بيعت ابي بكر، وي پيش علي فرستاد و از وي بيعت خواست، علي پاسخ داد كه من عهد كرده ام كه از خانه به جز براي نماز بيرون نروم تا قرآن را جمع كنم.

و باز وارد است

كه علي پس از شش ماه با ابي بكر بيعت كرد و اين دليل تمام كردن جمع قرآن مي باشد.

و نيز وارد است كه علي پس از جمع قرآن مصحف را به شتري بار كرده پيش مردم آورده نشان داد.

و نيز وارد است كه جنگ يمامه كه قرآن پس از آن تاليف شده، در سال دوم خلافت ابي بكر بوده است، مطالب نامبرده در غالب كتب تاريخ و حديث كه متعرض قصه جمع مصحف شده اند يافت مي شود.

44 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 154.

45 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 155

مروج الذهب، ج 2، ص 364.

46 - نهج البلاغه، خطبه 15.

47 - پس از رحلت پيغمبر اكرم (ص) اقليت انگشت شمار به پيروي علي (ع) از بيعت تخلف كردند و در راس اين اقليت از صحابه سلمان و ابوذر و مقداد و عمار بودند و در آغاز خلافت علي (ع) نيز اقليت قابل توجهي به عنوان مخالف از بيعت سر باز زدند و از جمله متخلفين و مخالفين سرسخت سعيد بن عاص و وليد بن عقبه و مروان بن حكم و عمرو بن عاص و به سر بن ارطاة و سمرة بن جندب و مغيرة بن شعبه و غير ايشان بودند.

مطالعه بيوگرافي اين دو دسته و تأمل در اعمالي كه انجام داده اند و داستانهايي كه تاريخ از ايشان ضبط كرده، شخصيت ديني و هدف ايشان را به خوبي روشن مي كند.

دسته اولي از اصحاب خاص پيغمبر اكرم و از زهاد و عباد و فداكاران و آزاديخواهان اسلامي و مورد علاقه خاص پيغمبر اكرم بودند. پيغمبر فرمود خدا به من خبر داد كه چهار نفر را دوست دارد

و مرا نيز امر كرده كه دوستشان دارم. نام ايشان را پرسيدند سه مرتبه فرمود:

علي سپس نام ابوذر و سلمان و مقداد را برد (سنن ابن ماجه، ج 1، ص 66)

عايشه گويد رسول خدا فرمود:

هر دو امري كه بر عمار عرضه شود حتما حق و ارشد آنها را اختيار خواهد كرد (سنن ابن ماجه، ج 1، ص 66)

پيغمبر فرمود:

«راستگوتر از ابوذر در ميان زمين و آسمان وجود ندارد»، (سنن ابن ماجه، ج 1، ص 68)

از اينان در همه مدت حيات، يك عمل غير مشروع نقل نشده و خوني به ناحق نريخته اند، به عرض كسي متعرض نشده اند، مال كسي را نربوده اند يا به افساد و گمراهي مردم نپرداخته اند.

ولي تاريخ از فجايع اعمال و تبهكاريهاي دسته دوم پر است و خونهاي ناحق كه ريخته اند و مالهاي مسلمانان كه ربوده اند و اعمال شرم آور كه انجام داده اند، از شماره بيرون است و با هيچ عذري نمي توان توجيه كرد جز اينكه گفته شود (چنانكه جماعت مي گويند) خدا از اينان راضي بود و در هر جنايتي كه مي كردند آزاد بودند و مقررات اسلام كه در كتاب و سنت است در حق ديگران وضع شده بوده است!!

48 - مروج الذهب، ج 2، ص 362. نهج البلاغه، خطبه 122. تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 160 شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 180.

49 - تاريخ يعقوبي، ج 2 تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 172. مروج الذهب، ج 2، ص 366.

50 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 152.

51 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 154. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 171.

52 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 152.

53 - هنگامي كه

عثمان در محاصره شورشيان بود به وسيله نامه از معاويه استمداد كرد، معاويه دوازده هزار لشكر مجهز تهيه كرده به سوي مدينه حركت نمود ولي دستور داد در حدود شام توقف نمايند و خودش نزد عثمان آمد آمادگي لشگر را گزارش داد، عثمان گفت:

تو عمدا لشگر را در آنجا متوقف كردي تا من كشته شوم سپس خونخواهي مرا بهانه كرده قيام كني (تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 152. مروج الذهب، ج 3، ص 25. تاريخ طبري، ص 402)

54 - مروج الذهب، ج 2، ص 415.

55 - به شأن نزول آيه: (وَ انْطَلَقَ اْلمَلاُ مِنْهُمْ اَنِ امْشُوا وَ اصْبِروُا عَلي الِهَتِكُمْ)

(سوره ص، آيه 5) و آيه: (وَ لَوْ لا اَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ اِلَيْهِمْ شَيْئاً قَليلاً)

(سوره اسري، آيه 74) و آيه: (وَدّوُا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)

(سوره قلم، آيه 9) در تفاسير روايتي مراجعه شود.

56 - كتاب الغرر و الدرر آمدي و متفرقات جوامع حديث.

57 - مروج الذهب، ج 2، ص 431. شرح ابن ابي الحديد ج 1، ص 181.

58 - اشباه و نظاير سيوطي در نحو، ج 2. شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 6.

59 - ر، ك: نهج البلاغه.

60 - در بحبوحه جنگ جمل، عربي خدمت علي (ع) عرض كرد:

يا اميرالمؤمنين! تو مي گويي خدا واحد است؟ مردم از هر طرف به وي حمله كرده گفتند اي عرب! مگر پراكندگي قلب و تشويش خاطر علي را مشاهده نمي كني كه به بحث علمي مي پردازي؟ علي (ع) به اصحاب خود فرمود:

اين مرد را به حال خود بگذاريد؛ زيرا من در جنگ با اين قوم هم جز روشن شدن عقايد درست و مقاصد دين، منظوري ندارم، سپس تفصيلاً

به پاسخ سؤال عرب پرداخت

(بحار، ج 2، ص 65)

61 - شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 6 - 9.

62 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 191 و ساير تواريخ.

63 - شرح ابن ابي الحديد، ج 4، ص 160. تاريخ طبري، ج 4، ص 124. تاريخ ابن اثير، ج 3، ص 203.

64 - همان مدرك.

65 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 193.

66 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 202.

67 - يزيد مردي بود عياش و هوسران و دائم الخمر، لباسهاي حرير و جلف مي پوشيد، سگ و ميموني داشت كه ملازم و همبازي وي بودند، مجالس شب نشيني او با طرب و ساز و شراب برگزار مي شد، نام ميمون او «ابوقيس» بود و او را لباس زيبا پوشانيده در مجلس شربش حاضر مي كرد! گاهي هم سوار اسبش كرده به مسابقه مي فرستاد (تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 196. مروج الذهب، ج 3، ص 77)

68 - مروج الذهب، ج 3، ص 5. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 183.

69 - النصايح الكافيه، ص 72، نقل از كتاب الاحداث.

70 - رَوي اَبُوالْحَسَنِ الْمَدائِني في كِتابِ اْلاَحْداثِ قالَ: كَتَبَ مُعاوِيَةُ نُسْخَةً واحِدَةً اِلي عُمّالِهِ بَعْدَ عامِّ الْجَماعَةِ: اِنّي بَرِئْتُ الذِّمَّةَ مِمَّنْ رَوي شَيْئاً مِنْ فَضْلِ اَبي تُرابٍ وَ اَهْلِ بَيْتِهِ (النصايح الكافيه، تاليف محمد بن عقيل، چاپ نجف، سال 1386 هجري، ص 87 و 194.

71 - النصايح الكافيه، ص 72 - 73.

72 - النصايح الكافيه، ص 58، 64، 77 و 78.

73 - سوره توبه، آيه 100.

74 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 216

تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 190.

مروج الذهب، ج 3، ص 64 و تواريخ ديگر.

75 - تاريخ يعقوبي،

ج 2، ص 243.

تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 192.

مروج الذهب، ج 3، ص 78.

76 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 224

تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 192. مروج الذهب، ج 3، ص 81.

77 - تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 73.

3 - - اذا ما جئت رَبّك يوم حَشْر فقل يا ربّ خَرَّقني الوليد

(مروج الذهب، ج 3، ص 216)

79 - ر. ك: بحث امام شناسي همين كتاب.

80 - معجم البلدان، ماده «قم»

81 - مروج الذهب، ج 3، ص 217 - 219. تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 66.

82 - بحار، ج 12 و ساير مدارك شيعه.

83 - تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 84.

84 - تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 79. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 208 و تواريخ ديگر.

85 - تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 86. مروج الذهب، ج 3، ص 268.

86 - تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 86. مروج الذهب ج 3، ص 270.

87 - تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 91 - 96.

تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 212.

88 - تاريخ ابي الفداء، ج 2، ص 6.

89 - تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 198. تاريخ ابي الفداء، ج 2، ص 33.

90 - بحار، ج 12، احوالات حضرت صادق (ع).

91 - قصه جسر بغداد.

92 - اغاني ابي الفرج، قصه امين.

93 - تواريخ.

94 - تاريخ ابي الفداء و تواريخ ديگر.

95 - به تواريخ مراجعه شود.

96 - الحضارة الاسلاميه، ج 1، ص 97.

97 - مروج الذهب، ج 4، ص 373. الملل و النحل، ج 1، ص 254.

98 - تاريخ ابي الفداء، ج 2، ص 63 و ج 3، ص 50.

99 - ر. ك: تواريخ كامل، روضة الصفا

و حبيب السير.

100 - تاريخ كامل و تاريخ ابي الفداء، ج 3.

101 - تاريخ حبيب السير.

از 102 تا 202

102 - تاريخ حبيب السير و تاريخ ابي الفداء و غير آنها.

103 - روضات الجنات و رياض العلماء

به نقل از:

ريحانة الادب، ج 2، ص 365.

104 - روضات و كتاب مجالس و وفيات الاعيان.

105 - روضة الصفا و حبيب السير و غيره.

106 - روضة الصفا و حبيب السير.

107 - اين مطالب از ملل و نحل شهرستاني و كامل ابن اثير ماخوذ است.

108 - اين مطالب از كامل ابن اثير، روضة الصفا، حبيب السير، ابي الفداء و ملل و نحل شهرستاني و بعضي جزئيات آن از تاريخ آقا خانيه ماخوذ است.

109 - از آيه فهميده مي شود كه پرستش در دين خدا فرع توحيد و بر اساس آن تنظيم و بنا شده است.

110 - توصيف فرع درك است و از آيه فهميده مي شود كه جز مخلصين و پاك شدگان خدا به نحوي كه بايد شناخته شود نمي شناسد و خدا از توصيف ديگران منزه است.

111 - از آيه فهميده مي شود كه براي لقاي حق، جز توحيد و عمل صالح راهي نيست.

112 - از آيه فهميده مي شود كه پرستش واقعي خدا منتج يقين است.

113 - از آيه فهميده مي شود كه يكي از لوازم يقين، مشاهده ملكوت آسمانها و زمين است.

114 - از آيات فهميده مي شود كه سرنوشت «ابرار» در كتابي است به نام عليين (بسيار بلند) كه مقربان خدا آن را مشاهده مي كنند و ضمنا از لفظ «يشهده» پيداست كه مراد، كتاب مخطوط نيست بلكه عالم قرب و ارتقاست.

115 - از آيه فهميده مي شود كه علم يقين باعث مشاهده سرانجام حال اشقيا كه جحيم

(جهنم) ناميده مي شود، مي باشد.

116 - و از اينجاست كه پيغمبر اكرم (ص) در روايتي كه عامه و خاصه نقل كرده اند مي فرمايد:

«ما گروه پيامبران با مردم به اندازه خرد ايشان سخن مي گوييم»

(بحار، ج 1، ص 37. اصول كافي، ج 1، ص 203)

117 - سوره نحل، آيه 44.

118 - سوره جمعه، آيه 2.

119 - سوره احزاب، آيه 21.

120 - مدرك روايت در بخش اول گذشت

121 - نهج البلاغه، خطبه 231 در پاورقي قرآن در اسلام نيز هست.

122 - درالمنثور، ج 2، ص 6.

123 - تفسير صافي، ص 8. بحار، ج 19، ص 28.

124 - سوره شعراء، آيه 127.

125 - سوره حجر، آيه 74.

126 - تفسير صافي، ص 4.

127 - سفينة البحار تفسير صافي، ص 15 و در تفاسير مرسلاً از آن حضرت منقول است و در كافي و تفسير عياشي و معاني الاخبار، رواياتي در اين معنا نقل شده است.

128 - بحار، ج 1، ص 117.

129 - سوره اعراف، آيه 58.

130 - سوره زخرف، آيه 3 و 4.

131 - سوره واقعه، آيه 79.

132 - سوره احزاب، آيه 33.

133 - سوره يونس، آيه 29.

134 - سوره اعراف، آيه 53.

135 - مسئله فسخ قرآن به حديث، يكي از مسائل علم اصول است و جمعي از علماي عامه به آن قائلند و از قضيه فدك نيز معلوم مي شود كه خليفه اول نيز به آن قائل بوده است.

136 - و گواه اين مطلب تاليفات زيادي است كه علما در اخبار موضوعه كرده اند و همچنين در كتب رجال جماعتي از روات را كذاب و وضاع معرفي نموده اند.

137 - بحار، ج 1، ص 139.

138 - بحار، ج 1، ص 117.

139 - بحث حجيت

خبر واحد از علم اصول.

140 - بحار، ج 1، ص 172.

141 - سوره اسري، آيه 36.

142 - در اين مسائل به بحث اجتهاد و تقليد از علم اصول مراجعه شود.

143 - وفيات ابن خلكان، ص 78. اعيان الشيعه، ج 11، ص 231.

144 - وفيات، ص 190.

و اعيان الشيعه و ساير كتب تراجم.

145 - اتقان سيوطي.

146 - بخش اول كتاب.

147 - سوره نحل، آيه 125.

148 - شرح ابن ابي الحديد، اوايل ج 1.

149 - مطالب فوق را بايد از اخبار الحكماء و وفيات و ساير كتب تراجم به دست آورد.

150 - امام ششم مي فرمايد:

«عبادت سه نوع است؛ گروهي خدا را از ترس مي پرستند و آن پرستش بردگان مي باشد و گروهي خدا را براي پاداش نيك مي پرستند و آن پرستش مزدوران مي باشد و گروهي خدا را به مهر و محبت مي پرستند و آن پرستش آزادمردان است و آن نيكوترين پرستشهاست»

(بحار، ج 15، ص 208)

151 - به كتب تراجم و تذكرة الاولياء و طرائق و غير آن مراجعه شود.

152 - خداي متعال، مي فرمايد:

«و رهبانيتي كه نصارا از خود درآورده بودند ما آن را در حقشان ننوشته بوديم جز اينكه در اين كار رضاي خدا را منظور داشتند»

(سوره حديد، آيه 27)

153 - علي (ع) مي فرمايد:

«خدا نيست آنكه خود تحت احاطه معرفت درآيد، اوست كه دليل را به سوي خود هدايت مي كند»

(بحار، ج 2، ص 186)

154 - سوره مائده، آيه 105.

155 - (مَنْ عَرَفَ نَفْسَهْ، فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ) ، (غررالحكم، ج 2، ص 665)

156 - «اَعْرَفُكُمْ بِنَفسِهِ، اَعْرَفُكُمْ بِرَبِّهِ.»

157 - سوره بقره، آيه 152.

158 - سوره احزاب، آيه 21.

159 - سوره نحل، آيه 89.

160 - در كتاب خدا به اين

برهان اشاره كرده مي فرمايد:

(قالَتْ رُسُلُهُمْ اءَ فِي اللّهِ شَكُّ فاطِرِ السَّمواتِ وَ اْلاَرْضِ)

يعني:

«آيا مي شود در خدا شك كرد خدايي كه آسمانها و زمين را به وجود آورده، عدم را شكافته و آسمانها و زمين را پايدار ساخته است.»

(سوره ابراهيم، آيه 10)

161 - خداي تعالي مي فرمايد:

(اِنَّ فِي السَّمواتِ و الارض لاَياتٍ لِلْمُؤْمِنينَ و في خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ اياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ما اَنْزَلَ اللّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَاَحْيا بِهِ اْلاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ تَصْريفِ الرَّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تِلْكَ آياتُ اللّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِاَيِّ حَديثٍ بَعْدَ اللّهِ وَ اياتِهِ يُؤْمِنُونَ)

(سوره جاثيه، آيه 3 - 6)

162 - مرد عربي در جنگ جمل به اميرالمؤمنين علي (ع) نزديك شد و گفت يا اميرالمؤمنين آيا مي گويي خداي يكي است؟ مردم از هر سوي به مرد عرب حمله كرده گفتند:

آيا نمي بيني كه اميرالمؤمنين تا چه اندازه تقسّم قلب (تشويش خاطر) دارد؟

اميرالمؤمنين فرمود:

«او را به حال خود بگذاريد؛ زيرا آنچه اين مرد عرب مي خواهد همان است كه ما از اين جماعت مي خواهيم»، پس به مرد عرب فرمود:

«اينكه گفته مي شود خدا يكي است، چهار قسم است، دو معناي از آن چهار معنا درست نيست و دو معنا درست است، اما آن دو معنا كه درست نيست يكي اين است كه كسي گويد خدا يكي است و عدد و شماره را در نظر گيرد، اين معنا درست نيست؛ زيرا آنكه دوم ندارد داخل عدد نمي شود آيا نمي بيني كساني كه گفتند:

خدا، سوم سه تا است (اشاره به قول نصارا ثالث ثلاثه) كافر شدند؟ و يكي اين است كه كسي بگويد:

فلاني يكي از مردم است؛ يعني

نوعي است از اين جنس (يا واحد است از اين نوع) اين معنا نيز در خدا درست نيست؛ زيرا تشبيه است و خدا از شبيه منزه است.

و اما آن دو معنا كه در خدا درست است يكي اين است كه كسي بگويد خدا يكي است به اين معنا كه در ميان اشياء شبيه ندارد، خدا چنين است.

و يكي اينكه كسي بگويد:

خدا يكي است (احد يعني هيچگونه كثرت و انقسام برنمي دارد نه در خارج و نه در عقل و نه در وهم) خدا چنين است»

(بحار، ج 3، ص 207)

و باز علي (ع) مي فرمايد:

«شناختن خدا همان يگانه دانستن اوست»

(بحار، ج 2، ص 186) يعني اثبات وجود خداي تعالي كه وجودي است نامتناهي و غير محدود در اثبات وحدانيت وي كافي است؛ زيرا دوم براي نامتناهي تصور ندارد.

163 - امام ششم مي فرمايد:

«خدا هستي ثابت دارد و علم او خود اوست در حالي كه معلومي نبود و سمع او خود اوست در حالي كه مسموعي نبود و بصر او خود او بود در حالي كه مبصري نبود و قدرت او خود او بود در حالي كه مقدوري نبود»

(بحار، ج 2، ص 125)

و اخبار اهل بيت در اين مسائل از شماره بيرون است

(ر. ك: نهج البلاغه، توحيد عيون و بحار، ج 2)

164 - امام پنجم، ششم و هشتم - عليهم السلام - مي فرمايند:

«خداي تعالي نوري است كه با ظلمت مخلوط نيست و علمي است كه جهل در آن نيست و حياتي است كه مرگ در آن نيست»

(بحار، ج 2، ص 129)

امام هشتم (ع) مي فرمايد:

«مردم در صفات، سه مذهب دارند:

گروهي صفات را به خدا اثبات مي كنند با تشبيه به ديگران

و گروهي صفات را نفي مي كنند و راه حق مذهب سوم و آن اثبات صفات است با نفي تشبيه به ديگران»

(بحار، ج 2، ص 94)

165 - امام ششم مي فرمايد:

«خداوند تبارك و تعالي با زمان و مكان و حركت و انتقال و سكون متصف نمي شود بلكه او آفريننده زمان و مكان و حركت و سكون است»

(بحار، ج 2، ص 96)

166 - سوره شوري، آيه 11.

167 - امام ششم مي فرمايد:

«خدا پيوسته در ذات خود «عالم» بود در حالي كه معلومي نبود و «قادر» بود در حالي كه مقدوري نبود.» راوي گويد گفتم: و «متكلم» بود؟

فرمود:

«كلام، حادث است، خدا بود و «متكلم» نبود پس از آن كلام را احداث و ايجاد كرد»

(بحار، ج 2، ص 147)

و امام هشتم (ع) مي فرمايد:

«اراده از مردم ضمير است و پس از آن فعل پيدا مي شود و از خدا احداث و ايجاد اوست و بس؛ زيرا خدا مانند ما تروي و و هم (قصد) و تفكر ندارد»

(بحار، چاپ كمپاني، ج 2، ص 144)

168 - سوره اعرف، آيه 54.

169 - سوره بقره، آيه 117.

170 - سوره رعد، آيه 41.

171 - سوره قمر، آيه 49.

172 - و 3 - سوره حجر، آيه 21. امام ششم (ع) مي فرمايد:

«خداي تعالي وقتي كه چيزي را اراده كرد، مقدر مي كند و وقتي كه تقدير كرد، قضاء مي كند و وقتي قضاء كرد، امضا (اجرا) مي كند»

(بحار، چاپ كمپاني، ج 3، ص 34)

173 -

(بحار، ج 3، ص 5) و از امام ششم (ع) از يزيد شامي از امام هشتم (ع) و امام پنجم و ششم (ع) فرمودند:

«خدا به آفرينش خود مهربانتر از آن است كه آنان را به گناه اجبار كند و

پس از آن عذاب كند.

و خدا عزيزتر از آن است كه امري را بخواهد و نشود»

(بحار، ج 3، ص 6)

و باز امام ششم مي فرمايد:

«خدا اكرم از آن است كه مردم را به چيزي كه قدرت ندارند تكليف كند و اعز از آن است كه در ملك او امري به وجود آيد كه وي نمي خواهد»

(بحار، ج 3، ص 15) اشاره به دو مذهب جبر و تفويض ا

174 - يعني:

«خدايي كه به هر چيزي آفرينش ويژه اش را داده و پس از آن راهنمايي كرده (به سوي هدف زندگي و آفرينش»)

(سوره طه، آيه 50)

175 - سوره اعلي، آيه 32.

176 - يعني:

«هر كدام هدف و غايتي دارد كه آن را در پيش مي گيرد»

(سوره بقره، آيه 148)

177 - يعني:

«ما آسمانها و زمين و آنچه را كه در ميان آنهاست براي اينكه بازي كنيم، نيافريديم (بي هدف نيستند) ، نيافريديم آنها را مگر با آفرينش حق (هدف و غرضي در ميان است) ولي بيشتر مردم نمي دانند»

(سوره دخان، آيه 39)

178 - افراد انسان حتي ساده ترين و بي فكرترين آنان به حسب طبع، دوست دارد كه جهان انساني، وضعي داشته باشد كه همه با آسايش و صلح و صفا زندگي كنند و از نظر فلسفي خواستن و ميل و رغبت و اشتها، اوصافي هستند اضافي و ارتباطي و به دو طرف قائمند مانند خواهان و خواسته و دوست دارنده و دوست داشته شده و روشن است اگر دوست داشتني امكان نداشت، دوست داشتن آن معنا نداشت و بالا خره همه اين گونه به درك نقص بر مي گردد و اگر كمال امكان نداشت، نقص معنا نداشت.

179 - يعني:

«ما معيشت و زندگي مردم

را در ميانشان قسمت نموديم (هر فرد متكفل بخشي از آن است) و برخي از ايشان را برتري داديم تا بعضي از ايشان بعضي را تحت تسخير بياورند (چنانكه هر يك از كارگر و كارفرما با موقع اختصاصي خود، ديگري را مسخر دارد و همچنين رئيس و مرؤوس و موجر و مستاجر و خريدار و فروشنده»)

(سوره زخرف، آيه 32)

180 - يعني:

«انسان، هلوع (حريص) آفريده شده وقتي كه به وي شر و ناگواري مس كرد (رسيد) جزع و وقتي كه خيري به او برسد، ديگران را منع مي كند»

(سوره معارج، آيه 21)

181 - يعني:

«ما وحي كرديم به سوي تو چنانكه وحي كرديم به سوي نوح و پيغمبراني كه بعد از او بودند … پيغمبراني كه نويد دهندگان و ترسانندگان بشر بودند براي اينكه پس از فرستادن پيغمبران، مردم بر خدا حجتي نداشته باشند (بديهي است كه اگر عقل در اتمام حجت خدا كافي بود، حاجتي به پيغمبران در اتمام حجت نبود»

(سوره نساء، آيه 162)

182 - يعني:

«و پيغمبران را به سوي خود جمع آوري كرديم (به غير ما نمي پردازند و از غير ما اطاعت نمي كنند) و به راهي راست رسانيديم»

(سوره انعام، آيه 87)

183 - يعني:

«تنها اوست كه داننده غيب است و به غيب خود كسي را مسلط نمي كند مگر پسنديدگان را از پيغمبران و در اين صورت از پس و پيش او (پيغمبر يا وحي) مراقبت كامل و رصدي به راه مي اندازد كه محققا پيامهاي خداي خود را برسانند»

(سوره جن، آيه 26 - 28)

184 - به مقدمه كتاب مراجعه شود.

185 - يعني:

«و فرستاديم كتاب (قرآن) را به سوي تو به حق در حالي كه كتابي (مانند تورات و

انجيل) را كه در برابر خود دارد تصديق مي كند و تسلط و برتري دارد نسبت به آن»

(سوره مائده، آيه 48)

186 - يعني:

«و تحقيقا قرآن كتابي است گرامي و از حريم خود منع كننده كه هيچ باطلي را از پس و پيش نمي پذيرد»

(سوره حم سجده، آيه 41 و 42)

187 - يعني:

«محمد پدر كسي از شماها نيست بلكه پيغمبر خدا و ختم پيغمبران مي باشد»

(سوره احزاب، آيه 40)

188 - يعني:

«و نازل كرديم به سوي تو كتاب را در حالي كه روشن كننده هر چيز است.»

(سوره نحل، آيه 89)

189 - يعني:

«خدا تشريع فرمود براي شما از دين آنچه به نوح (ع) توصيه شده و آنچه را كه به خودت وحي كرديم و آنچه را كه به ابراهيم و موسي و عيسي (ع) توصيه شده است»

(سوره شوري، آيه 13)

آيه در مقام امتنان است و معلوم است در اين صورت اگر غير از اين پنج تن كه در آيه ذكر شده اند اگر پيغمبر ديگري صاحب شريعت بود ذكر مي شد.

190 - يعني:

«و وقتي كه از پيغمبران پيمانشان را گرفتيم و از تو ابراهيم و موسي و عيسي و از ايشان پيمان محكمي گرفتيم»

(سوره احزاب، آيه 7)

191 - در روايت مشهور مي فرمايد:

«اَلْفَقْرُ فَخْري»، (در مطالب اين فصل به كتاب سيره ابن هشام، سيره حلبي، بحار، ج 6 و غير آن مراجعه شود)

192 - چنانكه مي فرمايد:

(فَلْيَاْتُوا بِحَديثٍ مِثْلِهِ اِنْ كانُوا صادِقينَ)

يعني:

«اگر راست مي گويند سخني مانند قرآن بياورند»

(سوره طور، آيه 34)

193 - چنانكه مي فرمايد:

(اَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَاْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ)

يعني:

«بلكه مي گويند:

محمد قرآن را به خدا تهمت بسته، بگو بنابراين، ده سوره افترايي مانند قرآن بياوريد و

از هر كه مي توانيد استمداد كنيد»

(سوره هود، آيه 13)

194 - چنانكه مي فرمايد:

(اَمْ يَقُولُونَ اْفَتراهُ قُلْ فَاْتُوا بِسُورَةٍ مِثِلْهِ)

يعني:

«بلكه مي گويند:

قرآن دروغي است كه به خدا بسته، بگو بنابراين، يك سوره مانند قرآن بياوريد»

(سوره يونس، آيه 38)

195 - چنانكه از يكي از سخنوران عرب نقل مي كنند:

(فَقالَ اِنْ هذا اِلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ اِنْ هذا اِلاّ قَوْلُ الْبَشَرِ)

يعني:

«وليد پس از فكر بسيار، پشت به حق كرده و سركشي نموده) گفت:

اين قرآن جز سحر (جذاب) نيست اين قرآن جز سخن بشر نيست»

(سوره مدثر، آيه 24 و 25)

196 - چنانكه از زبان پيغمبر اكرم (ص) مي فرمايد:

(فَقَدْ لَبِثْتُ فيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ اَفَلا تَعْقِلُونَ)

يعني:

«من در ميان شما پيش از نبوت و نزول قرآن، عمري بوده و گذرانيده ام آيا تعقل نمي كنيد؟»

(سوره يونس، آيه 16)

و مي فرمايد:

(وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ و لا تَخُطُّهُ بِيَمينِكَ)

يعني:

«تو پيش از نزول قرآن نوشته اي را نمي خواندي و با دست خود نمي نوشتي»

(سوره عنكبوت، آيه 48)

و باز مي فرمايد:

(وَاِنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلي عَبْدِنا فَاْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)

يعني:

«و اگر از قرآني كه به بنده خودمان نازل كرديم در شك مي باشيد، يك سوره از شخصي كه در شرايط وجود (نخواندن و ننوشتن و مربي نديدن) مانند محمد باشد بياوريد تا معلوم شود كه قرآن سخن خدا نيست»

(سوره بقره، آيه 23)

197 - چنانكه مي فرمايد:

(اَفَلا يَتَدَبَّرُونَ اْلقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غير اللّهِ لَوجَدوُا فيهِ اخْتِلافاً كَثيراً).

يعني:

«آيا در قرآن تدبر نمي كنند؟ و اگر از پيش غير خدا بود در آن اختلاف بسياري مي يافتند»

(سوره نساء، آيه 82)

198 - سوره مؤمنون، آيه 12 - 14.

199 - سوره سجده، آيه 11.

200 - سوره اسري، آيه 85.

201 - سوره يس، آيه 83.

202 - بحار،

ج 3، ص 161 از اعتقادات صدوق.

از 203 تا 303

203 - و 2 - بحار، ج 2، باب البرزخ.

204 - بحار، ج 2، باب البرزخ.

205 - سوره آل عمران، آيه 169.

206 - سوره مؤمنون، آيه 99 و 100.

207 - سوره ص، آيه 26.

208 - سوره دخان، آيه 38.

209 - سوره جاثيه، آيه 21 و 22.

210 - سوره علق، آيه 8.

211 - سوره شوري، آيه 53.

212 - سوره انفطار، آيه 19.

213 - سوره فجر، آيه 27 - 30.

214 - سوره ق، آيه 22.

215 - سوره اعراف، آيه 53.

216 - سوره نور، آيه 25.

217 - سوره انشقاق، آيه 6.

218 - سوره عنكبوت، آيه 5.

219 - سوره كهف، آيه 110.

220 - سوره فجر، آيه 27 - 30.

221 - سوره نازعات، آيه 34 - 41.

222 - سوره تحريم، آيه 7.

223 - سوره احقاف، آيه 3.

224 - بحار چاپ كمپاني، ج 14، ص 79.

225 - در باره مطالب مربوط به امامت و جانشيني پيغمبر اكرم (ص) و حكومت اسلامي به اين مدارك مراجعه شود:

تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 26 الي 61. سيره ابن هشام، ج 2، ص 223 - 271. تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 126. غاية المرام، ص 664 از مسند احمد و غير آن.

226 - براي اثبات خلافت علي بن ابيطالب به آياتي از قرآن استدلال شده و از جمله آنها اين آيه است:

(اِنَّما وَ ليُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلوةَ وَ يُؤْتُونَ الَّزكوةَ وَهُمْ راكِعُونَ)

يعني:

«ولي امر و صاحب اختيار شما فقط خدا و رسولش و مؤمنان هستند كه نماز مي خوانند و در حال ركوع صدقه و زكات مي دهند»

(سوره مائده، آيه 55)

مفسرين سني و شيعي

اتفاق دارند كه آيه مذكور در شأن علي بن ابيطالب نازل شده است و روايات كثيري از عامه و خاصه نيز بر آن دلالت دارد.

ابوذر غفاري مي گويد:

روزي نماز ظهر را با پيغمبر خوانديم سائلي از مردم تقاضاي كمك نمود ولي كسي به او چيزي نداد، سائل دستش را به جانب آسمان بلند كرده گفت:

خدايا! شاهد باش در مسجد پيغمبر كسي به من چيزي نداد. علي بن ابيطالب در حال ركوع بود با انگشتش به سائل اشاره كرد، او انگشتر را از دست آن حضرت گرفت و رفت.

پيغمبر اكرم كه جريان را مشاهده مي فرمود سرش را به جانب آسمان بلند كرده عرضه داشت: خدايا! برادرم موسي به تو گفت:

«خدايا! شرح صدري به من عطا كن و كارهايم را آسان گردان و زبان گويايي به من بده تا سخنانم را بفهمند و برادرم هارون را وزير و كمك من قرار بده، پس وحي نازل شد كه ما بازوي تو را به واسطه برادرت محكم مي گردانيم و نفوذ و تسلطي به شما عطا خواهيم نمود. خدايا! من هم پيغمبر تو هستم، صدري برايم عطا كن و كارهايم را آسان گردان و علي را وزير و پشتيبانم قرار بده.»

ابوذر مي گويد:

هنوز سخن پيغمبر تمام نشده بود كه آيه نازل گشت (ذخائر العقبي، تاليف طبري، ط قاهره، سال 1356، ص 16) حديث مذكور با اندكي اختلاف در درّالمنثور، ج 2، ص 293 نيز نقل شده. بحراني در كتاب غاية المرام، ص 103، 24 حديث از كتب عامه و 19 حديث از كتب خاصه در شأن نزول آيه نقل كرده است. از جمله آيات اين آيه است:

(اَلْيَوْمَ يَئِسَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ دينِكُمْ

فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ اْلاِسْلامَ ديناً).

يعني:

«كفار امروز از برچيده شدن دستگاه اسلام ناميد شدند پس ديگر از آنان نهراسيد ولي از من بترسيد. امروز دين شما را كامل و نعمت خود را بر شما تمام نمودم و اسلام رابراي شما برگزيدم»

(سوره مائده، آيه 3)

ظاهر آيه اين است كه:

قبل از نزول آيه كفار اميدوار بودند كه روزي خواهد آمد كه دستگاه اسلام برچيده شود، ولي خداوند متعال به واسطه انجام كاري آنان را براي هميشه از نابودي اسلام مايوس گردانيده و همان كار سبب كمال و استحكام اساس دين بوده است و لابد از امور جزئي مانند جعل حكمي از احكام نبوده بلكه موضوع قابل توجه و مهمي بوده كه بقاي اسلام مربوط به آن بوده است.

ظاهرا اين آيه با آيه اي كه در اواخر اين سوره نازل گشته بي ربط نباشد:

(يا اَيُّهَا الَّرَسُولُ بلّغْ ما اُنْزِلَ اِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ و إنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ و الله يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ).

يعني:

«اي پيغمبر! موضوعي را كه به تو دستور داديم به مردم ابلاغ كن كه اگر ابلاغ نكني رسالت خدا را انجام نداده اي.

و خدا تو راز هر گونه خطري كه متوجه تو باشد در امان خواهد داشت»

(سوره مائده، آيه 72)

اين آيه دلالت مي كند كه:

خدا موضوع قابل توجه و بسيار مهمي را كه اگر انجام نگيرد اساس اسلام و رسالت در خطر واقع مي شود به پيغمبر دستور داده ولي از بس با اهميت بوده پيغمبر از مخالفت و كارشكني مردم مي ترسيده و به انتظار موقعيت مناسب آن را به تأخير مي انداخته است، تا اينكه از جانب خدا امر مؤكد

و فوري صادر شده كه بايد در انجام اين دستور تعلل نورزي و از هيچ كس نهراسي. اين موضوع هم لابد از قبيل احكام نبوده؛ زيرا تبليغ يك يا چند قانون نه آن اهميت را دارد كه از عدم تبليغش اساس اسلام واژگون گردد و نه پيغمبر اسلام از بيان قوانين ترسي داشته است.

اين قرائن و شواهد، مؤ يد اخباري هستند كه دلالت دارند كه آيه هاي مذكور در غدير خم در باره ولايت علي بن ابيطالب نازل گشته است.

و بسياري از مفسرين شيعه و سني نيز آن را تاييد نموده اند.

ابوسعيد خدري مي گويد:

پيغمبر در غدير خم مردم را به سوي علي دعوت نموده بازوهاي او را گرفته به طوري بلند كرد كه سفيدي زير بغل رسول خدا نمايان شد، سپس آيه نازل شد:

(اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دينكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ اْلا سْلامَ ديناً) پس پيغمبر فرمود:

«اَللّه اَكْبَرُ، از كامل شدن دين و تمامي نعمت و رضايت خدا و ولايت علي بعد از من.»

سپس فرمود:

«هر كس من صاحب اختيار و متصدي امور او هستم، علي صاحب اختيارش مي باشد. خدايا! با دوست علي دوست باش و با دشمنش دشمني كن. هر كس او را ياري نمود، تو ياريش كن و هر كس او را رها كرد تو نيز او را رها كن.»

بحراني در كتاب غاية المرام، ص 336، 6 حديث از طريق عامه و 15 حديث از طرق خاصه در شأن نزول آيه نقل كرده است.

خلاصه سخن: دشمنان اسلام كه در راه نابودي آن از هيچ كاري خودداري نمي نمودند و از همه جا مايوس گشتند فقط به يك جهت اميدوار بودند، آنها فكر مي كردند كه چون حافظ

و نگهبان اسلام پيغمبر است وقتي از دنيا رفت، اسلام بي قيم و سرپرست مي گردد و نابودي برايش حتمي خواهد بود. ولي در غدير خم، انديشه آنان باطل گشت و پيغمبر علي را به عنوان سرپرست و متصدي اسلام به مردم معرفي نمود و پس از علي هم اين وظيفه سنگين و ضروري به عهده دودمان پيغمبر كه از نسل علي به وجود مي آيند خواهد بود. (براي توضيح بيشتر رجوع شود به تفسير الميزان، تاليف استاد علامه طباطبائي، ج 5، ص 177 - 214 و ج 6، ص 50 - 64)

«حديث غدير»: پيغمبر اسلام بعد از مراجعت از حجة الوداع در غدير خم توقف نموده مسلمين را گرد آورده پس از اداي خطبه اي علي را به ولايت و پيشوائي مسلمين منصوب كرد.

براء مي گويد:

در سفر حجة الوداع خدمت رسول خدا بودم، وقتي به غديرخم رسيديم دستور داد آن مكان را پاكيزه نمودند سپس دست علي را گرفته طرف راست خودش قرار داد و فرمود آيا من اختياردار شما نيستم؟ پاسخ دادند:

اختيار ما به دست شما است. پس فرمود:

«هر كس من مولا و صاحب اختيار او هستم، علي مولاي او خواهد بود، خدايا! با دوست علي دوستي و با دشمنش دشمني كن.»

پس عمر بن خطاب به علي گفت:

اين مقام گوارايت باد كه تو مولاي من و تمام مؤمنين شدي

(البداية و النهايه، ج 5، ص 208 و ج 7، ص 346. ذخائرالعقبي، تاليف طبري، ط قاهره، سال 1356، ص 67. فصول المهمه، تاليف ابن صباغ، ج 2، ص 23. خصائص، تاليف نسائي، ط نجف، سال 1369 هجري ص 31. بحراني در كتاب غاية المرام، ص 79 مانند اين

حديث را به 89 طريق از عامه و 43 طريق از خاصه نقل كرده است)

«حديث سفينه»: ابن عباس مي گويد پيغمبر فرمود:

«مثل اهل بيت من مثل كشتي نوح است كه هر كس در آن سوار شد نجات يافت و هر كس تخلف نمود غرق گشت»، (ذخائرالعقبي، ص 20. الصواعق المحرقه، تاليف ابن حجر، قاهره، ص 150 و 84. تاريخ الخلفاء تاليف جلال الدين سيوطي، ص 307. كتاب نورالابصار، تاليف شبلنجي، مصر، ص 114. بحراني در غاية المرام، ص 237 حديث مذكور را با يازده طريق از عامه و هفت طريق از خاصه نقل كرده است)

«حديث ثقلين»: زيد بن ارقم از پيغمبر نقل كرده كه فرمود:

«گويا خدا مرا به سوي خويش دعوت نموده بايد اجابت كنم ولي دو چيز بزرگ و وزين را در بين شما مي گذارم: كتاب خدا و اهل بيتم، مواظب باشيد كه چگونه با آنها رفتار مي كنيد، آن دو امر هرگز از هم جدا نخواهند شد تا اينكه بر كوثر بر من وارد شوند»

(البداية و النهايه، ج 5، ص 209. ذخائر العقبي، ص 16. فصول المهمه، ص 22 خصائص، ص 30. الصواعق المحرقه، ص 147. در غاية المرام، 39 حديث از عامه و 82 حديث از خاصه نقل شده است)

حديث ثقلين از احاديث مسلم و قطعي است كه به سندهاي بسيار و عبارات مختلفي روايت شده و سني و شيعه به صحتش اعتراف و اتفاق دارند. از اين حديث و امثالش چند مطلب مهم استفاده مي شود:

1 - چنانچه قرآن تا قيامت در بين مردم باقي مي ماند، عترت پيغمبر نيز تا قيامت باقي خواهند ماند؛ يعني هيچ زماني از وجود امام و رهبر حقيقي خالي

نمي گردد.

2 - پيغمبر اسلام به وسيله اين دو امانت بزرگ، تمام احتياجات علمي و ديني مسلمين را تامين نموده و اهل بيتش را به عنوان مرجع علم و دانش به مسلمين معرفي كرده اقوال و اعمالشان را معتبر دانسته است.

3 - قرآن و اهل بيت نبايد از هم جدا شوند و هيچ مسلماني حق ندارد از علوم اهل بيت اعراض كند و خودش را از تحت ارشاد و هدايت آنان بيرون نمايد.

4 - مردم اگر از اهل بيت اطاعت كنند و به اقوال آنان تمسك جويند، گمراه نمي شوند و هميشه حق در نزد آنهاست.

5 - جميع علوم لازم و احتياجات ديني مردم در نزد اهل بيت موجود است و هر كس از آنها پيروي نمايد در ضلالت واقع نمي شود و به سعادت حقيقي نايل مي گردد؛ يعني اهل بيت از خطا و اشتباه معصومند.

و به واسطه همين قرينه معلوم مي شود كه مراد از اهل بيت و عترت تمام خويشان و اولاد پيغمبر نيست بلكه افراد معيني مي باشند كه از جهت علوم دين، كامل باشند و خطا و عصيان در ساحت وجودشان راه نداشته باشد تا صلاحيت رهبري داشته باشند و آنها عبارتند از علي بن ابيطالب و يازده فرزندش كه يكي پس از ديگري به امامت منصوب شدند. چنانچه در روايات نيز به همين معنا تفسير شده است. از باب نمونه:

ابن عباس مي گويد به پيغمبر اكرم گفتم خويشان تو كه دوست داشتن آنها واجب است كيانند؟

فرمود:

«علي و فاطمه و حسن و حسين»

(ينابيع الموده، ص 311)

جابر مي گويد پيغمبر فرمود:

«خدا ذريه هر پيغمبري را در صلب خودش قرار داد ولي ذريه مرا در صلب علي قرار داد»، (ينابيع

الموده،.ص 318)

«حديث حق»: ام سلمه مي گويد از رسول خدا شنيدم كه مي فرمود:

«علي با حق و قرآن مي باشد و حق و قرآن نيز با علي خواهند بود و از هم جدا نمي شوند تا اينكه بر كوثر بر من وارد شوند»، (در غاية المرام، ص 539 اين مضمون با چهارده حديث از عامه و ده حديث از خاصه نقل شده است)

«حديث منزلت»: سعد بن وقاص مي گويد رسول خدا به علي فرمود:

«آيا راضي نيستي كه تو نسبت به من مانند هارون نسبت به موسي باشي جز اينكه بعد از من پيغمبري نخواهد بود؟»

(البداية و النهايه، ج 7، ص 339. ذخائر العقبي، ص 63. فصول المهمه، ص 21. كفاية الطالب، تاليف گنجي شافعي، ص 148 - 154. خصائص، ص 19 - 25. صواعق، ص 177. در غاية المرام، ص 109، صد حديث از عامه و هفتاد حديث از خاصه نقل است)

«حديث دعوت عشيره»: پيغمبر (ص) خويشانش را براي صرف غذا دعوت نمود پس از تناول غذا به آنان فرمود:

«من كسي را سراغ ندارم كه بهتر از آنچه را كه من براي شما آورده ام براي قومش آورده باشد. خدا به من دستور داده كه شما را به سويش دعوت كنم پس كيست كه در اين امر با من كمك كند و برادر و وصي و خليفه من در بين شما گردد؟»

تمام مردم سكوت كردند ولي علي در عين حال كه از همه كوچكتر بود عرضه داشت: من وزير و يار شما مي شوم. پس پيغمبر دست بر گردن او نهاده فرمود:

اين برادر و وصي و خليفه من است، بايد از او اطاعت كنيد. پس آن جماعت از جا حركت نموده مي خنديدند

و به ابوطالب مي گفتند:

محمد به تو دستور داد كه از پسرت اطاعت كني

(تاريخ ابي الفداء، ج 1، ص 116)

و از اين گونه احاديث زياد است از جمله حذيفه مي گويد رسول خدا فرمود:

«اگر علي را خليفه و جانشين من قرار بدهيد - و گمان نمي كنم چنين كاري را انجام بدهيد - او را راهنمايي با بصيرت خواهيد يافت كه شما را به راه راست وادار مي كند»، (حلية الاولياء، تاليف ابونعيم، ج 1، ص 64. كفاية الطالب، ط نجف، سال 1356، ص 67)

ابن مردويه مي گويد پيغمبر فرمود:

«هر كس دوست دارد حيات و مرگش مانند من باشد و ساكن بهشت گردد، بعد از من دوست دار علي باشد و به اهل بيت من اقتدا كند؛ زيرا آنها عترت من و از گل من آفريده شده اند و علم و فهم من نصيب آنان گشته پس بدا به حال كساني كه فضل آنها را تكذيب نمايند، شفاعتم هرگز شامل حالشان نخواهد شد»، (منتخب كنزالعمال كه در حاشيه مسند احمد به چاپ رسيده، ج 5، ص 94)

227 - البداية و النهاية، ج 5، ص 277. شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 133. الكامل في التاريخ، ج 2، ص 217. تاريخ الرسل و الملوك، تاليف طبري، ج 2، ص 436.

228 - الكامل، تاليف ابن اثير، ج 2، ص 292. شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 54.

229 - شرح ابن ابي الحديد، ج 1، ص 134.

230 - تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 137.

231 - البداية و النهايه، ج 6، ص 311.

232 - سوره انعام، آيه 89.

233 - سوره بقره، آيه 124.

234 - سوره انبيا، آيه 73.

235 - از باب نمونه:

(وَ الْكِتابِ

الْمُبينِ اِنّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ و انه في اُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيُّ حَكيمٌ)

يعني:

«قسم به اين كتاب روشن! ما قرآن را عربي قرار داديم شايد تعقل كنيد.

و اين قرآن در ام الكتاب نزد ما عالي و حكيم است.»

(سوره زخرف، آيه 4)

236 - مانند اين آيات: (وَ جاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهيدٌ لَقَدْ كُنْتَ في غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَديدٌ).

يعني:

«تمام نفوس با گواه و مامور در قيامت مبعوث مي گردند (و به آنان گفته مي شود) تو از اين زندگي غافل بودي، پس ما پرده غفلت را از ديدگانت برداشتيم و اكنون ديده ات تيز بين شده است»

(سوره ق، آيه 21)

(مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ اَوْ اُنْثي و هو مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِينَّهُ حَيوةً طَيِّبَةً).

يعني:

«هر كس عمل نيكي انجام دهد و مؤمن باشد، ما او را زنده مي كنيم، زندگي پاكيزه و خوبي»

(سوره نحل، آيه 97)

(اِسْتَجيبُوا للّهِِ وَ لِلرَّسُولِ اِذا دَعاكُمْ لِما يُحْييكُمْ).

يعني:

«وقتي كه خدا و رسول شما را به چيزي دعوت كردند كه زنده تان مي كند اجابت كنيد»

(سوره انفال، آيه 24)

(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ).

يعني:

«روزي كه هر كس هر كار خوب و بدي انجام داده حاضر بيابد»

(سوره آل عمران، آيه 30)

(اِنّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتي وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ اَحْصَيْناهُ في اِمامٍ مُبينٍ).

يعني:

«ما مردگان را زنده مي كنيم و اعمال و آثارشان را ثبت مي كنيم و همه چيز را در امام مبين احصا كرده ايم»

(سوره يس، آيه 12)

237 - از باب نمونه:

خداوند متعال در حديث معراج به پيغمبر مي فرمايد:

«فَمَنْ عَمِلَ بِرِضائي اُلْزِمُهُ ثَلاثَ خِصالٍ اَعْرِضُهُ شُكْراً لاُ [يخالطهُ] الْجَهْلُ وَ ذِكْراً لا

يُخالِطُهُ النِّسْيانُ وَ مَحَبَّةً لا يُؤْثِرُ عَلي مَحَبَّتي مَحَبَّةَ الْمَخْلُوقين. فَاِذا اَحَبَّني، احْبَبْتُهُ وَ اَفْتَحُ عَيْنَ قَلْبِهِ اِلي جَلالي وَ لا اُخْفي عَلَيْهِ خاصَّةَ خَلْقي وَ اُناجيهِ في ظُلَمِ الَّيْلِ وَ نُورِالنَّهارِ يَنْقَطِعَ حَديثُهُ مَعَ الْمَخْلُوقينَ وَ مُجالَسَتِهَ مَعَهُمْ و اءسْمَعُهُ كَلامي وَ كلامَ مَلائِكَتي و اءعَرِّفُهُ السَّرَّ الَّذي سَتَرْتُهُ عَنْ خَلْقي و اءَلْبَسُهُ الْحَيا حَتّي يَسْتَحِيَ مِنْهُ الْخَلْقُ وَ يَمْشِيَ عَلَي اْلاَرْضِ مَغْفُوراً لَهُ وَاجْعَلُ قَلْبَهُ واعِياً وَ بَصيراً وَ لا اُخْفي عَلَيْهِ شَيْئاً مِنْ جَنَّةٍ وَ لا نارٍ وَ اُعَرِّفُهُ ما يَمُرُّ عَلَي النّاسِ فِي الْقِيامَةِ مِنَ الْهَوْلِ وَ الِشّدَّةِ»

(بحارالانوار، چاپ كمپاني، ج 17، ص 9)

«[عَنْ أَبِي عَبْدِ]اللّهِ عَليْهِ السَّلامُ قالَ اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللّه صَلي اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ حارِثَةَ بْنَ مالِكٍ بْنِ النُّعْمانِ اْلاَنْصاري فَقالَ لَهُ: كَيْفَ اَنْتَ يا حارِثَةُ بْنُ مالِكٍ؟ فَقالَ: يا رَسُولَ اللّهِ مُؤمِنٌ حَقّاً فَقالَ رَسُولُ اللّهُ لِكُلِّ شَيْيءٍ حَقيقَةٌ فَما قَوْلِك؟ فَقالَ يا رَسُولَ اللّه عَرَفْتُ نَفْسي عَنِ الدُّنْيا فَاَسْهَرْتُ لَيْلي وَاظَْماءْتُ هَو اجِري فَكَاءَنّي اَنْظُرُ اِلي عَرْشِ رَبّي و قد وُضِعَ لِلْحِسابِ وَ كَاءَنّي اَنْظُرُ اِلي اَهْلِ اْلجَنَّةِ يَتَزاوَرُونَ فِي الْجَنَّةِ وَ كَاءَنّي اَسْمَعُ عُواَءَ اَهْلٍ [النار] فِي النّارِ فَقالَ رَسُولُ اللّهِ: عَبْدٌ نَوَّر اللّهُ قَلْبَهُ»

(وافي، تاليف فيض، جزء سوم، ص 33)

238 - (وَ جَعَلْناهُمْ اَئِمَّةً يَهْدُونَ بِاَمْرِنا وَ اَوْحَيْنا اِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ)

يعني:

«ما آنها را امام قرار داديم كه به وسيله امر ما مردم را هدايت كنند و انجام كارهاي نيك را به آنها وحي كرديم»

(سوره انبياء، آيه 73)

(وَ جَعَلْنا منهُمْ اَئِمَّةً يَهْدُونَ بِاَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا).

يعني:

«ما بعضي از آنها را امام قرار داديم تا مردم را به وسيله امر ما هدايت كنند؛ زيرا آنان صبر كردند»

(سوره

سجده، آيه 24)

از اين گونه آيات استفاده مي شود كه امام، علاوه بر ارشاد و هدايت ظاهري، داراي يك نوع هدايت و جذبه معنوي است كه از سنخ عالم امر و تجرد مي باشد.

و به وسيله حقيقت و نورانيت و باطن ذاتش، در قلوب شايسته مردم تاثير و تصرف مي نمايد و آنها را به سوي مرتبه كمال و غايت ايجاد، جذب مي كند (دقت شود)

239 - از باب نمونه:

«عَنْ جابِرِ بْنِ سُمْرَةٍ قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: لا يَزالُ هذَا الدّينُ عَزيزاً اِلي اِثْني عَشَرَ خَليفةً قالَ: فَكَبَّرَالنّاسُ وَضَّحبُوا ثُمَّ قالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً، قُلْتُ لاَِبي: يا اَبَةُ، ما قالَ؟ قالَ: قالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ»

(صحيح ابي داوود، ج 2، ص 207. مسند احمد، ج 5، ص 92 و چندين حديث ديگر قريب به همين مضمون)

«[عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ دَخَلْتُ] عَلَي النَّبِيّ صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ و آله فَاذاً الْحُسَيْنُ عَلي فَخذَيْهِ و هو يُقَبِّلُ عَيْنَيْهِ و يُقَبَّلُ فاهُ وَ يَقُولُ: اَنْتَ سَيّدُ ابْنِ سَيِّدٍ وَ اَنْتَ اِمامُ ابْنِ اِمامٍ وَ اَنْتَ حُجَّةُ ابْنِ حُجَّةٍ وَ اَنْتَ اَبُو حُجَجٍ تِسْعَةٍ، تاسِعُهُمْ قائمُهُمْ»

(ينابيع الموده، تاليف سليمان بن ابراهيم قندوزي، چاپ هفتم، ص 308)

240 - ر. ك: الغدير، اميني. غاية المرام، سيد هاشم بحراني. اثبات الهداه، محمد بن حسن حر عاملي. ذخائر العقبي، محب الدين احمد بن عبداللّه طبري. مناقب، خوارزمي. تذكرة الخواص، سبط ابن جوزي. ينابيع الموده، سليمان ابراهيم حنفي. فصول المهمه، ابن صباغ. دلائل الامامه، محمد بن جرير طبري. النص و الاجتهاد، شرف الدين موسوي. اصول كافي، محمد بن يعقوب كليني، ج 1. الارشاد، مفيد.

241 - فصول المهمه (چاپ دوم) ص 14. مناقب خوارزمي، ص 17.

242 - ذخائر

العقبي (چاپ قاهره، سال 1356) ص 58. مناقب خوارزمي (چاپ نجف، سال 1385 هجري) ص 16 - 22. ينابيع الموده (چاپ هفتم) ص 68 - 72.

243 - ارشاد مفيد (چاپ تهران، سال 1377) ص 4. ينابيع الموده، ص 122.

244 - فصول المهمه، ص 28 - 30. تذكرة الخواص (چاپ نجف، سال 1383 هجري) ص 34. ينابيع الموده، ص 105. مناقب خوارزمي، ص 73 و 74.

245 - فصول المهمه، ص 34.

246 - فصول المهمه، ص 20. تذكرة الخواص، ص 20 - 24. ينابيع المودة، ص 65 - 63.

247 - تذكرة الخواص، ص 18. فصول المهمه، ص 21. مناقب خوارزمي، ص 74.

248 - مناقب آل ابيطالب، تاليف محمد بن علي بن شهر آشوب (چاپ قم) ج 3، ص 62 و 218. غاية المرام، ص 539. ينابيع الموده، ص 104.

249 - مناقب آل ابيطالب، ج 3، ص 312. فصول المهمه، ص 113 - 123. تذكرة الخواص، ص 172 - 183.

250 - تذكرة الخواص، ص 27.

251 - تذكرة الخواص، ص 27. مناقب خوارزمي، ص 71.

252 - مناقب آل ابيطالب، ج 3، ص 221. مناقب خوارزمي، ص 92.

253 - نهج البلاغه، جزء 3، كتاب 24.

254 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 21 و 25. ذخائر العقبي، ص 67 و 121.

255 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 28. دلائل الامامه، محمد بن جرير طبري (چاپ نجف، سال 1369 هجري) ص 60 - فصول المهمه، ص 133. تذكره الخواص، ص 193. تاريخ يعقوبي (چاپ نجف سال 1314 هجري) ج 2، ص 204. اصول كافي، ج 1، ص 461.

256 - ارشاد مفيد، ص 172. مناقب ابن شهر آشوب، ج

4، ص 33. فصول المهمه، ص 144.

257 - ارشاد مفيد، ص 172. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 33. الامامة و السياسه، عبداللّه بن مسلم بن قتيبه، ج 1، ص 163. فصول المهمه، ص 145. تذكرة الخواص، ص 197.

258 - ارشاد مفيد، ص 173. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4 ص 35 الامامة و السياسة ج 1، ص 164.

259 - ارشاد مفيد، ص 174. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 42. فصول المهمه، ص 146. تذكرة الخواص، ص 211.

260 - ارشاد مفيد، ص 181. اثبات الهداه، ج 5، ص 129 و 134.

261 - ارشاد مفيد، ص 179. اثبات الهداه، ج 5، ص 168 - 212. اثبات الوصيه، مسعودي (چاپ تهران، سال 1320) ص 125.

262 - ارشاد مفيد، ص 182. تاريخ يعقوبي، ج 2، ص 226 - 228. فصول المهمه، ص 163.

263 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 88.

264 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 88. ارشاد مفيد، ص 182. الامامة و السياسه، ج 1، ص 203. تاريخ يعقوب، ج 2، ص 229. فصول المهمه، ص 163. تذكرة الخواص، ص 235.

265 - ارشاد مفيد، ص 201.

266 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 89.

267 - ارشاد مفيد، ص 201. فصول المهمه، ص 168.

268 - ارشاد مفيد، ص 204. فصول المهمه، ص 170. مقاتل الطالبيين (چاپ دوم) ص 73.

269 - ارشاد مفيد، ص 205. فصول المهمه، ص 171. مقاتل الطالبيين، ص 73.

270 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 98.

271 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 99. ارشاد مفيد، ص 214.

272 - مناقب ابن شهر آشوب، ج

4، ص 98. ارشاد مفيد، ص 214.

273 - بحارالانوار (چاپ كمپاني) ج 10، ص 200، 202 و 203.

274 - مقاتل الطالبيين، ص 52 و 59.

275 - تذكرة الخواص، ص 324. اثبات الهداه، ج 5، ص 242.

276 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 176. دلائل الامامه، ص 80. فصول المهمه، ص 190.

277 - ارشاد مفيد، ص 246. فصول المهمه، ص 193. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 197.

278 - اصول كافي، ج 1، ص 469. ارشاد مفيد، ص 245. فصول المهمه، ص 202 و 203. تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 63. تذكرة الخواص، ص 340. دلائل الامامه، ص 94. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 210.

279 - ارشاد مفيد، ص 245 - 253. ر. ك: رجال كشي، محمد بن عمر بن عبدالعزيز كشي.

و رجال طوسي، محمد بن حسن طوسي. فهرست طوسي و ساير كتابهاي رجال.

280 - اصول كافي، ج 1، ص 472. دلائل الامامه، ص 111. ارشاد مفيد، ص 254. تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 119. فصول المهمه، ص 212. تذكرة الخواص، ص 346. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 280.

281 - ارشاد مفيد، ص 254. فصول المهمه، ص 204. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 247.

282 - فصول المهمه، ص 212. دلائل الامامه، ص 111. اثبات الوصيه، ص 142.

283 - اصول كافي، ج 1، ص 310.

284 - اصول كافي، ج 1، ص 476. ارشاد مفيد، ص 270. فصول المهمه، ص 214 - 223. دلائل الامامه، ص 146 - 148. تذكرة الخواص، ص 348 - 350. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 324. تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 150.

285

- ارشاد مفيد، ص 279 - 283. دلائل الامامه، ص 148 و 154. فصول المهمه، ص 222. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 323 و 327. تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 150.

286 - اصول كافي، ج 1، ص 486. ارشاد مفيد، ص 284 - 296. دلائل الامامه، ص 175 - 177. فصول المهمه، ص 225 - 246. تاريخ يعقوبي، ج 3، ص 188.

287 - اصول كافي، ج 1، ص 488. فصول المهمه، ص 237.

288 - دلائل الامامة، ص 197. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 363.

289 - اصول كافي، ج 1، ص 489. ارشاد مفيد، ص 290. فصول المهمه، ص 237. تذكرة الخواص، ص 352. مناقب شهر آشوب، ج 4، ص 363.

290 - مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 351. احتجاج، احمد بن علي بن ابي طالب الطبرسي (چاپ نجف، سال 1385 هجري) ج 2، ص 170 - 237.

291 - ارشاد مفيد، ص 297. اصول كافي، ج 1، ص 492 - 497. دلائل الامامه، ص 201 - 209. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 377 - 399. فصول المهمه، ص 247 - 258. تذكرة الخواص، ص 358.

292 - اصول كافي، ج 1، ص 497 - 502. ارشاد مفيد، ص 307. دلائل الامامه، ص 216 - 222. فصول المهمه، ص 259 - 265. تذكرة الخواص، ص 362. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 401 - 420.

293 - ارشاد مفيد، ص 307 - 313. اصول كافي، ج 1، ص 501. فصول المهمة، ص 261. تذكرة الخواص، ص 359، مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 417. اثبات الوصيه، ص 176. تاريخ يعقوبي،

ج 3، ص 217.

294 - مقاتل الطالبيين، ص 395.

295 - مقاتل الطالبيين، ص 395 و 396.

296 - ارشاد مفيد، ص 315. دلائل الامامه، ص 223. فصول المهمه، ص 266 - 272. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 422. اصول كافي، ج 1، ص 503.

297 - ارشاد مفيد، ص 324. اصول كافي، ج 1، ص 512. مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 429 و 430.

298 - ر. ك: صحيح ترمذي، ج 9، باب ما جاء في المهدي. صحيح ابي داوود، ج 2، كتاب المهدي. صحيح ابن ماجه، ج 2، باب خروج المهدي. ينابيع الموده. البيان في اخبار صاحب الزمان، محمد بن يوسف شافعي. نورالابصار شبلنجي. مشكوة المصابيح، محمد بن عبداللّه خطيب. الصواعق المحرقه، ابن حجر. اسعاف الراغبين، محمدالصبان، فصول المهمه. صحيح مسلم. الغيبه، محمد بن ابراهيم نعماني. كمال الدين، شيخ صدوق. اثبات الهداه، محمد بن حسن حر عاملي. بحارالانوار، مجلسي، ج 51 و 52.

299 - اصول كافي، ج 1، ص 505. ارشاد مفيد، ص 319.

300 - ر. ك: رجال كشي، رجال طوسي، فهرست طوسي و ساير كتابهاي رجال.

301 - بحارالانوار، ج 51، ص 342 و 343 - 366. الغيبه، محمد بن حسن طوسي (چاپ دوم) ص 243214. اثبات الهداه، ج 6 و 7.

302 - بحارالانوار، ج 51، ص 360 و 361. الغيبه، شيخ طوسي، ص 242.

303 - از باب نمونه:

«عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قالَ قالَ النَّبِيُّ صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَوْلَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا اِلاّ يَوْمٌ واحِدٌ لَطَوَّلَ اللّهُ ذلِكَ الْيَوْمَ حَتّي يَبْعَثَ فيهِ رَجُلاً مِنْ اُمَّتي و من اَهْلِ بَيْتي يُواطي اِسْمهُ اِسْمي يَمَْلاُ اْلاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً»

(فصول

المهمه، ص 271)

304 - از باب نمونه:

«قالَ اَبُوجَعْفَرٍ عَلَيْهِالسَّلامُ: اِذا قامَ قائِمُنا وَضَعَ اللّهُ يَدَهُ عَلي رُؤوُسِ الْعِبادِ فَجَمَعَ بِهِ عُقُولَهُمْ وَ كَمِلَتْ بها اَحْلامُهُمْ»

(بحارالانوار، ج 52، ص 328 و 336)

«[عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه] السَّلامُ:

اَلْعِلْمُ سَبْعَةُ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً فَجَميعُ ما جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ حَرْفان فَلَمْ يَعْرِفِ النّاسُ حَتيَّ اْليَوْمِ غَيْرَالْحَرْفَيْنِ. فَاِذا قامَ قائِمُنا اَخْرَجَ الْخَمْسَةَ وَ الْعِشْرينَ حَرْفاً فَبَثَها فِي النّاسِ وَ ضَمَّ اِلَيْهَا الْحَرْفَيْنِ حَتّي يَبُثَّها سَبْعَةَ وَ عِشْرينَ حَرْفاً»

(بحارالانوار، ج 52، ص 336)

«قالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الرِّضا عَلَيْهِالسَّلامُ في حَديثٍ (اِلي اَنْ قالَ) اْلاِمامُ بَعْدي مُحَمَّدٌ ابْني وَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ابْنُهُ عِليُّ وَ بَعْدَ عِليٍّ ابْنُهُ الْحَسَنُ وَ بَعْدَ الْحَسَنِ ابْنُهُ الْحُجَّةُ الْقائِمُ الْمُنْتَظَرُ في غَيْبَتِهِ رِهِ لَوْلَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا اِلاّ يَوْمٌ واحدٌ لَطَوَّلَ اللّهُ ذلِكَ الْيَوْمَ حَتّي يَخْرُجَ فَيَمْلاُها عَدْلاً كَما مُلِئَتْ جَوْراً وَ اَمّا مَتي فَاِخْبارٌ عَنِ الْوَقْتِ وَ لَقَدْ حَدَّثَني اَبي عَنْ اَبيهِ عَنْ آبائهِ عَنْ عَلِيٍّ (ع) اَنَّ النَّبِيَّ (ص) قيلَ لَهُ: يا رَسُول اللّهِ مَتي يَخْرُجُ الْقائِمُ مِنْ ذُرّيَّتِكَ فَقالَ:

مَثَلُهُ مَثَلُ السّاعَةِ لا يُجَلّيها لِوَقْتِها اِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمواتِ وَ اْلاَرْضِ لا ياءْتيكُمْ اِلاّ بَغْتَةً»

(بحارالانوار، ج 51، ص 154)

سَمِعْتُ اَباجَعْفَرٍ مُحَمّدَ بْنَ الّرِضا عَلْيهِ السَّلامُ يَقُولُ

«الامامُ بَعْدي اِبْني عَلِيُّ، اَمْرُهُ اَمْري و قوله قَوْلي وَ طاعَتُهُ طاعَتي وَ الاِمامُ بَعْدهُ

[ابْنُهُ الْحَسَنُ]اَمْرُهُ اَمْرُ اَبيهِ [ِوَ قَوْلُهُ] قَوْلُ اَبيهِ وَ طاعَتُهُ طاعَةُ اَبيهِ. ثُمَّ سَكَتَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَنِ اْلاِمامُ بَعْد الْحَسَنِ فَبَكي بُكاءً شَديداً

ثُمَّ قالَ:

اِنَّ مِنْ بَعْدِ الْحَسَنِ ابْنُهُ الْقائمُ بِالْحَقِّ الْمُنْتَظَرِ»

(بحارالانوار، ج 51، ص 158)

«سَمِعْتُ اَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: كاءَنّي بِكُمْ و قد اخْتَلَفْتُمْ بَعْدي فِي الْخَلَفِ مِنَي اَما اِنَّ

الْمُقِرَّ بِاْلاَئِمَّةِ بَعْدَ رَسُولِاللّهِ الْمُنْكِرَ لَوِلَدي كَمَنْ اَقَرَّ بِجَميعٍ اَنْبِياءٍ اللّهِ وَرُسُلِهِ ثُمَّ اَنْكَرَ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِاللّهِ وَالْمُنْكِرُ لِرَسُول اللّهِ كَمَنْ اَنْكَرَ جَميعَ اْلاَنْبِياءِ لاَِنّ طاعَةَ آخِرِنا كَطاعَةِ اَوَّلِنا وَالْمُنْكِرُ لاَخِرِنا كَاْلمُنْكِرِ لاَِوَّلِنا اَما اِنَّ لِوَلَدي غَيْبَةً يَرْتابُ فيهَا النّاسُ اِلاّ مَنْ عَصَمَهُ اللّه»

(بحارالانوار، ج 51، ص 160)

البهجة المرضية (سيوطي)

مشخصات كتاب

سرشناسه: سيوطي، عبدالرحمن بن ابي بكر، 849 - 911 ق.

عنوان و نام پديدآور: البهجة المرضيه في شرح الالفيه[نسخه خطي]/عبدالرحمن بن ابي بكر سيوطي؛ متن از: محمد عبدالله ابن مالك

وضعيت استنساخ: بلده سيد محله ازمحال تنكابن: كاتب: به خط محمد جعفر طالقاني، 1122 ق.

مشخصات ظاهري: برگ: 115. سطر: 13 - 17. اندازه سطور: 105 × 160؛ قطع: 180 × 215

يادداشت مشخصات ظاهري: نوع كاغذ: فرنگي آبي و نخودي.

نوع و درجه خط: نسخ.

نوع و تز ئينات جلد:

تيماج قهوه اي، يك لايي، مجدول، ضربي.

تزئينات متن: تا برگ 56 سرفصلها با مركب قرمز، خط كشي بالاي بعضي از كلمات و عبارات با مركب مشكي و قرمز.

خصوصيات نسخه موجود:

حواشي اوراق: در حاشيه تصحيح شده، حواشي زيادي در رابطه با متن دارد.

معرفي نسخه: رجوع شود به شماره 3011 - 5 (3011/ع) از جلد همين فهرست.

توضيحات نسخه: نسخه بررسي شده. نسخه بسيار كهنه و فرسوده، لبه اوراق اوايل و اواخر نسخه پارگي دارد، عطف از شيرازه جدا و شيرازه اوراق از هم باز است. آثار لك زدگي و جوهر زدگي ديده مي شود.

عنوانهاي ديگر: الالفيه في النحو. شرح.

موضوع: ابن مالك، محمد بن عبدالله، 600 - 672 ق. الالفيه - - نقد و تفسير.

موضوع: زبان عربي - - نحو.

شناسه افزوده: طالقاني، محمد جعفر، قرن 12 ق. كاتب.

شناسه افزوده:

ابن مالك، محمد بن عبدالله، 600 - 672 ق. الالفيه. شرح.

الجزء الاول

خطبة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

قال محمد هو ابن مالك

أحمد ربي الله خير مالك

مصلّيا علي النبي المصطفي

وآله المستكملين الشّرفا

وأستعين لله في ألفيّه

مقاصد النّحو بها محويّه

تقرّب الأقصي بلفظ موجز

و تبسط البذل بوعد منجز

وتقتضي رضا بغير سخط

فائقة ألفيّة ابن معطي

وهو بسبق حائز تفضيلا

مستوجب ثنائي الجميلا

والله يقضي بهبات وافرة

لي و له في درجات الآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم احمدك اللهم علي نعمك و آلائك و اصلي و اسلم علي محمد خاتم انبيائك و علي آله و اصحابه و التابعين الي يوم لقائك.

اما بعد فهذا شرح لطيف مزجته بالفيه ابن مالك مهذب المقاصد واضح المسالك مبين مراد ناظمها و يهدي الطالب لها الي معالمها حاو لابحاث منها ريح التحقيق تفوح و جامع لنكت لم يسبقه اليها غيره من الشروح و سميته بالبهجه المرضيه في شرح الالفيه و بالله استعين انه خير معين.

قال الناظم بسم الله الرحمن الرحيم قال محمد هو الشيخ الامام ابو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله ابن مالك الطائي الاندلسي الجياني الشافعي احمد ربي الله خير مالك اي اصفه بالجميل تعظيما له و اداء لبعض ما يجب له و المراد ايجاده لا الاخبار بانه سيوجد مصليا بعد الحمد اي داعيا بالصلاه اي الرحمه علي النبي هو انسان اوحي اليه بشرع و ان لم يؤمر بتبليغه فان امر بذلك فرسول ايضا و لفظه بالتشديد من النبوه اي الرفعه لرفعه رتبه النبي صلي الله عليه و آله و سلم علي غيره من الخلق و بالهمزه من النبا اي الخبر لان النبي صلي الله عليه و آله و سلم مخبر عن الله تعالي و المراد به نبينا محمد صلي الله عليه

و آله و سلم المصطفي اي المختار من الناسكما قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم في حديث رواه الترمذي و صححه ان الله اصطفي من ولد ابراهيم اسمعيل و اصطفي من ولد اسمعيل بني كنانه و اصطفي من بني كنانه قريشا و اصطفي من قريش بني هاشم و اصطفاني من بني هاشم و قال في حديث رواه الطبراني ان الله اختار خلقه فاختار منهم بني آدم ثم اختار بني آدم فاختار منهم العرب ثم اختار العرب فاختار منهم قريشا ثم اختار قريشا فاختار منهم بني هاشم ثم اختار بني هاشم فاختارني منهم فلم ازل خيارا من خيار و علي آله اي اقاربه المؤمنين من بني هاشم و المطلب المستكملين الشرفا بفتح الشين بانتسابهم اليه و استعين الله في نظم ارجوزه الفيه عدتها الف بيت او الفان بناء علي ان كل شطر بيت.

و لا يقدح ذلك في النسبه كما قيل لتساوي النسب الي المفرد و المثني كما سياتي مقاصد النحو اي مهماته و المراد به المرادف لقولنا علم العربيه المطلق علي ما يعرف به اواخر الكلم اعرابا و بناء و ما يعرف به ذواتها صحه و اعتلالا لا ما يقابل التصريف بها اي فيها محويه اي مجموعه تقرب هذه الالفيه لافهام الطالبين الاقصي اي الابعد من غوامض المسائل فيصير واضحا بلفظ موجز قليل الحروف كثير المعني و الباء للسببيه و لا بدع في كون الايجاز سببا لسرعه الفهم كما في رايت عبد الله و اكرمته دون اكرمت عبد الله و يجوز ان تكون بمعني مع قاله ابن جماعه و تبسط البذل بسكون الذال المعجمه اي العطاء بوعد منجز اي سريع الوفاء و الوعد في الخير و

الايعاد في الشر اذا لم تكن قرينه و تقتضي بحسن الوجازه المقتضيه لسرعه الفهم رضا من قارئها بان لا يعترض عليها بغير سخط يشوبه فائقه الفيه الامام ابي زكريا يحيي ابن معطي بن عبد النور الزواوي الحنفي و لكن هو بسبق اي بسبب سبقه الي وضع كتابه و تقدم عصره حائز اي جامع تفضيلا لتفضيل السابق شرعا و عرفا و هو ايضا مستوجب ثنائي الجميلا عليه لانتفاعي بما الفه و اقتدائي به و الله يقضي بهبات اي عطايا من فضله وافره اي زائده و الجمله خبريه اريد بها الدعاء اي اللهم اقض بذلك لي قدم نفسه لحديث ابي داود كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذا دعا بدء بنفسه و له في درجات الاخره اي مراتبها العليه.

الكلام و ما يتألف منه

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

و اسم و فعل ثمّ حرف الكلم

واحده كلمة و القول عتم

و كلمة بها كلام قد يؤم

بالجرّ و التنوين و النّدا و آل

و مسند للاسم تمييز حصل

بتا فعلت و أتت و يا افعلي

ونون أقبلنّ فعل ينجلي

سواهما الحرف كهل و في و لم

فعل مضارع يلي لم كيشم

وماضي الأفعال بالتامز و سم

بالنون فعل الأمر إن أمر فهم

والأمر إن لم يك للنون محل

فيه فهو اسم نحوصه وحيّهل

هذا باب شرح الكلام و شرح ما يتالف الكلام منه و هو الكلم الثلاث كلامنا اي معاشر النحويين لفظ اي صوت معتمد علي مقطع فخرج به ما ليس بلفظ من الدوال كالاشاره و الخط و عبر به دون القول لاطلاقه علي الراي و الاعتقاد و عكس في الكافيه لان القول جنس قريب لعدم اطلاقه علي المهمل بخلاف اللفظ مفيد اي مفهم معني يحسن السكوت عليه كما قاله في شرح الكافيه و

المراد سكوت المتكلم و قيل السامع و قيل كليهما و خرج به ما لا يفيد كان قام مثلا و استثني منه في شرح التسهيل نقلا عن سيبويه و غيره مفيد ما لا يجهله احد نحو النار حاره فليس بكلام و لم يصرح باشتراط كونه مركبا كما فعل الجزولي كغيره للاستغناء عنه اذ ليس لنا لفظ مفيد و هو غير مركب.

واشار الي اشتراط كونه موضوعا اي مقصودا ليخرج ما ينطق به النائم و الساهي و نحوهما بقوله كاستقم اذ من عادته اعطاء الحكم بالمثال و قيد في التسهيل المقصود بكونه لذاته ليخرج المقصود لغيره كجمله الصله و الجزاء.

و اسم و فعل ثم حرف هي الكلم التي يتالف منها الكلام لا غيرها كما دل عليه الاستقراء و ذكره الامام علي بن ابي طالب المبتكر لهذا الفن و عطف الناظم الحرف بثم اشعارا بتراخي رتبته عما قبله لكونه فضله دونهما ثم الكلم علي الصحيح اسم جنس جمعي احده و كلمه و هي كما قال في التسهيل لفظ مستقل دال بالوضع تحقيقا او تقديرا او منوي معه كذلك و القول عم الكلام و الكلم و الكلمه اي يطلق علي كل واحد منها و لا يطلق علي غيرها.

و كلمه بها كلام قد يؤم اي يقصد كثيرا في اللغه لا في الاصطلاح كقولهم في لا اله الا الله كلمه الاخلاص و هذا من باب تسميه الشيء باسم جزئه ثم شرع في علامه كل من الاسم و الفعل و الحرف و بدء بعلامه الاسم لشرفه علي قسيميه

باستغنائه عنهما لقبوله الاسناد بطرفيه و بالجر و هو اولي من ذكر حرف الجر لتناوله الجر بالحرف و الاضافه قاله في شرح الكافيه. قلت لكن سياتي ان

مذهبه ان المضاف اليه مجرور بالحرف المقدر فذكر حرف الجر شامل له الا ان يراعي مذهب غيره فتامل و التنوين المنقسم للتمكين و التنكير و المقابله و العوض و حده نون تثبت لفظا لا خطا و الندا اي الصلاحيه لان ينادي و ال المعرفه او ما يقوم مقامها كام في لغه طيء و سياتي ان ال الموصوله تدخل علي المضارع و مسند اي الاسناد اليه اي بكل من هذه الامور للاسم تمييز اي انفصال عن قسيميه حصل لاختصاصها به فلا تدخل علي غيره فقوله بالجر متعلق بحصل و للاسم متعلق بتمييز مثال ما دخله ذلك بسم الله الرحمن الرحيم و زيد و صه بمعني طلب سكوت ما و مسلمات و حينئذ و كل و جوار و يا زيد و الرجل و ام سفر و انا قمت.

و لا يقدح في ذلك وجود ما ذكر في غير الاسم نحو:

(الام علي لو و لو كنت عالما** باذناب لو لم تفتني اوائله)

و اياك و اللو و يا ليتنا نرد الانعام.

و تسمع بالمعيدي خير من ان تراه لجعل لو في الاولين اسما و حذف المنادي في الثالث اي يا قوم و حذف ان المنسبك مع الفعل بالمصدر في الاخير اي و سماعك خير ثم اخذ في علامه الفعل مقدما له علي الحرف لشرفه عليه لكونه احد ركني الكلام دونه فقال بتا الفاعل سواء كانت لمتكلم ام مخاطب ام مخاطبه نحو فعلت و بتاء التانيث الساكنه نحو اتت و (من توضا يوم الجمعه فبها و نعمت) و التقييد بالساكنه يخرج المتحركه اللاحقه للاسماء نحو ضاربه فانها متحركه بحركه الاعراب و لا و رب و ثم و يا المخاطبه نحو افعلي و هاتي

و تعالي و تفعلين و نون التاكيد مشدده كانت او مخففه

نحو اقبلن و ليكونن فعل ينجلي اي ينكشف و به يتعلق قوله بتا.

و لا يقدح في ذلك دخول النون علي الاسم في قوله ا قائلن احضروا الشهودالانه ضروره سواهما اي سوي الاسم و الفعل الحرف و هو علي قسمين مشترك بين الاسماء و الافعال كهل و لا ينافي هذا ما سياتي في باب الاشتغال من اختصاصه بالفعل لان ذلك حيث كان في حيزها فعلقاله الرضي و مختص و هو علي قسمين مختص بالاسماء نحو في و مختص بالافعال نحو لم.

و الفعل ينقسم الي ثلاثه اقسام مضارع و ماض و امر. و ذكر المصنف علاماتها مقدما المضارع و الماضي علي الامر للاتفاق علي اعراب الاول و بناء الثاني و الاختلاف في الثالث و قدم المضارع لشرفه بالاعراب فقال فعل مضارع يلي لم كيشم اي يقع بعد لم فانه يقال فيه لم يشم و ماضي الافعال بالتا الساكنه مز عن قسيميه و كذا بتاء الفاعل قال في شرح الكافيه و هي علامه تخص الموضوع للمضي و لو كان مستقبل المعني و سم بالنون المؤكده فعل الامر ان امر فهم مما يقبلها و الامر اي و مفهم الامر بمعني طلب ايجاد الشيء ان

لم يك للنون المؤكده محل فيه فليس بفعل بل هو اسم الفعل نحو صه بمعني اسكت و حيهل مركب من كلمتين بمعني اقبل و قابل النون ان لم يفهم الامر فهو فعل مضارع.

تتمه:

اذا دلت كلمه علي حدث ماض و لم تقبل التاء كشتان او علي حدث حاضر او مستقبل و لم تقبل لم كاوه فهي اسم فعل ايضا قاله المصنف في عمدته

المعرب و المبني

والاسم منه معرب و

مبني

لشبه من الحروف مدني

كالشبه الوضعيّ في اسمي جئتنا

والمعنويّ في متي و في هنا

وكنيابة عن الفعل بلا

تأثر و كافتقار أصّلا

ومعرب الأسماء ما قد سلما

من شبه الحرف كأرض و سما

وفعل أمر و مضي بنيا

وأعربوا مضارعا إن عريا

من نون توكيد مباشر و من

نون إناث كيرعن من فتن

وكلّ حرف مستحق للبنا

والأصل في المبنيّ أن يسكّنا

ومنه ذو فتح و ذو كسر و ضم

كأين أمس حيث و السّاكن كم

والرّفع و النّصب اجعلن اعرابا

لاسم و فعل نحو لن أهابا

والاسم قد خصّص بالجرّ كما

قد خصّص الفعل بأن ينجزما

فارفع بضمّ و انصبن فتحا و جرّ

كسرا كذكر الله عبده يسر

واجزم بتسكين و غير ما ذكر

ينوب نحو جاأخو بني نمر

وارفع بواو و انصبنّ بالألف

واجرر بياء ما من الأسماء أصف

من ذاك ذو إن صحبة أبانا

والفم حيث الميم منه بانا

أبٌ أخٌ حمٌ كذاك و هنّ

والنّقص في هذا الأخير أحسن

وفي أبٍ و تالييه يندر

وقصرها من نقصهنّ أشهر

وشرط ذا الاعراب إن يضفن لا

للياكجا أخو أبيك ذا اعتلا

بالألف ارفع المثنّي وكلا

إذا بمضمرٍ مضافا وصلا

كلتا كذاك اثنان و اثنتان

كابنين و ابنتين يجريان

وتخلف اليا في جميعها الألف

جرّا و نصباً بعد فتحٍ قد ألف

وارفع بواوٍ و بيا و اجرر و انصب

سالم جمع عامرٍ و مذنب

وشبه ذين و به عشرونا

وبابه ألحق و الأهلونا

أولو و عالمون علّيّونا

وأرضون شذّ و السّنونا

وبابه و مثل حينٍ قد يرد

ذا الباب و هو عند قوم يطرّد

ونون مجموعٍ و ما به ألتحق

ف افتح و قلّ من بكسره نطق

ونون ما ثنّي و الملحق به

بعكس ذاك استعملوه فانتبه

ومايتا و ألف قد جمعا

يكسر في الجرّ و في النّصب معا

كذا أولات و الذي اسماً قد جعل

كأذرعات فيه ذا أيضاً قبل

وجرّ بالفتحة ما لا ينصرف

ما لم يضف أو يك بعد أل ردف

واجعل لنحو يفعلان النّونا

رفعا و تدعين

و تسألونا

وحذفها للجزم و النّصب سمه

كلم تكوني لترومي مظلمه

وسمّ معتلاً من الأسماء ما

كالمصطفي و المرتقي مكارما

فالأوّل الإعراب فيه قدّرا

جميعه و هو الذي قد قصرا

والثاني منقوصّ و نصبه ظهر

ورفعه ينوي كذا أيضا يجر

وأيّ فعلٍ آخرّ منه ألف

أو واو او ياءّ فمعتلاً عرف

فالألف انوفيه غير الجزم

وأبد نصب ما كيدعويرمي

والرفع فيهما انوواحذف جازما

ثلاثهنّ تقض حكما لازما

والاسم منه اي بعضه متمكن و هو معرب جار علي الاصل و بعضه الاخر غير متمكن و هو مبني جار علي خلاف الاصل و انما يبني لشبه فيه من الحروف متعلق بقوله مدني اي مقرب له و احترز به عن غير المدني و هو ما عارضه ما يقتضي الاعراب كاي في الاستفهام و الشرط فانها اشبهت الحرف في المعني لكن عارضه لزومها الاضافه و يكفي في بناء الاسم شبهه بالحرف من وجه واحد بخلاف منع الصرف فلا بد من شبهه بالفعل من وجهين و علله ابن الحاجب في اماليه بان الشبه الواحد

بالحرف يبعده عن الاسميه و يقربه مما ليس بينه و بين الاسم مناسبه الا في جنس الاعم و هو كونه كلمه و شبه الاسم بالفعل و ان كان نوعا آخر الا انه ليس في البعد عن الاسم كالحرف و فهم من حصر المصنف عله البناء في شبه الحرف فقط عدم اعتبار غيرهو سبقه الي ذلك ابو الفتح و غيره و ان قيل انه لا سلف له في ذلك

كالشبه الوضعي بان يكون الاسم موضوعا علي حرف واحد او حرفين كما هو الاصل في وضع الحرف كما في اسمي جئتنا هما التاء و نا فانهما اسمان و بنيا لشبههما الحرف فيما هو الاصل ان يوضع الحرف عليه و نحو يد و دم اصله ثلاثه و

كالشبه المعنوي بان يكون الاسم متضمنا معني من معاني الحروف سواء وضع لذلك المعني حرف ام لا فالاول كما في متي فانها اسم و بنيت لتضمنها معني ان الشرطيه و همزه الاستفهام و الثاني كما في هنا فانها اسم و بنيت لتضمنها معني الاشاره الذي كان من حقه ان يوضع له حرف لانه كالخطاب و انما اعرب ذان و تان لان شبه الحرف عارضه ما يقتضي الاعراب و هو التثنيه التي هي من خصائص الاسماء و كالشبه الاستعمالي بان

يلزم طريقه من طرائق الحروف كنيابه له عن الفعل في العمل بلا حصول تاثر فيه بعامل كما في اسماء الافعال فانها عامله غير معموله علي الارجح و كافتقار له الي جمله ان اصلا كما في الموصولات بخلاف < افتقاره الي مفرد كما في سبحان او افتقار غير متاصل و هو العارض كافتقار الفاعل للفعل و النكره لجمله الصفه و اعرب اللذان و اللتان لما تقدم

تتمه

من انواع الشبه الشبه الاهمالي ذكره في الكافيه و مثل له في شرحها بفواتح السور فانها مبنيه لشبهها بالحروف المهمله في كونها لا عامله و لا معموله.

و معرب الاسماء اخره لان المبني محصور بخلافه لانه ما قد سلما من شبه الحرف السابق ذكره كارض و سما بضم السين احدي لغات الاسم و البواقي اسم بضم الهمزه و كسرها و سم بضم السين و كسرها و سما كرضا و قد نظمتها في بيت و هو:

اسم بضم الاول و الكسر

مع همزه و حذفها و القصر

و فعل امر و مضي بنيا الاول علي السكون ان كان صحيح الاخر و علي حذف آخره ان كان معتلا و الثاني علي الفتح ما لم

يتصل به واو الجمع فيضم او

ضمير رفع متحرك فيسكن.

و اعربوا علي خلاف الاصل فعلا مضارعا لشبهه بالاسم في اعتوار المعاني المختلفه عليه كما قاله في التسهيل و لكن لا مطلقا بل ان عريا من نون توكيد مباشر فان لم يعر منه بني لمعارضه شبهه للاسم بما يقتضي البناء و هو النون المؤكده التي هي من خصائص الافعال و بناؤه علي الفتح لتركيبه معه تركيب خمسه عشر نحو و الله لاضربن و خرج بالمباشر غيره كان حال بينه و بين الفعل الف الاثنين او واو الجمع او ياء المخاطبه فانه حينئذ يكون معربا تقديرا و ان عري من نون اناث فان لم يعر منها بني لما تقدم و بناؤه علي السكون حملا علي الماضي المتصل بها لانهما يستويان في اصاله السكون و عروض الحركه فيهما كما قاله في شرح الكافيه كيرعن من فتن و كل حرف مستحق للبنا وجوبا لعدم احتياجه الي الاعراب اذ المعاني المفتقره اليه لا تعتوره و نحو:

ليت شعري مسافرُبن ابي عمرو

و ليت يقولها المحزون

علي تجردها من معني الحرفيه و جذبها الي معني الاسميه بدليل عدم وفائها لمقتضاها.

و الاصل في المبني اسما كان او فعلا او حرفا ان يسكنا لخفه السكون و ثقل المبني و منه اي من المبني ذو فتح و منه ذو كسر و منه ذو ضم و ذلك لسبب

فذو الفتح كاين و ضرب و واو العطف فالاول حرك لالتقاء الساكنين و كانت فتحه للخفه و الثاني لمشابهته المضارع في وقوعه صفه و صله و حالا و خبرا تقول رجل ركب جاءني هذا الذي ركب مررت بزيد و قد ركب زيد ركب كما تقول رجل يركب جاءني الخ و كانت فتحه لما تقدم و الثالث لضروره الابتداء

بالساكن اذ لا يبتدا بساكن اما تعذرا مطلقا كما قال الجمهور او تعسرا في غير الالف كما اختاره السيد الجرجاني و شيخنا العلامه الكافيجي و كانت فتحه لاستثقال الضمه و الكسره علي الواو و ذو الكسر نحو امس و جير و انما كسرا علي اصل التقاء الساكنين و ذو الضم نحو حيث و انما ضم تشبيها له بقبل و بعد و قد تفتح للخفه و تكسر علي اصل التقاء الساكنين و يقال حوث مثلث الثاء ايضا و مثال الساكن كم و اضرب و اجل و قد علم مما مثلت به ان البناء علي الفتح و السكون يكون في الثلاثه و علي الكسر

و الضم لا يكون في الفعل نعممثل شارح الهادي للفعل المبني علي الكسر بنحو ش و المبني علي الضم بنحو رد و فيه نظر هذا و اعلمان الاعراب كما قال في التسهيل ما جيء به لبيان مقتضي العامل من حركه او حرف او سكون او حذف و انواعه اربعه رفع و نصب و جر و جزم فمنها ما هو مشترك بين الاسم و الفعل و منها ما هو مختص باحدهما و قد اشار الي ذلك بقوله و الرفع و النصب اجعلن اعرابا لاسم نحو ان زيدا قائم و فعل مضارع نحو يقوم و لن اهابا و الاسم قد خصص بالجر في هذه العباره قلب اي و الجر قد خصص بالاسم فلا يكون اعرابا للفعل لامتناع دخول عامله عليه و هذا تبيين لاي انواع الاعراب خاص بالاسم فلا يكون مع ذكره في اول الكتاب المقصود به بيان تعريف الاسم تكرارا كما قد خصص الفعل بان ينجزما فلا يجزم الاسم لامتناع دخول عامله عليه فارفع بضم

و انصبن فتحا اي بفتح و جر كسرا اي بكسر كذكر الله عبده يسر مثال لما ذكر و اجزم بتسكين نحو لم يضرب و غير ما ذكر ينوب عنه نحو جا اخو بني نمر و قد شرع في تبيين مواضع النيابه بقوله و ارفع بواو و انصبن بالالف و اجرر بياء ما من الاسما اصف اي اذكر من ذاك اي من الاسماء الموصوفه ذو و قدمه للزومه هذا الاعراب و لكنه انما يعرف به ان صحبه ابانا اي اظهر و احترز بهذا القيد من ذو بمعني الذي و قيده في الكافيه و العمده بكونه معربا.

و من الاسماء الفم و فيه لغات تثليث الفاء مع تخفيف الميم منقوصا او مقصورا و مع تشديده و اتباعها الميم في الحركات كما فعل بعيني امريء و ابنم و انما يعرب بهذا الاعراب حيث الميم منه بانا اي ذهب بخلاف ما اذا لم يذهب منه فانه يعرب بالحركات عليه اب اخ حم كذاك اي كما تقدم من ذي و الفم في الاعراب بما ذكر و قيد في التسهيل الحم و هو قريب الزوج بكونه غير مماثل قروا و قرء و خطا فانه ان ماثل ذلك اعرب بالحركات و ان اضيف و فيه ان الاب و الاخ قد يشدد آخرهما و هن كذاك و هو كنايه عن اسماء الاجناس و قيل ما يستقبح ذكره و قيل الفرج خاصه و قال في التسهيل و قد يشدد نونه و النقص في هذا الاخير و هو هن بان يكون معربا بالحركات علي النون احسن من الاتمام قال علي ع \من تعزي بعزاء الجاهليه فاعضوه بهن ابيه و لا تكنوا و النقص في اب و

تالييه و هما اخ و حم يندر اي يقل كقوله:

بابه اقتدي عدي في الكرم

و من يشابه ابه فما ظلم

و قصرها اي اب و اخ و حم بان تكون بالالف مطلقا من نقصهن اشهر كقوله:

ان اباها و ابا اباها

قد بلغا في المجد غايتاها

و شرط ذا الاعراب المتقدم في الاسماء المذكوره ان يضفن و الا فتعرب بحركات ظاهره نحو ان له ابا و له اخ و بنات الاخ و ان تكون الاضافه لا لليا اي لا لياء المتكلم و الا فتعرب بحركات مقدره نحو اخي هرون القصص اني لا املك الا نفسي

و اخي و ان تكون مكبره و الا فتعرب بحركات ظاهره و ان تكون مفرده و الا فتعرب في حال التثنيه و الجمع اعرابهما كجا اخو ابيك ذا اعتلا فاخو مفرد مكبر مضاف الي ابيك و ابي مفرد مكبر مضاف الي الكاف و ذا مضاف الي اعتلا و قد حوي هذا المثال كون المضاف اليه ظاهرا و مضمرا و معرفه و نكره بالالف ارفع المثني و هو كما يؤخذ من التسهيل الاسم الدال علي شيئين متفقي اللفظ بزياده الف او ياء و نون مكسوره في آخره نح و قال رجلان فخرج نحو زيد و القمران و كلا و كلتا و اثنان و اثنتان لعدم دلاله الاول علي شيئين و اتفاق لفظ مدلولي الثاني و الزياده في الباقي و ارفع بها ايضا كلا و هو اسم مفرد عند البصريين يطلق علي اثنين مذكرين و انما يرفع بها اذا بمضمر حال كونه مضافا له وصلا نحو جاءني الرجلان كلاهما فان لم يضف الي مضمر بل الي ظاهر فهو كالمقصور في تقدير اعرابه علي آخره و هو الالف نحو

جاءني كلا الرجلين و كلتا التي تطلق علي اثنين مؤنثين كذاك اي مثل كلا في رفعها بالالف اذا اضيفت الي مضمر نحو جاءتني المراتان كلتاهما و في تقدير اعرابها علي آخرها ان لم تضف اليه نحو كلتا الجنتين آتت اكلها الكهف.

و اما اثنان و اثنتان بالمثلثه فيهما فهما كابنين و ابنتين بالموحده يعني كالمثني الحقيقي في الحكم يجريان بلا شرط سواء افردا نحو حين الوصيه اثنان المائده ام ركبا نحو اثنتا عشره عينا البقره ام اضيفا نحو اثناك و اثنتاك و اثناكم و اثنتاكم و كاثنتين ثنتان في لغه تميم و تخلف اليا في جميعها اي جميع الالفاظ المتقدم ذكرها الالف جرا و نصبا اي في حالتيهما بعد ابقاء فتح لما قبلها قد الف و الامثله واضحه

فرع: اذا سمي بمثني فهو علي حاله قبل التسميه به و ارفع بواو و بيا اجرر و انصب سالم جمع عامر و مذنب و شبه ذين اي مشبههما و هو كل علم لمذكر عاقل خال من تاء التانيث قيل و من التركيب و كل صفه كذلك مع كونها ليست من باب افعل فعلاء كاحمر حمراء و لا فعلان فعلي كسكران سكري و لا مما يستوي فيه المذكر و المؤنث كصبور و جريح و به اي بالجمع المذكور عشرونا و بابه الي تسعين الحق في اعرابه السابق و ليس بجمع للزوم اطلاق ثلاثين مثلا علي تسعه لان اقل الجمع ثلاثه و وجوب دلاله عشرين علي ثلاثين لذلكو ليس به و الحق به ايضا جمع تصحيح لم يستوف الشروط و هو الاهلونا لان مفرده اهل و هو ليس علما و لا صفه بل اسم لخاصه الشيء الذي ينسب اليه كاهل الرجل لامراته و ولده

و عياله و اهل الاسلام لمن يدين به و اهل القرآن لمن يقرؤه و يقوم بحقوقه و قد جاء جمعه علي اهال و الحق به ايضا اسما جمع و هما اولو بمعني اصحاب و عالمون قيل هو جمع لعالم و رد بان العالمين دال علي العقلاء فقط و العالم دال عليهم و علي غيرهم اذ هو اسم لما سوي الباري تعالي فلا يكون جمعا له للزوم زياده مدلول الجمع علي مدلول مفرده و الحق به ايضا اسم مفرد و هو عليونا لانه كما قال في الكشاف اسم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما عملته الملائكه و صلحاء الثقلين لا جمع و يجوز في هذا النوع ان يجري مجري حين فيما ياتي و ان تلزمه الواو و يعرب بالحركات علي النون نحو:

«طال ليلي و بِتُّ كالمجنون

و اعْتَرَتْني الهموم بالماطرون»

و ان تلزمه الواو و فتح النون نحو:

«و لها بالماطرون اذا

اكل النمل الذي جمعا»

و ارضون بفتح الراء جمع ارض بسكونها شذ اعرابه هذا الاعراب لانه جمع تكسير و مفرده مؤنث و الحق به ايضا السنونا بكسر السين جمع سنه بفتحها لما ذكر في ارضين

و بابه و هو كل ثلاثي حذفت لامه و عوض عنها هاء التانيث و لم يتكسر فخرج بالحذف نحو تمره و بحذف اللام نحو عده و بالتعويض نحو يد و بالهاء نحو اسم و بالاخير نحو شفه و مثل حين في كونه معربا بالحركات علي النون مع لزوم الياء قد يرد ذا الباب اي باب سنين شذوذا كقوله:

«دعاني مِن نَجْدٍ فان سنينَه

لَعِبنَ بنا شيبا و شيَّبنَنَا مُردا»

و هو اي الورُود مثل حين فيما ذكر عند قوم من العرب يطرد اي يستعمل كثيرا و نون

مجموع و ما به التحق فافتح لان الجمع ثقيل و الفتح خفيف فتعادلا و قل من بكسره نطق قال في شرح الكافيه هو لغة نحو:

«و ما ذا تبتغي الشعراء مني

و قد جاوزت حد الاربعين»

و نون ما ثني و الملحق به بعكس ذاك اي بعكس نون الجمع و الملحق به استعملوه فانتبه فهي مكسوره و فتحها لغه مع الياء كقوله:

«علي احْوَذَيَّين استقلّت عشيّةً

فما هي الا لمحة و تغيبُ»

و مع الالف كما هو ظاهر عباره المصنف و صرح به السيرافي كقوله:

«اعرفُ منها الانف د و العينانا

و منخرَينِ اشبها ظبيانا»

و جاء ضمها كقوله:

«يا ابتا ارّقَني القِذانُ

فالنوم لا تالفُه العينانُ»

و ما بتا و الف مزيدتين قد جمعا مؤنثا كان مفرده او مذكرا و هو معرب خلافا للاخفش يكسر في الجر و في النصب معا نحو و خلق الله السموات الجاثيه و رايت سرادقات و اصطبلات كما تقول

نظرت الي السموات و السرادقات و الاصطبلات خلافا للكوفيين في تجويزهم نصبه بالفتحه و لهشام في تجويزه ذلك في المعتل مستدلا بنحو سمعت لغاتهم و اما رفعه فعلي الاصل بالضم كذا اي كجمع المؤنث السالم في نصبه بالكسره اولات بمعني صاحبات نحو و ان كن اولات حمل الطلاق و الذي اسما من هذا الجمع قد جعل كاذرعات لموضع بالشام اصله اذرعه جمع ذراع فيه ذا الاعراب ايضا قبل و بعضهم ينصبه بالكسره و يحذف منه التنوين و بعضهم يعربه اعراب ما لا ينصرف و يروي بالاوجه الثلاثه قوله:

«تنوّرتُها من اذرعات و اهلها

بيثرب ادني دارها نظْر عالي»

و جُرَّ بالفتحه ما لا ينصرف و سياتي في بابه ما دام لم يضف او يك بعد ال المعرفه او الموصوله او الزائده او بعد ام ردف فان

كان جر بالكسره نحو مررت باحمدكم و انتم عاكفون في المساجد البقره كالاعمي و الاصم و نحو رايت الوليد بن اليزيد مباركاشديدا باعباء الخلافه كاهله و ظاهر عباره المصنف انه حينئذ باق علي منع صرفه مطلقا و به صرح في شرح التسهيل و ذهب السيرافي و المبرد و جماعه الي انه منصرف مطلقاو اختار الناظم في نكته علي مقدمه ابن الحاجب انه ان زالت منه عله فمنصرف و ان بقيت العلتان فلاو مشي عليه ابن الخباز و السيد ركن الدين.

و اجعل لنحو يفعلان و تفعلان النونا رفعا و لتفعلين نحو تدعين و ليفعلون و تفعلون نحو تسالونا و اجعل حذفها اي حذف النون للجزم و النصب حملا له علي الجزم كما حمل علي الجر في المثني و الجمع سمه اي علامه فالجزم كلم تكوني و النصب نحو لترومي مظلمه و اما قوله تعالي الا ان يعفون البقره فالواو لام الفعل و النون ضمير النسوه و الفعل مبني كما في يخرجن.

تتمه اذا اتصل بهذه النون نون الوقايه جاز حذفها تخفيفا و ادغامها في نون الوقايه و الفك و قريء بالثلاثه تامروني الزمر و قد تحذف النون مع عدم الناصب و الجازم كقوله

«ابيِتُ اسري و تبيتي تدلُكي

وجهَك بالعَنبَرِ و المِسك الزَّكي»

و سم معتلا من الاسماء المتمكنه ما آخره الف كالمصطفي و ما آخره يا نحو المرتقي مكارما فالاول و هو الذي كالمصطفي في كون آخره الفا لازمه الاعراب فيه قدرا جميعه علي الالف لتعذر تحريكها و هو الذي قد قصرا اي سمي مقصورا لانه حبس عن الحركات و القصر الحبس او لانه غير ممدود قال الرضي و هو اولي لما يلزم علي الاول من اطلاقه علي المضاف الي

الياء و الثان و هو الذي كالمرتقي في كون آخره ياء خفيفه لازمه تلو كسره منقوص و نصبه ظهر علي الياء لخفته و رفعه ينوي اي يقدر فيها لثقل الضمه علي الياء كذا ايضا يجر بكسره منويه لثقل الكسره علي الياء و لو قدمه علي المقصور كان اولي قال في شرح الهادي لانه اقرب الي المعرب لدخول بعض الحركات عليه.

فرع: ليس في الاسماء المعربه اسم آخره واو قبلها ضمه الا الاسماء السته حاله الرفع و اي فعل مضارع آخر منه الف نحو يرضي او آخر منه واو نحو يغزو او آخر منه ياء نحو يرمي فمعتلا عرف عند النحاه فالالف انو فيه غير الجزم و هو الرفع و النصب لما تقدم كزيد يخشي و لن يرضي و ابد اي اظهر نصب ما آخره واو كيدعو او ما آخره ياء نحو يرمي لما تقدم كلن يدعو و لن يرمي و الرفع فيهما اي فيما كيدعو و يرمي انو لثقله عليهما كزيد يدعو و يرمي و احذف حال كونك جازما للافعال المعتله ثلاثهن كلم يخش و يرم و يغز تقض اي تحكم حكما لازما و قد تحذف في غير الجزم حذفا غير لازم نحو سندع الزبانيه (العلق)

باب النكرة. المعرفة

مدخل؛ المعرفة و النكره (الضمير)

نكرة قابل أل مؤثرا

أو واقعّ موقع ما قد ذكرا

وغيره معرفةّ كهم وذي

وهند و ابني و الغلام و الذي

فما لذي غيبة أو حضور

كأنت و هو سمّ بالضّمير

و ذو اتصال منه ما لا يبتدا

و لا يلي إلا اختياراً أبدا

كالياء و الكاف من ابني أكرمك

و الياء و الها من سلييه ما ملك

وكلّ مضمر له البنا يجب

ولفظ ما جرّ كلفظ ما نصب

للرّفع و النّصب و جرّنا صلح

كاعرف فإننا نلنا المنح

و ألفّ و الواو و

النون لما

غاب و غيره كقاما و اعلما

و من ضمير الرّفع ما يستتر

كافعل أوافق نغتبط إذ تشكر

و ذو إرتفاعٍ و انفصالٍ أنا هو

و أنت الفروع لا تشتبه

وذو انتصابٍ في انفصالٍ جعلا

إيّاي و التفريع ليس مشكلا

وفي اختيارٍ لا يجيء المنفصل

إذ تأتّي أن يجئ المتصل

وصل أو افصل هاء سلنيه و ما

أشبهه في كنته الخلف أنتمي

كذاك خلتنيه و اتصالا

أختار غيري اختار الانفصالا

وقدّم الأخصّ في اتصال

وقدّمن ما شئت في اتفصال

و في اتحاد الرتبة الزم فصلا

و قد يبيح الغيب فيه وصلا

و قبل يا النّفس مع الفعل التزم

نون وقايةٍ و ليسي قد نظم

وليتني فشا و ليتي ندرا

ومع لعلّ اعكس و كن مخيّرا

في الباقيات و اضطراراً خفّفا

منّي و عنّي بعض من قد سلفا

وفي لدنّي لدني قلّ و في

قدني و قطني الحذف أيضا قد يفي

نكره قابل ال حال كونه مؤثرا التعريف كرجل بخلاف نحو حسن فان ال الداخله عليه لا تؤثر فيه تعريفا فليس نكره او ليس بقابل لال لكنه واقع موقع ما قد ذكرا اي ما يقبل ال كذي فانها لا تقبل ال لكنها تقع موقع ما يقبلها و هو صاحب و غيره اي غير ما ذكر معرفه و هي مضمر كهم و اسم اشاره نحو ذي و علم نحو هند و مضاف الي معرفه نحو ابني و محلي بال نحو الغلام و موصول نحو الذي و زاد في شرح الكافيه المنادي المقصود كيا رجل و اختار في التسهيل ان تعريفه بالاشاره اليه و المواجهه و نقله في شرحه عن نص سيبويه و زاد ابن كيسان ما و من الاستفهاميتين و ابن خروف ما في دققته دقا نعما.

الاول من المعارف: الضمير

فما كان من هذه المعارف موضوعا لذي غيبه اي لغائب تقدم ذكره لفظا او معني او حكما

او لذي حضور اي لحاضر مخاطب او متكلم كانت و انا و هو سم بالضمير و المضمر عند البصريين و الكنايه و المكني عند الكوفيين و لا يرد علي هذا اسم الاشاره لانه وضع لمشار اليه لزم منه حضوره و لا الاسم الظاهر لانه وضع لاعم من الغيبه و الحضور و قد عكس المصنف المثال فجعل الثاني

للاول و الاول للثاني علي حد قوله تعالي يوم تبيض وجوه و تسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم الخ آل عمران ثم الضمير متصل و منفصل اشار الي الاول بقوله و ذو اتصال منه ما كان غير مستقل بنفسه و هو الذي لا يصلح لان يبتدا به و لا يصلح لان يلي اي يقع بعد الا اختيارا ابدا و يقع بعدها اضطرارا كقوله:

«و ما نبالي اذا ما كنت جارتنا

ألاّ يجاورنا إلّاكَ دَيّارٌ»

كالياء و الكاف من نحو قولك ابني اكرمك و نحو الياء و الها من قولك سليه ما ملك و كل مضمر له البنا يجب لشبهه بالحروف في المعني لان التكلم و الخطاب و الغيبه من معاني الحروف و قيل في الافتقار و قيل في

الوضع في كثير و قيل لاستغنائه عن الاعراب باختلاف صيغه و حكاها في التسهيل الا الاول.

و لفظ ما جر من الضمائر المتصله كلفظ ما نصب منها و ذلك ثلاثه الفاظ ياء المتكلم و كاف الخطاب و هاء الغائب للرفع و النصب و جر بالتنوين لفظ نا الدال علي المتكلم و من معه صلح فالجر كاعرف بنا و النصب نحو فاننا و الرفع نحو نلنا المنح و ما عدا ما ذكر مختص بالرفع و هو تاء الفاعل و الالف و الواو و ياء المخاطبه و نون

الاناث و الف و الواو و النون ضمائر متصله كائنه لما غاب و غيره و المراد به المخاطب كقاما و قاموا و قمن و اعلما و اعلموا و اعلمن و من ضمير الرفع ما يستتر وجوبا بخلاف ضمير النصب و الجر

و ذلك في مواضع فعل الامر كافعل و الفعل المضارع المبدوء بالهمزه نحو اوافق و المبدوء بالنون نحو نغتبط و المبدوء بالتاء نحو اذ تشكر و زاد في التسهيل اسم فعل الامر كنزال و ابو حيان في الارتشاف اسم فعل المضارع كاوه و ابن هشام في التوضيح فعل الاستثناء كقاموا ما خلا زيدا و ما عدا عمروا و لا يكون خالدا و افعل التعجب كما احسن الزيدين و افعل التفضيل ك هم احسن اثاثا مريم و فيما عدا هذه و هو الماضي و الظرف و الصفات يستتر جوازا ثم شرع في الثاني من قسمي الضمير و هو المنفصل فقال و ذو ارتفاع و انفصال انا و هو و انت و الفروع الناشئه عن هذه الاصول لا تشتبه و هي نحن و هي و هما و هم و هن و انت و انتما و انتم و انتن قال ابو حيان و قد تستعمل هذه مجروره كقولهم انا كانت و كهو و هو كانا و منصوبه كقولهم ضربتك انت و ذو انتصاب في انفصال جعلا اياي و التفريع علي هذا الاصل الذي ذكر ليس مشكلا مثاله ايانا اياك اياك اياكما اياكم اياكن اياه اياها اياهما اياهم اياهن و قد تستعمل مجروره

تنبيه: الضمير ايا و اللواحق له عند سيبويه حروف تبين الحال و عند المصنف اسماء مضاف اليها.

و في اختيار لا يجيء الضمير المنفصل اذا تاتي ان يجيء

الضمير المتصل لما فيه من الاختصار المطلوب الموضوع لاجله الضمير فان لم يتات بان تاخر عنه عامله او حذف او كان معنويا او حصر او اسند اليه صفه جرت علي غير من هي له فصل و ياتي المنفصل مع امكان المتصل في

الضروره كما سياتي.

و صل علي الاصل او افصل للطول ثاني ضميرين اولهما اخص و غير مرفوع كما في هاء سلنيه فقل سلنيه و سلني اياه و كذا ما اشبهه نحو الدرهم اعطيتكه و اعطيتك اياه و في اتصال و انفصال ما هو خبر لكان او احدي اخواتها نحو كنته الخلف انتمي كذاك الهاء من خلتنيه و نحوه في اتصاله و انفصاله خلاف و اتصالا اختار تبعا لجماعه منهم الرماني اذ الاصل في الضمير الاختصار و لانه وارد في الفصيحقال صلي الله عليه و آله و سلم \ان يكنه فلن تسلط عليه و الا يكنه فلا خير لك في قتله غيري اي سيبويه و لم يصرح به تادبا اختار الانفصالا لكونه في الصورتين خبرا في الاصل و لو بقي علي ما كان لتعين انفصاله كما تقدم و قدم الاخص و هو الاعرف علي غيره في حال اتصال الضمائر نحو الدرهم اعطيتكه بتقديم التاء علي الكاف اذ ضمير المتكلم اخص من ضمير المخاطب و الكاف علي الهاء اذ ضمير المخاطب اخص من ضمير الغائب.

و قدمن ما شئت من الاخص و غيره في حال انفصال الضمير عند امن اللبس نحو الدرهم اعطيتك اياه و اعطيته اياك و لا يجوز في زيد اعطيتك اياه تقديم الغائب للبس و في اتحاد الرتبه اي رتبه الضميرين بان كانا لمتكلمين او مخاطبين او غائبين الزم فصلا للثاني و قد يبيح الغيب فيه

وصلا و لكن لا مطلقا بل مع وجود اختلاف ما بين الضميرين

كان يكون احدهما مثني و الاخر مفردا او نحوه نحو لوجهك في الاحسان بسط و بهجه انالهماه قفوا اكرم والد و نحو قول الفرزدق بالباعث الوارث الاموات قد ضمنت اياهم الارض في دهر الدهاريرالضروره اقتضت انفصال الضمير مع امكان اتصاله و قبل يا النفس اذا كانت مع الفعل اي متصله به التزم نون وقايه سميت بذلك قال المصنف لانها تقي الفعل من التباسه بالاسم المضاف الي ياء المتكلم اذ لو قيل في ضربني ضربي لالتبس بالضرب و هو العسل الابيض الغليظ و من التباس امر مؤنثه بامر مذكره اذ لو قلت اكرمي بدل اكرمني قاصدا مذكرا لم يفهم المراد و قال غيره لانها تقيه من الكسر المشبه للجر للزوم كسر ما قبل الياء و ليسي بلا نون قد نظم قال الشاعر:

«عددت قومي كعديد الطيس

اذ ذهب القوم الكرام ليسي»

و لا يجيء في غير النظم الا بالنون كغيره من الافعال كقولهم عليه رجلا ليسني بالنون و ليتني بالنون فشا اي كثر و ذاع لمزيتها علي اخواتها في الشبه بالفعل يدل علي ذلك سماع اعمالها مع زياده ما كما سياتي و في التنزيل يا ليتني كنت معهم النساء و ليتي بلا نون ندرا اي شذ قال الشاعر:

«كمنيه جابر اذ قال ليتي

اصادفه و افقد جل مالي»

و مع لعل اعكس هذا الامر فتجريدها من النون كثير لانها ابعد من الفعل لشبهها بحروف الجر و في التنزيل لعلي ابلغ الاسباب المؤمن و اتصالها بها قليل قال الشاعر:

«فقلت اعيراني القدوم لعلني

اخط بها قبرا لابيض ماجد»

و كن مخيرا في الحاق النون و عدمها في الباقيات ان و ان و كان و لكن

نحو:

«و اني علي ليلي لزار و انني

علي ذاك فيما بيننا مستديمها»

و قال الفراء عدم الحاق النون هو الاختيار و اضطرارا خففا نون مني و عني بعض من قد سلفا من الشعراء فقال:

«ايها السائل عنهم و عني

لست من قيس و لا قيس مني»

و الاختيار فيهما الحاق النون كما هو الشائع الذائع علي ان هذا البيت لا يعرف له نظير في ذلك بل و لا قائل و ما عدا هذين من حروف الجر لا تلحقه النون نحو لي و بي و كذا خلا و عدا و حاشا قال الشاعر:

«في فتيه جعلوا الصليب الههم

حاشاي اني مسلم معذور»

و الحاق النون في لدن فيقال لدني كثير و به قرء السته من القراء السبعه و تجريدها فيقال لدني بالتخفيف قل و به قرء نافع و الحاق النون في قدني و قطني بمعني حسبي كثير و الحذف ايضا قد يفي قال الشاعر:

«قدني من نصر الخبيبين قدي

ليس الامام بالشحيح الملحد»

و في الحديث قط قط بعزتك يروي بسكون الطاء و بكسرها مع ياء و دونها و يروي قطني قطني و قط قط

الثاني من المعارف العلم

العلم

اسمّ يعيّن المسمّي مطلقا

علمه كجعفرٍ و خرنقا

وقرنٍ و عدنٍ و لاحق

وشدقمٍ و هيلةٍ وواشق

واسماً أتي و كنيةً و لقبا

وأخّرن ذا إن سواه صحبا

وإن يكونا مفردين فأضف

حتماً وإلا أتبع ايّ ردف

و منه منقولّ كفضلٍ و أسد

و ذو ارتجال كسعاد وأدد

و جملةّ و ما بمزج ركّباً

ذا إن بغير ويه تمّ أعربا

وشاع في الأعلام ذو الإضافه

كعبد شمسٍ و أبي قحافة

ووضعوا لبعض الأجناس علم

كعلم الأشخاص لفظاً و هو عم

من ذاك أمّ عريطٍ للعقرب

وهكذا ثعالةّ للثعلب

ومثله برّة للمبرّة

كذا فجار علمّ للفجرة

الثاني من المعارف العلم

و هو علم شخص و علم جنس و بدا بالاول فقال اسم جنس و

هو مبتدا وصف بقوله يعين المسمي و هو فصل يخرج النكرات تعيينا مطلقا فصل يخرج المقيد اما بقيد لفظي و هو المعرف بالصله و ال و المضاف اليه او معنوي و هو اسم الاشاره و المضمر و خبر قوله اسم قوله علمه اي علم المسمي كجعفر لرجل و خرنقا لامراه من العرب و قرن بفتح القاف و الراء لقبيله من بني مراد منها اويس القرني و عدن لبلد بساحل بحر اليمن و لاحق لفرس و شذقم لجمل و هيله لشاه و واشق لكلب و اسما اتي العلم و هو ما ليس كنيه و لا لقبا و كنيه و هي ما صدر باب او ام قيل او ابن او بنت من كنيت اي سترت كالكنايه و العرب يقصد بها التعظيم و لقبا و هو ما اشعر بمدح او ذم قال الرضي و الفرق بينه و بين الكنيه معني ان اللقب يمدح الملقب به او يذم بمعني ذلك اللفظ بخلاف الكنيه فانه لا يعظم المكني بمعناها بل بعدم التصريح بالاسم فان بعض النفوس تانف ان تخاطب باسمها و اخرن ذا اي اللقب ان سواه صحبا و المراد به الاسم كما وجد في بعض النسخ ان سواها و صرح به في التسهيل و علله في شرحه بان الغالب ان اللقب منقول من اسم غير انسان كبطه و قفه فلو قدم لتوهم السامع ان المراد مسماه الاصلي و ذلك مامون بتاخيره فلم يعدل عنه و شذ تقديمه في قوله

«بأنّ ذا الكلب عمرا خيرهم نسبا

ببطن شريان يعوي حوله الذئب»

و اما الكنيه فيجوز تقديمه عليها و العكس كذا قالوه لكن مقتضي التعليل المذكور امتناع تقديمه عليها ايضا فتامل نعم تقديمها علي الاسم

و عكسه سواء و ان يكونا اي الاسم و اللقب مفردين فاضف الاول الي الثاني حتما عند البصريين نحو هذا سعيد كرز اي مسماه كما سياتي في الاضافه و اجاز الكوفيون الاتباع و اختاره في الكافيه و التسهيل و معلوم علي الاول ان جواز الاضافه حيث لا مانع من ال نحو الحارث كرز. و الا اي و ان لم يكونا مفردين بان كانا مركبين كعبد الله زين العابدين او الاول مركبا و الثاني مفردا كعبد الله كرز او عكسه كزيد انف الناقه اتبع الثاني الذي ردف الاول له في اعرابه علي انه بدل او عطف بيان و يجوز القطع الي الرفع و النصب بتقدير هو او اعني ان كان مجرورا و الي النصب ان كان مرفوعا و الي الرفع ان كان منصوبا كما ذكره في التسهيل و منه اي من العلم علم منقول الي العلميه بعد استعماله في غيرها من مصدر كفضل و اسم عين نحو اسد و صفه كحارث و فعل ماض كشمر لفرس و مضارع كيزيد و امر كاصمت لمكان و منه ذو ارتجال لم يسبق له استعمال في غير العلميه او سبق و جهل قولان كسعاد و ادد و منه ما ليس بمنقول و لا مرتجل قال في الارتشاف و هو الذي علميته بالغلبه و منه

جمله كانت في الاصل مبتدا و خبرا او فعلا و فاعلا فتحكي كزيد منطلق و تابط شرا.

و منه ما بمزج ركبا بان اخذ اسمان و جعلا اسما واحدا و نزل ثانيهما من الاول منزله تاء التانيث من الكلمه ذا اي المركب تركيب مزج ان بغير لفظ ويه تم كبعلبك اعربا اعراب ما لا ينصرف و قد يضاف و

قد يبني كخمسه عشر فان ختم بويه بني لانه مركب من اسم و صوت مشبه للحرف في الاهمال و بناؤه علي الكسر علي اصل التقاء الساكنين و قد يعرب اعراب ما لا ينصرف و شاع في الاعلام المركبه ذو الاضافه كعبد شمس و هو علم لاخي هاشم بن عبد مناف و ابي قحافه و هو علم لوالد ابي بكر قيل و انما اتي بمثالين و ان كان المثال لا يسئل عنه كما قال السيرافي ليعرفك ان الجزء الاول يكون كنيه و غيرها و معربا بالحركات و الحروف و ان الثاني يكون منصرفا و غيره و وضعوا لبعض الاجناس لا لكلها علم بالوقف علي السكون علي لغه ربيعه كعلم الاشخاص لفظا فياتي منه الحال و يمنع من الصرف مع سبب آخر و من دخول الالف و اللام عليه و نعته بالنكره و يبتدا به و هو عم معني اي مدلوله شائع كمدلول النكره لا يخص واحدا بعينه و لذلك ذكر في شرح التسهيل انه كاسم الجنس من ذاك اعلام وضعت للاعيان نحو ام عريط فانه علم للعقرب اي لجنسها و هكذا ثعاله فانه علم للثعلب اي لجنسه و مثله اي مثل علم الجنس الموضوع للاعيان علم جنس موضوع للمعاني نحو بره علم للمبره و سبحان علم للتسبيح كذا فجار بالبناء علي الكسر كحذام علم للفجره بسكون الجيم و يسار للميسره

الثالث من المعارف اسم الاشاره

إسم الإشارة

بذا لمفردٍ مذكّر أشر

بذي وذه تا علي الأنثي اقتصر

وذان تان للمثنّي المرتفع

وفي سواه ذين تين اذكر تطع

وبأولي أشر لجمعٍ مطلقاً

والمدّ أولي ولدي البعد انطقا

بالكاف حرفاً دون لامٍ أو معه

واللام إن قدّمت هاممتنعة

وبهنا أو ههنا أشر إلي

داني المكان و به الكاف صلا

في البعد أو بثمّ فه أو

هنّا

أو بهنالك انطقن أو هنّا

الثالث من المعارف اسم الاشاره

و اخره في التسهيل عن الموصول وضعا مع تصريحه بانه قبله رتبه و حده كما قال فيه ما دل علي مسمي و اشاره اليه بذا لمفرد مذكر عاقل او غيره اشر و بذي و ذه بسكون الهاء و ذه بالكسر و ذهي بالياء و تي و تا و ته كذه علي الانثي اقتصر فاشر بها اليها دون غيرها و ذان تثنيه ذا بحذف الالف الاولي لسكونها و سكون الف التثنيه يشار بها للمثني المذكر المرتفع و تان تثنيه تا بحذف الالف لما تقدم يشار بها للمثني المؤنث المرتفع و انما لم يثن من الفاظ الانثي الا تا حذرا من الالتباس و في سواه اي سوي المرتفع و هو المنتصب و المنخفض ذين للمذكر و تين للمؤنث اذكر تطع النحاه و باولي اشر لجمع مطلقا سواء كان مذكرا ام مؤنثا عاقلا او غيره و القصر فيه لغه تميم و المد لغه الحجاز و هو اولي من القصر و حينئذ يبني علي الكسر لالتقاء الساكنين.

و لدي الاشاره الي ذي البعد زمانا او مكانا او ما نزل منزلته لتعظيم او تحقير انطقا مع اسم الاشاره بالكاف حال كونها حرفا لمجرد الخطاب دون لام او معه فقل ذاك او ذلك و اختار ابن الحاجب ان ذاك

و نحوه للمتوسط و اللام ان قدمت علي اسم الاشاره ها للتنبيه فهي ممتنعه نحو:

«رايت بني غبراء لا ينكرونني

و لا اهل هذاك الطراف الممدد»

و تمتنع ايضا مع التثنيه و الجمع اذا ما مد و بهنا او ههنا اشر الي داني المكان اي قريبه و به الكاف المتقدمه صلا في البعد فقل هناك او ههناك او بثم بفتح الثاء

المثلثه فه اي انطق و يقال في الوقف ثمه او هنا بفتح الهاء و تشديد النون او بهنالك انطقن و لا تقل ههنالك او هنا بكسر الهاء و تشديد النون.

تنبيه: ذكر المصنف في نكته علي مقدمه ابن الحاجب ان هنالك تاتي للزمان مثل هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت (يونس)

الرابع من المعارف الموصول

الموصول

موصول الأسماء الذي الأنثي التي

واليا إذا ما ثنّيا لا تثبت

بل ما تليه أوله العلامه

والنّون إن تشدد فلا ملامه

والنّون من ذين و تين شدّدا

أيضاً و تعويضّ بذاك قصدا

جمع الذي الألي الذين مطلقا

وبعضهم ب الواو رفعاً نطقا

باللات و اللاء التي قد جمعا

واللاء كالذين نزراً وقعا

ومن و ما وأل تساوي ما ذكره

وهكذا ذو عند طيّئ شهر

وكالتي لديهم ذات

وموضع اللاتي أتي ذوات

ومثل ما ذا بعدما استفهام

أومن إذا لم تلغ في الكلام

وكلها يلزم بعده صله

علي ضميرٍ لائقٍ مشتمله

وجملةّ أو شبهها الذي وصل

به كمن عندي الذي ابنه كفل

وصفةّ صريحةّ صلة أل

وكونها بمعرب الأفعال قلّ

أيّ كما و أعربت ما لم تضف

وصدور وصلها ضميرّ انحذف

وبعضهم أعرب مطلقا و في

ذا الحذف أيّاً غير أيٍ يقتفي

إن يستطل وصلّ و إن لم يستطل

فالحذف نزرّ و أبوا أن يختزل

إن صلح الباقي لوصلٍ مكمل

والحذف عندهم كثيرّ منجلي

في عائدٍ متصلٍ إن انتصبت

بفعلٍ أو وصف كمن نرجو يهب

كذاك حذف ما بوصفٍ خفضا

كأنت قاضٍ بعد أمرٍ من قضي

كذا الذي جرّبما الموصول جرّ

كمرّ بالذي مررت فهو برّ

الرابع من المعارف الموصول

و هو قسمان حرفي و اسمي فالحرفي ما اول مع صلته بمصدر و هو ان

و ان و لو و ما و كي و لم يذكره المصنف هنا لانه لا يعد من المعارف و ذكره في الكافيه استطرادا. فان توصل بالفعل المتصرف ماضيا او مضارعا او امرا و اما نحو و ان ليس للانسان الا

ما سعي النجم و ان عسي ان يكون الاعراف فهي مخففه من الثقيله. و ان توصل باسمها و خبرها و ان خففت فكذلك لكن اسمها يحذف كما سياتي.

و لو توصل بالماضي و المضارع و اكثر و قوعها بعد ود و نحوه و ما توصل بالماضي و المضارع و بجمله اسميه بقله. و كي توصل بالمضارع فقط. و اما موصول الاسماء فذكره بالعد فللمفرد المذكر الذي

و فيها لغات تخفيف الياء و تشديدها و حذفها مع كسر ما قبلها و سكونه و عدها بعضهم من الموصولات الحرفيه و ضعفه في الكافيه و للمفرده الانثي التي و فيها ما في الذي من اللغات و اليا التي في الذي و التي اذا ما ثنيا لا تثبت بضم اوله للفرق بين تثنيه المعرب و تثنيه المبني بل ما تليه الياء و هو الذال و التاء اوله العلامه اي علامه التثنيه فتفتح الذال و التاء لاجلها.

و النون منهما اذا ثنيا ان تشدد مع الالف و كذا مع الياءكما هو مذهب الكوفيين و اختاره المصنف فلا ملامه عليك لفعلك الجائز نحو و اللذان ياتيانها منكم النساء ربنا ارنا اللذين فصلت و النون من تثنيه اسمي الاشاره ذين و تين شددا ايضا نحو «فذانك برهانان»

«احدي ابنتي هاتين» و تعويض بذاك التشديد عن الياء المحذوفه في الموصول و الالف المحذوفه في اسم الاشاره قصدا و قد تحذف النون من اللذين و اللتين كقوله:

«ا بني كليب ان عمي اللذا

قتلا الملوك و فككا الاغلالا»

و قوله:

«هما اللتا لو ولدت تميم

لقيل فخر لهم صميم»

جمع الذي الالي للعاقل و غيره و ندر مجيئها لجمع المؤنث و اجتمع الامران في قوله:

«و تبلي الالي يستلئمون علي الاؤلي

تراهن يوم الروع كالحداء القبلي»

و في

قوله كغيره جمع تسامح و للذي ايضا الذين للعاقل فقط و هو بالياء مطلقا رفعا و نصبا و جرا و لم يعرب في هذه الحاله مع ان الجمع من

خصائص الاسماء لان الذين كما سبق للعقلاء فقط و الذي عام له و لغيره فلم يجريا علي سنن الجموع المتمكنه و قد يستعمل الذي بمعني الجمع كقوله تعالي كمثل الذي استوقد نارا البقره و بعضهم بالواو رفعا نطقا فقال:

«نحن الذون صبحوا الصباحا

يوم النخيل غاره ملحاحا»

باللات و اللاتي و اللواتي و اللاء و اللائي و اللوائي التي قد جمعا و اللاء كالذين نزرا اي قليلا وقعا قال:

«فما آباؤنا بامن منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا»

و من تساوي ما ذكر من الذي و التي و فروعهما اي تطلق علي ما يطلق عليه بلفظ واحد و هي مختصه بالعالم و تكون لغيره ان نزل منزلته نحو ا سرب القطا هل من يعير جناحه لعلي الي من قد هويت اطير او اختلط به تغليبا للافضل نحو قوله تعالي يسجد له من في السموات و من في الارض الحج او اقترن به في عموم فصل بمن نحو و الله خلق كل دابه من ماء فمنهم من يمشي علي بطنه و منهم من يمشي علي رجلين النور لاقترانه بالعالم في كل دابه.

و ما ايضا تساوي ما ذكر من الذي و التي و فروعهما و هي صالحه لما لا يعلم و لغيره كما قال في شرح الكافيه خلاف من لكن الاولي بها ما لا يعلم نحو و الله خلقكم و ما تعملون الصافات و لهذا ذكر كثير انها مختصه بما لا يعلم عكس من و ذلك وهم و من ورودها في العالم قوله تعالي فانكحوا

ما طاب لكم من النساء النساء.

و ال ايضا تساوي ما ذكر من الذي و التي و فروعهما و تاتي للعالم و غيره اي علي السواء كما يفهم من عباراتهم و فهم من كلامه انها موصول اسمي و هو كذلك بدليل عود الضمير عليها في نحو قولهم قد افلح المتقي ربه و قال المازني موصول حرفي و رد بانه لو كان كذلك لانسبك بالمصدر و قال الاخفش حرف تعريف و هكذا اي كمن و ما بعدها في كونها تساوي الذي و التي و فروعهما ذو عند طييء شهر كما نقله الازهري نحو:

«فان الماء ماء ابي و جدي

و بئري ذو حفرت و ذو طويت»

و يقال رايت ذو فعل و ذو فعلا و ذو فعلت و ذو فعلتا و ذو فعلوا و ذو فعلن و بعضهم يعربهاذكره ابن جني كقوله:

«فاما كرام موسرون لقيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا»

و كالتي ايضا لديهم اي لدي بعضهم كما ذكره في شرح الكافيه

ذات مبنيه علي الضم نحو و الكرامه ذات اكرمكم الله به و قد تعرب اعراب مسلمات و موضع اللاتي اتي عند بعضهم ذوات مبنيه علي الضم نحو:

«جمعتها من اينق موارق

ذوات ينهضن بغير سائق»

و قد تعرب اعراب مسلمات تتمه قد تثني ذو و تجمع فيقال ذوا و ذوي و ذوو و ذوي و يقال في ذات ذاتا و ذواتا و ذوات و مثل ما فيما تقدم ذا الواقعه بعد ما استفهام او من اختها اذا لم تلغ في الكلام بان تكون زائده او يصير المجموع للاستفهام و لم تكن للاشاره كقوله:

«ا لا تسالان المرء ما ذا يحاول

ا نحب فيقضي ام ضلال و باطل»

بخلاف ما اذا الغيت كقولك لما ذا جئت او كانت

للاشاره كقولك:

«ما ذا التواني» و لم يشترط الكوفيون تقدم ما او من مستدلين بقوله:

«عدس ما لعباد عليك اماره

امنتِ و هذا تحملين طليق»

و اجيب عنه بان هذا طليق جمله اسميه و تحملين حال اي محمولا و قال الشيخ سراج الدين البلقيني يجوز ان يكون مما حذف فيه الموصول من غير ان يجعل هذا موصولا و التقدير هذا الذي تحملين علي حد قوله:

«فو الله ما نلتم و ما نيل منكم

بمعتدل وفق و لا متقارب»

اي ما الذي نلتم قال و لم ار احدا خرجه اي و هذا تحملين طليق علي هذا انتهي و هو حسن او متعين و كلها اي كل الموصولات يلزم بعده صله علي ضمير يسمي العائد لائق بالموصول مطابق له افرادا و تذكيرا و غيرهما مشتمله و يجوز في ضمير من و ما مراعاه اللفظ و المعني و جمله خبريه خاليه من معني التعجب معهود معناها غالبا او شبهها و هو الظرف و المجرور اذا كانا تامين الذي وصل الموصول به كمن عندي و الذي في الدار الذي ابنه كفل و يتعلق الظرف و المجرور الواقعان صله باستقر محذوفا وجوبا و صفه صريحه اي خالصه الوصفيه كاسمي الفاعل و المفعول صله ال بخلاف غير الخالصه و هي التي غلب عليها الاسميه كالابطح و كونها توصل بمعرب الافعال و هو الفعل المضارع قل و منه:

«ما انت بالحكم الترضي حكومته

و لا الاصيل و لا ذي الراي و الجدل»

و ليس بضروره عند المصنف قال لانه متمكن من ان يقول

المرُضِي و رد بانه ل و قاله لوقع في محذور اشد من جهه عدم تانيث الوصف المسند الي المؤنث اما وصلها بالجمله الاسميه نحو:

«من القوم الرسول الله منهم

لهم دانت رقاب بني معد»

فضروره

باتفاق اي كما فيما تقدم و قد تستعمل بالتاء للمؤنث و اعربت لما تقدم في المعرب و المبني ما دامت لم تضف لفظا و الحال ان صدر وصلها ضمير مبتدا انحذف

بان كانت مضافه و صدر صلتها مذكورا او غير مضافه و صدر صلتها محذوفا او مذكورا فان اضيفت و حذف صدر صلتها بنيت قيل لتاكد مشابهتها الحرف من حيث افتقارها الي ذلك المحذوف قلت و هذه العله موجوده في الحاله الثانيه فيلزم عليها بناؤها فيها علي ان بعضهم قال به قياسا نقله الرضي و هو يرد نفي المصنف في الكافيه الخلاف في اعرابها حينئذ.

ثم بناؤها علي الضم لشبهها بقبل و بعد لانه حذف من كل ما يبينه و مثال بنائها في الحاله الرابعه قراءه الجمهور ثم لننزعن من كل شيعه ايهم اشد بالضم.

و بعضهم كالخليل و يونس اعرب ايا مطلقا و ان اضيفت و حذف صدر صلتهاو قد قريء شاذا في الايه السابقه بالنصب و اولت قراءه الضم علي الحكايه اي الذي يقال فيه ايهم اشد.

و في ذا الحذف اي حذف صدر الصله الذي هو العائد ايا غير اي من بقيه الموصولات يقتفي اي يتبع و لكن بشرط ليس في اي اشار اليه بقوله ان يستطل وصل اي يوجد طويلا نحو و هو الذي في السماء اله و في الارض اله الزخرف اي الذي هو في السماء اله و ان لم يستطل الوصل فالحذف للعائد نزر اي قليل كقوله:

«من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه

و لا يحد عن سبيل المجد و الكرم»

اي بما هو سفه و ابوا اي امتنع النحاه من تجويز ان يختزل اي يقتطع العائد اي يحذف ان صلح الباقي لوصل مكمل كان يكون

جمله

او ظرفا او جارا و مجرورا تاما لانه لا يعلم ا حذف شيء ام لا.

و الحذف عندهم كثير منجلي في عائد متصل ان انتصب و كان ذلك النصب بفعل تاما كان او ناقصا او وصف غير صله الالف و اللام فالمنصوب بالفعل كمن نرجو اي نامل للهبه يهب اي نرجوه و كقوله:

«فاطعمته من لحمها و سنامها

شواء و خير الخير ما كان عاجله»

اي ما كانه عاجله كذا قال المصنف خلافا لقوم و المنصوب بالوصف ليس كالمنصوب بالفعل في الكثره كقوله:

«ما الله موليك فضل فاحمدنه به

فما لدي غيره نفع و لا ضرر»

اي الذي الله موليكه فضل فلا يجوز حذف المنفصل كجاء الذي اياه ضربت و لا المنصوب بغير الفعل و الوصف كالمنصوب بالحرف كجاء الذي انه قائم و لا المنصوب بصله الالف و اللام كجاء الذي انا الضاربهذكره في التسهيل كذاك يجوز حذف ما بوصف بمعني الحال او الاستقبال خفضا باضافته اليه كانت قاض الواقع بعد فعل امر من قضي

اشاره الي قوله تعالي فاقض ما انت قاض طه اي قاضيه فلا يجوز الحذف من نحو جاءني الذي انا غلامه او مضروبه او ضاربه امس كذا يجوز حذف الضمير الذي جر بما اي بمثل الحرف الذي الموصول جر لفظا و معني و متعلقا كمر بالذي مررت اي به فهو بر اي محسن فان جر بغير ما جر الموصول لفظا كمررت بالذي مررت عليه او معني كمررت بالذي مررت به علي زيد او متعلقا كمررت بالذي فرحت به لم يجز الحذف

الخامس من المعارف المعرف باداه التعريف

المعرّف بأداة التعريف

أل حرف تعريف أو اللام فقط

فنمطّ عرّفت قل فيه النمط

وقد تزداد لازماً كاللات

والآن و الذين ثمّ اللات

ولاضطرارٍ كبنات الأوبر

كذا و طبت النفس يا قيس السّري

وبعض الأعلام عليه

دخلا

للمح ما قد كان عنه نقلا

كالفضل و الحارث و النّعمان

فذكر ذا و حذفه سيّان

وقد يصير علماً بالغلبه

مضاف أو مصحوب أل كالعقبة

وحذف أل ذي إن تناد أو تضف

أوجب و في غيرهما قد تحذف

الخامس من المعارف المعرف باداه التعريف

اي بالته ال بجملتها هل هي حرف تعريف او اللام فقط فيه خلاف فالخليل علي الاول و رجحه المصنف في شرحي التسهيل و الكافيه فالهمزه همزه قطع و عاملوها معامله الوصل في الدرج و سيبويه و الجمهور كما قال ابو البقاء في شرح التكمله علي الثاني فالهمزه اجتلبت للنطق بالساكن و جزم المصنف في فصل زياده همزه الوصل بان همزه ال همزه وصل يشعر بترجيحه لهذا القول و لسيبويه قول آخر انها بجملتها حرف تعريف و الالف زائده فنمط عرفت اي اذا اردت تعريفه قل فيه النمط و هو ثوب يطرح علي الهودج و الجمع انماط.

و اعلم ان ال تكون لاستغراق افراد الجنس ان حل محلها كل علي سبيل الحقيقه و لاستغراق صفات الافراد ان حل علي سبيل المجاز و لبيان الحقيقه ان اشير بها و بمصحوبها الي الماهيه من حيث هي هي و لتعريف

العهد الذهني و الحضوري و الذكري و قد تزاد لازما بان كان ما دخلت عليه معرفا بغيرها كاللات اسم صنم كان بمكه و الان اسم للزمن الحاضر و هو مبني لتضمنه معني ال الحضوريه قيل و هذا من الغريب لكونهم جعلوه متضمنا معني ال الحضوريه و جعلوا ال الموجوده فيه زائده و بني علي الحركه لالتقاء الساكنين و كانت فتحه ليكون بناؤه علي ما يستحقه الظرف و الذين ثم اللاتي جمع التي و هذا علي القول بان تعريف الموصول بالصله و اما علي القول بان

تعريفه باللام ان كانت فيه و بنيتها

فذكر ذا و حذفه سيان ان لم تكن فليست زائده و تزاد زياده غير لازمه بان دخلت لاضطرار كبنات الاوبر في قول الشاعر:

«و لقد جنيتك اكمؤا و عساقلا

و لقد نهيتك عن بنات الاوبر»

اراد به بنات اوبر و هو ضرب من الكماه كذا و طبت النفس في قول الشاعر:

«رايتك لما ان عرفت وجوهنا

صددت و طبت النفس يا قيس عن عمرو»

اراد نفسا و قوله السري معناه الشريف تم به البيت و بعض الاعلام المنقوله عليه ال دخلا للمح ما اي لاجل ملاحظه الوصف الذي قد كان عنه نقلا كالفضل يسمي به من يتفاءل بانه يعيش و يصير ذا فضل و الحارث يسمي به من يتفاءل بانه يعيش و يحرث و النعمان فذكر ذا اي ال و حذفه بالنسبه اي التعريف سيان

و قد يصير علما بالغلبه مضاف كابن عباس و ابن عمر و ابن مسعود للعبادله او مصحوب ال كالعقبه لايله و المدينه لطيبه و الكتاب لكتاب سيبويه.

ثم الذي صار علما بغلبه الاضافه لا تنزع منه بنداء و لا بغيره كما قال في شرح الكافيه و حذف ال ذي من الاسم الذي صار علما بغلبتها ان تناد او تضف اوجب نحو يا اعشي و هذه مدينه الرسول و في غيرهما اي غير النداء و الاضافه قد تنحذف ال بقله نحو هذا عيوق طالعا

باب المبتداء و الخبر

مدخل؛ الابتداء

مبتدأ زيدّ و عاذرّ خبر

إن قلت زيدّ عاذرّ من اعتذر

وأوّلّ مبتدأ و الثاني

فاعلّ اغني في أسارٍ ذان

وقس كاستفهام النفي و قد

يجوز نحو فائزّ أولو الرّشد

والثاني مبتدا و ذا الوصف خبر

إن في سوي الإفراد طبقاً استقر

ورفعوا مبتدأ بالابتدا

كذاك رفع خبرٍ بالمبتدا

والخبر الجزء المتمّ الفائدة

كالله برّ و الأيادي شاهده

ومفرداً يأتي و يأتي

جمله

حاويةً معني الذي سيقت له

وإن تكن إيّاه معني اكتفي

بها كنطقي الله حسبي و كفي

والمفرد الجامد فارغّ و إن

يشتقّ فهو ذو ضميرٍ مستكن

وأبرزنه مطلقاً حيث تلا

ما ليس معناه له محصّلا

وأخبروا بظرفٍ أو بحرف جرّ

ناوين معني كائنٍ أو استقر

ولا يكون اسم زمانٍ خبرا

عن جثةٍ و إن يفد فأخبرا

ولا يجوز الابتدا بالنّكرة

ما لم تفد كعند زيدٍ نمرة

وهل فتيً فيكم فما حلّ لنا

ورحلّ من الكرام عندنا

ورغبةّ في الخير خيرّ و عمل

برٍّ يزين و ليقس ما لم يقل

والأصل في الأخبار أن تؤخرا

وجوّزوا التقديم إذ لا ضررا

فامنعه حين يستوي الجزءان

عرفا و نكرا عادمي بيان

كذا إذا ما الفعل كان الخبرا

أو قصد استعماله منحصرا

أو كان مسندا لذي لام ابتدا

أو لازم الصّدر كمن لي منجدا

ونحو عندي درهمّ ولي وطر

ملتزمّ فيه تقدّم الخبر

كذا إذا عاد عليه مضمر

مما به عنه مبينا يخبر

كذا إذا يستوجب التصديرا

كأين من علمته نصيرا

وخبر المحصور قدّم أبدا

كما لنا إلا اتباع أحمدا

وحذف ما يعلم جائزّ كما

تقول زيدّ بعد من عندكما

وفي جواب كيف زيدّ قل ندف

فزيدّ استغني عنه إذ عرف

وبعد لولا غالبا حذف الخبر

حتمّ و في نصّ يمينٍ ذا استقر

وبعد واو عيّنت مفهوم مع

كمثل كلّ صانعٍ و ما صنع

وقبل حالٍ لا يكون خبرا

عن الذي خبره قد أضمرا

كضربي العبد مسيئاً وأتم

تبييني الحقّ منوطاً بالحكم

وأخبروا باثنين أو بأكثرا

عن واحدٍ كهم سراةّ شعرا

هذا باب الابتداء

قدم احكام المبتدا علي الفاعل تبعا لسيبويه و بعضهم يقدم الفاعل و ذلك مبني علي القولين في ان اصل المرفوعات هل هو المبتدا او الفاعل.

وجه الاول ان المبتداء مبدوء به في الكلام و انه لا يزول عن كونه مبتدا و ان تاخر و الفاعل تزول فاعليته اذا تقدم و انه عامل و معمول و الفاعل معمول ليس غير و وجه الثاني ان عامله

لفظي و هو اقوي من عامل المبتدا المعنوي و انه انما رفع للفرق بينه و بين المفعول و ليس المبتدا كذلك و الاصل في الاعراب ان يكون للفرق بين المعاني

ثم المبتدا اسم مجرد عن العوامل اللفظيه غير المزيده مخبر عنه او وصف رافع لمكتفي به فالاسم يعم الصريح و المؤول و القيد الاول يخرج الاسم في بابي كان و ان و المفعول الاول في باب ظن و الثاني يدخل نحوبحسبك درهم علي ان شيخنا العلامه الكافيجي يري انه خبر مقدم و ان المبتدا درهم نظرا الي المعني و الثالث يخرج اسماء الافعال و تقييد الوصف بكونه رافعا لمكتفي به يخرج قائم من ا قائم ابوه زيد.

اذا علمت ذلك فنزل المثال علي هذا الحد و قل مبتدا زيد

و عاذر خبر عنه ان قلت زيد عاذر من اعتذر لانطباق الحد عليه و اول مبتدا و الثاني فاعل او نائب عنه اغني المبتدا عن الخبر في كل وصف اعتمد علي استفهام و رفع ظاهرا او ضميرا بارزا نحو ا سار ذان و قس علي هذا المثال نحو كيف جالس الزيدان و ا مضروب العمران و لا يجوز كونه مبتدا اذا رفع ضميرا مستترا في نحو قاعد في ما زيد قائم و لا قاعد و كاستفهام في اعتماد الوصف عليه النفي نحو:

«خليلي ما واف بعهدي انتما

اذا لم تكونا لي علي من اقاطع»

و غير قائم الزيدان و ما مضروب العمران و قد قال الاخفش و الكوفيون يجوز كون الوصف مبتدا و له فاعل يغني عن الخبر من غير اعتماد علي استفهام و لا نفي نحو فائز اي ناج اولو الرشد بفتحتين اي اصحاب الهدي و الثاني و هو ما بعد

الوصف مبتدا مؤخر و ذا

الوصف بالرفع خبر عنه مقدم عليه ان في سوي الافراد و هو التثنيه و الجمع السالم طبقا اي مطابقا لما بعده استقر هذا الوصف نحو ا قائمان الزيدان و ا قائمون الزيدون.

و لا يجوز كون هذا الوصف مبتدا و ما بعده فاعل لانه اذا اسند الي الظاهر تجرد من علامه التثنيه و الجمع كالفعل فان تطابقا في الافراد نحو ا قائم زيد جاز كون ما بعد الوصف فاعلا سد مسد الخبر و كونه مبتدا مؤخرا و الوصف خبرا مقدما و الجمع المكسر كالمفرد و كذا الوصف المطلق علي المفرد و المثني و المجموع بصيغه واحده نحو ا جنب الزيدان و رفعوا مبتدا بالابتدا و هو كونه معري من العوامل اللفظيه و قيل

جعل الاسم اولا ليخبر عنه كذاك رفع خبر بالمبتدا وحده علي الصحيح الذي نص عليه سيبويه لانه طالب له و قيل بالابتداء لانه اقتضاهما فعمل فيهما و رد بان اقوي العوامل و هو الفعل لا يعمل رفعين فما ليس اقوي اولي و قيل بالابتدا و المبتدا و قال الكوفيون ترافعا اي كل منهما رفع الاخر و له نظائر في العربيه و الخبر هو الجزء المتم الفائده مع مبتدا غير الوصف كالله بر اي محسن بعباده و الايادي اي النعم شاهده له و مفردا ياتي الخبر و المراد به ما للعوامل تسلط علي لفظه فيشمل ما لا معمول له كهذا زيد و ما عمل الجر كزيد غلام عمرو او الرفع كزيد قائم ابوه او النصب كهذا ضارب ابوه عمرا و ياتي جمله بشرط ان تكون حاويه معني المبتدا الذي سيقت له اي اسما بمعناه يربطها به لاستقلال الجمله و هو اما ضمير

موجود كزيد قام ابوه او مقدر كالبر قفيز بدرهم اي منه او اسم اشير به اليه نحو و لباس التقوي ذلك خير الاعراف و يغني عن الرابط تكرار المبتدا بلفظه كالحاقه ما الحاقه الحاقه و او عموم في الخبر يدخل تحته المبتدا نحو ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا الكهف و ان تكن الجمله اياه معني اكتفي المبتدا بها عن الرابط كنطقي اي

منطوقي الله حسبي و كفي و الخبر المفرد الجامد و المراد به كما قال في شرح الكافيه ما ليس صفه تتضمن معني فعل و حروفه فارغ اي خال من الضمير عند البصريين لان تحمل الضمير فرع عن كون المتحمل صالحا لرفع ظاهر علي الفاعليه و ذلك مقصور علي الفعل او ما هو في معناه و ذهب الكوفيون الي انه يتحمله و ان يشتق الخبر المفرد او يؤول بمشتق كهذا اسد اي شجاع فهو ذو ضمير مستكن اي مستتر فيه.

هذا اذا لم يرفع ظاهرا فان رفعه لم يتحمل و ان جري علي من هو له و الا فله حكم ذكره بقوله و ابرزنه اي الضمير وجوبا مطلقا سواء

امن اللبس ام لم يؤمن حيث تلا اي وقع ذلك الوصف بعد ما اي مبتدا ليس معناه اي معني ذلك الوصف له اي للمبتدا محصلا بل كان محصلا لغيره اي كان وصفا جاريا علي غير من هو له كزيد عمرو ضاربه هو و زيد هند ضاربها هو و اجاز الكوفيون الاستتار اذا امن اللبس و اختاره المصنف في الكافيه

و اخبروا عن المبتدا بظرف نحو و الركب اسفل منكم الانفال او بحرف جر مع مجروره ك الحمد لله فاتحه الكتاب حال كونهم ناوين اي مقدرين

له متعلقا اسم فاعل او فعلا هو الخبر في الحقيقه و لا يكون الا كائنا او استقر او ما فيه معني كائن او استقر كثابت و وجد و نحوهما.

فرع يجب حذف هذا المتعلق و شذ التصريح به في قوله:

«لك العز ان مولاك عز و ان يهن

فانت لدي بحبوحه الهون كائن»

ثم ان قدر اسم فاعل و هو اختيار المصنف لوجوب تقديره اتفاقا بعد اما و اذا المفاجاه لامتناع ايلائهما الفعل فهو من قبيل المفرد و ان قدر فعلا و هو اختيار ابن الحاجب لوجوب تقديره في الصله فواضح انه من قبيل الجمله و لا يخفي ان اجراء الباب علي سنن واحد اولي من الالحاق بباب آخر.

و اعلم ان اسم الزمان يكون خبرا عن الحدث نحو القتال يوم

الجمعه لان الاحداث متجدده ففي الاخبار عنها به فائده و هي تخصيصها بزمان دون زمان و لا يكون اسم زمان خبرا عن مبتدا جثه فلا يقال زيد يوم الجمعه و ان يفد الاخبار به بان كان المبتدا عاما و الزمان خاصا او كان اسم الذات مثل اسم المعني في وقوعه وقتا دون وقت فاخبرا كنحن في شهر كذا و الورد في ايار و لا يجوز الابتدا بالنكره ما دام الابتداء بها لم تفد لانه لا يخبر الا عن معروف فان افاد جاز.

و تحصل الفائده بامور احدها ان يتقدم الخبر و هو ظرف او مجرور مختص كعند زيد نمره و في الدار رجل و الثاني ان يتقدمها استفهام نحو هل فتي فيكم.

و الثالث ان يتقدمها نفي نحو ان لم تكن خليلنا فما خل لنا و الرابع ان تكون موصوفه بوصف اما مذكور نحو رجل من الكرام عندنا او مقدر كشر اهر

ذا ناب اي عظيم علي احد التقديرين و كذا ان كان فيها معني الوصف نحو رجيل عندنا اي رجل حقير او كانت خلفا من موصوف كمؤمن خير من كافر

و الخامس ان تكون عامله فيما بعدها نحو رغبه في الخير خير و السادس ان تكون مضافه نحو عمل بر يزين و ليقس علي ما ذكر ما لم يقل بان يجوز كل ما وجد فيه الافاده كان يكون فيها معني التعجب كما احسن زيدا او تكون دعاء نحو سلام علي آل ياسين الصافات و ويل للمطففين المطففين او شرطا كمن يقم اقم معه او جواب سؤال كرجل لمن قال من عندك او عامه ككل يموت او تاليه لاذا الفجائيه كخرجت فاذا اسد بالباب او لواو الحال كقوله:

«سرينا و نجم قد اضاء فمذ بدا

محياك اخفي ضوؤه كل شارق»

و قد توجد الافاده دون شيء مما ذكر كقولك شجره سجدت و تمره خير من جراده

و الاصل في الاخبار ان تؤخرا لانها وصف في المعني للمبتدآت فحقها التاخير كالوصف و جوزوا التقديم لها علي المبتدآت اذ لا ضررا حاصل بذلك و فهم من كلامه ان الاصل في المبتدآت التقديم فامنعه اي تقديم الخبر حين يستوي الجزءان عرفا و نكرا بشرط ان يكونا عادمي بيان نحو زيد صديقك للالتباس فان كان ثم قرينه جاز كقوله:

«بنونا بنو ابنائنا و بناتنا

بنوهن ابناء الرجال الاباعد»

كذا يمتنع تقديم الخبر اذا ما الفعل الرافع لضمير المبتدا المستتر كان هو الخبرا نحو زيد قام للالتباس المبتدا بالفاعل فان رفع ضميرا بارزا جاز التقديم نحو قاما الزيدان و اسروا النجوي الذين

ظلموا الانبياء كذا قيل و اعترضه والدي رحمه الله في حاشيته علي شرح ابن الناظم بان الالف تحذف لالتقاء الساكنين

فيقع اللبس بالفاعل. او قصد استعماله اي الخبر منحصرا يعني محصورا فيه كانما زيد شاعر و ما زيد الا شاعر اي ليس غير فلا يجوز التقديم لئلا يتوهم عكس المقصود و شذ:

«فيا رب هل الا بك النصر يرتجي

عليهم و هل الا عليك المعول»

و ان لم يوهم عكس المقصود او كان الخبر مسندا لذي اي لمبتدا فيه لام ابتداء نحو لزيد قائم فلا يجوز التقديم لان لها صدر الكلام و لو تركه لفهم مما بعده او كان مسندا لمبتدا لازم الصدر بنفسه او بسبب

كمن لي منجدا و فتي من وافد و اذا كان المبتدا نكره و الخبر ظرفا او مجرورا او جمله كما في شرح التسهيل نحو عندي درهم و لي وطر و قصدك غلامه رجل فاعلم انه ملتزم فيه تقدم الخبر لانه المسوغ للابتداء بالنكره كذا يجب تقديم الخبر اذا عاد عليه اي علي ملابسه مضمر مما اي مبتدا به عنه مبينا يخبر نحو في الدار صاحبها اذ لو اخر لعاد الضمير علي متاخر لفظا و رتبه.

تنبيه عباره ابن الحاجب في هذه المساله او لمتعلقه ضمير في المبتدا قال المصنف في نكته علي مقدمه ابن الحاجب هذه عباره قلقه علي المتعلم و ل و قال او كان في المبتدا ضمير له كفاه انتهي.

و انت تري ما في عباره المصنف هنا من القلاقه و كثره الضمائر

المقتضيه للتعقيد و عسر الفهم و كان يمكنه ان يقولكما في الكافيه:

«و ان يعد لخبر ضمير

من مبتدا يوجب له التاخير»

كذا يجب التقديم اذا كان الخبر يستوجب التصديرا كالاستفهام كاين من علمته نصيرا و خبر المبتدا المحصور فيه قدم ابدا كما لنا الا اتباع احمدا ص اذ لو اخر و قيل ما اتباع

احمد الا لنا اوهم الانحصار في الخبر و حذف ما يعلم من المبتدا و الخبر جائز فحذف الخبر كما تقول زيد بعد قول السائل من عندكما و في جواب قول سائل كيف زيد احذف المبتدا و قل دنف اي مريض فزيد المبتدا استغني عنه اذ عرف و بعد لو لا الامتناعيه غالبا اي في القسم الغالب منها اذ هي علي قسمين قسم يمتنع فيه جوابها بمجرد وجود المبتدا بعدها و هو الغالب و قسم يمتنع لنسبه الخبر الي المبتدا و هو قليل فالاول حذف الخبر منه حتم نحو لو لا زيد لاتيتك اي موجود و الثاني حذفه جائز ان دل عليه دليل بخلاف ما اذا لم يدل نحو قوله ص \لو لا قومك حديثو عهد بالاسلام لهدمت الكعبه و جعلت لها بابين تتمهكلو لا فيما ذكر لو ما كما صرح به ابن النحاس و في المبتدا الواقع نص يمين ذا اي حذف الخبر وجوبا استقر نحو لعمرك لافعلن اي قسمي فان لم يكن نصا في اليمين لم يجب الحذف و كذا يجب الحذف اذا وقع بعد المبتدا واو قد عينت مفهوم مع و هو المصاحبه كمثل كل صانع و ما صنع اي مقترنان فان لم تكن الواو نصا في المعيه لم يجب الحذف نحو تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتي و كل امريء و الموت يلتقيان و كذا اذا كان المبتدا مصدرا او مضافا الي مصدر و هو قبل حال لا يصلح ان يكون خبرا عن المبتدا الذي خبره قد اضمرا فالمصدر كضربي العبد مسيئا فمسيئا حال سدت مسد الخبر المحذوف وجوبا و الاصل حاصل اذا كان او اذ كان مسيئا فحذف حاصل ثم الظرف

و المضاف الي المصدر نحو اتم تبييني الحق منوطا بالحكم فاتم مبتدا مضاف الي المصدر و منوطا حال سد مسد الخبر و تقديره كما تقدم و خرج بتقييد الحال بعدم صلاحيتها للخبريه ما يصلح لها فالرفع فيه واجب نحو ضربي زيدا شديد.

تنبيه يجب حذف المبتدا في مواضع احدها اذا اخبر عنه بنعت مقطوع كمررت بزيد الكريم كما ذكره في آخر باب النعت.

الثاني اذا اخبر عنه بمخصوص نعم كنعم الرجل زيد كما ذكره في باب نعم.

الثالث اذا اخبر عنه بمصدر بدل من اللفظ بفعله كصبر جميل اي صبري.

الرابع اذا اخبر عنه بصريح القسم نحو في ذمتي لافعلن اي يمين ذكرهما في الكافيه و اخبروا باثنين اي بخبرين او باكثرا من اثنين عن مبتدا واحد سواء كان الاثنان في المعني واحدا كالرمان حلو حامض اي مز ام لم يكن كهم سراه شعرا و نحو:

«من يك ذا بت فهذا بتي

مقيظ مصيف مشتي»

و يجوز الاخبار باثنين عن مبتداين نحو زيد و عمرو كاتب و شاعر.

و لما فرغ المصنف من ذكر الابتداء و ما يتعلق به شرع في نواسخه و هي سته

كان و أخواتها

ترفع كان المبتدا اسماً و الخبر

تنصبه ككان سيداً عمر

ككان ظلّ بات أضحي أصبحاً

أمسي و صار ليس زال برجا

فتئ و انفكّ و هذي الأربعة

لشبه نفي أو لنفي متبعه

ومثل كان دام مسبوقاً بما

كأعط ما دمت مصيباً درهماً

وغير ماضٍ مثله قد عملا

إن كان غير الماض منه استعملا

وفي جميعها توسّط الخبر

أجز و كلّّ سبقه دام حظر

كذاك سبق خبرٍ ما النافية

فجيء بها متلوّةً لا تالية

ومنع سبق خبرٍ ليس اصطفي

وذو تمام ما برفعٍ يكتفي

وما سواه ناقصّ و النقص في

فتيء ليس زال دائماً قفي

ولا يلي العامل معمول الخبر

إلا إذا ظرفاً أتي أو حرف جرّ

ومضمر الشان

اسماً انو ان وقع

موهم ما استبان أنّه امتنع

وقد تزداد كان في حشو كما

كان أصحّ علم من تقدّما

ويحذفونها و يبقون الخبر

وبعد إن و لو كثيراً ذا اشتهر

وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب

كمثل أمّا أنت برّا فاقترب

ومن مضارعٍ لكان منجزم

تحذف نونّ و هو حذفّ ما التزم

الاول كان و اخواتها

ترفع كان المبتدا حال كونه اسما لها و الخبر تنصبه خبرا لها ككان سيدا عمر ككان فيما ذكر ظل بمعني اقام نهارا و بات بمعني اقام ليلا و اضحي و اصبحا و امسي بمعني دخل في الضحي و الصباح و المساء و صار بمعني تحول و ليس و هي لنفي الحال و قيل مطلقا و زال بمعني انفصل و المراد بها التي مضارعها يزال لا التي مضارعها يزول او يزيل و كذلك برحا بمعني زال و منه البارحه لليله الماضيه و فتيء و انفك و هذي الاربعه الاخيره شرط اعمالها ان تكون لشبه نفي و هو النهي و الدعاء او لنفي متبعه و مثل كان دام بمعني بقي و استمر لكن بشرط ان يكون مسبوقا بما المصدريه الظرفيه كاعط ما دمت مصيبا درهما و قد يستعمل بعض هذه الافعال بمعني بعضها فيستعمل كان و ظل و اضحي و اصبح و امسي بمعني صار نحو و فتحت السماء فكانت ابوابا النبا و ظل وجهه مسودا النحل.

تتمه: الحق بصار افعال بمعناها و هي آض و رجع و عاد و

استحال و قعد و حار و جاء و ارتد و تحول و غدا و راح ذكرها في الكافيه.

و اعلم ان هذه الافعال علي اقسام ماض له مضارع و امر و مصدر و وصف و هو كان و صار و ما بينهما و ماض

له مضارع دون امر و وصف دون مصدر و هو زال و اخواته و ماض لا مضارع له و لا امر و لا مصدر و لا وصف و هو ليس و دام و غير ماض مثله قد عملا ان كان غير الماض منه استعملا نحو لم اك بغيا مريم قل كونوا حجاره الاسراء و ببذل و حلم ساد في قومه الفتي و كونك اياه عليك يسير و ما كل من يبدي البشاشه كائنا اخاك اذا لم تلفه لك منجداو قضي الله يا اسماء ان لست زائلا احبك حتي يغمض الجفن مغمض و في جميعها توسط الخبر بين الفعل و الاسم اجز و خالف ابن معطي في دام و رد بقوله

«لا طيب للعيش ما دامت منغصه

لذاته بادكار الموت و الهرم»

و بعضهم في ليس و رد بقوله:

«سلي ان جهلت الناس عنا و عنهم

فليس سواء عالم و جهول»

و قد يمنع من التوسط بان خيف اللبس او اقترن الخبر بالا او كان الخبر مضافا الي ضمير يعود الي ملابس اسم كان و قد يجب بان كان الاسم مضافا الي ضمير يعود الي ملابس الخبر هذا.

و تقديم الخبر علي هذه الافعال الا ما يذكر جائز.

و كل من النحاه سبقه دام حظر اي منع لانها لا تخلو من وقوعها صله لما و ما لها صدر الكلام و مثلها كل فعل قارنه حرف مصدري و كذا قعد و جاء كما ذكره ابن النحاس كذاك منعوا سبق خبر بالتنوين ما النافيه سواء

كانت شرطا في عمل ذلك الفعل ام لم تكن فجيء بها متلوه اي متبوعه لا تاليه اي تابعه لان لها صدر الكلام فان كان النفي بغير ما جاز التقديم صرح به في شرح الكافيه

و منع سبق خبر ليس اصطفي اي اختير وفاقا للكوفيين و المبرد و ابن السراج و اكثر المتاخرين قال في شرح الكافيه قياسا علي عسي فانها مثلها في عدم التصرف و الاختلاف في فعليتها و قد اجمعوا علي امتناع تقديم خبرها انتهي.

و فرق ابنه بينهما بان عسي متضمنه معني ما له صدر الكلام و هو لعل بخلاف ليس قلت ليس ايضا متضمنه معني ما له الصدر و هو ما النافيه و ذهب بعضهم الي جواز التقديم مستدلا بتقديم معموله في قوله تعالي الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم هود و اجيب باتساعهم في الظرف.

تتمه: من الخبر ما يجب تقديمه علي الفعل ككم كان مالك و ما يجب تاخيره عنه كما كان زيد الا في الدار.

و ذو تمام من هذه الافعال ما برفع يكتفي عن المنصوب نحو و ان كان ذو عسره البقره اي حضر ما شاء الله كان اي وجد و ظل اليوم اي دام ظله و بات فلان بالقوم اي نزل بهم ليلا فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون الروم اي حين تدخلون في المساء و الصباح خالدين فيها ما دامت السموات و الارض هود اي بقيت و ما سواه اي سوي المكتفي بالمرفوع ناقص يحتاج الي المنصوب و النقص في فتيء و ليس و زال التي مضارعها يزال دائما قفي اي تبع و اما زال التي مضارعها يزول فانها تامه نحو زالت الشمس و لا يلي العامل بالنصب اي لا يقع بعده معمول الخبر سواء قدم الخبر علي الاسم ام لا فلا يقال كان طعامك زيد آكلا خلافا للكوفيين و لا كان طعامك آكلا زيد خلافا لابي علي فان تقدم الخبر علي الاسم و

علي

معموله نحو كان آكلا طعامك زيد فظاهر عباره المصنف انه جائز لان معمول الخبر لم يل العامل و به صرح ابن شقير مدعيا فيه الاتفاق و صرح ايضا بجواز تقديم المعمول علي نفس العامل الا اذا ظرفا اتي المعمول او حرف جر فانه يجوز ان يلي العامل نحو كان عندك زيد مقيما و كان فيك زيد راغبا و مضمر الشان اسما للعامل انو ان وقع لك في كلام العرب موهم اي موقع في الوهم اي الذهن ما استبان لك انه امتنع و هو ايلاء العامل معمول الخبر و هو غير ظرف و لا مجرور كقوله:

«قنافذ هداجون حول بيوتهم

بما كان اياهم عطيه عودا»

فاسم كان ضمير الشان مستتر فيها و عطيه مبتدا خبره عودا و اياهم مفعول و الجمله خبر كان و قد تزاد كان بلفظ الماضي في حشو اي بين اثناء الكلام و شذ زيادتها بلفظ المضارع نحو:

«انت تكون ماجد نبيل

اذا تهب شمال بليل»

و اطردت زيادتها بين ما و فعل التعجب كما كان اصح علم من تقدما و بين الصله و الموصول كجاء الذي كان اكرمته و الصفه و الموصوف كجاء رجل كان كريم و الفعل و مرفوعه نحو لم يوجد كان مثلك و المبتدا و خبره نحو زيد كان قائم و شذ بين الجار و المجرور نحو:

«جياد بني ابي بكر تسامي

علي كان المسومه العراب»

و غير كان لا يزاد و شذت زياده امسي و اصبح كقولهم ما اصبح ابردها و ما امسي ادفاها و يحذفونها مع اسمها و يبقون الخبر وحده و بعد ان و لو الشرطيتين كثيرا ذا الحذف اشتهر كقوله المرء مجزي بعمله ان خيرا فخير اي ان كان عمله خيرا و قوله

«لا يامن

الدهر ذو بغي و لو ملكا

جنوده ضاق عنها السهل و الجبل»

اي و لو كان الباغي ملكا و قل بعد غيرهما كقوله:

«من لدن شولا فالي اتلائها» اي من لد كانت شولا و حذف كان مع خبرها و ابقاء الاسم

ضعيف و عليه ان خير فخير بالرفع اي ان كان في عمله خير و بعد ان المصدريه تعويض ما عنها بعد حذفها ارتكب كمثل اما انت برا فاقترب الاصل لان كنت برا فحذفت اللام للاختصار ثم كان له فانفصل الضمير و زيدت ما للتعويض و ادغمت النون فيها للتقارب و مثله:

«ابا خراشه اما انت ذا نفر

فان قومي لم تاكلهم الضبع»

تتمه: تحذف كان مع اسمها و خبرها و يعوض عنها ما بعد ان الشرطيه و ذلك كقولهم افعل هذا اما لا اي ان كنت لا تفعل غيره ذكره في شرح الكافيه و من مضارع لكان ناقصه او تامه منجزم بالسكون لم يله ساكن و لا ضمير متصل تحذف نون تخفيفا نحو و لم اك بغيا مريم و ان تك حسنه النساء بخلاف غير المجزوم و المجزوم بالحذف و المتصل بساكن او ضمير و هو حذف بالتنوين ما التزم بل جائز.

فصلّ في ما و لا ولات و إن المشبّهات بليس

إعمال ليس أعملت ما دون إن

مع بقا النّفي وترتيب زكن

وسبق حرف جرٍّ أو ظرفٍ كما

بي أنت معنيّاً أجاز العلما

ورفع معطوفٍ بلكن أو ببل

من بعد منصوبٍ بما الزم حيث حل

وبعد ما و ليس جرّاليا الخبر

وبعد لا و نفي كان قد يجر

في النّكرات أعملت كليس لا

وقد تلي لات و إن ذا العملا

وما للات في سوي حينٍ عمل

وحذف ذي الرّفع فشاو العكس قل

الثاني من النواسخ ما و لا و لات و ان المشبهات بليس

اعمال ليس و هو رفع الاسم و نصب الخبر

اعملت ما النافيه عند اهل الحجاز نحو ما هن امهاتهم المجادله دون زياده ان النافيه فان وجدت فلا عمل لما نحو:

«بني غدانه ما ان انتم ذهب

و لا صريف و لكن انتم الخزف»

مع بقا النفي و عدم انتقاضه بالا فان انتقض بها وجب الرفع كقوله تعالي ما انتم الا بشر مثلنا يس و مع ترتيب زكن اي علم و هو تقديم الاسم علي الخبر فلو تقدم الخبر و هو غير ظرف و لا مجرور وجب الرفع نحو ما قائم زيد و كذا اذا كان ظرفا كما هو ظاهر اطلاقه هنا و في التسهيل و العمده و شرحيهما و صرح به في الكافيه و شرحها مخالفا لابن عصفور و سبق معمول خبرها علي اسمها و هو غير ظرف و لا مجرور مبطل لعملها نحو ما طعامك زيد آكل فان تقدم و هو حرف جر او ظرف كما بي انت معنيا اجاز ذلك العلما لان الظرف و المجرور يغتفر فيه ما لا يغتفر في غيره و رفع اسم معطوف بلكن او ببل من بعد خبر منصوب بما الزم ذلك الرفع حيث حل نحو ما زيد قائما لكن قاعد بالرفع خبر مبتدا محذوف اي لكن هو قاعد لان المعطوف بهذين موجب و لا تعمل ما الا في المنفي فان كان المعطوف بغيرهما نصب و بعد ما و ليس جر حرف البا الزائده الخبر نحو ا ليس الله بعزيز الزمر و ما ربك بغافل الانعام و لا فرق في ما بين الحجازيه و التميميه كما قال في شرح الكافيه لان الباء انما دخلت لكون الخبر منفيا لا لكونه منصوبا يدل علي ذلك دخولها في لم اكن بقائم و امتناع دخولها

في

نحو كنت قائما.

فرع يجوز في المعطوف علي الخبر حينئذ الجر و النصب.

و بعد لا و بعد نفي كان قد يجر الخبر بالباء نحو:

«فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعه

بمغن فتيلا عن سواد ابن قارب»

و: «و ان مدت الايدي الي الزاد لم اكن

باعجلهم اذ اجشع القوم اعجل»

قال ابن عصفور و هو سماع فيهما في النكرات اعملت كليس لا النافيه بشرط بقاء النفي و الترتيب نحو:

«تعز فلا شيء علي الارض باقيا

و لا وزر مما قضي الله واقيا»

و اجاز في شرح التسهيل كابن جني اعمالها في المعارف نحو:

«و حلت سواد القلب لا انا باغيا

سواها و لا عن حبها متراخيا»

و الغالب حذف خبرها نحو:

«من صد عن نيرانها

فانا ابن قيس لا براح»

و قد تلي اي تتولي لات و هي لا زيدت عليها التاء لتانيث

الكلمه علي المشهور و ان بالكسر و السكون النافيه ذا العملا اي عمل ليس نحو و لات حين مناص

«ان هو مستوليا علي احد

الا علي اضعف المجانين»

و ما للات في سوي حين و ما رادفه كالساعه و الاوان عمل لضعفها و حذف ذي الرفع و هو الاسم و ابقاء الخبر فشا كما تقدم و العكس و هو حذف الخبر و ابقاء الاسم قل و قريء شذوذا و لات حين مناص ص اي لهم و لا يجوز ذكرهما معا لضعفها.

أفعال المقاربة

ككان كاد و عسي لكن ندر

غير مضارعٍ لهذين خبر

وكونه بدون أن بعد عسي

نزرّ و كاد الأمر فيه عكسا

وكعسي حري و لكن جعلا

خبرها حتما بأن متصلا

وألزموا اخلولق أن مثل حري

وبعد أوشك انتفا أن نزرا

ومثل كاد في الأصحّ كربا

وترك أن مع ذي الشروع وجبا

كأنشأ السائق يحدو و طفق

كذا جعلت و أخذت و علق

واستعملوا مضارعاً لأوشكا

وكاد لا غير و زادوا موشكا

بعد عسي

اخلولق أوشك قد يرد

غنيً بأن يفعل عن ثانٍ فقد

وجرّدن عسي أو ارفع مضمرا

بها إذا اسمّ قبلها قد ذكرا

والفتح و الكسر أجز في السين من

نحو عسيت و انتفا الفتح زكن

الثالث من النواسخ افعال المقاربه

و في تسميتها بذلك تغليب اذ منها ما هو للشروع و ما هو للرجاء ككان فيما تقدم من العمل كاد لمقاربه حصول الخبر و عسي لترجيه لكن ندر ان يجيء غير مضارع لهذين خبر و المراد به الاسم المفرد كما صرح به في شرح الكافيه كقوله:

«اكثرت في العذل ملحا دائما

لا تكثرن اني عسيت صائما»

«فابت الي فهم و ما كدت آئبا

و كم مثلها فارقتها و هي تصفر»

و الكثير مجيئه مضارعا و كونه بدون ان بعد عسي نزر نحو:

«عسي الكرب الذي امسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب»

و الكثير فيه اتصاله بها نحو عسي ربكم ان يرحمكم الاسراء.

و خبر كاد الامر فيه عكسا فالكثير تجرده من ان نحو و ما كادوا يفعلون.

و يقل اتصاله بها نحو:

«رسم عفي من بعد ما قد انمحي

قد كاد من طول البلي ان يمصحا»

و كعسي في كونها للترجي حري بالحاء المهمله و لكن اختصت بان جعلا خبرها حتما بان متصلا فلم تجرد منها لا في الشعر و لا في غيره نحو:

«حري زيد ان يقوم»

و الزموا خبر اخلولق ان لكونها مثل حري في الترجي نحو اخلولقت السماء ان تمطر و بعد اوشك كثر اتصال الخبر بان نحو:

«و لو سئل الناس التراب لاوشكوا

اذا قيل هاتوا ان يملوا و يمنعوا»

و انتفا ان من خبرها نزرا نحو:

«يوشك من فر من منيته

في بعض غراته يوافقها»

و مثل كاد في الاصح كربا بفتح الراء فالكثير تجرد خبرها من ان نحو:

«كرب القلب من جواه يذوب

حين قال الوشاه هند غضوب»

و اتصاله بها

قليل نحو:

«سقاها ذو و الاحلام سجلا علي الظما

و قد كربت اعناقها ان تقطعا»

و قيل لا تتصل به اصلا.

و ترك ان مع ذي الشروع وجبا لانه دال علي الحال و ان للاستقبال كانشا السائق يحدو اي يغني للابل و طفق زيد يدعو و يقال طبق بالباء كذا جعلت انظم و اخذت اتكلم و علق زيد يفعلو زاد في التسهيل هب قال في شرحه و هو غريب كهب عمرو يصلي

و استعملوا مضارعا لاوشكا و كاد لا غير نحو:

«يوشك من فر من منيته

في بعض غراته يوافقها»

«يكاد زيتها يضيء النور» و زادوا لاوشكا اسم الفاعل فقالوا موشكا نحو:

«فموشكه ارضنا ان تعودا

خلاف الانيس وحوشا يبابا»

و حَكي في شرح الكافيه استعمال اسم الفاعل من كادو الجوهري مضارع طفق قال في شرح التسهيل و لم اره لغيره و جماعه اسم فاعل كرب و الكسائي مضارع جعل و الاخفش مضارع طفق و المصدر منه و من كاد بعد عسي و اخلولق و اوشك قد يرد غني بان يفعل عن ثان فقد و هو الخبر نحو عسي ان يقوم فان و الفعل في موضع رفع بعسي سد مسد الجزاين

كما سد مسدهما في قوله تعالي ا حسب الناس ان يتركوا العنكبوت.

هذا ما اختاره المصنف من جعل هذه الافعال ناقصه ابدا و ذهب جماعه الي انها حينئذ تامه مكتفيه بالمرفوع و جردن من الضمير عسي و اخلولق و اوشك او ارفع مضمرا بها اذا اسم قبلها قد ذكرا فقل علي التجريد و هو لغه اهل الحجاز الزيدان عسي ان يقوما و الزيدون عسي ان يقوموا و علي الاضمار الزيدان عسيا ان يقوما و الزيدون عسوا ان يقوموا و الفتح و الكسر اجز في السين من عسي

اذا اتصل بها تاء الضمير او نونه او نا نحو عسيت عسين عسينا و انتقا الفتح بالقاف اي اختياره زكن اي علم اما من تقديمه الفتح علي الكسر و اما من خارج لشهرته و به قرا القراء الا نافعا

إنّ و أخواتها

لإنّ أنّ ليت لكنّ لعلّ

كأنّ عكسّ ما لكان من عمل

كإنّ زيداً عالمّ بأنّي

كفءّ ولكنّ ابنه ذو ضعن

وراع ذا الترتيب إلا في الذي

كليت فيها أو هنا غير البذي

وهمز إنّ افتح لسدّ مصدر

مسدّها و في سوي ذاك اكسر

فاكسر في الابتدا و في بدء صله

وحيث إنّ ليمينٍ مكمله

أو حيكت بالقول أو حلّت محلّ

حالٍ كزرته و اني ذو أمل

وكسروا من بعد فعلٍ علّقا

باللام كاعلم إنّه لذو تقي

بعد إذا فجاءةٍ أو قسم

لا لام بعده بوجهين نمي

مع تلوفا الجزا و ذا يطّرد

في نحو خير القول إنّي أحمد

وبعد ذات الكسر تصحب الخبر

لام ابتداءٍ نحو إنّي لوزر

ولا يلي ذي اللام ما قد نفيا

ولا من الأفعال ما كرضيا

وقد يليها مع قد كإنّ ذا

لقد سما علي العدا مستحوذا

وتصحب الواسط معمول الخبر

والفصل و اسماً حلّ قبله الخبر

ووصل ما بذي الحروف مبطل

إعمالها و قد يبقي العمل

وجائزّ رفعك معطوفا علي

منصوب إنّ بعد أن تستكملا

وألحقت بإنّ لكنّ و إن

من دون ليت و لعلّ و كأنّ

وخفّفت إنّ فقلّ العمل

وتلزم اللام إذا ما تمهل

وربّما استغني عنها إن بدا

ما ناطقّ أراده معتمدا

والفعل إن لم يك ناسخا فلا

تلفيه غالباً بإن ذي موصلا

وإن تخفف أنّ فاسمها استكن

والخبر اجعل جملةً من بعد أنّ

وإن لم يكن فعلاً و لم يكن دعا

ولم يكن تصريفه ممتنعا

فالأحسن الفصل بقد أو نفي أو

تنفيسٍ أو و لو قليلّ ذكر لو

وخفّفت كأنّ أيضا فنوي

منصوبها و ثابتاً أيضا روي

الرابع من النواسخ ان و اخواتها

و هي الحروف المشبهه بالفعل في كونها رافعه و ناصبه و

في اختصاصها بالاسماء و في دخولها علي المبتدا و الخبر و في بنائها علي الفتح و في كونها ثلاثيه و رباعيه و خماسيه كعدد الافعال.

لان و ان اذا كانتا للتوكيد و التحقيق و ليت للتمني و لكن للاستدراك و لعل للترجي و كان للتشبيه عكس ما ثبت لكان من عمل اي نصب الاسم و رفع الخبر كان زيدا عالم باني كفء و لكن ابنه ذو ضغن اي حقد و راع وجوبا ذا الترتيب و هو تقديم الاسم علي الخبر لانها غير

متصرفه الا في الخبر الذي هو ظرف او مجرور فيجوز لك ان تقدمه كليت فيها مستحيا او لعل هنا غير البذي اي الذي بذي بمعني فحش و قد يجب تقديمه في نحو ان في الدار صاحبها و همزه ان افتح وجوبا لسد مصدر مسدها بان تقع فاعلا او نائبا عنه او مفعولا غير محكيه او مبتدا او خبرا عن اسم معني غير قول او مجروره او تابعه لشيء من ذلك و في سوي ذاك اكسر وجوبا و قد افصح عن ذلك السوي بقوله فاكسر ان اذا وقعت في الابتدا ك انا انزلناه القدر اجلس حيث ان زيدا جالس جئتك اذ ان زيدا امير و اذا وقعت في بدء صله اي اولها نحو ما ان مفاتحه القصص فان لم تقع في الاول لم تكسر نحو جاءني الذي في ظني انه فاضل و حيث وقعت ان ليمين مكمله اكسرها نحو حم و الكتاب المبين انا انزلناه الدخان و و او حكيت هي و ما بعدها بالقول نحو و قال الله اني معكم المائده فان وقعت بعده و لم تحك لم تكسر او حلت محل

حال كزرته و اني ذو

امل اي مؤملا و كسروا ان اذا وقعت من بعد فعل قلبي علقا باللام المعلقه كاعلم انه لذو تقي و كذا اذا وقعت صفه نحو مررت برجل انه فاضل او خبرا عن اسم ذات نحو زيد انه فاضل فان وقعت بعد اذا فجاءه او بعد قسم لا لام بعده فالحكم بوجهين نمي نحو خرجت فاذا انك قائم فيجوز كسرها علي انها واقعه موقع الجمله و فتحها علي انها مؤوله بالمصدر و كذا حلفت انك كريم مع كونها تلو فا الجزا نحو كتب ربكم علي نفسه الرحمه انه من عمل منكم سوء بجهاله ثم تاب من بعده و اصلح فانه غفور رحيم الانعام.

يجوز كسرها علي معني فهو غفور و فتحها علي

معني فالمغفره حاصله.

و ذا اي جواز الكسر و الفتح يطرد في كل موضع وقعت فيه ان خبرا عن قول و خبرها قول و فاعل القولين واحد نحو خير القول اني احمد الكسر علي الاخبار بالجمله و الفتح علي تقدير خير القول حمد الله و كذلك يجوز الوجهان اذا وقعت في موضع التعليل نحو انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم الطور و بعد ان ذات الكسر تصحب الخبر جوازا لام ابتداء اخرت الي الخبر لان القصد بها التوكيد و ان للتوكيد فكرهوا الجمع بينهما نحو اني لوزر اي لمعين و ان زيدا لابوه فاضل

و لا يلي ذي اللام ما قد نفيا و شذ قوله:

«و اعلم ان تسليما و تركا

للا متشابهان و لا سواء»

و لا يليها من الافعال ما كان ماضيا متصرفا عاريا من قد كرضيا و يليها ان كان غير ماض نحو ان زيدا ليرضي او ماضيا غير متصرف نحو ان زيدا لعسي ان يقوم

و قد يليها الماضي المتصرف مع كون قد قبله كان ذا لقد سما علي العدا مستحوذا اي مستوليا و تصحب اللام الواسط بين الاسم و الخبر حال كونها معمول الخبر اذا كان الخبر صالحا لدخول اللام نحو ان زيدا لطعامك آكل و لا تدخل علي المعمول اذا تاخر كما افهمه كلام المصنف و لا علي الخبر اذا دخلت علي المعمول المتوسط و تصحب ضمير الفصل نحو ان هذا لهو القصص الحق آل عمران.

و سمي به لكونه فاصلا بين الصفه و الخبر و تصحب اسما حل قبله الخبر او

معموله و هو ظرف او مجرور نحو ان علينا للهدي الليل و ان فيك لزيدا راغب.

تتمه: لا تدخل اللام علي غير ما ذكر و سمع في مواضع خرجت علي زيادتها نحو:

«ام الحليس لعجوز شهربه

ترضي من اللحم بعظم الرقبه»

و

«يلومونني في حب ليلي عواذل

و لكنني من حبها لعميد»

و قال ابن الناظم و احسن ما زيدت فيه قوله:

«ان الخلافه بعدها لذميمه

و خلائف ظرف لمما احقرا»

اي لتقدم ان في احد الجزاين

و وصل ما الزائده بذي الحروف المذكوره في اول الباب الا ليت مبطل اعمالها لزوال اختصاصها بالاسماء كقوله تعالي انما الله اله واحد

قد يبقي العمل في الجميع حكي الاخفش انما زيدا قائم و قس عليه الباقي هكذا قال الناظم تبعا لابن السراج و الزجاج.

و اما ليت فيجوز فيها الاعمال و الاهمال قال في شرح التسهيل باجماع و روي بالوجهين:

«قالت الا ليتما هذا الحمام لنا

الي حمامتنا او نصفه فقد»

قال في شرح الكافيه و رفعه اقيس و جائز رفعك معطوفا علي منصوب ان بعد ان تستكملا الخبر نحو ان زيدا قائم و عمرو بالعطف علي محل اسم ان و قيل علي محلها مع اسمها

و قيل هو مبتدا محذوف خبره لدلاله خبر ان عليه و لا يجوز العطف

بالرفع قبل استكمال الخبر و اجازه الكسائي مطلقا و الفراء بشرط خفاء اعراب الاسم ثم الاصل العطف بالنصب كقوله:

«ان الربيع الجود و الخريفا

يدا ابي العباس و الصيوفا»

و الحقت بان المكسوره فيما ذكر لكن باتفاق و ان المفتوحه علي الصحيح بشرط تقدم علم عليها كقوله:

«و الا فاعلموا انا و انتم

بُغاة ما بقينا في شقاق»

او معناه نحو و اذان من الله و رسوله الي الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين و رسوله التوبه من دون ليت و لعل و كان فلا

يعطف علي اسمها الا بالنصب و لا يجوز الرفع لا قبل الخبر و لا بعده و اجاز الفراء بعده و خففت ان المكسوره فقل العمل و كثر الالغاء لزوال اختصاصها بالاسماء و قريء بالعمل و الالغاء قوله تعالي و ان كلا لما ليوفينهم هود و تلزم اللام اي لام الابتداء في خبرها اذا ما تهمل لئلا يتوهم كونها نافيه فان لم تهمل لم تلزم اللام و ربما استغني عنها اي عن اللام اذا اهملت ان بدا اي ظهر ما ناطق اراده معتمدا عليه كقوله:

«انا ابن اباه الضيم من آل مالك

و ان مالك كانت كرام المعادن»

فلم يات باللام لامن اللبس بالنافيه و الفعل ان لم يك ناسخا فلا تلفيه اي تجده غالبا بان ذي المخففه موصلا بخلاف ما اذا كان ناسخا فيوصل بها قال في شرح التسهيل و الغالب كونه بلفظ الماضي نحو و

ان كانت لكبيره البقره و قل وصلها بالمضارع نحو و ان يكاد الذين كفروا القلم.

و كذا بغير الناسخ نحو:

«شلَّت يمينك ان قتلت لمسلما

حلت عليك عقوبه المتعمد»

و ان تخفف ان المفتوحه

فاسمها ضمير الشان استكن اي حذف و لا يبطل عملها بخلاف المكسوره لانها اشبه بالفعل منهاقاله في شرح الكافيه و الخبر اجعل جمله من بعد ان كقوله في فتيه كسيوف الهند قد علموا ان هالك كل من يحفي و ينتعل و قد يظهر اسمها فلا يجب ان يكون الخبر جمله كقوله بانك ربيع و غيث مريع و انك هناك تكون الثمالا و ان يكن الخبر فعلا و لم يكن دعا و لم يكن تصريفه ممتنعا فالاحسن الفصل بينهما بقد نحو و نعلم ان قد صدقتنا المائده. او حرف نفي نحو ا فلا يرون الا يرجع اليهم قولا طه او حرف تنفيس نحو علم ان سيكون المزمل.

او لو نحو ان لو كانوا يعلمون الغيب السبا و قليل ذكر لو في كتب النحو في الفواصل فان كان دعاء او غير متصرف لم يحتج الي الفصل

نحو و الخامسه ان غضب الله عليها النور و ان عسي ان يكون الاعراف و ان ليس للانسان الا ما سعي النجم و قد ياتي متصرفا بلا فصل كما اشار اليه بقوله فالاحسن الفصل نحو:

«علموا ان يؤملون فجادوا

قبل ان يسالوا باعظم سؤل»

و خففت كان ايضا فنوي اي قدر منصوبها و لم يبطل عملها لما ذكر في ان و تخالف ان في ان خبرها يجيء جمله كقوله تعالي كان لم تغن بالامس يونس و مفردا كالبيت الاتي و في انه لا يجب حذف اسمها بل يجوز اظهاره كما قال و ثابتا ايضا روي في قول الشاعر:

«و يوما توافينا بوجه مقسم

كان ظبيه تعطو الي وارق السلم»

في روايه من نصب ظبيه و تعطو هو الخبر و روي برفع ظبيه علي انه خبر كان و هو مفرد

و اسمها مستتر.

تتمه: لا تخفف لعل و اما لكن فان خففت لم تعمل شيئا بل هي حرف عطف و اجاز يونس و الاخفش اعمالها قياسا و عن يونس انه حكاه عن العرب

لا التي لنفي الجنس

عمل إنّ اجعل للا في نكره

مفردةً جاءتك أو مكرّرة

فانصب بها مضافا أو مضارعه

بعد ذاك الخبر اذكر رافعه

ووكّب المفرد فاتحاً كلا

حول و لا قوّة و الثان اجعلا

مرفوعاً أو منصوباً أو مركباً

وإن رفعت أوّلاً لا تنصبا

ومفرداً نعتاً لمبنيّ يلي

فافتح أو انصبن أو ارفع تعدل

وغير ما يلي و غير المفرد

لا تبن وانصبه أو الرّفع اقصد

والعطف إن لم تتكرّر لا احكما

له بما للنّعت ذي الفصل انتمي

وأعط لا مع همزة استفهام

ما تستحق دون الاستفهام

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر

إذا المراد مع سقوطه ظهر

الخامس من النواسخ لا التي لنفي الجنس

و الاولي التعبير بلا المحموله علي ان كما قال المصنف في نكته علي مقدمه ابن الحاجب لان المشبهه بليس قد تكون نافيه للجنس و يفرق بين اراده الجنس و غيره بالقرائن و انما عملت لانها لما قصد بها نفي الجنس علي سبيل الاستغراق اختصت بالاسم و لم تعمل جرا لئلا يتوهم انه

بمن المقدره لظهورها في قوله:

«فقام يذود الناس عنها بسيفه

و قال الا لا من سبيل الي هند»

و لا رفعا لئلا يتوهم انه بالابتداء فتعين النصب و لذا قال عمل ان اجعل للا حملا لها عليها لانها لتوكيد النفي و تلك لتوكيد الاثبات و لا تعمل هذا العمل الا في نكره متصله بها مفرده جاءتك او مكرره كما سياتي فلا تعمل في معرفه و لا في نكره منفصله بالاجماع كما في التسهيل فانصب بها مضافا الي نكره نحو لا صاحب علم ممقوت او

مضارعه اي مشابهه و هو الذي ما بعده من تمامه

نحو لا قبيحا فعله محبوب و بعد ذاك اي الاسم الخبر اذكر حال كونك رافعه بها كما تقدم و ركب المفرد معها و المراد به هنا ما ليس مضافا و لا مشبها به فاتحا اي بانيا له علي الفتح او ما يقوم مقامه لتضمنه معني من الجنسيه كلا حول و لا قوه و لا زيدين و لا زيدين عندك و يجوز في نحو لا مسلمات الكسر استصحابا و الفتح و هو اولي كما قال المصنف و التزمه ابن عصفور.

و الثاني من المتكرر كالمثال السابق اجعلا مرفوعا او منصوبا او مركبا ان ركبت الاول مع لا فالرفع نحو:

«هذا و جدكم الصغار بعينه

لا ام لي ان كان ذاك و لا اب» و ذلك علي اعمال لا الثانيه عمل ليس او علي زيادتها و عطف اسمها علي محل لا الاولي مع اسمها فان موضعهما رفع علي الابتداء و النصب نحو:

«لا نسب اليوم و لا خله

اتسع الخرق علي الراقع»

و ذلك علي جعل لا الثانيه زائده و عطف الاسم بعدها علي محل الاسم قبلها فان محله نصب و قال الزمخشري خله في البيت نصب بفعل مقدر اي و لا تري خله كما في قوله:

«ا لا رجلا جزاه الله خيرا

يدل علي محصله تبيت»

فلا شاهد في البيت و التركيب نحو لا حول و لا قوه علي اعمال الثانيه و ان رفعت اولا و الغيت الاولي لا تنصبا الثاني لعدم نصب المعطوف عليه لفظا و محلا بل افتحه علي اعمال لا الثانيه نحو:

«فلا لغو و لا تاثيم فيها

و لا حين و لا فيها مليم»

او ارفعه علي الغائها و عطف الاسم بعدها علي ما قبلها نحو لا بيع فيه و لا خله البقره و

مفردا نعتا لمبني يلي فافتح علي بنائه مع اسم لا نحو لا رجل ظريف في الدار او انصبن علي اتباعه لمحل اسم لا نحو لا رجل ظريفا فيها او ارفع علي اتباعه لمحل لا مع اسمها نحو لا رجل ظريف فيها فان تفعل ذلك تعدل و غير ما يلي من نعت المبني المفرد و غير المفرد من نعت المبني لا تبن لزوال التركيب بالفصل في الاول و للاضافه و شبهها في الثاني و انصبه نحو لا رجل فيها ظريفا و لا رجل قبيحا فعله

عندك او الرفع اقصد نحو لا رجل فيها ظريف و لا رجل قبيح فعله عندك و يجوز النصب و الرفع ايضا في نعت غير المبني و العطف اي المعطوف ان لم تتكرر فيه لا احكما له بما للنعت ذي الفصل انتمي فلا تبنه و انصبه او ارفعه نحو:

«فلا اب و ابنا مثل مروان و ابنه

اذا هو بالمجد ارتدي و تازرا»

و لا رجل و امراه في الدار و جاء شذوذا البناء حكي الاخفش لا رجل و امراه.

تتمه: لم يذكر المصنف حكم البدل و لا التوكيد اما البدل فان كان نكره فكالنعت المفصول نحو لا احد رجلا و امراه فيها بنصب رجل و رفعه و كذا عطف البيان عند من اجازه في النكرات و ان لم يكن نكره فالرفع

نحو لا احد زيد فيها و اما التوكيد فيجوز تركيبه مع المؤكد و تنوينه نحو لا ماء ماء بارداقاله في شرح الكافيه قال ابن هشام و القول بان هذا توكيد خطا لان التوكيد اللفظي لا بد من ان يكون مثل الاول و هذا اخص منه و يجوز ان يعرب عطف بيان او بدلا لجواز كونهما اوضح

من المتبوع اما التوكيد المعنوي فلا ياتي هنا لامتناع توكيد النكره به كما سياتي و اعط لا مع همزه استفهام اما لمجرد الاستفهام او التوبيخ او التقرير ما تستحق دون الاستفهام من العمل و الاتباع علي ما تقدم نحو:

«الا طعان ا لا فرسان عاديه

الا تجشؤكم حول التنانير»

وقد يقصد بالا التمني فلا تغير ايضا عند المازني و المبرد نحو:

«ا لا عمر ولي مستطاع رجوعه

فيراب ما اثات يد الغفلات»

و ذهب سيبويه و الخليل الي انها تعمل في الاسم خاصه و لا خبر لها و لا يتبع اسمها الا علي اللفظ و لا تلغي و اختاره في شرح التسهيل و قد يقصد بها العرض و سياتي حكمها في فصل اما و لو لا و لو ما و شاع عند الحجازيين في ذا الباب اسقاط الخبر اي حذفه اذا المراد مع سقوطه ظهر كقوله تعالي لا ضير الشعراء و نحو لا اله الا الله محمد اي موجود و بنو تميم يوجبون حذفه فان لم يظهر المراد لم يجز الحذف عند احد فضلا عن ان يجب كقوله (ص) لا احد اغير من الله عز و جل قال في شرح الكافيه و زعم الزمخشري و غيره ان بني تميم يحذفون خبر لا مطلقا علي سبيل اللزوم و ليس بصحيح لان حذف خبر لا دليل عليه يلزم منه عدم الفائده و العرب مجمعون علي ترك التكلم بما لا فائده فيه.

تتمه: قد يحذف اسم لا للعلم به كما ذكره في الكافيه كقولهم لا عليك اي لا باس عليك

ظنّ و أخواتها

انصب بفعل القلب جزأي ابتدا

أعني رأي خال علمت وجدا

ظنّ حسبت و زعمت مع عدّ

حجا دري و جعل الذ كاعتقد

وهب تعلّم و التي كصّيرا

أيضا بها انصب

مبتدأً و خبرا

وخصّ بالتعليق و الإلغاء ما

من قبل هب و الأمر هب قد ألزما

كذا تعلّم و لغير الماض من

سواهما اجعل كلّ ماله زكن

وجوّز الإلغاء لا في الابتدا

وانو ضمير الشان أولام ابتدا

في موهم إلغاء ما تقدّما

والتزم التعليق قبل نفي ما

وإن و لا لام ابتداءٍ أو قسم

كذا و الاستفهام ذا له انحتم

ليعلم عرفان و ظنٍّ تهمه

تعديةّ لواحدٍ ملتزمه

ولرأي الرؤيا انم ما لعلمنا

طالب مفعولين من قبل انتمي

ولا تجز هنا بلا دليلٍ

سقوط مفعولين أو مفعول

وكتظنّ اجعل تقول إن ولي

مستفهماً به و لم ينفصل

بغير ظرفٍ أو كظرفٍ أو عمل

وإن ببعض ذي فصلت يحتمل

وأجري القول كظنٍّ مطلقا

عند سليمٍ نحو قل ذا مشفقا

السادس من النواسخ ظن و اخواتها

و هي افعال تدخل علي المبتدا و الخبر بعد اخذها الفاعل فتنصبهما مفعولين لها.

انصب بفعل القلب جزاي ابتدا اي المبتدا و الخبر و لما كانت

افعال القلوب كثيره و ليست كلها عامله هذا العمل و المفرد المضاف يعم بين ما اراده منها فقال اعني بالفعل القلبي العامل هذا العمل راي اذا كانت بمعني علم كقوله:

«رايت الله اكبر كل شيء

محاوله و اكثرهم جنودا»

او بمعني ظن نحو آن هم يرونه بعيدا و نراه قريبا المعارج و لا بمعني اصاب الرئه او من رؤيه العين او الراي و خال ماضي يخال بمعني ظن نحو

«ضعيف النكايه اعداءه

يخال الفرار يراخي الاجل»

او علم نحو:

«دعاني الغواني عمهن و خلتني

لي اسم فلا ادعي به و هو اول»

لا ماضي يخول بمعني يتعهد او يتكبر و علمت بمعني

تيقنت نحو فان علمتموهن مؤمنات الممتحنه لا بمعني عرفت او صرت اعلم و وجدا بمعني علم نحو انا وجدناه صابرا ص لا بمعني اصاب او غضب او حزن و ظن من الظن بمعني الحسبان نحو انه ظن ان لن

يحور الانشقاق او العلم نحو و ظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه التوبه لا بمعني التهمه و حسبت بكسر السين بمعني اعتقدت نحو و يحسبون آن هم علي شيء المجادله او بمعني علمت نحو:

«حسبت التقي و الجود خير تجارة

رباحا اذا ما المرء اصبح ثاقلا»

لا بمعني صرت احسب اي ذا شقره اي حمره و بياض و زعمت بمعني ظننت نحو:

«فان تزعميني كنت اجهل فيكم

فاني شريت الحلم بعدك بالجهل»

لا بمعني كفلت او سمنت او هزلت مع عد بمعني ظن كقوله:

«فلا تعدد المولي شريكك في الغني

و لكنما المولي شريكك في العدم»

لا من العد بمعني الحساب و حجا بحاء مهمله ثم جيم بمعني اعتقد نحو:

«قد كنت احجو ابا عمرو اخا ثقة

حتي المت بنا يوما ملمات»

لا بمعني غلب في المحاجاه او قصد او اقام او بخل و دري بمعني علم نحو:

«دُريتُ الوفي العهد يا عرو فاغتبط

فان اغتباطا بالوفاء حميد»

و جعل اللذ كاعتقد نحو و جعلوا الملائكه الذين هم عباد الرحمن اناثا الزخرف. لا الذي بمعني خلق اما جعل الذي بمعني صير فسياتي انه كذلك وهب بمعني ظن نحو:

«فقلت اجرني ابا خالد

و الا فهبني امرا هالكا»

و تعلم بمعني اعلم نحو:

«تعلم شفاء النفس قهر عدوها

فبالغ بلطف في التحيل و المكر»

لا من التعلم. و الافعال التي كصيرا و هي صار و جعل لا بمعني اعتقد او خلق و وهب و رد و ترك و تخذ و اتخذ ايضا بها انصب مبتدا و خبرا نحو فجعلناه هباء منثورا الفرقان وهبني الله فداك ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا البقره.

«و ربيته حتي اذا ما تركته

اخا القوم و استغني عن المسح شاربه»

لتخذت عليه اجرا الكهف و اتخذ الله ابراهيم خليلا

النساء و خص بالتعليق و هو ابطال العمل لفظا فقط لا محلا و الالغاء و هو ابطاله لفظا و محلا ما من قبل هب من الافعال المتقدمه بخلاف

هب و ما بعده و الامر هب قد الزما فلا يتصرف كذا اي كهب في لزومه الامر تعلم و لغير الماض كالمضارع و نحوه من سواهما اجعل كل ما له اي للماضي زكن اي علم من نصبه مفعولين هما في الاصل مبتدا و خبر و جواز التعليق و الالغاء و جوز الالغاء اي لا توجبه بخلاف التعليق فانه يجب بشروطه كما سياتي لا اذا وقع الفعل في الابتدا بل في الوسط نحو:

«ان المحب علمت مصطبر

و لديه ذنب الحب مغتفر»

و جاء الاعمال نحو:

«شجاك اظن ربع الظاعنينا

و لم تعبا بعذل العاذلينا»

و هما علي السواءو قال ابن معطي المشهور الاعمال. او في الاخر نحو:

«هما سيدانا يزعمان و انما

يسوداننا ان ايسرت غنماهما»

و يجوز الاعمال نحو زيدا قائما ظننت لكن الالغاء احسن و اكثر و انو ضمير الشان في موهم الغاء ما في الابتداء نحو:

«ارجو و آمل ان تدنو مودتها

و ما اخال لدينا منك تنويل»

فالتقدير اخاله اي الشان و الجمله بعده في موضع المفعول الثاني او انو لام ابتدا معلقه في كلام موهم اي موقع في الوهم اي الذهن الغاء ما اي فعل تقدما علي المفعولين كقوله:

«كذاك ادبت حتي صار من خلقي

اني رايت ملاك الشيمه الادب»

تقديره اني رايت لملاك فحذف اللام و ابقي التعليق.

و التزم التعليق لفعل القلب غير هب اذا وقع قبل نفي ما لان لها الصدر فيمتنع ان يعمل ما قبلها فيما بعدها و كذا بقيه المعلقات نحو:

لقد علمت ما هؤلاء ينطقون الانبياء و قبل نفي ان كقوله تعالي و تظنون ان لبثتم

الا قليلا الاسراء و قبل نفي لا كعلمت لا زيد عندك و لا عمرو و اشترط ابن هشام في ان و لا تقدم قسم ملفوظ به او مقدر و لام ابتداء كذا سواء كانت ظاهره نحو علمت لزيد منطلق ام مقدره كما مر او لام قسم كذا نحو:

«و لقد علمت لتاتين منيتي

ان المنايا لا تطيش سهامها»

و الاستفهام ذا الحكم و هو تعليق الفعل اذا وليه له انحتم سواء تقدمت اداته علي المفعول الاول نحو علمت ا زيد قائم ام عمرو ام كان المفعول اسم استفهام نحو لنعلم اي الحزبين احصي الكهف ام اضيف الي ما فيه معني الاستفهام نحو علمت ابو من زيد فان كان الاستفهام في الثاني نحو علمت زيدا ابو من هو فالارجح نصب الاول لانه غير مستفهم به و لا مضاف اليه قاله في شرح الكافيه.

تتمه: ذكر ابو علي من جمله المعلقات لعل كقوله تعالي و ان ادري

لعله فتنه لكم الانبياء.

و ذكر بعضهم من جملتها لو و جزم به في التسهيل كقوله:

«و قد علم الاقوام لو ان حاتما

اراد ثراء المال كان له وفر»

ثم الجمله المعلق عنها العامل في موضع نصب حتي يجوز العطف عليها بالنصب لعلم عرفان و ظن تهمه تعديه لواحد ملتزمه نحو و الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا النحل و ما هو علي الغيب بظنين التكوير اي بمتهم و كذلك راي بمعني ابصر او اصاب الرئه او من الراي و خال بمعني تعهد او تكبر و وجد بمعني اصاب و نحو ذلك يتعدي لواحد و لراي من الرؤيا في النوم انم اي انسب ما لعلما حال كونه طالب مفعولين من قبل انتمي فانصب به مفعولين حملا له

عليه لتماثلهما في المعني اذ الرؤيا في النوم ادراك بالباطن كالعلم كقوله:

«اراهم رفقتي حتي اذا ما

تجافي الليل و انخزل انخزالا»

و علقه و الغه بالشروط المتقدمه و لا تجز هنا بلا دليل سقوط مفعولين او مفعول و اجازه بعضهم ان وجدت فائده كقولهم من يسمع يخل لا ان لم توجد كاقتصارك علي اظن اذ لا يخلو الانسان من ظن ما فان دل دليل فاجزه كقوله تعالي اين شركائي الذين كنتم تزعمون القصص اي تزعمونهم شركائي و قوله:

«و لقد نزلت فلا تظني غيره

مني بمنزله المحب المكرم»

اي واقعا و كتظن اجعل القول جوازا فانصب به مفعولين و لكن لا مطلقا بل ان كان مضارعا مسندا الي المخاطب نح و تقول ان ولي مستفهما به بفتح الهاء اي اداه استفهام و لم ينفصل عنه بغير ظرف او كظرف اي مجرور او عمل اي معمول بمعني مفعول نحو:

«متي تقول القلص الرواسما

يحملن ام قاسم و قاسما»

فان انفصل عنه بغير هذه الثلاثه وجبت الحكايه نحو ا انت تقول زيد قائم و ان ببعض ذي الثلاثه فصلت بين الاستفهام و القول يحتمل و لا يضر في العمل نحو ا غدا تقول زيدا منطلقا و ا في الدار تقول عمرا جالسا و

«ا جُهّالا تقول بني لُؤَيٍّ

لعمر ابيك ام متجاهلينا»

و اُجري القول كظن فنصب به المفعولان مطلقا بلا شرط عند سليم نحو قل ذا مشفقا و نحو:

«قالت و كنت رجلا فطينا

هذا لعمر الله اسرائينا»

و اعجبني قولك زيدا منطلقا و انت قائل بشرا كريما

أعلم و أري

الي ثلاثةٍ رأي و علما

عدوّا إذا صار أري و أعلما

وما لمفعولي علمت مطلقا

للثان و الثالث أيضا حققا

وإن تعديّا لواحدٍ بلا

همز فلا ثنين به توصّلا

والثان منهما كثاني اثني كسا

فهو به في كلّ حكمٍ

ذو ائتسا

وكأري السابق نبّا أخبرا

حدّث أنبأ كذاك خبّراً

فصل في اعلم و اري و ما جري مجراهما

الي ثلاثه مفاعيل راي و علما المتعديين لمفعولين عدوا اذا صار بادخال همزه التعديه عليهما اري و اعلما نحو اذ يريكهم الله في منامك قليلا و لو اراكهم كثيرا لفشلتم الانفال و اعلم زيد عمرا بشرا كريما و ما لمفعولي علمت و اخواته مطلقا من الالغاء و التعليق عنهما و حذفهما او احدهما لدليل للثان و الثالث من مفاعيل هذا الباب ايضا حققا نحو قول بعضهم البركه اعلمنا الله مع الاكابر و قوله:

«و انت اراني الله امنع عاصم

و اراف مستكفي و اسمح واهب»

و تقول اعلمت زيدا اما الاول منها فلا يجوز الغاؤه و لا تعليق الفعل عنه و يجوز حذفه مع ذكر المفعولين اقتصارا و كذا حذف الثلاثه لدليل ذكره في شرح التسهيل و نقل ابو حيان ان سيبويه ذهب الي وجوب ذكر الثلاثه دونه و ان تعديا اي راي و علم لواحد بلا همز بان كان راي بمعني ابصر و علم بمعني عرف فلاثنين به توصلا نحو اريت زيدا عمرا و اعلمت بشرا بكرا و الاكثر المحفوظ في علم هذه نقلها بالتضعيف نحو و علم آدم الاسماء كلها البقره و نقلها بالهمزه قياسا علي ما اختاره في شرح التسهيل من ان نقل المتعدي لواحد بالهمزه قياس لا سماع خلافا لسيبويه و المفعول الثان منهما اي من مفعولي اري و اعلم المتعديين لهما بالهمزه كثاني اثني اي مفعولي كسا في كونه غير الاول نحو اريت زيدا الهلال فالهلال غير زيد كما ان الجبه غيره في نحو كسوت زيدا جبه و في جواز حذفه نحو اريت زيدا كما تقول كسوت زيدا

و في امتناع الغائه فهو به في كل حكم من احكامه ذو ائتسا اي صاحب اقتداء و استثني التعليق فانه جائز فيه و ان لم يجز في ثاني مفعولي كسا نحو رب ارني كيف تحيي الموتي البقره و كاري السابق اول الباب في التعديه الي ثلاثه نبا الحقه به سيبويه و استشهد بقوله:

«نبئت زرعه و السفاهه

كاسمها يهدي الي غرائب الاشعار»

لكن المشهور فيها تعديتها الي واحد بنفسها و الي غيره بحرف جرو الحق به السيرافي اخبرا كقوله:

«و ما عليك اذا اخبرتني دنفا

و غاب بعلك يوما ان تعوديني»

و الحق به ايضا حدث كقوله:

«او منعتم ما تسالون فمن

حدثتموه له علينا العلاء»

و الحق به ابو علي انبا كقوله و انبئت قيسا و لم ابله كما زعموا خير اهل اليمن و كذاك خبرا و الحقه باري السيرافي ايضاكقوله:

«و خُبِّرتُ سوداء الغميم مريضه

فاقبلت من اهلي بمصر اعودها»

باب الفاعل و المفعول

الفاعل

الفاعل الذي كمرفوعي أتي

زيدّ منيراً وجهه نعم الفتي

وبعد فعل فاعلّ فإن ظهر

فهو وإلا فضميرّ استتر

وجرّد الفعل إذا ما أسندا

لاثنين أو جمعٍ كفاز الشّهدا

وقد يقال سعدا و سعدوا

والفعل للظاهر بعد مسند

ويرفع الفاعل فعلّ أضمرا

كمثل زيدّ في جواب من قرا

وتاء تأنيثٍ تلي الماضي إذا

كان لأنثي كأبت هند الأذي

وإنما تلزم فعل مضمر

متصلٍ أو مفهمٍ ذات حر

وقد يبيح الفصل ترك التاء في

نحو أتي القاضي بنت الواقف

والحذف مع فصلٍ بإلا فضّلا

كما زكا إلا فتاة ابن العلا

والحذف قد ياتي بلا فصلٍ و مع

ضمير ذي المجاز في شعرٍ وقع

والتاء مع جميعٍ سوي السالم من

مذكّر كالتاء مع إحدي اللبن

والحذف في نعم الفتاة استحسنوا

لأن قصد الجنس فيه بيّن

وقد يجاء بخلاف الأصل

وقد يجي المفعول قبل الفعل

وأخّر المفعول إن لبس حذر

أو أضمر الفاعل غير منحصر

وما بإلاّ أو بإنما انحصر

أخّر و قد يسبق إن قصدٍ ظهر

وشاع

نحو خاف ربّه عمر

وشذّ نحو زان نوره الشّجر

و هو كما قال في شرح الكافيه المسند اليه فعل تام مقدم فارغ باق علي الصوغ الاصلي او ما يقوم مقامه فالمسند اليه يعم الفاعل و النائب عنه و المبتدا و المنسوخ الابتداء و قيد التمام يخرج اسم كان و التقديم يخرج المبتدا و الفراغ يخرج نحو يقومان الزيدان و بقاء الصوغ الاصلي يخرج النائب عن الفاعل و ذكر ما يقوم مقامه يدخل فاعل اسم الفاعل و المصدر و اسم الفعل و الظرف و شبهه و او فيه للتنويع لا للترديد

و ذكر المصنف للنوعين مثالين فقال الفاعل الذي كمرفوعي اتي زيد منيرا وجهه نعم الفتي و مثل بهذا المثال الثالث اعلاما بانه لا فرق في الفعل بين المتصرف و الجامد و حصره الفاعل في مرفوعي ما ذكر اما جري علي الغالب لاتيانه مجرورا بمن اذا كان نكره بعد نفي او شبهه كما جاءني من احد و بالباء في نحو كفي بالله شهيدا النساء او اراده للاعم من مرفوعي اللفظ و المحل و لا بد بعد فعل من فاعل و هي اعني البعديه مرتبته فلا يتقدم علي الفعل لانه كالجزء منه فان ظهر في اللفظ نحو قام

زيد و الزيدان قاما فهو ذاك و الا فضمير استتر راجع اما لمذكور نحو زيد قام و هند قامت او لما دل عليه الفعل نحو و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن اي و لا يشرب الشارب او لما دل عليه الحال المشاهده نحو كلا اذا بلغت التراقي القيامه اي بلغت الروح.

قاعده قالوالا يحذف الفاعل اصلا عند البصريين و استثني بعضهم صوره و هي فاعل المصدر نحو سقيا و رعيا و فيه

نظر و قد استثنيت صوره اخري و هي فاعل فعل الجماعه المؤكد بالنون فان الضمير فيه يحذف و تبقي ضمته داله عليه و ليس مستترا كما سياتي بيانه في باب نوني التوكيد

و جرد الفعل من علامه التثنيه و الجمع اذا ما اسندا لاثنين ظاهرين او جمع ظاهر كفاز الشهدا و قام اخواك و جائت الهندات هذه هي اللغه المشهوره و قد لا يجرد بل تلحقه حروف داله علي التثنيه و الجمع كالتاء الداله علي التانيث و يقال سعدا و سعدوا و الحال ان الفعل الذي لحقته هذه العلامه للظاهر بعد مسند و منه قوله (ص) يتعاقبون فيكم ملائكه بالليل و ملائكه بالنهارو قول بعضهم اكلوني البراغيث و قول الشاعر:

«تولي قتال المارقين بنفسه

و قد اسلماه مبعد و حميم»

و قوله:

«نتج الربيع محاسنا

القحنها غر السحائب»

و يرفع الفاعل فعل اضمرا تاره جوازا اذا اجيب به استفهام ظاهر كمثل زيد في جواب من قرا او مقدر نحو يسبح له فيها بالغدو و الاصال رجال النور ببناء يسبح للمفعول او اجيب به نفي كقولك لمن قال لم يقم احد بلي زيد و تاره وجوبا اذا فسره ما بعده كقوله تعالي و ان احد من المشركين استجارك التوبه و تاء تانيث ساكنه تلي الفعل الماضي دلاله علي تانيث فاعله ان كان لانثي و لا تلحق المضارع لاستغنائه بتاء المضارعه و لا الامر لاستغنائه بالياء كابت هند الاذي و انما تلزم هذه التاء فعل مضمر اي فعلا مسندا اليه سواء كان مضمر مؤنث حقيقي او مجازي متصل به نحو هند قامت و الشمس طلعت بخلاف المنفصل نحو هند ما قام الا هي و شذ حذفها في المتصل في الشعر كما سياتي او فعلا

مسندا الي ظاهر مفهم ذات حر اي صاحبه فرج و يعبر عن ذلك بالمؤنث الحقيقي نحو قامت هند بخلاف المسند الي ظاهر مؤنث غير حقيقي نحو طلعت الشمس فلا تلزمه و قد يبيح الفصل بين الفعل و الفاعل بغير الا ترك التاء في فعل مسند الي ظاهر مؤنث حقيقي نحو اتي القاضي بنت الواقف و قوله:

«ان امرا غره منكن واحدة

بعدي و بعدك في الدنيا لمغرور»

و الاجود فيه اثباتها و الحذف للتاء من فعل مسند الي ظاهر

مؤنث حقيقي مع فصل بين الفعل و الفاعل بالا فضلا علي الاثبات كما زكا الا فتاه ابن العلا اذ الفعل مسند في المعني الي مذكر لان تقديره ما زكا احد الا فتاه ابن العلا و مثال الاثبات قوله:

«ما برئت من ريبه و ذم

في حربنا الا بنات العم»

و الحذف للتاء من فعل مسند الي ظاهر مؤنث حقيقي قد ياتي بلا فصل حكي سيبويه عن بعضهم قال فلانه و الحذف مع الاسناد الي ضمير المؤنث ذي المجاز و هو الذي ليس له فرج في شعر وقع قال عامر الطائي:

«فلا مزنه و دقت و دقها

و لا ارض ابقل ابقالها»

و حمله ابن فلاح في الكافيه علي انه عائد الي محذوف اي و لا مكان ارض ابقل و الضمير في ابقالها للارض و التاء مع فعل مسند الي جمع سوي السالم من مذكر و هو جمع التكسير و جمع المؤنث السالم كالتاء مع مسند الي ظاهر مؤنث غير حقيقي نحو احدي اللبن اي لبنه فيجوز اثباتها نح و قالت الرجال و قامت الهندات علي تاولهم بالجماعه و حذفها نحو قام الرجال و قام الهندات علي تاولهم بالجمع هذا مقتضي اطلاقه في جمع المؤنث و اليه

ذهب ابو علي و في التسهيل خصصه بما كان مفرده مذكرا كالطلحات او مغيرا كبنات و اما غيره كالهندات فحكمه حكم واحده و لا يجوز قام الهندات الا في لغه قال فلانه قال في شرح الكافيه و مثل جمع التكسير ما دل علي جمع و لا واحد له من لفظه كنسوه تقول قال نسوه و قالت نسوه.

و اما جمع المذكر السالم فلا يجوز فيه اعتبار التانيث لان سلامه نظمه تدل علي

التذكير و البنون جري مجري التكسير لتغير نظم واحده كبنات و الحذف للتاء في فعل مسند الي جنس المؤنث الحقيقي نحو نعم الفتاه و بئس المراه استحسنوا لان قصد الجنس فيه علي سبيل المبالغه في المدح او الذم بين و لفظ الجنس مذكر و يجوز التانيث علي مقتضي الظاهر فتقول نعمت الفتاه و بئست المراه و الاصل في الفاعل ان يتصلا بفعله لانه كالجزء منه و الاصل في المفعول ان ينفصلا عن فعله لانه فضله نحو ضرب زيد عمرا و قد يجاء بخلاف الاصل فيقدم المفعول علي الفاعل نحو ضرب عمرا زيد و قد يجي المفعول قبل الفعل نحو فريقا هدي و فريقا حق عليهم الضلاله الاعراف و اخر المفعول و قدم الفاعل وجوبا ان لبس بينهما حذر كان لم يظهر الاعراب و لا قرينه نحو ضرب موسي عيسي اذ رتبه الفاعل التقديم و لو اخر لم يعلم فان كان ثمه قرينه جاز التاخير نحو اكل الكمثري موسي و اضنت سعدي الحمي او اضمر الفاعل اي جيء به ضميرا غير منحصر نحو ضربت زيدا فان كان منحصرا وجب تاخيره نحو ما ضرب زيدا الا انت و كذا اذا كان المفعول ضميرا نحو ضربني زيد و

ما بالا او بانما انحصر سواء كان فاعلا او مفعولا اخر وجوبا مثال حصر الفاعل نحو ما ضرب عمرا الا زيد و انما ضرب عمرا زيد و مثال حصر المفعول نحو ما ضرب زيد الا عمرا و انما ضرب زيد عمرا و قد يسبق المحصور سواء كان فاعلا او مفعولا ان قصد ظهر بان كان محصورا بالا و هذا ما ذهب اليه الكسائي و استشهد بقوله:

«تزودت من ليلي بتكليم ساعه

فما زاد الا ضعف ما بي كلامها»

و قوله:

«ما عاب الا لئيم فعل ذي كرم

و لا جفا قط الا جبا بطلا»

و وافقه ابن الانباري في تقديمه اذا لم يكن فاعلا و الجمهور علي المنع مطلقا.

اما المحصور بانما فلا يظهر قصد الحصر فيه الا بالتاخير

و شاع اي كثر و ظهر تقديم المفعول علي الفاعل اذا اتصل به ضمير يعود علي الفاعل و لم يبال بعود الضمير علي متاخر لانه متقدم في الرتبه و ذلك نحو خاف ربه عمر و شذ تقديم الفاعل اذا اتصل به ضمير يعود علي المفعول نحو زان نوره الشجر لعود الضمير علي متاخر لفظا و رتبه و ذلك لا يجوز الا في مواضع سته ليس هذا منها و في الضروره نحو لما عصي اصحابه مصعبا ادي اليه الكيل صاعا بصاع و اجازه ابن جني في النثر بقله و تبعه المصنف قال لان استلزام الفعل للمفعول يقوم مقام تقديمه

النائب عن الفاعل

ينوب مفعولِبه عن فاعل

فيما له كنيل خير نائل

فأوّل الفعل اضممن و المتصل

بالآخر اكسر في مضيٍّ كوصل

واجعله من مضارعٍ منفتحا

كينتحي المقول فيه ينتحي

والثاني التالي تاالمطاوعة

كالأول اجعله بلا منازعه

وثالث الذي بهمز الوصل

كالأول اجعلنّه كاستحلي

واكسر أو اشمم فاثلاثيٍّ أعلّ

عيناً و ضمّ جاكبوع فاحتمل

وإن بشكلٍ خيف لبسّ يجتنب

وما لباع قد

يري لنحو حبّ

وما لفا باع لما العين تلي

في اختار و انقاد و شبهٍ ينجلي

وقابلّ من ظرفٍ أو من مصدر

أو حرف جرٍّ بنيابةٍ حري

ولا ينوب بعض هذي إن وجد

في اللفظ مفعولّ به و قد يرد

وب اتفاقٍ قد ينوب الثان من

باب كسا فيما التباسه أمن

في باب ظنّ و أري المنع اشتهر

ولا أري منعاً إذا القصد ظهر

وما سوي النائب ممّا علّقا

بالرّافع النّصب له محققا

و التعبير به احسن من التعبير بمفعول ما لم يسم فاعله لشموله للمفعول و غيره و لصدق الثاني علي المنصوب في قولك اعطي زيد درهما و ليس مرادا. ينوب مفعول به ان كان موجودا عن فاعل فيما له من رفع و عمديه و امتناع تقديمه علي الفعل و غير ذلك كنيل خير نائل و زيد مضروب غلامه فاول الفعل الذي حذف فاعله اضممن سواء كان ماضيا او مضارعا و المتصل بالاخر اكسر في مضي فقط كوصل و دحرج و اجعله اي المتصل بالاخر من فعل مضارع منفتحا كينتحي المقول فيه اذا بني لما لم يسم فاعله ينتحي و كيضرب و يدحرج و يستخرج و الحرف الثاني التالي اي الواقع بعد تا المطاوعه كالاول اجعله فضمه بلا منازعه في ذلك اي بلا خلاف نحو تعلم العلم و تدحرج في الدار لانه لو لم يضم لالتبس بالمضارع المبني للفاعل و كذا يضم الثاني التالي ما اشبه تاء المطاوعه نحو تكبر و تبختر و ثالث الماضي الذي ابتديء بهمز الوصل كالاول اجعلنه فضمه كاستحلي لئلا يلتبس بالامر في بعض الاحوال و اكسر فاء ثلاثي معتل العين لان الاصل ان يضم اوله و يكسر ما قبل آخره فتقول في قال و باع قول و بيع فاستثقلت الكسره علي الواو و

الياء فنقلت الي الفاء فسكنتا فقلبت الواو ياء لسكونها بعد كسره و سلمت الياء لسكونها بعد حركه تجانسها و هذه اللغه العليا او اشمم فا ثلاثي اعل عينا بان تشير الي الضم مع التلفظ بالكسر و لا تغير الياء و هذه اللغه الوسطي و بها قرا ابن عامر و الكسائي في قيل /و غيض هود و ضم للفاء جا عن بعض العرب مع حذف حركه العين فسلمت الواو و قلبت الياء واوا كحوكت في قوله

«حوكت علي نولين اذ تحاك

تختبط الشوك و لا تشاك»

و كبوع في قوله:

«ليت و هل ينفع شيئا ليت

ليت شبابا بوع فاشتريت»

و قوله فاحتمل اي فاجيز و خرج بقوله اعل ما كان معتلا و لم يعل نحو عور في المكان فحكمه حكم الصحيح ثم هذه اللغات الثلاث انما تجوز مع امن اللبس و ان بشكل من اشكال الفاء المتقدمه خيف لبس يحصل بين

فعل الفاعل و فعل المفعول يجتنب ذلك الشكل كخاف فانه اذا اسند الي تاء الضمير يقال خفت بكسر الخاء فاذا بني للمفعول فان كسرت حصل اللبس فيجب ضمه فيقال خفت و نحو طلت اي غلبت في المطاوله يجتنب فيه الضم لئلا يلتبس بطلت المسند الي الفاعل من الطول ضد القصر.

و ما لباع اي اذا بني للمفعول من كسر الفاء و اشمامها و ضمها قد يري لنحو حب من الثلاثي المضاعف المدغم اذا بني للمفعول و اوجب الجمهور الضم و استدل مجيز الكسر بقراءه علقمه ردت الينا يوسف و ما ثبت لفا باع اذا بني للمفعول من جواز الثلاثه فهو لما

العين تلي في كل ثلاثي معتل العين و هو علي افتعل او انفعل نحو اختار و انقاد و شبه لذين ينجلي خبر

اي محل حصول ما لفاء باع لما و ليته العين فيما ذكر فيجوز فيهما كسر التاء و القاف و ضمهما و الاشمام علي العمل السابق و يلفظ بهمزه الوصل علي حسب التلفظ بهما و قابل للنيابه من ظرف بان كان متصرفا مختصا او غير مختص لكن قيد الفعل بمعمول آخر او من مصدر بان كان متصرفا

لغير التوكيد او حرف جر مع مجروره بان لم يكن متعلقا بمحذوف و لا عله بنيابه عن الفاعل حري اي جدير نحو سير يوم السبت و سير بزيد يوم و ضرب ضرب شديد و لما سقط في ايديهم الاعراف و نقل ابو حيان في الارتشاف اتفاق البصريين و الكوفيين علي ان النائب هو المجرور و ان الذي قاله المصنف من انهما معا النائب لم يقله احد و غير القابل لا ينوب نحو اذا و عند و ثم و سبحان الله و معاذ الله و ضربا في ضربت ضربا و فهم من تخصيصه النيابه بما ذكر انه لا يجوز نيابه الحال و لا التمييز و لا المفعول له و لا المفعول معه و صرح بالاول في التسهيل و بالثاني في الارتشاف و بالثالث في اللباب و لا ينوب بعض هذي الثلاثه المتقدمه ان وجد في اللفظ

مفعول به كما لا يكون فاعلا اذا وجد اسم محض هذا مذهب سيبويه و ذهب الكوفيون و الاخفش الي انه قد يرد نيابه غير المفعول به مع وجوده كقوله تعالي ليجزي قوما بما كانوا يكسبون الجاثيه و قول الشاعر لم يعن بالعلياء الا سيدا و لا شفي ذا الغي الا ذو هدي و اختاره في التسهيل و باتفاق من جمهور النحاه قد ينوب عن الفاعل المفعول

الثان من باب كسا فيما التباسه امن نحو كسي زيدا جبه بخلاف ما اذا لم يؤمن الالتباس فيجب ان ينوب الاول نحو اعطي عمرو بشرا و حكي عن بعضهم منع اقامه الثاني مطلقا و عن بعض آخر المنع ان كان نكره و الاول معرفه و لعل المصنف لم يعتد بهذا الخلاف و قد صرح بنفيه في شرحي التسهيل و الكافيه و حيث جاز اقامه الثاني فالاول اولي

لكونه فاعلا في المعني في باب ظن و اري المتعديه لثلاثه المنع من اقامه الثاني و وجوب اقامه الاول اشتهر عن كثير من النحاهقال الابدي في شرح الجزوليه لانه مبتدا و هو اشبه بالفاعل فان مرتبته قبل الثاني لان مرتبه المبتدا قبل الخبر و مرتبه المرفوع قبل المنصوب ففعل ذلك للمناسبه و خالف ابن عصفور و جماعه و تبعهم المصنف فقال و لا اري منعا من نيابه الثاني اذا القصد ظهر و لم يكن جمله و لا ظرفاكما في التسهيل كقولك في جعل الله ليله القدر خيرا من الف شهر جعل خير من الف شهر ليله القدر و اما الثالث من باب اري ففي الارتشاف ادعي ابن هشام الاتفاق علي منع اقامته و ليس كذلكففي المخترع جوازه عن بعضهم و كما لا يكون للفعل الا فاعل واحد كذلك لا ينوب عن الفاعل الا شيء واحد و ما سوي النائب عنه مما علقا بالرافع اي رافع النائب و هو الفعل و اسم المفعول و المصدرعلي ظاهر قول سيبويه النصب له محققا لفظا ان لم يكن جارا و مجرورا نحو ضرب زيد يوم الجمعه امامك ضربا شديدا و محلا ان يكنه نحو فاذا نفخ في الصور نفخه واحده الحاقه

إشتغال العامل عن المعمول

إن مضمر

إسمٍ سابقٍ فعلاً شغل

عنه بنصبٍ لفظه أو المحلّ

فالسّابق انصبه بفعلٍ أضمرا

حتماً موافقٍ لما قد أظهرا

والنّصب حتمّ إن تلا السّابق ما

يختصّ بالفعل كإن و حيثما

وإن تلا السّابق ما بالابتدا

يختصّ بالفعل كإن و حيثما

كان إذا الفعل تلا ما لم يرد

ما قبل معمولاً لما بعد وجد

واختير نصبّ قبل فعلٍ ذي طلب

وبعد ما إيلاؤه الفعل غلب

وبعد عاطفٍ بلا فصلٍ علي

معمولٍ فعلٍ مستقرٍّ أوّلا

وإن تلا المعطوف فعلاً مخبرا

به عن اسمٍ فاعطفن مخيّراً

والرّفع في غير الذي مرّ رجح

فما أبيح افعل و دع ما لم يبح

وفصل مشغولٍ بحرف جرّ

أو بإضافةٍ كوصلٍ يجري

وسوّ في ذا الباب وصفاً ذا عمل

بالفعل إن لم يك مانعّ حصل

وعلقهّ حاصلةّ بتابع

كعلقةٍ بنفس الإسم الواقع

و هو ان يتقدم اسم و يتاخر فعل او شبهه قد عمل في ضميره او سببيه لو لا ذلك لعمل فيه او في موضعه ان مضمر اسم سابق فعلا مفعول بقوله شغل اي ذلك المضمر عنه اي عن الاسم السابق بنصب لفظه اي لفظ ذلك المضمر

او المحل اي محله فالسابق ارفعه علي الابتداء او انصبه و اختلف في ناصبه فالجمهور و تبعهم المصنف علي انه منصوب بفعل اضمرا حتما موافق لما قد اظهرا لفظا او معني و قيل بالفعل المذكور بعده ثم اختلف فقيل انه عامل في الضمير و في الاسم معا و قيل في الظاهر و الضمير ملغي.

و اعلم ان هذا الاسم الواقع بعده فعل ناصب لضميره علي خمسه اقسام لازم النصب و لازم الرفع و راجح النصب علي الرفع و مستو فيه الامران و راجح الرفع علي النصب هكذا ذكره النحويون و تبعهم المصنف فشرع في بيانها بقوله و النصب للاسم السابق حتم ان تلا السابق بالرفع اي وقع بعد ما يختص بالفعل كان و

حيثما نحو ان زيدا لقيته فاكرمه و حيثما عمرا تلقه فاهنه و كذا ان تلا استفهاما غير الهمزه كاين بكرا فارقته و هل عمرا حدثته و سياتي حكم التالي الهمزه و ان تلا السابق اي وقع بعد ما بالابتدا يختص كاذا الفجائيه فالرفع للاسم علي الابتداء التزمه ابدا نحو خرجت فاذا زيد لقيته لان اذا لا يليها الا مبتدا نحو

فاذا هي بيضاء الاعراف او خبر نحو اذا لهم مكر يونس و لا يليها فعل و لذا قدر متعلق الخبر بعدها اسما كما تقدم و ذكره لهذا القسم افاده لتمام القسمه و ان كان ليس من الباب لعدم صدق ضابطه عليه لما تقدم فيه من قولنا لو لا ذلك الضمير لعمل في الاسم السابق و لا يصح هذا هنا لما تقدم من ان اذا لا يليها فعل كذا يجب الرفع اذا الفعل تلا اي وقع بعد ما له صدر الكلام و هو الذي لم يرد ما قبل اي قبله معمولا لما بعد وجد كالاستفهام و ما النافيه و ادوات الشرط نحو زيد هل رايته و خالد ما صحبته و عبد الله ان اكرمك اكرمه و اختير نصب للاسم السابق اذا وقع قبل فعل ذي طلب كالامر و النهي و الدعاء نحو زيدا اضربه و عمرا لا تهنه و خالدا اللهم اغفر له و بشرا اللهم لا تعذبه و احترز بقوله فعل من اسم الفعل نحو زيد دراكه فيجب الرفع و كذا ان كان فعل امر مرادا به العموم نحو و السارق و السارقه فاقطعوا ايديهما المائده قاله ابن الحاجب و اختير نصبه ايضا اذا وقع بعد ما ايلاؤه الفعل غلب كهمزه الاستفهام نحو ا بشرا منا

واحدا نتبعه القمر ما لم يفصل بينها و بينه بغير ظرف فالمختار الرفع و كما و لا و ان النافيات نحو ما زيدا رايته قال في شرح الكافيه و حيث مجرده من ما نحو حيث زيدا تلقاه فاكرمه لانها تشبه ادوات الشرط فلا يليها في الغالب الا فعل و اختير نصبه ايضا اذا وقع بعد حرف عاطف له بلافصل علي معمول فعل متصرف مستقر اولا نحو ضربت زيدا و عمرا اكرمته قال في شرح الكافيه لما فيه من عطف جمله فعليه علي مثلها و تشاكل الجملتين المعطوفتين اولي من تخالفهما انتهي و حينئذ فالعطف ليس علي المعمول كما ذكره هنا و ل و قال تلا بدل علي لتخلص منه.

و خرج بقوله بلا فصل ما اذا فصل بين العاطف و الاسم فالمختار الرفع نحو قام زيد و اما عمرو فاكرمته و خرج بقولي متصرف افعال التعجب و المدح و الذم فانه لا تاثير للعطف عليها كما قال المصنف في نكته علي مقدمه ابن الحاجب و ان تلا الاسم المعطوف فعلا متصرفا مخبرا به عن اسم اول مبتدا نحو هند اكرمتها و زيدا ضربته عندها فاعطفن مخيرا بين الرفع علي الابتداء و الخبر و النصب عطفا علي جمله اكرمتها و تسمي الجمله الاولي من هذا المثال ذات وجهين لانها اسميه بالنظر الي اولها و فعليه بالنظر الي آخرها و هذا المثال اصح كما قال الابدي في شرح الجزوليه من تمثيلهم بزيد قام و عمرو كلمته لبطلان العطف فيه لعدم ضمير في المعطوفه يربطها بمبتدا المعطوف عليها اذ المعطوف بالواو يشرك المعطوف عليه في معناه فيلزم ان يكون في هذا المثال خبرا عنه و لا يصح

الا بالرابط و

قد فقد انتهي و لعله يغتفر في التوابع ما لا يغتفر في غيرها و الرفع في غير الذي مر رجح لعدم موجب النصب و مرجحه و موجب الرفع و مستوي الامرين و عدم التقدير اولي منه نحو زيد ضربته و منع بعضهم النصب و رد بقوله تعالي جنات عدن يدخلونها الرعد.

فما ابيح لك افعل و دع اي اترك ما لم يبح لك و

تقديمه واجب النصب ثم مختاره ثم جائزه علي السواء ثم مرجوحه احسن كما قال من صنع ابن الحاجب لان الباب لبيان المنصوب منه انتهي.

و كان ينبغي ان يؤخر واجب الرفع عنها لما ذكر و فصل ضمير مشغول به عن الفعل بحرف جر او باضافه اي

بمضاف كوصل فيما مضي يجري فيجب النصب في نحو ان زيدا مررت به او رايت اخاه اكرمك و الرفع في نحو خرجت فاذا زيد مر به عمرو و اخوه و يختار النصب في نحو زيدا امرر به او انظر اخاه و الرفع في نحو زيد مررت به او رايت اخاه و يجوز الامران علي السواء في نحو هند اكرمتها و زيد مررت به او رايت اخاه في دارها نعم يقدر الفعل من معني الظاهر لا لفظه

و سو في ذا الباب وصفا ذا عمل بالفعل فيما تقدم ان لم يك مانع حصل نحو ا زيدا انت ضاربه الان او غدا بخلاف الوصف غير العامل كالذي بمعني الماضي او العامل غير الوصف كاسم الفعل او الحاصل فيه مانع كصله الالف و اللام و علقه حاصله بتابع للاسم الشاغل للفعل كعلقه حاصله بنفس الاسم الواقع الشاغل للفعل فقولك ا زيدا ضربت عمرا و اخاه كقولك ا زيدا ضربت اخاه و شرط في

التسهيل ان يكون التابع عطفا بالواو كما مثلنا او نعتاكا زيدا رايت رجلا يحبه و زاد في الارتشاف ان يكون عطف بيان كا زيدا ضربت عمرا اخاه

تعدّي الفعل ولزومه

علامة الفعل المعدّي أن تصل

هما غير مصدرٍ به نحو عمل

فانصب به مفعوله إن لم ينب

عن فاعلٍ نحو تدبّرت الكتب

ولازمّ غير المعدّي و حتم

لزوم أفعال السجايا كنهم

كذا افعللّ و المضاهي اقعنسا

وما اقتضي نظافةً أو دنسا

أو عرضاً أو طاوع المعدّي

لواحدٍ كمدّه فامتدّا

وعدّ لازماً بحرف جرّ

وإن حذف فالنّصب للمنجرّ

نقلاً و في أنّ و إن يطّرد

مع أمن لبسٍ كعجبت أن يدوا

والأصل سبق فاعلٍ معنيً كمن

من ألبسن من زاركم نسج اليمن

ويلزم الأصل لموجبٍ عرا

وترك ذاك الأصل حتما قد يري

وحذف فضلةٍ أجز إن لم يضرّ

كحذف ما سيق جواباً أو حصر

ويحذف النّاصبها إن علما

وقد يكون حذفه ملتزما

و فيه رتب المفاعيل علامه الفعل المعدي اي المجاوز الي المفعول به ان تصل ها تعود علي غير مصدر لذلك الفعل به نحو عمل فانك تقول الخير عملته فتصل به هاء تعود علي غير مصدره و احترز بها من هاء المصدر فانها توصل بالمتعدي نحو ضربته زيدا اي الضرب و باللازم نحو قمته اي القيام.

تتمه و من علامته ايضا ان يصلح لان يصاغ منه اسم مفعول تام كمقت فهو ممقوت قال في شرح الكافيه و المراد بالتمام الاستغناء عن حرف جر فلو صيغ منه اسم مفعول مفتقر الي حرف جر يسمي لازما كغضبت علي عمرو فهو مغضوب عليه

فانصب به مفعوله الذي تجاوز اليه ان لم ينب عن فاعل نحو تدبرت الكتب و معلوم انه ان ناب عن فاعل رفع و فعل لازم غير الفعل المعدي و هو الذي لا يتصل به ضمير غير مصدر و يقال له ايضا قاصر و غير

متعد و متعد بحرف جر.

و حتم لزوم افعال السجايا جمع سجيه و هي الطبيعه كنهم اذا كثر اكله و ظرف و كرم و شرف و كذا حتم لزوم ما كان علي وزن افعلل بتخفيف اللام الاولي و تشديد الثانيه كاقشعر و اطمان و كذا افعنلل المضاهي اقعنسسا و هو احرنجم و كذا ما الحق بافعلل و افعنلل كاكوهد و احرنبا و كذا حتم لزوم ما اقتضي نظافه كطهر و نظف او دنسا كدنس و وسخ و نجس او اقتضي

عرضا اي معني غير لازم كمرض و بريء و فرح او طاوع فاعله فاعل الفعل المعدي لواحد كمده فامتدا و دحرجته فتدحرج و المطاوعه قبول المفعول فعل الفاعل فان طاوع المعدي لاثنين كان متعديا لواحد نحو كسوت زيدا جبه فاكتساها ر و عد فعلا لازما الي المفعول به بحرف جر نحو عجبت من انك قادم و فرحت بقدومك و عده ايضا بالهمزه نحو اذهبت زيدا و بالتضعيف نحو فرحته.

و ان حذف حرف الجر فالنصب ثابت للمنجر ثم هذا الحذف ليس قياسا بل نقلا عن العرب يقتصر فيه علي السماع كقوله تمرون الديار و لم تعوجوا كلامكم علي اذا حرام و قد يحذف و يبقي الجر كقوله اذا قيل اي الناس شر قبيله اشارت كليب بالاكف الاصابع

و حذف حرف الجر في ان و ان المصدريتين يطرد و يقاس عليه مع امن لبس كعجبت ان يدوا اي يعطوا الديه و عجبت انك قائم اي من ان يدوا و من انك قائم و محل ان و ان حينئذ نصب عند سيبويه و الفراء و جر عند الخليل و الكسائي قال المصنف و يؤيد قول الخليل ما انشده الاخفش: «و ما

زرت ليلي ان تكون حبيبه

الي و لا دين بها انا طالبه»

بجر المعطوف علي ان تكون فعلم انها في محل جر فان لم يؤمن اللبس لم يطرد الحذف نحو رغبت في ان تقوم اذ يحتمل ان يكون المحذوف عن و لا يلزم من عدم الاطراد اي القياس عدم الورود فلا يشكل بقوله تعالي و ترغبون ان تنكحوهن النساء فتامل

فصل في رتب المفاعيل و ما يتعلق بذلك

و الاصل سبق مفعول هو فاعل معني مفعولا ليس كذلك كمن من قولك البسن من زاركم نسج اليمن و من ثم جاز البسن ثوبه زيدا و امتنع اسكن ربها الدار و يلزم هذا الاصل لموجب عري اي وجد كان خيف لبس الاول بالثاني نحو اعطيت زيدا عمرا او كان الثاني محصورا نحو ما اعطيت زيدا الا درهما او ظاهرا و الاول مضمرا نحو اعطيتك درهما و ترك ذاك الاصل حتما قد يري لموجب كان كان الاول محصورا نحو ما اعطيت الدرهم الا زيدا او ظاهرا و الثاني مضمرا نحو الدرهم اعطيته زيدا او فيه ضمير يعود علي الثاني كما تقدم و حذف مفعول فضله بان لم يكن احد مفعولي ظن لغرض اما لفظي كتناسب الفواصل و الايجاز و اما معنوي كاحتقاره اجز نحو ما و دعك ربك و ما قلي الضحي فان لم تفعلوا و لن تفعلوا البقره كتب الله لاغلبن انا و رسلي المجادله.

و هذا ان لم يضر بفتح

اوله و تخفيف الراء فان ضار اي ضر كحذف ما سيق جوابا لسائل او ما حصر لم يجز كقولك زيدا لمن قال من ضربت و نحو ما ضربت الا زيدا فلو حذف من الاول لم يحصل جواب و لو حذف من الثاني

لزم نفي الضرب مطلقا و المقصود نفيه مقيدا و يحذف الفعل الناصبها اي الناصب الفضله جوازا ان علما كان كان ثم قرينه حاليه كانت كقولك لمن تاهب للحج مكه اي تريد او مقاليه كزيدا لمن قال من ضربت و قد يكون حذفه ملتزما كان فسره ما بعد المنصوب كما في

باب الاشتغال او كان نداء او مثلا كالكلاب علي البقر اي ارسل او جاريا مجراه ك انتهوا خيرا لكم النساء اي و ائتوا

التنازع في العمل

إن عاملان اقتضيا في اسمٍ عمل

قبل فللواحد منهما العمل

والثاني أولي عند أهل البصره

واختار عكساً غيرهم ذا أسره

وأعمل المهمل في ضمير ما

تنازعاه و التزم ما التزما

كيحسنان و يسيء ابناكا

وقد بغي و اعتديا عبداكا

ولا تجيء مع أوّلٍ قد أهملا

بمضمرٍ لغير رفع أو هلا

بل حذفه الزم إن يكن غير خبر

وأخّرته إن يكن هو الخبر

وأظهر ان يكن ضميرّ خبرا

لغير ما يطابق المفسّرا

نحو أظنّ و يظنّاني أخا

زيداً و عمراً أخوين في الرّخا

و يسمي ايضا باب الاعمال و هو كما يؤخذ مما سياتي ان يتوجه عاملان ليس احدهما مؤكدا للاخر الي معمول واحد متاخر عنهما نحو ضربت و اكرمت زيدا فكل واحد من ضربت و اكرمت يطلب زيدا بالمفعوليه.

ان عاملان فعلان او اسمان او اسم و فعل اقتضيا اي طلبا في اسم عمل رفعا او نصبا او طلب احدهما رفعا و الاخر نصبا و كانا

قبل فللواحد منهما العمل بالاتفاق اما الاول او الثاني مثال ذلك علي اعمال الاول قام و قعدا اخواك رايت و اكرمتهما ابويك ضربت و ضربتهما الزيدين ضربت و ضربوني الزيدين و مثاله علي اعمال الثاني قاما و قعد اخواك رايت و اكرمت ابويك ضرباني و ضربت الزيدين ضربت و ضربني الزيدون و هذا في غير فعل

التعجب اما هو فيشترط فيه اعمال الثاني كما اشترط المصنف في شرح التسهيل في جواز التنازع فيه خلافا لمن منعه كما احسن و اعقل زيدا

و اعمال الثان اولي من اعمال الاول عند اهل البصره لقربه و اختار عكسا و هو اعمال الاول لسبقه غيرهم اي اهل الكوفه حال كونه ذا اسره اي صاحب جماعه قويه و اعمل المهمل من العمل في الاسم الظاهر في ضمير ما تنازعاه وجوبا ان كان ما يضمر مما يلزم ذكره كالفاعل و التزم ما التزما من مطابقه الضمير للظاهر في الافراد و التذكير و غيرهما كيحسنان و يسيء ابناكا فابناكا تنازع فيه يحسن و يسيء فاعمل يسيء فيه و اضمر في يحسن الفاعل و لم يبال بالاضمار قبل الذكر للحاجه

اليه كما في ربه رجلا زيد و منع جواز مثل هذا الكوفيون فجوز الكسائي يحسن و يسيء ابناك بناء علي مذهبه من جواز حذف الفاعل و جوزه الفراء بناء علي مذهبه من توجه العاملين معا الي الاسم الظاهر و جوز الفراء ايضا ان يؤتي بضمير الفاعل مؤخرا نحو يحسن و يسيء ابناك هما و قد بغي و اعتديا عبداكا فعبداكا تنازع فيه بغي و اعتدي فاعمل فيه الاول و اضمر في الثاني و لا محذور لرجوع الضمير الي متقدم في الرتبه فان اعملت الاول و احتاج الثاني الي منصوب وجب ايضا اضماره نحو ضربني و ضربته زيد و ندر قوله

بعكاظ يعشي الناظرين اذا هم لمحوا شعاعه و لا تجيء مع اول قد اهملا من العمل بمضمر لغير رفع اوهلا بل حذفه اي ضمير غير الرفع الزم ان يكن فضله بان لم يوقع حذفه في لبس و كان غير خبر و غير مفعول اول

لظن نحو ضربت و ضربني زيد و ندر المجيء به في قوله و اضمرنه و اخرنه وجوبا ان يكن ذلك الضمير عمده بان كان هو الخبر لكان او ظن او المفعول الاول لظن او اوقع حذفه في لبس ككنت و كان زيد صديقا اياه و ظنني و ظننت زيدا عالما اياه و ظننت منطلقه و ظنتني منطلقا هند اياها و استعنت و استعان علي زيد به.

و ذهب بعضهم في الخبر و المفعول الاول الي جواز تقديمه كالفاعل و آخر الي جواز حذفه ان دل عليه دليل و ابن الحاجب الي الاتيان به اسما ظاهراو الاخفش الي انه ان وجدت قرينه حذف و الا اتي به اسما ظاهرا و لا تضمر بل اظهر مفعول الفعل المهمل ان يكن ضمير لو اضمر خبرا في الاصل لغير ما يطابق المفسرا بكسر السين و هو المتنازع

فيه بان كان مثني و الضمير خبرا عن مفرد نحو اظن و يظناني اخا زيدا و عمرا اخوين في الرخا فاخوين تنازع فيه اظن لانه يطلبه مفعولا ثانيا اذ مفعوله الاول زيدا و يظناني لانه يطلبه مفعولا ثانيا فاعمل فيه الاول و هو اظن و بقي يظناني يحتاج الي مفعول فلو اتيت به ضميرا مفردا فقلت اظن و يظناني اياه زيدا و عمرا اخوين لكان مطابقا للياء غير مطابق لما يعود عليه و هو اخوين و لو اتيت به ضميرا مثني فقلت اظن و يظناني اياهما زيدا و عمرا اخوين لطابقه و لم يطابق الياء الذي هو خبر عنه فتعين الاظهار و قد علمت ان المسئله حينئذ ليست من باب التنازع لان كلا من العاملين قد عمل في ظاهر

المفاعيل الخمسة

مدخل؛ المفعول به

فصل: المفاعيل خمسه:

احدها المفعول به:

و قد سبق حكمه

المفعول المطلق

المصدر اسم ما سوي الزمّان من

مدلولي الفعل كأمنٍ من أمن

بمثله أو فعلٍ أو وصفٍ نصب

وكونه أصلاً لهذين انتخب

توكيداً او نوعاً يبين أو عدد

كسرت سيرتين سير ذي رشد

وقد ينوب عنه ما عليه دلّ

كجدّ كلّ الجدّ و افرح الجذل

وما لتوكيدٍ فوحّد ابدا

وثنّ و اجمع غيره و أفردا

وحذف عامل المؤكّد امتنع

وفي سواه لديلٍ متّسع

والحذف حتمّ مع آت بدلا

من فعله كندلاً اللذ كاندلا

وما لتفصيلٍ كإمّا منّا

عامله يحذف حيث عنّا

كذا مكرّرّ وذز حصرٍ ورد

نائب فعلٍ لاسم عينٍ استند

ومنه ما يدعونه مؤكّدا

لنفسه أو غيره فالمبتدا

نحو له عليّ ألف عرفا

والثان كابني أنت حقا صرفا

كذاك ذو التشبيه بعد جمله

كلي بكاً بكاء ذات عضله

الثاني المفعول المطلق: و هو كما يؤخذ مما سياتي المصدر الفضله المؤكد لعامله او المبين لنوعه او عدده و سمي مطلقا لانه يقع عليه اسم المفعول من غير تقييد بحرف جر و لهذه العله قدمه علي المفعول به الزمخشري و ابن الحاجب.

و اعلم ان الفعل يدل علي شيئين الحدث و الزمان و اما المصدر فهو اسم يدل علي ما سوي الزمان من مدلولي الفعل و هو الحدث كامن من امن بمثله اي بمصدر او فعل او وصف نصب نحو فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا الاسراء و كلم الله موسي

تكليما النساء و الصافات صفا الصافات و هو مضروب ضربا.

و كونه اي المصدر اصلا لهذين اي للفعل و الوصف و هو مذهب اكثر البصريين هو الذي انتخب اي اختير لان كل فرع يتضمن الاصل و زياده و الفعل و الوصف بالنسبه الي المصدر كذلك دونه و ذهب بعض البصريين الي ان المصدر اصل للفعل و الفعل اصل للوصف و آخر الي ان كلا من المصدر و الفعل اصل براسه و الكوفيون

الي ان الفعل اصل للمصدر توكيدا يبين المصدر اذا ذكر مع عامله كاركع ركوعا او نوعا يبين اذا وصف او اضيف او اضيف اليه او عدد كسرت سيرتين

سير ذي رشد و رجعت القهقري و قد ينوب عنه ما عليه دل ككل مضاف اليه كجد كل الجد و بعضكما في الكافيه كضربته بعض الضرب و كذا مرادفه نحو افرح الجذل بالمعجمه اي الفرح و وصفه و الدال علي نوع منه او عدده او آلته او ضميره او اشاره اليهكما في الكافيه نحو سرت احسن السير و اشتمل الصماء و رجع القهقري فاجلدوهم ثمانين جلده النور ضربته سوطا لا اعذبه احدا المائده ضربت ذلك الضرب و ينوب عنه ايضا ما يشاركه في مادته و هو ثلاثه اسم مصدر نحو اغتسل غسلا و اسم عين نحو و الله انبتكم من الارض نباتا النوح و مصدر لفعل آخر نحو و تبتل اليه تبتيلا المزمل و ما لتوكيد فوحد ابدا لانه بمنزله تكرير الفعل و الفعل لا يثني و لا يجمع و ثن و اجمع غيره و افردا و حذف عامل المصدر المؤكد امتنع قال في شرح الكافيه لانه يقصد به تقويه عامله و تقرير معناه و حذفه مناف لذلك و نقضه ابنه بمجيئه في نحو سقيا و رعيا و رد بانه ليس من التوكيد في شيء و انما المصدر فيه نائب مناب العامل دال علي ما يدل عليه فهو عوض منه و يدل علي ذلك عدم جواز الجمع بينهما و لا شيء من المؤكدات يمتنع الجمع بينه و بين المؤكد.

و في حذف عامل سواه لدليل عليه متسع فيبقي علي نصبه كقولك لمن قال اي سير سرت سيرا سريعا و لمن

قدم من سفره قدوما مباركا و الحذف للعامل حتم مع مصدر آت بدلا من فعله سماعا في نحو حمدا و شكرا و قياسا في الامر كندلا اللذ في قول الشاعر:

«علي حين الهي الناس جل امورهم

فندلا زريق المال ندل الثعالب»

فهو كاندلا و في النهي نحو قياما لا قعودا و الدعاء نحو سقيا و رعيا و الاستفهام للتوبيخ نحو ا توانيا و قد جد قرناؤك و لا فرق فيما ذكر بين ما له فعل كما تقدم

و ما ليس له

تذر الجماجم ضاحيا هاماتها

بله الاكف كانها لم تخلق

فيقدر له فعل من معناه اي اترك و ما لتفصيل لعاقبه ما قبله ك اما منا بعد و اما فداء محمد عامله يحذف حتما قياسا حيث عنا اي عرض فالتقدير في الايه و الله اعلم فاما تمنون منا و اما تفدون فداء كذا في الحكم مكرر ورد نائب فعل مسند الي اسم عين نحو زيد سيرا سيرا اي يسير سيرا.

و كذا ذو حصر بالا او بانما ورد نائب فعل لاسم عين استند نحو ما انت الا سيرا و انما انت سيرا فان استند الي اسم معني وجب الرفع علي الخبريه في الصورتين نحو امرك سير سير و انما سيرك سير البريد و منه اي من المصدر الذي حذف عامله حتما ما يدعونه اي يسمونه مؤكدا اما لنفسه او غيره فالمبتدا به اي فالاول و هو المؤكد لنفسه ما وقع بعد جمله لا محتمل لها غيره نحو له علي الف درهم عرفا و الثان و هو المؤكد لغيره ما وقع بعد جمله لها محتمل غيره كابني انت حقا صرفا قال في التسهيل و لا يجوز تقدم هذا المصدر علي الجمله التي قبله وفاقا

للزجاج كذاك ذو التشبيه الواقع بعد جمله مشتمله علي اسم بمعناه

و صاحبه كلي بكا بكاء ذات عضله اي صاحبه داهيه بخلاف الواقع بعد مفرد كصوته صوت حمار و الواقع بعد جمله لم تشتمل علي ما ذكر كهذا بكاء بكاء الثكلي.

تتمه كالمصدر في حذف عامله ما وقع موقعه نحو اعتصمت عائذا بك قاله في شرح الكافيه

المفعول له

ينصب مفعولاً له المصدر إن

أبان تعليلاً كحد شكراً ودن

وهو بما يعمل فيه متّخذ

وقتاً وفاعلاً و إن شرطّ فقد

فاجرره ب الحرف و ليس يمتنع

مع الشروط كلزهدٍ ذا قنع

وقلّ أن يصحبها المجرّد

والعكس في مصحوب ال وأنشدوا

«لا أقعد الجبن عن الهيجاء

ولو توالت زمر الأعداء»

الثالث من المفاعيل المفعول له

و يسمي المفعول لاجله و من اجله و هوكما قال ابن الحاجب ما فعل لاجله فعل مذكور ينصب حال كونه مفعولا له المصدر ان ابان تعليلا للفعل كجد شكرا و دن و هو بما يعمل فيه و هو الفعل متحد وقتا و فاعلا و ان شرط مما ذكر فقد فاجرره باللام و نحوها مما يفهم التعليل و هو من و في نحو:

«له ملك ينادي كل يوم

لدوا للموت و ابنوا للخراب»

«فجئت و قد نضت لنوم ثيابها

لدي الستر الا لبسه المتفضل»

«و اني لتعروني لذكراك هزه

كما انتفض العصفور بلله القطر»

قال في شرح الكافيه فان لم يكن ما قصد به التعليل مصدرا فهو احق باللام او ما يقوم مقامها نحو سري زيد للماء او للعشب و كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم الحج ان امراه دخلت النار في هره حبستها.

و ليس يمتنع الجر مع وجود الشروط المذكوره بل يجوز

كَلِزُهْدٍ ذا قنع. ثم جواز ذلك علي اقسام ذكرها بقوله و قل ان يصحبها اي اللام المجرد من ال و الاضافه و

كثر نصبه و اوجبه الجزولي و قال الشلوبين شيخ المصنف و لا سلف له في ذلك و العكس و هو كثره صحبتها ثابت في مصحوب ال و قل نصبه و انشدوا عليه قول بعضهم لا اقعد الجبن اي الخوف اي لاجله عن الهيجاء بالمد و يجوز قصره اي الحرب و لو توالت زمر الاعداء جمع زمره و هي الجماعه من الناس و فهم من كلامه استواء الامرين في المضاف و صرح به في التسهيل.

المفعول فيه و هو المسمّي ظرفا

الظرف وقتّ أو مكان ضمّنا

في باطّرادٍ كهنا امكث أزمنا

فانصبه ب الواقع فيه مظهرا

كان وإلا فانوه مقدّرا

وكلّ وقتٍ قابلّ ذاك و ما

يقبله المكان إلا مبهما

نحو الجهات و المقادير و ما

صيغ من الفعل كمرمي من رمي

وشرط كون ذا مقيساً أن يقع

ظرفاً لما في أصله معه اجتمع

وما يري ظرفا و غير ظرف

فذاك ذو تصرّفٍ في العرف

وغير ذي التصرّف الذي لزم

ظرفيّة أو شبهها من الكلم

وقد ينوب عن مكانٍ مصدر

وذاك في ظرف الزمان يكثر

الرابع من المفاعيل المفعول فيه و هو المسمي ظرفا

الظرف ايضا في اصطلاحنا وقت او مكان ضمنا في باطراد كهنا امكث ازمنا بخلاف ما لم يضمنها نحو يوم الجمعه مبارك او ضمنها بغير اطراد و هو المنصوب علي التوسع نحو دخلت الدار فانصبه بالواقع فيه و هو المصدر و مثله الفعل و الوصف مظهرا كان كما تقدم و الا فانوه مقدرا نحو فرسخا لمن قال كم سرت و كل وقت سواء كان مبهما او مختصا قابل ذاك

النصب و استثني منه في نكته علي مقدمه ابن الحاجب مذ و منذ و ما يقبله المكان الا ان كان مبهما بان افتقر الي غيره في بيان صوره مسماه نحو الجهات الست و هي فوق و تحت و خلف

و امام و يمين و يسار و ما اشبهها كجانب و ناحيه و المقادير كالميل و الفرسخ و البريد و الا ان كان من ما صيغ من الفعل اي مادته كمرمي من رمي و شرط كون ذا مقيسا ان يقع ظرفا لما اي لفعل في اصله اي حروفه الاصليه معه اجتمع كجلست مجلس زيد و رميت مرماه فان لم يقع كذلك كان شاذا يسمع و لا يقاس عليه كقولهم هو عمرو مزجر الكلب و

عبد الله مناط الثريا و هو مني مقعد القابله و غير ما ذكر من الامكنه لا يقبل النصب علي الظرفيه كالدار و المسجد و السوق و الطريق و ما يري ظرفا و غير ظرف كان يري مبتدا او خبرا او فاعلا او مفعولا او مضافا اليه نحو يوم و شهر فذاك ذو تصرف في العرف و غير ذي التصرف الذي لزم ظرفيه كقط و عوض او شبهها كالجر بالحرف كعند و لدي من الكلم بيان للذي و قد ينوب عن ظرف مكان مصدر كان مضافا اليه الظرف فحذف و اقيم هو مقامه نحو جلست قرب زيد و ذاك في ظرف الزمان يكثر نحو انتظرته صلاه العصر و امهلته نحر جزورين و قد يجعل المصدر ظرفا دون تقدير و منه ذكاه الجنين ذكاه امه و قد يقام اسم عين مضاف اليه الزمان مقامه نحو لا اكلمك هبيره بن قيس اي مده غيبته

المفعول معه

ينصب تالي الواو مفعولا معه

في نحو سيري و الطريق مسرعه

بما من الفعل وشبهه سبق ذا

النّصب لا بالواو في القول الأحق

وبعد ما استفهامٍ او كيف نصب

بفعل كونٍ مضمرٍ بعض العرب

والعطف إن يمكن بلا ضعفٍ أحق

والنّصب مختارّ لدي ضعف النّسق

والنّصب إن لم يجز العطف

يحب

أو أعتقد إضمار عاملٍ تصب

الخامس من المفاعيل المفعول معه

و اخره عنها لاختلافهم فيه هل هو قياسي دون غيره و لوصول العامل اليه بواسطه حرف دون غيره.

ينصب اسم تالي الواو التي بمعني مع التاليه لجمله ذات فعل او اسم فيه معناه و حروفه حال كونه مفعولا معه و مثال ذلك موجود في

نحو سيري و الطريق مسرعه بما من الفعل و شبهه سبق ذا النصب لا بالواو في القول الاحق بالترجيح الذي نص عليه سيبويه و قال الجرجاني بالواو و الزجاج بفعل مضمر و فهم من قوله سبق انه لا يتقدم عليه و هو كذلك بلا خلاف و ان قلت قد روي النصب بعد ما استفهام او كيف نحو ما انت و زيدا و كيف انت و قصعه من ثريد فبطل ما قرر من انه لا بد ان يسبقه فعل او شبهه فالجواب ان اكثرهم يرفعه و قد نصب هذا بفعل من كون مضمر بعض العرب فتقديره ما تكون و زيدا و كيف تكون و قصعه من ثريد و العطف ان يمكن بلا ضعف فيه احق من النصب علي المفعوليه نحو كنت انا و زيد كالاخوين و النصب علي المفعوليه مختار عند المصنف لدي ضعف عطف النسق نحو جئت و زيدا و اوجبه السيرافي بناء علي قاعدته ان كل ثان كان مؤثرا للاول اي مسببا له لا يجوز فيه الا النصب اذ قولك جئت و زيدا معناه كنت السبب في مجيئه و النصب علي المفعوليه ان امكن و لم يجز العطف لمانع يجب نحو ما لك و زيدا بالنصب لان عطفه علي الكاف لا يجوز اذ لا يعطف علي ضمير الجر الا باعاده الجار قاله في شرح

الكافيه و سياتي في باب العطف اختيار جوازه او اعتقد اذا لم يمكن النصب علي المفعوليه اضمار عامل ناصب له تصب نحو:

«علفتها تبنا و ماء باردا

حتي شتت هماله عيناها»

اي و سقيتها.

تتمه يجب العطف ان لم يجز النصب نحو تشارك زيد و عمرو لافتقاره الي فاعلين فالاقسام حينئذ اربعه راجح العطف و واجبه و راجح النصب و واجبه و هذا خاتمه المفاعيل و عقبه المصنف بما هو مفعول في المعني فقال

الاستثناء

ما استثنيت إلا مع تمامٍ بنتصب

وبعد نفي أو كنفي أنتخب

إتباع ما اتصل وانصب ما انقطع

وعن تميم فيه إبدالّ وقع

وغير نصب سابقٍ إلا لما

بعد يكن كما لو غلا عدما

وألف إلا ذات توكيدٍ كلا

تمرر بهم إلا الفتي إلا العلا

وإن تكرّر لا لتوكيدٍ فمع

تفريغٍ التأثير بالعامل دع

في واحدٍ ممّا بإلا استثني

وليس عن نصب سواه مغني

ودون تفريغٍ مع التقدم

نصب الجميع احكم به و التزم

وانصب لتأخيرٍ وجيء بواحد

منها كما لو كان دون زائد

كلم يفوا إلا امرؤّ إلا علي

وحكمها في القصد حكم الأوّل

واستثن مجروراً بغيرٍ معربا

بما لمستثنيً بألا نسبا

ولسويً سويً سواءٍ اجعلا

علي الأصحّ ما لغيرٍ جعلا

واستثن ناصبا بليس وخلا

وبعدا وبيكون بعد لا

واجرر بسابقي يكون إن ترد

وبعد ما انصب وانجرارّ قد يرد

وحيث جرّا فهما حرفان

كما هما إن نصبا فعلان

وكخلا حاشا و لا تصحب ما

وقيل حاش وحشا فاحفظهما

الاستثناء و هو اخراج بالا او احدي اخواتها حقيقه او حكما من متعدد ما استثنت الا مع تمام و ايجاب ينتصب بها عند المصنف و بما قبلها عند السيرافي و بمقدر عند الزجاج نحو فسجد الملائكه كلهم اجمعون الا ابليس الحجر و و ان وقع بعد نفي او ما هو كنفي و هو النهي و الاستفهام انتخب بفتح التاء اتباع ما اتصل للمستثني منه في اعرابه

علي انه بدل منه بدل بعض من كل نحو و لم يكن لهم شهداء الا انفسهم النور و لا يلتفت منكم احد الا امراتك هود و من يقنط من رحمه ربه الا الضالون الحجر و يجوز النصب قال المصنف و هو عربي جيد قال ابن النحاس كل ما جاز فيه الاتباع جاز فيه النصب علي الاستثناء و لا عكس.

و انصب ما انقطع وجوبا نحو ما لهم به من علم الا اتباع الظن النساء و عن تميم فيه ابدال وقع قال شاعرهم:

«و بلده ليس لها انيس

الا اليعافير و الا العيس»

و غير نصب سابق علي المستثني منه اي اتباعه في النفي قد ياتي كقول حسان فانهم يرجون منه شفاعه اذا لم يكن الا النبيون شافع و لكن نصبه اختر ان ورد كقوله:

«و ما لي الا آل احمد شيعه

و ما لي الا مذهب الحق مذهب»

اما في الايجاب فلا يجوز غير النصب نحو قام الا زيدا القوم و ان يفرغ سابق الا لما بعد اي للعمل فيه يكن ما بعد كما لو الا عدما فيعرب علي حسب ما يقتضيه ما قبلها و ذلك لا يقع الا بعد نفي او شبهه كلا تزر الا فتي لا يتبع الا الهدي و هل زكا الا الورع و الغ الا ذات توكيد و هي التي تلاها اسم مماثل لما قبلها او تلت عاطفا فاجعلها كالمعدومه كلا تمرر بهم الا الفتي الا العلا كقوله:

«ما لك من شيخك الا عمله

الا رسيمه و الا رمله»

و ان تكرر الا لا لتوكيد فمع تفريغ من المستثني منه بان حذف التاثير بالعامل الواقع قبل الا دع في واحد مما بالا استثني مقدما كان او لا و ليس عن نصب سواه

مغني نحو ما قام الا زيد الا عمرا الا بكرا و دون تفريغ مع التقدم لجميع المستثنيات علي المستثني منه نصب الجميع احكم به و التزم و لا تدع العامل يؤثر في شيء منها نحو قام الا زيدا الا عمرا الا خالدا القوم و انصب لتاخير لجميع المستثنيات عن المستثني منه كلها في غير ما ذكر في قوله و جيء بواحد منها معربا كما لو كان وحده دون زائد عليه فانصبه و ارفعه حيث يقتضي ذلك علي ما تقدم كلم يفوا الا امرؤ الا علي برفع الاول و نصب الثاني و قاموا الا زيدا الا عمرا الا خالدا بنصب الجميع اذ لو لم يكن الا الاول لوجب نصبه و حكمها اي ما بعد المستثني الاول من المستثنيات اذا لم يمكن استثناء بعضها من بعض في القصد حكم المستثني الاول فان كان خارجا بان كان الاول استثناء من موجب فما بعده كذلك و ان كان داخلا بان كان استثناء من غير موجب فما بعده كذلك فان امكن استثناء بعضها من بعض نحو له عندي اربعون الا عشرين الا عشره الا خمسه الا اثنين استثني كل واحد مما قبله او اسقط الاوتار و ضم الباقي بعد الاسقاط الي الاشفاع فالمجتمع هو الباقي بعد الاستثناء قاله في شرح الكافي و استثن مجرورا بغير لاضافته له حال كونه معربا بما لمستثني بالا نسبا من وجوب نصب و اختياره و اتباع علي ما تقدم و لكونها موضوعه في الاصل لافاده المغايره شاركت الا في الاخراج الذي معناه المغايره و لم تكن متضمنه معناها فلهذا لم تبن و لسوي بكسر السين مقصورا و ممدودا و سوي بضمها مقصورا و سواء بفتحها

ممدودا اجعلا علي القول الاصح ما لغير جعلا من استثناء و اعراب بما نسب للمستثني بالا و مقابل الاصحقول سيبويه انها لا تستعمل الا ظرفا و لا تخرج عنه الا في الضروره و رده المصنف بورودها مجروره بمنفي قوله (ص) دعوت ربي ان لا يسلط علي امتي عدوا من سوي انفسها و فاعلا في قوله:

«فلما اصبح الشر و امسي و هو عريان

و لم يبق سوي العدوان دناهم كما دانوا»

و مبتدا في قوله:

«و اذا تباع كريمه او تشتري

فسواك بائعها و انت المشتري»

و اسما لليس في قوله:

«ا اترك ليلي ليس بيني و بينها

سوي ليله اني اذا لصبور»

و قال الرماني انها تستعمل ظرفا غالبا و كغير قليلا و اختاره ابن هشام و استثن ناصبا للمستثني بليس علي انه خبرها و اسمها مستتر كقوله (ص) ما انهر الدم و ذكر اسم الله تعالي عليه فكلوه ليس السن و الظفر و كذا خلا نحو قام القوم خلا زيدا و المستثني بعدا و بيكون الكائن بعد لا كذا ايضا نحو قام القوم لا يكون زيدا و اسمها كليس و اجرر بسابقي يكون و هما خلا و عدا ان ترد نحو:

«خلا الله لا ارجو سواك و انما

اعد عيالي شعبه من عيالكا»

«ابحنا خيّهم قتلا و اَسْرا

عدا الشمطاء و الطفل الصغير»

و ان وقعا بعد ما انصب بهما حتما لانهما فعلان اذما الداخلة

عليهما مصدريه و هي لا تدخل الا علي الجمل الفعليه كقوله:

«الا كل شيء ما خلا الله باطل

و كل نعيم لا محاله زائل»

«يمل الندامي ما عداني لانّني

بكل الذي يهوي نديمي مولع»

و انجرار بهما حينئذ قد يرد حكاه الاخفش و الجرمي و الربعي علي ان ما زائده و حيث جرا فهما حرفان للجر كما هما

ان نصبا المستثني فعلان استتر فاعلهما وجوبا كما سبق و كخلا في نصب المستثني بها و جره و غير ذلك مما سبق حاشا عند المبرد و المازني و المصنف و عند سيبويه انها لا تكون الا حرف جر و رد بقوله:

«حاشا قريشا فان الله فضلهم

علي البريه بالاسلام و الدين»

و لكنها لا تصحب ما و اما الحديث اسامه احب الناس اليّ ما حاشا فاطمه فليست حاشا هذه الاداه بل فعل ماض بمعني استثني و ما الداخله عليه نافيه لا مصدريه هو من كلام الراوي و في روايه ما حاشا فاطمه و لا غيرها و قيل في حاشا في لغه حاش و في اخري حشا فاحفظهما

الحال

الحال وصفّ فضلةّ منتصب

مفهم في حال كفرداً أذهب

وكونه منتقلاً مشتقاً

يغلب لكن ليس مستحقاً

ويكثر الجمود في سعرٍ و في

مبدي تأوّلٍ بلا تكلّف

كبعه مدّا بكذا يداً بيد

وكرّ زيدّ أسداً أي كأسد

والحال إن عرّف لفظاً فاعتقد

تنكيره معنيً كوحدك اجتهد

ومصدرّ منكرّ حالاً يقع

بكثرةٍ كبغتةٍ زيدّ طلع

ولم ينكّر غالباً ذو الحال إن

لم يتأخر أو يخصّص أي يبن

من حد نفي او مضاهيه كلا

يبغ امرؤ علي امريءٍ مستشهدين

وسبق حالٍ ما بحرف جرّ قد

أبوا و لا أمنعه فقد ورد

ولا تجز حالاً من المضاف له

إلا إذا اقتضي المضاف عمه

أو كان جزء ماله أضيفا

أو مثل جزئه فلا تحيفا

والحال إن ينصب بفعلٍ صرّفا

أو صفةٍ أشبهت المصرّفا

فجائزّ تقديمه كمسرعا

ذا راحلّ ومخلصاً زيدّ دعا

وعاملّ ضمّن معني الفعل لا

حروفه مؤخراً لن يعملا

كتلك ليت و كان وندر

نحو سعيدّ مستقرّاً في هجر

ونحو زيدّ مفرداً أنفع من

عمرو معاناً مستجازّ لن يهن

والحال قد يجيء ذا تعدّد

لمفردٍ فاعلم و غير مفرد

وعامل الحال بها قد أكّدا

في نحو لا تعث في الأرض مفسدا

وإن تؤكد جملةً فمضمر

عاملها ولفظها يؤخّر

وموضع الحال تجيء جمله

كجاء زيدّ

و هو ناوٍ رحله

وذات بدءٍ بمضارعٍ ثبت

حوت ضميراً و من الواو خلت

وذات واو بعدها انو مبتدا

له المضارع اجعلنّ مسندا

وجملة الحال سوي ما قدّما

بواوٍ او بمضمرٍ أو بهما

والحال قد يحذف ما فيها عمل

وبعض ما يحذف ذكره حظل

الحال عندنا وصف جنس شامل ايضا للخبر و النعت فضله اي ليست احد جزاي الكلام فصل مخرج للخبر منتصب

مفهم في حال كذا اي مبين لحال صاحبه اي الهيئه التي هو عليها فصل مخرج النعت و التمييز في نحو لله دره فارسا كفردا اذهب اي في حال تفردي.

و لا يرد علي هذا الحد نحو مررت برجل راكب لانه مفهم في حال ركوبه لان افهامه ضمني و الغرض من تعريف الحال معرفه ما يقع عليه بعد معرفه

استعمال العرب له منصوبا لا معرفته ليحكم له بالنصب فلا يلزم الدور علي ادخال الحكم بالنصب في تعريفه قاله والدي رحمه الله آخذا من كلام صاحب المتوسط في نظير المساله و كونه منتقلا مشتقا اي وصفا غير ثابت هو الذي يغلب وجوده في كلامهم لكن ليس ذلك مستحقا فياتي لازما بان كان مؤكدا نحو يوم ابعث حيا مريم او دل عامله علي تجدد ذات صاحبه نحو خلق الله الزرافه يديها اطول من رجليها او غير ذلك مما هو مقصور علي السماع نحو قائما بالقسط آل عمران و ياتي جامدا لكن يكثر الجمود في سعر بالسين المهمله و في مبدي تاول بالمشتق بلا تكلف بان يدل علي مفاعله او تشبيه او ترتيب فالسعر كبعه مدا بكذا اي مسعرا او الدال علي المفاعله نحو يدا بيد اي مقبوضا و الدال علي التشبيه نحو كر زيد اسدا اي كاسد في الشجاعه و الدال علي الترتيب نحو تعلم الحساب بابا بابا و

ادخلوا رجلا رجلا و يقل اذا كان غير مؤول بالمشتق بان كان موصوفا نحو فتمثل لها بشرا سويا مريم او دالا علي عدده نحو فتم ميقات ربه اربعين ليله الاعراف او تفضيل نحو هذا بسرا اطيب منه رطبا او كان نوعا لصاحبه نحو هذا مالك ذهبا او فرعا له نحو هذا حديدك خاتما او اصلا نحو هذا خاتمك حديدا و الحال شرطه ان يكون نكره خلافا ليونس و البغداديين مطلقا و الكوفيين فيما تضمن معني الشرط و ان اتاك حال قد عرف لفظا فاعتقد تنكيره معني كوحدك اجتهد اي منفردا و جاءوا الجماء الغفير اي جميعا و جائت الخيل بداد اي متبدده و مصدر منكر حالا يقع سماعا مطلقا عند سيبويه بكثره كبغته زيد طلع اي باغتا و قياسا عند المبرد علي ما كان نوعا من الفعل كجئت ركضا فيقيس عليه جئت سرعه و رجله و عند المصنف و ابنه بعد اما نحو اما علما فعالم و بعد خبر شبه به مبتدؤه كزيد زهير شعرا او قرن بال الداله علي الكمال نحو انت الرجل علما و لم ينكر غالبا ذو الحال ان لم يتاخر او لم يخصص او لم يبن اي يظهر واقعا من بعد نفي او من بعد مضاهيه و هو النهي و الاستفهام و ينكر اي يجوز تنكيره ان تاخر كقوله:

«لميه موحشا طلل

يلوح كانه خلل»

او تخصص بوصف نحو و لما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا البقره في قراءه بعضهم او اضافه نحو في اربعه ايام سواء فصلت او وقع بعد نفي نحو و ما اهلكنا من قريه الا و لها كتاب معلوم الحجر او بعد نهي كلا يبغ امرؤ علي امريء مستسهلا

او استفهام نحو:

«يا صاح هل حم عيش باقيا فتري

في نفسك العذر في ابعادها الاملا»

و قد نكر نادرا من غير وجود شيء مما ذكر و منه صلي رسول الله جالسا و صلي وراءه قوم قياما و سبق حال ما بحرف جر قد ابوا كسبقها ما جر باضافه اليه و لا امنعه وفاقا للفارسي و ابني كيسان و برهان فقد ورد في الفصيح قال الله تعالي و ما ارسلناك الا كافه للناس السبا و قال الشاعر:

«اذا المرء اعيته المروءه ناشئا

فمطلبها كهلا عليه شديد»

و اول ذلك المانعون بان كافه حال من الكاف في ارسلناك و الهاء

للمبالغه اي و ما ارسلناك الا كافا للناس و بان كهلا حال من الفاعل المحذوف من المصدر اي فمطلبه اياها كهلا عليه شديد و سبقها المرفوع و المنصوب جائز خلافا للكوفيين و سبقها المحصور واجب كما جاء راكبا الا زيد و سبقها و هي محصوره ممتنع و لا تجز حالا من المضاف له خلافا للفارسي الا اذا اقتضي المضاف عمله اي العمل في الحال كقوله تعالي اليه مرجعكم جميعا يونس. او كان المضاف جزء ما له اضيفا كقوله تعالي و نزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا الحجر او مثل جزئه فلا تحيفا كقوله تعالي

ثم اوحينا اليك ان اتبع مله ابراهيم حنيفا النحل.

و الصورتان الاخيرتان قال ابو حيان لم يسبق المصنف الي ذكرهما احد انتهي قلت قد نقلهما المصنف في فتاويه عن الاخفش و قد تبعه عليهما جماعه و الحال ان ينصب بفعل صرفا او صفه اشبهت المصرفا فجائز خلافا للكوفيين تقديمه علي ناصبه ما لم يعارضه معارض من كون عامله صله لال او لحرف مصدري او مقرونا بلام القسم او لام الابتداء او كونه

جمله معها الواو كمسرعا ذا راحل و مخلصا زيد دعا فان كان ناصبه غير فعل كاسم الفعل او المصدر او فعلا غير متصرف كفعل التعجب او صفه كذلك كافعل التفضيل في بعض احواله لم يجز تقديمه عليه. ضابط جميع العوامل اللفظيه تعمل في الحال الا كان و اخواتها و عسي علي الاصح و عامل ضمن معني الفعل لا حروفه مؤخرا لن يعملا لضعفه كتلك و ليت و كان و لعل و ها التنبيه و الظروف المتضمنه معني الاستقرار و ندر عندنا توسط الحال بين صاحبه و عامله اذا كان ظرفا او مجرورا مخبرا به و ان اجازه الاخفش بكثره نحو سعيد مستقرا في هجر و منع بعضهم هذه الصوره كما منع تقديمه عليهما باجماع و تقديم الحال علي عامله اذا كان افعل مفضلا به كون في حال علي كون في حال نحو زيد مفردا انفع من عمرو معانا و هذا بسرا اطيب منه رطبا مستجاز لن يهن اي يضعف و الحال قد يجيء ذا تعدد لمفرد فاعلم كالخبر سواء كان الجميع في المعني واحدا كاشتريت الرمان حلوا حامضا ام لم يكن كجاء زيد عاذرا ذا مين و غير مفرد نحو لقيت زيدا مصعدا منحدرا ثم ان ظهر المعني رد كل حال الي ما يليق به و الا جعل الاول للثاني و الثاني للاول و عامل الحال و كذا صاحبها بها قد اكدا في نحو لا تعث في الارض مفسدا و ارسلناك للناس رسولا النساء لامن من في الارض كلهم جميعا يونس و ان تؤكد الحال جمله معقوده من اسمين معرفتين جامدين لبيان يقين او فخر او تعظيم او نحو ذلك فمضمر عاملها نحو

«انا ابن داره معروفا

بها نسبي

و هل بداره يا للناس من عار»

اي احقه و قيل عاملها المبتدا و قيل الخبر الواقع في الجمله و لفظها يؤخر وجوبا لعدم جواز تقدم المؤكد علي المؤكد و موضع الحال قد تجيء جمله خاليه من دليل الاستقبال كجاء زيد و هو ناو رحله و قد يجيء موضعه ظرف او مجرور متعلق

بمحذوف وجوبا نحو رايت الهلال بين السحاب فخرج علي قومه في زينته القصص و جمله الحال سواء كانت مؤكده ام لا اذا جيء بها ذات بدء بمضارع خال من قد ثبت او نفي بلا او ما او بماض تال الا او متلو باو حوت ضميرا رابطا ظاهرا او مقدرا و من الواو خلت نحو و لا تمنن تستكثر المدثر ما لكم لا تناصرون الصافات.

عهدتك ما تصبوا و فيك شبيبه فما لك بعد الشيب صبا متيما الا كانوا به يستهزؤن الحجر لاضربنه ذهب او مكث

و ان اتي من كلام العرف جمله مبدوءه بما ذكر و هي ذات واو فلا تجره علي ظاهره بل بعدها اي بعد الواو انو مبتدا له المضارع المذكور اجعلن مسندا خبرا نحو:

«فلما خشيت اظافيرهم

نجوت و ارهنهم مالكا»

اي و انا ارهنهم مالكا و ذات بدء بمضارع مقرون بقد يلزمها الواو نحو لم تؤذونني و قد تعلمون اني رسول الله الصف قاله في التسهيل و جمله الحال سوي ما قدما و هي الجمله الاسميه مثبته او منفيه و الفعليه المصدره بمضارع منفي او بماض مثبت او منفي بشرط ان تكون غير مؤكده تاتي بواو فقط نحو جاء زيد و عمرو قائم جاء زيد و لم تطلع الشمس جاء زيد و قد طلعت الشمس جاء زيد و ما طلعت الشمس.

و شرط جمله الحال المصدره

بالماضي المثبت المتصرف المجرد من الضمير ان تقترن بقد ظاهره او مقدره لتقربه من الحال و استشكله السعد و تبعه شيخنا العلامه الكافيجي بان الحال الذي هو قيد علي حسب عامله فان كان ماضيا او حالا او مستقبلا فكذلك الحال فلا معني لاشتراط تقريبه من الحال بقد قال فما ذكروه غلط نشا من اشتراك لفظ الحال بين الزمان الحاضر و هو ما يقابل الماضي و بين ما يبين الهيئه المذكوره انتهي.

و قد اختار ابو حيان تبعا لجماعه عدم الاشتراط كما لو وجد الضمير

او تاتي بمضمر فقط نحو اهبطوا بعضكم لبعض عدو البقره فانقلبوا بنعمه من الله و فضل لم يمسسهم سوء آل عمران او جاءوكم حصرت صدورهم النساء. جاء زيد ما قام ابوه او بهما نحو خرجوا من ديارهم و هم الوف البقره و الذين يرمون ازواجهم و لم يكن لهم شهداء الا انفسهم النور ا فتطمعون ان يؤمنوا لكم و قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله البقره جاء زيد و ما قام ابوه و الحال قد يحذف ما فيها عمل جوازا لدليل حالي كقولك للمسافر راشدا مهديا او مقالي نحو بلي قادرين القيامه.

و بعض ما يحذف مما يعمل في الحال وجب فيه ذلك حتي ان ذكره حُظِل اي منع منه كعامل الموكدة للجملة و النائبة مناب الخبر كما سبق و المذكورة للتوبيخ نحو اقاعدا و قد قام الناس او بيان زيادة او نقص بتدريج ك تصديق بدينار فصاعدا و اشتره بدينار فسافلا و هو قياس و ك هنيئا لك و هو سماع.

تتمة: الاصل في الحال ان تكون جائزة احذف و قد يعرض لها ما يمنع منه ككونها جوابا نحو راكيا لمن قال كيف

جئت او مقصودا حضرها نحو لم اعده الا حرضا او نائبة عن الخبر نحو ضربي زيدا قادما او منهيا عنها نحو و لا تقربوا الصلاة و انتم سكاري

التمييز

إسمّ يمعني من مبينّ نكره

ينصب تمييزاً بما قد فسّره

كشبرٍ ارضاً و قفيزٍ برّاً

و منوين عسلاً وتمرا

و بعد ذي وشبهها إذا

أضفتها كمدّ حنطةٍ غذا

والنّصب بعد ما أضيف وجبا

إن كان مثل ملء الأرض ذهبا

والفعال المعني انصبن بأفعلا

مفضّلاً كأنت أعلي منزلا

وبعد كلّ ما اقتضي تعجّبا

ميّز كأكرم بأبي بكرٍ أبا

واجرر بمن إن شئت غير ذي العدد

و الفاعل المعني كطب نفسا تفد

وعامل التمييز قدّم مطلقا

وا لفعل ذو التصريف نزرا سبقا

و هو المميز و التبيين و المبين و التفسير و المفسر بمعني واحد. اسم بمعني من مبين لابهام الاسم او نسبته نكرة ينصب تمييزا فخرج بالقيد الاول الحال و بالثاني اسم لا و نحو:

استغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد اليه الوجه و العمل و قد ياتي التمييز غير مبين فيعد مؤكدا نحو:

ان عدة الشهور عند الله اثني عشر شهرا و قد ياتي بلفظ المعرفة نحو:

و طبت النفس يا قيس عن عمرو فيعتقد تنكيره معني و نصبه بما قد فسره في تفسير لاسم و بالمسند من فعل او شبهه في تفسير النسبة.

هذا و الاسم المبهم الذي يفسره التمييز اربعة اشياء:

العدد ك احد عشر كوكبا و لا يجوز جرّ تمييزه و المقدار و هو مساحة كشبر ارضا و كيل نحو قفيز بُرا و وزن نحو منوين عسلا و تمرا و ما يشابه المقدار نحو مثقال ذرة خيرا يره و فرع التمييز نحو خاتم حديدا و بعد ذي الثلاثة المذكورة في البيت و نحوها كالذي ذكرته بعد اجرره اذا اضفتها بعمال المضاف اليه كمدُّ حنطة غذا و

لا تحقّر ظلامة و لو شبر ارض و يجوز ايضا جرّه بمن كما سيذكره و رفعه علي البدل.

و النصب للتميز الواقع بعدما اي مبهم اضيف الي غيره وجبا ان كان المميز لا يغني عن المضاف اليه مثل ملؤ الارض ذهبا فان اغني نحو هو اشجع الناس رجلا جاز الجرّ فتقول هو اشجع رجلٍ.

و التمييز الفاعل في المعني انصبن بافعلا الكائن مفضلا كانت اعلي منزلا اذ معناه انت علا منزلك بخلاف غيره فيجب جرّه به ك زيدا اكمل فقيه.

و بعد كل ما اقتضي تعجبا سواء كان بصيغة ما افعله او افعل به ام لا مميز ناصبا كاكرم بابي بكر ابا و لله درّه فارسا و حسبك بزيد رجلا و كفي به عالماو

«بانت لتحزننا غفارة

يا جارتا ما انت جراة»

واجرر بمن التبعيضية ان شئت كل مميز غير اربعة اشياء التمييز ذي العدد اي المفسر له كما تقدم و التمييز الفاعل في المعني ان كان محمولا عن الفاعل صناعة كطبْ نفسا تُفَد او عن مضاف نحو:

زيد اكثر مالا و المحمول عن المفعول نحو:

غرست الارض شجرا و عامل التمييز فدم مطلقا عليه اسما كان او فعلا جامدا او متصرف و الفعل ذو التصريف نزرا سبقا بضم اوله بالتمييز كقوله:

«اتهجر ليلي بافراق حبيبها

و ما كا دنفسا بالفراق تطيب»

و قوله:

«انفسا تطيب بنيل المني

و داعي المنون ينادي جهارا»

و قاس ذلك الكسائي و المبرد و المازني و اختاره المصنف في شرح العمدة.

حروف الجرّ

هاك حروف الجرّ و هي من إلي

حتي خلا حاشا عدا في عن علي

مذ ربّ اللام كي واوّ وتا

والكاف و الواو وربّ و التا

واخصص بمذ ومنذ وقتاً وبربّ

منكّرا و التاء لله وربّ

وما رووا من نحو ربّه فتي

نزرّ كذا كها ونحوه أتي

بعّض وبيّن وابتدئ

في الأمكنة

بمن و قد تأتي لبدء الأزمنة

وزيد في نفي وشبهه فجر

نكرةً كما لباغٍ من مفر

للآنتها حتي ولامّ الي

ومن وباءّ يفهمان بدلا

واللام للملك وشبهه و في

تعديةٍ أيضا وتعليلٍ قفي

وزيد و الظرفيّة استبن ببا

وفي و قد يبيّنان السّببا

بالبا استعن وعدّ عوّض ألصق

ومثل مع و من و عن بها انطلق

علي للاستعلا ومعني في و عن

بعن تجاوزاً عني بها انطق

علي للاستعلا ومعني في و عن

بعن تجاوزاً عني من قد فطن

وقد تجي موضع بعدٍ و علي

كما علي موضع عن قد جعلا

شبّه بكافٍ و بها التعليل قد

يعني وزائدا لتوكيدٍ ورد

واستعمل اسماً و كذا عن و علي

من أجل ذا عليهما من دخلا

ومذ ومنذ اسمان حيث رفعا

أو أوليا الفعل كجئت مذ دعا

وإن يجرّا في مضيٍّ فكمن

هما و في الحضور معني في استبن

وبعد من و عن وباءٍ زيد ما

فلم يعق عن عملٍ قد علما

وزيد بعد رُبٍّ و الكاف فكفّ

وقد يليهما وجرّّّ لم يكف

وحذفت رُبّ لدي

حذفٍ وبعضه يري مطرّدا

هاك اي خذ حروف الجر و هي عشرون من و الي و حتي و خلا و حاشا و عدا و في و عن و علي و مذ و منذ و رب و اللام و كي و قلّ من ذكرها و لا تجرّ الا ما الاستفهامية و ان و ما و صلتهما و واو و تا و الكاف و الباء و لعل و قلّ من ذكر هذه ايضا و لا تجربها الا عُقيل و مت و قلّ من ذكرها ايضا و لا تجرّ بها الا هُذيل و زاد في الكافية لولا اذا و ليها ضمير و هو مشهور عن سيبويه بالضاهر اخصص مذ و منذ و حتي و الكاف و الواو و رب و التاء فلا تجربها ضميرا

و اخصص بمذ و منذ وقتا غير مستقب نحو:

ما رايته مذيومنا و منذ يوم الجمعة و اخصص بربّ منكرا لفظا و معني او معني فقط كما قال في شرح الكافية نحو:

ربّ رجل و اخيه.

و التاء جارّة لله و رب مضافا الي الكعبة او الياء نحو تالله و ترب الكعبة و تربي و سمع ايضا تالرحمن و ما رووا من ادخال رُب علي الضمير نحو رُبه فتيً نزر من وجهين ادخالها علي غير الضاهر و علي معرفة كذا نزر ادخال الكاف علي الضمير كقوله:

«لئن كان من جن لابرح طارقا

و ان يك انسا ما كها الانس يفعل»

و نحوه مما اتي كقوله:

«فلا تري بعلا و ا حلائلا

كهو و لا كهن الا حافظا»

و كذا ادخال حتي عليه نحو:

فلا و الله لا يبقي انس

فتي حتاك يابن ابي زياد»

فصل: في معناي حروف الجر بعِّض و بيّن الجنس و ابتديء في المكنة بالتفاق بمن نحو:

لن تنالوا البرّ حتي انتفقوا مما تحبون و فاجتنبوا الرجس من الاوثان و سبحان الذي اسري بعبدي ليلا من المسجد الحرام و قد تاتي لبدء الازمنة كقوله تعالي لسمجد اسس علي التقوي من اول يوم و نفاه البصريون الا الاخفش و مذهبه و زيد اي من عندنا في نفي و شبهه و هو النهي و الاستفهام فجرّ نكرة كما بلاغ من مفرّ و هل من خالق غير الله و زيد عند الاخفش في الايجاب فجرّ النكرة و المعرفة نحو:

قد كان من مطر من فضل ورفنا

فضلا علي الارض و الانعام و الناس»

«يظل به الجر با يمثل قائما

و يكثر فيه من حنين الاباعر»

للانتهاء حتي نحو:

حتي مطلع الفجر و لام نحو سقناه لبلد ميت و الي نحو سرت البارحة الي آخر

الليل.

و من و باء يفهمان بدلا نحو:

ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فليت لي بهم قوما اذا ركبوا

شنّوا الاغارة فرسانا و ركبانا

و اللام للملك نحو لله ما في السماوات و ما في الارض و شبهه و هو الاختصاص نحو السرج للدابة و فب تعدية ايضا و تعليل قفي نحو:

فهب لي من لدنك وليا و

اني لتعروني لذكراك

هزة كما انتقض العصفور بلله القطر»

و زيد للتوكيد نحو:

«فلا و الله لا يلقي لمابي

و لا للمابهم ابدا دواء»

و تاتي للتقوية و هو معني بين التعدية و الزيادة نحو:

ان كنتم للرؤيا تعبرون و فعال لما يرد قال في شرح الكافية و لا يفعل ذلك بمعتد الي اثنين لعدم امكان زيادتها فيهما لانه لم يعهد و في احدهما لعدم المرجح و الظرفية حقيقة او محازا استبن بب و في نحو و انكم لتمرّون عليهم مصبحين و بالليل و ما كنت بجنب الغربي و الم غلبت الروم في ادني الرض و لقد كان في يوسف و اخوته آيات و قد يبيّنان السببا نحو فبظلم من الذين هادوا و دخلت امرءة النار في هرّة حبستها.

بالباء استعن نحو:

بسم الله الرحمن الرحيم و عدّ نحو ذهب الله بنورهم و لا يجمع بينها و بين الهمزة و عوّض و التعويض غير البدل نحو بعتك هذا بهذا و الصق نحو وصلتُ هذا بهذا و مثل مع و من التبعيضية و عن بها انطق نحو نسبح بحمدك و عينا يشرب بها عبادالله و سال سائل بعذاب واقع.

علي للاستعلاء حسا نحو و عليها و علي الفلك تحملون او معني نحو تكبّر زيد علي عمرو و معني في نحو:

و اتّبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان و معني عن نحو:

اذا رضيتْ عليّ بنو قُشير

لعمروالله

اعجبني رضاها»

بعن تجاوزا عني من قد فطن نحو:

رميتن السهم عن القوس و قد يجيء موضع بعد نحو:

لتركبن طبقا عن طبق و موضع علي نحو:

لاه ابن عمك لا افضلت في حسب

عنّي و لا انت دياّني فتخزوني»

كما علي موضع عن قد جعلا كما تقدّم و هذا تصريح بانّ لكلّ حرف معني مختصا به و استعماله في غيره علي وجه النيابة شبّه بكاف نحو زيد كالاسد و بها التعليل قد يعني نحو واذكروه كما هداكم و زائدا لتوكيد ورد نحو ليس كمثله شيء واستعمل اسما مبتداء نحو:

«ابداً كالفراء فوق ذراها

جين يطوي المسامع الصرّار»

و فاعلا نحو:

اتنهتون و لن ينهي ذوي شطط كالطعن

يذهب فيه الزيت و الفتل»

و مجرورا باسم نحو:

و لعبت طير بهم ابابيل

فصيروا مثل كعصف ماكول»

و بحرف نحو:

«بكا اللقوة الشغواءجلت و لم اكن

لاولع الا بالكمي المقنع»

و كذا عن و علي يستعملان اسمين من اجل ذا عليهما من دخلا في قوله:

فقلت للركب لمّاان علابهم

من عن يمين الحبيا نظرةً قُبُلُ»

و قوله:

«غدتْ من عليه بعد ماتمَّ ظمؤها

تصلّ و عن قيض ببيداء مجهل»

و مذ و منذ اسمان حيث رفعا نحو ما رايته مذيومان و هما حينئذ في الماضي بمعني اوّل المدة و في غيره بعمني جميع المدة و الصحيح انّهما حينئذ مبتدءان ما بعدهما خبر و قيل بالعكس و قسل ظرفقان و ملكان تامة محذوفة او أوليا الفعل او الجملة الاسمية كجئت مذ دعا و

«مازلت ابغي المال مذ انا يافع

وليدا و مهلا حين شبتُ و امردا»

و ان تجرّا في مضيّ فكَمِن الابتدائية هما و في الحضور اذا جرّا معني في اي الظرفية استبن بهما و بعد من و عن وباء زيد ما فلم يعُق اي لم يكفّ عن

عمل قد علما و هو الجر نحو:

مما خطيئاتهم و عما قليلٍ، فبما نقضهم.

قال في شرح الكافية و قد تحدث مع الباء تقليلا و هي لغة هُذيل و زيد بعد ربّ و الكاف فكف، عن العمل و ادخلتهما علي الجمل نحو:

ربّما اوفيتُ في علم

ترفعن ثوبي شمالات»

و ربما يودّ الذين كفروا و:

«ربّما الجامل المؤبّل فيهم

و عنا بينهن المهار»

«احٌ ماجد لم يخزني يوم مشهد

كما سيف عمروه لم تخنه مضاربه»

و قد يليها ما و جرّ لم يكفّ نحو:

«ماويّ يا ربّما غارة

شعواء كاللذعة بالميسم»

«و ننصر مولان و نعلم انّه

كما الناس مجروم عليه و جارم»

و حذفت ربّ فجرّت مضمرة بعد بل و هو قليل نحو:

بل بلد ملؤالاكام قتمه

لا يشتري كتّانه و جهرُمُه»

و بعد الفاء و هو قلقل ايضا نحو:

«فمثلك حبلي قد طرقت و مرضع

فالهيتها عن ذي تمائم مغيل»

و بعد الواو ضاع ذا العمل حتِب قال بعضهم ان الجرّ بالواو نفسها نحو:

«و ليلٍ كموج البحر ارخيَ سدوله

عليّ بانواع الهموم ليبتلي»

و ربّما جرّت محذوفة دون حرف نحو:

«رسم دار و قفت في طلبه

كدتُ اقصي الحساة من جلله»

و قد يجرّ بسوي ربّ لدي حذف له و هو سما كقول بعضهم و قد قيل له كيف اصبحت خيرٍ و الحدلله اي علي خير و بعضه يري مطّردا يقس عليه نحو:

بكم درهمٍ اشتريت اي بكم من درهم و مررت برجل صالح الا صالحٍ فطالحٍ حكاه يونس اي ان لا أمُرَّ بصالحٍ فقد مررت بصالحٍ.

الإضافة

نوناً تلي الإعراب أو تنوينا

مما تضيف احذف كطور سينا

والثاني اجرر وانو من أو في إذا

لم يصلح إلا ذاك و اللام خذا

لما سوي ذينك واخصص أوّلا

أو أعطه التعريف بالذي تلا

وإن يشابه المضاف يفعل

وصفاً فعن تنكيره لا يعزل

كربّ راجينا عظيم الأمل

مروّع القلب قليل الحيل

وذي الإضافة اسمها

لفظية

وتلك محضةّ ومعنويّة

ووصل أل بذا المضاف مغتفر

إن وُصلت بالثاني كالجعد الشعر

أو بالذي له أضيف الثاني

كزيدُ الضاربُ رأسِِِِِ الجاني

وكونها في الوصف كافٍ إن وقع

مثنّيً أو جمعاً سبيله اتبع

وربّما أكسب ثانٍ أولا

تأنيثاً ان كان الحذف موهلا

ولا يضاف اسمّ لما به اتحد

معني وأوّل موهماً إذا ورد

وبعض الأسماء يضاف أبدا

وبعض ذا قد يأت لفظاً مفردا

وبعض ما يضاف حتما امتنع

إيلاؤه اسماً ظاهراً حيث وقع

كوحد لبّي ودوالي سعديْ

وشذّ إيلاء يديْ للبّي

وألزموا إضافةً الي الجمل

حيث و إذا و إن ينوّن يحتمل

إفراد إذا و ما كإذ معنيً كإذا

أضف جوازاً نحو حين جانبذ

وابن أو اعرب ما كإذ قد أجريا

واختر بنا متلوّ فعلٍ بنيا

وقبل فعلٍ معرب أو مبتدا

أعرب و من بني فلن يفنّدا

وألزموا إذا إضافةً الي

جمل الافعال كهن إذا اعتلي

لمفهم اثنين معرّفٍ بلا

تفرّقٍ أضيف كلتا وكلا

ولا تضف لمفردٍ معرّفٍ

أيّا و إن كرّرتها فأضف

اوتنوِ الأجزا واخصص بالمعرفة

موصولةً أيّاً وبالعكس الصّفه

وإن تكن شرطاً او استفهاما

فمطلقاً كمّل بها الكلاما

والزموا إضافةً لدن فجرّ

ونصبُ غدوةٍ بهما عنهم ندر

ومع مع فيها قليلّ ونقل

فتحّ وكسرّ لسكونٍ يتصل

واضمم بناءً غيراً ان عدمت ما

له أضيف ناوياً ما عدما

قبلُ كغيرُ بعدُ حسبُ أوّلُ

ودونُ و الجهاتُ أيضاً وعلُّ

وأعربوا نصباً إذا ما نكّرا

قبلاً و ما من بعده قد ذكرا

وما يلي المضاف يأتي خلفا

عنه في الاعراب إذا ما حذفا

ورّبّما جرّوا الذي أبقوْا كما

قد كان قبل حذف ما تقدّما

لكن بشرط أن يكون ما حُذفْ

مماثلاً لما عليه قد عُطف

ويُحذفُ الثاني فيبقي الأوّل

كحاله إذا به يتصلّ

بشرط عطفٍ وإضافةٍ إلي

مثل الذي له أضفت الأوّلا

فصل مضافٍ شبه فعلٍ ما نصب

مفعولاً أو ظرفاً أجز و لم يعب

فصل يمينٍ واضطرارا وجدا

بأجنبيٍّ أو بنعتٍ أو ندا

نونا تلي الاعراب اي حروفه او تنوينا ملفوظا به او مقدرا مما تضيف احذف لان الاضافه تؤذن بالاتصال و التنوين و

خلفه و هو النون يؤذنان بالانفصال كطور سينا و دراهمك و غلامي زيد

و الثاني و هو المضاف اليه اجرر وجوبا بالحرف المقدر عند المصنف و بالمضاف عند سيبويه و بالاضافه عند الاخفش و انو من ان كان المضاف بعض المضاف اليه و صح اطلاق اسمه عليه كذا قال في شرح الكافيه تبعا لابن السراج مخرجا بالقيد الاخيرنحو يد زيد ممثلا بنحو خاتم فضه و ثوب خز او انو في اذا لم يصلح الا ذاك نحو بل مكر الليل و النهار السبا و اللام خذا ناويا لها لما سوي ذينك نحو غلام زيد.

و اخصص اولا بالثاني ان كان نكره كغلام رجل او اعطه التعريف بالذي تلا ان كان معرفه كغلام زيد.

و ان يشابه المضاف يفعل اي المضارع في كونه مرادا به الحال او الاستقبال حال كونه وصفا كاسمي الفاعل و المفعول و الصفه المشبهه فعن تنكيره لا يعزل سواء اضيف الي معرفه او نكره و لذلك وصف به النكره ك هديا بالغ الكعبه المائده و نصب علي الحال ك ثاني عطفه الحج و دخل عليه رب كرب راجينا عظيم الامل مروع القلب قليل الحيل.

و ذي الاضافه و هي اضافه الوصف الي معموله اسمها لفظيه لانها افادت تخفيف اللفظ بحذف التنوين و النون و تلك الاضافه و هي التي تفيد التعريف او التخصيص اسمها محضه اي خالصه و معنويه ايضا لانها افادت امرا معنويا.

و وصل ال بذا المضاف اضافه لفظيه مغتفر ان وصلت ال بالثان اي المضاف اليه كالجعد الشعر او وصلت بالذي له اضيف الثاني كزيد الضارب راس الجاني او بما يعود اليه ان كان ضميراكما في التسهيل كمررت بالضارب الرجل و الشاتمه و

منع المبرد هذه و

جوز الفراء اضافه ما فيه ال الي المعارف كلها كالضاربك و الضارب زيد بخلاف الضارب رجل و قد استعمله الامام الشافعي في خطبه رسالته فقال الجاعلنا من خير امه اخرجت و كونها اي ال في الوصف فقط كاف ان وقع مثني نحو مررت بالضاربي زيد و الضاربي رجل او وقع جمعا سبيله اي سبيل المثني اتبع بان كان جمع سلامه نحو مررت بالضاربي زيد و الضاربي رجل و ربما اكسب ثان اولا تانيثا و تذكيرا ان كان الاول لحذف موهلا اي اهلا نحو:

«و تشرق بالقول الذي قد اذعته

كما شرقت صدر القناه من الدم»

فاكسب القناه المؤنث الصدر المذكر التانيث لما اضيف اليه و نحو:

«رؤيه الفكر ما يؤول له ال

امر معين علي اجتناب التواني»

فاكسب الفكر المذكر رؤيه المؤنث التذكير لما اضيف اليه و خرج بقوله ان كان لحذف موهلا ما ليس اهلا له بان يختل الكلام لو حذف فلا يكسبه ما ذكر كقام غلام هند و قامت امراة زيد.

و لا يضاف اسم لما به اتحد معني فلا يضاف اسم لمرادفه و لا موصوف الي صفته و لا صفه الي موصوفها لان المضاف يتعرف بالمضاف اليه او يتخصص و الشيء لا يتعرف و لا يتخصص الا بغيره و اول موهما لذلك اذا ورد نحو هذا سعيد كرز اي مسمي هذا

للقب و مسجد الجامع اي مسجد اليوم الجامع او المكان الجامع و جرد قطيفه اي شيء جرد من قطيفه.

و اعلم ان الغالب في الاسماء ان تكون صالحه للاضافه و الافراد و بعض الاسماء يمتنع اضافته كالمضمرات و بعض الاسماء يضاف الي المفرد ابدا لفظا و معني كقصاري و حمادي و بيد و لدي

و سوي و عند و ذي و فروعه و

اولي و بعض ذا الذي ذكر انه يلزم الاضافه قد يلزمها معني فقط و يات لفظا مفردا عنها ككل و بعض و اي نحو و ان كلا لما ليوفينهم هود و فضلنا بعضهم علي بعض الاسراء و ايا ما تدعوا الاسراء و بعض ما يضاف حتما امتنع ايلاؤه اسما ظاهرا فلا يليه الا ضمير حيث وقع كوحد نحو اذا دعي الله وحده المؤمن.

«و كنت اذ كنت الهي وحدكا

لم يك شيء يا الهي قبلكا»

«و الذئب اخشاه ان مررت به

وحدي و اخشي الرياح و المطرا»

و لبّيْ و يختص بضمير غير الغائب نحو لبيك اي اجابه بعد اجابه و هو عند سيبويه مثني للتكثير و عند يونس مفرد اصله لبي بوزن فعلي قلبت الفه ياء في الاضافه كانقلاب الف لدي و علي و الي و رد بانه لو كان مفردا جاريا مجري ما ذكر لم تنقلب الفه الا مع المضمر كلدي و قد وجد قلبها مع الظاهر في البيت الاتي و دوالي كلبي نحو دواليك اي تداولا بعد تداول و سعدي نحو سعديك اي سعدا بعد سعد.

و شذ ايلاء يدي للبي في قول الشاعر:

«دعوت لما نابني مسورا

فلبي فلبي يدي مسور»

و كذا ايلاؤه ضمير غائب في قوله:

«انك لو دعوتني و دوني

زوراء ذات مترع بيون»

لقلت لبيه لمن يدعوني قاله في شرح التسهيل

و الزموا اضافه الي الجمل اسميه كانت او فعليه حيث و اذ نحو جلست حيث جلس زيد و حيث زيد جالس و اذكروا اذ كنتم قليلا الاعراف و اذكروا اذ انتم قليل الانفال و شذ اضافه حيث الي المفرد في قوله:

«ا ما تري حيث سهيل طالعا

نجما يضيء كالشهاب لامعا»

و ان ينون اذ و يكسر ذالها لالتقاء الساكنين يحتمل اي

يجوز افراد اذ عن الاضافه و يجعل التنوين عوضا عما يضاف اليه نحو و انتم حينئذ تنظرون الواقعه و ما كاذ معني اي في المعني و هو كل اسم

زمان مبهم ماض كاذ اضف الي الجملتين جوازا نحو حين جا نبذ و جئتك حين الحجاج امير و ابن علي الفتح او اعرب ما كاذ قد اجريا اما الاول فبالحمل عليها و اما الثاني فعلي الاصل و لكن اختر بنا متلو اي واقع قبل فعل بنيا ماض او مضارع مقرون باحدي النونين نحو:

«علي حين الهي الناس جل امورهم

فندلا زريق المال ندل الثعالب»

و الواقع قبل فعل معرب او قبل مبتدا اعرب وجوبا عند

البصريين نحو هذا يوم ينفع الصادقين المائده و جوز الكوفيون بناءه و اختاره المصنف فقال و من بني فلن يفندا كقراءه نافع يوم ينفع و الزموا اذا اضافه الي جمل الافعال فقط كهن اذا اعتلي اي تواضع اذا تعاظم و تكبر و اجاز الاخفش و الكوفيون وقوع المتبدا بعدها و لم يسمع و نحو اذا السماء انشقت الانشقاق من باب و ان احد من المشركين استجارك التوبه و نحو:

«اذا باهلي تحته حنظليه

له ولد منها فذاك المذرع»

علي اضمار كان كما اضمرت هي و ضمير الشان في قوله:

«و نبئت ليلي ارسلت بشفاعه

الي فهلا نفس ليلي شفيعها»

فرع: مشبه اذا من اسماء الزمان المستقبل كاذا لا يضاف الا الي الجمله الفعليه قاله في شرح الكافيه نقلا عن سيبويه و استحسنه و قال لو لا ان من المسموع ما جاء بخلافه كقوله تعالي يوم هم بارزون المؤمن انتهي.

و اجاب ولده عنها بانها مما نزل فيه المستقبل لتحقق وقوعه منزله الماضي و حينئذ فاسم الزمان فيه ليس بمعني اذا بل بمعني اذ

و هي تضاف الي الجملتين قال ابن هشام و لم ار من صرح بان مشبه اذا كمشبه اذ يبني و يعرب بالتفصيل السابق و قياسه عليه ظاهر و منه هذا يوم ينفع الصادقين المائده لان المراد به المستقبل انتهي.

قلت تقدم نقلا عنهم الاستدلال به علي مشبه اذ لانه مما نزل فيه المستقبل لتحقق وقوعه منزله الماضي لا سيما في اوله قال بلفظ الماضي لمفهم اثنين لفظا و معني او معني فقط معرف بلا تفرق بعطف اضيف كلتا و كلا نحو جاءني كلا الرجلين

«ان للخير و للشر مدي

و كلا ذلك وجه و قبل»

و لا يضافان لمفرد و لا لمنكر خلافا للكوفيين و لا لمفرق و شذ:

«كلا اخي و خليلي واجدي عضدا

في النائبات و المام الملمات»

و لا تضف لمفرد معرف ايا بل اضفها الي مثني او مجموع مطلقا او مفرد منكر و ان كررتها فاضف الي المفرد المعرف نحو:

«فلئن لقيتك خاليين لتعلمن

ايي و ايك فارس الاحزاب»

او ان تنو الاجزا فاضفها اليه نحو اي زيد حسن اي اي اجزائه.

و اخصصن بالمعرفه مع اشتراط ما سبق موصوله ايا فلا تضفها الي نكره خلاف لابن عصفور نحو ايهم اشد مريم و بالعكس اي الصفه و الحال فلا يضافان الا الي نكره كمررت بفارس اي فارس و بزيد اي فارس و ان تكن اي شرطا او استفهاما فمطلقا سواء اضيفت الي معرفه او نكره كمل بها الكلاما نحو ايها الاجلين قضيت القصص فباي حديث

الاعراف.

فرع: اذا اضيفت اي الي مثني معرفه افرد ضميرها او الي نكره طوبق و الزموا اضافه لدن و هو ظرف لاول غايه زمان او مكان مبني الا في لغه قيس فجر و افرادها و نصب غدوه بها علي

التمييز او التشبيه بالمفعول به او اضمار كان و اسمها الوارد عنهم ندر و كذا رفعها علي اضمار كان كما حكاه الكوفيون و يعطف علي غدوه المنصوبه بالجر لان محلها جر و جوز الاخفش النصب قال المصنف و هو بعيد عن القياس

و مع اسم لمكان الاجتماع او وقته معرب الا في لغه ربيعه فيقولون مع بتسكين العين فيها بناء و هو قليل و قال سيبويه ضروره و منه

«فريشي منكم و هواي معكم

و ان كانت زيارتكم لماما»

و نقل في هذه الحاله فتح و كسر لعينها لسكون يتصل بها مستند الاول الخفه و الثاني الاصل في التقاء الساكنين.

تتمة: لا تنفك مع عن الاضافه الا حالا بمعني جميع كقوله بكت عيني اليسري فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم اسكبتا معا

و اضمم بناء وفاقا للمبرد غيرا ان عدمت ما له اضيف حال كونك ناويا معني ما عدما قال في شرح الكافيه لزوال المعارض للشبه المقتضي للبناء و هو عدم الاستقلال بالمفهوميه.

قلت و هي نظيره اي فياتي في هذه ما قلته فيها و هو وجود هذه العله فيها اذا لم ينو المضاف اليه مع قولهم باعرابها حينئذ فالاحسنما ذهب اليه الاخفش من كونها معربه في هذه الحاله ايضا

كما اجمعوا علي ان فتحها في هذه الحاله مطلقا و ضمها مع التنوين الذي هو قليل حركتا اعراب و شرط ابن هشام لجواز حذف ما تضاف اليه ان يقع بعد ليس نحو قبضت عشره ليس غير اي ليس المقبوض غير ذلك او ليس غير ذلك مقبوضا و ذكر ابن السراج في الاصول و غيره وقوعها بعد لا ثم بناؤها علي الحركه لان لها اصلا في التمكين و لولاه لم يفارقها البناء و كانت ضمه

لئلا يلتبس الاعراب بالبناء قاله في شرح التسهيل.

و خرج بقوله ان عدمت الي آخره ما اذا لم يعدم المضاف اليه و اما اذا عدم و لم ينو فانها حينئذ معربه و سياتي تصريحه بهذه الحاله و كذا اذا نوي لفظه دون معناه كما قاله في شرح الكافيه

و اخرجه تقييدي المنوي بالمعني قبل كغير في جميع ما تقدم فتبني علي الضم اذا حذف ما تضاف اليه و نوي معناه نحو لله الامر من قبل و من بعد الروم دون ما اذا لم يحذف نحو جئت قبل العصر او حذف و لم ينو نحو:

«فساغ لي الشراب و كنت قبلا

اكاد اغص بالماء الحميم»

او نوي لفظه نحو:

«و من قبل نادي كل مولي قرابه

فما عطفت مولي عليه العواطف»

و الاحسن فيها ايضا و فيما بعدهاما اختاره الاخفش من الاعراب مطلقاو مثلها ايضا بعد فتبني و تعرب علي التفصيل المتقدم كالايه السابقه و نحو جئت بعد العصر و قريء لله الامر من قبل و من بعد الروم و كذا حسب نحو قبضت عشره فحسب اي فحسبي ذلك

و هذا حسبك من رجل و اول كما حكاه الفارسي من قولهم ابدا بذا من اول بالضم علي نيه معني المضاف اليه و الجر علي نيه لفظه و الفتح علي ترك نيته و منع صرفه للوزن و الوصف و دون و الجهات الست ايضا نحو:

«اذا انا لم اومن عليك و لم يكن

لقاؤك الا من وراء وراء»

و حكي الكسائي ا فوق تنام ام اسفل بالنصب اي ا فوق هذا و عل بمعني فوق نحو:

«و لقد سددت عليك كل ثنيه

و اتيت فوق بني كليب من عل»

مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل و فهم

من ذكر المصنف لها جواز اضافتها لفظا و به صرح الجوهري و خالفه ابن ابي الربيع

و اعربوا نصبا و جرا كما تقدم و رفعا اذا ما نكرا اي قطع عن الاضافه لفظا و نيه قبلا و ما من بعده و قبله قد ذكرا و شمل ذلك عل و به صرح بعضهم لكن قال ابن هشام ما اظن نصبها موجودا ثم هو علي الظرفيه في قبل و ما بعده الا حسب فعلي الحاليه و ذكر المصنف ان اسماء الجهات ما عدا فوق و تحت تتصرف تصرفا متوسطا و ان دون تتصرف تصرفا نادرا و ما يلي المضاف اي المضاف اليه ياتي خلفا عنه اي عن المضاف في الاعراب و التذكير و التانيث و غيرها اذا ما حذفا نحو:

و جاء ربك الفجر اي امر ربك و تجعلون رزقكم الواقعه اي بدل شكر رزقكم.

يسقون من ورد البريص عليهم بردي يصفق بالرحيق السلسل اي ماء بردي و هو نهر بدمشق

«مرّت بنا في نسوه خولة

و المسك من اردانها نافحه»

اي رائحته، ان هذين حرام علي ذكور امتياي استعمالهما و تلك القري اهلكناهم الكهف اي اهلها تفرقوا ايادي سبا اي مثلها

و ربما جروا المضاف اليه الذي ابقوا كما قد كان قبل حذف ما تقدما و هو المضاف لكن لا مطلقا بل بشرط ان يكون ما حذف مماثلا في اللفظ و المعني لما عليه قد عطف او مقابلا له فالاول نحو:

«ا كل امري تحسبين امرا

و نار توقد بالليل نارا»

و الثاني كقراءه بعضهم تريدون عرض الدنيا و الله يريد الاخره الانفال اي باقي الاخره كذا قدره ابن ابي الربيع و يحذف الثاني فيبقي الاول بلا تنوين كحاله اذا به يتصل بشرط عطف علي هذا المضاف و

اضافه لهذا المعطوف الي مثل الذي له اضفت الاولا كقولهم قطع الله يد و رجل من قالها اي قطع الله يد من قالها و

رجل من قالها و قد ياتي ذلك من غير عطف كما حكي الكسائي من قولهم ا فوق تنام ام اسفل فصل مضاف عن المضاف اليه بالنصب مفعول اجز شبه فعل صفه لمضاف اي مصدر او اسم فاعل ما نصب ذلك المضاف فاعل فصل مفعولا تمييز او ظرفا اجز المعني اجز ان يفصل الذي نصبه المضاف علي المفعوليه او الظرفيه بينه و بين المضاف اليه كقراءه ابن عامر قتل اولادهم شركائهم الانعام و قول بعضهم ترك يوما نفسك و هواها سعي لها في رداها و قوله تعالي فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ابراهيم و قوله ص \هل انتم تاركو لي صاحبي

و قال الشاعر:

«فرشني بخير لا اكونن و مدحتي

كناحت يوما صخره بعسيل»

و لم يعب فصل يمين حكي الكسائي هذا غلام و الله زيد و اضطرارا وجدا الفصل باجنبي من المضاف كقوله:

«ما ان وجدنا للهوي من طب

و لا عدمنا قهر وجد صب»

و قوله:

«انجب ايام والداه به

اذ نجلاه فنعم ما نجلا»

و قوله:

«تسقي امتياحا ندي المسواك ريقتها

كما تضمن ماء المزنه الرصف»

و قوله:

كما خط الكتاب بكف يوما يهودي يقارب او يزيل او بنعت نحو:

«نجوت و قد بل المرادي سيفه

من ابن ابي شيخ الاباطح طالب»

او ندا مثل له في شرح الكافيه بقوله:

«كان برذون ابا عصام

زيد حمار دق باللجام»

و يحتمل ان يكون علي لغه اجراء اب بالالف علي كل حال و زيد بدل منه او عطف بيانقاله ابن هشام.

تتمهمن الفواصل اما قال في الكافيه و الفصل بها مغتفركقوله:

«هما خطتا اما اسار و منه

و اما دم و الموت بالحر اجدر»

المضاف الي ياء المتكلم

آخر ما أضيف لليا اكسر إذا

لم يك معتلا كرامٍ وقذا

أو يكُ كابنين وزيدين فذي

جميعها اليا بعد فتحها احتذي

وتدغم اليا فيه و الواو و إن

ما قبل واوٍ ضُمَّ فاكسره يهن

وألفاً سلّم و في المقصور عن

هذيلٍ انقلابها ياءً حسن

فصل في المضاف الي ياء المتكلم

الصحيح انه معرب خلافا لابن الخشاب و الجرجاني في قولهما انه مبني لاضافته الي غير متمكن لاعراب المضاف الي الكاف و الهاء و المثني المضاف الي الياء و لبعضهم في قوله انه ليس بمبني لعدم الشبه و لا معرب لعدم تغير حركته.

آخر ما اضيف لليا اكسر اذا لم يك معتلا او جاريا مجراه كصاحبي و غلامي و ظبيي و دلوي و لك حينئذ في الياء الفتح و السكون و حذفها لدلاله الكسر عليها نحو:

«خليل املك مني

بالذي كسبت يدي و ما لي فيما يقتني طمع»

و فتح ما وليته فتقلب الفا نحو اطوف ما اطوف ثم آوي الي اما و يرويني النقيع و حذف الالف و ابقاء الفتح نحو:

«و لست بمدرك ما فات مني

بلهف و لا بليت و لا لو اني»

فان يك معتلا كرام و قذي او يك مثني او مجموعا جمع سلامه كابنين و زيدين فذي جميعها اليا المضاف اليها بعد بالضم فتحها و سكون الياء التي في آخر المضاف احتذي ثم في ذلك تفصيل و ذلك انه تدغم اليا التي في آخر المضاف فيه اي في الياء المضاف اليه نحو جاءني قاضي و رايت قاضي و غلامي و زيدي و مررت بقاضي و غلامي و زيدي.

و الواو تدغم فيه ايضا بعد قلبها ياء نحو:

«اودي بني و اعقبوني

حسرة عند الرقاد و عبره لا تقلع»

و ان ما قبل واو ضم فاكسره يهن فان فتح فابقه نحو هؤلاء

مصطفي و الفا سلم نحو محياي و عصاي و غلاماي و سلامه الالف التي في المثني في لغه الجميع و في التي في المقصور عن هذيل انقلابها ياء حسن نحو سبقوا هوي و اعنقوا لهواهم فتخرموا و لكل جنب مصرع.

خاتمه

المستعمل في اضافه اب و اخ و حم و هن الي ياء ابي و اخي و حمي و هني و اجاز المبرد ابي برد اللام و في فم في و قل فمي و اجاز الفراء في ذي ذي و صححوا انها لا تضاف الي ضمير اصلا

الجزء الثاني

إعمال المصدر

بفعله المصدر ألحق في العمل

مضافاً أو مجرّداً أو مع أل

إن كان فعلّ مع أن أو ما يحلّ

محلّه ولاسم مصدرٍ عمل

وبعد جرّه الذي أضيف له

كمّل بنصبٍ أو برفعٍ عمله

وجُرَّ ما يتبع ما جرّ و من

راعي في الاتباع المحلّ فحسن

باب اعمال المصدر

و فيه اعمال اسمه بفعله المصدر الحق في العمل سواء كان مضافا و هو اكثر او مجردا منونا و هو اقيس او مع ال و هو اندر ثم لانه لا يعمل مطلقا بل ان كان غير مضمر و لا محدود و لا مجموع و كان

فعل مع ان او مع ما المصدريه يحل محله نحو و لو لا دفع الله الناس البقره او اطعام في يوم ذي مسغبه يتيما البلد و

«ضعيف النكايه اعدائه

يخال الفرار يراخي الاجل»

بخلاف المضمر نحو ضربك المسيء حسن و هو المحسن قبيح و المحدود نحو عجبت من ضربتك زيدا و شذ يحايي به الجلد الذي هو حازم بضربه كفيه الملا نفس راكب و المجموع و شذ تركته بملاحس البقر اولادها.

و لاسم مصدر و هو الاسم الدال علي الحدث غير الجاري علي الفعل ان كان غير علم و لا ميمي

عمل عند الكوفيين و البغداديين نحو:

«ا كفرا بعد رد الموت عني

و بعد عطائك المائه الرتاعا»

فان كان علما كسبحان للتسبيح و فجار و حماد للفجره و المحمده فلا عمل له بالاجماع او ميميا فكالمصدر بالاجماع نحو:

«ا ظُلَيم انّ مصابكم رجلا

اهدي السلام تحيه ظلم»

و بعد جره اي المصدر معموله الذي اضيف له كمل بنصب عمله ان اضيف الي الفاعل و هو الاكثر كمنع ذي غني حقوقا شين او كمل برفع عمله ان اضيف الي المفعول و هو كثير ان لم يذكر الفاعل نحو لا يسام الانسان من دعاء الخير فصلت و قليل ان ذكر نحو بذل مجهود مقل زين و خصه بعضهم بالشعر و رد بقوله تعالي و لله علي الناس حج البيت

من استطاع اليه سبيلا آل عمران. تتمه قد يضاف الي الظرف توسعا فيعمل فيما بعده الرفع و النصب كحب يوم عاقل لهوا صبا و جر ما يتبع ما جر مراعاه للفظ نحو عجبت من ضرب زيد الظريف و من راعي في الاتباع المحل فرفع تابع الفاعل و نصب تابع المفعول المجرورين لفظا فحسن فعله كقوله السالك الثغره اليقظان سالكها مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل و قوله:

«قد كنت داينت بها حسانا

مخافه الافلاس و الليانا»

تتمه: يجوز في تابع المفعول المجرور اذا حذف الفاعل مع ما ذكر الرفع علي تقدير المصدر بحرف مصدري موصول بفعل لم يسم فاعله.

إعمال اسم الفاعل

كفعله اسم فاعلٍ في العمل

إن كان عن مضيّه بمعزل

وولي استفهاماً أو جرف ندا

أو نفيا او جافصة أو مسندا

وقد يكون نعت محذوفٍ عُرِف

فيستحق العمل الذي وصف

وإن يكن صلة ففي المضي

وغيره إعماله قد ارتضي

فعّالّ او مفعالّ او فعول

في كثرةٍ عن فاعلٍ بديل

فيستحق ماله من عمل

وفي فعيلٍ قلّ ذا وفعل

وما سوي المفرد مثله جعل

في

الحكم و الشروط حيثما عمل

وانصب بذي الإعمال تلواً واخفض

وهو لنصب ما سواه مقتضي

واجرر أو انصب تابع الذي انخفض

كمبتغي جاهٍ ومالاً من نهض

وكلّ ما قُرّر لاسم فاعل

يُعطي اسم مفعولٍ بلا تفاضل

فهو كفعلٍ صيغ للمفعول في

معناه كالمعطي كفافاً يكتفي

وقد يضاف ذا الي اسمٍ مرتفع

معنيً كمحمود المقاصد الورع

باب اعمال اسم الفاعل

و هو كما قال في شرح الكافيه ما صيغ من مصدر موازنا للمضارع ليدل علي فاعله غير صالح للاضافه اليه و في الباب اعمال اسم المفعول. كفعله اسم فاعل في العمل مقدما و مؤخرا ظاهرا و مضمرا جاريا

علي صيغته الاصليه و معدولا عنها ان كان عن مضيه بمعزل لانه حينئذ يكون لفظه شبيها بلفظ الفعل المدلول به علي الحال و الاستقبال و هو المضارع فان لم يكن فان كان صله لال فسياتي و الا فلا يعمل خلافا للكسائي و ان ولي استفهاما نحو ا ضارب زيد عمرا او حرف ندا نحو يا طالعا جبلا و هو من قسم النعت المحذوف منعوته و لذا لم يذكره في الكافيه او نفيا نحو ما ضارب زيد عمرا او جا صفه نحو مررت برجل ضارب زيدا او جاء حالا نحو جاء زيد ضاربا عمرا

او خبرا مسندا لذي خبر نحو زيد ضارب عمرا كان قيس محبا ليلي ان زيدا مكرم عمرا ظننت عمرا ضاربا خالدا و قد يكون نعت محذوف عرف فيستحق العمل الذي وصف نحو و من الناس و الدواب و الانعام مختلف الوانه فاطر اي صنف مختلف و ان يكن اسم الفاعل صله ال ففي المضي و غيره اعماله قد ارتضي عند الجمهور و ذهب الرماني الي انه لا يعمل حينئذ في الحال و بعضهم الي انه لا يعمل مطلقا و

ان ما بعده باضمار فعل فعال او مفعال او فعول الدالات علي المبالغه في كثره عن فاعل بديل فيستحق ما له من عمل بالشروط المذكوره عند جميع البصريين نحو اما العسل فانا شراب و انه لمنحار بوائكها:

«ضروب بنصل السيف سوق سمانها

اذا عدموا زادا فانك عاقر»

و في فعيل الدال علي المبالغه ايضا قل ذا العمل حتي خالف فيه جماعه من البصريين و في فعل كذلك قل ايضا نحو ان الله سميع دعاء من دعاه

«اتاني آن هم مزقون عرضي

جحاش الكرملين لها»

و ما سوي المفرد من اسم الفاعل و امثله المبالغه كالمثني و المجموع مثله جعل في الحكم و الشروط حيثما عمل كقوله القاتلين الملك الحلاحلا خير معد حسبا و نائلا و قوله

«ثم زادوا آن هم في قومهم

غفر ذنبهم غير فخر»

تتمه: المصغر من اسم الفاعل و المفعول لا يعمل الا عند الكسائي

و انصب بذي الاعمال تلوا له و اخفض بالاضافه و هو لنصب ما سواه من المفاعيل مقتضي كانت كاس خالدا ثوبا و معلم العلاء عمرا مرشدا الان او غدا و خرج بذي الاعمال ما بمعني الماضي فلا يجوز الا جر تاليه و نصب ما عداه بفعل مقدر و اجرر او انصب تابع المفعول الذي انخفض باضافه اسم الفاعل اليه اما الاول فبالحمل علي اللفظ و اما الثاني فبالحمل علي الموضع عند المصنف و بفعل مقدر عند سيبويه كمبتغي جاه و مالا من نهض

و كل ما قرر لاسم فاعل من عمل بالشروط السابقه يعطي اسم مفعول بلا تفاضل فهو كفعل صيغ للمفعول في معناه كالمعطي كفافا يكتفي و قد يضاف ذا الي اسم مرتفع معني بعد تحويل الاسناد عنه الي ضمير راجع للموصوف و نصب الاسم علي التشبيه

بالمفعول به و ان كان اسم الفاعل لا يجوز فيه هذا كمحمود المقاصد الورع اذ الاصل الورع محموده مقاصده ثم صار الورع محمود المقاصد ثم اضيف

أبنية المصادر

فعلّ قياس مصدر المعدّي

من ذي ثلاثةٍ كردّ ردّا

وفعل اللازم بابه فعل

كفرحٍ وكجويً وكشلل

وفعل اللازم مثل قعدا

له فعولّ باطرّادٍ كغدا

ما لم يكن مستوجباً فعالاً

أو فعلاناً فادر أو فعالا

فأولّ لذي امتناعٍ كأبي

والثان للذي اقتضي تقلّبا

للدّا فعالّ أو لصوتٍ وشمل

سيراً وصوتاً الفعيل كصهل

فعولةّ فعالةّ لفعلا

كسهل الأمرُ وزيدّ جزلا

وما أتي محالفا لما مصي

فنابه النقل كسخطٍ ورضا

وغير ذي ثلاثةٍ مقيس

مصدره كقدّس التقديس

وزكّه تزكية وأجملا

إجمال من تجمّلاً تجمّلا

واستعذ استعاذةً ثمّ أقم

إقامة وغالباً ذا التا التزم

وما يلي الآخر مدّ وافتحا

مع كسر تلو الثان ممّا افتتحا

بهمز وصلٍ كاصطفي وضمّ ما

يربع في أمثال قد تلملما

فعلالّ او فعللةّ لفعللا

واجعل مقيساً ثانياً لا أوّلا

لفاعل الفعال و المفاعله

وغير ما مرّ السّماع عادلة

وفعلةّ لمرّةٍ كجلسه

وفعلةّ لهيئةٍ كجلسه

في غير ذي الثلاث بالتا المرّه

وشذّ فيه هيئةّ كالخمرة

هذا باب ابنيه المصادر

و اخره و ما بعده في الكافيه الي التصريف و هو الانسب. فعل بفتح الفاء و سكون العين قياس مصدر المعدي من فعل ذي ثلاثه مفتوح العين كضرب ضربا او مكسورها كفهم فهما او مضاعفا كرد ردا و فعل اللازم بكسر العين بابه فعل بفتح الفاء و العين سواء في ذلك الصحيح كفرح مصدر فرح و المعتل اللام كجوي مصدر جوي و المضاعف كشلل مصدر شلت يده اي يبست الا ان دل علي حرفه او ولايه فقياسه الفعاله و فعل اللازم بفتح العين مثل قعدا له فعول مصدر باطراد كغدا غدوا ما لم يكن مستوجبا فعالا بكسر الفاء او فعلانا بفتح الفاء و العين فادر او فعالا بضم الفاء او الفعيل او الفعاله بكسر الفاء فاول

و هو فعال بالكسر مصدر لذي امتناع كابي اباء و نفر نفارا و شرد شرادا و الثان و هو فعلان مصدر للذي اقتضي تقلبا كجال جولانا للدا الثالث و هو فعال بالضم كسعل سعالا او

لصوت كصرخ صراخا و شمل سيرا و صوتا الرابع و هو الفعيل كصهل صهيلا و رحل رحيلا و للحرفه و الولايه الخامس كخاط خياطه و سفر بينهم سفاره اي اصلح و فعوله بضم الفاء و فعاله بفتحها مصدران لفعلا بفتح الفاء و ضم العين كسهل الامر سهوله و صعب صعوبه و زيد جزلا جزاله و فصح فصاحه و ما اتي مخالفا لما مضي فبابه النقل عن العرب كشكور و شكران و ذهاب و كسخط و رضا و بلجه و بهجه و شبع و حسن

مصادر شكر و ذهب و سخط و رضي و بلج و بهج و شبع و حسن و غير ذي ثلاثه مقيس مصدره فقياس فعل صحيح اللام التفعيل و معتلها التفعله و افعل الصحيح العين الافعال و المعتل كذلك لكن تنقل حركتها الي الفاء فتنقلب الفا فتحذف و تعوض منها التاء و تفعل التفعل و استفعل الاستفعال فان كان معتلا فكافعل كقدس التقديس و سلم التسليم و زكه تزكيه و سم تسميه.

و اجملا اجمال من تجملا تجملا و اكرم اكرام من تكرم تكرما و استعذ استعاذه و استقم استقامه ثم اقم اقامه و اعن اعانه و غالبا ذا المصدر

چالتا لزم و نادرا عري منها كقوله تعالي و اقام الصلاه الانبياء و ما يلي الاخر مد و افتحا مع كسر تلو الثان و هو الثالث مما افتتحا بهمز وصل فيصير مصدره كاصطفي اصطفاء و اقتدر اقتدارا و احرنجم احرنجاما.

و ضم ما

يربع اي الرابع في امثال قد تلملما فيصير مصدره كتدحرج تدحرجا و تلملم تلملما 1 فعلال بكسر الفاء او فعلله بفتحها مصدران لفعللا بفتح الفاء و الملحق به كدحرج دحرجه و حوقل حوقله و سرهف سرهافا و اجعل مقيسا ثانيا لا اولا و منهم من يجعله ايضا مقيسا فاعل مصدران الفعال بكسر الفاء و المفاعله نحو قاتل قتالا و مقاتله و يغلب ذا فيما فاؤه ياء نحو ياسر مياسره.

و غير

ما مر السماع عادله نحو كذب كذابا و نزي تنزيا و تملق تملاقا و فعله بفتح الفاء لمره من الثلاثي ان لم يكن بناء المصدر العام عليها كجلسه فان كان فيدل علي المره منه بالوصف كرحم رحمه واحده.

و فعله بكسر الفاء لهيئه منه كذلك كجلسه فان كان بناء المصدر العام عليها فبالوصف كنشدت الضاله نشده عظيمه في غير ذي الثلاث بالتا يدل علي المره ان لم يكن بناء المصدر عليها كانطلق انطلاقه فان كان فبالوصف كاستعانه واحده و شذ فيه اي في غير الثلاثي هيئه كالخمره و العمه و القمصه

أبنية أسماء الفاعلين و المفعولين

والصفات المشبّهة بها

كفاعلٍ صغ اسم فاعلٍ إذا

من ذي ثلاثةٍ يكون كغذا

وهو قليلّ في فعلت وفعل

غير معدّي بل قياسه فعل

وأفعلّ فعلان نحو أشر

ونحو صديان و نحو الأجهر

وفعلّ اولي وفعيلّ بفعل

كالضّخم و الجميل و الفعل جمل

وأفعلّ فيه قليلّ وفعل

وبسوي الفاعل قد يغني فعل

وزنة المضارع اسم فاعل

من غير ذي الثلاث كالمواصل

مع كسر متلوّ الأخير مطلقا

وضمّ ميم زائدٍ قد سبقا

وإن فتحت منه ما كان انكسر

صار اسم مفعولٍ كمثل المنتظر

وفي اسم مفعول الثلاثيّ اطّرد

زنة مفعولٍ كآتٍ من قصد

وناب نقلاً عنه ذو فعيل

نحو فتاة أو فتي كحيل

هذا باب ابنيه اسماء الفاعلين و الصفات المشبهه بها و فيه ابنيه اسماء المفعولين

كفاعل صغ اسم فاعل

اذا من ذي ثلاثه مجرد مفتوح العين لازما او متعديا او مكسورها متعديا يكون كغذا بالمعجمتين اي سال فهو غاذ و ذهب فهو ذاهب و ضرب فهو ضارب و ركب فهو راكب و هو قليل مقصور علي السماع في فعلت بضم العين و فعل بكسرها حال كونه غير معدي كحمض فهو حامض و امن فهو آمن بل قياسه اي فعل بالكسر اي اتيان الوصف منه في الاعراض فعل و في الخلقه و الالوان افعل و فيما دل علي الامتلاء و حراره الباطن فعلان نحو اشر و فرح و نحو صديان و عطشان و شبعان و ريان و نحو الاجهر و هو الذي لا يبصر في الشمس و الاحول و الاعور و الاخضر

و فعل بسكون العين اولي و فعيل بفعل بضمها من فاعل و غيره كالضخم و الفعل ضخم و الجميل و الفعل جمل و افعل فيه قليل مقصور علي السماع كخطب فهو اخطب و كذا فعل بفتح العين كبطل فهو بطل و فعال بفتح الفاء كجبن فهو جبان و بضمها كشجع فهو شجاع و فعل بضم الفاء و العين كجنب فهو جنب و فعل بكسر الفاء و سكون العين كعفر فهو عفر.

و بسوي الفاعل قد يغني بفتح الياء و النون فعل كشاخ فهو شيخ و شاب فهو اشيب و عف فهو عفيف و جميع ما ذكر غير وزن فاعل صفات مشبهه و علي زنه المضارع ياتي اسم فاعل من غير ذي الثلاث مجردا او مزيدا كالمواصل مع كسر متلو الاخير مطلقا مفتوحا كان في المضارع او مكسورا و ضم ميم زائد قد سبقا اول الكلمه

كمدحرج و مكرم و مفرح و متعلم و متباعد و منتظر و

مجتمع و مستخرج و مقعنسس و معشوشب و متدحرج و محرنجم و ان فتحت منه ما كان انكسر صار اسم مفعول كمثل المنتظر و المدحرج و المكرم الي آخره و في اسم مفعول الثلاثي اطرد زنه مفعول كات من قصد فهو مقصود و ناب نقلا اي سماعا عنه اي عن وزن مفعول ثلاثه اشياء احدها ذو فعيل و يستوي فيه المذكر و المؤنث نحو فتاه او فتي كحيل بمعني مكحول و ثانيها فعل كقبض بمعني مقبوض و ثالثها فعل كذبح بمعني مذبوح ذكرهما في شرح الكافيه و لا تعمل هذه الثلاثه عمل اسم المفعول فلا يقال مررت برجل ذبح كبشه و لا صريع غلامه و اجازه ابن عصفور

الصّفة المشبّهة باسم الفاعل

صفةّ استحسن جرّ فاعل

معنيً بها المشبهة اسم الفاعل

وصوغها من لازمٍ لحاضر

كطاهر القلب جميل الظاهر

وعمل اسم فاعل المعدّي

لها علي الحدّ الذي قد حدّا

وسبق ما تعمل فيه مجتنب

وكونه ذا سببيّةٍ وجب

فارفع بها وانصب وجرّ مع أل

ودون أل مصحوب أل و ما اتصل

بها مضافاً أو مجرّداً و لا

تجرر بها مع أل سماً من أل خلا

ومن إضافةٍ لتاليها و ما

لم يخل فهو بالجواز وسما

هذا باب اعمال الصفه المشبهه باسم الفاعل

صفه استحسن جر فاعل معني بها بعد تقدير تحويل

اسنادها عنه الي ضمير موصوفها هي المشبهه اسم الفاعل فخرج بما ذكره نحو زيد ضارب اخوه و بما زدته زيد كاتب ابوه و استحسان جر الفاعل بها بان تضاف اليه يدرك بالنظر في المعني و تخالف اسم الفاعل في ان

صوغها لا يكون الا من لازم لحاضر و في انها تكون مجاريه للمضارع. كطاهر القلب و غير مجاريه له بل هو الغالب نحو جميل الظاهر و عمل اسم فاعل المعدي ثابت لها علي الحد الذي قد

حدا في اسم الفاعل و هو الاعتماد علي ما ذكر نحو زيد حسن الوجه لكن النصب هنا علي التشبيه بالمفعول بخلاف ثمه و مما خالفت فيه اسم الفاعل ان سبق ما تعمل فيه مجتنب لفرعيتها بخلاف غير معمولها كالجار و المجرور فيجوز تقديمه

عليها و ان كونه ذا سببيه بان اتصل بضمير موصوفها لفظا او معني وجب نحو زيد حسن وجهه و حسن الوجه اي منه بخلاف غير المعمول فارفع بها علي الفاعليه و انصب علي التشبيه بالمفعول به في المعرفه و علي التمييز في النكره و جر بالاضافه حال كونها مع ال و دون ال و قوله مصحوب ال هو المتنازع فيه نحو رايت الرجل الجميل الوجه

و الجميل الوجه و الجميل الوجه و رايت رجلا جميلا الوجه و جميلا الوجه لكن هذا ضعيف و جميل الوجه. و عطف علي مصحوب ال قوله و ما اتصل بها اي بالصفه حال كونه مضافا الي ما فيه ال او الي الضمير او الي مضاف الي الضمير او الي مجرد فالاول نحو رايت الرجل الحسن وجه الاب و الحسن وجه الاب و الحسن وجه الاب و رايت رجلا حسنا وجه الاب و حسنا وجه الاب لكن هذا ضعيف و حسن وجه الاب. و الثاني نحو رايت الرجل الحسن وجهه و الحسن وجهه و لا تجر كما سياتي و رايت رجلا حسنا وجهه و حسنا وجهه و حسن وجهه لكن هذان ضعيفان.

و الثالث نحو رايت الرجل الحسن وجه ابيه و الحسن وجه ابيه و لا تجر كما سياتي و رايت رجلا حسنا وجه ابيه و حسنا وجه ابيه و حسن وجه ابيه لكن هذان ضعيفان. و الرابع نحو رايت الرجل الحسن

وجه اب لكنه قبيح و الحسن وجه اب و لا تجر كما سياتي و رايت رجلا حسنا وجه اب لكنه قبيح و حسنا وجه اب و حسن وجه اب. او مجردا عطف علي مضافا نحو رايت الرجل الحسن وجه لكنه قبيح و الحسن وجها و لا تجر كما سياتي و رايت رجلا حسنا وجه لكنه قبيح و حسنا وجها و حسن وجه.

و لا تجرر بها حال كونها مع ال سما من ال خلا و من اضافه لتاليها فلا تقل الحسن وجهه او وجه ابيه او وجه او وجه اب و ما لم يخل مما ذكر فهو بالجواز و سما و قد سبق ذلك مشروحا ممثلا مبينا فيه الحسن و الضعيف و القبيح و لله الحمد

التعجّب

بأفعل انطصق بعد ما تعجّبا

أو جيء بأفعل مجرورٍ بباء

وتلو أفعل انصبنّه كما

أوفي خليلنا وأصدق بهما

وحذف ما منه تعجّبت استبح

إن كان عند الحذف معناه يضح

وفي كلا الفعلين قدماً لزما

منع تصرّفٍ يحكم حتما

وصغهما من ذي ثلاثٍ صرّفاً

قابل فضل تمّ غير ذي انتفا

وغير ذي وصفٍ يضاهي أشهلا

وغير سالكٍ سبيل فعلا

وأشدد أو أشدّ أو شبههما

يخلف ما بعض الشّروط عد

ومصدر العادم بعد ينتصب

وبعد أفعل جرّه بالبا يجب

وبالنّدور احكم لغير ما ذكر

ولا تقس علي الذي منه أثر

وفعل هذا الباب لن يقدّما

معموله ووصله به الزما

وفصله بظرفٍ او بحرف جرّ

كستعملّ و الخلف في ذاك استقر

هذا باب التعجب

و له صيغ كثيره نحو كيف تكفرون بالله و كنتم امواتا فاحياكم البقره سبحان الله ان المؤمن لا ينجس.

«واها لليلي ثم واها واها

هي المني لو اننا نلناها»

و المبُوّب له في النحو صيغتان اشار اليهما بقوله:

بافعل انطق حال كونه بعد ما النكره ان اردت تعجبا او جيء بافعل و هو خبر بصيغه الامر

قبل فاعل له مجرور ببا زائده لازمه و تلو افعل اي الذي بعده انصبنه مفعولا و تلو افعل اجرره كما تقدم كما اوفي خليلينا و اصدق بهما و حذف ما منه تعجبت و ابقاء صيغه التعجب استبح ان كان عند الحذف معناه يضح و لا يلتبس كقوله تعالي اسمع بهم و ابصر مريم و قول علي (ع):

«جزي الله عني و الجزاء بفضله

ربيعه خيرا ما اعف و اكرما»

و في كلا الفعلين افعل و افعل به قدما لزما منع تصرف بحكم

من جميع النحاه حتما اي نفذ و هما نظيرا ليس و عسي و هب و تعلم و صغهما من فعل ذي احرف ثلاث بخلاف دحرج و انطلق و اقتدر و استخرج و احمر و احرنجم صرفا بخلاف نعم و بئس قابل فضل اي زياده كعلم و حسن بخلاف نحو مات و فني تم بخلاف كان و كاد غير فعل ذي انتفا اي منفي بخلاف نحو ما عاج بالدواء و ما ضربت زيدا و غير فعل ذي وصف يضاهي اشهلا في كونه علي افعل بخلاف ذي الوصف المضاهيه نحو سود و عور و غير فعل سالك سبيل فعلا في كونه مبنيا للمفعول بخلاف السالك ذلك نحو ضرب وشتم لكن يستثني ما كان ملازما لذلك نحو عنيت بحاجتك فيقال ما اعناه و اشدد او اشد او شبههما كاكثر و اكثر به يخلف في التعجب ما بعض الشروط عدما بان كان زائدا علي ثلاثه احرف او وصفه علي افعل او ناقصا نحو ما اشد دحرجته و حمرته و اشدد بكونه مستقبلا و كذا ان كان منفيا او مبنيا للمفعول لكن مصدرهما مؤول نحو ما اكثر ان لا تقوم و اعظم

بان يضرب و مثل ابن الناظم للذي لا يقبل الفضل بما افجع موته و افجع بموته و قال ابن هشام لا يتعجب منه البته و مصدر الفعل العادم للشروط بعد اي بعد اشد ينتصب

و بعد افعل اي اشدد جره بالبا يجب كغيره كما تقدم و بالندور اي القله احكم لغير ما ذكر كقولهم ما اذرعها من امراه ذراع اي خفيفه اليد في الغزل و ما اخصره من اختصر و ما اعساه و اعس به من عسي و ما احمقه من حمق فهو احمق فانه سمع ذلك.

و لا تقس علي الذي منه اثر اي روي عن العرب كل ما شابهه و فعل هذا الباب لن يقدما معموله عليه و وصله به الزما بلا خلاف فيهما و فصله عن معموله بظرف او بحرف جر مستعمل نظما و نثرا كقوله

«و قال نبي المسلمين تقدموا

و احبب الينا ان تكون المقدما»

و قول عمرو بن معديكرب ما احسن في الهيجاء لقاءها و الخلف في ذاك الفصل هل يجوز او لا استقر فذهب الجرمي و جماعه الي الجواز و الاخفش و المبرد الي المنع

نِعْمَ وبئس و ما جري مجراهما

فعلان غير متصرّفين

نعم وبئس رافعان اسمين

مقارني أل أو مضافين لما

قارنهما كنعم قوماً معشره

ويرفعان مضمراً يفسّره

مميّزّ كنعم قوماً معشره

وجمع تمييزٍ وفاعلٍ ظهره

فيه خلافّ عنهم قد اشتهر

وما مميّزّ وقيل فاعل

في نحو نعم ما يقول الفاضل

ويذكر المخصوص بعد مبتدا

أو خبر اسم ليس يبدو أبدا

وإن يقدّم مشعر به كفي

كالعلم نعم المقتني و المقتفي

واجعل كبئس ساء واجعل فعلا

من ذي ثلاثةٍ كنعم مسجلا

ومثل نعم حبّذا الفاعل ذا

وإن ترد ذمّاً فقل لا حبّذا

وأوّل ذا المخصوص أياً كان لا

تعدل بذا فهو يضاهي المثلا

وما سوي ذا ارفع بحبّ أو فجرّ

باليا ودون ذا انضمام الحا كثر

هذا باب نعم

و بئس و ما جري مجراهما

في المدح و الذم من حبذا و ساء و نحوهما. فعلان غير متصرفين نعم و بئس لدخول تاء التانيث الساكنه عليهما في كل اللغات و اتصال ضمير الرفع بهما في لغه حكاها الكسائي و ذهب الكوفيون علي ما نقله الاصحاب عنهم في مسائل الخلاف الي انهما اسمان و قال ابن عصفور لم يختلف احد في انهما فعلان و انما الخلاف بعد اسنادهما الي الفاعل فالبصريون يقولون نعم الرجل و بئس الرجل

جملتان فعليتان و الكسائي اسميتان محكيتان بمنزله تابط شرا نقلا عن اصلهما و سمي بهما المدح و الذم. رافعان اسمين فاعلين لهما مقارني ال الجنسيه نحو فنعم المولي و نعم النصير الحج او مضافين لما قارنها او لمضاف لما قارنها كنعم عقبي الكرما و نعم ابن اخت القوم و يرفعان مضمرا مستترا يفسره مميز بعده كنعم قوما معشره و بئس للظالمين بدلا الكهف و قد يستغني عن التمييز للعلم بجنس الضمير كقوله (ص) من توضا يوم الجمعه فبها و نعمت. تتمه حكي الاخفش ان ناسا من العرب يرفعون بنعم النكره مفرده و مضافه

و جمع بين تمييز و فاعل ظهر كنعم الرجل رجلا مثلا فيه خلاف عنهم قد اشتهر فذهب سيبويه و السيرافي الي المنع لاستغناء الفاعل بظهوره عن التمييز المبين له و المبرد الي الجوازو اختاره المصنف قال لان التمييز قد يجاء به توكيدا كما سبق و منه قوله

«و التغلبيون بئس الفحل فحلهم

فحلا و امهم زلاء منطيق»

و قوله:

«و لقد علمت بان دين محمد

من خير اديان البريه دينا»

و ما مميز عند الزمخشري و كثير من المتاخرين فهي نكره موصوفه و قيل ايقال سيبويه و ابن خروف هي فاعل فتكون معرفه ناقصه

تاره و تامه اخري في نحو قولك نعم ما يقول الفاضل و قوله تعالي ان تبدوا الصدقات فنعما هي البقره بئسما اشتروا به انفسهم البقره و مال المصنف في شرح الكافيه الي ترجيح القول الثاني و يذكر المخصوص بالمدح و الذم بعد اي بعد نعم و بئس و فاعلهما نحو نعم الرجل زيد و بئس الرجل ابو لهب و هو اما

مبتدا خبره الجمله قبله او خبر اسم محذوف ليس يبدو اي يظهر ابدا كما ذكرت ذلك في آخر باب الابتداء و ان يقدم هو او مشعر به كفي ذلك عن ذكره بعد كالعلم نعم المقتني و المقتفي و نحو انا وجدناه صابرا نعم العبد ص و اجعل كبئس في جميع ما تقدم ساء نحو ساء مثلا القوم الاعراف و ساء الرجل زيد و ساء غلام القوم زيد و لك ان تقول هل هي مثلها في الاختلاف في فعليتها.

و اجعل فعلا بضم العين المصوغ من ذي ثلاثه كنعم

و بئس مسجلا نحو علم الرجل زيد و كبرت كلمه تخرج من افواههم الكهف و في فاعله الوجهان الاتيان في فاعل حب و قوله مسجلا اي مطلقا اشار به الي خلاف قائل بما ذكر في غير علم و جهل و سمع و مثل نعم في

معناها و حكمها حبذا كقوله:

«يا حبذا جبل الريان من جبل

و حبذا ساكن الريان من كانا»

و قوله:

«باسم الاله و به بدينا

و لو عبدنا غيره شقينا»

فحبذا ربا و حب دينا و الصحيح ان حب فعل ماض و الفاعل له ذا و قيل جملته اسم مبتدا خبره ما بعده لانه لما ركب مع ذا غلب جانب الاسميه فجعل الكل اسما و قيل المجموع فعل ماض فاعله ما بعده

تغليبا لجانب الفعل لما تقدم.

و ان ترد ذما فقل لا حبذا كما قال الشاعر:

«الا حبذا اهل الملا غير انه

اذا ذكرت مي فلا حبذا هيا»

و اول ذا المتصله بحب المخصوص بالمدح او الذم ايا كان مفردا او مثني او مجموعا مذكرا كان او مؤنثا و لا تعدل بذا بان تغير صيغتها بل ائت بها باقيه علي حالها نحو حبذا هند و الزيدان و الهندان و الزيدون و الهندات فهو يضاهي المثلا الجاري في كلامهم من قولهم الصيف ضيعت اللبن بكسر التاء للجميع و هذا عله لعدم تغيرهو علله ابن كيسان بان المشار اليه بذا مفرد مضاف الي المخصوص حذف و اقيم مقامه فتقدير حبذا هند حبذا حسنها مثلا. و فهم من قوله و اول الي آخره ان مخصوصها لا يتقدم عليها و هو كذلك لما ذكر و قال ابن بابشاذ لئلا يتوهم ان في حب ضميرا و ذا مفعول

و ما سوي لفظ ذا ارفع بحب اذا وقع بعده علي انه فاعله نحو حب زيد رجلا او فجر بالبا الزائده نحو:

«فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها

و حب بها مقتوله حين تقتل»

و دون وجود ذا انضمام الحا بضمه منقوله من العين كثر كالبيت السابق و فتحها ندر كقوله فحبذا ربا و حب دينا و مع ذا وجب

أفْعَلّ التفضيل

صغ من مصوغٍ منه للتعجب

أفعل للتفضيل وأب اللذ أبي

وما به إلي تعجّبٍ وصل

لمانعٍ به الي التفضيل صل

وأفعل التفضيل صله أبدا

تقديراً أو لفظاً بمن إن جرّدا

وإن لمنكورٍ يضف أو جرّدا

ألزم تذكيراً و إن يوحّدا

وتلوُ أل طبقّ و ما لمعرفه

أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه

هذا إذا نويت معني من و إن

لم تنو فهو طبق ما به قرن

وإن تكن بتلو من مستفهما

فلهما كن أبداً مقدّما

كمثل ممّن أنت

خيرّ ولدي

إخبار التقديم نزرا وردا

ورفعه الظاهر نزرّ ومتي

عاقب فعلاً فكثيراً ثبتا

كلن تري في النّاس من رفيق

أولي به الفضل من الصّدّيق

هذا باب افعل التفضيل

صغ من فعل مصوغ منه صيغه للتعجب افعل للتفضيل نحو هذا افضل من زيد و اعلم منه و اب ان تصوغ افعل للتفضيل من اللذ ابي صوغ التعجب منه فلا تصغه من غير فعل و لا من زائد علي ثلاثه الي آخر ما تقدم و شذ هو اقمن بكذا و اخصر منه و ابيض من اللبن

و ما به الي تعجب وصل لمانع من اشد و ما جري مجراه به الي التفضيل صل لمانع و ائت بمصدر الفعل الممتنع المصوغ منه بعده منصوبا علي التمييز نحو هذا اشد احمرارا من الدم و افعل التفضيل صله ابدا تقديرا او لفظا بمن التي لابتداء الغايه ان جردا من ال و الاضافه نحو انا اكثر منك مالا و اعز نفرا الكهف اي اعز منك فان لم يجرد فلا و قوله:

«و لست بالاكثر منهم حصي

و انما العزه للكاثر»

من فيه لبيان الجنس لا لابتداء الغايه و ان لمنكور يضف افعل التفضيل او جردا من ال و الاضافه الزم تذكيرا و ان يوحدا و ان كان صاحب الصفه بخلاف ذلك نحو ليوسف و اخوه احب الي ابينا منا يوسف قل ان آباؤكم و ابناؤكم الي ان قال احب اليكم التوبه و تلو ال اي المعرف بها طبق اي مطابق لموصوفه في الافراد و التذكير و فروعهما نحو زيد الافضل و الزيدان الافضلان و الزيدون الافضلون و هند الفضلي و الهندان الفضليان و الهندات الفضليات او الفضل.

و ما لمعرفه اضيف فهو ذو وجهين مرويين عن ذي معرفه

وجه يجريه مجري المجرد نحو

و لتجدنهم احرص الناس البقره. و آخر يجريه مجري المعرف بال نحو اكابر مجرميها الانعام هذا الحكم اذا قصدت بافعل المذكور التفضيل بان نويت معني من و ان لم تقصده به بان لم تنو معناها فهو طبق ما به قرن اي مطابق له كقولهم الناقص و الاشج اعدلا بني مروان و لما كان لافعل التفضيل مع من شبه بالمضاف مع المضاف اليه كان حقه ان لا يتقدم عليه و لكن ان تكن بتلو من مستفهما فلهما اي لمن و تلوها كن ابدا مقدما علي افعل وجوبا لان الاستفهام له صدر الكلام كمثل ممن انت خير

اصله اخير و لا يكاد يستعمل و مما جاء منه بلال خير الناس و ابن الاخير و كذا شر و مما جاء منه علي الاصل قراءه ابي قلابه سيعلمون غدا من الكذاب الاشر القمر و لدي اخبار بتلو من التقديم لهما نزرا وردا كقوله فقالت لنا اهلا و سهلا و زودت جني النحل بل ما زودت منه اطيب تتمه لا يفصل بين افعل و من باجنبي لما ذكرنا و جاء الفصل في قوله:

«لاكله من اقط بسمن

الين مسا في حشايا البطن»

من يثربيات قذاذ خشن

فصل: يرفع افعل التفضيل الضمير المستتر في كل لغه

و رفعه الظاهر نزر لضعف شبهه باسم الفاعل و منه حكايه سيبويه مررت برجل

افضل منه ابوه و متي عاقب افعل التفضيل فعلا بان صلح احلاله محله و ذلك اذا سبقه نفي و كان مرفوعه اجنبيا مفضلا علي نفسه باعتبارين فكثيرا رفعه الظاهر ثبتا نحو ما من ايام احب الي الله فيها الصوم منه في عشر ذي الحجه و ما رايت رجلا احسن في عينه الكحل منه في عين زيد و الاصل

ان يقع هذا الظاهر بين ضميرين اولهما للموصوف و ثانيهما للظاهر كما تقدمc و قد يحذف الضمير الثاني و تدخل من اما علي الظاهر نحو من كحل عين زيد او محله نحو من عين زيد او ذي

المحل نحو من زيد و مما جاء من كلامهم ما احد احسن به الجميل من زيد و الاصل من حسن الجميل بزيد اضيف الجميل الي زيد ثم حذف و نظيره قول المصنف كلن تري في الناس من رفيق اي صاحب اولي به الفضل

من ابي بكر الصديق اذ الاصل اولي به الفضل من ولايه الفضل بالصديق ثم من فضل الصديق ثم من الصديق.

خاتمه: اجمعوا علي ان افعل التفضيل يعمل في التمييز و الحال و الظرف و علي انه لا يعمل في المعفول المطلق و لا في المفعول به و اما قوله تعالي الله اعلم حيث يجعل رسالته الانعام فحيث مفعول به لفعل مقدر دل عليه اعلم او مفعول به علي السعه كذا قالوه قال ابو حيان و قواعد النحو تاباه لنصهم علي ان حيث لا تتصرف و انه لا يتوسع الا في

الظرف المتصرف قال و الظاهر اقرارها علي الظرفيه المجازيه و تضمين اعلم معني ما يتعدي الي الظرف فالتقدير الله انفذ علما حيث يجعل رسالته اي هو نافذ العلم في هذا الموضع

التوابع النّعت

النّعت

يتبعُ في الإعراب الأسماء الأول

نعتّ وتوكيدّ وعطفّ وبدل

فالنّعت تابعّ متمُّ ما سبق

بوسمه أو وسم ما به اعتلق

وليعط في التعريف و التنكير ما

لما تلا كامرر بقومٍ كرما

وهو لدي التوحيد و التذكير أو

سواهما كالفعل فاقف ما قفوا

وانعت بمشتقٍ كصعبٍ وذرب

وشبهه كذا وذي و المنتسب

ونعتوا بجملةٍ منكراً

فأعطيت ما أعطيته خبراً

وامنع هنا إيقاع ذات الطلب

وإن أتت فالقول أضمر تصب

ونعتوا بمصدرٍ كثيراً

فالتزموا الإفراد و

التذكيرا

ونعت غير واحدٍ إذا اختلف

فعاطفاً فرّقه لا إذا انتلف

ونعت معمولي وحيدي معني

وعملٍ أتبع بغير استثنا

وإن نعوتّ كثرت و قد تلت

مفتقراً لذكرهنّ أتبعت

واقطع أو اتبع إن يكن معيّنا

بدونها أو بعضها اقطع معلنا

وارفع او انصب إن قطعت مضمرا

يجوز حذفه و في النعت يقلّ

الاولي من التوابع: النعت

هذا باب النعت

و هو و الوصف بمعني و لما كان احد التوابع بدء بذكرها اجمالا ثم فصل فقال يتبع في الاعراب الاسماء الاول اربعه اشياء نعت و توكيد و عطف و بدل و سياتي بيان كل فالنعت تابع اي تال لا يتقدم اصلا و هو جنس متم اي

مكمل ما سبق فصل يخرج عطف النسق و البدل بوسمه اي ما سبق و يسمي نعتا حقيقيا او وسم ما به اعتلق و يسمي سببيا و هذا فصل ثان يخرج التوكيد و البيان و شمل قوله متم ما سبق ما يخصصه نحو فتحرير رقبهمؤمنه النساء و ما يوضحه نحو مررت بزيد الكاتب و يلحق به ما يمدحه او يذمه او يرحم عليه او يؤكده نحو الحمد لله رب العالمين الفاتحه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اللهم انا عبدك المسكين لا تتخذوا الهين اثنين النحل و ليعط النعت سواء كان حقيقيا او سببيا في التعريف و التنكير ما ثبت لما تلا اي لمتبوعه و يجب حينئذ ان يكون المتبوع اعرف من النعت او مساويا له كامرر بقوم كرما و بالرجل الفاضل و هو اي النعت لدي التوحيد و التذكير اي عند ثبوتهما للمتبوع

او سواهما و هو التثنيه و الجمع و التانيث كالفعل فان رفع ضمير المنعوت المستتر وافقه في التثنيه و الجمع او الظاهر او الضمير البارز فلا الا علي لغه اكلوني البراغيثc و يوافقه ايضا في

التانيث اذا رفع ضميره و الا فعلي التفصيل السابق في باب الفاعل فاقف ما قفوا كابنين برين شج قلباهما و امراتين حسن مرآهما

و انعت بمشتق و هو ما دل علي حدث و صاحبه كاسماء الفاعل و المفعول و التفضيل و الصفه المشبهه كصعب و درب بالدال المهمله و هو الخبير بالاشياء المجرب لها و شبهه و هو ما اقيم مقامه من الاسماء العاريه عن الاشتقاق كذا المشار بها و ذي بمعني صاحب و المنتسب نحو رجل تميمي جاءني و نعتوا بجمله اسما منكرا لفظا و معني نحو و اتقوا يوما ترجعون فيه الي الله البقره او معني نحو:

«و لقد امر علي اللئيم يسبني

فمضيت ثمت قلت لا يعنيني»

فاعطيت حينئذ ما اعطيته حال كونها خبرا من الرابطه و من تعلقها بمحذوف وجوبا اذا كانت ظرفا او جارا و مجرورا و غير ذلك مما

سبق ذكره و امنع هنا ايقاع الجمله ذات الطلب و ان لم يمنع ايقاعها خبرا و ان اتت من كلام العرب فالقول اضمر نعتا تصب نحو:

«حتي اذا جن الظلام و اختلط

جاءوا بمذق هل رايت الذئب قط»

اي مقول فيه هل رايت الذئب قط و نعتوا بمصدر كثيرا علي تقدير مضاف فالتزموا لذلك الافراد و التذكيرا له و ان كان المنعوت بخلاف ذلك كامراه رضا و عدلين رضا و لا ينعت بغير ما ذكر من الجوامد

و نعت غير واحد و هو المثني و المجموع و لا يكون الا متعددا اذا اختلف معناه فعاطفا لبعضه علي بعض فرقه نحو مررت برجلين عالم و جاهل و لا تفرقه اذا ائتلف نحو مررت برجلين عاقلين و نعت معمولي عاملين وحيدي معني و عمل اتبع بغير استثنا نحو ذهب زيد و

انطلق عمرو العاقلان فان اختلف العاملان معني و عملا او في احدهما وجب القطع و ان نعوت كثرت و قد تلت اسما مفتقرا في الايضاح و

التعيين لذكرهن اتبعت وجوبا و اقطع او اتبع ان يكن المنعوت معينا بدونها كلها او بعضها اقطع معلنا ان كان معينا به دون غيره و اتبع الباقي بشرط تقديمه و ارفع او انصب النعت ان قطعت مضمرا بكسر الميم مبتدا رافعا له او فعلا ناصبا له لن يظهرا ابدا نحو الحمد لله الحميد اي هو و امراته حماله الحطب تبت اي اذم و ما من المنعوت و النعت عقل اي علم يجوز حذفه نحو و عندهم قاصرات الطرف، «فلم اعط شيئا و لم امنع» اي شيئا طائلا و لكن الحذف في النعت يقل و في المنعوت يكثر

التوكيد

بالنّفس أو بالعين الاسمُ أُُكّدا

مع ضميرٍ طابق المؤكّدا

واجمعهما بأفعلٍ إن تبعا

ما ليس واحداً تكن متّعا

وكلاً اذكر في الشمول وكلا

كلتا جميعاً بالضمير موصلا

واستعملوا أيصا ككلٍّ فاعله

من عمّ في التوكيد مثل النافلة

وبعد كلٍّ أكّدوا بأجمعا

جمعاء أجمعين ثم جمعا

ودون كلٍّ قد يجيء أجمع

جمعاء أجمعون ثم جمع

وإن يفد توكيد منكورٍ قبل

وعن نحاة البصرة المنع شمل

واغن بكلتا في مثنًًّي وكلا

عن وزن فعلاء ووزن أفعلا

عنيت ذا الرّفع وأكّدوا بما

سواهما و القيد لن يلتزما

وما من التوكيد لفظيّ يجي

مكرّراً كقولك ادرجي ادرجي

ولا تعد لفظ ضميرٍ متّصل

إلا مع الفظ الذي به وصل

كذا الحروف غير ما تحصّلا

به جوابّ كنعم وكبلي

ومضمر الرّفع الذي قد انفصل

أكّد به كلَّ ضميرٍ اتصل

الثاني من التوابع التوكيد

و يقال لهالتاكيد و هو كما في شرح الكافيه تابع يقصد به كون المتبوع علي ظاهره بالنفس او بالعين بمعني الذات الاسم اكدا تاكيدا معنويا يقتضي التقرير مع ضمير متصل بهما طابق المؤكدا

بفتح الكاف في افراده و تذكيره و فروعهما كجاء زيد نفسه متيما بهند نفسها و اجمعهما اي النفس و العين بافعل ان تبعا ما ليس واحدا اي مثني او مجموعا فقل جاء الزيدان انفسهما و اعينهما تكن متبعا للغه الفصيحه و يجوز ان تاتي بهما مفردين و هو دون الجمع فتقول جاء الزيدان نفسهما او مثنيين و هو دون الافراد فتقول جاء الزيدان نفساهما.

و كلا اذكر في التوكيد المقتضي الشمول اي العموم لجميع افراد المؤكد و اجزائه و كلا و كلتا و جميعا قال المصنف و

اغفلها اكثر النحويينو نبه سيبويه علي انها بمنزله كل معني و استعمالا و لم يذكر لها شاهدا من كلام العرب و ائت بالضمير المطابق موصلا بهذه الاربعه ك:

«هم جميعهم لقوهم كلهم

و الدار صارت كلها محلهم»

و استعملوا ايضا ككل لفظا علي وزن فاعله مشتقا من عم في التوكيد فقالوا جاء الناس عامه و هو مثل النافله تاؤه تصلح للمذكر و المؤنث.

و بعد كل اكدوا باجمعا للمذكر و جمعاء للمؤنث و اجمعين لجمع المذكر ثم جمعا لجمع المؤنث و لا يؤكد بها قبله عندهم و لكن دون كل قد يجيء في الشعر اجمع و جمعا و اجمعون ثم جمع كقوله:

«يا ليتني كنت صبيا مرضعا

تحملني الذلفاء حولا اكتعا»

«اذا بكيت قبلتي اربعا

اذا ظللت الدهر ابكي اجمعا»

و المختار جوازه في النثر قال (ص) فله سلبه اجمع. تتمه اكدوا بعد اجمع باكتع فابصع فابتع و بعد جمعاء بكتعاء فبصعاء فبتعاء و بعد اجمعين باكتعين فابصعين فابتعين و بعد جمع بكتع فبصع فبتع و شذ مجيء ذلك علي خلاف ذلك. ثم ان النكره ان لم يفد توكيدها بان كانت غير محدوده كحين و زمان فلا يجوز باتفاق.

و

ان يفد توكيد منكور بان كان محدودا كيوم و شهر و حول قبل عند الكوفيين قال المصنف و هو اولي بالصواب سماعا و قياسا و منه:

«يا ليتني كنت صبيا مرضعا

تحملني الذلفاء حولا اكتعا»

و عن نحاه البصره المنع من توكيد النكره شمل ما افاد ايضا.

و اغن بكلتا في مثني و كلا عن وزن فعلاء اي جمعا في

المؤنث و وزن افعلا اي اجمع في المذكر و اجاز الكوفيون استعمال ذلك قياسا.

و ان تؤكد الضمير المتصل بالنفس و العين فبعد ان يؤكده المنفصل عنيت بهذا الضمير ذا الرفع نحو قوموا انتم انفسكم بخلاف قوموا انفسكم و يجوز تاكيد ذي النصب و الجر بهما و ان لم يؤكد بمنفصل و اكدوا الضمير المتصل المرفوع بما سواهما و القيد المذكور حينئذ لن يلتزما فيجوز تركه.

و ما من التوكيد لفظي هو الذي يجي مكررا و يكون في المفرد و الجمله فالاول اما بلفظه كقولك ادرجي ادرجي او بمرادفه كقوله انت بالخير حقيق قمن و الثاني اما ان يقترن بحرف عطف و هو

الاكثر كقوله تعالي اولي لك فاولي ثم اولي لك فاولي القيامه و او لا كقوله:

«ايا من لست اقلاه

و لا في البعد انساه»

«لك الله علي ذاك

لك الله لك الله»

و لا تعد لفظ ضمير متصل اذا اكدته توكيدا لفظيا الا مع اللفظ الذي به وصل نحو مررت بك بك و رايتك رايتك و لوضوح امر المنفصل سكت عنه. كذا اي كالضمير المتصل الحروف غير ما تحصلا به جواب فيجب اعاده ما اتصل بها نحو ا يعدكم انكم اذا متم و كنتم ترابا و عظاما انكم مخرجون المؤمنون و شذ حتي تراها و كان و كان اعناقها مشددات بقرن و اشذ منهفلا و

الله لا يلفي لما بي و لا للما بهم ابدا دواء اما الحروف الجوابيه كنعم و كبلي فيجوز ان تؤكد باعادتها وحدها.

و مضمر الرفع الذي قد انفصل اكد به كل ضمير اتصل مرفوعا كان او غيره نحو اسكن انت و زوجك البقره و قمت انت و اكرمتك انت و مررت بك انت

العطف (بيان)
اشارة

لعطف إمّا ذو بيانٍ أو نسق

والغرض الآن بيان ما سبق

فذو البيان تابعّ شبه الصفه

حقيقة القصد به منكشفه

فأولينه من وفاق الأوّل

ما من وفاق الأوّل النّعت ولي

فقد يكونان منكّرين

كما يكونان معرّفين

وصالحاً لبدليّةٍ يري

في غير نحو يا غلامُ يعمرا

ونحو بشرٍ تابع البكريّ

وليس أن يبدل بالمرضي

الثالث من التوابع العطف

ذو بيان

العطف اما ذو بيان او نسق و الغرض الان بيان ما سبق فذوا البيان تابع شبه الصفه في ان حقيقه القصد به منكشفه لكنه مخالف لها في انه لا يكون مشتقا و لا مؤولا به فاولينه من وفاق الاول اي متبوع ما من وفاق الاول النعت ولي من تذكير و افراد و غير ذلك. اذا علمت ذلك فقد يكونان اي العطف و متبوعه منكرين نحو اسقني شرابا حليبا كما يكونان معرفين نحو ذكرت الله في الواد المقدس طوي و اشار باتيانه بكاف التشبيه المفهمه للقياس الشبهي

بل الاولوي لان احتياج النكره الي البيان اشد من غيرها الي خلافمن منع اتيانهما نكرتين كالزمخشري و ذهب الي اشتراط زياده تخصيصه. فائده جعل اكثر النحويين التابع المكرر به لفظ المتبوع كقوله:

«اني و اسطار سطرن سطرا

لقائل يا نصر نصر نصرا»

عطف بيان قال المصنف و الاولي عندي جعله توكيدا لفظيا لان عطف البيان حقه ان يكون للاول به زياده وضوح و تكرير اللفظ لا يتوصل به الي ذلك.

و صالحا لبدليه يري عطف البيان في جميع المسائل غير مسالتين الاولي ان يكون التابع مفردا معربا و المتبوع منادي نحو يا غلام يعمرا فيجب في هذه الحاله كونه عطف بيان و لا يجوز ان يكون بدلا لانه لو كان لكان في تقدير حرف النداء فيلزم ضمه و الثانيه ان يكون المعطوف خاليا من لام التعريف و المعطوف عليه

معرفا بها مجرورا باضافه صفه مقترنه بها نحو بشر الذي هو تابع البكري في قوله:

«انا ابن التارك البكري بشر

عليه الطير ترقبه وقوعا»

فيجب في هذه الحاله ان يكون عطفا و ليس ان يبدل بالمرضي عندنا لانه حينئذ يكون في تقدير اعاده العامل فيلزم اضافه الصفه المعرفه باللام الي الخالي منها و هو غير جائز كما تقدمو هو مرضي عند الفراء

لتجويزه ما يلزم عليه و قد تقدم تاييده. تنبيهاستشكل ابن هشام في حاشيه التسهيل ما عللنا به هاتين المسالتين بانهم يغتفرون في الثواني ما لا يغتفرون في الاوائل و قد جوزوا في انك انت البقره كون انت تاكيدا و كونه بدلا مع انه لا يجوز «انّ انت»

عطف النسق

تالٍ بحرفٍ متبعٍ عطف النّسق

كاخصص بودٍّ وثناءٍ من صدق

فالعطف مطلقاً بواوٍ ثمّ فا

حتي أم أو كفيك صدقّ ووفا

وأتبعت لفظاً فحسب بل و لا

لكن كلم يبد امرؤ لكن طلا

فاعطف بواوٍ سابقاً أو لاحقاً

في الحكم أو مصاحباً موافقاً

واخصص بهاعطف الذي لا يغني

متبوعة كاصطفّ هذا وابني

والفاء للترتيب باتصال

وثمّ للترتيب بانفصال

واخصص بفاءٍ عطف ما ليس صله

علي الذي استقرّ أنه الصّلة

بعضا بحتّي اعطف علي كلٍّ و لا

يكون إلا غاية الذي تلا

وأم بها اعطف إثر همز التسوية

أو همزةٍ عن لفظ أيٍّ مغنيه

وربما أسقطت الهمزة إن

كان خفا المعني بحذفها أمن

وبانقطاعٍ وبمعني بل وفت

إن تك ممّا قيّدت به خلت

خيّر أبح قسّم وأبهم

واشكك وإضرابّ بها أيضاً نمي

وربّما عاقبت الواو إذا

لم يلف ذو النطق للبسٍ منفذا

ومثل أو القصد إمّا الثانية

في نحو إمّا ذي و اما النّائية

وأول لكن نفياً أو نهياً و لا

نداءً او أمراً أو اثباتاً تلا

وبل كلكن بعد مصحوبيها

كلم أكن في مربعٍ بل تيها

وانقل بها للثان حكم الأوّل

في الخبر المثبت و الأمر الجلي

وإن علي ضمير رفعٍ متصل

عطفت فافصل بالضمير

المنفصل

أو فاصلٍ مّا و لا فصلٍ يرد

في النّظم فاشياً وضعفه اعتقد

وعود خافضٍ لدي عطفٍ علي

ضمير خفضٍ لازماً قد جعلا

وليس عندي لازماً إذ قد أتي

في النّظم و النّثر الصّحيح مثبتا

والفاء قد تحذف مع ما عطفت

والواو إذ لا لبس و هي انفردت

بعطف عاملٍ مزالٍ قد بقي

معموله دفعاً لوهمٍ اتقي

وحذف متبوعٍ بدا عنا استبح

وعطفك الفعل علي الفعل يصحّ

واعطف علي اسم شبه فعلٍ فعلا

وعكساً استعمل تجده سهلا

القسم الثاني من قسمي العطف عطف النسق

و هو بفتح السين اسم مصدر نسقت الكلام انسقه اي عطفت بعضه علي بعض و المصدر بالتسكين. تال بحرف متبع بكسر الباء عطف النسق كاخصص بود و

ثناء من صدق فالعطف مطلقا اي لفظا و معني بواو و ثم و فا و حتي بالاجماع و كذا ام و او علي الصواب كفيك صدق و وفا.

و اتبعت لفظا فحسب اي لا معني بل عند سيبويه و لا و لكن عند الجميع و ليس عند الكوفيين كلم يبد امرؤ لكن طلا اي ولد بقر الوحش. فاعطف بواو لاحقا في الحكم نحو و لقد ارسلنا نوحا و ابراهيم الحديد او سابقا في الحكم نحو كذلك يوحي اليك و الي الذين من قبلك الله الشوري او مصاحبا موافقا فيه نحو فانجيناه و اصحاب السفينه العنكبوت و علي هذا اخصص بها عطف الذي لا يغني متبوعه عنه كفاعل ما يقتضي الاشتراك كاصطف هذا و ابني و تخاصم زيد و عمرو.

و الفاء للترتيب باتصال و تعقيب نحو الذي خلقك فسواك

الانفطار و اما قوله تعالي و كم من قريه اهلكناها فجاءها باسنا الاعراف فمعناه اردنا اهلاكها فجاءها و قوله تعالي و الذي اخرج المرعي فجعله غثاء احوي الاعلي و فمعناه مضت مده فجعله و ثم للترتيب

و لكن بانفصال و مهله نحو فاقبره ثم اذا شاء انشره عبس و و تاتي بمعني الفاء نحو:

«كهزّ الرديني تحت العجاج

جري في الانابيب ثم اضطرب»

و اخصص بفاء عطف ما ليس صله بان خلا من العائد علي الذي استقر انه الصله نحو الذي يطير فيغضب زيد الذباب و لا يجوز عطفه بغيرها لان الشرط ما عطف علي الصله ان يصلح لوقوعه صله و انما لم يشترط ذلك في العطف بالفاء لجعلها ما بعدها مع ما قبلها في

حكم جمله واحده لاشعارها بالسببيه. بعضا تحقيقا او تاويلا بحتي اعطف علي كل نحو اكلت السمكه حتي راسها

«القي الصحيفه كي يخفف رحله

و الزاد حتي نعله القاها»

و لا يكون المعطوف بها الا غايه الذي تلا رفعه او خسه نحو:

«قهرناكم حتي الكماه فانتم

تهابوننا حتي بنينا الاصاغرا»

فرع: حتي في عدم الترتيب كالواو.

و ام باتصال بها اعطف اثر همز التسويه و هي الهمزه

الداخله علي جمله في محل المصدر نحو سواء علينا ا جزعنا ام صبرنا ابراهيم.

«و لست ابالي بعد فقدي مالكا

أ موتي ناء ام هو الان واقع»

سواء عليكم ا دعوتموهم ام انتم صامتون الاعراف او همزه عن لفظ اي مغنيه بان طلب بها و بام التعيين نحو و ان ادري ا قريب ام بعيد ما توعدون الانبياء ا انتم اشد خلقا ام السماء بناها النازعات.

«لعمرك ما ادري و ان كنت داريا

شعيث بن سهم ام شعيث بن منقر»

«فقمت للطيف مرتاعا فارقني

فقلت ا هي سرت ام عادني حلم»

«أ قريب ما توعدون ام يجعل»، و ربما اسقطت الهمزه ان كان خفا المعني بحذفها امن نحو سواء عليهم انذرتهم.

«فوالله ما ادري و ان كنت داريا

بسبع رمين الجمر ام بثمان»

و بانقطاع و هي التي بمعني بل وفت مع اقتضاء

الاستفهام كثيرا ان تك مما قيدت به من تقدم احدي الهمزتين عليها خلت نحو لا ريب فيه من رب العالمين ام يقولون افتريه السجده و ا لهم ارجل يمشون بها ام لهم ايد الاعراف و قد لا يقتضي الاستفهام نحو ام هل تستوي الظلمات و النور الرعد. خير ابح قسم باو نحو تزوج هندا او اختها و اقرا فقها او نحوا و الاسم نكره او معرفه و الفرق بين الاباحه و التخيير جواز الجمع في

تلك دونه.

و ابهم بها ايضا نحو و انا او اياكم لعلي هدي او في ضلال مبين السبا و اشكك نحو لبثنا يوما او بعض يوم المؤمنون و اضراب بها ايضا نمي اينسب للكوفيين و ابي علي و ابن برهان نحو:

«ما ذا تري في عيال قد برمت بهم

لم احص عدتهم الا بعداد»

«كانوا ثمانين او زادوا ثمانيه

لو لا رجاؤك قد قتلت اولادي»

و ربما عاقبت او الواو اي جائت بمعناها اذا لم يلف ذو النطق اي لم يجد المتكلم للبس منفذا بل امنه نحو جاء الخلافه او

كانت له قدراكما اتي ربه موسي علي قدر و مثل او في افاده القصد اما الثانيه في نحو انكح اما ذي و اما النائيه و جالس اما الحسن و اما ابن سيرين الي آخره و اكثر النحويين علي ان اما هذه عاطفه و خالفه ابن كيسان و ابو علي و تبعهما المصنف تخلصا من دخول عاطف علي عاطف و فتح همزتها لغه تميميه.

فرع: يستغني عن اما باو نحو قام اما زيد او عمرو و عن الاولي بالثانيه كقوله:

«نهاض بدار قد تقادم عهدها

و اما باموات الم خيالها»

و عن اما بالا كقوله:

«فاما ان تكون اخي بصدق

فاعرف منك غثي من سميني»

«و الا

فاطرحني و اتخذني

عدوا اتقيك و تتقيني»

و قد يستغني عن ما كقوله:

«و قد كذبتك نفسك فاكذبنها

فان جزعا و ان اجمال صبر»

و قد تجيء اما عاريه عن الواوكروايه قطرب لا تفسدوا آبالكم ايمالنا ايمالكم و اول لكن عاريه من الواو نفيا او نهيا و اتبعها بمفرد نحو ما قام زيد لكن عمرو و لا تضرب زيدا لكن عمرا.

و لا نداء او امرا او اثباتا تلا كيا ابن اخي لا ابن عمي و اضرب زيدا لا عمرا و قام زيد لا عمرو و خالف ابن سعدان في الاول و لا مبتدا خبره تلا الناصب لما قبله مفعولا.

و بل كلكن بعد مصحوبيها و هما النفي و النهي كلم اكن في مربع بل تيها و لا تضرب زيدا بل عمرا و انقل بها للثان حكم الاول اذا وقعت في الخبر المثبت و الامر الجلي نحو قام زيد بل عمرو و اضرب زيدا بل خالدا و اجاز المبرد كونها ناقله في غير ما ذكر.

فصل: الضمير المنفصل و المنصوب المتصل كالظاهر في جواز العطف عليه من غير شرط.

و ان علي ضمير رفع متصل بارز او مستتر عطفت فافصل بينهما بالضمير المنفصل نحو كنتم انتم و آباؤكم الانبياء اسكن انت و زوجك الجنه البقره او فاصل ما نحو يدخلونها و من صلح الرعد ما اشركنا و لا آباؤنا الانعام و بلا فصل يرد العطف عليه في النظم فاشيا و في النثر قليلا نحو:

«و رجيَ الاخيطل من سفاهه رايه

ما لم يكن و اب له لينالا»

و حكي سيبويه مررت برجل سواء و العدم و مع ذلك ضعفه اعتقد و عود خافض لدي عطف علي ضمير خفض لازما قد جعلا عند جمهور البصريين نحو /فقال لها

و للارض فصلت نعبد الهك و اله آبائك البقره و عللوه بان ضمير الجر حينئذ شبيه بالتنوين و معاقب له فلم يجز العطف عليه كالتنوين و بان حق المعطوف و المعطوف عليه ان يصلحا

لحلول كل واحد منهما محل الاخر و ضمير الجر لا يصلح لذلك فامتنع الا مع اعاده الجار قال المصنف و ليس عندي لازما تبعا ليونس و الاخفش و الزجاج و الكوفيين لان شبه الضمير بالتنوين لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده و الابدال منه كالتنوين مع ان ذلك جائز بالاجماع و لانه لو كان الحلول شرطا في صحه العطف لم يجز رب رجل و اخيه لامتناع دخول رب علي المعرفه كما تقدم مع جوازه و ايضا لنا السماع اذ قد اتي في النظم و النثر الصحيح مثبتا كقراءه حمزه و ابن عباس و الحسن و مجاهد و قتاده و النخعي و الاعمش و غيرهم الذي تساءلون به و الارحام النساء و حكايه قطرب ما فيها غيره و فرسه و انشاد سيبويه

«فاليوم قربت تهجونا و تشتمنا

فاذهب فما بك و الايام من عجب»

و الفاء قد تحذف مع ما عطفت اذا امن اللبس نحو فمن كان منكم مريضا او علي سفر فعده من ايام اخر البقره اي فافطر فعده و كذا الواو تحذف مع ما عطفت اذ لا لبس نحو سرابيل تقيكم الحر النحل اي و البرد و قد يحذف العاطف فقطكقوله ص \تصدق رجل من ديناره من درهمه من صاع بره من صاع تمره و حكايه ابي عثمان عن ابي زيد اكلت خبزا لحما تمرا و هي اي الواو انفردت بعطف عامل مزال اي محذوف و قد بقي معموله مرفوعا كان نحو اسكن

انت و زوجك الجنه البقره اي و ليسكن زوجك او منصوبا نحو و الذين تبوؤا الدار و الايمان الحشر اي و الفوا الايمان او مجرورا نحو ما كل سوداء تمره و لا بيضاء شحمه اي و لا كل بيضاء شحمه و لم يجعل العطف فيهن علي الموجود في الكلام دفعا لوهم اتقي و هو رفع الامر للظاهر في الاول و كون الايمان متبوا في الثاني و العطف علي معمولي عاملين في الثالث.

و حذف متبوع بدا اي ظهر هنا استبح نحو و لتصنع علي عيني طه اي لترحم و لتصنع.

و عطفك الفعل علي الفعل ان اتحدا في الزمان يصح نحو لنحيي به بلده ميتا و نسقيه الفرقان و لا يضر اختلافهما في اللفظ نحو تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار و يجعل لك قصورا

الفرقان.

و اعطف علي اسم شبه فعل فعلا نحو فالمغيرات صبحا فاثرن العاديات و و عكسا استعمل تجده سهلا نحو يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي الانعام

البدل

التابع المقصود بالحكم بلا

واسطةٍ هو المسمّي بدلا

مطابقاً أو بعضاً او ما يشتمل

عليه يلفي أو كمعطوفٍ ببل

وذا للاضراب اعز إن قصداً صحب

ودون قصدٍ غلطّ به سلب

كزره خالداً وقبّله اليدا

واعرفه حقه وخدنبلاً مُدي

ومن ضمير الحاضر الظاهر لا

تبدله إلا ما إحاطةً جلا

أو اقتضي بعضاً او اشتمالا

كأنّك ابتهاجك استمالا

وبدل المضمّن الهمز يلي

همزاً كمن ذا أسعيدّ أم علي

ويبدل الفعل من الفعل كمن

يصل إلينا يستعن بنا يعن

الرابع من التوابع البدل

التابع المقصود بالحكم بلا واسطه هو المسمي بدلا فخرج بالمقصود غيره و هو النعت و التوكيد و البيان و العطف بالحرف غير بل و لكن في الاثبات و بنفي الواسطه المقصود بواسطه و هو العطف ببل

و

لكن في الاثبات. مطابقا للمبدل منه او بعضا منه او ما يشتمل عليه يلفي البدل بان يدل علي معني في المتبوع او يستلزمه فيه او كمعطوف ببل و ذا القسم للاضراب و البداء اعز ان قصدا صحيحا لكل منهما صحب و للنسيان ان قصد الاول ثم تبين فساده.

و دون قصد للاول

غلط وقع فيه به اي بالبدل سلب فالاول كزره خالدا و الثاني و اشترط كثير مصاحبته ضميرا عائدا علي المبدل منه و اباه المصنف نحو قبله اليدا و لله علي الناس حج البيت من استطاع آل عمران و الثالث و هو كالثاني نحو اعرفه حقه قتل اصحاب الاخدود النار البروج و و الرابع و الخامس و السادس نحو خذ نبلا مدي جمع مديه و هي السكين و الاحسن في هذه الثلاثه ان يؤتي ببل.

فصل: يبدل الظاهر من الظاهر معرفتين كانا او نكرتين او مختلفتين و الضمير من الظاهر و الظاهر من ضمير الغائب.

و من ضمير الحاضر الظاهر لا تبدله خلافا للاخفش و الظاهر مفعول تبدله متعلق من في اول البيت الا ما احاطه جلا نحو تكون لنا عيدا لاولنا و آخرنا المائده او اقتضي بعضا نحو:

«أوعدني بالسجن و الاداهم

رجلي فرجلي شنشنة المناسم»

او اشتمالا كانك ابتهاجك استمالا.

و بدل الاسم المضمن معني الهمزه للاستفهام يلي همزا كمن ذا ا سعيد ام علي و كيف اصبحت ا قويا ام ضعيفا.

تتمه: بدل المضمن معني الشرط يلي حرف الشرط نحو مهما تصنع ان خيرا و ان شرا تجز به.

و كما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل بدل كل نحو:

«متي تاتنا تلمم بنا في ديارنا

تجد حطبا جزلا و نارا تاججا»

لان الالمام هو الاتيان و بدل اشتمال كمن يصل الينا يستعن

بنا يعن لان الاستعانه تستلزم معني في الاصول و هو نجحه كذا

قاله ابن الناظم و منع ابن هشام الاستلزام قال فقد يستعين و لا يعان فلا يكون الوصول منجحا قال فالواجب رفع يستعين حالا كتعشو في قوله:

«متي تاته تعشو الي ضوء ناره

تجد خير نار عندها خير موقد»

تتمه: تبدل الجمله من الجمله نحو امدكم بما تعلمون امدكم بانعام و بنين الشعراء و و الجمله من المفرد نحو الي الله اشكو بالمدينه حاجة و بالشام اخري كيف يلتقيان

النّداء

وللمنادي النّاء أو كالنّاء يا

وأي وآكذا أيا ثمّ هيا

والهمز للدّاني ووا لمن ندب

أو يا و غير وا لدي اللبس اجتنب

وغير مندوبٍ ومضمرٍ و ما

جامستغاثاً قد يعرّي فاعلما

وذاك في اسم الجنس و المشارله

قلّ و من يمنعه فانصر عاذله

وابن المعرّف المنادي المفردا

علي الذي في رفعه قد عهدا

وانو انضمام ما بنوا قبل النّدا

وليجري مجري ذي بناءٍ جدّدا

والمفرد المنكور و المضافا

وشبهه انصب عادماً خلافا

ونحو زيدٍ ضمّ وافتحنّ من

نحو أزيد بن سعيدٍ لا تهن

والضمّ إن لم يل الابن علما

أو يل الابن علمّ قد حتما

واضمم او ناصب ما اضطراراً نوّنا

مّما له استحقاق ضمٍّ بيّنا

وباضطرارٍ خصّ جمع يا وأل

إلا مع الله ومحكيّ الجُمل

والأكثر اللهمّ بالتعويض

وشذّ يا اللهمّ في قريض

هذا باب الندا

و للمنادي الناء اي البعيد او الذي كالناء كالنائم و الساهي يا و اي بفتح الهمزه و سكون الياء و آ بالف بعد الهمزه كذا ايا ثم هيا و الهمز فقط للداني اي القريب و وا ائت بها لمن ندب او يا و غير وا و هو يا لدي اللبس بغير المندوب اجتنب بضم التاء.

و كل منادي غير مندوب و مضمر و ما جا مستغاثا و اسم اللهكما في الكافيه قد يعري من حرف النداء بان

يحذف فاعلما نحو يوسف اعرض عن هذا يوسف رب اغفر لي و لوالدي نوح و لا يجوز حذفه من المندوب و لا المستغاث لان المقصود فيهما تطويل الصوت و لا المضمر علي ان نداءه شاذ و لا الاسم الكريم اذا لم تعوض في آخره ميما مشدده.

و ذاك الحذف مجيئه في اسم الجنس المعين و المشار له قل نحو ثوبي حجر ثم انتم هؤلاء تقتلون البقره و هل يقاس عليه او يقتصر علي السماع البصريون و المصنف علي الثاني و الكوفيون علي الاول و اما من يمنعه سماعا و قياسا فانصر عاذله اي لائمه علي ذلك لانه مخطي في منعه

و ابن المعرف اما بالعلميه او بالقصد المنادي المفردا لتضمنه معني كاف الخطاب علي الذي في رفعه قد عهدا كيا زيد يا زيدان يا زيدون و انو اي قدر انضمام ما بنوا اوحكوا كما في العمده قبل النداء كيا سيبويه و ليجر مجري ذي بناء جددا فليحكم عليه بنصب محله.

و المفرد المنكور الذي لم يقصد و المضافا و شبهه انصب عادما خلافا معتدا به نحو يا غافلا و الموت يطلبه و يا عبد الله و يا

حسن الوجه و اجاز ثعلب ضمه و يا ثلاثه و ثلاثين.

و نحو زيد ضم و افتحن من كل علم مضموم اذا وصف بابن او ابنه متصلا مضافا الي علم نحو ا زيد بن سعيد لا تهن و يا هند ابنه عاصم و يجوز في هذه الحاله حذف الف ابن خطا و الضم حتم ان فصل نحو يا سعيد المحسن بن خالد.

و كذا الضم ان لم يل الابن بالرفع علما او يل الابن بالنصب علم قد حتما نحو يا غلام بن اخينا و يا

زيد بن اخينا و يا غلام بن زيد.

و اضمم او انصب ما اضطرارا نونا

مما له استحقاق ضم بينا نحو:

«سلام الله يا مطر عليها

و ليس عليك يا مطر السلام»

«ضربت صدرها الي و قالت

يا عديا لقد وقتك الاواقي»

و الاول اولي ان كان علما قاله في الكافيه.

و باضطرار خص جمع يا و ال نحو:

«فيا الغلامان اللذان فرا

اياكما ان تعقبانا شرا»

و لا يجوز في السعه خلافا للبغداديين كراهه الجمع بين اداتي التعريف و محل جواز نداء ما فيه ال اذا كانت لغير العهد فان كانت له لم يناد اصلا قاله ابن النحاس في تعليقه الا مع الله فيجوز في السعه ايضا لكثره الاستعمال و يجوز حينئذ قطع الفه و حذفها و الا مع محكي الجمل نحو يا الرجل منطلق و الاكثر في اسم الله اذا نودي ان يقال اللهم بالتعويض عن حرف النداء ميما مشدده في آخره و لذا لا يجمع بينهما و شذ يا اللهم الاتي في قريض اي شعر و هو قوله:

«اني اذا ما حدث الما

اقول يا اللهم يا اللهما»

فصل في احكام توابع المنادي

تابع ذي الضمِِّ المضاف دون أل

ألزمه نصباً كأزيد ذا الحيل

وما سواه ارفع أو انصب واجعلا

كمستقلٍّ نسقاً وبدلا

وإن يكن مصحوب أل بعد صفه

يلزم بالرّفع لدي ذي المعرفة

رأيُّ هذا أيها الذي ورد

ووصف أي بسوي هذا يُردّ

وذو إشارةٍ كأيٍّ في الصفه

إن كان تركها يفيت المعرفه

في نحو سعد سعد الأوس ينتصب

ثانٍ وضمَّ وافتح اوّلا تصب

تابع المنادي ذي الضم المضاف صفه لتابع دون ال الزمه نصبا اذا كان نعتا او توكيدا او بيانا كازيد ذا الحيل و اجاز ابن الانباري رفعه.

و ما سواه اي سوي المضاف المجرد من ال كالمفرد و المضاف المقرون بها ارفع حملا علي اللفظ نحو يا زيد العاقل و

الكريم الاب و يا تميم اجمعون و يا غلام بشر او انصب حملا علي الموضع نحو يا زيد العاقل و الكريم الاب و يا تميم اجمعين و يا غلام بشرا و اجعلا كمستقل نسقا مجردا من ال و بدلا فضمهما حيث يضم المنادي و انصبهما حيث ينصب و ان كان المتبوع بخلاف ذلك.

و ان يكن مصحوب ال ما نسقا ففيه وجهان نصب و هو عند ابي عمرو و يونس و الجرمي يختار و رفع و هو عند الخليل و المازني و المصنف ينتقي و فصل المبرد بين ما فيه ال للتعريف فالنصب و ما لا فالرفع.

و ايها مبتدا اول مصحوب ال مبتدا ثان. بعد اي بعد ايها حال كونه

صفه لها يلزم و هو الخبر لانها مبهمه لا تستعمل بغير صله الا في الجزاء و الاستفهام فلما لم توصل لزمت الصفه لتبينها و هي معربه بالرفع لدي ذي المعرفه نحو يا ايها الانسان انك كادح الانشقاق و قد تزاد فيها التاء للمؤنث نحو يا ايتها النفس المطمئنه الفجر.

و وصف اي باسم الاشاره نحو يا ايهذا و بالموصول نحو يا ايها الذي ورد فقبل و منه:

«الا ايهذا الباخع الوجد نفسه

لشيء نحته عن يديه المقادر»

يا ايها الذي نزل عليه الذكر الحجر و وصف اي بسوي هذا الذي ذكر يرد علي قائله و لا يقبل منه و ذو اشاره كاي في لزوم الصفه المرفوعه لها ان كان تركها اي الصفه يفيت المعرفه فان لم يكن جاز

النصب و هو لا يوصف الا بما فيه ال و في نحو يا سعد سعد الاوس و

«يا زيد زيد اليعملات الذبل

تطاول الليل عليك فانزل»

و كل ما كرر فيه اسم مضاف في النداء ينتصب ثان

لانه مضاف و ضم و افتح اولا تصب اما الضم فلانه مفرد معرفه و اما النصب فلانه مضاف الي ما بعد الثانيو هو تاكيد عند سيبويه و قال المبرد الي محذوف و الفراء كلاهما الي ما بعد الثاني

المنادي المضاف الي ياء المتكلّم

واجعل مناديً صحّ إن يُضف ليا

كعبدِ عبدي عبد عبدا عبديا

وفتحّ او كسرّ وحذف اليا استمر

في يا ابن أمِّ يا ابن عمّ لا مفر

وفي النّدا «أبتِ»

«أمّتِ» عرض

واكسر او افتح و من اليا التا عوض

فصل في المنادي المضاف الي ياء المتكلم

و فيه المضاف الي المضاف اليها و اجعل منادي صح كغلام و ظبي ان بكسر الهمزه يضف ليا علي وجه من اوجه خمسه

احسنها ان تحذف الياء و تبقي الكسره للدلاله عليها كعبد و يليه ان تثبتها ساكنه نحو عبدي و ان شئت فاقلب الكسره فتحه و الياء الفا و احذفها نحو عبد و احسن منه ان لا تحذف نحو عبدا و احسن من هذا ثبوت الياء محركه نحو عبديا و زاد في شرح الكافيه سادسا و هو الاكتفاء من الاضافه بنيتها و جعل المنادي مضموما كالمفرد و منه رب السجن احب الي يوسف.

و كل من الفتح و الكسر و حذف اليا اي ياء المتكلم استمر في ما اذا نودي المضاف الي المضاف اليها و كان لفظ ام او عم نحو يا بن ام يا بن عم لا مفر اما استمرار الكسره فللدلاله علي الياء و اما الفتحه فللدلاله علي الالف المنقلبه عنها و شذ اثبات الياء نحو

الأَسْماء اللّازِمَةِ للنِّداءَ

وَفُلُ بَعْضُ ما يُخَصُّ بِالنِّدا

لَؤْمانُ نَومانُ كَذا وَ طَّرَدا

في سَبِّ الاُنْثي وَزْنُ يا خَباثِ

وَالْاَمْرُ هكَذا مِنَ الثُّلاثيّ

وَشاعَ في سَبِّ الذُّكوُرِ فُعَلُ

وَ لا تَقِسْ وَ جُرَّ فِي الشِّعْرِ فُلُ

الاسماء اللازمة للنداء

فلا تستعمل في غيره الا للضروره و فل للرجل و فله للمراه بعض ما يخص بالندا لؤمان بضم اللام و سكون الهمزه و ملامان

و ملام بمعني كثير اللؤم و نومان بفتح النون و سكون الواو بمعني كثير النوم كذا اي يخص

بالنداء و كذا مكرمان و ذلك سماع لا يطرد و اطردا و قيس في سب الانثي استعمال اسماء في النداء علي وزن فعال نحو يا خباث و يا لكاع و الامر هكذا اي علي وزن فعال مطرد مقيس من الفعل الثلاثي التام المتصرف كنزال.

و شاع في سب الذكور استعمال اسماء في النداء علي وزن فعل بضم الفاء و فتح العين نحو يا فسق و يا غدر و لا تقس هذا خلافا لابن عصفور و جر في الشعر فل اضطرارا كما رخم ما ليس بمنادي لذلك اذ اختصاص هذه الاسماء بالنداء نظير اختصاص الترخيم به

الاستغاثة

إذا استغيث اسمّ مناديً خُفضا

باللام مفتوحاً كيا للمرتضي

وافتح مع المعطوف إن كرّرت يا

وفي سوي ذلك بالكسر ائتيا

ولامُ ما استغيث عاقبت ألِف

ومثله اسمّ ذو تعجّبٍ ألِف

فصل في الاستغاثه

اذا استغيث اسم منادي ليخلص من شده او يعين علي دفع مشقه خفضا اعرابا باللام مفتوحا فرقا بين المستغاث به و المستغاث من اجله كيا للمرتضي و افتح اللام ايضا مع المستغاث المعطوف علي مثله ان كررت يا نحو:

«يا لقومي و يا لامثال قومي

لاناس عتوهم في ازدياد»

و في سوي ذلك و هو المستغاث من اجله و العطوف بدون يا بالكسر ائتيا نحو

«تكنفني الوشاه فازعجوني

فيا للناس للواشي المطاع يبكيك»

«يبكيك ناء بعيد الدار مغترب

يا للكهول و للشبان للعجب»

و لام ما استغيث عاقبت الف تلي آخره اذا وجدت فقدت اللام نحو:

«يا يزيد الامل نيل عز

و غني بعد فاقه و هوان»

و اللام فقدت فوجدت هي كما تقدم و قد لا يوجدان نحو:

«الا يا قوم للعجب العجيب

و للغفلات تعرض للاريب»

و مثله اي مثل المستغاث في جميع احواله اسم ذو تعجب الف نحو يا للعجب اي يا عجب احضر فهذا وقتك

النّدبة

ما للمنادي اجعل لمندوبٍ و ما

نُكّر لم يندب و لا ما أبهما

ويندب الموصول بالذي اشتهر

كبئر زمزمٍ يلي وا من حفر

ومنهي المندوب صله بالألف

متلوّها إن كان مثلها حُذف

كذاك تنوين الذي به كمل

من صلةٍ أو غيرها نلت الأمل

والشكل حتماً أوله مجانساً

إن يكن الفتح بِِِِوَهمٍ لابسا

وواقفاً زد هاء سكتٍ إن تُرِد

وإن تشأ فالمدّ و الها لا تزد

وقائلّ واعبديا واعبدا

من في النّدا اليا ذا سكونٍ أبدي

فصل في الندبه

و هي كما في شرح الكافيه اعلان المتفجع باسم من فقده

لموت او غيبه ما ثبت للمنادي من الاحكام المتقدمه اجعل لمندوب فضمه ان كان مفردا و انصبه ان كان مضافا و ان

اضطررت الي تنوينه جاز نصبه و ضمه و منه: «وا فقعسا و اين مني فقعس

ا ابلي ياخذها كروس»

و ما نكر لم يندب لانه لا يعذر النادب له و لا ما ابهما كاي و اسم الجنس المفرد و اسم الاشاره و لكن يندب الموصول بالذي اشتهر شهره تزيل ابهامه كبئر زمزم يلي وا من حفر اي كقولك وا من حفر بئر زمزماه فانه بمنزله وا عبد المطلباه.

و منتهي

المندوب اي آخره صله بالالف بعد فتحه نحو:

«حملت امرا عظيما فاصطبرت له

و قمت فيه بامر الله يا عمرا»

و اجاز يونس وصلها باخر الصفه نحو وا زيد الظريفاه متلوها اي الذي قبل هذه الالف و هو آخر المندوب ان كان مثلها اي الفا حذف نحو وا موساه. كذاك يحذف تنوين الذي به كمل المندوب من صله نحو وا من نصر محمداه او غيرها كمضاف اليه و عجز مركب نحو وا غلام زيداه وا معديكرباه نلت الامل و الشكل الذي في آخر المندوب حتما اوله حرفا مجانسا

له بان تقلب الالف ياء او واوا ان يكن الفتح و الالف لو بقيا بوهم لابسا نحو وا غلامكي للمخاطبه وا غلام هو للغائب وا غلامكموا للجمع لانك لو لم تفعل و ابقيت الالف لاوهم الاضافه الي كاف الخطاب و هاء الغيبه و المثني

«و واقفا زد هاء سكت ان ترد

الا يا عمرو عمراه و عمرو بن الزبيراه»

و ان تشا فالمد كاف في الوقف و الها لا تزد و قائل اذا ندب المضاف الي الياء وا عبديا وا عبدا من فاعل قائل اي يقول ذلك الذي في الندا اليا

ذا سكون ابدي اي اظهر و من اتي بها مفتوحه يقول وا عبديا فقط و من فعل غير

ذلك يقول وا عبدا فقط. تتمه اذا ندب مضاف الي مضاف الي الياء لزمت الياء لان المضاف اليها غير مندوب

الترخيم

ترخيماً احذف اخِرَ المنادي

كيا سعا فيمن دعا سعادا

وجوّزنه مطلقا في كلّ ما

أنت بالها وبالذي قد رُخِّما

بحذفها وفّره بعد واحظلا

ترخيم ما من هذه الها قد خلا

إلا الرباعيّ فما فوق العلم

دون إضافةٍ وإسنادٍ متمّ

ومع الآخر احذف الذي تلا

إن ريد ليْناً ساكناً مكمّلا

أربعةً فصاعداً و الخُلفُ في

واوٍ وياءٍ بهما فتحّ قفي

والعجز احذف من مركّبٍ وقل

ترخيم حُملةٍ وذا عمروّ نقل

وإن نويت بعد حذف ما حُذف

فالباقي استعمل بما فيه أُلِف

واجعله إن لم تنو محذوفاً كما

لو كان بالآخر وضعاً تُمِّما

فقل علي الأول في ثمود يا

ثمو و يا ثمي علي الثاني بيا

والتزم الأوّل في كمُسمله

وجوّز الوجهين في كمَسلمه

ولاضطرارٍ رخّموا دون ندا

ما للنّدا يصلح نحو أحمد

فصل في الترخيم

و هو حذف بعض الكلمه علي وجه مخصوص ترخيما اي لاجل الترخيم احذف آخر المنادي كيا سعا فيمن دعا سعادا و جوزنه مطلقا في كل ما انث بالها علما كان ام لا

زائدا علي ثلاثه ام لا.

و الذي قد رخما بحذفها وفره بعد فلا تحذف منه شيئا آخر فقل في عقنباه يا عقنبا و احظلا اي امنع ترخيم ما من هذه الها قد خلا الا الرباعي فما فوق العلم دون تركيب اضافه و اسناد متم فاجز ترخيمه نحو جعفر و سيبويه و معديكرب بخلاف الثلاثي كعمر و غير العلم كعالم و المضاف كغلام زيد و المسند كتابط شرا و سياتي نقل ترخيم هذا.

و مع حذفك الاخر احذف الذي تلا ان زيد و كان لينا ساكنا مكملا اربعه فصاعدا قبله حركه من جنسه نحو يا عثم و يا منص و يا مسك في عثمان و منصور و مسكين بخلاف

مختار و هبيخ و سعيد و فرعون و غرنيق.

و الخلف ثابت في حذف واو و يا ليس قبلهما حركه منجنسهما بل بهما فتح قفي فاجازه الفراء و الجرمي لعدم اشتراطهما ما ذكرناه و منعه غيرهما.

و العجز احذف من مركب كقولك في معديكرب و سيبويه و بختنصر يا معدي و يا سيب و يا بخت.

و قل ترخيم جمله اسناديه و ذا عمرو و هو سيبويه نقل عن العرب.

و ان نويت بعد حذف بالتنوين ما حذف فالباقي استعمل بما فيه الف قبل الحذف فابق حركته و لا تعله ان كان حرف عله و اجعله اي الباقي ان لم ينو محذوفا كما لو كان بالاخر وضعا تمما فاعله و اجر

الحركات عليه فقل علي الاول في ثمود و علاوه و كروان يا ثمو بالواو و يا علاو و يا كرو بابقاء الواو المفتوحه و في جعفر و منصور و حارث يا جعف بالفتح و يا منص بالضم و يا حار بالكسر و قل يا ثمي علي الثاني بيا مقلوبه عن الواو لانه ليس لنا اسم معرب آخره واو قبلها ضمه غير الاسماء السته و قل يا كرا بقلب الواو الفا لتحركها و انفتاح ما قبلها و يا جعف و يا حار بضمهما.

و التزم الاول و هو نيه المحذوف في ما فيه تاء التانيث للفرق كمسلمه بضم الميم الاولي و جوز الوجهين في ما ليست فيه التاء للفرق كمسلمه بفتح الميم الاولي.

و لاضطرار رخموا علي اللغتين دون ندا ما للندا يصلح نحو احمدا كقوله:

«نعم الفتي تعشوا الي ضوء ناره

طريف بن مال ليله الجوع و الخصر»

بخلاف ما لا يصلح للنداء و من ثم كان خطا قول من جعل من ترخيم الضروره:

«القاطنات البيت

غير الريم

او الفا مكه من ورق الحمي»

الاختصاص

الاختصاصّ كنداءٍ دون يا

كأيها الفتي بإثر ارجونيا

وقد يُري ذا دون أيٍّ تلو أل

كمثل نحن العُرْبَ أسخي مَن بذل

فصل في الاختصاص

الاختصاص كنداء لفظا لكن يخالفه في انه يجيء دون يا و في انه لا يجيء في اول الكلام. ثم ان كان ايها او ايتها استعملا كما يستعملان في النداء فيضمان و يوصفان بمعرف بال مرفوع كايها الفتي باثر ارجونيا و اللهم اغفر لنا ايتها العصابه.

و قد يري ذا دون اي تلو ال فينصب و حينئذ يشترط تقدم اسم بمعناه عليه و الغالب كونه ضمير تكلم كمثل نحن العرب اسخي من بذل و قد يكون ضمير خطاب نحو بك الله نرجو الفضل

التحذير و الأغراء

إيّاك و الشّرّ ونحوه نصب

محذّرّّ بما استثاره وجب

ودون عطفٍ ذا لأيّا انسب و ما

سواه ستر فعله لن يلزما

إلا مع العطف أو التكرار

كالضّيغم يا ذا السّاري

وشذّ إيّاي وإيّاه أشذّ

وعن سبيل القصد من قاس انتبذ

وكمُحدّرٍ بلا إيّا اجعلا

مغزيً به كُلِّ ما قد فُصِّلا

فصل في التحذير و الاغراء

و هو الزام المخاطب الاحتراز من مكروه و الاغراء و هو الزامه العكوف علي ما يحمد العكوف عليه من مواصله ذوي القربي و المحافظه علي العهود و نحو ذلك اياك و الشر و نحوه كاياكما و اياكم و جميع فروعه نصب محذر بكسر الذال بما استتاره وجب لان التحذير بايا اكثر من التحذير بغيره فجعل بدلا من اللفظ بالفعل.

و دون

عطف نحو اياك الاسد ذا الحكم المذكور و هو النصب بلازم الاستتار لايا انسب ايضا و ما سواه اي المحذر بايا ستر فعله لن يلزما نحو نفسك الشر اي جنب و ان شئت فاظهره الا مع العطف فانه يلزم ايضا ستر فعله نحو ماز راسك و السيف او التكرار فانه يلزم ايضا كالضيغم

الضيغم اي الاسد الاسد يا ذا الساري و الشائع في التحذير ان يراد به المخاطب.

و شذ مجيئه للمتكلم نحو اياي و ان يحذف احدكم الارنب اي نحني عن حذف الارنب و نحه عن حضرتي و مجيئه

للغائب نحو اياه و ايا الشواب اشذ و عن سبيل القصد من قاس علي ذلك انتبذ و كمحذر بلا ايا اجعلا مغري به في كل ما قد فصلا فاوجب اضمار ناصبه مع العطف نحو الاهل و الولد و التكرار نحو:

«اخاك اخاك ان من لا اخا له

كساع الي الهيجا بغير سلاح»

و اجزه مع غيرهما نحو الصلاه جامعه.

أسماء الأفعال و الأصوات

ما ناب عن فعل كشتّان وصه

هو اسم فعل و كذا أوّه ومَه

وما بمعني افعل كآمين كثر

وغيرُهُ كوي وهيهات نزر

والفعل من أسمائه عليكما

وهكذا دونك مع إليكما

كذا رويد بله ناصبين

ويعملان الخفض مصدرين

وما لما تنوب عنه عن عمل

لها وأخّر مالذي فيه العمل

واحكم بتنكير الذي ينوّن

منها وتعربف سواه بيّن

وما به خوطب ما لا يعقل

من مُشبِهِ اسم الفعل صوتا يجعل

كذا الذي أجدي حكايةً كقب

والزم بنا النّوعين فهو قد وجب

هذا باب اسماء الافعال و الاصوات

ما ناب عن فعل معني و استعمالا كشتان بمعني افترق و صه بمعني اسكت هو اسم فعل اي اسم مدلوله فعل و كذا اوه بمعني اتوجع و مه بمعني انكفف.

و ما كان بمعني افعل في الدلاله علي الامر كامين بمعني استجب كثر وروده و منه نزال بمعني انزل و رويد بمعني امهل و هيت و هيا بمعني اسرع و ايه بمعني امض في حديثك و حيهل بمعني ائت او عجل او اقبل و ها بمعني خذ و هلم بمعني احضر او اقبل و غيره كالذي بمعني المضارع كوي و

وا و واها بمعني اعجب و اف بمعني اتضجر

و كالذي بمعني الماضي نحو هيهات بمعني بعد و وشكان و سرعان بمعني سرع و بطان بمعني بطؤ نزر و كذا اسم الامر من الرباعي كقرقار بمعني قرقر.

و الفعل من اسمائه ما هو منقول عن حرف جر و ظرف نحو عليكا بمعني الزم و هكذا دونك بمعني خذ مع اليكا بمعني تنح و لا يستعمل هذا النوع الا متصلا بضمير المخاطب و شذ عليه رجلا و علي الشيء و الي و محل الضمير المتصل بهذه الكلمات جر عند البصريين و نصب عند الكسائي و رفع عند الفراء.

و كذا اي كما ياتي اسم الفعل منقولا مما ذكر ياتي منقولا من المصدر نحو رويد اذ هو من اروده اروادا بمعني امهله امهالا ثم صغر الارواد تصغير ترخيم ثم سموا به فعله فبنوه علي الفتح و كذا بله اذ هو

في الاصل مصدر فعل مرادف لدع ثم سمي به الفعل و بني و هذا حال كونهما ناصبين نحو رويد زيدا او بله زيدا و يعملان الخفض مصدرين معربين نحو رويد زيد و بله زيد.

و ما لما تنوب عنه من عمل ثابت لها فترفع الفاعل ظاهرا و مستترا و تتعدي الي المفعول بنفسها و بحرف الجر و من ثم عدي حيهل بنفسه لما ناب عن ائت و بالباء لما ناب عن عجل و بعلي لما ناب عن اقبل و اخر ما لذي فيه العمل عنها خلافا للكسائي و احكم بتنكير الذي ينون منها لزوما نحو واها و ويها

او لا كصه و مه و تعريف سواه اي الذي لم ينون بين لزوما نحو نزال او لا كصه و مه.

و ما به خوطب ما لا يعقل او ما هو في حكمه كصغار الادميين

من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل كقولك لزجر الفرس هلا هلا و للبغل عدس و للحمار عد كذا الذي اجدي اي اعطي بمعني افهم حكايه لصوت كقب لوقع السيف و غاق للغراب و خازباز للذباب و خاق باق للنكاح و الزم بنا النوعين فهو قد وجب لما سبق في اول الكتاب

نونا التوكيد

للفعل توكيدّ بنونين هما

كنوني اذهبنّ واقصدنهما

يؤكّدان افعل ويفعل آتيا

ذا طلبٍ أو شرطاً أمّا تاليا

أو مثبتاً في قسمٍ مستقبلا

وقلّ بعد ما و لم بعد لا

وغير إمّا من طوالب الجزا

وآخر المؤكّد افتح كابرزا

واشكله قبل مضمرٍ لينٍ بما

جانس من تحرّك قد علما

والمضمر احذفنّه إلا الألف

وإن يكن في آخر الفعل ألف

فاجعله منه واقعا غير اليا

والواو ياءً كاسعينَّ سعيا

واحذفه من رافع هاتينٍ و في

وا ويا شكلّ مجانسّ قفي

نحو اخشين يا هند بالكسر ويا

قوم اخشون واصمم وقس مسويّا

ولم تقع خفيفةّ بعد الألف

لكن شديدةّ وكسرها ألف

وألِفاً زد قبلها مؤكّداً

فعلاً الي نون الإناث أسندا

واحذف خفيفةً لساكنٍ ردف

وبعد غير فتحةٍ إذا تقف

واردد إذا حذفتها في الوقف ما

من أجلها في الوصل كان عُدِما

وأبدلنها بعد فتحٍ ألِفا

وقفاً كما تقول في قفنْ قفا

هذا باب فيه نونا التوكيد

للفعل توكيد بنونين هما شديده و خفيفه كنوني اذهبن و اقصدنهما يؤكدان افعل اي الامر مطلقا نحو اضربن و يفعل اي المضارع بشرط ان يكون آتيا ذا طلب نحو «فاياك و الميتات لا تقربنها

و لا تاخذن سهما حديدا لتفصدا»

و نحو:

«و هل يمنعني ارتياد البلاد

من حذر الموت ان ياتين»

و نحو:

«هلا تمنن بوعد غير مخلفه

كما عهدتك في ايام ذي سلم»

و نحو:

«فليتك يوم الملتقي ترينني

لكي تعلمي اني امرؤ بك هائم»

او شرطا اما تاليا نحو و اما نرينك بعض الذي نعدهم او نتوفينك يونس او مثبتا في قسم مستقبلا متصلا بلامه نحو تالله لتسئلن

النحل بخلاف المنفي نحو تالله تفتؤا تذكر يوسف و الحال نحو لا اقسم بيوم القيامه القيامه و ان منعه البصريون و غير المتصل باللام نحو لالي الله تحشرون آل عمران و لسوف يعطيك ربك الضحي. تنبيه لا يلزم هذا التوكيد الا بعد القسم كما ذكره في الكافيه.

و قل توكيده اذا وقع بعد ما الزائده نحو:

«قليلا به ما يحمدنك وارث

اذا نال مما كنت تجمع مغنما»

و اقل منه ان يتقدم عليها رب نحو:

ربما اوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالات و بعد لم نحو:

«يحسبه الجاهل ما لم يعلما

شيخا علي كرسيه معمما»

و بعد لا نحو و اتقوا فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه الانفال و بعد غير اما من طوالب الجزاء و هي كلمات الشرط نحو:

«فمهما تشا منه فزاره تعطكم

و مهما تشا منه فزاره تمنعا»

تتمه: جاء توكيد المضارع خاليا مما ذكر و هو في غايه من الشذوذ و منه قوله:

«ليت شعري و اشعرن

اذا ماقربوها منشوره و دعيت»

و اشذ منه توكيد افعل في التعجب في قوله:

«و مستبدل من بعد غضبي صريمه

فاحر به بطول فقر و احريا»

و اشذ من هذا توكيد اسم الفاعل في قوله:

«ارايت ان جاات به املودا

مرجلا و يلبس البرودا»

«و لا يري مالا له معدودا

أقائلن احضروا الشهودا»

و آخر المؤكد افتح كابرزا و اخشين و ارمين و اغزون.

و اشكله قبل مضمر ذي لين بما جانس من تحرك قد علما فافتحه قبل الالف و اكسره قبل الياء و ضمه قبل الواو و بعد ذلك

المضمر احذفنه الا الالف فاثبتها نحو اضربن يا قوم و اضربن يا هند و اضربان يا زيدان.

و ان يكن في آخر الفعل الف فاجعله اي الاخر منه ان كان رافعا غير اليا و الواو كالالف ياء كاسعين سعيا

و ارضين و هل تسعيان و احذفه اي الاخر من فعل رافع هاتين اي الواو و الياء و بعد ذلك في واو و يا شكل مجانس لهما قفي نحو اخشين يا هند بالكسر للياء و يا قوم اخشون و اضمم الواو و قس علي ذلك مسويا

و لم تقع نون خفيفه بعد الالف لالتقاء الساكنين و اجازه يونس قال المصنف و يمكن ان يكون منه قراءه ابن ذكوان و لا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون يونس لكن شديده و كسرها حينئذ الف و الفا زد قبلها اي قبل النون الشديده حال كونك مؤكدا فعلا الي نون الاناث اسندا فصلا بينهما كراهيه توالي الامثال نحو اضربنان و احذف خفيفه لساكن ردف نحو:

«لا تهين الفقر علك ان

تركع يوما و الدهر قد رفعه»

و احذفها ايضا بعد غير فتحه اذا تقف و اردد اذا حذفتها في الوقف ما من اجلها في الوصل كان عدما و هو واو الجمع و ياء التانيث و نون الاعراب فقل في اخرجن و اخرجن اخرجوا و اخرجي و في هل تخرجن و هل تخرجن هل تخرجون و هل تخرجين و ابدلنها بعد فتح الفا وقفا كالتنوين كما تقول في قفن قفا. تتمه قد تحذف هذه النون لغير ما ذكر في الضروره كقوله اضرب عنك الهموم طارقهاضربك بالسيف قونس الفرس

ما لا ينصرف

الصّرف تنوينّ أتي مبيّنا

معنيً به يكون الاسم أمكنا

فألف التأنيث مطلقاً منع

صرف الذي حواه كيفما وقع

وزائدا فعلان في وصف سلم

من أن يُري بتاء تأنيثٍ خُتِم

ووصفّ اصليٌ ووزن أفعلا

ممنوع تأنيثٍ بتا كأشهلا

وألغينّ عارض الوصفيّه

كأربعٍ وعارض الإسميه

فالأدهم القيد لكونه وُضِع

في الأصل وصفاً انصرافه مُنِع

وأجدلّ وأخيلّ وأفعي

مصروفةّ و قد ينلن المنعا

ومنع عدلٍ مع وصفٍ معتبر

في لفظ مثني وثلاث وأخر

ووزن وثني وثلاث

كهما

من واحدٍ لأربعٍ فليعلما

وكن لجمعٍ مشبهٍ مفاعلا

أو المفاعيل بمنعٍ كافلا

وذا اعتلالٍ منه كالجواري

رفعاً وجرًّا أجرِه كساري

ولسراويل بهذا الجمع

شبهّ اقتضي عموم المنع

وإن به سُمِّي أو بما لحق

به فالانصراف منعه يحقّ

والعلم امنع صرفه مركّبا

تركيب مزجٍ نحو معديركبا

كذاك حاوي زائدي فعلانا

كغطفان وكأصبهانا

كذا مؤنّثّ بهاءٍ مطلقا

وشرط منع العار كونه ارتقي

فوق الثلاث أو كحور أو سقر

أو زيدٍ اسم امرأةٍ لا اسم ذكر

وجهان في العادم تذكيراً سبق

وعُجمةً كهند و المنعُ أحق

والعجميّ الوضع و التعريف مع

زيدٍ علي الثلاث صرفُهُ امتنع

كذاك ذو وزنٍ يخصّ الفعلا

أو غالبٍ كأحمدٍ ويعلي

وما يصير علَماً من ذي ألِف

زيدت لإلحاقٍ فليس ينصرف

والعلم امنع صرفه إن عدلا

كفعل التوكيد أو كثعلا

والعدل و التعريف مانعاً سحر

إذا به التعيين قصداً يُعتبر

ابن علي الكسر فعال علما

مؤنّثاً و هو نظير جشما

عند تميم واصرفن ما نكّرا

من كلّ ما التعريف فيه أثّرا

وما يكون منه منقوصاً ففي

إعرابه نهج جوارٍ يقتفي

ولاضطرارٍ أو تناسبٍ صُرِف

ذو المنع و المصروفُ قد لا ينصرف

هذا باب ما لا ينصرف

و هو ما فيه علتان من العلل الاتيه او واحده منها تقوم مقامهما سمي به لامتناع دخول الصرف عليه و هو التنوين كما قال الصرف تنوين اتي مبينا معني و هو عدم مشابهه الفعل به اي بهذا التنوين اي بدخوله يكون الاسم مع كونه متمكنا امكنا و بعدمه

يكون غير امكن و لذلك سمي بتنوين التمكين ايضا و غير هذا التنوين لا يسمي صرفا لانه قد يوجد فيما لا ينصرف كتنوين المقابله في عرفات و العوض في جوار و نحو ذلك فالف التانيث مطلقا مقصورا او ممدودا منع صرف الذي حواه كيفما وقع من كونه نكره كذكري و صحراء او معرفه كزكرياء مفردا كما مضي او جمعا كحجلي و اصدقاء اسما كما مضي او وصفا كحبلي و حمراء

و زائدا فعلان و هما الالف و النون يمنعان اذا كانا في وصف سلم من ان يري بتاء تانيث ختم اما لان له مؤنثا علي فعلي كسكران و غضبان او لا مؤنث له اصلا كلحيان فان ختم بالتاء صرف كندمان.

و وصف اصلي و وزن افعلا كذلك اذا كان ممنوع تانيث بتا اما لان مؤنثه علي فعلا كاشهلا او علي فعلي كافضل او لا مؤنث له كاكمر فان كان بالتاء صرف كارمل و يعمل و الغين عارض الوصفيه كاربع فانه لكونه وضع في الاصل اسما مصروف و الغين عارض الاسميه فالادهم اي القيد لكونه وضع في الاصل وصفا انصرافه منع

و اجدل للصقر و اخيل لطائر عليه نقط كالخيلان و افعي للحيه اسماء في الاصل و الحال فهي مصروفه و قد ينلن المنعا من الصرف للمح معني الصفه فيها و هو القوه و التلون و الايذاء.

و منع عدل و هو خروج الاسم عن صيغته الاصليه مع وصف معتبر في لفظ ثناء و مثني و ثلاث و مثلث اذ هما معدولان عن اثنين اثنين و ثلاثه ثلاثه و في اخر جمع اخري انثي آخر اذ هو معدول عن الاخر

و وزن مثني و ثلاث كهما في منع الصرف لما ذكر من واحد لاربع فليعلما نحو احاد و موحد و رباع و مربع و سمع ايضا خماس و مخمس و عشار و معشر و اجاز الكوفيون و الزجاج قياسا خماس و مخمس و سداس و مسدس و سباع و مسبع و ثمان و مثمن و تساع و متسع.

و كن لجمع متناه مشبه مفاعلا في كون اوله مفتوحا و ثالثه الفا غير عوض بعدها حرفان اولهما مكسور لا لعارض نحو دراهم

و

مساجد او مشبه المفاعيل فيما ذكر مع كون ما بعد الالف ثلاثه اوسطها ساكن كمصابيح و قناديل بمنع كافلا و ذا اعتلال منه اي من هذا الجمع كالجواري رفعا و جرا اجره مجري كساري اي في التنوين و حذف الياء نحو و من فوقهم غواش الاعراف و الفجر و ليال الفجر و و نصبا اجره كدراهم في فتح آخره من غير تنوين نحو سيروا فيها ليالي السبا و لم يظهر الجر فيه كالنصب و هو فتحه مثله لان الفتحه تثقل اذا نابت عن حركه ثقيله فعوملت معاملتها و قد لا

تحذف ياؤه بل تقلب الفا بعد ابدال الكسره قبلها فتحه فلا ينون كعذاري و مداري. ثم التنوين في جوار عوض من الياء المحذوفه و قال الاخفش تنوين تمكين لان الياء لما حذفت بقي الاسم في اللفظ كجناح فزالت الصيغه فدخله تنوين الصرف و رد بان المحذوف في قوه الموجود. و قال الزجاج عوض عن ذهاب الحركه عن الياء و رد بلزوم تعويضه من حركه نحو موسي و لا قائل به.

و لسراويل المفرد الاعجمي بهذا الجمع شبه من حيث الوزن

اقتضي عموم المنع من الصرف و قيل هو نفسه جمع سرواله و قيل فيه الوجهان.

و ان به اي بالجمع سمي او بما لحق به من سراويل و نحوه فالانصراف منعه يحق و لا اعتداد بما عرض و العلم امنع صرفه ان كان مركبا تركيب مزج نحو معديكربا و حضرموت بخلاف المركب تركيب اضافه او اسناد. كذاك علم حاوي زائدي فعلانا و هما الالف و النون كغطفان و كاصبهانا و تعرف زيادتهما بسقوطهما في التصاريف كسقوطهما في رد نسيان الي نسي فان كانا فيما لا يتصرف فبان يكون قبلهما اكثر من

حرفين

فان كان قبلهما حرفان ثانيهما مضعف فان قدرت اصاله التضعيف فزائدتان او زيادته فالنون اصليه كحسان ان جعل من الحس ففعلان فيمنع او من الحسن ففعال فلا يمنع. كذا علم مؤنث بهاء امتنع صرفه مطلقا سواء كان لمذكر كطلحه ام لمؤنث كفاطمه زائدا علي ثلاثه كما مضي ام لا كفله و شرط منع صرف العار منها كونه ارتقي فوق الثلاث كسعاد و عناق او علي ثلاثه لكنه اعجمي كجور و حمص او متحرك الوسط نحو سقر و لظي او مذكر الاصل سمي به مؤنث نحو زيد اسم امراه لا اسم ذكر و اجري فيه المبرد و الجرمي الوجهين الاتيين في المساله بعد و هما وجهان رويا عن النحاه في الثلاثي الساكن الوسط

العادم تذكيرا متاصلا قبل النقل كما سبق و العادم عجمه كهند و المنع احق من الصرف نظرا الي وجود السببين و عن الزجاج وجوبه.

و العجمي الوضع و التعريف مع زيد علي الثلاث كابراهيم صرفه امتنع بخلاف غير العجمي و العجمي الوضع العربي التعريف كلجام و الثلاثي و لو كان ساكن الوسط كشتر و نوح. كذاك علم ذو وزن يخص الفعلا بان لم يوجد دون ندور في غير فعل كخضم و شمر و دئل و انطلق و استخرج علمين او وزن غالب فيه كاحمد و

يعلي و افكل و اكلب و لا بد من لزوم الوزن و بقائه غير مخالف لطريقه الفعل فنحو امريء علما و رد و بيع مصروف و كذا نحو البب عند ابي الحسن الاخفش و خالفه المصنف و فهم من كلامه ان الوزن

الخاص بالاسم او الغالب فيه او المستوي هو و الفعل فيه لا يؤثر و هو كذلك و خالف عيسي بن عمر

في المنقول من الفعل.

و ما يصير علما من ذي الف مقصوره زيدت لالحاق كعلقي و ارطي علمين فليس ينصرف بخلاف غير العلم و الذي فيه الف الالحاق الممدوده.

و العلم امنع صرفه ان عدلا كفعل التوكيد اي جمع و توابعه فانها كما قال المصنف في شرح الكافيه معارف بنيه الاضافه اذ اصل رايت النساء جمع جمعهن فحذف الضمير للعلم به و استغني بنيه الاضافه و صارت لكونها معرفه بلا علامه ملفوظ بها كالاعلام و

ليست باعلام لانها شخصيه او جنسيه و ليست هذه واحده منهما قال و هو ظاهر نص سيبويه و قال ابن الحاجب انها اعلام للتوكيد و معدوله عن فعلاوات الذي يستحقه فعلاء مؤنث افعل المجموع بالواو و النون او كثعلا و زفر و عمر فانها معدوله عن ثاعل و زافر و عامر.

و العدل و التعريف مانعا صرف سحر اذا به التعيين و الظرفيه قصدا يعتبر كجئت يوم الجمعه سحر فانه معدول عن السحر فان كان مبهما صرف ك نجيناهم بسحر القمر او مستعملا غير ظرف وجب

ان يكون تعريفه بال او اضافه نحو طاب السحر سحر ليلتنا.

و ابن علي الكسر فعال علما مؤنثا عند اهل الحجاز كحذام و سفار و هو نظير جشما في الاعراب و منع الصرف للعلميه و العدل عن فاعله عند بني تميم.

و اصرفن ما نكرا من كل ما التعريف فيه اثرا كرب معديكرب و غطفان و طلحه و سعاد و ابراهيم و احمد و ارطي و عمر لقيتهم بخلاف ما ليس للتعريف فيه اثر كذكري و حمراء و سكران و احمر و آخر و دراهم و دنانير

فرع: اذا سمي باحمر ثم نكر لم ينصرف عند سيبويه و الاخفش في احد قوليه

لما ذكر او بنحو مساجد ثم نكر فسيبويه يمنعه و الاخفش يصرفه و لم ينقل عنه خلافه.

تتمه: من المقتضي للصرف التصغير المزيل لاحد السببين نحو حميد و عمير.

و ما يكون منه اي مما لا ينصرف منقوصا ففي اعرابه نهج جوار اي طريقه السابق يقتفي فينون بعد حذف يائه رفعا و جرا ان كان غير علم كاعيم و كذا ان كان علما كقاض لامراهعند سيبويه و خالف يونس و عيسي و الكسائي فاثبتوا الياء ساكنه رفعا و

مفتوحه جرا كالنصب محتجين بقوله:

«قد عجبت مني و من يعليا

لما راتني خلقا مقلوليا»

و اجيب بانه ضروره و لاضطرار في النظم او تناسب في رؤوس الاي و السجع و نحو ذلك صرف ذو المنع بلا خلاف اما الضروره فنحو:

«تبصر خليلي هل تري من ظعائن

سوالك نقبا بين حزمي شعبعب»

و اما التناسب فلم يصرحوا بمرادهم به و يؤخذ من كلام الناظم في شرح الكافيه و الرضي ان المراد تناسب كلمه معه مصروفه اما بوزنه ك سبا بنبا النمل او قريب منه ك سلاسلا و اغلالا الانسان او لا و لكن

تعددت الالفاظ المصروفه و اقترنت اقترانا متناسبا منسجما ك ودا و لا سواعا و لا يغوثا و يعوقا و نسرا نوح او آخر الفواصل و الاسجاع ك قوايرا الانسان فرعاذا اضطر الي تنوين مجرور بالفتحه فهل ينون بالنصب او بالجر صرح الرضي بالثاني و لو قيل بالوجهين كالمنادي لم يبعد.

و المصروف قد لا ينصرف لذلك عند الكوفيين و الاخفش و ابي علي و المصنف و ان اباه سيبويه و منه و ممن ولدوا عامر ذو الطول و ذو العرض

إعراب الفعل

ارفع مضارعاً إذا يُجرّد

من ناصبٍ وجازمٍ كتسعد

وبلن انصبه وكي كذا بأن

لا بعد علمٍ و التي من

بعد ظنّ

فانصب بها و الرّفع صحّح واعتقد

تخفيفها من أنّ فهو مطّرد

وبعضهم أهمل أن حملاً علي

ما أختها حيث استحقّت عملا

ونصبوا بإذن المستقبلا

إن صدّرت و الفعل بعد موصلا

أو قبله اليمين وانصب وارفعا

إذا إذن من بعد عطفٍ وقعل

وبين لا ولام جرٍّ إلتزم

إظهار أن ناصبةً و إن عُدِم

لا فأن اعمل مظهراً أو مضمراً

وبعد نفي كان حتماً أضمرا

كذاك بعد أو إذا يصلح في

موضعها حتي أو والا أن خفي

وبعد حتي هكذا إضمار أن

حتمّ كجد حتي تُسَرّد ذا حزن

وتلو حتّي حالاً أو مؤولاً

به ارفعنّ وانصب المستقبلا

وبعد فا جواب نفيٍ أو طلب

محضين أن وسترها حتمّ نصب

والواو كالفا إن تفد مفهوم مع

كلا تكن جلداً وتظهر الجزع

وبعد غير النفي جزماً اعتمد

إن تسقط الفا و الجزاء قد قُصِد

وشرط جزمٍ بعد نهي أن تضع

إن قبل لا دون تخالفٍ يقع

والأمر إن كان بغير افعل فلا

تنصب جوابه وجزمه اقبلا

والفعل بعد الفاء في الرّجا نُصِب

كنصب ما الي التمنّي ينتسب

وإن علي اسمٍ خالصٍ فعلّ عُطِف

تنصبه أن ثابتاً أو منحذف

وشذّ حذف أن ونصبّ في سوي

ما مرّ فاقبل منه عدلّ روي

هذا باب اعراب الفعل

ارفع فعلا مضارعا اذا يجرد من ناصب و جازم كتسعد و بلن و هي حرف نفي بسيط انصبه نحو فلن ابرح الارض يوسف و كي المصدريه نحو لكيلا تاسوا الحديد كذا ينتصب بان المصدريه نحو و ان تصوموا خير لكم البقره لا بغيرها كالواقعه بعد فعل علم خالص نحو علم ان سيكون منكم

المزمل.

و اما التي من بعد فعل ظن فانصب بها علي الارجح نحو ا حسب الناس ان يتركوا العنكبوت و الرفع ايضا صحح نحو و حسبوا ان لا تكون فتنه المائده و اعتقد اذا رفعت تخفيفها من ان الثقيله فهو مطرد كثير الورود و بعضهم اي العرب اهمل ان

فلم ينصب بها حملا علي ما اختها اي المصدريه حيث استحقت عملا نحو:

«ابي علماء الناس ان يخبرونني

بناطقه خرساء مسواكها الحجر»

و نصبوا باذن المستقبلا ان صدرت و الفعل بعد موصلا بها

كقولك لمن قال ازورك اذن اكرمك او قبله اليمين فاصلا نحو:

«اذن و آله نرميهم بحرب

يشيب الطفل من قبل المشيب»

و لا تنصب الحال كقولك لمن قال انا احبّك اذن تصدق و لا غر مصدرة نحو:

«لئن عادلي عبدالعزيز بمثلها

و أمكني منها اذن لا اقيلها»

و لا مفصولا بينه و بين الفعل بغير القسم نحو:

اذن انا اكرمك.

وانصب و ارفعا اذا اذن من بعد حرف عطف وقعا نحو:

«و اذن لا يلبثون خلافك الا قليلا» و قريء شاذا بالنصب و بين لا النافيه و لام جر التزم اظهار ان ناصبه نحو لئلا يعلم اهل الكتاب الحديد و ان عدم لا مع وجود لام الجر فان اعمل مظهرا كان او مضمرا نحو اعص الهوي لتظفر او لان تظفر و ان بعد نفي كان حتما اضمرا نحو و ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم الانفال كذاك بعد او اذا يصلح في موضعها اي موضع او حتي التي بمعني الي او الا لفظه ان الناصبه خفي حتما نحو:

«لاستسهلن الصعب او ادرك المني

فما انقادت الامال الا لصابر»

«و كنت اذا غمزت قنات قوم

كسرت كعوبها او تستقيما»

و بعد حتي هكذا اضمار ان حتم كجد بالمال حتي تسر ذا حزن و تلو حتي ان كان حالا او مؤولا به ارفعن نحو سرت البارحه حتي ادخلها و زلزلوا حتي يقول الرسول البقره في قراءه نافع و انصب تلو حتي المستقبلا او المؤول به نحو فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء الحجرات و زلزلوا حتي يقول الرسول البقره في قراءه السته

و بعد فا جواب

نفي او طلب امرا كان او نهيا او دعاء او استفهاما او عرضا او تحضيضا او تمنيا بشرط ان يكونا محضين ان و سترها حتم نصب نحو لا يقضي عليهم فيموتوا فاطر.

«يا ناق سيري عنقا فسيحا

الي سليمان فنستريحا»

و لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي طه.

«رب وفقني فلا اعدل عن

سنن الساعين في خير سنن»

فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا الاعراف.

«يا ابن الكرام الا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا»

«لو لا تعوجين يا سلمي علي دنف

فتخمدي نار وجد كاد يفنيه»

يا ليتني كنت معهم فافوز النساء فان كانت الفاء لغير الجواب بان كانت لمجرد العطف نحو:

«أم تسال الربع القواء فينطق

و هل تخبرنك اليوم بيداء سملق»

او النفي غير محض نحو ما تزال تاتينا فتحدثنا و ما تاتينا الا فتحدثنا او الطلب غير محض بان يكون بصوره الخبر او باسم الفعل كما سياتي وجب الرفع و الواو كالفا فيما ذكر ان تفد مفهوم مع كلا تكن جلدا و تظهر الجزع و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين آل عمران.

«فقلت ادعي و ادعوا ان اندي

لصوت ان ينادي داعيان»

«ألم اك جاركم و يكون بيني

و بينكم الموده و الاخاء»

يا ليتنا نرد و لا نكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين الانعام فان لم تكن الواو بمعني مع وجب الرفع نحو لا تاكل السمك و تشرب اللبن و بعد غير النفي جزما به اعتمد ان تسقط الفا و الجزاء قد قصد نحو قوله تعالي قل تعالوا اتل الانعام بخلافه بعد النفي نحو ما تاتينا تحدثنا و ما اذا لم يقصد الجزاء نحو تصدق تريد وجه الله

و شرط جزم بعد نهي اذا اسقطت الفاء ان تضع ان

الشرطيه قبل لا دون تخالف في المعني يقع كقولك لا تدن من الاسد تسلم بخلاف لا تدن منه ياكلك فلا تجزم خلافا للكسائي و الامر ان كان بغير افعل بان كان بلفظ الخبر او باسم الفعل فلا تنصب جوابه خلافا للكسائي و جزمه اقبلا للاجماع عليه نحو حسبك الحديث ينم الناس و صه احدثك و الفعل بعد الفاء في الرجا نصب عند الفراء و المصنف كنصب ما الي التمني ينتسب نحولعلي ابلغ الاسباب اسباب السموات فاطلع المؤمن و و ان علي اسم خالص من شبه الفعل فعل عطف بالواو او الفاء او او او ثم تنصبه ان ثابتا كان او منحذف نحو و ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا الشوري.

«و لبس عباءه و تقر عيني

احب الي من لبس الشفوف»

«لو لا توقع معتر فارضيه

ما كنت اوثر اترابا علي ترب»

«اني و قتلي سليكا ثم اعقله

كالثور يضرب لما عافت البقر»

بخلاف المعطوف علي غير الخالص نحو الطائر فيغضب زيد

الذباب و شذ حذف ان و نصب في سوي ما مر كقولهم خذ اللص قبل ياخذك فاقبل منه ما عدل روي و لا تقس عليه

عوامل الجزم

بلا ولامٍ طالباً ضع جزما

في الفعل هكذا بلم ولمّا

واجزم بإن و من و ما ومهما

أيٍّ متي أيّان أين إذ ما

وحيثما أنّي وحرف? إذ ما

كإن وباقي الأدوات أسما

فعلين يقتضين شرط ? قدِّما

يتلو الجزاء وجواباً وُسِما

وماضيين أو مضارعين

تلفيهما أو متخالفين

وبعد ماضٍ رفعك الجزا حسن

ورفعه بعد مضارعٍ وهن

واقرن بفا حتماً جواباً لو جُعِل

شرطاً لإن أو غيرها لم ينجعل

وتخلف الفاء إذا المفاجأة

كإن تجد إذا لنا مكافأة

والفعلُ من بعد الجزا إن يقترن

بالفا أو الواو بتثليثٍ قمِن

وجزمّ او نصبّ لفعلٍ إثر فا

أو واوٍ

ان بالجملتين اكتُنِفا

والشرط يُغني عن جوابٍ قد عُلِم

والعكس قد يأتي إن المعني فُهِِِِم

واحذف لدي اجتماع شرطٍ وقسم

جواب ما أخّرت فهو ملتزم

وإن تواليا وقبل ذو خبر

فالشّرط رجّح مطلقاً بلا حذر

وربّما رُجِّح بعد قسم

شرطّ بلا ذي خبرٍ مقدّم

فصل في عوامل الجزم

بلا و لام طالبا ضع جزما في الفعل سواء كانتا للدعاء نحو لا تؤاخذنا البقره ليقض علينا ربك الزخرف ام لا بان كانت لا للنهي نحو لا تشرك لقمان و اللام للامر نحو لينفق ذو سعه الطلاق هكذا بلم و لما النافيتين نحو و ان لم تفعل فما بلغت المائده لما يذوقوا عذاب ص قيل و قد تنصبه لم في لغه و منه قراءه ا لم نشرح لك الانشراح و اجزم بان نحو ان يشا يرحمكم الاسراء و من نحو من يعمل سوءا يجز به النساء و ما نحو و ما تفعلوا من خير يعلمه الله البقره و مهما نحو مهما تاتنا به من آيه الاعراف و اي نحو ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسني الاسراء و متي نحو:

«و لست بحلال التلاع مخافه

و لكن متي يسترفد القوم ارفد»

و ايان نحو ايان تفعل افعل و لم يذكر هذه في الكافيه و لا شرحها و اين نحو اينما تكونوا يدرككم الموت النساء و اذ ما نحو

«اذ ما اتيت علي الرسول فقل له

حقا عليك اذا اطمان المجلس»

و حيثما نحو حيثما يك امرؤ صالح فكن و اني نحو:

«فاصبحت اني تاتها تلتبس بها

كلا مركبيها تحت رجلك شاجر»

و زاد الكوفيون كيف فجزموا بهاو يجزم باذا في الشعر كثيرا كما قال في شرح الكافيه و منه:

«استغن ما اغناك ربك بالغني

و اذا تصبك خصاصه فتحمل»

قال و الاصح منع ذلك في النثر لعدم وروده.

و حرف اذ

ما كان لان اذ سلب معناه الاصلي و استعمل مع ما الزائده و باقي الادوات اسما بلا خلاف الا مهما فعلي الاصح لعود الضمير عليها في الايه السابقه. ثم

ما كان منها للزمان او المكان فموضعه نصب بفعل الشرط و ما كان لغيره فموضعه رفع علي الابتداء ان اشتغل عنه الفعل بضميره و الا فنصب به فعلين يقتضين اي ادوات الشرط و هي ان و ما بعدها شرط قدما و يتلو الجزاء و جوابا وسما ايضا و ماضيين او مضارعين تلفيهما اي الشرط و جزاءه و محل الماضي حينئذ جزم نحو و ان عدتم عدنا الاسراء و ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله البقره او متخالفين بان يكون الشرط مضارعا و الجزاء ماضيا او عكسه نحو:

«ان تصرمونا وصلناكم و ان تصلوا

ملاتم انفس الاعداء ارهابا»

و نحو:

«دسّتْ رسولا بان القوم ان قدروا

عليك يشفوا صدورا ذات توغير»

و بعد شرط ماض رفعك الجزا حسن لكنه غير مختار نحو:

«و ان اتاه خليل يوم مساله

يقول لا غائب مالي و لا حرم»

و رفعه اي الجزاء بعد شرط مضارع وهن اي ضعف نحو يا اقرع بن حابس يا اقرع انك ان يصرع اخوك تصرع

«و اقرن بفا حتما للارتباط

جوابا لو جعل شرطا لان او غيرها»

من الادوات لم يطاوع و لم ينجعل كالماضي غير المتصرف نحو فعسي ربي ان يؤتين الكهف و الماضي لفظا و معني نحو فقد سرق اخ له من قبل يوسف و المطلوب به فعل او ترك نحو ان كنتم تحبون الله فاتبعوني آل عمران و من يعمل من الصالحات و هو مؤمن فلا يخف طه و الفعل المقرون بالسين او سوف و المنفي بلن او ما او ان و

الجمله الاسميه و قوله:

«من يفعل الحسنات الله يشكرها

و الشر بالشر عند الله مثلان»

ضروره و تخلف الفاء اذا المفاجاه لحصول الارتباط بها كان تجد اذا لنا مكافاه و ان تصبهم سيئه بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون الروم.

و الفعل من بعد الجزا ان يقترن معطوفا بالفا او الواو بتثليث له قمن بان يرفع علي الاستئناف و يجزم علي العطف و ينصب علي اضمار ان و قريء بها يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء البقره فان اقترن بثم الاولان فقط و جزم او نصب ثابت لفعل واقع اثر فا او واو ان بالجملتين اي

جمله الشرط و جمله الجزاء اكتنفا بان توسطهما نحو ان تاتني فتحدثني احدثك.

«و من يقترب منا و يخضع نؤوه

و لا يخش ظلما ما اقام و لا هضما»

فان وقع بعد ثم لم ينصب و اجازه الكوفيون و منه قراءه الحسن و من يخرج من بيته مهاجرا الي الله و رسوله ثم يدركه الموت النساء و الشرط يغني عن جواب قد علم فحذف نحو و ان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتاتيهم بايه الانعام اي فافعل و العكس و هو الاستغناء بالجواب عن الشرط قد ياتي ان المعني فهم نحو:

«فطلقها فلست لها بكفؤ الا يعل مفرقك الحسام»

و قد يحذفان معا بعد ان نحو:

«قالت بنات العم يا سلمي و ان

كان فقيرا معدما قالت و ان»

و احذف لدي اجتماع شرط و قسم جواب ما اخرت منهما و ائت بجواب ما قدمت فهو ملتزم نحو و الله ان اتيتني لاكرمنك و ان تاتني و الله اكرمك و ان تواليا اي الشرط و القسم و قبل

اي قبلهما ذو خبر اي مبتدا فالشرط رجح بان تاتي بجوابه مطلقا بلا حذر اي سواء تقدم او تاخر نحو زيد ان تقم و الله يقم و زيد و الله ان تقم يقم و ربما رجح بعد قسم شرط فائت بجوابه بلا ذي خبر مقدم نحو:

«لئن كان ما حدثته اليوم صادقا

اصم في نهار القيط للشمس باديا»

لَوْ

لَوْ حَرْفُ شَرْطٍ في مُضِيٍّ وَ يَقِلُّ

ايلاؤُهُ مُسْتَقْبِلاً لكِنْ قُبِلَ

وَ هِيَ فِي الاِخْتِصاصِ بِالفِعْلِ كَإِنْ

لكِنَّ لَو اَنَّ بِها قَدْ تَقْتَرِنُ

وَ إِنْ مُضارِ عٌ تلاها صُرِفا

اِلَي الْمُضِيِّ نَحْوُ لَوْ يَفي، كَفي

فصل في لو

لو حرف شرط في مضي يقتضي امتناع ما يليه و استلزامه لتاليه من غير تعرض لنفي

التالي كذا قال في شرح الكافيه قال فقيام زيد من قولك لو قام زيد لقام عمرو محكوم بانتفائه و كونه مستلزما ثبوته لثبوت قيام من عمرو و هل لعمرو قيام آخر غير اللازم عن قيام زيد او ليس له لا تعرض لذلك. و يوافقه و هو اكثر تحقيقا و اضبط

للصور ما ذكره بعض المحققين من انه ينتفي التالي ايضا ان ناسب الاول و لم يخلفه غيره نحو لو كان فيهما آلهه الا الله لفسدتا الانبياء لا ان خلفه نحو لو كان انسانا لكان حيوانا و يثبت ان لم يناف الاول و

ناسبه اما بالاولي نحو نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه او المساوي نحو لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي انها لابنه اخي من الرضاعه او الادون كقولك لو انتفت اخوه الرضاع ما حلت للنسب.

«و يقل ايلاؤها مستقبلا معني

لكن قبل اذا ورد نحو»

«و لو ان ليلي الاخيليه سلمت

علي و دوني جندل و صفائح»

«لسلمت تسليم البشاشه اوزقي

اليها صدي من جانب

القبر صائح»

و هي في الاختصاص بالفعل كان لكن لو ان بفتح الهمزه و تشديد النون بها قد تقترن نحولو ان زيدا قائم و موضع ان حينئذ رفع مبتدا عن سيبويه و فاعلا لثبت مقدرا عند الزمخشري و يجب عنده ان يكون حينئذ خبرها فعلا و رده المصنف لوروده اسما في قوله تعالي و لو ان ما في الارض من شجره اقلام لقمان و قول الشاعر:

«لو ان حيا مدرك الفلاح

ادركه ملاعب الرماح»

و غير ذلك و ان مضارع لفظا تلاها صرفا الي المضي معني نحو لو يفي كفي. تتمه جواب لو اما ماض معني كلو لم يخف الله لم يعصه او وضعا و هو اما مثبت فاقترانه باللام نحو و لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم الانفال اكثر من تركها نحو لو تركوا من خلفهم ذريه ضعافا خافوا النساء او منفي بما فالامر بالعكس نحو و لو شاء الله ما اقتتلوا البقره.

«و لو نعطي الخيار لما افترقنا

و لكن لا خيار مع الليالي»

أمّا ولولا ولوما

أمّا كمهما يك من شيءٍ وفا

لتلو تلوها وجوباً ألفا

وحذف ذي الفا قلَّ في نثرٍ إذا

لم يك قولّ معها قد نُبِذا

لولا ولوما يلزمان الابتدا

إذا امتناعاً بوجودٍ عقدا

وبهما التحضيض مز وهلا

ألاّ ألا وأولينها الفعلا

وقد يليها اسمّ بفعلٍ مُضمَرٍ

علّق أو بظاهرٍ مؤخّر

فصل في اما

بفتح الهمزه و التشديد و لو لا و لو ما و فيه هلا و الا و الا اما كمهما يك من شيء فهي نائبه عن حرف الشرط و فعله و لهذا لا يليها فعل و فا لتلو تلوها وجوبا الفا لانه مع ما قبله جواب الشرط و انما اخرت اليه كراهه ان يوالي بين لفظي الشرط و الجزاء نحو اما قائم فزيد و اما

زيد فقائم و اما زيدا فاكرم و اما عمرا فاعرض عنه و حذف ذي الفا قل في نثر اذا لم يك قول معها قد نبذا اي حذف كقوله ص \اما بعد ما بال رجال فان كان معها قول و حذف جاز حذف الفاء بل وجب كقوله تعالي فاما الذين اسودت وجوههم ا كفرتم بعد ايمانكم آل عمران اي فيقال لهم ا كفرتم لو لا و لو ما يلزمان الابتدا اي المبتدا فلا يقع بعدهما غيره و يجب حذف خبره كما تقدم اذا امتناعا من حصول شيء بوجود لشيء عقدا نحو لو لا انتم لكنا مؤمنين السبا و بهما التحضيض و هو طلب بازعاج مز و هلا مثلهما في افاده التحضيض و كذا الا بالتشديد و اما الا بالتخفيف فهي للعرض كما قال في شرح الكافيه و هي مثل ما تقدم فيما ذكره بقوله و

اولينها الفعلا وجوبا نحو لو لا انزل علينا الملائكه الفرقان لو ما تاتينا بالملائكه الحجر و قد يليها اسم فيجب ان يكون بفعل مضمر علق نحو فهلا بكرا تلاعبها اي فهلا تزوجت.

«الا رجلا جزاه الله خيرا

يدل علي محصله تبيت»

اي ترونني كما قال الخليل او بظاهر مؤخر نحو و لو لا اذ سمعتموه قلتم النور

الإخبار بالذي و الألف و اللام

ما قيل أخبر عنه بالذي خبر

عن الذي مبتدأ قبل استقر

وما سواهما فوسّطه صله

عائدها خلف معطي التكملة

نحو الذي ضربته زيدّ فذا

ضربت زيداً كان فادر المأخذا

قبول تأخيرٍ وتعريفٍ لما

أخبر عنه هاهنا قد حتما

كذا الغِني عنه بأجنبيٍّ او

بمُضمَرٍ شرطّ فراع ما رعوا

وأخبروا هنا بأل عن بعض ما

يكون فيه الفعل قد تقدّما

إن صحّ صوغ صلةٍ منه لأل

كصوغ واقٍ من وقي الله البطل

وإن يكن ما رفعت صلة أل

نمير غيرها أبين وانفصل

هذا باب الاخبار

بالذي و فروعه

و الالف و اللام الموصوله و هو عند النحويين كمسائل التمرين عند الصرفيين. ما قيل اخبر عنه بالذي ليس علي ظاهره بل مؤول فانه خبر مؤخر وجوبا عن الذي حال كونه مبتدا قبل استقر و سوغ ذلك الاطلاق كونه في المعني مخبرا عنه و ما سواهما مما في الجمله فوسطه بينهما صله للذي عائدها خلف معطي التكمله اي الخبر نحو الذي ضربته زيد فذا ضربت زيدا كان فابتداته بموصول و اخرت زيدا في التركيب و رفعته علي انه خبر و وسطت بينهما بضربت صله لالذي و جعلت العائد خلف زيد الخبر متصلا بضربت فادر الماخذا و قس و باللذين و الذين و التي اخبر مراعيا في الضمير وفاق المثبت اي المخبر عنه في المعني نحو اللذان بلغت منهما الي العمرين رساله الزيدان الذين بلغت من الزيدين اليهم رساله العمرون التي بلغتها من الزيدين الي العمرين رساله هذا و لما ذكر شروط اشار الي اربعه منها بقوله قبول تاخير و تعريف لما اخبر عنه ههنا قد حتما فلا يخبر عما لا يقبل التاخير كضمير الشان و اسماء الاستفهام نعم يجوز الاخبار

عما يقبل خلفه التاخير كالتاء من قمت ذكره في التسهيل و لا عما لا يقبل التعريف كالحال و التمييز و لو ترك هذا الشرط لعلم من الشرط الرابع كما قال في شرح الكافيه كذا الغني عنه باجنبي او بمضمر شرط فلا يجوز الاخبار عن ضمير عائد علي بعض الجمله كالهاء من زيد ضربته و لا عن موصوف دون صفته و لا صفه دون موصوفها و لا مضاف دون مضاف اليه و لا مصدر عامل فراع ما رعوا.

و زاد في التسهيل اشتراط ان لا يكون في

احدي جملتين مستقلتين فلا يخبر عن زيد من قام زيد و قعد عمرو بخلافه من ان قام زيد قعد عمرو. و فيه كالكافيه اشتراط جواز وروده في الاثبات فلا يخبر عن احد من

نحو ما جاءني احد و وروده مرفوعا فلا يخبر عن غير المتصرف من المصادر و الظروف و اخبروا هنا بال عن بعض ما اي جزء كلام يكون فيه الفعل قد تقدما ان صح صوغ صله منه اي من الفعل المتقدم لال بان

كان متصرفا كصوغ واق من وقي الله البطل اي الشجاع فاذا اردت الاخبار بال عن الاسم الكريم قلت الواقي البطل الله او عن البطل قلت الواقيه الله البطل و لا يجوز الاخبار بال عن زيد من زيد قائم لعدم وجود الفعل و لا من ما زال زيد قائما لعدم تقدمه و لا من كاد زيد يفعل لعدم تصرفه هذا. و اذا رفعت صله ال ضميرا راجعا الي ال استتر في الصله فتقول في الاخبار عن التاء من بلغت من الزيدين الي العمرين رساله

العدد

ثلاثةً بالتاء قل للعشره

في عدِّ ما احادُهُ مذكّره

في الضِّدِّ جرِّد و المميز اجرر

جمعاً بلفظ قلةٍ في الأكثر

ومائةٍ و الألف للفرد أضِف

ومائةّ بالجمع نزراً قد رُدف

وأحد ذكر وصلنه بعشر

مركّباً قاصِد معدودٍ ذكر

وقل لدي التأنيث إحدي عشره

والشين فيها عن تميمٍ كسره

مع غير أحدٍ وإحدي

ما معهما فعلت فافعل قصدا

ولثلاثةٍ وتسعةٍ و ما

بينهما إن رُكِّبا ما قدّما

وأول عشرة اثنتي وعشرا

إثني إذا أثني تشا أو ذكرا

واليا لغير الرّفع وارفع بالألف

والفتح في جزأي سواهما ألف

وميّز العشرين للتسعينا

بواحدٍ كأربعين حينا

وميّزوا مركّباً بمثل ما

مُيِّز عشرون فسوّينهما

وإن أضيف عددّ مركّبّ

يبق البنا وعجزّ قد يُعرَبُ

وصغ من اثنين فما فوق الي

عشرةٍ كفاعلٍ من فعلا

واختمه في التأنيث بالتا ومتي

ذكّرت فاذكر فاعلاً بغير

تا

وإن تُرِد بعض الذي منه بُنِي

تضف إليه مثل بعضٍ بيّن

وإن أردت مثل ثاني اثنين

مركّباً فجئ بتركيبين

أو فاعلاً بحالتيه أضف

الي مركّبٍ بما تنوي يفي

وشاع الاستعنا بحادي عشرا

ونحوه وقبل عشرين اذكرا

وبابه الفاعل من لفظ العدد

بحالتيه قبل واوٍ يُعتمد

هذا باب اسماء العدد

ثلاثه بالتاء قل و ما بعدها للعشره اي معها في عد ما آحاده مذكره و في عد الضد و هو الذي آحاده مؤنثه جرد من التاء و الاعتبار في التذكير و التانيث في غير الصفه باللفظ و فيها بموصوفها المنوي.

و المميز لما ذكر اجرر بالاضافه حال كونه جمعا مكسرا بلفظ قله في الاكثر نحو سبع ليال و ثمانيه ايام الحاقه فله عشر امثالها الانعام و جاء في القليل جمع تصحيح نحو سبع سموات الملك و تكسير بلفظ كثره نحو ثلاثه قروء البقره و مائه و الالف و ما بينهما للفرد المميز اضف نحو بل لبثت مائه عام البقره فلبث فيهم الف سنه العنكبوت و جاء التمييز منصوبا قليلا في قوله:

«اذا عاش الفتي مائتين عاما

فقد ذهب اللذاذه و الفتاء»

و مائه و ما بعدها للالف بالجمع نزرا قد ردف مضافا اليه كقراءه الكسائي و لبثوا في كهفهم ثلاثمائه سنين الكهف و احد بالتذكير اذكر و صلنه بعشر بغير تاء مركبا لهما فاتحا آخرهما قاصد معدود ذكر نحو رايت احد عشر كوكبا يوسف و قل لدي التانيث للمعدود احدي عشره بتانيث الجزاين و قيل الالف في احدي للالحاق لا للتانيث نحوعندي احدي عشره امراه و الشين فيها رووا عن الحجازيين سكونه و عن بني تميم كسره و عن بعضهم فتحه و اذا كان عشر مع غير احد و احدي و هو ثلاثه الي تسعه ما

معهما فعلت من التذكير له في المذكر

و التانيث في المؤنث فافعل ايضا معه قصدا و هذا جواب الشرط المقدر في كلامه الذي ابرزته و لثلاثه و تسعه و ما بينهما ان ركبا مع عشر ما قدما من ثبوت التاء في التذكير و سقوطها في التانيث نحو عندي ثلاثه عشر رجلا و ثلاث عشره امراه و اول عشره بالتاء اثنتي كذلك و عشرا بغير تاء اثني كذلك اذا انثي تشا راجع للاول او ذكرا راجع للثاني نحو فانفجرت منه اثنتا عشره عينا البقره ان عده الشهور عند الله اثنا

عشر شهرا التوبه هذا و المعرب مما ذكر اثنا و اثنتا و اليا فيهما لغير الرفع و ارفع بالالف كما تقدم في اول الكتاب و الفتح بناء في جزاي سواهما الف اما البناء فلتضمنه معني حرف العطف و اما الفتح فلخفته و ثقل المركب و استثني في الكافيه ثماني فيجوز اسكان يائها و كذلك حذفها مع بقاء كسر النون و مع فتحها و ميز العشرين و ما بعدها للتسعينا اي معها بواحد نكره

منصوب كاربعين حينا و ثلاثين ليله الاعراف و ميزوا مركبا بمثل ما ميز عشرون فسوينهما نحو عندي احد عشر رجلا و قطعناهم اثنتي عشره اسباطا امما الاعراف اي فرقه اسباطا و ان اضيف عدد مركب غير اثني عشر و اثنتي عشره يبق البنا في الجزاين نحو هذه خمسه عشرك و عجز وحده قد يعرب في لغه رديئه كما قال سيبويه.

و صغ من اثنين فما فوق الي عشره اي معها كفاعل المصوغ

من فعلا و اختمه في التانيث للمعدود بالتاء فقل ثانيه و ثالثه الي عاشره و متي ذكرت بتشديد الكاف المعدود فاذكر فاعلا هذا المصوغ بغير تا فقل ثان و ثالث الي عاشر و

ان ترد به بعض الذي منه بني اي صيغ تضف اليه نحو ثاني اثنين التوبه اي احدهما و ثالث ثلاثه المائده اي احدها و لا يجوز تنوينه و نصبه و هذا مثل بعض بين فانه لا يستعمل الا مضافا الي كله كبعض ثلاثه و ان ترد به جعل العدد الاقل مثل ما فوق بان تستعمله مع

ما سفل فحكم جاعل اي اسم فاعل له احكما فاضفه او نونه و انصب به نحو رابع ثلاثه و رابع ثلاثه اي جاعلها اربعه و ان اردت به بعض الذي منه بني مثل ما سبق في ثاني اثنين و كان الذي منه بني مركبا فجيء بتركيبين اولهما فاعل مركبا مع العشره و ثانيهما ما بني منه مركبا ايضا مع العشره و اضف ايضا جمله المركب الاول الي جمله المركب الثاني فقل ثاني عشر اثني عشر و ثانيه عشره اثنتي عشره او فاعلا بحالتيه التذكير و التانيث اضف بعد حذف عجزه الي مركب ثان فانه بما تنوي اي تقصد يفي نحو ثالث ثلاثه عشر و ثالثه ثلاث عشره و شاع الاستغناء عن الاتيان بتركيبين او بفاعل مضاف ال

ي مركب بحادي عشرا و هو المركب الاول و حذف الثاني كما قاله في شرح الكافيه و نحوه الي تاسع عشر.

و قبل عشرين اذكرا و بابه الي تسعين الفاعل المصوغ من لفظ العدد بحالتيه التذكير و التانيث قبل واو عاطفه يعتمد فقل حادي و عشرون و حاديه و تسعون

كم وكأيِّن وكذا

ميِّز في الاستفهام كم بمثل ما

ميَّزت عشرين ككم شخصا سما

وأجزان تجرّه من مضمرا

إن وليت كم حرف جرٍّ مظهرا

واستعملنها مخبراً كعشره

أو مائةٍ ككم رجالٍ أو مره

ككم كأيِّن و كذا وينتصب

تمييز ذين أو به صل من تصب

فصل في كم و

كاين و كذا

و هي الفاظ عدد مبهم الجنس و المقدار. ميز اذا كانت في الاستفهام كم بان تكون بمعني اي عدد بمثل ما ميزت عشرين اي بتمييز منصوب ككم شخصا سما اي علا و اجز ان

تجره اي تمييز كم الاستفهاميه من مضمرا ان وليت كم حرف جر مظهرا نحو بكم درهم تصدقت اي بكم من درهم و فيه دليل علي ان كم اسم و بناؤها لشبهها الحرف في الوضع و استعملنها حال كونها مخبرا بها بان تكون بمعني كثير كعشره فميزها بمجموع مجرور او مائه فميزها بمفرد مجرور ككم رجال جاؤوني او كم مره لغه في امراه تانيث مرء ككم الخبريه كاين و كذا في افاده التكثير و غيره و لكن ينتصب تمييز ذين نحو:

«اطرد الياس بالرجا فكاين

آلما حم يسره بعد عسر»

و رايت كذا و كذا رجلا او به اي بتمييز كاينكما في

الكافيه صل من الجنسيه تصب نحو و كاين من دابه لا تحمل رزقها العنكبوت و لا تتصل بتمييز كذا و لا يجب تصديرها بخلاف كاين و كم فلا يعمل فيهما الا متاخر و قد يضاف الي كم متعلق ما بعدها او تجر بحرف متعلق به كقولك ابناء كم رجل علمت و من كم كتاب نقلت و لا حظ لكاين في ذلكقاله في شرح الكافيه

الحكاية

احك بأيٍّ ما لمنكورٍ سئل

عنه بها في الوقف أو حين تصل

ووقفاً احكِ ما لمنكورٍ بمن

والنّون حرّك مطلقاً وأشبعن

وقل منان ومنين بعد لي

إلفان بابنين وسكِّن تعدِل

وقل لمن قال أتت بنتّ منه

والنّونُ قبل تا المثنّي مسكنه

والفتح نزرّ وصل التا و الألف

بمن بإثر ذا بنسوةٍ كلف

وقل منون ومنين مُسكناً

إن قيل جا قومّ لقومٍ فطنا

وإن تصل فلفظ من لا يختلف

ونادرّ منون في نظمٍ عُرف

والعلم احكينّه

من بعد من

إن عريت من عاطفٍ بها اقترن

هذا باب الحكايه

احك باي ما ثبت لمنكور سئل عنه بها من رفع و نصب و جر و تذكير و تانيث و افراد و تثنيه و جمع سواء كان في الوقف او حين تصل فقل لمن قال رايت رجلا و امراه و غلامين و جاريتين و بنين و بنات ايا و ايه و ايين و ايتين و ايين و ايات

و وقفا احك ما ثبت لمنكور بمن و النون منها حرك مطلقا و اشبعن حتي ينشا واو في حكايه المرفوع و الف في المنصوب و ياء في المجرور فقل لمن قال جاءني رجل منو و لمن قال رايت رجلا منا و لمن قال مررت برجل مني و صل بمن الفا او ياء او نونا و قل منان و منين بعد قول شخص لي الفان بابنين حاكيا له موافقا في التثنيه و الاعراب و سكن نون منان و منين تعدل و صل بمن تاء التانيث و قل لمن قال اتت بنت حاكيا منه و النون من منه اذا وقعت قبل تا تانيث المثني عند التثنيه فهي مسكنه كقولك لمن قال عندي جاريتان منتان و الفتح لها نزر اي قليل و صل التا

و الالف بمن اذا حكيت جمعا مؤنثا فقل منات باثر قول شخص ذا بنسوه كلف و صل بمن واوا او ياء و نونا و قل منون و منين مسكنا بالنون فيهما ان قيل جا قوم لقوم فطنا حاكيا له موافقا له في الجمع و الاعراب و ان تصل من بالكلام فلفظ من لا يختلف مطلقا بل يبقي علي حاله فقل لمن قال جاء رجل او امراه او رجلان او امراتان

او رجال من يا هذا و نادر الحاقها العلامه بان قيل منون و هو ثابت في نظم عرف و هو قوله:

«اتوا ناري فقلت منون انتم

فقالوا الجن قلت عموا ظلاما»

و العلم احكينه من بعد من وحدها ان عريت من عاطف بها

اقترن فقل لمن قال جاء زيد من زيد و لمن قال رايت زيدا من زيدا و لمن قال مررت بزيد من زيد فان اقترنت بعاطف نحو و من زيد تعين الرفع مطلقا.

تتمه: لا يجوز حكايه غير ما ذكر و اجاز يونس حكايه كل معرفه قال المصنف و لا اعلم له موافقا

التأنيث

غلامة التأنيث تاءّّ أو ألف

وفي أسام قدّروا التاء كالكتف

ويُعرف التقدير بالضمير

ونحوه كالرّدّ في الصغير

ولا تلي فارقةً فعولا

أصلاً و لا المفعال و المفعيلا

كذاك مِفعَلّ و ما تليه

تا الفرق من ذي فشذودّ فيه

ومن فعيلٍ كقتيلٍ إن تبغ

موصوفه غالباً التا تمتنع

وألف التأنيث ذات قصر

وذات مدٍّ نحو أنثي الغرِّ

والإشتهار في مباني الأولي

يبديه وزن أربي و الطولي

ومرطي ووزن فعْلي جمْعا

أو مصدراً أو صفةً كشبعي

وكحُبَاري سمّهي سبطري

ذكري وحثيثي مع الكفرّي

كذاك خليطي مع الشُّقَّاري

واعزُ لغير هذه استندارا

لمدّها فعلاء أفعلاء

مثلت العين وفعللاء

ثمّ فعلا فعللا فاعولا

وفاعلاء فعليا مفعولا

ومطلق العين فعالا و كذا

مطلق فاءٍ فعلاء أخِذا

هذا باب التانيث

و هو فرع من التذكير و لذلك افتقر الي علامه. علامه التانيث تاء كفاطمه و تمره او الف مقصوره او ممدوده كحبلي و حمراء و في اسام بفتح الهمزه مؤنثه قدروا التا كالكتف.

و يعرف التقدير للتاء في الاسم بالضمير اذا اعيد اليه نحو الكتف نهشتها و نحوه كالاشاره اليه نحو هذه جهنم يس كالرد لها اي ثبوتها

في التصغير نحو كتيفه و في الحال نحو هذه الكتف مشويه و النعت و الخبر نحو الكتف المشويه لذيذه و كسقوطها في

عدده نحو اشتريت ثلاث اذود هذا. و الاكثر في التاء ان يجاء بها للفرق بين صفه المذكر و صفه المؤنث كمسلم و مسلمه و قل مجيئها في الاسم كامريء و امراه و رجل و رجله و جائت لتمييز الواحد من الجنس كثيرا كتمر و تمره و لعكسه قليلا ككمء و كماه و للمبالغه كراويه و لتاكيدها كنسابه و لتاكيد التانيث كنعجه و للتعريب ككبالجه و عوضا عن فاء

كعده و عين كاقامه و لام كسنه و من زائد لمعني كاشعثي و اشاعثه او لغير معني كزنديق و زنادقه و من مده تفعيل كتزكيه و لا تلي تاء فارقه بين صفه المذكر و صفه المؤنث توسعا فعولا حال كونه اصلا بان كان بمعني فاعل كرجل صبور و امراه صبور بخلاف ما اذا كان فرعا بان كان بمعني مفعول كجمل ركوب و ناقه ركوبه و لا المفعال كرجل مهذار و امراه مهذار و لا المفعيلا كرجل معطير و امراه معطير كذاك مفعل كرجل مغشم و امراه مغشم.

و ما تليه تا الفرق من ذي المذكوره كقولهم امراه عدوه و ميقانه و مسكينه فشذوذ فيه و من فعيل بمعني مفعول كقتيل ان تبع موصوفه غالبا التا تمتنع كرجل قتيل و امراه قتيل و ندر قولهم ملحفه جديده فان كان بمعني فاعل او لم يتبع موصوفه بان جرد عن معني الوصفيه لحقته نحو امراه وجيهه و نحو ذبيحه و نطيحه

فصل: و الف التانيث ضربان ذات قصر و ذات مد نحو انثي الغر اي الغراء و الاشتهار في مباني الاولي اي ابنيه اوزان المقصوره يبديه وزن فعلي بضمه ففتحه نحو اربي لداهيه و في شرح الكافيه في

باب المقصور و الممدود ان هذا

من النادر.

و وزن فعلي بضمه فسكون اسما كان نحو بهمي او صفه نحو الطولي او مصدرا نحو الرجعي و وزن فعلي بفتحتين اسما كان نحو بردي لنهر بدمشق او مصدرا نحو مرطي لمشيه او صفه نحو حيدي.

و وزن فعلي بفتحه فسكون جمعا كان كصرعي او مصدرا كدعوي او صفه كشبعي و وزن فعالي بضمه و تخفيف كحباري لطائر و وزن فعلي بضمه فتشديد نحو سمهي للباطل و وزن فعلي بكسره ففتحه فتشديد نحو سبطري لنوع من المشي و وزن فعلي بكسره فسكون مصدرا كان نحو

ذكري او جمعا نحو ظربي و حجلي قال المصنف و لا ثالث لهما.

و وزن فعيلي بكسرتين و بتشديد العين نحو حثيثي لكثره الحث علي الشيء مع وزن فعلي بضمتين فتشديد نحو الكفري لوعاء الطلع كذاك لوزن فعيلي بضمه ففتحه و تشديد العين نحو خليطي للاختلاط مع وزن فعالي بضمه فتشديد نحو الشقاري لنبت و زاد في الكافيه في المشهوره وزن فعللي كفرتني و فوعلي كخوزلي لمشيه تبختر و فعلوي كهرنوي لنبت و افعلاوي كاربعاوي لقعده المتربع و فعللولي كحندقوقي لنبت و مفعلي كمكوري لعظيم الارنبه و فعلوتي كرهبوتي للرهبه و فعللي كقرفصي بمعني القرفصاء و يفعلي كيهيري للباطل و فعللي كشفصلي لنبت يلتوي علي الاشجار و فعيلي كهبيخي لمشيه تبختر و فعليا كمرحيا للمرح و فعللايا كبردرايا و فوعالا كحولايا و فوعولي كفوضوضي

للمفاوضه و فعلايا كبرحايا للعجب و اعز اي انسب لغير هذه الاوزان المذكوره استندارا و موضع ذكرها كتب اللغه

فصل: لمدها اي لمدود الف التانيث اوزان مشهوره ايضا هي فعلاء بفتحه فسكون اسما كان كجرعاء او مصدرا كرغباء او صفه كحمراء و ديمه هطلاء او جمعا في المعني كطرفاء و

افعلاء مثلث العين اي مفتوحها و مكسورها و مضمومها كاربعاء مثلث الباء للرابع من ايام الاسبوع و فعللاء بفتحتين بينهما سكون كعقرباء لمكان ثم فعالا بكسره كقصاصاء بمعني القصاص و و فعللا بضمتين بينهما سكون كقرفصاء لضرب من القعود و فاعولا بضم ثالثه كعاشوراء و

فاعلاء بكسر ثالثه كقاصعاء لاحد جحره اليربوع و فعليا بكسره فسكون ككبرياء للكبر و و مفعولا كماتوناء جمع اتان و مطلق العين فعالا بالتخفيف اي مفتوحها و مكسورها و مضمومها مع فتح الفاء نحو براساء بمعني الناس و قريثاء و كريثاء لنوعين من البسر و عشوراء بمعني عاشوراء و كذا مطلق فاء اي مفتوحها و مكسورها و مضمومها مع فتح العين فعلاء اخذا نحو جنفاء لمكان و سيراء للذهب و ظرفاء و نفساء و رحضاء. و زاد في شرح الكافيه في المشهوره فعيلياء كمزيقياء لقب ملك و افعيلاء كاهجيراء للعاده و مفعلاء كمشيخاء للاختلاط و فعاللاء كجخادباء لضرب من الجراد و يفاعلاء كينابعاء و تفاعلاء كتنابعاء اسمي مكان و فعلياء كزكرياء و فعلولاء كمعكوكاء و يعكوكاء اسمين للشر و الجلبه و فعيلاء كدخيلاء لباطن الامر و فعنالاء كبرناساء بمعني برنساء بمعني براساء و ما عدا هذه الاوزان نادر

المقصور و الممدود

إذا اسمّ استوجب من قبل الطرف

فتحاً و كان ذا نظيرٍ كالأسف

فلنظيره المُعَلِّ الآخر

ثبوت قصرٍ بقياسٍ ظاهر

كفعلٍوفُعلٍ في جميع ما

كفعلةٍ وفُعلةٍ نحو الدّمي

وما استحق قبل آخرٍ ألف

فالمدّ في نظيره حتماً عُرف

كمصدرِ الفعل الذي قد بُدِئا

بهمزٍ وصلٍ كارعوي وكارتأي

والعادم النظير ذا قصرٍ وذا

مدٍّ بنقلٍ كالحجا وكالحذا

وقصر ذي المدِّ اضطراراً مُجمَع

عليه و العكس بحلفٍ يقع

كيفيّة تثنية المقصور و المم

دود وجمعهما تصحيحاً

هذا باب المقصور و الممدود

اذا اسم صحيح استوجب من قبل الطرف فتحا و كان ذا نظير

معتل كالاسف فلنظيره المعل الاخر كالاسي مثلا ثبوت قصر بقياس ظاهر كفعل بكسر الفاء و فعل بضمها في جمع ما كان كفعله بالكسر و فعله بالضم نحو الدمي جمع دميه و هي الصوره من العاج و نحوه و المري جمع مريه اذ نظيرهما من الصحيح قرب جمع قربه و قرب جمع قربه.

و كل ما استحق من الصحيح قبل آخر الف فالمد في نظيره المعتل حتما قد عرف كمصدر الفعل الذي قد بدئا بهمز وصل كارعوي اي كمصدره و هو الارعواء و كارتاي اي كمصدره و هو الارتياء اذ نظير

هما الاقتدار و الاحمرار و كالاستقصاء اذ نظيره الاستخراج.

و العادم النظير السابق يكون ذا قصر و ذا مد بنقل عن العرب كالحجا بالقصر للعقل و كالحذا بالمد للنعل.

و قصر ذي المد اضطرارا مجمع عليه كقوله:

«لا بد من صنعا و ان طال السفر

و لو تحني كل عود و دبر»

و العكس و هو مد المقصور اضطرارا بخلف بين البصريين و الكوفيين يقع فمنعه الاولون و اجازه الاخرون محتجين بنحو قوله:

«يا لك من تمر و من شيشاء

ينشب في المسعل و اللهاء»

كيفيَّه تَثْنِيَةِ المَقْصُورِ وَ المَهْدُودِ وَ جَمْعِهما تَصْحيحاً

اخرَ مقصورٍ تثنّي اجعله يا

إن كان عن ثلاثةٍ مرتقيا

كذا الذي اليا أصله نحو الفتي

والجامدُ الذي أميل كمتي

في غير ذا تقلب واواً الألف

وأولها

ما كان قبل قد ألِف

وما كصحراء بواوٍ ثنّيا

ونحو علباءٍ كساءٍ وحيا

بواوٍ او همزٍ و غير ما ذكر

صحّح و ما شذّ علي نقلٍ قُصِر

واحذف من المقصور في جمع علي

حدّ المثنّي ما به تكمّلا

والفتح أبق مشعراً بما حُذِف

وإن جمعته بتاء وألف

فالألف اقلب قلبها في التثنيه

وتاء ذي التا ألزمنّ تنحيَه

والسّالم العين الثلاثي اسماً أنِل

إتباع عينٍ فاءهُ بما شُكِل

إن ساكن العين مؤنثاً بدا

مختتماً بالتاء أو مجرّدا

وسكّن التالي غير الفتح أو

خفّفه بالفتح فكلاً

قد رووا

ومنعوا إتباع نحو ذروه

وزبيةٍ وشذّ كسر جروه

ونادرّ أو ذو اضطرارٍ غير ما

قدذمته أو لأناسٍ انتمي

هذا باب كيفيه تثنيه المقصور و الممدود و جمعهما تصحيحا

و فيه غير ذلك آخر مقصور تثني اجعله بقلبه يا ان كان عن ثلاثه مرتقيا بان كان رباعيا فما فوق فقل في حبلي حبليان كذا الثلاثي الذي

اليا اصله نحو الفتي فقل فيه فتيان و كذا الثلاثي الجامد الذي لا اشتقاق له يعرف منه اصله الذي اميل كمتي علما فقل فيه متيان. في غير ذا المذكور كالذي الفه عن واو او مجهوله و لم تمل تقلب واوا الالف كقولك في عصا عصوان و في لدي علما لدوان و اولها اي الكلمه المنقلبه ما كان قبل قد الف من علامه التثنيه و ما كان ممدودا و همزته بدل من الف التانيث كصحراء بواو ثنيا فيقال فيه صحراوان و الذي همزته للالحاق نحو علباء

او بدل عن اصل نحو كساء و حيا ثني بواو او همز فيقال علباوان و علباءان و كساوان و حياوان و كساءان و حياءان لكن في شرح الكافيه ان اعلال الاول ارجح من تصحيحه و ان الثاني بالعكس.

و غير ما ذكر كالذي همزته اصليه صحح فقل في قراء قراءان و ما شذ عن هذه القواعد علي نقل عن العرب قصر كقولهم في خوزلي خوزلان و في حمراء حمرايان و في عاشوراء عاشوران و في كساء كسايان و في قراء قراوان.

و احذف من المقصور و كذا المنقوص في جمع له علي حد

المثني اي بالواو و النون ما به تكملا اي آخره فقل في موسي و القاضي موسون و موسين و قاضون و قاضين.

و الفتح في المقصور ابق مشعرا بما حذف و هي

الالف و ابق في المنقوص الضم و الكسر اما الممدود و الصحيح فيفعل بهما ما فعل في التثنيه.

و ان جمعته اي كلا من المقصور و الممدود بتاء و الف فالالف او الهمزه اقلب قلبها في التثنيه فقل في مشتري مشتريات و في رحي رحيات و في متي متيات و في قناه قنوات و في

صحراء صحراوات و في نباءه نباوات و في قراءه قراءات.

و تاء ذي التا الزمن حينئذ تنحيه اي حذفا كما سبق و كقولك في مسلمه مسلمات هذا.

و لهذا الجمع احكام تخصه اشار اليها بقوله و السالم العين من التضعيف و الاعلال الثلاثي حال كونه اسما انل اي اعطه اتباع عين منه فاءه بما شكل به من الحركات ان ساكن العين مؤنثا بدا سواء كان مختتما بالتاء او مجردا منها فقل في جفنه و دعد و سدره و هند و

غرفه و جمل جفنات و دعدات و سدرات و هندات و غرفات و جملات بخلاف غير السالم العين كسله و كله و حله و جوزه و ديمه و صوره و غير الثلاثي كزينب و الوصف كضخمه.

و سكن العين التالي غير الفتح و هو الكسر و الضم فقل في كسره و هند و خطوه و جمل كسرات و هندات و خطوات و جملات او خففه بالفتح فقل في كسره و هند و خطوه و جمل كسرات و هندات و خطوات و جملات فكلا مما ذكر قد رووا عن العرب اما التالي الفتح فلا يجوز الا فتحه فيقال في دعد دعدات و منعوا اتباع العين للفاء اذا كانت مضمومه و اللام ياء او

مكسوره و اللام واوا نحو ذروه و زبيه و اجازوا فيهما الفتح و السكون فقالوا ذروات و

ذروات و زبيات و زبيات و شذ كسر عين جروه اتباعا للفاء فقالوا جروات.

و نادر اي قليل او ذو اضطرار غير ما قدمته كقولهم في عير عيرات و في كهله كهلات و قول الشاعر في زفره

«عل صروف الدهر او دولاتها

تدلننا اللمه من لماتها»

فتستريح النفس من زفراتها

او لاناس من العرب قليلين انتمي اي انتسب كقول هذيل في بيضه و جوزه بيضات و جوزات

جمع التكسير

أفعلةّ أفعل ثمّ فِعله

تمَّت أفعالّ جموع قلة

وبعض ذي بكثرةٍ وضعاً يفي

كأرجلٍ و العكس جاء كالصُفيّ

لفعلٍ اسماً صحّ عيناً أفعل

وللرباعيّ اسماً أيضا يُجعل

إن كان كالعناق و الذراع في

مدٍّ وتأنيثٍ وعدِّ الأحرف

وغير ما أفعل فيه مطّرد

من الثلاثي اسماً بأفعالٍ يرد

وغالباً أغناهم فعلان

في فعلٍ كقولهم صردان

في اسمٍ مذكّرٍ رباعيٍّ بمد

ثالثٍ افعلة عنهم اطّرد

والزمه في فعالٍ أو فِعال

مصاحبي تضعيفٍ أو اعلالٍ

فعلّّ لنحو أحمرٍ وحمرا

و فعلةّ جمعاً بنقلٍ يُدري

و فعلّ لاسمٍ رباعيٍّ بمد

قد زيدّ قبل لامٍ اعلالاً فقد

ما لم يضاعف في الأعمّ ذو الألف

وفعلّ جمعاً لفعلةٍ عُرِف

ونحو كبري ولفعلةٍ فعل

وقد يجئ جمعه علي فعل

في نحو رامٍ اطّرادٍ فعله

وشاع نحو كاملٍ وكمله

فعلي لوصفٍ كقتيلٍ وزمن

وهالكٍ وميّتّ به قمن

لفعلٍ اسماً صحَّ لاماً فعله

والوضع في فعلٍ وفعلٍ قلله

وفُعَّلّ لفاعلٍ وفاعله

وصفين نحو عاذلٍ وعاذله

ومثله الفعّال فيما ذكّرا

وذان في المعلِّ لاماً تدرا

فعلّ وفعلةّ فِعالّ لهما

وقلَّ فيما عينه اليا منهما

وفعلّ أيضاً له فعال

ما لم يكن في لامه اعتلال

أو يك مضعفاً ومثل فعل

ذو التا وفعل مع فعلٍ فاقبل

وفي فعيلٍ وصف فاعلٍ ورد

كذاك في أنثاه أيضا اطّرد

وشاع في وصفٍ علي فعلانا

أو انثييه أو علي فعلانا

ومثله فعلانةّ و الزمه في

نحو طويلٍ وطويلةٍ تفي

وبفعولٍ فعِلّ نحو كبد

يُخصُّ غالباً كذاك يطّرد

في فعلٍ اسماً مطلق الفا وفعل

له وللفُعال فعلانّ حصل

وشاع في حوتٍ وقاعٍ مع ما

ضاهاهما وقلَّ في غيرهما

وفعلاً اسماً وفعيلاً

وفعل

غير معلِّ العين فعلانّ شمل

ولكريمٍ وبخيلٍ فعلا

كذا لما ضاهاهما قد جُعِلا

وناب عنه أفعلاء في المعلّ

لاماً ومُضعَفٍ و غير ذاك قل

فواعلّ لفوعلٍ وفاعل

وفاعلاء مع نحو كاهل

وحائضٍ وصاهلٍ وفاعله

وشذّ في الفارس مع ما ماثله

وبفعائل اجمعن فعاله

وشبهه ذا تاءٍ أو مزاله

وبالفعالي و الفعالي جُمِعا

صحراء و العذراء و القيس اتبعا

واجعل فعاليَّ لغير ذي نسب

جُدِّد كالكرسيّ تتبع العرب

وبفعالل وشبهه انطقا

في جمع ما فوق الثلاثة ارتقي

من غير ما مضي و من خماسي

جُرِّد الآخر انفِ بالقياس

والرّابعُ الشبيه بالمزيد قد

يحذف دون ما به تمّ العدد

وزائد العادي الرباعي احذفه ما

لم يك ليناً إثره اللذ ختما

والسّين و التا من كمستدعٍ أزل

إذ ببنا الجمعِ بقاهما مُخِلّ

والميمُ أولي من سواهُ بالبقا

والهمز و الياء مثله إن سبقا

والياء لا الواو احذف ان جمعت ما

كحَيْز بونٍ فهم حكمّ حُتِما

وخيّروا في زائدي سرندي

وكلِّ ما ضاهاه كالعلندي

هذا باب جمع التكسير

و هو كما يؤخذ من الكافيه ما ظهر بتغيير لفظا او تقديرا افعله كارغفه ثم افعل كافلس ثم فعله كغلمه ثمت افعال

كاثواب جموع قله تطلق علي ثلاثه فما فوقها للعشره و ما عداها للكثره تطلق علي عشره فما فوقها.

و بعض ذي الجموع بكثره وضعا من العرب يفي كارجل جمع رجل و العكس و هو وفاء جمع الكثره بالقله اي الدلاله عليها جاء من العرب كالصفي جمع صفاه و هي الصخره الملساء لكن حكي في جمعه اصفاء فينبغي ان يمثل بنحو رجال جمع رجل. لفعل بفتحه فسكون حال كونه اسما صح عينا و ان اعتل لاما افعل جمعا كافلس و ادل و اظب جمع فلس و دلو و ظبي

بخلاف الوصف كضخم الا ان يغلب كعبد و المعتل العين كسوط و بيت و شذ اعين و اثوب.

و للرباعي حال كونه اسما ايضا يجعل افعل جمعا ان

كان كالعناق و الذراع في مد ثالثه و تانيث بلا علامه و عد الاحرف كايمن جمع يمين بخلاف ما لم يكن كذلك و شذ اقفل و اغرب.

و غير ما افعل فيه مطرد من الثلاثي حال كونه اسما بان لم توجد فيه

شروطه بان كان علي فعل لكنه معتل العين كثوب و سيف او علي غيره كجمل و نمر و عضد و حمل و عنب و ابل و قفل و عنق و رطب بافعال يرد مطردا جميع ذلك و لكن غالبا اغناهم فعلان بالكسر في فعل بضمه ففتحه كقولهم صردان في صرد طائر. في اسم مذكر رباعي بمد ثالث منه افعله عنهم اطرد كاقذله و ارغفه و اعمده جمع قذال و رغيف و عمود و الزمه اي افعله في فعال بفتح الفاء او فعال بكسرها مصاحبي تضعيف او اعلال كابته و اقبيه و ائمه و آنيه جمع بتات و قباء و امام و اناء فعل بضمه فسكون جمع لنحو احمر و هو افعل مقابل فعلاء و نحو حمرا و هو فعلاء

مقابل افعل و كذا ما لا مقابل له كاكمر و رتقاء و فعله بكسر فسكون جمعا بنقل يدري كولده جمع ولد و لا ياتي جمعا قياسا.

و فعل بضمتين جمع لاسم رباعي بمد قد زيد ثالثا قبل لام اعلالا به فقد ما دام لم يضاعف في الاعم الاغلب ذو الالف ككتب و سرر و عمد جمع كتاب و سرير و عمود فان اعتل اللام او ضوعف ذو الالف فله افعله كما سبق و من مقابل الاعم عنن جمع عنان.

و فعل بضمه ففتحه جمعا لفعله بالضم عرف كغرف و غرفه و لفعلي بالضم نحو كبري و كبر.

و لفعله بالكسر فالسكون

فعل بكسره

ففتحه كسدره و سدر و قد يجيء جمعه اي فعله علي فعل بضمه ففتحه كلحيه و لحي. في وصف لمذكر عاقل علي فاعل معتل اللام نحو رام و قاض ذو اطراد فعله بضمه ففتحه كرماه و قضاه.

و شاع في كل وصف لمذكر عاقل علي فاعل صحيح اللام فعله بفتحتين نحو كامل و كمله فعلي بفتحه فسكون جمع لوصف علي فعيل بمعني مفعول كقتيل و قتلي و كل من فعل نحو زمن و زمني و فاعل نحو هالك و هلكي و فيعل نحو ميت و موتي و كذا افعل نحو احمق و حمقي و فعلان نحو سكران و سكري به اي بفعلي قمن اي حقيق الحاقا. لفعل بضمه فسكون حال كونه اسما صح لاما و ان اعتل عينا فعله جمعا بكسره ففتحه كدب و دببه و كوز و كوزه و الوضع العربي في فعل بفتحه فسكون و فعل بكسره فسكون قلله كغرد و غرده

و قرد و قرده.

و فعل بضمه ففتحه و تشديد العين جمع لفاعل و فاعله حال كونهما وصفين صحيحي اللام نحو عاذل و عذل و عاذله و عذل.

و مثله اي فعل فيما سبق الفعال بضبطه بزياده الالف فيما ذكرا بتشديد الكاف كتاجر و تجار و ندر فيما انث كصاده و صداد.

و ذان الوزنان في المعل لاما منهما ندرا كغاز و غزي و غزاء. فعل و فعله بفتحه فسكون في كليهما فعال بكسره جمع لهما مطلقا ككعب و كعاب و صعب و صعاب و نعجه و نعاج و لكن قل فيما عينه او فاؤه كما في الكافيه اليا منهما كضيف و ضياف و يعر و يعار و فعل بفتحتين ايضا له فعال بكسره جمعا ما دام لم

يكن

في لامه اعتلال او لم يك لامه مضعفا نحو جمل و جمال بخلاف ما اذا كان كذلك كرحي و طلل.

و مثل فعل فيما ذكر ذو التا اي فعله كرقبه و رقاب و فعل بضم فسكون مع فعل بكسر فسكون لهما ايضا فعال فاقبل كرمح و رماح و ذئب و ذئاب و شرط في الكافيه للاول ان لا يكون واوي العين كحوت و لا يائي اللام كمدي و في فعيل وصف فاعل ورد فعال ايضا جمعا كذاك في انثاه فعيله ايضا اطرد كظراف في جمع ظريف و ظريفه.

و شاع فعال ايضا في كل وصف علي فعلانا بفتحه فسكون او انثييه و هما فعلي و فعلانه او علي فعلانا بضمه فسكون و مثله انثاه فعلانه كغضاب و ندام و خماص في جمع غضبان و غضبي و ندمان

و ندمانه و خمصان و خمصانه و الزمه اي فعالا في فعيل و انثاه اذا كان واوي العين الصحيح اللام نحو طويل و طويله فقل في جمعهما طوال تفي بما استعملته العرب.

و بفعول بضمتين فعل بفتحه فكسره نحو كبد يخص غالبا فلا يجمع علي غيره ككبود و من النادر اكباد كذاك يطرد فعول جمعا في فعل حال كونه اسما مطلق الفا اي مثلثها مسكن العين ككعب و كعوب و ضرس و ضروس و جند و جنود و شرط في الكافيه لمضمومها ان لا يضاعف كخف و لا يعل كحوت و مدي و فعل بفتحتين مفرد له اي لفعول ايضا سماعا كاسد و اسود.

و للفعال بالضم و التخفيف فعلان بكسره فسكون حصل جمعا كغراب و غربان و شاع فعلان في فعل بالضم و فعل بالفتح معتلي العين نحو حوت و حيتان و قاع و

قيعان مع ما ضاهاهما ككوز و كيزان و تاج و تيجان

و قل في غيرهما كغزال و غزلان.

و فعلا بفتحه فسكون حال كونه اسما و فعيلا و فعل بفتحتين حال كونه غير معل العين فعلان بضمه فسكون لهذه الثلاثه شمل جمعا كظهر و ظهران و رغيف و رغفان و جذع و جذعان.

و لكريم و بخيل و كل صفه لمذكر عاقل علي فعيل بمعني فاعل غير مضعف و لا معتل اللام فعلا بضمه ففتحه ككرماء و بخلاء و كذا لما ضاهاهما اي شابههما في الدلاله علي معني كالغريزه قد جعلا كعاقل و عقلاء و شاعر و شعراء و ناب عنه اي عن فعلاء افعلاء بكسر ثالثه في الوصف المذكور المعل لاما كولي و اولياء و في مضعف منه كشديد

و اشداء و غير ذاك المذكور قل كتقي و اتقياء و نصيب و انصباء. فواعل بكسر العين جمع لفوعل كجوهر و جواهر و فاعل بفتح ثالثه كطابع و طوابع و فاعلاء بكسره كقاصعاء و قواصع مع فاعل بكسره نحو كاهل و كواهل و فاعل صفه لمؤنث نحو حائض و حوائض و صفه ما لا يعقل نحو صاهل و صواهل و فاعله مطلقا نحو فاطمه و فواطم و صاحبه و صواحب و شذ في صفه المذكر العاقل نحو الفارس و الفوارس مع ما ماثله كسابق و سوابق و بفعائل بفتح الفاء اجمعن فعاله مثلث الفاء و شبهه مما

هو رباعي مؤنث ثالثه مده سواء كانت الفا او واوا او ياء و سواء كان ذا تاء او التاء مزاله منه كسحابه و سحائب و شمال و شمائل و رساله و رسائل و عقاب و عقائب و صحيفه و صحائف و سعيد علم امراه

و سعائد و حلوبه و حلائب و طلوبه و طلائب و عجوز و عجائز.

و بالفعالي بكسر اللام و الفعالي بفتحها و الفاء مفتوحه فيهما جمعا فعلاء اسماء كان او صفه نحو صحراء و صحاري و صحاري و العذراء و العذاري و العذاري و القيس اي و القياس و هما مصدران لقاس اتبعا في ذلك و لا تقتصر علي السماع.

و اجعل فعالي بفتحتين و كسر اللام و تشديد الياء جمعا لغير ذي نسب جدد من كل ثلاثي آخره ياء مشدده كالكرسي و الكراسي بخلاف بصري فلا تقول فيه بصاري تتبع العرب في استعمالهم.

و بفعالل بفتحتين و كسر اللام الاولي و شبهه كافاعل انطقا في جمع ما فوق الثلاثه ارتقي من غير ما مضي فقل في جعفر جعافر و في افضل افاضل و من خماسي جرد الاخر انف اي احذف اذا جمعته بالقياس فقل في سفرجل سفارج.

و الرابع منه الشبيه بالمزيد في كونه احد حروف الزياده قد يحذف دون ما به تم العدد و هو الاخر كقولك في خدرنق خدارق لكن الاجود حذف الاخر نحو خدارن.

و زائد العادي اي المجاوز الرباعي و هو الخماسي احذفه اي الزائد منه ما دام لم يك لينا اثره اي بعده الحرف اللذ ختما الكلمه اي آخرها فقل في سبطري سباطر و في فدوكس فداكس بخلاف ما اذا كان لينا قبل الاخر نحو عصفور و قنديل و قرطاس فلا يحذف.

و السين و التا من كمستدع ازل اذا جمعته اذ ببنا الجمع بقاهما مخل فقل فيه مداع و الميم من كمستدع اولي من سواه بالبقا لمزيته علي غيره باختصاص زيادته بالاسماء و الهمز و اليا مثله اي الميم في الاولويه بالبقاء ان سبقا غيرهما من الحروف بان

كانا في اول الكلمه لكونهما في موضع ما يدل

علي معني فيقال في الندد و يلندد الاد و يلاد.

و الياء لا الواو احذف ان جمعت ما كحيزبون و هي الداهيه لمزيه الواو باغناء حذف الياء عن حذفها بخلاف العكس فابقها و اقلبها ياء لانكسار ما قبلها و قل فيه حزابين فهو حكم حتما و خيروا الحاذف في حذف ما اراد من زائدي سرندي و هما نونه و الفه لتكافئهما فان شاء يقول سراند او سراد و معناه

الشديد و كل ما ضاهاه كالعلندي و هو البعير الضخم فان شاء يقول علاند او علاد

التصغير

فُعيلاً اجعل الثلاثيّ إذا

صغّرته نحوُ قُذيٍّ في قذا

فُعيعِل? مع فُعيعيلٍ لما

فاق كجعل درهمٍ دريهما

وما به لمنتهي الجمع وُصِل

به الي أمثلة التصغير صِل

وجائزّ تعويضُ يا قبل الطرف

إن كان بعضُ الاسم فيهما انحذف

وحائدّ عن القياس كلّ ما

خالف في البابين حكماً رُسِما

لتلو يا التصغير من قبل عَلم

تأنيثٍ او مدّتِه الفتح انحتم

كذاك مدّة أفعالٍ سبق

أو مدَّ سكران و ما به التحق

وألِفُ التأنيث حيث مُدّا

وتاؤه منفصلين عدّا

كذا المزيد آخراً للنسب

وعجزُ المضاف و المركّب

وهكذا زيادتنا فعلانا

من بعد أربعٍ كزعفرانا

وقدّر انفصال ما دلّ علي

تثنيةٍ أو جمع تصحيحٍ جلا

وألِف التأنيث ذو القصر متي

زاد علي أربعة لن يُثبتا

وعند تصغير حُباري خيِّر

بين الحبُيري فاد و الحُبيِّر

واردُدْ لأصلٍ ثانياً ليناً قلِب

فقيمةً صَيِّر قويمةً تصب

وشذّ في عيدٍ عُييدّ وحُتم

للجمع من ذا ما لتصغيرٍ عُلِم

والألف الثان المزيدُ يُجعلُ

واواً كذا ما الأصل فيه يُجهل

وكمِّل المنقوص في التصغير ما

لم يحوِ غير التاء ثالثاً كما

ومَن بترخيمٍ يُصغّر اكتفي

بالأصل كالعُطيف يعني المِعطفا

اختم بتا التأنيث ما صغّرت مِن

مؤنّثٍ غارٍ ثلاثيٍّ كسِن

ما لم يكن بالتا يُري ذا لبس

كشجرٍ وبقرٍ وخمْس

وشذّ ترك دون لبسٍ وندَر

لحاق تا فيما ثلاثيًّا كثر

وصغَّروا شذوذاً الذي التي

وذا مع الفروع

منها تا وتي

هذا باب التصغير

عبر به سيبويه و بالتحقير و هو تفنن. فعيلا بضمه ففتحه فياء ساكنه اجعل الثلاثي اذا صغرته نحو قذي في تصغير قذا و هو ما يسقط في العين و الشراب.

فعيعل بضبط الوزن قبله بزياده عين مكسوره مع فعيعيل بضبط الوزن قبله بزياده ياء ساكنه اجعلا لما فاق الثلاثي كجعل درهم دريهما و جعل قنديل قنيديلا.

و ما به لمنتهي الجمع وصل من الحذف السابق به الي امثله التصغير صل فقل في سفرجل و خدرنق و سبطري و مستدع و الندد و يلندد و حيزبون و سرندي سفيرج و خديرق او خديرن و سبيطر و مديع و اليد و يليد و حزيبين و سريند او سريد.

و جائز تعويض يا ساكنه قبل الطرف ان كان بعض الاسم فيهما اي في التكسير و التصغير انحذف فيقال في سفرجل سفاريج و سفيريج.

و حائد اي مائل خارج عن القياس كل ما خالف في

البابين اي بابي التكسير و التصغير حكما رسما كتكسير حديث علي احاديث و تصغير مغرب علي مغيربان. لتلو اي للحرف الذي بعد يا التصغير اذا كان من قبل علم اي علامه تانيث كتائه او مدته اي الفه الفتح انحتم كعظيمه و حبيلي و حميراء كذاك اي كالتالي ياء التصغير السابق في وجوب فتحه ما اي الحرف الذي مده افعال اي الفه سبق كاجيمال او الذي سبق مد سكران و ما به التحق من عثمان و نحوه كسكيران و عثيمان.

و الف التانيث حيث مدا و تاؤه منفصلين عدا فلا يحذفان للتصغير و ان حذفا للتكسير كقولك في قرفصاء و سفرجله قريفصاء و سفيرجه كذا الياء المزيد آخرا للنسب عد منفصلا فلا يحذف كقولك في عبقري عبيقري و

كذا عجز المضاف كقولك في امريء القيس اميريء القيس و كذا عجز المركب تركيب مزج كقولك في بعلبك بعيلبك.

و هكذا زيادتا فعلانا و هما الالف و النون عدا منفصلين فلا يحذفان اذا كانا من بعد اربع كزعفرانا فيقال فيه زعيفران.

و قدر ايضا انفصال ما دل علي تثنيه او جمع تصحيح جلا بالجيم اي دل عليه من العلامه فلا تحذفه كقولك في جداران و ظريفون و ظريفات

اعلاما جديران ظريفون و ظريفات.

و الف التانيث ذو القصر متي زاد علي اربعه و لم تسبقه مده لن يثبتا بل يحذف كقولك في قرقري و لغيزي قريقر و لغيغز.

و عند تصغير ما فيه الف مقصوره قبلها مده نحو حباري خير بين حذف المده فيقال الحبيري فادر ذلك و بين حذف الف التانيث فيقال الحبير و اردد لاصل حرفا ثانيا اذا كان لينا قلب عن لين فقيمه بالياء صير اذا صغرتها قويمه بالواو رد الي الاصل تصب و شذ في تصغير عيد عييد اذ كان الاصل عويدا لانه من العود و خرج بقيد

اللين ثاني متعد و بالقلب عنه ثاني ايمه و ما ياتي في البيت بعده.

و حتم للجمع المكسر المفتوح الاول من ذا الرد ما لتصغير علم فيقال في تكسير ميزان موازين بقلب الياء واوا و في تكسير عيد اعياد باثباتها شذوذا و لا رد فيما لا يتغير فيه الاول كقيم في قيمه و الالف الثاني المزيد يجعل بالقلب واوا كهويبيل في هابيل كذا يقلب واوا ما الاصل فيه يجهل كعويج في عاج.

و كمل المنقوض اي المحذوف بعضه في التصغير برد ما حذف منه ما دام لم يحو غير التاء ثالثا كما علما فقل فيها موي و كشفه فقل فيها شفيهه

بخلاف ما اذا حوي ثلاثه غير التاء فلا تكمل كجويه في جاه.

و من بترخيم يصغر اكتفي بالاصل و حذف الزائد لانه حقيقته و الحق به تاء التانيث اذا كان مؤنثا ثلاثيا كالعطيف يعني

المعطفا و كحميد في حامد و حمدان و حماد و محمود و احمد و سويده في سوداء و قريطس في قرطاس.

فرع: حكي سيبويه في تصغير ابراهيم و اسماعيل بريها و سميعا بحذف الهمزه منهما و الالف و الياء و حذف ميم ابراهيم و لام اسماعيل قال في شرح الكافيه و لا يقاس عليهما.

و اختم بتا التانيث ما صغرت من مؤنث معني عار عنها لفظا ثلاثي كسن فقل فيها سنينه و يد فقل فيها يديه ما دام لم يكن بالتاء يري ذا لبس فان كان كشجر و بقر و خمس التي من الفاظ عدد المؤنث فلا تلحقه اذ يلتبس الاولان بالمفرد و الثالث بعدد

المذكر.

و شذ ترك التاء دون لبس كقولهم في قوس قويس و ندر لحاق تا فيما ثلاثيا كثر بفتح المثلثه اي زاد عليه كقولهم في وراء و قدام وريئه و قديديمه.

و صغروا من المبنيات شذوذا الذي و التي و تثنيتهما و جمعهما كما في شرح الكافيه و ذا مع الفروع منها تا و تي و تثنيتهما و جمعهما و خالفوا بها تصغير المعرب في ابقاء اولها علي حركته الاصليه و التعويض من ضمه الفا مزيده في آخرها فقالوا اللذيا و اللتيا و اللذيون

و اللويون و اللويتا و اللتيات و ذيا و تيا و ذيان و تيان و منع ابن هشام تصغير تي استغناء بتا و اللا و اللائي استغناء باللتيات و اتفقوا علي منع تصغير ذي للالباس.

خاتمه: يصغر ايضا من غير المتمكن شذوذا

افعل في التعجب نحو ما احيسنه و المركب تركيب مزج كما سبق

النّسَب

ياءً كيا الكرسيِّ زادوا للنسب

وكلُّ ما تليه كسرُهُ وَجَب

ومثله ممّا حواهُ احذف وتا

تأنيثٍ او مدَّته لا تثبتا

وإن تكن تربَعُ ذا ثانٍ سكن

فقلبُها واواً وحذفها لا تثبتا

لشبهها الملحق و الأصليِّ ما

لها وللأصليِّ قلبّ يُعتمي

والألِف الجائز أربعا أزل

كذاك يا المنقوص خامساً عُزل

والحذف في اليا رابعاً أحقُّ من

قلبٍ وحتمّ قلبُ ثالثٍ يَعِنّ

وأول ذا القلب انفتاحاً وفعِل

وفعلّ عينهما افتح وفِعِل

وقيل في المرميِّ مرمويُّ

واختير في استعمالهم مرميُّ

ونحو حيٍّ فتحُ ثانِيه يجب

واردده واواً إن يكن عنه قلِب

وعلم التثنية احذِف للنسب

ومثلُ ذا في جمع تصحيحِ وجب

وثالثّ من نحو طيِّبٍ حُذِف

وشذَّ طائيُّ مقولاً بالألف

وفعليُّ في فعيلة التزم

وفعليّّّ في فعيلةٍ حُتِم

وألحقوا مُعَلَّ لامٍ عريا

من المثالين بما التا أوليا

وتمَّموا ما كان كالطويله

وهكذا ما كان كالجليله

وهمز ذي مدٍّ ينال في النسب

ما كان في تثنيةٍ له انتسب

وانسُب لصدر جملةٍ وصدر ما

رُكِّب مزجاً ولثانٍ تمَّما

إضافةً مبدوءةً بابنٍ أو اب

أو ماله التعريف بالثاني وَجَب

فيما سوي هذا انسُبن للأوّل

ما لم يُخف لبسّ كعبدِ الأشهل

واجبر بردِّ اللام ما منه حُذِف

جوازاً ان لم يكُ ردُّ ألف

في جمعي التصحيح أو في التثنيه

وحقُّ مجبورٍ بتوفيه

وبأخٍ أختاًً وبابنٍ بنتاً

ألحِق ويُونسُ أبي حذف التا

وضاعفِ الثاني من ثنائي

ثانيه ذولينٍ كلا ولائي

وإن يكن كشِيَةٍ ما الفا عدم

فجبرُهُ وفتحُ عينيه التزم

والواحد اذكر ناسباً للجمع

إن لم يشابه واحداً بالوضع

ومع فاعلٍ وفعّالٍ فعِل

في نسبٍ أغني عن اليا فقبِل

وغير ما أسلفته مقرّراً

علي الذي يُنقلُ منه اقتصرا

هذا باب النسب

ياء مشدده كيا الكرسي زادوا في آخر الاسم للنسب و كل ما تليه كسره وجب كقولهم في النسب الي احمد احمدي.

و مثله اي مثل ياء النسب اما في التشديد او في كونها للنسب مما حواه احذف اذا كان قبله ثلاثه احرف فقل في النسب

الي كرسي

و شافعي كرسي و شافعي و لم ار من تعرض لجواز شافعوي قياسا علي مرموي و ان كان بعض الفقهاء استعمله و هو حسن للبس فان كان قبله حرفان كعلي جاز الحذف و القلب كعلوي او حرف فسياتي في قوله و نحو حي فتح ثانيه يجب.

و تا تانيث او مدته اي الفه لا تثبتا بل احذفها فقل في النسبه الي مكه مكي و قول العامه في خليفه خليفتي لحن من وجهين.

و ان تكن مده التانيث تربع اي تقع رابعه في اسم اتي ذا ثان سكن فقلبها واوا مباشره باللام او مفصوله بالف و حذفها اي كل منهما حسن لكن المختار الثاني كقولك في حبلي حبلي و حبلوي و حبلاوي و يجب الحذف اذا كانت خامسه فصاعدا كما سياتي او رابعه متحركا ثاني ما هي فيه كقولك في حباري

و جمزي حباري و جمزي. لشبهها اي مده التانيث و هو الملحق و الاصلي عطف علي شبهها الخبر المقدم علي مبتدئه و هو ما لها لمده التانيث من حذف و قلب و لكن للاصلي قلب يعتمي اي يختار و كذا الملحق كقولهم في ارطي و ملهي ارطي و ارطوي و ملهي و ملهوي.

و الالف الجائز اي المتعدي اربعا ازل كما تقدم كذاك يا المنقوص اذا وقع خامسا عزل بمعني حذف كقولك في المعتدي معتدي.

و الحذف في اليا اي ياء المنقوص اذا وقع رابعا احق من قلب كقولك في القاضي قاضي و يجوز القلب كقولك قاضوي و حتم

قلب الف او ياء ثالث يعن كقولك في الفتي و العمي فتوي و عموي.

و اول ذا القلب حيث قلنا به انفتاحا و فعل بفتح اوله و كسر الثاني منه و من الاتيين

و فعل بضم اوله عينهما افتح عند النسب بقلب الكسره فتحه و كذا فعل بكسر اوله اقلب كسره عينه فتحه عند النسب فقل في نمر و دئل و ابل نمري و دؤلي و ابلي.

و قيل في النسب الي ما في آخره ياءان ثانيتهما اصليه نحو المرمي مرموي بحذف اول الياءين و قلب ثانيهما واوا بعد فتح

العين و اختير في استعمالهم مرمي بحذف الياءين و الاول احسن لامن اللبس.

و كل ما في آخره ياء مشدده قبلها حرف نحو حي فتح ثانيه عند النسب يجب من غير تغيير له ان لم يكن منقلبا عن واو نحو حيوي و اردده واوا ان يكن عنه قلب كطي فقل فيه طووي و ثالثه تقلبه واوا مطلقا فقل فيه حيوي.

و علم التثنيه احذف للنسب و مثل ذا في جمع تصحيح وجب فيحذف علمه كقولك في زيدان و زيدون علمين زيدي نعم من اجري

زيدان علما مجري سلمان قال زيداني و من اجري زيدين مجري غسلين قال زيديني و من اجراه مجري عربون و الزمه الواو و فتح النون قال زيدوني.

و ثالث من نحو طيب حذف عند النسب فقل طيبي بسكون الياء و لكن شذ من هذا طائي المنسوب الي طييء اذ قياسه طيئي لكنه اتي مقولا بالالف المقلوبه عن الياء الساكنه و خرج بنحو طيب هبيخ و مهيم فلا تحذف ياؤهما لانها في طيب مكسوره موصوله بما قبل الاخر فاورثت ثقلا بخلافها في هبيخ لفتحها و في

مهييم لانفصالها.

و فعلي بفتحتين في النسب الي فعيله بفتح اوله و كسر ثانيه الصحيح العين الغير المضاعف التزم فقل في حنيفه حنفي و فعلي بضمه ففتحه في النسب الي فعيله كذلك حتم فقل في جهينه جهني.

و

الحقوا معل لام عريا من التاء من المثالين المذكورين بما التا اوليا منهما فقالوا في عدي و قصي عدوي و قصوي كما قالوا في ضريه و اميه ضروي و اموي بخلاف صحيح اللام منهما فلا

تحذف منه الياء فيقال في عقيل و عقيل عقيلي و عقيلي.

و تمموا ما كان علي فعيله بفتح الفاء و هو معتل العين كالطويله فقالوا فيه طويلي و هكذا تمموا ما كان علي هذا الوزن و هو مضاعف كالجليله فقالوا فيه جليلي و تمموا ايضا ما كان علي فعيله و هو مضاعف كقليله.

و همزه ذي مد ينال اي يعطي في النسب ما كان في تثنيه له انتسب فيقال في قراء و صحراء و كساء و علباء قرائي و صحراوي و كسائي و كساوي و علبائي و علباوي.

و انسب لصدر جمله اسناديه فقل في تابط شرا تابطي و صدر ما ركب مزجا فقل في بعلبك بعلي

و انسب لثان تمما اضافه اما مبدوءه بابن او اب او ام كعمري و بكري و كلثومي في ابن عمر و ابي بكر و ام كلثوم او اولها ما له التعريف بالثاني وجب بان كانت اضافته معنويه كزيدي في غلام زيد و عندي في هذا القسم نظر لاجل اللبس و في القسم الاول بحث و هل يلحق بما ذكر المبدوءه ببنت كما قلنا انه كنيه و لم ار من ذكره. فيما سوي هذا المقرر كالذي ليس مصدرا بما عرف بالثاني و لا بكنيه كما في شرح الكافيه و هو يقوي بحثي الا ان يمنع انه

كنيه انسبن للاول و احذف الثاني ما دام لم يخف لبس فقل في امريء القيس امرئي فان خيف فاحذف الاول و انسب للثاني كعبد

الاشهل فقل فيه اشهلي و هذا يعضد نظري في القسم السابق.

و اجبر برد اللام ما منه حذف عند النسب جوازا ان لم يك رده الف في جمعي التصحيح او في التثنيه فقل في غد غدوي و ان شئت غدي و حق مجبور بالرد بهذي اي بجمعي التصحيح او التثنيه توفيه له بالرد بالنسب حتما فيقال في اخ و عضه اخوي و عضوي ليس غير.

و باخ اختا الحق فقل فيها بعد حذف تائها اخوي و بابن بنتا الحق فقل فيها بعد حذف تائها بنوي كما تقول ذلك في ابن بعد حذف همزته هذا مذهب سيبويه و الخليل و يونس بن حبيب الضبي الولاء من البصريين ابي حذف التا منهما فقال اختي و بنتي و هو الذي اميل اليه لاجل اللبس.

و ضاعف وجوبا الثاني من ثنائي ثانيه ذو لين عند النسب

اليه ثم ان كان الفا قلب المضاعف همزه و يجوز قلبها واوا كلا و لائي و لاوي و في فيوي و لو لوي اعلاما اما الذي ثانيه صحيح فيجوز فيه التضعيف و عدمه ككم و كمي و كمي.

و ان يكن كشيه في اعتلال اللام ما الفا عدم فجبره عند النسب اليه برد الفاء و فتح عينه التزم عند سيبويه فيقال فيه وشوي و اجاز الاخفش السكون فيقال وشيي اما غير المعل اللام منه فلا يجبر كقولك في عده عدي.

و الواحد اذكر ناسبا للجمع ان لم يشابه واحدا بالوضع اي بوضعه علما فقل في فرائض فرضي بخلاف ما اذا شابهه بان وضع علما فيقال في الانمار انماري و في الانصار انصاري.

و مع فاعل و فعال بفتحه فتشديد فعل بفتحه فكسره في نسب

اغني عن اليا السابقه فقبل اذ ورد

كقولهم لابن و تمار و طعم اي صاحب لبن و تمر و طعم و ليس في هذين الوزنين معني المبالغه الموضوعين له و خرج عليه قوله تعالي و ما ربك بظلام للعبيد فصلت اي بذي ظلم.

و غير ما اسلفته من القواعد مقررا علي الذي ينقل منه عن العرب اقتصرا و لا تقس عليه كقولهم في الدهر دهري و في اميه اموي و في البصره بالفتح بصري بالكسر و فيه نظر اذا الكسر لغه

فيها و في مرو مروزي و في الري رازي و في الخريف خرفي و في عظيم الرقبه رقباني

هذا باب الوقف

تنوينا اثر فتح في معرب او مبني اجعل الفا وقفا كرايت زيدا و ايها و تنوينا تلو غير فتح و هو الضم و الكسر احذفا وقفا كجاء زيد و مررت بزيد.

و احذف لوقف في سوي اضطرار صله غير الفتح في الاضمار اي الحرف الذي ينشا في اللفظ عن اشباع الحركه في الضمير و هو في غير الفتح و هو الضم و الكسر الواو و الياء كرايته و مررت به و اثبت صله الفتح و هي الالف كرايتها اما في الضروره فيجوز اثبات الجميع.

و اشبهت اذا منونا نصب فالفا في الوقف نونها قلب و به قرء السبعه و اختار ابن عصفور تبعا لبعضهم ان الوقف عليها بالنون و هو الذي اميل اليه فرارا من الالتباس و القراءه سنه متبعه و حذف يا المنقوص ذي التنوين عند الوقف ما دام لم

ينصب اولي من ثبوت لها فاعلما كقراءه السته و لكل قوم هاد الرعد و ما لهم من دونه من وال الرعد و باثبات الياء فيهما قرا ابن كثير بخلاف المنصوب فانه يبدل من تنوينه الف ان كان

منونا كقطعت واديا و تثبت ياؤه ساكنه ان لم يكن كاجب الداعي بخلاف غير المنون كما صرح به بقوله و غير ذي التنوين المرفوع و المجرور بالعكس فثبوت يائه اولي من حذفها و في منقوص محذوف العين نحو مر اسم فاعل من اراي او محذوف الفاء كيف علما كما في شرح الكافيه لزوم رد اليا عند الوقف اقتفي لئلا يكثر الحذف

فصل: و غيرها التانيث من محرك سكنه عند الوقف و هو الاصل او قف رائم التحرك بان تخفي الصوت بالحركه ضمه كانت او كسره او فتحه و خصه الفراء تبعا للقراء بالاولين او اشمم الضمه فقط عند الوقف بان تشير اليها بشفتيك من غير تصويت او قف مضعفا اي مشددا ما اي حرفا ليس همزا او عليلا ان قفا اي تبع الحرف الموقوف عليه الموصوف بما ذكرحرفا محركا كهذا جعفر و هذا وعل بخلاف الهمز كخطا و العليل كالقاضي و يخشي و يدعو و التابع

ساكنا كعمرو و حركات انقلا عند الوقف من الموقوف عليه لساكن قبله تحريكه لن يحظلا اي يمنع نحو و تواصوا بالصبر.

«ان ابن مارية اذ جد النقر

و جاءت الخيل و اثابي زمر»

لا ينقل الي متحرك كجعفر و لا ممتنع التحريك اما لتعذر كانسان او استثقال كقضيب و خروف او اداء الي بناء لا نظير له كبشر مرفوعا و ذهل مجرورا كما سياتي.

و نقل فتح من سوي المهموز

لا يراه نحوي بصري اما من المهموز كخبء فيراه و كوف نقلا الفتح من سوي المهموز ايضا.

و النقل ان يعدم نظير للاسم حينئذ بان يكون المنقول ضمه مسبوقه بكسره او بالعكس ممتنع كما تقدم و لكن ذاك النقل في المهموز و ان ادي الي ما ذكر

ليس يمتنع فيجوز في ردء و كفء هذا ردء و مررت بكفء. ثم لما صدر في الضابط اشتراط ان يكون الموقوف عليه غير هاء

التانيث ليفعل فيه ما ذكر احتاج الي بيان ما يفعل فيه اذا كان هاء فقال في الوقف تا تانيث الاسم ها جعل ان لم يكن بساكن صح وصل كمسلمه و فتاه بخلاف ما اذا وصل به كبنت و اخت و بخلاف تاء تانيث الفعل كقامت و اما تاء تانيث الحرف كثمت و ربت فاختار في شرح الكافيه جواز ذلك فيهما فيقال ربه و ثمه قياسا علي قولهم في لات لاه.

و قل ذا اي جعل التاء المذكور هاء في الوقف في جمع تصحيح

للمؤنث كقول بعضهم دفن البناه من المكرماه و في ما ضاهي ه كهيهات و اولات و كثر في ذلك عدم الجعل المذكور و غير ذين اي جمع التصحيح و ما ضاهاه كغرفه و غلمه بالعكس انتمي فالكثير فيه جعل التاء هاء و القليل عدم ذلك

فصل: و قف بها السكت علي الفعل المعل بحذف آخر كاعط من سال و لم يعط فقل في الوقف عليهما اعطه و لم يعطه و ذلك جائز و ليس حتما في جميع المواضع سوي ما اذا كان الفعل قد بقي علي حرف واحد كع او حرفين احدهما زائد كيع مجزوما فانه واجب فيقال فيهما عه و لم يعه فراع ما رعوا و ما في الاستفهام ان جرت حذف الفها وجوبا و اولها الها ان تقف نحو:

«يا اسديا لم اكلته لمه

لو خافك الله عليه حرمه»

و ذلك جائز و ليس حتما في جميع المواضع سوي ما اذا انخفضا باسم كقولك في اقتضاء م اقتضي اقتضاء مه.

و وصل ذي الهاء اجز

كائن بكل ما حرك تحريك بناء لزما عند الوقف عليه نحو هاؤم اقرءوا كتابيه الحاقه و لزم صفه بناء احترز به مما لا يلزم بناؤه كالمنادي فلا توصل به الهاء و مثله الفعل

الماضي و شذ مجيء ذلك كما قال و وصلها بغير ذي تحريك بنا اديم شذ نحو:

«يا رب يوم لي لا اظلله

ارمض من تحت و اضحي من عله»

و قوله في المدام البناء استحسنا بيان لاحسنيه الاتصال فلا يعد مع قوله و وصل ذي الهاء البيت المبين للوقوع تكرارا فتامل.

و ربما اعطي لفظ الوصل ما للوقف نثرا من لحاق الهاء نحو

لم يتسنه و انظر البقره و غيره نحو هذه حبلو يا فتي و فشا ذلك منتظما نحو:

«تترك ما ابقي الدبا سبسبا

مثل الحريق وافق القصبا»

بتضعيف الباء

الإمالة

الألِفُ المبْدَلَ مِن يا في طرف

أمِل كذا الواقعُ منه اليا خلف

دون مزيدٍ أو شذوذٍ و لما

تليه ها التأنيث ما الها عَدِما

وهكذا بَدَلُ عين الفعل إن

يؤل الي فلت كماضي خف ودِن

كذاك تالي الياء و الفصل اغتفر

بجرفٍ أو مع هاكجيبها أدِر

كذاك ما يليه كسرّ أو يلي

تالي كسرٍ أو سكونٍ قد ولي

كسراً وفصلُ الها كلا فصلٍ يُعدّ

فدرهماك من يمله لم يصدّ

وحرف الاستعلا يكُفُّ مُظهرا

من كسرٍ او يا و كذا تُكَفُّ زا

إن كان ما يكفُّ بعد متصل

أو بعد حرفٍ أو بحرفين فصِل

كذا إذا قدِّم ما لم ينكسر

أو يسكُن إثرَ الكسر كالمطواع مِر

وكُفَّ مُستعلٍ ورا ينكفُّ

بكسر را كغارماً لا أجفو

ولا تُمِلْ لسببٍ ما لم يتصل

والكفُّ قد يوجبه ما ينفصل

وقد أمالوا لتناسبٍ بلا

داعٍ سواها كعمادا وتلا

ولا تُمِل ما لم ينل تمكّنا

دون سماعٍ غيرها و غيرنا

والفتح قبل كسر راءٍ في طرف

امِلْ كللأيسر مل تكف الكُلف

كذا الذي تليه ها التأنيث في

وقف إذا ما كان غير ألِف

هذا باب الاماله

هي كما في

شرح الكافيه ان ينحي بالالف نحو الياء و بالفتحه قبلها نحو الكسره الالف المبدل من يا في طرف امل كالهدي و هدي كذا امل الالف الواقع منه اليا خلف في بعض التصاريف دون حرف مزيد معها او شذوذ لوقوعها كحبلي بخلاف نحو قفا فان الياء تخلف الفه بزياده في التصغير كقفي و في التكسير كقفي و شذوذ كقول هذيل في اضافته الي الياء قفي.

و ثابت لما تليه التانيث حكم ما الها عدما من الاماله كرماه و هكذا امل الالف الكائنه بدل عين الفعل ان يؤل ذلك الفعل عند اسناده الي التاء الي وزن فلت بكسر الفاء كماضي خف و دن و هو خاف و دان فانك تقول فيهما خفت و دنت. كذاك امل الفا تالي الياء كبيان و كذا سابق الياء كبايع كما في شرح الكافيه و الفضل بين الياء و بين الالف المتاخره اغتفر في جواز الاماله ان كان بحرف وحده كيسار او بحرف مع ها كجيبها ادر كذاك امل ما اي الفا يليه كسر كعالم او يلي حرفا تالي كسر ككتاب او يلي حرفا تالي سكون قد ولي ذلك السكون كسرا كشملال.

و فصل الها بين الساكن و بين الحرف التاليه الالف كلا فصل يعد لخفائها فدرهماك من يمله لم يصد اي لم يمنع من امالته.

و حرف الاستعلا اي حروفه و هي مجموع قظ خص ضغط يكف مظهرا من كسر او يا عن الاماله بخلاف الخفي منهما كالكسره المقدره و ما اذا اتي الفها عن ياء.

و كذا تكف را غير مكسوره الاماله نحو عذار و عذاران و راشد ان كان ما يكف من حروف الاستعلاء بعد بالضم اي بعد الالف متصل بها كناصح او بعد

حرف تلاها كواثق او بحرفين فصل عنها كمواثيق كذا يكف حرف الاستعلاء اذا قدم علي الالف ما دام لم ينكسر او لم يسكن اثر الكسر كغالب بخلاف ما اذا انكسر كغلاب او سكن اثر الكسر كالمطواع مر فلا تمنع الاماله.

و في شرح الكافيه فيما اذا انكسر لا يمنع و في الساكن تاليه يجوز

ان يمنع و ان لا يمنع فان اراد به عدم تحتم الاماله فهذا شانها في جميع احوالها كما سياتي فلا وجه لتخصيصه بهذه الصوره و الاشعار بتغايره لما قبله و ان اراد بيان احتمالين متساويين في وجوب الكف و عدمه فلا باس و لعله المراد فتامل.

و كف حرف مستعل و كف را ينكف بكسر را فتاتي الاماله كغارما لا اجفو و لا تمل لسبب لم يتصل كلزيد مال و الكف قد يوجبه ما ينفصل ككتاب قاسم و خالف ابن عصفور في المسالتين و قواه ابن هشام رادا به علي المصنف و اقول الفرق قوه المانع و لذا قدم علي المقتضي و ايضافالمقتضي هنا اذا وجد لا يوجب الاماله كما في الكافيه و شرحها و المانع اذا وجد اوجب الكف فاتضحت تفرقه المصنف و اتيانه بقد يشعر بانه قد لا يكفو به صرح في شرح الكافيه.

و قد امالوا لتناسب في رؤوس الاي و غيرها بلا داع اي طالب للاماله سواه كعمادا اي كالفه الاخيره اميلت لتناسب الالف التي قبلها و كالف تلا من قوله تعالي و القمر اذا تلاها الشمس اميلت و ان كان اصلها واوا لتناسب رؤوس الاي و لا تمل ما لم ينل تمكنا بان كان مبنيا دون سماع يحفظ نحو الحجاج وراء و نحوها من فواتح السور غيرها و غيرنا فاملها

و ان كان غير متمكنين قياسا.

و الفتح قبل كسر راء في طرف امل كللايسر مل تكف الكلف اي كسينه كذا امل فتح الحرف الذي تليه ها التانيث في وقف كرحمه و نعمه و قوله اذا ما كان غير الف زياده توضيح اذ معلوم ان الالف لا تفتح

التَّصْريفُ

حَرْفٌ وَ شِبْهُهُ مِنَ الصَّرْفِ بَرِّيٌ

وَ ما سِواهُما بِتَصْريفٍ حَريٌّ

وَ لَيْسُ اَدْني مِنْ ثُلاثِيٍّ يُري

قابِلَ تَصْريفٍ سِوي ما غُيِّرا

وَ مُنْتَهَي إسْمٍ خَمْسٌ إنْ تَجَرَّدا

وَ إنْ يُزَدْ فيهِ فَما سَبْعاً عَدا

وَ غَيْرَ آخِرِ الثُّلاثِي افْتَحْ وَ ضُمَّ

وَ اكْسِرْ وَ زِدْ تَسْكينَ ثانيهِ تَعُمَّ

وَ فِعُلٌ اُهْمِلَ وَ الْعَكْسُ يَقِلُّ

لِقَصْدِهِمْ تَخْصيصَ فِعْلٍ بِفُعِلَ

وَ افْتَحْ وَ ضُمَّ وَ اكْسِرِ الثّانِيَ مِنْ

فِعْلٍ ثُلاثِي وَ زِدْ نَحْوَ ضُمِنَ

وَ مُنْتَهاهُ اَرْبَعٌ إن جُرِّ دا

وَ اِنْ يُزَدْ فيهِ فَما سِتّاً عَدا

لإِسْمٍ مِجَرَّدٍ رُباعٍ فَعْلَلٌ

وَ فِعْلِلٌ وَ فِعْلَلٌ وَ فُعْلُلٌ

وَ مَعَ فِعَلٍّ فُعْلَلٌ وَ إِنْ عَلا

فَمَعَ فَعَلَّلٍ حَوي فَعْلَلِلاً

كَذا فُعَلِّلٌ وَ فِعْلَلٌّ وَ ما

غايَرَ لِلزَّيْدِ اَوِ النَّقْصِ انْتَمي

وَ الْحَرْفُ إِنْ يَلْزَمْ فَاَصْلٌ وَ الَّذي

لا يَلْزَمُ الزّائدُ مِثْلُ تَا احْتُذِيَ

بِضِمْنِ فَعْلٍ قابِلِ الاُصُولَ في

وَزْنٍ وَ زائِدٌ بِلَفْظِهِ اكْتُفِيَ

وَ ضاعِفِ اللّامَ إِذا اَصْلٌ بَقَيِ

كَراءِ جَعْفَرٍ وَ قافِ فُسْتُقٍ

وَ اِنْ يَكُ الزّائِدُ ضِعْفَ اَصْلٍ

فَاجْعَلْ لَهُ فِي الوَزْنِ ما لِلاَصْلِ

وَ احْكُمْ بِتَاْصيلِ حُروفِ سِمْسِمٍ

وَ نَحْوِهِ وَ الْخُلْفُ في كَلَمْلِمٍ

فَاَلِفٌ اَكْثَرَ مِنْ اَصْلَيْنِ

صاحَبَ زائِدٌ بِغَيرِ مَيْنٍ

وَ الْيا كَذا وَ الواوُ إِنْ لَمْ يَقَعا

كَماهُما في يُؤْيؤُءٍ وَ وَعْوَعا

وَ هكذا هَمْزٌ وَ ميمٌ سَبَقا

ثَلاثَةً تَاْصيلُها تَحَقَّقا

كَذاكَ هَمْزٌ آخِرٌ بَعْدَ اَلِفٍ

اَكْثَرَ مِنْ حَرْفَيْنِ لَفْظُها رَدِفَ

وَ النّوُنُ فِي الآخِرِ كَالْهَمْزِ وَ في

نَحْوِ غَضَنْفَرٍ اَصالَةً كُفِيَ

وَ التّاءُ فِي التَّاْنيثِ وَ الْمُضارَعَةِ

وَ نَحْوِ الإِسْتِفْعالِ وَ الْمُطاوَعَةِ

وَ الْهاءُ وَقْفاً كَلِمَه وَ لَمْ تَرَه

وَ اللّامُ فِي الإِشارَةِ الْمُشْتَهِرَةِ

وَ امْنَعْ زِيادَةً بِلا

قَيْدِ ثَبَتَ

إِنْ لَمْ تَبَيَّنْ حُجَّةٌ كَحَظَلَتْ

هذا باب التصريف

و هو كما في شرح الكافيه تحويل الكلمه من بنيه الي غيرها لغرض لفظي او معنوي و لكثره ذلك اتي بالتفعيل الدال علي المبالغه.

حرف و شبهه و هو المبني من الصرف بري عبر به هنا دون التصريف للاشعار بانه لا يقبله بوجه بخلاف ما لو اتي به فانه يوهم نفي كثرته و المبالغه فيه دون اصله و ما سواهما و هو الاسم المتمكن و الفعل الذي ليس بجامد بتصريف حري اي حقيق.

و ليس ادني من ثلاثي يري قابل تصريف اذ لا يكون كذلك الا الحرف و شبهه سوي ما غيرا بالحذف بان كان اصله ثلاثه ثم حذف بعضه فانه يقبله كيد و ق و بع.

و منتهي حروف اسم خمس ان تجردا من زائد نحو سفرجل و اقله ثلاث كرجل و ما بينهما اربع كجعفر و ان يزد فيه فما سبعا عدا اي جاوز بل جاء علي ست كانطلاق و سبع كاستخراج و قد يجاوز سبعا بتاء تانيث كقرعبلانه قال بعضهم و بغيرها كقولهم كذبذبان.

و غير آخر الثلاثي و هو اوله و ثانيه افتح و ضم و اكسر بتوافق و تخالف تبلغ تسعه و هي من جمله ابنيته نحو فرس و عضد و كبد و عنق و صرد و دئل و سياتي ان هذا قليل ابل ضلع و سياتي ان فعل مهمل و زد تسكين ثانيه مع فتح اوله و ضمه و كسره تبلغ ثلاثه و هي مع ما تقدم تعم ابنيته فلا يخرج عنها شيء نحو فلس برد جذع.

و فعل بكسر الاول و ضم الثاني اهمل لثقل الانتقال من الكسر الي الضم و الحبك ان ثبت فمن التداخل

و العكس و هو فعل بضم الاول و كسر الثاني يقل في الاسماء لقصدهم تخصيص فعل و هو فعل المفعول بفعل و مما جاء منه دئل لدويبه و رئم للاست و وعل للوعل.

و افتح و ضم و اكسر الثاني من فعل ثلاثي من فتح اوله نحو ضرب ظرف علم و هذه فقط ابنيته الاصليه كما ذكر سيبويه و زد في اصوله عند بعضهم نحو ضمن بضم اوله و كسر ثانيه و الصحيح انه ليس باصل و انما هو مغير من فعل الفاعل. و ما احتج به ذلك البعض من انه جائت افعال لم ينطق لها بفاعل قط كزهي و لو كان فرعا للزم ان لا يوجد الا حيث يوجد الاصل مردود بان

العرب قد يستغني بالفرع عن الاصل ا لا تري انه قد جائت جموع لم ينطق لها بمفرد كمذاكير و نحوه و هي لا شك ثوان عن المفردات.

و منتهاه اي الفعل اربع ان جردا من زائد كعربد و اقله ثلاث و ان يزد فيه فما ستا عدا بل جاء علي خمس كانطلق و ست كاستخرج. لاسم مجرد رباع اوزان هي فعلل بفتح الاول و الثالث كثعلب و فعلل بكسرهما كزبرج و فعلل بكسر الاول و فتح الثالث كقلفع و فعلل بضمهما كدملج و مع فعل بكسر الاول و فتح الثاني و تشديد اللام كفطحل فعلل بضم الاول و فتح الثالث رواه

الاخفش و الكوفيون كطحلب.

و ان علا الاسم بان كان خماسيا فمع كونه حاويا لوزن فعلل بفتح الاول و الثاني و تشديد اللام الاولي و فتحها كشقحطب حوي فعلللا بفتح الاول و الثالث و كسر الرابع كقهبلس كذا فعلل بضم الاول و فتح الثاني و تشديد اللام

الاولي و كسرها من اوزان الخماسي ايضا كخبعثن و فعلل بكسر الاول و فتح الثالث و تشديد اللام الاخيره كقرطعب و ما غاير ما ذكرناه للزيد اي الزياده و هما مصدرا زاد او النقص او نحوه انتمي كعلبط اصله علابط و محرنجم و منطلق و جخدب.

و الحرف ان يلزم تصاريف الكلمه فاصل كضاد ضرب و الذي لا يلزم هو الزائد مثل تا احتذي لسقوطها من حذا يحذو و حذوه بضمن فعل بكسر الضاد اي بما تضمنه من الحروف و هي الفاء و العين و اللام قابل يا ايها الصرفي الاصول في وزن الكلمه فقابل الاول بالفاء و الثاني بالعين و الثالث باللام و قل وزن ضرب فعل و يضرب يفعل و زائد بلفظه اكتفي كقولك في مكرم مفعل و يستثني المبدل من تاء الافتعال كمصطفي فوزنه مفتعل و المكرر كما سياتي.

و ضاعف اللام في الميزان اذا اصل بعد ثلاثه بقي كراء جعفر فقل وزنه فعلل و قاف فستق فقل وزنه فعلل و ان يك الحرف الزائد ضعف اصل كتاء حلتيت و دال اغدودن فاجعل له في الوزن ما للاصل بان تقابله بحرف من حروف فعل.

و احكم بتاصيل حروف سمسم و نحوه لانه لا يصح اسقاط شيء منها و الخلف ثابت في ما صح اسقاط ثالثه كلملم بكسر

الثالث و كفكف فالكوفيون الثالث زائد مبدل من حرف مماثل للثاني و الزجاج زائد غير مبدل و بقيه البصريين اصل هذا و حروف الزياده عشره جمعها المصنف اربع مرات في بيت و هو:

«هناء و تسليم تلا يوم انسه

نهايه مسئول امان و تسهيل»

فالف اكثر من اصلين صاحب زائد بغير مين كالف حاجب بخلاف الف قال.

و اليا كذا و الواو يكونان

زائدين اذا صحبا اكثر من اصلين ان

لم يقعا مكررين و لم تصدر الواو مطلقا و لا الياء قبل اربعه اصول في غير المضارع نحو صيرف و قضيب و جوهر و عجوز فان لم يصحبا اكثر من اصلين كبيت و سوط او وقعا مكررين كما هما في يؤيؤ لطائر و وعوعا بمعني صوت او تصدرت الواو كورنتل او الياء قبل اربعه اصول كيستعور فاصلان.

و هكذا همز و ميم يكونان زائدين ان سبقا ثلاثه فقط تاصيلها تحققا كاصبع و مجذع فان لم يسبقا او سبقا اربعه او ثلاثه لم يتحقق اصالتها فاصلان.

كذاك همز آخر يكون زائدا اذا وقع بعد الف اكثر من حرفين اصلين لفظها ردف كحمراء و علباء فان وقع بعد الف قبلها حرفان فقط كسماء فاصل.

و النون في الاخر كالهمز فيكون زائدا اذا وقع بعد الف قبلها اكثر من اصلين كندمان بخلاف رهان و هجان و النون اذا كان ساكنا في الوسط نحو غضنفر

للاسد اصاله كفي و اعطي زياده بخلاف ما اذا كان متحركا نحو غرنيق او لا في الوسط نحو عنبر.

و التا تكون زائده في التانيث كمسلمه و المضارعه كتضرب و نحو الاستفعال و التفعيل و ما صرف منهما كاستخراج و تسنيم و المطاوعه كالتعلم و التدحرج و الاجتماع و التباعد و ما صرف منها.

تتمه: تكون السين زائده في الاستفعال.

و الهاء تكون زائده وقفا في ما الاستفهاميه المجروره كلمه و جئت مجيء مه و في الفعل المجزوم لم تره و لم يقضه و في الامهات و اهراق و اللام تكون زائده في الاشاره المشتهره نحو ذلك و هنالك و في طيسل.

و امنع يا ايها الصرفي زياده بلا قيد ثبت كما بيناه ان لم تبين

حجه علي زيادته من اشتقاق فان بينت قبلت فيحكم بزياده نوني حنظل و سنبل لسقوطهما في كحظلت الابل و اسبل الزرع و همزتي

شمال و احبنطا و ميمي دلامص و ابنم و تاءي ملكوت و عفريت و سيني قدموس و اسطاع لسقوطها في الشمول و الحبط و الدلاصه و البنوه و الملك و العفر و القدم و الطاعه

فصلّ في زبادة همزة الوصل

للوصل همزّ سابقّ لا يثبُتُ

إلا إذا ابتُدِيَ به كاستثبتوا

وهو لفعلٍ ماضٍ احتوي علي

أكثر من أربعةٍ نحو انجلي

والأمر و المصدرِ منه و كذا

أمرُ الثلاثي كاخشَ وامضِ وانفذا

وفي اسمٍ استٍ ابنٍ ابنمٍ سُمِع

واثنين وامرئ وتأنيثٍ تبع

وايْمُنُ همزُ أل كذا ويُبدلُ

مدّاً في الاستفهام أو يُسهَّلُ

فصل في زياده همزه الوصل

للوصل همز سابق لا يثبت الا اذا ابتدي به لانه جيء به لذلك كاستثبتوا و هو لا يكون لمضارع مطلقا و لا لماض ثلاثي و لا رباعي بل لفعل ماض احتوي علي اكثر من اربعه نحو انجلي و استخرج و الامر و المصدر منه نحو انجل و استخرج و انجلاء و استخراجا و كذا امر الثلاثي كاخش و امض و انفذا و هو في اسم و است و هو العجز و ابن و ابنم و هو ابن زيدت عليه ميم سمع فحفظ و لم يقس عليه و سمع ايضا في اثنين و امريء و تانيث لهذه الثلاثه تبع و هي ابنه و اثنتان و امراه و في ايمن في القسم قال ابن هشام و ينبغي ان يعدوا ال الموصوله و ايم لغه في ايمن فان قالوا هي ايمن فحذفت اللام قلنا في جوابهم و ابنم هو ابن فزيدت الميم قلت و علي هذا ينبغي ان يعدوا ايضا ام لغه فيه فاعلم. همز ال

المعرفه كذا اي وصل و هذا اختيار لمذهب سيبويه و الخليل يقول انه قطع كما تقدم في بابه مبينا و يخالف همزها

ما قبله في انه يبدل مدا في الاستفهام نحو آلذكرين الانعام او يسهل نحو:

«الحق ان دار الرباب تباعدت

او انبت حبل ان قلبك طائر»

الإبدال

أحرفُُ الإبدال هدأت موطيا

فأبدل الهمزة من واوٍ ويا

آخراً اثر ألِفٍ زيدَ و في

فاعل ما أعلَّ عيناً ذا اقتفي

والمدُّ زيدَ ثالثاً في الواحد

همزاً يُري في مثل كالقلائد

كذاك ثاني ليّنين اكتنفا

مدَّ مفاعل كجمعٍ نيّفا

وافتح ورُدَّ الهمز يا فيما أعِلّ

لاماً و في هراوةٍ جُعِل

واواً وهمزاً أوّل الواوين رُدَّ

في بدء غير شبه ووُفيَ الأشدُّ

ومدّاً ابدِل ثانيَ الهمزين من

كلمةٍ ان يسكُنْ كآثر وائتمن

إن يُفتح اثر ضمٍّ او فتحٍ قُلِب

واواً وياء إثر كسرٍ ينقلب

ذو الكسر مطلقا كذا و ما يُضمُّ

واواً أصر ما لم يكن لفظاً أتمُّ

فذاك ياءً مُطلقاً جا وأؤمُّ

ونحوهُ وجهين في ثانيه أم

وياءً اقلب ألِفاً كسراًً تلا

أو ياءَ تصغيرٍ بواوٍ ذا افعلا

في آخرٍ أو قبل تا التأنيث أو

زيادتي فعلان ذا أيضاً رأوا

في مصدر المعتلِّ عيناً و الفعل

منهُ صحيحّ غالباً نحوُ الحِوَل

وجمعُ ذي عينٍ أعِلَّ أو سكن

فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عنّ

وصحَّحوا فعلةً و في فِعَل

وجهان و الإعلالُ أولي كالخِيَل

والواو لاماً بعد فتحٍ يا انقلب

كالمعطيان يرضيان ووَجَب

إبدالُ واوٍ بعد ضمَّ من ألِف

ويا كموقنٍ بذا لها اعتُرف

ويُكسرُُ المضمومُ في جمعٍ كما

يُقالُ هيمّ عند جمع أهيما

وواواً اثرَ الضّمَّ رُدَّ اليا متي

ألفي لام فعلٍ او من قبل تا

كتاء بانٍ من رمي كقدره

كذا إذا كسَبُعان صيَّرَه

وإن تكن عيناً لِفعلَي وصفاً

فذاك بالوجهين عنهم يُلفي

فصل

من لامِ فعَلي اسماً أتي الواو بدل

ياءٍ كتقوي غالباً جا ذا

بالعكس جاء لام فُعلي وصفاً

وكونُ قصوي نادراً لا يخفي

فصل

إن يَسْكن السابق من واوٍ ويا

واتصلا و من عروضٍ عزيا

فياءَ الواو

اقلِبن مُدغما

وشذَّ مُعطي غير ما قد رُسما

من واوٍ او ياءٍ بتحريك أصِل

ألِفاً ابدِل بعد فتحٍ مُتّصل

إن حُرِّك التالي و إن سُكِّنَ كفّ

إعلال غيرِ اللام و هي لا يُكفّ

إعلالها بساكنٍ غير ألِف

أو ياء التشديدُ فيها قد ألِف

وصحّ عينُ فعَلٍ وفعِلا

ذا أفعَلِ كأغيَدٍ وأحولا

وإن يبِنْ تفاعلّ من افتعل

والعينُ واوّ سَلِمَت و لم تُعلّ

وإن لحرفين ذا الإعلالُ استُحِق

صُحِّحَ أوّلّ وعكسّ قد يحِق

وعينُ ما اخرهُ قد زيدَ ما

يخصُّ الاسمَ واجب? أن يسلما

وقبل يا اقلب ميماً النونَ إذا

كان مسكّناً كمن بتّ انبذا

فصل

لساكنٍ صحَّ انقلِ التحريك من

ذي لينٍ آتٍ عين فعل كأبِن

ما لم يكن فعلَ تعجُّبٍ و لا

كابْيَضَّ أو أهوي بلامٍ عُلِّلا

ومثلُ فعلٍ في ذا الاعلال اسمُ

ضاهي مضارعاً وفيه وسمُ

ومِفعَلّ صحِّح كالمفعال

وألِف الإفعال واستفعال

أزل لذا الإعلال والتا الزم عِوَض

وحذفها بالنّقل رُبَّما عرَض

وما لإفعالٍ من الحذف و من

نقلٍ فمفعولّ به أيضا قمَن

نحوُ مبيعٍ ومصونٍ وندر

تصحيح ذي الواو و في ذي اليا اشتهر

وصحِّح المفعول من نحو عدا

وأعلل ان لم تتحرَّ الأجودا

كذاك ذا وجهين جا الفعُولُ مِن

ذي الواو لام جمعٍ او فردٍ يعنّ

وشاع نحوُ نيَّمٍ في نُوِّم

ونحو نُيَّامٍ شذوذهُ نُمي

فصل

ذو اللين فاتا في افتعالٍ أبدلا

وشذّ في ذي الهمز نحو ائتكلا

طاتا افتعالٍ رُدَّ إثرَ مُطبق

في ادَّانَ وازدد وادَّكِر دالاً بقي

فصل

فا أمرٍ او مضارعٍ من كوعَد

احذِف و في كعدةٍ ذاك اطَّرد

وحذفُ همز أفعَلََ استمرَّ في

مضارعٍ وبنيتيْ مُتَّصف

ظِلت وظَلت في ظَلِلتُ استعمِلا

وقِرنَ في اقرِرنَ وقَََرنَ نُقِلا

هذا باب الابدال

احرف الابدال عدها في التسهيل ثمانيه و زاد هنا الهاء و تقدم انها تبدل من التاء في الوقف علي نحو رحمه و نعمه فصارت تسعه يجمعها قولك هدات موطيا فابدل الهمزه اي اجعلها بدلا من واو و من يا حال كون كل منهما آخرا اثر الف زيد نحو رداء و كساء

بخلاف تعاون و تباين

لعدم تطرفهما و نحو غزو و ظبي لعدم تلوها الالف و نحو واو و آي لاصاله الالف.

و في اسم فاعل ما اي فعل اعل عينا ذا اي ابدال الهمزه من واو و من ياء اقتفي كبائع و قائل بخلاف ما لم تعل عينه و ان اعتلت نحو عين فهو عاين و عور فهو عاور و الاعلال اعطاء الكلمه حكمها من حذف و قلب و نحو ذلك و الاعتلال كونها حرف عله و المد الذي زيد ثالثا في الواحد همزا يري بالابدال في جمعه علي مفاعل مثل كالقلائد و الصحائف و العجائز بخلاف الذي لم يزد نحو مفازه و مفاوز و مسيره و مساير و مثوبه و مثاوب

كذاك يبدل همزا ثاني حرفين لينين اكتنفا مد مفاعل اي وقع احدهما قبله و الاخر بعده و توسطهما كجمع شخص نيفا علي نيائف و اول علي اوائل و سيد علي سيائد بخلاف نحو طواويس و قدرت فاعل جمع المحذوف المنوي بشخصتبعا للكافيه و افتح و رد الهمز المبدل من ثاني اللينين المكتنفين مد مفاعل يا فيما اعل لاما منه كقضيه و قضايا اصلها قضائي فابدلت الهمزه ياء مفتوحه فانقلبت الياء المتطرفه الفا لتحركها و انفتاح ما قبلها.

و الهمزه في مثل هراوه اذا جمع جعل واوا لانه حينئذ يصير هرائي فتفتح الهمزه للاستثقال فتقلب الياء الفا لما سبق فيصير هراءا فيكره اجتماع الامثال ففعل به ما ذكر و قيل هراوي و همزا اول الواوين رد اذا كانا متواليين في بدء كلمه غير شبه ووفي الاشد كاواصل و اصله وواصل بخلاف ما اذا كان في بدء شبه ووفي و هو كل ما ثاني واويه منقلبه عن الف فاعل

اذ اصله وافي فلا يرد همزا.

فصل: و مدا ابدل ثاني الهمزين من كلمه ان يسكن ذلك الهمز ثم المد يكون من جنس الحركه التي قبلها كاثر اصله ااثر و ائتمن بضم التاء اصلها اوتمن و ايثار اصله ائثار و قيد الهمز بالسكون لان في غيره تفصيلا اشار اليه بقوله ان يفتح ثاني الهمزين و كان اثر همز ذي ضم او فتح قلب واوا كاواخذ اصله آخذ و اوادم اصله آدم و ياء ان كان المفتوح اثر ذي كسر ينقلب كايم

مثال اصبع من الام اصله ائمم فنقلت فتحه الميم الاولي الي الهمزه توصلا الي الادغام ثم ابدلت الهمزه ياء و الهمز ذو الكسر مطلقا سواء كان اثر ضم او فتح او كسر كذا اي ينقلب ياء كاينه اي اجعله يئن و ايمه و ايم مثال الاثمد من الام.

و ما يضم من ثاني الهمزتين واوا اصر مطلقا ما دام لم يكن لفظا اتم بان لم يكن في آخر الكلمه كاوم مثال ابلم من الام و اوب جمع اب و اوم مثال اصبع بضم الباء من الام ان كان اتم اللفظ فذاك ياء مطلقا سواء كان اثر ضم او فتح او كسر و كذا سكون جا كالقرئي و القراي و القرئي و قراي امثله برثن و جعفر

و زبرج و قمطر من القرء و الياء في الاخير سالمه لسكون ما قبلها و في الثالث ساكنه لانها كياء قاض و في الثاني مقلوبه الفا و في الاول فعل بها ما فعل بايد من تسكينها و ابدال الضمه قبلها كسره و اؤم و نحوه و هو كل ذي همزين الاول مفتوح و الثاني مضموم وجهين القلب و التصحيح في ثانيه ام اي اقصد.

فصل:

و ياء اقلب الفا كسرا تلا كمصباح و مصابيح و مصيبيح او تلا ياء تصغير كغزال و غزيل بواو ذا اي القلب ياء افعلا ان كانت في آخر بعد كسر كرضي اصله رضو اذ هو من الرضوان

بخلاف الواقعه وسطا كعوض او كانت قبل تا التانيث كشجيه اصله شجوه اذ هو من الشجو او كانت قبل زيادتي فعلان و هما الالف و النون كغزيان مثال قطران من الغزو. ذا اي قلب الواو ياء ايضا راوا مجيئه في مصدر الفعل المعتل عينا من الموزون بفعال كصام صياما بخلاف المصحح و ان كان معتلا كلاوذ لواذا و الموزون بغير فعال كما قاله و الفعل منه اي من المعتل عينا صحيح غالبا نحو الحول مصدر حال.

و جمع اسم ذي عين اعل او سكن و تلاه الف فاحكم بذا الاعلال اي قلب الواو ياء فيه حيث عن نحو دار و ديار و ثوب

و ثياب بخلاف ذي العين المصحح كطويل و طوال و الساكن الذي لم يتله في الجمع الف كما قال و صححوا فعله فقالوا كوز و كوزه و في فعل وجهان الاعلال و التصحيح و الاعلال اولي كالحيل جمع حيله و من التصحيح حاجه و حوج.

و الواو ان كان لاما رابعا فصاعدا واقعا بعد فتح يا انقلب كالمعطيان اصله المعطوان و كذا يرضيان اصله يرضوان و وجب ابدال واو بعد ضم اي اخذها بدلا من الف كبويع

و يا ساكنه مفرده في غير جمع كموقن بذا اي القلب واوا لها اعترف كمثال المصنف اذ اصله ميقن لانه من اليقينc بخلاف المتحركه كهيام و المدغمه كحيض و الكائنه في جمع لها حكم آخر و هو قلب الضمه قبلها كسره كما قال و

يكسر المضموم قبل الياء الساكنه في جمع كما يقال هيم عند جمع اهيما و واوا اثر الضم رد اليا متي الفي لام فعل كنهو الرجل اذا كمل نهيه اي عقله اصله نهي او الفي لام اسم من قبل تاء التانيث كتاء بان من رمي كمقدره فانه يقول مرموه و الاصل مرميه

كذا ترد الياء واوا لوقوعها اثر ضم اذا الباني كسبعان بضم الباء صيره اي بناه من رمي فانه يقول رموان و الاصل رميان و ان تكن الياء عينا لفعلي بضم الفاء حال كونها وصفا فذاك بالوجهين الاعلال و التصحيح و قلب الضمه حينئذ كسره عنهم يلفي ككوسي و كيسي مؤنث اكيس بخلاف فعلي اسما فلا يجوز فيه الا الاعلال كطوبي لشجره

فصل: في نوع من الابدال من لام فعلي بفتح الفاء حال كونه اسما اتي الواو بدل ياء كتقوي اصله تقيا لانه من وقيت بخلاف فعلي وصفا كصديا و قوله غالبا جا ذا البدل لا دائما احتراز من نحو ريا بمعني رائحه بالعكس اي بعكس اتيان الواو بدل الياء و هو اتيان الياء بدل الواو جاء لام فعلي بالضم حال كونه وصفا كالعليا بخلافه اسما كحزوي و كون قصوي الوصف المصحح نادرا لا يخفي علي اهل الفن

فصل: في نوع منه ان يسكن السابق من واو و يا و اتصلا في كلمه واحده و من عروض للسابق او للسكون عريا فياء الواو اقلبن مدغما بعد القلب في الياء الاخري كهين اصله هيون بخلاف ما اذا لم يتصلا كابني وافد او كان السابق او السكون عارضا كرويه مخفف رؤيه و قوي مخفف قوي.

و شذ معطي غير ما قد رسما كالاعلال العارض السابق من قولهم ريه و تركه مع استيفاء الشروط

في قولهم ضيون و الاعلال بقلب الياء واوا في قولهم هو نهو عن المنكر.

فصل: من ياء او واو متحركين بتحريك اصل اي كان اصلا الفا ابدل ان وقعا بعد فتح متصل و ان حرك التالي لهما كقال و باع الاصل بيع و قول بخلاف ما اذا لم يحركا كالبيع و القول او حركا بتحريك عارض كجيل و توم مخففي جيئل و توام او وقعا بعد غير فتح كعوض او بعد فتح منفصل كان يزيد ومق او لم يحرك تاليها كما ذكره بقوله و ان سكن كف اعلال ياء او واو غير اللام كبيان و طويل و هي اي اللام الياء او الواو لا يكف اعلالها بابدالها الفا بساكن يقع بعدها غير الف او ياء التشديد فيها قد الف كيخشون و يمحون الاصل يخشيون و يمحوون و الالف المبدله محذوفه لالتقاء الساكنين بخلاف الساكن الالف كغليان و نزوان و الياء المشدده كغنوي و علوي.

و صح عين مصدر علي فعل بفتح العين و ماض علي فعلا بكسرها حال كون كل منهما ذا اسم فاعل علي افعل كاغيد اي كمصدره و هو غيد و ماضيه و هو غيد و نحو احولا اي مصدره و هو حول او ماضيه و هو حول.

و ان يبن اي يظهر تفاعل اي معناه و هو التشارك من لفظ افتعل و الحال ان العين واو سلمت جواب ان و لم تعل كاجتوروا بمعني تجاوروا بخلاف ما اذا لم يظهر فيه التفاعل كارتاب و اقتاد و الاصل ارتيب و اقتود و ما اذا كانت العين ياء كابتاعوا.

و ان لحرفين معتلين في الكلمه ذا الاعلال استحق بان تحرك

كل و انفتح ما قبله صحح اول و اعل

ثان كالحوي و الحيا و الهوي و عكس و هو اعلال الاول و تصحيح الثاني قد يحق كالغايه و الثايه.

و عين ما آخره قد زيد فيه ما يخص الاسم واجب ان يسلما من الاعلال كالهيمان و الجولان و الحيدي و الصوري. و قبل با اقلب ميما النون اذا كان مسكنا سواء كانا في كلمه او كلمتين كمن بت انبذا اي من قطعك اطرحه

فصل: في نقل حركه المتحرك المعتل الي الساكن الصحيح لساكن صح انقل التحريك من ذي لين آت عين فعل كابن و اقم و اقام الاصل ابين و اقوم و اقوم بخلاف ساكن اعتل كبايع ثم هذا ما دام لم يكن فعل تعجب كما اقومه و اقوم به و لا مضاعفا كابيض او نحو اهوي مما هو بلام عللا فان كان فلا نقل حملا للاول علي شبهه افعل التفضيل و صونا للثاني عن التباسه بباض من البضاضه لحذف

الفه للاستغناء بتحريك الباء و للثالث عن توالي الاعلال.

و مثل فعل في ذا الاعلال و هو النقل المعقبه القلب اسم ضاهي مضارعا و فيه وسم اي علامه من علاماته اما وزنه او زيادته كتببيع مثال تحليء من البيع اصله تبيع و مقام اصله مقوم بخلاف الحاوي

لوزنه و زيادته كابيض و اسود بخلاف غير المضارعه كما قال و مفعل صحح كالمفعال كالمقول و المسواك.

و الف الافعال و استفعال ازل لذا الاعلال كاقامه و استقامه الاصل اقوام و استقوام نقلت حركه الواو الي القاف فانقلبت الفا فالتقي ساكنان ففعل ما ذكر ثم لحقته التاء كما قال و التا الزم عوض من الالف و حذفها بالنقل عن العرب ربما عرض و تقدم ذلك في ابنيه المصادر.

و ما لافعال من الحذف

و من نقل فمفعول به ايضا قمن نحو مبيع و مصون الاصل مبيوع و مصوون نقلت حركه الياء و الواو الي ما قبلهما فالتقي

ساكنان فحذفت الواو فيهما و قلبت ضمه مبيع كسره لكراهتهم انقلاب يائه واوا و ندر تصحيح مفعول ذي الواو فقيل فرس مقوود و في ذي اليا اشتهر التصحيح فقيل مبيوع.

و صحح المفعول المبني من فعل المفتوح العين المعل اللام بالواو نحو عدا ان تحريت الاجود فقل فيه معدو و اعلل ان لم تتحر الاجودا فقل فيه معدي بخلاف المبني من فعل مكسورها كمرضي و المعتل اللام بالياء كمرمي كذاك ذا وجهين التصحيح و الاعلال و ذا بمعني صاحب

حال عامله قوله جا الفعول بالضم من ذي الواو سواء كانت لام جمع او فرد يعن كعصي و ابو و علو و عتي و من هنا بيانيه.

و شاع نحو نيم بالاعلال في نوم الذي هو الاصل و نحو نيام في نوام شذوذه نمي اي نسب لاهل الفن

فصل في نوع أخر من الابدال

ذواللين ف حال من ذوالمبتداء المخبر عنه بابدل العامل في قوله تا في افتعال ابدلا كاتسر و اتصل الاصل اتسر و اوتصل و كذا تصاريفهما و شذ ابدال الفاء تاء في افتعال ذي الهمز كاتزر و الفصيح ايتزر و اما قوله نحو ائتكلا افتعل من الاكل فمثال لذي الهمز في الجمله و ليس مما نحن فيه

فصل: طاءاًً مفعول ثان تا افتعال مفعول اول لقوله رد بمعني صير تاء افتعال طاء اذا وقع اثر حرف مطبق و هي الصاد و الضاد و الطاء و الظاء كاصطفي و اضطرب و اطعن و اضطلم فان وقع في اثر دال او زاي او ذال نحو ادان و ازدد و

ادكر فانه دالا بقي اي صار اذ اصل هذه الامثله ادتان و ازتد و اذتكر

فصل في الحذف

فا امر مضارع مصاغ من معتل الفاء كوعد احذف فقل يعد عد و في مصدره كعده ذاك الحذف اطرد و عوض عنه الهاء آخرا و حذف همز افعل استمر في مضارع منه كاكرم و هو الاصل في الحذف لاجتماع الهمزتين و يكرم و تكرم و نكرم محموله عليه طردا للباب

و في بنيتي متصف بكسر الصاد اي اسمي الفاعل و المفعول منه كمكرم و مكرم. ظلت بفتح الظاء و ظلت بكسرها في ظللت بفتحها و كسر اللام الاولي الماضي المضاعف المكسور العين المسند الي الضمير المتحرك استعملا الثاني علي حذف العين بعد نقل حركتها الي الفاء و الاول علي حذفها و لا نقل و اما الثالث فانه الاصل من الاتمام.

و استعمل قرن بكسر القاف في اقررن بكسر الراء الاولي علي حذفها بعد نقل حركتها الي القاف علي قياس ما تقدم في

ظللت فيما يظهر و اما قول بعض الشراح ان المحذوف الثانيه ثم نقل كسره الراء فبعيد و قرن بفتح القاف في اقررن نقلا نقله ابن القطاع و قرا به نافع و عاصم في قوله تعالي و قرن في بيوتكن الاحزاب و بالكسر قرا الباقون

الإدغام

أول مِثلينِِ مُحركَين في

كِلمَةٍ ادغِم لا كمِثل صُففِ

وذُلُلٍ وكِلَلٍ ولَبَبَ

ولا كَجُسَّسٍ و لا كاخصص ابي

ولا كهيللٍٍ وشذَّ في ألل

ونحوهِ فكّ بنقلٍ فَقبِِل

وحيي افكك وادّغم دون حذر

كذاك نحوُ تتجلي واستتر

وما بتاءين ابتُدِي قد يُقتصر

فيه علي تاكبَيَّن العِبَر

وفكَّ حيثُ مُدغمّ فيه سَكن

لكونه بمُضمَر الرّفع اقترن

نحوُ حللت ما حللته و في

جزمٍ وشبه الجزم تخييرّ قفي

وفكَّ أفعَل في التعجُّب التزم

والتزم الإدغامُ أيضاً في هلُم

وما بجمعهِ عُنِيتُ قد كمل

نظماً علي جُلَّ المهمّات اشتمل

أحصي من الكافية الخلاصة

كما اقتضي غنيً بلا خصاصه

فأحمد الله مصلياً علي

محمَّدٍ خير نبيٍّ أُرسلا

وآله الغرَّ

الكرام البررة

وصحبه المنتخبين الخيرة

هذا باب الادغام

بسكون الدال عبر به ايثارا للتخفيف و ان قال ابن يعيش انه عباره الكوفيين و ان الادغام بالتشديد كما عبر به سيبويه عباره البصريين و هو ادخال حرف ساكن في مثله متحرك كما يؤخذ من كلامهم. اول مثلين محركين في كلمه ادغم بعد تسكينه في الثاني وجوبا كرد يرد و لكن يشترط لذلك ان لا يصدر اولهما كما في الكافيه نحو ددن و ان لا تكون الكلمه علي اوزان هي فعل بضمه ففتحه كمثل صفف و فعل

بضمتين نحو ذلل و جدد و فعل بكسره ففتحه نحو كلل و فعل بفتحتين نحو لبب و هو ما يشد علي صدر الدابه يمنع الرجل من الاستئخار و ما استرق من الرمل ايضا و ان لا يكون قبل اول المثلين حرف مدغم كجسس و ان لا تكون حركه آخر المثلين عارضه كاخصص ابي بنقل حركه الهمزه الي الصاد و ان لا يكون ملحقا كهيلل اذا قال لا اله الا الله فان كان كذلك فهو ممتنع في الصور كلها.

و شذ في ما استوفي شروط الادغام مثل الل السقاء بكسر اللام اذا تغير و نحوه كالحمدلله المليك الاجلل فك بنقل عن العرب فقبل و لم يقس عليه و اذا كان المثلان ياءين لازما تحريك ثانيهما نحو حيي فياءه افكك و ادغم اي يجوز لك

كل منهما دون حذر و من الادغام و يحيي من حي عن بينه الانفال كذاك يجوز الوجهان اذا كان المثلان تاءين مصدرين في الكلمه نحو تتجلي و الفك واضح و من ادغم الحق الف الوصل و قال اتجلي و كذاك يجوز الوجهان اذا كان المثلان تاءين في افتعل نحو استتر فالفك واضح و

من ادغم نقل حركه الاولي الي الفاء و اسقط الهمز فقال ستر يستر و ما بتاءين من فعل مضارع ابتدي قد يقتصر فيه علي تا واحده و هي الاولي و تحذف الثانيه كما في شرح الكافيه تخفيفا و خصت بالحذف لدلاله الاولي علي معني و هو المضارعه دونها كتبين العبر اصله تتبين.

و فك الادغام من المضاعف وجوبا حيث حرف مدغم فيه

سكن لكونه بمضمر الرفع اقترن لئلا يلتقي ساكنان نحو حللت ما حللنه بالنون و اصله قبل الفك حل و في جزم اي مجزوم من المضارع و شبه الجزم و هو الامر تخيير بين الفك و الادغام قفي نحو و اغضض من صوتك و فك افعل بكسر العين في التعجب التزم لئلا تتغير صيغته المعهوده نحو:

«و قال نبي المسلمين تقدموا

و احبب الينا ان يكون المقدما»

و التزم الادغام ايضا في هلم و هي اسم فعل بمعني احضر او فعل امر لا يتصرف مركبه من ها و لم من قولهم لم الله شعثه اي جمعه فحذفت الالف تخفيفا و كانه قيل اجمع نفسك الينا.

و لما انتهي كلام المصنف علي ما اراده من علمي النحو و التصريف قال و ما بجمعه عنيت بضم العين و حكي ابن الاعرابي فتحها قد كمل بتثليث الميم نظما اي منظوما علي جل المهمات اي معظم المقاصد النحويه اشتمل. ثم قال ملتفتا من التكلم الي الغيبه احصي هو فعل بمعني جمع مختصرا بكسر الصاد من الكافيه الشافيه الخلاصه اي النقاوه منها و ترك كثيرا من الامثله و الخلاف و جعله كتابا مستقلا نحو ثلثها حجما و عله ذلك ما ذكره بقوله كما اقتضي لاجل اقتضاء النظم اي طلبه غني لجميع الطالبين بلا خصاصه اي بغير فقر يحصل لبعضهم

و ذلك لا يحصل الا بما فعل اذ الكافيه لكبرها تقصر عنها همم كثير من الناس فلا يشتغلون بها فلا يحصل لهم حظ من العربيه فشبه الجهل بالفقر من المال و قد قيل العلم محسوب من الرزق هذا ما ظهر لي في شرح هذا البيت و لم ار من

تعرض له.

فاحمد الله و اشكره عودا علي بدء مصليا و مسلما علي محمد خير نبي ارسلا اي ارسله الله الي الناس ليدعوهم الي دينه مؤيدا بالمعجزه و آله الغر جمع اغر و هو من الخيل الابيض الجبهه اي آن هم لشرفهم علي سائر الامه غير من يستثني من الصحابه بمنزله الفرس الاغر بين الخيل لشرفه علي غيره منها و يجوز ان يكون اراد باله امته كما هو بعض الاقوال فيه و في الحديث انتم الغر المحجلون يوم القيامه من آثار الوضوء الكرام جمع كريم اي الطيبي الاصول و النعوت و الطاهريها البرره جمع بار اي ذوي الاحسان و هو المفسر في حديث الصحيحين بان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك و صحبه اسم جمع لصاحب بمعني الصحابي و هو من اجتمع به النبي صلي الله عليه و آله و سلم المنتخبين من الامه المفضلين علي غيرهم منها كما ورد ذلك في احاديث الخيره بفتح الياء و يجوز التسكين كما في الصحاح قال و هو الاسم من قولك اختاره الله

تعالي يقال فلان خيره الله من خلقه. و قد من الله تعالي باكمال هذا الشرح المحرر موشحا من التحقيق و التنقيح بالوشي المحبر محرزا لدلائل هذا الفن مظهرا لدقائق استعملنا الفكر فيها اذا ما الليل جن متحريا اوجز العباره و خير الكلام ما قل و دل

معتمدا في دفع الايراد الطف الاشاره ليتنبه اولو الالباب لما له انتحل فربما خالفت الشراح في بيان او تاويل حكم او تعليل فحسبه من لا اطلاع له و لا فهم سهوا او عدولا عن السبيل و ما دري انا فعلنا ذلك عمدا لامر مهم جليل و ربما نقصت حرفا او زدت حرفا فحسبه الغبي اخلالا او توضيحا و كشفا و ما دري ان ذلك لنكته مهمه تدق عن نظره و تخفي فلذلك قلت:

«يا سيدا طالع هذا الذي

فاق نظام الدر و الجوهر»

«لا تعد حرفا منه او كلمه

و للخبيئات به اظهر»

«و روض الذهن اذا مشكل

يبدو و بالانكار لا تبدر»

«فليس بالشائن شيئا له

فقد اتي المنصف في اعصر»

فدونك مؤلفا كانه سبيكه عسجد او در منضد برز في ابان الشباب و تميز عند الصدور لاولي الالباب و قد قال ابن عباس رضي الله تعالي عنهما ما اوتي عالم علما الا و هو شاب. فالحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا الله لقد جائت رسل ربنا بالحق و صلي الله علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا و رضي الله سبحانه و تعالي عن اصحاب رسول الله اجمعين

المنطق للمظفر

مشخصات كتاب

سرشناسه: مظفر، محمدرضا، 1904 - 1964

Muzaffar، Muhammad Rida

عنوان و نام پديدآور: المنطق محمدرضا المظفر.

مشخصات ظاهري: 3 ج. در يك مجلد. (456 ص : نمودار.

وضعيت فهرست نويسي: فهرستنويسي قبلي يادداشت: عنوان عطف المنطق المظفر.

مندرجات: ج. 1. التصورات. - - ج. 2. التصديقات. - - ج. 3. الصناعات الخمس عنوان عطف: المنطق المظفر.

موضوع: منطق.

رده بندي كنگره: BC50 /م 6م 78 1369

رده بندي ديويي: 160

شماره كتابشناسي ملي: م 70 - 3495

المنطق

تأليف: المغفور له المجتهد المجدد الشيخ محمد رضا المظفر

مقدمة الطبعة الثالثة

تلاحقت في الفترة الأخيرة علينا الطلبات من جهات مختلفة و من بينها بعضدور النشر المعروفة في العراق وخارجه لإعادة طبع كتاب (المنطق) للمرة الثالثة بعد أن نفذت وندرت نسخ الطبعتين السابقتين منه

واستجابة لهذه الطلبات التي جاءت مبعثاً لحاجة ماسة وملحة إلي الكتاب بعد أن أصبح محور الدراسة - لهذا العلم - في حلقات النجف الأشرف و غيرها من حلقات المراكز العلمية الدينية المعروفة في العراق ولبنان وإيران، و بعد أن أصبح كذلك محور الدراسة المنهجية لهذا العلم في بعض الكليات و المعاهد العالية الدينية وبخاصة كلية الفقه - مؤسسة المؤلف طاب مثواه - وكلية أصول الدين ببغداد.

أقول استجابة لذلك … فقد عهدنا إلي إحدي دور النشر المعروفة في النجف و هي (دار النعمان) لإعادة طبع هذا الكتاب … آملين بتوفيقه تعالي - بعد هذه العجالة - أن تصدر طبعة الكتاب القادمة بدراسة إضافية عن حياة عمنا المؤلف، طيب الله ثراه … من حيث نشأته ومسلكه، و من حيث جهوده المثمرة الرائدة في تطوير الدراسة الدينية في النجف و في إرساء أول حركة منهجية علمية في هذا البلد المقدس. هذه الحركة التي تمثلت بإنشاء كلية منتدي

النشر سابقا وبكلية الفقه لاحقاً، وبوضع مخطط لبناء جامعة منهجية كبري تضم مختلف صنوف النعرفة الإسلامية.

والله تعالي نسأل أن يكون في عوننا جميعا للعمل علي تحقيق رسالة المؤلف في دعم وتصعيد الحركة الفكرية الدينية و في تطويرها و السير بها إلي الأفضل.

محمود المظفر

عضو جمعية منتدي النشر

4/6/1388 ه

المدخل

الحاجة إلي المنطق

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحاجة إلي المنطق:

خلق الله الانسان مفطوراً علي النطق، وجعل اللسان آلة ينطق بها ولكن - مع ذلك - يحتاج إلي ما يقوم نطقه ويصلحه ليكون كلامه علي طبق اللغة التي يتعلمها، من ناحية هيئات الألفاظ وموادها: فيحتاج - أولاً - إلي المدرب الذي يعوَّده علي ممارستها، و - ثانياً - إلي قانون يرجع إليه يعصم لسانه عن الخطأ. و ذلك هو النحو و الصرف.

وكذلك خلق الله الانسان مفطوراً علي التفكير بما منحه من قوة عاقلة مفكرة، لا كالعجماوات. ولكن - مع ذلك - نجده كثير الخطأ في أفكاره: فيحسب ما ليس بعلة علة، و ما ليس بنتيجة لأفكاره نتيجة، و ما ليس ببرهان برهاناَ، و قد يعتقد بأمر فاسد أو صحيح من مقدمات فاسدة … وهكذا. فهو - إذن - بحاجة إلي ما يصحح أفكاره ويرشده إلي طريق الاستنتاج الصحيح، ويدرِّبه علي تنظيم أفكاره وتعديلها. و قد ذكروا أن (علم المنطق) هو الأداة التي يستعين بها الانسان علي العصمة من الخطأ، وترشده إلي تصحيح أفكاره، فكما ان النحو و الصرف لا يعلمان الانسان النطق وانما يعلمانه تصحيح النطق، فكذلك علم المنطق لا يعلم الانسان التفكير، بل يرشده إلي تصحيح التفكير.

إذن فحاجتنا إلي المنطق هي تصحيح أفكارنا. و ما أعظمها من حاجة! و لو قلتم: ان الناس يدرسون المنطق ويخطئون في تفكيرهم فلا نفع فيه، قلنا

لكم: ان الناس يدرسون علمي النحو و الصرف، فيخطئون في نطقهم، و ليس ذلك إلا لأن الدارس للعلم لا يحصل علي ملكة العلم، أو لا يراعي قواعده عند الحاجة، أو يخطئ في تطبيقها، فيشذ عن الصواب.

تعريف علم المنطق

ولذلك عرفوا علم المنطق بأنه (آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر). فانظر إلي كلمة (مراعاتها) ، واعرف السر فيها كما قدمناه، فليس كل من تعلم المنطق عصم عن الخطأ في الفكر، كما انه ليس كل من تعلم النحو عصم عن الخطأ في اللسان، بل لابد من مراعاة القواعد وملاحظتها عند الحاجة، ليعصم ذهنه أو لسانه.

المنطق آلة:

وانظر إلي كلمة (آلة) في التعريف وتأمل معناها، فتعرف ان المنطق انما هو من قسم العلوم الآلية التي تستخدم لحصول غاية، هي غير معرفة نفس مسائل العلم، فهو يتكفل ببيان الطرق العامة الصحيحة التي يتوصل بها الفكر إلي الحقائق المجهولة، كما يبحث (علم الجبر) عن طرق حل المعادلات التي بها يتوصل الرياضي إلي المجهولات الحسابية.

وببيان أوضح: علم المنطق يعلمك القواعد العامة للتفكير الصحيح حتي ينتقل ذهنك إلي الأفكار الصحيحة في جميع العلوم، فيعلمك علي أية هيئة وترتيب فكري تنتقل من الصور الحاضرة في ذهنك إلي الأمور الغائبة عنك - ولذا سموا هذا العلم (الميزان) و (المعيار) من الوزن و العيار، ووسموه بأنه (خادم العلوم) حتي علم الجبر الذي شبهنا هذا العلم به، يرتكز حل مسائله وقضاياه عليه.

فلابد لطالب هذا العلم من استعمال التمرينات لهذه أداة وإجراء عمليتها في أثناء الدراسة، شأن العلوم الرياضية و الطبيعية.

العلم

تمهيد

قلنا: إن الله تعالي خلق الانسان مفطوراً علي التفكير مستعداً لتحصيل المعارف بما أعطي من قوة عاقلة مفكرة يمتاز بها عن العجماوات. و لا بأس ببيان موطن هذا الامتياز من أقسام العلم الذي نبحث عنه، مقدمة لتعريف العلم ولبيان علاقة المنطق به، فنقول:

1 - إذا ولد الإنسان يولد و هو خالي النفس من كل فكرة وعلم فعلي، سوي هذا الاستعداد الفطري. فإذا

نشأ وأصبح ينظر ويسمع ويذوق ويشم ويلمس، نراه يحس بما حوله من الأشياء ويتأثر بها التأثر المناسب، فتنفعل نفسه بها، فنعرف أن نفسه التي كانت خالية أصبحت مشغولة بحالة جديدة نسميها (العلم) ، و هي العلم الحسي الذي هو ليس إلا حس النفس بالأشياء التي تنالها الحواس الخمس: (الباصرة، السامعة، الشامة، الذائقة، اللامسة). و هذا أول درجات العلم، و هو رأس المال لجميع العلوم التي يحصل عليها الانسان، ويشاركه فيه سائر الحيوانات التي لها جميع هذه الحواس أو بعضها.

2 - ثم تترقي مدارك الطفل فيتصرف ذهنه في صور المحسوسات المحفوظة عنده، فينسب بعضها إلي بعض: هذا أطول من ذاك، و هذا الضوء أنور من الآخر أو مثله … ويؤلف بعضها من بعض تأليفاً قد لا يكون له وجود في الخارج، كتأليفه لصور الأشياء التي يسمع بها و لا يراها، فيتخيل البلدة التي لم يرها، مؤلفة من الصور الذهنية المعروفة عنده من مشاهداته للبلدان. و هذا هو (العلم الخيالي) يحصل عليه الانسان بقوة (الخيال) ، و قد يشاركه فيه بعض الحيوانات.

3 - ثم يتوسع في ادراكه إلي أكثر من المحسوسات، فيدرك المعاني الجزئية التي لا مادة لها و لا مقدار: مثل حب أبويه له وعداوة مبغضيه، وخوف الخائف، وحزن الثاكل، وفرح المستبشر … و هذا هو (العلم الوهمي) يحصل عليه الانسان كغيره من الحيوانات بقوة (الوهم). و هي - هذه القوة - موضع افتراق الانسان عن الحيوان، فيترك الحيوان وحده يدبر ادراكاته بالوهم فقط ويصرفها بما يستطيعه من هذه القوة و الحول المحدود.

4 - ثم يذهب - هو الانسان - في طريقه وحده متميزاً عن الحيوان بقوة العقل و الفكر التي لا حد لها و لا

نهاية، فيدير بها دفة مدركاته الحسية و الخيالية و الوهمية، ويميز الصحيح منها عن الفاسد، وينتزع المعاني الكلية من الجزئيات التي أدركها فيتعقلها، ويقيس بعضها علي بعض، وينتقل من معلوم إلي آخر، ويستنتج ويحكم، ويتصرف ما شاءت له قدرته العقلية و الفكرية. و هذا (العلم) الذي يحصل للانسان بهذه القوة هو العلم الأكمل الذي كان به الانسان انساناً، ولأجل نموه وتكامله وضعت العلوم و ألفت الفنون، وبه تفاوتت الطبقات واختلفت الناس. وعلم المنطق وضع من بين العلوم، لأجل تنظيم تصرفات هذه القوة خوفاً من تأثير الوهم و الخيال عليها.

و من ذهابها في غير الصراط المستقيم لها.

تعريف العلم

وقد تسأل علي أي نحو تحصل للانسان هذه الادراكات؟ ونحن قد قربنا لك فيما مضي نحو حصول هذه الادراكات بعض الشيء، ولزيادة التوضيح نكلفك أن تنظر إلي شيء أمامك ثم تطبق عينيك موجهاً نفسك نحوه، فستجد في نفسك كأنك لا تزال مفتوح العينين تنظر إليه، و كذلك إذا سمعت دقات الساعة - مثلاً - ثم سددت أذنيك موجهاً نفسك نحوها، فستحس من نفسك كأنك لا تزال تسمعها … و هكذا في كل حواسك. إذا جربت مثل هذه الأمور ودققتها جيداً يسهل عليك أن تعرف أن الادراك أو العلم انما هو انطباع صور الأشياء في نفسك لا فرق بين مدركاتك في جميع مراتبها، كما تنطبع صور الأشياء في المرآة. ولذلك عرفوا العلم بأنه:

«حضور صورة الشيء عند العقل».

أو فقل انطباعه في العقل، لا فرق بين التعبيرين في المقصود.

التصور و التصديق

اشارة

إذا رسمنا مثلثاً تحدث في ذهنك صورة له، هي علمك بهذا المثلث، ويسمي هذا العلم (بالتصور).

و هو تصور مجرد لا يستتبع جزماً واعتقاداً. و إذا تنبهت إلي زوايا المثلث تحدث لها أيضاً صورة في ذهنك. و هي أيضاً من (التصور المجرد). و إذا رسمت خطاً أفقياً وفوقه خطاً عمودياً مقاطعاً له تحدث زاويتان قائمتان، فتنتقش صورة الخطين و الزاويتين في ذهنك. و هي من (التصور المجرد) أيضاً.

وإذا أردت أن تقارن بين القائمتين ومجموع زوايا المثلث، فتسأل في نفسك هل هما متساويان؟ وتشك في تساويهما، تحدث عندك صورة لنسبة التساوي بينهما و هي من (التصور المجرد) أيضاً.

فإذا برهنت علي تساويهما تحصل لك حالة جديدة مغايرة للحالات السابقة. و هي إدراكك لمطابقة النسبة للواقع المستلزم لحكم النفس واذعانها وتصديقها بالمطابقة. و هذه الحالة أيضاً (صورة المطابقة للواقع التي تعقلتها وأدركتها) هي

التي تسمي (بالتصديق) ، لأنها ادراك يستلزم تصديق النفس واذعانها، تسمية للشيء باسم لازمه الذي لا ينفك عنه.

إذن، ادراك زوايا المثلث، وادراك الزاويتين القائمتين، وادراك نسبة التساوي بينهما كلها (تصورات مجردة) لا يتبعها حكم وتصديق. أما ادراك ان هذا التساوي صحيح واقع مطابق للحقيقة في نفس الأمر فهو (تصديق).

وكذلك إذا أدركت ان النسبة في الخبر غير مطابقة للواقع، فهذا الادراك (تصديق).

(تنبيه) - إذا لاحظت ما مضي يظهر لك ان التصور و الادراك و العلم كلها ألفاظ لمعني واحد، وهو: حضور صور الأشياء عند العقل. فالتصديق أيضاً تصور ولكنه تصور يستتبع الحكم وقناعة النفس وتصديقها. وانما لأجل التمييز بين التصور المجرد أي غير المستتبع للحكم، وبين التصور المستتبع له، سمي الأول (تصوراً) لأنه تصور محض ساذج مجرد فيستحق اطلاق لفظ (التصور) عليه مجرداً من كل قيد، وسمي الثاني (تصديقاً) لأنه يستتبع الحكم و التصديق، كما قلنا تسمية للشيء باسم لازمه.

أما إذا قيل: (التصور المطلق) فانما يراد به ما يساوق العلم و الادراك فيعم. كلا التصورين: التصور المجرد، و التصور المستتبع للحكم (التصديق) ().

بماذا يتعلق التصديق و التصور؟

ليس للتصديق إلا مورد واحد يتعلق به، و هو النسبة في الجملة الخبرية عند الحكم و الاذعان بمطابقتها للواقع أو عدم مطابقتها. و اما التصور فيتعلق بأحد أربعة أمور:

1 - (المفرد) من اسم، وفعل «كلمة»، وحرف «أداة».

2 - (النسبة في الخبر) عند الشك فيها أو توهمها، حيث لا تصديق، كتصورنا لنسبة السكني في المريخ - مثلاً - عند ما يقال:

«المريخ مسكون».

3 - (النسبة في الانشاء) من أمر ونهي وتمن واستفهام … إلي آخر الأمور الانشائية التي لا واقع لها وراء الكلام، فلا مطابقة فيها للواقع خارج الكلام، فلا تصديق و لا اذعان.

4 -

(المركب الناقص). كالمضاف و المضاف إليه، و الشبيه بالمضاف، و الموصول وصلته، و الصفة و الموصوف، وكل واحد من طرفي الجملة الشرطية … إلي آخر المركبات الناقصة التي لا يستتبع تصورها تصديقاً واذعانا: ففي قوله تعالي:

] إِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا [. الشرط (تعدوا نعمة الله) معلوم تصوري و الجزاء (لا تحصوها) معلوم تصوري أيضاً. وانما كانا معلومين تصوريين لأنهما وقعا كذلك جزاءاً وشرطاً في الجملة الشرطية وإلا ففي أنفسهما لولاها كل منهما معلوم تصديقي. و قوله (نعمة الله) معلوم تصوري مضاف. ومجموع الجملة معلوم تصديقي.

أقسام التصديق

ينقسم التصديق إلي قسمين: يقين وظن، لأن التصديق هو ترجيح أحد طرفي الخبر وهما الوقوع و اللاوقوع سواء كان الطرف الآخر محتملاً أو لا فان كان هذا الترجيح مع نفي احتمال الطرف الآخر بتاً فهو (اليقين) ، و إن كان مع وجود الاحتمال ضعيفاً فهو (الظن).

وتوضيح ذلك: إنك إذا عرضت علي نفسك خبراً من الأخبار فأنت لا تخلو عن احدي حالات أربع: أما انك لا تجوّز إلا طرفاً واحداً منه أما وقوع الخبر أو عدم وقوعه، و اما أن تجوّز الطرفين وتحتملهما معاً. و الأول هو اليقين. و الثاني و هو تجويز الطرفين له ثلاث صور، لأنه لا يخلو إما أن يتساوي الطرفان في الاحتمال أو يترجح أحدهما علي الآخر: فإن تساوي الطرفان فهو المسمي (بالشك) و إن ترجح أحدهما فإن كان الراجح مضمون الخبر ووقوعه فهو (الظن) الذي هو من أقسام التصديق. و إن كان الراجح الطرف الآخر فهو (الوهم) الذي هو من أقسام الجهل و هو عكس الظن. فتكون الحالات أربعاً، و لا خامسة لها:

1 - (اليقين) و هو أن تصدق بمضمون الخبر و لا تحتمل

كذبه أو تصدق بعدمه و لا تحتمل صدقه، أي انك تصدق به علي نحو الجزم و هو أعلي قسمي التصديق ().

2 - (الظن) و هو أن ترجح مضمون الخبر أو عدمه مع تجويز الطرف الآخر، و هو أدني قسمي التصديق.

3 - (الوهم) و هو أن تحتمل مضمون الخبر أو عدمه مع ترجيح الطرف الآخر.

4 - (الشك) و هو أن يتساوي احتمال الوقوع واحتمال العدم.

(تنبيه) - يعرف مما تقدم أمران: (الأول) ان الوهم و الشك ليسا من أقسام التصديق بل هما من أقسام الجهل، و (الثاني) أن الظن و الوهم دائماً يتعاكسان: فانك إذا توهمت مضمون الخبر فأنت تظن بعدمه، و إذا كنت تتوهم عدمه فانك تظن بمضمونه، فيكون الظن لأحد الطرفين توهماً للطرف الآخر.

الجهل وأقسامه

اشارة

ليس الجهل إلا عدم العلم ممن له الاستعداد للعلم و التمكن منه، فالجمادات و العجماوات لا نسميها جاهلة و لا عالمة، مثل العمي، فانه عدم البصر فيمن شأنه أن يبصر، فلا يسمي الحجر أعمي. وسيأتي أن مثل هذا يسمي (عدم ملكة) ومقابله و هو العلم أو البصر يسمي (ملكة) ، فيقال ان العلم و الجهل متقابلان تقابل الملكة وعدمها.

والجهل علي قسمين كما ان العلم علي قسمين لأنه يقابل العلم فيبادله في موارده فتارة يبادل التصور أي يكون في مورده وأخري يبادل التصديق أي يكون في مورده، فيصح بالمناسبة أن نسمي الأول (الجهل التصوري) و الثاني (الجهل التصديقي).

ثم آن هم يقولون ان الجهل ينقسم إلي قسمين: بسيط ومركب. و في الحقيقة ان الجهل التصديقي خاصة هو الذي ينقسم إليهما، ولهذا اقتضي أن نقسم الجهل إلي تصوري وتصديقي ونسميهما بهذه التسمية. أما الجهل التصوري فلا يكون إلا بسيطاً كما سيتضح. ولنبين القسمين فنقول:

1

- (الجهل البسيط) أن يجهل الانسان شيئاً و هو ملتفت إلي جهله فيعلم انه لا يعلم، كجهلنا بوجود السكان في المريخ، فانا نجهل ذلك ونعلم بجهلنا فليس لنا إلا جهل واحد.

2 - (الجهل المركب) أن يجهل الانسان شيئاً و هو غير ملتفت إلي أنه جاهل به، بل يعتقد انه من أهل العلم به، فلا يعلم أنه لا يعلم، كأهل الاعتقادات الفاسدة الذين يحسبون آن هم عالمون بالحقائق، وهم جاهلون بها في الواقع.

ويسمون هذا مركباً ?نه يتركب من جهلين: الجهل بالواقع و الجهل بهذا الجهل.

و هو أقبح وأهجن القسمين. ويختص هذا في مورد التصديق ?نه لا يكون إلاّ مع الاعتقاد.

ليس الجهل المركب من العلم

يزعم بعضهم دخول الجهل المركب في العلم فيجعله من أقسامه، نظراً إلي أنه يتضمّن الاعتقاد و الجزم و إن خالف الواقع. ولكنا إذا دقّقنا تعريف العلم نعرف ابتعاد هذا الزعم عن الصواب و انه أي هذا الزعم من الجهل المركب، ?ن معني (حضور صورة الشيء عند العقل) أن تحضر صورة نفس ذلك الشيء أما إذا حضرت صورة غيره بزعم أنها صورته فلم تحضر الشيء، بل صورة شيء آخر زاعماً انها هي. و هذا هو حال الجهل المركب، فلا يدخل تحت تعريف العلم. فمن يعتقد أن ا?رض مسطحة لم تحضر عنده صورة النسبة الواقعية و هي أن ا?رض كروية، وإنما حضرت صورة نسبة أخري يتخيل أنها الواقع.

وفي الحقيقة ان الجهل المركب يتخيل صاحبه انه من العلم، ولكنه ليس بعلم. وكيف يصح أن يكون الشيء من أقسام مقابلة، و الاعتقاد لا يغير الحقائق، فالشبح من بعيد الذي يعتقده الناظر إنساناً و هو ليس بإنسان لا يصيره الاعتقاد إنساناً علي الحقيقة.

العلم ضروري ونظري

اشارة

ينقسم العلم بكلا قسميه التصوري و التصديقي إلي قسمين:

1 - (الضروري) ويسمي أيضاً (البديهي) و هو ما لا يحتاج في حصوله إلي كسب ونظر وفكر، فيحصل بالاضطرار وبالبداهة التي هي المفاجأة و الارتجال من دون توقف، كتصورنا لمفهوم الوجود و العدم ومفهوم الشيء وكتصديقنا بأن الكل أعظم من الجزء وبأن النقيضين لا يجتمعان وبأن الشمس طالعة و إن الواحد نصف الاثنين و هكذا …

2 - و (النظري) و هو ما يحتاج حصوله إلي كسب ونظر وفكر، كتصورنا لحقيقة الروح و الكهرباء، وكتصديقنا بأن الأرض ساكنة أو متحركة حول نفسها وحول الشمس ويسمي أيضاً (الكسبي).

(توضيح القسمين): ان بعض الأمور يحصل العلم بها من دون انعام نظر وفكر فيكفي

في حصوله أن تتوجه النفس إلي الشيء بأحد أسباب التوجه الآتية من دون توسط عملية فكرية كما مثلنا، و هذا هو الذي يسمي (بالضروري أو البديهي) سواء أكان تصوراً أم تصديقاً. وبعضها لا يصل الانسان إلي العلم بها بسهولة، بل لابد من انعام النظر واجراء عمليات عقلية ومعادلات فكرية كالمعادلات الجبرية، فيتوصل بالمعلومات عنده إلي العلم بهذه الأمور (المجهولات) ، و لا يستطيع أن يتصل بالعلم بها رأساً من دون توسيط هذه المعلومات وتنظيمها علي وجه صحيح، لينتقل الذهن منها إلي ما كان مجهولاً عنده، كما مثلنا. و هذا هو الذي يسمي (بالنظري أو الكسبي) سواء كان تصوراً أو تصديقاً.

توضيح في الضروري

قلنا: ان العلم الضروري هو الذي لا يحتاج إلي الفكر وانعام النظر. وأشرنا إلي أنه لابد من توجه النفس بأحد أسباب التوجه. و هذا ما يحتاج إلي بعض البيان:

فان الشيء قد يكون بديهياً ولكن يجهله الانسان، لفقد سبب توجه النفس، فلا يجب أن يكون الانسان عالماً بجميع البديهيات، و لا يضر ذلك ببداهة البديهي. ويمكن حصر أسباب التوجه في الأمور التالية:

1 - (الانتباه). و هذا السبب مطرد في جميع البديهيات، فالغافل قد يخفي عليه أوضح الواضحات.

2 - (سلامة الذهن) - و هذا مطرد أيضاً، فان من كان سقيم الذهن قد يشك في أظهر الأمور أو لا يفهمه. و قد ينشأ هذا السقم من نقصان طبيعي أو مرض عارض أو تربية فاسدة.

3 - (سلامة الحواس) ، و هذا خاص بالبديهيات المتوقفة علي الحواس الخمس و هي المحسوسات. فان الأعمي أو ضعيف البصر يفقد كثيراً من العلم بالمنظورات و كذا الأصم في المسموعات وفاقد الذائقة في المذوقات. وهكذا.

4 - (فقدان الشبهة). و الشبهة: أن يؤلف الذهن دليلاً

فاسداً يناقض بديهة من البديهيات ويغفل عما فيه من المغالطة، فيشك بتلك البديهة أو يعتقد بعدمها. و هذا يحدث كثيراً في العلوم الفلسفية و الجدليات. فان من البديهيات عند العقل ان الوجود و العدم نقيضان و إن النقيضين لا يجتمعان و لا يرتفعان، ولكن بعض المتكلمين دخلت عليه الشبهة في هذه البديهة، فحسب ان الوجود و العدم لهما واسطة وسماها (الحال) ، فهما يرتفعان عندها. ولكن مستقيم التفكير إذا حدث له ذلك وعجز عن كشف المغالطة يردها و يقول انها (شبهة في مقابل البديهة).

5 - (عملية غير عقلية) ، لكثير من البديهيات، كالاستماع إلي كثيرين يمتنع تواطؤهم علي الكذب في المتواترات، وكالتجربة في التجربيات، وكسعي الانسان لمشاهدة بلاد أو استماع صوت في المحسوسات … و ما إلي ذلك. فاذا احتاج الانسان للعلم بشيء إلي تجربة طويلة، مثلاً، وعناء عملي، فلا يجعله ذلك علماً نظرياً ما دام لا يحتاج إلي الفكر و العملية العقلية.

تعريف النظر أو الفكر

نعرف مما سبق ان النظر - أو الفكر - المقصود منه «اجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول إلي المطلوب» و المطلوب هو العلم بالمجهول الغائب. وبتعبير آخر أدق ان الفكر هو:

«حركة العقل بين المعلوم و المجهول».

وتحليل ذلك: أن الانسان إذا واجه بعقله المشكل (المجهول) وعرف انه من أي أنواع المجهولات هو، فزع عقله إلي المعلومات الحاضرة عنده المناسبة لنوع المشكل، وعندئذ يبحث فيها ويتردد بينها بتوجيه النظر إليها، ويسعي إلي تنظيمها في الذهن حتي يؤلف المعلومات التي تصلح لحل المشكل، فإذا استطاع ذلك ووجد ما يؤلفه لتحصيل غرضه تحرك عقله حينئذ منها إلي المطلوب، أعني معرفة المجهول وحل المشكل.

فتمر علي العقل - إذن - بهذا التحليل خمسة أدوار:

1 - مواجهة

المشكل (المجهول).

2 - معرفة نوع المشكل، فقد يواجه المشكل و لا يعرف نوعه.

3 - حركة العقل من المشكل إلي المعلومات المخزونة عنده.

4 - حركة العقل - ثانياً - بين المعلومات، للفحص عنها وتأليف ما يناسب المشكل ويصلح لحله.

5 - حركة العقل - ثالثاً - من المعلوم الذي استطاع تأليفه مما عنده إلي المطلوب.

وهذه الأدوار الثلاثة الأخيرة أو الحركات الثلاث هي الفكر أو النظر، و هذا معني حركة العقل بين المعلوم و المجهول. و هذه الأدوار الخمسة قد تمر علي الانسان في تفكيره و هو لا يشعر بها، فان الفكر يجتازها غالباً بأسرع من لمح البصر، علي انها لا يخلو منها انسان في أكثر تفكيراته، ولذا قلنا إن الانسان مفطور علي التفكير.

نعم من له قوة الحدس يستغني عن الحركتين الأوليين، وانما ينتقل رأساً بحركة واحدة من المعلومات إلي المجهول. و هذا معني (الحدس) ، فلذلك يكون صاحب الحدس القوي أسرع تلقياً للمعارف و العلوم، بل هو من نوع الألهام وأول درجاته. ولذلك أيضاً جعلوا القضايا (الحدسيات) من أقسام البديهيات، لأنها تحصل بحركة واحدة مفاجئة من المعلوم إلي المجهول عند مواجهة المشكل، من دون كسب وسعي فكري، فلم يحتج إلي معرفة نوع المشكل و لا إلي الرجوع إلي المعلومات عنده وفحصها وتأليفها.

ولأجل هذا قالوا: ان قضية واحدة قد تكون بديهية عند شخص نظرية عند شخص آخر. و ليس ذلك إلا لأن الأول عنده من قوة الحدس ما يستغني به عن النظر و الكسب، أي ما يستغني به عن الحركتين الأوليين، دون الشخص الثاني فانه يحتاج إلي هذه الحركات الثلاث لتحصيل المعلوم بعد معرفة نوع المشكل.

تمرينات

1 - لماذا لم يكن الوهم و الشك من أقسام التصديق؟

2 -

اذكر خمس قضايا بديهية من عندك مع بيان ما تحتاج إليه كل منها من أسباب توجه النفس الخمسة.

3 - إذا علمت بأن في الغرفة شيئاً ما، و بعد الفحص عنه كثيراً وجدته فعلمت انه فارة مختفية، فهذا العلم الحاصل بعد البحث ضروري أم نظري؟

4 - هل اتفق ان حصلت لك شبهة في مقابل بديهة؟ اذكرها.

5 - ما الفرق بين الفكر و الحدس؟

أبحاث المنطق

مدخل؛ أبحاث المنطق

علم المنطق انما يحتاج إليه لتحصيل العلوم النظرية، لأنه هو مجموعة قوانين الفكر و البحث. أما الضروريات فهي حاصلة بنفسها، بل هي رأس المال الأصلي لكاسب العلوم يكتسب به ليربح المعلومات النظرية المفقودة عنده. فإذا اكتسب مقداراً من النظريات زاد رأس ماله بزيادة معلوماته، فيستطيع أن يكتسب معلومات أكثر، لأن ربح التاجر عادة يزيد كلما زادت ثروته المالية. و هكذا طالب العلم كلما اكتسب تزيد ثروته العلمية وتتسع تجارته، فيتضاعف ربحه. بل تاجر العلم مضمون الربح بالاكتساب لا كتاجر المال.

وعلم المنطق يبحث عن كيفية تأليف المعلومات المخزونة عنده، ليتوصل بها إلي الربح بتحصيل المجهولات واضافتها إلي ما عنده من معلومات: فيبحث تارة عن المعلوم التصوري ويسمي (المعرِّف) ، للتوصل به إلي العلم بالمجهول التصوري، ويبحث أخري عن المعلوم التصديقي ويسمي (الحجة) ليتوصل به إلي العلم بالمجهول التصديقي.

والبحث عن الحجة بنحوين: تارة من ناحية هيئة تأليفها، وأخري من ناحية مادة قضاياها، و هو بحث الصناعات الخمس. ولكل من البحث عن المعرف و الحجة مقدمات. فأبحاث المنطق نضعها في ستة أبواب:

الباب الأول - في مباحث الألفاظ

الباب الثاني - في مباحث الكلي الجزء الأول

الباب الثالث - في المعرف وتلحق به القسمة

الباب الرابع - في القضايا وأحكامها

الباب الخامس - في الحجة وهيئة تأليفها الجزء الثاني

الباب السادس -

في الصناعات الخمس الجزء الثالث

الباب الأول: مباحث الألفاظ

الحاجة إلي مباحث الألفاظ
اشارة

لا شك ان المنطقي لا يتعلق غرضه الأصلي إلاّ بنفس المعاني، ولكنه لا يستغني عن البحث عن أحوال الألفاظ توصلاً إلي المعاني، لأنه من الواضح أن التفاهم مع الناس ونقل الأفكار بينهم لا يكون غالباً إلاّ بتوسط لغة من اللغات. و الألفاظ قد يقع فيها التغيير و الخلط فلا يتم التفاهم بها. فاحتاج المنطقي إلي أن يبحث عن أحوال اللفظ من جهة عامة، و من غير اختصاص بلغة من اللغات، اتماماً للتفاهم، ليزن كلامه وكلام غيره بمقياس صحيح.

وقلنا: (من جهة عامة) ، لأن المنطق علم لا يختص بأهل لغة خاصة، و إن كان قد يحتاج إلي البحث عما يختص باللغة التي يستعملها المنطقي فيما قل: كالبحث عن دلالة لام التعريف - في لغة العرب - علي الاستغراق، و عن كان وأخواتها في انها من الأدوات و الحروف، و عن أدوات العموم و السلب … و ما إلي ذلك. ولكنه قد يستغني عن ادخالها في المنطق اعتماداً علي علوم اللغة.

هذه حاجته من أجل التفاهم مع غيره. وللمنطقي حاجة أخري () إلي مباحث الألفاظ من أجل نفسه، هي أعظم وأشد من حاجته الأولي، بل لعلها هي السبب الحقيقي لادخال هذه الأبحاث في المنطق.

ونستعين علي توضيح مقصودنا بذكر تمهيد نافع، ثم نذكر وجه حاجة الانسان في نفسه إلي معرفة مباحث الألفاظ نتيجة للتمهيد، فنقول.

(التمهيد) - ان للأشياء أربعة وجودات: وجودان حقيقيان ووجودان اعتباريان جعليان:

1 الوجود الخارجي

كوجودك ووجود الأشياء التي حولك ونحوها، من أفراد الانسان و الحيوان و الشجر و الحجر و الشمس و القمر و النجوم، إلي غير ذلك من الوجودات الخارجية التي لا حصر لها.

2 الوجود الذهني

وهو علمنا بالأشياء الخارجية و غيرها من المفاهيم. و قد قلنا سابقاً: ان للانسان قوة تنطبع فيها صور الأشياء. و هذه القوة تسمي الذهن. و الانطباع فيها يسمي الوجود الذهني الذي هو العلم.

وهذان الوجودان هما الوجودان الحقيقيان. لأنهما ليسا بوضع واضع و لا باعتبار معتبر.

3 الوجود اللفظي

بيانه: ان الانسان لما كان اجتماعياً بالطبع ومضطراً للتعامل و التفاهم مع باقي أفراد نوعه، فانه محتاج إلي نقل أفكاره إلي الغير وفهم أفكار الغير. و الطريقة الأولية للتفهيم هي أن يحضر الأشياء الخارجية بنفسها، ليحس بها الغير باحدي الحواس فيدركها. ولكن هذه الطريقة من التفهيم تكلفه كثيراً من العناء، علي أنها لا تفي بتفهيم أكثر الأشياء و المعاني، إما لأنها ليست من الموجودات الخارجية أو لأنها لا يمكن احضارها.

فألهم الله تعالي الانسان طريقة سهلة سريعة في التفهيم، بأن منحه قوة علي الكلام و النطق بتقاطيع الحروف ليؤلف منها الألفاظ. وبمرور الزمن دعت الانسان الحاجة - و هي أم الاختراع - إلي أن يضع لكل معني يعرفه ويحتاج إلي التفاهم عنه لفظاً خاصاً. ليحضر المعاني بالألفاظ بدلاً من احضارها بنفسها.

ولأجل أن تثبت في ذهنك أيها الطالب هذه العبارة أكررها لك: (ليحضر المعاني بالألفاظ بدلاً من احضارها بنفسها). فتأملها جيداً، واعرف ان هذا الاحضار انما يتمكن الانسان منه بسبب قوة ارتباط اللفظ بالمعني وعلاقته به في الذهن. و هذا الارتباط القوي ينشأ من العلم بالوضع وكثرة الاستعمال. فاذا حصل هذا الارتباط القوي لدي الذهن يصبح اللفظ عنده كأنه المعني و المعني كأنه اللفظ أي يصبحان عنده كشيء واحد، فإذا أحضر المتكلم اللفظ فكأنما أحضر المعني بنفسه للسامع، فلا يكون فرق لديه بين أن يحضر خارجاً نفس المعني وبين أن يحضر لفظه

الموضوع له، فان السامع في كلا الحالين ينتقل ذهنه إلي المعني. ولذا قد ينتقل السامع إلي المعني ويغفل عن اللفظ وخواصه كأنه لم يسمعه مع أنه لم ينتقل إليه إلا بتوسط سماع اللفظ.

وزبدة المخض ان هذا الارتباط يجعل اللفظ و المعني كشيء واحد، فإذا وجد اللفظ فكأنما وجد المعني. فلذا نقول: «وجود اللفظ وجود المعني». ولكنه وجود لفظي للمعني، أي ان الموجود حقيقة هو اللفظ لا غير، وينسب وجوده إلي المعني مجازاً، بسبب هذا الارتباط الناشئ من الوضع. و الشاهد علي هذا الارتباط و الاتحاد انتقال القبح و الحسن من المعني إلي اللفظ وبالعكس: فإن اسم المحبوب من أعذب الألفاظ عند المحب، و إن كان في نفسه لفظاً وحشياً ينفر منه السمع و اللسان. واسم العدو من أسمج الألفاظ و إن كان في نفسه لفظاًمستملحاً. وكلما زاد هذا الارتباط زاد الانتقال، ولذا نري اختلاف القبح في الألفاظ المعبر بها عن المعاني القبيحة، نحو التعابير عن عورة الانسان، فكثير الاستعمال أقبح من قليله. و الكناية أقل قبحاً. بل قد لا يكون فيها قبح كما كني القرآن الكريم بالفروج.

وكذا رصانة التعبير وعذوبته يعطي جمالاً في المعني لا نجده في التعبير الركيك الجافي، فيضفي جمال اللفظ علي المعني جمالاً وعذوبة.

4 الوجود الكتبي

شرحه: ان الألفاظ وحدها لا تكفي للقيام بحاجات الانسان كلها، لأنها تختص بالمشافهين. أما الغائبون و الذين سيوجدون، فلابد لهم من وسيلة أخري لتفهيمهم، فالتجأ الانسان أن يصنع النقوش الخطية لاحضار ألفاظه الدالة علي المعاني، بدلاً من النطق بها، فكان الخط وجوداً للفظ. و قد سبق أن قلنا: أن اللفظ وجود للمعني، فلذا نقول: «ان وجود الخط وجود للفظ ووجود للمعني تبعاً». ولكنه وجود كتبي للفظ و المعني،

أي أن الموجود حقيقة هو الكتابة لا غير، وينسب الوجود إلي اللفظ و المعني مجازاً بسبب الوضع، كما ينسب وجود اللفظ إلي المعني مجازاً بسبب الوضع.

إذن الكتابة تحضر الألفاظ، و الألفاظ تحضر المعاني في الذهن، و المعاني الذهنية تدل علي الموجودات الخارجية.

فاتضح ان الوجود اللفظي و الكتبي (وجودان مجازيان اعتباريان للمعني) بسبب الوضع و الاستعمال.

النتيجة

لقد سمعت هذا البيان المطول - وغرضنا أن نفهم منه الوجود اللفظي، و قد فهمنا ان اللفظ و المعني لأجل قوة الارتباط بينهما كالشيء الواحد، فإذا أحضرت اللفظ بالنطق فكأنما أحضرت المعني بنفسه.

ومن هنا نفهم كيف يؤثر هذا الارتباط علي تفكير الانسان بينه وبين نفسه، ألا تري نفسك عند ما تحضر أي معني كان في ذهنك لابد أن تحضر معه لفظه أيضاً، بل أكثر من ذلك تكون انتقالاتك الذهنية من معني إلي معني بتوسط احضارك لألفاظها في الذهن: فانا نجد أنه لا ينفك غالباً تفكيرنا في أي أمر كان عن تخيل الألفاظ وتصورها كأنما نتحدث إلي نفوسنا ونناجيها بالألفاظ التي نتخيلها، فنرتب الألفاظ في أذهاننا، و علي طبقها نرتب المعاني وتفصيلاتها، كما لو كنا نتكلم مع غيرنا.

قال الحكيم العظيم الشيخ الطوسي في شرح الاشارات: «الانتقالات الذهنية قد تكون بألفاظ ذهنية، و ذلك لرسوخ العلاقة المذكورة - يشير إلي علاقة اللفظ بالمعني - في الأذهان».

فإذا أخطأ المفكر في الألفاظ الذهنية أو تغيرت عليه أحوالها يؤثر ذلك علي أفكاره وانتقالاته الذهنية، للسبب المتقدم.

فمن الضروري لترتيب الأفكار الصحيحة لطالب العلوم أن يحسن معرفة أحوال الألفاظ من وجهة عامة، و كان لزاماً علي المنطقي أن يبحث عنها مقدمة لعلم المنطق واستعانة بها علي تنظيم أفكاره الصحيحة.

الدلالة
تعريف الدلالة

إذا سمعنا طرقة بابك ينتقل ذهنك - لا شك - إلي أن شخصاً علي الباب يدعوك. و ليس ذلك إلا لأن هذه الطرقة كشفت عن وجود شخص يدعوك. و إن شئت قلت: انها (دلت) علي وجوده.

إذن، طرقة الباب (دال) ، ووجود الشخص الداعي (مدلول) و هذه الصفة التي حصلت للطرقة (دلالة).

وهكذا، كل شيء إذا علمت بوجوده، فنتقل ذهنك منه إلي وجود شيء آخر

- نسميه (دالاً) ، و الشيء الآخر (مدلولاً) ، و هذه الصفة التي حصلت له (دلالة).

فيتضح من ذلك ان الدلالة هي: «كون الشيء بحالة إذا علمت بوجوده انتقل ذهنك إلي وجود شيء آخر».

أقسام الدلالة

لا شك ان انتقال الذهن من شيء إلي شيء لا يكون بلا سبب. و ليس السبب إلا رسوخ العلاقة بين الشيئين في الذهن. و هذه العلاقة الذهنية أيضاً لها سبب. وسببها العلم بالملازمة بين الشيئين خارج الذهن. ولاختلاف هذه الملازمة من كونها ذاتية أو طبعية أو بوضع واضع وجعل جاعل قسموا الدلالة إلي أقسام ثلاثة: عقلية وطبيعية ووضعية.

1 الدلالة العقلية

- و هي فيما إذا كان بين الدال و المدلول ملازمة ذاتية في وجودهما الخارجي، كالأثر و المؤثر. فإذا علم الانسان - مثلاً - ان ضوء الصباح أثر لطلوع قرص الشمس، ورأي الضوء علي الجدار ينتقل ذهنه إلي طلوع الشمس قطعاً، فيكون ضوء الصبح دالاً علي الشمس دلالة عقلية. ومثله إذا سمعنا صوت متكلم من وراء جدار فعلمنا بوجود متكلم ما.

2 الدلالة الطبعية

وهي فيما إذا كانت الملازمة بين الشيئين ملازمة طبعية، أعني التي يقتضيها طبع الانسان، و قد يتخلف ويختلف باختلاف طباع الناس، لا كالأثر بالنسبة إلي المؤثر الذي لا يتخلف و لا يختلف.

وأمثلة ذلك كثيرة، فمنها اقتضاء طبع بعض الناس أن يقول:

(آخ) عند الحس بالألم، و (آه) عند التوجع، و (اف) عند التأسف و التضجر. ومنها اقتضاء طبع البعض أن يفرقع أصابعه أو يتمطي عند الضجر و السأم، أو يعبث بما يحمل من أشياء أو بلحيته أو بأنفه أو يضع اصبعه بين أعلي اذنه وحاجته عند التفكير، أو يتثأب عند النعاس.

فإذا علم الانسان بهذه الملازمات فانه ينتقل ذهنه من أحد المتلازمين إلي الآخر، فعندما يسمع بكلمة (آخ) ينتقل ذهنه إلي أن متكلمها يحس بالألم. و إذا رأي شخصاً يعبث بمسبحته يعلم بأنه في حالة تفكير … وهكذا.

3 الدلالة الوضعية

]وهي فيما إذا كانت الملازمة بين الشيئين تنشأ من التواضع و الاصطلاح علي أن وجود أحدهما يكون دليلاً علي وجود الثاني، كالخطوط التي اصطلح علي أن تكون دليلاً علي الألفاظ، وكاشارات الأخرس واشارات البرق و اللاسلكي و الرموز الحسابية و الهندسية ورموز سائر العلوم الأخري، و الألفاظ التي جعلت دليلاً علي مقاصد النفس.

فإذا علم الانسان بهذه الملازمة وعلم بوجود الدال ينتقل ذهنه إلي الشيء المدلول.

أقسام الدلالة الوضعية

وهذه الدلالة الوضعية تنقسم إلي قسمين ():

أ - (الدلالة اللفظية): إذا كان الدال الموضوع لفظاً.

ب - (الدلالة غير اللفظية): إذا كان الدال الموضوع غير لفظ، كالاشارات و الخطوط، و النقوش و ما يتصل بها من رموز العلوم، و اللوحات المنصوبة في الطرق لتقدير المسافات أو لتعيين اتجاه الطريق إلي محل أو بلدة … و نحو ذلك.

الدلالة اللفظية
تعريفها

من البيان السابق نعرف أن السبب في دلالة اللفظ علي المعني هو العلقة الراسخة في الذهن بين اللفظ و المعني. وتنشأ هذه العلقة - كما عرفت - من الملازمة الوضعية بينهما عند من يعلم بالملازمة. وعليه يمكننا تعريف الدلالة اللفظية بأنها:

«هي كون اللفظ بحالة ينشأ من العلم بصدوره من المتكلم العلم بالمعني المقصود به».

أقسامها

المطابقية. التضمنية. الالتزامية

يدلّ اللفظ علي المعني من ثلاثة أوجه متباينة:

(الوجه الأول) - المطابقة: بأن يدل اللفظ علي تمام معناه الموضوع له ويطابقه، كدلالة لفظ الكتاب علي تمام معناه، فيدخل فيه جميع أوراقه و ما فيه من نقوش وغلاف، وكدلالة لفظ الانسان علي تمام معناه، و هو الحيوان الناطق. وتسمي الدلالة حينئذ (المطابقية) أو (التطابقية) ، لتطابق اللفظ و المعني.

وهي الدلالة الأصلية في الألفاظ التي لأجلها مباشرة وضعت لمعانيها.

(الوجه الثاني) - التضمن: بأن يدل اللفظ علي جزء معناه الموضوع له الداخل ذلك الجزء في ضمنه، كدلالة لفظ الكتاب علي الورق وحده أو الغلاف. وكدلالة لفظ الانسان علي الحيوان وحده أو الناطق وحده … فلو بعت الكتاب يفهم المشتري دخول الغلاف فيه، و لو أردت بعد ذلك أن تستثني الغلاف لاحتج عليك بدلالة لفظ الكتاب علي دخول الغلاف. وتسمي هذه الدلالة (التضمنية). و هي فرع عن الدلالة المطابقية، لأن الدلالة علي الجزء بعد الدلالة علي الكل.

(الوجه الثالث) الالتزام: بأن يدل اللفظ علي معني خارج عن معناه الموضوع له لازم له يستتبعه استتباع الرفيق اللازم الخارج عن ذاته، كدلالة لفظ الدواة علي القلم. فلو طلب منك أحد أن تأتيه بدواة لم ينص علي القلم فجئته بالدواة وحدها لعاتبك علي ذلك محتجاً بأن طلب الدواة كافٍ في الدلالة علي طلب القلم. وتسمي هذه الدلالة (الالتزامية).

وهي

فرع أيضاً عن الدلالة المطابقية لأن الدلالة علي ما هو خارج المعني بعد الدلالة علي نفس المعني.

شرط الدلالة الالتزامية:

يشترط في هذه الدلالة أن يكون التلازم بين معني اللفظ و المعني الخارج اللازم تلازماً ذهنياً، فلا يكفي التلازم في الخارج فقط من دون رسوخه في الذهن وإلا لما حصل انتقال الذهن.

ويشترط - أيضاً - أن يكون التلازم واضحاً بيناً، بمعني أن الذهن إذا تصور معني اللفظ ينتقل إلي لازمه بدون حاجة إلي توسط شيء آخر ().

تمرينات

(1) بيّن أنواع الدلالة فيما يأتي:

أ - دلالة عقرب الساعة علي الوقت.

ب - دلالة صوت السعال علي ألم الصدر.

ج - دلالة قيام الجالسين علي احترام القادم.

د - دلالة حمرة الوجه علي الخجل وصفرته علي الوجل.

ه - دلالة حركة رأس المسؤول إلي الأسفل علي الرضا وإلي الأعلي علي عدم الرضا.

(2) اصنع جدولاً للدلالات الثلاث (العقلية وأختيها) وضع في كل قسم ما يدخل فيه من الأمثلة الآتية:

أ - دلالة الصعود علي السطح علي وجود السلم.

ب - دلالة فقدان حاجتك علي أخذ سارق لها.

ج - دلالة الأنين علي الشعور بالألم.

د - دلالة كثرة الكلام علي الطيش وقلته علي الرزانة.

ه - دلالة الخط علي وجود الكاتب.

و - دلالة سرعة النبض علي الحمي.

ز - دلالة صوت المؤذن علي دخول وقت الصلاة.

ح - دلالة التبختر في المشي أو تصعير الخد علي الكبرياء.

ط - دلالة صفير القطار علي قرب حركته أو قرب وصوله.

ي - دلالة غليان الماء علي بلوغ الحرارة فيه درجة المائة.

(3) عين أقسام الدلالة اللفظية من الأمثلة الآتية: -

أ - دلالة لفظ الكلمة علي (القول المفرد).

ب - دلالة لفظ الكلمة علي (القول) وحده أو (المفرد) وحده.

ج - دلالة لفظ السقف علي الجدار.

د - دلالة لفظ

الشجرة علي ثمرتها.

ه - دلالة لفظ السيارة علي محركها.

و - دلالة لفظ الدار علي غرفها.

ز - دلالة لفظ النخلة علي الطريق إليها عند بيعها.

(4) إذا اشتري شخص من آخر داراً وتنازعا في الطريق إليها فقال المشتري الطريق داخل في البيع بدلالة لفظ الدار، فهذه الدلالة المدعاة من أي أقسام الدلالة اللفظية تكون؟

(5) استأجر رجل عاملاً ليعمل الليل كله، ولكن العامل ترك العمل عند الفجر، فخاصمه المستأجر مدعياً دلالة لفظ الليل علي الوقت من الفجر إلي طلوع الشمس، فمن أي أقسام الدلالة اللفظية ينبغي أن تكون هذه الدلالة المدعاة؟

(6) لماذا يقولون لا يدل لفظ (للأسد) علي (بخر الفم) دلالة التزامية، كما يدل علي الشجاعة، مع أن البخر لازم للأسد كالشجاعة؟

تقسيمات الألفاظ
اشارة

للفظ المستعمل بما له من المعني عدة تقسيمات عامة لا تختص بلغة دون أخري، و هي أهم مباحث الألفاظ بعد بحث الدلالة. ونحن ذاكرون هنا أهم تلك التقسيمات، و هي ثلاثة، لأن اللفظ المنسوب إلي معناه تارة ينظر إليه في التقسيم بما هو لفظ واحد، وأخري بما هو متعدد، وثالثة بما هو لفظ مطلقاً سواء كان واحداً أو متعدداً.

1 المختص. المشترك. المنقول. المرتجل. الحقيقة و المجاز

إن اللفظ الواحد الدال علي معناه باحدي الدلالات الثلاث المتقدمة إذا نسب إلي معناه، فهو علي أقسام خمسة، لأن معناه إما أن يكون واحداً أيضاً ويسمي (المختص) ، و اما أن يكون متعدداً. و ما له معني متعدد أربعة أنواع: مشترك، ومنقول، ومرتجل، وحقيقة ومجاز، فهذه خمسة أقسام:

1 - (المختص): و هو اللفظ الذي ليس له إلا معني واحد فاختص به، مثل حديد وحيوان.

2 - (المشترك): و هو اللفظ الذي تعدد معناه و قد وضع للجميع كلا علي حدة، ولكن من دون أن يسبق وضعه لبعضها علي وضعه للآخر مثل (عين) الموضوع لحاسة النظر وينبوع الماء و الذهب و غيرها ومثل (الجون) الموضوع للأسود و الأبيض. و المشترك كثير في اللغة العربية.

3 - (المنقول): و هو اللفظ الذي تعدد معناه و قد وضع للجميع كالمشترك ولكن يفترق عنه بأن الوضع لاحدها مسبوق بالوضع للآخر مع ملاحظة المناسبة بين المعنيين في الوضع اللاحق. مثل لفظ (الصلاة) الموضوع أولاً للدعاء ثم نقل في الشرع الإسلامي لهذه الأفعال المخصوصة من قيام وركوع وسجود ونحوها لمناسبتها للمعني الأول. ومثل لفظ (الحج) الموضوع أولاً للقصد مطلقاً، ثم نقل لقصد مكة المكرمة بالأفعال المخصوصة و الوقت المعين … و هكذا أكثر المنقولات في عرف الشرع وأرباب العلوم و الفنون. ومنها لفظ السيارة

و الطائرة و الهاتف و المذياع ونحوها من مصطلحات هذا العصر.

والمنقول ينسب إلي ناقله فإن كان العرف العام قيل له: منقول عرفي كاللفظ السيارة و الطائرة. و إن كان العرف الخاص كعرف أهل الشرع و المناطقة و النحاة و الفلاسفة ونحوهم قيل له: منقول شرعي أو منطقي أو نحوي أو فلسفي … وهكذا.

4 - (المرتجل): و هو كالمنقول بلا فرق إلا انه لم تلحظ فيه المناسبة بين المعنيين، و منه أكثر الأعلام الشخصية.

5 - (الحقيقة و المجاز): و هو اللفظ الذي تعدد معناه، ولكنه موضوع لأحد المعاني فقط، واستعمل في غيره لعلاقة ومناسبة بينه وبين المعني الأول الموضوع له من دون أن يبلغ حد الوضع في المعني الثاني فيسمي (حقيقة) في المعني الأول، و (مجازاً) في الثاني، ويقال للمعني الأول معني حقيقي، وللثاني مجازي.

والمجاز دائماً يحتاج إلي قرينة تصرف اللفظ عن المعني الحقيقي وتعين المعني المجازي من بين المعاني المجازية.

تنبيهان

1 - ان المشترك اللفظي و المجاز لا يصح استعمالهما في الحدود و البراهين، إلا مع نصب القرينة علي إرادة المعني المقصود، ومثلهما المنقول و المرتجل ما لم يهجر المعني الأول، فإذا هجر كان ذلك وحده قرينة علي إرادة الثاني.

علي أنه يحسن اجتناب المجاز في الأساليب العلمية حتي مع القرينة.

2 - المنقول ينقسم إلي (تعييني وتعيّني) ، لأن النقل تارة يكون من ناقل معين باختياره وقصده، كأكثر المنقولات في العلوم و الفنون و هو المنقول (التعييني) أي أن الوضع فيه بتعيين معين. وأخري لا يكون بنقل ناقل معين باختياره، وانما يستعمل جماعة من الناس اللفظ في غير معناه الحقيقي لا بقصد الوضع له، ثم يكثر استعمالهم له ويشتهر بينهم، حتي يتغلب المعني المجازي علي اللفظ في

أذهانهم فيكون كالمعني الحقيقي يفهمه السامع منهم بدون القرينة. فيحصل الارتباط الذهني بين نفس اللفظ و المعني، فينقلب اللفظ حقيقة في هذا المعني.

و هو (المنقول التعيني).

تمرينات

1 - هذه الألفاظ المستعملة في هذا الباب و هي لفظ (مختص. مشترك. منقول. إلي آخره) من أي أقسام اللفظ الواحد؟ أي انها مختصة أو مشتركة أو غير ذلك.

2 - اذكر ثلاثة أمثلة لكل من أقسام اللفظ الواحد الخمسة.

3 - كيف تميز بين المشترك و المنقول؟

4 - هل تعرف لماذا يحتاج المشترك إلي قرينة؛ و هل يحتاج المنقول إلي القرينة؟

2 الترادف و التباين
اشارة

إذا قسنا لفظاً إلي لفظ أو إلي ألفاظ، فلا تخرج تلك الألفاظ المتعددة عن أحد قسمين:

1 - أما أن تكون موضوعة لمعني واحد، فهي (المترادفة) ، إذا كان أحد الألفاظ () رديفاً للآخر علي معني واحد. مثل: أسد وسبع وليث. هرة وقطة. إنسان وبشر.

فالترادف: «اشتراك الألفاظ المتعددة في معني واحد».

2 - و اما أن يكون كل واحد منها موضوعاً لمعني مختص به، فهي (المتباينة) ، مثل: كتاب. قلم. سماء. أرض. حيوان. جماد. سيف. صارم …

فالتباين: «أن تكون معاني الألفاظ متكثرة بتكثر الألفاظ». و المراد من التباين هنا غير التباين الذي سيأتي في النسب، فإن التباين هنا بين الألفاظ باعتبار تعدد معناها، و إن كانت المعاني تلتقي في بعض أفرادها أو جميعها، فإن السيف يباين الصارم، لأن المراد من الصارم خصوص القاطع من السيوف. فهما متباينان معني و إن كانا يلتقيان في الافراد، إذ أن صارم سيف. و كذا الإنسان و الناطق، متباينان معني، لأن المفهوم من أحدهما غير المفهوم من الآخر و إن كانا يلتقيان في جميع أفرادهما لأن كل ناطق إنسان وكل إنسان ناطق.

قسمة الألفاظ المتباينة:

المثلان. المتخالفان. المتقابلان

تقدم ان

الألفاظ المتباينة هي ما تكثرت معانيها بتكثرها، أي ان معانيها متغايرة. و لما كان التغاير بين المعاني يقع علي أقسام، فإن الألفاظ بحسب معانيها أيضاً تنسب لها تلك الأقسام. و التغاير علي ثلاثة أنواع: التماثل، و التخالف، و التقابل.

لأن المتغايرين إما أن يراعي فيهما اشتراكهما في حقيقة واحدة فهما (المثلان) و اما ألا يراعي ذلك سواء كانا مشتركين بالفعل في حقيقة واحدة أو لم يكونا. و علي هذا التقدير الثاني أي تقدير عدم المراعاة، فإن كانا من المعاني التي لا يمكن اجتماعهما في محل واحد من جهة واحدة في زمان واحد، بأن كان بينهما تنافر وتعاند فهما (المتقابلان) ، وإلا فهما (المتخالفان).

وهذا يحتاج إلي شيء من التوضيح، فنقول:

1 المثلان

هما المشتركان في حقيقة واحدة بما هما مشتركان، أي لوحظ واعتبر اشتراكهما فيها، كمحمد وجعفر اسمين لشخصين مشتركين في ا?نسانية بما هما مشتركان فيها. وكالإنسان و الفرس باعتبار اشتراكهما في الحيوانية. وإلا فمحمد وجعفر من حيث خصوصية ذاتيهما مع قطع النظر عما اشتركا فيه هما متخالفان كما سيأتي. و كذا الإنسان و الفرس هما متخالفان بما هما إنسان وفرس.

والاشتراك و التماثل إن كان في حقيقة نوعية بأن يكونا فردين من نوع واحد كمحمد وجعفر يخص باسم المثلين أو المتماثلين و لا اسم آخر لهما. و إن كان في الجنس كالإنسان و الفرس سمّيا أيضاً (متجانسين) و إن كان في الكم أي في المقدار سمّيا أيضاً (متساويين) ، و إن كان في الكيف أي في كيفيتهما وهيئتهما سمّيا أيضاً (متشابهين). و الاسم العام للجميع هو (التماثل).

والمثلان أبداً لا يجتمعان ببديهة العقل.

2 المتخالفان

، وهما المتغايران من حيث هما متغايران، و لا مانع من اجتماعهما في محل واحد إذا كانا من الصفات، مثل الإنسان و الفرس بما هما انسان وفرس، لا بما هما مشتركان في الحيوانية كما تقدم. كذلك: الماء و الهواء، النار و التراب، الشمس و القمر، السماء و الأرض.

ومثل السواد و الحلاوة، الطول و الرقة، الشجاعة و الكرم، البياض و الحرارة. و التخالف قد يكون في الشخص مثل محمد وجعفر و إن كانا مشتركين نوعاً في الإنسانية، ولكن لم يلحظ هذا الاشتراك. و قد يكون في النوع مثل الإنسان و الفرس و إن كانا مشتركين في الجنس و هو الحيوان ولكن لم يلحظ الاشتراك. و قد يكون في الجنس، و إن كانا مشتركين في وصفهما العارض عليهما، مثل القطن و الثلج المشتركين في وصف الأبيض إلاّ

أنه لم يلحظ ذلك.

ومنه يظهر ان مثل محمد وجعفر يصدق عليهما انهما متخالفان بالنظر إلي اختلافهما في شخصيهما ويصدق عليهما مثلان بالنظر إلي اشتراكهما وتماثلهما في النوع و هو الإنسان. و كذا يقال عن الإنسان و الفرس هما متخالفان من جهة تغايرهما في الإنسانية و الفرسية ومثلان باعتبار اشتراكهما في الحيوانية. و هكذا في مثل القطن و الثلج. الحيوان و النبات. الشجر و الحجر.

ويظهر أيضاً ان التخالف لا يختص بالشيئين اللذين يمكن أن يجتمعا، فإن الأمثلة المذكورة قريباً لا يمكن فيها الاجتماع مع انها ليست من المتقابلات - كما سيأتي - و لا من المتماثلات حسب الاصطلاح.

ثم ان التخالف قد يطلق علي ما يقابل التماثل فيشمل التقابل أيضاً فيقال للمتقابلين علي هذا الاصطلاح انهما متخالفان.

3 المتقابلان

هما المعنيان المتنافران اللذان لا يجتمعان في محل واحد من جهة واحدة في زمان واحد، كالإنسان و اللاإنسان. و الأعمي و البصير، و الأبوة و البنوة، و السواد و البياض.

فبقيد وحدة المحل دخل مثل التقابل بين السواد و البياض مما يمكن اجتماعهما في الوجود كبياض القرطاس وسواد الحبر. وبقيد وحدة الجهة دخل مثل التقابل بين الأبوة و البنوة مما يمكن اجتماعهما في محل واحد من جهتين إذ قد يكون شخص أباً لشخص وابناً لشخص آخر. وبقيد وحدة الزمن دخل مثل التقابل بين الحرارة و البرودة مما يمكن اجتماعهما في محل واحد في زمانين، إذ قد يكون جسم بارداً في زمان ونفسه حاراً في زمان آخر.

أقسام التقابل: للتقابل أربعة أقسام
1 تقابل النقيضين

أو السلب و الايجاب، مثل: إنسان و لا إنسان، سواد و لا سواد، منير و غير منير.

والنقيضان: أمران وجودي وعدمي، أي عدم لذلك الوجودي، وهما لا يجتمعان و لا يرتفعان ببديهة العقل، و لا واسطة بينهما.

2 تقابل الملكة وعدمها

، كالبصر و العمي، الزواج و العزوبة، فالبصر ملكة و العمي عدمها. و الزواج ملكة و العزوبة عدمها.

ولا يصح أن يحل العمي إلاّ في موضع يصح فيه البصر، لأن العمي ليس هو عدم البصر مطلقاً، بل عدم البصر الخاص، و هو عدمه فيمن شأنه أن يكون بصيراً. و كذا العزوبة لا تقال إلاّ في موضع يصح فيه الزواج، لا عدم الزواج مطلقاً، فهما ليسا كالنقيضين لا يرتفعان و لا يجتمعان، بل هما يرتفعان. و إن كان يمتنع اجتماعهما، فالحجر لا يقال فيه أعمي و لا بصير، و لا أعزب و لا متزوج، لأن الحجر ليس من شأنه أن يكون بصيراً، و لا من شأنه أن يكون متزوجاً.

إذن الملكة وعدمها: «أمران وجودي وعدمي لا يجتمعان ويجوز أن يرتفعا في موضع لا تصح فيه الملكة».

3 تقابل الضدين

كالحرارة و البرودة، و السواد و البياض، و الفضيلة و الرذيلة، و التهور و الجبن، و الخفة و الثقل.

والضدان: «هما الوجوديان المتعاقبان علي موضع واحد، و لا يتصور اجتماعهما فيه، و لا يتوقف تعقل أحدهما علي تعقل الآخر».

وفي كلمة (المتعاقبان علي موضوع واحد) يفهم ان الضدين لابد أن يكونا صفتين، فالذاتان مثل إنسان وفرس لا يسميان بالضدين. و كذا الحيوان و الحجر ونحوهما. بل مثل هذه تدخل في المعاني المتخالفة، كما تقدم.

وبكلمة «لا يتوقف تعقل أحدهما علي تعقل الآخر» يخرج المتضايفان، لأنهما أمران وجوديان أيضاً و لا يتصور اجتماعهما فيه من جهة واحدة، ولكن تعقل أحدهما يتوقف علي تعقل الآخر. وسيأتي.

4 تقابل المتضايفين

مثل: الأب و الابن، الفوق و التحت، المتقدم و المتأخر، العلّة و المعلول، الخالق و المخلوق و أنت إذا لاحظت هذه الأمثلة تجد:

(أولاً) انك إذا تعقلت أحد المتقابلين منها لابد أن تتعقل معه مقابلة الآخر: فإذا تعقلت ان هذا أب أو علّة لابدّ أن تتعقل معه أن له ابناً أو معلولاً.

(ثانياً) أن شيئاً واحداً لا يصح أن يكون موضوعاً للمتضايفين من جهة واحدة، فلا يصح أن يكون شخص أباً وابناً لشخص واحد، نعم يكون أباً لشخص وابناً لشخص آخر. و كذا لا يصح أن يكون الشيء فوقاً وتحتاً لنفس ذلك الشيء في وقت واحد. وإنما يكون فوقاً لشيء هو تحت له، وتحتاً لشيء آخر هو فوقه … وهكذا.

(ثالثاً) ان المتقابلين في بعض هذه الأمثلة المذكورة أولاً، يجوز أن يرتفعا، فإن واجب الوجود لا فوق و لا تحت، و الحجر لا أب و لا ابن. و إذا اتفق في بعض الأمثلة ان المتضايفين لا يرتفعان كالعلّة و المعلول، فليس ذلك لأنهما متضايفان. بل لأمر يخصهما،

لأن كل شيء موجود لا يخلو إما أن يكون علّة أو يكون معلولاً.

وعلي هذا البيان يصح تعريف المتضايفين بأنهما: «الوجوديان اللذان يتعقلان معاً و لا يجتمعان في موضوع واحد من جهة واحدة ويجوز أن يرتفعا».

تمرينات

1 - بيَّن المترادفة و المتباينة من هذه الأمثلة بعد التدقيق في كتب اللغة:

كتاب وسفر مقول ولسان خطيب ومصقع

فرس وصاهل ليل ومساء عين وناظر

شاعر وناظم مصنع وسامع جلوس وقعود

متكلّم ولسن كف ويد قدّ وقطع

2 - اذكر ثلاثة أمثلة لكل من المتخالفة و المتماثلة.

3 - بين أنواع التقابل في الأمثلة الآتية: -

الخير و الشر. النور و الظلمة. الحركة و السكون. الظلم و العدل. الملتحي و الأمرد. المنتعل و الحافي. الصباح و المساء. الدال و المدلول. التصور و التصديق. العلم و الجهل. القيام و القعود. العالم و المعلوم.

3 - المفرد و المركّب
اشارة

ينقسم اللفظ مطلقاً (غير معتبر فيه أن يكون واحداً أو متعدداً) إلي قسمين:

أ - (المفرد) ويقصد المنطقيون به:

(أولاً) اللفظ الذي لا جزء له، مثل الباء من قولك: كتبت بالقلم، و (قِ) فعل أمر من وقي يقي.

(ثانياً) اللفظ الذي له جزء إلا أن جزء اللفظ لا يدل علي جزء المعني حين هو جزء له، مثل: محمد. علي. قرأ. عبدالله. عبدالحسين. وهذان الأخيران إذا كانا اسمين لشخصين فأنت لا تقصد بجزء اللفظ (عبد) و (الله) و (الحسين) معني أصلاً، حينما تجعل مجموع الجزأين دالاً علي ذات الشخص. و ما مثَل هذا الجزء إلا كحرف (م) من محمد وحرف (ق) من قرأ.

نعم في موضع آخر قد تقول (عبدالله) وتعني بعبد معناه المضاف إلي الله تعالي كما تقول (محمد عبدالله ورسوله). وحينئذ يكون نعتاً لا اسماً ومركباً لا مفرداً. أما لو قلت (محمد بن عبدالله) فعبدالله مفرد هو اسم أب محمد.

أما النحويون فعندهم مثل (عبدالله) إذا كان اسماً لشخص مركب لا مفرد، لأن الجهة المعتبرة لهم في هذه التسمية تختلف عن الجهة المعتبرة عند المناطقة. إذ النحوي ينظر إلي الاعراب و البناء، فما

كان له اعراب أو بناء واحد فهو مفرد وإلا فمركب كعبدالله علماً فإن (عبدالله) له إعراب و (الله) له إعراب. أما المنطقي فانما ينظر المعني فقط.

إذن المفرد عند المنطقي هو:

«اللفظ الذي ليس له جزء يدل () علي جزء معناه حين هو جزء».

ب - (المركب) ويسمي القول.

و هو اللفظ الذي له جزء يدل علي جزء معناه حين هو جزء مثل (الخمر مضر) ، فالجزءان: (الخمر) ، و (مضر) يدلّ كل منهما علي جزء معني المركب. و منه (الغيبة جهد العاجز) فالمجموع مركب و (جهد العاجز) مركب أيضاً. و منه (شر الاخوان من تكلّف له) فالمجموع مركب، و (شر الاخوان) مركب أيضاً، و (من تكلّف له) مركب أيضاً …

أقسام المركب

المركب: تام وناقص.

التام: خبر وانشاء.

أ - التام و الناقص:

1 - بعض المركبات للمتكلم أن يكتفي به في إفادة السامع، و السامع لا ينتظر منه اضافة لفظ آخر لاتمام فائدته. مثل الصبر شجاعة. قيمة كل امرئ ما يحسنه. إذا علمت فاعمل - فهذا هو (المركب التام). ويعرَّف بأنه: «ما يصح للمتكلّم السكوت عليه».

2 - أما إذا قال:

(قيمة كل امرئ …) وسكت، أو قال:

(إذا علمت …) بغير جواب للشرط، إن السامع يبقي منتظراً ويجده ناقصاً، حتي يتم كلامه. فمثل هذا يسمي (المركب الناقص). ويعرف بأنه: (ما لا يصح السكوت عليه).

ب - الخبر و الانشاء.

كل مركب تام له نسبة قائمة بين أجزائه تسمي النسة التامة أيضاً، و هذه النسبة:

1 - قد تكون لها حقيقة ثابتة في ذاتها، مع غض النظر عن اللفظ. وإنما يكون لفظ المركب حاكياً وكاشفاً عنها. مثلما إذا وقع حادث أو يقع فيما يأتي، فأخبرت عنه، كمطر السماء، فقلت: مطرت السماء، أو تمطر غداً. فهذا يسمي (الخبر) ويسمي

أيضاً (القضية) و (القول). و لا يجب في الخبر أن يكون مطابقاً للنسبة الواقعة: فقد يطابقها فيكون صادقاً، و قد لا يطابقها فيكون كاذباً.

إذن الخبر هو: «المركب التام الذي يصح أن نصفه بالصدق أو الكذب» (). و الخبر هو الذي يهم المنطقي أن يبحث عنه، و هو متعلق التصديق.

2 - و قد لا تكون للنسبة التامة حقيقة ثابتة بغض النظر عن اللفظ، وانما اللفظ هو الذي يحقق النسبة ويوجدها بقصد المتكلم، وبعبارة أصرح ان المتكلم يوجد المعني بلفظ المركب، فليس وراء الكلام نسبة لها حقيقة ثابتة يطابقها الكلام تارة و لا يطابقها أخري. ويسمي هذا المركب (الانشاء).

و من أمثلته:

1 - (الأمر) نحو:

احفظ الدرس.

2 - (النهي) نحو:

لا تجالس دعاة السوء.

3 - (الاستفهام) نحو:

هل المريخ مسكون؟

4 - (النداء) نحو:

يا محمد!

5 - (التمني) نحو:

لو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين!

6 - (التعجب) نحو:

ما أعظم خطر الإنسان!

7 - (العقد):

كإنشاء عقد البيع و الاجارة و النكاح ونحوها نحو بعت وآجرت وأنكحت …

8 - (الايقاع): كصيغة الطلاق و العتق و الوقف ونحوها نحو فلانة طالق. وعبدي حر …

وهذه المركبات كلها ليس لمعانيها حقائق ثابتة في أنسها - بغض النظر عن اللفظ - تحكي عنها فتطابقها أو لا تطابقها، وإنما معانيها تنشأ وتوجد باللفظ، فلا يصح وصفها بالصدق و الكذب.

فالانشاء هو: «المركب التام الذي لا يصح أن نصفه بصدق وكذب».

أقسام المفرد

المفرد:

كلمة. اسم. أداة.

1 - (الكلمة) و هي الفعل باصطلاح النحاة. مثل: كتب. يكتب. اكتب. فإذا لاحظنا هذه الأفعال أو الكلمات الثلاث نجدها:

(أولاً) تشترك في مادة لفظية واحدة محفوظة في الجميع هي (الكاف فالتاء فالباء). وتشترك أيضاً في معني واحد هو معني الكتابة، و هو معني مستقل في نفسه.

و (ثانياً) تفترق في هيئاتها

اللفظية، فإن لكل منها هيئة تخصها. وتفترق أيضاً في دلالتها علي نسبة تامة زمانية تختلف باختلافها، و هي نسبة ذلك المعني المستقل المشترك فيها إلي فاعل ما غير معين في زمان معين من الأزمنة. فكتب تدل علي نسبة الحدث (وهو المعني المشترك) إلي فاعل ما، واقعة في زمان مضي. ويكتب علي نسبة تجدد الوقوع في الحال أو في الاستقبال إلي فاعلها. واكتب علي نسبة طلب الكتابة في الحال من فاعل ما.

ومن هذا البيان نستطيع أن نستنتج ان المادة التي تشترك فيها الكلمات الثلاث تدل علي المعني الذي تشترك فيه، و إن الهيئة التي تفترق فيها وتختلف تدل علي المعني الذي تفترق فيه ويختلف فيها:

وعليه يصح تعريف الكلمة بأنها: «اللفظ المفرد الدال بمادته علي معني مستقل في نفسه وبهيئته علي نسبة ذلك المعني إلي فاعل لا بعينه نسبة تامة زمانية».

وبقولنا: نسبة تامة تخرج الأسماء المشتقة كاسم الفاعل و المفعول و الزمان و المكان، فانها تدل بمادتها علي المعني المستقل وبهيئاتها علي نسبة إلي شيء لا بعينه في زمان ما، ولكن النسبة فيها نسبة ناقصة لا تامة.

2 - (الاسم): و هو اللفظ المفرد الدال علي معني مستقل في نفسه غير مشتمل علي هيئة تدل علي نسبة تامة زمانية. مثل: محمد. انسان. كاتب. سؤال. نعم قد يشتمل علي هيئة تدل علي نسة ناقصة كأسماء الفاعل و المفعول و الزمان ونحوها كما تقدم، لأنها تدل علي ذات لها هذه المادة.

3 - (الأداة) و هي الحرف باصطلاح النحاة.

و هو يدل علي نسبة بين طرفين. مثل: (في) الدالة علي النسبة الظرفية.

و (علي) الدالة علي النسبة الاستعلائية.

و (هل) الدالة علي النسبة الاستفهامية. و النسبة دائماً غير مستقلة في نفسها، لأنها لا تتحقق

إلا بطرفيها.

فالأداة تعرف بأنها: (اللفظ المفرد الدال علي معني غير مستقل في نفسه).

(ملاحظة) - الأفعال الناقصة مثل كان وأخواتها في عرف المنطقيين - علي التحقيق - تدخل في الأدوات، لأنها لا تدل علي معني مستقل في نفسها لتجردها عن الدلالة علي الحدث، بل إنما تدل علي النسبة الزمانية فقط. فلذلك تحتاج إلي جزء يدل علي الحدث، نحو (كان محمد قائماً) فكلمة قائم هي التي تدل عليه.

وفي عرف النحاة معدودة من الأفعال وبعض المناطقة يسميها (الكلمات الوجودية).

تمرينات

1 - ميّز الألفاظ المفردة و المركبة مما يأتي:

مكة المكرمة تأبّط شراً صردر

جعفر الصادق امرؤ القيس منتدي النشر

ملك العراق أبو طالب النجف الأشرف

هنيئاً ديك الجن صبراً

2 - ميّز المركبات التامة و الناقصة و الخبر و الانشاء مما يأتي:

الله أكبر نجمة القطب يا الله

صباح الخير السلام عليكم ماء الفرات

غير المغضوب عليهم لا إله إلاّ الله زر غباً تزدد حباً

سبحان ربي العظيم وبحمده شاعر وناظم

3 - اذكر كم هي الانشاءات و الأخبار في سورة القدر.

4 - ان اللفظ المحذوف دائماً يعتبر كالموجود، فقولنا في العنوان: (تمرينات) أتعده مفرداً أم مركباً. و لو كان مركباً فماذا تظن: أهو ناقص أم تام؟

5 - تأمل هل يمكن أن يقع تقابل التضاد بين (الأدوات) ولماذا؟

الباب الثاني: مباحث الكلي

الكلي و الجزئي

يدرك الإنسان مفهوم الموجودات التي يحسّ بها، مثل: محمد. هذا الكتاب. هذا القلم. هذه الوردة. بغداد. النجف … و إذا تأملها يجد كل واحد منها لا ينطبق علي فرد آخر، و لا يصدق إلا علي ذلك الموجود وحده. و هذا هو المفهوم (الجزئي). ويصح تعريفه بأنه: «المفهوم الذي يمتنع صدقه علي أكثر من واحد».

ثم ان الإنسان إذا رأي جزئيات متعددة، وقاس بعضها إلي بعض، فوجدها تشترك في صفة واحدة انتزع منها صورة مفهوم شامل ينطبق علي كل واحد منها. و هذا المفهوم الشامل أو (الصورة المنتزعة) هو المفهوم (الكلي). ويصح تعريفه بأنه «المفهوم الذي لا يمتنع صدقه علي أكثر من واحد».

مثل مفهوم: انسان. حيوان. معدن. أبيض. تفاحة. حجر. عالم. جاهل. جالس في الدار. معترف بذنبه.

تكملة تعريف الجزئي و الكلي:

لا يجب أن تكون أفراد الكلي موجودة فعلاً: فقد يتصور العقل مفهوماً كلياً صالحاً للانطباق علي أكثر من واحد من دون أن ينتزعه من جزئيات موجودة بالفعل، وإنما

يفرض له جزئيات يصح صده عليها، بل قد يمتنع وجود حتي فرد واحد له مثل مفهوم «شريك الباري»، ومفهوم «اجتماع النقيضين». و لا يضر ذلك في كليته.

وقد لا يوجد له إلا فرد واحد ويمتنع وجود غيره، مثل مفهوم «واجب الوجود»، لقيام البرهان علي ذلك، ولكن العقل لا يمنع من فرض أفراد لو وجدت لصدق عليها هذا المفهوم. و لو كان مفهوم «واجب الوجود» جزئياً، لما كانت حاجة إلي البرهان علي التوحيد، وكفي نفس تصور مفهومه لنفي وقوع الشركة فيه. وعليه فهذا الانحصار في فرد واحد انما جاء من قبل أمر خارج عن نفس المفهوم، لا أن نفس المفهوم يمتنع صدقه علي أفراد كثيرة.

إذن، بمقتضي هذا البيان لابد من إضافة قيد (ولو بالفرض) في تعريفي الجزئي و الكلي، فالجزئي: «مفهوم يمتنع صدقه علي كثير و لو بالفرض»، و الكلي: «لا يمتنع … و لو بالفرض».

(تنبيه) مداليل الأدوات كلها مفاهيم جزئية، و الكلمات أي (الأفعال) بهيئائها تدل علي مفاهيم جزئية، وبموادها علي مفاهيم كلية. أما الأسماء فمداليلها تختلف، فقد تكون كلية كأسماء الأجناس، و قد تكون جزئية كأسماء الأعلام وأسماء الاشارة و الضمائر ونحوها.

الجزئي الاضافي

الجزئي الذي تقدم البحث عنه يسمي (الجزئي الحقيقي). و هنا اصطلاح آخر للجزئي يقال له (الجزئي الاضافي) ، لاضافته إلي ما فوقه، و مع ذلك قد يكون كلياً إذا كان أضيق دائرة من كلي آخر أوسع منه.

توضيحه: انك تجد ان (الخط المستقيم) مفهوم كل منتزع من عدة أفراد كثيرة، وتجد أن (الخط المنحني) أيضاً مفهوم كلي منتزع من مجموعة أفراد أخري فإذا ضممنا احدي المجموعتين إلي الأخري و ألغينا ما بينهما من الفروق، ننتزع مفهوماً كلياً أكثر سعة من المفهومين الأولين يصدق علي

جميع أفرادهما، و هو مفهوم (الخط). فهذا المفهوم الثالث الكبير نسبته إلي المفهومين الصغيرين، كنسبة كل منهما إلي أفراد نفسه، فكما كان الفرد من الصغير بالاضافة إلي الصغير نفسه جزئياً، فالكلي الصغير أيضاً بالاضافة إلي الكلي الكبير كالجزئي من جهة النسبة، فيسمي (جزئياً اضافياً) لا بالحقيقة لأنه في نفسه كلي حقيقة.

وكذا الجزئي الحقيقي من جهة اضافته إلي الكلي الذي فوقه يسمي (جزئياً اضافياً).

وهكذا كل مفهوم بالاضافة إلي مفهوم أوسع منه دائرة يسمي (جزئياً اضافياً) ، فزيد مثلاً جزئي حقيقي في نفسه وجزئي اضافي بالقياس إلي الحيوان، و كذا الحيوان بالقياس إلي الجسم النامي، و الجسم النامي بالقياس إلي مطلق الجسم.

إذن يمكن تعريف الجزئي الاضافي بأنه (الأخص من شيء) أو «المفهوم المضاف إلي ما هو أوسع منه دائرة».

المتواطئ و المشكك

ينقسم الكلي إلي المتواطئ و المشكك، لأنه:

أولاً: إذا لاحظت كلياً مثل الانسان و الحيوان و الذهب و الفضة، وطبقته علي أفراده، فانك لا تجد تفاوتاً بين الأفراد في نفس صدق المفهوم عليه: فزيد وعمرو وخالد إلي آخر أفراد الانسان من ناحية الانسانية سواء، من دون أن تكون انسانية أحدهم أولي من انسانية الآخر و لا أشد و لا أكثر، و لا أي تفاوت آخر في هذه الناحية. و إذا كانوا متفاوتين ففي نواحٍ أخري غير الانسانية، كالتفاوت بالطول و اللون و القوة و الصحة و الاخلاص وحسن التفكير … و ما إلي ذلك.

وكذا أفراد الحيوان و الذهب، ونحوهما، ومثل هذا الكلي المتوافقة أفراده في مفهومه يسمي (الكلي المتواطئ) أي المتوافقة أفراده فيه، و التواطؤ: هو التوافق و التساوي.

ثانياً: إذا لاحظت كلياً مثل مفهوم البياض و العدد و الوجود، وطبقته علي أفراده، تجد - علي العكس من النوع السابق،

تفاوتاً بين الأفراد في صدق المفهوم عليها، بالاشتداد أو الكثرة أو الأولوية أو التقدم. نري بياض الثلج أشد بياضاً من بياض القرطاس، وكل منهما بياض. وعدد الألف أكثر من عدد المائة، وكل منهما عدد. ووجود الخالق أولي من وجود المخلوق، ووجود العلة متقدم علي وجود المعلول بنفس وجوده لا بشيء آخر، وكل منهما وجود.

وهكذا الكلي المتفاوتة أفراده في صدق مفهومه عليها يسمي (الكلي المشكك) و التفاوت يسمي (تشكيكاً).

تمرينات

1 - عيّن الجزئي و الكلي من مفاهيم الأسماء الموجودة في الأبيات التالية:

أ - ما كل ما يتمني المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

ب - هذا الذي تعرف البطحاء وطأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم

ج - نحن بما عندنا و أنت بما عندك راض و الرأي مختلف

2 - بيّن ما إذا كانت الشمس و القمر و العنقاء و الغول و الثريا و الجدي و الارض من الجزئيات الحقيقية أو من الكليات، واذكر السبب.

3 - إذا قلت لصديقك (ناولني الكتاب) و كان في يده كتاب ما، فما المفهوم من الكتاب هنا جزئي أم كلي؟

4 - إذا قلت لكتبي: (بعني كتاب القاموس) ، فما مدلول كلمة القاموس، جزئي أم كلي؟

5 - إذا قال البائع: (بعتك حقة من هذه الصبرة من الطعام) فما المبيع جزئي أم كلي؟

6 - عين المتواطئ و المشكك من الكليات التالي:

العلم. الكاتب. القلم. العدل. السواد. النبات. الماء. النور. الحياة. القدرة. الجمال. المعدن.

7 - اذكر خمسة أمثلة للجزئي الاضافي، واختر ثلاثة منها من التمرين السابق.

المفهوم و المصداق

(المفهوم): نفس المعني بما هو، أي نفس الصورة الذهنية المنتزعة من حقائق الأشياء.

و (المصداق): ما ينطبق عليه المفهوم، أو حقيقة الشيء الذي تنتزع منه الصورة الذهنية (المفهوم).

فالصورة الذهنية لمسمي (محمد) مفهوم جزئي، و الشخص الخارجي الحقيقي مصداقه. و الصورة الذهنية لمعني (الحيوان) مفهوم كلي، وأفراده الموجودة و ما يدخل تحته من الكليات كالانسان و الفرس و الطير مصاديقه. و الصورة الذهنية لمعني (العدم) مفهوم كلي، و ما ينطبق عليه و هو العدم الحقيقي مصداه … وهكذا.

(لفت نظر): يعرف من المثال الأول ان المفهوم قد يكون جزئياً حقيقياً واضافياً. ويعرف من الثالث أن المصداق لا يجب أن

يكون الأمور الموجودة و الحقائق العينية، بل المصداق هو كل ما ينطبق عليه المفهوم و إن كان أمراً عدمياً لا تحقق له في الأعيان.

العنوان و المعنون

أو

دلالة المفهوم علي مصداقه

إذا حكمت علي شيء بحكم قد يكون نظرك في الحكم مقصوراً علي المفهوم وحده، بأن يكون هو المقصود في الحكم، كما تقول: (الإنسان: حيوان ناطق) ، فيقال للإنسان حينئذ الانسان بالحمل الأولي.

وقد يتعدي نظرك في الحكم إلي أبعد من ذلك، فتنظر إلي ما وراء المفهوم، بأن تلاحظ المفهوم لتجعه حاكياً عن مصداقه ودليلاً عليه، كما تقول: (الإنسان ضاحك) أو (الإنسان في خسر) ، فتشير بمفهوم الانسان إلي أشخاص أفراده و هي المقصودة في الحكم، و ليس ملاحظة المفهوم في الحكم وجعله موضوعاً إلاّ للتوصل إلي الحكم علي الأفراد. فيسمي المفهوم حينئذٍ (عنواناً) و المصداق (معنوناً). ويقال لهذا الإنسان: الإنسان بالحمل الشايع.

ولأجل التفرقة بين النظرين نلاحظ الأمثلة الآتية:

1 - إذا قال النحاة: «الفعل لا يخبر عنه». فقد يعترض عليهم في بادي الأمر، فيقال لهم: هذا القول منكم إخبار عن الفعل، فكيف تقولون لا يخر عنه؟

والجواب: ان الذي وقع في القضية مخبراً عنه، وموضوعاً في القضية هو مفهوم الفعل، ولكن ليس الحكم له بما هو مفهوم، بل جعل عنواناً وحاكياً عن مصاديقه وآلة لملاحظتها، و الحكم في الحقيقة راجع للمصاديق نحو ضرب ويضرب. فالفعل الذي له هذا الحكم حقيقة هو الفعل بالحمل الشايع.

تمرينات

1 - لو قال القائل:

«الحرف لا يخبر عنه»، فاعترض عليه انه كيف أخبرت عنه؟ فبماذا تجيب؟

2 - لو اعترض علي قول القائل:

«العدم لا يخبر عنه» أنه قد أخبرت عنه الآن، فما الجواب؟

3 - لو اعترض علي المنطقي بأنه كيف تقول: «ان الخبر كلام تام يحتم الصدق و الكذب» وقولك (الخبر) جعلته موضوعاً لهذا الخبر، فهو مفرد لا يحتمل الصدق و الكذب.

4 - لو قال لك صاحب علم التفسير: «المتشابه محكم» و

قال الأصولي (المجمل مبين) و قال المنطقي (الجزئي كلي) و (الكلي غير موجود بالخارج) ، فبماذا تفسر كلامهم ليرتع هذا التهافت الظاهر.

5 - لو قال القائل:

«العلة و المعلول متضائفان. وكل متضائفين يوجدان معاً». و هذا ينتج ان العلة و المعلول يوجدان معاً. و هذه النتيجة غلط باطل، لأن العلة بالضروة متقدمة علي المعلول، فبأي بيان تكشف هذه المغالطة.

ومثله لو قال:

الأب و الابن متضائفان أو المتقدم و المتأخر متضائفان وكل متضائفين يوجدان معاً.

النسب الأربع
اشارة

تقدم في الباب الأول انقسام الألفاظ إلي مترادفة ومتباينة. و المقصود بالتباين هناك التباين بحسب المفهوم أي ان معانيها متغايرة. و هنا سنذكر أن من جملة النسب التباين و المقصود به التباين بحسب المصداق.

فما كنا نصطلح عليه هناك بالمتباينة، هنا نقسم النسبة بينها إلي أربعة أقسام، وقسم منها المتباينة، لاختلاف الجهة المقصودة في البحثين، فانا كنا نتكلم هناك عن تقسيم الألفاظ بالقياس إلي تعدد المعني واتحاده.

أما هنا فالكلام عن النسبة بين المعاني باعتبار اجتماعها في المصداق وعدمه. و لا يتصور هذا البحث إلا بين المعاني المتغايرة أي المعاني المتباينة بحسب المفهوم، إذ لا يتصور فرض النسبة بين المفهوم ونفسه، فنقول:

كل معني إذا نسب إلي معني آخر يغايره ويباينه مفهوماً فأما أن يشارك كل منهما الآخر في تمام أفرادهماز و اما أن يشارك كل منهما الآخر في بعض أفراده، وهما اللذان بينهما نسبة العموم و الخصوص من وجه، و اما أن يشارك أحدهما الآخر في جميع أفراده دون العكس، وهما اللذان بينهما نسبة العموم و الخصوص مطلقاً. و اما أن لا يشارك أحدهما الآخر أبداً، وهما المتباينان. فالنسب بين المفاهيم أربع. التساوي، و العموم و الخصوص مطلقاً و العموم و الخصوص من وجه، و

التباين.

1 - (نسبة التساوي)

وتكون بين المفهومين اللذين يشتركان في تمام أفرادهما، كالإنسان و الضاحك، فإن كل إنسان ضاحك وكل ضاحك إنسان. ونقربهما إلي الفهم بتشبيههما بالخطين المتساويين اللذين ينطبق أحدهما علي الآخر تمام الانطباق. ويمكن وضع نسبة التساوي علي هذه الصورة: -

ب = ح

باعتبار أن هذه العلامة (=) علامة علي التساوي، كما هي في العلوم الرياضية، وتقرأ يساوي. وطرفاها (ب، ح) حرفان يرمز بهما إلي المفهومين المتساويين.

2 - (نسبة العموم و الخصوص مطلقاً)

وتكون بين المفهومين اللذين يصدق أحدهما علي جميع ما يصدق عليه الآخر و علي غيره، ويقال للأول: (الأعم مطلقاً) ، وللثاني (الأخص مطلقاً) ، كالحيوان و الانسان، و المعدن و الفضة، فكل ما صدق عليه الانسان يصدق عليه الحيوان، و لا عكس. فانه يصدق الحيوان بدون الانسان. و كذا الفضة و المعدن.

ونقربهما إلي المفهوم بتشبيههما بالخطين غير المتساويين. وانطبق الأكبر منهما علي تمام الأصغر وزاد عليه. ويمكن وضع هذه النسبة علي الصورة الآتية:

ب < ح

باعتبار ان هذه العلامة () تدل علي أن ما قبلها أعم مطلقاً مما بعدها وتقرأ (أعم مطلقاً من) ، كما تقرأ في العلوم الرياضية (أكبر من). ويصح أن نقلبها ونضعها علي هذه الصورة:

ح > ب

وتقرأ (أخص مطلقاً من) كما تقرأ في العلوم الرياضية (أصغر من) ، فتدل علي ان ما قبلها أخص مطلقاً مما بعدها.

3 - (نسبة العموم و الخصوص من وجه)

وتكون بين المفهومين اللذين يجتمعان في بعض مصاديقهما، ويفترق كل منهما عن الآخر في مصاديق تخصه، كالطير و الأسود، فانهما يجتمعان في الغراب لأنه طير وأسود، ويفترق الطير عن الأسود في الحمام مثلاً و الأسود عن الطير في الصوف الأسود مثلاً. ويقال لكل منهما أعم من وجه وأخص من وجه.

ونقربهما إلي الفهم بتشبيههما بالخطين المتقاطعين هكذا x يلتقيان في نقطة مشتركة ويفترق كل منهما عن الآخر في نقاط تخصه. ويمكن وضع النسبة علي الصورة الآتية:

ب x ح

أي بين (ب، ح) عموم وخصوص من وجه.

4 - (نسبة التباين)

وتكون بين المفهومين اللذين لا يجتمع أحدهما مع الآخر في فرد من الأفراد أبداً. وأمثلته جميع المعاني المتقابلة التي تقدمت في بحث التقابل و كذا بعض المعاني المتخالفة مثل الحجر و الحيوان. ونشبهها بالخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان أبداً مهما امتدا. ويمكن وضع التباين علي الصورة الآتية:

ب // ح

أي ان ب يباين ح.

النسب بين نقيضي الكليين
اشارة

كل كليين بينهما احدي النسب الأربع لابد أن يكون بين نقيضيهما أيضاً نسبة من النسب كما سيأتي. ولتعيين النسبة يحتاج إلي إقامة البرهان. وطريقة البرهان التي نتبعها هنا تعرف (بطريقة الاستقصاء) أو طريقة الدوران و الترديد، وسيأتي ذكرها في مبحث (القياس الاستثنائي). و هي أن تفرض جميع الحالات المتصورة للمسألة، ومتي ثبت فسادها جميعاً عدا واحدة منها، فان هذه الواحدة هي التي تنحصر المسألة بها، وتثبت صحتها.

فلنذكر النسبة بين نقيضي كل كليين مع البرهان فنقول:

1 - (نقيضا المتساويين متساويين أيضاً)

أي انه إذا كان الانسان يساوي الناطق فان لا انسان يساوي لا ناطق. وللبرهان علي ذلك نقول:

المفروض أن ب = ح

والمدعي أن لا ب = لا ح

(البرهان) لو لم يكن لا ب = لا ح

لكان بينهما احدي النسب الباقية. و علي جميع التقادير لابد أن يصدق أحدهما بدون الآخر في الجملة.

فلو صدق لا ب بدون لا ح

لصدق لا ب مع ح لأن النقيضين لا يرتفعان

ولازمه ألا يصدق ب مع ح لأن النقيضين لا يجتمعان

وهذا خلا المفروض و هو ب = ح

وعليه فلا يمكن أن يكون بين لا ب، و لا ح من النسب الأربع غير التساوي، فيجب أن يكون:

لا ب = لا ح و هو المطلوب

2 - (نقيضا الأعم و الأخص مطلقاً بينهما عموم وخصوص مطلقاً)

، ولكن علي العكس، أي ان نقيض الأعم أخص ونقيض الأخص أعم.

فإذا كان ب < ح

كان لا ب > لا ح

كالانسان و الحيوان، فان (لا انسان) أعم مطلقاً من (لا حيوان) ، لأن (لا انسان) يصدق علي كل (لا حيوان) و لا عكس، فان الفرس و القرد و الطير إلي آخره يصدق عليها لا إنسان و هي من الحيوانات: وللبرهنة علي ذلك نقول:

المفروض ان ب < ح

والمدعي ان لا ب > لا ح

(البرهان) لو لم يكن لا ب > لا ح

لكان بينهما احدي النسب الباقية أو العموم و الخصوص مطلقاً بأن يكون نقيض الأعم أعم مطلقاً لا أخص

فلو كان لا ب = لا ح

لكان ب = ح لأن نقيضي المتساويين متساويان و هو خلاف الفرض.

ولو كان بينهما نسبة التباين أو العموم و الخصوص من وجه أو أن (لا ب) أعم مطلقاً، للزم علي جميع الحالات الثلاث أن يصدق:

لا ح بدون لا ب

ويلزم حينئذٍ أن يصدق لا ب مع ح

لأن النقيضين لا يرتفعان

ومعناه أن يصدق ح بدون ب

أي يصدق الأخص بدون الأعم و هو خلاف الفرض

وإذا بطلت الاحتمالات الأربعة تعين أن يكون:

لا ب = لا ح

3 - (نقيضا الأعم و الأخص من وجه متباينان تبايناً جزئياً)

ومعني «التباين الجزئي»: عدم الاجتماع في بعض الموارد، مع غض النظر عن الموارد الأخري سواء كانا يجتمعان فيها أو لا، فيعم التباين الكلي و العموم و الخصوص من وجه. لأن الأعم و الأخص من وجه لا يجتمعان في بعض الموارد قطعاً. و كذا يصح في المتباينين تبايناً كلياً أن يقال انهما لا يجتمعان في بعض الموارد.

فإذا قلنا: ان بين نقيضي الأعم و الأخص من وجه تبايناً جزئياً، فالمقصود به انهما في بعض الأمثلة قد يكونان متباينين تبايناً كلياً، و في البعض الآخر قد يكون بينهما عموماً وخصوصاً من وجه، لأنهما يجتمعان في الفرس ويفترق الحيوان عن اللاانسان في الانسان ويفترق اللانسان عن الحيوان في الحجر، ولكن بين نيضيهما تبايناً كلياً فان اللاحيوان يباين الانسان كلياً. و الثاني مثل الطير و الأسود ان نقيضيهما لا طير و لا أسود بينهما عموم وخصوص من وجه أيضاً، لأنهما يجتمعان في القرطاس ويفترق لا طير في الثوب الأسود ويفترق لا أسود في الحمام الأبيض.

والجامع بين العموم و الخصوص من وجه وبين التباين الكلي هو التباين الجزئي. وللبرهنة علي ذلك نقول:

المفروض أن ب x ح

والمدعي أن لا ب يباين لا ح تبايناً جزئياً:

(البرهان): لو لم يكن لا ب يباين لا ح تبايناً جزئياً

لكان بينهما احدي النسب الأربع بالخصو.

(1) فلو كان لا ب = لا ح

للزم أن يكون ب = ح لأن نقيضي المتساويين متساويان و هذا خلاف الفرض.

(2) و لو كان لا ب > لا ح

لكان ب ح لأن نقيض الأعم أخص و

هذا أيضاً خلاف الفرض.

(3) و لو كان لا ب x لا ح فقط

لكان ذلك دائماً مع انه قد يكون بينهما تباين كي كما تقدم في مثال (لا حيوان وانسان).

(4) و لو كان لا ب // لا ح فقط

لكان ذلك دائماً أيضاً مع أنه قد يكون بينهما عموم وخصوص من وجه كما تقدم في مثال (لا طير و لا أسود).

وعلي هذا تعين أن يكون (لا ب) يباين (لا ح) تبايناً جزئياً (وهو المطلوب).

4 - (نقيضا المتباينين متباينان تبايناً جزئياً) أيضاً

والبرهان عليه كالبرهان السابق بلا تغيير إلا في المثال، لأنا نري ان بينهما في بعض الأمثلة تبايناً كلياً، كالموجود و المعدوم، ونقيضاهما اللاموجود و اللامعدوم، و في البعض الآخر عموماً وخصوصاً من وجه، كالانسان و الحجر، ونقيضاهما لا انسان و لا حجر، وبينهما عموم وخصوص من وجه، لأنهما يجتمعان في الفرس مثلاً ويفترق كل منهما عن الآخر في عين الآخر، فاللاانسان يفترق عن اللاحجر في الحجر و اللاحجر عن اللاانسان في الانسان.

تمرينات

أ - بيِّن ماذا بين الأمثلة الآتية من النسب الأربع وماذا بين نقيضيهما:

1 - الكاتب و القارئ

2 - الشاعر و الكاتب

3 - الشجاع و الكريم

4 - السيف و الصارم

5 - المايع و الماء

6 - المشترك و المترادف

7 - السواد و الحلاوة

8 - الأسود و الحلو

9 - النائم و الجالس

10 - اللفظ و الكلام

ب - اشرح البراهين علي كل واحدة من النسب بين نقيضي الكليين بعبارة صحة مع عدم استعمال الرموز و الاشارات.

ج - اذكر مثالين من غير ما مر عليك لكل من النسب الأربع.

الكليات الخمسة
اشارة

الكلي: ذاتي وعرضي.

الذاتي: نوع وجنس و فصل.

العرضي: خاصة وعرض عام.

قد يسأل سائل عن شخص انسان (من هو؟).

و قد يسأل عنه … (ما هو؟).

فهل تجد فرقاً بين السؤالين؟ لا شك ان الأول سؤال عن مميزاته الشخصية. و الجواب عنه: (ابن فلان) ، أو مؤلف كتاب كذا، أو صاحب العمل الكذائي، أو ذو الصفة الكذائية … وأمثال ذلك من الأجوبة المقصود بها تعيين المسؤول عنه من بين الأشخاص أمثاله. ويغلط المجيب لو قال:

(انسان) ، لأنه لا يميزه عن أمثاله من أفراد الانسان. ويصطلح في هذا العصر علي الجواب عن هذا السؤال ب (الهوية الشخصية) مأخوذة من كلمة (هو) ، كالمعلومات التي تسجل عن الشخص في دفتر النفوس.

أما السؤال الثاني، فانما يسأل به عن حقيقة الشخص التي يتفق بها مع الأشخاص الآخرين أمثاله، و المقصود بالسؤال تعيين تمام حقيقته بين الحقائق لا شخصه بين الأشخاص. و لا يصلح للجواب إلا كمال حقيقته فتقول: (انسان) دون ابن فلان ونحوه. ويسمي الجواب عن هذا السؤال: النوع

1 النوع

وهو أول الكليات الخمسة

وسيأتي قريباً تعريفه.

و قد يسأل السائل عن زيد وعمرو و خالد … (ما هي؟).

و قد يسأل السائل عن زيد وعمرو و خالد و هذه الفرس و هذا الأسد (ما هي).

هل تجد فرقاً بين السؤالين؟ تأمل فيهما، فستجد ان (الأول) سؤال عن حقيقة جزئيات متفقة بالحقيقة مختلفة بالعدد.

و (الثاني) سؤال عن حقيقة جزئيات مختلفة بالحقيقة و العدد.

والجواب عن الأول بكمال الحقيقة المشتركة بينهما، فتقول: انسان.

و هو (النوع) المتقدم ذكره.

وعن الثاني أيضاً بكمال الحقيقة المشتركة بينها، فتقول: حيوان ويسمي: الجنس

2 الجنس

وهو ثاني الكليات الخمسة

وعليه يمكن تعريفهما بما يأتي:

1 - (النوع) هو تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالعدد فقط في جواب ما هو؟

2 - (الجنس) هو تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالحقيقة في جواب ما هو؟

وإذا تكثرت الجزئيات بالحقيقة فلابد أن تتكثر بالعدد قطعاً.

* * *

و قد يسأل السائل عن الانسان و الفرس … و القرد (ما هي؟)

و قد يسأل السائل عن الانسان فقط … (ما هو؟)

لاحظ ان (الكليات) هي المسؤول عنها هذه المرة! فماذا تري ينبغي أن يكون الجواب عن كل من السؤالين؟ نقول: أما الأول فهو سؤال عن كليات مختلفة الحقائق، فيجاب عنه بتمام الحقيقة المشتركة بينها.

و هو الجنس. فتقول في المثال: (حيوان). و منه يعرف ان الجنس يقع أيضاً جواباً عن السؤال بما هو عن الكليات المختلفة بالحقائق التي تكون أنواعاً له، كما يقع جواباً عن السؤال بما هو عن الجزئيات المختلفة بالحقائق.

وأما الثاني. فهو سؤال بما هو عن كلي واحد. وحق الجواب الصحيح الكامل نقول في المثال: (حيوان ناطق) ، فيتكفل الجواب بتفصيل ماهية الكلي المسؤول عنه وتحليلها إلي تمام الحقيقة التي يشاركه فيها غيره وإلي الخصوصية التي بها

يمتاز عن مشاركاته في تلك الحقيقة. ويسمي مجموع الجواب (الحد التام) كما سيأتي في محله. وتمام الحقيقة المشتركة التي هي الجزء الأول من الجواب هي (الجنس) و قد تقدم. و الخصوصية المميزة التي هي الجزء الثاني من الجواب هي: الفصل

3 الفصل

وهو ثالث الكليات و من هذا يتضح ان الفصل جزء من مفهوم الماهية، ولكنه الجزء المختص بها الذي يميزها عن جميع ما عداها، كما ان الجنس جزؤها المشترك الذي أيضاً يكون جزءاً للماهيات الأخري.

ويبقي شيء ينبغي ذكره، و هو أنا كيف نسأل ليقع الفصل وحده جواباً؟ وبعبارة أوضح: ان الفصل وحده يقع في الجواب عن أي سؤال».

نقول: يقع الفصل جواباً عما إذا سألنا عن خصوصية الماهية التي بها نمتاز عن أغيارها، بعد أن نعرف تمام الحقيقة المشتركة بينها وبين أغيارها. فإذا رأينا شبحاً من بعيد وعرفنا انه حيوان وجهلنا خصوصيته بطبيعتنا نسأل فنقول: (أي حيوان هو في ذاته). و إن شئت قلت بدل في ذاته: في جوهره أو حقيقته، فإن المعني واحد. و الجواب عن الأول (ناطق) فقط و هو فصل الإنسان أو (صاهل) و هو فصل الفرس.

و عن الثاني (حساس) مثلاً و هو فصل الحيوان.

إذن يصح أن نقول ان الفصل يقع في جواب (أي شيء). وشيء كناية عن الجنس الذي عرف قبل السؤال عن الفصل. وعليه يصح تعريف الفصل بما يأتي:

«هو جزء الماهية المختص بها الواقع في جواب أي شيء هو في ذاته».

تقسيمات

(1) النوع: حقيقي واضافي.

(2) الجنس: قريب وبعيد ومتوسط.

(3) النوع الاضافي: عال وسافل ومتوسط.

(4) الفصل: قريب وبعيد. مقوِّم ومقسِّم.

(1) لفظ النوع مشترك بين معنيين أحدهما (الحقيقي) ، و هو أحد الكليات الخمسة، و قد تقدم. وثانيهما (الاضافي). و المقصود به الكلي الذي فوقه جنس. فهو نوع بالاضافة إلي الجنس الذي فوقه سواء كان نوعاً حقيقياً أو لم يكن، كالانسان بالاضافة إلي جنسه و هو الحيوان، وكالحيوان بالاضافة إلي جنسه و هو الجسم النامي، وكالجسم النامي بالاضافة إلي الجسم المطلق، وكالجسم المطلق بالاضافة

إلي الجوهر.

(2) قد تتألف سلسلة من الكليات يندرج بعضها تحت بعض، كالسلسلة المتقدمة التي تبتديء بالانسان وتنتهي بالجوهر. فإذا ذهبت بها (متصاعداً) من الانسان، فمبدؤها (النوع) و هو الانسان في المثال، وبعده الجنس الأدني الذي هو مبدأ سلسلة الأجناس، ويسمي (الجنس القريب) ، لأنه أقربها إلي النوع. ويسمي أيضاً (الجنس السافل).

و هو الحيوان في المثال.

ثم هذا الجنس فوقه جنس أعلي … حتي تنتهي إلي الجنس الذي ليس فوقه جنس. ويسمي (الجنس البعيد) و (الجنس العالي) و (الجنس المتوسط). ويسمي (بعيداً) أيضاً كالجسم المطلق و الجسم النامي. فالجنس علي هذا قريب وبعيد ومتوسط أو سافل وعال ومتوسط.

(3) و إذا ذهبت في السلسلة متنازلاً مبتدئاً من جنس الأجناس إلي ما دونه، حتي تنتهي إلي النوع الذي ليس تحته نوع. فما كان بعد جنس الأجناس يسمي (النوع العالي) ، و هو مبدأ سلسلة الأنواع الاضافية، و هو الجسم المطلق في المثال. وأخيرها أي منتهي السلسلة يسمي (نوع الأنواع) أو (النوع السافل) ، و هو الانسان في المثال. أما ما يقع بين العالي و السافل فهو (المتوسط) ، كالحيوان و الجسم النامي. فالجسم النامي جنس متوسط ونوع متوسط.

إذن النوع الاضافي: عال ومتوسط وسافل.

(تنبيه) يتضح مما سبق ان كلا من المتوسطات لا بد أن يكون نوعاً لما فوقه وجنساً لما تحته. و المتوسط النوع و الجنس قد يكون واحداً إذا تألفت سلسلة الكليات من أربعة، و قد يكون أكثر إذا كانت السلسلة أكثر من أربعة.

فمثال الأول: (الماء) المندرج تحت (السائل) المندرج تحت (الجسم) المندرج تحت (الجوهر). أو (البياض) المندرج تحت (اللون) المندرج تحت (الكيف المحسوس) المندرج تحت (الكيف).

ومثال الثاني: سلسلة الانسان إلي الجوهر المؤلفة من خمسة كليات كما تقدم، أو

(متساوي الساقين) المندرج تحت (المثلث) المندرج تحت (الشكل المستقيم الاضلاع) المندرج تحت (الشكل المستوي) المندرج تحت (الشكل) المندرج تحت (الكم). و هذه السلسلة مؤلفة من ستة كليات، و الأنواع المتوسطة ثلاثة (المثلث، و الشكل المستقيم الاضلاع، و الشكل المستوي). و الأجناس المتوسطة ثلاثة أيضاً (الشكل المستقيم الاضلاع، و الشكل المستوي، و الشكل).

(4) وكل نوع اضافي لابد له من صل يكون جزءاً من ماهيته يقومها ويميزها عن الأنواع الأخر التي في عرضه المشتركة معه في الجنس الذي فوقه، كما يقسم الجنس إلي قسمين أحدهما نوع ذلك الفصل وثانيهما ما عداه، كالحساس المقوم للحيوان و المقسم للجسم النامي إلي حيوان و غير حيوان فيقال:

الجسم النامي حساس و غير حساس.

ولكن الفصل الذي يقوِّم نوعه المساوي له لابد أن يقوِّم أيضاً ما تحته من الأنواع. فالحساس المقوم للحيوان يقوم الانسان و غيره من أنواع الحيوان أيضاً. لأن الفصل للعالي لابد أن يكون جزءاً من العالي، و العالي جزء من السافل، وجزء الجزء جزء. فيكون الفصل المقوم للعالي جزءاً من السافل، فيقومه.

والقاعدة أيضاً إذا لوحظ بالقياس إلي نوعه المساوي له قيل له (الفصل القريب) كالحساس بالقياس إلي الحيوان، و الناطق بالقياس إلي الانسان. و إذا لوحظ بالقياس إلي النوع الذي تحت نوعه قيل له (الفصل البعيد) ، كالحساس بالقياس إلي الانسان.

والخلاصة: إن الفصل الواحد يسمي قريباً وبعيداً باعتبارين. ويسمي مقوماً ومقسماً باعتبارين.

الذاتي و العرضي

للذاتي و العرضي اصطلاحات في المنطق تختلف معانيها. و لا يهمنا الآن التعرض إلا لاصطلاحهم في هذا الباب، و هو الذي يسمونه بكتاب (ايساغوجي) أي كتاب الكليات الخمسة، حسب وضع مؤسس المنطق الحكيم (أرسطو). و كان علينا أن نتعرض لهذا الاصطلاح في أول بحث الكليات الخمسة، لولا انا

أردنا ايضاح المعني المقصود منه بتقديم شرح الكليات الثلاثة المتقدمة، فنقول:

1 - (الذاتي): هو المحمول الذي تتقوم ذات الموضوع به غير خارج عنها. ونعني (بما تتقوم ذات الموضوع به) ان ماهية الموضوع لا تتحقق إلا به فهو قوامها، سواء كان هو نفس الماهية كالانسان المحمول علي زيد وعمرو، أو كان جزءاً منها كالحيوان المحمول علي الانسان أو الناطق المحمول عليه، فان نفس الماهية أو جزأها يسمي (ذاتياً).

وعليه، فالذاتي يعم النوع و الجنس و الفصل، لأن النوع نفس الماهية الداخلة في ذات الأفراد، و الجنس و الفصل جزآن داخلان في ذاتها.

2 - (العرضي): هو المحمول الخارج عن ذات الموضوع، لاحقاً له بعد تقومه بجميع ذاتياته، كالضاحك اللاحق للانسان، و الماشي اللاحق للحيوان، و المتحيز اللاحق للجسم.

وعندما يتضح هذا الاصطلاح ندخل الآن في بحث باقي الكليات الخمسة، و قد بقي منها أقسام العرضي، فان العرضي ينقسم إلي:

الخاصة و العرض العام

الخاصة و العرض العام

لأن العرضي: و اما أن يختص بموضوعه الذي حمل عليه أي لا يعرض لغيره، فهو (الخاصة) سواء كانت مساوية لموضوعها كالضاحك بالنسبة إلي الانسان، أو كانت مختصة ببعض أفراده كالشاعر و الخطيب و المجتهد العارضة علي بعض أفراد الانسان. وسواء كانت خاصة للنوع الحقيقي كالأمثلة السابقة، أو للجنس المتوسط كالمتحيز خاصة الجسم، و الماشي خاصة الحيوان، أو لجنس الأجناس، كالموجود لا في موضوع خاصة الجوهر.

وإما أن يعرض لغير موضوعه أيضاً أي لا يختص به فهو (العرض العام) كالماشي بالقياس إلي الانسان، و الطائر بالقياس إلي الغراب، و المتحيز بالقياس إلي الحيوان، أو بالقياس إلي الجسم النامي.

وعليه، يمكن تعريف الخاصة و العرض العام بما يأتي:

(الخاصة): الكلي الخارج المحمول الخاص بموضوعه.

(العرض العام): الكلي الخارج المحمول علي موضوعه

و غيره.

تنبيهات وتوضيحات

الاول:

1 - قد يكون الشيء الواحد خاصة بالقياس إلي موضوع وعرضاً عاماً بالقياس إلي آخر، كالماشي، فانه خاصة للحيوان وعرض عام للانسان. ومثله، الموجود لا في موضوع، و المتحيز، ونحوها، مما يعرض الأجناس.

الثاني:

2 - و قد يكون الشيء الواحد عرضياً بالقياس إلي موضوع، وذاتياً بالقياس إلي آخر، كالملون، فانه خاصة الجسم مع انه جنس للأبيض و الأسود ونحوهما. ومثله مفرق البصر، فانه عرضي بالقياس إلي الجسم مع انه فصل للأبيض، لأن الأبيض (ملون مفرق البصر).

الثالث:

3 - كل من الخاصة و الفصل قد يكون مفرداً و قد يكون مركباً. مثال المفرد منهما الضاحك و الناطق. ومثال المركب من الخاصة قولنا للانسان: «منتصب القامة بادي البشرة». ومثال المركب من الفصل قولنا للحيوان: «حساس متحرك بالارادة».

4 صنف:

تقدم ان الفصل يقوم النوع ويميزه عن أنواع جنسه، أي يقسم ذلك الجنس، أو فقل (ينوع) الجنس. أما الخاصة فانها لا تقوّم الكلي الذي تختص به قطعاً، إلا انها تميزه عن غيره، أي انها تقسم ما فوق ذلك الكلي. فهي كالفصل من هذه الناحية في كونها تقسم الجنس، وتزيد عليه بأنها تقسم العرض العام أيضاً، كالموجود لا في موضوع الذي يقسم (الموجود) إلي جوهر و غير جوهر.

وتزيد عليه أيضاً بأنها تقسم كذلك النوع، و ذلك عند ما تختص ببعض أفراد النوع كما تقدم، كالشاعر المقسم للانسان. و هذا التقسيم للنوع يسمي في اصطلاح المنطقيين (تصنيفاً) ، وكل قسم من النوع يسمي (صنفاً).

فالصنف: كل كلي أخص من النوع ويشترك مع باقي أصناف النوع في تمام حقيقتها، ويمتاز عنها بأمر عارض خارج عن الحقيقة.

والتصنيف كالتنويع، إلا ان التنويع للجنس باعتبار الفصول الداخة في حقيقة الأقسام. و التصنيف لنوع باعتبار الخواص الخارجة عن حقيقة الأقسام

كتصنيف الانسان إلي شرقي وغربي، وإلي عالم وجاهل، وإلي ذكر وأنثي … وكتصنيف الفرس إلي أصيل وهجين، وتصنيف النخل إلي زهدي وبربن وعمراني … إلي ما شاء الله من التقسيمات للأنواع باعتبار أمور عارضة خارجة عن حقيقتها.

5 الحمل وأنواعه
اشارة

5 - وصفنا كلاً من الكليات الخمسة (بالمحمول). وأشرنا إلي أن الكلي المحمول ينقسم إلي الذاتي و العرضي. و هذا أمر يحتاج إلي التوضيح و البيان.

لأن سائلاً قد يسأل فيقول:

ان النوع قد يحمل علي الجنس، كما يقال مثلاً: الحيوان إنسان وفرس وجمل … إلي آخره، مع ان الانسان بالقياس إلي الحيوان ليس ذاتياً له، لأنه ليس تمام الحقيقة و لا جزأها، و لا عرضياً خارجاً عنه. أفهناك واسطة بين الذاتي و العرضي أم ماذا؟

وقد يسأل ثانياً فيقول:

ان الحد التام يحمل علي النوع و الجنس، كما يقال:

الانسان حيوان ناطق. و الحيوان جسم تام حساس متحرك بالارادة. وعليه فالحد التام كلي محمول، و هو تمام حقيقة موضوعه، مع انه ليس نوعاً له و لا جنساً و لا فصلاً، فينبغي أن يجعل للذاتي قسماً رابعاً. بل لا ينبغي تسميته بالذاتي لأنه هو نفس الذات و الشيء لا ينسب إلي نفسه، و لا بالعرضي لأنه ليس بخارج عن موضوعه، فيجب أن يكون واسطة بين الذاتي و العرضي.

وقد يسأل ثالثاً فيقول:

ان المنطقيين يقولون ان الضحك خاصة الانسان و المشي عرض عام له مثلاً، مع ان الضحك و المشي لا يحملان علي الانسان، فلا يقال الانسان ضحك، و قد ذكرتم ان الكليات كلها محمولات علي موضوعاتها، فما السر في ذلك؟

ولكن هذا السائل إذا اتضح له المقصود من (الحمل) ينقطع لديه الكلام، فان الحمل له ثلاثة تقسيمات. و المراد منه هنا بعض أقسامه في كل

من التقسيمات فنقول:

1 - الحمل: طبعي ووضعي

اعلم ان كل محمول فهو كلي حقيقي، لأن الجزئي الحقيقي بما هو جزئي لا يحمل علي غيره. وكل كلي أعم بحسب المفهوم فهو محمول بالطبع علي ما هو أخص منه مفهوماً، كحمل الحيوان علي الانسان، و الانسان علي محمد، بل وحمل الناطق علي الانسان. ويسمي مثل هذا (حملاً طبعياً) أي اقتضاه الطبع و لا يأباه.

وأما العكس، و هو حمل الأخص مفهوماً علي الأعم، فليس هو حملاً طبعياً، بل بالوضع و الجعل، لأنه يأباه الطبع و لا يقبله فلذلك يسمي (حملاً وضعياً) أو جعلياً.

ومرادهم بالأعم بحسب المفهوم غير الأعم بحسب المصداق الذي تقدم الكلام عليه في النسب: فان الأعم قد يراد منه الأعم باعتبار وجوده في أفراد الأخص و غير أفراده كالحيوان بالقياس إلي الانسان و هو المعدود في النسب. و قد يراد منه الأعم باعتبار المفهوم فقط و إن كان مساوياً بحسب الوجود، كالناطق بالقياس إلي الانسان، فان مفهومه انه شيء ما له النطق من غير التفات إلي كون ذلك الشيء انساناً أو لم يكن، وانما يستفاد كون الناطق انساناً دائماً من خارج المفهوم.

فالناطق بحسب المفهوم أعم من الانسان و كذلك الضاحك، و إن كانا بحسب الوجود مساويين له … و هكذا جميع المشتقات لا تدل علي خصوصية ما تقال عليه كالصاهل بالقياس إلي الفرس و الباغم للغزال و الصادح للبلبل و الماشي للحيوان.

وإذا اتضح ذلك يظهر الجواب عن السؤال الأول، لأن المقصود من المحمول في الكليات الخمسة المحمول بالطبع لا مطلقاً.

2 - الحمل: ذاتي أولي، وشايع صناعي

واعلم ان معني الحمل هو الاتحاد بين شيئين، لأن معناه ان هذا ذاك. و هذا المعني كما يتطلب الاتحاد بين الشيئين يستدعي المغايرة بينهما، ليكونا حسب الفرض شيئين. ولولاها لم يكن إلا شيء

واحد لا شيئان.

وعليه، لابدّ في الحمل من الاتحاد من جهة و التغاير من جهة أخري، كما يصح الحمل. ولذا لا يصح الحمل بين المتباينين إذ لا اتحاد بينهما. و لا يصح حمل الشيء علي نسه، إذ الشيء لا يغاير نفسه.

ثم ان هذا الاتحاد أما أن يكون في المفهوم، فالمغايرة لابدّ أن تكون اعتبارية. ويقصد بالحمل حينئذ أن مفهوم الموضوع هو بعينه نفس مفهوم المحمول وماهيته، بعد أن يلحظا متغايرين بجهة من الجهات. مثل قولنا: (الانسان حيوان ناطق) ، فان مفهوم الانسان ومفهوم حيوان ناطق واحد إلا أن التغاير بينهما بالاجمال و التفصيل، و هذا النوع من الحمل يسمي (حملاً ذاتياً أولياً).

وأما أن يكون الاتحاد في الوجود و المصداق، و المغايرة بحسب المفهوم. ويرجع الحمل حينئذٍ إلي كون الموضوع من أفراد مفهوم المحمول ومصاديقه. مثل قولنا: (الانسان حيوان) ، فان مفهوم انسان غير مفهوم حيوان، ولكن كل ما صدق عليه الانسان صدق عليه الحيوان. و هذا النوع من الحمل يسمي (الحمل الشايع الصناعي) أو (الحمل المتعارف) ، لأنه هو الشايع في الاستعمال المتعارف في صناعة العلوم.

وإذا اتضح هذا البيان يظهر الجواب عن السؤال الثاني أيضاً، لأن المقصود من المحمول في باب الكليات هو المحمول بالحمل الشايع الصناعي. وحمل الحد التام من الحمل الذاتي الأولي.

3 - الحمل: مواطاة واشتقاق

إذا قلنا: الانسان ضاحك، فمثل هذا الحمل يسمي (حمل مواطاة) أو (حمل هوهو) ومعناه ان ذات الموضوع نفس المحمول. و إذا شئت فقل معناه. هذا ذاك. و المواطاة معناها الاتاق. وجميع الكليات الخمسة يحمل بعضها علي بعض و علي أفرادها بهذا الحمل.

وعندهم نوع آخر من الحمل يسمي (حمل اشتقاق) أو حمل (ذو هو) ، كحمل الضحك علي الانسان، فانه لا يصح أن

تقول الانسان ضحك، بل ضاحك أو ذو ضحك. وسمي حمل اشتقاق وذو هو، لأن هذا المحمول بدون أن يشتق منه اسم كالضاحك أو يضاف إليه (ذو) لا يصح حمله علي موضوعه، فيقال للمشتق كالضاحك محمولاً بالمواطاة، وللمشتق منه كالضحك محمولاً بالاشتقاق.

والمقصود بيانه ان المحمول بالاشتقاق كالضحك و المشي و الحس لا يدخل في أقسام الكليات الخمسة، فلا يصح أن يقال:

الضحك خاصة للإنسان، و لا اللون خاصة للجسم، و لا الحس فصل للحيوان، بل الضاحك و الملون هو الخاصة، و الحساس هو الفصل … وهكذا. و إذا وقع في كلمات القوم شيء من هذا القبيل فمن التساهل في التعبير الذي قد يشوش أفكار المبتدئين، إذ تري بعضهم يعبر بالضحك ويريد منه الضاحك. وبهذا يظهر الجواب عن السؤال الثالث.

نعم (اللون) بالقياس إلي البياض كلي و هو جنس له، لأنك تحمله عليه حمل مواطاة، فتقول: البياض لون. أما اللون و البياض بالقياس إلي الجسم فليسا من الكليات المحمولة عليه.

السادس: العروض معناه الحمل

6 - ثم لا يشتبه عليك الأمر، فتقول: انكم قلتكم الكلي الخارج ان عرض علي موضوعه فقط فهو الخاصة وإلا فالعرض العام. و الضحك لا شك يعرض علي الإنسان ومختص به. فاذن يجب أن يكون خاصة.

فانا نرفع هذا الاشتباه ببيان العروض المقصود به في الباب، فان المراد منه هو الحمل حملاً عرضياً لا ذاتياً. وعليه فالضحك لا يعرض علي الإنسان بهذا المعني. و إذا قيل يعرض علي الإنسان فبمعني آخر للعروض و هو الوجود فيه.

وعندهم تعبير آخر بسبب الاشتباه، و هو قولهم الكلي الخارج عرض خاص وعرض عام، فيطلقون العرض علي الكلي الخارج، ثم يقولون لمثل الضحك انه عرض. و المقصود بالعرض في التعبير الأول هو العرضي

مقابل الذاتي، و المقصود بالعرض في الثاني هو الموجود في الموضوع مقابل الجوهر الموجود لا في موضوع.

ومثل اللون يسمي عرضاً بالمعني الثاني لأنه موجود في موضوع، ولكن لا يصح أن يسمي عرضاً بالمعني الأول أبداً، لأنه بالقياس إلي الجسم لا يحمل عليه حمل مواطاة وبالقياس إلي ما تحته من الأنواع كالسواد و البياض هو ج نس لها كما تقدم، فهو حينئذ ذاتي لا عرضي.

تقسيمات العرضي

العرضي: لازم ومفارق.

1 - (اللازم): ما يمتنع انفكاكه عقلاً عن موضوعه، كوصف (الفرد) للثلاثة و (الزوج) للأربعة، و (الحارة) للنار …

2 - (المفارق): ما (لا) يمتنع انفكاكه عقلاً عن موضوعه، كأوصاف الإنسان المشتقة من أفعاله وأحواله، مثل قائم وقاعد ونائم وصحيح وسقيم، و ما إلي ذلك، و إن كان لا ينفك أبداً: فانك تري ان وصف العين (بالزرقاء) لا ينفك عن وجود العين، ولكنه مع ذلك بعد عرضياً مفارقاً، لأنه لو أمكنت حيلة لازالة الزرقة لما امتنع ذلك وتبقي العين عيناً. و هذا لا يشبه اللازم، فلو قدرت حيلة لسلخ وصف الفرد عن الثلاثة لما أمكن أن تبقي الثلاثة ثلاثة، و لو قدر سلخ وصف الحرارة عن النار لبطل وجود النار. و هذا معني امتناع الانفكاك عقلاً.

اللازم: بيّن و غير بيّن.

البيّن: بيّن بالمعني الأخص، وبين بالمعني الأعم.

1 - (البين بالمعني الأخص): ما يلزم من تصور ملزومه تصوره، بلا حاجة إلي توسط شيء آخر.

2 - (البين بالمعني الأعم): ما يلزم من تصوره وتصور الملزوم وتصور النسبة بينهما الجزم بالملازمة. مثل: الاثنان نصف الأربعة أو ربع الثمانية، فانك إذا تصورت الاثنين قد تغفل عن انها نصف الأربعة أو ربع الثمانية، ولكن إذا تصورت أيضاً الثمانية مثلاً، وتصورت النسبة بينهما تجزم انها ربعها. و

كذا إذا تصورت الأربعة و النسبة بينهما تجزم انها نصفها … و هكذا في نسبة الاعداد بعضها إلي بعض.

و من هذا الباب لزوم وجوب المقدمة لوجوب ذي المقدمة، فانك إذا تصورت وجوب الصلاة، وتصورت الوضوء، وتصورت النسبة بينه وبين الصلاة و هي توقف الصلاة الواجبة عليه، حكمت بالملازمة بين وجوب الصلاة ووجوبه.

وانما كان هذا القسم من البين أعم، لأنه لا يفرق فيه بين أن يكون تصور الملزوم كافياً في تصور اللازم وانتقال الذهن إليه وبين ألا يكون كافياً، بل لابدّ من تصور اللازم وتصور النسبة للحكم بالملازمة. وإنما يكون تصور الملزوم كافياً في تصور اللازم عند ما يألف الذهن الملازمة بين الشيئين علي وجه يتداعي عنده المتلازمان فاذا وُجد أحدهما في الذهن وجد الآخر تبعاً له، فتكون الملازمة حينئذٍ ذهنية.

3 - (غير البيّن) و هو ما يقابل البين مطلقاً، بأن يكون التصديق و الجزم بالملازمة لا يكفي فيه تصور الطرفين و النسبة بينهما. بل يحتاج اثبات الملازمة إلي إقامة الدليل عليه. مثل الحكم بأن المثلث زواياه تساوي قائمتين، فإن الجزم بهذه الملازمة يتوقف علي البرهان الهندسي، و لا يكفي تصور زوايا المثلث وتصور القائمتين وتصور النسبة للحكم بالتساوي.

والخلاصة: معني البين مطلقاً ما كان لزومه بديهياً، و غير البين ما كان لزومه نظرياً.

المفارق: دائم وسريع الزوال وبطيئة.

(الدائم): كوصف الشمس بالمتحركة، ووصف العين بالزرقاء. (سريع الزوال): كحمرة الخجل وصفرة الخوف. (بطيء الزوال): كالشباب للإنسان.

الكلي المنطقي و الطبيعي و العقلي

إذا قيل: (الإنسان كلي) مثلاً، فهنا ثلاثة أشياء: ذات الإنسان بما هو إنسان، ومفهوم الكلي بما هو كلي مع عدم الالتفات إلي كونه انساناً أو غير انسان، و الانسان بوصف كونه كلياً. أو فقل الأشياء الثلاثة هي: ذات الموصوف مجرداً، ومفهوم الوصف مجرداً،

و المجموع من الموصوف و الوصف.

1 - فان لاحظ العقل (والعقل قادر علي هذه التصرفات) نفس ذات الموصوف بالكلي مع قطع النظر عن الوصف، بأن يعتبر الانسان، مثلاً، بما هو انسان من غير التفات إلي انه كلي أو غير كلي، و ذلك عند ما يحكم عليه بأنه حيوان ناطق فانه أي ذات الموصوف بما هو عند هذه الملاحظة يسمي (الكلي الطبيعي). ويقصد به طبيعة الشيء بما هي.

والكلي الطبيعي موجود في الخارج بوجود أفراده.

2 - و إن لاحظ العقل مفهوم الوصف بالكلي وحده، و هو أن يلاحظ مفهوم (ما لا يمتنع فرض صدقه علي كثيرين) مجرداً عن كل مادة مثل انسان وحيوان وحجر و غيرها فانه أي مفهوم الكلي بما هو عند هذه الملاحظة، يسمي (الكلي المنطقي).

والكلي المنطقي لا وجود له إلا في العقل، لأنه مما ينتزعه ويفرضه العقل، فهو من المعاني الذهنية الخالصة التي لا موطن لها خارج الذهن.

3 - و إن لاحظ العقل المجموع من الوصف و الموصوف، بأن لا يلاحظ ذات الموصوف وحده مجرداً، بل بما هو موصوف بوصف الكلية، كما يلاحظ الانسان بما هو كلي لا يمتنع صدقه علي الكثير فانه أي الموصوف بما هو موصوف بالكلي يسمي (الكلي العقلي) لأنه لا وجود له إلا في العقل، لاتصافه بوصف عقلي، فان كل موجود في الخارج لابد أن يكون جزئياً حقيقياً.

ونشبه هذه الاعتبارات الثلاث لأجل توضيحها بما إذا قيل: (السطح فوق) ، فإذا لاحظت (ذات السطح) بما يشتمل عليه من آجر وخشب ونحوهما وقصرت النظر علي ذلك غير ملتفت إلي أنه فوق أو تحت، فهو شبيه بالكلي الطبيعي. و إذا لاحظت مفهوم (الفوق) وحده مجرداً عن شيء هو فوق، فهو شبيه بالكلي المنطقي.

و إذا لاحظت ذات السطح بوصف انه فوق. فهو شبيه بالكلي العقلي.

واعلم ان جميع الكليات الخمسة وأقسامها، بل الجزئي أيضاً، تصح فيها هذه الاعتبارات الثلاثة، فيقال علي قياس ما تقدم:

نوع طبيعي ومنطقي وعقلي، وجنس طبيعي ومنطقي وعقلي … إلي آخرها.

فالنوع الطبيعي مثل انسان بما هو انسان، و النوع المنطقي هو مفهوم «تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالعدد في جواب ما هو»، و النوع العقلي هو مفهوم الانسان بما هو تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالعدد … و هكذا يقال في باقي الكليات و في الجزئي أيضاً.

تمرينات

(1) إذا قيل: التمر لذيذ الطعم مغذ من السكريات و من أقسام مأكول الانسان بل مطلق المأكول، و هو جسد جامد، فيدخل في مطلق الجسم، بل الجوهر فالمطلوب ان ترتب سلسلة الأجناس في هذه الكليات متصاعداً وسلسلة الأنواع متنازلاً. بعد التمييز بين الذاتي و العرضي. واذكر بعد ذلك أقسام الأنواع الاضافية من هذه الكليات وأقسام العرضيات منها.

(2) و إذا قيل: الخمر جسم مايع مسكر محرم شرعاً سالب للعقل مضر بالصحة مهدم للقوي فالمطلوب أن تميز الذاتي من العرضي في هذه الكليات واستخراج سلسلة الكليات متصاعدة أو متنازلة.

(3) و إذا قيل: الحديد جسم صلب من المعادن التي تتمدد بالطرق و التي تصنع منها الآلات وتصدأ بالماء فالمطلوب تأليف سلسلة الكليات متصاعدة أو متنازلة مع حذف ما ليس من السلسلة.

(4) إذا قسمنا الاسم إلي مرفوع ومنصوب ومجرور فهذا من باب تقسيم الجنس إلي أنواعه أو تقسم النوع إلي أصنافه؟ اذكر ذلك مع بيان السبب.

الباب الثالث: المعرف، وتلحق به القسمة

المقدمة في مطلب ما وأي و هل ولم
المقدمة في مطلب ما وأي و هل ولم

إذا اعترضتك لفظة من أية لغة كانت، فهنا خمس مراحل متوالية، لابد لك من اجتيازها لتحصيل المعرفة، في بعضها يطلب العلم التصوري، و في بعضها الآخر العلم التصديقي.

(المرحلة الأولي) تطلب فيها تصور معني اللفظ تصوراً إجمالياً، فتسأل عنه سؤالاً لغوياً صرفاً، إذا لم تكن تدري لأي معني من المعاني قد وضع. و الجواب يقع بلفظ آخر يدل علي ذلك المعني، كما إذا سألت عن معني لفظ (غضنفر) ، فيجاب: أسد.

و عن معني (سُميدع) ، فيجاب: سيد … وهكذا. ويسمي مثل هذا الجواب (التعريف اللفظي). وقواميس اللغات هي المتعهدة بالتعاريف اللفظية.

وإذا تصورت معني اللفظ اجمالاً، فزعت نفسك إلي:

(المرحلة الثانية) ، إذ تطلب تصور ماهية المعني، أي تطلب تفصيل ما دل عليه الاسم اجمالا. لتمييزه

عن غيره في الذهن تمييزاً تاماً، فتسأل عنه بكلمة (ما) فتقول: (… ما هو؟).

وهذه (ما) تسمي (الشارحة) ، لأنها يسأل بها عن شرح معني اللفظ. و الجواب عنه يسمي (شرح الاسم) وبتعبير آخر (التعريف الاسمي). و الأصل في الجواب أن يقع بجنس المعني وفصله القريبين معاً، ويسمي (الحد التام الاسمي). ويصح أن يجاب بالفصل وحده أو بالخاصة وحدها، أو بأحدهما منضماً إلي الجنس البعيد، أو بالخاصة منضمة إلي الجنس القريب. وتسمي هذه الأجوبة تارة بالحد الناقص وأخري بالرسم الناقص أو التام، ولكنها توصف جميعاً بالاسمي. وسيأتيك تفصيل هذه الاصطلاحات.

ولو فرض ان المسؤول أجاب خطأ بالجنس القريب وحده، كما لو قال (شجرة) في جواب (ما النخلة) فان السائل لا يقنع بهذا الجواب، وتتوجه نفسه إلي السؤال عن مميزاتها عن غيرها، فيقول:

(أية شجرة هي في ذاتها) أو (أية شجرة هي في خاصتها) ، فيقع الجواب عن الأول بالفصل وحده فيقول:

(مثمرة التمر) ، و عن الثاني بالخاصة فيقول:

(ذات السعف) مثلاً.

وهذا هو موقع السؤال بكلمة (أي). وجوابها الفصل أو الخاصة.

وإذا حصل لك العلم بشرح المعني تفزع نفسك إلي:

(المرحلة الثالثة): و هي طلب التصديق: بوجود الشيء، فتسأل عنه ب (هل) وتسمي (هل البسيطة) ، فتقول: هل وجد كذا، أو هل هو موجود.

(ما) الحقيقية

تنبيه ان هاتين المرحلتين الثانية و الثالثة يتعاقبان في التقدم و التأخر، فقد تتقدم الثانية، علي حسب ما رتبناهما و هو الترتيب الذي يقتضيه الطبع، و قد تتقدم الثالثة، و ذلك عند ما يكون السائل من أول الأمر عالماً بوجود الشيء المسئول عنه، أو أنه علي خلاف الطبع قدم السؤال عن وجوده فأجيب.

وحينئذٍ اذا كان عالماً بوجود الشيء قبل العلم بتفصيل ما أجمله اللفظ الدال عليه، ثم سأل

عنه ب (ما) ، فإن ما هذه تسمي (الحقيقية). و الجواب عنها نفس الجواب عن (ما الشارحة) ، بلا فرق بينهما إلا من جهة تقدم الشارحة علي العلم بوجوده وتأخر الحقيقية عنه.

وانما سميت حقيقية، لأن السؤال بها عن الحقيقة الثابتة و الحقيقة باصطلاح المناطقة هي الماهية الموجودة و الجواب عنها يسمي (تعريفاً حقيقياً) و هو نفسه الذي كان يسمي (تعريفاً اسمياً) قبل العلم بالوجود ولذا قالوا:

«الحدود قبل الهليات البسيطة حدود اسمية و هي بأعيانها بعد الهليات تنقلب حدوداً حقيقية».

وإذا حصلت لك هذه المراحل انتقلت بالطبع إلي:

(المرحلة الرابعة): و هي طلب التصديق بثبوت صفة أو حال للشيء، ويسأل عنه ب (هل) أيضاً، ولكن تسمي هذه (هل المركبة) ، لأنه يسأل بها عن ثبوت شيء لشيء بعد فرض وجوده، و البسيطة يسأل بها عن ثبوت الشيء فقط، فيقال للسؤال بالبسيطة مثلاً: هل الله موجود. وللسؤال بالمركبة بعد ذلك: هل الله الموجود مريد.

فإذا أجابك المسؤول عن هل البسيطة أو المركبة تنزع نفسك إلي:

(المرحلة الخامسة): و هي طلب العلة: أما علة الحكم فقط أي البرهان علي ما حكم به المسؤول في الجواب عن هل أو علة الحكم وعلة الوجود معاً، لتعرف السبب في حصول ذلك الشيء واقعاً. ويسأل لأجل كل من الغرضين بكلمة (لِمَ) الاستفهامية، فتقول لطلب علة الحكم مثلاً: (لِمَ كان الله مريداً). وتقول مثلاً لطلب علة الحكم وعلة الوجود معاً: (لِمَ كان المغناطيس جاذباً للحديد؟) ، كما لو كنت قد سألت هل المغناطيس جاذب للحديد؟ فأجاب المسؤول بنعم، فان حقك أن تسأل ثانياً عن العلة فتقول (لِمَ).

تلخيص وتعقيب

ظهر مما تقدم أن:

(ما) لطلب تصور ماهية الشيء. وتنقسم إلي الشارحة و الحقيقية. ويشتق منها مصدر صناعي، فيقال:

(مائية). ومعناه الجواب

عن ما. كما ان (ماهية) مصدر صناعي من (ما هو).

و (أي) لطلب تمييز الشيء عما يشاركه في الجنس تمييزاً ذاتياً أو عرضياً، بعد العلم بجنسه.

و (هل) تنقسم إلي «بسيطة» ويطلب بها التصديق بوجود الشيء أو عدمه، و «مركبة» ويطلب بها التصديق بثبوت شيء لشيء أو عدمه، ويشتق منها مصدر صناعي، فيقال:

(الهلية) البسيطة أو المركبة.

و (لِمَ) يطلب بها تارة علة التصديق فقط، وأخري علة التصديق و الوجود معاً. ويشتق منها م صدر صناعي، فيقال (لَميَّة) بتشديد الميم و الياء. مثل (كمية) من (كم) الاستفهامية. فمعني لميَّة الشيء: عليّته.

فروع المطالب

ما تقدم هي أصول المطالب التي يسأل عنها بتلك الأدوات، و هي المطالب الكلية التي يبحث عنها في جميع العلوم. وهناك مطالب أخري يسأل عنها بكيف وأين ومتي وكم ومن. و هي مطالب جزئية أي أنها ليست من أمهات المسائل بالقياس إلي المطالب الأولي لعدم عموم فائدتها، فإن ما لا كيفية له مثلاً لا يسأل عنه بكيف، و ما لا مكان له أو زمان لا يسأل عنه بأين ومتي. علي أنه يجوز أن يستغني عنها غالباً بمطلب هل المركبة، فبدلاً عن أن تقول مثلاً: (كيف لون ورق الكتاب؟ وأين هو؟ ومتي طبع؟ …) تقول: (هل ورق الكتابَ أبيض؟ و هل هو في المكتبة؟ و هل طبع هذا العام؟ …) وهكذا. ولذا وصفوا هذه المطالب بالفروع، وتلك بالأصول.

التعريف

تمهيد:

كثيراً ما تقع المنازعات في المسائل العلمية و غيرها حتي السياسية لأجل الاجمال في مفاهيم الألفاظ التي يستعملونها، فيضطرب حبل التفاهم، لعدم اتفاق المتنازعين علي حدود معني اللفظ، فيذهب كل فرد منهم إلي ما يختلج في خاطره من المعني. و قد لا تكون لأحدهم صورة واضحة للمعني مرسومة بالضبط في لوحة ذهنه، فيقنع لتساهله أو لقصور مداركه بالصورة المطموسة المضطربة، ويبني عليها منطقه المزيف.

وقد يتبع الجدليون و الساسة عن عمد وحيلة ألفاظاً خلابة غير محدودة المعني بحدود واضحة، يستغلون جمالها وابهامها للتأثير علي الجمهور، وليتركوا كل واحد يفكر فيها بما شاءت له خواطره الخاطئة أو الصحيحة، فيبقي معني الكلمة بين أفكار الناس كالبحر المضطرب. ولهذا تأثير سحري عجيب في الأفكار.

ومن هذه الألفاظ كلمة (الحرية) التي أخذت مفعولها من الثورة الفرنسية، وأحداث الانقلابات الجبارة في الدولة العثمانية و الفارسية، و التأثير كله لإجمالها وجمالها السطحي الفاتن، وإلا فلا يستطيع

العلم أن يحدها بحد معقول يتفق عليه.

ومثلها كلمة (الوطن) الخلابة التي استغلها ساسة الغرب لتمزيق بعض الدول الكبري كالدولة العثمانية. وربما يتعذر علي الباحث أن يعرف اثنين كانا يتفقان علي م عني واحد واضح كل الاتفاق يوم ظهور هذه الكلمة في قاموس النهضة الحديثة: فما هي مميزات الوطن؟ أهي اللغة أم لهجتها أم اللباس أم مساحة الأرض أم اسم القطر و البلد؟ بل كل هذا غير مفهوم حتي الآن علي وجه تتفق عليه جميع الناس و الأمم. و مع ذلك نجد كل واحد منا في البلاد العربية يدافع عن وطنه، فلماذا لا تكون البلاد العربية أو البلاد الإسلامية كلها وطناً واحداً؟

فمن الواجب علي من أراد الاشتغال بالحقائق لئلا يرتطم هو و المشتغل معه في المشاكل أن يفرغ مفردات مقاصده في قالب سهل من التحديد و الشرح، فيحفظ ما يدور في خلده من المعني في آنية من الألفاظ وافية به لا تفيض عليها جوانبها، لينقله إلي ذهن السامع أو القارئ كما كان مخزوناً في ذهنه بالضبط. و علي هذا الأساس المتين يبني التفكير السليم.

ولأجل أن يتغلب الانسان علي قلمه ولسانه وتفكيره لابدّ له من معرفة أقسام التعريف وشروطه وأصوله وقواعده، ليستطيع أن يحتفظ في ذهنه بالصور الواضحة للأشياء أولاً، و إن ينقلها إلي أفكار غيره صحيحة ثانياً … فهذه حاجتنا لمباحث التعريف.

أقسام التعريف

أقسام التعريف
التعريف: حد ورسم.

الحد و الرسم: تام وناقص.

سبق ان ذكرنا (التعريف اللفظي). و لا يهمنا البحث عنه في هذا العلم، لأنه لا ينفع إلا لمعرفة وضع اللفظ لمعناه، فلا يستحق اسم التعريف إلا من باب المجاز و التوسع. وانما غرض المنطقي من (التعريف) هو المعلوم التصوري الموصل إلي مجهول تصوري الواقع جواباً عن (ما) الشارحة أو

الحقيقية. ويقسم إلي حد ورسم، وكل منهما إلي تام وناقص.

1 الحد التام

وهو التعريف بجميع ذاتيات المعرَّف (بالفتح) ، ويقع بالجنس و الفصل القريبين لاشتمالهما علي جميع ذاتيات المعرف، فإذا قيل: ما الانسان؟

فيجوز أن تجيب - أول - بأنه: (حيوان ناطق). و هذا حد تام فيه تفصيل ما أجمله اسم الانسان، ويشتمل علي جميع ذاتياته، لأن مفهوم الحيوان ينطوي فيه الجوهر و الجسم النامي و الحساس المتحرك بالارادة. وكل هذه أجزاء وذاتيات للانسان.

ويجوز أن تجيب - ثاني - بأنه: (جسم نام حساس متحرك بالارادة، ناطق). و هذا حد تام أيضاً للانسان عين الأول في المفهوم إلا انه أكثر تفصيلاً، لأنك وضعت مكان كلمة (حيوان) حده التام. و هذا تطويل وفضول لا حاجة إليه، إلا إذا كانت ماهية الحيوان مجهولة للسائل، فيجب.

وهكذا إذا كان الجوهر مجهولاً تضع مكانه حده التام إن وجد حتي ينتهي الأمر إلي المفاهيم البديهية الغنية عن التعريف كمفهوم الموجود و الشيء … و قد ظهر من هذا البيان:

أولاً - ان الجنس و الفصل القريبين تنطوي فيهما جميع ذاتيات المعرف لا يشذ منها جزء أبداً، ولذا سمي الحد بهما (تاماً).

وثانياً - ان لا فرق في المفهوم بين الحدود التامة المطولة و المختصرة إلا ان المطولة أكثر تفصيلاً. فيكون التعريف بها واجباً تارة وفضولاً أخري.

وثالثاً - ان الحد التام يساوي المحدود في المفهوم، كالمترادفين، فيقوم مقام الاسم بأن يفيد فائدته، ويدل علي ما يدل عليه الاسم اجمالاً.

ورابعاً - ان الحد التام يدل علي المحدود بالمطابقة.

2 الحد الناقص

وهو التعريف ببعض ذاتيات المعرَّف (بالفتح) ، و لا بد أن يشتمل علي الفصل القريب علي الأقل. ولذا سمي (ناقصاً).

و هو يقع تارة بالجنس البعيد و الفصل القريب، وأخري بالفصل وحده.

مثال الأول - تقول لتحديد الانسان: (جسم نام … ناطق) ،

فقد نقصت من الحد التام المذكور في الجواب الثاني المتقدم صفة (حساس متحرك بالارادة) و هي فصل الحيوان، و قد وقع النقص مكان النقط بين جسم نام، وبين ناطق، فلم يكمل فيه مفهوم الانسان.

ومثال الثاني - تقول لتحديد الانسان ايضا:

(… ناطق) فقد نقصت من الحد التام الجنس القريب كله. فهو أكثر نقصاناً من الأول كما تري … و قد ظهر من هذا البيان:

أولاً - إن الحد الناقص لا يساوي المحدود في المفهوم، لأنه يشتمل علي بعض أجزاء مفهومه. ولكنه يساويه في المصداق.

وثانياً - إن الحد الناقص لا يعطي للنفس صورة ذهنية كاملة للمحدود مطابقة له، كما كان الحد التام، فلا يكون تصوره تصوراً للمحدود بحقيقته، بل أكثر ما يفيد تمييزه عن جميع ما عداه تمييزاً ذاتياً فحسب.

وثالثاً - انه لا يدل علي المحدود بالمطابقة، بل بالالتزام، لأنه من باب دلالة الجزء المختص علي الكل.

3 الرسم التام

وهو التعريف بالجنس و الخاصة، كتعريف الانسان بانه (حيوان ضاحك) فاشتمل علي الذاتي و العرضي. ولذا سمي (تاماً).

4 الرسم الناقص

وهو التعريف بالخاصة وحدها كتعريف الانسان بأنه (ضاحك) فاشتمل علي العرضي فقط، فكان (ناقصاً).

وقيل: إن التعريف بالجنس البعيد و الخاصة معدود من الرسم الناقص فيختص التام بالمؤلف من الجنس القريب و الخاصة فقط.

ولا يخفي ان الرسم مطلقاً كالحد الناقص لا يفيد إلا تمييز المعرَّف (بالفتح) عن جميع ما عداه فحسب، إلا انه يميزه تمييزاً عرضياً. و لا يساويه إلا في المصداق لا في المفهوم. و لا يدل عليه إلا بالالتزام. كل هذا ظاهر مما قدمناه.

انارة

ان الأصل في التعريف هو الحد التام، لأن المقصود الأصلي من التعريف أمران: (الأول) تصور المعرّف (بالفتح) بحقيقته لتتكون له في النفس صورة تفصيلية واضحة.

و (الثاني) تمييزه في الذهن عن غيره تمييزاً تاماً. و لا يؤدّي هذان الأمران إلا بالحد التام. وإذ يتعذر الأمر الأول يكتفي بالثاني. ويتكفل به الحد الناقص و الرسم بقسميه. وإلاّ قدم تمييزه تمييزاً ذاتياً ويؤدي ذلك بالحد الناقص فهو أولي من الرسم. و الرسم التام أولي من الناقص.

إلا ان المعروف عند العلماء ان الاطلاع علي حقائق الأشياء وفصولها من الأمور المستحيلة أو المتعذرة. وكل ما يذكر من الفصول فانما هي خواص لازمة تكشف عن الفصول الحقيقية. فالتعاريف الموجودة بين أيدينا أكثرها أو كلها رسوم تشبه الحدود.

فعلي من أراد التعريف أن يختار الخاصة اللازمة البينة بالمعني الأخص، لأنها أدل علي حقيقة المعرف وأشبه بالفصل. و هذا أنفع الرسوم في تعريف الأشياء. وبعده في المنزلة التعريف بالخاصة اللازمة البينة بالمعني الأعم. أما التعريف بالخاصة الخفية غير البينة فانها لا تفيد تعريف الشيء لكل أحد، فإذا عرفنا المثلث بانه (شكل زواياه

تساوي قائمتين) فانك لم تعرفه إلا للهندسي المستغني عنه.

التعريف بالمثال

والطريقة الاستقرائية

كثيراً ما نجد العلماء لا سيما علماء الأدب يستعينون علي تعريف الشيء بذكر أحد أفراده ومصاديقه مثالاً له. و هذا ما نسميه (التعريف بالمثال) و هو أقرب إلي ع قول المبتدئين في فهم الأشياء وتمييزها.

ومن نوع التعريف بالمثال (الطريقة الاستقرائية) المعروفة في هذا العصر التي يدعو لها علماء التربية، لتفهيم الناشئة وترسيخ القواعد و المعاني الكلية في أفكارهم.

وهي: أن يكثر المؤلف أو المدرس قبل بيان التعريف أو القاعدة من ذكر الأمثلة و التمرينات، ليستنبط الطالب بنفسه المفهوم الكلي أو القاعدة. وبعدئذ تعطي له النتيجة بعبارة واضحة ليطابق بين ما يستنبط هو، وبين ما يعطي له بالأخير من نتيجة.

والتعريف بالمثال ليس قسماً خامساً للتعريف، بل هو من التعريف بالخاصة، لأن المثال مما يختص بذلك المفهوم، فيرجع إلي (الرسم الناقص). وعليه يجوز أن يكتفي به في التعريف من دون ذكر التعريف المستنبط، إذا كان المثال وافياً بخصوصيات الممثل له.

التعريف بالتشبيه
اشارة

مما يلحق بالتعريف بالمثال ويدخل في الرسم الناقص أيضاً (التعريف بالتشبيه).

و هو أن يشبه الشيء المقصود تعريفه بشيء آخر لجهة شبه بينهما، علي شرط أن يكون المشبه به معلوماً عند المخاطب بأن له جهة الشبه هذه.

ومثاله تشبيه الوجود بالنور، وجهة الشبه بينهما ان كلاً منهما ظاهر بنفسه مظهر لغيره.

وهذا النوع من التعريف ينفع كثيراً في المعقولات الصرفة، عند ما يراد تقريبها إلي الطالب بتشبيهها بالمحسوسات، لأن المحسوسات إلي الأذهان أقرب ولتصورها آلف. و قد سبق منا تشبيه كل من النسب الأربع بأمر محسوس تقريباً لها، فمن ذلك تشبيه المتباينين بالخطين المتوازيين لأنهما لا يلتقيان أبداً.

و من هذا الباب المثال المتقدم و هو تشبيه الوجود بالنور، و منه تشبيه التصور الآلي (كتصور اللفظ آلة لتصور المعني) بالنظر إلي

المرآة بقصد النظر إلي الصورة المنطبعة فيها.

شروط التعريف
اشارة

الغرض من التعريف علي ما قدمنا تفهيم مفهوم المعرَّف (بالفتح) وتمييزه عما عداه. و لا يحصل هذا الغرض إلا بشروط خمسة:

الأول أن يكون المعرَّف (بالكسر) مساوياً للمعرف (بالفتح) في الصدق

أي يجب أن يكون المعرِّف (بالكسر) مانعاً جامعاً. و إن شئت قلت (مطرداً منعكساً).

ومع مانع أو مطرد انه لا يشمل إلا أفراد المعرَّف (بالفتح) ، فيمنع من دخول أفراد غيره فيه. ومعني جامع أو منعكس انه يشمل جميع أفراد المعرَّف (بالفتح) لا يشذ منها فرد واحد.

فعلي هذا لا يجوز التعريف بالأمور الآتية

1 - بالأعم: لأن الأعم لا يكون مانعاً، كتعريف الإنسان بأنه حيوان يمشي علي رجلين، فان جملة من الحيوانات تمشي علي رجلين.

2 - بالأخص: لأن الأخص لا يكون جامعاً، كتعريف الإنسان بانه حيوان متعلم، فانه ليس كلما صدق عليه الانسان هو متعلم.

3 - بالمباين: لان المتباينين لا يصح حمل أحدهما علي الآخر، و لا يتصادقان أبداً.

الثاني أن يكون المعرِّف (بالكسر) أجلي مفهوماً وأعرف عند المخاطب من المعرَّف (بالفتح)

وإلا فلا يتم الغرض من شرح مفهومه، فلا يجوز علي هذا

التعريف بالأمرين الآتيين

1 - بالمساوي في الظهور و الخفاء، كتعريف الفرد بأنه عدد ينقص عن الزوج بواحد، فان الزوج ليس أوضح من الفرد و لا أخفي، بل هما متساويان في المعرفة. كتعريف أحد المتضايفين بالآخر، و أنت انما تتعقلهما معاً، كتعريف الأب بانه والد الابن. وكتعريف الفوق بأنه ليس بتحت …

2 - بالأخفي معرفة، كتعريف النور بأنه قوة تشبه الوجود.

الثالث ألا يكون المعرِّف (بالكسر) عين المعرَّف (بالفتح) في المفهوم

كتعريف الحركة بالانتقال و الانسان بالبشر تعريفاً حقيقياً غير لفظي، بل يجب تغايرهما أما بالاجمال و التفصيل كما في الحد التام أو بالمفهوم كما في التعريف بغيره.

ولو صح التعريف بعين المعرَّف لوجب أن يكون معلوماً قبل أن يكون معلوماً، وللزم أن يتوقف الشيء علي نفسه. و هذا محال. ويسمون مثل هذا نتيجة الدور الذي سيأتي بيانه.

الرابع أن يكون خالياً من الدور

وصورة الدور في التعريف: أن يكون المعرِّف (بالكسر) مجهولاً في نفسه، و لا يعرف الا بالمعرَّف (بالفتح) ، فبينما ان المقصود من التعريف هو تفهيم المعرَّف (بالفتح) بواسطة المعرِّف (بالكسر) ، و إذا بالمعرِّف (بالكسر) في الوقت نفسه انما يفهم بواسطة المعرَّف (بالفتح) ، فينقلب المعرَّف (بالفتح) معرِّفاً (بالكسر).

وهذا محال، لأنه يؤول إلي أن يكون الشيء معلوماً قبل أن يكون معلوماً، أو إلي أن يتوقف الشيء علي نفسه.

والدور يقع تارة بمرتبة واحدة ويسمي (دوراً مصرحاً) ، ويقع أخري بمرتبتين أو أكثر ويسمي (دوراً مضمراً).

1 - (الدور المصرح) مثل: تعريف الشمس بانها (كوكب يطلع في النهار). و النهار لا يعرف إلا بالشمس إذ يقال في تعريفه: (النهار: زمان تطلع فيه الشمس). فتوقفت معرفة الشمس علي معرفة النهار، ومعرفة النهار حسب الفرض متوقفة علي معرفة الشمس. و المتوقف علي المتوقف علي شيء متوقف علي ذلك الشيء، فينتهي الأمر بالأخير إلي أن تكون معرفة الشمس متوقفة علي معرفة الشمس.

2 - (الدور المضمر) مثل: تعريف الاثنين بانهما زوج أول. و الزوج يعرف بأنه منقسم بمتساويين. و المتساويان يعرفان بأنهما شيئان أحدهما يطابق الآخر. و الشيئان يعرفان بأنهما اثنان. فرجع الأمر بالأخير إلي تعريف الاثنين بالاثنين.

وهذا دور مضمر في ثلاث مراتب، لأن تعدد المراتب باعتبار تعدد الوسائط حتي تنتهي الدورة إلي نفس المعرَّف (بالفتح)

الأول. و الوسائط في هذا المثال ثلاث: الزوج، المتساويان، الشيئان.

ويمكن وضع الدور في المثال علي صورة الدائرة في هذا الشكل:

_ و السهام فيها تتجه دائماً

إلي المعرَّفات (بالكسر)

الخامس أن تكون الألفاظ المستعملة في التعريف ناصعة واضحة لا ابهام فيها

فلا يصح استعمال الألفاظ الوحشية و الغربية، و لا الغامضة، و لا المشتركة و المجازات بدون القرينة، أما مع القرينة فلا بأس كما قدمت ذلك في بحث المشترك و المجاز. و إن كان يحس علي كل حال اجتناب المجاز في التعاريف و الأساليب العلمية.

القسمة: تعريفها، فائدتها
تعريفها

قسمة الشيء: تجزئته وتفريقه إلي أمور متباينة. و هي من المعاني البديهية الغنية عن التعريف، و ما ذكرناه فانما هو تعريف لفظي ليس إلا. ويسمي الشَّيء (مقسَّماً) ، وكل واحد من الأمور التي انقسم إليها (قسماً) ، تارة بالقياس إلي نفس المقسم، و (قسيماً) أخري بالقياس إلي غيره من الأقسام. فإذا قسمنا العلم إلي ت صور وتصديق مثلاً، فالعلم مقسم، و التصور قسم من العلم وقسيم للتصديق. و هكذا التصديق قسم وقسيم.

فائدتها

تأسست حياة الانسان كلها علي القسمة، و هي من الأمور الفطرية التي نشأت معه علي الأرض: فإن أول شيء يصنعه تقسيم الأشياء إلي سماوية وأرضية، و الموجودات الأرضية إلي حيوانات وأشجار وأنهار وأحجار وجبال ورمال و غيرها. و هكذا يقسم ويقسم ويميز معني عن معني ونوعاً عن نوع. حتي تحصل له مجموعة من المعاني و المفاهيم … و ما زال البشر علي البشر حتي استطاع أن يضع لكل واحد من المعاني التي توصل إليها في التقسيم لفظاً من الألفاظ. ولولا القسمة لما تكثرت عنده المعاني و لا الألفاظ.

ثم استعان بالعلوم و الفنون علي تدقيق تلك الأنواع، وتمييزها تمييزاً ذاتياً. و لا يزال العلم عند الانسان يكشف له كثيراً من الخطأ في تقسيماته وتنويعاته، فيعدِّلها.

ويكشف له أنواعاً لم يكن قد عرفها في الموجودات الطبيعية، أو الأمور التي يخترعها منها ويؤلفها، أو مسائل العلوم و الفنون.

وسيأتي كيف نستعين بالقسمة علي تحصيل الحدود و الرسوم وكسبها، بل كل حد انما هو مؤسس من أول الأمر علي القسمة. و هذا أهم فوائد القسمة.

وتنفع القسمة في تدوين العلوم و الفنون، لتجعلها أبواباً وفصولاً ومسائل متميزة، ليستطيع الباحث أن يلحق ما يعرض عليه من القضايا في بابها، بل العلم

لا يكون علماً ذا أبواب ومسائل وأحكام إلا بالقسمة: فمدون علم النحو مثلاً لابد أن يقسم الكلمة أولاً، ثم يقسم الاسم مثلاً إلي نكرة ومعرفة، و المعرفة إلي أقسامها، ويقسم الفعل إلي ماض ومضارع وأمر، و كذلك الحرف وأقسام كل واحد منها، ويذكر لكل قسم حكمه المختص به … و هكذا في جميع العلوم.

والتاجر أيضاً يلتجئ إلي القسمة في تسجيل دفتره وتصنيف أمواله، ليسهل عليه استخراج حساباته ومعرفة ربحه وخسارته.

و كذلك باني البيت، ومركب الأدوات الدقيقة يستعين علي اتقان عمله بالقسمة. و الناس من القديم قسموا الزمن إلي قرون وسنين وأشهر وأيام وساعات ودقائق لينتفعوا بأوقاتهم ويعرفوا أعمارهم وتاريخهم.

وصاحب المكتبة تنفعه قسمتها حسب العلوم أو المؤلفين، ليدخل أي كتاب جديد يأتيه في بابه، و ليستخرج بسهولة أي كتاب يشاء. وبواسطة القسمة استعان علماء التربية علي توجيه طلاب العلوم، فقسموا المدارس إلي ابتدائية وثانوية وعالية، ثم كل مدرسة إلي صفوف، ليضعوا لكل صف ومدرسة منهاجاً يناسبه من التعليم.

وهكذا تدخل القسمة في كل شأن من شؤون حياتنا العلمية و الاعتيادية، و لا يستغني عنها انسان. ومهمتنا منها هنا أن نعرف كيف نستعين بها علي تحصيل الحدود و الرسوم.

(هامش)

(*) القسمة من المباحث التي عني بها المناطقة في العصر الحديث، وظن أنها من المباحث التي تفتق عنها الفكر الغربي. غير أن فلاسفة ا?ٍسلام سبقوا إلي التنبيه عليها، و قد ذكرها الشيخ الطوسي العظيم في منطق التجريد لتحصيل الحدود واكتسابها، وأوضحها العلامة الحلي في شرحه (الجوهر النضيد).

أصول القسمة
1 لابد من ثمرة

لا تحسن القسمة إلا إذا كان للتقسيم ثمرة نافعة في غرض المقسِم، بأن تختلف الأقسام في المميزات و الأحكام المقصودة في موضع القسمة: فإذا قسم النحوي الفعل إلي أقسامه الثلاثة فلان لكل قسم

حكماً يختص به. أما إذا أراد أن يقسم الفعل الماضي إلي مضموم العين ومفتوحها ومكسورها، فلا يحسن منه ذلك، لأن الأقسام كلها لها حكم واحد في علم النحو هو البناء، فيكون التقسيم عبثاً ولغواً، بخلاف مدون علم الصرف فانه يصح له مثل هذا التقسيم لانتفاعه به في غرضه من تصريف الكلمة.

وإذا لم نقسم نحن الدلالتين العقلية و الطبعية في الباب الأول إلي لفظية و غير لفظية، لأنه لا ثمرة ترجي من هذا التقسيم في غرض المنطقي، كما أشرنا إلي ذلك هناك في التعليقة.

2 لابد من تباين الأقسام

ولا تصح القسمة إلا إذا كانت الأقسام متباينة غير متداخلة، لا يصدق أحدها علي ما صدق عليه الآخر، ويشير إلي هذا الأصل تعريف القسمة نفسه: فإذا قسمت المنصوب من الأسماء إلي: مفعول، وحال، وتمييز، وظرف، فهذا التقسيم باطل، لأن الظرف من أقسام المفعول فلا يكون قسيماً له. ومثل هذا ما يقولون عنه: «يلزم منه أن يكون قسم الشيء قسيماً له». وبطلانه من البديهيات.

ومثل هذا لو قسمنا سكان العراق إلي علماء وجهلاء وأغنياء وفقراء ومرضي وأصحاء. ويقع مثل هذا التقسيم كثيراً لغير المنطقيين الغافلين ممن يرسل الكلام علي عواهنه ولكنه لا ينطبق علي هذا الأصل الذي قررناه، لأن الأغنياء و الفقراء لابد أن يكونوا علماء أو جهلاء، مرضي أو أصحاء، فلا يصح ادخالهم مرة ثانية في قسم آخر. و في المثال ثلاث قسمات جمعت في قسمة واحدة. و الأصل في مثل هذا أن تقسم السكان أولاً إلي علماء وجهلاء، ثم كل منهما إلي أغنياء وفقراء، فتحدث أربعة أقسام، ثم كل من الأربعة إلي مرضي وأصحاء، فتكون الأقسام ثمانية: علماء أغنياء مرضي، علماء أغنياء أصحاء … إلي آخره. فتفطَّن لما يرد عليك من القسمة،

لئلا تقع في مثل هذه الغلطات.

ويتفرع علي هذا الأصل أمور:

1 - انه لا يجوز أن تجعل قسم الشيء قسيماً له كما تقدم مثل أن تجعل الظرف قسيماً للمفعول.

2 - و لا يجوز أن تجعل قسيم الشيء قسماً منه، مثل أن تجعل الحال قسماً من المفعول.

3 - و لا يجوز أن تقسم الشيء إلي نفسه و غيره.

وقد زعم بعضهم ان تقسيم العلم إلي التصور و التصديق من هذا الباب، لما رأي آن هم يفسرون العلم بالتصور المطلق، و لم يتفطن إلي معني التصديق مع انه تصور أيضاً ولكنه تصور مقيد بالحكم كما ان قسيمه خصوص التصور الساذج المقيد بعدم الحكم. كما شرحناه سابقاً. أما المقسم لهما فهو التصور المطلق الذي هو نفس العلم.

3 أساس القسمة

و يجب أن تؤسس القسمة علي أساس واحد، أي يجب أن يلاحظ في المقسم جهة واحدة، وباعتبارها يكون التقسيم، فإذا قسمنا كتب المكتبة فلابد أن نؤسس تقسيمها إما علي أساس العلوم و الفنون أو علي أسماء المؤلفين أو علي أسماء الكتب. أما إذا خلطنا بينها فالأقسام تتداخل ويختل نظام الكتب، مثل ما إذا خلطنا بين أسماء الكتب و المؤلفين، فنلاحظ في حرف الألف مثلاً تارة اسم الكتاب وأخري اسم المؤلف، بينما ان كتابه قد يدخل في حرف آخر.

والشيء الواحد قد يكون مقسماً لعدة تقسيمات باعتبار اختلاف الجهة المعتبرة أي (أساس القسمة) ، كما قسمنا اللفظ مرة إلي مختص و غيره وأخري إلي مترادف ومتباين وثالثة إلي مفرد ومركب، و كما قسمنا الفصل إلي قريب وبعيد مرة وإلي مقوم ومقسم أخري … ومثله كثير في العلوم و غيرها.

4 جامعة مانعة

ويجب في القسمة أن يكون مجموع ا?قسام مساوياً للمقسم فتكون جامعة مانعة: جامعة لجميع ما يمكن أن يدخل فيه من ا?قسام أي حاصرة لها لا يشذ منها شيء، مانعة عن دخول غير أقسامه فيه.

أنواع القسمة
اشارة

للقسمة نوعان أساسيان.

1 قسمة الكل إلي أجزائه، أو (القسمة الطبيعية)

كقسمة الانسان إلي جزئيه: الحيوان و الناطق، بحسب التحليل العقلي، إذ يحلل العقل مفهوم الانسان إلي مفهومين: مفهوم الجنس الذي يشترك معه به غيره، ومفهوم الفصل الذي يختص به ويكون به الانسان انساناً. وسيأتي معني التحليل العقلي مفصلا. وتسمي حينئذٍ أجزاء عقلية.

وكقسمة الماء إلي عنصرين: الاوكسجين و الهيدروجين، بحسب التحليل الطبيعي.

و من هذا الباب قسمة كل موجود إلي عناصره ا?ولية البسيطة، وتسمي ا?جزاء طبيعية أو عنصرية.

وكقسمة الحبر إلي ماء ومادة ملونة مثلاً، و الورق إلي قطن ونوره، و الزجاج إلي رمل وثاني اكسيد السلكون. و ذلك بحسب التحليل الصناعي في مقابل التركيب الصناعي. وا?جزاء تسمي أجزاء صناعية.

وكقسمة المتر إلي أجزائه بحسب التحليل الخارجي إلي ا?جزاء المتشابهة أو كقسمة السرير إلي الخشب و المسامير بحسب التحليل الخارجي إلي ا?جزاء غير المتشابهة. ومثله قسمة البيت إلي ا?جر و الجص و الخشب و الحديد، أو إلي الغرفة و السرداب و السطح و الساحة، وقسمة السيارة إلي آلاتها المركبة منها، و الانسان إلي لحم ودم وعظم وجلد وأعصاب …

2 قسمة الكلي إلي جزئياته، أو (القسمة المنطقية)

كقسمة الموجود إلي مادة ومجرد عن المادة، و المادة إلي جماد ونبات وحيوان، وكقسمة المفرد إلي اسم وفعل وحرف … وهكذا. وتمتاز القسمة المنطقية عن الطبيعية ان ا?قسام في المنطقية يجوز حملها علي المقسم وحمل المقسم عليها فنقول: هذا الاسم مفرد، و المفرد اسم. و لا يجوز الحمل في الطبيعية عدا ما كانت بحسب التحليل العقلي، فلا يجوز أن تقول البيت سقف أو جدار و لا الجدار بيت.

ولابد في القسمة المنطقية من فرض جهة وحدة جامعة في المقسم تشترك فيها ا?قسام وبسببها يصح الحمل بين المقسم وا?قسام، كما لابد من فرض جهة افتراق في ا?قسام علي وجه يكون لكل قسم

جهة تباين جهة القسم ا?خر، وإلا لما صحت القسمة وفرض ا?قسام. وتلك الجهة الجامعة أما أن تكون مقومة للأقسام أي داخلة في حقيقتها بأن كانت جنساً أو نوعاً و اما أن تكون خارجة عنها.

1 - إذا كانت الجهة الجامعة مقومة للأقسام، فلها ثلاث صور:

أ - أن تكون جنساً، وجهات الافتراق الفصول المقومة للأقسام، كقسمة المفرد إلي الاسم و الفعل و الحرف … فيسمي التقسيم (تنويعاً) وا?قسام أنواعاً.

ب - أن تكون جنساً أو نوعاً، وجهات الافتراق العوارض العامة اللاحقة للمقسم، كقسمة الاسم إلي مرفوع ومجرور، فيسمي التقسيم (تصنيفاً) وا?قسام أصنافاً.

ج - أن تكون جنساً أو نوعاً أو صنفاً، وجهات الافتراق العوارض الشخصية اللاحقة لمصاديق المقسم، فيسمي التقسيم (تفريداً) وا?قسام أفراداً، كقسمة الانسان إلي زيد وعمرو ومحمد وحسن … إلي آخرهم باعتبار المشخصات لكل جزئي جزئي منه.

2 - إذا كانت الجهة الجامعة خارجة عن ا?قسام، فهي كقسمة ا?بيض إلي الثلج و القطن و غيرهما، وكقسمة الكائن الفاسد إلي معدن ونبات وحيوان، وكقسمة العالم إلي غني وفقير أو إلي شرقي وغربي … وهكذا.

أساليب القسمة
اشارة

?جل أن نقسم الشيء قسمة صحيحة لابد من استيفاء جميع ما له من ا?قسام، كما تقدم في ا?صل الرابع، بمعني أن تكون القسمة حاصرة لجميع جزئياته أو أجزائه. ولذلك أسلوبان:

1 - طريقة القسمة الثنائية:

وهي طريقة الترديد بين النفي و الاثبات، و النفي و الاثبات (وهما النقيضان) لا يرتفعان أي لا يكون لهما قسم ثالث و لا يجتمعان أي لا يكونان قسماً واحداً، فلا محالة تكون هذه القسمة ثنائية أي ليس أكثر من قسمين، وتكون حاصرة جامعة مانعة، كتقسيمنا للحيوان إلي ناطق و غير ناطق. و غير الناطق يدخل فيه كل ما يفرض من باقي أنواع الحيوان غير الانسان لا يشذ عنه نوع، وكتقسيمنا للطيور إلي جارحة و غير جارحة، وا?نسان إلي عربي و غير عربي، و العالم إلي فقيه و غير فقيه … وهكذا.

ثم يمكن أن نستمر في القسمة فنقسم طرف النفي أو طرف الاثبات أو كليهما إلي طرفين اثبات ونفي، ثم هذه ا?طراف ا?خيرة يجوز أن تجعلها أيضاً مقسماً فتقسمها أيضاً بين الاثبات و النفي … و هكذا تذهب إلي ما شئت أن تقسم إذا كانت هناك ثمرة من التقسيم.

مثلاً إذا أردت تقسيم الكلمة، فتقول:

1 - الكلمة تنقسم إلي: ما دل علي الذات و غيره

2 - طرف النفي (الغير) إلي: ما دل علي الزمان و غيره

فتحصل لنا ثلاثة أقسام: ما دلّ علي الذات و هو (الاسم) ، و ما دلّ علي الزمان و هو (الفعل) ، و ما لم يدل علي الذات و الزمان و هو (الحرف). و التعبير المألوف عند المؤلفين أن يقال:

«الكلمة إما أن تدل علي الذات أو لا، وا?ول الاسم، و الثاني إما أن تدل علي الزمان أو لا؛ وا?ول الفعل؛ و الثاني الحرف».

ويمكن وضع هذه القسمة علي هذا النحو:

الكلمة:

*ما دل علي الذات غيره

*ما دل علي الزمان غيره

(مثال ثان) إذا أردنا تقسيم الجوهر إلي أنواعه فيمكن تقسيمه علي هذا النحو:

ينقسم

1 - الجوهر إلي: ما يكون قابلاً للابعاد و غيره

2 - ثم طرف الاثبات (القابل) إلي: نام و غيره

3 - ثم طرف النفي (غير النامي) إلي: جامدوغيره

4 - ثم طرف الاثبات في التقسيم (2) إلي: حساس و غيره

وهكذا يمكن أن تستمر بالقسمة حتي تستوفي أقسام الحساس إلي جميع أنواع الحيوان. ولك أيضاً أن تقسم الجامد و غير الحساس. و قد رأيت انا قسمنا تارة طرف الاثبات وأخري طرف النفي. ويمكن وضع هذه القسمة علي هذا النحو:

الجوهر

قابل للابعاد غيره

نام غيره

حساس غيره غيره جامد غيره

صاهل غيره

ناهق غيره

وهذه القسمة الثنائية تنفع علي ا?كثر في الشيء الذي لا تنحصر أقسامه، و إن كانت مطولة، ?نك تستطيع بها أن تحصر كل ما يمكن أن يفرض من ا?نواع أو ا?صناف بكلمة (غيره) ، ففي المثال ا?خير تري (غير الناهق) يدخل فيه جميع ما للحيوان من ا?نواع غير الناطقة و الصاهلة و الناهقة، فاستطعت أن تحصر كل ما للحيوان من أنواع.

وتنفع هذه القسمة أيضاً فيما إذا أريد حصر ا?قسام حصراً عقلياً كما يأتي، وتنفع أيضاً في تحصيل الحد و الرسم. وسيأتي بيان ذلك.

2 - طريقة القسمة التفصيلية:

وذلك بأن تقسم الشيء ابتداء إلي جميع أقسامه المحصورة كما لو أردت أن تقسم الكلي إلي: نوع وجنس وفصل وخاصة وعرض عام.

والقسمة التفصيلية علي نوعين عقلية واستقرائية:

1 - (العقلية): و هي التي يمنع العقل أن يكون لها قسم آخر، كقسمة الكلمة المتقدمة، و لا تكون القسمة عقلية إلاّ إذا بنيتها علي أساس النفي و الاثبات: (القسمة الثنائية) فلأجل اثبات أن القسمة التفصيلية عقلية

يرجعونها إلي القسمة الثنائية الدائرة بين النفي و الاثبات، ثم إذا كانت ا?قسام أكثر من اثنين يقسمون طرف النفي أو الاثبات إلي النفي و الاثبات … و هكذا كلما كثرت ا?قسام، علي ما تقدم في الثنائية.

2 - (الاستقرائية): و هي التي لا يمنع العقل من فرض آخر لها، وانما تذكر ا?قسام الواقعة التي علمت بالاستقراء و التتبع، كتقسم ا?ديان السماوية إلي: اليهودية و النصرانية وا?سلامية وكتقسيم مدرسة معينة إلي: صف أول وثان وثالث، عند ما لا يكون غير هذه الصفوف فيها، مع امكان حدوث غيرها.

التعريف بالقسمة

إن القسمة بجميع أنواعها هي عارضة للمقسم في نفسها، خاصة به غالباً.

ولما اعتبرنا في القسمة أن تكون جامعة مانعة فا?قسام بمجموعها مساوية للمقسم، كما انها غالباً تكون أعرف منه. وعليه يجوز تعريف المقسم بقسمته إلي أنواعه أو أصنافه، ويكون من باب تعريف الشيء بخاصته.

و هو التعريف بالرسم الناقص، كما كان التعريف بالمثال من هذا الباب.

ولنضرب لك مثلاً لذلك: أنا إذا قسمنا الماء بالتحليل الطبيعي إلي أوكسجين وهيدروجين وعرفنا أن غيره من ا?جسام لا ينحلّ إلي هذين الجزأين، فقد حصل تمييز الماء تمييزاً عرضيّاً عن غيره بهذه الخاصة، فيكون ذلك نوعاً من المعرفة للماء المطمئن إليها. و كذا لو عرفنا أن الورق ينحل إلي القطن و النورة مثلاً نكون قد عرفناه معرفة نطمئن إليها تميزه عن غيره … و هكذا في جميع أنواع القسمة.

كسب التعريف بالقسمة

أو

كيف نفكر لتحصيل المجهول التصوري

أنت تعرف ان المعلوم التصوري منه ما هو بديهي لا يحتاج إلي كسب كمفهوم الوجود و الشيء، و منه ما هو نظري تحتاج معرفته إلي كسب ونظر.

ومعني حاجتك فيه إلي الكسب ان معناه غير واضح في ذهنك و غير محدد ومتميز، أو

فقل غير مفهوم لديك و لا معروف، فيحتاج إلي التعريف، و الذي يعرّفه للذهن هو الحد و الرسم. و ليس الحد أو الرسم للنظري موضوعاً في الطريق في متناول اليد، وإلا فما فرضته نظرياً مجهولاً لم يكن كذلك بل كان بديهياً معروفاً. فالنظري عندك في الحقيقة ليس هو إلا الذي تجهل حده أو رسمه.

إذن، المهم في ا?مر أن نعرف الطريقة التي نحصل بها الحد و الرسم. وكل ما تقدم من ا?بحاث في التعريف هي في الحقيقة أبحاث عن معني الحد و الرسم وشروطهما أو أجزائهما. و هذا وحده غير كافٍ ما لم نعرف طريقة كسبهما وتحصيلهما، فانه ليس الغني هو الذي يعرف معني النقود وأجزاءها وكيف تتألف، بل الغني من يعرف طريقة كسبها فيكسبها، و ليس المريض يشفي إذا عرف فقط معني الدواء وأجزاءه بل لابد أن يعرف كيف يحصله ليتناوله.

وقد أغفل كثير من المنطقيين هذه الناحية، و هي أهم شيء في الباب. بل هي ا?ساس، و هي معني التفكير الذي به نتوصل إلي المجهولات. ومهمتنا في المنطق أن نعرف كيف نفكر لنكسب العلوم التصورية و التصديقية.

وسيأتي ان طريقة التفكير لتحصيل العلم التصديقي هو الاستدلال و البرهان. اما تحصيل العلم التصوري فقد اشتهر عند المناطقة ان الحد لا يكتسب بالبرهان، و كذا الرسم. و الحق معهم ?ن البرهان مخصوص لاكتساب التصديق، و لم يحن الوقت بعد لاُبيِّن للطالب سرّ ذلك، و إذا لم يكن البرهان هي الطريقة هنا فما هي طريقة تفكيرنا لتحصيل الحدود و الرسوم؟ وطبعاً لابدّ أن تكون هذه الطريقة طريقة فطرية يصنعها كل انسان في دخيلة نفسه يخطئ فيها أو يصيب. ولكن نحتاج إلي الدلالة عليها لنكون علي بصيرة في صناعتها. و

هذا هو هدف علم المنطق. و هذا ما نريد بيانه، فنقول:

الطريق منحصر بنوعين من القسمة: القسمة الطبيعية بالتحليل العقلي وتسمي طريقة التحليل العقلي، و القسمة المنطقية الثنائية. ونحن أشرنا في غضون كلامنا في التعريف و القسمة إلي ذلك. و قد جاء وقت بيانه فنقول:

طريقة التحليل العقلي

إذا توجهت نفسك نحو المجهول التصوري (المشكل) ، ولنفرضه (الماء) مثلاً عند ما يكون مجهولاً لديك و هذا هو الدور ا?ول () فأول ما يجب أن تعرفه نوعه. أي تعرف انه داخل في أي جنس من ا?جناس العالية أو ما دونها، كأن تعرف أن الماء مثلاً من السوائل. و هذا هو (الدور الثاني). وكلما كان الجنس الذي عرفت دخول المجهول تحته قريباً كان الطريق أقصر لمعرفة الحد أو الرسم. وسيتضح.

وإذا اجتزت الدور الثاني الذي لابدّ منه لكل من أراد التفكير بأية طريقة كانت، انتقلت إلي الطريقة التي تختارها للتفكير ولابدّ أن تتمثل فيها ا?دوار الثلاثة ا?خيرة أو الحركات الثلاث التي ذكرناها للفكر: الذاهبة و الدائرية و الراجعة.

وإذ نحن اخترنا ا?ن (طريقة التحليل العقلي) أولاً، فلنذكرها متمثلة في الحركات الثلاث:

فانك عند ما تجتاز الدور الثاني تنتقل إلي الثالث و هو الحركة الذاهبة حركة العقل من المجهول إلي المعلومات. ومعني هذه الحركة بطريقة التحليل المقصود بيانها هو أن تنظر في ذهنك إلي جميع ا?فراد الداخلة تحت ذلك الجنس الذي فرضت المشكل داخلاً تحته. و في المثال تنظر إلي أفراد السوائل سواء كانت ماء أو غير ماء باعتبار ان كلها سوائل.

وهنا ننتقل إلي الرابع، و هو (الحركة الدائرية) أي حركة العقل بين المعلومات.

و هو أشق ا?دوار وأهمها دائماً في كل تفكير، فإن نجح المفكر فيه، انتقل إلي الدور ا?خير الذي به حصول العلم، وإلا

بقي في مكانه يدور علي نفسه بين المعلومات من غير جدوي. و هذه الحركة الدائرية بين المعلومات في هذه الطريقة، هي أن يلاحظ الفكر مجاميع أفراد الجنس الذي دخل تحته المشكل، فيفرزها مجموعة مجموعة، فلأفراد المجهول مجموعة، ولغيره من أنواع الجنس ا?خري كل واحد مجموعة من ا?فراد. و في المثال يلاحظ مجاميع السوائل: الماء، و الزئبق، و اللبن، و الدهن، إلي آخرها. و عند ذلك يبدأ في ملاحظتها ملاحظة دقيقة، ليعرف ما تمتاز به مجموعة أفراد المشكل بحسب ذاتها وحقيقتها عن المجاميع ا?خري، أو بحسب عوارضها الخاصة بها. ولابد هنا من الفحص الدقيق و التجربة ليعرف في المثال الخصوصية الذاتية أو العرضية التي يمتاز بها الماء عن غيره من السوائل، في لونه وطعمه، أو في وزنه وثقله، أو في أجزائه الطبيعية. و لا يستغني الباحث عن الاستعانة بتجارب الناس و العلماء وعلومهم. و البشر من القديم _ كما قلنا في أول مبحث القسمة اهتموا بفطرتهم في تقسيم ا?شياء وتمييز ا?نواع بعضها عن بعض، فحصلت لهم بمرور الزمن الطويل معلومات قيمة هي ثروتنا العلمية التي ورثناها من أسلافنا. وكل ما نستطيعه من البحث في هذا الشأن هو التعديل و التنقيح في هذه الثروة، واكتشاف بعض الكنوز من ا?نواع التي لم يهتد إليها السابقون، علي مرور الزمن وتقدم المعارف.

فإن استطاع الفكر أن ينجح في هذا الدور (الحركة الدائرية) بأن عرف ما يميز المجهول تمييزاً ذاتياً أي عرف فصله، أو عرف ما يميزه تمييزاً عرضياً أي عرف خاصته، فإن معني ذلك انه استطاع أن يحلل معني المجهول إلي جنس وفصل، أو جنس وخاصة، تحليلاً عقلياً، فيكمل عنده الحد التام أو الرسم التام بتأليفه مما انتهي إليه التحليل. كما

لو عرف الماء في المثال بأنه سائل بطبعه لا لو له و لا طعم و لا رائحة أو انه له ثقل نوعي مخصوص أو انه قوام كل شيء حي.

ومعني كمال الحد أو الرسم عنده قد انتهي إلي الدور ا?خير، و هو (الحركة الراجعة) أي حركة العقل من المعلوم إلي المجهول. وعندها ينتهي التفكير بالوصول إلي الغاية من تحصيل المجهول.

وبهذا اتضح معني التحليل العقلي الذي وعدناك ببيانه سابقاً في القسمة الطبيعية، و هو انما يكون باعتبار المتشاركات و المتباينات، أي انه بعد ملاحظة المتشاركات بالجنس يفرزها ويوزعها مجاميع أو فقل أنواعاً بحسب ما فيها من المميزات المتباينة فيستخرج من هذه العملية الجنس و الفصل مفردات الحد، أو الجنس و الخاصة مفردات الرسم، فكنت بذلك حللت المفهوم المراد تعريفه إلي مفرداته.

(تنبيه): ان الكلام المتقدم في الدور الرابع فرضناه فيما إذا كنت من أول ا?مر، لما عرفت نوع المشكل، عرفت جنسه القريب، فلم تكن بحاجة إلا للبحث عن مميزاته عن ا?نواع المشتركة معه في ذلك الجنس.

أما لو كنت قد عرفت فقط جنسه العالي كأن عرفت ان الماء جوهر لا غير، فانك ?جل أن تكمل لك المعرفة، لابد أن تفحص (أولاً) لتعرف أن المشكل من أي ا?جناس المتوسطة، بتمييز بعضها عن بعض بفصولها أو خواصها علي نحو العملية التحليلية السابقة، حتي نعرف أن الماء جوهر ذو أبعاد أي جسم.

ثم تفحص (ثانياً) بعملية تحليلية أخري لتعرفه من أي ا?جناس القريبة هو، فنعرف انه سائل، ثم تفحص (ثالثاً) بتلك العملية التحليلية لتميزه عن السوائل ا?خري بثقله النوعي مثلاً أو بأنه قوام كل شيء حي، فيتألف عندك تعريف الماء علي هذا النحو مثلاً (جوهر ذو أبعاد سائل قوام كل شيء حي) ويجوز

أن تكتفي عن ذلك فتقول (سائل قوام كل شيء حي) مقتصراً علي الجنس القريب.

وهذه الطريقة الطويلة من التحليل التي هي عبارة عن عدة تحليلات يلتجيء إليها ا?نسان إذا كانت ا?جناس متسلسلة و لم يكن يعرف الباحث دخول المجهول إلا في الجنس العالي. ولكن تحليلات البشر التي ورثناها تغنينا في أكثر المجهولات عن ارجاعها إلي ا?جناس العالية، فلا نحتاج علي ا?كثر إلا لتحليل واحد لنعرف به ما يمتاز به المجهول عن غيره.

علي أنه يجوز لك أن تستغني بمعرفة الجنس العالي أو المتوسط، فلا تجري إلا عملية واحدة للتجليل لتميز المشكل عن جميع ما عداه مما يشترك معه في ذلك الجنس العالي أو المتوسط، غير أن هذه العملية لا تعطينا إلا حداً ناقصاً أو رسماً ناقصاً.

طريقة القسمة المنطقية الثنائية

انك بعد الانتهاء من الدورين ا?ولين أي دور مواجهة المشكل ودور معرفة نوعه، لك أن تعمد إلي طريقة أخري من التفكير تختلف عن السابقة.

فإن السابقة كانت النظرة فيها إلي ا?فراد المشتركة في ذلك الجنس ثم تمييزها بعضها عن بعض لاستخراج ما يميز المجهول.

أما هذه فانك تتحرك إلي الجنس الذي عرفته فتقسمه بالقسمة المنطقية الثنائية إلي اثبات ونفي: الاثبات بما يميز المجهول تمييزاً ذاتياً أو عرضياً، و النفي بما عداه. و ذلك إذا كان المعروف الجنس القريب، فنقول في مثال الماء الذي عرف انه سائل: (السائل إما عديم اللون و اما غيره) ، فتستخرج بذلك الحد التام أو الرسم التام وتحصل لديك الحركات الثلاث كلها.

أما لو كان الجنس الذي عرفته هو الجنس العالي أو المتوسط فانك تأخذ أولاً الجنس العالي مثلاً، فتقسمه بحسب المميزات الذاتية أو العرضية، ثم تقسم الجنس المتوسط الذي حصلته بالتقسيم ا?ول إلي أن يصل التقسيم إلي ا?نواع السافلة

علي النحو الذي مثلنا به في القسمة الثنائية للجوهر وبهذا تصير الفصول كلها معلومة علي الترتيب فتعرف بذلك جميع ذاتيات المجهول علي التفصيل.

تمرينات

علي التعريف و القسمة

(1) انقد التعريفات ا?تية، وبين ما فيها من وجوه الخطأ إن كان:

أ - الطائر: حيوان يبيض و - اللبن: مادة سائلة مغذية

ب - ا?نسان: حيوان بشري ز - العدد:

كثرة مجتمعة من آحاد

ج - العلم: نور يقذف في القلب ح - الماء: سائل مفيد

د - القدام: الذي خلفه شيء ط - الكوكب: جرم سماوي منير

ه - المربع: شكل رباعي قائم الزوايا ي - الوجود:

الثابت العين

(2) من أي أنواع التعريف تعريف العلم بأنه (حصول صورة الشيء في العقل) ، وتعريف المركب بأنه (ما دل جزء لفظه علي جزء معناه حين هو جزء). وبين ما إذا كان الجنس مذكوراً فيها أم لا.

(3) من أي أنواع التعريف تعريف الكلمة بأنها (قول مفرد) وتعريف الخبر بأنه (قول يحتمل الصدق و الكذب).

(4) عرف النحويون الكلمة بعدة تعريفات:

أ - لفظ وضع لمعني مفرد.

ب - لفظ موضوع مفرد.

ج - قول مفرد.

د - مفرد.

فقارن بينها، واذكر أولاها وأحسنها، و الخلل في أحدها إن كان.

(5) لو عرفنا ا?ب بأنه (من له ولد) ، فهذا التعريف فاسد قطعاً، ولكن هل تعرف من أية جهة فساده؟ و هل تري يلزم منه الدور؟ - و إذا كان يلزم منه الدور أو لا يلزم فهل تستطيع أن تعلل ذلك؟

(6) اعترض بعض ا?صوليين علي تعريف اللفظ المطلق المقابل للمقيد بأنه (ما دل علي شايع في جنسه) ، فقال انه تعريف غير مطرد و لا منعكس، فهل تعرف الطريق لرد هذا الاعتراض من أساسه علي الاجمال. و أنت إذا حققت ان هذا التعريف ماذا يسمي

يسهل عليك الجواب، فتفطَّن!

(7) جاء في كتاب حديث للمنطق تعريف الفصل بأنه (صفة أو مجموع صفات كلية بها تتميَّز أفراد حقيقة واحدة من أفراد غيرها من الحقائق المشتركة معها في جنس واحد). انقده واذكر وجوده الخلل فيه علي ضوء ما درسته في تعريف الفصل وشروط التعريف.

(8) إن التي نسميها بالكليات الخمسة كان أرسطو يسميها (المحمولات) ، وعنده ان المحمول لابدّ أن يكون من أحد الخمسة، فاعترضه بعض مؤلفي المنطق الحديث بأن هذه الخمسة لا تحتوي جميع أنواع المحمولات، ?نه لا يدخل فيه مثل (البشر هو ا?نسان).

فالمطلوب أن تجيب عن هذا الاعتراض، علي ضوء ما درسته في بحث (الحمل وأنواعه). وبين صواب ما ذهب إليه أرسطو.

(9) وعرف هذا البعض المتقدم اللفظين المتقابلين بأنهما (اللفظان اللذان لا يصدقان علي شيء واحد في آن واحد). انقده علي ضوء ما درسته في بحث التقابل وشروط التعريف.

(10) كيف تفكر بطريقة التحليل العقلي لاستخراج تعريف الكلمة و المفرد و المثلث و المربع.

(11) استخرج بطريقة القسمة المنطقية الثنائية تعريف الفصل تارة و النوع أخري.

(12) فرق بين القسمة العقلية وبين الاستقرائية في القسمات التفصيلية ا?تية مع بيان الدليل علي ذلك:

أ - قسمة فصول السنة إلي ربيع وصيف وخريف وشتاء.

ب - قسمة أوقات اليوم إلي فجر وصبح وضحي وظهر وعصر وأصيل وعشاء وعتمة.

ج - قسمة الفعل إلي ماض ومضارع وأمر.

د - قسمة الاسم إلي نكرة ومعرفة.

ه - قسمة الاسم إلي مرفوع ومنصوب ومجرور.

و - قسمة الحكم إلي وجوب وحرمة واستحباب وكراهة واباحة.

ز - قسمة الصوم إلي واجب ومستحب ومكروه ومحرم.

ح - قسمة الصلاة إلي ثنائية وثلاثية ورباعية.

ط - قسمة الحج إلي تمتع وقران وإفراد.

ي - قسمة الخط إلي مستقيم ومنحن ومنكسر.

ثم اقلب ما يمكن

من هذه القسمات إلي قسمة ثنائية، واستخرج منها بعض ريفات لبعض ا?قسام، واختر خمسة علي ا?قل.

انتهي الجزء ا?ول

الباب الرابع: القضايا وأحكامها

1 القضايا
القضية

تقدم في الباب ا?ول ان الخبر هو القضية، وعرفنا الخبر أو القضية بأنه (المركب التام الذي يصح أن نصفه بالصدق أو الكذب).

وقولنا: المركب التام، هو (جنس قريب) يشمل نوعي التام، الخبر و الانشاء. وباقي التعريف (خاصة) يخرج بها الانشاء، ?ن الوصف بالصدق أو الكذب من عوارض الخبر المختصة به، كما فصلناه هناك، فهذا التعريف تعريف بالرسم التام.

و?جل أن يكون التعريف دقيقاً نزيد عليه كلمة (لذاته) ، فنقول: القضية هي المركب التام الذي يصح أن نصفه بالصدق أو الكذب لذاته.

وكذا ينبغي زيادة كلمة (لذاته) في تعريف الانشاء. ولهذا القيد فائدة، فانه قد يتوهم غافل فيظن ان التعريف ا?ول للخبر يشمل بعض الانشاءات فلا يكون مانعاً، ويخرج هذا البعض من تعريف الانشاء فلا يكون جامعاً.

وسبب هذا الظن ان بعض الانشاءات قد توصف بالصدق و الكذب، كما لو استفهم شخص عن شيء يعلمه، أو سأل الغني سؤال الفقير، أو تمني انسان شيئاً هو واجد له، فان هؤلاء نرميهم بالكذب، و في عين الوقت نقول للمستفهم الجاهل و السائل الفقير و المتمني الفاقد اليائس آن هم صادقون.

و من المعلوم أن الاستفهام و الطلب بالسؤال و التمني من أقسام الانشاء.

ولكنا إذا دققنا هذه امثلة وأشباهها يرتفع هذا الظن، اننا نجد ان الاستفهام الحقيقي لا يكون إلا عن جهل، و السؤال لا يكون إلا عن حاجة، و التمني لا يكون إلا عن فقدان و يأس، فهذه الانشاءات تدل بالدلالة الالتزامية علي الخبار عن الجهل أو الحاجة أو اليأس، فيكون الخبر المدلول عليه بالالتزام هو الموصوف بالصدق أو الكذب، لا ذات الانشاء.

فالتعريف اول للخبر

في حد نفسه لا يشمل هذه الانشاءات، ولكن ?جل التصريح بذلك دفعاً للالتباس، نضيف كلمة (لذاته) ، ?ن هذه الانشاءات المذكورة لئن اتصفت بالصدق أو الكذب، فليس هذا الوصف لذاتها، بل ?جل مداليلها الالتزامية

أقسام القضايا

1 - (الحملية)

مثل: الحديد معدن، الربا محرم، الصدق ممدوح، الكاذب ليس بمؤتمن، البخيل لا يسود.

وبتدقيق هذه ا?مثلة نجد:

أن كل قضية منها لها طرفان ونسبة بينهما، ومعني هذه النسبة اتحاد الطرفين وثبوت الثاني للأول، أو نفي الاتحاد و الثبوت. وبالاختصار نقول: معناها ان (هذا ذاك) أو (هذا ليس ذاك) فيصح تعريف الحملية بأنها:

ما حكم فيها بثبوت شيء لشيء أو نفيه عنه

2 - (الشرطية)

مثل: إذا أشرقت الشمس فالنهار موجود.

وليس إذا كان ا?نسان تماماً كان أميناً.

ومثل: اللفظ إما أن يكون مفرداً أو مركباً.

وليس ا?نسان إما أن يكون كاتباً أو شاعراً.

وعند ملاحظة هذه القضايا نجد:

ان كل قضية منها لها طرفان، وهما قضيتان با?صل. ففي المثال ا?ول لولا (إذا) و (فاء الجزاء) لكان قولنا (أشرقت الشمس) خبراً بنفسه و كذا (النهار موجود). و هكذا باقي ا?مثلة، ولكن لما جمع المتكلم بين الخبرين ونسب أحدهما إلي ا?خر جعلهما قضية واحدة وأخرجهما عما كانا عليه من كون كل منهما خبراً يصح السكوت عليه، فانه لو قال (أشرقت الشمس …) وسكت فانه يعد مركباً ناقصاً، كما تقدم في بحث المركب.

وأما هذه النسبة بين الخبرين با?صل، فليست هي نسبة الثبوت و الاتحاد كالحملية، ?ن لا اتحاد بين القضايا، بل هي إما نسبة الاتصال و التصاحب، و التعليق، أي تعليق الثاني علي ا ?ول أو نفي ذلك كالمثالين ا?ولين، و اما نسبة التعاند و الانفصال و التباين أو نفي ذلك كالمثالين ا?خيرين.

ومن جميع ما تقدم نستطيع أن نستنتج عدة أمور:

(ا?ول): تعريف

القضية الشرطية بأنها (ما حكم فيها بوجود نسبة بين قضية وأخري أو لا وجودها).

الشرطية: متصلة ومنفصلة:

(الثاني): ان الشرطية تنقسم إلي متصلة ومنفصلة، ?ن النسبة:

1 - إن كانت هي الاتصال بين القضيتين وتعليق احداهما علي ا ?خري أو نفي ذلك، كالمثالين ا?ولين، فهي المسماة (بالمتصلة).

2 - و إن كانت هي الانفصال و العناد بينهما أو نفي ذلك، كالمثالين ا?خيرين فهي المسماة (بالمنفصلة).

الموجبة و السالبة:

(الثالث): ان القضية بجميع أقسامها سواء كانت حملية أو متصلة أو منفصلة، تنقسم إلي، موجبة وسالبة، ?ن الحكم فيها:

1 - إن كان بنسبة الحمل أو الاتصال أو الانفصال فهي (موجبة).

2 - و إن كان بسلب الحمل أو الاتصال أو الانفصال فهي (سالبة).

وعلي هذا فليس من حق السالبة أن تسمي حملية أو متصلة أو منفصلة، ?نها سلب الحمل أو سلب الاتصال أو سلب الانفصال، ولكن تشبيهها لها بالموجبة سميت باسمها.

ويسمي الايجاب و السلب (كيف القضية) ، ?نه يسأل ب (كيف) الاستفهامية عن الثبوت وعدمه

أجزاء القضية

قلنا: إن كل قضية لها طرفان ونسبة، وعليه ففي كل قضية ثلاثة أجزاء، ففي الحملية:

الطرف ا?ول: المحكوم عليه، ويسمي (موضوعاً).

الطرف الثاني: المحكوم به، ويسمي (محمولاً).

النسبة: و الدال عليها يسمي (رابطة)

وفي الشرطية:

الطرف ا?ول: يسمي (مقدماً)

والطرف الثاني: يسمي (تالياً).

والدال علي النسبة: يسمي (رابطة).

وليس من حق أطراف المنفصلة: أن تسمي مقدماً وتالياً، ?نها غير متميزة بالطبع كالمتصلة، فإن لك أن تجعل أيا شئت منها مقدماً وتالياً، و لا بتفاوت المعني فيها، ولكن إنما سميت بذلك فعلي نحو العطف علي المتصلة تبعاً لها، كما سميت السالبة باسم الموجبة الحملية أو المتصلة أو المنفصلة.

أقسام القضية باعتبار الموضوع

الحملية: شخصيَّة، وطبيعية، ومهملة، ومحصورة.

المحصورة: كليّة وجزئية

نبتدئ بالتقسيم باعتبار الموضوع للحملية، ثم نتبعه بتقسيم الشرطية، فنقول:

تنقسم الحملية باعتبار الموضوع إلي ا?قسام ا?ربعة المذكورة في العنوان ?ن الموضوع إما أن يكون جزئياً حقيقياً أو كلياً:

أ - فإن كان جزئياً سميت القضية (شخصية) و (مخصوصة) مثل: محمد رسول الله. الشيخ المفيد مجدد القرن الرابع. بغداد عاصمة العراق. أنت عالم. هو ليس بشاعر. هذا العصر لا يبشر بخير.

ب - و إن كان كلياً، ففيه ثلاث حالات تسمي - في كل حالة - القضية المشتملة عليه باسم مخصوص، فانه:

1 - أما أن يكون الحكم في القضية علي نفس الموضوع الكلي بما هو كلي مع غض النظر عن أفراده، علي وجه لا يصح تقدير رجوع الحكم إلي ا?فراد، فالقضية تسمي (طبيعية) ، ?ن الحكم فيها علي نفس الطبيعة من حيث هي كلية، مثل: ا?نسان نوع. الناطق فصل. الحيوان جنس. الضاحك خاصة … وهكذا، فانك تري ان الحكم في هذه ا?مثلة لا يصح ارجاعه إلي أفراد الموضوع، ?ن الفرد ليس نوعاً و لا فصلاً و لا جنساً و لا خاصة.

2 - و

اما أن يكون الحكم فيها علي الكلي بملاحظة أفراده، بأن يكون الحكم في الحقيقة راجعاً إلي ا?فراد، و الكلي جعلي عنواناً ومرآة لها، إلا أنه لم يبين فيه كمية ا?فراد، لا جميعها و لا بعضها، فالقضية تسمي (مهملة) لاهمال بيان كمية أفراد الموضوع، مثل: ا?نسان في خسر. رئيس القوم خادمهم. ليس من العدل سرعة العذل. المؤمن لا يكذب.

فانه ليس في هذه ا?مثلة دلالة علي أن الحكم عام لجميع ما تحت الموضوع أو غير عام.

(تنبيه) قال الشيخ الرئيس في الاشارات بعد بيان المهملة: «فإن كان ادخال ا?لف و اللام يوجب تعميماً وشركة وادخال التنوين يوجب تخصيصاً، فلا مهملة في لغة العرب، وليطلب ذلك في لغة أخري. و اما الحق في ذلك فلصناعة النحو و لا نخالطها بغيرها …». و الحق وجود المهملة في لغة العرب إذا كانت اللام للحقيقة، فيشار بها إلي نفس الطبيعة من حيث وجودها في مصاديقها، من دون دلالة علي إرادة الجميع أو البعض. نعم إذا كانت للجنس فانها تفيد العموم. ويفهم ذلك من قرائن ا?حوال. و هذا أمر يرجع فيه إلي كتب النحو وعلوم البلاغة.

3 - و اما أن يكون الحكم فيها علي الكلي بملاحظة أفراده، كالسابقة، ولكن كمية أفراده مبينة في القضية، إما جميعاً أو بعضاً، فالقضية تسمي (محصورة) وتسمي (مسوَّرة) أيضاً. و هي تنقسم بملاحظة كمية ا?فراد إلي:

أ - (كلية): إذا كان الحكم علي جميع ا?فراد، مثل: كل إمام معصوم. كل ماء طاهر. كل ربا محرم. لا شيء من الجهل بنافع. ما في الدار ديار.

ب - (جزئية): إذا كان الحكم علي بعض ا?فراد، مثل: بعض الناس يكذبون. قليل من عبادي الشكور. و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين. ليس

كل إنسان عالماً. رب أكلة منعت أكلات

لا اعتبار إلا بالمحصورات

القضايا المعتبرة التي يبحث عنها المنطقي، ويعتد بها، هي المحصورات، دون غيرها من باقي ا?قسام. و هذا ما يحتاج إلي البيان:

أما (الشخصية) ، فلأن مسائل المنطق قوانين عامة، فلا شأن لها في القضايا الشخصية التي لا عموم فيها.

وأما (الطبيعية) ، فهي بحكم الشخصية، ?ن الحكم فيها ليس فيه تقنين قاعدة عامة، وانما الحكم كما قلنا علي نفس المفهوم بما هو من غير أن يكون له مساس بأفراده.

و هو بهذا الاعتبار كالمعني الشخصي لا عموم فيه، فان ا?نسان في مثال (ا?نسان نوع) لا عموم فيه. ?ن كلا من أفراده ليس بنوع.

وأما (المهملة) ، فهي في قوة الجزئية، و ذلك ?ن الحكم فيها يجوز أن يرجع إلي جميع ا?فراد ويجوز أن يرجع إلي بعضها دون البعض ا?خر، كما تقول: (رئيس القوم خادمهم) ، فانه إذا لم يبين في هذه القضية كمية ا?فراد، فانك تحتمل ان كل رئيس قوم يجب أن يكون كخادم لقومه. وربما كان هذا الحكم من القائل غير عام لكل من يصدق عليه رئيس قوم، فقد يكون رئيس مستغنياً عن قومه إذ لا تكون قوته مستمدة منهم. و علي كلا التقديرين يصدق (بعض الرؤساء لقومهم كخدم لهم) ، ?ن الحكم إذا كان في الواقع للكل، فإن البعض له هذا الحكم قطعاً أما البعض ا?خر فهو مسكوت عنه. و إذا كان في الواقع للبعض، فقد حكم علي البعض.

إذن الجزئية صادقة علي كلا التقديرين قطعاً. و لا نعني بالجزئية إلا ما حكم فيها علي بعض ا?فراد من دون نظر إلي البعض الباقي بنفي و لا اثبات. فانك إذا قلت (بعض ا?نسان حيوان) ، فهي صادقة، ?نها ساكتة عن

البعض ا?خر فلا تدليل علي أن الحكم لا يعمه. و لا شك ان بعض ا?نسان حيوان و إن كان البعض الباقي في الواقع أيضاً حيواناً ولكنه مسكوت عنه في القضية.

وإذا كانت القضايا المعتبرة هي المحصورات خاصة سواء كانت كلية أو جزئية فإذا روعي مع (كم) القضية () كيفها، ارتقت القضايا المعتبرة إلي أربعة أنواع: الموجبة الكلية. السالبة الكلية. الموجبة الجزئية. السالبة الجزئية.

السور و ألفاظه

يسمي اللفظ الدال علي كمية أفراد الموضوع (سور القضية) تشبيهاً له بسور البلد الذي يحدها ويحصرها. ولذا سميت هذه القضايا (محصورة) و (مسورة). ولكل من المحصورات ا?ربع سور خاص بها:

1 - (سور الموجبة الكلية): كل. جميع. عامة. كافة. لام الاستغراق … إلي غيرها من ا?لفاظ التي تدل علي ثبوت المحمول لجميع أفراد الموضوع.

2 - (سور السالبة الكلية): لا شيء. لا واحد. النكرة في سياق النفي … إلي غيرها من ا?لفاظ الدالة علي سلب المحمول عن جميع أفراد الموضوع.

3 - (سور الموجبة الجزئية): بعض. واحد. كثير. قليل. ربما. قلما … إلي غيرها مما يدل علي ثبوت المحمول لبعض أفراد الموضوع.

4 - (سور السالبة الجزئية): ليس بعض. بعض … ليس. ليس كل. ما كل … أو غيرها مما يدل علي سلب المحمول عن بعض أفراد الموضوع.

وطلباً للاختصار نرمز لسور كل قضية برمز خاص كما يلي:

(كل): للموجبة الكلية

(لا): للسالبة الكلية

(ع):

للموجبة الجزئية.

(س): للسالبة الجزئية

وإذا رمزنا دائماً للموضوع بحرف (ب) وللمحمول بحرف (ح) فيكون رموز المحصورات ا?ربع كما يلي:

كل ب ح … الموجبة الكلية

لا ب ح … السالبة الكلية

ع ب ح … الموجبة الجزئية

س ب ح … السالبة الجزئية

تقسيم الشرطية

إلي شخصية، ومهملة، ومحصورة

لاحظنا ان الحملية تنقسم إلي ا?قسام ا?ربعة السابقة باعتبار موضوعها. وللشرطية تقسيم يشبه ذلك التقسيم،

ولكن لا باعتبار الموضوع، إذ لا موضوع لها، بل باعتبار ا?حوال وا?زمان التي يقع فيها التلازم أو العناد.

فتنقسم الشرطية بهذا الاعتبار إلي ثلاثة أقسام فقط: شخصية، مهملة، محصورة. و ليس من أقسامها الطبيعية التي لا تكون إلا باعتبار الموضوع بما هو مفهوم موجود في الذهن.

1 - (الشخصية): و هي ما حكم فيها بالاتصال، أو التنافي، أو نفيهما، في زمن معين شخصي، أو حال معين كذلك.

مثال المتصلة - إن جاء علي غاضباً فلا أسلم عليه. إذا مطرت السماء اليوم فلا أخرج من الدار. ليس إذا كان المدرس حاضراً ا?ن فإنه مشغول بالدرس.

مثال المنفصلة - إما أن تكون الساعة ا?ن الواحدة أو الثانية. و اما أن يكون زيد و هو في البيت نائماً أو مستيقظاً. ليس إما أن يكون الطالب و هو في المدرسة واقفاً أو في الدرس.

2 - (المهملة): و هي ما حكم فيها بالاتصال أو التنافي أو رفعهما في حال أو زمان ما، من دون نظر إلي عموم ا?حوال وا?زمان أو خصوصهما.

مثال المتصلة - إذا بلغ الماء كراً فلا ينفعل بملاقاة النجاسة. ليس إذا كان ا?نسان كاذباً كان محموداً.

مثال المنفصلة - القضية إما أن تكون موجبة أو سالبة. ليس إما أن يكون الشيء معدناً أو ذهباً.

3 - (المحصورة): و هي ما بُيِّن فيها أحوال الحكم وأوقاته كلاً أو بعضاً و هي علي قسمين كالحملية:

أ - (الكلية): و هي إذا كان اثبات الحكم أو رفعه فيها يشمل جميع ا?حوال أو ا?وقات.

مثال المتصلة - كلما كانت ا?مة حريصة علي الفضيلة كانت سالكة سبيل السعادة. ليس أبداً، أو ليس البتة إذا كان ا?نسان صبوراً علي الشدائد كان غير موفق في أعماله.

مثال المنفصلة - دائماً إما أن يكون العدد

الصحيح زوجاً أو فرداً. ليس أبداً، أو ليس البتة إما أن يكون العدد الصحيح زوجاً أو قابلاً للقسمة علي اثنين.

ب - (الجزئية): إذا كان اثبات الحكم أو رفعه فيها يختص في بعض غير معين من ا?حوال وا?وقات.

مثال المتصلة - قد يكون إذا كان ا?نسان عالماً كان سعيداً. و ليس كلما كان ا?نسان حازماً كان ناجحاً في أعماله.

مثال المنفصلة - قد يكون إما أن يكون ا?نسان مستلقياً أو جالساً (وذلك عند ما يكون في السيارة مثلاً إذ لا يمكنه الوقوف). قد لا يكون إما أن يكون ا?نسان مستلقياً أو جالساً (وذلك عند ما يمكنه الوقوف منتصباً).

السور في الشرطية

السور في الحملية يدل علي كمية أفراد الموضوع. أما في الشرطية فدلالته علي عموم ا?حوال وا?زمان أو خصوصها. ولكل من المحصورات ا?ربع سور يختص بها كالحملية:

1 - (سور الموجبة الكلية): كلما. مهما. متي. ونحوها، في المتصلة. ودائماً، في المنفصلة.

2 - (سور السالبة الكلية): ليس أبداً. ليس البتة. في المتصلة و المنفصلة.

3 - (سور الموجبة الجزئية): قد يكون، فيهما.

4 - (سور السالبة الجزئية): قد لا يكون، فيهما. و ليس كلما، في المتصلة خاصة.

تقسيمات الحملية

تمهيد:

تقدم ان الحملية تنقسم باعتبار الكيف إلي موجبة وسالبة، وباعتبار الموضوع إلي شخصية وطبيعية ومهملة ومحصورة، و المحصورة إلي كلية وجزئية. و هذه تقسيمات تشاركها الشرطية فيها في الجملة كما تقدم.

وا?ن نبحث في هذا الفصل عن التقسيمات الخاصة بالحملية، وهي: تقسيمها (أولاً) باعتبار وجود موضوعها في الموجبة. وتقسيمها (ثانياً) باعتبار تحصيل الموضوع و المحمول وعدولهما. وتقسيمها (ثالثاً) باعتبار جهة النسبة. فهذه تقسيمات ثلاثة

1 - الذهنية. الخارجية. الحقيقية.

إن الحملية الموجبة هي ما أفادت ثبوت شيء لشيء. و لا شك أن ثبوت شيء لشيء فرع لثبوت المثبت له، أي

ان الموضوع في الحملية الموجبة يجب أن يفرض موجوداً قبل فرض ثبوت المحمول له، إذ لولا أن يكون موجوداً لما أمكن أن يثبت له شيء، كما يقولون في المثل (العرش ثم النقش). فلا يمكن أن يكون سعيد في مثل (سعيد قائم) غير موجود، و مع ذلك يثبت له القيام.

وعلي العكس من ذلك السالبة فانها لا تستدعي وجود موضوعها، ?ن المعدوم يقبل أن يسلب عنه كل شيء. ولذا قالوا (تصدق السالبة بانتفاء الموضوع). فيصدق نحو «أب عيسي بن مريم لم يأكل و لم يشرب و لم ينم و لم يتكلم … وهكذا»، ?نه لم يوجد فلم تثبت له كل هذه ا?شياء قطعاً، فيقال لمثل هذه السالبة (سالبة بانتفاء الموضوع).

والمقصود من هذا البيان ان الموجبة لابدّ من فرض وجود موضوعها في صدقها وإلا كانت كاذبة.

ولكن وجود موضوعها:

1 - تارة يكون في الذهن فقط فتسمي (ذهنية) مثل: كل اجتماع النقيضين مغاير لاجتماع المثلين. كل جبل ياقوت ممكن الوجود. فان مفهوم اجتماع النقيضين وجبل الياقوت غير موجودين في الخارج، ولكن الحكم ثابت لهما في الذهن.

2 - وأخري يكون وجود موضوعها في الخارج علي وجه يلاحظ في القضية خصوص ا?فراد الموجودة المحققة منه في أحد ا?زمنة الثلاثة نحو:

كل جندي في المعسكر مدرّب علي حمل السلاح. بعض الدور المائلة للانهدام في البلد هدمت. كل طالب في المدرسة مجد. وتسمي القضية هذه (خارجية).

3 - وثالثة يكون وجوده في نفس ا?مر و الواقع، بمعني ان الحكم علي ا?فراد المحققة الوجود و المقدرة الوجود معاً، فكلما يفرض وجوده و إن لم يوجد أصلاً فهو داخل في الموضوع ويشمله الحكم.

نحو:

كل مثلث مجموع زواياه يساوي قائمتين. بعض المثلث قائم الزاوية. كل انسان قابل للتعليم العالي. كل

ماء طاهر.

فانك تري في هذه ا?مثلة ان كل ما يفرض للموضوع من أفراد (سواء كانت موجودة بالفعل أو معدومة ولكنها مقدرة الوجود) تدخل فيه ويكون لها حكمه عند وجودها. وتسمي القضية هذه (حقيقية).

2 - المعدولة و المحصلة

موضوع القضية الحملية أو محمولها قد يكون شيئاً (محصلاً) بالفتح، أي يدل علي شيء موجود، مثل: انسان. محمد. أسد. أو صفة وجودية مثل: عالم. عادل. كريم. يتعلم.

وقد يكون موضوعها أو محمولها شيئاً معدولاً أي داخلاً عليه حرف السلب علي وجه يكون جزءاً من الموضوع أو المحمول مثل: لا إنسان. لا عالم. لا كريم. غير بصير.

وعليه فالقضية باعتبار تحصيل الموضوع و المحمول وعدولهما، تنقسم إل قسمين: محصلة ومعدولة.

1 - (المحصلة): ما كان موضوعها ومحمولها محصلاً سواء كانت موجبة أو سالبة مثل: الهواء نقي. الهواء ليس نقياً. وتسمي أيضاً (محصلة الطرفين).

2 - (المعدولة): ما كان موضوعها أو محمولها أو كلاهما معدولاً، سواء كانت موجبة أو سالبة. وتسمي معدولة الموضوع أو معدولة المحمول أو معدولة الطرفين حسب دخول العدول علي أحد طرفيها أو كليهما. ويقال لمعدولة أحد الطرفين: محصلة الطرف ا?خر: الموضوع أو المحمول.

مثال معدولة الطرفين: كل لا عالم هو غير صائب الرأي. كل غير مجد ليس هو بغير مخفق في الحياة.

مثال معدولة الموضوع أو محصلة المحمول: غير العالم مستهان. غير العالم ليس بسعيد.

تنبيه

تمتاز معدولة المحمول عن السالبة محصلة المحمول:

1 - في المعني: فان المقصود بالسالبة سلب الحمل، وبمعدولة المحمول حمل السلب، أي يكون السلب في المعدولة جزءاً من المحمول فيحمل المسلوب بما هو مسلوب علي الموضوع.

2 - في اللفظ: فان السالبة تجعل الرابطة فيها بعد حرف السلب لتدل علي سلب الحمل، و المعدولة تجعل الرابطة فيها قبل حرف السلب لتدل علي

حمل السلب.

وغالباً تستعمل (ليس) في السالبة و (لا) أو (غير) في المعدولة.

3 - الموجهات

مادة القضية:

كل محمول إذا نسب إلي موضوع، فالنسبة فيه لا تخلو في الواقع ونفس ا?مر من احدي حالات ثلاث (بالقسمة العقلية).

1 - (الوجوب). ومعناه: ضرورة ثبوت المحمول لذات الموضوع ولزومه لها، علي وجه يمتنع سلبه عنه، كالزوج بالنسبة إلي ا?ربعة، فإن ا?ربعة لذاتها يجب أن تتصف بأنها زوج. و قولنا (لذات الموضوع) يخرج به ما كان لزومه ?مر خارج عن ذات الموضوع، مثل ثبوت الحركة للقمر، فانها لازمة له، ولكن لزومها لا لذاته، بل لسبب وضع الفلك وعلاقته با?رض.

2 - (الامتناع). ومعناه: استحالة ثبوت المحمول لذات الموضوع فيجب سلبه عنه، كالاجتماع بالنسبة إلي النقيضين، فان النقيضين لذاتهما لا يجوز أن يجتمعا.

وقولنا: (لذات الموضوع) يخرج به ما كان امتناعه ?مر خارج عن ذات الموضوع، مثل سلب التفكير عن النائم، فان التفكير يمتنع عن النائم. ولكن لا لذاته، بل ?نه فاقد للوعي.

(تنبيه) - يفهم مما تقدم ان الوجوب و الامتناع يشتركان في ضرورة الحكم، ويفترقان في أن الوجوب ضرورة الايجاب، و الامتناع ضرورة السلب.

3 - (الامكان). ومعناه: أنه لا يجب ثبوت المحمول لذات الموضوع، و لا يمتنع، فيجوز الايجاب و السلب معاً، أي ان الضرورتين ضرورة الايجاب وضرورة السلب مسلوبتان معاً، فيكون الامكان معني عدمياً يقابل الضرورتين تقابل العدم و الملكة، ولذا يعبر عنه بقولهم (هو سلب الضرورة عن الطرفين معاً) ، أي طرف الايجاب وطرف السلب للقضية.

ويقال له: (الامكان الخاص) أو (الامكان الحقيقي) في مقابل (الامكان العام) الذي هو أعم من الامكان الخاص

الامكان العام:

والمقصود منه: ما يقابل احدي الضرورتين ضرورة الايجاب أو السلب فهو أيضاً معناه سلب الضرورة، ولكن سلب ضرورة واحدة لا

الضرورتين معاً، فإذا كان سلب (ضرورة الايجاب) فمعناه ان طرف السلب ممكن، و إذا كان سلب (ضرورة السلب) فمعناه ان طرف الايجاب ممكن.

فلو قيل: هذا الشيء ممكن الوجود أي انه لا يمتنع أو فقل ان ضرورة السلب (وهي الامتناع) مسلوبة، و إذا قيل: هذا الشيء ممكن العدم أي انه لا يجب، أو فقل ان ضرورة الايجاب (وهي الوجوب) مسلوبة.

ولذا عبر عنه الفلاسفة بقولهم:

(هو سلب الضرورة عن الطرف المقابل) أي مع السكوت عن الطرف الموافق، فقد يكون مسلوب الضرورة و قد لا يكون. و هذا الامكان هو الشايع استعماله عند عامة الناس و المتداول في تعبيراتهم.

و هو كما قلنا أعم من الامكان الخاص، ?نه إذا كان امكاناً للايجاب فانه يشمل الوجوب و الامكان الخاص، و إذا كان امكاناً للسلب فانه يشمل الامتناع و الامكان الخاص.

مثال امكان الايجاب قولهم (الله ممكن الوجود) ، و (الانسان ممكن الوجود) ، فان معناه في المثالين ان الوجود لا يمتنع، أي ان الطرف المقابل و هو عدمه ليس ضرورياً، و لو كان العدم ضرورياً لكان الوجود ممتنعاً لا ممكناً. و اما الطرف الموافق و هو ثبوت الوجود فغير معلوم. فيحتمل أن يكون واجباً كما في المثال ا?ول، ويحتمل ألا يكون واجباً كما في المثال الثاني، بأن يكون ممكن العدم أيضاً، أي انه ليس ضروري الوجود كما لم يكن ضروري العدم، فيكون ممكناً بالامكان الخاص، فشمل هنا الامكان العام الوجوب و الامكان الخاص.

مثال امكان السلب - قولهم:

(شريك الباري ممكن العدم) ، و (الانسان ممكن العدم) ، فان معناه في المثالين ان الوجود لا يجب، أي ان الطرف المقابل و هو وجوده ليس ضرورياً و لو كان الوجود ضرورياً لكان واجباً و كان

عدمه ممتنعاً لا ممكناً. و اما الطرف الموافق، و هو العدم فغير معلوم، فيحتمل أن يكون ضرورياً كما في المثال ا?ول (وهو الممتنع) ، ويحتمل ألا يكون كذلك كما في الثاني: بأن يكون ممكن الوجود أيضاً، و هو الممكن (بالامكان الخاص) ، فشمل هنا الامكان العام الامتناع و الامكان الخاص.

وعلي هذا فالامكان العام معني يصلح للانطباق علي كل من حالات النسبة الثلاث: الوجوب و الامتناع و الامكان، فليس هو معني يقابلها، بل في الايجاب يصدق علي الوجوب و الامكان الخاص، و في السلب علي الامتناع و الامكان الخاص. و هذه الحالات الثلاث للنسبة التي لا يخلو من احداها واقع القضية تسمي (مواد القضايا) وتسمي (عناصر العقود) و (أصول الكيفيات). و الامكان العام خارج عنها و هو معدود من الجهات علي ما سيأتي.

جهة القضية

تقدم معني مادة القضية التي لا تخرج عن احدي تلك الحالات الثلاث. و لهم اصطلاح آخر هنا و هو المقصود بالبحث، و هو قولهم (جهة القضية) و الجهة غير المادة، فان المقصود بها: ما يفهم نويتصور من كيفية النسبة بحسب ما تعطيه العبارة من القضية.

والفرق بينهما مع ان كلا منهما كيفية في النسبة: ان المادة هي تلك النسبة الواقعية فينفس ا?مر التي هي إما الوجوب أو الامتناع أو الامكان و لا يجب أن تفهم وتتصور في مقام توجه النظر إلي القضية، فقد تفهم وتبين في العبارة و قد لا تفهم و لا تبين. و اما الجهة فهي خصوص ما يفهم ويتصور من كيفية نسبة القضية عند النظر فيها فاذا لم يفهم شيء من كيفية النسبة فالجهة مفقودة، أي ان القضية لا جهة لها حينئذٍ، و هي أي الجهة لا يجب أن تكون مطابقة

للمادة الواقعية فقد تطابقها و قد لا تطابقها.

فإذا قلت: (ا?نسان حيوان بالضرورة) ، فان المادة الواقعية هي الضرورة، و الجهة فيها أيضاً الضرورة فقد طابقت في هذا المثال الجهة المادة وبتعبير آخر إن المادة الواقعية قد فهمت وبينت بنفسها في هذه القضية.

وأما إذا قلت في المثال: (ا?نسان يمكن أن يكون حيواناً) ، فان المادة في هذه القضية هي الضرورة لا تتبدل ?ن الواقع لا يتبدل بتبدل التعبير و الادراك. ولكن الجهة هنا هي الامكان العام، فانه هو المفهوم و المتصور من القضية، و هو لا يطابق المادة، ?نه في طرف الايجاب يتناول الوجوب و الامكان الخاص كما تقدم، فيجوز أن تكون المادة واقعاً هي الضرورة كما في المثال، ويجوز أن تكون هي الامكان الخاص، كما لو كانت القضية هكذا (ا?نسان يمكن أن يكون كاتباً).

وهكذا لو قلت (ا?نسان حيوان دائماً) فإن المادة هي الضرورة و الجهة هي الدوام الذي يصدق مع الوجوب و الامكان الخاص، ?ن الممكن بالامكان الخاص قد يكون دائم الثبوت كحركة القمر مثلاً، وكزرقة العين، فلم تطابق الجهة المادة هنا.

ثم ان القضية التي يبين فيها كيفية النسبة تسمي (موجَّهة) بصيغة اسم المفعول. و ما أهمل فيها بيان الكيفية تسمي (مطلَقة) أو (غير موجهة).

ومما يجب أن يعلم انا إذ قلنا ان الجهة لا يجب أن تطابق المادة، فلا نعني انه يجوز أن تناقضها، بل يجب ألا تناقضها، فلو كانت مناقضة لها علي وجه لا تجتمع معها، كما لو كانت المادة هي الامتناع مثلاً و كانت الجهة دوام الثبوت أو امكانه، فان القضية تكون كاذبة.

فيفهم من هذا ان من شروط صدق القضية الموجهة ألا تكون جهتها مناقضة لمادتها الواقعية

أنواع الموجهات

أقسام البسيطة:

أنواع الموجهات

تنقسم الموجهة إلي: بسيطة

ومركبة.

و (المركبة): ما انحلت إلي قضيتين موجهتين بسيطتين، احداهما موجبة وا?خري سالبة. ولذا سميت مركبة، وسيأتي بيانها. أما البسيطة فخلافها، و هي تنحل إلي أكثر من قضية واحدة.

أقسام البسيطة:

واهم البسائط ثمان و إن كانت تبلغ أكثر من ذلك:

1 (الضرورية الذاتية)

ويعنون بها ما دلت علي ضرورة ثبوت المحمول لذات الموضوع أو سلبه عنه ما دام ذات الموضوع موجوداً من دون قيد و لا شرط، فتكون مادتها وجهتها الوجوب في الموجبة، و الامتناع في السالبة نحو:

الإنسان حيوان بالضرورة. الشجر ليس متنفسا بالضرورة.

وعندهم ضرورية تسمي (الضرورية الأزلية) و هي التي حكم فيها بالضرورة الصرفة بدون قيد فيها حتي قيد ما دام ذات الموضوع، و هي تنعقد في وجود الله تعالي وصفاته، مثل: (الله موجود بالضرورة الأزلية) ، و كذا (الله حي عالم قادر بالضرورة الأزلية).

2 (المشروطة العامة)

وهي من قسم الضرورية، ولكن ضرورتها مشروطة ببقاء عنوان الموضوع ثابتا لذاته، نحو:

الماشي متحرك بالضرورة ما دام علي هذه الصفة. أما ذات الموضوع بدون قيد عنوان الماشي فلا يجب له التحرك.

3 (الدائمة المطلقة)

وهي ما دلت علي دوام ثبوت المحمول لذات الموضوع أو سلبه عنه ما دام الموضوع بذاته موجودا، سواء كان ضروريا له أو لا، نحو:

(كل فلك متحرك دائما. لا زال الحبشي اسود) فإنه لا يمتنع أن يزول سواد الحبشي وحركة الفلك، ولكنه لم يقع.

4 (العرفية العامة)

وهي من قسم الدائمة، ولكن الدوام فيها مشروط ببقاء عنوان الموضوع ثابتا لذاته، فهي تشبه المشروطة العامة من ناحية اشتراط جهتها ببقاء عنوان الموضوع، نحو:

(كل كاتب متحرك الأصابع دائما ما دام كاتبا) ، فتحرك الأصابع ليس دائما ما دام الذات، ولكنه دائم ما دام عنوان الكاتب ثابتا لذات الكاتب.

5 (المطلقة العامة)

وتسمي الفعلية، و هي ما دلت

علي إن النسبة واقعة فعلا، وخرجت من القوة إلي الفعل ووجدت بعد أن لم تكن، سواء كانت ضرورية أو لا، وسواء كانت دائمة أو لا، وسواء كانت واقعة في الزمان الحاضر أو في غيره نحو:

(كل إنسان ماش بالفعل وكل فلك متحرك بالفعل). وعليه فالمطلقة العامة أعم من جميع القضايا السابقة.

6 (الحينية المطلقة)

وهي من قسم المطلقة، فتدل علي فعلية النسبة أيضا، لكن فعليتها حين اتصاف ذات الموضوع بوصفه وعنوانه، نحو:

(كل طائر خافق الجناحين بالفعل حين هو طائر) ، فهي تشبه المشروطة و العرفية من ناحية اشتراط جهتها بوصف الموضوع وعنوانه.

7 (الممكنة العامة)

وهي ما دلت علي سلب ضرورة الطرف المقابل للنسبة المذكورة في القضية، فإن كانت القضية موجبة دلت علي سلب ضرورة السلب، و إن كانت سالبة دلت علي سلب ضرورة الإيجاب.

ومعني ذلك أنها تدل علي أن النسبة المذكورة في القضية غير ممتنعة سواء كانت ضرورية أو لا، وسواء كانت واقعة أو لا، وسواء كانت دائمة أو لا نحو (كل إنسان كاتب بالإمكان العام) أي أن الكتابة لا يمتنع ثبوتها لكل إنسان فعدمها ليس ضروريا، و إن اتفق أنها لا تقع لبعض الأشخاص.

وعليه فالممكنة العامة أعم من جميع القضايا السابقة.

8 (الحينية الممكنة)

وهي من قسم الممكنة ولكن امكانها بلحاظ اتصاف ذات الموضوع بوصفه وعنوانه، نحو:

(كل ماش مضطرب اليدين بالامكان العام حين هو ماش).

والحينية الممكنة يؤتي بها عند ما يتوهم المتوهم ان المحمول يمتنع ثبوته للموضوع حين اتصافه بوصفه.

أقسام المركبة:

قلنا فيما تقدم:

أن المركبة ما انحلت إلي قضيتين موجبة وسالبة ونزيدها هنا توضيحا، فنقول: أن المركبة تتألف من قضية مذكورة بعبارة صريحة هي الجزء الأول منها (سواء كانت موجبة أو سالبة، وباعتبار هذا الجزء الصريح تسمي المركبة موجبة أو سالبة)

و من قضية أخري تخالف الجزء الأول بالكيف وتوافقه بالكم غير مذكورة بعبارة صريحة، وإنما يشار إليها، بنحو كلمة (لا دائما) و (لا بالضرورة).

وإنما يلتجأ إلي التركيب، عند ما تستعمل قضية موجبة عامة تحتمل وجهين الضرورة و اللاضرورة أو الدوام و اللادوام، فيراد بيان أنها ليست بضرورية أو ليست بدائمة، فيضاف الي القضية مثل كلمة لا بالضرورة أو لا دائما.

مثل ما إذا قال القائل:

(كل مصل يتجنب الفحشاء بالفعل) فيحتمل أن يكون ذلك ضروريا لا ينفك عنه ويحتمل إلا يكون ضروريا، فلأجل دفع الاحتمال ولأجل التنصيص علي انه ليس بضروري تُقيدُ القضية بقولنا (لا بالضرورة).

كما يحتمل أن يكون ذلك دائما ويحتمل إلا يكون، ولأجل دفع الاحتمال وبيان أنه ليس بدائم تقيد القضية بقولنا (لا دائما).

فالجزء الأول و هو (كل مصلٍّ يتجنب الفحشاء بالفعل) قضية موجبة كلية مطلقة عامة، و الجزء الثاني و هو (لا بالضرورة) يشار به إلي قضية سالبة كلية ممكنة عامة لان معني (لا بالضرورة) أن تجنب الفحشاء ليس بضروري لكل مصل، فيكون مؤداه أنه يمكن سلب تجنب الفحشاء علي المصلي ويعبر عن هذه القضية بقولهم:

(لا شيء من المصلي بمتجنب للفحشاء بالإمكان العام).

وكذا لو كان الجزء الثاني هو (لا دائما) فإنه يشار به إلي قضية سالبة كلية ولكنها مطلقة عامة، لان معني (لا دائما) أن تجنب الفحشاء لا يثبت لكل مصلٍّ دائما، فيكون المؤدي (لا شيء من المصلي بمتجنب للفحشاء بالفعل).

وأهم القضايا المركبة المتعارفة ست:

1 (المشروطة الخاصة)

وهي المشروطة العامة المقيدة باللادوام الذاتي. و المشروطة العامة هي الدالة علي ضرورة ثبوت المحمول للموضوع ما دام الوصف ثابتا له، فيحتمل فيها أن يكون المحمول دائم الثبوت لذات الموضوع و إن تجرد عن الوصف ويحتمل إلا يكون.

ولأجل دفع الاحتمال وبيان انه غير دائم الثبوت لذات الموضوع تقيد القضية باللادوام الذاتي، فيشار به إلي قضية مطلقة عامة.

فتتركب المشروطة الخاصة علي هذا من مشروطة عامة صريحة ومطلقة عامة مشار إليها بكلمة (لا دائما) نحو (كل شجر نام بالضرورة ما دام شجراً لا دائما) أي لا شيء من الشجر بنام بالفعل. وإنما سميت خاصة لأنها أخص من المشروطة العامة

2 (العرفية الخاصة)

وهي العرفية العامة المقيدة باللادوام الذاتي. ومعناه ان المحمول و إن كان دائماً ما دام الوصف هو غير دائم ما دام الذات، فيرفع به احتمال الدوام ما دام الذات. ويشار باللادوام الي قضية مطلقة عامة كالسابق نحو:

(كل شجر نام دائما ما دام شجرا لا دائما) أي لا شيء من الشجر بنام بالفعل.

فتتركب العرفية الخاصة من عرفية عامة صريحة ومطلقة عامة مشار اليها بكلمة (لا دائما). وانما سميت خاصة لانها اخص من العرفية العامة.

إذ العرفية العامة تحتمل الدوام ما دام الذات وعدمه، و العرفية الخاصة مختصة بعدم الدوام ما دام الذات.

3 (الوجودية اللاضرورية)

وهي المطلقة العامة المقيدة باللاضرورية الذاتية، لان المطلقة العامة يحتمل فيها ان يكون المحمول ضروريا لذات الموضوع ويحتمل عدمه، ولأجل التصريح بعدم ضرورة ثبوته لذات الموضوع تقيد بكلمة (لا بالضرورة) وسلب الضرورة معناه الامكان العام، لان الامكان العام هو سلب الضرورة عن الطرف المقابل، فإذا سلبت الضرورة عن الطرف المذكور صريحا في القضية ولنفرضه حكما ايجابيا فمعناه أن الطرف المقابل و هو السلب موجه بالإمكان العام.

وعليه فيشار بكلمة (لا بالضرورة) إلي ممكنة عامة، فإذا قلت: (كل إنسان متنفس بالفعل لا بالضرورة) فإن (لا بالضرورة) إشارة إلي قولك: لا شيء من الإنسان بمتنفس بالإمكان العام.

فتتركب إذن الوجودية اللاضرورية من مطلقة عامة وممكنة عامة، وإنما

سميت وجودية لأن المطلقة العامة تدل علي تحقق الحكم ووجوده خارجا، وسميت لا ضرورية لتقيدها باللاضر

4 (الوجودية اللادائمة)

وهي المطلقة العامة المقيدة بالادوام الذاتي، لأن المطلقة العامة يحتمل فيها أن يكون المحمول دائم الثبوت لذات الموضوع ويحتمل عدمه، ولأجل التصريح بعدم الدوام تقيد القضية بكلمة (لا دائما) ، فيشار بها إلي مطلقة عامة كما تقدم، فتتركب الوجودية اللادائمة من مطلقتين عامتين، وسميت وجودية للسبب المتقدم.

نحو (لا شيء من الإنسان بمتنفس بالفعل لا دائما) أي أن كل إنسان متنفس بالفعل.

5 (الحينية اللادائمة)

وهي الحينية المطلقة المقيدة بالادوام الذاتي، لأن الحينية المطلقة معناها أن المحمول فعلي الثبوت للموضوع حين اتصافه بوصفه، فيحتمل فيها الدوام ما دام الموضوع وعدمه، ولأجل التصريح بعدم الدوام تقيد (باللادوام الذاتي) الذي يشار به الي مطلقة عامة كما تقدم، فتتركب الحينية اللادائمة من حينية مطلقة، ومطلقة عامة. نحو (كل طائر خافق الجناحين بالفعل حين هو طائر لا دائما) ، أي لا شيء من الطائر بخافق الجناحين بالفعل.

6 (الممكنة الخاصة)

وهي الممكنة العامة المقيدة باللاضرورة الذاتية، ومعناها أن الطرف الموافق المذكور في القضية ليس ضروريا كما كان الطرف المخالف حسب التصريح في القضية ليس ضروريا أيضا، فيرفع بقيد اللاضرورة احتمال الوجوب إذا كانت القضية موجبة واحتمال الامتناع إذا كانت سالبة. ومفاد مجموع القضية بعد التركيب هو الإمكان الخاص الذي هو عبارة عن سلب الضرورة عن الطرفين.

فتتركب الممكنة الخاصة من ممكنتين عامتين، وتكون فيها الجهة نفس المادة الواقعية إذا كانت صادقة.

ويكفي لإفادة ذلك تقييد القضية بالإمكان الخاص اختصارا، فنقول: (كل حيوان متحرك بالامكان الخاص) أي كل حيوان متحرك بالإمكان العام، و لا شيء من الحيوان بمتحرك بالإمكان العام.

والتعبير بالامكان الخاص بمنزلة ما لو قيدت الممكنة العامة باللاضرورة، كما

لو قلت في المثال: (كل حيوان متحرك بالامكان العام لا بالضرورة

تمرينات

1 اذكر ماذا بين الضرورية الذاتية وبين الدائمة المطلقة من النسب الأربع و كذا ما بين الضرورية الذاتية وبين المشروطة العامة و العرفية العامة.

2 اذكر النسبة بين الدائمة المطلقة وبين كل من المطلقة العامة و العرفية العامة!

3 ما النسبة بين المشروطة العامة و العرفية العامة، و كذا بين الضرورية الذاتية و المشروطة الخاصة.

4 لو انا قيدنا المشروطة العامة باللاضرورية الذاتية هل يصح التركيب؟

5 هل تري يصح تقييد الحينية المطلقة باللاضرورية الذاتية؟ و إذا صح ماذا ينبغي ان نسمي هذه القضية المركبة؟

6 هل يصح تقييد الدائمة المطلقة باللاضرورة الذاتية؟

7 اذكر مثالا واحدا من نفسك لكل من الموجهات البيسطة ثم اجعلها مركبة بواحدة من التركيبات الستة المذكورة الممكنة لها

1 اذكر ماذا بين الضرورية الذاتية وبين الدائمة المطلقة من النسب الأربع و كذا ما بين الضرورية الذاتية وبين المشروطة العامة و العرفية العامة.

2 اذكر النسبة بين الدائمة المطلقة وبين كل من المطلقة العامة و العرفية العامة!

3 ما النسبة بين المشروطة العامة و العرفية العامة، و كذا بين الضرورية الذاتية و المشروطة الخاصة.

4 لو انا قيدنا المشروطة العامة باللاضرورية الذاتية هل يصح التركيب؟

5 هل تري يصح تقييد الحينية المطلقة باللاضرورية الذاتية؟ و إذا صح ماذا ينبغي ان نسمي هذه القضية المركبة؟

6 هل يصح تقييد الدائمة المطلقة باللاضرورة الذاتية؟

7 اذكر مثالا واحدا من نفسك لكل من الموجهات البيسطة ثم اجعلها مركبة بواحدة من التركيبات الستة المذكورة الممكنة لها

تقسيمات الشرطية الأخري

تقدم أن الشرطية تنقسم باعتبار نسبتها إلي متصلة ومنفصلة، وباعتبار الكيف الي موجبة وسالبة، وباعتبار الأحوال و الأزمان إلي شخصية ومهملة ومحصورة، و المحصورة الي كلية وجزئية. و قد بقي تقسيم كل من المتصلة و المنفصلة إلي أقسامها.

اللزومية و الاتفاقية

تنقسم المتصلة باعتبار

طبيعة الاتصال بين المقدم و التالي الي لزومية واتفاقية:

1 (اللزومية) و هي التي بين طرفيها اتصال حقيقي لعلاقة توجب استلزام احدهما للآخر، بأن يكون أحدهما علة للآخر، أو معلولين لعلة واحدة.

نحو (إذا سخن الماء فإنه يتمدد) و المقدم علة للتالي. و نحو (إذا تمدد الماء فإنه ساخن) و التالي علة للمقدم، بعكس الأول. و نحو (إذا غلا الماء فانه يتمدد) وفيه الطرفان معلولان لعلة واحدة، لأن الغليان و التمدد معلولان للسخونة إلي درجة معينة.

2 (الاتفاقية) و هي التي ليس بين طرفيها اتصال حقيقي لعدم العلقة التي توجب الملازمة، ولكنه يتفق حصول التالي عند حصول المقدم، كما لو اتفق أن محمدا الطالب لا يحضر الدرس إلا بعد شروع المدرس؛ فتؤلف هذه القضية الشرطية (كلما جاء محمد فإن المدرس قد سبق شروعه في الدرس). و ليس هنا أية علاقة بين مجيء محمد وسبق شروع الدرس، وإنما ذلك بمحض الصدفة المتكررة.

ومن لم يتنور بنور العلم و المعرفة كثيرا ما يقع في الغلط فيظن في كثير من الاتفاقيات أنها قضايا لزومية لمجرد تكرر المصادفة

أقسام المنفصلة

أ. العنادية و الاتفاقية:

للمنفصلة تقسيمات:

أ. العنادية و الاتفاقية:

وهذا التقسيم باعتبار طبيعة التنافي بين الطرفين، كالمتصلة فتنقسم إلي:

1 (العنادية) و هي التي بين طرفيها تناف وعناد حقيقي، بأن تكون ذات النسبة في كل منهما، تنافي وتعاند ذات النسبة في الآخر، نحو (العدد الصحيح أما أن يكون زوجا أو فردا).

2 (الاتفاقية) و هي التي لا يكون التنافي بين طرفيها حقيقيا ذاتيا، وإنما يتفق أن يتحقق أحدهما بدون الآخر لأمر خارج عن ذاتهما، نحو:

(أما أن يكون الجالس في الدار محمدا أو باقرا) إذا اتفق أن علم أن غيرهما لم يكن. ونحو:

(هذا الكتاب أما أن يكون في علم المنطق

و اما أن يكون مملوكا لخالد) إذا اتفق أن خالدا لا يملك كتابا في علم المنطق واحتمل أن يكون هذا الكتاب المعين في هذا العلم

ب الحقيقية ومانعة الجمع ومانعة الخلو:

1 (حقيقية)

وهذا التقسيم باعتبار امكان اجتماع الطرفين ورفعهما وعدم إمكان ذلك، فتنقسم إلي:

1 (حقيقية) و هي ما حكم فيها بتنافي طرفيها صدقا وكذبا في الإيجاب وعدم تنافيهما كذلك في السلب، بمعني أنه لا يمكن اجتماعهما و لا ارتفاعهما في الإيجاب، ويجتمعان ويرتفعان في السلب.

مثال الإيجاب العدد الصحيح أما أن يكون زوجا أو فردا، فالزوج و الفرد لا يجتمعان و لا يرتفعان.

مثال السلب ليس الحيوان أما أن يكون ناطقا و اما أن يكون قابلا للتعليم فالناطق و القابل للتعليم يجتمعان في الإنسان ويرتفعان في غيره.

وتستعمل الحقيقية في القسمة الحاصرة: الثنائية و غيرها. واستعمالها أكثر من أن يحصي.

2 (مانعة جمع)

2 (مانعة جمع) ، و هي ما حكم فيها بتنافي طرفيها أو عدم تنافيهما صدقا لا كذبا، بمعني أنه لا يمكن اجتماعهما ويجوز أن يرتفعا معاً في الإيجاب ويمكن اجتماعهما و لا يمكن ارتفاعهما في السلب.

مثال الإيجاب أما أن يكون الجسم أبيض أو أسود. فالأبيض و الأسود لا يمكن اجتماعهما في جسم واحد ولكنه يمكن ارتفاعهما في الجسم الأحمر.

مثال السلب ليس أما أن يكون الجسم غير ابيض أو غير أسود فإن غير الأبيض و غير الأسود يجتمعان في الأحمر، و لا يرتفعان في الجسم الواحد بان لا يكون غير أبيض و لا غير أسود بل يكون أبيض وأسود. و هذا محال.

وتستعمل مانعة الجمع في جواب من يتوهم إمكان الاجتماع بين شيئين، كمن يتوهم أن الإمام يجوز أن يكون عاصيا لله، فيقال له: (أن الشخص أما أن يكون إماما أو

عاصيا لله) ومعناه أن الإمامة و العصيان لا يجتمعان و إن جاز أن يرتفعا بأن يكون شخص واحد ليس إماما وعاصيا.

هذا في الموجبة و اما في السالبة فتستعمل في جواب من يتوهم استحالة اجتماع شيئين، كمن يتوهم امتناع اجتماع النبوة و الإمامة في بيت واحد، فيقال له (ليس إما أن يكون البيت الواحد فيه نبوة أو إمامة) ومعناه أن النبوة و الإمامة لا مانع من اجتماعهما في بيت واح

3 (مانعة خلو)

3 (مانعة خلو) و هي ما حكم فيها بتنافي طرفيها أو عدم تنافيهما كذبا لا صدقا، بمعني أنه لا يمكن ارتفاعهما ويمكن اجتماعهما في الإيجاب ويمكن ارتفاعهما و لا يمكن اجتماعهما في السلب:

مثال الإيجاب الجسم إما أن يكون غير أبيض أو غير أسود، أي أنه لا يخلو من أحدهما و إن اجتمعا. و نحو (أما أن يكون الجسم في الماء أو لا يغرق) فإنه يمكن اجتماعهما بان يكون في الماء و لا يغرق ولكن لا يخلو الواقع من احدهما لامتناع أن لا يكون الجسم في الماء ويغرق.

مثال السلب ليس إما أن يكون الجسم أبيض و اما أن يكون أسود، ومعناه أن الواقع قد يخلو من احدهما و إن كانا لا يجتمعان.

وتستعمل مانعة الخلو الموجبة في جواب من يتوهم إمكان أن يخلو الواقع من الطرفين، كمن يتوهم أنه يمكن أن يخلو الشيء من أن يكون علة ومعلولا، فيقال له: (كل شيء لا يخلو إما أن يكون علة أو معلولا) ، و إن جاز أن يكون شيء واحد علة ومعلولا معا: علة لشيء ومعلولا لشيء آخر.

وإما السالبة فتستعمل في جواب من يتوهم أن الواقع لا يخلو من الطرفين، كما يتوهم انحصار أقسام الناس في عاقل لا دين

له، ودين لا عقل له، فيقال له: (ليس الانسان إما أن يكون عاقلا لا دّين له أو ديّنا لا عقل له) بل يجوز أن يكون شخص واحد عاقلا ودّينا معا

تنبيه

تنبيه

قد يغفل المبتدئ عن بعض القضايا، فلا يسهل عليه إلحاقها بقسمها من أنواع القضايا، لا سيما في التعبيرات الدارجة في ألسنة المؤلفين التي لم توضع بصورة فنية مضبوطة كما تقتضيها قواعد المنطق. و هذه الغفلة قد توقعه في الغلط عند الاستدلال أو لا يهتدي إلي وجه الاستدلال في كلام غيره. وتكثر هذه الغفلة في الشرطيات.

فلذلك وجب التنبيه علي أمور تنفع في هذا الباب نرجو أن يستعين بها المبتدئ.

1 تأليف الشرطيات

أن الشرطية تتألف من طرفين هما قضيتان بالأصل، و المنفصلة بالخصوص قد تتألف من ثلاثة أطراف فأكثر. فالطرفان أو الإطراف التي هي القضايا بالأصل قد تكون من الحمليات أو من المتصلات أو من المنفصلات أو من المختلفات بأن تتألف المتصلة مثلاً من حملية ومتصلة. وترتقي أقسام تأليف الشرطيات إلي وجوه كثيرة لا فائدة في إحصائها. و علي الطالب أن يلاحظ ذلك بنفسه، و لا يغفل عنه، فقد ترد عليه شرطية مؤلفة من متصلة ومنفصلة، فيظن أنها أكثر من قضية. وللتوضيح نذكر بعض الوجوه وأمثلتها:

فمثلاً قد تتألف المتصلة من حملية ومتصلة نحو:

(إن كان العلم سببا للسعادة فإن كان الانسان عالما كان سعيدا) ، فإن المقدم في هذه القضية حملية و التالي متصلة و هو إن كان الانسان عالما كان سعيدا.

وقد تتألف المتصلة من حملية ومنفصلة نحو:

(إذا كان اللفظ مفردا فإما أن يكون اسما أو فعلا أو حرفا) فالمقدم حملية و التالي منفصلة ذات ثلاثة أطراف.

وقد تتألف المنفصلة من حملية ومتصلة نحو (إما أن لا تكون حيلولة الأرض مسببا

لخسوف القمر أو إذا حالت الأرض بين القمر و الشمس كان القمر منخسفا).

وهكذا قد تتألف المتصلة أو المنفصلة من متصلتين أو منفصلتين أو متصلة ومنفصلة ويطول ذكر أمثلتها.

ثم أن الشرطية التي تكون طرفا في شرطية أيضاً تأليفها يكون من الحمليات أو الشرطيات أو المختلفات و هكذا فتنبه لذلك.

2 المنحرفات

ومن الموهمات في القضايا انحراف القضية عن استعمالها الطبيعي ووضعها المنطقي، فيشتبه حالها بأنها من أي نوع، ومثل هذه تسمي (منحرفة).

وهذا الانحراف قد يكون في الحملية، كما لو اقترن سورها بالمحمول، مع أن الاستعمال الطبيعي أن يقرن بالموضوع، كقولهم:

الانسان بعض الحيوان، أو الانسان ليس كل الحيوان. وحق الاستعمال فيهما أن يقال:

بعض الحيوان انسان.

وليس كل حيوان انسانا.

وقد يكون الانحراف في الشرطية، كما لو خلت عن أدوات الاتصال و العناد، فتكون بصورة حملية و هي في قوة الشرطية، نحو (لا تكون الشمس طالعة أو يكون النهار موجودا) فهي إما في قوة المتصلة و هي قولنا: (كلما كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا و اما في قوة المنفصلة و هي قولنا: أما أن لا تكون الشمس طالعة و اما أن يكون النهار موجودا.

ونحو (ليس يكون النهار موجودا إلا و الشمس طالعة) و هي أيضا في قوة المتصلة أو المنفصلة المتقدمتين. و نحو (لا يجتمع المال إلا من شح أو حرام) فإنها في قوة المنفصلة و هي قولنا: إما أن يجتمع المال من شح أو من حرام، أو في قوة المتصلة و هي قولنا: أن اجتمع المال فاجتماعه أما من شح أو من حرام. و هذه متصلة مقدمها حملية وتاليها منفصلة بالأصل.

وعلي الطالب أن يلاحظ ويدقق القضايا المستعملة في العلوم، فإنها كثيرا ما تكون منحرفة عن أصلها فيغفل عنها. و ليستعمل

فطنته في إرجاعها إلي أصلها

تطبيقات

1 كيف ترد هذه القضية إلي أصلها (ليس للإنسان إلا ما سعي)؟

الجواب: أن هذه قضية فيها حصر فهي تنحل إلي حمليتين موجبة وسالبة، فهي منحرفة. و الحمليتان هما: كل إنسان له نتيجة سعيه. و ليس للإنسان ما لم يسع إليه.

2 من أي القضايا قوله:

(أزري بنفسه من استشعر الطمع)؟

الجواب: أنها قضية منحرفة عن متصلة و هي في قوة قولنا: كلما استشعر المرء الطمع أزري بنفسه.

3 كيف ترد هذه القضية إلي أصلها: (ما خاب من تمسك بك)؟

الجواب: أنها منحرفة عن حملية موجبة كلية وهي: كل من تمسك بك لا يخيب

تمرينات

1 لو قال القائل:

(كلما كان الحيوان مجترا كان مشقوق الظلف) أو قال:

(كلما كان الانسان قصيرا كان ذكيا) فماذا نعد هاتين القضيتين من اللزوميات أو من الاتفاقيات؟

2 بين نوع هذه القضايا وارجع المنحرفة إلي أصلها.

أ إذا ازدحم الجواب خفي الصواب.

ب إذا كثرت المقدرة قلت الشهوة.

ج من نال استطال.

د رضي بالذل من كشف عن ضره.

ه إنما يخشي الله من عباده العلماء.

3 قولهم (الدهر يومان يوم لك ويوم عليك) من أي انواع القضايا. و إذا كانت منحرفة فأرجعها إلي تصلها وبين نوعها.

4 من أي القضايا قول علي (ع) (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا). و إذا كانت منحرفة فارجعها إلي أصلها وبين نوعها.

2 في أحكام القضايا أو النسب بينها
تمهيد

كثيرا ما يعاني الباحث مشقة في البرهان علي مطلوبه مباشرة، بل قد يمتنع عليه ذلك أحيانا، فيلتجئ إلي البرهان علي قضية أخري لها نسبة مع القضية المطلوبة ليقارنها بها: فقد يحصل له من العلم بصدق القضية المبرهن عليها العلم بكذب القضية المطلوبة، أو بالعكس. و ذلك إذا كان هناك تلازم بين صدق أحداهما وكذب الأخري. و قد يحصل له من العلم بصدق القضية المبرهن عليها العلم بصدق القضية المطلوبة أو من العلم بكذب الأولي العلم بكذب الثانية. و ذلك إذا كان صدق الأولي يستلزم صدق الثانية أو كان كذبها يستلزم كذبها.

فلا بد للمنطقي قبل الشروع في مباحث الاستدلال و بعد إلمامه بجملة من القضايا أن يعرف النسب بينها، حتي يستطيع أن يبرهن علي مطلوبه أحيانا من طريق البرهنة علي قضية أخري لها نسبتها مع القضية المطلوبة، فينتقل ذهنه من القضية المبرهن علي صدقها أو كذبها إلي صدق أو كذب القضية التي يحاول تحصيل العلم بها.

والمباحث التي تعرف بها

النسب بين القضايا هي مباحث التناقض و العكس المستوي وعكس النقيض وملحقاتها. وتسمي (أحكام القضايا). ونحن نشرع إن شاء الله تعالي في هذه المباحث علي هذا الترتيب المتقدم.

التناقض

الحاجة إلي هذا البحث و التعريف به:

قلنا في التمهيد:

أن كثيرا ما تمس الحاجة الي الاستدلال علي قضية ليست هي نفس القضية المطلوبة. ولكن العلم بكذبها يلزمه العلم بصدق القضية المطلوبة او بالعكس، عند ما يكون صدق أحداهما يلزم كذب الأخري.

والقضيتان اللتان لهما هذه الصفة هما القضيتان المتناقضتان، فإذا أردت مثلا أن تبرهن علي صدق القضية (الروح موجودة) ، مع فرض انك لا تتمكن علي ذلك مباشرة، فيكفي أن تبرهن علي كذب نقيضها و هو (الروح ليست موجودة) فإذا علمت كذب هذا النقيض لا بد أن تعلم صدق الأولي، لان النقيضين لا يكذبان معا. و إذا برهنت علي صدق النقيض لا بد أن تعلم كذب الأولي لأن النقيضين لا يصدقان معا.

وربما يظن أن معرفة نقيض القضية أمر ظاهر كمعرفة نقائض المفردات، كالإنسان و اللانسان، التي يكفي فيها الاختلاف بالإيجاب و السلب. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة إذ يجوز أن تكون الموجبة و السالبة صادقتين معا، مثل: بعض الحيوان انسان، وبعض الحيوان ليس بانسان. ويجوز أن تكونا كاذبتين معا، مثل: كل حيوان انسان، و لا شيء من الحيوان بإنسان.

وعليه، لا غني للباحث عن الرجوع إلي قواعد التناقض المذكورة في علم المنطق لتشخيص نقيض كل قضية

تعريف التناقض:

قد عرفت فيما سبق المقصود من التناقض الذي هو أحد أقسام التقابل، ولنضعه هنا بعبارة جامعة فنية في خصوص القضايا، فنقول (تناقض القضايا: اختلاف في القضيتين يقتضي لذاته ان تكون احداهما صادقة و الاخري كاذبة).

ولا بد من قيد (لذاته) في التعريف، لانه ربما يقتضي

اختلاف القضيتين تخالفهما في الصدق و الكذب، ولكن لا لذات الاختلاف، بل لامر آخر، مثل: كل إنسان حيوان، و لا شيء من الإنسان بحيوان، فانه لما كان الموضوع أخص من المحمول صدقت إحدي الكليتين وكذبت الأخري. إما لو كان الموضوع أعم من المحمول لكذبا معا نحو كل حيوان انسان و لا شيء من الحيوان بانسان، كما تقدم.

ونعني بالاختلاف الذي يقتضي تخالفهما في الصدق هو الاختلاف الذي يقتضي ذلك في أية مادة كانت القضيتان، ومهما كانت النسبة بين الموضوع و المحمول، كالاختلاف بين الموجبة الكلية و السالبة ال

شروط التناقض

لا بد لتحقق التناقض بين القضيتين من اتحادهما في أمور ثمانية، واختلافهما في أمور ثلاثة:

الوحدات الثمان:

تسمي الأمور التي يجب اتحاد القضيتين المتناقضتين فيها (الوحدات الثمان) و هي ما يأتي:

1 (الموضوع) ، فلو اختلفا فيه لم يتناقضا مثل: العلم نافع، الجهل ليس بنافع.

2 (المحمول) ، فلو اختلفا فيه لم يتناقضا مثل: العلم نافع، العلم ليس بضار.

3 (الزمان) ، فلا تناقض بين (الشمس مشرقة) أي في النهار وبين (الشمس ليست بمشرقة) أي في الليل.

4 (المكان) ، فلا تناقض بين (الأرض مخصبة) أي في الريف وبين (الأرض ليست بمخصبة) أي في البادية.

5 (القوة و الفعل) أي لا بد من اتحاد القضيتين في القوة و الفعل، فلا تناقض بين (محمد ميت) أي بالقوة وبين (محمد ليس بميت) أي بالفعل.

6 (الكل و الجزء) ، فلا تناقض بين (العراق مخصب) أي بعضه وبين (العراق ليس بمخصب) أي كله.

7 (الشرط) ، فلا تناقض بين (الطالب ناجح آخر السنة) أي أن اجتهد وبين (الطالب غير ناجح) أي إذا لم يجتهد.

8 (الإضافة) فلا تناقض بين (الأربعة نصف) أي بالإضافة إلي الثمانية، وبين (الأربعة ليست بنصف) أي بالإضافة

إلي ا

تنبيه

هذه الوحدات الثمان هي المشهورة بين المناطقة. وبعضهم يضيف إليها (وحدة الحمل) من ناحية كونه حملا أوليا أو حملا شايعا. و هذا الشرط لازم، فيجب لتناقض القضيتين أن يتحدا في الحمل، فلو كان الحمل في إحداهما أوليا و في الأخري شايعا، فإنه يجوز أن يصدقا معا، مثل قولهم (الجزئي جزئي) أي بالحمل الأولي (الجزئي ليس بجزئي) أي بالحمل الشايع، لان مفهوم الجزئي من مصاديق مفهوم الكلي، فإنه يصدق علي كثيرين.

الاختلاف

الاختلاف بالكم و الكيف:

قلنا: لا بد من اختلاف القضيتين المتناقضتين في أمور ثلاثة. و هي (الكم و الكيف و الجهة).

الاختلاف بالكم و الكيف:

أما الاختلاف بالكم و الكيف، فمعناه أن إحداهما إذا كانت موجبة كانت الأخري سالبة، و إذا كانت كلية كانت الثانية جزئية. وعليه.

الموجبة الكلية … نقيض … السالبة الجزئية

الموجبة الجزئية … نقيض … السالبة الكلية

لانهما لو كانتا موجبتين أو سالبتين لجاز إن يصدقا أو يكذبا معا. و لو كانتا كليتين لجاز أن يكذبا معا، كما لو كان الموضوع أعم، علي ما مثلنا سابقا. و لو كانتا جزئيتين لجاز أن يصدقا معا، كما لو كان الموضوع أيضا أعم. نحو:

بعض المعدن حديد. وبعض المعدن ليس بحديد.

الاختلاف بالجهة

الاختلاف بالجهة

أما الاختلاف بالجهة، فأمر يقتضيه طبع التناقض كالاختلاف بالإيجاب و السلب، لأن نقيض كل شيء رفعه، فكما يرفع الإيجاب بالسلب و السلب بالإيجاب، فلا بد من رفع الجهة بجهة تناقضها.

ولكن الجهة التي ترفع جهة أخري قد تكون من إحدي الجهات المعروفة، فيكون لها نقيض صريح، مثل رفع الممكنة العامة بالضرورية وبالعكس، لأن الإمكان هو سلب الضرورة.

وقد لا تكون من الجهات المعروفة التي لها عندنا اسم معروف، فلا بد أن نلتمس لها جهة من الجهات المعروفة تلازمها، فنطلق عليها اسمها

فلا يكون نقيضا صريحا، بل لازم النقيض.

مثلا (الدائمة) تناقضها (المطلقة العامة) ولكن لا بالتناقض الصريح، بل احداهما لازمة لنقيض الأخري، فإذا قلت: (الأرض متحركة دائما) ، فنقيضها الصريح سلب الدوام، ولكن سلب الدوام ليس من الجهات المعروفة، فنلتمس له جهة لازمة، فنقول: لازم عدم الدوام أن سلب التحرك عن الأرض حاصل في زمن من الأزمنة أي (ان الأرض ليست متحركة بالفعل). و هذه مطلقة عامة تكون لازمة لنقيض الدائمة.

وإذا قلت: (كل إنسان كاتب بالفعل) ، فنقيضها الصريح إن الإنسان لم تثبت له الكتابة كذلك، أي بالفعل. ولازم ذلك دوام السلب أي (ان بعض الإنسان ليس بكاتب دائما) و هذه دائمة و هي لازمة لنقيض المطلقة العامة.

ولا حاجة إلي ذكر تفصيل نقائض الموجهات، فلتطلب من المطولات ان أرادها الطالب، علي انه في غني عنها وننصحه الا يتعب نفسه بتحصيلها فأنها قليلة الجدوي.

من ملحقات التناقض: التداخل و التضاد و الدخول تحت التضاد

1 (المتداخلتان)

تقدم أن التناقض في المحصورات الأربع يقع بين الموجبة الكلية و السالبة الجزئية، وبين الموجبة الجزئية و السالبة الكلية، أي بين المختلفتين في الكم و الكيف.

ويبقي أن تلاحظ النسبة بين البواقي أي بين المختلفتين بالكم فقط أو بالكيف فقط، ومعرفة هذه النسب تنفع أيضا في الاستدلال علي قضية لمعرفة قضية أخري لها نسبة معها كما سيأتي:

وعليه نقول: المحصورتان إن اختلفتا كما وكيفا فهما المتناقضتان و قد تقدم التناقض. و إن اختلفتا في احدهما فقط فعلي ثلاثة أقسام.

1 (المتداخلتان) وهما المختلفتان في الكم دون الكيف أعني الموجبتين أو السالبتين. وسميتا متداخلتين لدخول احداهما في الاخري لان الجزئية داخلة في الكلية.

ومعني ذلك: ان الكلية إذا صدقت صدقت الجزئية المتحدة معها في الكيف، و لا عكس.

ولازم ذلك ان الجزئية إذا كذبت كذبت الكلية المتحدة معها في

الكيف و لا عكس.

مثلا (كل ذهب معدن) فإنها صادقة و لا بد أن تصدق معها (بعض الذهب معدن) قطعا.

ومثل (بعض الذهب أسود) فإنها كاذبة و لا بد أن تكذب معها (كل ذهب أسود)

2 (المتضادتان)

2 (المتضادتان) وهما المختلفتان في الكيف دون الكم، وكانتا كليتين. وسميتا متضادتين لانهما كالضدين يمتنع صدقهما معا ويجوز أن يكذبا معا.

ومعني ذلك أنه إذا صدقت احداهما لا بد أن تكذب الأخري، و لا عكس، أي لو كذبت احداهما لا يجب أن تصدق الأخري.

فمثلاً إذا صدق (كل ذهب معدن) يجب أن يكذب (لا شيء من الذهب بمعدن).

ولكن إذا كذب (كل معدن ذهب) لا يجب بأن يصدق (لا شيء من المعدن بذهب) ، بل هي كاذبة في المث

3 (الداخلتان تحت التضاد)

3 (الداخلتان تحت التضاد) وهما المختلفتان في الكيف دون الكم، وكانتا جزئيتين. وإنما سميتا داخلتين تحت التضاد، لانهما داخلتان تحت الكليتين كل منهما تحت الكلية المتفقة معها في الكيف، من جهة، ولانهما علي عكس الضدين في الصدق و الكذب، أي أنهما يمتنع اجتماعهما علي الكذب، ويجوز ان يصدقا معاً.

ومعني ذلك: أنه إذا كذبت احداهما لا بد أن تصدق الأخري، و لا عكس، أي أنه لو صدقت احداهما لا يجب أن تكذب الأخري.

فمثلاً إذا كذب (بعض الذهب أسود) فإنه يجب أن يصدق (بعض الذهب ليس بأسود).

ولكن إذا صدق (بعض المعدن ذهب) لا يجب أن يكذب (بعض المعدن ليس بذهب) ، بل هذه صادقة في المثال.

وقد جرت عادة المنطقيين من القديم أن يضعوا لتناسب المحصورات جميعا لأجل توضحيها لوحا علي النحو الآت

العكوس

سبق في أول هذا الفصل أن قلنا: أن الباحث قد يحتاج للاستدلال علي مطلوبة إلي أن يبرهن علي قضية أخري لها علاقة مع مطلوبة

يستنبط من صدقها صدق القضية المطلوبة للملازمة بينهما في الصدق. و هذه الملازمة واقعة بين كل قضية و (عكسها المستوي) وبينها وبين (عكس نقيضها). فنحن الآن نبحث عن القسمي

العكس المستوي

أما العكس المستوي فهو: (تبديل طرفي القضية مع بقاء الكيف و الصدق).

أي أن القضية المحكوم بصدقها تحول إلي قضية تتبع الأولي في الصدق و في الإيجاب و السلب، بتبديل طرفي الأولي بأن يجعل موضوع الأولي محمولا في الثانية و المحمول موضوعا، أو المقدم تاليا و التالي مقدما.

وتسمي الأولي (الأصل) و الثانية (العكس المستوي). فكلمة (العكس) هنا لها اصطلاحان: اصطلاح في نفس التبديل، واصطلاح في القضية التي وقع فيها التبديل.

ومعني أن العكس تابع للأصل في الصدق: أن الأصل إذا كان صادقا وجب صدق العكس. ولكن لا يجب أن يتبعه في الكذب، فقد يكذب الأصل و العكس صادق. ولازم ذلك أن الأصل لا يتبع عكسه في الصدق، ولكن يتبعه في الكذب فإذا كذب العكس كذب الأصل، لأنه لو صدق الأصل يلزم منه صدق العكس و المفروض كذبه.

فهنا قاعدتان تنفعان في الاستدلال:

1 إذا صدق الأصل صدق عكسه.

2 إذا كذب العكس كذب أصله.

وهذه القاعدة الثانية متفرعة علي الأولي. كما علمت

شروط العكس

شروط العكس

علمنا أن العكس إنما يحصل بشروط ثلاثة: تبديل الطرفين وبقاء الكيف وبقاء الصدق. أما الكم فلا يشترط بقاؤه، وإنما الواجب بقاء الصدق و هو قد يقتضي بقاء الكم في بعض القضايا و قد يقتضي عدمه في البعض الآخر.

والمهم فيما يأتي معرفة القضية التي يقتضي بقاء الصدق في عكسها بقاء الكم أو عدم بقائه.

ولو تبدل الطرفان و كان الكيف باقيا. ولكن لم يبق الصدق، فلا يسمي ذلك عكسا. بل يسمي (انقلابا

الموجبتان تنعكسان موجبة جزئية:

أي أن الموجبة الكلية تنعكس موجبة جزئية.

و الموجبة الجزئية تنعكس كنفسها. فإذا قلت:

كل ح ب فعكسها ع ب ح

و ع ح ب فعكسها ع ب ح

ولا ينعكسان الي كل ب ح

البرهان:

(1) في الكلية: أن المحمول فيها إما أن يكون أعم من الموضوع أو مساويا له.

وعلي التقديرين تصدق الجزئية قطعا لان الموضوع في التقديرين يصدق علي بعض أفراد المحمول، فإذا قلت:

كل ماء سائل يصدق بعض السائل ماء

وكل انسان ناطق يصدق بعض الناطق انسان

ولكن لا تصدق الكلية علي كل تقدير، لان الموضوع في التقدير الأول لا يصدق علي جميع أفراد المحمول، لأنه اخص من المحمول، فإذا قلت:

(كل سائل ماء) فالقضية كاذبة و هو المطلوب

(2) و في الجزئية: أما أن يكون المحمول أعم مطلقا من الموضوع أو اخص مطلقا، أو أعم من وجه، أو مساويا. و علي بعض هذه التقادير و هو التقدير الأول و الثالث لا يصدق العكس موجبة كلية، لأنه إذا كان المحمول أعم مطلقا أو من وجه، فإن الموضوع لا يصدق علي جميع أفراد المحمول إنما يصدق لو كان أخص أو مساويا. إما عكسه إلي الموجبة الجزئية فإنه يصدق علي كل تقدير، فإذا قلت:

بعض السائل ماء يصدق بعض الماء سائل

وبعض الماء سائل يصدق بعض السائل ماء

وبعض الطير أبيض يصدق بعض الأبيض طير

وبعض الإنسان ناطق يصدق بعض الناطق انسا

السالبة الكلية تنعكس سالبة كلية

فيبقي الكم و الكيف معا، فإذا صدق قولنا:

صدق لا شيء من الحيوان بشجر

لا شيء من الشجر بحيوان

والبرهان واضح: لان السالبة الكلية لا تصدق إلاَّ مع تباين الموضوع و المحمول تباينا كليا. و المتباينات لا يجتمعان أبدا، فيصح سلب كل منهما عن جميع أفراد الآخر، سواء جعلت هذا موضوعا أو ذاك موضوعا.

وللتدريب علي إقامة البراهين من طريق النقيض و العكس نقيم

البرهان علي هذا الأمر بالصورة الآتية:

المفروض لا ب ح قضية صادقة

المدعي لا ح ب صادقة أيضا

البرهان:

لو لم تصدق لا ح ب

لصدق نقيضها ع ح ب

ولصدق ع ب ح (العكس المستوي للنقيض)

وإذا لاحظنا هذا العكس المستوي (ع ب ح) ونسبناه الي الأصل (لا ب ح) وجدناه نقيضا له، فلو كان (ع ب ح) صادقا وجب ان يكون (لا ب ح) كاذبا، مع ان المفروض صدقه.

فوجب ان تكون لا ح ب صادقة و هو المطلوب

تعقيب:

بهذا البرهان تعرف الفائدة في النقيض و العكس المستوي عند الاستدلال لأنا لا بد أن نرجع في هذا البرهان إلي الوراء، فنقول:

المفروض أن لا ب ح صادقة

فتكذب ع ب ح نقيضها

وهذا النقيض عكس ع ح ب فيكذب أيضا

لانه اذا كذب العكس كذب الأصل (القاعدة الثانية)

واذا كذب هذا الأصل اعني ع ح ب

صدق نقيضه لا ح ب و هو المطلوب

فاستفدت (تارة) من صدق الأصل كذب نقيضه، و (أخري) من كذب العكس كذب أصله، و (ثالثة) من كذب الأصل صدق نقيضه.

وسيمر عليك مثل هذا الاستدلال كثيرا، فدقق فيه جيدا، وعليك بإتقان

السالبة الجزئية لا عكس لها:

أي لا تنعكس أبدا لا إلي كلية و لا إلي جزئية، لأنه يجوز ان يكون موضوعها اعم من محمولها مثل (بعض الحيوان ليس بإنسان). و الأخص لا يجوز سلب الأعم عنه بحال من الأحوال لا كليا و لا جزئيا، لأنه كلما صدق الأخص صدق الأعم معه، فكيف يصح سلب الأعم عنه، فلا يصدق قولنا (لا شيء من الإنسان بحيوان) و لا قولنا (بعض الإنسان ليس

المنفصلة لا عكس لها:

أشرنا في صدر البحث إلي أن العكس المستوي يعم الحملية و الشرطية: ولكن عند التأمل نجد أن المنفصلة لا ثمرة لعكسها، لأنها أقصي ما

تدل عليه تدل علي التنافي بين المقدم و التالي. و لا ترتيب طبيعي بينهما، فأنت بالخيار في جعل ايهما مقدما و الثاني تاليا من دون أن يحصل فرق في البين، فسواء أن قلت: العدد إما زوج أو فرد، أو قلت: العدد إما فرد أو زوج، فإن مؤداهما واحد.

فلذا قالوا: المنفصلة لا عكس لها. أي لا ثمرة فيه.

نعم لو حولتها إلي حملية فإن أحكام الحملية تشملها، كما لو قلت في المثال مثلا: العدد ينقسم إلي زوج وفرد فإنها تنعكس إلي قولنا: ما ينقسم إلي زوج وفرد عدد

عكس النقيض

عكس النقيض

عكس النقيض

وهو العكس الثاني للقضية الذي يستدل بصدقها علي صدقه. و لو طريقتان.

1 طريقة القدماء، ويسمي (عكس النقيض الموافق) لتوافقه مع أصله في الكيف، و هو (تحويل القضية إلي أخري موضوعها نقيض محمول الأصل ومحمولها نقيض موضوع الأصل، مع بقاء الصدق و الكيف).

وبالاختصار هو: (تبديل نقيضي الطرفين مع بقاء الصدق و الكيف).

فالقضية: كل كاتب إنسان، تحول بعكس النقيض الموافق الي:

كل (لا إنسان) هو (لا كاتب)

2 طريقة المتأخرين، ويسمي (عكس النقيض المخالف) ، لتخالفه مع أصله في الكيف، و هو (تحويل القضية إلي أخري موضوعها نقيض محمول الأصل ومحمولها عين موضوع الأصل، مع بقاء الصدق دون الكيف).

فالقضية: كل كاتب إنسان، تحول بعكس النقيض المخالف إلي:

لا شيء من (اللانسان) بكا

قاعدة عكس النقيض

من جهة الكم

حكم السوالب هنا حكم الموجبات في العكس المستوي، وحكم الموجبات حكم السوالب هناك، أي أن:

1 السالبة الكلية تنعكس جزئية: سالبة في الموافق وموجبة في المخالف.

2 السالبة الجزئية تنعكس جزئية ايضا:

سالبة في الموافق موجبة في المخالف.

3 الموجبة الكلية تنعكس كلية: موجبة في الموافق سالبة في المخالف.

4 الموجبة الجزئية لا تنعكس أصلا بعكس النقي

البرهان

البرهان

ولا بد من إقامة البرهان علي

كل واحد من تلك الأحكام السابقة، و في هذه البراهين تدريب للطالب علي الاستفادة من النقيض و العكس في الاستدلال. و قد استعملنا الأسلوب المتبع في الهندسة النظرية لإقامة البرهان. فمن ألف أسلوب الكتب الهندسية يسهل عليه ذلك. و قد تقدم مثال منه في البرهان علي عكس السالبة الكلية بالعكس المستوي موضحا ().

ويجب أن يعلم أنا نرمز للنقيض بحرف عليه فتحة، للاختصار وللتوضيح. في كل ما سيأتي، علي هذا النحو:

بَ … نقيض الموضوع

حَ … نقيض المحمول

برهان عكس السالبة الكلية:

فلأجل إثبات عكس السالبة الكلية بعكس النقيض نقيم برهانين: برهانا علي عكسها بالموافق وبرهانا علي عكسها بالمخالف، فنقول:

(أولا) المدعي أنها تنعكس سالبة جزئية بعكس النقيض الموافق و لا تنعكس سالبة كلية، فهنا مطلوبان، أي أنه إذا صدقت.

لا ب ح

صدقت س حَ بَ (المطلوب الاول)

ولا تصدق لا حَ بَ (المطلوب الثاني)

البرهان:

أن من المعلوم:

1 أن السالبة الكلية لا تصدق إلا إذا كان بين طرفيها تباين كلي. و هذا بديهي.

2 أن النسبة بين نقيضي المتباينين هي التباين الجزئي، و قد تقدم البرهان علي ذلك في بحث النسب في الجزء الأول.

3 أن مرجع التباين الجزئي إلي سالبتين جزئيتين، كما أن مرجع التباين الكلي إلي سالبتين كليتين. و هذا بديهي أيضا.

وينتج من هذه المقدمات الثلاث أنه:

إذا صدق لا ب ح (أي يكون بين الطرفين تباين كلي)

صدقت س بَ جَ السالبة الجزئية بين النقيضين

وصدقت أيضا س حَ بَ السالبة الجزئية بين النقيضين

وهو (المطلوب الأول)

ثم يفهم من المقدمة الثانية أن التباين الكلي لا يتحقق دائما بين نقيضي المتباينين، إذ ربما يكون بينهما العموم و الخصوص من وجه.

أي أن السالبة الكلية بين نقيضي المتباينين لا تصدق دائما.

أو فقل لا تصدق دائما لا حَ بَ (المطلوب

الثاني)

(ثانيا) المدعي أن السالبة الكلية تنعكس موجبة جزئية بعكس النقيض المخالف و لا تنعكس موجبة كلية، فهنا مطلوبان، أي أنه إذا صدقت:

لا ب حَ

صدقت ع حَ ب (المطلوب الأول)

ولا تصدق كل حَ ب (المطلوب الثاني)

البرهان:

لما كان بين ب، ح تباين كلي كما تقدم فمعناه أن احدهما يصدق مع نقيض الآخر.

أي أن ب يصدق مع حَ

وإذا تصادق ب و حَ

صدق علي الأقل ع حَ ب (المطلوب الأول)

ثم أنه تقدم أن نقيضي المتباينين قد تكون بينهما نسبة العموم و الخصوص من وجه، فيصدق علي هذا التقدير:

حَ مع ب

ولا يصدق حينئذ حَ مع ب والا لاجتمع النقيضان ب، بَ

فلا يصدق كل حَ ب (المطلوب الثاني

برهان عكس السالبة الجزئية:

ولآجل إثبات عكس السالبة الجزئية بعكس النقيض أيضا نقيم برهانين للموافق و المخالف، فنقول:

(أولا) المدعي أن السالبة الجزئية تنعكس سالبة جزئية بعكس النقيض الموافق، و لا تنعكس كلية، فهنا مطلوبان، أي انه إذا صدقت:

س ب ح

صدقت س ح ب (المطلوب الاول)

ولا تصدق لا حَ بَ (المطلوب الثاني)

البرهان:

من المعلوم أن السالبة الجزئية تصدق في ثلاثة فروض:

1 أن يكون بين طرفيها عموم من وجه. وحينئذ يكون بين نقيضيهما تباين جزئي، كما تقدم في بحث النسب.

2 أن يكون بينهما تباين كلي، وبين نقيضيهما أيضا تباين جزئي كما تقدم.

3 أن يكون الموضوع أعم مطلقاً من المحمول، فيكون نقيض المحمول أعم مطلقا من نقيض الموضوع.

وعلي جميع هذه التقارير الثلاثة تصدق السالبة الجزئية:

س حَ بَ (المطلوب الأول)

إما للتباين الجزئي بينهما أو لان نقيض ح أعم مطلقا من نقيض ب.

ثم علي بعض التقارير يكون بين نقيضي الطرفين عموم وخصوص من وجه أو مطلقا، فلا تصدق السالبة الكلية:

لا حَ بَ (المطلوب الثاني)

(ثانيا) المدعي أن السالبة الجزئية تنعكس موجبة جزئية

بعكس النقيض المخالف، و لا تنعكس كلية، فهنا مطلوبان، أي إذا صدقت:

س ب ح

صدقت ع حَ ب (المطلوب الأول)

ولا تصدق كل حَ ب (المطلوب الثاني)

البرهان:

تقدم أن علي جميع التقادير الممكنة للموضوع و المحمول في السالبة الجزئية إما أن يكون بين نقيضيهما تباين جزئي أو أن نقيض المحمول أعم مطلقا، فيلزم علي التقديرين أن يصدق:

بعض حَ بدون بَ

فيصدق بعض حَ مع ب

لان النقيضين (وهما بَ، ب) لا يرتفعان

أي يصدق ع حَ ب (المطلوب الأول)

ثم أن نقيضي الموضوع و المحمول قد يكون بينهما عموم من وجه.

وقد تصدق ع حَ بَ

ويمكن تحويلها إلي س حَ ب صادقة

لان الأولي موجبة معدولة المحمول فيمكن جعلها سالبة محصلة المحمول إذ السالبة المحصلة المحمول أعم من الموجبة المعدولة المحمول إذا اتفقا في الكم، و إذا صدق الأخص صدق الأعم قطعا، فإذا كانت:

س حَ ب صادقة

كذب نقيضها كل حَ ب (المطلوب الثاني)

برهان عكس الموجبة الكلية:

ولأجل إثبات عكس الموجبة الكلية بعكس النقيض، نقيم أيضا برهانين للموافق و المخالف فنقول:

(أولا) المدعي أنها تنعكس موجبة كلية بعكس النقيض الموافق، أي أنه إذا صدقت:

كل ب ح (المفروض)

صدقت كل حَ ب (المطلوب)

البرهان:

لو لم تصدق كل حَ بَ

لصدقت س حَ بَ نقيضها

فتصدق س ب ح (عكس نقيضها الموافق)

فتكذب كل ب ح (نقيض العكس المذكور)

وهذا خلف أي خلاف الفرض، لان هذا (نقيض العكس المذكور) هو نفس الأصل المفروض صدقه.

فوجب أن تصدق كل حَ بَ (وهو المطلوب)

(ثانيا) المدعي أن الموجبة الكلية تنعكس سالبة كلية بعكس النقيض المخالف، أي أنه إذا صدقت:

كل ب ح (المفروض)

صدقت لا ح ب (المطلوب)

البرهان:

لو لم تصدق لا حَ ب

لصدقت ع حَ ب نقيضها

فتصدق ع ب حَ عكسها المستوي

وهذه موجبة جزئية معدولة المحمول، فتحول الي سالبة جزئية محصلة

المحمول، و قد تقدم، فيحدث أن:

س ب ح

فتكذب كل ب ح نقيضها

وهذا خلف، لأنه الأصل المفروض صدقه

فوجب أن تصدق لا حَ ب (وهو المطلوب

الموجبة الجزئية لا تنعكس

يكفينا للبرهنة علي عدم انعكاس الموجبة الجزئية بعكس النقيض الموافق و المخالف مطلقا أن نبرهن علي عدم انعكاسها إلي الجزئية. وبطريق أولي يعلم عدم انعكاسها إلي الكلية، لأنه تقدم أن الجزئية داخلة في الكلية، فإذا كذبت الجزئية كذبت الكلية. وعليه فنقول:

(أولا) المدعي أن الموجبة الجزئية لا تنعكس إلي موجبة جزئية بعكس النقيض الموافق.

فإذا صدقت ع ب ح

لا يلزم أن تصدق ع ح بَ

البرهان:

من موارد صدق الموجبة الجزئية، أن يكون بين طرفيها عموم من وجه، فيكون حينئذ بين نقيضيهما نسبة التباين الجزئي الذي هو أعم من التباين الكلي و العموم من وجه، فيصدق علي تقدير التباين الكلي:

لا ح ب

فيكذب نقيضها ع ح ب (وهو المطلوب)

(ثانيا) المدعي أن الموجبة الجزئية لا تنعكس الي السالبة الجزئية بعكس النقيض المخالف.

فإذا صدقت ع ب ح

لا يلزم أن تصدق س ح ب

البرهان:

قد تقدم علي تقدير التباين الكلي بين نقيضي الطرفين في الموجبة الجزئية و السالبة الكلية:

لا ح ب

فتصدق كل حَ ب لان سلب السلب إيجاب

فيكذب نقيضها س حَ ب (وهو المطلوب)

ولأجل أن يتضح لك عدم انعكاس الموجبة الجزئية بعكس النقيض تدبر هذا المثال و هو (بعض اللانسان حيوان) ، فإن هذه القضية لا تنعكس بعكس النقيض الموافق الي (بعض اللاحيوان انسان) و لا إلي (كل لا حيوان انسان) لانهما كاذبتان، لأنه لا شيء من اللاحيوان بانسان.

ولا تنعكس بالمخالف الي (ليس لا حيوان لا انسان) و لا إلي (لا شيء من اللاحيوان بلا انسان) ، لانهما كاذبتان أيضا، لان كل لا حيوان ه

تمرينات

1 إذا كانت

هذه القضية (كل عاقل لا تبطره النعمة) صادقة. فبين حكم القضايا الآتية في صدقها أو كذبها. مع بيان السبب:

أ بعض العقلاء لا تبطره النعمة.

ب ليس بعض العقلاء لا تبطره النعمة.

ج جميع من لا تبطرهم النعمة عقلاء.

د لا شخص من العقلاء لا تبطره النعمة.

ه كل من تبطره النعمة غير عاقل.

و لا شخص ممن تبطره النعمة بعاقل.

ز بعض من لا تبطره النعمة عاقل.

2 إذا كانت هذه القضية (بعض المعادن ليس يذوب بالحرارة) كاذبة، فاستخرج القضايا الصادقة و الكاذبة التي تلزم من كذب هذه القضية.

3 استدل () فخر المحققين في شرحه (الإيضاح) علي أن الماء يتنجس بالتغيير التقديري بالنجاسة فقال:

(أن الماء مقهور بالنجاسة عند التغيير التقديري. لأنه كلما لم يصيرِّ الماء مقهورا لم يتغير بها علي تقدير المخالفة. وينعكس بعكس النقيض إلي قولنا: كلما تغير الماء علي تقدير المخالفة بالنجاسة كان مقهورا).

فبين أي عكس نقيض هذا. وكيف استخراجه. ولاحظ ان القضية المستعملة هنا شرطية متصلة

النقض

من ملحقات العكوس: النقض

النقض

من المباحث التي لا تقل شأنا عن العكوس في استنباط صدق القضية من صدق أصلها، مباحث (النقض) ، فلا باس بالتعرض لها إلحاقا لها بالعكوس، فنقول:

النقض: هو تحويل القضية إلي أخري لازمة لها في الصدق مع بقاء طرفي القضية علي موضعهما.

و هو علي ثلاثة أنواع:

1 أن يجعل نقيض موضوع الأولي موضوعا للثانية ونفس محمولها محمولا، ويسمي هذا التحويل (نقض الموضوع) ، و القضية المحولة (منقوضة الموضوع).

2 أن يجعل نفس موضوع الأولي موضوعا للثانية ونقيض محمولها محمولا، ويسمي التحويل (نقض المحمول) و القضية المحول (منقوضة المحمول).

3 أن يجعل نقيض الموضوع موضوعا ونقيض المحمول محمولا. ويسمي التحويل (النقض التام). و القضية المحولة (منقوضة الطرفين).

ولنبحث عن قاعدة كل واحد من هذه الأنواع. ولنبدأ بقاعدة نقض المحمول

لأنه الباب للباقي كما ستعرف السر في ذل

قاعدة نقض المحمول

علينا لاستخراج منقوضة المحمول صادقة علي تقدير صدق أصلها أن نغير كيف القضية ونستبدل محمولها بنقيضه. مع بقاء الموضوع علي حاله، وبقاء الكم.

ولا بد من إقامة البرهان علي منقوضة محمول كل واحدة من المحصورات، فنقول:

1 (الموجبة الكلية) منقوضة محمولها سالبة كلية نحو كل انسان حيوان فتحول بنقض محمولها إلي: (لا شيء من الانسان بلا حيوان).

وللبرهان علي ذلك نقول:

إذا صدقت كل ب ح (المفروض)

صدقت لا ب ح (المطلوب)

البرهان:

إذا صدقت كل ب ح

صدقت لا حَ ب عكس نقيضها المخالف

وينعكس بالعكس المستوي إلي لا ب حَ و هو المطلوب

2 (الموجبة الجزئية) منقوضة محمولها سالبة جزئية، نحو بعض الحيوان إنسان، فتتحول بنقض محمولها إلي: (ليس كل حيوان لا انسان. أي انه إذا صدقت:

ع ب ح (المفروض)

صدقت س ب حَ (المطلوب)

البرهان:

لو لم تصدق س ب حَ

لصدق نقيضها كل ب حَ

فتصدق لا ب ح (نقض المحمول)

فيكذب نقيضها ع ب ح

ولكنه عين الأصل فهو خلاف الفرض.

فيجب ان يصدق س ب حَ (وهو المطلوب)

3 (السالبة الكلية) منقوضة محمولها موجبة كلية، نحو لا شيء من الماء بجامد، فتتحول بنقض محمولها الي: (كل ماء غير جامد).

أي أنه إذا صدقت:

لا ب ح (المفروض)

صدقت كل ب حَ (المطلوب)

البرهان:

لو لم تصدق كل ب حَ

لصدق نقيضها س ب حَ

فتصدق ع ب ح لان سلب السلب ايجاب

فيكذب نقيضها لا ب ح

ولكنه عين الأصل فهو خلاف الفرض.

فيجب أن يصدق كل ب حَ (وهو المطلوب)

4 (السالبة الجزئية) منقوضة محمولها موجبة جزئية، نحو ليس كل معدن ذهبا، فتتحول بنقض محمولها إلي: (بعض المعدن غير ذهب). أي انه إذا صدقت:

س ب ح (المفروض)

صدقت ع ب حَ (المطلوب)

البرهان:

إذا صدقت س ب ح (الأصل)

صدقت ع حَ ب

(عكس النقيض المخالف)

وينعكس بالعكس المستوي الي ع ب حَ و هو المطلوب

تنبيهات

طريقة تحويل الأصل:

(التنبيه الأول) الطريقة التي اتبعناها في البرهان علي منقوضة محمول الموجبة الكلية و السالبة الجزئية طريق جديدة في البرهان، ينبغي أن نسميها الآن (طريقة تحويل الأصل) قبل مجيء بحث القياس فتدخل في أحد أقسامه () كالطريق السابقة التي سميناها: (طريقة البرهان علي كذب النقيض).

وقد رأيت أننا في هذه الطريقة (طريقة تحويل الأصل) أجرينا التحويلات التي سبقت معرفتنا لها علي الأصل، ثم علي المحول من الأصل تباعا، حتي انتهينا إلي المطلوب: فقد رأيت في الموجبة الكلية إنا حولنا الأصل الي عكس النقيض المخالف، فيصدق علي تقدير صدق أصله، ثم حولنا هذا العكس الي العكس المستوي، فخرج لنا نفس المطلوب أعني (منقوضة المحمول) ، فيصدق التحويل الثاني علي تقدير صدق عكس نقيض الأصل (التحويل الأول) الصادق علي تقدير صدق الأصل فيصدق التحويل الثاني علي تقدير صدق الأصل، و هذا هو المقصود إثباته فتوصلنا إلي المطلوب بأقصر طريق.

وسنتبع هذه الطريق السهلة فيما يأتي لنقض الموضوع و النقض التام، ويمكن أجراؤها أيضا في البرهان علي عكوس النقيض باستخدام منقوضة المحمول. و علي الطالب ان يستعمل الحذق وينتبه إلي أنه أي التحويلات ينبغي استخدامه حتي يتوصل إلي مطلوبه

تحويل معدولة المحمول:

(التنبيه الثاني) و قد استعملنا في عكس النقيض ونقض المحمول طريقتين من التحويل الملازم للأصل في الصدق، و في الحقيقة هما من باب نقض المحمول، ولكن لبداهتهما استدللنا بهما قبل أن يأتي البرهان علي منقوضة المحمول ولذا لم نسمها بنقض المحمول، وهما:

أ (تحويل الموجبة بالمعدولة الي سالبة محصلة المحمول موافقة لها في الكم) ، لان مؤداهما واحد، وإنما الفرق أن السلب محمول في الموجبة و الحمل مسلوب في

السالبة.

ب تحويل السالبة المعدولة المحمول إلي موجبة محصلة المحمول موافقة لها في الكم، لأن سلب إيجاب. و هذا بديهي واضح

تمرينات

1 برهن علي نقض محمول الموجبة الكلية بطريق البرهان علي كذب النقيض.

2 برهن علي نقض محمول السالبة الجزئية بطريق البرهان علي كذب النقيض.

3 برهن علي نقيض محمول السالبة الجزئية بطريقة تحويل الأصل، بأخذ عكس النقيض الموافق أولا، ثم استمر إلي أن تستخرج منقوضة المحمول.

4 جرب هل يمكن البرهان علي نقض محمول الموجبة الجزئية بطريقة تحويل الأصل.

5 برهن علي نقض محمول السالبة الكلية بطريقة تحويل الأصل. وانظر ماذا ستكون النتيجة، وبين ما تجده.

6 برهن علي عكس النقيض المخالف و الموافق لكل من المحصورات. عدا الموجبة الجزئية، بطريقة تحويل الأصل، واستخدم لهذا الغرض قاعدتي نقض المحمول و العكس المستوي فقط.

7 جرب أن تبرهن علي عكس النقيض المخالف و الموافق للموجبة الجزئية بهذه الطريقة، وانظر انك ستقف فلا تستطيع الوصول الي النتيجة، فبين أسباب الوقوف

قاعدة النقض التام ونقض الموضوع

لاستخراج (منقوضة الطرفين) صادقة علينا أن نستبدل بموضوع القضية الأصلية نقيضه فنجعله موضوعا وبمحمولها نقيضه فنجعله محمولا، مع تغيير الكم دون الكيف.

ولاستخراج (منقوضة الموضوع) صادقة علينا أن نستبدل بموضوع القضية الأصلية نقيضه فنجعله موضوعا ونبقي المحمول علي حاله، مع تغيير الكم و الكيف معا.

ولا ينقض بهذين النقضين الا الكليتان. و لا بد من البرهان لكل من المحصورات:

1 (الموجبة الكلية) نقضها التام موجبة جزئية، ونقض موضوعها سالبة جزئية، نحو كل فضة معدن، فنقضها التام: (بعض اللافضة هو لا معدن) ونقض موضوعها: (بعض اللافضة ليس هو معدنا).

وللبرهان علي ذلك نقول:

المفروض صدق كل ب ح

والمدعي صدق ع بَ حَ (المطلوب الاول)

وصدق س بَ ح (المطلوب الثاني)

البرهان:

اذا صدق كل ب ح

صدق كل حَ بَ

عكس النقيض الموافق

فيصدق عكسه المستوي ع بَ حَ (وهو المطلوب الاول)

وتنقض محمول هذا الأخير فيحدث س بَ ح (وهو المطلوب الثاني)

2 (السالبة الكلية) نقضها التام سالبة جزئية، ونقض موضوعها موجبة جزئية نحو:

لا شيء من الحديد بذهب، فنقضها التام: (بعض اللاحديد ليس بلا ذهب) ، ونقض موضوعها: (بعض اللاحديد ذهب).

وللبرهان علي ذلك نقول:

المفروض صدق لا ب ح

والمدعي صدق س بَ حَ (المطلوب الأول)

وصدق ع بَ حَ (المطلوب الثاني)

البرهان:

اذا صدق لا ب ح

صدق لا ح ب العكس المستوي

فيصدق عكس نقيضه الموافق س بَ حَ (وهو المطلوب الأول)

وننقض محمول هذا التخير فيحدث ع بَ ح (وهو المطلوب الثاني)

3، 4 (الجزئيتان) ليس لهما نقض تام و لا نقض موضوع. وللبرهنة علي ذلك يكفي البرهان علي عدم نقضهما إلي الجزئية، فيعلم بطريق أولي عدم نقضهما إلي الكلية، كما قدمنا في عدم انعكاس الموجبة الجزئية بعكس النقيض، فنقول:

(في الموجبة الجزئية):

المفروض صدق ع ب ح

المدعي لا تصدق دائما ع بَ حَ (المطلوب الاول)

ولا تصدق دائما س بَ حَ (المطلوب الثاني)

البرهان:

تقدم في عكس النقيض في الموجبة الجزئية أن في بعض تقاديرها تكون النسبة بين نقيضي طرفيها التباين الكلي، فتصدق حينئذ السالبة الكلية:

لا بَ حَ

فيكذب نقيضها ع بَ حَ (وهو المطلوب الأول)

وتصدق أيضا منقوضة محمول هذه السالبة الكلية

كل بَ ح

فيكذب نقيضها س بَ حَ (وهو المطلوب الثاني)

(وفي السالبة الجزئية):

المفروض صدق س ب ح

والمدعي لا تصدق دائما س بَ حَ (المطلوب الاول)

ولا تصدق دائما ع بَ ح (المطلوب الثاني)

البرهان:

في السالبة الجزئية قد يكون الموضوع أعم من المحمول مطلقا نحو بعض الحيوان ليس بانسان، و لما كان:

(أولا) نقيض الأعم أخص من نقيض الأخص مطلقا. فتصدق إذن الموجبة الكلية:

كل بَ حَ

فيكذب نقيضها س بَ حَ (وهو المطلوب

الاول)

و (ثانيا) نقيض الأعم يباين عين الأخص تباينا كليا، فتصدق إذن السالبة الكلية:

لا بَ ح

فيكذب نقيضها ع بَ ح (وهو المطلوب الثاني)

البديهة المنطقية أو الاستدلال المباشر البديهي

جميع ما تقدم من أحكام القضايا (النقيض و العكوس و النقض) هي من نوع الاستدلال المباشر بالنسبة إلي القضية المحولة عن الأصل، أي النقيض و العكس و النقض، لأنه يستدل في النقض من صدق إحدي القضيتين علي كذب الأخري وبالعكس، ويستدل في الباقي من صدق الأصل علي صدق ما حول أليه عكسا أو نقضا، أو من كذب العكس و النقض علي كذب الأصل.

وسميناه مباشرا لان انتقال الذهن إلي المطلوب، أعني كذب القضية أو صدقها، إنما يحصل من قضية واحدة معلومة فقط، بلا توسط قضية أخري.

وقد تقدم البرهان علي كل نوع من أنواع الاستدلال المباشر. وبقي نوع آخر منه بديهي لا يحتاج إلي أكثر من بيانه. و قد يسمي (البديهية المنطقية) فنقول:

من البديهيات في العلوم الرياضية أنه إذا أضفت شيئا واحداً إلي كل من الشيئين المتساويين فإن نسبة التساوي لا تتغير، فلو كان:

ب = ح

وأضفت إلي كل منهما عددا معينا مثل عدد (4) لكان:

ب+4=ح+4

وكذلك إذا طرحت من كل منهما عددا معينا أو ضربتهما فيه أو قسمتهما عليه كعدد 4 فإن نسبة التساوي لا تتغير، فيكون:

ب - 4 = ح - 4

و ب * 4 = ح * 4

و ب ÷ 4 = ح ÷4

وكذا لا تتغير النسبة لو كان ب أكبر من حَ أو أصغر منه فانه يكون

ب + 4 أكبر من ح + 4 أو أصغر منه

و ب - 4 أكبر من ح - 4 أو أصغر منه وهكذا

ونظير ذلك نقول في القضية، فإنه لو صح أن تزيد كلمة

علي موضوع القضية ونفس الكلمة علي محمولها، فإن نسبة القضية لا تتغير بمعني بقاء الكم و الكيف و الصدق.

فإذا صدق: كل انسان حيوان واضفت كلمة (رأس) الي طرفيها

صدق: كل (رأس) انسان (رأس) حيوان.

أو أضفت كلمة (يحب) مثلا

صدق: كل (من يحب) انسانا (يحب) حيوانا

وإذا صدق: لا شيء من الحيوان بحجر

صدق: لا شيء من الحيوان (مستلقيا) بحجر (مستلقيا)

وإذا صدق: بعض المعدن ليس بذهب

صدق: بعض (قطعة) المعدن ليس (بقطعة) ذهب

وهكذا يمكن لك أن تحول كل قضية صادقة إلي قضية أخري صادقة، بزيادة كلمة تصح زيادتها علي الموضوع و المحمول معا، بغير تغيير في كم القضية وكيفها، سواء كانت الكلمة مضافة أو حالا أو وصفا أو فعلا أو أي شيء آخر من هذا القبيل.

الباب الخامس: الحجة وهيئة تأليفها أو مباحث الاستدلال

الحجة وهيئة تأليفها أو مباحث الاستدلال

تصدير:

إن أسمي هدف للمنطقي وأقصي مقصد له (مباحث الحجة) ، أي مباحث المعلوم التصديقي الذي يستخدم للتوصل إلي معرفة المجهول التصديقي. اما ما تقدم من الأبواب فكلها في الحقيقة مقدمات لهذا المقصد حتي مباحث المعرف، لأن المعرف إنما يبحث عنه ليستعان به علي فهم مفردات القضية من الموضوع و المحمول.

و (الحجة) عندهم عبارة عما يتألف من قضايا يتجه بها إلي مطلوب يستحصل بها وإنما سميت (حجة) لأنه يحتج بها علي الخصم لإثبات المطلوب، وتسمي (دليلاً) لأنها تدل علي المطلوب، وتهيئتها وتأليفها لأجل الدلالة يسمي (استدلالاً).

ومما يجب التنبيه عليه قبل كل شيء: أن القضايا ليست كلها يجب أن تطلب بحجة، و إلاّ لما انتهينا إلي العلم بقضية أبداً، بل لا بد من الانتهاء إلي قضايا بديهية ليس من شأنها أن تكون مطلوبة، وإنما هي المبادئ للمطالب، و هي رأس المال للمتجر العلمي.

طرق الاستدلال او اقسام الحجة

من منا لم يحصل له العلم بوجود النار عند رؤية الدخان؟ و من ذا الذي لا يتوقع صوت الرعد عند مشاهدة البرق في السحاب؟ و من ذا الذي لا يستنبط أن النوم يجم القوي، و إن الحجر يبتل بوضعه في الماء، و إن السكينة تقطع الاجسام الطرية؟ و قد نحكم علي شخص بأنه كريم لأنه يشبه في بعض صفاته كريماً نعرفه، او نحكم علي قلم بأنه حسن لأنه يشبه قلماً جربناه … و هكذا إلي آلاف من امثال هذه الاستنتاجات تمرّ علينا كل يوم. و في الحقيقة إن هذه الاستنتاجات الواضحة التي لا يخلو منها ذو شعور ترجع كلها إلي انواع الحجة المعروفة التي نحن بصدد بيانها، ولكن علي الأكثر لا يشعر المستنبط انه سلك أحد تلك الأنواع و إن كان من علماء المنطق.

و قد تعجب لو قيل لك إن تسعة وتسعين في المائة من الناس هم منطقيون بالفطرة من حيث لا يعلمون.

ولمّا كان الانسان مع ذلك يقع في كثير من الخطأ في أحكامه، او يعتذّر عليه تحصيل مطلوبه، لم يستغن عن دراسة الطرق العلمية للتفكير الصحيح و الاستدلال المنتج.

والطرق العلمية للاستدلال عدا طريق الاستدلال المباشر الذي تقدم البحث عنه هي ثلاثة أنواع رئيسة:

1 (القياس) ، و هو أن يستخدم الذهن القواعد العامة المسلم بصحتها في الانتقال إلي مطلوبه.

و هو العمدة في الطرق.

2 (التمثيل) ، و هو أن ينتقل الذهن من حكم أحد الشيئين إلي الحكم علي الآخر لجهة مشتركة بينهما.

3 (الاستقراء) ، و هو أن يدرس الذهن عدة جزئيات، فيستنبط منها حكماً عاماً

1 القياس
اشاره

تعريفه و الشرح:

تعريفه:

عرفوا القياس بأنه: قول مؤلف من قضايا متي سلمت لزم عنه لذاته قول آخر.

الشرح:

1 (القول): جنس. ومعناه المركب التام الخبري، فيعم القضية الواحدة و الأكثر.

2 (مؤلف من قضايا … إلي آخره): فصل. و القضايا جمع منطقي أي ما يشمل الأثنين، ويخرج بقيد القضايا الاستدلال المباشر، لأنه كما سبق قضية واحدة علي تقدير التسليم بها تستلزم قضية أخري.

3 (متي سلمت): من التسليم. وفيه إشارة إلي أن القياس لا يشترط فيه أن تكون قضاياه مسلّمة فعلاً، بل شرط كونه قياساً أن يلزم منه علي تقدير التسليم بقضاياه قول آخر، كشأن الملازمة بين القضية وبين عكسها او نقضها، فإنه علي تقدير صدقها تصدق عكوسها ونقوضها. و اللازم يتبع الملزوم في الصدق فقط، دون الكذب، كما تقدم في العكس المستوي، لجواز كونه لازماً أعم. و منه يعرف: أن كذب القضايا المؤلفة لا يلزم منه كذب القول اللازم لها، نعم كذبه يستلزم كذبها.

4 (لزم عنه): يخرج به

الاستقراء و التمثيل، لأنهما و إن تألفا من قضايا لا يتبعهما القول الآخر علي نحو اللزوم لجواز تخلفه عنهما لأنهما أكثر ما يفيدان الظن، إلاّ بعض الاستقراء. وسيأتي.

5 (لذاته): يخرج به قياس المساواة. كما سيأتي في محله، فإن قياس المساواة إنما يلزم منه القول الآخر لمقدمة خارجة عنه، لا لذاته. مثل:

ب يساوي ح. وح يساوي د … ينتج ب يساوي د

ولكن لا لذاته، بل لصدق المقدمة الخارجية وهي: مساوي المساوي مساو.

ولذا لا ينتج مثل قولنا: ب نصف ج.

و ج نصف د، لان نصف النصف ليس نصفاً، بل ربعا

الاصطلاحات العامة في القياس:

لابد اولاً من بيان المصطلحات العامة، عدا المصطلحات الخاصة بكل نوع التي سيرد ذكرها في مناسباتها. وهي:

1 (صورة القياس). ويقصد بها هيئة التأليف الواقع بين القضايا.

2 (المقدمة). و هي كل قضية تتألف منها صورة القياس. و المقدمات تسمي أيضاً (مواد القياس).

3 (المطلوب).

و هو القول اللازم من القياس. ويسمي (مطلوباً) عند أخذ الذهن في تأليف المقدمات.

4 (النتيجة). و هي المطلوب عينه، ولكن يسمي بها بعد تحصيله من القياس.

5 (الحدود). وهي: الأجزاء الذاتية للمقدمة. ونعني بالأجزاء الذاتية الأجزاء التي تبقي بعد تحليل القضية فإذا فككنا وحللنا الحملية مثلاً إلي أجزائها لا يبقي منها إلاّ الموضوع و المحمول، دون النسبة، لأن النسبة إنما تقوم بالطرفين للربط بينهما، فإذا أُفرد كل منهما عن الآخر فمعناه ذهاب النسبة بينهما. و اما السور و الجهة فهما من شؤون النسبة فلا بقاء لهما بعد ذهابها.

و كذلك إذا حللنا الشرطية إلي أجزائها لا يبقي منها الا المقدم و التالي.

فالموضوع و المحمول او المقدم و التالي هي الأجزاء الذاتية للمقدمات. و هي (الحدود) فيها.

ولنوضح هذه المصطلحات بالمثال، فنقول:

1. شارب الخمر: فاسق.

2. وكل فاسق: ترد

شهادته.

3 … شارب الخمر: ترد شهادته.

فبواسطة نسبة كلمة (فاسق) إلي شارب الخمر في القضية. رقم (1)

ونسبة ردّ الشهادة إلي (كل فاسق) في القضية رقم (2) استنبطنا النسبة بين رد الشهادة و الشارب في القضية.رقم (3)

فكل واحدة من القضيتين (1) و (2): مقدمة

وشارب الخمر، وفاسق، وترد شهادته: حدود

والقضية رقم (3): مطلوب ونتيجة

والتأليف بين المقدمتين: صورة القياس

ولا يخفي أنّا استعملنا هذه العلامة … النقط الثلاث، ووضعناها قبل النتيجة. و هي علامة هندسية تستعمل للدلالة علي الانتقال إلي المطلوب وتقرأ (إذن). وسنستعملها عند استعمال الحروف فيما ياتي للاختصار وللتوضيح.

أقسام القياس بحسب مادته وهيئته

قلنا إن المقدمات تسمي (مواد القياس) ، وهيئة التأليف بينها تسمي (صورة القياس) ، فالبحث عن القياس من نحوين:

1. من جهة (مادته) ، بسبب اختلافها مع قطع النظر عن الصورة، بأن تكون المقدمات يقينية او ظنية او من المسلّمات او المشهورات او الوهميات او المخيلات او غيرها مما سيأتي في بابه. ويسمي البحث فيها (الصناعات الخمس) الذي عقدنا لأجله الباب السادس الآتي، فإنه ينقسم القياس بالنظر إلي ذلك إلي:

البرهان و الجدل و الخطابة و الشعر و المغالطة.

2. من جهة (صورته) بسبب اختلافها، مع قطع النظر عن شأن المادة. و هذا الباب معقود للبحث عنه من هذه الجهة.

و هو ينقسم من هذه الجهة إلي قسمين اقتراني واستثنائي، باعتبار التصريح بالنتيجة او بنقيضها في مقدماته وعدمه.

(فالاول) و هو المصرح في مقدماته بالنتيجة او بنقيضها، يسمي (استثنائياً) ، لاشتماله علي كلمة الاستثناء، نحو:

(1) ان كان محمد عالما، فواجب احترامه.

(2) لكنه عالم.

(3) … فمحمد واجب احترامه.

فالنتيجة رقم (3) مذكورة بعينها في المقدمة.رقم (1)

(1) لو كان فلان عادلا، فهو لا يعصي الله.

(2) ولكنه قد عصي الله.

(3) … ما كان فلان عادلاً.

فالنتيجة رقم (3) مصرح

بنقيضها في المقدمة.رقم (1)

(والثاني) و هو غير المصرح في مقدماته بالنتيجة و لا بنقيضها، يسمي (اقترانياً) ، كالمثال المتقدم في اول البحث، فإن النتيجة و هي «شارب الخمر ترد شهادته» غير مذكورة بهيئتها صريحاً في المقدمتين و لا نقيضها مذكور، وإنما هي مذكورة بالقوة باعتبار وجود أجزائها الذاتية في المقدمتين، أعني الحدين، وهما (شارب الخمر، وترد شهادته) ؛ فإن كل واحد منهما مذكور في مقدمة مستقلة.

???

ثم الاقتراني قد يتألف من حمليات فقط، فيسمي (حملياً). و قد يتألف من شرطيات فقط، او شرطية وحملية، فيسمي (شرطياً) مثاله.

(1) كلما كان الماء جارياً، كان معتصماً.

(2) وكلما كان معتصماً، كان لا ينجس بملاقاة النجاسة.

(3) … كلما كان الماء جارياً، كان لا ينجس بملاقاة النجاسة.

فمقدمتاه شرطيتان متصلتان.

مثال ثان: (1) الاسم كلمة.

(2) و الكلمة إما مبنية او معربة.

(3) … الاسم إما مبني او معرب.

فالمقدمة رقم (1) حملية، و المقدمة رقم (2) شرطية منفصلة.

ونحن نبحث أولاً عن الاقترانيات الحملية، ثم الشرطية، ثم الاستثنا

- الاقتران الحملي

حدوده:

يجب ان يشتمل القياس الاقتراني علي مقدمتين لينتجا المطلوب. ويجب أيضاً أن تشتمل المقدمتان علي حدود ثلاثة: حد متكرر مشترك بينهما، وحد يختص بالاولي، وحد بالثانية. و الحد المتكرر المشترك هو الذي يربط بين الحدين الآخرين، ويحذف في النتيجة التي تتألف من هذين الحدين إذ يكون أحدهما موضوعاً لها و الآخر محمولاً، فهو كالشمعة تفني نفسها لتضيء لغيرها.

ولنعد إلي المثال المتقدم في المصطلحات العامة، لتطبيق الحدود عليه، فنقول:

أ (فاسق): هو المتكرر المشترك الذي اعطي الربط بين:

ب (شارب الخمر) ، و هو الحد المختص بالمقدمة الاولي، وبين:

ج (ترد شهادته) ، و هو الحد المختص بالمقدمة الثانية.

تنتج المقدمتان: (شارب الخمر ترد شهادته) ، بحذف الحد المشترك و قد سموا كل

واحد من الحدود الثلاثة باسم خاص ().

أ. (الحد الاوسط) او (الوسط) و هو الحد المشترك، لتوسطه بين رفيقيه في نسبة أحدهما إلي الآخر. ويسمي أيضاً (الحجة) لأنه يحتج به علي النسبة بين الحدين.

ويسمي أيضاً (الواسطة في الإثبات) ، لأن به يتوسط في إثبات الحكم بين الحدين. ونرمز له بحرف (م).

ب (الحد الأصغر) ، و هو الحد الذي يكون موضوعاً في النتيجة. وتسمي المقدمة المشتملة عليه (صغري) ، سواء كان هو موضوعاً فيها ام محمولاً. ونرمز له بحرف (ب).

ج (الحد الأكبر) ، و هو الذي يكون محمولاً في النتيجة. وتسمي المقدمة المشتملة عليه (كبري) ، سواء كان هو محمولاً فيها او موضوعاً. ونرمز له بحرف (ح). و الحدان معاً يسميان (طرفين).

فاذا قلنا:

كل ب م

كل م ح

ينتج … كل ب ح بحذف المتكرر (م)

القواعد العامة للاقتراني:

للقياس الاقتراني سواء كان حملياً أو شرطياً قواعد عامة أساسية يجب توفرها فيه، ليكون منتجاً، وهي:

1 تكرر الحد الاوسط.

أي يجب أن يكون مذكوراً بنفسه في الصغري و الكبري من غير اختلاف، وإلاّ لما كان حداً أوسط متكرراً، و لما وجد الارتباط بين الطرفين. و هذا بديهي.

مثلاً إذا قيل: (الحائط فيه فارة. وكل فارة لها أُذنان).

فانه لا ينتج. (الحائط له أُذنان).

لأن الحد الذي يتخيل أنه حد اوسط هنا لم يتكرر، فإن المحمول في الصغري (فيه فارة) و الموضوع في الكبري (فارة) فقط. ولأجل أن يكون منتجاً فإما أن نقول في الكبري (وكل ما فيه فارة له أُذنان) ولكنها كاذبة. و اما أن نعتبر المتكرر كلمة (فارة) فقط، فتكون النتيجة هكذا (الحائط فيه ما له أُذنان) ، و هي صادقة.

مثال ثان إذا قيل: (الذهب عين. وكل عين تدمع).

فإنه لا ينتج: (الذهب يدمع).

لآن لفظ (عين)

مشترك لفظي، و المراد منه في الصغري غير المراد منه في الكبري، فلم يتكرر الحد الاوسط، و لم يتكرر إلا اللفظ فقط.

2. إيجاب إحدي المقدمتين:

فلا إنتاج من سالبتين، لأن الوسط في السالبتين لا يساعدنا علي إيجاد الصلة و الربط بين الأصغر و الأكبر، نظراً إلي أن الشيء الواحد قد يكون مبايناً لأمرين وهما لا تباين بينهما، كالفرس المباين للإنسان و الناطق، و قد يكون مبايناً لامرين هما متباينان في أنفسهما كالفرس المباين للإنسان و الطائر، و الإنسان و الطائر أيضاً متباينان.

وعليه، فلا نعرف حال الحدين لمجرد مباينتهما للمتكرر انهما متلاقيان خارج الوسط ام متباينان، فلا ينتج الإيجاب و لا السلب. فاذا قلنا:

لا شيء من الإنسان بفرس لا شيء من الفرس بناطق.

فإنه لا ينتج السلب: (لا شيء من الإنسان بناطق) ، لأن الطرفين متلاقيان.

ولو أبدلنا بالمقدمة الثانية قولنا:

لا شيء من الفرس بطائر.

فإنه لا ينتج الإيجاب: (كل إنسان طائر) ، لأن الطرفين متباينان. ويجري هذا الكلام في كل سالبتين.

3. كلية احدي المقدمتين:

فلا إنتاج من مقدمتين جزئيتين، لأن الوسط فيهما لا يساعدنا أيضاً علي إيجاد الصلة بين الأصغر و الأكبر، لأن الجزئية لا تدل علي أكثر من تلاقي طرفيها في الجملة، فلا يعلم في الجزئيتين أن البعض من الوسط الذي يتلاقي به مع الأصغر هو نفس البعض الذي يتلاقي به مع الأكبر، ام غيره. وكلاهما جائز. ومعني ذلك أّنا لا نعرف حال الطرفين الأصغر و الأكبر امتلاقيان ام متباينان، فلا ينتج الإيجاب و لا السلب، كما نقول مثلا:

أولاً بعض الإنسان حيوان. وبعض الحيوان فرس.

فإنه لا ينتج الإيجاب: (بعض الإنسان فرس). و إذا أبدلنا بالمقدمة الثانية قولنا: بعض الحيوان ناطق.

فإنه لا ينتج السلب: (بعض الإنسان ليس بناطق).

ثانياً: بعض الإنسان

حيوان وبعض الحيوان ليس بناطق.

فإنه لا ينتج السلب: (بعض الإنسان ليس بناطق). و إذا أبدلنا بالمقدمة الثانية قولنا: بعض الحيوان ليس بفرس.

فإنه لا ينتج الإيجاب: (بعض الإنسان فرس). و هكذا يجري هذا الكلام في كل جزئيتين مهما كان موضع الوسط في المقدمتين موضوعاً أو محمولاً أو مختلفاً.

4 النتيجة تتبع أخس المقدمتين:

يعني إذا كانت إحدي المقدميتن سالبة كانت النتيجة سالبة لأن السلب أخس من الإيجاب. و إذا كانت جزئية كانت النتيجة جزئية لأن الجزئية أخس من الكلية.

وهذا الشرط واضح لأن النتيجة متفرعة عن المقدمتين معاً فلا يمكن أن تزيد عليهما فتكون أقوي منهما.

5 لا إنتاج من سالبة صغري وجزئية كبري:

ولا بد أن تفرض الصغري كلية و إلاّ لاختل الشرط الثالث. و لا بد أن تفرض الكبري موجبة و إلاّ لاختل الشرط الثاني.

فإذا تألف القياس من سالبة كلية صغري وجزئية موجبة كبري، فإنه لا يعلم أن الأصغر و الأكبر متلاقيان او متباينان خارج الوسط، لأن السالبة الكلية تدل علي تباين طرفيها أي الأصغر مع الاوسط هنا. و الجزئية الموجبة تدل علي تلاقي طرفيها في الجملة أي الاوسط و الأكبر هنا، فيجوز أن يكون الأكبر خارج الاوسط مبايناً للأصغر كما كان الاوسط مبايناً له ويجوز أن يكون ملاقياً له فمثلاً إذا قلنا:

لا شيء من الغراب بإنسان، وبعض الإنسان أسود

فإنه لا ينتج السلب: (بعض الغراب ليس بأسود) و لو أبدلنا بالمقدمة الثانية قولنا: بعض الإنسان ابيض فانه لا ينتج الإيجاب: (بعض الغراب ابيض).

وأنت هنا في المثال بالخيار في وضع الاوسط موضوعا في المقدمتين او محمولا او مختلفا، فان الامر لا يختلف و العقم تجده كما هو في الج

الأشكال الأربعة

قلنا: إن القياس الاقتراني لا بد له من ثلاثة حدود:

أوسط وأصغر

وأكبر. ونضيف عليه هنا، فنقول:

إن وضع الاوسط مع طرفيه في المقدمتين يختلف، ففي الحملي قد يكون موضوعاً فيهما او محمولاً فيهما، او موضوعاً في الصغري ومحمولاً في الكبري، او بالعكس.

فهذه أربع صور. وكل واحدة من هذه الصور تسمي (شكلاً). و كذا في الشرطي يكون تالياً ومقدماً.

فالشكل في اصطلاحهم علي هذا هو «القياس الاقتراني باعتبار كيفية وضع الاوسط من الطرفين» ولنتكلم عن كل واحد من الأشكال الأربعة في الحملي، ثم نتبعه بالاقتراني ا

الشكل الاول

الشكل الاول

وهو ما كان الاوسط فيه محمولاً في الصغري موضوعاً في الكبري. أي يكون وضع الحدين في المقدمتين مع الاوسط عين وضع أحدهما مع الآخر في النتيجة: فكما يكون الأصغر موضوعاً في النتيجة يكون موضوعاً في الصغري، و كما يكون الأكبر محمولاً في النتيجة يكون محمولاً في الكبري.

ولهذا التفسير فائدة نريد أن نتوصل إليها. فإنه لأجل أن الأصغر وضعه في النتيجة عين وضعه في الصغري، و إن الأكبر وضعه في النتيجة عين وضعه في الكبري، كان هذا الشكل علي مقتضي الطبع، وبيّن الإنتاج بنفسه لا يحتاج إلي دليل وحجة، بخلاف البواقي ولذا جعلوه اول الأشكال. وبه يستدل علي باقي

شروطه:

لهذا الشكل شرطان:

1. (إيجاب الصغري) ، إذ لو كانت سالبة، فلا يعلم أن الحكم الواقع علي الأوسط في الكبريأ يلاقي الأصغر في خارج الأوسط ام لا، فيتحمل الأمران، فلا ينتج الإيجاب و لا السلب كما نقول مثلاً:

لا شيء من الحجر بنبات وكل نبات نامٍ

فانه لا ينتج الإيجاب: (كل حجر نام). و لو أبدلنا بالصغري قولنا (لا شيء من الإنسان بنبات).

فإنه لا ينتج السلب: (لا شيء من الإنسان بنام). اما إذا كانت الصغري موجبة فإن ما يقع علي الأوسط في الكبري لا بد أن يقع علي

ما يقع عليه الاوسط في الصغري.

2. (كلية الكبري) ، لأنه لو كانت جزئية لجاز أن يكون البعض من الأوسط المحكوم عليه بالأكبر غير ما حكم به علي الأصغر، فلا يتعدي الحكم من الأكبر إلي الأصغر بتوسط الأوسط. و في الحقيقة إن هذا الشرط راجع إلي (القاعدة الاولي) ، لأن الاوسط في الواقع علي هذا الفرض غير متكرر؛ كما نقول مثلا:

كل ماء سائل وبعض السائل يلتهب بالنار

فإنه لا ينتج (بعض الماء يلتهب بالنار) ، لأن المقصود بالسائل الذي حكم به علي الماء خصوص الحصة منه التي تلتقي مع الماء، و هي غير الحصة من السائل الذي يلتهب بالنار، و هو النفط مثلاً. فلم يتكرر الاوسط في المعني، و إن تكرر لفظاً.

هذه شروطه من ناحية الكم و الكيف، اما من ناحية الجهة فقد قيل إنه يشترط فيه (فعلية الصغري). ولكنا أخذنا علي أنفسنا ألاّ نبحث عن الموجهات، لأن أبحاثها المطولة تضيع علينا كثيراً مما تجب أن نعلمه. و ليس فيها كبير فائدة لنا.

ضروبه:

كل مقدمة من القياس في حد نفسها يجوز أن تكون واحدة من المحصورات الأربع، فإذا اقترنت الصور الأربع في الصغري مع الأربع في الكبري. خرجت عندنا ست عشرة صورة للاقتران تحدث من ضرب أربعة في أربعة. و ذلك في جميع الأشكال الأربعة.

والصورة من تأليف المقدمتين تسمي بثلاثة أسماء: (ضرب) و (اقتران) و (قرينة).

وهذه الاقترانات او الضروب الستة عشر بعضها منتج، فيسمي (قياساً). وبعضها غير منتج، فيسمي (عقيماً). وبحسب الشرطين في الكم و الكيف لهذا الشكل الاول تكون الضروب المنتجة أربعة فقط. اما البواقي فكلها عقيمة، لأن الشرط الاول تسقط به ثمانية ضروب، و هي حاصل ضرب السالبتين من الصغري في الأربع من الكبري، و الشرط

الثاني تسقط به أربعة حاصل ضرب الجزئيتين من الكبري في الموجبتين من الصغري، فالباقي أربعة فقط.

وكل هذه الأربعة بيّنة الإنتاج، ينتج كل واحد منها واحدة من المحصورات الأربع، فالمحصورات كلها تستخرج من أضرب هذا الشكل. ولذا سمي (كاملاً) و (فاضلاً). و قد رتبوا ضروبه علي حسب ترتب المحصورات في نتائجه: فالاول ما ينتج الموجبة الكلية، ثم ما ينتج السالبة الكلية، ثم ما ينتج الموجبة الجزئية، ثم ما ينتج السالبة الجزئية.

(الاول) من موجبتين كليتين، ينتج موجبة كلية.

كل ب م

وكل م ح مثاله

… كل ب ح

(الثاني) من موجبة كلية وسالبة كلية، ينتج سالبة كلية.

كل ب م

و لا م ح مثاله

… لا ب ح

(الثالث) من موجبة جزئية وموجبة كلية، ينتج موجبة جزئية.

ع ب م

وكل م ح مثاله

… ع ب ح

(الرابع) من موجبة جزئية وسالبة كلية، ينتج سالبة جزئية.

ع ب م

و لا م ح مثاله

… س ب ح

الشكل الثاني

وهو ما كان الوسط فيه محمولاً في المقدمتين معاً، فيكون الأصغر فيه موضوعاً في الصغري و النتيجة، ولكن الأكبر يختلف وضعه فإنه موضوع في الكبري محمول في النتيجة.

و من هنا كان هذا الشكل بعيداً عن مقتضي الطبع، غير بيّن الإنتاج يحتاج إلي الدليل علي قياسيته. ولأجل أن الأصغر فيه متحد الوضع في النتيجة و الصغري موضوعاً فيهما كالشكل الاول؛ كان أقرب إلي مقتضي الطبع من باقي الأشكال الأخري، لأن الموضوع أقرب إلي الذهن.

شروطه:

للشكل الثاني شرطان ايضا:

اختلاف المقدمتين في الكيف وكلية الكبري.

(الاول) الاختلاف في الكيف، فإذا كانت إحداهما موجبة كانت الأخري سالبة، لأن هذا الشكل لا ينتج مع الاتفاق في الكيف، لأن الطرفين الأصغر و الأكبر قد يكونان متباينين، و مع ذلك يشتركان في أن يحمل عليهما شيء واحد او يشتركان في

أن يسلب عنهما شيء آخر، ثم قد يكونان متلاقيين ويشتركان أيضاً في أن يحمل عليهما او يسلب عنهما شيء واحد فلا ينتج الإيجاب و لا السلب.

مثال ذلك:

الأنسان و الفرس متباينان ويشتركان في حمل الحيوان عليهما وسلب الحجر عنهما، فنقول:

أ. كل إنسان حيوان. وكل فرس حيوان

ب. لا شيء من الإنسان بحجر و لا شيء من الفرس بحجر

والحق في النتيجة فيهما السلب. ثم الإنسان و الناطق أيضاً يشتركان في حمل الحيوان عليهما وسلب الحجر عنهما، فتبدل في المثالين بالفرس الناطق، فيكون الحق في النتيجة فيهما الإيجاب.

اما إذا اختلف الحكمان في الصغري و الكبري علي وجه لا يصح جمعهما علي شيء واحد، وجب أن يكون المحكوم عليه في إحداهما غير المحكوم عليه في الأخري. فيتباين الطرفان الأصغر و الأكبر، وتكون النسبة بينهما نسبة السلب، فلذا تكون النتيجة في الشكل الثاني سالبة دائماً، تتبع أخس المقدمتين.

(الشرط الثاني) كلية الكبري، لأنه لو كانت جزئية مع الاختلاف في الكيف لم يعلم حال الأصغر و الأكبر متلاقيان ام متنافيان، لأن الكبري الجزئية مع الصغري الكلية إذا اختلفتا في الكيف لا تدلان إلا علي المنافاة بين الأصغر وبعض الأكبر المذكور في الكبري. و لا تدلان علي المنافاة بين الأصغر و البعض الآخر من الأكبر الذي لم يذكر، كما لا تدلان علي الملاقاة، فيحصل الاختلاف.

مثال ذلك:

كل مجتر ذو ظلف وبعض الحيوان ليس بذي ظلف

فإنه لا ينتج السلب: (بعض المجتر ليس بحيوان). و لو أبدلنا بالأكبر كلمة طائر، فإنه لا ينتج الإيجاب: (بعض المجتر طا

ضروبه:

بحسب الشرطين المذكورين في هذا الشكل تكون الضروب المنتجة منه أربعة فقط، لأن الشرط الاول تسقط به ثمانية، حاصل ضرب السالبتين من الصغري في السالبتين من الكبري فهذه أربعة، وحاصل ضرب

الموجتين في الموجبتين، فهذه أربعة أخري. و الشرط الثاني تسقط به أربعة و هي السالبتان في الصغري مع الموجبة الجزئية في الكبري، و الموجبتان في الصغري مع السالبة الجزئية في الكبري.

فالباقي أربعة ضروب منتجة، كلها يبرهن عليها بتوسط الشكل الاول كما ستري:

(الضرب الاول) من موجبة كلية وسالبة كلية، ينتج سالبة كلية

مثاله:

كل مجتر ذو ظلف

ولا شيء من الطائر بذي ظلف

… لا شيء من المجتر بطائر

ويبرهن عليه بعكس الكبري بالعكس المستوي، ثم ضم العكس إلي نفس الصغري، فيتألف من الضرب الثاني من الشكل الاول، وينتج نفس النتيجة المطلوبة، فيقال باستعمال الرموز:

المفروض كل ب م و لا ح م

المدعي أنه ينتج … لا ب ح

(البرهان): نعكس الكبري بالعكس المستوي إلي (لا م ج) ونضمها إلي الصغري فيحدث:

كل ب م.

و لا م ج (الضرب الثاني من الشكل الاول)

ينتج … لا ب ج (وهو المطلوب)

(الثاني) من سالبة كلية وموجبة كلية ينتج سالبة كلية

مثاله:

لا شيء من الممكنات بدائم

وكل حق دائم

… لا شيء من الممكنات بحق

يبرهن عليه بعكس الصغري، ثم يجعلها كبري وكبري الأصل صغري لها، ثم بعكس النتيجة، فيقال:

المفروض لا ب م. كل ج م

المدعي … لا ب ج

البرهان:

إذا صدقت لا ب م

صدقت لا م ب (العكس المستوي)

فنضم هذا العكس إلي كبري الأصل بجعله كبري لها فيكون:

كل ج م و لا م ب (الضرب الثاني من الاول)

… لا ج ب

وتنعكس إلي لا ب ج (وهو المطلوب)

(الثالث) من موجبة جزئية وسالبة كلية، ينتج سالبة جزئية.

مثاله: بعض المعدن ذهب

ولا شيء من الفضة بذهب

… بعض المعدن ليس بفضة

ويبرهن عليه بما برهن به علي الضرب الاول، فيقال:

المفروض ع ب م و لا ج م

المدعي … س ب ج

البرهان: إذا صدقت لا ج م (الكبري)

صدقت لا

م ج (العكس المستوي)

وبضمه إلي الصغري يحدث:

ع ب م و لا م ح (الضرب الرابع من الاول)

… س ب ج (وهو المطلوب)

(الرابع) من سالبة جزئية وموجبة كلية، ينتج سالبة جزئية.

مثاله: بعض الجسم ليس بمعدن

وكل ذهب معدن

… بعض الجسم ليس بذهب

ولا يبرهن عليه (بطريقة العكس) () التي ذكرناها في الضروب الثلاثة، لأن الصغري سالبة جزئية لا تنعكس. وعكس الكبري جزئية، لا يلتئم منها و من الصغري قياس، لأنه لا قياس من جزئيتين. فنفزع حينئذ للبرهان عليه إلي طريقة أخري تسمي (طريقة الخلف) ، فيقال:

المفروض س ب م. وكل ج م

المدعي … س ب ج

البرهان:

لو لم تصدق س ب ج

لصدق نقيضها كل ب ج (النتيجة)

فنجعل هذا النقيض صغري لكبري الأصل، فيتألف قياس من الضرب الاول من الشكل الاول:

كل ب ج. وكل ج م

… كل ب م

فيكذب نقيض هذه النتيجة س ب م

وهو عين الصغري المفروض صدقها

وهذا خلاف الفرض

فوجب صدق س ب ج (وهو المطلوب)

تمرين

برهن علي كل واحد من الضروب الثلاثة الاولي بطريقة الخلف التي برهّنا بها علي الضرب الراب

الشكل الثالث

وهو ما كان الاوسط فيه موضوعا في المقدمتين معا، فيكون الأكبر محمولا في الكبري و النتيجة معا، ولكن الأصغر يختلف وضعه فانه محمول في الصغري موضوع في النتيجة.

و من هنا كان هذا الشكل بعيدا عن مقتضي الطبع، وابعد من الشكل الثاني. لان الاختلاف كان في موضوع النتيجة الذي هو اقرب إلي الذهن. و كان الاختلاف في الثاني في محمولها. ولأجل ان الأكبر فيه متحد الوضع في الكبري و النتيجة كالشكل الاول كان اقرب من الرابع.

شروطه:

لهذا الشكل شرطان ايضا:

إيجاب الصغري، وكلية أحدي المقدمتين.

أما (الاول) فلانه لو كانت الصغري سالبة. فلا نعلم حال الأكبر المحمول علي الاوسط بالسلب او الإيجاب،

ايلاقي الأصغر الخارج عن الوسط او يفارقه.

لانه لو كانت الكبري موجبة فان الاوسط يباين الأصغر ويلاقي الأكبر. وشيء واحد قد يلاقي ويباين شيئين متلاقيين او شيئين متباينين، كالناطق يلاقي الحيوان ويباين الفرس وهما متلاقيان ويلاقي الحيوان ويباين الشجر وهما متباينان.

ولو كانت الكبري سالبة أيضاً، فان الاوسط يباين الأصغر و الأكبر معا. و الشيء الواحد قد يباين شيئين متلاقيين و قد يباين شيئين متباينين، كالذهب المباين للفرس و الحيوان وهما متلاقيان ويباين الشجر و الحيوان وهما متباينان. فإذا قيل:

أ. لا شيء من الناطق بفرس وكل ناطق حيوان

فانه لا ينتج السلب. و لو وضعنا مكان فرس (شجر) فانه لا ينتج الإيجاب.

ب. لا شيء من الذهب بفرس لاشيء من الذهب بحيوان

فانه لا ينتج السلب. و لو وضعنا مكان فرس (شجر) فانه لا ينتج الإيجاب.

واما (الثاني) و هو كلية إحدي المقدمتين، فلأنه قد تقدم في القاعدة الثالثة من القواعد العامة للقياس انه لا ينتج من جزئيتين. و ليس هنا ما يقتضي اعتبار كلية خصوص إحدي المقدمتي

ضروبه:

بحسب الشرطين المذكورين تكون الضروب المنتجة من هذا الشكل ستة فقط. لان الشرط الاول تسقط به ثمانية ضروب كالشكل الأول. و الشرط الثاني يسقط به ضربان: الجزئيتان الموجبتان، و الجزئية الموجبة مع الجزئية السالبة، فالباقي ستة يحتاج كل منها إلي برهان. ونتائجها جميعا جزئية. (الضرب الأول) من موجبتين كليتين، ينتج موجبة جزئية.

مثاله: كل ذهب معدن

وكل ذهب غالي الثمن

بعض المعدن غالي الثمن

ويبرهن عليه بعكس الصغري، ثم ضمها إلي كبري الأصل، فيكون من ثالث الشكل الاول، لينتج المطلوب.

المفروض كل م ب وكل م ح

المدعي ع ب ح

البرهان:

إذا صدقت كل م ب

صدقت ع ب م (العكس المستوي)

فنضم العكس إلي كبري الأصل ليكون

ع ب م وكل م ح

(ثالث الاول)

ع ب ح (المطلوب)

ولا ينتج كلية لجواز أن يكون ب اعم من ح و لو من وجه، كالمثال.

(الثاني) من كليتين و الكبري سالبة، ينتج سالبة جزئية.

مثاله:

كل ذهب معدن

ولا شيء من الذهب بفضة

… بعض المعدن ليس بفضة

ويبرهن عليه بعكس الصغري كالاول، فنقول:

المفروض كل م ب و لا م ح

المدعي … س ب ح

البرهان: نعكس الصغري فتكون (ع ب م) فنضمها إلي الكبري فيحدث:

ع ب م و لا م ح (رابع الاول)

… س ب ح (المطلوب)

(الثالث) من موجبتين و الصغري جزئية، ينتج موجبة جزئية.

مثاله:

بعض الطائر ابيض

وكل طائر حيوان

… بعض الأبيض حيوان

البرهان: بعكس الصغري كالاول، فنقول:

المفروض ع م ب وكل م ح

المدعي … ع ب ح

البرهان: نعكس الصغري إلي (ع ب م) ، ونضمها إلي الكبري فيحدث:

ع ب م وكل م ح (ثالث الاول)

ع ب ح (المطلوب)

(الرابع) من موجبتين و الكبري جزئية ينتج موجبة جزئية

مثاله:

كل طائر حيوان

بعض الطائر ابيض

بعض الحيوان ابيض

ويبرهن عليه بعكس الكبري، ثم جعلها صغري وصغري الأصل كبري لها، ثم بعكس النتيجة، فنقول:

المفروض كل م ب وع م ح

المدعي … ع ب ح

البرهان: نعكس الكبري إلي (ع ح م) ونجعلها صغري لصغري الأصل فيحدث:

ع ح م كل م ب (ثالث الاول)

ع ح ب

وينعكس بالعكس المستوي إلي ع ب ح (المطلوب)

(الخامس) من موجبة كلية وسالبة جزئية، ينتج سالبة جزئية

مثاله:

كل حيوان حساس

وبعض الحيوان ليس بانسان

… بعض الحساس ليس بانسان

ولا يبرهن عليه بطريق العكس، لان السالبة الجزئية لا تنعكس؛ و الموجبة الكلية تنعكس إلي جزئية و لا قياس بين جزئيتين. فلذلك يبرهن عليه بالخلف؛

فنقول:

المفروض كل م ب و س م ح

المدعي س ب ح

البرهان: لو لم تصدق س ب ح

لصدق نقيضها كل ب ح

نجعله كبري لصغري الأصل فيحدث:

كل

م ب وكل ب ح (الاول من الاول)

كل م ح

س م ح و هو عين الكبري الصادقة

فيكذب نقيضها

(هذا خلف) فيجب ان يصدق س ب ح (المطلوب)

(السادس) من موجبة جزئية وسالبة كلية، ينتج سالبة جزئية

مثاله:

بعض الذهب معدن

ولا شيء من الذهب بحديد

… بعض المعدن ليس بحديد

ويبرهن عليه بعكس الصغري، ثم ضمه إلي كبري الأصل ليكون من رابع الشكل الاول، لينتج المطلوب.

المفروض ع م ب و لا م ح

المدعي … س ب ح

البرهان: نعكس الصغري إلي (ع ب م) ، فنضمه إلي الكبري ليحدث:

ع ب م و لا م ح (رابع الاول)

… س ب ح (المطلوب)

تنبيهات

طريقة الخلف:

1. أن كلا من ضروب الشكل الثالث يمكن إقامة البرهان عليه بطريقة الخلف. كضروب الثاني.

و (الخلف): استدلال غير مباشر يبرهن به علي كذب نقيض المطلوب. ليستدل به علي صدق المطلوب.

و هو في الأشكال خاصة يؤخذ نقيض النتيجة المطلوب إثباتها. فيقال لو لم تصدق لصدق نقيضها. وإذ فرض صدق النقيض يضم إلي إحدي المقدمتين المفروض صدقها. ليتألف من النقيض و هذه المقدمة ضرب من ضروب الشكل الاول. فينتج ما يناقض المقدمة الأخري الصادقة بالفرض. هذا خلف. فلا بد أن تكذب هذه النتيجة. وكذبها لا بد أن ينشا من كذب نقيض المطلوب. فيثبت صدق المطلوب. و قد تقدمت امثلته.

وعلي الطالب أن يجري استعماله في جميع الضروب شحذا لذهنه. وليلاحظ أية مقدمة يجب أن يختارها من القياس المفروض. ليلتئم من النقيض و من المقدمة الضرب المنتج

دليل الافتراض:

2. و قد يستدل بدليل (الافتراض) علي إنتاج بعض الضروب الذي تكون إحدي مقدمتيه جزئية من هذا الشكل او من الثاني. و لا بأس بشرحه تنويراً لأفكار الطلاب. و إن كانوا في غني عنه بدليل العكس و الخلف.

و له مراحل ثلاث:

الاولي (الفرض) ، و هو أن نفرض اسماً خاصاً للبعض الذي هو مورد الحكم في القضية الجزئية، فنفرضه حرف (د). لأن في قولنا مثلاً: (بعض الحيوان ليس بإنسان) لا بد أن يقصد في البعض شيء معين يصح سلب الإنسان عنه. مثل فرس وقرد وطائر ونحوها. فنصطلح علي هذا الشيء المعين ونسميه (د) ، ففي مثل القضية: (بعض م ب) يكون (د) عبارة أخري عن قولنا (بعض م).

الثانية (استخراج قضيتين صادقتين بعد الفرض) ، فانه بعد الفرض المذكور نستطيع ان نحصل علي قضيتين صادقتين قطعا:

1. قضية موجبة كلية، موضوعها الاسم المفروض (د) ومحمولها موضوع القضية الجزئية، ففي المثال المتقدم تكون (كل د م) صادقة، لان (د) بعض م حسب الفرض، و الاعم يحمل علي جميع افراد الاخص قطعا.

2. قضية كلية: موجبة او سالبة تبعا لكيف الجزئية، موضوعها الاسم المفروض (د) ، ومحمولها محمول الجزئية، ففي المثال تكون (كل د ب) صادقة، لان (د) هو البعض الذي هو كله (ب). و إذا كانت الجزئية سالبة مثل (س م ب) تكون (لا د ب) صادقة، لان (د) هو البعض المسلوب عنه (ب).

الثالثة (تأليف الاقترانات المنتجة للمطلوب) ، لانا بعد استخراج تلك القضيتين تزيد ثروة معلوماتنا، فنستعملها في تاليف اقترانات نافعة منهما و من المقدمتين للقياس المفروض صدقهما، لاستخراج النتيجة المطلوب اثبات صدقها.

ولنجرب هذا الدليل بعد ان فهمنا مراحله، في الاستدلال علي الضرب الخامس من الشكل الثالث، فنقول:

المفروض كل م ب و س م ح (الخامس من الثالث)

المدعي … س ب ح

البرهان: بالافتراض

نفرض بعض م (في السالبة الجزئية س م ح) الذي هو ليس ح، انه (د) ، فنستخرج القضيتين الصادقتين:

1. كل د م

2. لا د

ح

ثم ناخذ القضية. رقم (1)

ونجعلها صغري لصغري الاصل، فيحدث:

كل د م و كل م ب (اول الشكل الاول)

… كل د ب

ثم هذه النتيجة نجعلها صغري للقضية رقم (2) ، فيحدث:

كل د ب و لا د ح (ثاني الشكل الثالث)

… س ب ح (وهو المطلوب)

ولنجربه ثانيا في الاستدلال علي الضرب الرابع من الشكل الثاني، فنقول:

المفروض س ب م و كل ح م

المدعي … س ب ح

البرهان: بالافتراض.

نفرض (بعض ب) الذي هو ليس م انه (د) و ذلك في السالبة الجزئية (س ب م) ، فنستخرج القضيتين الصادقتين:

(1) كل د ب

(2) لا د م

ثم ناخذ القضية رقم (2) ونجعلها صغري لكبري الاصل، فيحدث:

لا د م و كل ح م (ثاني الشكل الثاني)

… لا د ح

ثم نعكس القضية رقم (1) الي: ع ب د

ونضم هذا العكس الي النتيجة الاخيرة ونجعله صغري فيحدث:

ع ب د و لا د ح (رابع الشكل الاول)

… س ب ح (وهو المطلوب)

فرايت انا استعملنا في الاثناء العكس المستوي للقضية رقم (1) ، لانه لولاه لما استطعنا ان نؤلف قياسا الا من الشكل الثالث الذي هو متاخر عن الثاني.

و كذلك نستعمل هذا العكس في دليل الافتراض علي الضرب الثالث من الثاني.

وعلي الطالب ان يستعمل دليل الافتراض في غير ما ذكرنا من الضروب التي تكون احدي مقدماتها جزئية، لزيادة التمرين

الرد:

3 و من البراهين علي انتاج الاشكال الثلاثة عدا الاول (الرد) ، و هو تحويل الشكل الي الشكل الاول: اما بتبديل المقدمتين في الشكل الرابع، و اما بتحويل احدي المقدمتين الي عكسها المستوي، ففي الشكل الثاني تعكس الكبري في بعض ضروبه القابلة للعكس، و في الثالث تعكس الصغري في بعض ضروبه القابلة للعكس، كما سبق … و

في بعض ضروبهما قد نحتاج الي استعمال نقض المحمول او عكس النقيض اذا لم نتمكن من العكس المستوي، حتي نتوصل الي الشكل الاول المنتج نفس النتيجة المطلوبة.

وعلي الطالب ان يطبق ذلك بدقة علي جميع ضروب الشكلين لغرض التمرين.

الشكل الرابع

وهو ما كان الاوسط فيه موضوعا في الصغري محمولا في الكبري عكس الاول، فيكون وضع الاصغر و الاكبر في النتيجة يخالف وضعهما في المقدمتين.

و من هنا كان هذا الشكل ابعد الجميع عن مقتضي الطبع غامض الانتاج عن الذهن.

ولذا تركه جماعة من علماء المنطق في مؤلفاتهم واكتفوا بالثلاثة الاول

شروطه:

يشترط في إنتاج هذا الشكل الشروط الثلاثة العامة في كل شكل التي تقدم ذكرها في القواعد العامة.

وهي: ألا يتألف من سالبتين، و لا من جزئيتين، و لا من سالبة صغري وجزئية كبري. ويشترط أيضا فيه شرطان خاصان به:

1. ألا تكون إحدي مقدماته سالبة جزئية.

2. كلية الصغري إذا كانت المقدمتان موجبتين، فلو ان الصغري كانت موجبة جزئية، لما جاز أن تكون الكبري موجبة، بل يجب ان تكون سالبة كلية.

ضروبه:

بحسب الشروط الخمسة تكون الضروب المنتجة منه خمسة فقط: لانه بالشرط الاول تسقط اربعة حاصل ضرب السالبتين في السالبتين. وبالثاني تسقط ثلاثة: الجزئيتان سواء كانتا موجبتين او مختلفتين بالايجاب و السلب. وبالثالث يسقط واحد:

السالبة الكلية مع الموجبة الجزئية. وبالرابع ضربان: السالبة الجزئية صغري او كبري مع الموجبة الكلية. وبالخامس ضرب واحد:

الموجبة الجزئية الصغري مع الموجبة الكلية الكبري.

فالباقي خمسة ضروب نقيم عليها البرهان:

(الضرب الاول) من موجبتين كليتين، ينتج موجبة جزئية

مثاله:

كل إنسان حيوان

وكل ناطق إنسان

… بعض الحيوان ناطق

ويبرهن عليه بالرد، بتبديل المقدمتين احداهما في مكان الأخري، فيرتد إلي الشكل الاول، ثم نعكس النتيجة ليحصل المطلوب، فيقال.

المفروض كل م ب و كل ح م

… ع ب

ح

البرهان: بالرد بتبديل المقدمتين فيحدث:

كل ح م كل م ب (الاول من الاول)

… كل ح ب

وينعكس إلي ع ب ح (وهو المطلوب)

وإنما لا ينتج هذا الضرب كلية لجواز ان يكون الأصغر اعم من الأكبر، كالمثال.

(الثاني) من موجبة كلية وموجبة جزئية، ينتج موجبة جزئية

مثاله: كل انسان حيوان

وبعض الولود انسان

… بعض الحيوان ولود

ويبرهن عليه بالرد بتبديل المقدمتين ثم بعكس النتيجة، و لا ينتج كليا لجواز عموم الاصغر.

(الثالث) من سالبة كلية وموجبة كلية، ينتج سالبة كلية

مثاله:

لا شيء من الممكن بدائم

وكل محل للحوادث ممكن

… لا شيء من الدائم بمحل للحوادث.

ويبرهن عليه ايضا بالرد بتبديل المقدمتين، ثم بعكس النتيجة.

(الرابع) من موجبة كلية وسالبة كلية، ينتج سالبة جزئية

مثاله:

كل سائل يتبخر

ولا شيء من الحديد بسائل

… بعض ما يتبخر ليس بحديد

ولا يمكن البرهان عليه بالرد بتبديل المقدمتين، لان الشكل الاول لا ينتج من صغري سالبة. ولكن يبرهن بعكس المقدمتين، وتاليف قياس الشكل الاول من العكسين. لينتج المطلوب، فيقال:

المفروض كل م ب و لا ح م

المدعي … س ب ح

البرهان: نعكس المقدمتين الي:

ع ب م لا م ح (رابع الاول)

… س ب ح (وهو المطلوب)

الخامس من موجبة جزئية وسالبة كلية. ينتج سالبة جزئية

مثاله:

بعض السائل يتبخر

لا شيء من الحديد بسائل

… بعض ما يتبخر ليس بحديد

وهذا ايضا لا يبرهن عليه بتبديل المقدمتين، لعين السبب، ويمكن ان يبرهن عليه بعكس المقدمتين كالسابق، بلا فر

تمرينات

1. برهن علي الضرب الثاني ثم الخامس من الشكل الرابع بدليل الافتراض.

2. برهن علي الضرب الثالث ثم الرابع من الشكل الرابع بدليل الخلف.

3. برهن علي الضرب الرابع من الشكل الثاني بطريقة (الرد) ، ولكن باخذ منقوضة محمول كل من المقدمتين ثم اخذ العكس المستوي لمنقوضة الكبري، لينتج المطلوب.

4. برهن علي الضرب الخامس من

الشكل الثالث بطريقة (الرد). ولكن باخذ منقوضة محمول كل من المقدمتين ثم اخذ العكس المستوي لمنقوضة الكبري لتاليف قياس من الشكل الاول، ثم عكس نتيجة هذا القياس لعكس النقيض الموافق، ليحصل المطلوب.

5. برهن علي الضرب الاول ثم الثاني من الشكل الثاني بطريقة (الرد) ولكن باخذ منقوضة محمول كل من المقدمتين: وعليك الباقي من البرهان فانك ستحتاج الي استخدام العكس المستوي في كل من الضربين لتصل الي المطلوب، ويتبع ذلك حسن التفاتك ومهارتك في موقع استعماله.

6. جرب ان تبرهن علي الضرب الثالث من الشكل الثاني بطريقة الرد باخذ منقوضة المحمول لكل من المقدمتين. و إذا لم تتمكن من الوصول الي النتيجة فبين السر في ذلك.

7. برهن علي ضربين من ضروب الثالث بطريقة الخلف واختر منها ما شئت.

(يحسن بالطالب ان يضع بين يديه امثلة واقعية للضروب التي يبرهن عليها في جميع هذه التمرينات، ليتضح له الامر بالمثال اكثر)

الاقتراني الشرطي

تعريفه وحدوده:

تقدم معني القياس الاقتراني الحملي وحدوده. و لا يختلف عنه الاقتراني الشرطي الا من جهة اشتماله علي القضية الشرطية: اما بكلا مقدمتيه او مقدمة واحدة، فلذلك تكون حدوده نفس حدود الحملي من جهة اشتماله علي الاوسط و الاصغر و الاكبر، غاية الامر ان الحد قد يكون المقدم او التالي من الشرطية، كما انه قد يكون الاوسط خاصة جزأ من المقدم او التالي، وسيجئ.

فإذن يصح ان نعرفه بانه: (الاقتراني الذي كان بعض مقدماته او كلها من القضايا الشرطية)

اقسامه:

للاقتراني الشرطي تقسيمات:

1. (تقسيمه من جهة مقدماته): فقد يتألف من متصلتين، او منفصلتين، او مختلفتين بالاتصال و الانفصال، او من حملية ومتصلة، او من حملية ومنفصلة. فهذه أقسام خمسة.

2. (تقسيمه باعتبار الحد الاوسط جزءا تاما او غير تام): فانه لما كانت الشرطية

مؤلفة تأليفاً ثانياً، أي أنها مؤلفة من قضيتين بالأصل، وكل منهما مؤلفة من طرفين. فلاشتراك بين قضيتين شرطيتين تارة في جزء تام أي في جميع المقدم او التالي في كل منهما، وأخري في جزء غير تام أي في بعض المقدم او التالي في كل منهما. وثالثة في جزء تام من مقدمة وجزء غير تام من اخري. فهذه ثلاثة اقسام:

(الاول) ما اشتركت فيه المقدمتان في جزء تام منهما، نحو:

كلما كان الانسان عاقلا قنع بما يكفيه.

وكلما قنع بما يكفيه استغني.

كلما كان الانسان عاقلا استغني.

(الثاني) ما اشتركت فيه المقدمتان في جزء غير تام منهما، نحو:

إذا كان القرآن معجزة، فالقرآن خالد.

وإذا كان الخلود معناه البقاء فالخالد لا يتبدل.

… اذا كان القرآن معجزة، فاذا كان الخلود معناه البقاء، فالقرآن لا يتبدل.

فلاحظ بدقة أن التالي من الصغري (فالقرآن خالد) و التالي من الكبري (فالخالد لا يتبدل) ، يتألف منهما قياس اقتراني حملي من الشكل الاول، ينتج (القرآن لا يتبدل).

فنجعل هذه النتيجة تاليا لشرطية مقدمها مقدم الكبري، ثم نجعل هذه الشرطية تاليا لشرطية مقدمها مقدم الصغري. وتكون هذه الشرطية الاخيرة هي (النتيجة) المطلوبة.

وهذه هي طريقة اخذ النتيجة من هذا القسم إذا تالف من متصلتين. ونحن نكتفي بهذا المقدار من بيان هذا القسم. و لا نذكر اقسامه و لا شروطه لطول الكلام عليها ولمخالفته للطبع الجاري.

(الثالث) ما اشتركت فيه المقدمتان في جزء تام من احداهما غير تام من الاخري. وانما نتصور هذا القسم في المؤلف من الحملية و الشرطيةوسياتي شرحه وشرح شروطه. أما في الشرطيات المحضة فلا بد ان نفرض احدي الشرطيتين بسيطة و الاخري مركبة من حملية وشرطية بالاصل، ليكون الحد المشترك جزءا تاما من الاولي و غير تام من الثانية، نحو:

اذا

كانت النبوة من الله فاذا كان محمد نبيا فلا يترك امته سدي.

واذا لم يترك امته سدي وجب ان ينصب هاديا.

… اذا كانت النبوة من الله، فاذا كان محمدا نبيا وجب ان ينصب هاديا.

فلاحظ: ان تالي الصغري مع الكبري يتألف منهما قياس شرطي من القسم الاول، و هو ما اشتركت فيه المقدمتان بجزء تام، فينتج علي نحو الشكل الاول: (اذا كان محمد نبيا وجب ان ينصب هاديا) ، ثم نجعل هذه النتيجة تاليا لشرطية مقدمها مقدم الصغري، فتكون هذه الشرطية الجديدة هي النتيجة المطلوبة.

وهذه هي طريقة اخذ النتيجة من هذا القسم الثالث اذا تألف من متصلتين.

ونكتفي بهذا البيان عن هذا القسم في الشرطيات المحضة، للسبب المتقدم في القسم الثاني.

???

يبقي الكلام عن القسم الاول و هو ما اشتركت فيه المقدمتان بجزء تام منهما، و عن القسم الثالث في المؤلف من حملية وشرطية. و لما كانت هذه الاقسام موافقة للطبع الجاري، نحن نتوسع في البحث عنها الي حد ما، فنقول: ينقسم كما تقدم الاقتراني الشرطي الي خمسة اقسام من جهة كون المقدمتين من المتصلات او المنفصلات او المختلفات، فنجعل البحث متسلسلا حسب هذه الا

1. المؤلف من المتصلات

هذا النوع اذا اشتركت مقدمتاه بجزء تام منهما يلحق بالاقتراني الحملي حذو القذة بالقذة: من جهة تأليفه للاشكال الاربعة، و من جهة شروطها في الكم و الكيف، و من جهة النتائج، وبيانها بالعكس و الخلف و الافتراض.

فلا حاجة الي التفصيل و التكرار. وانما علي الطالب ان يغير الحملية بالشرطية المتصلة. نعم يشترط ان يتألف من لزوميتين. و هذا شرط عام لجميع اقسام الاقترانات الشرطية المتصلة، لان الاتفاقيات لا حكم لها في الانتاج، نظرا الي أن العلاقة بين حدودها ليست ذاتية، وانما يتألف

منها صورة قياس غير حقيق

2. المؤلف من المنفصلا

تمهيد:

المنفصلة انما تدل علي العناد بين طرفيها في الصدق و الكذب، فاذا اقترنت بمنفصلة اخري تشترك معها في جزء تام او غير تام، فقد لا يظهر الارتباط بين الطرفين علي وجه نستطيع ان نحصل علي نتيجة ثابتة، لان عناد شيء لامرين لا يستلزم العناد بينهما انفسهما و لا يستلزم عدمه. و هذا نظير ما قلناه في السالبتين في القاعدة الثانية من القواعد العامة من ان مبانية شيء لامرين لا يستلزم تباينهما و لا عدمه، فإذن لا انتاج بين منفصلتين، فلا قياس مؤلف من المنفصلات.

وهذا صحيح الي حد ما اذا اردنا ان نجمد علي المنفصلتين علي حالهما، ولكن المنفصلة تستلزم متصلة، فيمكن تحويلها اليها، فاذا حولنا المنفصلتين معا تالف القياس من متصلتين ينتج متصلة. و إذا اردنا ان نصر علي جعل النتيجة منفصلة، فان المتصلة ايضا يمكن تحويلها الي منفصلة لازمة لها، فنحصل علي نتيجة منفصلة كما نريد.

وعليه لا بد لنا اولا من معرفة تحويل المنفصلة الي متصلة لازمة لها وبالعكس، قبل البحث عن هذا النوع من القياس، فنق

تحويل المنفصلة الموجبة الي متصلة:

قد بينا في محله ان اقسام المنفصلة ثلاثة:

1. (الحقيقية) و هي تستلزم اربع متصلات موافقة لها في الكم و الكيف فيجوز تحويلها الي كل واحد منها، فمنها متصلتان مقدم كل واحدة منهما عين احد الطرفين و التالي نقيض الاخر. لان الحقيقة لما دلت علي استحالة الجمع بين طرفيها، فاذا تحقق احدهما فانه يستلزم انتفاء الاخر. ومنها متصلتان مقدم كل واحدة منهما نقيض احد الطرفين و التالي عين الاخر، لان الحقيقة ايضا تدل علي استحالة الخلو من طرفيها فاذا ارتفع احدهما فهو يستلزم تحقق الاخر، فاذا صدق قولنا:

العدد

اما زوج أو فرد (قضية حقيقية)

صدقت المتصلات الاربع:

1. اذا كان العدد زوجا فهو ليس بفرد.

2. اذا كان العدد فردا فهو ليس بزوج.

3. اذا لم يكن العدد زوجا فهو فرد.

4. اذا لم يكن العدد فردا فهو زوج.

2. (مانعة الجمع) و هي تستلزم المتصلتين الاوليتين اللتين مقدم كل واحدة منهما عين احد الطرفين و التالي نقيض الاخر، لانها كالحقيقة في دلالتها علي استحالة الجمع، و لا تدل علي استحالة الخلو، فاذا صدق:

الشيء اما شجر او حجر (مانعة جمع)

صدقت المتصلتان:

1. اذا كان الشيء شجرا فهو ليس بحجر.

2. اذا كان الشيء حجرا فهو ليس بشجر.

ولا تصدق المتصلتان:

3. اذا لم يكن الشيء شجرا فهو حجر

4. اذا لم يكن الشيء حجرا فهو شجر

3 (مانعة الخلو) و هي تستلزم المتصلتين الاخيرتين فقط اللتين مقدم كل واحدة منهما نقيض احد الطرفين و التالي عين الاخر، لانها كالحقيقية في دلالتها علي استحالة الخلو، و لا تدل علي استحالة الجمع، فاذا صدق:

زيد اما في الماء او لا يغرق (مانعة خلو)

صدقت المتصلتان:

3. اذا لم يكن زيد في الماء فهو لا يغرق

4. اذا غرق زيد فهو في الماء

ولا تصدق المتصلتان الاوليان:

1. اذا كان زيد في الماء فهو يغرق

2. اذا غرق زيد فهو ليس في الماء

تحويل المنفصلة السالبة الي متصلة

اما المنفصلة السالبة كلية أو جزئية فانها تحول الي متصلة سالبة جزئية: الحقيقية الي أربع علي نحو الموجبة، وكل من مانعتي الجمع و الخلو الي اثنين علي نحو الموجبة أيضاً، فاذا قلنا علي نحو الحقيقية:

ليس البتة اما أن يكون الاسم معرباً او مرفوعاً

فانه تصدق المتصلات الاربع الآتية:

1. قد لا يكون اذا كان الاسم معربا فهو ليس بمرفوع

2. قد لا يكون اذا كان الاسم مرفوعا فهو ليس بمعرب

3. قد لا

يكون اذا لم يكن الاسم معربا فهو مرفوع

4. قد لا يكون اذا لم يكن الاسم مرفوعا فهو معرب

ولا تصدق بعض هذه المتصلات كليا في هذا المثال، فلو جعلنا المتصلة رقم (ا) مثلا كلية هكذا:

ليس ألبتة اذا كان الاسم معربا فهو ليس بمرفوع

فانها كاذبة، لصدق نقيضها وهو:

قد يكون اذا كان الاسم معربا فهو ليس بمرفوع

وهكذا تحول مانعة الجمع و الخلو السالبتان. و علي الطالب ان يضع امثلة لهما.

تحويل المتصلة الي منفصلة

والمتصلة اللزومية الموجبة تستلزم مانعة الجمع ومانعة الخلو، المتفقتين معها في الكم و الكيف، فيجوز تحويلها اليهما.

الاولي (مانعة الجمع) تتالف من عين المقدم ونقيض التالي، لان المقدم لما كان يستلزم التالي فهو لا يجتمع مع نقيضه قطعا، والا لاجتمع النقيضان أي التالي ونقيضه، فاذا صدق:

كلما غرق زيد فهو في الماء

صدقت

دائما اما زيد قد غرق او ليس في الماء (مانعة جمع)

الثانية (مانعة الخلو) تتالف من نقيض المقدم وعين التالي، بعكس الاولي، لان المقدم لما كان لا يجتمع مع نقيض التالي، فلا يخلو الامر من نقيض المقدم وعين التالي، والا لو خلا منهما بان يرتفعا معا (وارتفاع نقيض المقدم بالمقدم وارتفاع التالي بنقيضه) فمعناه انه جاز اجتماع المقدم ونقيض التالي. و هذا خلف. ففي المثال المتقدم لا بد ان تصدق:

دائما اما زيد لم يغرق او في الماء (مانعة خلو)

والسالبة تحمل علي الموجبة في تحويلها الي مانعة الجمع، ومانعة الخلو المتفقتين معها في الكم و الكيف.

التأليف من المنفصلات وشروطه

بعد هذا التمهيد المتقدم نشرع في موضوع البحث، فنقول: لما كان المقدم و التالي في المنفصلة لا امتياز بينهما، فكذلك لا يكون بين المنفصلتين المؤلفتين امتياز بالطبع، فايهما جعلتها الصغري صح لك، فلا تتألف من هذا النوع الاشكال الأربعة.

ولكن لما كانت

المنفصلتان يحولان إلي متصلتين. فينبغي ان تراعي صورة التأليف بين المتصلتين، و علي أي شكل تكون الصورة، و لا بد من مراعاة شروط ذلك الشكل الحادث، ولذا قد يضطر إلي جعل إحدي المقدمتين بالخصوص صغري، ليأتلف شكل متوفرة فيه الشروط.

اما شروط هذا النوع فللمنطقيين فيها كلام واختلاف كثير. و الظاهر ان الاختلاف ناشئ من عدم مراعاة وجوب تحويل المنفصلة الي متصلة، فيلاحظ اخذ النتيجة من المنفصلتين رأساً، فذكر بعضهم أو أكثرهم ان من جملة الشروط ايجاب المقدمتين معا والا يكونا مانعتي جمع و لا حقيقيتين. ولكن لو حولنا المنفصلتين الي متصلتين فانا نجدهما ينتجان و لو كانت احداهما سالبة او كلاهما مانعتي جمع او حقيقيتين. غير انه يجب ان تؤلف المتصلتان علي صورة قياس من احد الاشكال الاربعة حاويا علي شروط ذلك القياس، كما قدمنا فمثلا لو كانت المقدمتان مانعتي جمع وجب تحويلهما الي متصلتين يؤلفان قياسا من الشكل الثالث. كما سياتي مثاله.

اما لو تالفا علي غير هذا الشكل فانهما لا ينتجان لعدم توفر شروط ذلك الشكل.

وعليه فنستطيع ان نقول: لهذا النوع شرط واحد عام، و هو ان يصح تحويل المنفصلتين الي متصلتين يؤلفان قياسا من احد الاشكال الاربعة حاويا علي شروط ذلك الشكل. و علي الطالب ان يبذل جهده لاستخراج جميع المتصلات اللازمة للمقدمتين، ثم يقارن بعضها ببعض ليحصل علي صورة القياس المنتج لمطلوب

طريقة اخذ النتيجة:

مما تقدم كله نعرف الطريقة التي يلزم اتباعها لاستخراج النتيجة في هذا النوع. ونحن حسب الفرض انما نبحث عن خصوص القسم الأول منه، و هو ما اشتركت فيه المقدمتان بجزء تام منهما. فعلينا أن نتبع ما يأتي:

1. نحول كلا من المنفصلتين الي جميع المتصلات التي يمكن ان تحول اليها.

وقد

تقدم ان الحقيقية تحول الي اربع متصلات وكلا من مانعتي الجمع و الخلو الي اثنتين.

2. نقارن بين المتصلات المحولة من احدي المقدمتين وبين المتصلات المحولة من الاخري، فنختار الصورة التي يتكرر فيها حد اوسط وتكون علي شكل تتوفر فيه شروطه. و علي الاكثر تكون الصورة المنتجة أكثر من واحدة. ويكفينا ان نختار واحدة منها تنتج المطلوب.

3. ناخذ النتيجة متصلة، ونحولها اذا شئنا الي منفصلة لازمة لها اما مانعة جمع او مانعة خلو.

فمثلا لو كان القياس مؤلفا من حقيقتين، نحول الاولي الي أربع متصلات و الثانية الي اربع أيضاً، فيحدث من مقارنة الاربع بالاربع ست عشرة صورة. و عند فحصها نجد ثماني منها لا يتكرر فيها حد اوسط فلا يتألف منها قياس. و الثماني الباقية ينتج بعضها الملازمة بين عيني الطرفين في الحقيقيتين، وبعضها الآخر الملازمة بين نقيضيهما، و ذلك بمختلف الاشكال، وينبغي ان يختار الطالب منها ما هو أمس بمطلوبه.

ولاجل التمرين نختبر بعض الامثلة:

لو أن حاكما جيء له بمتهم في قتل، و علي ثوبه بقعة حمراء، ادعي المتهم انها حبر، فاول شيء يصنعه الحاكم، لأجل التوصل إلي إبطال دعوي المتهم او تأييده، أن يقول:

هذه البقعة اما دم او حبر (مانعة جمع)

وهي اما دم او لا تزول بالغسل (مانعة خلو)

فتحول مانعة الجمع الي المتصلتين:

1. كلما كانت البقعة دما فهي ليست بحبر.

2. كلما كانت حبرا فهي ليست بدم.

وتحول مانعة الخلو الي المتصلتين:

3. كلما لم تكن البقعة دما فلا تزول بالغسل.

4. كلما زالت البقعة بالغسل فهي دم.

وبمقارنة المتصلتين رقم 1، 2 بالمتصلتين رقم 3، 4 تحدث اربع صور: اثنتان منها لا يتكرر فيهما حد اوسط، وهما المؤلفتان من رقم 1، 3 و من رقم 2، 4.

اما المؤلفة من

رقم 1، 4 فهي من الشكل الاول اذا جعلنا رقم 4 صغري، فينتج ما ياتي:

كلما كانت البقعة تزول بالغسل فليست بحبر.

ويمكن تحويل هذه النتيجة (المتصلة) الي المنفصلتين:

اما ان تزول البقعة بالغسل و اما ان تكون حبرا (مانعة جمع) و اما ألا تزول بالغسل او ليست بحبر (مانعة خلو)

واما المؤلفة من رقم 2، 3 فهي من الشكل الاول أيضا ينتج ما يلي: كلما كانت البقعة حبرا فلا تزول بالغسل

ويمكن تحويل هذه النتيجة الي المنفصلتين:

اما ان تكون البقعة حبرا و اما ان تزول بالغسل (مانعة جمع)

واما الا تكون حبرا او لا تزول بالغسل (مانعة خلو)

ولاحظ ان هاتين المنفصلتين عين المنفصلتين للنتيجة الاولي. و ليس الفرق الا بتبديل الطرفين التالي و المقدم. و ليس هذا ما يوجب الفرق في المنفصلة اذ لا تقدم طبعي بين جزءيها كما تقدم مر

3. المؤلف من المتصلة و المنفصلة

اصنافه:

وهذا النوع أيضا ينقسم إلي الأقسام الثلاثة، ونحن حسب الفرض إنما نبحث عن القسم الأول منه و هو المشترك في جزء تام من المقدمتين.

وأصناف هذا القسم أربعة، لأن المتصلة إما صغري أو كبري، و علي التقديرين إما أن يكون الحد المشترك مقدمها أو تاليها، فهذه أربعة. أما المنفصلة فلا فرق فيها بين أن يكون الحد المشترك مقدمها أو تاليها، إذ لا امتياز بالطبع بين جزءيها.

شروطه وطريقة اخذ النتيجة:

لا يلتئم الإنتاج من المتصلة و المنفصلة إلاّ برد المنفصلة إلي متصلة. فيتألف القياس حينئذ من متصلتين. فيرجع إلي النوع الأول و هو المؤلف من متصلتين في شروطه وانتاجه، فإن أمكن بإرجاع المنفصلة إلي المتصلة تاليف قياس منتج من أحد الأشكال الأربعة حاوياً علي الشروط فذاك، وإلاّ كان عقيماً.

وبعضهم اشترط فيه إلاّ تكون المنفصلة سالبة، و هذا الشرط

صحيح إلي حد ما لأن المنفصلة السالبة إنما تحوّل إلي متصلة سالبة حزئية و السالبة الجزئية ليس لها موقع في الإنتاج في جميع الأشكال إلا في الضرب الخامس من الشكل الثالث، المؤلف من موجبة كلية وسالبة جزئية و الضرب الرابع من الشكل الثاني المؤلف من سالبة جزئية وموجبة كلية. وهذان الضربان نادران.

وعليه فالمنفصلة السالبة إذا أمكن بتحويلها إلي متصلة سالبة جزئية أن تؤلف مع المتصلة المذكورة في الأصل أحد الضربين المذكورين، فإن القياس يكون منتجاً، فليس هذا الشرط صحيحاً علي إطلاقه. مثلاً إذا قلنا:

ليس البتة إما أن يكون هذا إنساناً أو فرساً (مانعة خلو)

وكلما كان هذا إنساناً كان حيواناً

فإنهما لا ينتجان، لأنه اذا حولنا المنفصلة إلي متصلة لا تؤلف مع المتصلة المفروضة شكلاً منتجاً، إذ أن هذه المنفصلة مانعة الخلو تحوّل إلي المتصلتين:

(1) قد لا يكون اذا لم يكن هذا إنساناً فهو فرس.

(2) قد لا يكون إذا لم يكن هذا فرساً فهو انسان.

فلو قرنا المتصلة رقم (1) بالمتصلة الأصلية لا يتكرر فيهما حد أوسط، و لو قرنا المتصلة (2) بالأصلية كان من الشكل الأول أو الرابع، و لا ينتج السالبة الجزئية فيهولو أردنا أن نبدل من المتصلة الأصلية قولنا:

كلما كان هذا ناطقاً كان انساناً.

فإنها تؤلف مع المتصلة رقم (2) الضرب الرابع من الشكل الثاني، فينتج:

قد لا يكون إذا لم يكن هذا فرساً فهو ناطق

4. المؤلف من الحملية و المتصلة

اصنافه:

يجب في هذا النوع أن يكون الإشتراك في جزء تام من الحملية غير تام من المتصلة، كما تقدمت الإشارة اليه، فله قسم واحد لأن جزء الحملية مفرد، وجزء الشرطية قضية بالأصل، فلا يصح فرض أن يكون الجزء بالمشترك تاماً فيهما و لا غير تام فيهما. و هذا

واضح.

ولهذا النوع أربعة أصناف، لأن المتصلة اما صغري أو كبري، و علي التقديرين فالشركة إما في مقدم المتصلة أو في تاليها، فهذه أربعة. و القريب منها إلي الطبع صنفان. وهما ما كانت الشركة فيهما في تالي المتصلة، سواء كانت صغري أو كبري.

طريقة اخذ النتيجة:

ولأخذ النتيجة في جميع هذه الأصناف الأربعة نتبع ما يلي:

1 أن نقارن الحملية مع طرف المتصلة التي وقعت فيه الشركة، فنؤلف منهما قياساً حملياً من أحد الأشكال الأربعة حاوياً علي شروط الشكل، لينتج (قضية حملية).

2 ناخذ نتيجة التأليف السابق و هي الحملية الناتجة، فنجعلها مع طرف المتصلة الآخر الخالي من الاشتراك، لنؤلف منهما النتيجة متصلة أحد طرفيها نفس طرف المتصلة الخالي من الاشتراك سواء كان مقدماً أو تالياً، فيجعل أيضاً مقدماً او تالياً، و الطرف الثاني الحملية الناتجة من التأليف السابق.

مثاله:

كلما كان المعدن ذهباً، كان نادراً.

كل نادر ثمين.

… كلما كان المعدن ذهباً، كان ثميناً.

فقد ألفنا قياساً حملياً من تالي المتصلة ونفس الحملية أنتج من الشكل الاول (كان المعدن ثميناً). ثم جعلنا هذه النتيجة تالياً للنتيجة المتصلة مقدمها مقدم المتصلة الاولي و هو طرفها الذي لم تقع فيه الشركة.

مثال ثان:

لا احد من الأحرار بذليل.

وكلما كانت الحكومة ظالمة، فكل موجود في البلد ذليل.

… كلما كانت الحكومة ظالمة، فلا أحد من الأحرار بموجود في البلد.

فقد ألفنا قياساً حملياً من الحملية وتالي المتصلة أنتج من الشكل الثاني (لا أحد من الأحرار بموجود في البلد) ، جعلنا هذه النتيجة تالياً لمتصلة مقدمها مقدم المتصلة في الأصل، و هو طرفها الذي لم تقع فيه الشركة.

الشروط:

اما شروط إنتاج هذه الأصناف الأربعة، فلا نذكر منها إلا شروط القريب إلي الطبع منها، وهما الصنفان اللذان تقع الشركة فيهما في تالي المتصلة،

سواء كانت صغري او كبري، كما مثلنا لهما. وشرطهما:

أولاً أن يتألف من الحملية وتالي المتصلة شكل يشتمل علي شروطه المذكورة في القياس الحملي.

ثانياً أن تكون المتصلة موجبة، فلو كانت سالبة، فيجب أن تحوّل إلي موجبة لازمة لها بنقض محمولها، أي تحول إلي منقوضة المحمول. وحينئذ يتألف القياس الحملي من الحملية في الأصل ونقيض تالي المتصلة، مشتملاً علي شروط الشكل الذي يكون منه.

مثاله:

ليس البتة إذا كانت الدولة جائرة، فبعض الناس أحرار.

وكل سعيد حر.

فإن المتصلة السالبة الكلية، تحول إلي منقوضة محمولها موجبة كلية، هكذا:

كلما كانت الدولة جائرة، فلا شيء من الناس بأحرار.

وبضمها إلي الحملية ينتج من الشكل الثاني، علي نحو ما تقدم في أخذ النتيجة، هكذا:

كلّما كانت الدولة جائرة، فلا شيء من الناس بسعداء.

(تنبيه) لهذا النوع و هو المؤلف من الحملية و المتصلة أهمية كبيرة في الاستدلال، لا سيما أن قياس الخلف ينحل إلي أحد صنفيه المطبوعين. وليكن هذا علي بالك، فإنه سيأتي كيف ينحل قياس الخلف إل

5. المؤلف من الحملية و المنفصلة

وهذا النوع كسابقه يجب أن يكون الاشتراك فيه في جزء تام من الحملية غير تام من المنفصلة. و قد تقدم وجهه.

غير أن الشركة فيه للحملية قد تكون مع جميع أجزاء المنفصلة و هو القريب إلي الطبع و قد تكون مع بعضها، و علي التقديرين تقع الحملية إما صغري أو كبري، فهذه أربعة أصناف.

مثاله:

1 الثلاثة عدد.

2 العدد اما زوج او فرد.

3 الثلاثة اما زوج او فرد.

وهذا المثال من الصنف الأول المؤلف من حملية صغري مع كون الشركة مع جميع أجزاء المنفصلة، لأن المنفصلة في المثال بتقدير (دائماً إما العدد زوج و اما العدد فرد).

فكلمة (العدد) المشتركة بين المقدمتين موجودة في جزئي المنفصلة معاً.

أما اخذ النتيجة في

المثال فقد رأيت أنا أسقطنا الحد المشترك، و هو كلمة (عدد) ، وأخذنا جزء الحملية الباقي مكانه في النتيجة التي هي منفصلة أيضا.

و هو علي منهاج الشكل الأول في الحملي.

وهكذا نصنع في أخذ نتائج هذا النوع. ونكتفي بهذا المقدار من البيان عن هذا النوع.

خاتمة

قد أطلنا في بحث الاقترانات الشرطية علي خلاف المعهود في كتب المنطق المعتاد تدريسها، نظراً الي كثرة فائدتها و الحاجة إليها فإن أكثر البراهين العلمية تبتني علي الاقترانات الشرطية. و إن كنا تركنا كثيرا من الأبحاث التي لا يسعها هذا المختصر، واقتصرنا علي أهم الاقسام التي هي أشد علوقاً بالط

القياس الاستثنائي

تعريفه وتاليفه:

تقدم ذكر هذا القياس وتعريفه؛ و هو من الأقيسة الكاملة؛ أي التي لا يتوقف الإنتاج فيها علي مقدمة أخري، كقياس المساواة ونحوه علي ما سيأتي في التوابع.

ولمّا تقدم أن الاستثنائي يذكر فيه بالفعل إما عين النتيجة أو نقيضها، فهنا نقول: يستحيل أن تكون النتيجة مذكورة بعينها أو بنقيضها علي أنها مقدمة مستقلة مسلّم بصدقها، لأنه حينئذ يكون الإنتاج مصادرة علي المطلوب. فمعني أنها مذكورة بعينها أو بنقيضها أنها مذكورة علي أنها جزء من مقدمة.

ولما كانت هي بنفسها قضية و مع ذلك تكون جزء قضية، فلا بد أن يفرض أن المقدمة المذكورة فيها قضية شرطية لأنها تتألف من قضيتين بالأصل. فيجب ان تكون علي هذا إحدي مقدمتي هذا القياس شرطية. أما المقدمة الاخري فهي الاستثنائية أي المشتملة علي أداة الاستثناء التي من أجلها سمي القياس استثنائياً.

والاستثنائية يستثني فيها أحد طرفي الشرطية أو نقيضه لينتج الطرف الآخر أو نقيضه علي ما سيأتي تفصيل

تقسيمه:

وهذه الشرطية قد تكون متصلة و قد تكون منفصلة وبحسبها ينقسم هذا القياس إلي الاتصالي و الانفصال

شروطه:

ويشترط في هذا القياس ثلاثة

أمور:

1 كلية إحدي المقدمتين، فلا ينتج من جزئيتين.

2 ألاّ تكون الشرطية اتفاقية.

3 إيجاب الشرطية. ومعني هذا الشرط في المتصلة خاصة أن السالبة تحوّل إلي موجبة لازمة لها، فتوضع مكانها.

ولكل من القسمين المتقدمين حكم في الإنتاج، ونحن نذكرهما بالتفصيل

حكم الاتصالي

لأخذ النتيجة من الاستثنائي الاتصالي طريقتان.

1 استثناء عين المقدم لينتج عين التالي، لأنه إذا تحقق الملزوم تحقق اللازم قطعاً، سواء أكان اللازم أعم أم مساوياً. ولكن لو استثني عين التالي فإنه لا يجب أن ينتج عين المقدم، لجواز أن يكون اللازم أعم. وثبوت الأعم لا يلزم منه ثبوت الأخص.

مثاله:

كلما كان الماء جارياً كان معتصماً. لكن هذا الماء جار.

… فهو معتصم.

فلو قلنا: (لكنه معتصم) فانه لا ينتج (فهو جار) ، لجواز أن يكون معتصماً و هو راكد كثير.

2. استثناء نقيض التالي، لينتج نقيض المقدم. لأنه إذا انتفي اللازم انتفي الملزوم قطعاً، حتي لو كان اللازم أعم، ولكن لو استثني نقيض المقدم فإنه لا ينتج نقيض التالي، لجواز أن يكون اللازم أعم. وسلب الأخص لا يستلزم سلب الأعم، لأن نقيض الأخص أعم من نقيض الأعم.

مثاله:

كلما كان الماء جارياً كان معتصماً. لكن هذا الماء ليس بمعتصم. فهو ليس بجار.

فلو قلنا: (لكنه ليس بجار) فانه لا ينتج (ليس بمعتصم) لجواز ألا يكون جارياً، و هو معتصم لأنه كث

حكم الانفصالي

لأخذ النتيجة من الاستثنائي الانفصالي ثلاث طرق:

1 اذا كانت الشرطية (حقيقية) فإن استثناء عين أحد الطرفين ينتج نقيض الآخر، واستثناء نقيض أحدهما ينتج عين الآخر، فإذا قلت:

العدد إما زوج أو فرد.

فإن الاستثناء يقع علي أربع صور هكذا:

أ لكن هذا العدد زوج ينتج فهو ليس بفرد

ب لكن هذا العدد فرد ينتج فهو ليس بزوج

ج لكن هذا العدد ليس بزوج ينتج فهو فرد

د لكن هذا

العدد ليس بفرد ينتج فهو زوج

وهو واضح لا عسر فيه. هذا إذا كانت المنفصلة ذات جزءين. و قد تكون ذات ثلاثة أجزاء فأكثر، مثل (الكلمة إما اسم أو فعل أو حرف) فإذا استثنيت عين أحدها فقلت مثلاً (لكنها اسم) فانه ينتج حمليات بعدد الأجزاء الباقية فتقول: (فهي ليست فعلاً، و ليست حرفاً).

وإذا استثنيت نقيض أحدهما فقلت مثلاً: (لكنها ليست اسماً) فانه ينتج منفصلة من أعيان الأجزاء الباقية، فتقول: (فهذه الكلمة إما فعل أو حرف). و قد يجوز بعد هذا أن تعتبر هذه النتيجة مقدمة لقياس استثنائي آخر، فتستثني عين أحد أجزائها أو نقيضه، لينحصر في جزء معين.

وهكذا يمكن أن تستعمل هذه الطريقة لو كانت أجزاء المنفصلة أكثر من ثلاثة فتستوفي الاستثناءات حتي يبقي قسم واحد ينحصر فيه الآمر. و قد تسمي هذه الطريقة طريقة الدوران و الترديد أو برهان السبر و التقسيم، أو برهان الاستقصاء، كما سبق أن برهنا به لبيان النسبة بين النقيضين في بحث النسب في الجزء الاول.

وهذه الطريقة نافعة كثيراً في المناظرة و الجدل.

2 اذا كانت الشرطية (مانعة خلو) ، فإن استثناء نقيض أحد الطرفين ينتج عين الآخر و لا ينتج استثناء عين احدهما نقيض الآخر لأن المفروض أنه لا مانع من الجمع بين العينين فلا يلزم من صدق أحدهما كذب الآخر.

3 اذا كانت الشرطية (مانعة جمع) ، فإن استثناء عين أحد الطرفين ينتج نقيض الاخر. و لا ينتج استثناء نقيض أحدهما عين الآخر، لأن المفروض أنه يجوز أن يخلو الواقع منهما فلا يلزم من كذب أحدهما صدق الآخر. و هذا و ما قبله واضح.

خاتمة في لواحق القياس

القياس المضمر أو الضمير:

إنا في أكثر كلامنا وكتاباتنا نستعمل الأقيسة و قد لا نشعر بها. ولكن علي

الغالب لا نلتزم بالصورة المنطقية للقياس: فقد نحذف إحدي المقدمات أو النتيجة اعتمادا علي وضوحها أو ذكاء المخاطب أو لغفلة، كما أنه قد نذكر النتيجة أولاً قبل المقدمات أو نخالف الترتيب الطبيعي للمقدمات. ولذا يصعب علينا أحيانا أن نرد كلامنا إلي صورة قياس كاملة.

والقياس الذي تحذف منه النتيجة أو إحدي المقدمات يسمي (القياس المضمر) و ما حذفت كبراه فقط يسمي (ضميراً) كما إذا قلت (هذا انسان لأنه ناطق). وأصله هو.

هذا ناطق (صغري)

وكل ناطق انسان (كبري)

… فهذا انسان (نتيجة)

فحذفت منه الكبري وقدمت النتيجة.

وقد تقول (هذا إنسان لأن كل ناطق إنسان) فتحذف الصغري مع تقديم النتيجة.

وقد تقول (هذا ناطق، لأن كل ناطق إنسان) فتكتفي بالمقدمتين عن ذكر النتيجة، لأنها معلومة. وقس علي ذلك ما يمر علي

كسب المقدمات بالتحليل:

أظنكم تتذكرون أنا في أول الكتاب ذكرنا أن العقل تمرّ عليه خمسة أدوار لأجل أن يتوصل إلي المجهول. وقلنا إن الأدوار الثلاثة الأخيرة منها هي (الفكر) و قد طبقنا هذه الأدوار علي كسب التعريف في آخر الجزء الأول. و الآن حل الوقت الذي نطبق فيه هذه الأدوار علي كسب المعلوم التصديقي بعدما تقدم من درس أنواع القياس.

فلنذكر تلك الأدوار الخمسة لنوضحها:

. 1 (مواجهة المشكل). و لا شك أن هذا الدور لازم لمن يفكر لكسب المقدمات لتحصيل أمر مجهول لأنه لو لم يكن عنده أمر مجهول مشكل قد التفت إليه وواجهه فوقع في حيرة من الجهل به لما فكر في الطريق إلي حله. ولذا يكون هذا الدور من مقدمات الفكر لا من الفكر نفسه.

2 (معرفة نوع المشكل). و الغرض من معرفة نوعه أن يعرف من جهة الهيئة أنه قضية حملية أو شرطية متصلة أو منفصلة؛ موجبة أو سالبة معدولة أو محصلة

موجهة أو غير موجهة وهكذا. ثم يعرفه من جهة المادة أنه يناسب أي العلوم و المعارف أو أي القواعد و النظريات. و لا شك أن هذه المعرفة لازمة قبل الاشتغال بالتفكير وتحصيل المقدمات و إلاّ لوقف في مكانه وارتطم ببحر من المعلومات لا تزيده إلا جهلاً فيتلبّد ذهنه و لا يستطيع الانتقال إلي معلوماته فضلاً عن أن ينظمها ويحل بها المشكل. فلذا كان هذا الدور لا بد منه للتفكير؛ و هو من مقدماته لا منه نفسه.

3 (حركة العقل من المشكل الي المعلومات). و هذا أول أدوار الفكر وحركاته، فإن الإنسان عند ما يفرغ من مواجهة المشكل ومعرفة نوعه يفزع فكره إلي طريق حله فيرجع إلي المعلومات التي اختزنها عنده ليفتش عنها ليقتنص منها ما يساعده علي الحل. فهذا الفزع و الرجوع إلي المعلومات هو حركة للعقل وانتقال من المجهول إلي المعلوم، و هو مبدأ التفكير، فلذا كان أول أدوار الفكر.

4. (حركة العقل بين المعلومات). و هذا هو الدور الثاني للفكر و هو أهم الأدوار و الحركات وأشقها، وبه يمتاز المفكرون وعنده تزل الأقدام ويتورط المغرورون فمن استطاع ان يحسن الفحص عن المعلومات ويرجع إلي البديهيات فيجد ضالته التي توصله حقا إلي حل المشكل فهذا الذي أوتي حظاً عظيماً من العلم. و ليس هناك قواعد مضبوطة لفحص المعلومات وتحصيل المقدمات الموصلة إلي المطلوب من حل المشكل وكشف المجهول.

ولكن لنا طريقة عامة يمكن الركون إليها لكسب المقدمات نسميها (التحليل) ولأجلها عقدنا هذا الفصل فنقول:

إذا واجهنا المشكل فلا بد أنه قضية من القضايا ولتكن حملية فإذا أردنا حله من طريق الاقتراني الحملي نتبع ما يلي:

أولاً نحلل المطلوب و هو حملية بالفرض إلي موضوع ومحمول و لا بد أن

الموضوع يكون الحد الأصغر في القياس و المحمول الحد الأكبر فيه فنضع الأصغر و الأكبر كلاً منهما علي حدة.

ثانياً ثم نطلب كل ما يمكن حمله علي الأصغر و الأكبر وكل ما يمكن حمل الأصغر و الأكبر عليه سواء كان جنساً أو نوعاً أو فصلاً أو خاصة أو عرضاً عاماً. ونطلب أيضاً كل ما يمكن سلبه عن كل واحد منهما وكل ما يمكن سلب كل واحد منهما عنه. فتحصل عندنا عدة قضايا حملية إيجابية وسلبية.

ثالثاً ثم ننظر فيما حصلنا عليه من المعلومات. فنلائم بين القضايا التي فيها الحد الأصغر يكون موضوعاً أو محمولاً من جهة وبين القضايا التي فيها الحد الأكبر يكون موضوعاً أو محمولاً من جهة أخري، فإذا استطعنا ان نلائم بين قضيتين من الطرفين علي وجه يتألف منهما شكل من الاشكال متوفرة فيه الشروط فقد نجحنا واستطعنا أن نتوصل إلي المطلوب و إلاّ فعلينا أن نلتمس طريقاً آخر.

وهذه الطريقة عيناً تتبع إذا كان المطلوب قضية شرطية فنؤلف معلوماتنا من قضايا شرطية إذا لم نختر ارجاع الشرطية إلي حملية لازمة لها.

واذا اردنا حل المطلوب من طريق القياس الاستثنائي نتبع ما يلي:

أولاً نفحص عن كل ملزومات المطلوب و عن كل لوازمه ثم عن كل ملزومات نقيضه و عن كل لوازمه.

ثانياً ثم نفحص عن كل ما يعاند نقيضه صدقاً وكذباً أو صدقاً فقط أو كذباً فقط.

ثالثاً ثم نؤلف من الفحص الأول قضايا متصلة إذا وجدنا ما يؤلفها ونستثني عين المقدم ونقيض التالي من كل من القضايا فأيّهما يصح، يتألف به قياس استثنائي اتصالي ننتقل منه إلي المطلوب.

أو نؤلف من الفحص الثاني قضايا منفصلة حقيقية أو من اختيها إذا وجدنا أيضاً ما يؤلفها ونستثني عين الجزء الآخر المعاند

للمطلوب أو نقيضه ونستثني نقيض الجزء الآخر في جميع القضايا المؤلفة فأيها يصح، يتألف به قياس استثنائي انفصالي ننتقل منه إلي المطلوب.

5 (حركة العقل من المعلومات إلي المجهول) و هذه الحركة آخر مرحلة من الفكر عند ما يتم له تأليف قياس منتج فإنه لا بد أن ينتقل منه إلي النتيجة التي تكون هي المطلوب و هي حل المشكل

القياسات المركبة

تمهيد وتعريف:

لا بد للاستدلال علي المطلوب من الانتهاء في التحليل إلي مقدمات بديهية لا يحتاج العلم بها إلي كسب ونظر، وإلا لتسلسل التحليل إلي غير النهاية، فيستحيل تحصيل المطلوب. و الانتهاء الي البديهيات علي نحوين: تارة ينتهي التحليل من أول الأمر إلي كسب مقدمتين بديهيتين فيقف، ونحصل المطلوب منهما، فيتألف منهما قياس يسمي (بالقياس البسيط) ، لأنه قد حصل المطلوب به وحده. و هذا مفروض جميع الأقيسة التي تكلمنا عن أنواعها وأقسامها.

وأخري ينتهي التحليل من أول الأمر إلي مقدمتين إحداهما كسبية أو كلاهما كسبيتان، فلا يقف الكسب عندهما حينئذ، بل تكون المقدمة الكسبية مطلوباً آخر لا بد لنا من كسب المقدمات ثانياً لتحصيله، فنلتجئ إلي تأليف قياس آخر تكون نتيجته نفس الكسبية، أي أن نتيجة هذا القياس الثاني تكون مقدمة للقياس الأول. و لو كانت المقدمتان معاً كسبيتين فلا بد حينئذ من تأليف قياسين لتحصيل المقدمتين.

ثم إن هذه المقدمات المؤلفة ثانياً لتحصيل مقدمة القياس الأول أو مقدمتيه إن كانت كلها بديهية وقف عليها الكسب، و إن كانت بعضها أو كلها كسبية احتاجت إلي تأليف اقيسة بعددها … و هكذا حتي نقف في مطافنا علي مقدمات بديهية لا تحتاج إلي كسب ونظر. ومثل هذه التأليفات المترتبة التي تكون نتيجة أحدها مقدمة في الآخر لينتهي بها إلي مطلوب واحد

هو المطلوب الأصلي تسمي (القياس المركب) ، لأنه يتركب من قياسين أو أكثر.

فالقياس المركب إذن هو: «ما تألف من قياسين فأكثر لتحصيل مطلوب واحد».

وفي كثير من الأحوال نستعمل القياسات المركبة، فلذلك قد نجد في بعض البراهين مقدمات كثيرة فوق اثنتين مسوقة لمطلوب واحد، فيظنها من لا خبرة له أنها قياس واحد، و هي في الحقيقة ترد إلي قياسات متعددة متناسقة علي النحو الذي قدمناه، وإنما حذفت منه النتائج المتوسطة، أو بعض المقدمات علي طريقة (القياس المضمر) الذي تقدّم شرحه. وإرجاعها إلي أصلها قد يحتاج إلي فطنة ودربة.

اقسام القياس المركب:

وعلي ما تقدم ينقسم القياس المركب إلي موصول ومفصول:

1 (الموصول) ، و هو الذي لا تنطوي فيه النتائج؛ بل تذكر مرة نتيجة لقياس ومرة مقدمة لقياس آخر، كقولك:

أ كل شاعر حساس

ب وكل حساس يتألم

… كل شاعر يتألم.

ثم تأخذ هذه النتيجة فتجعلها مقدمة لقياس آخر لينتج المطلوب الأصلي الذي سقت لأجله القياس المتقدم، فنقول من رأس:

أ. كل شاعر يتألم

ب. وكل من يتألم قوي العاطفة

… كل شاعر قوي العاطفة.

وهذه عين النتيجة السابقة في الوصول. و المفصول أكثر استعمالاً في العلوم اعتماداً علي وضوح النتائج المتوسطة فيحذفونها.

والقياسات المركبة قد يسمي بعضها بأسماء خاصة لخصوصية فيها و لا بأس بالبحث عن بعضها تنويراً للأذهان. منه

قياس الخلف

قد سبق منا ذكر لقياس الخلف مرتين: مرة في أول تنبيهات الشكل الثالث وسميناه (طريقة الخلف) وشرحناه هناك بعض الشرح. و قد كنا استخدمناه للبرهان علي بعض ضروب الشكلين الثاني و الثالث. ومرة أخري نبهنا عليه في آخر القسم الرابع من الاقتراني الشرطي و هو المؤلف من متصلة وحملية إذ قلنا إن قياس الخلف ينحل إلي قياس شرطي من هذا القسم.

و من الخير للطالب الآن أن

يرجع إلي هذين البحثين قبل الدخول في التفصيلات الآتية.

والذي ينبغي أن يعلم أن الباحث قد يعجز عن الاستدلال علي مطلوبه بطريقة مباشرة، فيحتال إلي اتخاذ طريقة غير مباشرة فيلتمس الدليل علي بطلان نقيض مطلوبه ليثبت صدق مطلوبه لأن النقيضين لا يكذبان معاً. وإبطال النقيض لأثبات المطلوب هو المسمي (بقياس الخلف) ، ولذا أشرنا فيما سبق في تنبيهات الشكل الثالث إلي أن طريقة الخلف من نوع الاستدلال غير المباشر.

و من هنا يحصل لنا تعريف قياس الخلف بأنه:

«قياس مركب يثبت المطلوب بابطال نقيضه»

أما أنه قياس مركب فلأنه يتألف من قياسين: اقتراني شرطي مؤلف من متصلة وحملية واستثنائي

كيفيته:

إذا أردنا إثبات المطلوب بإبطال نقيضه، فعلينا أن نستعمل الطريقة التي سنشرحها ولنرجع قبل كل شيء إلي الموارد التي استعملنا لها قياس الخلف فيما سبق، ولنختر منها للمثال (الضرب الرابع من الشكل الثاني) ، فنقول:

المفروض صدق ا س ب م و 2 كل ج م

المدعي صدق النتيجة: س ب ج

و (خلاصة البرهان) بالخلف أن نقول: لو لم يصدق المطلوب لصدق نقيضه ولكن نقيضه ليس بصادق لأن صدقه يستلزم الخلف، فيجب أن يكون المطلوب صادقاً. و هذا كما تري قياس استثنائي يستدل علي كبراه بلزوم الخلف. ولبيان لزوم الخلف عند صدق النقيض يستدل بقياس اقتراني شرطي مؤلف من متصلة مقدمها المطلوب منفياً وتاليها نقيض المطلوب و من حملية مفروضة الصدق.

و (تفصيل البرهان) بالخلف نتبع ما يأتي من المراحل مع التمثيل بالمثال الذي اخترناه.

1 نأخذ نقيض المطلوب (كل ب ج) ونضمه إلي مقدمة مفروضة الصدق ولتكن الكبري و هي (كل ج م) فيتألف منهما قياس من الشكل الأول.

كل ب ج، كل ج م

ينتج كل ب م

2 ثم نقيس هذه النتيجة الحاصلة الي المقدمة

الأخري المفروضة الصدق و هي (س ب م) فنجد أنهما نقيضان: فإما أن تكذب (س ب م) و المفروض صدقها، هذا خلف أي خلاف ما فرض من صدقها، و اما ان تكذب هذه النتيجة الحاصلة و هي (كل ب م). و هذا هو المتعين.

3 ثم نقول حينئذ: لا بد أن يكون كذب هذه النتيجة المتقدمة ناشئاً من كذب إحدي المقدمتين، لأن تأليف القياس لا خلل فيه حسب الفرض، و لا يجوز كذب المقدمة المفروضة الصدق، فلا بد أن يتعين كذب المقدمة الثانية التي هي (نقيض المطلوب) كل ب ج، فيثبت المطلوب (س ب ج).

4 وبالأخير يوضع الاستدلال هكذا:

أ. من قياس اقتراني شرطي.

1 الصغري التي هي قولنا (لو لم يصدق س ب ج فكل ب ح)

2 الكبري المفروض صدقها هو قولنا (كل ج م)

فينتج حسبما ذكرناه في أخذ نتيجة النوع الرابع من الشرطي:

(لو لم يصدق س ب ج فكل ب م) …

ب من قياس استثنائي.

1 الصغري نتيجة الشرطي السابق وهي:

لو لم يصدق س ب ج فكل ب م.

2 الكبري قولنا: و (لكن كل ب م كاذبة)

لأنه نقيضها و هو (س ب م) صادق حسب الفرض

فينتج: يجب أن يكون (س ب ج) صادقاً و هو المطلوب

قياس المساواة
اشارة

من القياسات المشكلة التي يمكن إرجاعها إلي القياس المركب (قياس المساواة) وإنما سمي قياس المساواة لأن الأصل فيه المثال المعروف (أ مساو لب وب مساو لج ينتج أ مساو لج) ، وإلاّ فهو قد يشتمل علي المماثلة و المشابهة ونحوهما كقولهم:

الإنسان من نطفة و النطفة من العناصر، فالإنسان من العناصر، وكقولهم:

الجسم جزء من الحيوان و الحيوان جزء من الإنسان، فالجسم جزء من الإنسان.

وصدق قياس المساواة يتوقف علي صدق مقدمة خارجية محذوفة

و هي نحو مساوي المساوي مساوٍ، وجزء الجزء جزء، و المماثل للمماثل مماثل … وهكذا.

ولذا لا ينتج لو كذبت المقدمة الخارجية نحو:

(الاثنان نصف الأربعة و الأربعة نصف الثمانية) ، فانه لا ينتج: الاثنان نصف الثمانية، لأن نصف النصف ليس

تحليل هذا القياس:

وهذا القياس كما تري علي هيئة مخالفة للقياس المألوف المنتج، إذ لا شركة فيه في تمام الوسط، لأن موضوع المقدمة الثانية و هو (ب) جزء من محمول الأولي و هو (مساو لب) ، فلا بد من تحليله وإرجاعه إلي قياس منتظم بضم تلك المقدمة الخارجية المحذوفة إلي مقدمتيه ليصير علي هيئة القياس. و في بادئ النظر لا ينحل المشكل بمجرد ضم المقدمة الخارجية، فلا يظهر كيف يتألف قياس تشترك فيه المقدمات في تمام الوسط، و انه من أي انواع القياس ولذا عد عسر الانحلال إلي الحدود المترتبة في القياس المنتج لهذه النتيجة وعده بعضهم من القياسات المفردة، وبعضهم عده من المركبة.

والأصح أن نعده من المركبات، فنقول إنه مركب من قياسين.

(القياس الأول): صغراه المقدمة الأولي (أ مساوٍ لب)

وكبراه (كل مساوٍ لب مساوٍ لمساوي ج)

و هذه الكبري صادقة مأخوذة من المقدمة الثانية من قياس المساواة أي (ب مساو لج) لأنه بحسبها يكون (ما يساوي ج) عبارة ثانية عن (ب) فلو قلت: كل ما يساوي ب يساوي ب، تكون قضية صادقة بديهية ويصح أن تبدل عبارة (ما يساوي ج) بحرف (ب) فنقول مكانها (مساو لب مساو لمساوي ج). وعليه يكون هذا القياس الأول من الشكل الأول الحملي و الأوسط فيه: مساوٍ لب.

فينتج (أ مساوٍ لمساوي ج)

(القياس الثاني): صغراه النتيجة السابقة من الأول (أ مساوٍ لمساوي ج).

وكبراه المقدمة الخارجية المذكورة و هي (المساوي لمساوي ج مساوٍ لج) فينتظم قياساً

من الشكل الأول الحملي أيضاً و الأوسط فيه (مساوٍ لمساوي ج).

فينتج أ مساو لج (وهو المطلوب)

1 القواعد و الاصول
1 مصطلحات هذه الصناعة

لهذه الصناعة ككل صناعة مصطلحات خاصة بها و الآن نذكر بعضها في المقدمة للحاجة فعلاً، ونرجئ الباقي إلي مواضعه.

1 كلمة (الجدل) ، إن الجدل لغة هو اللدد و اللجاج في الخصومة بالكلام، مقارناً غالباً لاستعمال الحيلة الخارجة أحياناً عن العدل و الإنصاف. ولذا نهت الشريعة الإسلامية عن المجادلة، لا سيما في الحج و الاعتكاف.

وقد نقل مناطقة العرب هذه الكلمة واستعملوها في الصناعة التي نحن بصددها و التي تسمي باليونانية (طوبيقا).

وهذه لفظة (الجدل) أنسب الألفاظ العربية إلي معني هذه الصناعة علي ما سيأتي توضيح المقصود بها، حتي من مثل لفظ المناظرة، و المحاورة و المباحثة، و إن كانت كلّ واحدة منها تناسب هذه الصناعة في الجملة، كما استعملت كلمة (المناظرة) في هذه الصناعة أيضا، فقيل (آداب المناظرة) و ألفت بعض المتون بهذا الاسم.

وقد يطلقون لفظ (الجدّل) أيضاً علي نفس استعمال الصناعة كما أطلقوه علي ملكة استعمالها، فيريدون به حينئذ القول المؤلف من المشهورات أو المسلمات الملزم للغير و الجاري علي قواعد الصناعة. و قد يقال له ايضا:

القياس الجدلي أو الحجة الجدلية أو القول الجدلي. أما مستعمل الصناعة فيقال له: (مجادل) و (جدلي).

2 كلمة (الوضع). ويراد بها هنا (الرأي المعتقد به أو الملتزم به) ، كالمذاهب و الملل و النحل و الأديان و الآراء السياسية و الاجتماعية و العلمية، و ما إلي ذلك.

والإنسان كما يعتنق الرأي ويدافع عنه لأنه عقيدته، قد يعتنقه لغرض آخر فيتعصب له ويلتزمه و إن لم يكن عقيدة له، فالرأي علي قسمين: رأي معتقد به ورأي ملتزم به، وكل منهما يتعلق به غرض الجدلي لإثباته أو نقضه،

فأراد أهل هذه الصناعة أن يعبروا عن قسمين بكلمة واحدة جامعة، فاستعملوا كلمة (الوضع) اختصاراً، ويريدون به مطلق الرأي الملتزم سواء أكان معتقداً به ام لا.

كما قد يسمّون أيضا نتيجة القياس في الجدل (وضعاً) و هي التي تسمي في البرهان (مطلوبا). و علي هذا يكون معني الوضع قريباً من معني الدعوي التي يراد إثباتها أو إبطالها.

2 وجه الحاجة الي الجدل

إن الإنسان لا ينفك عن خلاف ومنازعات بينه وبين غيره من أبناء جلدته، في عقائده وآرائه من دينية وسياسية واجتماعية ونحوها، فتتألف بالقياس إلي كل وضع طائفتان: طائفة تناصره وتحافظ عليه، وأخري تريد نقضه وهدمه وينجر ذلك إلي المناظرة و الجدال في الكلام، فيلتمس كلّ فريق الدليل و الحجّة لتأييد وجهة نظره وإفحام خصمه أمام الجمهور.

والبرهان سبيل قويم مضمون لتحصيل المطلوب، ولكن هناك من الأسباب ما يدعو إلي عدم الأخذ به في جملة من المواقع، و اللجوء إلي سبيل آخر، و هو سبيل الجدل الذي نحن بصدده. و هنا تنبثق الحاجة إلي الجدل، فإّنه الطريقة المفيدة بعد البرهان. أما الأسباب الداعية إلي عدم الأخذ بالبرهان فهي أمور.

1 إن البرهان واحد في كلّ مسألة لا يمكن أن يستعمله كل من الفريقين المتنازعين لأن الحق واحد علي كلّ حال، فإذا كان الحق مع أحد الفريقين فإنّ الفريق الآخر يلتجئ إلي سبيل الجدل لتأييد مطلوبه.

2 إن الجمهور أبعد ما يكون عن إدراك المقدمات البرهانية إذا لم تكن من المشهورات الذايعات بينهم، وغرض المجادل علي الأكثر إفحام خصمه أمام الجمهور فيلتجئ هنا إلي استعمال المقدمات المشهورة بالطريقة الجدلية و إن كان الحق في جانبه ويمكنه استعمال البرهان.

3 انه ليس كل احد يقوي علي إقامة البرهان او إدراكه فيلتجئ المنازع إلي الجدل لعجزه عن البرهان

أو لعجز خصمه عن إدراكه.

4 إن المبتدئ في العلوم قبل الوصول إلي الدرجة التي يتمكن فيها من إقامة البرهان علي المطالب العلمية يحتاج إلي ما يمّرن ذهنه وقوته العقلية علي الاستدلال علي المطالب بطريقة غير البرهان، كما قد يحتاج إلي تحصيل القناعة و الاطمئنان إلي تلك المطالب قبل أن يتمكن من البرهان عليها. و ليس له سبيل إلي ذلك إلاّ سبيل الجدّل.

وبمعرفة هذه الأسباب تظهر لنا قوة الحاجة الي الجدل ونستطيع ان نحكم بأنّه يجب لكل من تهمه المعرفة وكلّ من يريد أن يحافظ علي العقائد و الآراء أية كانت أن يبحث عن صناعة الجدل وقوانينها وأصولها. و المتكفل بذلك هذا الفن الذي عني به متقدموا الفلاسفة من اليونانيين وأهمله المتأخرون في الدورة الإسلامية إهمالاً لا مبرر له عدا فئة قليلة من أعاظم العلماء كالرئيس ابن سينا و الخواجة نصير الدين الطوسي إمام المحققين.

3 المقارنة بين الجدل و البرهان

قلنا إن الجدل أسلوب آخر من الاستدلال، و هو يأتي بالمرتبة الثانية بعد البرهان، فلا بد من بحث المقارنة بينهما وبيان ما يفترقان فيه فنقول:

1 إن البرهان لا يعتمد إلاّ علي المقدمات التي هي حق من جهة ما هو حق، لتنتج الحق، أما (الجدل) فإنّما يعتمد علي المقدمات المسلمة من جهة ما هي مسلمة، و لا يشترط فيها أن تكون حقاّ، و إن كانت حقاّ واقعاّ، إذ لا يطلب المجادل الحق بما هو حق كما قلنا بل إنّما يطلب إفحام الخصم و إلزامه بالمقدمات المسلمة سواء أكانت مسلمة عند الجمهور و هي المشهورات العامة و الذائعات، أم مسلمة عند طائفة خاصة يعترف بها الخصم، أم مسلمة عند شخص الخصم خاصة.

2 إن الجدل لا يقوم إلا بشخصين متخاصمين، أما البرهان فقد يقام

لغرض تعليم الغير وإيصاله إلي الحقائق فيقوم بين شخصين كالجدل، و قد يقيمه الشخص ليناجي به نفسه ويعلّمها لتصل إلي الحق.

3 انه تقدم في البحث السابق أن البرهان واحد في كل مسألة لا يمكن أن يقيمه كل من الفريقين المتنازعين. أما الجدل فإنه يمكن ان يستعمله الفريقان معاً ما دام الغرض منه إلزام الخصم وإفحامه لا الحق بما هو حق، و ما دام إنه يعتمد علي المشهورات و المسلّمات التي قد يكون بعضها في جانب الإثبات وبعضها الآخر في عين الوقت في جانب النفي. بل يمكن لأحد الفريقين أن يقيم كثيراً من الأدلة الجدلية بلا موجب للحصر علي رأي واحد، بينما إن البرهان لا يكون إلاّ واحداً لا يتعدد في المسألة الواحدة، و إن تعدد ظاهراً بتعدد العلل الأربع علي ما تقدم في بحث البرهان.

4 إن صورة البرهان لا تكون إلاّ من القياس علي ما تقدم في بحث البرهان أما المجادل فيمكن أن يستعمل القياس و غيره من الحجج كالاستقراء و التمثيل، فالجدل أعم من البرهان من جهة الصورة، غير أن أكثر ما يعتمد الجدل علي القياس و الاستقراء.

4 تعريف الجدل

ويظهر بوضوح من جميع ما تقدم صحة تعريف فن الجدل بما يلي:

(إنه صناعة علمية يقتدر معها حسب الإمكان علي إقامة الحجة من المقدمات المسلمة علي أي مطلوب يراد و علي محافظة أي وضع يتفق، علي وجه لا تتوجه عليه مناقضة).

وإنما قيد التعريف بعبارة (حسب الإمكان) فلأجل التنبيه علي أن عجز المجادل عن تحصيل بعض المطالب لا يقدح في كونه صاحب صناعة، كعجز الطبيب مثلاً عن مداواة بعض الأمراض فإنه لا ينفي كونه طبيباً.

ويمكن التعبير عن تعريف الجدل بعبارة أخري كما يلي:

(الجدل صناعة تمكن الإنسان من إقامة

الحجج المؤلفة من المسلمات أو من ردها حسب الإرادة و من الاحتراز عن لزوم المناقضة في المحافظة علي الوضع).

5 فوائد الجدل

مما تقدم تظهر لنا الفائدة الأصلية من صناعة الجدل ومنفعتها المقصودة بالذات، و هي أن يتمكن المجادل من تقوية الآراء النافعة وتأييدها و من إلزام المبطلين و الغلبة علي المشعوذين، وذوي الآراء الفاسدة علي وجه يدرك الجمهور ذلك. ولهذا الصناعة فوائد أخر تقصد منها بالعرض، نذكر بعضها:

1 رياضة الأذهان وتقويتها في تحصيل المقدمات واكتسابها، إذ يتمكن ذو الصناعة من إيراد المقدمات الكثيرة و المفيدة في كل باب و من إقامة الحجة علي المطالب العلمية و غيرها.

2 تحصيل الحق و اليقين في المسألة التي تعرض علي الإنسان، فإنه بالقوة الجدلية التي تحصل له بسبب هذه الصناعة يتمكن من تأليف المقدمات لكل من طرفي الإيجاب و السلب في المسألة. وحينئذ بعد الفحص عن حال كل منهما و التأمل فيهما قد يلوح الحق له، فيميز أنه في أي طرف منهما، ويزيف الطرف الآخر الباطل.

3 التسهيل علي المتعلم المبتدئ لمعرفة المصادرات في العلم الطالب له، بسبب المقدمات الجدلية، إذ أنه بادئ بدء ينكرها ويستوحش منها، لأنه لم يقو بعد علي الوصول إلي البرهان عليها. و المقدمات الجدلية تفيده التصديق بها وتسهل عليه الاعتقاد بها فيطمئن إليها قبل الدخول في العلم ومعرفة براهينها.

4 وتنفع هذه الصناعة أيضا طالب الغلبة علي خصومه، إذ يقوي علي المحاورة و المخاصمة و المراوغة و إن كان الحق في جانب خصمه، فيستظهر علي خصمه الضعيف عن مجادلته ومجاراته، لا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه المنازعات في الآراء السياسية و الاجتماعية.

5 وتنفع أيضا الرئيس للمحافظة علي عقائد أتباعه عن المبتدعات.

6 وتنفع أيضا الذين يسمّونهم في

هذا العصر المحامين الذين اتخذوا المحاماة و الدفاع عن حقوق الناس مهنة لهم، فإنهم أشد ما تكون حاجتهم إلي معرفة هذه الصناعة، بل إنها جزء من مهنتهم في الحقيقة.

6 السؤال و الجواب

تقدم أن الجدل لا يتم إلاّ بين طرفين متنازعين فالجدلي شخصان: (أحدهما) محافظ علي وضع وملتزم له غاية سعيه ألا يلزمه الغير و لا يفحمه و (ثانيهما) ناقض له وغاية سعيه ان يلزم المحافظ ويفحمه.

و (الاول) يسمي (المجيب). واعتماده علي المشهورات في تقرير وضعه، إما المشهورات المطلقة أو المحدودة بحسب تسليم طائفة معينة.

و (الثاني) يسمي (السائل) واعتماده في نقض وضع المجيب علي ما يسلّمه المجيب من المقدمات و إن لم تكن مشهورة.

ولتوضيح سرّ التسمية بالسائل و المجيب نقول: إن الجدل إنما يتم بأمرين سؤال وجواب، و ذلك لأن المقصود الأصلي من صناعة الجدل عندهم ان تتم بهذه المراحل الأربع:

1 أن يوجه من يريد نقض وضع ما أسئلة إلي خصمه المحافظ علي ذلك الوضع بطريق الاستفهام، بأن يقول:

(هل هذا ذاك؟) أو (أليس إذا كان كذا فكذا؟) ويتدرج بالأسئلة من البعيد عن المقصود، إلي القريب منه حسبما يريد أن يتوصل به إلي مقصوده من تسليم الخصم، من دون أن يشعره بأنه يريد مهاجمته ونقض وضعه، أو يشعره بذلك ولكن لا يشعره من أية ناحية يريد مهاجمته منها، حتي لا يراوغ ويحتال في الجواب.

2 أن يستل السائل من خصمه من حيث يدري و لا يدري الاعتراف و التسليم بالمقدمات التي تستلزم نقض وضعه المحافظ عليه.

3 أن يؤلف السائل قياساً جدلياً مما اعترف و سلم به خصمه (المجيب) بعد فرض اعترافه وتسليمه، ليكون هذا القياس ناقضاً لوضع المجيب.

4 أن يدافع المحافظ (المجيب) ويتخلص عن المهاجمة إن استطاع بتأليف قياس من

المشهورات التي لا بد أن يخضع لها السائل و الجمهور.

وهذه الطريقة من السؤال و الجواب هي الطريقة الفنية المقصودة لهم في هذه الصناعة و هي التي تظهر بها المهارة و الحذق في توجيه الأسئلة و التخلص من الاعتراف أو الإلزام.

و من هذه الجهة كانت التسمية بالسائل و المجيب، لا لمجرد وقوع سؤال وجواب بأي نحو اتفق. و المقصود من صناعة الجدل اتقان تأدية هذه الطريقة حسبما تقتضيه القوانين و الأصول الموضوعة فيها.

ونحن يمكننا أن نتوسع في دائرة هذه الصناعة، فنتعدي هذه الطريقة المتقدمة إلي غيرها، بأن نكتفي بتأليف القياس من المشهورات أو المسلمات لنقض وضع او للمحافظة علي وضع، لغرض افحام الخصوم، علي أي نحو يتفق هذا التأليف و إن لم يكن علي نحو السؤال و الجواب و لم يمر علي تلك المراحل الاربع بترتيبها. ولعل تعريف الجدل المتقدم لا يابي هذه التوسعة.

بل يمكن ان نتعدي الي ابعد من ذلك حينئذ، فلا نخص الصناعة بالمشافهة، بل نتعدي بها إلي التحرير و المكاتبة. و في هذه العصور لا سيما الأخيرة منها بعد انتشار الطباعة و الصحف أكثر ما تجري المناقشات و المجادلات في الكتابة، وتبتني علي المسلمات و المشهورات، علي غير الطريقة البرهانية، من دون أن تتألف صورة سؤال وجواب. و مع ذلك نسميها قياسات جدلية، أو ينبغي أن نسميها كذلك، وتشملها كثير من أصول صناعة الجدل وقواعدها فلا ضير في دخولها في هذه الصناعة وشمول بعض قواعدها وآدابها لها.

7 مبادئ الجدل

أشرنا فيما سبق إلي أن مبادئ الجدل الأولية التي تعتمد عليها هذه الصناعة هي المشهورات و المسلمات، و إن المشهورات مبادئ مشتركة بالنسبة إلي السائل و المجيب، و المسلمات مختصة بالسائل.

كما أشرنا إلي أن المشهورات يجوز

أن تكون حقاً واقعاً وللجدلي أن يستعملها في قياسه. أما استعمال الحق غير المشهور بما هو حق في هذه الصناعة فإنه يعد مغالطة من الجدلي لأنه في استعمال أية قضية لا يدعي أنها في نفس الأمر حق. وانما يقول:

إن هذا الحكم ظاهر واضح في هذه القضية ويعترف بذلك الجميع ويكون الحكم مقبولا لدي كل احد.

ثم أنا أشرنا في بحث (المشهورات) أن للشهرة أسباباً توجبها، وذكرنا أقسام المشهورات حسب اختلاف أسباب الشهرة، فراجع. و السرّ في كون الشهرة لا تستغني عن السبب أن شهرة المشهور ليست ذاتية، بل هي أمر عارض، وكل عارض لا بد له من سبب. و ليست هي كحقية الحق التي هي أمر ذاتي للحق لا تعلل بعلة.

وسبب الشهرة لا بد أن يكون تألفه الأذهان وتدركه العقول بسهولة، ولولا ذلك لما كان الحكم مقبولاً عند الجمهور وشايعاً بينهم.

وعلي هذا يتوجه علينا سؤال وهو: إذا كانت الشهرة لا تستغني عن السبب، فكيف جعلتم المشهورات من المبادئ الأولية أي ليست مكتسبة؟

والجواب إن سبب حصول الشهرة لوضوحه لدي الجمهور تكون أذهان الجمهور غافلة عنه و لا تلتفت الي سرّ انتقالها إلي الحكم المشهور، فيبدو لها أن المشهورات غير مكتسبة من سبب كأنها من تلقاء نفسها انتقلت إليها، وإنما يعتبر كون الحكم مكتسباً إذا صدر الانتقال إليه بملاحظة سببه. و هذا من قبيل القياس الخفي في المجربات و الفطريات التي قياساتها معها، علي ما أوضحناه في موضعه، فإنما مع كونها لها قياس و هو السبب الحقيقي لحصول العلم بها عدّوها من المبادئ غير المكتسبة، نظراً إلي أن حصول العلم فيها عن سبب خفي غير ملحوظ للعالم ومغفول عنه لوضوحه لديه.

ثم لا يخفي أنه ليس كل ما يسمي

مشهوراً هو من مبادئ الجدل، فإن الشهرة تختلف بحسب اختلاف الأسباب في كيفية تأثيرها في الشهرة. وبهذا الاعتبار تنقسم المشهورات إلي ثلاثة أقسام:

1 المشهورات الحقيقية، و هي التي لا تزول شهرتها بعد التعقيب و التأمل فيها.

2 المشهورات الظاهرية، و هي المشهورات في بادئ الرأي التي تزول شهرتها بعد التعقيب و التأمل مثل قولهم:

(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ، فإنه يقابله المشهور الحقيقي وهو: (لا تنصر الظالم و إن كان اخاك).

3 الشبيهة بالمشهورات، و هي التي تحصل شهرتها بسبب عارض غير لازم تزول الشهرة بزواله، فتكون شهرتها في وقت دون وقت وحال دون حال، مثل استحسان الناس في العصر المتقدم لإطلاق الشوارب تقليداً لبعض الملوك و الامراء، فلما زال هذا السبب زالت هذه العادة وزال الاستحسان.

ولا يصلح للجدل إلاّ القسم الأول دون الأخيرين، أما الظاهرية فإنما تنفع فقط في صناعة الخطابة كما سيأتي، و اما الشبيهة بالمشهورات فنفعها خاص بالمشاغبة كما سيأتي في صناعة المغالطة.

8 مقدمات الجدل

كل ما هو مبدأ للقياس معناه أنه يصلح أن يقع مقدمة له ولكن ليس يجب في كل ما هو مقدمة أن يكون من المبادئ، بل المقدمة إما أن تكون نفسها من المبادئ أو تنتهي إلي المبادئ. وعليه فمقدمات القياس الجدلي يجوز أن تكون في نفسها مشهورة. ويجوز أن تكون غير مشهورة، ترجع إلي المشهورة كما قلنا في مقدمات البرهان إنها تكون بديهية وتكون نظرية تنتهي إلي البديهية.

والرجوع إلي المشهورة علي نحوين:

أ أن تكتسب شهرتها من المقارنة و المقايسة إلي المشهورة. وتسمي (المشهورة بالقرائن). و المقارنة بين القضيتين إما لتشابهما في الحدود أو لتقابلهما فيها. وكل من التشابه و التقابل يوجب انتقال الذهن من تصور شهرة إحداهما إلي تصور شهرة الثانية، و

إن لم يكن هذا الانتقال في نفسه واجباً، وإنما تكون شهرة أحداهما مقرونة بشهرة الأخري.

مثال التشابه: قولهم إذا كان إطعام الضيف حسناً فقضاء حوائجه حسن أيضاً، فإنّ حسن إطعام الضيف مشهور وللتشابه بين الإطعام وقضاء الحوائج تستوجب المقارنة بينهما انتقال الذهن إلي حسن قضاء حوائج الضيف. ومثال التقابل: قولهم:

إذا كان الإحسان إلي الأصدقاء حسناً كانت الإساءة إلي الأعداء حسنة، فإن التقابل بين الأحسان و الإساءة وبين الأصدقاء و الأعداء يستوجب انتقال الذهن من إحدي القضيتين إلي الأخري بالمقارنة و المقايسة.

ب أن تكون المقدمة مكتسبة شهرتها من قياس مؤلف من المشهورات منتج لها بان تكون هذه المقدمة المفروضة مأخوذة من مقدمات مشهورة. نظير المقدمة النظرية في البرهان إذا كانت مكتسبة من مقدمات بديهية.

9 مسائل الجدل

كل قضية كان السائل قد أورد عينها في حال سؤاله أو أورد مقابلها فإنها تسمي (مسالة الجدل) و بعد أن يسلّم بها المجيب ويجعلها السائل جزءاً من قياسه هي نفسها تسمي (مقدمة الجدل).

إذا عرفت ذلك فكل قضية لها ارتباط في نقض الوضع الذي يراد نقضه تصلح أن تقع مورداً لسؤال السائل، ولكن بعض القضايا يجدر به أن يتجنبها نذكر بعضها:

(منها) أنه لا ينبغي للسائل أن يجعل المشهورات مورداً لسؤاله، فإن السؤال عنها معناه جعلها في معرض الشك و الترديد و هذا ما يشجع المجيب علي إنكارها ومخالفة المشهور. فلو التجأ السائل لإيراد المشهورات فليذكرها علي سبيل التمهيد للقواعد التي يريد أن يستفيد منها لنقض وضع المجيب. باعتبار أن تلك المشهورات مفروغ عنها لا مفّر من الاعتراف بها.

و (منها) أنه لا ينبغي له أن يسأل عن ماهية الأشياء و لا عن لميتها (علّيتها) لأن مثل هذا السؤال إنما يرتبط بالتعلم و الاستفادة لا بالجدل

و المغالبة، بل السؤال عن الماهية لو احتاج إليه فينبغي أن يضعه علي سبيل الاستفسار عن معني اللفظ، أو علي سبيل السؤال عن رأيه و قوله في الماهية، بأن يسأل هكذا (هل تقول إن الإنسان هو الحيوان الناطق أو لا؟) أو يسأل هكذا: (لو لم يكن حد الإنسان هو الحيوان الناطق فما حده إذن؟).

وكذلك السؤال في اللمية لا بد أن يجعل السؤال عن قوله ورأيه فيها لا عن أصل العلية.

10 مطالب الجدل

إن الجدل ينفع في جميع المسائل الفلسفية و الاجتماعية و الدينية و العلمية و السياسية و الأدبية وجميع الفنون و المعارف وكل قضية من ذلك تصلح أن تكون مطلوبة به. ويستثني من ذلك قضايا لا تطلب بالجدل.

منها (المشهورات الحقيقية المطلقة) لأنها لما كانت بهذه الشهرة لا يسع لأحد إنكارها و التشكيك بها حتي يحتاج إثباتها إلي حجة. وحكمها من هذه الجهة حكم البديهيات فإنه لا تطلب بالبرهان. ويجمعها أنها غير مكتسبة فلا تكتسب بحجة.

ومن ينكر المشهورات لا تنفع معه حجة جدلية لأن معني إقامتها إرجاعه إلي القضايا المشهورة و قد ينكرها أيضاً. ومثل هذا المنكر للمشهورات لا ردّ له إلا العقاب أو السخرية و الاستهزاء أو إحساسه: فمن ينكر مثل حسن عبادة الخالق وقبح عقوق الوالدين فحقه العقاب و التعذيب. ومنكر مثل أن القمر مستمد نوره من الشمس يسخر به ويضحك عليه. ومنكر مثل أن النار حارة يكوي بها ليحس بحرارتها.

نعم قد يطلب المشهور بالقياس الجدلي في مقابل المشاغب كما تطلب القضية الأولية بالبرهان في مقابل المغالط.

أما المشهورات المحدودة أو المختلف فيها فلا مانع من طلبها بالحجة الجدلية في مقابل من لا يراها مشهورة أو لا يعترف بشهرتها، لينبهه علي شهرتها بما هو أعرف وأشهر.

ومنها

(القضايا الرياضية ونحوها) لأنها مبتنية علي الحس و التجربة، فلا مدخل للجدل فيها و لا معني لطلبها بالمشهورات كقضايا الهندسة و الحساب و الكيمياء و الميكانيك و نحو ذلك.

11 ادوات هذه الصناعة

عرفنا فيما سبق أن الجدل يعتمد علي المسلّمات و المشهورات غير أن تحصيل ملكة هذه الصناعة (بأن يتمكن المجادل من الانتفاع بالمشهورات و المسلّمات في وقت الحاجة عند الاحتجاج علي خصمه أو عند الاحتراز من الانقطاع و المغلوبية) ليس بالأمر الهين كما قد يبدو لأول وهلة. بل يحتاج إلي مران طويل حتي تحصل له الملكة شأن كل ملكة في كل صناعة. ولهذا المران موارد أربعة هي أدوات للملكة إذا استطاع الإنسان أن يحوز عليها فإن لها الاثر البالغ في حصول الملكة وتمكن الجدلي من بلوغ غرضه.

ونحن واصفون هنا هذه الأدوات. وليعلم الطالب أنه ليس معني معرفة وصف هذه الأدوات أنه يكون حاصلاً عليها فعلاً، بل لا بد من السعي لتحصيلها بنفسه عملا واستحضارها عنده، فإن من يعرف معني المنشار لا يكون حاصلاً لديه و لا يكون ناشراً للخشب، بل الذي ينشره من تمكن من تحصيل نفس الآلة وعمل بها في نشر الخشب. نعم معرفة أوصاف الآلة طريق لتحصيلها و الانتفاع بها.

والأدوات الأربع المطلوبة هي كما يلي:

(الأداة الأولي) أن يستحضر لديه أصناف المشهورات من كل باب و من كل مادة علي اختلافها، ويعدها في ذاكرته لوقت الحاجة، و إن يفصل بين المشهورات المطلقة وبين المحدودة عند أهل كل صناعة أو مذهب، و إن يميز بين المشهورات الحقيقية و غيرها، و إن يعرف كيف يستنبط المشهور ويحصل علي المشهورات بالقرائن وينقل حكم الشهرة من قضية إلي أخري.

فإذا كمل له كل ذلك وجمعه عنده فإن احتاج إلي استعمال مشهور:

كان حاضراً لديه متمكناً به من الاحتجاج علي خصمه.

وهذه الأداة لازمة للجدلي، لأنه لا ينبغي له أن ينقطع أمام الجمهور و لا يحسن منه أن يتأني ويطلب التذكر أو المراجعة فإنه يفوت غرضه ويعد فاشلاً لأن غايته آنية، و هي الغلبة علي خصمه أمام الجمهور. فيفوت غرضه بفوات الآوان، علي العكس من طالب الحقيقة بالبرهان، فإن تأنيه وطلبه للتذكر و التأمل لا ينقصه و لا ينافي غرضه من تحصيل الحقيقة و لو بعد حين.

ومما ينبغي أن يعلم أن هذه الملكة (ملكة استحضار المشهور عند الحاجة) يجوز أن تتبّعض، بأن تكون مستحضرات المجادل خاصة بالموضوع المختص به: فالمجادل في الأمور الدينية مثلاً يكفي أن يستحضر المشهورات النافعة في موضوعه خاصة، و من يجادل في السياسة إنما يستحضر خصوص المشهورات المختصة بهذا الباب فيكون صاحب ملكة في جدل السياسة فقط … و هكذا في سائر المذاهب و الآراء.

وعليه فلا يجب في الجدلي المختص بموضوع أن تكون ملكته عامة لجميع المشهورات في جميع العلوم و الآراء.

(الأداة الثانية) القدرة و القوة علي التمييز بين معاني الألفاظ المشتركة و المنقولة و المشككة و المتواطئة و المتباينة و المترادفة و ما إليها من أحوال الألفاظ، و القدرة علي تفصيلها علي وجه يستطيع أن يرفع ما يطرأ من غموض واشتباه فيها، حتي لا يقتصر علي الدعوي المجردة في إيرادها في حججه، بل يتبين وجه الاشتراك أو التشكيك أو غير ذلك من الأحوال.

وهناك أصول وقواعد قد يرجع إليها لمعرفة المشترك اللفظي وتمييزه عن المشترك المعنوي ولمعرفة باقي أحوال اللفظ: لا يسعها هذا الكتاب المختصر. ولأجل أن يتنبه الطالب لهذه الأبحاث نذكر مثالاً لذلك، فنقول:

لو اشتبه لفظ في كونه مشتركاً لفظياً أو معنوياً فانه

قد يمكن رفع الاشتباه بالرجوع إلي اختلاف اللفظ بحسب الاعتبارات، مثل كلمة (قوة) فإنها تستعمل بمعني القدرة كقولنا قوة المشي و القيام مثلاً، وتستعمل بمعني القابلية و التهيؤ للوجود مثل قولنا الأخرس ناطق بالقوة و البذرة شجرة بالقوة. فلو شككنا في أنها موضوعة لمعني أعم أو لكل من المعنيين علي حدة، فإنه يمكن أن نقيس اللفظ الي ما يقابله فنري في المثال أن اللفظ بحسب كل معني يقابله لفظ آخر و ليس له مقابل واحد، فمقابل القوة بالمعني الأول الضعف ومقابلها بالمعني الثاني الفعلية. ولتعدد التقابل نستظهر أن لها معنيين لا معني واحداً وإلاّ لكان لها مقابل واحد.

وكذلك يمكن ان تستظهر أن للفظة معنيين علي نحو الاشتراك اللفظي، إذا تعدد جمعها بتعدد معناها، مثل لفظة (أمر) فإنها بمعني شيء تجمع علي (أمور) وبمعني طلب الفعل تجمع علي (أوامر). فلو كان لها معني واحد مشترك لكان لها جمع واحد.

ثم إن كثيراً ما تقع المنازعات بسبب عدم تحقيق معني اللفظ، فينحو كل فريق من المتنازعين منحي من معني اللفظ غير ما ينحوه الفريق الآخر ويتخيل كل منهما أن المقصود لهما معني واحد هو موضع الخلاف بينهما.

و من له خبرة في أحوال اللفظ يستطيع أن يكشف مثل هذه المغالطات ويوقع التصالح بين الفريقين. ويمكن التمثيل لذلك بالنزاع في مسألة جواز رؤية الله، فيمكن أن يريد من يجيز الرؤية هي الرؤية القلبية أي الادراك بالعقل بينما أن المقصود لمن يحيلها هي الرؤية بمعني الإدراك بالبصر. فتفصيل معني الرؤية وبيان أن لها معنيين قد يزيل الخلاف و المغالطة. و هكذا يمكن كشف النزاع في كثير من الأبحاث. و هذا من فوائد هذه الأداة.

(الأداة الثالثة) القدرة و القوة علي التمييز بين

المتشابهات سواء كان التمييز بالفصول أو بغيرها. وتحصل هذه القوة (الملكة) بالسعي في طلب الفروق بين الأشياء المتشابهة تشابهاً قريباً لا سيما في تحصيل وجوه اختلاف أحكام شيء واحد بل تحصل بطلب المباينة بين الأشياء المتشابهة بالجنس.

وتظهر فائدة هذه الأداة في تحصيل الفصول و الخواص للأشياء، فيستعين بذلك علي الحدود و الرسوم. وتظهر الفائدة للمجادل كما لو ادعي خصمه مثلاً أن شيئين لهما حكم واحد باعتبار تشابهها فيقيس أحدهما علي الآخر، أو أن الحكم ثابت للعام الشامل لهما، فإنه أي المجادل إذا ميز بينهما وكشف ما بينهما من فروق تقتضي اختلاف أحكامها ينكشف اشتباه الخصم ويقال له مثلاً: إن قياسك الذي ادعيته قياس مع الفارق.

مثاله ما تقدم في بحث المشهورات في دعوي منكر الحسن و القبح العقليين إذ استدل علي ذلك بأنه لو كان عقلياً لما كان فرق بينه وبين حكم العقل بأن الكل أعظم من الجزء مع أن الفرق بينهما ظاهر. فاعتقد المستدل أن حكمي العقل في المسألتين نوع واحد واستدل بوجود الفرق علي إنكار حكم العقل في مسألة الحسن و القبح.

وقد أوضحنا هناك فرق بين العقلين وبين الحكمين بما أبطل قياسه فكان قياساً مع الفارق. و هذا المثال أحد موارد الانتفاع بهذه الأداة.

(الأداة الرابعة) القدرة علي بيان التشابه بين الأشياء المختلفة عكس الأداة الثالثة، سواء كان التشابه بالذاتيات أو بالعرضيات. وتحصل هذه القدرة (الملكة) بطلب وجوه التشابه بين الأمور المتباعدة جداً أو المتجانسة، وبتحصيل ما به الاشتراك بين الأشياء و إن كان أمراً عدمياً.

ويجوز أن يكون وجه التشابه نسبة عارضة. و الحدود في النسبة إما أن تكون متصلة أو منفصلة: أما المتصلة فكما لو كان شيء واحد منسوباً أو منسوباً إليه في الطرفين،

أو أنه في أحد الطرفين منسوباً و في الثاني منسوباً إليه، فهذه ثلاثة أقسام:

(مثال الاول) ما لو قيل: نسبة الإمكان إلي الوجود كنسبته إلي العدم.

و (مثال الثاني) ما لو قيل نسبة البصر إلي النفس كنسبة السمع إليها.

و (مثال الثالث) ما لو قيل: نسبة النقطة إلي الخط كنسبة الخط إلي السطح.

أما المنفصلة ففيما إذا لم يشترك الطرفان في شيء واحد أصلاً كما لو قيل: نسبة الأربعة إلي الثمانية كنسبة الثلاثة إلي الستة.

وفائدة هذه الأداة اقتناص الحدود و الرسوم بالاشتراك مع الأداة السابقة. فإن هذه الأداة تنفع لتحصيل الجنس وشبه الجنس، و الأداة السابقة تنفع في تحصيل الفصول و الخواص كما تقدم.

وتنفع هذه الأداة في إلحاق بعض القضايا ببعض آخر في الشهرة أو في حكم آخر، ببيان ما به الاشتراك في موضوعيهما، بعد أن يعلل الحكم بالأمر المشترك كما في التمثيل.

وتنفع هذه الأداة أيضاً الجدلي فيما لو ادعي خصمه الفرق في الحكم بين شيئين، فيمكنه أن يطالب بإيراد الفرق، فاذا عجز عن بيانه لا بد أن يسلم بالحكم العام ويذعن. و إن كان بحسب التحقيق العلمي لا يكون العجز عن إيراد الفرق بل حتي نفس عدم الفرق مقتضياً لالحاق شيء بشبيهه في الحكم.

2 المواضع
1 معني الموضع

للتعبير (بالموضع) أهمية خاصة في هذه الصناعة، فينبغي أن نتقن جيداً معني هذه اللفظة قبل البحث عن أحكامه، فنقول:

الموضع باصطلاح هذه الصناعة هو الأصل أو القاعدة الكلية التي تتفرع منها قضايا مشهورة.

وبعبارة ثانية أكثر وضوحاً، الموضع: كل حكم كلي تنشعب منه وتتفرع عليه أحكام كلية كثيرة كل واحد منها بمثابة الجزئي بالإضافة إلي ذلك الكلي الأصل لها، و في عين الوقت كل واحد من هذه الأحكام المتشعبة مشهور في نفسه يصح أن يقع مقدمة

في القياس الجدلي بسبب شهرته.

ولا يشترط في الأصل (الموضع) أن يكون في نفسه مشهوراً، فقد يكون و قد لا يكون. وحينما يكون في نفسه مشهوراً صح أن يقع كالحكم المنشعب منه مقدمة في القياس الجدلي، فيكون موضعاً باعتبار ومقدمة باعتبار آخر.

مثال الموضع قولهم:

إذا كان أحد الضدين موجوداً في موضوع كان ضده الآخر موجوداً في ضد ذلك الموضوع.

فهذه القاعدة تسمي موضعاً، لأنه تنشعب منها عدة أحكام مشهورة تدخل تحتها مثل قولهم:

إذا كان الإحسان للاصدقاء حسناً فالإساءة إلي الأعداء حسنة أيضاً

و قولهم:

إذا كانت معاشرة الجهال مذمومة فمقاطعة العلماء مذمومة، و قولهم:

إذا جاء الحق زهق الباطل

و قولهم:

إذا كثرت الأغنياء قلّت الفقراء… و هكذا.

فهذه الأحكام وأمثالها أحكام جزئية بالقياس إلي الحكم الأول العام، و في نفسها أحكام كلية مشهورة.

(مثال ثانٍ للموضع): قولهم:

إذا كان شيء موجوداً في وقت أو موضع أو حال أو موضوع أو نافع أو جميل فهو مطلقاً ممكن أو نافع أو جميل

فهذه القاعدة تسمي موضعاً، لأنه تنشعب منها عدة أحكام مشهورة، مثل أن يقال:

إذا كذب الرجل مرة فهو كاذب مطلقاً

و إذا كان السياسي يذيع السرّ في بيته فهو مذيع للسرّ مطلقاً و

اذا صبر الإنسان في حال الشدة فهو صابر مطلقاً

و إذا ملك الإنسان العقار فهو مالك مطلقاً و

مثل إن يقال:

إذا أمكن الطالب أن يجتهد في مسألة فقهية فالاجتهاد ممكن له مطلقاً

و إذا كان الصدق نافعاً في الحال الاعتيادية فهو نافع مطلقاً

و إذا حسنت مجاملة العدو في حال اللقاء فهي حسنة مطلقاً …

و هكذا تتشعب من ذلك الموضع كثير من أمثال هذه الأحكام المشهورة التي هي من جزئياته.

وأكثر المواضع ليست مشهورة. وإنما الشهرة لجزئياتها فقط. و السرّ في ذلك:

1 إن تصور العام أبعد عن عقول العامة من تصور

الخاص، فلا بد أن تكون شهرة كل عام أقل من شهرة ما هو أخص منه. لأن صعوبة التصور تستدعي صعوبة التصديق. و هذه الصعوبة تمنع الشهرة و إن لم تمنعها فإنها تقللها علي الأقل.

2 إن العام يكون في معرفة النقض أكثر من الخاص، لأن نقض الخاص يستدعي نقض العام و لا عكس. ولهذا يكون الاطلاع علي كذب العام أسهل وأسرع.

ولأجل التوضيح نجرب ذلك في الموضع الأول المذكور آنفاً:

فإنا عند ملاحظة الأضداد نجد أن السواد و البياض مثلاً من الأضداد، مع أنهما معاً يعرضان علي موضوع واحد و هو الجسم، لا أن البياض يعرض علي نوع من الجسم مثلاً و السواد يعرض علي ضده كما يقتضيه هذا الموضع.

إذن هذا الموضع كاذب لا قاعدة كلية فيه. فانظر كيف اطلعنا بسهولة علي كذب هذا العام.

أما الأحكام المشهورة المنشعبة منه كمثال الإحسان الي الأصدقاء و الإساءة إلي الأعداء، فإن النقض المتقدم للوضع لا يستلزم نقضها، لما قلناه إن نقض العام لا يستدعي نقض الخاص. مثلاً نجد امتناع تعاقب الضدين مثل الزوجية و الفردية علي موضوع واحد بأن يكون عدد واحد مرة زوجاً ومرة فرداً، فكون بعض أصناف الأضداد كالبياض و السواد يجوز تعاقبهما علي موضوع واحد لا يستلزم ان يكون كل ضدين كذلك، فجاز أن يكون الإحسان و الإساءة من قبيل الزوجية و الفردية لا من قبيل السواد و البياض.

وحينئذ يجب ملاحظة جزئيات هذا الحكم المنشعب من الموضع، فإذا لا حظناها و لم نعثر فيما بينها علي نقض له و لم نطلع علي مشهور آخر يقابله، فلا بد أن يكون في موضع التسليم و لا يلتفت إلي الأضداد الأخري الخارجة عنه.

والخلاصة إن كذب الموضع لا يستكشف منه كذب الحكم

المنشعب منه المشهور.

2 فائدة الموضع وسر التسمية

وعلي ما تقدم يتوجه السؤال عن الفائدة من المواضع في هذه الصناعة إذا كانت الشهرة ليست له!

والجواب: إن الفائدة منه هي أن صاحب هذه الصناعة يستطيع أن يعد المواضع ويحفظها عنده أصولا وقواعد عامة، ليستنبط منها المشهورات النافعة له في الجدل عند الحاجة للإبطال أو الإثبات. وإحصاء المواضع (القواعد العامة) أسهل وأجدي في التذكر من إحصاء جزئياتها (المشهورات المنشعبة منها).

ولذا قالوا ينبغي للمجادل ألاّ يصرح بالموضع الذي استنبط منه المشهور؛ بل يحتفظ به بينه وبين نفسه، حتي لا يجعله معرضاً للنقض و الرد، لأن نقضه ورده كما تقدم أسهل وأسرع.

ومن أجل هذا سمّي الوضع موضعاً لأنه موضع للحفظ و الانتفاع و الاعتبار.

وقيل: إنما سمي موضعاً لانه يصلح أن يكون موضع بحث ونظر.

و هو وجيه أيضاً وقيل غير ذلك، و لا يهم التحقيق فيه.

3 اصناف المواضع

جميع المواضع في المطالب الجدلية إنما تتعلق بإثبات شيء لشيء أو نفيه عنه، أي تتعلق بالإثبات و الإبطال.

وهذا علي إطلاقه مما لا يسهل ضبطه وإعداد المواضع بحسبه. فلذلك وجب علي من يريد إعداد المواضع وضبطها ليسهل عليه ذلك أن يصنفها ليلاحظ في كل صنف ما يليق به من المواضع ويناسبه.

والتصنيف في هذا الباب إنما يحسن بتقسيم المحمولات حسبما يليق بها في هذه الصناعة. و قد بحث المنطقيون هنا عن أقسام المحمولات بالأسلوب المناسب لهذه الصناعة، و إن اختلف عن الأسلوب المعهود في بحث الكليات.

ونحن لأجل أن نضع خلاصة لأبحاثهم وفهرساً لمباحثهم في هذا الباب نسلك طريقتهم في التقسيم، فنقول:

إن المحمول إما أن يكون مساوياً للموضوع في الانعكاس () و اما أن لا يكون:

و (الأول) لا يخلو عن أحد أمرين:

(أ) أن يكون دالاً علي الماهية. و الدال علي الماهية أحد شيئين حد أو

أسم.

والاسم ساقط عن الاعتبار هنا لأن حمله علي الموضوع حمل لفظي لا حقيقي، فلا يتعلق به غرض المجادل. فينحصر الدال علي الماهية في (الحدّ) فقط.

(ب) أن لا يكون دالاً علي الماهية. ويسمي هنا (خاصة) و قد يسمي أيضا (رسماً) ، لأنه يكون موجباً لتعريف الماهية بتمييزها عمّا عداها.

و (الثاني) لا يخلو أيضا عن أحد أمرين:

(أ) أن يكون واقعاً في طريق ما هو. ويسمي هنا (جنساً). و الجنس بهذا الاصطلاح يشمل الفصل باصطلاح باب الكليات، إذ لا فائدة تظهر في هذا الفن بين الجنس و الفصل.

وإنما كان الفصل من أقسام ما ليس بمساوٍ للموضوع، فلانه بحسب مفهومه وذاته بالقوة يمكن أن يقع علي الأشياء المختلفة بالحقيقة، و إن كان فعلاً لا يقع إلاّ علي الأشياء المتفقة الحقيقة، فإن الناطق مثلاً لا يقع فعلاً إلا علي أفراد الإنسان، ولكنه بالقوة وبحسب مفهومه يصلح للصدق علي غير الإنسان لو كان له النطق، فلا يمتنع فرض صدقه علي غير الإنسان. فلم يكن مفهوماً مساوياً للإنسان. وبهذا الاعتبار يسمي هنا (جنساً).

(ب) أن لا يكون واقعاً في طريق ما هو، ويسمي (عرضاً). و العرض شامل للعرض العام وللعرض الذي هو أخص من الموضوع، إذ أن كلاً منهما غير مساوٍ للموضوع، كما أنه غير واقع في جواب ما هو.

وعلي هذا فالمحمولات أربعة: حد، وخاصة، وجنس، وعرض. أما (النوع) فلا يقع محمولاً، لأنه إما أن يحمل علي الشخص أو علي الصنف، و لا اعتبار بحمله علي الشخص هنا، لأن موضوعات مباحث الجدل كليات. و اما الصنف فحمل النوع عليه بمثابة حمل اللوازم، لأن النوع ليس نوعاً للصنف، فيدخل النوع من هذه الجهة في باب العرض.

وعليه فالنوع بما هو نوع لا يقع محمولاً في

القضية. بل إنما يقع موضوعاً فقط.

إذا عرفت أقسام المحمولات علي النحو المتقدم الذي يهم الجدلي فاعلم أنه لا يتعلق غرض المجادل في مقام المخاصمة في أن محموله في مطلوبه أي قسم منها، فإن كل غرضه أن يتوصل إلي إثبات حكم أو إبطاله، أما أنه جنس أو خاصة أو أي شيء آخر فليس ذلك يحتاج إليه.

وإنما الذي يحتاج إليه قبل المخاصمة و المجادلة أو يعد المواضع لاستنباط المشهورات التي تنفعه عند المخاصمة. وإعداد هذه المواضع في هذه الصناعة يتوقف علي تفصيل المحمولات حسب تلك الأقسام ليعرف لكل محمول ما يناسبه من المواضع.

وعليه فالمواضع منها ما يخص الحد مثلاً فينظر لأجل إثباته في أنه يجب أن يكون موجوداً لموضوعه و انه مساوٍ له و انه واقع في طريق ما هو و انه قائم مقام الاسم في الدلالة علي الموضوع.

ومنها ما يخص الخاصة، فينظر لأجل إثباتها في أنها يجب أن تكون موجودة لموضوعها و انه مساوية له و انه غير واقعة في طريق ما هو … و هكذا باقي أقسام المحمولات.

فتكون المواضع علي ما تقدم أربعة أصناف:

ثم إن هناك مواضع عامة للإثبات و الإبطال لا يخص أحد المحمولات الأربعة بالخصوص وتنفع في جميع المحمولات. وتسمي (مواضع الإثبات و الإبطال).

فيضاف هذا الصنف إلي الأصناف السابقة، فتكون خمسة.

ثم لا حظوا إن كثيراً ما يهم الجدلي إثبات أن هذا المحمول أشد من غيره أو اضعف أو أولي و غير أولي. و هذا إنما يصح فرضه في الأعراض الخاصة لأنها هي التي تقبل التفاوت. فزادوا صنفاً سادساً وسمّوه (مواضع الأولي و الآثر) ثم لا حظوا أنه قد يتوجه نظر الجدلي إلي بحث آخر، و هو إثبات الاتحاد بين الشيئين إما بحسب الجنس

أو النوع أو العارض أو الوجود؛ فسمّوا المواضع في ذلك (مواضع هو هو).

وعلي هذا فتكون المواضع سبعة، وتفصيل هذه المواضع يحتاج إلي فن مستقل لا تسعه هذه الرسالة المختصرة. علي أن كل مجادل مختص بفن كالفقيه و المتكلم و المحامي و السياسي لا بد أن يتقن فنّه قبل أن يبرز إلي الجدال فيطلع علي ما فيه من مشهورات ومسلّمات و ما يقتضيه من المشهورات. فلا تكون له كبير حاجة إلي معرفة المواضع في علم المنطق وتحضيرها من طريقه.

ولأجل ألا نكون قد حرمنا الطالب من التنبه للمقصود من المواضع نذكر بعض المواضع لبعض الأصناف السبعة المتقدمة، ونحيله علي الكتب المطولة في هذا الفن إذا أراد الاستزادة، فنقول.

4 مواضع الإثبات و الإبطال

مواضع الإثبات و الإبطال نفعها عام في جميع المحمولات كما تقدم، وإثبات وإبطال الأعراض داخلة في هذا الباب أيضاً. وأشهر المواضع في هذا الباب عدّوها عشرين موضعاً، و ما ذكرناه من أمثلة المواضع فيما سبق هي من مواضع الإثبات و الإبطال. ونذكر الآن مثالاً واحداً غيرها، وهو:

أن العارض علي المحمول عارض علي موضوعه، فيمكن أن تثبت عروض شيء للموضوع بعروضه لمحموله، وتبطل عروضه للموضوع بعدم عروضه لمحموله، فمثلاً يقال:

الجمهور عاطفي. فالجمهور موضوع وعاطفي محمول. و هذا المحمول و هو العاطفي يوصف بأنه تقوي فيه طبيعة المحاكاة فيثبت من ذلك ان الجمهور يوصف بأنه تقوي فيه طبيعة المحاكاة.

ويقال ايضا:

السياسي نفعي. ثم إن هذا المحمول، و هو النفعي، يوصف بانه يقدّم منفعته الخاصة علي المصلحة العامة. فيثبت أن السياسي يقدم منفعته الخاصة علي المصلحة العامة.

ويقال ايضا:

الصادق عادل. ثم إن هذا المحمول، و هو العادل. لا يوصف بكونه ظالماً أي لا يعرض عليه الظلم. فيبطل بذلك كون الصادق ظالماً.

ومعني هذا الموضع أنك

تستنبط من مشهورين مشهوراً ثالثاً. و المشهوران هما حمل المحمول علي موضوعه واتصاف المحمول بصفة كالمثالين الأولين، فتستنبط المشهور الثالث و هو حمل صفة المحمول علي الموضوع. أو المشهوران هما حمل المحمول علي موضوعه وعدم اتصاف المحمول بصفة كالمثال الأخير، فتستنبط منهما المشهور الثالث و هو إبطال اتصاف الموضوع بتلك الصفة.

5 مواضع الأولي و الآثر

أصل هذا الباب ترجيح شيء واحد من شيئين بينهما مشاركة في بعض الوجوه. و الألفاظ المستعملة المتداولة في التفضيل هي كلمة آثر وأولي وأفضل وأكثر وأازيد وأشد وأشرف وأقدم و ما يجري مجري ذلك. و ما يقابل كل واحد منها، مثل الأنقص و الأخس و الأقل و الأضعف وهكذا. ولكل من كلمات التفضيل هذه خصوصية يطول الكلام في شرحها.

وإنما يحتاج إلي المواضع في هذا الباب ففي الأمور التي لا يظهر فيها التفاضل لأول وهلة، و إلاً فما هو ظاهر التفاضل فيه مثل إن الشمس أكثر ضوءاً من القمر يكون إيراد المواضع لإثباته حشواً ولغواً.

وكثيراً ما يقع التنازع بين الناس في تفضيل شخص علي شخص أو شيء علي شيء، من ماكولات وملبوسات ومسكونات ومراتب ووظائف وأخلاق وعادات … وهكذا.

والتنازع تارة يكون من هو الأفضل مع الاتفاق علي وجه الفضيلة، كأن يتنازع شخصان في أن حاتم الطائي أكثر كرماً أم معن بن زائدة مع الاتفاق بينهما علي أن الكرم فضيلة و انه قد اتصفا بها معاً. ومثل هذا النزاع إنما يتوقف علي ثبوت حوادث تاريخية تكشف عن الأفضلية و ليس علي هذا الفن.

وأخري يكون النزاع في وجه الافضلية كأن يتنازعا في أنه أيهما أولي بأن يوصف بالكرم، مع الاتفاق علي أن معناً مثلاً يجود بفضل ما له وحاتماً يجود بكل ما يملك، و مع الاتفاق أيضاً

علي أن ما جاد به معن أكثر بكثير في تقدير المال مما جاد به حاتم. وحينئذ يكون النزاع في العبرة في الأفضلية بالكرم هل هو بمقدار العطاء فيكون معن أفضل من حاتم أو بما يتحقق به معني الإيثار فيكون حاتم أفضل.

ويمكن أن يتمسك القائل الأول بموضع في هذا الباب، و هو (إن ما يفيد خيراً أكثر فهو آثر وأولي بالفضل) ، فيكون معن أفضل. ويمكن أن يتمسك القائل الثاني بموضع آخر فيه، و هو «إن ما ينبعث من تضحية أكثر بالحاجة و النفس فهو آثر وأولي بالفض» فيكون حاتم أفضل. فهذان موضعان من هذا الباب يمكن أن يستدل بهما الخصمان المتجادلان.

هذا أقصي ما أمكن بيانه من المواضع. وعليك بالمطولات في استقصائها إن أردت، و من الله تعالي التوفيق.

3 الوصايا
1 تعليمات للسائل

تقدم في الباب الأول من هو (السائل). وعليه لتحصيل غرضه و هو الحصول علي اعتراف (المجيب) أن يتبع التعليمات الثلاثة الآتية:

1 أن يحضر لديه قبل توجيه السؤال الموضع أو المواضع التي منها يستخرج المقدمة المشهورة اللازمة له.

2 أن يهييء في نفسه قبل السؤال أيضاً الطريقة و الحيلة التي يتوسل بها لتسليم المجيب بالمقدمة و التشنيع علي منكرها.

3 لما كان من اللازم عليه أن يصرح بما يضمره في نفسه من المطلوب الذي يستلزم نقض وضع الخصم فليجعل هذا التصريح آخر مراحل أسئلته وكلامه، بعد أن يأخذ من الخصم الاعتراف و التسليم بما يريد ويتوثق من عدم بقاء مجال عنده للإنكار.

هذه هي الخطوط الأولي الرئيسة التي يجب أن يتبعها السائل في مهمته. ثم لأخذ الاعتراف طرق كثيرة، ينبغي أن يتبع إحدي الوصايا () الآتية لتحقيقها:

1 ألاّ يطلب من أول الأمر التسليم من الخصم بالمقدمة اللازمة لنقض وضعه. وبعبارة ثانية:

ينبغي ألاّ يقتحم الميدان في الجدل في أول جولة بالسؤال عن نفس المقدمة المطلوبة له. و السر في ذلك أن المجيب حينئذ يكون في مبدأ قوته وانتباهه، فقد يتنبه الي مطلوب السائل، فيسرع في الإنكار ويعاند.

2 و إذا انتهي به السؤال عن المطلوب، فلا ينبغي أيضاً أن يوجه السؤال رأساً عن نفس المطلوب، خشية أن يشعر الخصم فيفّر من الاعتراف، بل له مندوحة عن ذلك باتّباع أحد الطرق أو الحيل () الاتية:

(الاولي) ان يوجه السؤال عن امر اعم من مطلوبه، فاذا اعترف بالاعم الزمه قهرا بالاعتراف بالاخص بطريقة القياس الاقتراني.

(الثانية) ان يوجه السؤال عن امر اخص، فاذا اعترف به، فبطريقة الاستقراء يستطيع ان يلزم خصمه بمطلوبه.

(الثالثة) ان يوجه السؤال عن امر يساويه، فاذا اعترف به، فبطريقة التمثيل يتمكن من الزامه اذا كان ممن يري التمثيل حجة.

(الرابعة) ان يعدل عن السؤال عن الشيء الي السؤال عما يشتق منه، مثل ما اذا اراد ان يثبت ان الغضبان مشتاق للانتقام فقد ينكر الخصم ذلك لو سئل عنه فيدعي مثلا ان الاب يغضب علي ولده و لا يشتاق الي الانتقام منه، فيعدل الي السؤال عن نفس الغضب، فيقال:

اليس الغضب هو شهوة الانتقام؟ فاذا اعترف به يقول له: إذن الغاضب مشتهٍ للانتقام.

(الخامسة) ان يقلب السؤال بما يوهم الخصم ان يريد الاعتراف منه بنقيض ما يريد، كما لو أراد مثلا اثبات ان اللذة خير، فيقول:

أليست اللذة ليست خيراً؟

فهذا السؤال قد يوهم المخاطب أنّه يريد الاعتراف بنقيض المطلوب، فيبادر عادة الي الاعتراف بالمطلوب إذا كان من طبعه العناد لما يريده السائل.

ولكلّ من هذه الحيل الخمس مواضع قد تنفع فيها احداها و لا تنفع الاخري.

فعلي السائل الذكي ان يختار ما يناسب المقام.

3 ألا

يرتب المقدمات في المخاطبة ترتيباً قياسياً علي وجه يلوح للخصم انسباقها الي المطلوب، بل ينبغي ان يشوش المقدمات ويخل بترتيبها فيراوغ في الوصول الي المطلوب علي وجه لا يشعر الخصم.

4 ان يتظاهر في سؤاله أنّه كالمستفهم الطالب للحقيقة المقدم للانصاف علي الغلبة، بل ينبغي أن يلوح عليه الميل الي مناقضة نفسه وموافقة خصمه، لينخدع به الخصم المعاند فيطمئن اليه. وحينئذ يسهل عليه استلال الاعتراف منه من حيث يدري و لا يدري.

5 ان يأتي بالمقدمات في كثير من الأحوال علي سبيل مضرب المثل أو الخبر، ويدعي في قوله ظهور ذلك وشهرته وجري العادة عليه، ليجد الخصم إن جحدها أمام الجمهور مما يوجب الاستخفاف به و الاستهانة له، فيجبن عن انكارها.

6 أن يخلط الكلام بما لا ينفع في مقصوده، ليضيع علي الخصم ما يريده من المقدمة المطلوبة بالخصوص. و الأفضل أن يجعل الحشو حقاً مشهوراً في نفسه، فإنه يضطر إلي التسليم به، و إذا سلّم به أمام الجمهور قد يندفع مضطراً إلي التسليم بما هو مطلوب انسياقاً مع الجمهور الذي يفقد علي الأكثر قوة التمييز.

7 إن من الخصوم من هو مغرور بعلمه معتد بذكائه، فلا يبالي أن يسلّم في مبدأ الأمر بما يلقي عليه من الأسئلة، ظناً منه بأن السائل لا يتمكن من أن يظفر منه بتسليم ما يهدم وضعه وبأنه يتمكن حينئذ من اللجاج و العناد.

فمثل هذا الشخص ينبغي للسائل أن يمهد له بتكثير الأسئلة عما لا جدوي له في مقصوده، حتي اذا استنفذ غاية جهده قد يتسرب إليه الملل و الضجر فيضيع عليه وجه القصد أو يخضع للتسليم.

8 إذا انتهي إلي مطلوبه من الاستلزام لنقض وضع الخصم فعليه أن يعبر عنه بأسلوب قوي الأداء لا

يشعر بالشك و الترديد، و لا يلقيه علي سبيل الاستفهام، فإن الاستفهام هنا يضعف أسلوبه فيفتح به للخصم مجالاً لإنكار الملازمة أو إنكار المشهور، فيرجع الكلام من جديد جذعاً. و قد يشق عليه أن يوجه هذه المرة أسئلة نافعة في المقصود، فيغلب علي أمره.

9 أن يفهم نفسية الجماعات و الجماهير من جهة أنها تنساق إلي الأغراء وتتاثر ببهرجة الكلام حتي يستغل ذلك للتأثير فيها، و المفروض أن الغرض الأصيل من الجدل التغلب علي الخصم أمام الجمهور. وينبغي له أن يلاحظ أفكار الحاضرين ويجلب رضاهم باظهار أن هدفه نصرتهم وجلب المنفعة لهم، ليسهل عليه أن يجرهم إلي جانبه فيسلموا بما يريد التسليم به منهم. وبهذا يستطيع ان يقهر خصمه علي الموافقة للجمهور في تسليم ما سلّموا به، لأن مخالفة الجمهور فيما اتفقوا عليه أمامهم يشعر الإنسان بالخجل و الخيبة.

10 و هو آخر وصايا السائل اذا ظهر علي الخصم العجز عن جوابه وانقطع عن الكلام فلا يحسن منه أن يلح عليه أو يسخر منه أو يقدح فيه، بل لا يحسن أن يعقبه بكل كلام يظهر مغلوبيته وعجزه، فإن ذلك قد يثير الجمهور نفسه ويسقط احترامه عندهم فيخسر تقديرهم من حيث يريد النجاح و الغلبة.

2 تعليمات للمجيب

إن (المجيب) كما قدمنا مدافع عن مهاجمة خصمه (السائل). و المدافع غالباً أضعف كفاحاً من المهاجم وأقرب إلي المغلوبية، لأن المبادأة بيد المهاجم، فهو يستطيع ان ينظم هجومه بالاسئلة كيف يشاء، ويترك منها ما يشاء. و المجيب علي الاكثر مقهور علي مماشاة السائل في المحاورة.

وعلي هذه فمهمة بالمجيب أشق وأدق، و اللازم له عدة طرق مترتبة يسلكها بالتدريج أولاً فأولاً، فإن لم يسلك الأول أخذ بالثاني وهكذا. و هي حسب الترتيب:

أولاً ان يحاول

الالتفاف علي السائل، بأن يحوّر الكلام إن استطاع فيعكس عليه الدائرة بتوجيه الأسئلة مهاجماً و لا بد أن السائل له وضع يلتزم به يخالف وضع المجيب. فينقلب حينئذ المهاجم مدافعاً و المدافع مهاجماً. وبهذه الطريقة يصبح أكثر تمكنا من الأخذ بزمام المحاورة، بل يصبح في الحقيقة هو السائل.

ثانياً إذا عجز عن الطريقة الأولي، و هي الالتفاف، يحاول إرباك السائل وإشغاله بأمور تبعد عليه المسافة كسباً للوقت كيما يعد عدته للجواب الشافي، مثل أن يجد في أسئلته لفظاً مشتركاً فيستفسر عن معانيه ليتركه يفصلها ثم يناقشه فيها. أو هو يتولي تفصيلها ليذكر أي المعاني يصح السؤال عنه وأيها لا يصح. و في هذه قد تحصل فائدة أخري فإنه بتفصيل المعاني المشتركة قد تنبثق له طريقة للهرب عمّا يلزمه به السائل بأن يعترف مثلاً بأحد المعاني الذي لا يلزم منه نقض وضعه.

ثالثاً إذا لم تنجح الطريقة الثانية و هي طريقة الإشغال و الإرباك يحاول إن استطاع الامتناع من الاعتراف بما يستلزم نقض وضعه. وينبغي أن يعلم أنه لا ضير عليه بالاعتراف بالمشهورات إذا كان وضعه مشهوراً حقيقياً، لأنه غالباً لا ينتج المشهور إلا مشهوراً، فلا يتوقع من المشهورات أن تنتج ما يناقض وضعه المشهور.

وليس معني الهرب من الاعتراف أن يمتنع من الاعتراف بكل شيء يلقي عليه. فإن هذه الحالة قد تظهره أمام الجمهور بمظهر المعاند المشاغب فيصبح موضعا للسخرية و النقد، بل يحاول الهرب من الاعتراف بخصوص ما يوجب نقض وضعه.

رابعا إذا وجد أن الطريقة الثالثة لا تنفع و هي طريقة الهرب من الاعتراف (وذلك عند ما يكون المسؤول عنه الذي يحذر من الاعتراف به مشهوراً مطلقاً، لان العناد في مثله أكثر قبحاً من الالتزام به) فعليه

الا يعلن عن إنكاره له صراحة، لأنه لو فعل ذلك في مثله فهو يخسر أمام الحاضرين كرامة نفسه، و في نفس الوقت يخسر وضعه الملتزم له. فلا مناص له حينئذ من اتباع أحد طريقين:

(الاول) أن يعلن الاعتراف. و لا ضير عليه في ذلك، لأنه إن دل علي شيء فإنّما يدل علي ضعف وضعه الذي يلتزمه لا علي قصور نفسه وعلمه. و هذا و إن كان من وجهة يكشف عن قصور نفسه إذ يلتزم بما لا ينبغي الالتزام به، ولكن ينبغي له لتلاقي ذلك في هذا الموقف (وهو أدق المواقف التي تمر علي المجيب المنصف المحب للحق و الفضيلة) أن يعلن أنه طالب للحق ومؤثر للانصاف و العدل له أو عليه.

وهذا لعله يعوض عما يخسر من المحافظة علي وضعه بالاحتفاظ علي سمعته وكرامته.

(الثاني) اذا وجد انه يعز عليه اعلان الاعتراف فان اخر ما يمكنه أن يفعله أن يتلطف في أسلوب الامتناع الذي التزمه لا يعترفون بذلك، فيلقي تبعة الانكار علي غيره. أو يقول:

كيف يطلب مني الاعتراف وأنا بعد لم أوضح مقصودي، فيؤجل ذلك الي مراجعة أو مشاورة، أو نحو ذلك من أساليب الهرب من التصريح بالانكار أو من التصريح بالاعتراف.

خامسا بعد أن تعز عليه جميع السبل من الهرب من الاعتراف، ويعترف بالمشهور، فإنه يبقي له طريق واحد لا غير.

و هو مناقشة الملازمة بين المشهور المعترف به وبين نقض وضعه، بأن يلحق المشهور مثلاً بقيود وشرائط تجعله لا ينطبق علي مورد النزاع، أو نحو ذلك من الأساليب التي يتمكن بها من مناقشة الملازمة. و هذه مرحلة دقيقة شاقة تحتاج الي علم ومعرفة وفطنة.

3 تعليمات مشتركة للسائل و المجيب او اداب المناظرة

(أولا) ان يكون ماهرا في عدة اشياء:

1 في إيراد عكس القياس، بأن يتمكن من

جعل القياس الواحد أربعة اقيسة بحسب تقابل التناقض و التضاد.

2 في إيراد العكس المستوي وعكس النقيض ونقض المحمول و الموضوع، فإن هذا يفيده في التوسع بإيراد الحجج المتعددة علي مطلوبه أو ابطال مطلوب غيره.

3 في إيراد مقدمات كثيرة لاثبات كل مطلوب من مواضع مختلفة و كذلك إبطاله. الي غير ذلك من أشياء تزيد في قوة إيراد الحجج المتعددة.

(ثانياً) ان يكون لسناً منطقياً يستطيع ان يجلب انتباه الحاضرين وانظارهم نحوه، ويحسن ان يثير اعجابهم به وتقديرهم لبراعته الكلامية.

(ثالثاً) ان يتخير الالفاظ الجزلة الفخمة، ويتجنب العبارات الركيكة العامية، ويتقي التمتمة و الغلطة في الالفاظ و الاسلوب، للسبب المتقدم.

(رابعاً) ألا يدع لخصمه مجال الاستقلال بالحديث فيستغل أسماع الحاضرين وانتباههم له، لأن استغلال الحديث في الاجتماع مما يعين علي الظهور عل الغير و الغلبة عليه.

(خامساً) أن يكون متمكنا من إيراد الامثال و الشواهد من الشعر و النصوص الدينية و الفلسفية و العلميّة وكلمات العظماء و الحوادث الصغيرة الملائمة. و ذلك عند الحاجة طبعا. بل ينبغي أن يكثر من ذلك ما وجد اليه سبيلاً، فانه يعنيه كثيراً علي تحقيق مقصوده و الغلبة علي خصمه. و المثل و الواحد قد يفعل في النفوس ما لا تفعله الحجج المنطقية من الانصياع اليه و التسليم به.

(سادساً) أن يتجنب عبارة الشتم و اللعن، و السخرية و الاستهزاء، و نحو ذلك مما يثير عواطف الغير ويوقظ الحقد و الشحناء. فإنَّ هذا يفسد الغرض من المجادلة التي يجب أن تكون بالتي هي احسن.

(سابعاً) ألا يرفع صوته فوق المألوف المتعارف، فاّن هذا لا يكسبه إلا ضعفاً، و لا يكون إلا دليلاً علي الشعور بالمغلوبية، بل الذي يجب عليه أن يلقي الكلام القوي الأداء لا يشعر بالتردد و

الارتباك و الضعف و الانهيار، و إن أداه بصوت منخفض هادئ فإن تأثيره هذا الاسلوب أعظم بكثير من تأثير إسلوب الصياح و الصراخ.

(ثامناً) أن يتواضع في خطاب خصمه، ويتجنب عبارات الكبرياء و التعاظم و الكلمات النابية القبيحة.

(تاسعاً) أن يتظاهر بالاصغاء الكامل لخصمه، و لا يبدأ بالكلام الا من حيث ينتهي من بيان مقصوده، فان الاستباق الي الكلام سؤالاً وجواباً قبل أن يتم خصمه كلامه يربك علي الطرفين سير المحادثة ويعقد البحث من جهة ويثير غضب الخصم من جهة اخري.

(عاشراً) أن يتجنب (حد الامكان) مجادلة طالب الرياء و السمعة ومؤثر الغلبة و العناد ومدعي القوة و العظمة، فان هذا من جهة يعديه بمرضه فينساق بالاخير مقهوراً الي ان يكون شبيها به في هذا المرض.

و من جهة اخري لا يستطيع مع مثل هذا الشخص أن يتوصل الي نتيجة مرضية في المجادلة.

ولو اضطر الي مجادلة مثل هذا الخصم، فلا ضير عليه أن يستعمل الحيل في محاورته ويغالطه في حججه، بل لا ضير عليه في استعمال حتي مثل الاستهزاء و السخرية واخجاله.

و (الوصية الاخيرة) لكل مجادل مهما كان الا يكون همه الا الوصول الي الحق وايثار الانصاف و إن ينصف خصومه من نفسه، ويتجنب العناد بالاصرار علي الخطأ، فانّه خطأ ثان، بل ينبغي أن يعلن ذلك ويطلبه من خصمه بالحاح حتي لا يشذّ الطرفان عن طلب الحق و العدل و الانصاف.

وهذا أصعب شيء يأخذ الانسان به نفسه، فلذلك عليه أن يستعين علي نفسه بطلب المعونة من الله سبحانه فإنّه تعالي مع المتقين الصابرين.

2 الاستقراء
حل الشبهة

فنقول في حل الشبهة إن الاستقراء علي أنحاء:

1 أن يبني علي صرف المشاهدة فقط، فإذا شاهد بعض الجزئيات او أكثرها أن لها وصفاً واحداً، استنبط أن

هذا الوصف يثبت لجميع الجزئيات كمثال استقراء بعض الحيوانات أنها تحرك فكها الأسفل عند المضغ. ولكن هذا الاستنباط قابل للنقض فلا يكون الحكم فيه قطعياً و علي هذا النحو اقتصر نظر المنطقيين القدماء في بحثهم.

2 أن يبني مع ذلك علي التعليل أيضاً. بأن يبحث المشاهد لبعض الجزئيات عن العلة في ثبوت الوصف فيعرف أن الوصف إنما ثبت لتلك الجزئيات المشاهدة لعلة أو خاصية موجودة في نوعها و لا شبهة عند العقل أن العلة لا يتخلف عنها معلولها أبداً. فيجزم المشاهد المستقري حينئذ جزماً قاطعاً بثبوت الوصف لجميع جزئيات ذلك النوع و إن لم يشاهدها. كما إذا شاهد الباحث أن بعض العقاقير يؤثر الإسهال فبحث عن علة هذا التأثير وحلل ذلك الشيء إلي عناصره، فعرف تاثيرها في الجسم الإسهال في الأحوال الاعتيادية، فانه يحكم بالقطع أن هذا الشيء يحدث هذا الأثر دائماً.

وجميع الاكتشافات العلمية وكثير من أحكامنا علي الأمور التي نشاهدها من هذا النوع، و ليست هذه الأحكام قابلة للنقض فلذلك تكون قطعية، كحكمنا بأن الماء ينحدر من المكان العالي، فإنا لا نشك فيه مع أنا لم نشاهد من جزئياته إلاّ أقل القليل، و ما ذلك إلا لأنا عرفنا السر في هذا الانحدار. نعم اذا انكشف للباحث خطأ ما حسبه أنه عله و إن للوصف علة أخري فلا بد أن يتغير حكمه وعلمه.

3 أن يبني علي بديهة العقل، كحكمنا بأن الكل أعظم من الجزء فإن تصور الكل وتصور الجزء وتصور معني أعظم هو كاف لهذا الحكم. و ليس هذا في الحقيقة استقراء لأنه لا يتوقف علي المشاهدة، فإن تصور الموضوع و المحمول كاف للحكم و إن لم تشاهد جزئياً واحداً منها.

4 أن يبني علي المماثلة الكاملة

بين الجزئيات، كما إذا اختبرنا بعض جزئيات نوع من الثمر فعلمنا بأنه لذيذ الطعم مثلاً فإنا نحكم حكماً قطعياً بأن كل جزئيات هذا النوع لها هذا الوصف، و كما إذا برهنا مثلاً علي أن مثلثاً معيناً تساوي زواياه قائمتين فإنا نجزم جزماً قاطعاً بإن كل مثلث هكذا، فيكفي فيه فحص جزئي واحد، و ما ذلك إلا لأن الجزئيات متماثلة متشابهة في التكوين فوصف واحد منها يكون وصفاً للجميع بغير فرق.

وبعد هذا البيان لهذه الأقسام الأربعة يتضح أن ليس كل استقراء ناقص لا يفيد اليقين إلا إذا كان مبنياً علي المشاهدة المجردة، ويسمي القسم الثاني و هو الاستقراء المبني علي التعليل في المنطق الحديث (بطريق الاستنباط) أو طريق البحث العلمي و له أبحاث لا يسعها هذا الكتاب.

شبهة مستعصية

إن القياس الذي هو العمدة في الأدلة علي المطالب الفلسفية و هو المفيد لليقين لما كان يعتمد علي مقدمة كلية علي كل حال، فإن الأساس فيه لا محالة هو الاستقراء، لما قدمنا أن كل قاعدة كلية لا تحصل لنا إلاّ بطريق فحص جزئياتها.

ولا شك أن أكثر القواعد العامة غير متناهية الأفراد، فلا يمكن تحصيل الاستقراء التام فيها.

فيلزم علي ذلك أن تكون أكثر قواعدنا التي نعتمد عليها لتحصيل الأقيسة ظنية، فيلزم أن تكون أكثر أقيستنا ظنية وأكثر أدلتنا غير برهانية في جميع العلوم و الفنون. و هذا ما لا يتوهمه أحد.

فهل يمكن أن ندعي أن الاستقراء الناقص يفيد العلم اليقيني، فنخالف جميع المنطقيين الأقدمين. ربما تكون هذه الدعوي قريبة إلي القبول، إذ تجد أنا نتيقّن بامور عامة و لم يحصل لنا استقراء جميع أفرادها، كحكمنا قطعاً بأن الكل أعظم من الجزء، مع استحالة استقراء جميع ما هو كل و ما

هو جزء، وكحكمنا بأن الاثنين نصف الأربعة مع استحالة استقراء كل اثنين وكل أربعة، وكحكمنا بأن كل نار محرقة و إن كل إنسان يموت مع استحالة استقراء جميع أفراد النار و الإنسان … و هكذا ما لا يحصي من القواعد البديهية فضلاً عن النظرية.

أقسامه

والاستقراء علي قسمين تام وناقص لأنه إما أن يتصفح فيها حال الجزئيات بأسرها أو بعضها.

والأول (التام) ، و هو يفيد اليقين. وقيل بأنه يرجع إلي القياس المقسم () المستعمل في البراهين، كقولنا: كل شكل إما كروي و اما مضلع وكل كروي متناه وكل مضلع متناه، فينتج (كل شكل متناه).

والثاني (الناقص) و هو ألاّ يفحص المستقري إلاّ بعض الجزئيات كمثال الحيوان من أنه يحرك فكه الأسفل عند المضغ، بحكم الاستقراء لأكثر أنواعه.

وقالوا إنه لا يفيد إلاّ الظن لجواز أن يكون أحد جزئياته ليس له هذا الحكم، كما قيل إن التمساح يحرك فكه الأعلي عند المضغ.

تعريفه

عرفنا الاستقراء فيما سبق بأنه هو «أن يدرس الذهن عدة جزئيات فيستنبط منها حكماً عاماً» كما لو درسنا عدة أنواع من الحيوان فوجدنا كل نوع منها يحرك فكه الأسفل عند المضغ، فنستنبط منها قاعدة عامة، وهي: إن كل حيوان يحرك فكه الأسفل عند المضغ.

والاستقراء هو الأساس لجميع أحكامنا الكلية وقواعدنا العامة، لأن تحصيل القاعدة العامة و الحكم الكلي لا يكون إلاّ بعد فحص الجزئيات واستقرائها فإذا وجدناها متحدة في الحكم نلخص منها القاعدة او الحكم الكلي. فحقيقة الاستقراء هو الاستدلال بالخاص علي العام، وعكسه القياس، و هو الاستدلال بالعام علي الخاص، لأن القياس لا بد أن يشتمل علي مقدمة كلية الغرض منها تطبيق حكمها العام علي موضوع النتيجة.

3 التمثيل
تعريفه

هذا ثالث أنواع الحجة وبه تنتهي مباحث (الباب الخامس). و التمثيل علي ما عرفناه سابقاً هو «أن ينتقل الذهن من حكم أحد الشيئين إلي الحكم علي الآخر لجهة مشتركة بينهما». وبعبارة اخري هو: «إثبات الحكم في جزئي لثبوته في جزئي آخر مشابه له».

و (التمثيل) هو المسمي في عرف الفقهاء (بالقياس) الذي يجعله اهل السنة من أدلة الأحكام الشرعية. و الإمامية ينفون حجيته ويعتبرون العمل به محقاً للدين وتضييعاً للشريعة.

مثاله: إذا ثبت عندنا أن النبيذ يشابه الخمر في تاثير السكر علي شاربه، و قد ثبت عندنا أن حكم الخمر هو الحرمة، فلنا أن نستنبط أن النبيذ أيضاً حرام أو علي الأقل محتمل الحرمة للاشتراك بينهما في جهة الإسكار.

اركانه

وللتمثيل أربعة أركان:

1. (الأصل) و هو الجزئي الأول المعلوم ثبوت الحكم له، كالخمر في المثال.

2. (الفرع) و هو الجزئي الثاني المطلوب إثبات الحكم له كالنبيذ في المثال.

3. (الجامع) و هو جهة الشبه بين الأصل و الفرع. كالإسكار في المثال.

4. (الحكم) المعلوم ثبوته في الأصل و المراد إثباته للفرع، كالحرمة في المثال.

فإذا توفرت هذه الأركان انعقد التمثيل، فلو كان الأصل غير معلوم الحكم أو فاقداً للجامع المشترك لا يحصل التمثيل. و هذا واضح.

قيمته العلمية

إن التمثيل علي بساطته من الأدلة التي لا تفيد إلاّ الاحتمال. لأنه لا يلزم من تشابه شيئين في أمر بل في عدة أمور أن يتشابها من جميع الوجوه، فإذا رأيت شخصاً مشابها لشخص آخر في طوله أو في ملامحه أو في بعض عاداته و كان أحداهما مجرماً قطعاً فإنه ليس لك أن تحكم علي الآخر بأنه مجرم أيضاً، لمجرد المشابهة بينهما في بعض الصفات أو الأفعال.

نعم إذا قويت وجوه الشبه بين الأصل و الفرع وكثرت يقوي عندك الاحتمال حتي يقرب من اليقين ويكون ظناً. و القيافة من هذا الباب، فإنا قد نحكم علي شخص أنه صاحب أخلاق فاضلة أو شرير بمجرد أن نراه لأنا كنا قد عرفنا شخصاً قبله يشبهه كثيراً في ملامحه أو عاداته و كان ذا خلق فاضل أو شريراً … ولكن كل ذلك لا يغني عن الحق شيئاً.

غير أنه يمكن أن نعلم أن (الجامع) أي جهة المشابهة علة تامة لثبوت الحكم في الأصل، وحينئذ نستنبط علي نحو اليقين أن الحكم ثابت في الفرع لوجود علته التامة فيه، لأنه يستحيل تخلف المعلول عن علته التامة. ولكن الشأن كله إنما هو في إثبات أن الجامع علة تامة للحكم. لأنه يحتاج إلي بحث

وفحص ليس من السهل الحصول عليه حتي في الأمور الطبيعية. و التمثيل من هذه الجهة يلحق بقسم الاستقراء المبني علي التعليل الذي أشرنا اليه سابقاً، بل هو نفسه.

أما اثبات أن الجامع هو العلة التامة لثبوت الحكم في المسائل الشرعية، فليس لنا طريق إليه إلا من ناحية الشارع نفسه، ولذا لو كانت العلة منصوصاً عليها من الشارع فإنه لا خلاف بين الفقهاء جميعاً في الاستدلال بذلك علي ثبوت الحكم في الفرع، كقوله: «ماء البئر واسع لا يفسده شيء … لأن له مادة»، فإنه يستنبط منه أن كل ماء له مادة كماء الحمّام وماء حنفية الإسالة فهو واسع لا يفسده شيء.

وفي الحقيقة أن التمثيل المعلوم فيه أن الجامع علة تامة يكون من باب القياس البرهاني المفيد لليقين، إذ يكون فيه الجامع حدا أوسط و الفرع حداً أصغر و الحكم حداً أكبر، فنقول في مثال الماء:

1. ماء الحمّام له مادة.

2. وكل ماء له مادة واسع لا يفسده شيء (بمقتضي التعليل في الحديث).

ينتج … ماء الحمّام واسع لا يفسده شيء.

وبهذا يخرج عن اسم التمثيل واسم القياس باصطلاح الفقهاء الذي كان محل الخلاف عندهم.

تمرينات علي الاقيسة

1 استدل بعضهم علي نفي الوجود الذهني بأنه لو كانت الماهيات موجودة في الذهن لكان الذهن حاراً بارداً بتصور الحرارة و البرودة ومستقيماً ومستديراً و هكذا و اللازم باطل فالملزوم مثله. و المطلوب ان تنظم هذا الكلام قياساً منطقياً مع بيان نوعه.

2 استدل بعضهم علي أن الله تعالي عالم بأن فاقد الشيء لا يعطيه، و هو سبحانه قد خلق فينا العلم فهو عالم، فبين نوع هذا الاستدلال ونظمه.

3 المروي أن العلماء ورثة الأنبياء ولكنهم لمّا لم يرثوا منهم المال و العقار فقد ورثوا العلم و الأخلاق،

فهل هذا استدلال منطقي؟ وبين نوعه.

4 استدل بعضهم علي ثبوت الوجود الذهني فقال:

«لا شك في أنا نحكم حكماً إيجابياً علي بعض الأشياء المستحيلة كحكمنا بأن اجتماع النقيضين يغاير اجتماع الضدين. و الموجبة تستدعي وجود موضوعها و لما لم يكن هذا الوجود في الخارج فهو في الذهن» فكيف تنظم هذا الدليل علي القواعد المنطقية مع بيان نوعه و انه بسيط أو مركب. مع العلم أن قوله:

«ولما لم يكن هذا الوجود … الخ» عبارة عن قياس استثنائي.

5 واستدلوا علي لزوم وجود موضوع القضية الموجبة بأن ثبوت شيء لشيء يستدعي ثبوت المثبت له، فكيف تنظم هذا الكلام قياساً منطقياً.

6 ضع القضايا الآتية في صورة قياس مع بيان نوعه وشكله «صاحب الحجة البرهانية لا يغلب» لأنه «كان علي حق» و «كل صاحب حق لا يغلب». و إذا كانت القضية الاولي شرطية علي هذه الصورة: «إذا كانت الحجة برهانية فصاحبها لا يغلب» فكيف تؤلف المقدمات لتجعل هذه الشرطية نتيجة لها و من أي نوع يكون القياس حينئذ.

7 ضع القضايا الآتية في صورة قياس مع بيان نوعه: «إنما يخشي الله من عباده العلماء» ولكن «لما لم يخش خالد الله سبحانه فهو ليس من العلماء».

8 ما الشكل الذي ينتج جميع المحصورات الأربع.

9 افحص عن السر في الشكل الثالث الذي يجعله لا ينتج إلا جزئية.

10 في أي شكل يجوز فيه أن تكون كبراه جزئية ويكون منتجاً.

11 اذا كانت إحدي المقدمتين في القياس جزئية فلماذا يجب أن تكون المقدمة الأخري كلية.

12 إذا كانت الصغري في القياس سالبة فهل يجوز أن تكون الكبري جزئية ولماذا؟

13 كيف نحصل النتيجة من هذين المنفصلتين: «الإنسان إما عالم أو جاهل» حقيقية. و «الإنسان إما جاهل أو سعيد» مانعة خلو.

14

هل يمكن أن نؤلف من المنفصلتين الآتيتين قياساً منتجاً: «إما أن يسعي الطالب أو لا ينجح في الامتحان» مانعة خلو. و «الطالب إما أن يسعي أو يتهاون» مانعة جمع.

15 جاء سائل إلي شخص وألخ بالطلب كثيراً فاستنتج المسؤول من الحاحه أنه ليس بمستحق و هذا الاستنتاج بطريق قياس الاستثناء فكيف تستخرجه؟

16 ارجع البراهين في قاعدة نقض المحمول (من صفحة 186 الي 190) إلي قياسات منطقية طبقاً لما عرفته من القواعد في القياس البسيط و المركب.

17 حاول أن تطبق أيضاً البراهين في عكس النقيض علي قواعد القياس.

18 البرهان علي نقض محمول الموجبة الكلية (صفحة 186) يمكن إرجاعه إلي قياس المساواة وإلي قياس شرطي من متصلتين، فكيف ذلك؟ و كذلك نظائره.

الباب السادس: الصّناعات الخمس

تمهيد
اشارة

تقدم أن للقياس مادة وصورة. و البحث عنه يقع من كلتا الجهتين. و ما تقدم في (الباب الخامس) كان بحثاً عنه من جهة صورته، أي هيئة تأليفه، علي وجه لو تألف القياس بحسب الشروط التي للهيئة و كانت مقدماته (أي مواده) مسلّمة صادقة كان منتجاً لا محالة، أي كانت نتيجته صادقة تبعاً لصدق مقدماتها. ومعني ذلك أن القياس إذا احتفظ بشروط الهيئة فإن مقدماته لو فرض صدقها فإن صدقها يستلزم صدق النتيجة.

ولا يبحث هناك عماً إذا كانت المقدمات صادقة في أنفسها أم لا، بل إنما يبحث عن الشروط التي بموجبها يستلزم صدق النتيجة، علي تقدير فرض صدق المقدمات.

وقد حل الآن الوفاء بما وعدناك به من البحث عن القياس من جهة مادته.

والمقصود من المادة مقدماته في أنفسها مع قطع النظر عن صحة تأليفها بعضها مع بعض. و هي تختلف من جهة الاعتقاد بها و التسليم بصدقها وعدمهما، و إن كانت صورة القياس واحدة لا تختلف: فقد تكون

القضية التي تقع مقدمة مصدقاً بها و قد لا تكون. و المصدق بها قد تكون يقينية و قد تكون غير يقينية، علي التفصيل الذي سيأتي.

وبحسب اختلاف المقدمات، وبحسب ما تؤدي إليه من نتائج، وبحسب أغراض تأليفها، ينقسم القياس الي البرهان و الجدل و الخطابة و الشعر و المغالطة.

والبحث عن هذه الاقسام الخمسة او استعمالها هي (الصناعات الخمس) ، فيقال مثلا: صناعة البرهان. صناعة الجدل … هكذا.

وقبل الدخول في بحثها واحدة واحدة تذكر من باب المقدمة انواع القضايا المستعملة في القياس واقسامها. او فقل حسب الاصطلاح العلمي (مبادئ الاقيسة). ثم نذكر بعد ذلك الصناعات في خمسة فصول:

المقدمة في مبادئ الأقيسة

سبق أن قلنا في تصدير الباب الخامس: أنه لا يجب في كل قضية أن تطلب بدليل وحجة، بل لا بد من الانتهاء في الطلب إلي قضايا مستغنية عن البيان وإقامة الحجة.

والسّر في ذلك أن مواد الأقيسة سواء كانت يقينية أو غير يقينية إما أن تكون في حد نفسها مستغنية عن البيان وإقامة الحجة، بمعني أنه ليس من شأنها أن تكون مطلوبة بحجة، و اما ان تكون محتاجة إلي البيان. ثم هذه الأخيرة المحتاجة لا بد أن ينتهي طلبها الي مقدمات مستغنية بنفسها عن البيان والا لزم التسلسل في الطلب الي غير النهاية. او نقول: انه يلزم من ذلك إلاّ ينتهي الإنسان الي علم أبداً، ويبقي في جهل إلي آخر الآباد. و الوجدان يشهد علي فساد ذلك.

وهاتيك المقدمات المستغنية عن البيان تسمّي (مبادئ المطالب) أو (مبادئ الأقيسة). و هي ثمانية أصناف: يقينيات، ومظنونات، ومشهورات، ووهميات، ومسلمات، ومقبولات، ومشبهات، ومخيلات. ونذكرها الان بالتفصيل:

1. اليقينات
اشارة

تقدم في أول الجزء الأول أن لليقين معنيين: اليقين بالمعني الأعم و هو مطلق الاعتقاد الجازم، و اليقين بالمعني الأخص و هو الاعتقاد المطابق للواقع الذي لا يحتمل النقيض لا عن تقليد.

والمقصود باليقين هنا هو هذا المعني الأخير، فلا يشمل الجهل المركب و لا الظن و لا التقليد و إن كان معه جزم.

توضيح ذلك إن اليقين بالمعني الأخص يتقوم من عنصرين: (الأول) إن ينضم إلي الاعتقاد بمضمون القضية اعتقاد ثانٍ إما بالفعل أو بالقوة القريبة من الفعل أن ذلك المعتقد به لا يمكن نقضه. و هذا الاعتقاد الثاني هو المقوم لكون الاعتقاد جازماً أي اليقين بالمعني الأعم.

و (الثاني) أن يكون هذا الاعتقاد الثاني لا يمكن زواله. وإنما يكون كذلك اذا كان مسبباً عن علته

الخاصة الموجبة له فلا يمكن انفكاكه عنها. وبهذا يفترق عن التقليد لأنه ان كان معه اعتقاد ثان فان هذا الاعتقاد يمكن زواله لأنه ليس عن علة توجبه بنفسه، بل إنما هو من جهة التبعية للغير ثقة به وإيماناً بقوله فيمكن فرض زواله، فلا تكون مقارنة الاعتقاد الثاني للأول واجبة في نفس الأمر.

ولأجل اختلاف سبب الاعتقاد من كونه حاضراً لدي العقل أو غائباً يحتاج إلي الكسب … تنقسم القضية اليقينية إلي بديهية، ونظرية كسبية تنتهي لا محالة إلي البديهيات، فالبديهيات إذن هي أصول اليقينيات، و هي علي ستة أنواع بحكم الاستقراء: اوليات، ومشاهدات، وتجربيات، ومتواترات، وحدسيات، وفطريات

1 الأوليات

وهي قضايا يصدّق بها العقل لذاتها، أي بدون سبب خارج عن ذاتها، بأن يكون تصور الطرفين مع توجه النفس الي النسبة بينهما () كافياً في الحكم و الجزم بصدق القضية، فكلما وقع للعقل أن يتصور حدود القضية الطرفين علي حقيقتها وقع له التصديق بها فوراً عند ما يكون متوجهاً لها. و هذا مثل قولنا «الكل أعظم من الجزء» و «النقيضان لا يجتمعان».

وهذه (الأوليات) منها ما هو جلي عند الجميع إذ يكون تصور الحدود حاصلاً لهم جميعاً كالمثالين المتقدمين، ومنها ما هو خفي عند بعض لوقوع الالتباس في تصور الحدود، ومتي ما زال الالتباس بادر العقل إلي الاعتقاد الجازم.

ونحن ذاكرون هنا مثالاً دقيقاً علي ذلك مستعينين بنباهة الطالب الذكي علي إيضاحه.

و هو قولهم «الوجود موجود» فإن بعض الباحثين اشتبه عليه معني موجود، إذ يتصور أن معناه (أنه شيء له الوجود) ، فقال:

لا يصح الحكم علي الوجود بأنه موجود، وإلاّ لكان للوجود وجود آخر، و هذا الآخر أيضا موجود، فيلزم أن يكون له وجود ثالث … وهكذا، فيتسلسل إلي غير النهاية.

ولأجله أنكر هذا القائل أصالة الوجود وذهب إلي أصالة الماهية.

ولكن نقول: إن هذا الزعم ناشيء عن غفلة عن معني (موجود) فإنه قد يتضح للفظ موجود معني آخر واسع من الاول.

و هو المعني المشترك الذي يشمله ويشمل معني ثانياً، و هو ما لا يكون الوجود زائداً عليه بل لكونه موجوداً هو بعينه كونه وجوداً، لا أن له وجوداً آخر، و ذلك بأن يكون معني موجود منتزعاً من صميم ذات الوجود لا بإضافة وجود آخر زائد عليه. فإنه يقال مثلاً: الإنسان موجود و هو صحيح، ولكن بإضافة الوجود إلي الإنسان، ويقال ايضا:

الوجود موجود.

و هو صحيح أيضاً، ولكن بنفسه لا بإضافة وجود ثان إليه، و هو أحق بصدق الموجود عليه. كما يقال:

الجسم أبيض بإضافة البياض إليه. ويقال:

البياض أبيض، ولكنه بنفسه لا بياض آخر، وصدق الأبيض عليه أولي من صدقه علي الجسم الذي صار أبيض بتوسط إضافة البياض إليه.

وعلي هذا يكون المشتق منتزعاً من نفس الذات المتصفة بدلاً من إضافة شيء خارج عنها إليها. فتكون كلمة أبيض (وكذلك كلمة موجود ونحوها) معناها أعم مما كان منتزعاً من اتصاف الذات بالمبدأ الخارج عنها ومما كان منتزعاً من نفس الذات التي هي نفس المبدأ.

فإذا زال الالتباس واتضح للعقل معني كلمة (موجود) لا يتردد في صحة حملها علي الوجود، بل يراه أولي في صدق الموجود عليه من غيره، كما لم يتردد في صحة حمل الأبيض علي البياض. و لا تحتاج مثل هذه القضية و هي (الوجود موجود) إلي البرهان، بل هي من الأوليات، و إن بدت غير واضحة للعقل قبل تصور معني موجود وصارت من أدق المباحث الفلسفية ويبتني عليها كثير من مسائل علم الفلسفة الدقيقة.

2 المشاهدات

وتسمي أيضاً (المحسوسات) ، و هي

القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة الحس، و لا يكفي فيها تصور الطرفين مع النسبة، ولذا قيل: من فقد حساً فقد فقد علماً.

والحس علي قسمين: (ظاهر) و هو خمسة أنواع البصر و السمع و الذوق و الشم و اللمس. و القضايا المتيقنة بواسطته تسمي (حسيات) كالحكم بأن الشمس مضيئة و هذه النار حارة و هذه الثمرة حلوة و هذه الوردة طيبة الرائحة … وهكذا. وحس (باطن) ، و القضايا المتيقنة بواسطته تسمي (وجدانيات) ، كالعلم بان لنا فكرة وخوفاً و ألماً ولذة وجوعاً وعطشاً … و نحو ذلك.

3 التجربيات

أو المجربات، و هي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة تكرر المشاهدة منا في إحساسنا، فيحصل بتكرر المشاهدة ما يوجب أن يرسخ في النفس حكم لا شك فيه، كالحكم بأن كل نار حارة، و إن الجسم يتمدد بالحرارة، ففي المثال الاخير عند ما نجرب أنواع الجسم المختلفة من حديد ونحاس وحجر و غيرها مرات متعددة ونجدها تتمدد بالحرارة فإنا نجزم جزماَ باتاً بأن ارتفاع درجة حرارة الجسم من شأنها أن تؤثر التمدد في حجمه، كما أن هبوطها يؤثر التقلص فيه. وأكثر مسائل العلوم الطبيعية و الكيمياء و الطب من نوع المجربات.

وهذا الاستنتاج في التجربيات من نوع الاستقراء الناقص المبني علي التعليل الذي قلنا عنه في الجزء الثاني أنه يفيد القطع بالحكم. و في الحقيقة إن هذا الحكم القطعي يعتمد علي قياسين خفيين: استثنائي واقتراني يستعملهما الإنسان في دخيلة نفسه وتفكيره من غير التفات غالباً.

والقياس الاستثنائي هكذا:

لو كان حصول هذا الأثر اتفاقيا لا لعلة توجبه لما حصل دائما. ولكنه قد حصل دائما (بالمشاهدة)

… حصول هذا الأثر ليس اتفاقياً بل لعلة توجبه.

والقياس الاقتراني هكذا:

الصغري (نفس نتيجة القياس السابق) حصول

هذا الأثر معلول لعلة الكبري (بديهية أولية) كل معلول لعلة يمتنع تخلفه عنها

… (ينتج من الشكل الأول) هذا الأثر يمتنع تخلفه عن علته

وهاتان المقدمتان للاستثنائي بديهيتان، و كذا كبري الاقتراني، فرجع الحكم في القضايا المجربات الي القضايا الأولية و المشاهدات في النهاية.

ثم لا يخفي أنا لا نعني من هذا الكلام أن كل تجربة تستلزم حكماً يقينياً مطابقاً للواقع، فإن كثيراً من أحكام سواد الناس المبنية علي تجاربهم ينكشف خطأهم فيها، إذ يحسبون ما ليس بعلة علة، أو ما كان علة ناقصة علة تامة، أو ياخذون ما بالعرض مكان ما بالذات.

وسر خطأهم أن ملاحظتهم للأشياء في تجاربهم لا تكون دقيقة علي وجه تكفي لصدق المقدمة الثانية للقياس الاستثنائي المتقدم، لأنه قد يكون حصول الأثر في الواقع ليس دائمياً فظن المجرب أنه دائمي اعتمادا علي اتفاقات حسبها دائمية اما لجهل او غفلة او لقصور لصدق المقدمة الثانية للقياس الاستثنائي المتقدم، لأنه قد يكون حصول الاثر في الواقع ليس دائميا فظن المجرب أنه دائمي اعتماداً علي اتفاقات حسبها دائمية إما لجهل أو غفلة أو لقصور إدراك او تسرع في الحكم، فأهمل جملة من الحوادث و لم يلاحظ فيها تخلف الاثر. و قد تكون ملاحظته للحوادث قاصرة بأن يلاحظ حوادث قليلة وجد حصول الاثر مع ما فرضه علة، و في الحقيقة ان العلة شيء آخر اتفق حصوله في تلك الحوادث فلذا لم يتخلف الآثر فيها. و لو استمّر في التجربة و غير فيما يجربه لوجد غير ما اعتقده أولاً.

مثلاً قد يجرب الإنسان الخشب يطفو علي الماء في عدة حوادث متكررة، فيعتقد أن ذلك خاصية في الخشب و الماء، فيحكم خطأ أن كل خشب يطفو علي الماء.

ولكنه لو جرّب بعض

أنواع الخشب الثقيل الوزن لوجد أنه لا يطفو في الماء العذب، بل قد يرسب إلي القعر او إلي وسط الماء، فانه لا شك حينئذ يزول اعتقاده الاول.

ولو غيّر التجربة في عدة أجسام غير الخشب، ودقق في ملاحظته ووزن الأجسام و الوسائل بدقة وقاس وزن بعضها ببعض، لحصل له حكم آخر بأن العلة في طفو الخشب علي الماء أن الخشب أخف وزناً من الماء. وتحصل له قاعدة عامة هي أن الجسم الجامد يطفو علي السائل إذا كان أخف وزناً منه، ويرسب إلي القعر إذا كان أثقل وزناً، وإلي وسطه اذا ساواه في الوزن فالحديد مثلاً يرسب في الماء، ويطفو في الزئبق لأنه أخف وزناً منه.

4 المتواترات

وهي قضايا تسكن إليها النفس سكوناً يزول معه الشك ويحصل الجزم القاطع. و ذلك بواسطة أخبار جماعة يمتنع تواطؤهم علي الكذب ويمتنع اتفاق خطأهم في فهم الحادثة () ، كعلمنا بوجود البلدان النائية التي لم نشاهدها وبنزول القرآن الكريم علي النبي وبوجود بعض الأمم السالفة أو الأشخاص.

وبعض حصر عدد المخبرين لحصول التواتر في عدد معين.

و هو خطأ، فإن المدار إنما هو حصول اليقين من الشهادات عند ما يعلم امتناع التواطؤ علي الكذب وامتناع خطأ الجميع. و لا يرتبط اليقين بعدد مخصوص من المخبرين تؤثر فيه الزيادة و النقصان.

5 الحدسيات

وهي قضايا مبدأ الحكم بها حدس من النفس قوي جداً يزول معه الشك ويذعن الذهن بمضمونها، مثل حكمنا بأن القمر وزهرة وعطارد وسائر الكواكب السيارة مستفاد نورها من نور الشمس، و إن انعكاس شعاع نورها إلي الأرض يضاهي انعكاس الأشعة من المرآة إلي الأجسام التي تقابلها. ومنشأ هذا الحكم أو الحدس اختلاف تشكلها عند اختلاف نسبتها من الشمس قرباً وبعداً. وكحكمنا بأن الأرض علي هيئة الكرة، و ذلك لمشاهدة السفن مثلاً في البحر أول ما يبدو منها اعاليها ثم تظهر بالتدريج كلما قربت من الشاطيء. وكحكم علماء الهيئة حديثاً بدوران السيارات حول الشمس وجاذبية الشمس لها لمشاهدة اختلاف أوضاع هذه السيارات بالنسبة إلي الشمس و إلينا، علي وجه يثير الحدس بذلك.

والحدسيات جارية مجري المجربات في الأمرين المذكورين، أعني تكرر المشاهدة ومقارنة القياس الخفي، فإنه يقال في القياس مثلاً: هذا المشاهد من الاختلاف في نور القمر لو كان بالاتفاق أو بأمر خارج سوي الشمس لما استمر علي نمط واحد علي طول الزمن. و لما كان علي هذه الصورة من الاختلاف، فيحدس الذهن أن سببه انعكاس أشعة الشمس عليه.

وهذا

القياس المقارن للحدس يختلف باختلاف العلل في ماهياتها باختلاف الموارد، و ليس كذلك المجربات فان لها قياساً واحداً لا يختلف، لأن السبب فيها غير معلوم الماهية إلاّ من جهة كونه سبباً فقط. و هذه الجهة لا تختلف باختلاف الموارد.

وذلك لأن الفرق بين المجربات و الحدسيات أن المجربات إنما يحكم فيها بوجود سبب ما و إن هذا السبب موجود في الشيء الذي تتفق له هذه الظاهرة دائماً من غير تعيين لماهية السبب. أما في الحدسيات فإنها بالإضافة إلي ذلك يحكم فيها بتعيين ماهية السبب أنه أي شيء هو. و في الحقيقة إن الحدسيات مجربات مع إضافة، و الإضافة هي الحدس بماهية السبب، ولذا ألحقوا الحدسيات بالمجربات.

قال الشيخ العظيم خواجا نصير الدين الطوسي في شرح الإشارات: «إن السبب في المجربات معلوم السببية غير معلوم الماهية و في الحدسيات معلوم بالوجهين».

ومن مارس العلوم يحصل له من هذا الجنس علي طريق الحدس قضايا كثيرة قد لا يمكنه إقامة البرهان عليها و لا يمكنه الشك فيها. كما لا يسعه أن يشرك غيره فيها بالتعليم و التلقين إلاّ أن يرشد الطالب إلي الطريق التي سلكها. فإن استطاع الطالب بنفسه سلوك الطريق قد يفضيه إلي الاعتقاد

ما لم يحصل للجاحد نفس الطريق الي الحدس.

وكذلك المجربات و المتواترات لا يمكن إثباتها بالمذاكرة و التلقين ما لم يحصل للطالب ما حصل للمجرب من التجربة وللمتيقن بالخبر من التواتر. ولهذا يختلف الناس في الحدسيات و المجربات و المتواترات و إن كانت كلها من أقسام البديهيات. و ليس كذلك الأوليات فإن الناس في اليقين بها شرع سواء، و كذلك المحسوسات عند من كانوا صحيحي الحواس. ومثلها الفطريات الآتي ذكرها.

6 الفطريات

وهي القضايا التي قياساتها معها، أي أن العقل

لا يصدق بها بمجرد تصور طرفيها كالأوليات، بل لا بد لها من وسط، إلاّ أن هذا الوسط ليس مما يذهب عن الذهن حتي يحتاج إلي طلب وفكر، فكلما أحضر المطلوب في الذهن حضر التصديق به لحضور الوسط معه.

مثل حكمنا بأن الأثنين خمس العشرة، فإن هذا حكم بديهي إلا أنه معلوم، بوسط، لأن الأثنين عدد قد انقسمت العشرة إليه والي اربعة أقسام أخري كل منها يساويه، وكل ما ينقسم عدد إليه وإلي أربعة أقسام أخري كل منها يساويه فهو خمس ذلك العدد، فالاثنان خمس العشرة. ومثل هذا القياس حاضر في الذهن لا يحتاج إلي كسب ونظر. ومثل هذا القياس يجري في كل نسبة عدد إلي آخر، غير أن هذه النسب يختلف بعضها عن بعض في سرعة مبادرة الذهن إلي المطلوب وعدمها بسبب قلة الأعداد وزيادتها، أو بسبب عادة الأنسان علي التفكر فيها وعدمه. فإنك تري الفرق واضحاً في سرعة انتقال الذهن بين نسبة 2 إلي 4 وبين نسبة 13 إلي 26، مع أن النسبة واحدة و هي النصف. أو بين نسبة 3 إلي 12 وبين نسبة 17 إلي 68 مع أن النسبة واحدة هي الربع … وهكذا.

تمرينات

1 بيّن أي قسم من البديهيات الست يشترك في معرفتها جميع الناس، وأي قسم منها يجوز أن يختلف في معرفتها الناس.

2 هل يضر في بداهة الشيء أن يجهله بعض الناس؟ ولماذا؟ (راجع بحث البديهي في الجزء الأول).

3 ارجع إلي ما ذكرناه في الجزء الأول من أسباب التوجه لمعرفة البديهي. وبيّن حاجة كل قسم من البديهيات الست إلي أي سبب منها. ضع ذلك في جدول.

4 عين كل مثال من الأمثلة الآتية أنه من أي الأقسام الستة وهي:

أ ان لكل معلول

علة.

ب لا يتخلف المعلول عن العلة.

ج يستحيل تقدم المعلول علي العلة.

د يستحيل تقدم الشيء علي نفسه.

ه الضدان لا يجتمعان.

و الظرف أوسع من المظروف.

ز الصلاة واجبة في الإسلام.

ح السماء فوقنا و الارض تحتنا.

ط إذا انتفي اللازم انتفي الملزوم.

ي الثلاثة لا تنقسم بمتساويين.

يا انتفاء الملزوم لا يلزم منه انتفاء اللازم لجواز كونه أعم.

يب نقيضا المتساويين متساويان.

5 يقول المنطقيون إن إنتاج الشكل الأول بديهي فمن أي البديهيات هو؟

6 بني علماء الرياضيات جميع براهينهم علي مبادئ بسيطة يدركها العقل الأول وهلة يسمونها البديهيات نذكر بعضها، فبين أنها من أي أقسام البديهيات الست وهي:

أ إذا أضفنا أشياء متساوية إلي أخري متساوية كانت النتائج متساوية.

ب اذا طرحنا أشياء متساوية من أخري متساوية كانت البواقي متساوية.

ج المضاعفات الواحدة للاشياء المتساوية تكون متساوية، فإن كان شيئان متساويين كان ثلاثة أمثال أحدهما مساوياً لثلاثة أمثال الآخر.

د اذا انقسم كل من الأشياء المتساوية إلي عدد واحد من أجزاء متساوية كانت هذه الأجزاء في الجميع متساوية.

ه الأشياء التي يمكن أن ينطبق كل منها علي الآخر انطباقاً تاماً فهي متساوية.

(راجع بحث البديهية المنطقية آخر الباب الرابع (في الجزء 2) تجد توضيح بعض هذه البديهيات الرياضية)

2. المظنونات

مأخوذة من (الظن). و الظن في اللغة أعم من اصطلاح المنطقيين هنا فإن المفهوم منه لغة حسب تتبع موارد استعماله هو الاعتقاد في غائب بحدس أو تخمين من دون مشاهدة أو دليل أو برهان، سواء كان اعتقاداً جازماً مطابقاً للواقع ولكن غير مستند إلي علته كالاعتقاد تقليداً للغير، أو كان اعتقاداً جازماً غير مطابق للواقع و هو الجهل المركب، أو كان اعتقاداً غير جازم بمعني ما يرجح فيه أحد طرفي القضية النفي أو الإثبات مع تجويز الطرف الآخر.

و هو يساوق الظن بالمعني

الأخص باصطلاح المنطقيين المقابل لليقين بالمعني الأعم.

والظن المقصود به باصطلاح المناطقة هو المعني الأخير فقط، و هو ترجيح أحد طرفي القضية النفي أو الإثبات مع تجويز الطرف الآخر.

و هو الظن بالمعني الأخص.

فالمظنونات علي هذا هي قضايا يصدق بها اتباعاً لغالب الظن مع تجويز نقيضه، كما يقال مثلا: فلان يسارّ عدوي فهو يتكلم عليّ، أو فلان لا عمل له فهو سافل. أو فلان ناقص الخلقة في أحد جوارحه ففيه مركب النقص.

3 المشهورات
اشارة

المشهورات وتسمي (الذايعات) ايضا.

وهي قضايا اشتهرت بين الناس وذاع التصديق بها عند جميع العقلاء أو أكثرهم او طائفة خاصة. و هي علي معنيين:

1 المشهورات بالمعني الاعم، و هي التي تطابقت علي الاعتقاد بها اراء العقلاء كافة، و إن كان الذي يدعو الي الاعتقاد بها كونها اولية ضرورية في حدّ نفسها و لها واقع وراء تطابق الاراء عليها. فتشمل المشهورات بالمعني الأخص الاتية وتشمل مثل الأوليات و الفطريات التي هي من قسم اليقينيات البديهية.

وعلي هذا فقد تدخل القضية الواحدة مثل قولهم (الكلّ أعظم من الجزء) في اليقينيات من جهة، و في المشهورات من جهة أخري.

2 المشهورات بالمعني الأخص او المشهورات الصرفة، و هي أحق بصدق وصف الشهرة عليها، لانها القضايا التي لا عمدة لها في التصديق إلا الشهرة وعموم الاعتراف بها، كحسن العدل وقبح الظلم، وكوجوب الذب عن الحرم واستهجان ايذاء الحيوان لا لغرض.

فلا واقع لهذه القضايا وراء تطابق الآراء عليها، بل واقعها ذلك، فلو خلّي الانسان وعقله المجرد وحَّسه ووهمه و لم تحصل له اسباب الشهرة الاتية، فانه لا يحصل له حكم بهذه القضايا و لا يقضي عقله او حسّه او همه فيها بشيء. و لا ينافي ذلك أنه بنفسه يمدح العادل ويذم الظالم ولكن

هذا غير الحكم بتطابق الآراء عليها. و ليس كذلك حال حكمه بأن الكل أعظم من الجزء كما تقدم فانه لو خلّي ونفسه كان له هذا الحكم. و علي هذا فيكون الفرق بين المشهورات و اليقينيات مع أن كلا منها تفيد تصديقاً جازماً أن المعتبر في اليقينيات كونها مطابقة لما عليه الواقع ونفس الأمر المعبر عنه بالحق و اليقين، و المعتبر في المشهورات مطابقتها لتوافق الآراء عليها، اذ لا واقع لها غير ذلك. وسياتي ما يزيد هذا المعني توضيحاً.

ولذلك ليس المقابل للمشهور هو الكاذب، بل الذي يقابله الشنيع و هو الذي ينكره الكافة أو الأكثر. ومقابل الكاذب هو الصادق.

اقسام المشهورات
اشارة

اعلم ان المشهورات قد تكون مطلقة و هي المشهورة عند الجميع، و قد تكون محدودة و هي المشهورة عند قوم كشهرة امتناع التسلسل عند المتكلمين ().

وتنقسم أيضاً الي جملة اقسام بحسب اختلاف أسباب الشهرة. و هي حسب الاستقراء يمكن عدّ أكثرها كما يلي:

1 الواجبات القبول

وهي ما كان السبب في شهرتها كونها حقاً جلياً، فيتطابق من اجل ذلك علي الاعتراف بها جميع العقلاء كالاوليات و الفطريات ونحوهما. و هي التي تسمي بالمشهورات بحسب المعني الأعم كما تقدم، من جهة عموم الاعتراف بها.

2 التأديبات الصلاحية

وتسمي المحمودات و الآراء المحمودة. و هي ما تطابق عليها الآراء من أجل قضاء المصلحة العامة للحكم بها باعتبار أن بها حفظ النظام وبقاء النوع، كقضية حسن العدل وقبح الظلم. ومعني حسن العدل أن فاعله ممدوح لدي العقلاء، ومعني قبح الظلم أن فاعله مذموم لديهم. و هذا يحتاج الي التوضيح و البيان، فنقول:

إن الانسان إذا أحس اليه أحد بفعل يلائم مصلحته الشخصية فانه يثير في نفسه الرضا عنه، فيدعوه ذلك الي جزائه، واقل مراتبه المدح علي فعله. و إذا أساء اليه أحد بفعل لا يلائم مصلحته الشخصية فانه يثير في نفسه السخط عليه، فيدعوه ذلك الي التشفي منه و الانتقام، واقل مراتبه ذمّه علي فعله.

و كذلك الانسان يصنع إذا أحسن أحد بفعل يلائم المصلحة العامة من حفظ النظام الاجتماعي وبقاء النوع الانساني، فانه يدعوه ذلك الي جزائه و علي الأقل يمدحه ويثني عليه، و إن لم يكن ذلك الفعل يعود بالنفع لشخص المادح، وانما ذلك الجزاء لغاية حصول تلك المصلحة العامة التي تناله بوجه. و إذا أساء أحد بفعل لا يلائم المصلحة العامة ويخلّ بالنظام وبقاء النوع، فإن ذلك يدعوه الي جزائه بذمه علي الأقل، و إن لم يكن يعود ذلك الفعل بالضرر علي شخص الذام، وانما ذلك لغرض دفع المفسدة العامة التي يناله ضررها بوجه.

وكل عاقل يحصل له هذا الداعي للمدح و الذم لغرض تحصيل تلك الغاية العامة. و هذه القضايا التي تطابقت عليها آراء العقلاء من

المدح و الذم لأجل تحصيل المصلحة العامة تسمي (الاراء المحمودة) و التأديبات الصلاحية. و هي لا واقع لها وراء تطابق آراء العقلاء. وسبب تطابق آرائهم شعورهم جميعاً بما في ذلك من مصلحة عامة.

وهذا هو معني التحسين و التقبيح العقليين اللذين وقع الخلاف في اثباتهما بين الاشاعرة و العدلية، فنفتهما الفرقة الاولي واثبتتهما الثانية. فإذ يقول العدلية بالحسن القبح العقليين يريدون ان الحسن و القبح من الاراء المحمودة و القضايا المشهورة التي تطابقت عليها الاراء لما فيها من التاديبات الصلاحية، و ليس لها واقع وراء تطابق الاراء ().

والمراد من (العقل) اذ يقولون ان العقل يحكم بحسن الشيء او قبحه هو (العقل العملي) ويقابله (العقل النظري). و التفاوت بينهما انما هو بتفاوت المدركات، فان كان المدرك مما ينبغي ان يعلم مثل قولهم (الكل اعظم من الجزء) الذي لا علاقة له بالعمل، يسمي ادراكه (عقلا نظريا). و إن كان المدرك مما ينبغي ان يفعل ويؤتي به اولا يفعل مثل حسن العدل وقبح الظلم، يسمي ادراكه (عقلا عمليا).

ومن هذا التقرير يظهر كيف اشتبه الامر علي من نفي الحسن و القبح في استدلالهم علي ذلك، بأنه لو كان الحسن و القبح عقليين لما وقع التفاوت بين هذا الحكم وحكم العقل بان الكل اعظم من الجزء، لان العلوم الضرورية لا تتفاوت. ولكن لا شك بوقوع التفاوت بين الحكمين عند العقل.

وقد غفلوا في استدلالهم اذ قاسوا قضية الحسن و القبح علي مثل قضية الكل اعظم من الجزء. وكانهم ظنوا أن كل ما حكم به العقل فهو من الضروريات، مع ان قضية الحسن و القبح من المشهورات بالمعني الاخص و من قسم المحمودات خاصة، و الحاكم بها هو العقل العملي. وقضية الكل اعظم

من الجزء من الضروريات الاولية و الحاكم بها هو العقل النظري. و قد تقدم الفرق بين العقلين كما تقدم الفرق بين المشهورات و الضروريات. فكان قياسهم قياسا مع الفارق العظيم، و التفاوت واقع بينهما لا محالة، و لا يضر هذا في كون الحسن و القبح عقليين، فانه اختلط عليهم معني العقل الحاكم في مثل هذه القضايا، فظنوه شيئاً واحداً، كما لم يفرقوا بين المشهورات و اليقينيات فحسبوهما شيئاً واحداً، مع أنهما قسمان متقابلان.

3 الخلقيات

وتسمي الاراء المحمودة أيضاً و هي حسب تعريف المنطقيين ما تطابق عليها اراء العقلاء من اجل قضاء الخلق الانساني بذلك؛ كالحكم بوجوب محافظة الحرم أو الوطن، وكالحكم بحسن الشجاعة و الكرم وقبح الجبن و البخل.

والخلق ملكة في النفس تحصل من تكرر الافعال الصادرة من المرء علي وجه يبلغ درجة يحصل منه الفعل بسهولة، كالكرم فانه لا يكون خلقا للانسان الا بعد أن يتكرر منه فعل العطاء بغير بدل حتي يحصل منه الفعل بسهولة من غير تكلف.

(أقول): هكذا عرفوا الخلقيات و الخلق. فجعلوا السبب في حصول الشهرة فيها هو الخلق بهذا المعني باعتباره داعيا للعقل العملي الي ادراك أن هذا مما ينبغي فعله أو مما ينبغي تركه. ولكنا اذا وقفنا نجد أن الاخلاق الفاضلة غير عامة عند الجمهور، بل القليل منهم من يتحلي بها، مع أنه لا ينكر أن الخلقيات مشهورة يحكم بها حتي من لم يرزق الخلق الفاضل، فان الجبان يري حسن الشجاعة ويمدح صاحبها ويتمناها لنفسه اذا رجع الي نفسه وأصغي اليها، ولكنه يجبن في موضع الحاجة الي الشجاعة، و كذلك البخيل و المتكبر و الكاذب. و لو كان الخلق بذلك المعني هو السبب للحكم فيها لحكم الجبان بحسن الجبن وقبح

الشجاعة، و البخيل بقبح الكرم وحسن الامساك، و الكذاب بقبح الصدق وحسن الكذب … وهكذا. و الصحيح في هذا الباب أن يقال:

إن الله تعالي خلق في قلب الانسان حساً وجعله حجة عليه يدرك به محاسن الافعال ومقابحها، و ذلك الحس هو (الضمير) بمصطلح علم الاخلاق الحديث، و قد يسمي بالقلب أو العقل العملي او العقل المستقيم أو الحس السليم عند قدماء الاخلاق. وتشير اليه كتب الاخلاق عندهم.

فهذا الحس في القلب أو الضمير هو صوت الله المدوي في دخيلة نفوسنا يخاطبها به ويحاسبها عليه. ونحن نجده كيف يؤنب مرتكب الرذيلة ويقّر عين فاعل الفضيلة.

و هو موجود في قلب كل انسان، وجميع الضمائر تتحد في الجواب عند استجوابها عن الافعال، فهي تشترك جميعا في التمييز بين الفضيلة و الرذيلة، و إن اختلفت في قوة هذا التمييز وضعفه، كسائر قوي النفس اذ تتفاوت في الافراد قوة وضعفا.

ولاجل هذا كانت (الخلقيات) من المشهورات، و إن كانت الاخلاق الفاضلة ليست عامة بين البشر، بل هي من خاصة الخاصة.

نعم الاصغاء الي صوت الضمير و الخضوع له لا يسهل علي كل انسان الا بالانقطاع الي دخيلة نفسه و التحول عن شهواته واهوائه. كما أن الخلق عامة لا يحصل له و إن كان له ذلك الاصغاء الا بتكرر العمل واتخاذه عادة حتي تتكوّن عنده ملكة الخلق التي يسهل معها الفعل. وبالاخص الخلق الفاضل، فان افعاله التي تحققه تحتاج الي مشقة وجهاد ورياضة، لانها دائما في حرب مع الشهوات و الرغبات. و ليس الظفر الا بعد الحرب.

4 الانفعاليات

وهي التي يقبلها الجمهور بسبب انفعال نفساني عام، كالرقة و الرحمة و الشفقة و الحياة و الانفة و الحمية و الغيرة، و نحو ذلك من الانفعالات التي

لا يخلو منها انسان غالباً.

فتري الجمهور يحكم مثلاً بقبح تعذيب الحيوان لا لفائدة، و ذلك اتباعا لما في الغريزة من الرقة و الرحمة. بل الجمهور بغريزته يحكم بقبح تعذيب ذي الروح مطلقا و إن كان لفائدة لو لا أن تصرف عنه الشرايع و العادات.

والجمهور يمدح من يعين الضعفاء و المرضي ويعني برعاية الايتام و المجانين لانه مقتضي الرحمة و الشفقة، كما يحكم بقبح كشف العورة لانه مقتضي الحياء، ويمدح المدافع عن الاهل و العشيرة أو الوطن و الامة لانه مقتضي الحمية و الغيرة … الي غير ذلك من الاحكام العامة عند الناس.

5 العاديات

وهي التي يقبلها الجمهور بسبب جريان العادة عندهم، كاعتيادهم احترام القادم بالقيام، و الضيف بالضيافة، و الرجل الديني أو الملك بتقبيل يده، فيحكمون لاجل ذلك بوجوب هذه الاشياء لمن يستحقها.

والعادات العامة كثيرة. و قد تكون عادة لاهل بلد فقط أو قطر أو أمة أو جميع الناس، فتختلف لاجلها القضايا التي يحكم بها حسب العادة، فتكون مشهورة عند أهل بلد أو قطر أو أمة غير مشهورة عند غيرهم، بل يكون المشهور ضدها.

والناس يمدحون المحافظ علي العادات، ويذمون المخالف المستهين بها. سواء كانت العادات سيئة أو حسنة، فنراهم يذمون من يرسل لحيته اذا كانوا اعتادوا حلقها، ويذمون الحليق لانهم اعتادوا ارسالها. ونراهم يذمون من يلبس غير المالوف لمجرد آن هم لم يعتادوا لبسه.

ومن أجل ذلك نري الشارع حَّرم (لباس الشهرة) ، و الظاهر ان سر التحريم أن لباس الشهرة يدعو الي اشمئزاز الجمهور من اللابس وذمهم له. واهم أغراض الشارع الالفة بين الناس وتقاربهم واجتماع كلمتهم. وورد عنه (رحم الله امرأ جبّ الغيبة عن نفسه).

كما ورد في الشريعة الاسلامية المطهرة ان منافيات المّروة مضرة في

العدالة كالاكل حال المشي في الطريق العام أو السوق و الجلوس في الاماكن العامة كالمقاهي لشخص ليس من عادة صنفه ذلك. و ما منافيات المروة الا منافيات العادة المالوفة.

6 الاستقرائيات

وهي التي يقبلها الجمهور بسبب استقرائهم التام أو الناقص، كحكمهم بان تكرار الفعل الواحد ممل، و إن الملك الفقير لا بد أن يكون ظالما، الي كثير من امثال ذلك من القضايا الاجتماعية و الاخلاقية ونحوها.

وكثيراً ما يكفي عوام الناس وجمهورهم بوجود مثال واحد أو أكثر للقضية، فتشتهر بينهم عند ما لم يقفوا علي نقض ظاهر لها، كتشاؤم الاوربيين من رقم (13) لان واحدا منهم أو أكثر اتفق له ان نكب عند ما كان له هذا الرقم، وكتشاؤم العرب من نعاب الغراب وصيحة البومة كذلك. ومثل هذا كثير عند الناس.

4 الوهميات

والمقصود بها القضايا الوهمية الصرفة. و هي قضايا كاذبة الا أن الوهم يقضي بها قضاء شديد القوة، فلا يقبل ضدها و ما يقابلهاحتي مع قيام البرهان علي خلافها.

فان العقل يؤمن بنتيجة البرهان ولكن الوهم يعاند و لا يزال يتمثل ما قام البرهان علي خلافه كما ألفه، ممتنعا من قبول خلافه.

ولذا تعد الوهميات من المعتقدات:

الا تري أن وهم الاكثر يستوحش من الظلام ويخاف منه، مع ان العقل لا يجد فرقا في المكان بين ان يكون مظلما أو منيراً، فان المكان هو المكان في الحالين، و ليس للظلمة تأثير فيه يوجب الضرر أو الهلاك. ويخاف أيضاً من الميت و هو جماد لا يتحرك و لا يضر لا ينفع، و لو عادت اليه الحياة فرضا فهو انسان مثله كما كان حيا، و قد يكون من أحب الناس اليه.

ومع توجه النفس الي هذه البديهية العقلية ينكرها الوهم ويعاند، فيستولي علي النفس فقد تضطرب من الظلمة و من الميت، لان البديهة الوهمية أقوي تاثيراً علي النفس من البرهان.

ولاجل ان يتضح لك هذا الامر جرب نفسك واسأل اصدقاءك: كيف يتمثل لاحدكم في

وهمه دورة شهور السنة؟ تامل ما أريد ان أقول لك. فان الانسان علي الاكثر لا بد أن يتوهم دورة شهور السنة أو ايامها بشكل محسوس من الاشكال الهندسية (تأمل في نفسك جيداً) انه لا بد ان نتوهم هذه الدورة علي شكل دائرة منتظمة، أو غير منتظمة، أو مضرساً بعدد الشهور، أو شكلاً مضلعاً متساوي الاضلاع أو غير منتظم في اضلاع اربعة أو اكثر أو اقل. مع ان السنة ودورة ايامها وشهورها من المعاني المجردة غير المحسوسة، و هذا واضح للعقل، غير ان الوهم اذا خطرت له السنة تمثلها في شكل هندسي وهمي يخترعه في ايام طفولته من حيث لا يشعر، ويبقي وهمه معاندا مصراً علي هذا التمثل الكاذب. ولعلم الانسان بكذب هذا الوهم وسخافته قد يخجل من ذكره لغيره ولكنه لا ينفك عنه في سره. وإنما أذكر هذا المثال لانه يسير لا خطر في ذكره و هو يؤدي الغرض من ذكره.

والسر في ذلك أن الوهم تابع منقاذ للحس ومكبل به، فما لا يقبله الحس لا يقبله الوهم الا لابسا ثوب المحسوس، و إن كانت له قابلية ادراك المجردات عن الحس كقابليته لادراك المحسوسات.

فاذا كانت احكام الوهم جارية في نفس المحسوسات فان العقل يصدقه فيها فيتطابقان في الحكم، كما في الاحكام الهندسية، ومثل ما اذا حكم الوهم بأن هذين الجسمين لا يحلان في مكان واحد بوقت واحد، فإن العقل أيضاً يساعده فيه لحكمه بأن كل جسمين مطلقاً كذلك، فيتطابقان.

وإذا كانت احكامه في غير المحسوسات، و هي التي نسميها بالقضايا الوهمية الصرفة، فلا بد أن تكون كاذبة لاصرار الوهم علي تمثيلها علي نهج المحسوسات.

وهي بحسب ضرورة العقل ليست منها، كما سبق في الامثلة المتقدمة، فان العقل هو

الذي ينزع عنها ثوب الحس الذي اضفاه عليها الوهم.

ومن امثلة ذلك حكم الوهم بأن كل موجود لا بد ان يكون مشاراً اليه و له وضع وحيز. و لا يمكنه ان يتمثله الا كذلك، حتي انه يتمثل الله تعالي في مكان مرتفع علينا، وربما كانت له هيئة انسان مثلا. ويعجز أيضاً عن تمثيل القبلية و البعدية غير الزمانية، ويعجز عن تمثيل اللا نهاية، فلا يتمثل عنده كيف أنه تعالي كان و ليس معه شيء حتي الزمان، و انه سرمدي لا أول لوجوده و لا آخر. و إن كان العقل حسبما يسوق اليه البرهان يستطيع ان يؤمن بذلك ويصدق به تصديقا لا يتمثل في النفس، لان الوهم له السيطرة و الاستيلاء عليها من هذه الجهة.

فإن كان الوهم مسيطراً علي النفس علي وجه لا يدع له مجالا للتصديق بوجود مجرد عن الزمان و المكان، فان العقل عند ما يمنعها من تجسيمه وتمثيله كالمحسوس تهرب النفس من حكم العقل وتلتجيء إلي أن تنكر وجوده رأساً شأن الملحدين.

ومن أجل هذا كان الناس لغلبة الوهم علي نفوسهم بين مجسم وملحد. وقلَّ من يتنور بنور العقل ويجرد نفسه عن غلبة اوهامها، فيسمو بها الي ادراك ما لا يناله الوهم. ولذا قال تعالي في كتابه المجيد:

}وما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين{ فنفي الايمان عن أكثر الناس. ثم هؤلاء المؤمنون القليلون قال عنهم: }وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون{ يعني آن هم في حين ايمانهم هم مشركون. و ما ذلك الا لانهم لغلبة الوهم انما يعبدون الاصنام التي ينحتونها باوهامهم، والا كيف يجتمع الايمان و الشرك في آن واحد اذا اريد بالشرك من الاية معناه المعروف و هو العبادة للاصنام الظاهرية.

والخلاصة، ان

القضايا الوهمية الصرفة التي نسميها (الوهميات) هي عبارة عن احكام الوهم في المعاني المجردة عن الحس. و هي قضايا كاذبة لا ظل لها من الحقيقة، ولكن بديهة الوهم لا تقبل سواها. ولذلك يستخدمها المغالط في اقيسته، كما سياتي في (صناعة المغالطة). الا ان العقل السليم من تأثير الوهم يتجرد عنه و لا يخضع لحكمه، فيكشف كذب احكامه للنفس

5 المسلمات

وهي قضايا حصل التسالم بينك وبين غيرك علي التسليم بأنها صادقة، سواء كانت صادقة في نفس الامر، أو كاذبة كذلك، أو مشكوكة.

والطرف الآخر ان كان خصما فإن استعمال المسلمات في القياس معه يراد به افحامه. و إن مسترشدا فإنه يراد به ارشاده واقناعه ليحصل له الاعتقاد بالحق بأقرب طريق عند ما لا يكون مستعداً لتلقي البرهان وفهمه.

ثم ان المسلمات اما (عامة) سواء كان التسليم بها من الجمهور عند ما تكون من المشهورات او كان التسليم بها من طائفة خاصة كأهل دين او ملة او علم خاص.

وخصوص هذه المسلمات في علم خاص تسمي (الاصول الموضوعة) لذلك العلم، عند ما يكون التسليم بها عن مسامحة علي سبيل حسن الظن من المتعلم بالمعلم. و هذه الاصول الموضوعة هي مبادئ ذلك العلم التي تبتني عليها براهينه و إن كان قد يبرهن عليها في علم آخر، و اما اذا كان التسليم بها من المتعلم من باب المجاراة مع الاستنكار و التشكيك بها كما يقع ذلك في المجادلات فتسمي حينئذ ب (المصادرات).

واما (خاصة) اذا كان التسليم بها من شخص معين و هو طرفك الآخر في مقام الجدل و المخاصمة، كالقضية التي تؤخذ من اعترافات الخصم، ليبتني عليها الاستدلال في ابطال مذهبه أو دفعه.

6 المقبولات

وهي قضايا مأخوذة ممن يوثق بصدقه تقليداً، اما لأمر سماوي كالشرايع و السنن المأخوذة عن النبي و الامام المعصوم، و اما لمزيد عقله وخبرته كالمأخوذات من الحكماء وافاضل السلف و العلماء الفنيين من آراء في الطب أو الاجتماع أو الاخلاق أو نحوها، وكأبيات تورد شواهد لشاعر معروف، وكالامثال السائرة التي تكون مقبولة عند الناس و إن لم تؤخذ من شخص معين، وكالقضايا الفقهية الماخوذة تقليدا عن المجتهد.

ان هذه

القضايا وامثالها هي من أقسام المعتقدات. و الاعتقاد بها أما علي سبيل القطع أو الظن الغالب، ولكن علي كل حال منشأ الاعتقاد بها هو التقليد للغير الموثوق بقوله كما قدمنا. وبهذا تفترق عن اليقينيات و المظنونات.

وقد تكون قضية واحدة يقينية عند شخص ومقبولة عند شخص آخر باعتبارين، كما قد تكون من المشبهات أو المسلمات باعتبار ثالث أو رابع … وهكذا.

7 المشبهات

وهي قضايا كاذبة يعتقد بها، لأنها تشبه اليقينيات او المشهورات في الظاهر، فيغالط فيها المستدل غيره لقصور تمييز ذلك الغير بين ما هو هو وبين ما هو غيره، او لقصور نفس المستدل، او لغير ذلك.

والمشابهة اما من ناحية لفظية مثل ما لو كان اللفظ مشتركاً أو مجازاً فاشتبه الحال فيه، و اما من ناحية معنوية مثل ما لو وضع ما ليس بعلة علة و نحو ذلك. وتفصيل اسباب الاشتباه يأتي في (صناعة المغالطة) ، لان مادة المغالطة هي المشبهات و الوهميات. وأهمها المشبهات.

8 المخيلات

وهي قضايا ليس من شأنها ان توجب تصديقا، الا انها توقع في النفس تخييلات تؤدي الي انفعالات نفسية، من انبساط في النفس او انقباض، و من استهانة بالامر الخطير او تهويل او تعظيم للشيء اليسير، و من سرور وانشراح او حزن وتالم، و من شجاعة واقدام او جبن واحجام.

وتاثير هذه القضايا (التي هي مواد مواد صناعة الشعر كما سيأتي) في النفس ناشئ من تصوير المعني بالتعبير تصويرا خياليا خلاباً و إن كان لا واقع له.

وكلما استعملت المجازات و التشبيهات و الاستعارات وأنواع البديع في مثل هذه القضايا كانت أكثر تاثيرا في النفس، لان هذه المزايا تضفي علي الالفاظ و المعاني جمالا يستهوي المشاعر ويثير التخيلات. و إذا أنضم اليها الوزن و القافية او التسجيع و الازدواج زاد تأثيرها. ثم يتضاعف الاثر اذا كان الصوت المؤدي لها رقيقا ومشتملا علي نغمة موسيقية مناسبة للوزن ونوع التخييل.

كل ذلك يدل علي ان المخيلات ليس تاثيرها في النفس لاجل كونها تتضمن حقيقة يصدق بها، بل حتي لو علم كذبها فان لها ذلك التاثير المنتظر منها. و ما ذلك الا لان التصوير فيها للمعني مع ما ينضم

اليه من مساعدات هو الذي يستهوي النفس ويؤثر فيها. وسياتي تفصيل ذلك في صناعة الشعر.

وبهذا ينتهي ما اردناه من الكلام علي مواد الاقيسة في هذه المقدمة. و لا بد قبل الدخول في الصناعات الخمس من بيان الحصر فيها وبيان فائدتها علي الاجمال؛

فنقول:

أقسام الأقيسة بحسب المادة

تقدم في التمهيد لهذا الباب أن القياس بحسب اختلاف المقدمات من حيث المادة وبحسب ما تؤدي اليه من نتائج وبحسب اغراض تأليفها، ينقسم الي البرهان و الجدل و الخطابة و الشعر و المغالطة.

بيان ذلك: إن القياس بحسب اختلاف المقدمات من جهة كونها يقينية أو غير يقينية اما ان يفيد تصديقاً و اما تاثيراً آخر غير التصديق من التخيل و العجب ونحوهما. ثم (الأول) اما ان يفيد تصديقا جازما لا يقبل احتمال الخلاف أو تصديقا غير جازم يجوز فيه الخلاف أي (ظنيا). ثم ما يفيد تصديقا جازما اما أن يعتبر فيه ان يكون تأليفه لغرض ان ينتج حقا أم لا. ثم ما يعتبر فيه انتاج الحق اما ان تكون النتيجة حقا واقعا ام لا.

فهذه خمسة أنواع:

1 ما يفيد تصديقا جازما و كان المطلوب حقا واقعا، و هو (البرهان) و الغرض منه معرفة الحق من جهة ما هو حق واقعا.

2 ما يفيد تصديقا جازما، و قد اعتبر فيه ان يكون المطلوب حقا ولكنه ليس بحق واقعا.

و هو (المغالطة).

3 ما يفيد تصديقا جازما ولكن لم يعتبر فيه أن يكون المطلوب حقا، بل المعتبر فيه عموم الاعتراف أو التسليم، و هو (الجدل). و الغرض منه افحام الخصم و الزامه.

4 ما يفيد تصديقا غير جازم.

و هو (الخطابة) و الغرض منه اقناع الجمهور.

5 ما يفيد غير التصديق من التخيل و التعجب ونحوهما و هو (الشعر) و الغرض منه حصول

الانفعالات النفسية.

ثم ان البحث عن كل واحد من هذه الصناعات الخمس أو القدرة علي استعمالها عند الحاجة يسمي (صناعة) ، فيقال:

صناعة البرهان وصناعة المغالطة … الخ.

والصناعة اصطلاحا ملكة نفسانية وقدرة مكتسبة يقتدر بها علي استعمال أمور لغرض من الاغراض، صادرا ذلك الاستعمال عن بصيرة بحسب الامكان، كصناعة الطب و التجارة و الحياكة مثلا. ولذا من يغلط في اقيسته لا عن بصيرة ومعرفة بموقع الغلط لا يقال ان عنده صناعة المغالطة، بل من عنده الصناعة هو الذي يعرف أنواع المغالطات ويميز بين القياس الصحيح من غيره ويغالط في اقيسته عن عمد وبصيرة.

والصناعة علي قسمين علمية وعملية، و هذه الصناعات الخمس من الصناعات العلمية النافعة، وسيأتي في البحث الآتي بيان فائدتها.

فائدة الصناعات الخمس علي الاجمال

اما منافع هذه الصناعات الخمس و الحاجة اليها، فان صناعتي البرهان و المغالطة تختص فائدتهما علي الاكثر بمن يتعاطي العلوم النظرية ومعرفة الحقائق الكونية، ولكن منفعة صناعة البرهان له فبالذات كمعرفة الاغذية في نفعها لصحة الانسان، ومنفعة صناعة المغالطة له فبالعرض كمعرفة السموم في نفعها للاحتراز عنها.

واما الثلاث الباقية، فان فائدتها عامة للبشر وتدخل في أكثر المصالح المدنية و الاجتماعية. وأكثر ما تظهر فائدة صناعة الجدل لاهل الاديان وعلماء الفقة وأهل المذاهب السياسية لحاجتهم الي المناظرة و النقاش.

وأكثر ما تظهر فائدة صناعتي الخطابة و الشعر للسياسيين وقواد الحروب ودعاة الاصلاح لحاجتهم الي اقناع الجمهور ورضاهم وبعث الهمم فيهم وتحريض الجنود و الاتباع علي الاقدام و التضحية. بل كل رئيس وصاحب دعوة حقة أو باطلة لا يستغني عن استعمال هذه الصناعات الثلاث للتأثير علي أتباعه ومريديه ولتكثير أنصاره.

ومن العجب اهمال اكثر المؤلفين في المنطق بحث هذه الصناعات، تفريطا بغير وجه مقبول، الا اولئك الذين ألفوا المنطق مقدمة

للفلسفة، فان من حقهم ان يقتصروا علي مباحث البرهان و المغالطة، كما صنع صاحب الاشارات و الحاج هادي السبزواري في منظومته، اذ لا حاجة لهم في باقي الصناعات.

وأهم ما يحتاج اليه منها ثلاث: البرهان و الجدل و الخطابة. و قد ورد في القران الكريم الترغيب في استعمال الاساليب الثلاثة في الدعوة الالهية و ذلك قوله تعالي:

}وادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن{، فان الحكمة هي البرهان، و الموعظة الحسنة من صناعة الخطابة، و من آداب الجدل أن يكون بالتي هي أحسن.

هذا كل ما أردنا ذكره في المقدمة. و قد آن الشروع في بحث هذه الصناعات في خمسة فصول. و علي الله التكلان.

1 صناعة البرهان
1 حقيقة البرهان

ان العلوم الحقيقية التي لا يراد بها الا الحق الصراح لا سبيل لها الا سبيل البرهان، لانه هو وحده من بين انواع القياس الخمسة يصيب الحق ويستلزم اليقين بالواقع. و الغرض منه معرفة الحق من جهة ما هو حق، سواء كان سعي الانسان للحق لاجل نفسه ليناجيها به وليعمر عقله بالمعرفة، أو لغيره لتعليمه وارشاده الي الحق.

ولذلك يجب علي طالب الحقيقة الا يتبع الا البرهان، و إن استلزم قولا لم يقل به احد قبله.

وقد عرفوه بأنه: «قياس مؤلف من يقينيات ينتج يقينا بالذات اضطرارا» و هو نعم التعريف سهل واضح مختصر.

ومن الواضح أن كل حجة لا بد ان تتألف من مقدمتين، و المقدمتان قد تكونان من القضايا الواجبة القبول، و هي اليقينيات التي مرَّ ذكرها، و قد لا تكونان منها، بل تكون واحدة منهما أو كلتاهما من أنواع القضايا الأخري السبع التي تقدم شرحها في مقدمة هذا الباب.

ثم المقدمة اليقينية اما أن تكون في نفسها بديهية من احدي

البديهيات الست المتقدمة، و اما ان تكون نظرية تنتهي الي البديهيات.

فاذا تألفت الحجة من مقدمتين يقينيتين سميت (برهانا). و لا بدَّ أن ينتجا قضية يقينية لذات القياس المؤلف منهما اضطرارا، عند ما يكون تأليف القياس في صورته يقينيا أيضا، كما كان في مادته، فيستحيل حينئذ تخلف النتيجة لاستحالة تخلف المعلول عن علته، فيعلم بها اضطرارا لذات المقدمتين، بما لهما من هيئة التأليف علي صورة قياس صحيح.

وهذا معني أن نتيجة البرهان ضرورية. ويعنون بالضرورة هنا معني آخر غير معني (الضرورة) في الموجهات، علي ما سيأتي.

والخلاصة ان البرهان يقيني واجب القبول مادة وصورة، وغايته ان ينتج اليقين الواجب القبول، أي اليقين بالمعني الاخص.

2 البرهان قياس

ذكرنا في تعريف البرهان بانه (قياس) ، وعليه فلا يسمي الاستقراء و لا التمثيل برهانا. وعلل بعضهم ذلك بأن الاستقراء و التمثيل لا يفيدان اليقين، ويجب في البرهان أن يفيد اليقين.

والحق ان الاستقراء قد يفيد اليقين، و كذلك التمثيل علي ما تقدم في بابهما في الجزء الثاني، بل تقدم ان أساس أكثر كبريات الاقيسة هو الاستقراء المعلل، و مع ذلك لا يسمي الاستقراء و لا التمثيل برهانا. و السر في ذلك ان الاستقراء المفيد لليقين و كذا التمثيل انما يفيد اليقين حيث يعتمد علي القياس، كما شرحناه في التجريبات. وأشرنا في الجزء الثاني ص 295 الي أن الاستقراء التام يرجع الي القياس المقسم فراجع. اما الاستقراء الناقص المبني علي المشاهدة فقط فانه لا يفيد اليقين لانه لا يرجع الي القياس و لا يعتمد عليه. فاتضح بالاخير ان المفيد لليقين هو القياس فقط.

وليس معني ذلك ان العلوم تستغني عن الاستقراء و التمثيل أو التقليل من شأنهما في العلوم، بل العلوم الطبيعية بأنواعها وعلم الطب ونحوه

كلها تبتني علي المجربات التي لا تحصل للعقل بدون الاستقراء و التمثيل، ولكن انما تفيد اليقين حيث تعتمد علي القياس. فرجع الامر كله الي القياس.

3 البرهان لمّي وانيَّ

ان العمدة في كل قياس هو الحد الاوسط فيه، لانه هو الذي يؤلف العلاقة بين الاكبر و الاصغر، فيوصلنا الي النتيجة (المطلوب). و في البرهان خاصة لا بد أن يفرض الحد الاوسط علة لليقين بالنتيجة، أي لليقين بنسبة الأكبر الي الأصغر، والا لما كان الاستدلال به اولي من غيره. ولذا يسمي الحد الأوسط (واسطة في الاثبات).

وعليه فالحد الاوسط اما ان يكون مع كونه واسطة في الاثبات واسطة في الثبوت أيضا، أي يكون علة لثبوت الاكبر للاصغر، و اما أن لا يكون واسطة في الثبوت.

فان كان الاول (أي انه واسطة في الاثبات و الثبوت معا) فان البرهان حينئذ يسمي (برهان لِمَ) او (البرهان اللمي) ، لانه يعطي اللمية () في الوجود و التصديق معا، فهو معط للمية مطلقاً فسمي به، كقولهم:

«هذه الحديدة ارتفعت حرارتها وكل حديدة ارتفعت حرارتها فهي متمددة فينتج هذه الحديدة متمددة» فالاستدلال بارتفاع الحرارة علي التمدد استدلال بالعلة علي المعلول. فكما اعطت الحرارة الحكم بوجود التمدد في الذهن للحديدة كذلك هي معطية في نفس الامر و الخارج وجود التمدد لها.

وان كان الثاني (أي انه واسطة في الاثبات فقط و لم يكن واسطة في الثبوت) ، فيسمي (برهان ان) او (البرهان الانَّي) ، لانه يعطي الانية (). والانية مطلق الوجود.

4 أقسام البرهان الانَّي

والبرهان الإنَّي علي قسمين:

1 ان يكون الاوسط معلولاً للاكبر في وجوده في الاصغر، لا علة، عكس (برهان لم) ، كما لو قيل في المثال المتقدم:

«هذه الحديدة متمددة، وكل حديدة متمددة مرتفعة درجة حرارتها». فالاستدلال بالتمدد علي ارتفاع درجة الحرارة استدلال بالمعلول علي العلة. فيقال فيه: انه يستكشف بطريق الان من وجود المعلول علي وجود العلة، فيكون العلم بوجود المعلول سببا للعلم بوجود العلة. فلذلك

يكون المعلول واسطة في الاثبات أي علة للعلم بالعلة، و إن كان معلولا لها في الخارج. ويسمي هذا القسم من البرهان الإنَّي (الدليل).

2 ان يكون الاوسط و الاكبر معاً معلولين لعلة واحدة، فيستكشف من وجود أحدهما وجود الآخر، فكل منهما اذا سبق العلم به يكون العلم به علة للعلم بالآخر، ولكن لا لأجل أن أحدهما علة للآخر، بل لكونهما متلازمين في الوجود لاشتراكهما في علة واحدة اذا وجدت لا بد أن يوجدا معا فاذا علم بوجود احدهما يعلم منه وجود علته لاستحالة وجود المعلول بلا علة، و إذا علم بوجود العلة علم منها وجود المعلول الآخر لاستحالة تخلف المعلول عن العلة. فيكون العلم علي هذا بأحد المعلولين مستلزما للعلم بالآخر بواسطة.

وليس لهذا القسم الثاني اسم خاص. وبعضهم لا يسميه البرهان الاني، بل يجعل البرهان الاني مختصا بالقسم الأول المسمي بالدليل، ويجعل هذا القسم واسطة بينه وبين اللمي. فتكون اقسام البرهان ثلاثة: لمي و اني وواسطة بينهما.

وفي الحقيقة ان هذا القسم فيه استكشافان واستدلالان: استدلال بالمعلول علي العلة المشتركة، ثم استدلال بالعلة المشتركة علي المعلول الاخر، كما تقدم، ففيه خاصة البرهان الاني في الاستدلال الاول وخاصة البرهان اللمي في الاستدلال الثاني. فلذا جعلوه واسطة بينهما لجمعه بين الطريقتين. و الاحسن جعله قسما ثانيا للاني كما صنع كثير من المنطقيين رعاية للاستدلال الاول فيه. و الامر سهل.

5 الطريق الاساس الفكري لتحصيل البرهان

عند العقلاء قضيتان أوليتان لا يشك فيهما الا مكابر أو مريض العقل، لانهما اساس كل تفكير، و لم يتم اختراع و لا استنباط و لا برهان بدونهما، حتي الاعتقاد بوجود خالق الكائنات وصفاته مرتكز عليهما. وهما:

1 (ان كل ممكن لا بد له من علة في وجوده). ويعبر عن هذه البديهة

أيضا بقولهم:

(استحالة وجود الممكن بلا علة).

2 (كل معلول يجب وجوده عند وجود علته). ويعبر عنها أيضا بقولهم:

(استحالة تخلف المعلول عن العلة).

ولما كان اليقين بالقضية من الحوادث الممكنة فلا بد له من علة موجبة لوجوده، بناء علي البديهة الأولي. و هذه العلة قد تكون من الداخل و قد تكون من الخارج.

(الأول) ان تكون من الداخل. ومعني ذلك ان نفس تصور اجزاء القضية (طرفي النسبة) علة للحكم و العلم بالنسبة، كقولنا: «الكل أعظم من الجزء» و قولنا: «النقيضان لا يجتمعان». و البديهيتان اللتان مرَّ ذكرهما في صدر البحث أيضا من هذا الباب، فان نفس تصور الممكن و العلة كاف للحكم باستحالة وجود الممكن بلا علة، ونفس تصور العلة و المعلول كاف للحكم باستحالة تخلفه عن علته. فلا يحتاج اليقين في مثل هذه القضايا الي شيء آخر وراء نفس تصوَّر طرفي القضية. ولذا تسمي هذه القضايا ب (الاولية) كما تقدم في بابها، لانها اسبق من كل قضية لدي العقل. ولاجل هذا قالوا ان القضايا الاوليات هي العمدة في مبادئ البرهان.

(الثاني) ان تكون العلة من الخارج. و هذه العلة الخارجة علي نحوين:

1 أن تكون أحدي الحواس الظاهرة أو الباطنة، و ذلك في المشاهدات و المتواترات اللتين هما من البديهيات الست. وقضاياها من الجزئيات، فإن العقل هو الذي يدرك أن هذه النار حارة أو مكة موجودة، ولكن ادراكه لهذه الاشياء ليس ابتداء بمجرد تصوَّر الطرفين و لا بتوسط مقدمات عقلية. وانما بتوسط احدي الحواس و هي جنوده التي يستعين بها في ادراك المشاهدات ونحوها، فإنه يدرك الطعم بالذوق و اللون بالبصر و الصوت بالسمع … وهكذا، ثم يدرك بقوة أخري بأن ماله هذا اللون الاصفر مثلا له هذا الطعم الحامض.

وقول

الحكماء ان العقل لا يدرك الجزئيات، فإن غرضهم أنه لا يدرك الجزئيات بنفسه بدون استعمال آلة ادراكية، والا فليس المدرك للكليات و الجزئيات الا القوة العاقلة. و لا يمكن أن يكون للسمع و البصر ونحوهما وجود وادراك مع قطع النظر عنها، غير ان ادراك القوة العاقلة للمحسوسات لا يحتاج الي أكثر من استعمال آلة الادراك المختصلة في ذلك المحسوس.

ويختص ادراك القوة العاقلة بتوسط الآلة في خصوص الجزئيات، لأن الحسَّ بانفراده لا يفيد رأياً كلياً، لأن حكمه مخصوص بزمان الاحساس فقط، و إذا أراد أن يتجاوز الادراك الي الأمور الكلية فلا بد أن يستعين بمقدمات عقلية وقياسات منطقية ليستفيد منها الرأي الكلي. فالمشاهدات و كذلك المتوترات تصلح لأن تكون مبادئ يقتنص منها التصورات الكلية و التصديقات العامة، بل لو لا تتبع المشاهدات لم نحصل علي كثير من المفاهيم الكلية و الآراء العلمية. ولذا قيل (من فقد حسا فقد علما). وتفصيل هذه الابحاث يحتاج الي سعة من القول لا يساعد عليه هذا الكتاب.

2 ان تكون العلة الخارجة هي القياس المنطقي. و هذا القياس علي قسمين:

(القسم الاول) ان يكون حاضراً لدي العقل لا يحتاج الي إعمال فكر، فلا بد أن يكون معلوله و هو اليقين بالنتيجة حاضراً أيضاً ضروري الثبوت. و هذا شأن المجربات و الحدسيات و الفطريات التي هي من أقسام البديهيات، اذ قلنا سابقا ان المجربات و الحدسيات تعتمد علي قياس خفي حاضر لدي الذهن، و الفطريات قضايا قياساتها معها.

وانما سميت (ضرورية) لضرورة اليقين بها بسبب حضور علتها لدي العقل بلا كسب.

وإلي هنا انتهي بنا القول إلي استقصاء جميع البديهيات الست (التي هي أساس البراهين وركيزة كل تفكير ورأس المال العلمي لتاجر العلوم) ، والي استقصاء

أسباب اليقين بها. فالاوليات علة يقينها من الداخل، و المشاهدات و المتواترات علتها من الخارج و هي الالة الحاسة، و الثلاث الباقية علتها من الخارج ايضا و ليست هي الا القياس الحاضر.

(القسم الثاني) ان لا يكون القياس حاضراً لدي العقل، فلا بد للحصول علي اليقين من السعي لاستحضاره بالفكر و الكسب العلمي، و ذلك بالرجوع إلي البديهيات (وهذا هو موضع الحاجة الي البرهان) ، فاذا حضر هذا القياس انتظم البرهان اما علي طريق اللم أو الإن. فاستحضار علة اليقين غير الحاضرة هو الكسب و هو المحتاج إلي النظر و الفكر. و الذي يدعو الي هذا الاستحضار البديهية الأولي المذكورة في صدر البحث و هي استحالة وجود الممكن بلا علة، و إذا حضرت العلة انتظم البرهان كما قلنا أي يحصل اليقين بالنتيجة، و ذلك بناء علي البديهية الثانية، و هي استحالة تخلف المعلول عن العلة.

فاتضح من جميع ما ذكرنا كيف نحتاج الي البرهان وسر الحاجة إليه، و انه يرتكز اساسه علي هاتين البديهتين اللتين هما الطريق الاساس الفكري لتحصيل كل برهان.

6 البرهان اللمي مطلق و غير مطلق

قد عرفت ان البرهان اللمي ما كان الاوسط فيه علة لثبوت الأكبر للاصغر ومعني ذلك أنه علة للنتيجة. و هذا علي نحوين:

1 ان يكون علة لوجود الأكبر في نفسه علي الاطلاق، ولاجل هذا يكون علة لثبوته للاصغر، باعتبار أن المحمول الذي هو الاكبر هنا ليس وجوده الا وجوده لموضوعه و هو الأصغر، و ليس له وجود مستقل عن وجود موضوعه، كالمثال المتقدم و هو مثال عليه ارتفاع الحرارة لتمدد الحديدة. ويسمي هذا النحو (البرهان اللمي المطلق).

2 ان لا يكون علة لوجود الأكبر علي الاطلاق، وانما يكون علة لوجوده في الأصغر. ويسمي هذا النحو (البرهان اللمي

غير المطلق). وانما صح ان يكون علة لوجود الاكبر في الاصغر و ليس علة لنفس الاكبر فباعتبار ان وجود الأكبر في الأصغر غير علة نفس الأكبر. و المقتضي لكون البرهان لميّاً ليس الا علية الأوسط لوجود الأكبر في الأصغر، سواء كان علة أيضا لوجود الأكبر في نفسه، كما في النحو الأول أي البرهان اللمي المطلق، او كان معلولا للأكبر في نفسه، أو كان معلولاً للأصغر، أو ليس معلولا لكل منهما.

مثال الأول و هو ما كان معلولاً للأكبر قولنا: «هذه الخشبة تتحرك إليها النار. وكل خشبة تتحرك إليها النار توجد فيها النار» فوجود النار أكبر، وحركة النار أوسط، و الحركة علة لوجود النار في الخشبة، ولكنَّها ليست علة لوجود النار مطلقاً، بل الأمر بالعكس فإن حركة النار معلولة لطبيعة النار.

ومثال الثاني و هو ما كان معلولاً للأصغر قولنا: «المثلث زواياه تساوي قائمتين. وكل ما يساوي قائمتين نصف زوايا المربع» فالأوسط (مساواة القائمتين) معلول للأصغر و هو (زوايا المثلث): و هو في الوقت نفسه علة لثبوت الأكبر (نصف زوايا المربع) للاصغر (زوايا المثلث).

ومثال الثالث و هو ما لم يكن معلولاً لكل من الأصغر و الأكبر نحو:

«هذا الحيوان غراب. وكل غراب أسود» فالغراب و هو الأوسط ليس معلولاً للأصغر و لا للأكبر، مع أنه علة لثبوت وصف السواد لهذا الحيوان.

7 معني العلة في البرهان اللمي

قلنا: ان البرهان اللمي ما كان فيه الأوسط علة لثبوت الأكبر للأصغر، و قد يسبق ذهن الطالب إلي أن المراد من العلة خصوص العلة الفاعلية، ولكن في الواقع أن العلة تقال علي أربعة أنواع و البرهان اللمي يقع بجميعها، وهي:

1 (العلة الفاعلية) أو الفاعل أو السبب أو مبدأ الحركة. ما شئت فعبر. و قد يعبر عنها بقولهم (ما

منه الوجود) ، ويقصدون المفيض و المفيد للوجود () أو المسبب للوجود كالباني للدار و النجار للسرير و الاب للولد و نحو ذلك.

ومثال أخذ الفاعل في البرهان: «لم صار الخشب يطفو علي الماء؟ فيقال:

لان الخشب ثقله النوعي أخف من ثقل الماء النوعي». ومثاله أيضاً ما تقدم في مثال تمدد الحديد بالحرارة.

2 (العلة المادية) أو المادة التي يحتاج إليها الشيء ليتكون ويحقق بالفعل بسبب قبوله للصورة. و قد يعبر عنها بقولهم (ما فيه الوجود) كالخشب و المسمار للسرير، و الجص و الآجر و الخشب ونحوها للدار، و النطفة للمولود. ومثال أخذ المادة في البرهان قولهم:

«لمَ يفسد الحيوان؟ فيقال:

لانه مركب من الاضداد».

3 (العلة الصورية) أو الصورة. و قد يعبَّر عنها بقولهم:

(ما به الوجود) ، أي الذي يحصل به الشيء بالفعل، فانه ما لم تقترن الصورة بالمادة لم يتكوَّن الشيء و لم يتحقق، كهيئة السرير و الدار وصورة الجنين التي بها يكون انسانا. ومثال أخذ الصورة في البرهان قولهم:

«لمَ كانت هذه الزاوية قائمة؟ فيجاب: لأن ضلعيها متعامدان».

4 (العلة الغائية) أو الغاية. و قد يعبر عنها بقولهم:

(ما له الوجود) ، أي التي لاجلها وجد الشيء وتكوَّن، كالجلوس للكرسي و السكني للبيت. ومثال أخذ الغاية في البرهان قولهم:

«أنشأت البيت؟ فيجيب: لكي اسكنه» و «لمَ يرتاض فلان؟ فيجاب: لكي يصح». وهكذا.

8 تعقيب وتوضيح في اخذ العلل حدودا وسطي

لا شك انما يحصل البرهان علي وجه يجب أن يعلم الذهن بوجود المعلول عند العلم بوجود العلة، إذا كانت العلة علي وجه إذا حصلت لا بد ان يحصل المعلول عندها. ومعني ذلك ان العلة لا بد أن تكون كاملة تامة السببية، والا اذا فرض حصول العلة و لا يحصل عندها المعلول لا يلزم من العلم بها العلم به.

وعليه يمكن للمتأمل

أن يعقب علي كلامنا السابق، فيقول:

إن العلة التامة التي لا يتخلف عنها المعلول هي الملتئمة من العلل الأربع في الكائنات المادية، اما كل واحدة منها فليست بعلة تامة، فكيف صح أن تفرضوا وقوع البرهان اللمي في كل واحدة منها؟

وهذا كلام صحيح في نفسه، ولكن إنما صح فرض وقوع البرهان اللمي في واحدة من الأربع ففي موضع تكون العلل الباقية مفروضة الوقوع متحققة و إن لم يصرح بها، فيلزم حينئذ من فرض وجود تلك العلة التي أخذت حداً أوسط وجود المعلول بالفعل لفرض حصول باقي العلل. لا لأنه يكتفي بأحدي العلل الاربع مجردة في التعليل، و لا لأن الواحدة منها هي مجموع العلل، بل لانها حسب الفرض لا ينفك وجودها عن وجود جميعها، فتكون كل واحدة مشتملة علي البواقي بالقوة وقائمة مقامها. ولنتكلم عن كل واحدة من العلل كيف يكون فرض وجودها فرضا للبواقي فنقول:

اما العلة الصورية فإنه اذا فرض وجود الصورة فقد فرض وجود المعلول بالفعل لأن فعلية الصورة فعلية لذيها، فلا بد مع فرض وجود المعلول أن تكون العلل كلها حاصلة والا لما وجد وصار فعليا.

وكذا (العلة الغائية) فانما يفرض وجود الغاية بعد فرض وجود ذي الغاية و هو المعلول، لأن الغاية في وجودها الخارجي متاخرة عن وجود المعلول بل هي معلولة له، وانما العلة له هي الغاية بوجودها الذهني العلمي.

واما (العلة المادية) فإنه في كثير من الأمور الطبيعية يلزم عند حصول استعداد المادة لقبول الصورة حصول الصورة بالفعل، كما لو وضعت البذرة مثلاً في أرض طيبة في الوقت المناسب و قد سقيت بالماء فلا بد ان يحصل النبات، باعتبار ان الفاعل قوة طبيعية في جوهر المادة فلا يمكن الا أن يصدر عنها فعلها

عند حصول الاستعداد التام، لأنه اذا طلبت المادة عند استعدادها بلسان حالها أن يفيض بارئ الكائنات عليها الوجود، فانه تعالي لا بخل في ساحته، فلا بد ان يفيض عليها وجودها اللائق بها. و إذا وجدت الصورة فهو فرض وجود المعلول، لأن معني حصول الصورة كما سبق حصول المعلول بالفعل.

نعم بعض الأمور الطبيعية لا يلزم من حصول استعداد المادة حصول الصورة بالفعل. و ذلك عند ما يكون حدوث تلك الصورة متوقفة علي حركة من علة محركة خارجة، كاستعداد النخلة للثمر، فإنما تتم ثمرتها بالفعل بعد التلقيح، و التلقيح حركة من فاعل محرك خارج و هو الملقح.

و من هذا الباب الأمور الصناعية فإن مجرد استعداد الخشب لأن يصير كرسياً لا يصيره كرسياً بالفعل ما لم يعمل الصانع في نشره وتركيبه علي الوجه المناسب. وعليه لا يقع البرهان اللمي في أمثال هذه المواد، فلا تقع كل مادة حداً أوسط فلذا لا يصح أن يعلل كون الشيء كرسيا بقولنا: لأنه خشب.

واما (العلة الفاعلية) ، فليس يجب من فرض الفاعل في كثير من الأشياء وجود المعلول، بل لا يؤخذ حداً أوسط الا اذا كان فاعلا تاما، بمعني أنه مشتمل علي تمام جهات تأثيره، كما اذا دل علي استعداد المادة ووجود جميع الشرائط، فيما اذا كان المعلول من الأمور الطبيعية المادية. و ذلك كفرض وجود الحرارة في الحديد الذي يلزم منه بالضرورة وجود التمدد، فالفاعل بدون الموضوع القابل لا يكون فاعلاً تاما، كما لا يكون القابل بدون الفاعل قابلاً بالفعل.

ومن هذا الكلام يعلم ويتضح أنه ليس علي المطلوب الواحد في الحقيقة الا برهان لمي واحد مشتمل علي جميع العلل بالفعل أو بالقوة، و إن تعددت البراهين بحسب الظاهر بتعدد العلل حسب

اختلافها، فالسؤال بلمَ إنما يطلب به معرفة العلة التامة، فإذا أجيب بالعلة الناقصة فإنه لا ينقطع السؤال بلم. و ما دام هنا شرط أو جزء من العلة لم يذكر فالسؤال باق حتي يجاب بجميع العلل التي تتألف منها العلة التامة. وحينئذ يسقط السؤال بلم وينقطع.

9 شروط مقدمات البرهان

ذكروا لمقدمات شروطا ارتقت في أكثر عباراتهم إلي سبعة، وهي:

1 أن تكون المقدمات كلها يقينية (وقد سبق أن ذلك هو المقوم لكون القياس برهانا وتقدم أيضاً معني اليقين هنا). فلو كانت أحدي مقدمتيه غير يقينية لم يكن برهاناً، و كان اما جدلياً أو خطابياً أو شعرياً أو مغالطياً علي حسب تلك المقدمة. ودائما يتبع القياس في تسميته أخس مقدماته.

2 أن تكون المقدمات أقدم وأسبق بالطبع من النتائج لأنها لا بد أن تكون عللا لها بحسب الخارج. و هذا الشرط مختص ببرهان (لمَ).

3 أن تكون أقدم عند العقل بحسب الزمان من النتائج حتي يصح التوصل بها إلي النتائج. فإن الأقدم في نفس الأمر و هو الأقدم بالطبع شيء و الأقدم بالنسبة إلينا وبحسب عقولنا شيء آخر، فإنه قد يكون ما هو الأقدم بحسب الطبع كالعلة ليس أقدم بالنسبة إلي عقولنا بأن يكون العلم بالمعلول أسبق وأقدم من العلم بها، فإنه لا يجب في كل ما هو أقدم بحسب الطبع أن يكون أقدم عند العقل في المعرفة.

4 أن تكون أعرف عند العقول من النتائج ليصح أن تعرفها، لأن المعرَّف يجب أن يكون أعرف من المعرَّف. ومعني أنها أعرف أن تكون أكثر وضوحاً ويقينا لتكون سببا لوضوح النتائج، بداهة أن الوضوح و اليقين يجب أن يكون أولاً وبالذات للمقدمات، وثانياً وبالعرض للنتائج.

5 ان تكون مناسبة للنتائج، ومعني مناسبتها أن تكون محمولاتها ذاتية أولية

لموضوعاتها، علي ما سيأتي من معني الذاتي و الأولي هنا، لأن الغريب لا يفيد اليقين بما لا يناسبه لعدم العلة الطبيعية بينهما. وبعبارة أخري كما قال الشيخ الرئيس في كتاب البرهان من الشفا ص 72 «فإن الغربية لا تكون عللا، و لو كانت المحمولات البرهانية يجوز أن تكون غريبة لم تكن مبادئ البرهان عللا، فلا تكون مبادئ البرهان عللا للنتيجة».

6 أن تكون ضرورية اما بحسب الضرورة الذاتية أو بحسب الوصف. و ليس المراد من (الضروري) هنا المعني المقصود منه في القياس، فإنه إذا قيل هناك: (كل ح ب بالضرورة) يعنون به أن كل ما يوصف بأنه (ح) كيفما اتفق وصفه به فهو موصوف بأنه (ب) بالضرورة و إن لم يكن موصوفا بأنه (ح) بالضرورة. و اما هنا فيعنون به المشروطة العامة أي ان كل ما يوصف بانه (ح) بالضرورة فانه موصوف بأنه (ب).

7 ان تكون كلية. و هنا أيضا ليس المراد من (الكلية) المعني المراد في القياس.

بل المراد أن يكون محمولها مقولا علي جميع أشخاص الموضوع في جميع الازمنة قولاً أولياً و إن كان الموضوع جزئياً أو مهملا، فالكلية هنا يصح أن تقابلها الشخصية.

والمقصود من معني الكلية في القياس أن يكون المحمول مقولا علي كل واحد و إن لم يكن في كل زمان. و لم يكن الحمل أوليا فتقابل الكلية هناك القضية الجزئية و المهملة.

وهذان الشرطان الأخيران يختصان بالنتائج الضرورية الكلية، فلو جوزنا أن تكون نتيجة البرهان غير ضرورية و غير كلية، فما كان بأس في ان تكون أحدي المقدمات ممكنة أو غير كلية بذلك المعني من الكلية، لأنه ليس يجب في جميع مطالب العلوم أن تكون ضرورية أو كلية، إلا أن يراد من الضرورية

ضرورية الحكم و هو الاعتقاد الثاني و إن كانت جهة القضية هي الامكان، فإن اليقين كما تقدم يجب أن يكون الاعتقاد الثاني فيه لا يمكن زواله. ولكن هذا الشرط عين الشرط يقينية المقدمات و هو الشرط الاول.

10 معني الذاتي في كتاب البرهان

تقدم انه يشترط في مقدمات البرهان أن تكون المحمولات ذاتية للموضوعات وللذاتي في عرف المنطقيين عدة معاني أحدهما الذاتي في كتاب البرهان. و لا بأس ببيانها جميعاً ليتضح المقصود هنا، فنقول:

1 الذاتي في باب الكليات، ويقابله (العرضي). و قد تقدم في الجزء الاول ص 90.

2 الذاتي في باب الحمل و العروض، ويقابله (الغريب) ، اذ يقولون: «ان موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية».

و هو له درجات و في الدرجة الأولي ما كان موضوعه مأخوذا في حده، كالانف في حد الفطوسة حينما يقال (الانف أفطس) فهذا المحمول ذاتي لموضوعه، لأنه إذا أريد تعريف الأفطس أخذ الأنف في تعريفه. ثم قد يكون موضوع المعروض له ماخوذا في حده، كحمل المرفوع علي الفاعل فإن الفاعل لا يؤخذ في تعريف المرفوع ولكن الكلمة التي هي معروضة للفاعل تؤخذ في تعريفه كما تؤخذ في تعريف الفاعل. و قد يكون جنس المعروض له مأخوذا في حده، كحمل المبني علي الفعل الماضي مثلاً فإن الفعل لا يؤخذ في تعريف المبني ولكن جنسه و هو الكلمة هي التي تؤخذ في حده. و قد يكون معروض الجنس ماخوذا في حده كحمل المنصوب علي المفعول المطلق مثلا فان المفعول المطلق لا يؤخذ في حده المنصوب و لا جنسه، و هو المفعول يؤخذ في حده بل معروض المفعولية و هو الكلمة تؤخذ في حده. ويمكن جمع هذه المحمولات الذاتية بعبارة واحدة فيقال:

(المحمول الذاتي للموضوع ما كان

موضوعه أو أحد مقوماته واقعاً في حده) لأن جنس الموضوع مقوم له و كذا معروضه لأنه يدخل في حده و كذا معروض جنسه كذلك.

3 (الذاتي) في باب الحمل أيضاً، و هو ما كان نفس الموضوع في حد ذاته كافيا لانتزاع المحمول بدون حاجة إلي ضم شيء إليه و هو الذي يقال له: (المنتزع عن مقام الذات) ويقابله ما يسمي المحمول بالضميمة، مثل حمل الموجود علي الوجود وحمل الأبيض علي البياض، لا مثل حمل الموجود علي الماهية وحمل الأبيض علي الجسم، فإن هذا هو المحمول بالضميمة فإن الماهية موجودة ولكن لا بذاتها بل لعروض الوجود عليها، و الجسم أبيض ولكن لا بذاته بل لضم البياض إليه وعروضه عليه بخلاف حمل الموجود علي الوجود فإنه ذاتي له بدون ضم وجود آخر له بل بنفسه موجود، و كذا حمل الأبيض علي البياض فإنه أبيض بذاته بدون ضم بياض آخر إليه فهو ذاتي له.

4 (الذاتي) في باب الحمل أيضا، ولكنه في هذا القسم وصف لنفس الحمل لا للمحمول كما في الاصطلاحين الاخيرين، فيقال الحمل الذاتي ويقال له الاولي أيضا. ويقابله الحمل الشايع الصناعي و قد تقدم ذلك في الجزء الأول.

5 (الذاتي) في باب العلل، ويقابله (الاتفاقي) ، مثل ان يقال:

اشتعلت النار فاحترق الحطب وابرقت السماء فقصف الرعد، فإنه لم يكن ذلك اتفاقيا بل اشتعال النار يتبعه احراق الحطب اذا مسها و البرق يتبعه الرعد لذاته، لا مثل ما يقال:

فتح الباب فابرقت السماء، أو نظر لي فلان فاحترق حطبي أو حسدني فلان فاصابني مرض فإن هذه وأمثالها تسمي أمور اتفاقية.

اذا عرفت هذه المعاني للذاتي فاعلم أن مقصودهم من الذاتي في كتاب البرهان ما يعم المعني الأول و الثاني ويجمعهما في

البيان ان يقال:

«الذاتي هو المحمول الذي يؤخذ في حد الوضوع أو الموضوع أو احد مقوماته يؤخذ في حده».

11 معني الاوّلي

والمراد من الأولي هنا هو المحمول لا بتوسط غيره أي لا يحتاج إلي واسطة في العروض في حمله علي موضوعه، كما نقول: حسم أبيض وسطح أبيض فإن حمل أبيض علي السطح حمل أوَّلي اما حمله علي الجسم فبتوسط السطح فكان واسطة في العروض، لأن حمل الابيض علي السطح أولاً وبالذات و علي الجسم ثانياً وبالعرض.

والتدقيق في معني الذاتي و الاولي له موضع آخر لا يسعه هذا المختصر. ولكن مما يجب ان يعلم هنا ان بعض كتب أصول الفقه المتأخرة وقع فيها تفسير الذاتي الذي هو في باب موضوع العلم المقابل له الغريب، بمعني الاولي المذكور هنا.

فوقعت من أجل ذلك اشتباهات كثيرة نستطيع التخلص منها إذا فرقنا بين الذاتي و الاوَّلي و لا نخلط أحدهما بالآخر.

2 صناعة الجدل أو آداب المناظرة
1 القواعد و الاصول
1 مصطلحات هذه الصناعة

لهذه الصناعة ككل صناعة مصطلحات خاصة بها و الآن نذكر بعضها في المقدمة للحاجة فعلاً، ونرجئ الباقي إلي مواضعه.

1 كلمة (الجدل) ، إن الجدل لغة هو اللدد و اللجاج في الخصومة بالكلام، مقارناً غالباً لاستعمال الحيلة الخارجة أحياناً عن العدل و الإنصاف. ولذا نهت الشريعة الإسلامية عن المجادلة، لا سيما في الحج و الاعتكاف.

وقد نقل مناطقة العرب هذه الكلمة واستعملوها في الصناعة التي نحن بصددها و التي تسمي باليونانية (طوبيقا).

وهذه لفظة (الجدل) أنسب الألفاظ العربية إلي معني هذه الصناعة علي ما سيأتي توضيح المقصود بها، حتي من مثل لفظ المناظرة، و المحاورة و المباحثة، و إن كانت كلّ واحدة منها تناسب هذه الصناعة في الجملة، كما استعملت كلمة (المناظرة) في هذه الصناعة أيضا، فقيل (آداب المناظرة) و ألفت بعض المتون بهذا الاسم.

وقد يطلقون لفظ (الجدّل) أيضاً علي نفس استعمال الصناعة كما أطلقوه علي ملكة استعمالها، فيريدون به حينئذ القول المؤلف

من المشهورات أو المسلمات الملزم للغير و الجاري علي قواعد الصناعة. و قد يقال له ايضا:

القياس الجدلي أو الحجة الجدلية أو القول الجدلي. أما مستعمل الصناعة فيقال له: (مجادل) و (جدلي).

2 كلمة (الوضع). ويراد بها هنا (الرأي المعتقد به أو الملتزم به) ، كالمذاهب و الملل و النحل و الأديان و الآراء السياسية و الاجتماعية و العلمية، و ما إلي ذلك.

والإنسان كما يعتنق الرأي ويدافع عنه لأنه عقيدته، قد يعتنقه لغرض آخر فيتعصب له ويلتزمه و إن لم يكن عقيدة له، فالرأي علي قسمين: رأي معتقد به ورأي ملتزم به، وكل منهما يتعلق به غرض الجدلي لإثباته أو نقضه، فأراد أهل هذه الصناعة أن يعبروا عن قسمين بكلمة واحدة جامعة، فاستعملوا كلمة (الوضع) اختصاراً، ويريدون به مطلق الرأي الملتزم سواء أكان معتقداً به ام لا.

كما قد يسمّون أيضا نتيجة القياس في الجدل (وضعاً) و هي التي تسمي في البرهان (مطلوبا). و علي هذا يكون معني الوضع قريباً من معني الدعوي التي يراد إثباتها أو إبطالها.

2 وجه الحاجة الي الجدل

إن الإنسان لا ينفك عن خلاف ومنازعات بينه وبين غيره من أبناء جلدته، في عقائده وآرائه من دينية وسياسية واجتماعية ونحوها، فتتألف بالقياس إلي كل وضع طائفتان: طائفة تناصره وتحافظ عليه، وأخري تريد نقضه وهدمه وينجر ذلك إلي المناظرة و الجدال في الكلام، فيلتمس كلّ فريق الدليل و الحجّة لتأييد وجهة نظره وإفحام خصمه أمام الجمهور.

والبرهان سبيل قويم مضمون لتحصيل المطلوب، ولكن هناك من الأسباب ما يدعو إلي عدم الأخذ به في جملة من المواقع، و اللجوء إلي سبيل آخر، و هو سبيل الجدل الذي نحن بصدده. و هنا تنبثق الحاجة إلي الجدل، فإّنه الطريقة المفيدة بعد البرهان. أما الأسباب الداعية

إلي عدم الأخذ بالبرهان فهي أمور.

1 إن البرهان واحد في كلّ مسألة لا يمكن أن يستعمله كل من الفريقين المتنازعين لأن الحق واحد علي كلّ حال، فإذا كان الحق مع أحد الفريقين فإنّ الفريق الآخر يلتجئ إلي سبيل الجدل لتأييد مطلوبه.

2 إن الجمهور أبعد ما يكون عن إدراك المقدمات البرهانية إذا لم تكن من المشهورات الذايعات بينهم، وغرض المجادل علي الأكثر إفحام خصمه أمام الجمهور فيلتجئ هنا إلي استعمال المقدمات المشهورة بالطريقة الجدلية و إن كان الحق في جانبه ويمكنه استعمال البرهان.

3 انه ليس كل احد يقوي علي إقامة البرهان او إدراكه فيلتجئ المنازع إلي الجدل لعجزه عن البرهان أو لعجز خصمه عن إدراكه.

4 إن المبتدئ في العلوم قبل الوصول إلي الدرجة التي يتمكن فيها من إقامة البرهان علي المطالب العلمية يحتاج إلي ما يمّرن ذهنه وقوته العقلية علي الاستدلال علي المطالب بطريقة غير البرهان، كما قد يحتاج إلي تحصيل القناعة و الاطمئنان إلي تلك المطالب قبل أن يتمكن من البرهان عليها. و ليس له سبيل إلي ذلك إلاّ سبيل الجدّل.

وبمعرفة هذه الأسباب تظهر لنا قوة الحاجة الي الجدل ونستطيع ان نحكم بأنّه يجب لكل من تهمه المعرفة وكلّ من يريد أن يحافظ علي العقائد و الآراء أية كانت أن يبحث عن صناعة الجدل وقوانينها وأصولها. و المتكفل بذلك هذا الفن الذي عني به متقدموا الفلاسفة من اليونانيين وأهمله المتأخرون في الدورة الإسلامية إهمالاً لا مبرر له عدا فئة قليلة من أعاظم العلماء كالرئيس ابن سينا و الخواجة نصير الدين الطوسي إمام المحققين.

3 المقارنة بين الجدل و البرهان

قلنا إن الجدل أسلوب آخر من الاستدلال، و هو يأتي بالمرتبة الثانية بعد البرهان، فلا بد من بحث المقارنة بينهما وبيان ما

يفترقان فيه فنقول:

1 إن البرهان لا يعتمد إلاّ علي المقدمات التي هي حق من جهة ما هو حق، لتنتج الحق، أما (الجدل) فإنّما يعتمد علي المقدمات المسلمة من جهة ما هي مسلمة، و لا يشترط فيها أن تكون حقاّ، و إن كانت حقاّ واقعاّ، إذ لا يطلب المجادل الحق بما هو حق كما قلنا بل إنّما يطلب إفحام الخصم و إلزامه بالمقدمات المسلمة سواء أكانت مسلمة عند الجمهور و هي المشهورات العامة و الذائعات، أم مسلمة عند طائفة خاصة يعترف بها الخصم، أم مسلمة عند شخص الخصم خاصة.

2 إن الجدل لا يقوم إلا بشخصين متخاصمين، أما البرهان فقد يقام لغرض تعليم الغير وإيصاله إلي الحقائق فيقوم بين شخصين كالجدل، و قد يقيمه الشخص ليناجي به نفسه ويعلّمها لتصل إلي الحق.

3 انه تقدم في البحث السابق أن البرهان واحد في كل مسألة لا يمكن أن يقيمه كل من الفريقين المتنازعين. أما الجدل فإنه يمكن ان يستعمله الفريقان معاً ما دام الغرض منه إلزام الخصم وإفحامه لا الحق بما هو حق، و ما دام إنه يعتمد علي المشهورات و المسلّمات التي قد يكون بعضها في جانب الإثبات وبعضها الآخر في عين الوقت في جانب النفي. بل يمكن لأحد الفريقين أن يقيم كثيراً من الأدلة الجدلية بلا موجب للحصر علي رأي واحد، بينما إن البرهان لا يكون إلاّ واحداً لا يتعدد في المسألة الواحدة، و إن تعدد ظاهراً بتعدد العلل الأربع علي ما تقدم في بحث البرهان.

4 إن صورة البرهان لا تكون إلاّ من القياس علي ما تقدم في بحث البرهان أما المجادل فيمكن أن يستعمل القياس و غيره من الحجج كالاستقراء و التمثيل، فالجدل أعم من البرهان

من جهة الصورة، غير أن أكثر ما يعتمد الجدل علي القياس و الاستقراء.

4 تعريف الجدل

ويظهر بوضوح من جميع ما تقدم صحة تعريف فن الجدل بما يلي:

(إنه صناعة علمية يقتدر معها حسب الإمكان علي إقامة الحجة من المقدمات المسلمة علي أي مطلوب يراد و علي محافظة أي وضع يتفق، علي وجه لا تتوجه عليه مناقضة).

وإنما قيد التعريف بعبارة (حسب الإمكان) فلأجل التنبيه علي أن عجز المجادل عن تحصيل بعض المطالب لا يقدح في كونه صاحب صناعة، كعجز الطبيب مثلاً عن مداواة بعض الأمراض فإنه لا ينفي كونه طبيباً.

ويمكن التعبير عن تعريف الجدل بعبارة أخري كما يلي:

(الجدل صناعة تمكن الإنسان من إقامة الحجج المؤلفة من المسلمات أو من ردها حسب الإرادة و من الاحتراز عن لزوم المناقضة في المحافظة علي الوضع).

5 فوائد الجدل

مما تقدم تظهر لنا الفائدة الأصلية من صناعة الجدل ومنفعتها المقصودة بالذات، و هي أن يتمكن المجادل من تقوية الآراء النافعة وتأييدها و من إلزام المبطلين و الغلبة علي المشعوذين، وذوي الآراء الفاسدة علي وجه يدرك الجمهور ذلك. ولهذا الصناعة فوائد أخر تقصد منها بالعرض، نذكر بعضها:

1 رياضة الأذهان وتقويتها في تحصيل المقدمات واكتسابها، إذ يتمكن ذو الصناعة من إيراد المقدمات الكثيرة و المفيدة في كل باب و من إقامة الحجة علي المطالب العلمية و غيرها.

2 تحصيل الحق و اليقين في المسألة التي تعرض علي الإنسان، فإنه بالقوة الجدلية التي تحصل له بسبب هذه الصناعة يتمكن من تأليف المقدمات لكل من طرفي الإيجاب و السلب في المسألة. وحينئذ بعد الفحص عن حال كل منهما و التأمل فيهما قد يلوح الحق له، فيميز أنه في أي طرف منهما، ويزيف الطرف الآخر الباطل.

3 التسهيل علي المتعلم المبتدئ لمعرفة المصادرات في العلم الطالب له، بسبب المقدمات الجدلية، إذ أنه بادئ بدء ينكرها ويستوحش

منها، لأنه لم يقو بعد علي الوصول إلي البرهان عليها. و المقدمات الجدلية تفيده التصديق بها وتسهل عليه الاعتقاد بها فيطمئن إليها قبل الدخول في العلم ومعرفة براهينها.

4 وتنفع هذه الصناعة أيضا طالب الغلبة علي خصومه، إذ يقوي علي المحاورة و المخاصمة و المراوغة و إن كان الحق في جانب خصمه، فيستظهر علي خصمه الضعيف عن مجادلته ومجاراته، لا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه المنازعات في الآراء السياسية و الاجتماعية.

5 وتنفع أيضا الرئيس للمحافظة علي عقائد أتباعه عن المبتدعات.

6 وتنفع أيضا الذين يسمّونهم في هذا العصر المحامين الذين اتخذوا المحاماة و الدفاع عن حقوق الناس مهنة لهم، فإنهم أشد ما تكون حاجتهم إلي معرفة هذه الصناعة، بل إنها جزء من مهنتهم في الحقيقة.

6 السؤال و الجواب

تقدم أن الجدل لا يتم إلاّ بين طرفين متنازعين فالجدلي شخصان: (أحدهما) محافظ علي وضع وملتزم له غاية سعيه ألا يلزمه الغير و لا يفحمه و (ثانيهما) ناقض له وغاية سعيه ان يلزم المحافظ ويفحمه.

و (الاول) يسمي (المجيب). واعتماده علي المشهورات في تقرير وضعه، إما المشهورات المطلقة أو المحدودة بحسب تسليم طائفة معينة.

و (الثاني) يسمي (السائل) واعتماده في نقض وضع المجيب علي ما يسلّمه المجيب من المقدمات و إن لم تكن مشهورة.

ولتوضيح سرّ التسمية بالسائل و المجيب نقول: إن الجدل إنما يتم بأمرين سؤال وجواب، و ذلك لأن المقصود الأصلي من صناعة الجدل عندهم ان تتم بهذه المراحل الأربع:

1 أن يوجه من يريد نقض وضع ما أسئلة إلي خصمه المحافظ علي ذلك الوضع بطريق الاستفهام، بأن يقول:

(هل هذا ذاك؟) أو (أليس إذا كان كذا فكذا؟) ويتدرج بالأسئلة من البعيد عن المقصود، إلي القريب منه حسبما يريد أن يتوصل به إلي

مقصوده من تسليم الخصم، من دون أن يشعره بأنه يريد مهاجمته ونقض وضعه، أو يشعره بذلك ولكن لا يشعره من أية ناحية يريد مهاجمته منها، حتي لا يراوغ ويحتال في الجواب.

2 أن يستل السائل من خصمه من حيث يدري و لا يدري الاعتراف و التسليم بالمقدمات التي تستلزم نقض وضعه المحافظ عليه.

3 أن يؤلف السائل قياساً جدلياً مما اعترف و سلم به خصمه (المجيب) بعد فرض اعترافه وتسليمه، ليكون هذا القياس ناقضاً لوضع المجيب.

4 أن يدافع المحافظ (المجيب) ويتخلص عن المهاجمة إن استطاع بتأليف قياس من المشهورات التي لا بد أن يخضع لها السائل و الجمهور.

وهذه الطريقة من السؤال و الجواب هي الطريقة الفنية المقصودة لهم في هذه الصناعة و هي التي تظهر بها المهارة و الحذق في توجيه الأسئلة و التخلص من الاعتراف أو الإلزام.

و من هذه الجهة كانت التسمية بالسائل و المجيب، لا لمجرد وقوع سؤال وجواب بأي نحو اتفق. و المقصود من صناعة الجدل اتقان تأدية هذه الطريقة حسبما تقتضيه القوانين و الأصول الموضوعة فيها.

ونحن يمكننا أن نتوسع في دائرة هذه الصناعة، فنتعدي هذه الطريقة المتقدمة إلي غيرها، بأن نكتفي بتأليف القياس من المشهورات أو المسلمات لنقض وضع او للمحافظة علي وضع، لغرض افحام الخصوم، علي أي نحو يتفق هذا التأليف و إن لم يكن علي نحو السؤال و الجواب و لم يمر علي تلك المراحل الاربع بترتيبها. ولعل تعريف الجدل المتقدم لا يابي هذه التوسعة.

بل يمكن ان نتعدي الي ابعد من ذلك حينئذ، فلا نخص الصناعة بالمشافهة، بل نتعدي بها إلي التحرير و المكاتبة. و في هذه العصور لا سيما الأخيرة منها بعد انتشار الطباعة و الصحف أكثر ما تجري المناقشات

و المجادلات في الكتابة، وتبتني علي المسلمات و المشهورات، علي غير الطريقة البرهانية، من دون أن تتألف صورة سؤال وجواب. و مع ذلك نسميها قياسات جدلية، أو ينبغي أن نسميها كذلك، وتشملها كثير من أصول صناعة الجدل وقواعدها فلا ضير في دخولها في هذه الصناعة وشمول بعض قواعدها وآدابها لها.

7 مبادئ الجدل

أشرنا فيما سبق إلي أن مبادئ الجدل الأولية التي تعتمد عليها هذه الصناعة هي المشهورات و المسلمات، و إن المشهورات مبادئ مشتركة بالنسبة إلي السائل و المجيب، و المسلمات مختصة بالسائل.

كما أشرنا إلي أن المشهورات يجوز أن تكون حقاً واقعاً وللجدلي أن يستعملها في قياسه. أما استعمال الحق غير المشهور بما هو حق في هذه الصناعة فإنه يعد مغالطة من الجدلي لأنه في استعمال أية قضية لا يدعي أنها في نفس الأمر حق. وانما يقول:

إن هذا الحكم ظاهر واضح في هذه القضية ويعترف بذلك الجميع ويكون الحكم مقبولا لدي كل احد.

ثم أنا أشرنا في بحث (المشهورات) أن للشهرة أسباباً توجبها، وذكرنا أقسام المشهورات حسب اختلاف أسباب الشهرة، فراجع. و السرّ في كون الشهرة لا تستغني عن السبب أن شهرة المشهور ليست ذاتية، بل هي أمر عارض، وكل عارض لا بد له من سبب. و ليست هي كحقية الحق التي هي أمر ذاتي للحق لا تعلل بعلة.

وسبب الشهرة لا بد أن يكون تألفه الأذهان وتدركه العقول بسهولة، ولولا ذلك لما كان الحكم مقبولاً عند الجمهور وشايعاً بينهم.

وعلي هذا يتوجه علينا سؤال وهو: إذا كانت الشهرة لا تستغني عن السبب، فكيف جعلتم المشهورات من المبادئ الأولية أي ليست مكتسبة؟

والجواب إن سبب حصول الشهرة لوضوحه لدي الجمهور تكون أذهان الجمهور غافلة عنه و لا تلتفت الي سرّ انتقالها

إلي الحكم المشهور، فيبدو لها أن المشهورات غير مكتسبة من سبب كأنها من تلقاء نفسها انتقلت إليها، وإنما يعتبر كون الحكم مكتسباً إذا صدر الانتقال إليه بملاحظة سببه. و هذا من قبيل القياس الخفي في المجربات و الفطريات التي قياساتها معها، علي ما أوضحناه في موضعه، فإنما مع كونها لها قياس و هو السبب الحقيقي لحصول العلم بها عدّوها من المبادئ غير المكتسبة، نظراً إلي أن حصول العلم فيها عن سبب خفي غير ملحوظ للعالم ومغفول عنه لوضوحه لديه.

ثم لا يخفي أنه ليس كل ما يسمي مشهوراً هو من مبادئ الجدل، فإن الشهرة تختلف بحسب اختلاف الأسباب في كيفية تأثيرها في الشهرة. وبهذا الاعتبار تنقسم المشهورات إلي ثلاثة أقسام:

1 المشهورات الحقيقية، و هي التي لا تزول شهرتها بعد التعقيب و التأمل فيها.

2 المشهورات الظاهرية، و هي المشهورات في بادئ الرأي التي تزول شهرتها بعد التعقيب و التأمل مثل قولهم:

(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ، فإنه يقابله المشهور الحقيقي وهو: (لا تنصر الظالم و إن كان اخاك).

3 الشبيهة بالمشهورات، و هي التي تحصل شهرتها بسبب عارض غير لازم تزول الشهرة بزواله، فتكون شهرتها في وقت دون وقت وحال دون حال، مثل استحسان الناس في العصر المتقدم لإطلاق الشوارب تقليداً لبعض الملوك و الامراء، فلما زال هذا السبب زالت هذه العادة وزال الاستحسان.

ولا يصلح للجدل إلاّ القسم الأول دون الأخيرين، أما الظاهرية فإنما تنفع فقط في صناعة الخطابة كما سيأتي، و اما الشبيهة بالمشهورات فنفعها خاص بالمشاغبة كما سيأتي في صناعة المغالطة.

8 مقدمات الجدل

كل ما هو مبدأ للقياس معناه أنه يصلح أن يقع مقدمة له ولكن ليس يجب في كل ما هو مقدمة أن يكون من المبادئ، بل

المقدمة إما أن تكون نفسها من المبادئ أو تنتهي إلي المبادئ. وعليه فمقدمات القياس الجدلي يجوز أن تكون في نفسها مشهورة. ويجوز أن تكون غير مشهورة، ترجع إلي المشهورة كما قلنا في مقدمات البرهان إنها تكون بديهية وتكون نظرية تنتهي إلي البديهية.

والرجوع إلي المشهورة علي نحوين:

أ أن تكتسب شهرتها من المقارنة و المقايسة إلي المشهورة. وتسمي (المشهورة بالقرائن). و المقارنة بين القضيتين إما لتشابهما في الحدود أو لتقابلهما فيها. وكل من التشابه و التقابل يوجب انتقال الذهن من تصور شهرة إحداهما إلي تصور شهرة الثانية، و إن لم يكن هذا الانتقال في نفسه واجباً، وإنما تكون شهرة أحداهما مقرونة بشهرة الأخري.

مثال التشابه: قولهم إذا كان إطعام الضيف حسناً فقضاء حوائجه حسن أيضاً، فإنّ حسن إطعام الضيف مشهور وللتشابه بين الإطعام وقضاء الحوائج تستوجب المقارنة بينهما انتقال الذهن إلي حسن قضاء حوائج الضيف. ومثال التقابل: قولهم:

إذا كان الإحسان إلي الأصدقاء حسناً كانت الإساءة إلي الأعداء حسنة، فإن التقابل بين الأحسان و الإساءة وبين الأصدقاء و الأعداء يستوجب انتقال الذهن من إحدي القضيتين إلي الأخري بالمقارنة و المقايسة.

ب أن تكون المقدمة مكتسبة شهرتها من قياس مؤلف من المشهورات منتج لها بان تكون هذه المقدمة المفروضة مأخوذة من مقدمات مشهورة. نظير المقدمة النظرية في البرهان إذا كانت مكتسبة من مقدمات بديهية.

9 مسائل الجدل

كل قضية كان السائل قد أورد عينها في حال سؤاله أو أورد مقابلها فإنها تسمي (مسالة الجدل) و بعد أن يسلّم بها المجيب ويجعلها السائل جزءاً من قياسه هي نفسها تسمي (مقدمة الجدل).

إذا عرفت ذلك فكل قضية لها ارتباط في نقض الوضع الذي يراد نقضه تصلح أن تقع مورداً لسؤال السائل، ولكن بعض القضايا يجدر به أن

يتجنبها نذكر بعضها:

(منها) أنه لا ينبغي للسائل أن يجعل المشهورات مورداً لسؤاله، فإن السؤال عنها معناه جعلها في معرض الشك و الترديد و هذا ما يشجع المجيب علي إنكارها ومخالفة المشهور. فلو التجأ السائل لإيراد المشهورات فليذكرها علي سبيل التمهيد للقواعد التي يريد أن يستفيد منها لنقض وضع المجيب. باعتبار أن تلك المشهورات مفروغ عنها لا مفّر من الاعتراف بها.

و (منها) أنه لا ينبغي له أن يسأل عن ماهية الأشياء و لا عن لميتها (علّيتها) لأن مثل هذا السؤال إنما يرتبط بالتعلم و الاستفادة لا بالجدل و المغالبة، بل السؤال عن الماهية لو احتاج إليه فينبغي أن يضعه علي سبيل الاستفسار عن معني اللفظ، أو علي سبيل السؤال عن رأيه و قوله في الماهية، بأن يسأل هكذا (هل تقول إن الإنسان هو الحيوان الناطق أو لا؟) أو يسأل هكذا: (لو لم يكن حد الإنسان هو الحيوان الناطق فما حده إذن؟).

وكذلك السؤال في اللمية لا بد أن يجعل السؤال عن قوله ورأيه فيها لا عن أصل العلية.

10 مطالب الجدل

إن الجدل ينفع في جميع المسائل الفلسفية و الاجتماعية و الدينية و العلمية و السياسية و الأدبية وجميع الفنون و المعارف وكل قضية من ذلك تصلح أن تكون مطلوبة به. ويستثني من ذلك قضايا لا تطلب بالجدل.

منها (المشهورات الحقيقية المطلقة) لأنها لما كانت بهذه الشهرة لا يسع لأحد إنكارها و التشكيك بها حتي يحتاج إثباتها إلي حجة. وحكمها من هذه الجهة حكم البديهيات فإنه لا تطلب بالبرهان. ويجمعها أنها غير مكتسبة فلا تكتسب بحجة.

ومن ينكر المشهورات لا تنفع معه حجة جدلية لأن معني إقامتها إرجاعه إلي القضايا المشهورة و قد ينكرها أيضاً. ومثل هذا المنكر للمشهورات لا ردّ له

إلا العقاب أو السخرية و الاستهزاء أو إحساسه: فمن ينكر مثل حسن عبادة الخالق وقبح عقوق الوالدين فحقه العقاب و التعذيب. ومنكر مثل أن القمر مستمد نوره من الشمس يسخر به ويضحك عليه. ومنكر مثل أن النار حارة يكوي بها ليحس بحرارتها.

نعم قد يطلب المشهور بالقياس الجدلي في مقابل المشاغب كما تطلب القضية الأولية بالبرهان في مقابل المغالط.

أما المشهورات المحدودة أو المختلف فيها فلا مانع من طلبها بالحجة الجدلية في مقابل من لا يراها مشهورة أو لا يعترف بشهرتها، لينبهه علي شهرتها بما هو أعرف وأشهر.

ومنها (القضايا الرياضية ونحوها) لأنها مبتنية علي الحس و التجربة، فلا مدخل للجدل فيها و لا معني لطلبها بالمشهورات كقضايا الهندسة و الحساب و الكيمياء و الميكانيك و نحو ذلك.

11 ادوات هذه الصناعة
اشارة

عرفنا فيما سبق أن الجدل يعتمد علي المسلّمات و المشهورات غير أن تحصيل ملكة هذه الصناعة (بأن يتمكن المجادل من الانتفاع بالمشهورات و المسلّمات في وقت الحاجة عند الاحتجاج علي خصمه أو عند الاحتراز من الانقطاع و المغلوبية) ليس بالأمر الهين كما قد يبدو لأول وهلة. بل يحتاج إلي مران طويل حتي تحصل له الملكة شأن كل ملكة في كل صناعة. ولهذا المران موارد أربعة هي أدوات للملكة إذا استطاع الإنسان أن يحوز عليها فإن لها الاثر البالغ في حصول الملكة وتمكن الجدلي من بلوغ غرضه.

ونحن واصفون هنا هذه الأدوات. وليعلم الطالب أنه ليس معني معرفة وصف هذه الأدوات أنه يكون حاصلاً عليها فعلاً، بل لا بد من السعي لتحصيلها بنفسه عملا واستحضارها عنده، فإن من يعرف معني المنشار لا يكون حاصلاً لديه و لا يكون ناشراً للخشب، بل الذي ينشره من تمكن من تحصيل نفس الآلة وعمل بها في

نشر الخشب. نعم معرفة أوصاف الآلة طريق لتحصيلها و الانتفاع بها.

والأدوات الأربع المطلوبة هي كما يلي:

1 (الأداة الأولي)

أن يستحضر لديه أصناف المشهورات من كل باب و من كل مادة علي اختلافها، ويعدها في ذاكرته لوقت الحاجة، و إن يفصل بين المشهورات المطلقة وبين المحدودة عند أهل كل صناعة أو مذهب، و إن يميز بين المشهورات الحقيقية و غيرها، و إن يعرف كيف يستنبط المشهور ويحصل علي المشهورات بالقرائن وينقل حكم الشهرة من قضية إلي أخري.

فإذا كمل له كل ذلك وجمعه عنده فإن احتاج إلي استعمال مشهور: كان حاضراً لديه متمكناً به من الاحتجاج علي خصمه.

وهذه الأداة لازمة للجدلي، لأنه لا ينبغي له أن ينقطع أمام الجمهور و لا يحسن منه أن يتأني ويطلب التذكر أو المراجعة فإنه يفوت غرضه ويعد فاشلاً لأن غايته آنية، و هي الغلبة علي خصمه أمام الجمهور. فيفوت غرضه بفوات الآوان، علي العكس من طالب الحقيقة بالبرهان، فإن تأنيه وطلبه للتذكر و التأمل لا ينقصه و لا ينافي غرضه من تحصيل الحقيقة و لو بعد حين.

ومما ينبغي أن يعلم أن هذه الملكة (ملكة استحضار المشهور عند الحاجة) يجوز أن تتبّعض، بأن تكون مستحضرات المجادل خاصة بالموضوع المختص به: فالمجادل في الأمور الدينية مثلاً يكفي أن يستحضر المشهورات النافعة في موضوعه خاصة، و من يجادل في السياسة إنما يستحضر خصوص المشهورات المختصة بهذا الباب فيكون صاحب ملكة في جدل السياسة فقط … و هكذا في سائر المذاهب و الآراء.

وعليه فلا يجب في الجدلي المختص بموضوع أن تكون ملكته عامة لجميع المشهورات في جميع العلوم و الآراء.

2 (الأداة الثانية)

القدرة و القوة علي التمييز بين معاني الألفاظ المشتركة و المنقولة و المشككة و المتواطئة و المتباينة و المترادفة و ما إليها من أحوال الألفاظ، و القدرة علي تفصيلها علي وجه يستطيع أن

يرفع ما يطرأ من غموض واشتباه فيها، حتي لا يقتصر علي الدعوي المجردة في إيرادها في حججه، بل يتبين وجه الاشتراك أو التشكيك أو غير ذلك من الأحوال.

وهناك أصول وقواعد قد يرجع إليها لمعرفة المشترك اللفظي وتمييزه عن المشترك المعنوي ولمعرفة باقي أحوال اللفظ: لا يسعها هذا الكتاب المختصر. ولأجل أن يتنبه الطالب لهذه الأبحاث نذكر مثالاً لذلك، فنقول:

لو اشتبه لفظ في كونه مشتركاً لفظياً أو معنوياً فانه قد يمكن رفع الاشتباه بالرجوع إلي اختلاف اللفظ بحسب الاعتبارات، مثل كلمة (قوة) فإنها تستعمل بمعني القدرة كقولنا قوة المشي و القيام مثلاً، وتستعمل بمعني القابلية و التهيؤ للوجود مثل قولنا الأخرس ناطق بالقوة و البذرة شجرة بالقوة. فلو شككنا في أنها موضوعة لمعني أعم أو لكل من المعنيين علي حدة، فإنه يمكن أن نقيس اللفظ الي ما يقابله فنري في المثال أن اللفظ بحسب كل معني يقابله لفظ آخر و ليس له مقابل واحد، فمقابل القوة بالمعني الأول الضعف ومقابلها بالمعني الثاني الفعلية. ولتعدد التقابل نستظهر أن لها معنيين لا معني واحداً وإلاّ لكان لها مقابل واحد.

وكذلك يمكن ان تستظهر أن للفظة معنيين علي نحو الاشتراك اللفظي، إذا تعدد جمعها بتعدد معناها، مثل لفظة (أمر) فإنها بمعني شيء تجمع علي (أمور) وبمعني طلب الفعل تجمع علي (أوامر). فلو كان لها معني واحد مشترك لكان لها جمع واحد.

ثم إن كثيراً ما تقع المنازعات بسبب عدم تحقيق معني اللفظ، فينحو كل فريق من المتنازعين منحي من معني اللفظ غير ما ينحوه الفريق الآخر ويتخيل كل منهما أن المقصود لهما معني واحد هو موضع الخلاف بينهما.

و من له خبرة في أحوال اللفظ يستطيع أن يكشف مثل هذه المغالطات ويوقع

التصالح بين الفريقين. ويمكن التمثيل لذلك بالنزاع في مسألة جواز رؤية الله، فيمكن أن يريد من يجيز الرؤية هي الرؤية القلبية أي الادراك بالعقل بينما أن المقصود لمن يحيلها هي الرؤية بمعني الإدراك بالبصر. فتفصيل معني الرؤية وبيان أن لها معنيين قد يزيل الخلاف و المغالطة. و هكذا يمكن كشف النزاع في كثير من الأبحاث. و هذا من فوائد هذه الأداة.

3 (الأداة الثالثة)

القدرة و القوة علي التمييز بين المتشابهات سواء كان التمييز بالفصول أو بغيرها. وتحصل هذه القوة (الملكة) بالسعي في طلب الفروق بين الأشياء المتشابهة تشابهاً قريباً لا سيما في تحصيل وجوه اختلاف أحكام شيء واحد بل تحصل بطلب المباينة بين الأشياء المتشابهة بالجنس.

وتظهر فائدة هذه الأداة في تحصيل الفصول و الخواص للأشياء، فيستعين بذلك علي الحدود و الرسوم. وتظهر الفائدة للمجادل كما لو ادعي خصمه مثلاً أن شيئين لهما حكم واحد باعتبار تشابهها فيقيس أحدهما علي الآخر، أو أن الحكم ثابت للعام الشامل لهما، فإنه أي المجادل إذا ميز بينهما وكشف ما بينهما من فروق تقتضي اختلاف أحكامها ينكشف اشتباه الخصم ويقال له مثلاً: إن قياسك الذي ادعيته قياس مع الفارق.

مثاله ما تقدم في بحث المشهورات في دعوي منكر الحسن و القبح العقليين إذ استدل علي ذلك بأنه لو كان عقلياً لما كان فرق بينه وبين حكم العقل بأن الكل أعظم من الجزء مع أن الفرق بينهما ظاهر. فاعتقد المستدل أن حكمي العقل في المسألتين نوع واحد واستدل بوجود الفرق علي إنكار حكم العقل في مسألة الحسن و القبح.

وقد أوضحنا هناك فرق بين العقلين وبين الحكمين بما أبطل قياسه فكان قياساً مع الفارق. و هذا المثال أحد موارد الانتفاع بهذه الأداة.

4 (الأداة الرابعة)

القدرة علي بيان التشابه بين الأشياء المختلفة عكس الأداة الثالثة، سواء كان التشابه بالذاتيات أو بالعرضيات. وتحصل هذه القدرة (الملكة) بطلب وجوه التشابه بين الأمور المتباعدة جداً أو المتجانسة، وبتحصيل ما به الاشتراك بين الأشياء و إن كان أمراً عدمياً.

ويجوز أن يكون وجه التشابه نسبة عارضة. و الحدود في النسبة إما أن تكون متصلة أو منفصلة: أما المتصلة فكما لو كان شيء واحد منسوباً

أو منسوباً إليه في الطرفين، أو أنه في أحد الطرفين منسوباً و في الثاني منسوباً إليه، فهذه ثلاثة أقسام:

(مثال الاول) ما لو قيل: نسبة الإمكان إلي الوجود كنسبته إلي العدم.

و (مثال الثاني) ما لو قيل نسبة البصر إلي النفس كنسبة السمع إليها.

و (مثال الثالث) ما لو قيل: نسبة النقطة إلي الخط كنسبة الخط إلي السطح.

أما المنفصلة ففيما إذا لم يشترك الطرفان في شيء واحد أصلاً كما لو قيل: نسبة الأربعة إلي الثمانية كنسبة الثلاثة إلي الستة.

وفائدة هذه الأداة اقتناص الحدود و الرسوم بالاشتراك مع الأداة السابقة. فإن هذه الأداة تنفع لتحصيل الجنس وشبه الجنس، و الأداة السابقة تنفع في تحصيل الفصول و الخواص كما تقدم.

وتنفع هذه الأداة في إلحاق بعض القضايا ببعض آخر في الشهرة أو في حكم آخر، ببيان ما به الاشتراك في موضوعيهما، بعد أن يعلل الحكم بالأمر المشترك كما في التمثيل.

وتنفع هذه الأداة أيضاً الجدلي فيما لو ادعي خصمه الفرق في الحكم بين شيئين، فيمكنه أن يطالب بإيراد الفرق، فاذا عجز عن بيانه لا بد أن يسلم بالحكم العام ويذعن. و إن كان بحسب التحقيق العلمي لا يكون العجز عن إيراد الفرق بل حتي نفس عدم الفرق مقتضياً لالحاق شيء بشبيهه في الحكم.

2 المواضع
1 معني الموضع

للتعبير (بالموضع) أهمية خاصة في هذه الصناعة، فينبغي أن نتقن جيداً معني هذه اللفظة قبل البحث عن أحكامه، فنقول:

الموضع باصطلاح هذه الصناعة هو الأصل أو القاعدة الكلية التي تتفرع منها قضايا مشهورة.

وبعبارة ثانية أكثر وضوحاً، الموضع: كل حكم كلي تنشعب منه وتتفرع عليه أحكام كلية كثيرة كل واحد منها بمثابة الجزئي بالإضافة إلي ذلك الكلي الأصل لها، و في عين الوقت كل واحد من هذه الأحكام المتشعبة مشهور في

نفسه يصح أن يقع مقدمة في القياس الجدلي بسبب شهرته.

ولا يشترط في الأصل (الموضع) أن يكون في نفسه مشهوراً، فقد يكون و قد لا يكون. وحينما يكون في نفسه مشهوراً صح أن يقع كالحكم المنشعب منه مقدمة في القياس الجدلي، فيكون موضعاً باعتبار ومقدمة باعتبار آخر.

مثال الموضع قولهم:

«إذا كان أحد الضدين موجوداً في موضوع كان ضده الآخر موجوداً في ضد ذلك الموضوع». فهذه القاعدة تسمي موضعاً، لأنه تنشعب منها عدة أحكام مشهورة تدخل تحتها مثل قولهم:

«إذا كان الإحسان للاصدقاء حسناً فالإساءة إلي الأعداء حسنة أيضاً»، و قولهم:

«إذا كانت معاشرة الجهال مذمومة فمقاطعة العلماء مذمومة»، و قولهم:

«إذا جاء الحق زهق الباطل» و قولهم:

«إذا كثرت الأغنياء قلّت الفقراء» … وهكذا. فهذه الأحكام وأمثالها أحكام جزئية بالقياس إلي الحكم الأول العام، و في نفسها أحكام كلية مشهورة.

(مثال ثانٍ للموضع): قولهم:

«إذا كان شيء موجوداً في وقت أو موضع أو حال أو موضوع أو نافع أو جميل فهو مطلقاً ممكن أو نافع أو جميل» فهذه القاعدة تسمي موضعاً، لأنه تنشعب منها عدة أحكام مشهورة، مثل أن يقال:

«إذا كذب الرجل مرة فهو كاذب مطلقاً» و «إذا كان السياسي يذيع السرّ في بيته فهو مذيع للسرّ مطلقاً» و «اذا صبر الإنسان في حال الشدة فهو صابر مطلقاً» و «إذا ملك الإنسان العقار فهو مالك مطلقاً» ومثل إن يقال:

«إذا أمكن الطالب أن يجتهد في مسألة فقهية فالاجتهاد ممكن له مطلقاً» و «إذا كان الصدق نافعاً في الحال الاعتيادية فهو نافع مطلقاً» و «إذا حسنت مجاملة العدو في حال اللقاء فهي حسنة مطلقاً» … و هكذا تتشعب من ذلك الموضع كثير من أمثال هذه الأحكام المشهورة التي هي من جزئياته.

وأكثر المواضع ليست مشهورة. وإنما

الشهرة لجزئياتها فقط. و السرّ في ذلك:

1 إن تصور العام أبعد عن عقول العامة من تصور الخاص، فلا بد أن تكون شهرة كل عام أقل من شهرة ما هو أخص منه. لأن صعوبة التصور تستدعي صعوبة التصديق. و هذه الصعوبة تمنع الشهرة و إن لم تمنعها فإنها تقللها علي الأقل.

2 إن العام يكون في معرفة النقض أكثر من الخاص، لأن نقض الخاص يستدعي نقض العام و لا عكس. ولهذا يكون الاطلاع علي كذب العام أسهل وأسرع.

ولأجل التوضيح نجرب ذلك في الموضع الأول المذكور آنفاً:

فإنا عند ملاحظة الأضداد نجد أن السواد و البياض مثلاً من الأضداد، مع أنهما معاً يعرضان علي موضوع واحد و هو الجسم، لا أن البياض يعرض علي نوع من الجسم مثلاً و السواد يعرض علي ضده كما يقتضيه هذا الموضع.

إذن هذا الموضع كاذب لا قاعدة كلية فيه. فانظر كيف اطلعنا بسهولة علي كذب هذا العام.

أما الأحكام المشهورة المنشعبة منه كمثال الإحسان الي الأصدقاء و الإساءة إلي الأعداء، فإن النقض المتقدم للوضع لا يستلزم نقضها، لما قلناه إن نقض العام لا يستدعي نقض الخاص. مثلاً نجد امتناع تعاقب الضدين مثل الزوجية و الفردية علي موضوع واحد بأن يكون عدد واحد مرة زوجاً ومرة فرداً، فكون بعض أصناف الأضداد كالبياض و السواد يجوز تعاقبهما علي موضوع واحد لا يستلزم ان يكون كل ضدين كذلك، فجاز أن يكون الإحسان و الإساءة من قبيل الزوجية و الفردية لا من قبيل السواد و البياض.

وحينئذ يجب ملاحظة جزئيات هذا الحكم المنشعب من الموضع، فإذا لا حظناها و لم نعثر فيما بينها علي نقض له و لم نطلع علي مشهور آخر يقابله، فلا بد أن يكون في موضع التسليم

و لا يلتفت إلي الأضداد الأخري الخارجة عنه.

والخلاصة إن كذب الموضع لا يستكشف منه كذب الحكم المنشعب منه المشهور.

2 فائدة الموضع وسر التسمية

وعلي ما تقدم يتوجه السؤال عن الفائدة من المواضع في هذه الصناعة إذا كانت الشهرة ليست له!

والجواب: إن الفائدة منه هي أن صاحب هذه الصناعة يستطيع أن يعد المواضع ويحفظها عنده أصولا وقواعد عامة، ليستنبط منها المشهورات النافعة له في الجدل عند الحاجة للإبطال أو الإثبات. وإحصاء المواضع (القواعد العامة) أسهل وأجدي في التذكر من إحصاء جزئياتها (المشهورات المنشعبة منها).

ولذا قالوا ينبغي للمجادل ألاّ يصرح بالموضع الذي استنبط منه المشهور؛ بل يحتفظ به بينه وبين نفسه، حتي لا يجعله معرضاً للنقض و الرد، لأن نقضه ورده كما تقدم أسهل وأسرع.

ومن أجل هذا سمّي الوضع موضعاً لأنه موضع للحفظ و الانتفاع و الاعتبار.

وقيل: إنما سمي موضعاً لانه يصلح أن يكون موضع بحث ونظر.

و هو وجيه أيضاً وقيل غير ذلك، و لا يهم التحقيق فيه.

3 اصناف المواضع
الاشارة

جميع المواضع في المطالب الجدلية إنما تتعلق بإثبات شيء لشيء أو نفيه عنه، أي تتعلق بالإثبات و الإبطال.

وهذا علي إطلاقه مما لا يسهل ضبطه وإعداد المواضع بحسبه. فلذلك وجب علي من يريد إعداد المواضع وضبطها ليسهل عليه ذلك أن يصنفها ليلاحظ في كل صنف ما يليق به من المواضع ويناسبه.

والتصنيف في هذا الباب إنما يحسن بتقسيم المحمولات حسبما يليق بها في هذه الصناعة. و قد بحث المنطقيون هنا عن أقسام المحمولات بالأسلوب المناسب لهذه الصناعة، و إن اختلف عن الأسلوب المعهود في بحث الكليات.

ونحن لأجل أن نضع خلاصة لأبحاثهم وفهرساً لمباحثهم في هذا الباب نسلك طريقتهم في التقسيم، فنقول:

إن المحمول إما أن يكون مساوياً للموضوع في الانعكاس () و اما أن لا يكون:

و (الأول) لا يخلو عن أحد أمرين

(أ) أن يكون دالاً علي الماهية. و الدال علي الماهية أحد شيئين حد أو أسم.

والاسم ساقط عن الاعتبار هنا لأن حمله علي الموضوع حمل لفظي لا حقيقي، فلا يتعلق به غرض المجادل. فينحصر الدال علي الماهية في (الحدّ) فقط.

(ب) أن لا يكون دالاً علي الماهية. ويسمي هنا (خاصة) و قد يسمي أيضا (رسماً) ، لأنه يكون موجباً لتعريف الماهية بتمييزها عمّا عداها.

و (الثاني) لا يخلو أيضا عن أحد أمرين

(أ) أن يكون واقعاً في طريق ما هو. ويسمي هنا (جنساً). و الجنس بهذا الاصطلاح يشمل الفصل باصطلاح باب الكليات، إذ لا فائدة تظهر في هذا الفن بين الجنس و الفصل.

وإنما كان الفصل من أقسام ما ليس بمساوٍ للموضوع، فلانه بحسب مفهومه وذاته بالقوة يمكن أن يقع علي الأشياء المختلفة بالحقيقة، و إن كان فعلاً لا يقع إلاّ علي الأشياء المتفقة الحقيقة، فإن الناطق مثلاً لا يقع فعلاً إلا علي أفراد الإنسان، ولكنه بالقوة وبحسب مفهومه يصلح للصدق علي غير الإنسان لو كان له النطق، فلا يمتنع فرض صدقه علي غير الإنسان. فلم يكن مفهوماً مساوياً للإنسان. وبهذا الاعتبار يسمي هنا (جنساً).

(ب) أن لا يكون واقعاً في طريق ما هو، ويسمي (عرضاً). و العرض شامل للعرض العام وللعرض الذي هو أخص من الموضوع، إذ أن كلاً منهما غير مساوٍ للموضوع، كما أنه غير واقع في جواب ما هو.

وعلي هذا فالمحمولات أربعة

حد، وخاصة، وجنس، وعرض. أما (النوع) فلا يقع محمولاً، لأنه إما أن يحمل علي الشخص أو علي الصنف، و لا اعتبار بحمله علي الشخص هنا، لأن موضوعات مباحث الجدل كليات. و اما الصنف فحمل النوع عليه بمثابة حمل اللوازم، لأن النوع ليس نوعاً للصنف، فيدخل النوع من هذه الجهة في باب العرض.

وعليه فالنوع بما هو نوع لا يقع محمولاً في القضية. بل إنما يقع موضوعاً فقط.

إذا عرفت أقسام المحمولات علي النحو المتقدم الذي يهم الجدلي فاعلم أنه لا يتعلق غرض المجادل في مقام المخاصمة في أن محموله في مطلوبه أي قسم منها، فإن كل غرضه أن يتوصل إلي إثبات حكم أو إبطاله، أما أنه جنس أو خاصة أو أي شيء آخر فليس ذلك يحتاج إليه.

وإنما الذي يحتاج

إليه قبل المخاصمة و المجادلة أو يعد المواضع لاستنباط المشهورات التي تنفعه عند المخاصمة. وإعداد هذه المواضع في هذه الصناعة يتوقف علي تفصيل المحمولات حسب تلك الأقسام ليعرف لكل محمول ما يناسبه من المواضع.

وعليه فالمواضع منها ما يخص الحد مثلاً فينظر لأجل إثباته في أنه يجب أن يكون موجوداً لموضوعه و انه مساوٍ له و انه واقع في طريق ما هو و انه قائم مقام الاسم في الدلالة علي الموضوع.

ومنها ما يخص الخاصة، فينظر لأجل إثباتها في أنها يجب أن تكون موجودة لموضوعها و انه مساوية له و انه غير واقعة في طريق ما هو … و هكذا باقي أقسام المحمولات.

فتكون المواضع علي ما تقدم أربعة أصناف:

ثم إن هناك مواضع عامة للإثبات و الإبطال لا يخص أحد المحمولات الأربعة بالخصوص وتنفع في جميع المحمولات. وتسمي (مواضع الإثبات و الإبطال).

فيضاف هذا الصنف إلي الأصناف السابقة، فتكون خمسة.

ثم لا حظوا إن كثيراً ما يهم الجدلي إثبات أن هذا المحمول أشد من غيره أو اضعف أو أولي و غير أولي. و هذا إنما يصح فرضه في الأعراض الخاصة لأنها هي التي تقبل التفاوت. فزادوا صنفاً سادساً وسمّوه (مواضع الأولي و الآثر) ثم لا حظوا أنه قد يتوجه نظر الجدلي إلي بحث آخر، و هو إثبات الاتحاد بين الشيئين إما بحسب الجنس أو النوع أو العارض أو الوجود؛ فسمّوا المواضع في ذلك (مواضع هو هو).

وعلي هذا فتكون المواضع سبعة، وتفصيل هذه المواضع يحتاج إلي فن مستقل لا تسعه هذه الرسالة المختصرة. علي أن كل مجادل مختص بفن كالفقيه و المتكلم و المحامي و السياسي لا بد أن يتقن فنّه قبل أن يبرز إلي الجدال فيطلع علي ما فيه من

مشهورات ومسلّمات و ما يقتضيه من المشهورات. فلا تكون له كبير حاجة إلي معرفة المواضع في علم المنطق وتحضيرها من طريقه.

ولأجل ألا نكون قد حرمنا الطالب من التنبه للمقصود من المواضع نذكر بعض المواضع لبعض الأصناف السبعة المتقدمة، ونحيله علي الكتب المطولة في هذا الفن إذا أراد الاستزادة، فنقول.

4 مواضع الإثبات و الإبطال

مواضع الإثبات و الإبطال نفعها عام في جميع المحمولات كما تقدم، وإثبات وإبطال الأعراض داخلة في هذا الباب أيضاً. وأشهر المواضع في هذا الباب عدّوها عشرين موضعاً، و ما ذكرناه من أمثلة المواضع فيما سبق هي من مواضع الإثبات و الإبطال. ونذكر الآن مثالاً واحداً غيرها، وهو:

أن العارض علي المحمول عارض علي موضوعه، فيمكن أن تثبت عروض شيء للموضوع بعروضه لمحموله، وتبطل عروضه للموضوع بعدم عروضه لمحموله، فمثلاً يقال:

الجمهور عاطفي. فالجمهور موضوع وعاطفي محمول. و هذا المحمول و هو العاطفي يوصف بأنه تقوي فيه طبيعة المحاكاة فيثبت من ذلك ان الجمهور يوصف بأنه تقوي فيه طبيعة المحاكاة.

ويقال ايضا:

السياسي نفعي. ثم إن هذا المحمول، و هو النفعي، يوصف بانه يقدّم منفعته الخاصة علي المصلحة العامة. فيثبت أن السياسي يقدم منفعته الخاصة علي المصلحة العامة.

ويقال ايضا:

الصادق عادل. ثم إن هذا المحمول، و هو العادل. لا يوصف بكونه ظالماً أي لا يعرض عليه الظلم. فيبطل بذلك كون الصادق ظالماً.

ومعني هذا الموضع أنك تستنبط من مشهورين مشهوراً ثالثاً. و المشهوران هما حمل المحمول علي موضوعه واتصاف المحمول بصفة كالمثالين الأولين، فتستنبط المشهور الثالث و هو حمل صفة المحمول علي الموضوع. أو المشهوران هما حمل المحمول علي موضوعه وعدم اتصاف المحمول بصفة كالمثال الأخير، فتستنبط منهما المشهور الثالث و هو إبطال اتصاف الموضوع بتلك الصفة.

5 مواضع الأولي و الآثر

أصل هذا الباب ترجيح شيء واحد من شيئين بينهما مشاركة في بعض الوجوه. و الألفاظ المستعملة المتداولة في التفضيل هي كلمة آثر وأولي وأفضل وأكثر وأازيد وأشد وأشرف وأقدم و ما يجري مجري ذلك. و ما يقابل كل واحد منها، مثل الأنقص و الأخس و الأقل و الأضعف وهكذا. ولكل من كلمات التفضيل هذه خصوصية

يطول الكلام في شرحها.

وإنما يحتاج إلي المواضع في هذا الباب ففي الأمور التي لا يظهر فيها التفاضل لأول وهلة، و إلاً فما هو ظاهر التفاضل فيه مثل إن الشمس أكثر ضوءاً من القمر يكون إيراد المواضع لإثباته حشواً ولغواً.

وكثيراً ما يقع التنازع بين الناس في تفضيل شخص علي شخص أو شيء علي شيء، من ماكولات وملبوسات ومسكونات ومراتب ووظائف وأخلاق وعادات … وهكذا.

والتنازع تارة يكون من هو الأفضل مع الاتفاق علي وجه الفضيلة، كأن يتنازع شخصان في أن حاتم الطائي أكثر كرماً أم معن بن زائدة مع الاتفاق بينهما علي أن الكرم فضيلة و انه قد اتصفا بها معاً. ومثل هذا النزاع إنما يتوقف علي ثبوت حوادث تاريخية تكشف عن الأفضلية و ليس علي هذا الفن.

وأخري يكون النزاع في وجه الافضلية كأن يتنازعا في أنه أيهما أولي بأن يوصف بالكرم، مع الاتفاق علي أن معناً مثلاً يجود بفضل ما له وحاتماً يجود بكل ما يملك، و مع الاتفاق أيضاً علي أن ما جاد به معن أكثر بكثير في تقدير المال مما جاد به حاتم. وحينئذ يكون النزاع في العبرة في الأفضلية بالكرم هل هو بمقدار العطاء فيكون معن أفضل من حاتم أو بما يتحقق به معني الإيثار فيكون حاتم أفضل.

ويمكن أن يتمسك القائل الأول بموضع في هذا الباب، و هو (إن ما يفيد خيراً أكثر فهو آثر وأولي بالفضل) ، فيكون معن أفضل. ويمكن أن يتمسك القائل الثاني بموضع آخر فيه، و هو «إن ما ينبعث من تضحية أكثر بالحاجة و النفس فهو آثر وأولي بالفضل» فيكون حاتم أفضل. فهذان موضعان من هذا الباب يمكن أن يستدل بهما الخصمان المتجادلان.

هذا أقصي ما أمكن بيانه من

المواضع. وعليك بالمطولات في استقصائها إن أردت، و من الله تعالي التوفيق.

3 الوصايا
1 تعليمات للسائل

تقدم في الباب الأول من هو (السائل). وعليه لتحصيل غرضه و هو الحصول علي اعتراف (المجيب) أن يتبع التعليمات الثلاثة الآتية:

1 أن يحضر لديه قبل توجيه السؤال الموضع أو المواضع التي منها يستخرج المقدمة المشهورة اللازمة له.

2 أن يهييء في نفسه قبل السؤال أيضاً الطريقة و الحيلة التي يتوسل بها لتسليم المجيب بالمقدمة و التشنيع علي منكرها.

3 لما كان من اللازم عليه أن يصرح بما يضمره في نفسه من المطلوب الذي يستلزم نقض وضع الخصم فليجعل هذا التصريح آخر مراحل أسئلته وكلامه، بعد أن يأخذ من الخصم الاعتراف و التسليم بما يريد ويتوثق من عدم بقاء مجال عنده للإنكار.

هذه هي الخطوط الأولي الرئيسة التي يجب أن يتبعها السائل في مهمته. ثم لأخذ الاعتراف طرق كثيرة، ينبغي أن يتبع إحدي الوصايا () الآتية لتحقيقها:

1 ألاّ يطلب من أول الأمر التسليم من الخصم بالمقدمة اللازمة لنقض وضعه. وبعبارة ثانية: ينبغي ألاّ يقتحم الميدان في الجدل في أول جولة بالسؤال عن نفس المقدمة المطلوبة له. و السر في ذلك أن المجيب حينئذ يكون في مبدأ قوته وانتباهه، فقد يتنبه الي مطلوب السائل، فيسرع في الإنكار ويعاند.

2 و إذا انتهي به السؤال عن المطلوب، فلا ينبغي أيضاً أن يوجه السؤال رأساً عن نفس المطلوب، خشية أن يشعر الخصم فيفّر من الاعتراف، بل له مندوحة عن ذلك باتّباع أحد الطرق أو الحيل () الاتية:

(الاولي) ان يوجه السؤال عن امر اعم من مطلوبه، فاذا اعترف بالاعم الزمه قهرا بالاعتراف بالاخص بطريقة القياس الاقتراني.

(الثانية) ان يوجه السؤال عن امر اخص، فاذا اعترف به، فبطريقة الاستقراء يستطيع ان يلزم خصمه بمطلوبه.

(الثالثة)

ان يوجه السؤال عن امر يساويه، فاذا اعترف به، فبطريقة التمثيل يتمكن من الزامه اذا كان ممن يري التمثيل حجة.

(الرابعة) ان يعدل عن السؤال عن الشيء الي السؤال عما يشتق منه، مثل ما اذا اراد ان يثبت ان الغضبان مشتاق للانتقام فقد ينكر الخصم ذلك لو سئل عنه فيدعي مثلا ان الاب يغضب علي ولده و لا يشتاق الي الانتقام منه، فيعدل الي السؤال عن نفس الغضب، فيقال:

اليس الغضب هو شهوة الانتقام؟ فاذا اعترف به يقول له: إذن الغاضب مشتهٍ للانتقام.

(الخامسة) ان يقلب السؤال بما يوهم الخصم ان يريد الاعتراف منه بنقيض ما يريد، كما لو أراد مثلا اثبات ان اللذة خير، فيقول:

أليست اللذة ليست خيراً؟

فهذا السؤال قد يوهم المخاطب أنّه يريد الاعتراف بنقيض المطلوب، فيبادر عادة الي الاعتراف بالمطلوب إذا كان من طبعه العناد لما يريده السائل.

ولكلّ من هذه الحيل الخمس مواضع قد تنفع فيها احداها و لا تنفع الاخري.

فعلي السائل الذكي ان يختار ما يناسب المقام.

3 ألا يرتب المقدمات في المخاطبة ترتيباً قياسياً علي وجه يلوح للخصم انسباقها الي المطلوب، بل ينبغي ان يشوش المقدمات ويخل بترتيبها فيراوغ في الوصول الي المطلوب علي وجه لا يشعر الخصم.

4 ان يتظاهر في سؤاله أنّه كالمستفهم الطالب للحقيقة المقدم للانصاف علي الغلبة، بل ينبغي أن يلوح عليه الميل الي مناقضة نفسه وموافقة خصمه، لينخدع به الخصم المعاند فيطمئن اليه. وحينئذ يسهل عليه استلال الاعتراف منه من حيث يدري و لا يدري.

5 ان يأتي بالمقدمات في كثير من الأحوال علي سبيل مضرب المثل أو الخبر، ويدعي في قوله ظهور ذلك وشهرته وجري العادة عليه، ليجد الخصم إن جحدها أمام الجمهور مما يوجب الاستخفاف به و الاستهانة له،

فيجبن عن انكارها.

6 أن يخلط الكلام بما لا ينفع في مقصوده، ليضيع علي الخصم ما يريده من المقدمة المطلوبة بالخصوص. و الأفضل أن يجعل الحشو حقاً مشهوراً في نفسه، فإنه يضطر إلي التسليم به، و إذا سلّم به أمام الجمهور قد يندفع مضطراً إلي التسليم بما هو مطلوب انسياقاً مع الجمهور الذي يفقد علي الأكثر قوة التمييز.

7 إن من الخصوم من هو مغرور بعلمه معتد بذكائه، فلا يبالي أن يسلّم في مبدأ الأمر بما يلقي عليه من الأسئلة، ظناً منه بأن السائل لا يتمكن من أن يظفر منه بتسليم ما يهدم وضعه وبأنه يتمكن حينئذ من اللجاج و العناد.

فمثل هذا الشخص ينبغي للسائل أن يمهد له بتكثير الأسئلة عما لا جدوي له في مقصوده، حتي اذا استنفذ غاية جهده قد يتسرب إليه الملل و الضجر فيضيع عليه وجه القصد أو يخضع للتسليم.

8 إذا انتهي إلي مطلوبه من الاستلزام لنقض وضع الخصم فعليه أن يعبر عنه بأسلوب قوي الأداء لا يشعر بالشك و الترديد، و لا يلقيه علي سبيل الاستفهام، فإن الاستفهام هنا يضعف أسلوبه فيفتح به للخصم مجالاً لإنكار الملازمة أو إنكار المشهور، فيرجع الكلام من جديد جذعاً. و قد يشق عليه أن يوجه هذه المرة أسئلة نافعة في المقصود، فيغلب علي أمره.

9 أن يفهم نفسية الجماعات و الجماهير من جهة أنها تنساق إلي الأغراء وتتاثر ببهرجة الكلام حتي يستغل ذلك للتأثير فيها، و المفروض أن الغرض الأصيل من الجدل التغلب علي الخصم أمام الجمهور. وينبغي له أن يلاحظ أفكار الحاضرين ويجلب رضاهم باظهار أن هدفه نصرتهم وجلب المنفعة لهم، ليسهل عليه أن يجرهم إلي جانبه فيسلموا بما يريد التسليم به منهم. وبهذا يستطيع ان

يقهر خصمه علي الموافقة للجمهور في تسليم ما سلّموا به، لأن مخالفة الجمهور فيما اتفقوا عليه أمامهم يشعر الإنسان بالخجل و الخيبة.

10 و هو آخر وصايا السائل اذا ظهر علي الخصم العجز عن جوابه وانقطع عن الكلام فلا يحسن منه أن يلح عليه أو يسخر منه أو يقدح فيه، بل لا يحسن أن يعقبه بكل كلام يظهر مغلوبيته وعجزه، فإن ذلك قد يثير الجمهور نفسه ويسقط احترامه عندهم فيخسر تقديرهم من حيث يريد النجاح و الغلبة.

2 تعليمات للمجيب

إن (المجيب) كما قدمنا مدافع عن مهاجمة خصمه (السائل). و المدافع غالباً أضعف كفاحاً من المهاجم وأقرب إلي المغلوبية، لأن المبادأة بيد المهاجم، فهو يستطيع ان ينظم هجومه بالاسئلة كيف يشاء، ويترك منها ما يشاء. و المجيب علي الاكثر مقهور علي مماشاة السائل في المحاورة.

وعلي هذه فمهمة بالمجيب أشق وأدق، و اللازم له عدة طرق مترتبة يسلكها بالتدريج أولاً فأولاً، فإن لم يسلك الأول أخذ بالثاني وهكذا. و هي حسب الترتيب:

أولاً ان يحاول الالتفاف علي السائل، بأن يحوّر الكلام إن استطاع فيعكس عليه الدائرة بتوجيه الأسئلة مهاجماً و لا بد أن السائل له وضع يلتزم به يخالف وضع المجيب. فينقلب حينئذ المهاجم مدافعاً و المدافع مهاجماً. وبهذه الطريقة يصبح أكثر تمكنا من الأخذ بزمام المحاورة، بل يصبح في الحقيقة هو السائل.

ثانياً إذا عجز عن الطريقة الأولي، و هي الالتفاف، يحاول إرباك السائل وإشغاله بأمور تبعد عليه المسافة كسباً للوقت كيما يعد عدته للجواب الشافي، مثل أن يجد في أسئلته لفظاً مشتركاً فيستفسر عن معانيه ليتركه يفصلها ثم يناقشه فيها. أو هو يتولي تفصيلها ليذكر أي المعاني يصح السؤال عنه وأيها لا يصح. و في هذه قد تحصل فائدة أخري

فإنه بتفصيل المعاني المشتركة قد تنبثق له طريقة للهرب عمّا يلزمه به السائل بأن يعترف مثلاً بأحد المعاني الذي لا يلزم منه نقض وضعه.

ثالثاً إذا لم تنجح الطريقة الثانية و هي طريقة الإشغال و الإرباك يحاول إن استطاع الامتناع من الاعتراف بما يستلزم نقض وضعه. وينبغي أن يعلم أنه لا ضير عليه بالاعتراف بالمشهورات إذا كان وضعه مشهوراً حقيقياً، لأنه غالباً لا ينتج المشهور إلا مشهوراً، فلا يتوقع من المشهورات أن تنتج ما يناقض وضعه المشهور.

وليس معني الهرب من الاعتراف أن يمتنع من الاعتراف بكل شيء يلقي عليه. فإن هذه الحالة قد تظهره أمام الجمهور بمظهر المعاند المشاغب فيصبح موضعا للسخرية و النقد، بل يحاول الهرب من الاعتراف بخصوص ما يوجب نقض وضعه.

رابعا إذا وجد أن الطريقة الثالثة لا تنفع و هي طريقة الهرب من الاعتراف (وذلك عند ما يكون المسؤول عنه الذي يحذر من الاعتراف به مشهوراً مطلقاً، لان العناد في مثله أكثر قبحاً من الالتزام به) فعليه الا يعلن عن إنكاره له صراحة، لأنه لو فعل ذلك في مثله فهو يخسر أمام الحاضرين كرامة نفسه، و في نفس الوقت يخسر وضعه الملتزم له. فلا مناص له حينئذ من اتباع أحد طريقين:

(الاول) أن يعلن الاعتراف. و لا ضير عليه في ذلك، لأنه إن دل علي شيء فإنّما يدل علي ضعف وضعه الذي يلتزمه لا علي قصور نفسه وعلمه. و هذا و إن كان من وجهة يكشف عن قصور نفسه إذ يلتزم بما لا ينبغي الالتزام به، ولكن ينبغي له لتلاقي ذلك في هذا الموقف (وهو أدق المواقف التي تمر علي المجيب المنصف المحب للحق و الفضيلة) أن يعلن أنه طالب للحق ومؤثر للانصاف و

العدل له أو عليه.

وهذا لعله يعوض عما يخسر من المحافظة علي وضعه بالاحتفاظ علي سمعته وكرامته.

(الثاني) اذا وجد انه يعز عليه اعلان الاعتراف فان اخر ما يمكنه أن يفعله أن يتلطف في أسلوب الامتناع الذي التزمه لا يعترفون بذلك، فيلقي تبعة الانكار علي غيره. أو يقول:

كيف يطلب مني الاعتراف وأنا بعد لم أوضح مقصودي، فيؤجل ذلك الي مراجعة أو مشاورة، أو نحو ذلك من أساليب الهرب من التصريح بالانكار أو من التصريح بالاعتراف.

خامسا بعد أن تعز عليه جميع السبل من الهرب من الاعتراف، ويعترف بالمشهور، فإنه يبقي له طريق واحد لا غير.

و هو مناقشة الملازمة بين المشهور المعترف به وبين نقض وضعه، بأن يلحق المشهور مثلاً بقيود وشرائط تجعله لا ينطبق علي مورد النزاع، أو نحو ذلك من الأساليب التي يتمكن بها من مناقشة الملازمة. و هذه مرحلة دقيقة شاقة تحتاج الي علم ومعرفة وفطنة.

3 تعليمات مشتركة للسائل و المجيب او اداب المناظرة

(أولا) ان يكون ماهرا في عدة اشياء:

1 في إيراد عكس القياس، بأن يتمكن من جعل القياس الواحد أربعة اقيسة بحسب تقابل التناقض و التضاد.

2 في إيراد العكس المستوي وعكس النقيض ونقض المحمول و الموضوع، فإن هذا يفيده في التوسع بإيراد الحجج المتعددة علي مطلوبه أو ابطال مطلوب غيره.

3 في إيراد مقدمات كثيرة لاثبات كل مطلوب من مواضع مختلفة و كذلك إبطاله. الي غير ذلك من أشياء تزيد في قوة إيراد الحجج المتعددة.

(ثانياً) ان يكون لسناً منطقياً يستطيع ان يجلب انتباه الحاضرين وانظارهم نحوه، ويحسن ان يثير اعجابهم به وتقديرهم لبراعته الكلامية.

(ثالثاً) ان يتخير الالفاظ الجزلة الفخمة، ويتجنب العبارات الركيكة العامية، ويتقي التمتمة و الغلطة في الالفاظ و الاسلوب، للسبب المتقدم.

(رابعاً) ألا يدع لخصمه مجال الاستقلال بالحديث فيستغل أسماع الحاضرين وانتباههم

له، لأن استغلال الحديث في الاجتماع مما يعين علي الظهور عل الغير و الغلبة عليه.

(خامساً) أن يكون متمكنا من إيراد الامثال و الشواهد من الشعر و النصوص الدينية و الفلسفية و العلميّة وكلمات العظماء و الحوادث الصغيرة الملائمة. و ذلك عند الحاجة طبعا. بل ينبغي أن يكثر من ذلك ما وجد اليه سبيلاً، فانه يعنيه كثيراً علي تحقيق مقصوده و الغلبة علي خصمه. و المثل و الواحد قد يفعل في النفوس ما لا تفعله الحجج المنطقية من الانصياع اليه و التسليم به.

(سادساً) أن يتجنب عبارة الشتم و اللعن، و السخرية و الاستهزاء، و نحو ذلك مما يثير عواطف الغير ويوقظ الحقد و الشحناء. فإنَّ هذا يفسد الغرض من المجادلة التي يجب أن تكون بالتي هي احسن.

(سابعاً) ألا يرفع صوته فوق المألوف المتعارف، فاّن هذا لا يكسبه إلا ضعفاً، و لا يكون إلا دليلاً علي الشعور بالمغلوبية، بل الذي يجب عليه أن يلقي الكلام القوي الأداء لا يشعر بالتردد و الارتباك و الضعف و الانهيار، و إن أداه بصوت منخفض هادئ فإن تأثيره هذا الاسلوب أعظم بكثير من تأثير إسلوب الصياح و الصراخ.

(ثامناً) أن يتواضع في خطاب خصمه، ويتجنب عبارات الكبرياء و التعاظم و الكلمات النابية القبيحة.

(تاسعاً) أن يتظاهر بالاصغاء الكامل لخصمه، و لا يبدأ بالكلام الا من حيث ينتهي من بيان مقصوده، فان الاستباق الي الكلام سؤالاً وجواباً قبل أن يتم خصمه كلامه يربك علي الطرفين سير المحادثة ويعقد البحث من جهة ويثير غضب الخصم من جهة اخري.

(عاشراً) أن يتجنب (حد الامكان) مجادلة طالب الرياء و السمعة ومؤثر الغلبة و العناد ومدعي القوة و العظمة، فان هذا من جهة يعديه بمرضه فينساق بالاخير مقهوراً الي

ان يكون شبيها به في هذا المرض.

و من جهة اخري لا يستطيع مع مثل هذا الشخص أن يتوصل الي نتيجة مرضية في المجادلة.

ولو اضطر الي مجادلة مثل هذا الخصم، فلا ضير عليه أن يستعمل الحيل في محاورته ويغالطه في حججه، بل لا ضير عليه في استعمال حتي مثل الاستهزاء و السخرية واخجاله.

و (الوصية الاخيرة) لكل مجادل مهما كان الا يكون همه الا الوصول الي الحق وايثار الانصاف و إن ينصف خصومه من نفسه، ويتجنب العناد بالاصرار علي الخطأ، فانّه خطأ ثان، بل ينبغي أن يعلن ذلك ويطلبه من خصمه بالحاح حتي لا يشذّ الطرفان عن طلب الحق و العدل و الانصاف.

وهذا أصعب شيء يأخذ الانسان به نفسه، فلذلك عليه أن يستعين علي نفسه بطلب المعونة من الله سبحانه فإنّه تعالي مع المتقين الصابرين.

3 صناعة الخطابة
1 الاصول و القواعد
1 وجه الحاجة الي الخطابة

كثيراً ما يحتاج المشرعون ودعاة المبادئ و السياسيون ونحوهم الي إقناع الجماهير فيما يريدون تحقيقه، إذ تحقيق فكرتهم أو دعوتهم لا تتم إلا برضا الجمهور عنها وقناعتهم بها.

والجمهور لا يخضع للبرهان و لا يقنع به، كما لا يخضع للطرق الجدلية، لأنَّ الجمهور تتحكم به العاطفة أكثر من التعقل و التبصر، بل ليس له الصبر علي التأمل و التفكير ومحاكمة الادلة و البراهين، وانما هو سطحي التفكير فاقد للتمييز الدقيق. تؤثر فيه المغريات وتبهره العبارات البراقة وتقنعه الظواهر الخلاّبة. ولعدم صبره علي التمييز الدقيق نجده اذا عرضت عليه فكرة لا يتمكن من التفكيك بين صحيحها وسقيمها فيقبلها كلها او يرفضها كلها.

وعليه، فيحتاج من يريد التأثير علي الجماهير في إقناعهم ان يسلك مسلكاً آخر غير مسلك البرهان و الجدل المتقدمين، فان الذي يبدو أن الطرق العقلية عاجزة عن التأثير علي عقائد الناس وتحويلها لعجزها

عن التأثير علي عواطفهم المتحكمة فيهم.

بل لا يقتصر هذا الامر علي الجمهور بما هو جمهور، فإن كلّ فرد من أفراد العامة إذا كان قليل الثقافة و المعرفة هو أبعد ما يكون عن الإقتناع بالطرق البرهانية او الجدلية، بل أكثرالخاصة المثقفين و إن ظنوا في أنفسهم المعرفة وحرية الرأي ينجذبون الي الطرق المقنعة المؤثرة علي العواطف وينخدعون بها. بل لا يستغنون عنها في كثير من آرائهم واعتقاداتهم، بالرغم علي قناعتهم بمعرفتهم وثقافتهم التي قد يتخيلون آن هم قد بلغوا بها الغاية.

فيجب أن تكون المخاطبة التي يتلقاها الجمهور و العامي وشبهه من نوع لا تكون مرتفعة ارتفاعاً بعيداً عن درجة مثله. ولذا قيل: «كلم الناس علي قدر عقولهم».

ولم تبق لنا صناعة هذا الغرض غير صناعة الخطابة، فإن الاسلوب الخطابي أحسن شيء للتاثير علي الجمهور و العامي. وكلّ شخص إستطاع أن يكون خطيباً بالمعني المقصود من الخطابة في هذا الفن فإنّه هو الذي يستطيع أن يستغل الجمهور و العوام ويأخذ بأيديهم الي الخير أو الشر.

فهذا وجه حاجتنا معاشر الناس الي صناعة الخطابة، ولزم علي من يريد قيادة الجمهور الي الخير ان يتعلم هذه الصناعة، و هي عبارة عن معرفة طرق الإقناع.

فان الخطابة انجح من غيرها في الاقناع، كما ان الجدل في الالزام انفع.

2 وظائف الخطابة وفوائدها

مما تقدم نستطيع أن نعرف أن وظائف الخطابة هو الدفاع عن الرأي، وتنوير الرأي العام في أيّ أمر من الأمور، و الحض علي الاقتناع بمبدأ من المبادئ، و التحريض علي اكتساب الفضائل و الكمالات واجتناب الرذائل و السيئات، وآثارة شعور العامة وإيقاظ الوجدان و الضمير فيهم. وبالاختصار وظيفتها إعداد النفوس لتقبل ما يريد الخطيب أن تقتنع به.

وبهذا تعرف أن فائدة الخطابة فائدة كبيرة، بل هي

ضرورة اجتماعية في حياة الناس العامة.

وهي بعد وظيفة شاقة، إذ أنّها تعتمد بالاضافة الي معرفة هذه الصناعة علي مواهب الخطيب الشخصية التي تصقل بالتمرين و التجارب و لا تكتسب بهذه الصناعة و لا بغيرها، وإنما وظيفة هذه الصناعة توجبه تلك المواهب وإعداد ما يلزم لمعرفة طرق اكتساب ملكة الخطابة، مع المران الطويل وكثرة التجارب. وسيأتي التنصيص علي حاجة الخطابة الي المواهب الشخصية.

3 تعريف هذه الصناعة وبيان معني الخطابة

يمكن مما تقدم أن نتصيد تعريف صناعة الخطابة علي النحو الآتي حسبما هو معروف عند المنطقيين: «إنها صناعة علمية بسببها يمكن إقناع الجمهور في الأمر الذي يتوقع حصول التصديق به بقدر الامكان».

هذا هو تعريف أصل هذه الصناعة التي غايتها حصول ملكة الخطابة التي بها يتمكن الشخص الخطيب من إقناع الجمهور. و المراد من القناعة هو التصديق بالشيء مع الاعتقاد بعدم إمكان أن يكون له ما ينقض ذلك التصديق، أو مع الاعتقاد بإمكان ما ينقضه إلاّ أنَّ النفس تصير بسبب الطرق المقنعة أميل الي التصديق من خلافه. و هذا الاخير هو المسمي عندهم (بالظن) علي نحو ما تقدم في هذا الجزء.

ثمّ أَنّه ليس المراد من لفظ (الخطابة) التي وضعت لها هذه الصناعة مجرد معني الخطابة المفهوم من لفظها في هذا العصر، و هو أنْ يقف الشخص ويتكلم بما يسمع المجتمعين بأي إسلوب كان، بل إسلوب البيان واداء المقاصد بما يتكفل إقناع الجمهور هو الذي يقوم معني الخطابة و إن كان بالكتابة او المحاورة كما يحصل في محاورة المرافعة عند القضاة و الحكام.

وهذه الصناعة تتكفل ببيان هذا الاسلوب، وكيف يتوصل الي إقناع الناس بالكلام، و ما لهذا الاسلوب من مساعدات واعوان من صعود علي مرتفع ورفع صوت ونبرات خاصة و ما الي ذلك مما سياتي

شرحه.

4 اجزاء الخطابة

الخطابة تشتمل علي جزءين: العمود و الاعوان.

أ (العمود). ويقصدون بالعمود هنا مادة قضايا الخطابة التي تتألف منها الحجّة الإقناعية. وتسمي الحجّة الإقناعية باصطلاح هذه الصناعة (التثبيت) علي ما سياتي. وبعبارة أخري: العمود هو كل قول منتج لذاته للمطلوب انتاجاً بحسب الإقناع. وإنما سمي عموداً فباعتبار أنّه قوام الخطابة وعليه الاعتماد في الإقناع.

ب (الاعوان). ويقصدون بها الاقوال و الافعال و الهيئات الخارجية عن العمود المعينة له علي الاقناع المساعدة له علي التأثير المهيئة للمستمعين علي قبوله.

وكل من الأمرين (العمود و الاعوان) يعد في الحقيقة جزءاً مقوماً للخطابة، لأنّ العمود وحده قد لا يؤدي تمام الغرض من الإقناع، بل علي الاكثر يفشل في تحقيقه. و المقصود الأصلي من الخطابة هو الإقناع كما تقدم، فكل ما هو مقتض له دخيل في تحققه لا بّد انْ يكون في الخطابة دخيلاً، و إن كان من الامور الخارجة عن مادة القضايا التي تتألف منه الحجّة (العمود).

وقولنا هنا: «مقتض للإقناع» نقصد به أعم مما يكون مقتضيا لنفس الإقناع أو مقتضيا للاستعداد له. و المقتضي لنفس الإقناع ليس العمود وحده كما ربما يتخيل بل شهادة الشاهد ايضاً تقتضيه مع أنّها من الاعوان.

وشهادة الشاهد علي قسمين شهادة قول وشهادة حال. فهذه أربعة أقسام ينبغي البحث عنها: العمود و الشهادة القولية وشهادة الحال و المقتضي للإستعداد للاقناع.

ويمكن فتح البحث فيها بإسلوب آخر من التقسيم بأنْ تقول:

الخطابة تشتمل علي عمود واعوان. ثم الاعوان علي قسمين أما بصناعة وحيلة و اما بغير صناعة وحيلة. و الأول و هو ما كان بصناعة وحيلة ويسمي (استدراجات) فعلي ثلاثة اقسام: استدراجات بحسب القائل أو بحسب القول أو بحسب المستمع. و الثاني هو ما كان بغير صناعة وحيلة يسمي (نصرة)

و (شهادة). و هي الشهادة علي قسمين شهادة قول وشهادة حال. فهذه ستة أقسام:

1 العمود.

2 استدراجات القائل.

3 استدراجات بحسب القول.

4 استدراجات بحسب المستمع.

5 شهادة القول.

6 شهادة الحال.

فهذه الستة هي بالاخير تكون أجزاء الخطابة، فينبغي البحث عنها واحدة واحدة.

5 العمود

(العمود) و قد تقدم معناه يتألف من المظنونات أو المقبولات أو المشهورات أو المختلفة بينها. و قد سبق شرح هذه المعاني تفصيلاً في مقدمة الصناعات الخمس، فلا نعيد.

واستعمال (المشهورات) في الخطابة باعتبار مالها من التأثير علي السامعين في الإقناع. ولذا لا يعتبر فيها إلاً أنْ تكون مشهورات ظاهرية، و هي التي تحمد في بادئ الرأي و إنْ لم تكن مشهورات حقيقية. وبهذا تفترق الخطابة عن الجدل، اذ الجدل لا يستعمل فيه إلاّ المشهورات الحقيقية. و قد سبق ذلك في الجدل.

وقلنا هناك: «ان الظاهرية تنفع فقط في صناعة الخطابة» وانما قلنا ذلك فلان الخطابة غايتها الاقتناع ويكتفي بما هو مشهور او مقبول لدي المستمعين و إن كان مشهورا في بادئ الرأي وتذهب شهرته بالتعقيب، اذ ليس فيها رد وبدل ومناقشة وتعقيب، علي العكس من الجدل المبني علي المحاورة و المناقضة، فلا ينبغي فيه إستعمال المشهورات الظاهرية، إذ يعطي بذلك مجال للخصم لنقضها وتعقيبها بالرد.

أما المظنونات و المقبولات فواضح اعتبارها في عمود الخطابة.

6 الاستدراجات بحسب القائل

وهي من أقسام ما يقتضي الاستعداد للاقناع وتكون بصناعة وحيلة. و ذلك بأن يظهر الخطيب قبل الشروع في الخطابة بمظهر مقبول القول عندهم. ويتحقق ذلك علي نحوين:

1 أن يثبت فضيلة نفسه إذا لم يكن معروفا لدي المستمعين أما بتعريفه هو لنفسه أو بتعريف غيره يقدمه لهم بالثناء، بأن يعرف نسبه وعلمه ومنزلته الاجتماعية أو وظيفته اذا كان موظفاً أو نحو ذلك.

ولمعرفة شخصية الخطيب الأثر البالغ إذا كانت له شخصية محترمة في سهولة إنقياد المستمعين اليه و الإصغاء له وقبول قوله، فإن الناس تنظر الي من قال، لا الي ما قيل، و ذلك اتباعا لطبيعة المحاكاة التي هي من غريزة الانسان، لا سيما في محاكاته

لمن يستطيع أن يسيطر علي مشاعره واعجابه. و لا سيما في المجتمعات العامة، فإن غرائز الإنسان وبالخصوص غريزة المحاكاة تحيا في حال الاجتماع أو تقوي.

2 أن يظهر بما يدعو الي تقديره واحترامه، وتصديقه و الوثوق بقوله. و ذلك يحصل بأمور (منها) لباسه وهندامه، فاللازم علي الخطيب أن يقدر المجتمعين ونفسياتهم و ما يقدر من مثله أن يظهر به، فقد يقتضي أن يظهر بأفخر اللباس وبأحسن بزة تليق بمثله و قد يقتضي أن يظهر بمظهر الزاهد الناسك. و هذا يختلف باختلاف الدعوة وباختلاف الحاضرين. و علي كل حال ينبغي أنْ يكون الخطيب مقبول الهيئة عند الحاضرين حتي لا يثير تهكمهم او اشمئزازهم أو تحقيرهم له.

و (منها) ملامح وجهه وتقاطيع جبينه ونظرات عينيه وحركات يديه وبدنه، فإن هذه أمور معبرة ومؤثرة في السامعين إذا استطاع الخطيب أن يحسن التصرف بها حسبما يريده من البيان و الاقناع. وبعبارة اصرح ينبغي أن يكون ممثلاً في مظهره، فيبدو حزيناً في موضع الحزن و قد يلزم له أن يبكي او يتباكي، ويبدو مسروراً مبتشاً في موضع السرور، ويبدو بمظهر الصالح الواثق من قوله المؤمن بدعوته في موضع ذلك … وهكذا.

وكثير من الواعظين يتأثر الناس بهم بمجرد النظر اليهم قبل أن يتفوهوا، وكم من خطيب في مجالس ذكري مصرع سيد الشهداء $ يدفع الناس الي البكاء و الرقة بمجرد مشاهدة هيئته وسمته قبل أنْ يتكلم.

7 الاستدراجات بحسب القول

وهي أيضاً من اقسام ما يقتضي الاستعداد للاقناع وتكون بصناعة وحيلة. و ذلك بأن تكون لهجة كلامه مؤثرة مناسبة للغرض الذي يقصده اما برفع صوته أو بخفضه أو ترجيعه أو الاسترسال فيه بسرعة أو التاني به أو تقطيعه. كل ذلك حسب ما تقتضيه الحال من التأثير علي

المستمعين.

وحسب الصوت وحسن الالقاء و التمكن من التصرف بنبرات الصوت وتغييره حسب الحاجة من أهم ما يتميز به الخطيب الناجح. و ذلك في أصله موهبة ربانية يختص بها بعض البشر من غير كسب غير أنها تقوي وتنمو بالتمرين و التعلم كجميع المواهب الشخصية. و ليس هناك قواعد عامة مدونة يمكن بها ضبط تغييرات الصوت ونبراته حسب الحاجة، وانما معرفة ذلك تتبع نباهة الخطيب في إختياره للتغيرات الصوتية المناسبة التي يجدها بالتجربة و التمرين مؤثرة في المستمعين.

ولاجل هذا يظهر لنا كيف يفشل بعض الخطباء، لأنّه يحاول المسكين تقليد خطيب ناجح في لهجته و القائه، فيبدو نابياً سخيفاً، إذ يظهر بمظهر المتصنع الفاشل.

والسر أنّ هذا أمر يدرك بالغريزة و التجربة قبل أن يدرك بالتقليد للغير.

8 الاستدراجات بحسب المخاطب

وهي أيضاً من أقسام ما يقتضي الاستعداد للاقناع وتكون بصناعة من الخطيب. و ذلك بأن يحاول استمالة المستمعين وجلب عواطفهم نحوه ليتمكن قوله فيهم ويتهياوا للاصغاء اليه: مثل ان يحدث فيهم انفعالاً نفسياً مناسباً لغرضه كالرقة و الرحمة، أو القوة و الغضب، أو يضحكهم بنكتة عابرة لتنفتح نفوسهم للاقبال عليه. ومثل أن يشعرهم بأنهم يتخلقون بأخلاق فاضلة كالشجاعة و الكرم أو الانصاف و العدل أو إيثار الحق، أو يتحلون بالوطنية الصادقة و التضحية في سبيل بلادهم، أو نحو ذلك ممّا يناسب غرضه. و هذا يكون بمدحهم و الثناء عليهم أو بذكر سوابق محمودة لهم أو لآبائهم أو أسلافهم.

وإذا اضطر الي التعريض بخصومه الحاضرين فيظهر بأنهم الاقلية القليلة فيهم، أو يتظاهر بأنّه لا يعرف بأنهم موجودون في الاجتماع، او آن هم لا قيمة لهم و لا وزن عند الناس.

وليس شيء أفسد للخطيب من التعريض بذم المستمعين أو تحقيرهم او التهكم بهم أو اخجالهم،

فإنّ خطابه سيكون قليل الأثر او عديمه اصلاً، و إن كان يأتي بذلك بقصد اثارة الحمية و الغيرة فيهم، لان هذه الامور بالعكس تثير غضبهم عليه وكرهه و الاشمئزاز من كلامه. ولاثارة الحمية طرق أخري غير هذه.

وبعبارة أشمل وأدق إن التجاوب نفسي بين الخطيب و المستمعين شرط أساسي في التأثر بكلامه، فإذا ذمهم أو تهكم بهم بعَّدهم عنه وخسر هذا التجاوب النفسي. و هكذا لو اضجرهم بطول الكلام أو التكرار الممل أو التعقيد في العبارة أو ذكر ما لا نفع فيه لهم أو ما الفوا استماعه.

والخطيب الحاذق الناجح من يستطيع ان يمتزج بالمستمعين ويهيمن عليهم بأن يجعلهم يشعرون بانه واحد منهم وشريكهم في السراء و الضراء، وبانه يعطف علي منافعهم ويرعي مصالحهم، وبأنه يحبهم ويحترمهم، لا سيما الخطيب السياسي و القائد في الحرب.

9 شهادة القول

وهي من اقسام (النصرة) التي ليست بصناعة وحيلة، و من أقسام ما يقتضي نفس الاقناع. و هي تحصل اما بقول من يقتدي به مع العلم بصدقه كالنبي و الامام، أو مع الظن بصدقه كالحكيم و الشاعر. و اما بقول الجماهير أو الحاكم أو النظارة، و ذلك بتصديقهم للخطيب أو تاييدهم له بهتاف او تصفيق أو نحوها. و اما بوثائق ثابتة كالصكوك و المسجلات و الآثار التاريخية ونحوها.

وهذه الشهادة علي أنها من الأعوان تفيد بنفسها الإقناع. و قد تكون بنفسها عموداً لو صح أخذها مقدمة في الحجّة الخطابية، وتكون حينئذ من قسم (المقبولات) التي قلنا أن الحجّة الخطابية قد تتالف منها.

10 شهادة الحال

وهي أيضاً من أقسام (النصرة) التي ليست بصناعة وحيلة و من أقسام ما يقتضي نفس الاقناع. و هذه الشهادة تحصل اما بحسب نفس القائل أو بحسب القول.

1 ما هي بحسب القائل:

إما لكونه مشهوراً بالفضيلة من الصدق و الامانة و المعرفة و التمييز، أو معروفاً بما يثير احترامه أو الاعجاب به أو التقدير لما يقوله ويحكم به، كأن يكون معروفاً بالبراعة الخطابية أو الشجاعة النادرة أو بالثراء الكثير أو بالحنكة السياسية أوصاحب منصب رفيع أو نحو ذلك. و قد قلنا ان لمعرفة الخطيب الأثر البالغ في التاثير علي المستمعين، فكيف إذا كان محبوباً أو موضع الاعجاب أو الثقة. وكلما كبرت سمعة الخطيب وتمكن حبه واحترامه من القلوب كان قوله أكثر قبولاً وابعد اثراً.

واما لكونه تظهر عليه امارات الصدق و إن لم يكن معروفاً بأنحاء المعرفة السابقة مثل أن تطفح علي وجهه اسارير السرور إذا بشر بخير، أو علامات الخوف و الهلع إذا انذر بشر، أو هيئة الحزن إذا حدث عما يحزن … وهكذا.

ولتقاطيع وجه الخطيب وملامحه

ونبرات صوته الأثر الفعال في شعور المستمعين بأن ما يقوله كان مؤمناً به أو غير مؤمن به. و الوجه الجامد القاحل من التعبير لا يستجيب له المستمع. ولذا اشتهر ان الكلمة اذا خرجت من القلب دخلت في القلب. و ما هذا إلا لأنّ ايمان الخطيب بما يقول يظهر علي ملامح وجهه ونبرات صوته رضي أم أبي، فيدرك المستمع ذلك حينئذ بغريزته، فيؤثر علي شعوره بمقتضي طبيعة المحاكاة و التقليد.

2 ما هي بحسب القول: مثل الحلف علي صدق قول و العهد () أو التحدي كما تحدي نبينا الاكرم قومه أن يأتوا بسورة أو آية من مثل القرآن المجيد واذ عجزوا عن ذلك التجأوا الي الاعتراف بصدقه. ومثل ما لو تحدي الصانع أو الطبيب او نحوهما خصمه المشارك له في صناعته بأن يأتي بمثل ما يعمل، و يقول له: إن عجزت عن مثل عملي فاعترف بفضلي عليك واخضع لقولي.

11 الفرق بين الخطابة و الجدل

لما كانت صناعة الجدل يشتركان في كثير من الاشياء استدعي ذلك التنبيه علي جهات الافتراق بينهما، لئلا يقع الخلط بينهما:

اما اشتراكهما ففي الموضوع، فإن موضوع كل منهما عام غير محدد بعلم ومسالة، كما قلنا في الجدل: انه يقع في جميع المسائل الفلسفية و الدينية و الاجتماعية وجميع الفنون و المعارف. و الخطابة كذلك، و ما يستثني هناك يستثني هنا. ويشتركان أيضا في الغاية، فان غاية كل منهما الغلبة، ويشتركان في بعض مواد قضاياهما، إذ تدخل المشهورات فيهما كما تقدم.

أما افتراقهما ففي هذه الامور الثلاثة نفسها:

1 في الموضوع، فان الخطابة يستثني من عموم موضوعها المطالب العلمية التي يطلب فيها اليقين، فان استعمال الإسلوب الخطابي فيها معيب مستهجن إذا كان المخاطب بها الخاصة، و إن جاز استعمال الاسلوب الجدلي لالزام

الخصم وافحامه او لتعليم المبتدئين. كما أنه علي العكس لا يحسن من الخطيب ان يستعمل البراهين العلمية و المسائل الدقيقة لغرض الإقناع.

2 في الغاية، فان غاية الجدلي الغلبة بالزام الخصم و إن لم تحصل له حالة القناعة. وغاية الخطابة الغلبة بالإقناع.

3 في المواد، فقد تقدم في الكلام عن العمود بيان الفرق فيها، إذ قلنا: أن الخطابة تستعمل فيها مطلق المشهورات الظاهرية، و في الجدل لا تستعمل إلا الحقيقية.

وهناك فروق أخري لا يهمنا التعرض لها. وسيأتي في باب إعداد المنافرات التشابه بين الجدل و المنافرة بالخصوص و الفرق بينهما كذلك.

12 اركان الخطابة

اركان الخطابة المقومة لها ثلاثة: القائل (وهو الخطيب) ، و القول (وهو الخطاب). و المستمع.

ثم المستمع ثلاثة أشخاص علي الأكثر: مخاطب وحاكم ونظارة، و قد يكون مخاطباً فقط:

1 (المخاطب) ، و هو الموجه إليه الخطاب، و هو الجمهور أو من هو الخصم في المفاوضة و المحاورة.

2 (الحاكم) ، و هو الذي يحكم للخطيب او عليه، اما لسلطة عامة له في الحكم شرعية أو مدنية، أو لسلطة خاصة برضا الطرفين إذ يحكمانه ويضعان ثقتهما به، و إن لم تكن له سلطة عامة.

3 (النظارة) ، وهم المستمعون المتفرجون الذين ليس لهم شأن الا تقوية الخطيب أو توهينه، مثل أن يهتفوا له أو يصفقوا باستحسان ونحوه، حسبما هو عادة شعبهم في تأييد الخطباء، ومثل أن يسكتوا في موضع التأييد و الاستحسان أو يظهروا توهينه بهتاف ونحوه و ذلك إذا أرادوا توهينه. و النظارة عادة مالوفة عند بعض الامم الغربية في المحاكمات و لهم تأثير في سير المحاكمة وربما يسمونهم (العدول) أو (المعدلين).

وليس وجود الحاكم و النظارة يلازم في جميع أصناف الخطابة، بل في خصوص المشاجرات كما سيأتي.

13 اصناف المخاطبات

إن الغرض الاصلي لصاحب الصناعة الخطابية علي الأغلب إثبات فضيلة شيء ما أو رذيلته، أو اثبات نفعه أو ضرره. ولكن لا أي شيء كان، بل الشيء الذي له نفع أو ضرر للعموم بوجه من الوجوه علي نحو له دخالة في المخاطبين وعلاقة بهم.

وهذا الشيء لا يخلو عن حالات ثلاث:

1 ان يكون حاصلا فعلا، فالخطابة فيه تسمي (منافرة).

2 ان يكون غير حاصل فعلاً ولكنه حاصل في الماضي، فالخطابة فيه تسمي (مشاجرة).

3 ان يكون غير حاصل فعلاً أيضاً ولكنه يحصل في المستقبل فالخطابة فيه تسمي (مشاورة). و هي أهم الاصناف.

فالمفاوضات الخطابية علي ثلاثة

أصناف.

1 (المنافرات) المتعلقة بالحاصل فعلا، فان قرر الخطيب فضيلته أو نفعه سميت (مدحاً) ، و إن قرر ضد ذلك سميت (ذماً).

2 (المشاجرات) وتسمي (الخصاميات) أيضاً، و هي المتعلقة بالحاصل سابقاً. و لا بدّ أن تكون الخطابة لأجل تقرير وصول فائدته ونفعه أو ما فيه من عدل وإنصاف إن كان نافعاً، ولأجل تقرير وصول ضرورة أو ما فيه من ظلم وعدوان. فمن الجهة الاولي تسمي الخطابة (شكراً) أما أصالةً عن نفسه او نيابةً عن غيره. وإنما سميت كذلك لان تقرير الخطيب يكون اعترافاً منه للمخاطبين بفضيلة ذلك الشيء فلا يقع فيه نزاع منهم.

و من الجهة الثانية تسمي الخطابة (شكاية) اما عن نفسه أو عن غيره. و المدافع يسمي (معتذراً) و المعترف به (نادماً).

3 (المشاورات) المتعلقة بما يقع في المستقبل. و لا محالة أن الخطابة حينئذ لا تكون من جهة وجوده، أو عدمه، فإن هذا ليس شأن هذه الصناعة. بل لا بدّ أن تكون من جهة ما فيه من نفع وفائدة فينبغي أن يفعل، فتكون الخطابة فيه ترغيباً وتشويقاً وإذنا في فعله. أو من جهة ما فيه من ضرر وخسارة فينبغي الا يفعل، فتكون الخطابة فيه تحذيراً وتخويفاً ومنعاً من فعله.

???

فهذه الأنواع الثلاثة هي الأغراض الأصلية التي تقع للخطيب، و قد يتوصل الي غرضه ببيان أمور تقع في طريقه وتكون ممهدة للوصول اليه ومعينة للإقناع وتسمي (التصديرات) ، مثل أن يمدح شيئاً أو شخصاً، فينتقل منه الي المشاورة للتنظير بما وقع أو لغير ذلك.

والتشبيب الذي يستعمله الشعراء سابقاً في صدر مدائحهم من هذا القبيل، فإن الغرض الأصلي هو المدح، و التشبيب تصدر به القصيدة للتوصل اليه. وكثيراً ما لا يكون الشاعر عاشقاً وإنما يتشبه به اتباعاً لعادة

الشعراء.

وفي هذا العصر يمهد خطباء المنبر الحسيني امام مقصودهم من ذكر فاجعة الطف ببيان امور تاريخية او اخلاقية او دينية من موعظة ونحوها. و ما ذاك الا لجلب انتباه السامعين او لاثارة شعورهم وانفعالاتهم مقدمة للغرض الاصلي من ذكر الفاجعة.

14 صور تأليف الخطابة ومصطلحاته

قد قلنا في الجدل: ان المعول في تأليف صوره غالباً علي القياس و الاستقراء، و في الخطابة أكثر ما يعول علي القياس و التمثيل، و إن استعمل الاستقراء احياناً.

ولا يجب في القياس و غيره عند استعماله هنا أن يكون يقينياً من ناحية تأليفه، أي لا يجب أن يكون حافظاً لجميع شرائط الانتاج، بل يكفي أن يكون تأليفه منتجاً بحسب الظن الغالب و إن لم يكن منتجاً دائماً، كما لو تألف القياس مثلاً علي نحو الشكل الثاني من موجبتين، كما يقال:

فلان يمشي متأنياً فهو مريض، فحذفت كبراه الموجبة و هي (كل مريض يمشي متأنياً) مع أن الشكل الثاني من شروطه اختلاف المقدمتين بالكيف.

وكذلك قد يستعمل التمثيل في الخطابة خالياً من جامع حيث يفيد الظن بأن هناك جامعاً، مثل ان يقال:

مر بالامس من هناك رجل مسرع و كان هارباً و اليوم يمر مسرع آخر من هنا، فهو هارب.

وكذلك يستعمل الاستقراء فيها بدون استقصاء لجميع الجزئيات، مثل أن يقال:

الظالمون قصيرو الاعمار، لأن فلان الظالم وفلان وفلان قصيرو الاعمار، فيعد جزئيات كثيرة يظن معها الحاق القليل بالأعم الاغلب.

وبحسب تأليف صور الخطابة مصطلحات ينبغي بيانها، فنقول:

1 (التثبيت). و المقصود به كل قول يقع حجة في الخطابة ويمكن فيه أن يوقع التصديق بنفس المطلوب بحسب الظن، سواء كان قياساً أو تمثيلاً.

2 (الضمير). و المقصود به التثبيت اذا كان قياساً. و الضمير باصطلاح المناطقة في باب القياس كل قياس حذفت منه كبراه.

و لما كان اللائق في الخطابة ان تحذف من قياسها كبراه للاختصار من جهة و لا خفاء كذب الكبري من جهة اخري، سموا كل قياس هنا (ضميراً) ، لأنّه دائماً أو غالباً تحذف كبراه.

3 (التفكير).

و هو الضمير نفسه، ويسمي (تفكيراً) باعتبار اشتماله علي الحد الأوسط الذي يقتضيه الفكر.

4 (الاعتبار). ويقصدون به التثبيت إذا كان تمثيلاً، فيقولون مثلاً: «يساعد علي هذا الامر الاعتبار». و هذه الكلمة شايعة الاستعمال عند الفقهاء، و ما احسب إلا آن هم يريدون هذا المعني منها.

5 (البرهان).

و هو كلّ اعتبار يستتبع المقصود بسرعة، فهو غير البرهان المصطلح عليه في صناعة البرهان. فلا تغرنك كلمة البرهان في بعض الكتب الجدلية و الخطابية.

6 (الموضع). و المقصود به هنا كل مقدمة من شأنها أن تكون جزء من التثبيت، سواء كانت مقدمة بالفعل أو صالحة للمقدمية.

و هو غير الموضع المصطلح عليه في صناعة الجدل. ومعني الموضع هناك يسمي (نوعاً) هنا وسيأتي في الباب الثاني. و لا بأس بالبحث عن الضمير و التمثيل اختصاراً هنا:

15 الضمير

للضمير شأن خاص في هذه الصناعة، فإن علي الخطيب أن يكون متمكناً من إخفاء كبراه في أقيسته أو إهمالها. إن باقي الصناعات قد تحذف الكبري في أقيستها ولكن لا حاجة وغرض خاص، بل لمجرد الإيجاز عند وضوح الكبري، اما في الخطابة فإن اخفاءها غالباً ما يضطر اليه الخطيب بما هو خطيب لأحد أمور:

1 إخفاء عدم الصدق الكلي فيها، مثل أن يقول:

«فلان يكف غضبه عن الناس فهو محبوب»، فإنه لو صرح بالكبري و هي «كل من كف غضبه عن الناس هو محبوب لهم» ربما لا يجدها السامع صادقة صدقا كلياً، و قد يتنبه بسرعة الي كذبها، إذ قد يعرف شخصاً معيناً متمكناً من

كف غضبه و مع ذلك لا يحبه الناس.

2 تجنب أن يكون بيانه منطقياً وعلمياً معقداً، فلا يميل اليه الجمهور الذي من طبعه الميل الي الصور الكلامية الواضحة السريعة الخفيفة. و السر أن ذكر الكبري يصبغه بصبغة الكلام المنطقي العلمي الذي ينصرف عن الاصغاء اليه الجمهور. بل قد يثير شكوكهم وعدم حسن ظنهم بالخطيب أو سخريتهم به.

3 تجنب التطويل، فإن ذكر الكبري غالباً يبدو مستغنياً عنه و الجمهور إذا أحس أن الخطيب يذكر ما لا حاجة الي ذكره أو يأتي بالمكررات يسرع اليه الملل و الضجر و الاستيحاش منه. و قد يؤثر فيه ذلك انفعالاً معكوساً فيثير في نفوسهم التهمة له في صدق قوله. فلذلك ينبغي للخطيب دائماً تجنب زيادة الشرح و التكرار الممل فإنه يثير التهمة في نفوس المستمعين وشكوكهم في قولهم وضجرهم منه.

وبعد هذا، فلو اضطر الخطيب الي ذكر الكبري كما لو كان حذفها يوجب أن يكون خطابه غامضاً فينبغي أن يوردها مهملة حتي لا يظهر كذبها لو كانت كاذبة، وإلا يوردها بعبارة منطقية جافة.

وصنعة الخطابة تعتمد كثيرا علي المقدرة في إيراد الضمير أو إهمال الكبري فمن الجميل بالخطيب أن يراقب هذا في خطابه. و هذا ما يحتاج الي مران وصنعة وحذق، و الله تعالي قبل ذلك هو المسدد للصواب الملهم للمعرفة.

16 التمثيل

سبق أن قلنا في الفصل 14: ان الخطابة تعتمد علي القياس و التمثيل. و في الحقيقة تعتمد علي التمثيل أكثر، نظراً الي أنّه أقرب الي أذهان العامة وأمكن في نفوسهم.

و هو في الخطابة يقع علي أنحاء ثلاثة:

1 ان يكون من أجل إشتراك الممثل به مع المطلوب في معني عام يظن انه العلة للحكم في الممثل به. و هذا النحو هو التمثيل المنطقي

الذي تقدم الكلام فيه اخر الجزء الثاني.

2 ان يكون من أجل التشابه في النسبة فيهما، كما يقال مثلاً: كلما زاد تواضع المتعلم زادت معارفه بسرعة، كالأرض كلما زاد إنخفاضها انحدرت اليها المياه الكثيرة بسرعة.

وكل من هذين القسمين قد يكون الإشتراك و التشابه في النسبة حقيقة و قد يكون بحسب الرأي الواقع، كقوله تعالي:

}مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفاراً{، أو كقوله تعالي:

}مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة … {.

وقد يكون بحسب رأي يظهر ويلوح سداده لأول وهلة، ويعلم عدم صحته بالتعقيب، كقول عمر بن الخطاب يوم السقيفة: «هيهات لا يجتمع اثنان في قرن».

والقرن بالتحريك الحبل الذي يقرن به البعيران، قال ذلك ردا علي قول بعض الانصار: «منا أمير ومنكم أمير». بينما أن هذا القائل غرضه ان الامارة مرة لنا ومرة لكم لا علي ان يجتمع أميران في وقت واحد حتي يصبح تشبيهه باجتماع اثنين في قرن.

علي أنه اية استحالة في الممثل به، و هو أن يجتمع بعيران في حبل واحد يقرنان به لو أراد هذا القائل اجتماع أميرين في آن واحد، فالاستحالة في الممثل نفسه لا في المثل به.

3 أن يكون التمثيل بحسب الاشتراك بالإسم فقط، و قد ينطلي هذا أمره علي غير المتنبه المثقف.

و هو مغالطة ولكن لا بأس بها في الخطابة حيث تكون مقنعة وموجبة لظن المستمعين بصدقها.

مثاله أن يحبب الخطيب شخصاً ويمدحه لأنَّ شخصاً آخر محبوب ممدوح له هذا الاسم. أو يتشاءم من شخص ويذمه لأن آخر له اسمه معروف بالشر و المساوئ.

ويشبه أن يكون من هذا الباب قول الارجاني:

يزداد دمعي علي مقدار بعدهم تزايد الشهب أثر

الشمس في الافق

فحكم بتزايد الدموع علي مقدار بعد الاحبة قياساً علي تزايد الشهب بمقدار تزايد بعد الشمس في الأفق، لإشتراك الدموع و الشهب بالإسم إذ تسمي الدموع بالشهب مجازاً ولاشتراك الحبيب و الشمس بالاسم إذ يسمي الحبيب شمساً مجازاً.

2 الانواع
1 تمهيد

تقدم في الفصل 14 من الباب الاول: ان الموضع في اصطلاح هذه الصناعة كل مقدمة من شأنها أن تكون جزءاً من التثبيت.

و هو غير الموضع باصطلاح صناعة الجدل.

بل ان ما هو بمنزلة الموضع في صناعة الجدل يسمي هنا (نوعاً) و هو أي النوع: كل قانون تستنبط منه المواضع أي المقدمات الخطابية.

مثلاً يقال لنقل الحكم من الضد الي ضده (نوع) ، إذ منه تستخرج المواضع الموصلة الي المطلوب الخطابي، فيقال مثلاً: اذ كان خالد عدواً فهو يستحق الاساءة فاخوه لما كان صديقاً فهو يستحق الاحسان. فهذه القضية (موضع) و هي من (نوع) نقل الحكم من الضد الي ضده.

ثمّ انه لما كان المجادل مضطرا الي احضار المواضع في ذهنه واعدادها لكي يستنبط منها ما يحتاجه من المقدمات المشهورة فكذلك الخطيب يلزمه أن يحضر لديه ويعد الأنواع لكي يستنبط منها ما يحتاجه من المواضع (المقدمات المقنعة).

وكل خطيب في أي صنف من أصناف المفاوضات الخطابية له أنواع خاصة وقواعد كلية تخصه يستفيد منها في خطابه، فلذلك اقتضي أنْ ننبه علي بعض هذه الأنواع في أصناف الخطابة للاستيناس وللتنبيه علي نظائرها كما صنعنا في مواضع الجدل، فنقول:

2 الانواع المتعلقة بالمنافرات

تقدم في البحث 13 معني (المنافرات) انها التي تثبت مدحاً او ذماً، اما للاشخاص أو للاشياء، باعتبار ما هو الحاصل في الحال، فيقرر الخطيب فضيلته أو نفعه في المدح أو يقرر ضدهما في الذم. وانما سميت (منافرات) فلأنَّ بها يتنافر الناس ويختلفون، ويروم بعضهم قهر بعض بقوله وبيانه.

ومن هذه الناحية تشبه الخطابة الجدل، وانما الفرق من وجهين:

1 انه في الخطابة ينفرد الخطيب في ميدانه، و في الجدل يكون الكلام للخصمين سؤالا وجوابا وردا وبدلا.

2 ان غرض الخطيب ان يبعث المستمعين علي عمل الأفعال

الحسنة و التنفر من الافعال السيئة لا لمجرد المدح و الذم، و المجادل ليس غرضه إلا التغلب علي خصمه، و ليس همه أن يعمل به أحد أو لا يعمل. وبالاختصار غرض الخطيب اقناع الغير بفضل الفاضل ونقص المفضول ليعمل علي مقتضي ذلك، وغرض المجادل ارغام الغير علي الاعتراف بذلك.

وبين الاسلوبين بون بعيد، فإنَّ الأول يتطلب الرفق و اللين و الاستحواذ علي مشاعر المخاطب ورضاه، و الثاني لا يتطلب ذلك فان غرضه يتم حتي لو اعترف الخصم مرغماً مقهوراً.

اذا عرفت ذلك، فعلي الخطيب في المنافرات أن يكون مطلعاً علي انواع جمال الاشياء وقبحها. ولكل شيء جمال وقبح بحسبه: ففي الانسان جماله بالفضائل وقبحه بالرذائل، وباقي الاشياء جمالها بكمال صفاتها اللائقة بها وقبحها بنقصها.

ثم الانسان مثلاً فضيلته أن تكون له ملكة تقتضي فعل الخيرات بسهولة، كفضيلة الحكمة و العلم و العدالة و الاحسان و الشجاعة و العفة و الكرم و المروة و الهمة و الحلم وأصالة الرأي. و هذه أصول الفضائل، ويتبعها مما يدخل تحتها كالايثار الذي يدخل تحت نوع الكرم، او مما يكون سبباً لها كالحياء الذي يكون سبباً للعفة، أو ممّا يكون علامة عليها كصبر الامين علي تحمل المكارة في سبيل المحافظة علي الأمانة، فإنّ هذا الصبر علامة علي العدالة.

واما باقي الاشياء غير الانسان فكمالها بحصول الصفات المطلوبة لمثلها، و قد قلنا لكل شيء جمال وقبح بحسبه، فكما الدار مثلاً وجمالها باشتمالها علي المرافق المحتاج اليها وسعتها وجدة بنائها وملاءمة هندستها للذوق العام، وهكذا. وكمال المدينة مثلاً وجمالها بسعة شوارعها وتنسيقها ونظافتها وكثرة حدائقها وتهيئة وسائل الراحة فيها و الامن، وحسن مائها وهوائها وجدة بناء دورها … وهكذا.

وعلي الخطيب بالاضافة الي ذلك أن يكون قادراً

علي مدح ما هو قبيح بمحاسن قد يظن الجمهور أنها مما يستحق عليها المدح و الثناء، مثل أن يصور فسق الفاسق بأنّه من باب لطف المعاشرة وخفة الروح. ويصور بلاهة الأبله أنها بساطة نفس وصفاء سريرة وقلة مبالاة بأمور الدنيا واعتباراتها. ويصور متتبع عورات الناس الهماز الغماز بأنّه محب للصراحة أو انه لا تاخذه في سبيل قول الحق لومة لائم. ويصور الحاكم المرتشي بأنّه يسهل بالرشوة أمور الناس ويقضي حوائجهم …

وهكذا يمكن تحوير كثير من الرذائل و النقائص الي ما يشبه أن يكون من الفضائل و الكمالات في نظر الجمهور.

و كذلك علي العكس يمكن تحوير جملة من الفضائل الي ما يشبه أنْ يكون من الرذائل و النقائص في نظر الجمهور، كوصف المحافظ علي دينه بانه جاف متزمت أو رجعي خرافي أو وصف الشجاع بأنّه مجنون متهور أو وصف الكريم بأنّه مسرف مبذر … وهكذا. و الكثير من هذا يحتاج الي حذلقة و بعد نظر.

وإذ عرفت وجوه مقتضيات المدح يمكن أن تعرف بمناسبتها وجوه مقتضيات الذم لأنّها اضدادها.

3 الانواع المتعلقة بالمشاجرات

تقدم معني المشاجرات من أنها تتعلق بالحاصل سابقاً. و ذلك لبيان ما حدث كيف حدث؟ هل حدث علي وجه جميل ممدوح أو علي وجه مذموم؟

فتكون المشاجرة شكراً أو شكاية أو اعتذاراً أو ندماً واستغفاراً.

و (الشكر) إنما يكون بذكر محاسن ما حدث وكمالاته إنساناً أو غير إنسان، علي حسب ما تقدم من البيان الإجمالي عن محاسن الأشياء وكمالاتها في المنافرات، فلا حاجة الي اعادته.

وانما الذي ينبغي بيانه ما يختص (بالشكاية) ثم الأعتذار و الندم، فنقول: لا تصح الشكاية إلا من الظلم و الجور. وحقيقة الجور: «هو الإضرار بالغير علي سبيل المخالفة للشرع بقصد وإرادة».

والمقصود من (الشرع) ما هو أعم

من الشريعة المكتوبة و غير المكتوبة، و المكتوبة مثل الأحكام المنزلة الالهية و القوانين المدنية و الدولية، و غير المكتوبة ما تطابق عليها آراء العقلاء، أو آراء امة بعينها و كان المعتدي منها، او آراء قطرة أو عشيرته أو نحو ذلك.

فما تطابق عليها آراء الجميع هي المشهورات المطلقة، و الباقي هي من المشهورات الخاصة. ومثال الأخير (النهوة) باصطلاح عرب العراق في العصور الأخيرة، فإنّها عند غير المنحصرين منهم شريعة غير مكتوبة، و هي ان للرجل الحق في منع تزوج ابنة عمه من اجنبي، فالاجنبي إذا تزوجها من دون رخصة ابن عمها وإذنه عدُّوه في عرفهم جائراً غاصباً و قد يهدر دمه. و إنْ كان هذا العرف يعد في الشريعة المكتوبة الاسلامية و غيرها ظلماً وجوراً و إن (الناهي) هو الجائر الظالم.

ثم (المخالفة للشرع) أما أنْ تقع في المال أو العرض أو النفس، ثم اما ان تكون علي شخص أو اشخاص معنيين، أو تقع علي جماعة اجتماعية كالدولة و الوطن و الامة و العشيرة.

وعلي هذا فينبغي للخطيب المشتكي أن يعرف معني الجور وبواعثه واسبابه، و ما هي الأسباب التي تقتضي سهولته أو صعوبته، ومتي يكون عن إرادة وقصد، وكيف يكون كذلك. وكل هذه فيها أبحاث واسعة تطلب من المطولات.

وأما (الاعتذار) فحقيقته التنصل مما ذكره المتظلم المشتكي ودفع تظلمه.

و هو يقع بأحد أمرين:

1 انكار وقوع الظلم رأساً.

2 انكار وقوعه علي وجه يكون ظلماً وجوراً، فإن كثيراً من الافعال انما تقع عدلاً حسنة وظلماً قبيحة بالوجوه و الاعتبار اما من جهة القصد و اما من جهة اختلاف الشريعة المكتوبة مع الشريعة غير المكتوبة كما مثلناه (بالنهوة).

وأما (الندم) فهو الإقرار و الإعتراف بالظلم. و قد يسمي استغفاراً. و ذلك

بأن يلتمس العفو عن العقوبة و التفضل بإسقاط ما يلزم من غرامة ونحوها. وللإستغفار و الاعتذار أساليب يطول شرحها.

4 الانواع المتعلقة بالمشاورات
الاشارة

لما كانت غاية الخطيب في المشاورة اقناع الجمهور علي فعل ما هو خير لهم وفيه مصلحتهم، و الاقلاع عن المساوئ و الشرور و ما يضرهم ناسب ألا يبحث إلاّ عما يقع تحت اختيارهم من الخيرات و الشرور، أو ما له مساس باختيارهم و إن كان في نفسه خارجاً عن اختيارهم.

وهذا الثاني كالارض السبخة مثلاً فإنًّ سوءها وضررها ليس باختيار المزارعين و لا من افعالهم، ولكن يمكن أن يكون لها مساس باختيارهم بأن يتجنبوا الزراعة فيها مثلاً، فيمكن أن يوصي الخطيب بذلك ويدخل في غرضه.

اما ما لا يقع تحت اختيارهم و ما ليس له مساس به أصلاً فليس للمشاورة أنْ يتعرض له.

والانواع التي تتعلق بالمشاورات علي قسمين رئيسين:

(القسم الأول) ما يتعلق بالأمور العظام، و هي أربعة:

1 (الأمور المالية العامة) ، من نحو صادرات الدولة ووارداتها، و ما يتعلق في دخل الأمة ومصروفاتها. فالخطيب فيها ينبغي أنْ يطلع علي القوانين التي تخصها و علي العلوم التجارية و المالية و ما له دخل في زيادة الثروة أو نقصها.

(الحرب و السلم). فالخطيب فيه لا يستغني عن معرفة القوانين العسكرية و العلوم الحربية واصول تنظيم الجيوش وقيادتها، مع الاطلاع علي تاريخ الحروب و الوقائع، وسر نشوبها واخمادها، و الوسائل اللازمة للهجوم و الدفاع، و ما يتحقق به النصر و ما يتمكن به من النجاة من الهزيمة. كما ينبغي ان يكون عارفاً بما يثير الغيرة و الحمية في نفوس الجنود و ما يشجعهم ويثبت عزائمهم، ويشحذ هممهم، ويهون عليهم الموت في سبيل الغاية التي يحاربون لأجلها. و إن يكون عارفاً بما يثير في نفوس الأعداء الخوف و الرهبة وضعف الهمة و اليأس من النصر وتوقع الهزيمة، و نحو ذلك مما يسمي في الاصطلاح الجديد (بحرب الاعصاب).

3 (المحافظة علي

المدن). و العلوم التي تخصها و لا يستغني الخطيب عن معرفتها هي علوم هندسة البناء و المسح وتنظيم الشوارع، و ما تحتاجه البلدة في مجاري مياهها وتنويرها وتعبيد طرقها ونظافتها، و نحو ذلك.

4 (الاجتماعيات العامة). كالشرايع و السنن من دينية أو مدنية أو سياسية. ففي المصلحة الدينية مثلاً ينبغي للخطيب أن يكون عارفاً بالشريعة السماوية، حافظاً لآثارها مطلعاً علي تاريخها، ملماً بأصول العقائد وفروع تلك الشريعة.

أما لو كان خطيباً في غاية سياسية أو نحوها، فينبغي أن يكون خبيراً بما يخصها من قوانين وعلوم و ما يكتنفها من تاريخ وحوادث وتقلبات. فالسياسي يحتاج الي العلوم السياسية و الخبرة بأمورها، و الأخلاقي يحتاج الي علم الأخلاق، و الحاكم و المحامي الي القوانين الشرعية و المدنية.

وعلي الاجمال ان الخطيب في الامور الاجتماعية لاسيما مريد المحافظة علي سنة أو دولة يلزم فيه أنْ يكون أعلم وأمهر الخطباء الآخرين، واعرف بنفسيات الجمهور ومصالحهم، لأنَّ موقفه مع الجمهور من أدق المواقف واصعبها.

بل هذا الباب من باب المشاورة علي العموم من أخطر أبواب الخطابة وأشقها، فقد يسقط الرجل الديني و السياسي في نظر الجمهور لاتفه الاسباب. وكم شاهدنا وسمعنا رئيس دولة، أو مرشد قطر، أو مرجعاً دينياً لفرقة، بينما هو في القمة من عظمته إذا به يهوي بين عشية وضحاها من برجه الرفيع محطماً، لخطأه صغيرة ارتكبها، أو لأمر فعله أو قاله معتقداً فيه الصلاح فاتهمه الجمهور بالخيانة أو الخطل، أو ظنوا فيما عمله أو رآه الفساد و الضرر.

والجمهور لا صبر له علي كتمان رأيه أو تأجيل التعبير عنه الي وقت آخر، كما لا يعرف المجاملة و المداراة و المداهنة و المماشاة؛ و لا يفهم البرهان و الدليل حينئذ إلا القوة تسكته

أو السيف يفنيه.

? ? ?

هذا، و إن حصر كل ما ينبغي للخطيب في باب الاجتماعيات من معرفة لا يسعه هذا المختصر، وكفي ما أشرنا اليه.

ونزيد هنا انه علي العموم من أهم ما يلزم له بعد معرفة كل ما يتعلق بفرعه المختص به أن يكون مطلعاً علي علم الاجتماع وعلم النفس. وأهم من ذلك الخبرة في تطبيقهما، وتشخيص نفسيات الجماهير المستمعين له، ومعرفة تاريخ من سبقه من القادة و الرؤساء و الاستفادة من تجاربهم منضمة الي تجاربه الشخصية. وأهم من ذلك كله المواهب الشخصية التي أشرنا اليها سابقاً، فإنّه كم من خطيب موهوب يبز أعلم العلماء و هو لم يدرس علوم الاجتماع، اذا يسوقه ذكاؤه وفطرته الي معرفة ما يقتضيه ذلك الاجتماع و ما يتطلبه، فيستطيع أن يهيمن عليه ويسخره ببيانه ويسخره بإسلوبه.

? ? ?

(القسم الثاني) الرئيسي ما يتعلق بالامور الجزئية

وهي غير محدودة و لا معدودة، فلذلك لا يمكن ضبطها، وانما يتبع فيها نباهة الخطيب وفطنته. غير أنها تشترك في شيء واحد عام هو طلب صلاح الحال. فلذلك من جهة عامة ينبغي للخطيب أن يعرف:

(أولاً) معني صلاح الحال، مثل أن يقال إنه في الانسان استجماع الفضائل النفسية و الجسمية، أو الحصول علي الخيرات و المنافع التي بها السعادة في الدنيا و الاخرة، أو الحصول علي الملذات واشباع الشهوات مع محبة القلوب واحترام الناس في الحضور و الثناء عليه في الغيبة … وهكذا، علي حسب اختلاف الآراء و الانظار في معني صلاح حال الانسان.

و (ثانياً) الأمور التي بها يتحقق صلاح الحال، مثل فضيلة النفس بالحكمة و الاخلاق ونحوها مما تقدم، ومثل فضيلة البدن بالصحة وقوة العضلات و الجمال واعتدال البنية، ومثل طهارة الأصل ونباهة الذكر و الكرامة و الشرف و الثروة وكثرة

الاتباع و الانصار وحسن الحظ و نحو ذلك.

و (ثالثاً) طرق اكتساب هذه الامور واحدة واحدة، وأحسن الوسائل وأسهلها في الحصول عليها. مثل ان يعرف أن الحكمة و المعرفة تحصل بالجد و التحصيل و الاخلاص لله و التجرد عن مغريات الدنيا، و إن الصحة تحصل بالرياضة وتنظيم المأكولات، و إن الثروة تحصل بالزراعة أو التجارة او الصناعة …

وهكذا.

و (رابعاً) الأمور النافعة في تحصيل تلك الخيرات و المعينة لوسائلها كالسعي وانتهاز الفرص و التضحية بكثير من الملذات، و الصدق و الامانة. وبعكسها الامور الضارة كالركون الي الراحة و الكسل وايثار اللذة و اللهو و البطالة و نحو ذلك.

و (خامساً) ما هو الافضل من الخيرات و الانفع، وبأي شيء تتحقق الافضلية، مثل أن الأعم الشامل أفضل مما هو دونه في الشمول، و الدائم خير من غير الدائم، و ما هو أكثر نفعاً أحسن مما هو أقل، و ما يستتبع نفعاً آخر أنفع مما لا يستتبع … هكذا.

? ? ?

هذه جملة الأنواع المتعلقة باصناف الخطابة الثلاثة، وهناك أنواع أخري مشتركة بطول الكلام عليها كأنواع ما يعد للاستدراجات و ما يتعلق بامكان الأمور أضربنا عنها اختصاراً.

3 التوابع
1 تمهيد

تقدم ص 372 معني العمود و الأعوان، وذكرنا هناك أقسام الاعوان من الشهادة و الاستدراجات التي هي خارجة عن نفس العمود. وكل ذلك من أجزاء الخطابة.

وهناك وراء أجزاء الخطابة أمور خارجة عنها مزينة لها وتابعة ومتتمة لها، باعتبار مالها من التأثير في تهيئة المستمعين لقبول قول الخطيب. و هي علي الاجمال ترتبط كلها بنفس القول و الخطابة. فلذلك تسمي (بالتوابع) وتسمي أيضاً (التحسينات) و (التزيينات).

وهي ثلاثة أنواع: (1) ما يتعلق بنفس الألفاظ (2) ما يتعلق بنظمها وترتيبها (3) ما يتعلق بالأخذ بالوجوه. ونحن نشير

الي هذه الأقسام ونوضحها علي حسب هذا الترتيب، فنقول:

2 حال الالفاظ

والمراد منها ما يتعلق بهيئة اللفظ مفرداً كان أومركباً، و التي ينبغي للخطيب أن يراعيها. وأهمها الأمور الاتية:

1 أن تكون الالفاظ مطابقة للقواعد النحوية و الصرفية في لغة الخطيب فإن اللحن و الغلط يشوه الخطاب ويسقط أثره في نفوس المستمعين.

2 ان تكون الالفاظ من جهة معانيها صحيحة صادقة، بان لا تشتمل مثلاً علي المبالغات الظاهر عليها الكذب.

3 ألا تكون ركيكة الاسلوب، و لا متكلفاً بها علي وجه تخرج عن المحاورة التي تصلح لمخاطبة العامة و الجمهور، بل يبغي أن يكون إسلوبها معتدلاً علي نحو ترتفع به عن ركاكة الإسلوب العامي و لا تبلغ درجة إسلوب محاورة الخاصة الذي لا ينتفع به الجمهور.

4 أن تكون وافية في معناها بلا زيادة وفضول، و لا نقصان مخّل.

5 أن تكون خالية من الحشو الذي يفكك نظام الجمل وارتباطها، أو يوجب اغلاق الكلام وصعوبة فهمه.

6 أن يتجنب فيها الابهام و الايهام واحتمال اكثر من معني، و إن كان ذلك مما قد يحسن في الكلام الشعري، ويحسن من الكهان الذين يريدون ألا يظهر كذبهم في تنبؤاتهم. ولكنه لا يحسن ذلك من الخطيب إلا إذا كان سياسياً حينما يقضي موقفه عليه الفرار من مسؤولية التصريح.

7 أن تكون معتدلة في الإيجاز و الاطناب، لأنّ الإيجاز قد يخّل بالمعني و التطويل يورث الملل. و الحالات تختلف في ذلك، فقد يكون المستمعون كلهم أو أكثرهم علي حال من الذكاء و المعرفة يحسن في خطابهم الإيجاز، و قد يكون المطلوب يستدعي التاكيد و التكرار و التهويل فيحسن التطويل حتي مع المستمعين الأذكياء.

وعلي كل حال، ينبغي بل يجب تجنب التكرار الذي لا فائدة فيه في جميع المواقع و

كذلك ايراد الالفاظ المترادفة لا يحسن الاكثار منه.

8 ان تكون خالية من الالفاظ الغريبة و الوحشية و غير المتداولة، و من التعبيرات التي يشمئز منها المستمعون كالالفاظ الفحشية، فلو اضطر الي التعبير عن معانيها فليستعمل بدلها الكنايات.

9 أن تكون مشتملة علي المحسنات البديعية و الاستعارات و المجازات و التشبيهات، فان هذه كلها لها الاثر الكبير في طراوة الكلام وجاذبيته وحلاوته.

ولكن يجب أن يعلم ان الاستعارات و المحسنات ونحوها لا تخلو عن غرابة و بعد علي فهم الناس، فلا ينبغي الخروج بها عن حد الاعتدال وينبغي أن يراعي فيها الاقرب الي طبع العامة ويفضل منها ما هو مطبوع علي المتصنع المتكلف به.

ويحسن أن نشبهها بالغرباء في مجالس الاصدقاء فإنَّ حضورهم لا يخلو من فائدة ولكنهم لا بدّ أنْ يؤثروا ضيقاً وانقباضاً في نفوس الاصدقاء.

10 أن تكون الجمل مزدوجة موزونة المقاطع. ومعني الوزن هنا ليس الوزن المقصود به في الشعر، بل معادلتها علي الوجوه الاتية، و هي علي أنحاء متفاوتة متصاعدة:

أ أن تكون مقاطيع الجمل متقاربة في الطول و القصر، و إن كانت حروفها وكلماتها غير متساوية، مثل قوله:

«بكثرة الصمت تكون الهيبة، وبالنصفة يكثر المواصلون».

ب ان يكون عدد كلمات المقاطيع متساوية نحو:

«العلم وراثة كريمة، و الآداب حلل مجددة».

ج أن تكون الكلمات بالاضافة الي تساويها متشابهة وحروفها متعادلة نحو:

«أقوي ما يكون التصنع في أوائله، وأقوي ما يكون الطبع في آخره».

د أن تكون المقاطيع مع ذلك في المد وعدمه متعادلة نحو:

«طلب العادة أفضل الافكار وكسب الفضيلة أنفع الاعمال» فالافكار تعادل الاعمال في المد.

ه أن تكون الحروف الاخيرة من المقاطيع متشابهة كما لو كانت مسجعة نحو:

«الصبر علي الفقر قناعة، و الصبر علي الذل صراعة».

وأحسن الأوزان في الجمل أن تكون متعادلة

مثني أو ثلاث، اما ما زاد علي ذلك فلا يحسن كثيراً، بل قد لا يستساغ ويكون من التكلف الممقوت.

3 نظم وترتيب الاقوال الخطابية

كل كلام يشتمل علي ايضاح مطلوب خطابياً أو غير خطابي لا بدّ أن يتألف من جزءين أساسين، هما الدعوي و الدليل عليها. و النظم الطبيعي يقتضي تقديم الدعوي علي الدليل و قد تقتضي مصلحة الاقناع العكس، و هذا أمر يرجع تقديره الي نفس المتكلم.

أما الأقوال الخطابية فالمناسب لها علي الأغلب بالاضافة الي ذينك الجزءين الأساسين أن تشتمل علي ثلاثة أمور أخري: تصدير واقتصاص وخاتمة. ونحن نبينها بالاختصار:

الأول (التصدير).

و هو ما يوضح امام الكلام ومقدمة له ليكون بمنزلة الاشارة و الايذان بالغرض المقصود للخطيب. و الفائدة منه اعداد المستمعين وتهيئتهم الي التوجه نحو الغرض.

و هو يشبه تنحنح المؤذن قبل الشروع، وترنم المغني في ابتداء الغناء.

و كذلك كل أمر ذي بال يراد منه لفت الانظار اليه ينبغي تصديره بشيء مؤذن به.

والأحسن في الخطابة ان يكون التصدير مشعراً بالمقصود وملوحا به، لأنه إنما يؤتي به لفائدة تهيئة المستمعين لتقبل الغرض المقصود. ولأجل هذا يفتتح خطباء المنبر الحسيني خطاباتهم بالصلاة علي الحسين $ و التظلم له. ويفتتح الكتاب رسائلهم بالبسملة ونحوها وبالسلام و الشوق الي المرسل اليه، و بما قد يشعر بالمراد، كما هو المألوف عند أصحاب الرسائل في العصور المتقدمة.

ولكن ينبغي للخطيب اوالكاتب اذا راي ان التصدير مما لا بد منه ان يلاحظ فيه أمرين:

1 ألا يفتتح خطابه بما ينفر المخاطبين أو يثير سخطهم، كأن يأتي مثلاً بما يشعر التشاؤم في موضع التهنئة و الفرح و السرور أو ما يشعر بالسرور في موضع التعزية و الحزن، أو يعبر بما يشعر بتعاظمه علي المخاطبين، و نحو ذلك.

2 ان يحاول الاختصار

جهد الامكان بشرط أن يورده بعبارة مفهمة متينة، فإن الاطالة في التصدير يضجر المخاطبين فينتقض عليه الغرض قبل الوصول الي مطلوبه، إلا إذا كان استدراجه لهم يتوقف علي الاطالة، كما لو أراد أن يذم خصماً أو فعلاً، أو يثني علي نفسه أو رأيه.

وعلي كل حال ان التصدير بالكلام المكرر المألوف أو اطالته بالكلام الفارغ من أشنع ما يصنعه بعض الخطباء و الكتاب، و هو علي المعجز أكثر منه دليلاً علي المقدرة، كما أن الافضل في الاعتذار أن يترك التصدير اصلاً. لأنّه قد يثير الظن بانه يريد التعلل و التهرب من الجواب و الدفاع.

الثاني (الاقتصاص) و هو ما يذكر بياناً علي التصديق بالمطلوب وشارحا له بقصة صغيرة تؤيده، فإنًّ القصة من اروع ما يعين علي الاقناع ويقرب الغوض الي الاذهان، وكانها من أقوي الادلة عليه لا سيما عند العامة. واصبحت القصة في العصور الاخيرة أدباً وفناً قائماً برأسه يستعين بها دعاة الافكار الحديثة لتلقين العامّة واقناعهم، و إن كانت من صنع الخيال، و السر في أن طبيعية الإنسان شهوة الاستماع الي القصة فيلتذ بها. و ذلك لاشباع غريزة حب الاطلاع أو لغير ذلك من غرائزه، و قد يعتبرها شاهداً ودليلاً باعتبارها تجربة ناجحة.

ثم الخطيب أو الكاتب بعد الاقتصاص ينبغي أن يشرع في بيان ما يريد اقناع الجمهور به.

الثالث (الخاتمة) و هي أن يأتي بملخص ما سبق الكلام فيه و بما يؤذن بوداع المخاطبين من دعاء وتحية ونحوهما حسبما هو مألوف.

ولا شك أن الخاتمة كالتصدير فيها تزيين للقول وتحسين له، لا سيما في الرسائل و المكاتبات.

4 الاخذ بالوجوه

المقصود بالاخذ بالوجوه تظاهر الخطيب بأمور معبرة عن حاله ومؤثرة في المستمع علي وجه تكون خارجة عن ذات الخطيب وأحواله وخارجة

عن نفس الفاظه وأحوالها، وتكون الصناعة وحيلة. ولذلك يسمي هذا الأمر نفاقاً ورياء، و ليس المقصود به أنه يجب ألا تكون له حقيقة كما قد تعطيه كلمة النفاق و الرياء.

وهذا الأمر مع فرضه من الأمور الخارجة عن ذات الخطيب ولفظه، فهو له تعلق باحدهما فهو لذلك علي نوعين:

1 ما يتعلق بلفظه، و المقصود به ما يختص هيئة اداء اللفظ وكيفية النطق به، فإن الخطيب الناجح من يستطيع أن يؤدي الفاظه بأصوات ونبرات مناسبة للانفعال النفسي عنده أو الذي يريد أن يتظاهر به، ومناسبة لما يريد أن يحدثه في نفوس المخاطبين من انفعالات، و إن يلقيها بنغمات مناسبة لمقصوده و المعني الذي يريد افهامه للمخاطبين: فيرتفع صوته عند موضع الشدة و الغضب مثلا ويخفضه عند موضع اللين، ويسرع به مرة ويتاني أخري، وبنغمة محزنة مرة ومفرحة أخري … و هكذا حسب الانفعالات النفسية وحسب المقاصد.

وقد قلنا سابقاً في الاستدراجات ان هذه امور ليس لها قواعد مضبوطة ثابتة، بل هي تنشأ من موهبة يمنحها الله تعالي من يشاء من عباده تصقل بالمران و التجربة.

وعلي كل حال ينبغي أن يكون الالقاء معبراً عما يجيش في نفس الخطيب من مشاعر وحالات نفسية او يتكفلها، ومعبراً عما يريد ان يحدثه في نفوس المخاطبين، كما ينبغي أن يكون معبراً أيضاً عن مقاصده واغراضه الكلامية، فإن جملة واحدة قد تلقي بلهجة استفهام و قد تلقي نفسها بلهجة خبر من دون احداث أي تغيير في نفس الالفاظ، و الفرق يحصل بالنغمة و اللهجة.

وهذه القدرة علي تأدية الكلام المعبر بلهجاته ونغماته ونبراته شرط اساس لنجاح الخطيب، إذ بذلك يستطيع أن يمتزج بأرواح المستمعين ويبادلهم العواطف ويجذبهم اليه. و القاء الكلام الجامد لا يثير انفعالاتهم

و لا تتفتح له قلوبهم و لا عقولهم، بل يكون علي العكس مملاً مزعجاً.

2 ما يتعلق بالخطيب، و هو ما يخص معرفته عند المستمعين وهيئته ومنظره الخارجي ليكون قوله مقبولاً. و قد تقدم ذكر بعضه في الاستدراجات.

و هو علي وجهين قولي وفعلي:

أما القولي فمثل الثناء عليه أو علي رأيه واظهار نقصان خصمه أو ما يذهب اليه وتقرير ما يقتضي اعتقاد الخير به و الثقة بقوله.

واما الفعلي فمثل الصعود علي مرتفع كالمنبر فان مشاهدة الخطيب لها أكبر الأثر في الاصغاء اليه وملاحقة تسلسل كلامه و الانطباع بافكاره وانفعالاته النفسية. ومثل الظهور بمنظر جذاب ولباس مقبول لمثله فإن لذلك أيضاً أثره البالغ في نفوس المخاطبين. ومثل الاشارات باليد و العين و الرأس وحركات البدن وتقاطيع الوجه وملامحه، فإن كل هذه تعبر عن الانفعالات و المقاصد اذا احسن الخطيب ان يضعها في مواضعها. و هكذا كل فعل له تاثير علي مشاعر السامعين علي نحو ما اشرنا اليه في الاستدراجات.

والعوام أطوع إلي الاستدراجات من نفس الكلام المعقول المنطقي، ولهذا السبب تجد أن المتزهد المتقشف يسيطر علي نفوسهم و إن كان فاسد العقيدة أو غير مرضي القول أو سيء التصرفات.

???

ثم انه ينبغي ان يجعل من باب الاخذ بالوجوه الذي يستعين به الخطيب علي التأثير هو (الشعر) ، فإنه كما سيأتي أكد في التأثير علي العواطف وأمكن في القلوب.

فلا ينبغي ان تفوت الخطيب الاستعانة بالشعر، فيمزج به كلامه ويلطف به خطابه، لا سيما الامثال و الحكم منه، و لا سيما ما كان، مشهورا لشعراء معروفين.

وسياتي في البحث الآتي الكلام عن صناعة الشعر:

4 صناعة الشعر
تمهيد

ان الشعر صناعة لفظية تستعملها جميع الأمم علي اختلافها. و الغرض الاصلي منه التأثير علي النفوس لإثارة عواطفها: من

سرور وابتهاج، أو حزن وتألم، أو اقدام وشجاعة، أو غضب وحقد، أو خوف وجبن، أو تهويل أمر وتعظيمه، أو تحقير شيء وتوهينه، أو نحو ذلك من انفعالات النفس.

والركن المقوم للكلام الشعري المؤثر في انفعالات النفوس ومشاعرها أن يكون فيه تخييل وتصوير، إذ للتخييل و التصوير الأثر الأول في ذلك كما سيأتي بيانه فلذلك قيل: إن قدماء المناطقة من اليونانيين جعلوا المادة المقومة للشعر القضايا المتخيلات فقط، و لم يعتبروا فيه وزناً و لا قافية.

أما العرب وتبعتهم أمم أخري ارتبطت بهم كالفرس و الترك فقد اعتبروا في الشعر الوزن المخصوص المعروف عند العروضيين، واعتبروا أيضاً القافية علي ما هي معروفة في علم القافية، و إن اختلفت هذه الامم في خصوصياتها. اما ما ليس له وزن وقافية فلا يسمونه شعراً و إن اشتمل علي القضايا المخيلات.

ولكن الذي صرح به الشيخ الرئيس في منطق الشفا أن اليونانيين كالعرب كانوا يعتبرون الوزن في الشعر، حتي أنه ذكر أسماء الاوزان عندهم.

وهكذا يجب ان يكون، فإن للوزن أعظم الأثر في التخييل وانفعالات النفس، لأنَّ فيه من النغمة و الموسيقي ما يلهب الشعور ويحفزه، و ما قيمة الموسيقي إلا بالتوقيع علي وزن مخصوص منظم. بل القافية كالوزن في ذلك و إن جاءت بعده في الدرجة.

ومن الواضح أن الشعر الموزون المقفي يفعل في النفوس ما لا يفعله الكلام المنثور، سواء كان هذا الفرق بسبب العادة إذ الوزن صار مألوفاً عند العرب وشبههم وتربي لديهم ذوق ثان غير طبيعي؛ ام علي الاصح كان بسبب تأثر النفس بالوزن و القافية بالغريزة كتأثرها بالموسيقي المنظمة بلا فرق. و العادة ليس شأنها أن تخلق الغرائز و الأذواق، بل تقويها وتشحذها وتنميها.

بل حتي الكلام المنثور المقفي و المزدوج

المعادلة جمله بدون أن يكون له وزن شعري له وقع علي النفوس يهزها، كما سبق الكلام عليه في توابع الخطابة نعم المبالغة في التسجيع الذي يبدو متكلفاً به علي النحو الذي ألفته القرون الاسلامية الأخيرة أفقدت الكلام رونقه وتأثيره.

وعلي هذا، فالوزن و القافية يجب أن يعتبرا من أجزاء الشعر ومقوماته، لا من محسناته وتوابعه، ما دام المنطقي إنّما يهمه من الشعر هو التخييل، وكل ما كان اقوي تأثيراً وتصويراً كان أدخل في غرضه. ويصح علي هذا أن يعد الوزن و القافية من قبيل (الأعوان) نظير التي ذكرناها في الخطابة. اما (العمود) فهو نفس القضايا المخيلات، فكما تنقسم أجزاء الخطابة الي عمود وأعوان فكذلك الشعر.

نعم ان الكلام المنظوم المقفي اذا لم يشتمل علي التصوير و التخييل لا يعد من الشعر عند المناطقة، فلا ينبغي أن يسمي المنظوم في المسائل العلمية أو التاريخية المجردة مثلاً شعراً و إن كان شبيهاً به صورة. و قد يسمي شعراً عند العرب او بالأصح عند المستعربين.

ومما ينبغي أن يعلم في هذا الصدد أنا عند ما اعتبرنا الوزن و القافية فلا نقصد بذلك خصوص ما جرت عليه عادة العرب فيهما، علي ما هما مذكوران في علمي العروض و القافية بل كل ما له تفاعيل لها جرس وإيقاع في النفس و لو مثل «البنود» وماله قوافي مكرره مثل (الموشحات و الرباعيات) فإنه يدخل في عداد الشعر.

أما (الشعر المنثور) المصطلح عليه في هذا العصر فهو شعر ايضاً، ولكنّه بالمعني المطلق الذي قيل عنه انه مصطلح مناطقة اليونان، فقد فَقَدَ ركناً من أركانه وجزءاً من أجزائه.

والانصاف ان اهمال الوزن و القافية يضعف القيمة الشعرية للكلام ويضعف أثر التخييلي في النفوس، و إن جاز اطلاق اسم

الشعر عليه إذا كانت قضاياه تخييلية.

تعريف الشعر

وعلي ما تقدم من الشرح ينبغي ان نعّرف الشعر بما ياتي:

«انه كلام مخيل مؤلف من أقوال موزونة متساوية مقفاة».

وقلنا: (متساوية) ، لأنّ مجرد الوزن من دون تساو بين الابيات ومصارعها فيه لا يكون له ذلك التأثير إذ يفقد مزية النظام فيفقده تأثيره. فتكرار الوزن علي تفعيلات متساوية هو الذي له الأثر في انفعال النفوس.

فائدته

ان للشعر نفعاً كبيراً في حياتنا الاجتماعية، و ذلك لإثارة النفوس عند الحاجة في هياجها، لتحصيل كثير من المنافع في مقاصد الانسان فيما يتعلق بانفعالات النفوس واحساساتها، في المسائل العامة: من دينية أو سياسية أو اجتماعية، أو من الأمور الشخصية الفردية. ويمكن تلخيص أهم فوائده في الأمور الآتية:

1 اثارة حماس الجند في الحروب.

2 اثارة حماس الجماهير لعقيدة دينية أو سياسية، أو اثارة عواطفه لتوجيهه الي ثورة فكرية او اقتصادية.

3 تأييد الزعماء بالمدح و الثناء وتحقير الخصوم بالذم و الهجاء.

4 هياج اللذة و الطرب وبعث السرور و الابتهاج لمحض الطرب و السرور، كما في مجالس الغناء.

5 اهاجة الحزن و البكاء و التوجع و التألم، كما في مجالس العزاء.

6 اهاجة الشوق الي الحبيب أو الشهوة الجنسية، كالتشبيب و الغزل.

7 الاتعاظ عن فعل المنكرات واخماد الشهوات، او تهذيب النفس وترويضها علي فعل الخيرات، كالحكم و المواعظ و الاداب.

السبب في تاثيره علي النفوس

و بعد معرفة تلك الفوائد يبقي ان نسال عن شيئين: (الاول) عن السبب في تاثير الشعر علي النفس لاثارة تلك الانفعالات.

و (الثاني) بماذا يكون الشعر شعراً أي مخيلا؟

والجواب علي السؤال الاول ان نقول:

ان الشعر قوامه التخييل، و التخييل من البديهي انه من أهم الأسباب المؤثرة علي النفوس، لأن التخييل أساسه التصوير و المحاكاة و التمثيل لما يراد من التعبير عن معني، و التصوير له من الوقع في النفوس ما ليس لحكاية الواقع باداء معناه مجرداً عن تصويره، فإن الفرق عظيم بين مشاهدة الشيء في واقعه وبين مشاهدة تمثيله بالصورة أو بمحاكاته بشيء آخر يمثله. اذ التصوير و التمثيل يثير في النفس التعجب و التخييل فتلتذ به وترتاح له، و ليس لواقع الحوادث المصورة و الممثلة قبل تصويرها وتمثيلها ذلك الأثر

من اللذة و الارتياح شاهدها الانسان.

و اعتبر ذلك فيمن يحاكون غيرهم في مشية او قول او انشاد او حركة او نحو ذلك فانه يثير اعجابنا ولذتنا او ضحكنا، مع انه لا يحصل ذلك الاثر النفسي و لا بعضه لو شاهدنا نفس المحكيين في واقعهم. و ما سر ذلك الا التخييل و التصوير في المحاكاة.

وعلي هذا كلما كان التصوير دقيقاً معبراً كان أبلغ أثرا في النفس.

و من هنا كانت السينما من أعظم المؤثرات علي النفوس، و هو سر نجاحها واقبال الجمهور عليها، لدقة تعبيرها وبراعة تمثيلها عن دقائق الأشياء التي يراد حكايتها.

والخلاصة: ان تأثير الشعر في النفوس من هذا الباب، لأنّه بتصويره يثير الاعجاب و الاستغراب و التخييل، فتلتذ به النفس وتتأثر به حسبما يقتضيه من التأثير. ولذا قالوا: ان الشاعر كالمصور الفنان الذي يرسم بريشته الصور المعبرة.

وحق ان نقول حينئذ: ان الشعر من الفنون الجميلة الغرض منه تصوير المعاني المراد التعبير عنها، ليكون مؤثراً في مشاعر الناس، ولكنّه تصوير بالالفاظ.

بماذا يكون الشعر شعراً

اذا عرفت ما تقدم فلنعد الي السؤال الثاني، فنقول: بماذا يكون الشعر شعراً أي مخيلا؟ و الجواب: أن التصوير في الشعر كما المعنا اليه في التمهيد يحصل بثلاثة اشياء:

1 (الوزن) ، فان لكل وزن شأناً في التعبير عن حال من احوال النفس ومحاكاته له، ولهذا السبب يوجب انفعالاً في النفس، فمثلاً بعض الاوزان يوجب الطيش و الخفة، وبعضها يقتضي الوقار و الهدوء، وبعضها يناسب الحزن و الشجي، وبعضها يناسب الفرح و السرور.

فالوزن علي كل حال بحسب ما له من ايقاعات موسيقية يثير التخيل و اللذة في النفوس. و هذا امر غريزي في الانسان. و إذا ادي الوزن بلحن ونغمة تناسبه مع صوت جميل كان أكثر

ايقاعاً وأشدّ تأثيراً في النفس، لا سيما ان لكل نغمة صوتية أيضاً تعبيراً عن حال: فالنغمة الغليظة مثلاً تعبر عن الغضب، و النغمة الرقيقة عن السرور وهيجان الشوق، و النغمة الشجية عن الحزن. فإذا انضمت النغمة الي الوزن تضاعف أثر الشعر في التخييل، ولذلك تجد الاختلاف الكثير في تأثير الشعر باختلاف انشاده بلحن وبغير لحن، وباختلاف طرق الالحان وطرق الانشاد، حتي قد يبلغ الي درجة النشوة و الطرب فيثير عاطفة عنيفة عاصفة.

2 المسموع من القول يعني الألفاظ نفسها، فإن لكل حرف أيضاً نغمة وتعبيراً عن حال، كما أن تراكيبها لها ذلك الاختلاف في التعبير عن أحوال النفس و الاختلاف في التأثير فيها، فهناك مثلاً ألفاظ عذبة رقيقة، و ألفاظ غليظة ثقيلة علي السمع، و الفاظ متوسطة.

ثم ان للفظ المسموع ايضا تاثيرا في التخييل اما من جهة جوهره كأن يكون فصيحاً جزلاً، او من جهة حيلة بتركيبه، كما في أنواع البديع المذكورة في علمه، وكالتشبيه و الاستعارة و التورية ونحوها المذكورة في علم البيان.

3 نفس الكلام المخيل، أي معاني الكلام المفيدة للتخييل، و هي القضايا المخيلات التي هي العمدة في قوام الشعر ومادته التي يتألف منها.

وإذا اجتمعت هذه العناصر الثلاثة كان الشعر كاملاً، وحق ان يسمي (الشعر التام). و بها يتفاضل الشعراء وتسمو قيمته إلي أعلي المراتب أو تهبط الي الحضيض.

وبها تختلف رتب الشعراء وتعلو وتنزل درجاتهم: فشاعر يجري و لا يجري معه فيستطيع ان يتصرف في النفوس، حتي يكاد تكون له منزلة الانبياء من ناحية التأثير علي الجماهير، وشاعر لا يستحق إلا أن تصفعه وتحقره، حتي يكاد يكون اضحوكة للمسهزئين، وبينهما درجات لا تحصي.

اكذبه اعذبه

من المشهورات عند شعراء اللغة العربية قولهم:

«الشعر اكذبه اعذبه» و قد

استخف بعض الادباء المحدثين بهذا القول، ذهاباً الي ان الكذب من أقبح الأشياء فكيف يكون مستملحاً، مضافاً الي أن القيمة للشعر إنّما هي بالتصور المؤثر فإذا كان كاذباً فليس في الكذب تصوير لواقع الشيء.

وهذا النقد حق لو كان المراد من الشعر الكاذب مجرد الاخبار عن الواقع كذباً. غير ان مثل هذا الاخبار كما تقدم ليس من الشعر في شيء و إن كان صادقاً.

وإنما الشعر بالتصوير و التخييل. ولكن يجب أن نفهم أن تصوير الواقع تارة يكون بما له من الحقيقة الواقعة بلا تحوير و لا اضافة شيء علي صورته و لا مبالغة فيه او حيلة في تمثيلة. ومثل هذا يكون ضعيف التأثير علي النفس و لا يوجب الالتذاذ المطلوب.

وتارة أخري، يكون بصورة تخييلية علي ما نوضحه فيما بعد بان تكون كالرتوش التي تصنع للصورة الفوتوغرافية اما بتحسين أو بتقبيح، مع أن الواقع من ملامح ذي الصورة محفوظ فيها، أو كالصورة الكاريكاتورية التي تحكي صورة الشخص بملامحه المميزة له مع ما يفيض عليها المصور من خياله من تحريفات للتعبير عن بعض اخلاقه او حالاته او افكاره او نحو ذلك.

فهذا التعبير أو التصوير من جهة صادق، و من جهة أخري كاذب، ولكنه في عين كونه كاذبا هو صادق. و هذا من العجيب. ولكن معناه ان المراد الجدي أي المقصود بيانه واقعاً وجداً من هذا التخييل صادق، في حين ان نفس التخييل الذي ينبغي ان نسميه المراد الاستعمالي كاذب.

وليتضح لك هذا المعني تأمل نظيره في تصويره الصورة الكاريكاتورية، فإن المصور قد يضفي علي الصورة ما يدل علي الغضب أو الكبرياء من ملامح تخيلها المصور و ليست هي حقيقية لصاحب الصورة بالشكل الذي تخيله المصور، و هي مراد استعمالي

كاذب. أما المراد الجدي و هو بيان أن الشخص غضوب أو متكبر فإن التعبير عنه يكون صادقاً، لو كان الشخص واقعاً كذلك أي غضوباً أو متكبراً.

فإذن، إنما التخييل الكاذب وقع في المراد الاستعمالي لا الجدي.

وكذلك نقول في الشعر، و لا سيما ان أكثر ما يأتي فيه التخييل بالمبالغات، كالمبالغة بالمدح أو الذم أو التحسين أو التقبيح؛ و المبالغة ليست كذبا في المراد الجدي إذا كان واقعه كذلك ولكنها كاذبة في المراد الاستعمالي. و ليس هذا من الكذب القبيح المذموم ما دام هو ليس مراد جدياً يراد الاخبار عنه حقيقة.

مثلاً قد يشبه الشعراء الخصر الدقيق بالشعرة الدقيقة فهذا تصوير لدقة الخصر. فإن أريد به الاخبار حقيقة وجداً عن أن الخصر دقيق كالشعرة أي أن المراد الجدي هو ذلك، فهو كذب باطل وسخيف، و ليس فيه أي تأثير علي النفس و لا تخييل، فلا يعد شعراً. ولكن في الحقيقة أن المراد الجدّي منه اعطاء صورة للخصر الدقيق لبيان ان حسنه في دقته يتجاوز الحد المالوف في الناس، وانما يكون هذا كاذباً إذا كان الخصر غير دقيق لأن الواقع يخالف المراد الجدي. اما المراد الاستعمالي و هو التشبيه بالشعرة فهو كاذب، و لا ضير فيه و لا قبح ما دام المراد به التوصل الي التعبير عن ذلك المراد الجدي بهذه الصورة الخيالية.

وبمثل هذا يكون التعبير مستغرباً وصورة خيالية قد تشبه المحال، فتجلب الانتباه وتثير الانفعال لغرابتها.

وكلما كانت الصورة الخيالية غريبة بعيدة تكون أكثر أثراً في إلتذاذ النفس واعجابها. ولذا نقول أن الشعر كلما كان مغرقاً في الكذب في المراد الاستعمالي بذلك المعني من الكذب كان أكثر عذوبة و هذا معني (اكذبه اعذبه) لا كما ظنه بعض من لا

قدم له ثابتة في المعرفة. علي أن التخييل و إن كان حقيقة أي في مراده الجدّي أيضاً فإنّه يأخذ أثره من النفس، كما سنوضحه في البحث الاتي:

القضايا المخيلات وتاثيرها

ونزيد علي ما تقدم فنقول:

إن المخيلات ليس تأثيرها في النفس من أجل أنّها تتضمن حقيقة يعتقد بها، بل حتي لو علم بكذبها فإنّ لها ذلك التأثير المنتظر منها، لأنّه ما دام أن القصد منها هو التأثير علي النفوس في احساساتها وانفعالاتها فلا يهم ألا تكون صادقة، إذ ليس الغرض منها الاعتقاد و التصديق بها.

والجمهور و النفوس غير المهذبة تتأثر بالمخيلات أكثر من تأثرها بالحقائق العلمية، لأن الجمهور أو الفرد غير المهذب عاطفي أكثر من أن يكون متبصراً، و هو اطوع للتخييل من الاقناع.

ألا تري ان الكلام المخيل الشعري قد يجيب امراً مبغوضاً للنفس، و قد يبغض شيئاً محبوباً لها. واعتبر ذلك في اشمئزاز بعض الناس من أكلة لذيذة قد أقبل علي أكلها فقيل له: انه وقع فيها بعض ما تعافه النفس كالخنفساء مثلاً، أو شبهت له ببعض المهوعات. فإن الخيال حينئذ قد يتمكن منه فيعافها حتي لو علم بكذب ما قيل.

ولا تنس القصة المشهورة لملك الحيرة النعمان بن المنذر مع نديمه الربيع و قد كان يأكل معه، فجاءه لبيد الشاعر، و هو غلام، مع قومه للانتقام من الربيع في قصة مشهورة في مجامع الأمثال، فقال لبيد مخاطباً للنعمان:

مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه ان استه من برص ملمعه

وانه يدخل فيها اصبعه يدخلها حتي يواري اشجعه

فرفع النعمان يده من الطعام وتنكر لنديمه هذا، وأبي أن يستكشف صدق هذا القول فيه، بالرغم علي الحاجة، و قال له ما ذهب مثلاً من أبيات:

قد قيل ذلك ان حقاً و إن كذباً فما

اعتذارك من قول إذا قيلا

واعتبر ذلك أيضاً في تصوير الانسان بهذه الصورة اللفظية البشعة (أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة.

و هو ما بين ذلك يحمل العذرة). فإن هذه صورة حقيقية للانسان ولكنها ليست كل ماله من صور، وللنفس علي كل حال محاسنها التي ينبغي أن يعجب بها، لا سيما من صاحبها، واعجاب المرء بنفسه وحبه لها اساس حياته كلها. ولكن مثل ذلك التصوير البشع ياخذ من النفس أثره من التنفر و الاشمئزاز، حتي لو كان أبعد شيء في التأثير في التصديق و الاعتقاد بحقارة النفس. وسبب هذا التأثر النفسي هو التخيل الذي قد يقلع المتكبر عن غطرسته ويخفف من اعجابه بنفسه. و هذا هو المقصود من مثل هذه الكلمة.

واعتبر أيضاً بالشعر العربي، فكم رفع وضيعا أو وضع رفيعاً، وكم اثار الحروب واوري الاحقاد. وكم قرب بين المتباعدين وآخي بين المتعادين. ورب بيت صار سبة لعشيرة وآخر صار مفخرة لقوم. علي أن كل ذلك لم يغير واقعاً و لا اعتقاداً. ومرد ذلك كله الي الانفعالات النفسية وحدها، و قد قلنا انها اعظم تاثيراً علي الجمهور الذي هو عاطفي بطبعه و علي الافراد غير المهذبة التي تتغلب عليها العاطفة أكثر من التبصر.

والخلاصة: ان التصوير و التخييل مؤثر في النفس و إن كان كاذباً بل و قد سبق كلما كانت الصورة أبعد وأغرب كانت أبلغ أثراً في اعجاب النفس و التذاذها.

وأحسن مثال لذلك قصص ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، و القصص في الأداب الحديث.

والسبب الحقيقي لانفعال النفس بالقضايا المخيلات الاستغراب الذي يحصل لها بتخييلها، علي ما اشرنا اليه فيما تقدم.

الا تري أن المضحكات و النوادر عند اول سماعها تأخذ أثرها في النفس من ناحية اللذة و الانبساط أكثر

مما لو تكررت و ألفت الاذان سماعها. بل قد تفقد مزيتها وتصبح تافهة باهتة لا تهتز النفس لها. بل قد يؤثر تكرارها الملل و الاشمئزاز.

واذا قيل في بعض الشعر انه «هو المسك ما كررته يتضوع» فهو من مبالغات الشعراء. و إذا صح ذلك فيمكن ذلك لاحد وجهين: (الأول) أن يكون فيه من المزايا و النكات ما لا يتضح لأول مرة أولا يتمثل للنفس جيداً، فإذا تكررت قراءته استمري أكثر وانكشفت مزاياه بصورة اجلي فتتجده قيمته بنظر المستمع. (الثاني) ان عذوبة اللفظ وجزالته لا تفقد مزيتها بالتكرار و ليست كالتخييل.

هل هناك قاعدة للقضايا المخيلات؟

قد تقدم ان قوام الشعر بثلاثة أمور: الوزن و الالفاظ و المعاني المخيلة، فلا بد لمن يريد أن يتقن صناعة الشعر من الرجوع الي القواعد التي تضبط هذه الامور، فنقول:

أما (الوزن و الالفاظ) فلها قواعد مضبوطة في فنون معروفة يمكن الرجوع اليها، و ليس في علم المنطق موضع ذكرها، لأنّ المنطق انما يهمه النظر في الشعر من ناحية تخييلية فقط.

واما (الوزن) من ناحية ماهيته فانما يبحث عنه في علم الموسيقي.

و من ناحية استعماله وكيفيته فيبحث عنه في علم العروض.

واما (الالفاظ) فهي من شأن علوم اللغة وعلوم البلاغة و البديع.

وعلي هذا فلا بد للشاعر من معرفة كافية بهذه الفنون اما بالسليقة أو بالتعلم و الممارسة، مع ذوق يستطيع به أن يدرك جزالة اللفظ وفصاحته ويفرق بين الالفاظ من ناحية عذوبتها وسلاستها. و الناس تتفاوت تفاوتاً عظيماً في أذواقها، و إن كان لكل امة ولكل اهل لغة ذوق عام مشترك. وللممارسة وقراءة الشعر الكثير الأثر الكبير في تنمية الذوق وصقله.

أما (القضايا المخيلات) فليس لها قاعدة مضبوطة يمكن تحريرها و الرجوع اليها، لأنّها ليست من قبيل القضايا المشهورات و

المظنونات يمكن حصرها وبيان أنواعها، اذ القضايا المخيلات كما سبق كلما كانت بعيدة نادرة وغريبة مستبعدة كانت أكثر تأثيراً في التخييل و التذاذ النفس. و قد سبق أيضاً بيان السبب الحقيقي في انفعال النفس بهذه القضايا.

وعليه فالقضايا المخيلات لا يمكن حصرها في قواعد مضبوطة، بل «الشعراء في كل وادٍ يهيمون». و ليس لهم طريق واحد مستقيم معلوم.

من أين تتولد ملكة الشعر؟

لا يزال غير واضح لنا سر ندرة الشعراء الحقيقيين في كل امة. بل لا تجد من كل أمة من تحصل له قوة الشعر في رتبة عالية فينبغ فيه ويتمكن من الابداع و الاختراع إلاّ النادر القليل و في فترات متباعدة قد تبلغ القرون.

ومن العجيب ان هذه الملكة علي ما بها من اختلاف في الشعراء قوة وضعفاً لا تتولد في أكثر الناس، و إن شاركوا الشعراء في تذوق الشعر وممارسته وتعلمه.

وكل ما نعلمه عن هذه الملكة انها موهبة ربانية كسائر مواهبه تعالي التي يختص بها بعض عباده، كموهبة حسن البيان أو الخطابة أو التصوير أو التمثيل … و ما الي ذلك مما يتعلق بالفنون الجميلة و غيرها.

ومن أجل هذا الاختصاص الرباني اعتبر الشعراء نوابغ البشر. و قد وجدنا العرب كيف كانت تعتز بشعرائها، فاذا نبغ في قبيلة شاعر أقاموا له الاحتفالات وتهنئها به القبائل الأخري. و لو كان يتمكن أكثر الناس من أن يكونوا شعراء لما صحت منهم هذه العناية بشاعرهم و لما عدّوه نبوغا.

غير أن هذه الموهبة كسائر المواهب الاخري تبدأ في تكوينها في النفس كالبذرة لا يحس بها حتي صاحبها، فإذا اكتشفها صاحبها من نفسه صدفة وسقاها بالتعليم و التمرين تنمو وتستمر في النمو، حتي قد يصبح شجرة باسقة تؤتي أكلها كل حين.

ولكن اكتشاف الموهبة ليس بالأمر

الهين و قد يكتشفها الغير العارف قبل صاحبها نفسه. و قد تذوي وتموت المواهب في كثير من النفوس اذا أهملت في السن المنكر لصاحبها.

صلة الشعر بالعقل الباطن

والحق أن الشاعر البارع كالخطيب البارع يستمد في ابداعه من عقله الباطن اللاشعوري، فيتدفق الشعر علي لسانه كالالهام من حيث يدري و لا يدري، علي اختلاف عظيم للشعراء و الخطباء في هذه الناحية.

وليس الشعر و الخطابة كسائر الصناعات الأخري التي يبدع فيها الصانع عن روية وتأمل دائما. والي هذا اشار صحار العبدي، لما سأله معاوية: ما هذه البلاغة فيكم؟ فقال:

«شيء يختلج في صدورنا فتقذفه السنتنا كما يقذف البحر الدرر» و هذه لفتة بارعة من هذا الاعرابي ادركها بفطرته وصورها علي طبع سجيته.

ومن أجل ما قلناه من استمداد الشاعر من منطقة اللاشعور تجده قد لا يواتيه الشعر، و هو في أشد ما يكون من يقظته الفكرية ورغبته الملحة في انشائه.

قال الفرزدق (): «قد يأتي عليّ الحين وقلع ضرس عندي اهون من قول بيت شعر».

وبالعكس قد يفيض الشعر ويتدفق علي لسان الشاعر من غير سابق تهيؤ فكري، و الشعراء وحدهم يعرفون مدي صحة هذه الحقيقة من أنفسهم.

واحسب انه من أجل هذا زعم العرب أو شعراؤهم خاصة ان لكل شاعر شيطاناً أو جنياً يلقي عليه الشعر. و الغريب أن بعضهم تخيله شخصا يمثل له وأسماه باسم مخصوص. وكل ذلك لأنهم رأوا من أنفسهم أن الشعر يواتيهم علي الأكثر من وراء منطقة الشعور وعجزوا عن تفسيره بغير الشيطان و الجن.

وعلي كل حال فإن قوة الشعر اذا كانت موجودة في نفس الفرد لا تخرج كما تقدم من حد القوة الي حد الفعلية اعتباطاً من دون سابق تمرين وممارسة للشعر بحفظ وتفهم ومحاولة نظمه مره بعد أخري.

و قد أوصي بعض الشعراء ناشئا ليتعلم الشعر ان يحفظ قسماً كبيراً من المختار منه، ثم يتناساه مدة طويلة، ثم يخرج الي الحدائق الغناء، ليستلهمه، و كذلك فعل ذلك الناشيء فصار شاعراً كبيراً.

ان الامر بحفظه وتناسبه فلسفة عميقة في العقل الباطن توصل اليها ذلك الشاعر بفطرته وتجربته: ان هذا هو شحن القوة للعقل الباطن، لتهيئته لالهام الشعور في ساعة الانشراح و الانطلاق التي هي احدي ساعات تيقظ العقل الباطن وانفتاح المجري النفسي بين منطقتي اللاشعور و الشعور، او بالاصح احدي ساعات اتحاد المنطقتين. بل هي من افضل تلك الساعات. و ما اعز انفتاح هذا المجري علي الانسان الا علي من خلق ملهما فيؤاتيه بلا اختيار.

5 صناعة المغالطة
1 المقدمات
1 معني المغالطة وبماذا تتحقق

كل قياس نتيجته تكون نقضا لوضع من الاوضاع يسمي باصطلاح المنطقيين (تبكيتا) () ، باعتبار انه تبكيت لصاحب ذلك الوضع.

فاذا كانت مواده من اليقينيات قيل له (تبكيت برهاني).

واذا كانت من المشهورات و المسلمات قيل له (تبكيت جدلي).

واذا لم تكن مواده من اليقينيات و لا من المشهورات و المسلمات، او كانت منها ولكن لم تكن صورة القياس صحيحة علي حسب قوانينه فلا بد أن يكون القياس حينئذ شبيها بالحق و اليقين او شبيها بالمشهور مادة أو هيئة، فيلتبس أمره علي المخاطب ويروج عليه ويكون عنده في معرض التسليم لقصور فيه أو غفلة، وإلا فلا يستحق أن يسمي قياسا.

وعلي هذا، فهو إن كان شبيها بالبرهان سمي (سفسطائيا) ، وصناعته (سفسطة).

وإن كان شبيها بالجدل سمي (مشاغبيا) وصناعته (مشاغبة).

وسبب كل من السفسطة و المشاغبة لا يخلو عن أحد شيئين: اما الغلط حقيقة من القايس، و اما تعمد تغليط الغير وايقاعه في الغلط مع انتباهه إلي الغلط. و علي كل منهما يقال له (مغالط) ،

وقياسه (مغالطة) ، باعتبار أنه في كلا الحالين يكون ناقضا لوضع ما.

وعلي هذا ف (المغالطة) التي نعينها هنا تشمل القسمين: الغلط وتعمد التغليط.

و من أجل ذلك الاعتبار (أي اعتبار نقضه لوضع ما) قيل له (تبكيت مغالطي) ، و إن كان في الحقيقة تضليلا لا تبكيتا، كما قد يقال له بحسب غرض آخر (امتحان أو عناد) كما سياتي.

? ? ?

واعلم ان سبب وقوع تلك المواد في القياس الذي يصح جعله قياساً هو رواجها علي العقول. وسبب الرواج مشابهتها للحق أو المشهور. و لا تروج علي العقول فيشتبه عليها الحال لولا قلة التمييز وضعف الانتباه، فيخلط الذهن بين المتشابهين ويجعل الحكم الخاص باحدهما للآخر، من غير أن يشعر بذلك، سواء كان قلة التمييز و الخلط من نفس القايس أو من قبل المخاطب إذ يروج عليه ذلك.

وهذا نظير ما لو وضع الحاسب أحد العددين مكان الآخر لمشابهة بينهما فيشتبه عليه، فيقع له الغلط في الحساب بجمع أو طرح أو نحوهما.

مثلا، لو أن احداً تمثل في ذهنه معني من معاني المشترك في موضع معني آخر له، و هو غافل عن استعماله في المعني الآخر، فلا محالة يعطي للمعني الذي تمثله الحكم المختص بذلك المعني الآخر، فيغلط. و قد يتعمد ذلك ليوقع بالغلط غيره من قليلي التمييز.

والخلاصة: أنه لولا قلة التمييز وضعف الانتباه و القصور الذهني لما تحققت مغالطة و لما تمت لها صناعة.

ومن سوء الحظ أن البشر مرتكس الي قمة رأسه بالمغالطات و الخلافات، بسبب القصور الذهني العام لا يكاد يخلو منه انسان و لو قليلا الا من خصه الله تعالي برحمته من عباده الصالحين الذين هم في الناس كالنقطة في البحر الخضم.

}إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ امنُوا

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ{

2 اغراض المغالطة

و (المغالطة) بمعني تعمد تغليط الغير قد تقع عن قصد صحيح لمصلحة محمودة، مثل اختباره وامتحان معرفته، فتسمي (امتحانا) ، أو مدافعته وتعجيزه إذا كان مبطلا مصرا علي باطله، فتسمي (عنادا).

وقد تقع عن غرض فاسد، مثل الرياء بالعلم و المعرفة و التظاهر في حبهما، ومثل طلب التفوق علي غيره.

والذي يدفع الانسان الي هذا الرياء وطلب التفوق شعوره بالنقص من الناحية العلمية، فيريد في دخيلة نفسه أن يعوض عن هذا النقص. واذ يعرف من نفسه العجز عن التعويض بالطريق المستقيم و هو التعلم و المعرفة الحقيقية يلتجئ الي التظاهر بما يسد نقصه بزعمه.

وهو في هذا يشبه من يريد أن يستر نقصه في منزلته الاجتماعية بطريق التكبر و التعاظم، او يستر نقصه في عيوبه الاخلاقية بالطعن في الناس وغيبتهم.

ولذلك يلتجئ هذا الانسان الذي فيه مركب النقص إلي أن يلتمس طرق الحيل و المغالطات عند مواجهة أهل العلم، ليظهر أمام الناس بمظهر العالم القدير، فيجهد نفسه في تحصيل أصول المغالطة وقواعدها، لتكون له ملكة ذلك و القدرة علي المصاولة الخادعة. و لم يدر هذا المسكين أن الالتجاء الي الرياء و التظاهر كالالتجاء إلي التكبر ونقد الناس تعبير صارخ عن نقصه الكامن في الوقت الذي يريد فيه خداعا لنفسه ان يستر علي نقصه ويظهر بالكمال.

أعاذنا الله تعالي من الاباطيل و الاحابيل، وهدانا الصراط المستقيم.

3 فائدة هذه الصناعة

ومع كل ما قلناه فإن لصناعة المغالطة فائدة لا يستهان بها لدي أهل العلم، و ذلك من ناحيتين:

1 أنه بها قد يتمكن الباحث من النجاة من الوقوع في الغلط ويحفظ نفسه من الباطل، لأنه إذا عرف مواقع المغالطة ومداخلها يعرف الطريق إلي الهرب من الغلط و الاشتباه.

2 أنه بها قد يتمكن من مدافعة المغالطين وكشف

مداخل غلطهم. و علي هذا ففائدة الباحث من تعلم صناعة المغالطة كفائدة الطبيب في تعلمه للسموم وخواصها، فانه يتمكن بذلك من الاحتراز منها، ويستطيع أن يأمر غيره بالاحتراز ويداوي من يتناولها.

ثم لهذه الصناعة فائدة أخري، و هي أن يقدر بها علي مغالطة المغالط ومقابلة المغالطين المشعوذين بمثل طريقتهم، كما قيل في المثل المشهور: «ان الحديد بالحديد يفلح» ().

وقد سبق أن قلنا أن البشر مرتكس إلي قمة رأسه بالمغالطات و الخلافات، فما أحوج طالب الحق السابح في بحر المعارف إلي أن يزيح عنه الزبد الطافح علي الماء من رواسب غلطات الماضين، بمعرفة ما يصطنعه المغالطون من أوهام.

ولكن ذوي الطباع السليمة و الآراء المستقيمة في غني عن معرفة مواضع الغلط بتعلم القوانين و الأصول في هذه الصناعة، فإن لهم بمواهبهم الشخصية الكفاية و إن كان لا تخلو هذه الصناعة من زيادة بصيرة لهم.

4 موضوع هذه الصناعة وموادها

ليس موضوع هذه الصناعة محدودا بشيء خاص، بل تتناول كل ما تتعلق به صناعة البرهان و الجدل: فموضوعاتها بازاء موضوعاتهما، ومسائلها بازاء مسائلهما، بل ان مباديها بازاء مباديهما، أي أن مباديها مشابهة لمباديهما.

غير أن هاتين الصناعتين حقيقيتان، و هذه صورية ظاهرية، لأن المشابهة بحسب الرواج و الظاهر، كما قلنا سابقاً، من جهة ضعف قوة التمييز و القصور الذهني.

ومواد هذه الصناعة هي المشبهات و الوهميات علي ما بيناه في مقدمة الصناعات. و الوهميات من وجه داخلة في المشبهات، باعتبار التوهم فيها أن المعقولات لها حكم المحسوسات.

5 اجزاء هذه الصناعة

ولهذه الصناعة جزءان كالجزءين في صناعة الخطابة: (أحدهما) كالعمود في الخطابة، و هي القضايا التي بذاتها تقتضي المغالطة، و هي نفس التبكيت، ولنسمها:

(اجزاء الصناعة الذاتية).

(ثانيهما) كالاعوان في الخطابة، و هي ما تقتضي المغالطة بالعرض، و هي الأمور الخارجة عن التبكيت، كالتشنيع علي المخاطب وتشويش أفكاره باخجاله و الاستهزاء به، و نحو ذلك مما سياتي. ولنسمها: (أجزاء الصناعة العرضية).

وقد عقدنا المبحث الثاني الآتي في الأجزاء الذاتية و المبحث الثالث في الأجزاء العرضية:

2 اجزاء الصناعة الذاتية
تمهيد

اعلم أن الغلط الواقع في نفس التبكيت و هو القياسي المغالطي، اما أن يقع من جهة مادته و هي نفس المقدمات، أو من جهة صورته و هي التأليف بينها، أو من الجهتين معاً. ثم أن هناك غلطاً يقع في القضايا و إن لم تؤلف قياساً.

ثم الغلط الواقع في مادة القياس علي ثلاثة أنواع:

1 من جهة كذبها في نفسها و قد البست بالصادقة، أو شناعتها في نفسها و قد التبست بالمشهورة.

2 من جهة أنها ليست غير النتيجة واقعاً مع توهم أنها غيرها، فتكون مصادرة علي المطلوب.

3 من جهة أنها ليست أعرف من النتيجة مع ظن أنها أعرف.

ثم أن النوع الأول (وهو الكذب أو الشناعة و الالتباس بالصادقة أو المشهورة) أهم الانواع وأكثر ما تقع المغالطات من جهته.

و هو تارة يكون من جهة اللفظ وأخري من جهة المعني.

فهذه جملة أنواع الغلط.

ثم يمكن إرجاع الانواع الأخري حتي الغلط من جهة صورة القياس إلي الغلط من جهة المعني. فتقسم أنواع المغالطات إلي قسمين رئيسين:

1 المغالطات اللفظية

2 المغالطات المعنوية (فنعقدهما في بحثين)

1 المغالطات اللفظية
الاشارة

ان الغلط من جهة لفظية اما أن يقع في اللفظ المفرد أو المركب:

1 ما في اللفظ المفرد

وهو علي ثلاثة انواع:

1 ما يكون في جوهر اللفظ من جهة اشتراكه بين اكثر من معني. ويسمي (اشتراك الاسم).

2 ما يكون في حال اللفظ وهيئته في نفسه. و ذلك للاشتباه بسبب اتحاد شكله.

3 ما يكون في حال اللفظ وهيئته، ولكن بسبب أمور خارجة عنه عارضة عليه. و ذلك للاشتباه بسبب اختلاف الاعراب و الاعجام.

2 ما في اللفظ المركب

وهو علي ثلاثة أنواع أيضاً:

1 ما يكون نفس التركيب يقتضي المغالطة. ويسمي (المماراة).

2 ما يكون توهم وجود التركيب يقتضيها. و ذلك بأن يكون التركيب معدوما فيتوهم أنه موجود. ويسمي (تركيب المفصل).

3 ما يكون توهم عدمه يقتضيها. و ذلك بأن يكون التركيب موجوداً فيتوهم أنه معدوم. ويسمي (تفصيل المركب).

فالمغالطات اللفظية إذن تنحصر في ستة أنواع
الاشارة

فلنشر إليها بالترتيب المتقدم:

1 المغالطة باشتراك الاسم

ليس المراد بالاشتراك هنا الاشتراك اللفظي المتقدم معناه في الجزء الاول ص 45 بل المراد منه أن يكون اللفظ صالحاً للدلالة علي أكثر من معني واحد، بأي نحو من انحاء الدلالة، سواء كانت بسبب الاشتراك اللفظي أو النقل أو المجاز أو الاستعارة أو التشبيه أو التشابه أو الاطلاق و التقييد أو نحو ذلك.

وأكثر اشتباه الناس وغلطهم ومغالطالتهم وخلافاتهم من أقدم العصور يرجع إلي هذه الناحية اللفظية، حتي أنه نقل عن افلاطون الحكيم أنه وضع كتاباً في خصوص صناعة المغالطة دون باقي اجزاء المنطق وحصرها في هذا القسم من المغالطات اللفظية واغفل باقي الاقسام.

ومن أجل هذا كان الزم شيء للباحثين أن يوضحوا ويحددا التعبير باللفظ عن مقاصدهم قبل كل بحث، حتي لا يلقي الكلام علي عواهنه. فإن لكل لفظ اطاره الذهني الخاص به الذي قد يختلف باختلاف العصور أو البيئات أو العلوم و الفنون، بل الاشخاص.

ويطول علينا ذكر الامثلة لهذا القسم. وحسبك كلمة الوجود و الماهية في علم الفلسفة، وكلمة الحسن و القبح و الرؤية في علم الكلام، وكلمة الحرية و الوطن في الاجتماعيات … وهكذا. ونستطيع أن نلتقط من كل علم وفن أمثلة كثيرة لذلك.

2 المغالطة في هيئة اللفظ الذاتية

وهي فيما اذا كان اللفظ يتعدد معناه من جهة تصريفه أو من جهة تذكيره وتأنيثه أو كونه اسم فاعل أو اسم مفعول. ولعدم تمييز أحدهما عن الآخر يقع الاشتباه و الغلط، فيوضع حكم أحدهما للآخر. مثل لفظ (العدل) من جهة كونه مصدرا مرة وصفة أخري. ولفظ (تقوم) من جهة كونه خطابا للمذكر مرة وللمؤنث الغائبة اخري. ولفظ (المختار) و (المعتاد) اسم فاعل مرة واسم مفعول أخري …

وهكذا.

3 المغالطة في الاعراب و الاعجام

وهي فيما إذا كان اللفظ يتعدد معناه بسبب أمور عارضة علي هيئة خارجة عن ذاته، بأن يصحف اللفظ نطقا أو خطا باعجام أو حركات في صيغته أو اعرابه. مثل ما قال الرئيس ابن سينا بما معناه: ان الحكماء قالوا أنه تعالي بحت وجوده فصحفه بعضهم فظن آن هم قصدوا يجب وجوده.

(تنبيه) ان النوعين الاخيرين يرجعان في الحقيقة إلي الاشتباه من جهة الاشتراك في اللفظ غير أنهما من جهة هيئته لا جوهره. و لما كان النوع الأول يرجع إلي جوهر اللفظ خصوه باسم اشتراك الاسم. بل ان الأنواع الثلاثة الآتية ترجع من وجه إلي اشتراك اللفظ.

4 مغالطة المماراة

وهي ما تكون المغالطة تحدث في نفس تركيب الألفاظ. و ذلك فيما إذا لم يكن اشتراك في نفس الألفاظ و لا اشتباه فيها، ولكن بتركيبها وتأليفها يحصل الاشتراك و الاشتباه. مثل قول عقيل لما طلب منه معاوية بن أبي سفيان أن يعلن سب أخيه علي بن ابي طالب $، فصعد المنبر وقال:

أمرني معاوية أن اسب عليا. ألا فالعنوه!. و هذا الايهام جاء من جهة اشتراك عود الضمير، فأظهر أنه استجاب لدعوة معاوية وإنما قصد لعنه. ومثل هذا جواب من سئل: من افضل اصحاب رسول الله بعده؟ فقال:

«من بنته في بيته».

ومن قسم المماراة التورية و الاستخدام المذكورين في أنواع البديع.

5 مغالطة تركيب المفصل

وهي ما تكون المغالطة بسبب توهم وجود تأليف بين الألفاظ المفردة و هو ليس بموجود. و ذلك بأن يكون الحكم في القضية مع عدم ملاحظة التأليف صادقا، و مع ملاحظته كاذبا، فيصدق الكلام مفصلا لا مركبا، فلذلك سمي هذا النوع (مغالطة تركيب المفصل). وسماه الشيخ الطوسي (المغالطة باشتراك القسمة).

وهو علي نحوين: اما أن يكون التفصيل و التركيب في الموضوع أو المحمول.

(الأول) أن يكون الموضوع له عدة اجزاء وكل جزء منها له حكم خاص، و الاحكام بحسب كل جزء صادقة، و إذا جعلنا الموضوع المركب من الأجزاء بما هو مركب كانت الاحكام بحسبه كاذبة. كما يقال مثلا:

الخمسة زوج وفرد.

وكل ما كان زوجا وفردا فهو زوج

(مثل ان يقال كل أصفر وحلو فهو أصفر)

… الخمسة زوج.

وهذه النتيجة كاذبة مع صدق المقدمتين. و السر في ذلك أنه في (الصغري) الموضوع و هو الخمسة اذا لوحظ بحسب التفصيل و التحليل الي اثنين وثلاثة صح الحكم عليه بحسب كل جزء بانه زوج وفرد، أي الاثنان زوج و الثلاثة فرد. اما اذا لوحظ

بحسب التركيب فليس عدد الخمسة بما هي خمسة الا فردا، فيكون الحكم عليه بأنه زوج وفرد كاذبا.

وكذلك في (الكبري) الموضوع و هو ما كان زوجا وفردا ان لوحظ بحسب التفصيل و التحليل كملاحظة ما هو أصفر وحلو في الحكم عليه بأنه أصفر، صح الحكم عليه بأنه زوج. اما إذا لوحظ بحسب التركيب فالحكم عليه بأنه زوج كاذب، لان المركب من الزوج و الفرد فرد.

اما الموضوع في النتيجة (الخمسة زوج) فلا يصح أن يؤخذ إلا بحسب التركيب، لان الحكم علي أي عدد بانه زوج فقط أو فرد فقط لا يصح الا اذا لوحظ بما هو مركب، و لا يصح أن يلاحظ بحسب التحليل و التفصيل إلا اذا حكم عليه بهما معا أو بانه زوج وزوج أو بانه فرد فرد.

و من هنا كان الحكم علي الخمسة بانها زوج كاذبا.

فتحصل أن الموضوع في الصغري و الكبري لوحظ بحسب التفصيل و التحليل، ولذا كانتا صادقتين. و في النتيجة لوحظ بحسب التركيب فكانت كاذبة.

فاذا اشتبه الأمر علي القايس أو المخاطب وركب ما هو مفصل وقعت المغالطة و كان الغلط.

(الثاني) أن يكون المحمول له عدة اجزاء، وكل جزء اذا حكم به منفردا علي الموضوع كان صادقا، و إذا حكم بالجميع بحسب التركيب بينها أي المركب بما هو مركب كان كاذبا.

مثاله:

اذا كان زيد شاعرا غير ما هو في شعره، و كان ماهرا في فن آخر، و هو الخياطة مثلا فإنه يصح أن يحكم عليه بانفراد بأنه شاعر مطلقا، ويصح أيضاً ان يحكم عليه بانفراد بأنه ماهر مطلقا. فاذا جمعت بين الحكمين في عبارة واحدة وقلت: زيد شاعر وماهر، فإن هذه العبارة توهم أن هذا الحكم وقع بحسب التركيب بين الحكمين، أي انه

شاعر ماهر في شعره.

و هو حكم كاذب حسب الفرض. ولكن اذا لوحظ بحسب التفصيل و التحليل الي حكمين احدهما غير مقيد بالآخر كان صادقاً.

6 مغالطة تفصيل المركب

وهو ما تكون المغالطة بسبب توهم عدم التأليف و التركيب، مع فرض وجوده. و ذلك بأن يكون الحكم في القضية بحسب التأليف و التركيب صادقا، وبحسب التفصيل و التحليل كاذبا فيصدق مركبا لا مفصلا. فلذا سمي هذا النوع (مغالطة تفصيل المركب). وسماه الشيخ الطوسي (المغالطة باشتراك التأليف).

مثاله: «الخمسة زوج وفرد».

فإنه انما يصح إذا حمل الجزءان معاً بحسب التركيب بينهما علي الخمسة بان تكون الواو عاطفة بمعني جمع الأجزاء، كالحكم علي الدار بانها آجر وجص وخشب، أي أنها مركبة من مجموع هذه الأجزاء. و اما اذا حمل كل من الجزءين بانفراده بحسب التفصيل و التحليل بان تكون الواو عاطفة بمعني الجمع بين الصفات كان الحكم كاذبا، كالحكم علي شخص بأنه شاعر وكاتب، لان عدد الخمسة ليس الا فردا، بل يستحيل أن يكون عدد واحد فردا وزوجا معا.

فمن لاحظ الحمل في مثل هذه القضية بحسب التفصيل و التحليل أي توهم عدم التركب فقد كان غالطاً او مغالطا.

2 المغالطات المعنوية
الاشارة

نقصد بالمغالطة المعنوية كل مغالطة غير لفظية كما قدمنا. و هي علي سبعة أنواع، لانها تنقسم بالقسمة الأولية إلي قسمين:

أ ما تقع في التأليف بين جزئي () قضية واحدة.

ب ما تقع في التأليف بين القضايا.

والأول له ثلاثة أنواع و الثاني له أربعة أنواع. فهذه سبعة، لان:

(الاول) و هو ما يقع في التأليف بين جزئي القضية ينقسم بالقسمة الأولية إلي قسمين، لأنه اما أن يقع لخلل في الجزءين معاً أو في جزء واحد، و الثاني اما ان يحذف الجزء ببدله أو يذكر ليس علي ما ينبغي. فهذه ثلاثة أنواع:

1 (ايهام الانعكاس) و هو أن يقع الخلل في الجزءين معا. و ذلك بأن ينعكس موضعهما فيجعل الموضوع محمولاً وبالعكس أو يجعل المقدم

تالياً وبالعكس.

2 (اخذ ما بالعرض مكان ما بالذات) و هو أن يقع الخلل بجزء واحد، بأن يحذف الجزء ويذكر مكانه ما هو بدله، اما عارضه أو معروضه، و اما لازمه أو ملزومه.

3 (سوء اعتبار الحمل) و هو أن يقع الخلل بجزء واحد بان يذكر ليس علي ما ينبغي، اما بان يوضع معه ما ليس منه و لا من قيوده، أو يحذف ما هو منه و من قيوده وشروطه.

و (الثاني) و هو ما يقع في التأليف بين القضايا، ينقسم بالقسمة الأولية إلي قسمين:

اما ان يكون التأليف غير قياسي أي لا تؤلف تلك القضايا قياسا، و اما أن يكون التأليف قياسيا.

و (الثاني) اما أن يقع الخلل في نفس تأليف المقدمات و ذلك بخروجه عن الأصول و القواعد المقررة للقياس و البرهان و الجدل، و اما أن يقع بملاحظة المقدمات إلي النتيجة.

و (الثاني) اما لان النتيجة عين احدي المقدمات، و اما لان النتيجة غير مطلوبة بالقياس. فهذه أربعة أنواع:

1 (جمع المسائل في مسألة واحدة).

و هو أن يقع الخلل في التأليف بين القضايا التي ليس تأليفها قياسيا، بأن يتوهم أن تلك القضايا قضية واحدة.

2 (سوء التأليف).

و هو أن يقع الخلل في نفس تأليف المقدمات بخروجه علي أصول وقواعد القياس و البرهان و الجدل.

3 (المصادرة علي المطلوب).

و هو أن يقع الخلل في المقدمات بملاحظة النتيجة باعتبار أنها عين احدي المقدمات.

4 (وضع ما ليس بعلة علة).

و هو ان يقع الخلل في المقدمات بملاحظة النتيجة باعتبار أنها ليست مطلوبة منها.

فكملت بذلك سبعة أنواع للمغالطات المعنوية نذكرها بالتفصيل:

1 ايهام الانعكاس

وهو كما قدمنا أن يوضع المحمول و الموضوع أو التالي و المقدم أحدهما مكان الآخر. و هذا ينشأ من عدم التمييز بين اللازم و الملزوم

و الخاص و العام. وأكثر ما يقع ذلك في الأمور الحسية.

مثلا: لما كان كل عسل أصفر وسيالا، فقد يظن الظان أن كل ما هو أصفر وسيال فهو عسل.

مثل آخر: قد يظن الظان أن كل سعيد لا بد أن يكون ذا ثروة، حينما يشاهد أن كل ذي ثروة سعيد.

وأمثال هذه الأمور يقع الغلط فيها كثيراً عند العامة. ولأجله اشتراط المنطقيون في العكس المستوي للموجبة الكلية أن تعكس إلي موجبة جزئية، تجنبا عن هذا الغلط وضمانا لصدق العكس.

2 أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات

وهو ان يوضع بدل جزء القضية الحقيقي غيره مما يشتبه به، كعارضه ومعروضه، أو لازمه وملزومه، و من موارد ذلك:

1 ان تكون لموضوع واحد عدة عوارض ذاتية له، فيحمل أحد هذه العوارض علي العارض الآخر، بتوهم أنه من عوارضه بينما هو في الحقيقة من عوارض موضوعه ومعروضه.

مثلاً يقال:

أن كل ماء طاهر، و إن كل ماء لا يتنجس بملاقاة النجاسة اذا بلغ كرا فقد يظن الظان من ذلك: ان كل طاهر لا يتنجس بملاقاة النجاسة اذا بلغ كرا.

يعني يظن ان خاصية عدم التنجس بملاقاة النجاسة عند بلوغ الكر هي خاصية للطاهر بما هو طاهر، لا للماء الطاهر، فيحسب ان الطاهر غير الماء من المايعات اذا بلغ كرا كان له هذا الحكم.

فقد حذف هنا الموضوع و هو (الماء) ، ووضع بدله عارضه و هو (الطاهر).

2 أن يكون لموضوع عارض، ولهذا العارض عارض آخر، فيحمل عارض العارض علي الموضوع، بتوهم أنه من عوارضه بينما هو في الحقيقة من عوارض عوارضه.

مثلاً يقال:

الجسم يعرض عليه أنه أبيض، و الأبيض يعرض عليه أن مفرق للبصر، فيقال:

الجسم مفرق للبصر. بينما أن الأبيض في الحقيقة هو المفرق للبصر، لا الجسم بما هو جسم.

فقد حذف هنا الموضوع و

هو الأبيض، ووضع بدله معروضه و هو الجسم. و إن شئت قلت حذف المحمول و هو الابيض ووضع بدله عارضه و هو مفرق للبصر.

3 سوء اعتبار الحمل

وهو كما تقدم ان يورد الجزء ليس علي ما ينبغي، و ذلك بأن يوضع معه قيد ليس منه أو يحذف منه ما هو منه كقيده وشرطه.

فالأول مثل ما قد يتوهمه بعضهم أن الألفاظ موضوعة للمعاني بما هي موجودة في الذهن، فأخذ في الموضوع قيد (بما هي موجودة في الذهن) ، بينما أن الموضوع في قولنا: «المعاني وضعت لها الألفاظ» هي المعاني بما هي معان من حيث هي، لا بما هي موجودة في الذهن.

والثاني يحصل في موارد اختلال أحدي الوحدات الثمان المذكورة في شروط التناقض، مثل ما حسبه بعضهم أن الماء مطلقاً لا يتنجس بملاقاة النجاسة، بينما أن الصحيح أن الماء بقيد اذا بلغ كرا له هذا الحكم، فحذف قيد (إذا بلغ كرا).

ومن هذا الباب ما تخيله بعضهم أن قولهم (الجزئي ليس الجزئي) من التناقض، إذ حذف قيد الموضوع، بينما أن المقصود في مثل هذا الحمل أن الجزئي بما له من المفهوم ليس بجزئي، لانه كلي، لا مصداق الجزئي أي الجزئي بالحمل الشايع.

فعدم التفرقة بين ما هو بالحمل الشايع وبين ما هو بالحمل الاولي أي بين المعنون و العنوان يعد من سوء اعتبار الحمل.

4 جمع المسائل في مسألة واحدة

وهو الخلل الواقع في قضايا ليست بقياس، بأن يقع الخلل في القضية الواردة علي نحو السؤال بحسب اعتبار نقيضها، كأن يورد السائل غير النقيض طرفا للسؤال مكان النقيض، بينما يجب أن يكون النقيض هو الطرف له، فتكثر الاسئلة عنده بذلك حقيقة مع أنه ظاهر لم يورد الا سؤالا واحدا، فتجتمع حينئذ المسائل في مسالة واحدة.

توضيح ذلك: ان السائل اذا سأل عن طرفي المتناقضين فليس له الا سؤال واحد عن الطرفين الايجاب و السلب، مثل أن يقول:

«أزيد شاعر أم لا؟» فلا تكون عنده

الا مسألة واحدة و ليس لها الا جواب واحد اما الاثبات أو النفي (نعم! أو لا!).

اما اذا ردد السائل بين غير المتناقضين مثل أن يقول:

«أزيد شاعر أم كاتب» فإن سؤاله هذا ينحل إلي سؤالين ومسألته الي مسألتين: أحدهما أكاتب هو أم لا؟ ثانيهما أشاعر هو أم لا؟. فيكون جمعا لمسألتين في مسألة واحدة.

وكلما تعددت الاطراف المسؤول عنها تعددت المسائل بحسبها.

وبقي أن نعرف لماذا يكون هذا من المغالطة؟ فنقول: أن ورود سؤال واحد ينحل إلي عدة اسئلة قد يوجب تحير المجيب و وقوعه في الغلط بالجواب. و ليس هذا التغليط من جهة كون التأليف بين هذه القضايا التي ينحل إليها السؤال قياسيا، بل هي بالفعل لا تؤلف قياساً، فلذلك جعلنا هذا النوع مقابلا لانواع الخلل الواقع في التأليف القياسي الآتية:

نعم قد تنحل قضية إلي قضيتين مثل قولهم (زيد وحده كاتب) ، فإنها قضية واحدة ظاهرا، ولكنها تنحل إلي قضيتين: زيد كاتب و إن من سواه ليس بكاتب.

ويمكن أن يقال عنها جمع المسائل في مسالة واحدة، باعتبار أن كل قضية يمكن ان تسمي مسالة باعتبار أنها قد تطلب ويسأل عنها.

ولو أنك جعلت مثلها جزء قياس فإن القياس الذي يتألف منها لا يكون سليما ويكون مغالطة، كما لو قيل: «الانسان وحده ضحاك. وكل ضحاك حيوان. ينتج الانسان وحده حيوان» و النتيجة كاذبة مع صدق المقدمتين. و ما هذا الخلل إلا لأن أحدي مقدميته من باب جمع المسائل في مسألة واحدة، إذ تصبح القضية الواحدة أكثر من قضيتين فيكون القياس مؤلفا من ثلاث قضايا. مع أنه لا يتألف قياس بسيط من أكثر من مقدمتين.

وعليه يمكن أن يقال:

أن جمع المسائل في مسالة واحدة مما يقع في تأليف قياسي ويوجب المغالطة.

ولاجل هذا مثّل بعضهم لجمع المسائل بهذا المثال المتقدم.

ولكن الحق أن هذا المثال ليس بصحيح و إن وقع في كثير من كتب المنطق المعتبرة، لأن هذا الخلل في الحقيقة يرجع إلي (سوء التأليف) الآتي و لا يكون هذا نوعاً مقابلا للانواع التي تخص التأليف القياسي. علي ان الظاهر من تعبيرهم بالمسألة في هذا الباب أرادة المسألة بمعناها اللغوي الحقيقي، لا القضية مطلقاً و إن كانت خبراً، وإلا لحسن أن يقولوا: جمع القضايا في قضية واحدة.

5 سوء التأليف

وهو كما تقدم أن يقع خلل في تأليف القياس اما من جهة مادته أو صورته، اذ يكون خارجا علي القواعد المقررة للقياس و البرهان و الجدل. ويعرف سوء التأليف من معرفة شرائط القياس، فإنه إذا عرفنا شرائطه وقواعده فقد عرفنا الخلل بفقد واحد منها. و هذا قد يكون واضحا جليا، و قد يكون خفيا دقيقا. و قد يبلغ من الخفاء درجة لا تنكشف إلا للخاصة من العلماء.

والقياس المورد بحسب المغالطة ليس بقياس في الحقيقة، بل شبيه به. و كذا يكون شبيها بالبرهان و الجدل. واطلاق اسمائها عليه كاطلاق اسم الشخص مثلاً علي صورته الفوتوغرافية، فنقول: هذا فلان. وصورته في الحقيقة ليست اياه بل شبيهة به مباينة له وجودا وحقيقة.

وانما تتحقق صورة القياس الحقيقي ويستحق اسم القياس عليه اذا اجتمعت فيه الأمور الآتية:

1 ان تكون له مقدمتان.

2 ان تكون المقدمتان منفصلتين أحداهما عن الأخري.

3 ان تكون كل من المقدمتين في الحقيقة قضية واحدة لا أنها تنحل إلي أكثر من قضية واحدة، لأن القياس لا يتألف من أكثر من مقدمتين إلا إذا كان أكثر من قياس واحد أي قياس مركب.

4 ان تكون المقدمتان أعرف من النتيجة، فلو كانا متساويين معرفة أو أخفي

لا انتاج، كما في المتضائفين.

5 ان تكون حدوده متمايزه (أي الأصغر و الأكبر و الأوسط).

6 ان يتكرر الحد الأوسط في المقدمتين أي ان المقدمتين يجب أن يشتركا في الحد الأوسط.

7 ان يكون اشتراك المقدمتين و النتيجة في الحدين الاصغر و الاكبر اشتراكا حقيقيا.

8 ان تكون صورة القياس منتجة بأن تكون حاوية علي اشتراط الاشكال الاربعة. من ناحية الكم و الكيف و الجهة.

فإذا كانت النتيجة كاذبة مع فرض صدق المقدمتين فلا بد أن يكون كذبها لفقد أحد الأمورالمتقدمة، فيجب البحث عنه لكشف المغالطة فيه إن أراد تجنب الغلط و التخلص من المغالطة.

6 المصادرة علي المطلوب

وهي أن تكون إحدي المقدمات نفس النتيجة واقعا، و إن كانت بالظاهر بحسب رواجها علي العقول غيرها، كما يقال مثلا: «كل انسان بشر. وكل بشر ضحاك. ينتج: كل انسان ضحاك» فإن النتيجة عين الكبري فيه. وانما يقع الاشتباه لو وقع في مثله فلتغاير لفظي البشر و الانسان، فيظن انهما متغايران معني، فيروج ذلك علي ضعيف التمييز.

والمصادرة قد تكون ظاهرة و قد تكون خفية:

اما (الظاهرة) فعلي الاغلب تقع في القياس البسيط، كالمثال المتقدم.

واما (الخفية) فعلي الاغلب تقع في الاقيسة المركبة، اذ تكون النتيجة فيها بعيدة عن المقدمة في الذكر. ولاجل هذا تكون أكثر رواجا علي المخاطبين المغفلين.

وكلما كانت أبعد في الذكر كانت المصادرة أخفي وأقرب إلي القبول.

مثال ذلك قولهم في علم الهندسة:

إذا قاطع خط خطين متوازيين فإن مجموع الزاويتين الحادثتين الداخلتين من جهة واحدة يساوي قائمتين … هذا هو مطلوب (أي نتيجة).

وقد يستدل عليه بقياس مركب بأن يقال مثلا: لو لم يكن مجموعهما يساوي قائمتين لتلاقي الخطان المتوازيان. و لو تلاقيا لحدث مثلث زاويتان منه فقط تساوي قائمتين. هذا خلف لأن المثلث دائما مجموع زواياه

كلها تساوي قائمتين.

فإنه بالأخير استدل علي تساوي مجموع الزاويتين الداخلتين من جهة واحدة للقائمتين بتساويهما للقائمتين. و هي مصادرة باطلة قد تخفي علي المغفل لتركب الاستدلال و بعد النتيجة عن المقدمة التي هي نفسها.

واعلم أن المصادرة انما تقع بسبب اشتراك الحد الأوسط مع أحد الحدين الاخرين في واحدة من المقدمتين، فلا بد ان تكون هذه المقدمة محمولها وموضوعها شيئاً واحداً حقيقة. اما المقدمة الثانية فلا بد أن تكون نفس المطلوب (النتيجة). كما يتضح ذلك في مثال القياس البسيط.

والمصادرة علي هذا ترجع في الحقيقة إلي أن القياس يكون فيها مؤلفا من مقدمة واحدة.

7 وضع ما ليس بعلة علة

تقدم في بحث البرهان أن البرهان يتقوم بأن يكون الأوسط علة للعلم بثبوت الأكبر للأصغر، كما أنه يعتبر فيه المناسبة بين النتيجة و المقدمات، وضرورية المقدمات.

فإن اختل أحد هذه الأمور ونحوها بأن يظن أن الحد الأوسط علة لثبوت الأكبر للأصغر، أو يظن المناسبة بين النتيجة و المقدمات أو أنها ضرورية، و ليست هي في الواقع كما ظن وتوهم فإن كل ذلك يكون من باب وضع ما ليس بعلة علة.

ويكون جعل القياس المؤلف علي حسبها برهانا مغالطة موجبة لتوهم أنه برهان حقيقي.

مثاله:

ما ظنه بعض الفلاسفة المتقدمين من جواز انقلاب العناصر بعضها الي بعض باعتبار أن العناصر أربعة و هي الماء و الهواء و النار و التراب، فقالوا بانقلاب الهواء ماء و الماء هواء. واستدلوا علي الأول بما يشاهد من تجمع ذرات الماء علي سطح الاناء الخارجي عند اشتداد برودته فظنوا أن الهواء انقلب ماء، و علي الثاني بما يشاهد من تبخر الماء عند ورود الحرارة الشديدة عليه، فظنوا أن الماء انقلب هواء.

وباستدلالهم هذا قد وضعوا ما ليس بعلة علة، اذ حسبوا أن العلة في

الانقلاب هو تجمع ذرات الماء علي الاناء وتبخر الماء، بينما أن ما حسبوه علة ليس بعلة، فان الماء انما يتجمع من ذرات البخار الموجودة في الهواء و البخار هو ذرات الماء، فالماء لا الهواء تحول الي ماء، أي أن الماء تجمع.

و كذلك حينما يتبخر الماء بالحرارة يتحول الي ذرات صغيرة من الماء هي البخار، فالماء قد تحول الي الماء لا الي الهواء، أي ان الماء تفرق.

3 اجزاء الصناعة العرضية

وهي الأمور الخارجة عن نفس متن التبكيت، و مع ذلك موجبة لوقوع الغير في الغلط.

ويلتجئ إليها غالباً من يقصر باعه عن مجاراة خصمه بالكلام المقبول و القياس الذي عليه سمة البرهان أو الجدل. و الحقد علي الخصم و التعصب الأعمي لرأي أو مذهب هما اللذان يدعوان ان خفيف الميزان في المعرفة إلي اتخاذ هذه السبل في المغالطة، حينما يعجز عن مغالطة في نفس القياس التبكيتي.

ومن نافلة القول أن نذكر أن أكثرمن يتصدي للخصام و الجدل في العقائد، و النقد و الرد في المذاهب الاجتماعية و السياسية، هم من اولئك خفيفي الميزان، والا فالعلماء و المثقفون أكثر أدبا وصونا لكلامهم وحرصا علي سلامة بيانهم، و إن تعصبوا وغالطوا. اما الطلاب الحق المخلصون له من العلماء فهم النخبة المختارة من البشر الذين يندر وجودهم ندرة الماس في الفحم، لا يتعصبون لغير الحق و لا يغالطون الا في الحق، رحمة بالناس وشفقة علي عقائدهم، و الحقيقة عندهم فوق جميع الاعتبارات لا تاخذهم فيها لومة لائم.

وعلي كل حال، فإن هذه الأمور الخارجة عن التبكيت الموجبة للمغالطة يمكن إرجاعها إلي سبعة امور:

1 التشنيع علي الخصم بما هو مسلّم عنده او بما اعترف به. و ذلك بان ينسبه الي القول بخلاف الحق او المشهور، سواء

كان ما سلم به او اعترف به حقيقة هو خلاف الحق او المشهور او انه يظهره بذلك تنكيلا به.

وهذا لا فرق بين ان يكون تشنيعه عليه بقول كان قد قاله سابقا او يجره اليه بسؤال او نحوه، مثل ان يوجه سؤالا يردده بين طرفين غير مرددين بين النفي و الاثبات، فيكون لهما وجه ثالث أو رابع لا يذكره ويخفيه علي الخصم. و لا شك أن الترديد بين شيئين فقط يوهم لأول وهلة الحصر فيهما، فقد يظن الخصم الحصر فيوقعه فيما يوجب التشنيع عليه. كأن يقول له مثلاً: هل تعتقد أن طاعة الحكومة لازمة في كل شيء أو ليست لازمة أبداً فإن قال بالأول فقد تفرض الحكومة مخالفة ضميره أو واجبه الديني أو الوطني، و هذا شنيع، فيكون الاعتراف به مجالا للتشنيع عليه. و إن قال بالثاني فإن هذا قد يوجب الاخلال بالنظام أو الوقوع في المهالك، و هذا شنيع أيضا، فيكون الاعتراف به مجالا التشنيع عليه. و قد يغفل الخصم المسؤول عن وجه ثالث فيه التفصيل بين الرأيين لينفذ نفسه من هذه الورطة.

وهذا ونحوه قد يوجب ارتباك الخصم وحيرته، فيغلط في اختياره ورأيه ويضيع عليه وجه الصواب.

2 ان يدفعه الي القول الباطل أو الشنيع، بأن يخدعه ليقول ذلك و هو غافل، فيوقعه في الغلط، اما بسؤال أو محاورة يوهمه فيها خلاف الواقع و المشهور.

3 أن يثير في نفسه الغضب أو الشعور بنقصه، فيربك عليه تفكيره وتوجه ذهنه، مثل أن يشتمه أو يقدح فيه أو يخجله أو يحقره أو يستهزئ به أو يسفهه أو يسأله عن اشياء يجهلها أو يلفت نظر الحاضرين أو ما فيه من عيوب جسمية أو نفسية.

4 ان يستعمل معه الألفاظ الغربية و

المصطلحات غير المتداولة و العبارات المغلقة فيحيره و لا يدري ما يجيب به، فيغلط.

5 ان يدس في كلامه الحشو و الزوائد الخارجة عن الصدد، أو الكلام غير المفهوم أو يطول في كلامه تطويلا مملا، بما يفقد الإحاطة بجميع الكلام وربط صدره بذيله.

6 أن يستعين علي اسكاته وارباكه برفع الصوت و الصراخ وحركات اليدين وضرب أحدهما بالآخري و القيام و القعود، ونحوها من الحركات المثيرة المهيجة و المربكة.

7 أن يعيره بعبارات تبدو أنها تفقد آراء الخصم وصحتها في نظر العامة، أو تحمله علي التشكيك أو الزهد فيها. و هذا أمر يستعجله أكثر المتخاصمين من القديم. مثل تعبير خصوم اتباع آل البيت عنهم بالرافضة وتعبير ذوي السلطات عن المطالبين بحقوقهم في هذا العصر بالثوار أو العصابات أو المفسدين أو قطاع الطريق أو نحو ذلك. وتعبير دعاة التجدد عن اهل الدين بالرجعيين و عن الآراء القديمة بالخرافات. وتعبير لمتمسكين بالقديم دعاة الاصلاح بالمتجددين أو الكافرين أو الزنادقة … و هكذا يتخذ كل خصم لخصمه عبارات معيرة ومعبرة عن بطلان آرائه ومقاصده مما يطول شرحه.

عصمنا الله تعالي من المغالطات وقول الزور أنه أكرم مسؤول!

خاتمة؛ انتهي الجزء الثالث

ورد للمؤلف عدة رسائل في الثناء علي الكتاب حين صدور الطبعة الأولي للجزء الأول، ونشرت كثير من الصحف تعاليق مطولة حوله. و المؤلف يعتز بهذه الرسالة التي وردته من العلامة الجليل حجة الاسلام الشيخ المرتضي من آل يس و كان يومئذ بالكاظمية، ففضل نشرها فقط في آخر الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

عليك مني افضل التحية و السلام.

وبعد فلا اكتمك أيها الاخ الكريم ان طبعي لم يعد ذلك الطبع الفاره الذي يتسع أفقه لاصطناع الكلام، أو التفنن في القول فيما يعرض له من الموضوعات التي تدعو الحاجة

الي مواجهتها برأيه واضحا صريحا، علي الرغم من أن هذا الانكماش الطبعي مما لا تقره الروح السائدة في هذا الجو المليء بالمجاملات، ولكن ماذا اصنع و قد منيت بهذا الانكماش فجاة لا بالاختيار، فزهدني في كثير من شؤون هذه الحياة التي كنت اتوفر عليها في كثير من التذوق و الرغبة. لذلك فاني اعتذر إليك مما ساضعه بين يديك من كلمة صغيرة خضع لها هذا الطبع الشاذ طيعا، حين استحوذ عليه الشعور بالواجب، فاندفع إليها اندفاعا يسجل بها الحقيقة الراهنة، و يقرر بها الأمر الواقع لا أقل و لا أكثر، دون أن يكون للمجاملة فيها أي أثر يذكر.

وخلاصتها اني ما كدت أن افرغ من مطالعة كتابك القيم كتاب «المنطق» الذي نعمت بالاطلاع عليه أخيرا من حيث لا احتسب حتي وجدتني قد امتلات اعجابا به وتقديرا لمؤلفه، واكبارا للجهود العظيمة الماثلة في كل شان من شؤونه.

فقلت اذ ذاك مخاطبا اياك كاني اراك: ما اجدرك منذ اليوم ان تدعي «المظفر» حقا، اذ فتح الله علي يديك هذا الفتح المبين. وعسي أن يكون لهذا الفتح ما بعده من الفتوح في ميادين العلم و الأدب، حتي يتواصل الفتح ويتلاحق الظفر علي يديك أيها البطل الفاتح المظفر. والسلام عليك و علي شيخينا الجليلين الحسن و الحسين و رحمة الله و بركاته.

16 /2 /1367 ه.

مرتضي آل يس

درباره مركز

بسمه تعالی
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
با اموال و جان های خود، در راه خدا جهاد نمایید، این برای شما بهتر است اگر بدانید.
(توبه : 41)
چند سالی است كه مركز تحقيقات رايانه‌ای قائمیه موفق به توليد نرم‌افزارهای تلفن همراه، كتاب‌خانه‌های ديجيتالی و عرضه آن به صورت رایگان شده است. اين مركز كاملا مردمی بوده و با هدايا و نذورات و موقوفات و تخصيص سهم مبارك امام عليه السلام پشتيباني مي‌شود. براي خدمت رسانی بيشتر شما هم می توانيد در هر كجا كه هستيد به جمع افراد خیرانديش مركز بپيونديد.
آیا می‌دانید هر پولی لایق خرج شدن در راه اهلبیت علیهم السلام نیست؟
و هر شخصی این توفیق را نخواهد داشت؟
به شما تبریک میگوییم.
شماره کارت :
6104-3388-0008-7732
شماره حساب بانک ملت :
9586839652
شماره حساب شبا :
IR390120020000009586839652
به نام : ( موسسه تحقیقات رایانه ای قائمیه)
مبالغ هدیه خود را واریز نمایید.
آدرس دفتر مرکزی:
اصفهان -خیابان عبدالرزاق - بازارچه حاج محمد جعفر آباده ای - کوچه شهید محمد حسن توکلی -پلاک 129/34- طبقه اول
وب سایت: www.ghbook.ir
ایمیل: Info@ghbook.ir
تلفن دفتر مرکزی: 03134490125
دفتر تهران: 88318722 ـ 021
بازرگانی و فروش: 09132000109
امور کاربران: 09132000109