بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 1

هوية الکتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 1: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

مقدمة المؤلف

اشارة

الحمد اللّٰه الّذي سمك سماء العلم، و زيّنها ببروجها للناظرين، و علّق عليها قناديل الأنوار بشموس النّبوّة و أقمار الإمامة لمن أراد سلوك مسالك اليقين، و جعل نجومها رجوماً لوساوس الشياطين، و حفظها بثواقب شهبها عن شبهات المضلّين، ثمَّ بمضلّات الفتن أَغْطَشَ لَيْلَها (1)و بنيّرات البراهين أَخْرَجَ ضُحاها، و مهّد أراضي قلوب المؤمنين لبساتين الحكمة اليمانيّة فدحاها، و هيأها لأزهار أسرار العلوم الربانيّة فأَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها و حرسها عن زلازل الشكوك و الأوهام، فأودع فيها سكينةّ من لطفه كجبال أرساها، فنشكره علی نعمه الّتي لا تحصی، معترفين بالعجز و القصور، و نستهديه لمراشد أُمورنا في كلّ ميسور و معسور.

و نشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له شهادة علم و إيقان، و تصديق و إيمان، يسبق فيها القلب اللّسان، و يطابق فيها السرّ الإعلان. و أنّ سيّد أنبيائه و نخبة أصفيائه و نوره في أرضه و سمائه محّمداً صلي اللّٰه عليه و آله عبده المنتجی، و رسولهُ المجتبی و حبيبه المرتجی، و حجّته علی كافّة الوری، و أنّ وليّ اللّٰه المرتضی، و سيفه المنتضی، (2)و نبأه العظيم، و صراطه المستقيم، و حبله المتين، و جنبه المكين عليّ بن أبي طالب عليه السلام سيد الوصيّين، و إمام الخلق أجمعين و شفيع يوم الدين، و رحمة اللّٰه علی العالمين. و أن أطائب عترته و أفاخم ذرّيّته و أبرار أهل بيته سادات الكرام و أئمة الأنام، و أنوار الظّلام، و مفاتيح الكلام، و ليوث الزّحام، و غيوث الإنعام، خلقهم اللّٰه من أنوار عظمته، و أودعهم أسرار حكمته، و جعلهم معادن رحمته، و أيّدهم

ص: 1


1- في الصحاح: أغطش اللّٰه الليل: أظلمه.
2- نضا سيفه و انتضاه: سله.

بروحه و اختارهم علي جميع بريّته، لهم سمكت المسموكات، و دحيت المدحوّات، و بهم رست الراسيات و استقر العرش علی السماوات و بأسرار علمهم أينعت (1)ثمار العرفان في قلوب المؤمنين و بأمطار فضلهم جرت أنهار الحكمة في صدور الموقنين، فصلوات اللّٰه عليهم ما دامت الصلوات عليهم وسيلةّ إلی تحصيل المثوبات، و الثناء عليهم ذريعةٌ لرفع الدرجات و لعنة اللّٰه علي أعدائهم ما كانت دركات الجحيم معدة لشدائد العقوبات و اللعن علي أعداء الدين معدودة من أفضل العبادات.

أما بعد فيقول الفقير إلي رحمة ربه الغافر ابن المنتقل إلي رياض القدس محمد تقي طيب اللّٰه رمسه محمد باقر عفا اللّٰه عن جرائمهما و حشرهما مع أئمتهما (2)اعلموا يا معاشر الطالبين للحق و اليقين المتمسكين بعروة اتباع أهل بيت سيد المرسلين صلوات اللّٰه عليهم أجمعين إني كنت في عنفوان شبابي حريصا علي طلب العلوم بأنواعها مولعا باجتناء فنون المعالي من أفنانها (3)فبفضل اللّٰه سبحانه وردت حياضها و أتيت رياضها و عثرت علي صحاحها و مراضها حتي ملأت كمي من ألوان ثمارها و احتوي جيبي علي أصناف خيارها و شربت من كل منهل (4)جرعة روية و أخذت من كل بيدر حفنة (5)مغنية فنظرت إلي ثمرات تلك العلوم و غاياتها و تفكرت في أغراض المحصلين و ما يحثهم علي البلوغ إلي نهاياتها و تأملت فيما ينفع منها في المعاد و تبصرت فيما يوصل منها إلي الرشاد فأيقنت بفضله و إلهامه تعالي إن زلال العلم لا ينقع (6)إلا إذا أخذ من عين صافية نبعت عن ينابيع الوحي و الإلهام و إن الحكمة لا تنجع (7)إذا لم تؤخذ من نواميس الدين و معاقل الأنام.

ص: 2


1- ينع الثمر: نضج، و أينع مثله.
2- تقدم الكلام في ترجمته و ترجمة والده أعلي اللّٰه مقامهما في المقدّمة الأولي.
3- شجرة ذات أفنان: ذات أغصان.
4- المنهل: المورد؛ و هو عين ماء ترده الإبل في المراعي.
5- البيدر: الموضع الذي يداس فيه الطعام. و الحفنة: مل ء الكفين من طعام.
6- نقع الماء العطش: سكنه.
7- نجع الطعام: هنأ أكله. و قد نجع فيه الخطاب و الوعظ و الدواء: دخل و أثر.

فوجدت العلم كله في كتاب اللّٰه العزيز الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ و أخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهم اللّٰه خزانا لعلمه و تراجمة لوحيه و علمت أن علم القرآن لا يفي أحلام العباد باستنباطه علي اليقين و لا يحيط به إلا من انتجبه اللّٰه لذلك من أئمة الدين الذين نزل في بيتهم الروح الأمين فتركت ما ضيعت زمانا من عمري فيه مع كونه هو الرائج في دهرنا و أقبلت علي ما علمت أنه سينفعني في معادي مع كونه كاسدا في عصرنا فاخترت الفحص عن أخبار الأئمة الطاهرين الأبرار سلام اللّٰه عليهم و أخذت في البحث عنها و أعطيت النظر فيها حقه و أوفيت التدرب فيها حظه.

و لعمري لقد وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات و ألفيتها (1)فلكا مزينا بالنيرات المنجية عن ظلم الجهالات و رأيت سبلها لائحة و طرقها واضحة و أعلام الهداية و الفلاح علي مسالكها مرفوعة و أصوات الداعين إلي الفوز و النجاح في مناهجها مسموعة و وصلت في سلوك شوارعها إلي رياض نضرة و حدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم و ثمار كل حكمة و أبصرت في طي منازلها طرقا مسلوكة معمورة موصلة إلي كل شرف و منزلة فلم أعثر علي حكمة إلا و فيها صفوها و لم أظفر بحقيقة إلا و فيها أصلها.

ثم بعد الإحاطة بالكتب المتداولة المشهورة تتبعت الأصول المعتبرة المهجورة التي تركت في الأعصار المتطاولة و الأزمان المتمادية إما لاستيلاء سلاطين المخالفين و أئمة الضلال أو لرواج العلوم الباطلة بين الجهال المدعين للفضل و الكمال أو لقلة اعتناء جماعة من المتأخرين بها اكتفاء بما اشتهر منها لكونها أجمع و أكفي و أكمل و أشفي من كل واحد منها.

فطفقت أسأل عنها في شرق البلاد و غربها حينا و ألح في الطلب لدي كل من أظن عنده شيئا من ذلك و إن كان به ضنينا (2)و لقد ساعدني علي ذلك جماعة من

ص: 3


1- ألفيت الشي ء: وجدته.
2- الضنين: البخيل، أي و إن كان في إعطائه كل أحد بخيلا إما: لنفاسة نسخه أو لندرتها.

الإخوان ضربوا في البلاد لتحصيلها و طلبوها في الأصقاع و الأقطار طلبا حثيثا حتي اجتمع عندي بفضل ربي كثير من الأصول المعتبرة التي كان عليها معول العلماء في الأعصار الماضية و إليها رجوع الأفاضل في القرون الخالية فألفيتها مشتملة علي فوائد جمة خلت عنها الكتب المشهورة المتداولة و اطلعت فيها علي مدارك كثير من الأحكام اعترف الأكثرون بخلو كل منها عما يصلح أن يكون مأخذا له فبذلت غاية جهدي في ترويجها و تصحيحها و تنسيقها و تنقيحها.

و لما رأيت الزمان في غاية الفساد و وجدت أكثر أهلها حائدين (1)عما يؤدي إلي الرشاد خشيت أن ترجع عما قليل إلي ما كانت عليه من النسيان و الهجران و خفت أن يتطرق إليها التشتت لعدم مساعدة الدهر الخوان و مع ذلك كانت الأخبار المتعلقة بكل مقصد منها متفرقا في الأبواب متبددا في الفصول قلما يتيسر لأحد العثور علي جميع الأخبار المتعلقة بمقصد من المقاصد منها و لعل هذا أيضا كان أحد أسباب تركها و قلة رغبة الناس في ضبطها.

فعزمت بعد الاستخارة من ربي و الاستعانة بحوله و قوته و الاستمداد من تأييده و رحمته علي تأليفها و نظمها و ترتيبها و جمعها في كتاب متسقة (2)الفصول و الأبواب مضبوطة المقاصد و المطالب علي نظام غريب و تأليف عجيب لم يعهد مثله في مؤلفات القوم و مصنفاتهم فجاء بحمد اللّٰه كما أردت علي أحسن الوفاء و أتاني بفضل ربي فوق ما مهدت و قصدت علي أفضل الرجاء فصدرت كل باب بالآيات المتعلقة بالعنوان ثم أوردت بعدها شيئا مما ذكره بعض المفسرين فيها إن احتاجت إلي التفسير و البيان ثم إنه قد حاز كل باب منه إما تمام الخبر المتعلق بعنوانه أو الجزء الذي يتعلق به مع إيراد تمامه في موضع آخر أليق به أو الإشارة إلي المقام المذكور فيه لكونه أنسب بذلك المقام رعاية لحصول الفائدة المقصودة مع الإيجاز التام و أوضحت ما يحتاج من الأخبار إلي الكشف ببيان شاف علي غاية الإيجاز

ص: 4


1- حاد عن الشي ء: مال عنه و عدل.
2- اتسق الامر: انتظم.

لئلا تطول الأبواب و يكثر حجم الكتاب فيعسر تحصيله علي الطلاب و في بالي إن أمهلني الأجل و ساعدني فضله عز و جل أن أكتب عليه شرحا كاملا يحتوي علي كثير من المقاصد التي لم توجد في مصنفات الأصحاب و أشبع فيها الكلام لأولي الألباب.

و من الفوائد الطريفة لكتابنا اشتماله علي كتب و أبواب كثيرة الفوائد جمة العوائد أهملها مؤلفو أصحابنا رضوان اللّٰه عليهم فلم يفردوا لها كتابا و لا بابا ككتاب العدل و المعاد و ضبط تواريخ الأنبياء و الأئمة عليهم السلام و كتاب السماء و العالم المشتمل علي أحوال العناصر و المواليد و غيرها مما لا يخفي علي الناظر فيه.

فيا معشر إخوان الدين المدعين لولاء أئمة المؤمنين أقبلوا نحو مأدبتي (1)هذه مسرعين و خذوها بأيدي الإذعان و اليقين فتمسكوا بها واثقين إن كنتم فيما تدعون صادقين و لا تكونوا من الذين يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ و يترشح من فحاوي كلامهم مطاوي جنوبهم و لا من الذين أشربوا في قلوبهم حب البدع و الأهواء بجهلهم و ضلالهم و زيفوا (2)ما روجته الملل الحقة بما زخرفته منكرو الشرائع بمموهات (3)أقوالهم.

فيا بشري لكم ثم بشري لكم إخواني بكتاب جامعة المقاصد طريفة الفرائد لم تأت الدهور بمثله حسنا و بهاء و أنجم طالع من أفق الغيوب لم ير الناظرون ما يدانيه نورا و ضياء و صديق شفيق لم يعهد في الأزمان السالفة شبهه صدقا و وفاء كفاك عماك يا منكر علو أفنانه (4)و سمو أغصانه حسدا و عنادا و عمها (5)و حسبك ريبك يا من لم يعترف برفعة شأنه و حلاوة بيانه جهلا و ضلالا و بلها و لاشتماله علي أنواع العلوم و الحكم و الأسرار و إغنائه عن جميع كتب الأخبار سميته بكتاب

ص: 5


1- الادبة و المأدبة: طعام يصنع لدعوة أو عرس.
2- زافت الدراهم: صارت مردودة. و زيف الدراهم: زافها.
3- قول مموه: مزخرف او ممزوج من الحق و الباطل.
4- و في نسخة: فضل احسانه.
5- العمه: التحير و التردد.

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار

فأرجو من فضله سبحانه علي عبده الراجي رحمته و امتنانه أن يكون كتابي هذا إلي قيام قائم آل محمد عليهم الصلاة و السلام و التحية و الإكرام مرجعا للأفاضل الكرام و مصدرا لكل من طلب علوم الأئمة الأعلام و مرغما للملاحدة اللئام و أن يجعله لي في ظلمات القيامة ضياء و نورا و من مخاوف يوم الفزع الأكبر أمنا و سرورا و في مخازي يوم الحساب كرامة و حبورا (1)و في الدنيا مدي الأعصار ذكرا موفورا فإنه المرجو لكل فضل و رحمة و ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و الحمد لله أولا و آخرا و صلي اللّٰه علي محمد و أهل بيته الغر الميامين النجباء المكرمين و لنقدم قبل الشروع في الأبواب مقدمة لتمهيد ما اصطلحنا عليه في كتابنا هذا و بيان ما لا بد من معرفته في الاطلاع علي فوائده و هي تشتمل علي فصول.

الفصل الأول في بيان الأصول و الكتب المأخوذ منها و هي

(2)كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام و كتاب علل الشرائع و الأحكام و كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة في الغيبة و كتاب التوحيد و كتاب الخصال و كتاب الأمالي و المجالس و كتاب ثواب الأعمال و عقاب الأعمال و كتاب معاني الأخبار و كتاب الهداية و رسالة العقائد و كتاب صفات الشيعة و كتاب فضائل الشيعة و كتاب مصادقة الإخوان و كتاب فضائل الأشهر الثلاثة و كتاب النصوص

ص: 6


1- الحبور كفلوس: السرور و النعمة.
2- قد أسلفنا الكلام حول تلك الكتب و ترجمة مؤلّفيها في المقدّمة الثانية.

و كتاب المقنع كلها للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رضوان اللّٰه عليه.

و كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة للشيخ الأجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه والد الصدوق طيب اللّٰه تربتهما و أصل آخر منه أو من غيره من القدماء المعاصرين له و يظهر من بعض القرائن أنه تأليف الشيخ الثقة الجليل هارون بن موسي التلعكبري رحمه اللّٰه.

و كتاب قرب الإسناد للشيخ الجليل الثقة أبي جعفر محمد بن عبد اللّٰه بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري القمي و ظني أن الكتاب لوالده و هو راو له كما صرح به النجاشي و إن كان الكتاب له كما صرح به ابن إدريس رحمه اللّٰه فالوالد متوسط بينه و بين ما أوردناه من أسانيد كتابه.

و كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة العظيم الشأن محمد بن الحسن الصفار و كتاب المجالس الشهير بالأمالي و كتاب الغيبة و كتاب المصباح الكبير و كتاب المصباح الصغير و كتاب الخلاف و كتاب المبسوط و كتاب النهاية و كتاب الفهرست و كتاب الرجال و كتاب تفسير التبيان و كتاب تلخيص الشافي و كتاب العدة في أصول الفقه و كتاب الإقتصاد و كتاب الإيجاز في الفرائض و كتاب الجمل و أجوبة المسائل الحائرية و غيرها من الرسائل كلها لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي قدس اللّٰه روحه.

و كتاب الإرشاد و كتاب المجالس و كتاب النصوص و كتاب الإختصاص و الرسالة الكافية في إبطال توبة الخاطئة و رسالة مسار الشيعة في مختصر التواريخ الشرعية و كتاب المقنعة و كتاب العيون و المحاسن المشتهر بالفصول و كتاب المقالات و كتاب المزار و كتاب إيمان أبي طالب و رسائل ذبائح أهل الكتاب و المتعة و سهو النبي و نومه صلي اللّٰه عليه و آله عن الصلاة و تزويج أمير المؤمنين عليه السلام بنته من عمر و وجوب المسح و أجوبة المسائل السروية و العكبرية و الإحدي و الخمسين و غيرها و شرح عقائد الصدوق كلها للشيخ الجليل المفيد محمد بن

ص: 7

محمد بن النعمان قدس اللّٰه لطيفه. (1)و كتاب المجالس الشهير بالأمالي للشيخ الجليل أبي علي الحسن بن شيخ الطائفة قدس اللّٰه روحهما.

و كتاب كامل الزيارة للشيخ النبيل الثقة أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسي بن قولويه.

و كتاب المحاسن و الآداب للشيخ الكامل الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي و كتاب التفسير للشيخ الجليل الثقة علي بن إبراهيم بن هاشم القمي و كتاب العلل لولده الجليل محمد.

و كتاب التفسير لمحمد بن مسعود السلمي المعروف بالعياشي الشيخ الثقة الراوية للأخبار.

و كتاب التفسير المنسوب إلي الإمام الهمام الصمصام الحسن بن علي العسكري صلوات اللّٰه عليه و علي آبائه و ولده الخلف الحجة.

و كتاب روضة الواعظين و تبصرة المتعظين للشيخ محمد بن علي بن أحمد الفارسي و أخطأ جماعة و نسبوه إلي الشيخ المفيد و قد صرح بما ذكرناه ابن شهرآشوب في المناقب و الشيخ منتجب الدين في الفهرست و العلامة رحمه اللّٰه في رسالة الإجازة و غيرهم و ذكر العلامة سنده إلي هذا الكتاب كما سنذكره في المجلد الآخر من الكتاب إن شاء اللّٰه تعالي.

ثم اعلم أن العلامة رحمه اللّٰه ذكر اسم المؤلف كما ذكرنا و سيظهر من كلام ابن شهرآشوب أن المؤلف محمد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي و أن صاحب التفسير و صاحب الروضة واحد و كذا ذكره في كتاب معالم العلماء و يظهر من كلام الشيخ منتجب الدين في فهرسته أنهما اثنان حيث قال محمد بن علي الفتال النيسابوري صاحب التفسير ثقة و أي ثقة و قال بعد فاصلة كثيرة الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي مصنف كتاب روضة الواعظين.

ص: 8


1- أي روحه.

و قال ابن داود في كتاب الرجال محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري المعروف بابن الفارسي (لم خج) (1)متكلم جليل القدر فقيه عالم زاهد ورع قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام لعنه اللّٰه انتهي و يظهر من كلامه أن اسم أبيه أحمد و أما نسبته إلي رجال الشيخ فلا يخفي سهوه فيه إذ ليس في رجال الشيخ منه أثر مع أن هذا الرجل زمانه متأخر عن زمان الشيخ بكثير كما يظهر من فهرست الشيخ منتجب الدين و من إجازة العلامة و من كلام ابن شهرآشوب و علي أي حال يظهر مما نقلنا جلالة المؤلف و أن كتابه كان من الكتب المشهورة عند الشيعة.

و كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي و رسالة الآداب الدينية و تفسير مجمع البيان و تفسير جامع الجوامع كلها للشيخ أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المجمع علي جلالته و فضله و ثقته.

و كتاب مكارم الأخلاق و ينسب إلي الشيخ المذكور أبي علي و هو غير صواب بل هو تأليف أبي نصر الحسن بن الفضل ابنه كما صرح به ولده الخلف في كتاب مشكاة الأنوار و الكفعمي فيما ألحق بالدروع الواقية و في البلد الأمين و كتاب مشكاة الأنوار لسبط الشيخ أبي علي الطبرسي ألفه تتميما لمكارم الأخلاق تأليف والده الجليل.

و كتاب الإحتجاج و ينسب هذا أيضا إلي أبي علي و هو خطأ بل هو تأليف أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي كما صرح به السيد بن طاوس في كتاب كشف المحجة و ابن شهرآشوب في معالم العلماء و سيظهر لك مما سننقل من كتاب المناقب لابن شهرآشوب أيضا.

و كتاب المناقب و كتاب معالم العلماء و كتاب بيان التنزيل و رسالة متشابه القرآن كلها للشيخ الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني

ص: 9


1- «لم»: رمز لمن لم يرو عن النبيّ و الأئمّة صلوات اللّٰه عليهم أجمعين. «خج»: رمز لكتاب رجال الشيخ الطوسيّ رحمه اللّٰه.

و كتاب كشف الغمة للشيخ الثقة الزكي علي بن عيسي الإربلي.

و كتاب تحف العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن شعبة.

و كتاب العمدة و كتاب المستدرك و كتاب المناقب كلها في أخبار المخالفين في الإمامة للشيخ أبي الحسين يحيي بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الأسدي.

و كتاب كفاية الأثر في النصوص علي الأئمة الاثني عشر للشيخ السعيد علي بن محمد بن علي الخزاز القمي.

و كتاب تنبيه الخاطر و نزهة الناظر للشيخ الزاهد ورام بن عيسي بن أبي النجم بن ورام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الأشتر و السند إلي هذا الكتاب مذكور في الإجازات و ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرس و قال إنه عالم فقيه صالح شاهدته بحلة و وافق الخبر الخبر و أثني عليه السيد ابن طاوس.

و كتاب مشارق الأنوار و كتاب الألفين للحافظ رجب البرسي و لا أعتمد علي ما يتفرد بنقله لاشتمال كتابيه علي ما يوهم الخبط و الخلط و الارتفاع و إنما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة.

و كتاب الذكري و كتاب الدروس و كتاب القواعد و كتاب البيان و كتاب الألفية و كتاب النفلية و كتاب نكت الإرشاد و كتاب المزار و رسالة الإجازات و كتاب اللوامع و كتاب الأربعين و رسالة في تفسير الباقيات الصالحات كلها للشيخ العلامة السعيد الشهيد محمد بن مكي قدس اللّٰه لطيفه و كتاب الإستدراك و كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة له قدس سره أيضا كما أظن و الأخير عندي منقولا عن خطه رحمه اللّٰه و سائر رسائله و أجوبة مسائله.

و كتاب الدرر و الغرر و كتاب تنزيه الأنبياء و كتاب الشافي و كتاب

ص: 10

شرح قصيدة السيد الحميري و كتاب جمل العلم و العمل و كتاب الإنتصار و كتاب الذريعة و كتاب المقنع في الغيبة و رسالة تفضيل الأنبياء علي الملائكة عليهم السلام و رسالة المحكم و المتشابه و كتاب منقذ البشر من أسرار القضاء و القدر و أجوبة المسائل المختلفة كلها للسيد المرتضي علم الهدي أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي نور اللّٰه ضريحه.

و كتاب عيون المعجزات ينسب إليه و لم يثبت عندي إلا أنه كتاب لطيف عندنا منه نسخة قديمة و لعله من مؤلفات بعض قدماء المحدثين (1)يروي عن أبي علي محمد بن هشام و عن محمد بن علي بن إبراهيم.

و كتاب نهج البلاغة و كتاب خصائص الأئمة و كتاب المجازات النبوية و تفسير القرآن للسيد الرضي محمد بن الحسين الموسوي قدس سره.

و كتاب طب الأئمة عليهم السلام لأبي عتاب عبد اللّٰه بن بسطام بن سابور الزيات و أخيه الحسين بن بسطام ذكرهما النجاشي من غير توثيق و ذكر أن لهما كتابا جمعاه في الطب.

و كتاب صحيفة الرضا المسندة إلي شيخنا أبي علي الطبرسي رحمه اللّٰه بإسناده إلي الرضا عليه السلام.

و كتاب طب الرضا عليه السلام كتبه للمأمون و هو معروف بالرسالة الذهبية و كتاب فقه الرضا عليه السلام أخبرني به السيد الفاضل المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه ما ورد أصفهان قال قد اتفق في بعض سني مجاورتي بيت اللّٰه الحرام أن أتاني جماعة من أهل قم حاجين و كان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا صلوات اللّٰه عليه و سمعت الوالد رحمه اللّٰه أنه قال سمعت السيد يقول كان عليه خطه صلوات اللّٰه عليه و كان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء و قال السيد حصل لي العلم بتلك القرائن أنه تأليف الإمام عليه السلام فأخذت الكتاب و كتبته و صححته فأخذ والدي قدس اللّٰه روحه هذا الكتاب من السيد و استنسخه و صححه

ص: 11


1- تقدم: انه للحسين بن عبد الوهاب من علماء القرن الخامس.

و أكثر عباراته موافق لما يذكره الصدوق أبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه من غير سند و ما يذكره والده في رسالته إليه و كثير من الأحكام التي ذكرها أصحابنا و لا يعلم مستندها مذكورة فيه كما ستعرف في أبواب العبادات.

و كتاب المسائل المشتمل علي جل ما سأله السيد الشريف الجليل النبيل علي بن الإمام الصادق جعفر بن محمد أخاه الكاظم صلوات اللّٰه عليهم أجمعين.

و كتاب الخرائج و الجرائح للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسن سعيد بن هبة اللّٰه بن حسن الراوندي.

و كتاب قصص الأنبياء له أيضا علي ما يظهر من أسانيد الكتاب و اشتهر أيضا و لا يبعد أن يكون تأليف فضل اللّٰه بن علي بن عبيد اللّٰه الحسني الراوندي كما يظهر من بعض أسانيد السيد بن طاوس و قد صرح بكونه منه (1)في رسالة النجوم و كتاب فلاح السائل و الأمر فيه هين لكونه مقصورا علي القصص و أخباره جلها مأخوذة من كتب الصدوق رحمه اللّٰه.

و كتاب فقه القرآن للأول أيضا.

و كتاب ضوء الشهاب شرح شهاب الأخبار للثاني فضل اللّٰه رحمه اللّٰه و كتاب الدعوات و كتاب اللباب و كتاب شرح نهج البلاغة و كتاب أسباب النزول له أيضا.

و كتاب ربيع الشيعة و كتاب أمان الأخطار و كتاب سعد السعود و كتاب كشف اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و كتاب الطرائف و كتاب الدروع الواقية و كتاب فتح الأبواب في الاستخارة و كتاب فرج المهموم بمعرفة منهج الحلال و الحرام من علم النجوم و كتاب جمال الأسبوع و كتاب إقبال الأعمال و كتاب فلاح السائل و كتاب مهج الدعوات و كتاب مصباح الزائر و كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة و كتاب اللّٰهوف علي أهل الطفوف و كتاب غياث

ص: 12


1- أي من ابي الحسن بن هبة اللّٰه- قال في كتاب فرج المهموم ص 37-: و رواه سعيد بن هبة اللّٰه الراونديّ رحمه اللّٰه في كتاب قصص الأنبياء.

سلطان الوري و كتاب المجتني و كتاب الطرف و كتاب التحصين في أسرار ما زاد علي كتاب اليقين و كتاب الإجازات و رسالة محاسبة النفس كلها للسيد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين أبي القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن طاوس الحسني.

و كتاب زوائد الفوائد لولده الشريف (1)المنيف الجليل المسمي باسم والده المكني بكنيته.

و كتاب فرحة الغري للسيد المعظم غياث الدين الفقيه النسابة عبد الكريم بن أحمد بن موسي بن جعفر بن محمد بن الطاوس الحسني.

و كتاب الرجال و كتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية و كتاب عين العبرة في غبن العترة و كتاب زهرة الرياض و نزهة المرتاض كلها للسيد النقيب الأجل الأفضل أحمد بن موسي بن طاوس صاحب كتاب البشري بشره اللّٰه بالحسني.

و كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد الفاضل العلامة الزكي شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي المتوطن في الغري مؤلف كتاب الغروية في شرح الجعفرية تلميذ الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي و أكثره مأخوذ من تفسير الشيخ الجليل محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار و ذكر النجاشي بعد توثيقه أن له كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت و كان معاصرا للكليني.

و كتاب كنز جامع الفوائد و هو مختصر من كتاب تأويل الآيات له أو لبعض من تأخر عنه و رأيت في بعض نسخه ما يدل علي أن مؤلفه الشيخ علي (2)بن سيف بن منصور.

و كتاب غوالي اللآلي و كتاب نثر اللآلي كلاهما تأليف الشيخ الفاضل محمد بن جمهور الأحساوي و له تأليفات أخري قد نرجع إليها و نورد منها.

و كتاب جامع الأخبار و أخطأ من نسبه إلي الصدوق بل يروي عن الصدوق بخمس

ص: 13


1- و في نسخة: و لا اعرف اسمه و أكثره مأخوذ من الاقبال.
2- في نسخة: علم بفتح العين و اللام.

وسائط (1)و قد يظن كونه تأليف مؤلف مكارم الأخلاق و يحتمل كونه لعلي بن سعد الخياط لأنه قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخياط عالم ورع واعظ له كتاب الجامع في الأخبار و يظهر من بعض مواضع الكتاب أن اسم مؤلفه محمد بن محمد الشعيري (2)و من بعضها أنه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي بواسطة. (3)و كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني.

و كتاب الروضة في المعجزات و الفضائل لبعض علمائنا و أخطأ من نسبه إلي الصدوق لأنه يظهر منه أنه ألف في سنة نيف و خمسين و ستمائة. (4)و كتابا التوحيد و الإهليلجة عن الصادق عليه السلام برواية المفضل بن عمر قال السيد علي بن طاوس في كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة فيما أوصي إلي ابنه انظر كتاب المفضل بن عمر الذي أملاه عليه الصادق عليه السلام فيما خلق اللّٰه جل جلاله من الآثار و انظر كتاب الإهليلجة و ما فيه من الاعتبار.

و كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة المنسوب إلي مولانا الصادق عليه السلام

ص: 14


1- حيث قال: في ص 10: حدّثنا الحاكم الرئيس الامام مجد الحكام أبو منصور علي بن عبد اللّٰه الزيادي ادام اللّٰه جماله إملاء في داره يوم الاحد، الثاني من شهر اللّٰه الأعظم رمضان سنة ثمان و خمس مائة. قال: حدّثني الشيخ الإمام أبو عبد اللّٰه جعفر بن محمّد الدوريستي إملاء أورد القصة مجتازا في اواخر ذي الحجة سنة أربع و سبعين و اربعمائة. قال: حدّثني أبو محمّد بن أحمد قال: حدّثني الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين رضي اللّٰه عنه إلخ. و في ص 15 روي باسناد صحيح عن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّيّ، قال: حدّثني أبو عبد اللّٰه جعفر النجار الدوريستي، قال: حدّثني ابي محمّد بن أحمد، قال: حدّثني الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّيّ. الخ.
2- قال في ص 123: قال محمّد بن محمّد مؤلف هذا الكتاب.
3- كما تقدم هنا.
4- قال في اوله: و بعد فاني جمعت في كتابي هذا الذي سميته بالروضة و هو يشتمل علي فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ما نقلته عن الثقات- إلي أن قال-: سنة احدي و خمسين و ستمائة. و تاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس علي اعواده.

و قال السيد علي بن طاوس رضي اللّٰه عنه في كتاب أمان الأخطار و يصحب المسافر معه كتاب الإهليلجة و هو كتاب مناظرة الصادق عليه السلام الهندي في معرفة اللّٰه جل جلاله بطرق غريبة عجيبة ضرورية حتي أقر الهندي بالإلهية و الوحدانية و يصحب معه كتاب المفضل بن عمر الذي رواه عن الصادق عليه السلام في معرفة وجوه الحكمة في إنشاء العالم السفلي و إظهار أسراره فإنه عجيب في معناه و يصحب معه كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة عن الصادق عليه السلام فإنه كتاب شريف لطيف في التعريف بالتسليك إلي اللّٰه جل جلاله و الإقبال عليه و الظفر بالأسرار التي اشتملت عليه انتهي.

و كتاب التفسير الذي رواه الصادق عن أمير المؤمنين عليه السلام المشتمل علي أنواع آيات القرآن و شرح ألفاظه برواية محمد بن إبراهيم النعماني و سيأتي بتمامه في كتاب القرآن.

و كتاب ناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه للشيخ الثقة الجليل القدر سعد بن عبد اللّٰه الأشعري رواه عنه جعفر بن محمد بن قولويه و ستأتي الإشارة إليه أيضا في كتاب القرآن.

و كتاب المقالات و الفرق و أسمائها و صنوفها تأليف الشيخ الأجل المتقدم سعد بن عبد اللّٰه رحمه اللّٰه.

و كتاب سليم بن قيس الهلالي.

و كتاب قبس المصباح من مؤلفات الشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة في الدعاء و هو يروي عن جماعة منهم أبو يعلي محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري و شيخ الطائفة و أبو الحسين أحمد بن علي الكوفي النجاشي و أبو الفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني عن الشيخ المفيد رضي اللّٰه عنهم أجمعين.

و كتاب إصباح الشيعة بمصباح الشريعة له أيضا.

و كتاب الصراط المستقيم و رسالة الباب المفتوح إلي ما قيل في النفس و الروح

ص: 15

كلاهما للشيخ الجليل زين الدين علي بن محمد بن يونس البياضي.

و كتاب منتخب البصائر للشيخ الفاضل حسن بن سليمان تلميذ الشهيد رحمه اللّٰه انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبد اللّٰه بن أبي خلف و ذكر فيه من الكتب الأخري مع تصريحه بأساميها لئلا يشتبه ما يأخذه عن كتاب سعد بغيره و كتاب المحتضر و كتاب الرجعة له أيضا.

و كتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلامة محمد بن إدريس الحلي و قد أورد في آخر ذلك الكتاب بابا مشتملا علي الأخبار و ذكر أني استطرفته من كتب المشيخة المصنفين و الرواة المحصلين و يذكر اسم صاحب الكتاب و يورد بعده الأخبار المنتزعة من كتابه و فيه أخبار غريبة و فوائد جليلة.

و كتاب إرشاد القلوب و كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين و كتاب غرر الأخبار و درر الآثار كلها للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي.

و الكتاب العتيق الذي وجدناه في الغري صلوات اللّٰه علي مشرفه تأليف بعض قدماء المحدثين في الدعوات و سميناه بالكتاب الغروي.

و كتابا معرفة الرجال و الفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي و أحمد بن علي بن أحمد النجاشي.

و كتاب بشارة المصطفي لشيعة المرتضي للشيخ الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم علي الطبري.

و أصل من أصول عمدة المحدثين الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الأهوازي و كتاب الزهد و كتاب المؤمن له أيضا و يظهر من بعض مواضع الكتاب الأول أنه كتاب النوادر لأحمد بن محمد بن عيسي القمي و علي التقديرين في غاية الاعتبار و كتاب العيون و المحاسن للشيخ علي بن محمد الواسطي.

و كتاب غرر الحكم و درر الكلم للشيخ عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي.

و كتاب جنة الأمان الواقية المشتهر بالمصباح للشيخ العالم الفاضل الكامل

ص: 16

إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي رضي اللّٰه عنه و كتاب البلد الأمين و كتاب صفوة الصفات في شرح دعاء السمات له أيضا.

و كتاب قضاء حقوق المؤمنين للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري.

و كتاب أنوار المضيئة و كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان و كتاب الدر النضيد في مغازي الإمام الشهيد و كتاب سرور أهل الإيمان كلها للسيد النقيب الحسيب بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي أستاد الشيخ ابن فهد الحلي قدس اللّٰه روحهما.

و كتاب التمحيص لبعض قدمائنا و يظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي علي محمد بن همام و عندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدس سره.

و كتاب عدة الداعي و كتاب المهذب و كتاب التحصين و سائر الرسائل و أجوبة المسائل للشيخ الزاهد العارف أحمد بن فهد الحلي.

و كتاب الجنة الواقية لبعض المتأخرين و ربما ينسب إلي الكفعمي.

و كتاب منهاج الصلاح في الدعوات و أعمال السنة و كتاب كشف الحق و نهج الصدق و كتاب كشف اليقين في الإمامة و قد نعبر عنه بكتاب اليقين و كتاب منتهي المطلب و كتاب تذكرة الفقهاء و كتاب المختلف و كتاب منهاج الكرامة و كتاب شرح التجريد و كتاب شرح الياقوت و كتاب إيضاح الاشتباه و كتاب نهاية الأصول و كتاب نهاية الكلام و كتاب نهاية الفقه و كتاب التحرير و كتاب القواعد و كتاب الألفين و كتاب تلخيص المرام و كتاب إيضاح مخالفة أهل السنة للكتاب و السنة و الرسالة السعدية و كتاب خلاصة الرجال و سائر المسائل و الرسائل و الإجازات كلها للشيخ العلامة جمال الدين حسن بن يوسف بن المطهر الحلي قدس اللّٰه روحه.

و كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي.

ص: 17

و كتاب مثير الأحزان تأليف الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن نما و كتاب شرح الثأر المشتمل علي أحوال المختار تأليف الشيخ المزبور.

و كتاب إيمان أبي طالب عليه السلام تأليف السيد الفاضل السعيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي قدس اللّٰه روحه.

و كتاب غرر الدرر تأليف السيد حيدر بن محمد الحسيني قدس اللّٰه روحه.

و كتاب كبير في الزيارات تأليف محمد بن المشهدي كما يظهر من تأليفات السيد بن طاوس و اعتمد عليه و مدحه و سميناه بالمزار الكبير.

و كتاب النصوص و كتاب معدن الجواهر و كتاب كنز الفوائد و رسالة في تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام و رسالة إلي ولده و كتاب التعجب في الإمامة من أغلاط العامة و كتاب الإستنصار في النص علي الأئمة الأطهار كلها للشيخ المدقق النبيل أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي. و كتاب الفهرست و كتاب الأربعين عن الأربعين عن الأربعين للشيخ منتجب الدين علي بن عبيد اللّٰه بن الحسن بن الحسين بن بابويه رضي اللّٰه عنهم.

و كتاب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار للسيد الشريف حسين بن مساعد الحسيني الحائري أستاد الكفعمي و أثني عليه كثيرا في كتبه.

و كتاب المناقب للشيخ الجليل أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي أستاد أبي الفتح الكراجكي و يثني عليه كثيرا في كنزه و ذكره ابن شهرآشوب في المعالم.

و كتاب الوصية و كتاب مروج الذهب كلاهما للشيخ علي بن الحسين بن علي المسعودي.

و كتاب النوادر و كتاب أدعية السر للسيد الجليل فضل اللّٰه بن علي بن عبيد اللّٰه الحسيني الراوندي.

و كتاب الفضائل و كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة للشيخ الجليل أبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل مهبط وحي اللّٰه و دار هجرة

ص: 18

رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله كذا ذكره أصحاب الإجازات.

و كتاب الصفين للشيخ الرزين نصر بن مزاحم.

و كتاب الغارات لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي.

و كتاب مقتضب الأثر في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام لأحمد بن محمد بن عياش.

و كتاب مسالك الأفهام و كتاب الروضة البهية و كتاب شرح الألفية و كتاب شرح النفلية و كتاب غاية المراد و كتاب منية المريد و كتاب أسرار الصلاة و رسالة وجوب صلاة الجمعة و رسالة أعمال يوم الجمعة و كتاب مسكن الفؤاد و رسالة الغيبة و كتاب تمهيد القواعد و كتاب الدراية و شرحها و سائر الرسائل المتفرقة للشهيد الثاني رفع اللّٰه درجته.

و كتاب المعتبر و كتاب الشرائع و كتاب النافع و كتاب نكت النهاية و كتاب الأصول و غيرها للمحقق السعيد نجم الملة و الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد طهر اللّٰه رمسه.

و كتاب شرح نهج البلاغة و كتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة للحكيم المدقق العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني. (1)و كتاب التفسير للشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي.

و كتاب الأخبار المسلسلة و كتاب الأعمال المانعة من الجنة و كتاب العروس و كتاب الغايات كلها تأليف الشيخ النبيل أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري رحمة اللّٰه عليه.

و كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه و النظائر و كتاب جامع الشرائع كلاهما للشيخ الأفضل نجيب الدين يحيي بن سعيد.

و كتاب الوسيلة للشيخ الفاضل محمد بن علي بن حمزة.

و كتاب منتقي الجمان و كتاب معالم الدين و رسالة الإجازات و غيرها للشيخ المحقق حسن بن الشهيد الثاني روح اللّٰه روحهما.

ص: 19


1- قد عرفت في المقدّمة الثانية عدم صحة انتساب كتاب الاستغاثة إليه، و ان مؤلّفه أبو القاسم علي بن أحمد بن موسي بن الإمام الجواد عليه السلام.

و كتاب مدارك الأحكام و كتاب شرح النافع و غيرهما لسيد المدققين محمد بن أبي الحسن العاملي.

و كتاب الحبل المتين و كتاب مشرق الشمسين و كتاب الأربعين و كتاب مفتاح الفلاح و كتاب الكشكول و غيرها من مؤلفات شيخ الإسلام و المسلمين بهاء الملة و الدين محمد بن الحسين العاملي قدس اللّٰه روحه.

و كتاب الفوائد المكية و كتاب الفوائد المدنية لرئيس المحدثين مولانا محمد أمين الأسترآبادي.

و كتاب الإختيار للسيد علي بن الحسين بن باقي رحمه اللّٰه.

و كتاب تقريب المعارف في الكلام و كتاب الكافي في الفقه و غيرهما للشيخ الأجل أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الحلبي.

و كتاب المهذب و كتاب الكامل و كتاب جواهر الفقه للشيخ الحسن المنهاج عبد العزيز بن البراج.

و كتاب المراسم العلية و غيره للشيخ العالم الزكي سلار بن عبد العزيز الديلمي.

و كتاب دعائم الإسلام تأليف القاضي النعمان بن محمد و قد ينسب إلي الصدوق و هو خطأ و كتاب المناقب و المثالب للقاضي المذكور.

و كتاب الهداية في تاريخ الأئمة و معجزاتهم عليهم السلام للشيخ الحسين بن حمدان الحضيني.

و كتاب تاريخ الأئمة للشيخ عبد اللّٰه بن أحمد الخشاب و كتاب البرهان في النص علي أمير المؤمنين عليه السلام تأليف الشيخ أبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي و رسالة أبي غالب أحمد بن محمد الزراري رضي اللّٰه عنه إلي ولد ولده محمد بن عبد اللّٰه بن أحمد.

و كتاب دلائل الإمامة للشيخ الجليل محمد بن جرير الطبري الإمامي و يسمي بالمسترشد.

ص: 20

و كتاب مصباح الأنوار في مناقب إمام الأبرار للشيخ هاشم بن محمد و قد ينسب إلي شيخ الطائفة و هو خطأ و كثيرا ما يروي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي و هو متأخر عن الشيخ بمراتب.

و كتاب الدر النظيم في مناقب الأئمة اللّٰهاميم و كتاب الأربعين عن الأربعين كلاهما للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي.

و كتاب مقتل الحسين صلوات اللّٰه عليه المسمي بتسلية المجالس و زينة المجالس للسيد النجيب العالم محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري.

و كتاب صفوة الأخبار لبعض العلماء الأخيار.

و كتاب رياض الجنان للشيخ فضل اللّٰه بن محمود الفارسي.

و كتاب غنية النزوع في علم الأصول و الفروع للسيد العالم الكامل أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني.

و كتاب التجريد و كتاب الفصول و كتاب قواعد العقائد و كتاب نقد المحصل و غيرها من مؤلفات أفضل الحكماء المتألهين نصير الملة و الحق و الدين رحمة اللّٰه عليه.

و كتاب كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد و كتاب تبصرة الطالبين في شرح نهج المسترشدين و غيرهما للسيد الجليل عميد الدين عبد المطلب.

و كتاب كنز العرفان و كتاب الأدعية الثلاثين و غيرهما من مؤلفات الشيخ المحقق أبي عبد اللّٰه المقداد بن عبد اللّٰه السيوري مع إجازاته.

و كتاب الإيضاح في شرح القواعد و غيره من الرسائل و المسائل للشيخ فخر المحققين ابن العلامة الحلي قدس اللّٰه لطيفهما.

و كتاب أضواء الدرر الغوالي لإيضاح غصب فدك و العوالي لبعض الأعلام.

و كتاب شرح القواعد و رسالة قاطعة اللجاج في تحقيق حل الخراج و كتاب أسرار اللاهوت في وجوب لعن الجبت و الطاغوت و سائر الرسائل و المسائل و الإجازات لأفضل المحققين مروج مذهب الأئمة الطاهرين نور الدين علي بن عبد العالي الكركي أجزل اللّٰه تشريفه.

ص: 21

و كتاب إحقاق الحق و كتاب مصائب النواصب و كتاب الصوارم المهرقة في دفع الصواعق المحرقة و غيرها من مؤلفات السيد الأجل الشهيد القاضي نور اللّٰه التستري رفع اللّٰه درجته.

و كتاب الرجال و غيره من مؤلفات الشيخ الفقيه تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي رحمه اللّٰه.

و كتاب الرجال للشيخ أبي عبد اللّٰه الحسين بن عبيد اللّٰه الغضائري كذا ذكره الشهيد الثاني رحمه اللّٰه و يظهر من رجال السيد ابن طاوس قدس سره علي ما نقل عنه شيخنا الأجل مولانا عبد اللّٰه التستري أن صاحب الرجال هو أحمد بن الحسين بن عبيد اللّٰه و لعله أقوي.

و كتاب الملحمة المنسوب إلي الصادق صلوات اللّٰه عليه.

و كتاب الملحمة المنسوب إلي دانيال عليه السلام.

و كتاب الأنوار في مولد النبي صلي اللّٰه عليه و آله و كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام و كتاب وفاة فاطمة عليها السلام الثلاثة كلها للشيخ الجليل أبي الحسن البكري أستاد الشهيد الثاني رحمة اللّٰه عليهما.

و كتاب بلاغات النساء لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر.

و كتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المشتهر بالكبير و الوسيط و الصغير و كتاب تفسير آيات الأحكام كلها للسيد الأجل الأفضل ميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي.

و كتاب الديوان المنسوب إلي مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

و كتاب شهاب الأخبار من كلمات النبي و حكمه صلي اللّٰه عليه و آله و سنشير إلي مؤلفهما.

و كتاب شرح شهاب الأخبار و كتاب التفسير الكبير كلاهما للمحقق النحرير الشيخ أبي الفتوح الرازي.

و كتاب الأنوار البدرية في رد شبه القدرية للفاضل المهلبي.

ص: 22

و كتاب تاريخ بلدة قم للشيخ الجليل حسن بن محمد بن الحسن القمي رحمه اللّٰه.

و أجوبة مسائل عبد اللّٰه بن سلام و كتاب طب النبي صلي اللّٰه عليه و آله للشيخ أبي العباس المستغفري.

و كتاب شرح الإرشاد و كتاب تفسير آيات الأحكام و حاشية شرح إلهيات التجريد و غيرها لأفضل العلماء المتورعين مولانا أحمد بن محمد الأردبيلي قدس اللّٰه لطيفه.

و كتاب العين للشيخ النبيل الخليل بن أحمد النحوي.

و كتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد.

و كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم عبد اللّٰه بن عبد اللّٰه الحسكاني ذكره ابن شهرآشوب في المعالم و نسب إليه هذا الكتاب و وصفه بالحسن.

و كتاب مقصد الراغب الطالب في فضائل علي بن أبي طالب للشيخ الحسين بن محمد بن الحسن و زمانه قريب من عصر الصدوق و يروي كثيرا من الأخبار عن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن هاشم.

و كتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب.

و كتاب زيد النرسي و كتاب زيد الزراد.

و كتاب أبي سعيد عباد العصفري.

و كتاب عاصم بن حميد الحناط.

و كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.

و كتاب محمد بن المثني بن القاسم.

و كتاب عبد الملك بن حكيم.

و كتاب مثني بن الوليد الحناط.

و كتاب خلاد السدي.

و كتاب حسين بن عثمان.

و كتاب عبيد اللّٰه بن يحيي الكاهلي.

ص: 23

و كتاب سلام بن أبي عمرة.

و كتاب النوادر لعلي بن أسباط.

و كتاب النبذة للشيخ ابن الحداد.

و كتاب الشيخ الأجل جعفر بن محمد الدوريستي.

و كتاب الكر و الفر للشيخ أبي سهل البغدادي.

و كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام تأليف الشيخ الجليل الحافظ أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري جد الشيخ أبو الفتوح المفسر.

و كتاب تحقيق الفرقة الناجية و رسالة الرضا عليه السلام و غيرهما للشيخ الجليل إبراهيم القطيفي.

فهذه الكتب هي التي عليها مدار النقل و إن كان من بعضها نادرا و إن أخرجنا من غيرها فنصرح في الكتاب عند إيراد الخبر.

و أما كتب المخالفين فقد نرجع إليها لتصحيح ألفاظ الخبر و تعيين معانيه مثل كتب اللغة كصحاح الجوهري و قاموس الفيروزآبادي و نهاية الجزري و المغرب و المعرب للمطرزي و مفردات الراغب الأصبهاني و محاضراته و المصباح المنير لأحمد بن محمد المقري و مجمع البحار لبعض علماء الهند و مجمل اللغة و المقاييس لابن فارس و الجمهرة لابن دريد و أساس البلاغة للزمخشري و الفائق و مستقصي الأمثال و ربيع الأبرار له أيضا و الغريبين و غريب القرآن و مجمع الأمثال للميداني و تهذيب اللغة للأزهري و كتاب شمس العلوم و شروح أخبارهم كشرح الطيبي علي المشكاة و فتح الباري في شرح البخاري لابن حجر و شرح القسطلاني و شرح الكرماني و شرح الزركشي و شرح المقاصد العلية و المنهاج و شرحي النووي و الآبي علي صحيح مسلم و ناظر عين الغريبين و المفاتيح في شرح المصابيح و شرح الشفاء و شرح السنة للحسين بن مسعود الفراء.

و قد نورد من كتب أخبارهم للرد عليهم أو لبيان مورد التقية أو لتأييد

ص: 24

ما روي من طريقنا مثل ما نقلناه عن صحاحهم الستة و جامع الأصول لابن الأثير و كتاب الشفاء للقاضي عياض و كتاب المنتقي في مولود المصطفي للكازروني و كامل التواريخ لابن الأثير و كتاب الكشف و البيان في تفسير القرآن للثعلبي و كتاب العرائس له و هو لتشيعه أو لقلة تعصبه كثيرا ما ينقل من أخبارنا فلذا رجعنا إلي كتابيه أكثر من سائر الكتب و كتاب مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصبهاني و هو مشتمل علي كثير من أحوال الأئمة و عشائرهم عليهم السلام من طرقنا و طرق المخالفين و كتاب الأغاني له أيضا و كتاب الإستيعاب لابن عبد البر و كتاب فردوس الأخبار لابن شيرويه الديلمي و كتاب ذخائر العقبي في مناقب أولي القربي للسيوطي و تاريخ الفتوح للأعثم الكوفي و تاريخ الطبري و تاريخ ابن خلكان و كتابا شرح المواقف و شرح المقاصد للفاضلين المشهورين و تاريخ ابن قتيبة و كتاب المقتل للشيخ أبي مخنف و كتاب أخلاق النبي و شمائله صلي اللّٰه عليه و آله و كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي و تفسير معالم التنزيل للبغوي و كتاب حياة الحيوان للدميري و كتاب زهر الرياض و زلال الحياض تأليف السيد الفاضل الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني و الظاهر أنه كان من الإمامية و هو تاريخ حسن مشتمل علي أخبار كثيرة و كتاب جواهر المطالب في فضائل مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام و هو كتاب جامع مشتمل علي فضائله و غزواته و خطبه و شرائف كلماته صلوات اللّٰه عليه و كتاب المنتظم لابن الجوزي و شرح نهج البلاغة لعبد الحميد بن أبي الحديد و الفصول المهمة في معرفة الأئمة و مطالب السئول في مناقب آل الرسول و الصواعق المحرقة لابن حجر و التقريب له أيضا و مناقب الخوارزمي و مناقب المغازلي و المشكاة و المصابيح و مسند أحمد بن حنبل و التفسير الكبير للفخر الرازي و نهاية العقول و الأربعين و المباحث المشرقية له و سائر مؤلفاته و التفسير البسيط و الوسيط و أسباب النزول كلها للواحدي و الكشاف للزمخشري و تفسير النيسابوري و تفسير البيضاوي و الدر المنثور للسيوطي و غير ذلك من كتبهم التي نذكرها عند إخراج شي ء منها و سنفصل الكتب و مؤلفيها و أحوالهم في آخر مجلدات الكتاب إن شاء اللّٰه الكريم الوهاب.

ص: 25

الفصل الثاني في بيان الوثوق علي الكتب المذكورة و اختلافها في ذلك

اعلم أن أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلي مؤلفيها ككتب الصدوق رحمه اللّٰه فإنها سوي الهداية و صفات الشيعة و فضائل الشيعة و مصادقة الإخوان و فضائل الأشهر لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعة التي عليها المدار في هذه الأعصار و هي داخلة في إجازاتنا و نقل منها من تأخر عن الصدوق من الأفاضل الأخيار و كتاب الهداية أيضا مشهور لكن ليس بهذه المثابة (1)و لقد يسر اللّٰه لنا منها كتبا عتيقة مصححة ككتاب الأمالي فإنا وجدنا منه نسخة مصححة معربة مكتوبة في قريب من عصر المؤلف و كان مقروا علي كثير من المشايخ و كان عليه إجازاتهم و كذا كتاب الخصال عرضناه علي نسختين قديمتين كان علي إحداهما إجازة الشيخ مقداد و كذا كتاب إكمال الدين استنسخناه من كتاب عتيق كان تاريخ كتابتها قريبا من زمان التأليف و كذا كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام فإنا صححنا الجزء الأول منه من كتاب مصحح كان يقال إنه بخط مصنفه رحمه اللّٰه و ظني أنه لم يكن بخطه و لكن كان عليه خطه و تصحيحه.

و كتاب الإمامة مؤلفه من أعاظم المحدثين و الفقهاء و علماؤنا يعدون فتاواه من جملة الأخبار و وصل إلينا منه نسخه قديمة مصححة و الأصل الآخر مشتمل علي أخبار شريفة متينة معتبرة الأسانيد و يظهر منه جلالة مؤلفه. و كتاب قرب الإسناد من الأصول المعتبرة المشهورة و كتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خط الشيخ محمد بن إدريس و كان عليها صورة خطه هكذا الأصل

ص: 26


1- و في نسخة: و كتاب دعائم الإسلام الذي عندنا يحتمل عندي أن يكون تاليف غيره من العلماء الاعلام. «تقدم انه للقاضي النعمان بن محمّد».

الذي نقلته منه كان فيه لحن صريح و كلام مضطرب فصورته علي ما وجدته خوفا من التغيير و التبديل فالناظر فيه يمهد العذر فقد بينت عذري فيه.

و كتاب بصائر الدرجات من الأصول المعتبرة التي روي عنها الكليني و غيره.

و كتب الشيخ أيضا من الكتب المشهورة إلا كتاب الأمالي فإنه ليس في الاشتهار كسائر كتبه لكن وجدنا منه نسخا قديمة عليها إجازات الأفاضل و وجدنا ما نقل عنه المحدثون و العلماء بعده موافقا لما فيه.

و أمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من أماليه و أكثر الناس يزعمون أنه أمالي الشيخ و ليس كذلك كما ظهر لي من القرائن الجلية و لكن أمالي ولده لا يقصر عن أماليه في الاعتبار و الاشتهار و إن كان أمالي الشيخ عندي أصح و أوثق.

و كتاب الإرشاد أشهر من مؤلفه رحمه اللّٰه و كتاب المجالس وجدنا منه نسخا عتيقة و القرائن تدل علي صحته. (1)و أما كتاب الإختصاص فهو كتاب لطيف مشتمل علي أحوال أصحاب النبي صلي اللّٰه عليه و آله و الأئمة عليهم السلام و فيه أخبار غريبة و نقلته من نسخة عتيقة و كان مكتوبا علي عنوانه كتاب مستخرج من كتاب الإختصاص تصنيف أبي علي أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران رحمه اللّٰه لكن كان بعد الخطبة هكذا قال محمد بن محمد بن النعمان حدثني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري و جعفر بن محمد بن قولويه إلي آخر السند و كذا إلي آخر الكتاب يبتدئ من مشايخ الشيخ المفيد فالظاهر أنه من مؤلفات المفيد رحمه اللّٰه و سائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان.

و كتاب كامل الزيارة من الأصول المعروفة و أخذ منه الشيخ في التهذيب و غيره من المحدثين.

و كتاب المحاسن للبرقي من الأصول المعتبرة و قد نقل عنه الكليني و كل من تأخر عنه من المؤلفين.

و كتاب تفسير علي بن إبراهيم من الكتب المعروفة و روي عنه الطبرسي و غيره.

ص: 27


1- و في نسخة: و كتاب النصوص أيضا مظنون الانتساب إليه و ان أمكن أن يكون لمن كان في عصره من الأفاضل و قد ينسب الي محمّد بن علي القمّيّ.

و كتاب العلل و إن لم يكن مؤلفه مذكورا في كتب الرجال لكن أخباره مضبوطة موافقة لما رواه والده و الصدوق و غيرهما و مؤلفه مذكور في أسانيد بعض الروايات و روي الكليني في باب من رأي القائم عليه السلام عن محمد و الحسن ابني علي بن إبراهيم بتوسط علي بن محمد و كذا في موضع آخر من الباب المذكور عنه فقط بتوسطه و هذا مما يؤيد الاعتماد و إن كان لا يخلو من غرابة لروايته عن علي بن إبراهيم كثيرا بلا واسطة بل الأظهر كما سنح لي أخيرا أنه محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمداني و كان وكيل الناحية كما أوضحته في تعليقاتي علي الكافي.

و كتاب تفسير العياشي روي عنه الطبرسي و غيره و رأينا منه نسختين قديمتين و عد في كتب الرجال من كتبه لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار و ذكر في أوله عذرا هو أشنع من جرمه.

و كتاب تفسير الإمام عليه السلام من الكتب المعروفة و اعتمد الصدوق عليه و أخذ منه و إن طعن فيه بعض المحدثين و لكن الصدوق رحمه اللّٰه أعرف و أقرب عهدا ممن طعن فيه و قد روي عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه.

و كتاب روضة الواعظين ذكرنا أنه داخل في إجازات العلماء الأعلام و نقل عنه الأفاضل الكرام و قد عرفت حاله و حال مؤلفه مما نقلنا عن سلفنا الفخام و كذا كتاب إعلام الوري و مؤلفه أشهر من أن يحتاج إلي البيان و هو عندي بخط مؤلفه رحمه اللّٰه.

و رسالة الآداب أيضا معروفة أخذ عنها ولده في المكارم و أما تفسيراه الكبير و الصغير فلا يحتاجان إلي التشهير.

و كتاب المكارم في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار و مؤلفه قد أثني عليه جماعة من الأخيار.

و كتاب مشكاة الأنوار كتاب ظريف مشتمل علي أخبار غريبة.

و كتاب الإحتجاج و إن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنها من الكتب المعروفة المتداولة و قد أثني السيد ابن طاوس علي الكتاب و علي مؤلفه و قد أخذ عنه أكثر المتأخرين.

ص: 28

و كتابا المناقب و المعالم من الكتب المعتبرة قد ذكرهما أصحاب الإجازات و مؤلفهما أشهر في الفضل و الثقة و الجلالة من أن يخفي حاله علي أحد.

و بيان التنزيل كتاب صغير الحجم كثير الفوائد أخذنا منه يسيرا لكون أكثره مذكورا في غيره.

و كتاب كشف الغمة من أشهر الكتب و مؤلفه من العلماء الإمامية المذكورين في سند الإجازات.

و كتاب تحف العقول عثرنا منه علي كتاب عتيق و نظمه يدل علي رفعة شأن مؤلفه و أكثره في المواعظ و الأصول المعلومة التي لا نحتاج فيها إلي سند.

و كتاب العمدة و مؤلفه مشهوران مذكوران في أسانيد الإجازات و كذا المناقب و أما المستدرك فعندنا منه نسخة قديمة نظن أنها بخط مؤلفها. و كتاب الكفاية كتاب شريف لم يؤلف مثله في الإمامة و هذا الكتاب و مؤلفه مذكوران في إجازة العلامة و غيرها و تأليفه أدل دليل علي فضله و ثقته و ديانته و وثقه العلامة في الخلاصة قال كان ثقة من أصحابنا فقيها وجها و قال ابن شهرآشوب في المعالم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي و يقال له القمي و له كتب في الكلام و في الفقه من كتبه الكفاية في النصوص و كذا كتاب تنبيه الخاطر و مؤلفه مذكوران في الإجازات مشهوران لكنه رحمه اللّٰه لما كان كتابه مقصورا علي المواعظ و الحكم لم يميز الغث من السمين و خلط أخبار الإمامية بآثار المخالفين و لذا لم نذكر جميع ما في ذلك الكتاب بل اقتصرنا علي نقل ما هو أوثق لعدم افتقارنا ببركات الأئمة الطاهرين عليهم السلام إلي أخبار المخالفين.

و كتابا مشارق الأنوار و الألفين قد عرفت حالهما.

و مؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة إلا كتاب الإستدراك فإني لم أظفر بأصل الكتاب و وجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي و ذكر أنه نقلها من خط الشهيد رفع اللّٰه درجته و الدرة الباهرة فإنه لم

ص: 29

يشتهر اشتهار سائر كتبه و هو مقصور علي إيراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله و كل من الأئمة صلوات اللّٰه عليهم أجمعين.

و كتب السيدين الجليلين كمؤلفيها لا تحتاج إلي البيان.

و كتاب طب الأئمة من الكتب المشهورة لكنه ليس في درجة سائر الكتب لجهالة مؤلفه و لا يضر ذلك إذ قليل منه يتعلق بالأحكام الفرعية و في الأدوية و الأدعية لا نحتاج إلي الأسانيد القوية.

و كتاب صحيفة الرضا عليه السلام من الكتب المشهورة بين الخاصة و العامة و روي السيد الجليل علي بن طاوس منها بسنده إلي الشيخ الطبرسي رحمه اللّٰه و وجدت أسانيد في النسخ القديمة منه إلي الشيخ المذكور و منه إلي الإمام عليه السلام و قال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار كان يقول يحيي بن الحسين الحسيني في إسناد صحيفة الرضا لو قرئ هذا الإسناد علي أذن مجنون لأفاق و أشار النجاشي في ترجمة عبد اللّٰه بن أحمد بن عامر الطائي و ترجمة والده راوي هذه الرسالة إليها و مدحها و ذكر سنده إليها و بالجملة هي من الأصول المشهورة و يصح التعويل عليها.

و كذا كتاب طب الرضا عليه السلام من الكتب المعروفة و ذكر الشيخ منتجب الدين في الفهرست أن السيد فضل اللّٰه بن علي الراوندي كتب عليه شرحا سماه ترجمة العلوي للطب الرضوي و قال ابن شهرآشوب في المعالم في ترجمة محمد بن الحسن بن جمهور القمي له الملاحم و الفتن الواحدة و الرسالة الذهبية عن الرضا صلوات اللّٰه عليه في الطب انتهي و ذكر الشيخ في الفهرست نحو ذلك و ذكر سنده إليه و سنورده بتمامه في كتاب السماء و العالم في أبواب الطب.

و كتاب فقه الرضا عليه السلام قد عرفت حاله.

و كتاب المسائل أحاديثه موافقة لما في الكتب المتداولة و راويه أشهر من أن يخفي حاله و جلالته علي أحد.

و كتابا الخرائج و فقه القرآن معلوما الانتساب إلي مؤلفهما الذي هو من

ص: 30

أفاضل الأصحاب و ثقاتهم و الكتابان مذكوران في فهارس العلماء و نقل الأصحاب عنهما.

و كتاب الدعاء وجدنا منه نسخة عتيقة و فيه دعوات موجزة شريفة مأخوذة من الأصول المعتبرة مع أن الأمر في سند الدعاء هين.

و كتاب القصص قد عرفت حاله و عرضناه علي نسخة كان عليها خط الشهيد الثاني رحمه اللّٰه و تصحيحه.

و كتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل علي فوائد جمة خلت عنها كتب الخاصة و العامة.

و كتاب اللباب مشتمل علي بعض الفوائد.

و شرح النهج مشهور معروف رجع إليه أكثر الشراح.

و كتاب أسباب النزول فيه فوائد.

و كتب السادة الأعلام أبناء طاوس كلها معروفة و تركنا منها كتاب ربيع الشيعة لموافقته لكتاب إعلام الوري في جميع الأبواب و الترتيب و هذا مما يقضي منه العجب.

و كتاب تأويل الآيات و كتاب كنز جامع الفوائد رأيت جمعا من المتأخرين رووا عنهما و مؤلفهما في غاية الفضل و الديانة.

و كتاب غوالي اللآلي و إن كان مشهورا و مؤلفه في الفضل معروفا لكنه لم يميز القشر من اللباب و أدخل أخبار متعصبي المخالفين بين روايات الأصحاب فلذا اقتصرنا منه علي نقل بعضها و مثله كتاب نثر اللآلي و كتاب جامع الأخبار.

و كتاب النعماني من أجل الكتب و قال الشيخ المفيد رحمه اللّٰه في إرشاده بعد أن ذكر النصوص علي إمامة الحجة عليه و علي آبائه الصلاة و السلام و الروايات في ذلك كثيرة قد دونها أصحاب الحديث من هذه العصابة في كتبها فممن أثبتها علي الشرح و التفصيل محمد بن إبراهيم المكني أبا عبد اللّٰه النعماني في كتابه الذي صنفه في الغيبة.

ص: 31

و كتاب الروضة ليس في محل رفيع من الوثوق.

و كتابا التوحيد و الإهليلجة قد عرفت حالهما و سياقهما يدل علي صحتهما و قال ابن شهرآشوب في المعالم المفضل بن عمر له وصية.

و كتاب الإهليلجة من إملاء الصادق عليه السلام في التوحيد و نسب بعض علماء المخالفين أيضا هذا الكتاب إليه عليه السلام و قال النجاشي في ترجمة المفضل و له كتاب فكر كتاب في بدء الخلق و الحث علي الاعتبار و لعله إشارة إلي التوحيد و عد من كتب الحمدان بن المعافا كتاب الإهليلجة و لعل المعني أنه من مروياته.

و كتاب مصباح الشريعة فيه بعض ما يريب اللبيب الماهر و أسلوبه لا يشبه سائر كلمات الأئمة و آثارهم و روي الشيخ في مجالسه بعض أخباره هكذا أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيباني بإسناده عن شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم. هذا يدل علي أنه كان عند الشيخ رحمه اللّٰه و في عصره و كان يأخذ منه و لكنه لا يثق به كل الوثوق و لم يثبت عنده كونه مرويا عن الصادق عليه السلام و أن سنده ينتهي إلي الصوفية و لذا اشتمل علي كثير من اصطلاحاتهم و علي الرواية عن مشايخهم و من يعتمدون عليه في رواياتهم و اللّٰه يعلم.

و كتابا التفسير راوياهما معتبران مشهوران و مضامينهما متوافقتان موافقتان لسائر الأخبار و أخذ منهما علي بن إبراهيم و غيره من العلماء الأخيار و عد النجاشي من كتب سعد بن عبد اللّٰه كتاب ناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه و ذكر أسانيد صحيحة إلي كتبه.

و كتاب المقالات عده الشيخ و النجاشي من جملة كتب سعد و أوردا أسانيدهما الصحيحة إليه و مؤلفه في الثقة و الفضل و الجلالة فوق الوصف و البيان و نقل الشيخ في كتاب الغيبة و الكشي و كتاب الرجال من هذا الكتاب.

و كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار و قد طعن فيه جماعة و الحق أنه من الأصول المعتبرة و سنتكلم فيه و في أمثاله في المجلد الآخر من كتابنا و سنورد إسناده في الفصل الخامس.

ص: 32

و كتاب قبس المصباح قد عرفت جلالة مؤلفه مع أنه مقصور علي الدعاء.

و كتب البياضي و ابن سليمان كلها صالحة للاعتماد و مؤلفاها من العلماء الأنجاد و تظهر منها غاية المتانة و السداد.

و كتاب السرائر لا يخفي الوثوق عليه و علي مؤلفه علي أصحاب البصائر.

و كتاب إرشاد القلوب كتاب لطيف مشتمل علي أخبار متينة غريبة.

و كتابا أعلام الدين و غرر الأخبار نقلنا منهما قليلا من الأخبار لكون أكثر أخبارهما مذكورة في الكتب التي هي أوثق منهما و إن كان يظهر من الجميع و نقل الأكابر عنهما جلالة مؤلفهما.

و الكتاب العتيق كله في الأدعية و هو مشتمل علي أدعية كاملة بليغة غريبة يشرق من كل منها نور الإعجاز و الإفهام و كل فقرة من فقراتها شاهد عدل علي صدورها عن أئمة الأنام و أمراء الكلام و قد نقل منه السيد ابن طاوس رحمه اللّٰه في المهج و غيره كثيرا و كان تاريخ كتابة النسخة التي أخرجنا منها سنة ست و سبعين و خمس مائة و يظهر من الكفعمي أنه مجموع الدعوات للشيخ الجليل أبي الحسين محمد بن هارون التلعكبري و هو من أكابر المحدثين.

و كتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار و الأمصار و إنما نقتصر منهما علي إيراد ما يتضمن غير تحقيق أحوال الرجال مما يتعلق بسائر الأبواب.

و كتاب بشارة المصطفي من الكتب المشهورة و قد روي عنه كثير من علمائنا و مؤلفه من أفاخم المحدثين و هو داخل في أكثر أسانيدنا إلي شيخ الطائفة و هو يروي عن أبي علي بن شيخ الطائفة جميع كتبه و رواياته و قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست الشيخ الإمام عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري فقيه ثقة قرأ علي الشيخ أبي علي الطوسي و له تصانيف قرأ عليه قطب الدين الراوندي.

و جلالة الحسين بن سعيد و أحمد بن محمد بن عيسي تغني عن التعرض لحال تأليفهما و انتساب كتاب الزهد إلي الحسين معلوم.

و أما الأصل الآخر فكان في أوله هكذا أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد

ص: 33

ثم يبتدئ في سائر الأبواب بمشايخ الحسين و هذا مما يورث الظن بكونه منه و يحتمل كونه من أحمد لبعض القرائن كما أشرنا إليه و للابتداء به في أول الكتاب.

و كتاب العيون و المحاسن لما كان مقصورا علي الحكم و المواعظ لا يضرنا جهالة مؤلفه و عندنا منه نسخة مصححة قديمة و هو مشتمل علي غرر الكلم و زاد عليه كثيرا من درر الحكم التي لم يعثر عليها الآمدي و يظهر مما سننقل عن ابن شهرآشوب أن الآمدي كان من علمائنا و أجاز له رواية هذا الكتاب و قال في معالم العلماء عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي التميمي له غرر الحكم و درر الكلم يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين عليه السلام و حكمه.

و كتب الكفعمي أغنانا اشتهارها و فضل مؤلفها عن التعرض لحالها و حاله.

و كتاب قضاء الحقوق كتاب جيد مشتمل علي أخبار طريفة.

و كتب السيد بهاء الدين بن عبد الحميد و الكتابان الأولان مشتملان علي أخبار غريبة في الرجعة و أحوال القائم عليه السلام و الكتاب الثالث متضمن لذكر فضائل الأئمة و كيفية شهادة سيد الشهداء و أصحابه السعداء عليه و عليهم السلام و ذكر خروج المختار لطلب الثأر و جمل أحواله و الرابع مشتمل علي نوادر الأخبار و السيد المذكور من أفاضل النقباء و النجباء.

و كتاب التمحيص متانته تدل علي فضل مؤلفه و إن كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله و توثيقه مشهوران.

و كتب الفاضلين الجليلين العلامة و ابن فهد قدس اللّٰه روحهما في الاشتهار و الاعتبار كمؤلفيها.

و كتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيام الشهور و سعدها و نحسها و قد اتفق لنا منه نصفه و مؤلفه بالفضل معروف و في الإجازات مذكور و هو أخو العلامة الحلي قدس اللّٰه لطيفهما.

و الشيخ ابن نما و السيد فخار هما من أجلة رواتنا و مشايخنا و سيأتي ذكرهما في إجازات أصحابنا.

ص: 34

و كتاب الغرر مشتمل علي أخبار جليلة مع شرحها و مؤلفه من السادة الأفاضل يروي عن ابن شهرآشوب و علي بن سعيد بن هبة اللّٰه الراوندي و عبد اللّٰه بن جعفر الدوريستي و غيرهم من الأفاضل الأعلام.

و المزار الكبير يعلم من كيفية إسناده أنه كتاب معتبر و قد أخذ منه السيدان ابنا طاوس كثيرا من الأخبار و الزيارات و قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي فقيه محدث ثقة قرأ علي الإمام محيي الدين الحسين بن المظفر الحمداني و قال في ترجمة الحمداني أخبرنا بكتبه السيد أبو البركات المشهدي.

و أما الكراجكي فهو من أجلة العلماء و الفقهاء و المتكلمين و أسند إليه جميع أرباب الإجازات و كتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي أخذ عنه جل من أتي بعده و سائر كتبه في غاية المتانة و قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته الشيخ العالم الثقة أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي فقيه الأصحاب قرأ علي السيد المرتضي علم الهدي و الشيخ الموفق أبي جعفر رحمهما اللّٰه و له تصانيف منها كتاب التعجب و كتاب النوادر أخبرنا الوالد عن والده عنه انتهي و يظهر من الإجازات أنه كان أستاد ابن البراج.

و الشيخ منتجب الدين من مشاهير الثقات و المحدثين و فهرسته في غاية الشهرة و هو من أولاد الحسين بن علي بن بابويه و الصدوق عمه الأعلي و قال الشهيد الثاني في كتاب الإجازة و أجزت له أن يروي عني جميع ما رواه علي بن عبيد اللّٰه بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه و جميع ما اشتمل عليه كتاب فهرسته لأسماء العلماء المتأخرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي و كان هذا الرجل حسن الضبط كثير الرواية عن مشايخ عديدة انتهي و أربعينه مشتمل علي أخبار غريبة لطيفة.

و كتاب التحفة كتاب كثير الفوائد لكن لم ننقل منه إلا نادرا لكون أخباره مأخوذة من كتب أشهر منه.

ص: 35

و ابن شاذان قد عرفت حاله.

و المسعودي عده النجاشي في فهرسته من رواة الشيعة و قال له كتب منها كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليهما السلام و كتاب مروج الذهب مات سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة.

و أما كتاب النوادر فمؤلفه من الأفاضل الكرام قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست علامة زمانه جمع مع علو النسب كمال الفضل و الحسب و كان أستاد أئمة عصره و له تصانيف شاهدته و قرأت بعضها عليه انتهي و أكثر أحاديث هذا الكتاب مأخوذ من كتب موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر عليهما السلام الذي رواه سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد بن الأشعث عنه فأما سهل فمدحه النجاشي و قال ابن الغضائري بعد ذمه لا بأس بما روي من الأشعثيات و ما يجري مجريها مما رواه غيره و ابن الأشعث وثقه النجاشي و قال يروي نسخة عن موسي بن إسماعيل و روي الصدوق في المجالس من كتابه بسند آخر هكذا حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن يحيي الخزاز عن موسي بن إسماعيل فبتلك القرائن يقوي العمل بأحاديثه و أما أدعية السر فسنوردها بتمامها في محله.

و كتاب الفضائل و كتاب إزاحة العلة مؤلفهما من أجلة الثقات الأفاضل و قد مدحه أصحاب الإجازات كثيرا و قال الشهيد قدس سره في الذكري ذكر الشيخ أبو الفضل الشاذان بن جبرئيل القمي و هو من أجلاء فقهائنا في كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة ثم ذكر شطرا منه. و أما كتاب الصفين فهو كتاب معتبر أخرج منه الكليني و سائر المحدثين و قال النجاشي نصر بن مزاحم المنقري العطار أبو المفضل كوفي مستقيم الطريقة صالح الأمر غير أنه يروي عن الضعفاء كتبه حسان منها كتاب الجمل و كتاب الصفين و ذكر أسانيده إلي الكتابين و سائر كتبه و ذكر الشيخ أيضا في الفهرست سنده إلي كتبه.

ص: 36

و كتاب الغارات مؤلفه من مشاهير المحدثين و ذكره النجاشي و الشيخ و عدا من كتبه كتاب الغارات و مدحاه و قالا إنه كان زيديا ثم صار إماميا و روي السيد ابن طاوس أحاديث كثيرة من كتبه و أخبرنا بعض أفاضل المحدثين أنه وجد منه نسخة صحيحة معربة قديمة كتبت قريبا من زمان المصنف و عليها خط جماعة من الفضلاء و أنه استكتبه منها فأخذنا منه نسخة و هو موافق لما أخرج منه ابن أبي الحديد و غيره.

و كتاب المقتضب ذكره الشيخ و النجاشي في فهرستهما و عدا هذا الكتاب من كتبه و مدحاه بكثرة الرواية لكن نسبا إليه أنه خلط في آخر عمره و ذكره ابن شهرآشوب و عد مؤلفاته و لم يقدح فيه بشي ء و بالجملة كتابه من الأصول المعتبرة عند الشيعة كما يظهر من التتبع.

و اشتهار الشهيد الثاني و المحقق أغنانا عن التعرض لحال كتبهما نور اللّٰه ضريحهما.

و المحقق البحراني من أجلة العلماء و مشاهيرهم و كتاباه في نهاية الاشتهار.

و تفسير فرات و إن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح و لا قدح لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة و حسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بمؤلفه و حسن الظن به و قد روي الصدوق رحمه اللّٰه عنه أخبارا بتوسط الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي و روي عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل و غيره.

و الكتب الأربعة لجعفر بن أحمد بعضها في المناقب و بعضها في الأخلاق و الآداب و الأحكام فيها نادرة و مؤلفها غير مذكور في كتب الرجال لكنه من القدماء قريبا من عصر المفيد أو في عصره يروي عن الصفواني راوي الكليني بواسطة و يروي عن الصدوق أيضا كما سيأتي في إسناد تفسير الإمام عليه السلام و فيها أخبار طريفة غريبة و عندنا منه نسخ مصححة قديمة و السيد بن طاوس يروي عن كتبه في كتاب الإقبال و غيره و هذا مما يؤيد الوثوق عليها و روي عن بعض كتبه الشهيد الثاني رحمه اللّٰه في

ص: 37

شرح الإرشاد في فضل صلاة الجماعة و غيره من الأفاضل أيضا.

و كتاب نزهة الناظر و الجامع مؤلفهما من مشاهير العلماء المدققين و أقواله متداولة بين المتأخرين و هو ابن عم المحقق مؤلف الشرائع و المعتبر.

و كتاب الوسيلة و مؤلفه مشهوران و أقواله متداولة بين المتأخرين و قال الشيخ منتجب الدين الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي فقيه عالم واعظ له تصانيف منها الوسيلة.

و كتب المشايخ الكرام و الأجلة الفخام الشيخ حسن و السيد محمد و الشيخ البهائي نور اللّٰه مراقدهم جلالتها و نبالة مؤلفيها معلومتان و كذا كتابا مولانا محمد أمين قدس سره.

و السيد ابن باقي في نهاية الفضل و الكمال لكن أكثر كتابه مأخوذ عن مصباح الشيخ رحمه اللّٰه.

و كتاب تقريب المعارف كتاب جيد في الكلام و فيه أخبار طريفة أوردنا بعضها في كتاب الفتن و شأن مؤلفه أعظم من أن يفتقر إلي البيان.

و كذا كتب الشيخين الجليلين ابن البراج و سلار كمؤلفيها في نهاية الاعتبار.

و كتاب دعائم الإسلام قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهمون أنه تأليف الصدوق رحمه اللّٰه و قد ظهر لنا أنه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور قاضي مصر في أيام الدولة الإسماعيلية و كان مالكيا أولا ثم اهتدي و صار إماميا و أخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة لكن لم يرو عن الأئمة بعد الصادق خوفا من الخلفاء الإسماعيلية و تحت سر التقية أظهر الحق لمن نظر فيه متعمقا و أخباره تصلح للتأييد و التأكيد قال ابن خلكان هو أحد الفضلاء المشار إليهم ذكره الأمير المختار المسيحي في تاريخه فقال كان من العلم و الفقه و الدين و النبل علي ما لا مزيد عليه و له عدة تصانيف منها كتاب إختلاف أصول المذاهب و غيره انتهي و كان مالكي المذهب ثم انتقل إلي مذهب الإمامية و قال ابن زولاق في ترجمة ولده علي بن النعمان كان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل من أهل

ص: 38

القرآن و العلم بمعانيه و عالما بوجوه الفقه و علم اختلاف الفقهاء و اللغة و الشعر و المعرفة بأيام الناس مع عقل و إنصاف و ألف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف و أملح سجع و عمل في المناقب و المثالب كتابا حسنا و له ردود علي المخالفين له رد علي أبي حنيفة و علي مالك و الشافعي و علي بن شريح و كتاب إختلاف ينتصر فيه لأهل البيت عليهم السلام أقول ثم ذكر كثيرا من فضائله و أحواله و نحوه ذكر اليافعي و غيره و قال ابن شهرآشوب في كتاب معالم العلماء القاضي النعمان بن محمد ليس بإمامي و كتبه حسان منها شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار ذكر المناقب إلي الصادق عليه السلام الاتفاق و الإفتراق المناقب و المثالب الإمامة أصول المذاهب الدولة الإيضاح انتهي.

و كتاب المناقب و المثالب كتاب لطيف مشتمل علي فوائد جليلة.

و كتاب الحسين بن حمدان مشتمل علي أخبار كثيرة في الفضائل لكن غمز عليه بعض أصحاب الرجال.

و ابن الخشاب تاريخه مشهور أخرج منه صاحب كشف الغمة و أخباره معتبرة و هو كتاب صغير مقصور علي ولادتهم و وفاتهم و مدد أعمارهم عليهم السلام.

و كتاب البرهان كتاب متين فيه أخبار غريبة و مؤلفه من مشاهير الفضلاء قال النجاشي علي بن محمد العدوي الشمشاطي كان شيخا بالجزيرة و فاضل أهل زمانه و أديبهم ثم ذكر له تصانيف كثيرة و عد منها هذا الكتاب.

و رسالة أبي غالب مشتملة علي أحوال زرارة بن أعين و إخوانه و أولادهم و أحفادهم و أسانيدهم و كتبهم و رواياتهم و فيه فوائد جمة و هذا الرجل أعني أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن الملقب بأبي غالب الزراري كان من أفاضل الثقات و المحدثين و كان أستاد الأفاضل الأعلام كالشيخ المفيد و ابن الغضائري و ابن عبدون قدس اللّٰه أسرارهم و عد النجاشي و غيره هذه الرسالة من كتبه و سنذكر الرسالة بتمامها في آخر مجلدات هذا الكتاب إن شاء اللّٰه تعالي.

و كتاب دلائل الإمامة من الكتب المعتبرة المشهورة أخذ منه جل من تأخر

ص: 39

عنه كالسيد بن طاوس و غيره و وجدنا منه نسخة قديمة مصححة في خزانة كتب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و مؤلفه من ثقات رواتنا الإمامية و ليس هو ابن جرير التاريخي المخالف قال النجاشي رحمه اللّٰه محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي أبو جعفر جليل من أصحابنا كثير العلم حسن الكلام ثقة في الحديث له كتاب المسترشد في دلائل الإمامة أخبرنا أحمد بن علي بن نوح عن الحسن بن حمزة الطبري قال حدثنا محمد بن جرير بن رستم بهذا الكتاب و بسائر كتبه و قال الشيخ في الفهرست محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير يكني أبا جعفر دين فاضل و ليس هو صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب و له كتب جمة منها كتاب المسترشد.

و كتاب مصباح الأنوار مشتمل علي غرر الأخبار و يظهر من الكتاب أن مؤلفه من الأفاضل الكبار و يروي من الأصول المعتبرة من الخاصة و العامة.

و كتاب الدر النظيم كتاب شريف كريم مشتمل علي أخبار كثيرة من طرقنا و طرق المخالفين في المناقب و قد ينقل من كتاب مدينة العلم و غيره من الكتب المعتبرة و كان معاصرا للسيد علي بن طاوس رحمه اللّٰه و قلما رجعنا إليه لبعض الجهات.

و كتاب الأربعين أخذ منه أكثر علماؤنا و اعتمدوا عليه.

و كتاب تسلية المجالس مؤلفه من سادة الأفاضل المتأخرين و هو كتاب كبير مشتمل علي أخبار كثيرة أوردنا بعضها في المجلد العاشر.

و كتاب صفوة الأخبار و رياض الجنان مشتملان علي أخبار غريبة في المناقب و أخرجنا منهما ما وافق أخبار الكتب المعتبرة.

و كتاب الغنية مؤلفه غني عن الإطراء و هو من الفقهاء الأجلاء و كتبه معتبرة مشهورة لا سيما هذا الكتاب.

و كتب المحقق الطوسي روح اللّٰه روحه القدوسي و مؤلفها أشهر من الشمس في رابعة النهار.

و السيد عميد الدين من مشاهير العلماء و أثني عليه أرباب الإجازات و كتبه معروفة متداولة لكن لم نرجع إليها إلا قليلا.

ص: 40

و كذا الشيخ الأجل المقداد بن عبد اللّٰه من أجلة الفقهاء و تصانيفه في نهاية الاعتبار و الاشتهار.

و كذا فخر المحققين أدق الفقهاء المتأخرين و كتبه متداولة معروفة.

و كتاب الأضواء محتو علي فوائد كثيرة لكن لم نرجع إليه كثيرا.

و الشيخ مروج المذهب نور الدين حشره اللّٰه مع الأئمة الطاهرين حقوقه علي الإيمان و أهله أكثر من أن يشكر علي أقله و تصانيفه في نهاية الرزانة و المتانة.

و السيد الرشيد الشهيد التستري حشره اللّٰه مع الشهداء الأولين بذل الجهد في نصرة الدين المبين و دفع شبه المخالفين و كتبه معروفة لكن أخذنا أخبارها من مأخذها.

و الشيخ ابن داود في غاية الشهرة بين المتأخرين و بالغوا في مدحه في الإجازات و قل رجوعنا إلي كتبه.

و كذا رجال ابن الغضائري و هو إن كان الحسين فهو من أجلة الثقات و إن كان أحمد كما هو الظاهر فلا أعتمد عليه كثيرا و علي أي حال فالاعتماد علي هذا الكتاب يوجب رد أكثر أخبار الكتب المشهورة.

و كتابا الملحمة مشهوران لكن لا أعتمد عليهما كثيرا.

و كتاب الأنوار قد أثني بعض أصحاب الشهيد الثاني علي مؤلفه و عدة من مشايخه. و مضامين أخباره موافقة للأخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة و كان مشهورا بين علمائنا يتلونه في شهر ربيع الأول في المجالس و المجامع إلي يوم المولد الشريف و كذا الكتابان الآخران معتبران أوردنا بعض أخبارهما في الكتاب.

و كتاب أحمد بن أبي طاهر مشتمل علي خطبة فاطمة صلوات اللّٰه عليها و خطب نساء أهل البيت عليهم السلام في كربلاء و مؤلفه معتبر بين الفريقين.

و السيد الأمجد ميرزا محمد قدس اللّٰه روحه من النجباء الأفاضل و الأتقياء الأماثل و جاور بيت اللّٰه الحرام إلي أن مضي إلي رحمة اللّٰه و كتبه في غاية المتانة و السداد

ص: 41

و كتاب الديوان انتسابه إليه صلوات اللّٰه عليه مشهور و كثير من الأشعار المذكورة فيها مروية في سائر الكتب و يشكل الحكم بصحة جميعها و يستفاد من معالم ابن شهرآشوب أنه تأليف علي بن أحمد الأديب النيسابوري من علمائنا و النجاشي عد من كتب عبد العزيز بن يحيي الجلودي كتاب شعر علي عليه السلام.

و كتاب الشهاب و إن كان من مؤلفات المخالفين لكن أكثر فقراتها مذكورة في الكتب و الأخبار المروية من طرقنا و لذا اعتمد عليه علماؤنا و تصدوا لشرحه و قال الشيخ منتجب الدين السيد فخر الدين شميلة بن محمد بن أبي هاشم الحسيني عالم صالح روي لنا كتاب الشهاب للقاضي أبي عبد اللّٰه محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي عنه.

و الشيخ أبو الفتوح في الفضل مشهور و كتبه معروفة مألوفة.

و كتاب الأنوار البدرية مشتمل علي بعض الفوائد الجلية.

و تاريخ بلدة قم كتاب معتبر لكن لم يتيسر لنا أصل الكتاب و إنما وصل إلينا ترجمته و قد أخرجنا بعض أخباره في كتاب السماء و العالم.

و أجوبة سؤالات ابن سلام أوردناها في محالها.

و كتاب طب النبي صلي اللّٰه عليه و آله و إن كان أكثر أخباره من طرق المخالفين لكنه مشهور متداول بين علمائنا قال نصير الملة و الدين الطوسي في كتاب آداب المتعلمين و لا بد من أن يتعلم شيئا من الطب و يتبرك بالآثار الواردة في الطب الذي جمعه الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري في كتابه المسمي بطب النبي صلي اللّٰه عليه و آله.

و المحقق الأردبيلي في الورع و التقوي و الزهد و الفضل بلغ الغاية القصوي و لم أسمع بمثله في المتقدمين و المتأخرين جمع اللّٰه بينه و بين الأئمة الطاهرين و كتبه في غاية التدقيق و التحقيق.

و الخليل و الصاحب كانا من الإمامية و هما علمان في اللغة و العروض و العربية و الصاحب هو الذي صدر الصدوق عيون أخبار الرضا عليه السلام باسمه و أهداه إليه.

و الشواهد كتاب جيد مشتمل علي بيان نزول الآيات في أهل البيت عليهم السلام

ص: 42

و كثيرا ما يذكر عنه الطبرسي و غيره من الأعلام.

و المقصد مشتمل علي أخبار غريبة و أحكام نادرة نذكر منها تأييدا و تأكيدا.

و العمدة أشهر الكتب و أوثقها في النسب.

و النرسي من أصحاب الأصول روي عن الصادق و الكاظم عليهما السلام و ذكر النجاشي سنده إلي ابن أبي عمير عنه و الشيخ في التهذيب و غيره يروي من كتابه و روي الكليني أيضا من كتابه في مواضع منها في باب التقبيل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عنه و منها في كتاب الصوم بسند آخر عن ابن أبي عمير عنه.

و كذا كتاب زيد الزراد أخذ عنه أولو العلم و الرشاد و ذكر النجاشي أيضا سنده إلي ابن أبي عمير عنه و قال الشيخ في الفهرست و الرجال لهما أصلان لم يروهما ابن بابويه و ابن الوليد و كان ابن الوليد يقول هما موضوعان و قال ابن الغضائري غلط أبو جعفر في هذا القول فإني رأيت كتبهما مسموعة من محمد بن أبي عمير انتهي و أقول و إن لم يوثقهما أرباب الرجال لكن أخذ أكابر المحدثين من كتابهما و اعتمادهم عليهما حتي الصدوق في معاني الأخبار و غيره و رواية ابن أبي عمير عنهما و عد الشيخ كتابهما من الأصول لعلها تكفي لجواز الاعتماد عليهما مع أنا أخذناهما من نسخة قديمة مصححه بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي و هو نقله من خط الشيخ الجليل محمد بن الحسن القمي و كان تاريخ كتابتها سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة و ذكر أنه أخذهما و سائر الأصول المذكورة بعد ذلك من خط الشيخ الأجل هارون بن موسي التلعكبري رحمه اللّٰه و ذكر في أول كتاب النرسي سنده هكذا حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري أيده اللّٰه قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد اللّٰه العلوي أبو عبد اللّٰه المحمدي قال حدثنا محمد بن أبي عمير عن زيد النرسي و ذكر في أول كتاب الزراد سنده هكذا حدثنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام عن حميد بن زياد بن حماد عن أبي العباس عبيد اللّٰه بن أحمد بن

ص: 43

نهيك عن محمد بن أبي عمير عن زيد الزراد و هذان السندان غير ما ذكره النجاشي.

و كتاب العصفري أيضا أخذناه من النسخة المتقدمة و ذكر السند في أوله هكذا أخبرنا التلعكبري عن محمد بن همام عن محمد بن أحمد بن خاقان النهدي عن أبي سمينة عن أبي سعيد العصفري عباد و ذكر الشيخ و النجاشي رحمهما اللّٰه كتابه و ذكرا سندهما إليه لكنهما لم يوثقاه و لعل أخباره تصلح للتأييد.

و كتاب عاصم مؤلفه في الثقة و الجلالة معروف.

و ذكر الشيخ و النجاشي أسانيد إلي كتابه و في النسخة المتقدمة سنده هكذا حدثني أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي أيده اللّٰه قال حدثني أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب عن حميد بن زياد بن هوارا في سنة تسع و ثلاث مائة عن عبد اللّٰه بن أحمد بن نهيك عن مساور و سلمة عن عاصم بن حميد الحناط قال قال التلعكبري و حدثني أيضا بهذا الكتاب أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم العلوي الموسوي بمصر عن ابن نهيك.

و كتاب ابن الحضرمي ذكر الشيخ في الفهرست طريقه إليه و في النسخة المتقدمة ذكر سنده هكذا أخبرنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري أيده اللّٰه عن محمد بن همام عن حميد بن زياد الدهقان عن أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأسدي البزاز عن محمد بن المثني بن القاسم الحضرمي عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي و الشيخ أيضا روي عن جماعة عن التلعكبري إلي آخر السند المتقدم إلا أن فيه عن محمد بن أمية بن القاسم و الظاهر أن ما هنا أصوب و أكثر أخباره تنتهي إلي جابر الجعفي.

و كتاب محمد بن المثني بن القاسم الحضرمي وثق النجاشي مؤلفه و ذكر طريقه إليه و في النسخة القديمة المتقدمة أورد سنده هكذا حدثنا الشيخ هارون بن موسي التلعكبري عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز عن محمد بن المثني.

ص: 44

و كتاب عبد الملك بن حكيم وثق النجاشي المؤلف و ذكر هو و الشيخ طريقهما إليه و في النسخة القديمة طريقه هكذا أخبرنا التلعكبري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم عن عمه عبد الملك.

و كتاب المثني ذكر الشيخ و النجاشي طريقهما إليه و روي الكشي عن علي بن الحسن مدحه و في النسخة المتقدمة سنده هكذا التلعكبري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن مثني بن الوليد الحناط.

و كتاب خلاد ذكر النجاشي و الشيخ سندهما إليه و في النسخة القديمة هكذا التلعكبري عن ابن عقدة عن يحيي بن زكريا بن شيبان عن محمد بن أبي عمير عن خلاد السندي و في بعض نسخ السدي بغير نون البزاز الكوفي.

و كتاب الحسين بن عثمان النجاشي ذكر إليه سندا و وثقه الكشي و غيره و السند فيما عندنا من النسخة القديمة عن التلعكبري عن ابن عقدة عن جعفر بن عبد اللّٰه المحمدي عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان بن شريك.

و كتاب الكاهلي مؤلفه ممدوح و الشيخ و النجاشي أسندا عنه و السند في القديمة عن التلعكبري عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن بن الحكم القطواني عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد اللّٰه بن يحيي.

و كتاب سلام بن عمرة الخراساني وثقه النجاشي و أسند إلي الكتاب و فيما عندنا التلعكبري عن ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسن (1)بن حازم عن عبد اللّٰه بن جميلة عن سلام.

و كتاب النوادر مؤلفه ثقة فطحي و النجاشي و الشيخ أسندا عنه و السند فيما عندنا عن التلعكبري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن ابن أسباط.

و كتاب النبذة مؤلفه لا نعلم حاله.

و الدوريستي من تلامذة المفيد و المرتضي و وثقه ابن داود و العلامة و الشيخ منتجب الدين و غيرهم.

ص: 45


1- و في نسخة: الحسين.

و كتاب الكر و الفر مشهور و مشتمل علي أجوبة شريفة.

و كتاب الأربعين من الكتب المعروفة و الشيخ إبراهيم القطيفي رحمه اللّٰه كان في غاية الفضل و كان معاصرا للشيخ نور الدين المروج و كانت بينهما مناظرات و مباحثات كثيرة.

ثم اعلم أنا سنذكر بعض أخبار الكتب المتقدمة التي لم نأخذ منها كثيرا لبعض الجهات مع ما سيتجدد من الكتب في كتاب مفرد سميناه بمستدرك البحار إن شاء اللّٰه الكريم الغفار إذ الإلحاق في هذا الكتاب يصير سببا لتغيير كثير من النسخ المتفرقة في البلاد و اللّٰه الموفق للخير و الرشد و السداد.

الفصل الثالث في بيان الرموز التي وضعناها للكتب المذكورة

و نوردها في صدر كل خبر ليعلم أنه مأخوذ من أي أصل و هل هو في أصل واحد أو متكرر في الأصول و لو كان في السند اختلاف نذكر الخبر من أحد الكتابين و نشير إلي الكتاب الآخر بعده و نسوقه إلي محل الوفاق و لو كان في المتن اختلاف مغير للمعني نبينه و مع اتحاد المضمون و اختلاف الألفاظ و مناسبة الخبر لبابين نورد بأحد اللفظين في أحد البابين و باللفظ الآخر في الباب الآخر.

و لنذكر الرموز ن لعيون أخبار الرضا عليه السلام لعلل الشرائع ك لإكمال الدين يد للتوحيد ل للخصال لي لأمالي الصدوق ثو لثواب الأعمال مع لمعاني الأخبار هد للهداية عد للعقائد و أما سائر كتب الصدوق و كتابا والده فلم نحتج فيها إلي الرمز لقلة أخبارها ب لقرب الإسناد ير لبصائر الدرجات ما لأمالي الشيخ غط لغيبة الشيخ مصبا للمصباحين شا للإرشاد جا لمجالس المفيد ختص لكتاب الإختصاص و سائر كتب المفيد و

ص: 46

الشيخ لم نعين لها رمزا و كذا أمالي ولد الشيخ شركناه مع أمالي والده في الرمز لأن جميع أخباره إنما يرويها عن والده رضي اللّٰه عنهما.

مل لكامل الزيارة سن للمحاسن فس لتفسير علي بن إبراهيم شي لتفسير العياشي م لتفسير الإمام عليه السلام ضه لروضة الواعظين عم لإعلام الوري مكا لمكارم الأخلاق ج للإحتجاج قب لمناقب ابن شهرآشوب كشف لكشف الغمة ف لتحف العقول مد للعمدة نص للكفاية نبه لتنبيه الخاطر نهج لنهج البلاغة طب لطب الأئمة صح لصحيفة الرضا عليه السلام ضا لفقه الرضا عليه السلام يج للخرائج ص لقصص الأنبياء ضوء لضوء الشهاب طا لأمان الأخطار شف لكشف اليقين.

يف للطرائف قيه للدروع فتح لفتح الأبواب نجم لكتاب النجوم جم لجمال الأسبوع قل لإقبال الأعمال تم لفلاح السائل لكونه من تتمات المصباح مهج لمهج الدعوات صبا لمصباح الزائر حة لفرحة الغري كنز لكنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة معا لكون أحدهما مأخوذا من الآخر كما عرفت غو لغوالي اللآلي و النثر لا يحتاج إلي الرمز جع لجامع الأخبار ني لغيبة النعماني فض لكتاب الروضة لكونه في الفضائل مص لمصباح الشريعة قبس لقبس المصباح ط للصراط المستقيم خص لمنتخب البصائر سر للسرائر ق للكتاب العتيق الغروي كش لرجال الكشي جش لفهرست النجاشي بشا لبشارة المصطفي ين لكتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه و النوادر عين للعيون و المحاسن غر للغرر و الدرر كف لمصباح الكفعمي لد للبلد الأمين قضا لقضاء الحقوق محص للتمحيص عدة للعدة جنة للجنة منها للمنهاج د للعدد يل للفضائل فر لتفسير فرات بن إبراهيم عا لدعائم الإسلام.

و سائر الكتب لا رمز لها و إنما نذكر أسمائها بتمامها و منها ما أوردناه بتمامه في المحال المناسبة له كطب الرضا عليه السلام و توحيد المفضل و الإهليلجة و

ص: 47

كتاب المسائل لعلي بن جعفر و فهرست الشيخ منتجب الدين و إنما لم نرمز لها إما لذكرها بتمامها في محالها كما عرفت أو لقلة رجوعنا إليها لكون أكثر أخبارها عامية أو لكون حجم الكتاب قليلا و أخباره يسيرة أو لعدم الاعتماد التام عليه أو لغير ذلك من الجهات و الأغراض.

ثم اعلم أنا إنما تركنا إيراد أخبار بعض الكتب المتواترة في كتابنا هذا كالكتب الأربعة لكونها متواترة مضبوطة لعله لا يجوز السعي في نسخها و تركها و إن احتجنا في بعض المواضع إلي إيراد خبر منها فهذه رموزها كا للكافي يب للتهذيب صا للإستبصار يه لمن لا يحضره الفقيه و عند وصولنا إلي الفروع نترك الرموز و نورد الأسماء مصرحة إن شاء اللّٰه تعالي لفوائد تختص بها لا تخفي علي أولي النهي و كذا نترك هناك الاختصارات التي اصطلحناها في الأسانيد في الفصل الآتي لكثرة الاحتياج إلي السند فيها.

الفصل الرابع في بيان ما اصطلحنا عليه للاختصار في الأسناد

اشارة

مع التحرز عن الإرسال المفضي إلي قلة الاعتماد فإن أكثر المؤلفين دأبهم التطويل في ذكر رجال الخبر لتزيين الكتاب و تكثير الأبواب و بعضهم يسقطون الأسانيد فتنحط الأخبار بذلك عن درجة المسانيد فيفوت التميز بين الأخبار في القوة و الضعف و الكمال و النقص إذ بالمخبر يعرف شأن الخبر و بالوثوق علي الرواة يستدل علي علو الرواية و الأثر فاخترنا ذكر السند بأجمعه مع رعاية غاية الاختصار بالاكتفاء عن المشاهير بذكر والدهم أو لقبهم أو محض اسمهم خاليا عن النسبة إلي الجد و الأب و ذكر الوصف و الكنية و اللقب و بالإشارة إلي جميع السند إن كان مما يتكرر كثيرا في الأبواب برمز و علامة و اصطلاح ممهد في صدر الكتاب لئلا يترك في كتابنا شي ء من فوائد الأصول فيسقط بذلك عن درجة كمال القبول.

ص: 48

فأما ما اختصرناه من أسناد قرب الإسناد فكل ما كان فيه أبو البختري فقد رواه عن السندي بن محمد البزاز عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي.

و كل ما كان فيه عنهما عن حنان فهما عبد الصمد بن محمد و محمد بن عبد الحميد معا عن حنان بن سدير.

و كل ما كان فيه علي عن أخيه فهو عن عبد اللّٰه بن الحسن العلوي عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسي عليه السلام

و كل ما كان فيه ابن رئاب فهو بهذا الإسناد أحمد و عبد اللّٰه ابنا محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب.

و كل ما كان فيه عن حماد بن عيسي فهو بهذا الإسناد محمد بن عيسي و الحسن بن ظريف و علي بن إسماعيل كلهم عن حماد بن عيسي البصري الجهني.

و كل ما كان فيه ابن سعد عن الأزدي فهو أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد الأزدي.

و كل ما كان فيه ابن ظريف عن ابن علوان فهما الحسن بن ظريف و الحسين بن علوان.

و أما ما اختصرناه من أسانيد كتب الصدوق فكلما كان في خبر الأعمش فهو بهذا السند المذكور في كتاب الخصال قال حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي و أحمد بن الحسن القطان و محمد بن أحمد السناني و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و عبد اللّٰه بن محمد الصائغ و علي بن عبد اللّٰه الوراق رضي اللّٰه عنهم قالوا حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان عن بكر بن عبد اللّٰه بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمد صلوات اللّٰه عليه.

و كل ما كان في خبر ابن سلام فهو بهذا السند الذي أورده الصدوق في كتبه قال حدثنا الحسن بن يحيي بن ضريس قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو جعفر عمارة السكري السرياني قال حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين قال حدثنا عبد اللّٰه بن

ص: 49

هارون الكرخي قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّٰه بن يزيد بن سلام بن عبيد اللّٰه مولي رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله قال حدثني أبي عبد اللّٰه بن يزيد قال حدثني يزيد بن سلام عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله

و كل ما كان فيه في علل الفضل بن شاذان فهو ما رواه الصدوق عن عبد الواحد بن عبدوس النيسابوري عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام

و كل ما كان فيه في خبر مناهي النبي صلي اللّٰه عليه و آله فهو ما ذكره الصدوق بهذا الإسناد حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال حدثني أبو عبد اللّٰه عبد العزيز بن محمد بن عيسي الأبهري قال حدثنا أبو عبد اللّٰه محمد بن زكريا الجوهري الغلابي البصري قال حدثنا شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله

و كل ما كان فيه بالإسناد إلي وهب فهو كما ذكره الصدوق رحمه اللّٰه أخبرنا أبو عبد اللّٰه محمد بن شاذان بن أحمد البروازي عن أبي علي محمد بن محمد بن الحرث بن سفيان الحافظ السمرقندي عن صالح بن سعيد الترمذي عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه اليماني.

و كل ما كان فيه بإسناد العلوي فهو ما رواه الصدوق رحمه اللّٰه عن أحمد بن محمد بن عيسي العلوي الحسيني عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد القطان عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن عيسي بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات اللّٰه عليه.

و كل ما كان فيه بإسناد التميمي فهو ما ذكره الصدوق رحمه اللّٰه قال حدثنا محمد بن عمر بن أسلم بن البر الجعابي قال حدثني أبو محمد الحسن بن عبد اللّٰه بن محمد بن العباس الرازي التميمي عن أبيه قال حدثني سيدي علي بن موسي الرضا قال حدثني أبي موسي بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني

ص: 50

أخي الحسن قال حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهما السلام قال قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله

و كل ما كان فيه بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام فهو ما أورده الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام هكذا حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه المرورودي بمرورود في داره قال حدثنا أبو بكر بن عبد اللّٰه النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم عبد اللّٰه بن أحمد بن عامر بن سلموية الطائي بالبصرة قال حدثنا أبي في سنة ستين و مائتين قال حدثني علي بن موسي الرضا عليهما السلام سنة أربع و تسعين و مائة و حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور قال حدثني أبو إسحاق بن إبراهيم بن مروان بن محمد الخوزي قال حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوزي قال حدثنا أحمد بن عبد اللّٰه الهروي الشيباني عن الرضا عليه السلام و حدثنا أبو عبد اللّٰه الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسي الرضا عليهما السلام قال حدثني أبي موسي بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهما السلام عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله

و كل ما كان فيه فيما كتب الرضا عليه السلام للمأمون فهو ما رواه الصدوق قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري بنيسابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاث مائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام

و كل ما كان فيه في خبر الشامي فهو ما رواه الصدوق قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن القاسم قراءة قال حدثنا علي بن إبراهيم بن المعلي قال حدثنا أبو عبد اللّٰه محمد بن خالد قال حدثنا عبد اللّٰه بن بكر المراري عن موسي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عن أبيه عليه السلام و رواه الشيخ عن الحسين بن عبيد اللّٰه الغضائري عن الصدوق بهذا الإسناد.

و كل ما كان فيه في أسئلة الشامي عن أمير المؤمنين عليه السلام فهو بهذا الإسناد قال

ص: 51

الصدوق حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد اللّٰه البصري بإيلاق قال حدثنا أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدثنا أبو القاسم عبد اللّٰه بن أحمد بن عامر الطائي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسي الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين صلوات اللّٰه عليهم أجمعين.

و كل ما كان فيه الأربعمائة فهو ما رواه الصدوق في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّٰه عن محمد بن عيسي اليقطيني عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال حدثني أبي عن جده عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين صلوات اللّٰه عليه علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمؤمن في دينه و دنياه و سيأتي بتمامه في المجلد الرابع.

و كل ما كان فيه بالإسناد إلي دارم فهو ما رواه الصدوق عن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق عن علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولي الرشيد عن دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني. و كل ما كان فيه المفسر بإسناده إلي أبي محمد عليه السلام فهو ما رواه الصدوق عن محمد بن القاسم الجرجاني المفسر عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبي الحسن علي بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد عليه السلام

و كل ما كان فيه ابن المغيرة بإسناده فالسند هكذا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي قال حدثني جدي الحسن بن علي بن عبد اللّٰه عن جده عبد اللّٰه بن المغيرة و قد نعبر عن هذا السند هكذا ابن المغيرة عن جده عن جده.

و كل ما كان فيه ابن البرقي عن أبيه عن جده فهو علي بن أحمد بن عبد اللّٰه بن أحمد بن أبي عبد اللّٰه البرقي عن أبيه عن جده أحمد.

و كل ما كان فيه فيما أوصي به النبي صلي اللّٰه عليه و آله إلي علي عليه السلام فهو ما رواه الصدوق عن محمد بن علي بن الشاه عن أحمد بن محمد بن الحسين عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي عن أنس بن محمد بن أبي مالك عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهما السلام و رواه في كتاب مكارم الأخلاق

ص: 52

و كتاب تحف العقول مرسلا عن الصادق عليه السلام

و أما ما اختصرناه من أسانيد كتب شيخ الطائفة فكلما كان فيه بإسناد أبي قتادة فهو ما رواه أبو علي ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن الحسين بن عبيد اللّٰه الغضائري عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري عن محمد بن همام عن علي بن الحسين الهمداني عن محمد بن خالد البرقي عن أبي قتادة القمي.

و كل ما كان فيه بإسناد أخي دعبل فهو ما رواه الشيخ عن هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الدعبلي قال حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن دعبل بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّٰه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي ببغداد سنة اثنين و سبعين و مائتين قال حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسي الرضا عليهما السلام بطوس سنة ثمان و تسعين و مائة و فيها رحلنا إليه علي طريق البصرة و صادفنا عبد الرحمن بن مهدي عليلا فأقمنا عليه أياما و مات عبد الرحمن بن مهدي و حضرنا جنازته و صلي عليه إسماعيل بن جعفر فرحلنا إلي سيدي أنا و أخي دعبل فأقمنا عنده إلي آخر سنة مائتين و خرجنا إلي قم بعد أن خلع سيدي أبو الحسن الرضا عليه السلام علي أخي دعبل قميصا خزا أخضر و خاتم فضة عقيقا و دفع إليه دراهم رضوية و قال له يا دعبل صر إلي قم فإنك تفيد بها و قال له احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ركعة (1)و ختمت فيه القرآن ألف ختمة فحدثنا إملاء في رجب سنة ثمان و تسعين و مائة قال حدثني أبي موسي بن جعفر عن آبائه صلوات اللّٰه عليهم أجمعين.

و كل ما كان فيه بإسناد المجاشعي فهو ما رواه الشيخ قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيباني قال حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد الشعراني البيهقي بجرجان قال حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسي المجاشعي قال حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال حدثنا أبي أبو عبد اللّٰه عليه السلام قال المجاشعي و حدثنا الرضا علي بن موسي عن أبيه موسي عن أبيه أبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام

ص: 53


1- و في الأمالي: فقد صليت فيه الف ليلة في كل ليلة الف ركعة.

و كل ما نذكر عند ذكر أخبار مستطرفات السرائر في كتاب المسائل فهو إشارة إلي ما ذكره ابن إدريس رحمه اللّٰه حيث قال و من ذلك ما استطرفناه من كتاب مسائل الرجال و مكاتباتهم مولانا أبا الحسن علي بن محمد عليه السلام و الأجوبة عن ذلك رواية أبي عبد اللّٰه أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن بن عياش الجوهري و رواية عبد اللّٰه بن جعفر الحميري رضي اللّٰه عنهما.

و كل ما كان فيه نوادر الراوندي بإسناده فهذا سنده نقلته كما وجدته أخبرنا السيد الإمام ضياء الدين سيد الأئمة شمس الإسلام تاج الطالبية ذو الفخرين جمال آل رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله أبو الرضا فضل اللّٰه بن علي بن عبيد اللّٰه الحسني الراوندي حرس اللّٰه جماله و أدام فضله قال أخبرنا الإمام الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني إجازة و سماعا قال أخبرنا الشيخ أبو عبد اللّٰه محمد بن الحسن التميمي البكري إجازة أو سماعا قال حدثنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي قال حدثني موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال حدثني أبي إسماعيل بن موسي عن أبيه موسي عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه (1)علي بن أبي طالب صلوات اللّٰه عليهم قال قال رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله أقول و يظهر من كتب الرجال طرق آخر إلي هذا الكتاب نوردها في آخر مجلدات كتابنا هذا إن شاء اللّٰه تعالي.

و كل ما كان في كتاب قصص الأنبياء بالإسناد إلي الصدوق فهو ما ذكر في مواضع قال أخبرني الشيخ علي بن عبد الصمد النيسابوري عن أبيه عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الخوزي عن الصدوق رحمه اللّٰه و في موضع آخر قال أخبرنا السيد أبو الحرب المجتبي بن الداعي الحسيني عن الدوريستي عن أبيه عنه و قال في موضع آخر أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن أحمد بن معبد الحسيني عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل عن علي بن عبد الصمد عن السيد أبي البركات الخوزي و في موضع

ص: 54


1- كذا في النسخ التي عندنا.

آخر أخبرنا السيد (1)أبو القاسم بن كمح عن الدوريستي عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا الأستاد أبو جعفر محمد بن المرزبان عن الدوريستي عن أبيه عنه و في موضع آخر أخبرنا الأديب أبو عبد اللّٰه الحسين المؤدب القمي عن الدوريستي عن أبيه عنه و في مقام آخر أخبرنا أبو سعد الحسن بن علي و الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقي عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن الصدوق و في مقام آخر أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي عن جعفر الدوريستي عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد عن جعفر بن أحمد عن الصدوق و في محل آخر أخبرنا هبة اللّٰه بن دعويدار عن أبي عبد اللّٰه الدوريستي عن جعفر بن أحمد المريسي عنه و في محل آخر أخبرنا السيد علي بن أبي طالب السليقي (2)عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عنه و في آخر أخبرنا أبو السعادات هبة اللّٰه بن علي الشجري عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه و في آخر أخبرنا الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمد عن علي بن عبد الصمد عن علي بن الحسين عنه و في خبر آخر أخبرنا جماعة منهم الأخوان محمد و علي ابنا علي بن عبد الصمد عن أبيهما عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني عنه.

و كل ما كان من كتاب صفين فقد وجدت في أول الكتاب و وسطه في مواضع سنده هكذا أخبرنا الشيخ الحافظ شيخ الإسلام أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي قال أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقراءتي عليه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع و ثمانين و أربعمائة قال أخبرنا أبو يعلي أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن الوكيل قراءة عليه و أنا أسمع في رجب من سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد اللّٰه بن محمد بن ثابت الصيرفي قراءة عليه و أنا أسمع قال أخبرنا علي بن محمد بن عقبة بن الوليد بن همام بن عبد اللّٰه قراءة عليه في سنة أربعين و ثلاث مائة قال

ص: 55


1- و في نسخة: الأستاذ.
2- و في نسخة: السليقي.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن سليمان بن الربيع بن هشام الهندي الخزاز قال أخبرنا أبو الفضل نصر بن مزاحم التميمي و لعل هذا من سند العامة لأنهم أيضا أسندوا إليه و روي عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أحاديث كثيرة و قال هو في نفسه ثبت صحيح النقل غير منسوب إلي هوي و لا إدغال و هو من رجال أصحاب الحديث انتهي و أخرجنا في كتاب الفتن أكثر أخباره من الشرح المذكور لتكون حجة علي المخالفين.

و أما أسانيد أصحابنا إليه فهي مذكورة في كتب الرجال و وجدت في ظهر كتاب المقتضب ما هذه صورته أخبرني به الشيخ الإمام العالم نجم الدين أبو محمد عبد اللّٰه بن جعفر بن محمد بن موسي عن جده محمد بن موسي بن جعفر عن جده جعفر بن محمد بن أحمد بن العياش الدوريستي عن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز عن مصنفه أبي عبد اللّٰه أحمد بن محمد بن عياش.

و كان في مفتتح كتاب ابن الخشاب أخبرنا السيد العالم الفقيه صفي الدين أبو جعفر محمد بن معد الموسوي في العشر الأخير من صفر سنة ست عشرة و ستمائة قال أخبرنا الأجل العالم زين الدين أبو العز أحمد بن أبي المظفر محمد بن عبد اللّٰه بن محمد بن جعفر قراءة عليه فأقر به و ذلك في آخر نهار يوم الخميس ثامن صفر من السنة المذكورة بمدينة السلام بدرب الدواب قال أخبرنا الشيخ الإمام العالم الأوحد حجة الإسلام أبو محمد عبد اللّٰه بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال قرأت علي الشيخ أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المقري يوم السبت الخامس و العشرين من محرم سنة إحدي و ثلاثين و خمسمائة من أصله بخط عمه أبي الفضل أحمد بن الحسن و سماعه منه فيه بخط عمه في يوم الجمعة سادس عشر شعبان من سنة أربع و ثمانين و أربعمائة أخبركم أبو الفضل أحمد بن الحسن فأقر به قال أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل قراءة عليه و أنا أسمع في رجب سنة ثمان و عشرين و أربعمائة قال أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد اللّٰه بن الفتح زارع النهروان بها قراءة عليه و أنا أسمع في سنة خمس و ستين و ثلاثمائة قال حدثنا حرب بن أحمد المؤدب قال حدثنا

ص: 56

الحسن بن محمد العمي البصري عن أبيه قال حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام ثم يعيد السند عن حرب بن محمد.

و لنذكر المفردات المشتركة

أبان هو ابن عثمان أحمد الهمداني هو أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الهمداني الكوفي الحافظ و قد نعبر عنه بابن عقدة و تارة بأحمد الكوفي أحمد بن الوليد هو ابن محمد بن الحسن بن الوليد إسحاق هو ابن عمار أيوب هو ابن نوح و قد نعبر عنه بابن نوح تميم القرشي هو تميم بن عبد اللّٰه بن تميم القرشي أستاد الصدوق ثعلبة هو ابن ميمون جعفر الكوفي هو ابن محمد جميل هو ابن الدراج الحسين عن أخيه عن أبيه هم الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه علي عن أبيه سيف حفص هو ابن غياث القاضي حمدان هو ابن سليمان النيسابوري يروي عنه ابن قتيبة حمزة العلوي هو حمزة بن محمد بن أحمد العلوي حمويه هو أبو عبد اللّٰه حمويه بن علي بن حمويه النضري قال الشيخ رحمه اللّٰه أخبرنا قراءة عليه ببغداد في دار الغضائري يوم السبت النصف من ذي القعدة سنة ثلاث عشرة و أربعمائة حنان هو ابن سدير درست هو ابن أبي منصور الواسطي الريان هو ابن الصلت سعد هو ابن عبد اللّٰه سماعة هو ابن مهران سهل هو ابن زياد صفوان هو ابن يحيي عبد الأعلي هو مولي آل سام العلاء عن محمد هما ابن رزين و ابن مسلم علان هو علي بن محمد المعروف بعلان علي عن أبيه علي بن إبراهيم بن هاشم فرات هو فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي و غالبا يكون بعد ابن سعيد الهاشمي الفضل هو ابن شاذان القاسم عن جده هو القاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد محمد الحميري هو ابن عبد اللّٰه بن جعفر محمد بن عامر هو محمد بن الحسين بن محمد بن عامر محمد العطار هو ابن يحيي المظفر العلوي هو أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي معمر هو ابن يحيي هارون هو ابن مسلم يونس هو ابن عبد الرحمن الآدمي هو سهل بن زياد الأزدي هو محمد بن زياد و قد يطلق علي بكر بن محمد الأسدي هو أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي و قد نعبر عنه بمحمد الأسدي و الأسدي في أول

ص: 57

سند الصدوق هو محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي الأشعري هو محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري الأشناني هو أبو عبد اللّٰه الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل قال الصدوق أخبرنا ببلخ الأصفهاني هو القاسم بن محمد الأصم هو عبد اللّٰه بن عبد الرحمن الأنصاري هو أحمد بن علي الأنصاري الأهوازي هو الحسين بن سعيد البجلي هو موسي بن القاسم البرقي هو أحمد بن محمد بن خالد البرمكي هو محمد بن إسماعيل البيهقي هو أبو علي الحسين بن أحمد البزنطي هو أحمد بن محمد بن أبي نصر البطائني هو علي بن أبي حمزة التفليسي هو شريف بن سابق التمار هو أبو الطيب الحسين بن علي أستاد المفيد الثقفي هو إبراهيم بن محمد الثمالي هو أبو حمزة ثابت بن دينار الجاموراني هو أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الرازي الجعابي هو أبو بكر محمد بن عمر الجعفري هو سليمان بن جعفر الجلودي هو عبد العزيز بن يحيي البصري الجوهري هو محمد بن زكريا الحافظ هو محمد بن عمر الحافظ البغدادي أستاد الصدوق الحجال هو عبد اللّٰه بن محمد الحذاء هو أبو عبيدة زياد بن عيسي الحفار هو أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الحميري هو عبد اللّٰه بن جعفر بن جامع الخزاز هو أبو أيوب إبراهيم بن عيسي الخشاب هو الحسن بن موسي الدقاق هو علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق أستاد الصدوق الدهقان هو عبيد اللّٰه بن عبد اللّٰه الرزاز هو أبو جعفر محمد بن عمرو البختري الرقي هو داود بن كثير الروياني هو عبيد اللّٰه بن موسي الزعفراني هو أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الكريم الساباطي هو عمار بن موسي السابري هو أبو عبد اللّٰه علي بن محمد السعدآبادي هو علي بن الحسين السكري هو الحسن بن علي السمندي هو الفضل بن أبي قرة السندي هو ابن محمد السكوني هو إسماعيل بن أبي زياد السناني هو محمد بن أحمد الصائغ هو عبد اللّٰه بن محمد الصفار هو محمد بن الحسن الصوفي هو محمد بن هارون يروي عنه الصدوق بواسطة الصولي هو محمد بن يحيي الصيقل هو منصور بن الوليد الضبي هو العباس بن بكار الطاطري هو علي بن الحسن الطالقاني هو محمد بن إبراهيم بن

ص: 58

إسحاق أستاد الصدوق الطيار هو حمزة بن محمد الطيالسي هو محمد بن خالد العجلي هو أحمد بن محمد بن هيثم و قد نعبر عنه بابن الهيثم العسكري هو الحسن بن عبد اللّٰه بن سعيد أستاد الصدوق العطار هو أحمد بن محمد بن يحيي العلوي هو حمزة بن القاسم يروي عنه الصدوق بواسطة العياشي هو محمد بن مسعود الغضائري هو الحسين بن عبيد اللّٰه أستاد الشيخ الفارسي هو الحسن بن أبي الحسين الفامي هو أحمد بن هارون أستاد الصدوق الفحام هو أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي الفحام السرمرائي أستاد الشيخ و إذا قيل بعده عن عمه فهو عمر بن يحيي الفراء هو داود بن سليمان الفزاري هو جعفر بن محمد بن مالك القاساني هو علي بن محمد القداح هو عبد اللّٰه بن ميمون القطان هو أحمد بن الحسن القندي هو زياد بن مروان الكاتب هو علي بن محمد أستاد المفيد الكميداني هو علي بن موسي بن جعفر بن أبي جعفر الكناني هو أبو الصباح إبراهيم بن نعيم الكوفي هو محمد بن علي الصيرفي أبو سمينة و قد نعبر عنه بأبي سمينة اللؤلؤي هو الحسن بن الحسين المؤدب هو عبد اللّٰه بن الحسن ماجيلويه هو محمد بن علي و بعده عن عمه هو محمد بن أبي القاسم المحاملي هو أبو شعيب صالح بن خالد المراغي هو علي بن خالد أستاد المفيد المرزباني هو محمد بن عمران أستاد المفيد المسمعي هو محمد بن عبد اللّٰه المغازي هو محمد بن أحمد بن إبراهيم المفسر هو محمد بن القاسم المكتب هو الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المنصوري هو أبو الحسن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري السرمرائي و إذا قيل بعده عن عم أبيه فهو أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن منصور المنقري هو سليمان بن داود الميثمي هو أحمد بن الحسن النخعي هو موسي بن عمران النقاش هو محمد بن بكران النوفلي هو الحسين بن يزيد النهاوندي هو إبراهيم بن إسحاق النهدي هو الهيثم بن أبي مسروق الوراق هو علي بن عبد اللّٰه الوشاء هو الحسن بن علي بن بنت إلياس الهروي هو عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهمداني هو أحمد بن زياد بن جعفر أستاد الصدوق اليقطيني هو محمد بن عيسي بن عبيد أبو جميلة هو المفضل بن صالح أبو الجوزاء هو منبه بن عبد اللّٰه أبو الحسين هو محمد بن محمد بن بكر الهذلي يكون

ص: 59

بعد حمويه أبو الحسين بعد ابن مخلد هو عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني القاضي أبو خليفة هو الفضل بن حباب الجمحي يكون بعد أبي الحسين أبو ذكوان هو القاسم بن إسماعيل أبو عمرو في سند أمالي الشيخ هو عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّٰه بن مهدي قال أخبرني سنة ست عشرة و أربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة بن المهدي أبو المفضل هو محمد بن عبد اللّٰه بن المطلب الشيباني أبو القاسم الدعبلي هو إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي يروي عنه الحفار بن أبان هو الحسين بن الحسن بن أبان بن أبي حمزة هو علي بن أبي الخطاب هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب بن أبي عثمان هو الحسن بن علي بن أبي عثمان بن أبي العلاء هو الحسين بن أبي عمير هو محمد بن أبي المقدام هو عمرو بن أبي نجران هو عبد الرحمن بن إدريس هو الحسين بن أحمد بن إدريس بن أسباط هو علي و بعده عن عمه هو يعقوب بن سالم الأحمر بن أشيم هو علي بن أحمد بن أشيم بن أورمة هو محمد بن بزيع هو محمد بن إسماعيل بن بشران هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد اللّٰه بن بشران المعدل قال الشيخ أخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة اثنتي عشرة و أربعمائة ابن بشار هو جعفر بن محمد بن بشار بن بشير هو جعفر بن بندار هو محمد بن جعفر بن بندار الفرغاني ابن البطائني هو الحسن بن علي بن أبي حمزة بن بهلول هو تميم يروي عنه ابن حبيب بن تغلب هو أبان بن جبلة هو عبد اللّٰه بن جبير هو سعيد بن حازم هو منصور ابن حبيب هو بكر بن عبد اللّٰه بن حبيب بن الحجاج هو عبد الرحمن بن حشيش هو محمد بن علي بن حشيش أستاد الشيخ ابن حكيم هو معاوية بن الحمامي هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري ابن حميد هو عاصم بن خالد هو سليمان و الذي يروي عن الرضا عليه السلام هو الحسين الصيرفي ابن زكريا القطان هو أحمد بن يحيي بن زكريا بن زياد هو مسعدة بن سعيد الهاشمي هو الحسن بن محمد بن سعيد أستاد الصدوق ابن السماك هو أبو عمرو عثمان بن عبد اللّٰه (1)بن يزيد الدقاق بن سيابة هو عبد الرحمن بن شاذويه المؤدب

ص: 60


1- في نسخة: أحمد بن عبد اللّٰه.

هو علي بن شاذويه بن شمون هو محمد بن حسن بن شمون بن صدقة هو مسعدة بن الصلت هو أحمد بن هارون بن الصلت الأهوازي ابن صهيب هو عبد اللّٰه بن طريف هو سعد بن ظبيان هو يونس بن عامر هو الحسين بن محمد بن عامر و بعده عن عمه هو عبد اللّٰه بن عامر بن عبد الحميد هو إبراهيم بن عبدوس هو عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بن عصام هو محمد بن محمد بن عصام الكليني ابن عطية هو مالك بن عقدة هو أحمد بن محمد بن سعيد و قد مر ابن عمارة هو جعفر بن محمد بن عمارة بن عميرة هو سيف ابن العياشي هو جعفر بن محمد بن مسعود بن عيسي هو أحمد بن عيسي بن عيينة هو سفيان بن غزوان هو محمد بن سعيد بن غزوان بن فرقد هو يزيد ابن فضال هو الحسن بن علي بن فضال بن الفضل الهاشمي هو إسماعيل بن قتيبة هو علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ابن قولويه هو جعفر بن محمد بن قولويه بن قيس هو محمد بن كلوب هو غياث ابن المتوكل هو محمد بن موسي بن المتوكل بن متيل هو الحسن بن متيل الدقاق بن محبوب هو الحسن بن مخلد هو أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال الشيخ أخبرنا قراءة عليه في ذي الحجة سنة سبع عشرة و أربعمائة ابن مراد هو إسماعيل بن مسرور هو جعفر بن محمد بن مسرور بن مسكان هو عبد اللّٰه بن معبد هو علي بن معروف هو العباس بن مقبرة هو علي بن محمد بن الحسن أستاد الصدوق ابن المغيرة هو عبد اللّٰه بن موسي هو علي بن أحمد بن موسي أستاد الصدوق ابن المهتدي هو الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن المهتدي ابن مهران هو إسماعيل بن مهرويه هو علي بن مهرويه القزويني ابن مهزيار هو علي بن ميمون هو عبد اللّٰه المعبر عنه تارة بالقداح ابن ناتانة هو الحسين بن إبراهيم بن ناتانة بن نباتة هو الأصبغ بن نوح هو أيوب بن الوليد هو محمد بن الحسن بن الوليد بن هاشم هو إبراهيم والد علي بن همام هو إسماعيل و يكني أبا همام بن يزيد هو يعقوب.

ص: 61

الفصل الخامس في ذكر بعض ما لا بد من ذكره مما ذكره أصحاب الكتب المأخوذ منها في مفتتحها

قال ابن شهرآشوب في المناقب كان جمع ذلك الكتاب بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم و الديانة بالسماع و القراءة و المناولة و المكاتبة و الإجازة فصح لي الرواية عنهم بأن أقول حدثني و أخبرني و أنبأني و سمعت.

فأما طرق العامة فقد صح لنا إسناد البخاري عن أبي عبد اللّٰه محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي و عن أبي عثمان سعيد بن عبد اللّٰه العيار الصعلوكي و عن الجنازي كلهم عن أبي الميثم الكشمهيني عن أبي عبد اللّٰه محمد الفربري عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري و عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسي السنجري عن الداودي عن السرخسي عن الفربري عن البخاري.

إسناد مسلم عن الفراوي عن أبي الحسين عبد الغافر الفارسي النيسابوري عن أبي أحمد محمد بن عمرويه الجلودي عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه عن أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري.

إسناد الترمذي عن أبي سعيد محمد بن أحمد الصفار الأصفهاني عن أبي القاسم الخزاعي عن أبي سعيد بن كليب الشاشي عن أبي عيسي محمد بن عيسي بن سورة الترمذي.

إسناد الدارقطني عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني عن المنصوري عن أبي الحسن المهرابي عن أبي الحسن علي بن مهدي الدارقطني.

إسناد معرفة أصول الحديث عن عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن الحاكم أبي عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه النيسابوري ابن الربيع. (1)إسناد الموطأ عن القعنبي و عن معي عن يحيي بن يحيي من طريق محمد بن الحسن عن مالك بن أنس الأصبحي.

ص: 62


1- في نسخة: ابن البيع.

إسناد مسند أبي حنيفة عن أبي القاسم بن صفوان الموصلي عن أحمد بن طوق عن نصر بن المرخي عن أبي القاسم الشاهد العدل.

إسناد مسند الشافعي عن الجياني عن أبي القاسم الصوفي عن محمد بن علي الساوي عن أبي العباس الأصم عن الربيع عن محمد بن إدريس الشافعي.

إسناد مسند أحمد و الفضائل عن أبي سعد بن عبد اللّٰه الدجاجي عن الحسن بن علي المذهب عن أبي بكر بن مالك القطيفي عن عبد اللّٰه بن أحمد بن محمد بن حنبل عن أبيه.

إسناد مسند أبي يعلي عن أبي القاسم الشحامي عن أبي سعيد الكنجرودي عن أبي عمرو الجبري عن أبي يعلي أحمد المثني الموصلي.

إسناد تاريخ الخطيب عن عبد الرحمن بن بهريق القزاز البغدادي عن الخطيب أبي بكر الثابت البغدادي.

إسناد تاريخ النسوي عن أبي عبد اللّٰه المالكي عن محمد بن الحسين بن الفضل القطان عن درستويه النخعي عن يعقوب بن سفيان النسوي.

إسناد الطبري عن القطيفي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن محمد بإسناده عن محمد بن جرير بن بريد الطبري و هذا إسناد تاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيي بن جابر البلاذري إسناد تاريخ علي بن مجاهد عن القطيفي عن السلمي عن أبي الحسن علي بن محمد دلويه القنطري عن المأمون بن أحمد عن عبد الرحمن بن محمد الدجاج عن ابن جريح عن ابن مجاهد.

إسناد تاريخي أبي علي الحسن البيهقي السلامي و أبي علي مسكويه عن أبي منصور محمد بن حفدة العطاري الطوسي عن الخطيب أبي زكريا التبريزي بإسناده إليهما.

إسناد كتابي المبتدأ عن وهب بن منبه اليماني و أبي حذيفة حدثنا القطيفي عن الثعلبي عن محمد بن الحسن الأزهري عن الحسن بن محمد العبدي عن عبد المنعم بن إدريس عنهما.

ص: 63

إسناد الأغاني عن الفصيحي عن عبد القاهر الجرجاني عن عبد اللّٰه بن حامد عن محمد بن محمد عن علي بن عبد العزيز اليماني عن أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني و هذا إسناد فتوح الأعثم الكوفي.

إسناد سنن السجستاني عن أبي الحسن الأنبوسي عن أبي العباس أبي علي التستري عن الهاشمي عن اللؤلؤي عن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني.

إسناد سنن اللالكائي عن أبي بكر أحمد بن علي الطرثيثي عن أبي القاسم هبة اللّٰه بن الحسين الطبري اللالكائي.

إسناد سنن ابن ماجة عن ابن الناظر البغدادي عن المقري القزويني عن ابن طلحة بن المنذر عن أبي الحسن القطان عن أبي عبد اللّٰه البرقي عن أبي القاسم بن أحمد الخزاعي عن الهيثم بن كليب الشاشي عن أبي عيسي الترمذي و هذا إسناد شرف المصطفي عن أبي سعيد الخركوشي.

إسناد حلية الأولياء عن عبد اللطيف الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم أحمد بن عبد اللّٰه الأصفهاني.

إسناد إحياء علوم الدين عن أحمد الغزالي عن أخيه أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي.

إسناد العقد عن محمد بن منصور السرخسي عمن رواه عن أبي عبد ربه الأندلسي.

إسناد فضائل السمعاني عن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي جدي عن أبي المظفر عبد الملك السمعاني.

إسناد فضائل بن شاهين عن أبي عمرو الصوفي عن القاضي أبي محمد المزيدي عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي.

إسناد فضائل الزعفراني عن يوسف بن آدم المراغي مسندا إلي محمد بن الصباح الزعفراني.

إسناد فضائل العكبري عن أبي منصور ماشادة الأصفهاني عن مشيخته عن عبد الملك بن عيسي العكبري.

ص: 64

إسناد مناقب ابن شاهين عن المنتهي ابن أبي زيد بن كيابكي الجبني الجرجاني عن الأجل المرتضي الموسوي عن المصنف.

إسناد مناقب ابن مردويه عن الأديب أبي العلاء عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر بن مردويه الأصفهاني.

إسناد أمالي الحاكم عن المهدي بن أبي حرب الحسني الجرجاني عن الحاكم النيسابوري.

إسناد مجموع ابن عقدة أبي العباس أحمد بن محمد و معجم أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني بحق روايتي عن أبي العلاء العطار الهمداني بإسناده عنهما.

إسناد الوسيط و كتاب الأسباب و النزول عن أبي الفضائل محمد اليهيني عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي.

إسناد معرفة الصحابة عن عبد اللطيف البغدادي عن والده أبي سعيد عن أبي يحيي بن مندة عن والده.

إسناد دلائل النبوة و الجامع عن الحسين بن عبد اللّٰه المروزي عن أبي النصر العاصمي عن أبي العباس البغوي عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

إسناد أحاديث علي بن أحمد الجوهري و أحاديث شعبة بن الحجاج عن محمد البغوي عن الجراحي عن المحبوي عن أبي عيسي عمن رواها عنهما.

إسناد المغازي عن الكرماني عن أبي الحسن القدوسي عن الحسين بن صديق الزورعنجي عن محمد بن إسحاق الواقدي.

إسناد البيان و التبيين و الغرة و الفتيا عن الكرماني عن أبي سهل الأنماطي عن أحمد بن محمد عن أبي عبد اللّٰه بن محمد الخازن عن علي بن موسي القمي عن عمرو بن بحر الجاحظ.

إسناد غريب القرآن عن القطيفي عن أبيه عن أبي بكر محمد بن عزيز العزيزي السجستاني.

إسناد شوف العروس عن القاضي عن أبي عبد اللّٰه الدامغاني.

ص: 65

إسناد عيون المجالس عن القطيفي عن أبي عبد اللّٰه طاهر بن محمد بن أحمد الخريلوي.

إسناد المعارف و عيون الأخبار و غريب الحديث و غريب القرآن عن الكرماني عن أبيه عن جده عن محمد بن يعقوب عن أبي بكر المالكي عن عبد اللّٰه بن مسلم بن قتيبة.

إسناد غريب الحديث عن القطيفي عن السلمي عن أبي محمد دعلج عن أبي عبيد القاسم بن سلام و هذا إسناد كامل أبي العباس المبرد.

إسناد نزهة القلوب عن القطيفي و شهرآشوب جدي كليهما عن أبي إسحاق الثعلبي.

إسناد أعلام النبوة عن عمر بن حمزة العلوي الكوفي عمن رواه عن القاضي أبي الحسن الماوردي.

إسناد الإبانة و كتاب اللوامع عن مهدي بن أبي حرب الحسني عن أبي سعيد أحمد بن عبد الملك الخركوشي.

إسناد دلائل النبوة و كتاب جوامع الحلم عن عبد العزيز عن أحمد الحلواني عن أبي الحسن بن محمد الفارسي عن أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي.

إسناد نزهة الأبصار عن شهرآشوب عن القاضي أبي المحاسن الروياني عن أبي الحسن علي بن مهدي المامطيري.

إسناد المحاضرات من باب المفردات عن الهيثم الشاشي عن القاضي عن بزي عن أبي بكر بن علي الخزاعي عن أبي القاسم الراغب الأصفهاني.

إسناد الإبانة عن الفزاري عن أبي عبد اللّٰه الجوهري عن القطيفي عن عبد اللّٰه بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه محمد بن بطة العكبري.

إسناد قوت القلوب عن القطيفي عن أبيه عن أبي القاسم الحسن بن محمد عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري.

إسناد الترغيب و الترهيب عن أبي العباس أحمد الأصفهاني عن أبي القاسم الأصفهاني.

ص: 66

إسناد كتاب أبي الحسن المدائني عن القطيفي عن أبي بكر محمد بن عمر بن حمدان عن إبراهيم بن محمد بن سعيد النحوي.

إسناد الدارمي و إعتقاد أهل السنة عن أبي حامد محمد بن محمد عن زيد بن حمدان المنوچهري عن علي بن عبد العزيز الأشنهي و حدثني محمود بن عمر الزمخشري بكتاب الكشاف و الفائق و ربيع الأبرار و أخبرني الكباشين و نمير شهردار الديلمي بالفردوس و أنبأني أبو العلاء العطار الهمداني بزاد المسافر و كاتبني الموفق بن أحمد المكي خطيب خوارزم بالأربعين و روي لي القاضي أبو السعادات الفضائل و ناولني أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد النطنزي الخصائص العلوية و أجاز لي أبو بكر محمد بن مؤمن الشيرازي رواية كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام و كثيرا ما أسند إلي أبي الغرين كلاش العكبري و أبي الحسن العاصمي الخوارزمي و يحيي بن سعدون القرطي و أشباههم.

و أما أسانيد التفاسير و المعاني فقد ذكرتها في الأسباب و النزول و هي تفسير البصري و الطبري و القشيري و الزمخشري و الجبائي و الطائي و السدي و الواقدي و الواحدي و الماوردي و الكلبي و الثعلبي و الوالبي و قتادة و القرطي و مجاهد و الخركوشي و عطاء بن رياح و عطاء الخراساني و وكيع و ابن جريح و عكرمة و النقاشي و أبي العالية و الضحاك و ابن عيينة و أبي صالح و مقاتل و القطان و السمان و يعقوب بن سفيان و الأصم و الزجاج و الفراء و أبي عبيد و أبي العباس و النجاشي و الدمياطي و العوفي و النهدي و الثمالي و ابن فورك و ابن حبيب.

فأما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي حدثنا بذلك أبو الفضل الداعي (1)بن علي الحسيني السروي و أبو الرضا فضل اللّٰه (2)بن علي الحسيني القاساني و عبد الجليل (3)بن عيسي بن عبد الوهاب الرازي و أبو الفتوح أحمد بن (4)

ص: 67


1- عنونه الشيخ الحرّ في امل الامل و قال: كان عالما فاضلا من مشايخ ابن شهرآشوب.
2- هو السيّد الإمام ضياء الدين الراونديّ اوعزنا الي ترجمته سابقا.
3- في امل الامل: عبد الجليل بن عيسي بن عبد الوهاب الرازيّ متكلم، فقيه، متبحر، أستاد الأئمّة في عصره.
4- الصحيح: حسين بن عليّ بن محمّد بن أحمد الرازيّ، و قد اسلفنا ترجمته في المقدّمة الثانية.

حسين بن علي الرازي و محمد و علي (1)ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري و محمد بن (2)الحسن الشوهاني و أبو علي الفضل (3)بن الحسن بن الفضل الطبرسي و أبو جعفر محمد (4)بن علي بن الحسن الحلبي و مسعود (5)بن علي الصوابي و الحسين (6)بن أحمد بن علي بن طحال المقدادي و علي (7)بن شهرآشوب السروي والدي كلهم عن الشيخين المفيدين أبي علي الحسن (8)بن محمد بن الحسن الطوسي و أبي الوفاء عبد الجبار (9)بن علي المقري الرازي عنه.

و حدثنا أيضا المنتهي (10)بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الجرجاني و محمد (11)بن الحسن الفتال النيسابوري و جدي شهرآشوب عنه أيضا سماعا و قراءة و مناولة و إجازة بأكثر كتبه و رواياته.

و أما أسانيد كتب الشريفين المرتضي و الرضي و رواياتهما فعن السيد أبي الصمصام

ص: 68


1- قال الشيخ منتجب الدين في ترجمة والده: علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري فقيه، دين، ثقة، قرأ علي الشيخ ابي جعفر رحمهم اللّٰه. ابنه الشيخ ركن الدين عليّ بن علي فقيه، قرأ علي والده و علي الشيخ ابي علي ابن الشيخ ابي جعفر رحمهم اللّٰه.
2- في أمل الآمل: كان عالما ورعا من مشايخ ابن شهرآشوب.
3- هو امين الإسلام صاحب كتاب مجمع البيان المتقدم ذكره في المقدّمة الثانية.
4- في امل الامل: كان عالما فاضلا ماهرا من مشايخ ابن شهرآشوب.
5- في امل الامل: فاضل جليل من مشايخ ابن شهرآشوب.
6- تأتي ترجمته عن قريب.
7- تقدم ترجمته و ترجمة ابيه في المقدّمة الثانية في ترجمة ابنه.
8- اسلفنا الكلام في ترجمته في المقدّمة الثانية.
9- اورد ترجمته الشيخ منتجب الدين في فهرسته و قال: الشيخ المفيد عبد الجبار بن عبد اللّٰه ابن علي المقري الرازيّ فقيه الاصحاب بالري، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة و العلماء، و هو قد قرأ علي الشيخ أبو جعفر الطوسيّ جميع تصانيفه، و قرأ علي الشيخين: سالار، و ابن البرّاج، و له تصانيف بالعربية و الفارسية في الفقه، اخبرنا بها الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعيّ رحمهم اللّٰه.
10- في امل الامل: المنتهي بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الكجي الجرجاني عالم، فقيه يروي عن أبيه عن السيّد المرتضي و الرضي و يروي عن الشيخ الطوسيّ.
11- تقدم ترجمته في المقدّمة الثانية.

ذي الفقار (1)بن معبد الحسني المروزي عن أبي عبد اللّٰه محمد بن علي الحلواني (2)عنهما و بحق روايتي عن السيد المنتهي عن أبيه أبي زيد و عن محمد بن علي الفتال الفارسي عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضي و قد سمع المنتهي و الفتال بقراءة أبويهما عليه أيضا و ما سمعنا من القاضي الحسن الأسترآبادي عن ابن المعافي بن قدامة عنه أيضا و ما صح لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه و روي السيد المنتهي عن أبيه عن الشريف الرضي.

و أما أسانيد كتب الشيخ المفيد فعن أبي جعفر و أبي القاسم ابني كميح عن أبيهما عن ابن البراج عن الشيخ و من طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه.

و أما أسانيد كتب أبي جعفر بن بابويه عن محمد و علي ابني علي بن عبد الصمد عن أبيهما عن أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الخوزي عنه و كذلك من روايات أبي جعفر الطوسي.

و أما أسانيد كتب ابن شاذان و ابن فضال و ابن الوليد و ابن الحاسر و علي بن إبراهيم و الحسن بن حمزة و الكليني و الصفواني و العبدكي و الفلكي و غيرهم فهو علي ما نص عليها أبو جعفر الطوسي في الفهرست.

و حدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير و بكتاب روضة الواعظين و بصيرة المتعظين و أنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن و بكتاب إعلام الوري بأعلام الهدي و أجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان و روح الجنان في تفسير القرآن و ناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف و قد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم و وجدت بخط أبي طالب الطبرسي كتابه الإحتجاج و ذلك مما يكثر تعداده و لا يحتاج إلي

ص: 69


1- قال الشيخ منتجب الدين: السيّد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسني المروزي عالم، دين، يروي عن السيّد الأجل المرتضي علم الهدي أبي القاسم عليّ بن الحسين الموسوي و الشيخ الموفق ابي جعفر محمّد بن الحسن قدس اللّٰه روحهما، و قد صادفته و كان ابن مائة و خمسة عشر سنة.
2- في امل الامل: كان عالما، عابدا من تلامذة السيّد المرتضي و السيّد الرضيّ.

ذكره لاجتماعهم عليه و ما هذا إلا جزء من كل و لا أنا علم اللّٰه تعالي إلا معترف بالعجز و التقصير كما قال أبو الجوائز.

رويت و ما رويت من الرواية و كيف و ما انتهيت إلي نهاية

و للأعمال غايات تناهي و إن طالت و ما للعلم غاية

و قد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار علي متون الأخبار و عدلت عن الإطالة و الإكثار و الاحتجاج من الظواهر و الاستدلال علي فحواها و حذفت أسانيدها لشهرتها و لإشارتي إلي رواتها و طرقها و الكتب المنتزعة منها لتخرج بذلك عن حد المراسيل و تلحق بباب المسندات.

و ربما تتداخل الأخبار بعضها في بعض و يختصر منها موضع الحاجة أو نختار ما هو أقل لفظا أو جاءت غريبة من مظان بعيدة أو وردت منفرة محتاجة إلي التأويل فمنها ما وافقه القرآن و منها ما رواه خلق كثير حتي صار علما ضروريا يلزمهم العمل به و منها ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا و منها ما نطقت به الشعراء و الشعرورة لتبذلها فظهرت مناقب أهل البيت عليهم السلام بإجماع موافقيهم و إجماعهم حجة علي ما ذكر في غير موضع و اشتهرت علي ألسنة مخالفيهم علي وجه الاضطرار و لا يقدرون علي الإنكار علي ما أنطق اللّٰه به رواتهم و أجراها علي أفواه ثقاتهم مع تواتر الشيعة بها و ذلك خرق العادة و عظة لمن تذكر فصارت الشيعة موفقة لما نقلته ميسرة و الناصبة مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها و حمل تلك ما هو حجة لخصمها دونها و هذا كاف لمن أَلْقَي السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ و إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ و تذكرة للمتذكرين و لطف من اللّٰه تعالي للعالمين.

هذا آخر ما نقلناه عن المناقب

و لنذكر ما وجدناه في مفتتح تفسير الإمام العسكري صلوات اللّٰه عليه قال الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي أدام اللّٰه تأييده حدثنا السيد محمد بن شراهتك (1)الحسني الجرجاني عن السيد أبي جعفر

ص: 70


1- في التفسير: سراهنك الحسني الجرجاني. ثم ان الظاهر أن «مهتدي» مصحف «مهدي» و هو كما ياتي عن الاحتجاج مهديّ بن العابد ابي الحرب الحسيني المرعشيّ، و عده المحقق الوحيد رحمه اللّٰه في التعليقة من اجلاء الطائفة و من مشايخ الاجازة.

مهتدي بن حارث الحسيني المرعشي عن الشيخ الصدوق أبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رحمه اللّٰه تعالي قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي الخطيب رحمه اللّٰه تعالي قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار (1)و كانا من الشيعة الإمامية قالا كان أبوانا إماميين و كانت الزيدية هم الغالبين بأسترآباد و كانا في إمارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي إلي الحق إمام الزيدية (2)و كان كثير الإصغاء إليهم يقتل الناس بسعاياتهم فخشيناهم علي أنفسنا فخرجنا بأهلينا إلي حضرة الإمام الحسن بن علي بن محمد أبي القائم عليه السلام فأنزلنا عيالاتنا في بعض الخانات (3)ثم استأذنا علي الإمام الحسن بن علي عليهما السلام فلما رآنا قال مرحبا بالآوين إلينا الملتجئين إلي كنفنا (4)قد تقبل اللّٰه سعيكما و آمن روعتكما (5)و كفاكما أعداءكما فانصرفا آمنين علي أنفسكما و أموالكما فعجبنا من قوله ذلك لنا مع أنا لم نشك في صدقه في مقاله فقلنا بما ذا تأمرنا أيها الإمام أن نصنع إلي أن ننتهي إلي هناك و كيف ندخل ذلك البلد و منه هربنا و طلب سلطان البلد لنا حثيث (6)و وعيده إيانا شديد فقال خلفا علي ولديكما هذين لأفيدهما العلم الذي يشرفهما اللّٰه تعالي به ثم لا تحفلا بالسعاة و لا بوعيد المسعي إليه فإن اللّٰه تعالي يقصم السعاة (7)و يلجئهم إلي شفاعتكم فيهم عند من قد هربتم منه قال أبو يعقوب و أبو الحسن فأتمرا بما أمر و خرجا و خلفانا هناك فكنا نختلف

ص: 71


1- تقدم ترجمته في المقدّمة الثانية.
2- عنونه ابن النديم في فهرسه هكذا: الحسن بن زيد بن محمّد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ عليهما السلام الملقب بالداعي الي الحق، ظهر بطبرستان في سنة 250 و مات بها مملكا عليه سنة 270.
3- الخان: محل نزول المسافرين و يسمي الفندق. و الجمع: خانات.
4- الكنف: الجانب. و كنف الطائر جناحاه.
5- الروعة: الفزعة.
6- الحثيث: السريع.
7- قصم الرجل: اهلكه. و السعاية: النميمة و الوشاية.

إليه فيلقانا ببر الآباء و ذوي الأرحام الماسة فقال لنا ذات يوم إذا أتاكما خبر كفاية اللّٰه عز و جل أبويكما و إخزاؤه أعداءهما و صدق وعدي إياهما جعلت من شكر اللّٰه عز و جل أن أفيدكما تفسير القرآن مشتملا علي بعض أخبار آل محمد عليهم السلام فيعظم بذلك شأنكما قال ففرحنا و قلنا يا ابن رسول اللّٰه فإذا نأتي علي جميع علوم القرآن و معانيه قال كلا إن الصادق عليه السلام علم ما أريد أن أعلمكما بعض أصحابه ففرح بذلك فقال يا ابن رسول اللّٰه قد جمعت علم القرآن كله فقال قد جمعت خيرا كثيرا و أوتيت فضلا واسعا و لكنه مع ذلك أقل قليل أجزاء علم القرآن إن اللّٰه عز و جل يقول قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (1)و يقول وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ (2)و هذا علم القرآن و معانيه و ما أودع من عجائبه فكم قد تري مقدار ما أخذته من جميع هذا و لكن القدر الذي أخذته قد فضلك اللّٰه به علي كل من لا يعلم كعلمك و لا يفهم كفهمك قالا فلم نبرح من عنده حتي جاءنا فيج (3)قاصد من عند أبوينا بكتاب يذكر فيه أن الحسن بن زيد العلوي قتل رجلا بسعاية أولئك الزيدية و استصفي ماله ثم أتت الكتب من النواحي و الأقطار المشتملة علي خطوط الزيدية بالعذل الشديد و التوبيخ العظيم يذكر فيها أن ذلك المقتول كان أفضل زيدي علي ظهر الأرض و أن السعاة قصدوه لفضله و ثروته فشكر لهم و أمر بقطع آنافهم و آذانهم و أن بعضهم قد مثل به كذلك و آخرين قد هربوا و أن العلوي ندم و استغفر و تصدق بالأموال الجليلة بعد رد أموال ذلك المقتول علي ورثته و بذل لهم أضعاف دية وليهم المقتول و استحلهم فقالوا أما الدية فقد أحللناك منها و أما الدم فليس إلينا إنما هو إلي المقتول و اللّٰه الحاكم و أن العلوي نذر لله عز و جل أن لا يعرض للناس في مذاهبهم و في كتاب أبويهما أن الداعي

ص: 72


1- الكهف: 109.
2- لقمان: 26.
3- في المصباح الفيج: الجماعة، و قد يطلق علي الواحد فيجمع علي فيوج و افياج. و في الصراح: الفيج معرب پيك.

الحسن بن زيد قد أرسل إلينا بعض ثقاته بكتابه و خاتمه بأمانة و ضمن لنا رد أموالنا و جبر النقص الذي لحقنا فيها و إنا صائران إلي البلد متنجزان ما وعدنا (1)فقال الإمام عليه السلام إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فلما كان اليوم العاشر جاءنا كتاب أبوينا بأن الداعي قد وفي لنا بجميع عداته (2)و أمرنا بملازمة الإمام العظيم البركة الصادق الوعد فلما سمع الإمام عليه السلام قال هذا حين إنجازي ما وعدتكما من تفسير القرآن ثم قال قد وظفت لكما كل يوم شيئا منه تكتبانه فالزماني و واظبا علي يوفر اللّٰه عز و جل من السعادة حظوظكما.

أقول: و في بعض النسخ في أول السند هكذا قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن الدقاق حدثني الشيخان الفقيهان أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان و أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رحمهما اللّٰه قالا حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه رحمه اللّٰه إلي آخر ما مر.

و قال الصدوق في كتاب إكمال الدين قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي مصنف هذا الكتاب أعانه اللّٰه علي طاعته إن الذي دعاني إلي تأليف كتابي هذا إني لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسي الرضا صلوات اللّٰه عليه رجعت إلي نيسابور فأقمت بها فوجدت أكثر المختلفين إلي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة و دخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة و عدلوا عن طريق التسليم إلي الآراء و المقاييس فجعلت أبذل مجهودي (3)في إرشادهم إلي الحق و ردهم إلي الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي و الأئمة صلوات اللّٰه عليهم حتي ورد إلينا من بخارا شيخ من أهل الفضل و العلم و النباهة (4)ببلد قم طال ما تمنيت لقاءه و اشتقت إلي مشاهدته لدينه و سديد رأيه و استقامة طريقته و هو الشيخ الدين أبو سعيد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت القمي أدام اللّٰه توفيقه.

ص: 73


1- أي طالبين تعجيل قضاء ما وعدنا.
2- جمع العدة بمعني الوعد.
3- أي وسعي و طاقتي.
4- النباهة بفتح النون: الشرف، الفطنة، ضد الخمول.

و كان أبي رضي اللّٰه عنه يروي عن جده محمد بن أحمد بن علي بن الصلت قدس اللّٰه روحه و يصف علمه و فضله و زهده و عبادته و كان أحمد بن محمد بن عيسي في فضله و جلالته يروي عن أبي طالب عبد اللّٰه بن الصلت القمي (1)رضي اللّٰه عنه و بقي حتي لقيه محمد بن الحسن الصفار و روي عنه فلما أظفرني اللّٰه تعالي ذكره بهذا الشيخ الذي هو من أهل هذا البيت الرفيع شكرت اللّٰه تعالي ذكره علي ما يسر لي من لقائه و أكرمني به من إخائه و حباني (2)به من وده و صفائه فبينا هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفة و المنطقيين كلاما في القائم عليه السلام قد حيره و شككه في أمره بطول غيبته و انقطاع أخباره فذكرت له فصولا في إثبات كونه و رويت له أخبارا في غيبته عن النبي و الأئمة صلوات اللّٰه عليهم سكنت إليها نفسه و زال بها عن قلبه ما كان دخل عليه من الشك و الارتياب و الشبهة و تلقي ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع و الطاعة و القبول و التسليم و سألني أن أصنف في هذا المعني كتابا فأجبته إلي ملتمسه و وعدته جمع ما ابتغي إذا سهل اللّٰه العود إلي مستقري و وطني بالري. فبينا أنا ذات ليلة أفكر فيما خلفت ورائي من أهل و ولد و إخوان و نعمة إذ غلبني النوم فرأيت كأني بمكة أطوف حول البيت الحرام و أنا في الشوط السابع عند الحجر الأسود أستلمه و أقبله و أقول أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة فأري مولانا القائم صاحب الزمان صلوات اللّٰه عليه واقفا بباب الكعبة فأدنو منه علي شغل قلب و تقسم فكر فعلم عليه السلام ما في نفسي بتفرسه في وجهي فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال لي لم لا تصنف كتابا في الغيبة تكفي ما قد همتك فقلت له يا ابن رسول اللّٰه قد صنفت في الغيبة أشياء فقال صلوات اللّٰه عليه ليس علي ذلك السبيل آمرك أن تصنف و لكن صنف الآن كتابا في الغيبة و اذكر فيه غيبات الأنبياء عليه السلام

ص: 74


1- ذكره النجاشيّ و الشيخ و العلامة و غيرهم في كتب رجالهم و صرحوا بوثاقته. قال النجاشيّ في ص 150 عبد اللّٰه بن الصلت أبو طالب القمّيّ مولي بني تيم اللات بن ثعلبة ثقة مسكون الي روايته روي عن الرضا عليه السلام، يعرف له كتاب التفسير، اخبرني عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن يحيي قال: حدّثنا عبد اللّٰه بن جعفر، قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّٰه بن الصلت، عن أبيه.
2- حبا كذا او بكذا: اعطاه إيّاه بلا جزاء.

ثم مضي صلوات اللّٰه عليه فانتبهت فزعا إلي الدعاء و البكاء و البث و الشكوي إلي وقت طلوع الفجر فلما أصبحت ابتدأت بتأليف هذا الكتاب ممتثلا لأمر ولي اللّٰه و حجته و مستعينا باللّٰه و متوكلا عليه و مستغفرا من التقصير و ما توفيقي إلا باللّٰه عليه توكلت و إليه أنيب.

و قال أحمد بن علي الطبرسي في الإحتجاج لا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول إليه أو لاشتهاره في السير و الكتب بين المخالف و المؤالف إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام فإنه ليس في الاشتهار علي حد ما سواه و إن كان مشتملا علي مثل الذي قدمناه فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول خبر من ذلك دون غيره لأن جميع ما رويت عنه عليه السلام إنما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها عليه السلام في تفسيره.

ثم قال حدثني به السيد العالم العابد العادل أبو جعفر مهدي بن العابد أبي الحرب الحسيني المرعشي رضي اللّٰه عنه قال حدثني الشيخ الصدوق أبو عبد اللّٰه جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي رحمه اللّٰه قال حدثني أبي محمد بن أحمد قال حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما قالا حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري.

و قال الشيخ ابن قولويه رحمه اللّٰه في مفتتح كتاب كامل الزيارة و جمعته عن الأئمة صلوات اللّٰه عليهم و لم أخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذ كان في ما روينا عنهم من حديثهم صلوات اللّٰه عليهم كفاية عن حديث غيرهم و قد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعني و لا في غيره لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّٰه ترجمته و لا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال يأثر ذلك (1)عنهم غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث و العلم.

ص: 75


1- و في نسخة: يؤثر ذلك عن المذكورين.

و وجدت في بعض النسخ القديمة في مفتتح كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام حدثني الشيخ المؤتمن الوالد أبو الحسين علي بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب التميمي المجاور قال حدثني السيد الأوحد الفقيه العالم عز الدين شرف السادة أبو محمد شرف شاه بن أبي الفتوح محمد بن الحسين بن زياد العلوي الحسيني الأفطسي النيسابوري أدام اللّٰه رفعته في شهور سنة ثلاث و سبعين و خمس مائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّٰه عليه عند مجاورته به قال حدثني الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن عبد الصمد التميمي رضي اللّٰه عنه في داره بنيسابور في شهور سنة إحدي و أربعين و خمس مائة قال حدثني السيد الإمام الزاهد أبو البركات الخوزي رضي اللّٰه عنه قال حدثني الشيخ الإمام العالم الأوحد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي الفقيه مصنف هذا الكتاب رضي اللّٰه عنه.

و لنذكر ما وجدناه في مفتتح كتاب سليم بن قيس (1)و هو هذا أخبرني الرئيس العفيف أبو التقي (2)هبة اللّٰه بن نما بن علي بن حمدون رضي اللّٰه عنه قراءة عليه بداره بحلة الجامعين في جمادي الأولي سنة خمس و ستين و خمس مائة قال حدثني الشيخ الأمين العالم أبو عبد اللّٰه الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي المجاور قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّٰه عليه سنة عشرين و خمس مائة قال حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي اللّٰه عنه في رجب سنة تسعين و أربعمائة و أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد اللّٰه الحسن بن هبة اللّٰه بن رطبة عن الشيخ المفيد أبي علي عن والده فيما سمعته يقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبد اللّٰه الحسين بن علي صلوات اللّٰه عليه في المحرم من سنة ستين و خمس مائة.

ص: 76


1- هو اقدم كتاب صنف في الإسلام في عصر التابعين بعد كتاب عليّ بن أبي رافع، و بذلك حازت الشيعة التقدّم في التصنيف في عصر التابعين كما ان لهم ذلك التقدّم في عهد الصحابة. فحين يري بعض الصحابة تاليف الأحاديث و تدوينها غير مشروع جمع عليّ بن أبي طالب عليه السلام القرآن و الف كتاب الديات، و له عليه السلام قبل ذلك في عصر النبيّ صلّي اللّٰه عليه و آله تاليف كتابه في الحديث باملاء رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله، و الف سلمان كتابه في حديث الجاثليق، و أبو ذر كتابه في ما جري بعد الرسول.
2- و في نسخة: ابو البقاء.

و أخبرني الشيخ المقري أبو عبد اللّٰه محمد بن الكال (1)عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي عن ابن شهريار الخازن عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.

و أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد اللّٰه محمد بن علي بن شهرآشوب قراءة عليه بحلة الجامعين في شهور سنة سبع و ستين و خمس مائة عن جده شهرآشوب عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي اللّٰه عنه قال حدثنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و محمد بن أبي القاسم الملقب بماجيلويه عن محمد بن علي الصيرفي عن حماد بن عيسي عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي.

قال الشيخ أبو جعفر و أخبرنا أبو عبد اللّٰه الحسين بن عبيد اللّٰه الغضائري قال أخبرنا أبو محمد هارون بن موسي بن أحمد التلعكبري رحمه اللّٰه قال أخبرنا علي بن همام بن سهيل قال أخبرنا عبد اللّٰه بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي.

قال عمر بن أذينة دعاني ابن أبي عياش فقال لي رأيت البارحة رؤيا أني لخليق أن أموت سريعا إني رأيتك الغداة ففرحت بك إني رأيت الليلة سليم بن قيس الهلالي فقال لي يا أبان إنك ميت في أيامك هذه فاتق اللّٰه في وديعتي و لا تضيعها و ف لي بما ضمنت من كتمانك و لا تضعها إلا عند رجل من شيعة علي بن أبي طالب صلوات اللّٰه عليه له دين و حسب فلما بصرت بك الغداة فرحت برؤيتك و ذكرت رؤياي سليم بن قيس.

لما قدم الحجاج العراق سأل عن سليم بن قيس فهرب منه فوقع إلينا بالنوبندجان (2)متواريا فنزل معنا في الدار فلم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه و لا أشد اجتهادا و لا أطول بغضا للشهوة منه و أنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة قد قرأت القرآن و كنت أسأله فيحدثني عن أهل بدر فسمعت منه أحاديث كثير عن عمر بن أبي سلمة ابن

ص: 77


1- و في نسخة: المكال.
2- قال الفيروزآبادي: النوبندجان بفتح النون و الباء و الدال المهملة قصبة كورة سابور. و قال ايضا: سابور كورة بفارس مدينتها نوبندجان.

أم سلمة زوجة النبي صلي اللّٰه عليه و آله و عن معاذ بن جبل و عن سلمان الفارسي و عن علي و أبي ذر و المقداد و عمار و البراء بن عازب ثم أسلمنيها و لم يأخذ علي يمينا فلم ألبث أن حضرته الوفاة فدعاني فخلا بي و قال يا أبان قد جاورتك فلم أر منك إلا ما أحب و إن عندي كتبا سمعتها عن الثقات و كتبتها بيدي فيها أحاديث لا أحب أن تظهر للناس لأن الناس ينكرونها و يعظمونها و هي حق أخذتها من أهل الحق و الفقه و الصدق و البر عن علي بن أبي طالب صلوات اللّٰه عليه و سلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود و ليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلا سألت عنه الآخر حتي اجتمعوا عليه جميعا و أشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق و إني هممت حين مرضت أن أحرقها فتأثمت من ذلك و قطعت به فإن جعلت لي عهد اللّٰه و ميثاقه أن لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا و لا تحدث بشي ء منها بعد موتي إلا من تثق به كثقتك بنفسك و إن حدث بك حدث أن تدفعها إلي من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب صلوات اللّٰه عليه ممن له دين و حسب فضمنت ذلك له فدفعها إلي و قرأها كلها علي فلم يلبث سليم أن هلك رحمه اللّٰه فنظرت فيها بعده و قطعت بها و أعظمتها و استصعبتها لأن فيها هلاك جميع أمة محمد صلي اللّٰه عليه و آله من المهاجرين و الأنصار و التابعين غير علي بن أبي طالب و أهل بيته صلوات اللّٰه عليهم و شيعته فكان أول من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن بن أبي الحسن البصري و هو يومئذ متوار من الحجاج و الحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب صلوات اللّٰه عليه من مفرطيهم نادم متلهف علي ما فاته من نصرة علي عليه السلام و القتال معه يوم الجمل فخلوت به في شرقي دار أبي خليفة الحجاج بن أبي عتاب فعرضتها عليه فبكي ثم قال ما في حديثه شي ء إلا حق قد سمعته من الثقات من شيعة علي صلوات اللّٰه عليه و غيرهم.

قال أبان فحججت من عامي ذلك فدخلت علي علي بن الحسين عليهما السلام و عنده أبو الطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول اللّٰه صلي اللّٰه عليه و آله و كان من خيار أصحاب علي عليه السلام و لقيت عنده عمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة زوجة النبي صلي اللّٰه عليه و آله فعرضته عليه و عرضت علي علي بن الحسين صلوات اللّٰه عليه ذلك أجمع ثلاثة أيام كل يوم إلي الليل و يغدو

ص: 78

عليه عمر و عامر فقرأته عليه ثلاثة أيام فقال لي صدق سليم رحمه اللّٰه هذا حديثنا كله نعرفه و قال أبو الطفيل و عمر بن أبي سلمة ما فيه حديث إلا و قد سمعته من علي صلوات اللّٰه عليه و من سلمان و من أبي ذر و المقداد.

قال عمر بن أذينة ثم دفع إلي أبان كتب سليم بن قيس الهلالي و لم يلبث أبان بعد ذلك إلا شهرا حتي مات.

فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري دفعه إلي أبان بن أبي عياش و قرأه علي و ذكر أبان أنه قرأه علي علي بن الحسين عليهما السلام فقال عليه السلام صدق سليم هذا حديثنا نعرفه انتهي.

و أقول سيأتي تمام ذلك في كتاب الفتن و سنورد سائر مفتتحات الكتب و أسانيدها في المجلد الخامس و العشرين إن شاء اللّٰه تعالي و حيث فرغنا مما أردنا إيراده في مقدمة الكتاب فلنذكر فهرست ما اشتمل عليه كتابنا من الكتب و ترتيبها ثم لنشرع في إيراد المقاصد في الأبواب و لا حول و لا قوة إلا باللّٰه و عليه التوكل و إليه المآب.

فهرست الكتب

1 كتاب العقل و العلم و الجهل.

2 كتاب التوحيد.

3 كتاب العدل و المعاد.

4 كتاب الاحتجاجات و المناظرات و جوامع العلوم.

5 كتاب قصص الأنبياء عليهم السلام

6 كتاب تاريخ نبينا و أحواله صلي اللّٰه عليه و آله

7 كتاب الإمامة و فيه جوامع أحوالهم عليهم السلام

8 كتاب الفتن و فيه ما جري بعد النبي صلي اللّٰه عليه و آله من غصب الخلافة و غزوات أمير المؤمنين عليه السلام

9 كتاب تاريخ أمير المؤمنين صلوات اللّٰه عليه و فضائله و أحواله.

ص: 79

10 كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّٰه عليهم و فضائلهم و معجزاتهم.

11 كتاب تاريخ علي بن الحسين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسي بن جعفر الكاظم صلوات اللّٰه عليهم و فضائلهم و معجزاتهم.

12 كتاب تاريخ علي بن موسي الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمد الهادي و الحسن بن علي العسكري و أحوالهم و معجزاتهم صلوات اللّٰه عليهم.

13 كتاب الغيبة و أحوال الحجة القائم صلوات اللّٰه عليه.

14 كتاب السماء و العالم و هو يشتمل علي أحوال العرش و الكرسي و الأفلاك و العناصر و المواليد و الملائكة و الجن و الإنس و الوحوش و الطيور و سائر الحيوانات و فيه أبواب الصيد و الذباحة و أبواب الطب.

15 كتاب الإيمان و الكفر و مكارم الأخلاق.

16 كتاب الآداب و السنن و الأوامر و النواهي و الكبائر و المعاصي و فيه أبواب الحدود.

17 كتاب الروضة و فيه المواعظ و الحكم و الخطب.

18 كتاب الطهارة و الصلاة.

19 كتاب القرآن و الدعاء.

20 كتاب الزكاة و الصوم و فيه أعمال السنة.

21 كتاب الحج.

22 كتاب المزار.

23 كتاب العقود و الإيقاعات.

24 كتاب الأحكام.

25 كتاب الإجازات و هو آخر الكتب و يشتمل علي أسانيدنا و طرقنا إلي جميع الكتب و إجازات العلماء الأعلام رضوان اللّٰه عليهم أجمعين.

ص: 80

كتاب العقل و العلم و الجهل

أبواب العقل و الجهل

باب 1 فضل العقل و ذم الجهل

الآيات:

البقرة: لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ و قال تعالي كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ و قال تعالي وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ

آل عمران: وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ و قال تعالي قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ و قال إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ

المائدة: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ و قال تعالي فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ و قال وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ

الأنعام: وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ و قال وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ

الأنفال: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ

يونس: أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ و قال تعالي وَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَي الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ

هود: وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ

يوسف: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

الرعد: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ

إبراهيم: وَ لِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ

طه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي

النور: كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

الزمر: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْري لِأُولِي الْأَلْبابِ

ص: 81

المؤمن: هُديً وَ ذِكْري لِأُولِي الْأَلْبابِ و قال تعالي وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

الجاثية: آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

الحجرات: أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ

الحديد: قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

الحشر: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ

«1»- مع، معاني الأخبار لي، الأمالي للصدوق الْحَافِظُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ عَنْ عِيسَي بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام عُقُولُ النِّسَاءِ فِي جَمَالِهِنَّ وَ جَمَالُ الرِّجَالِ فِي عُقُولِهِمْ (1).

بيان: الجمال الحسن في الخلق و الخلق و قوله عليه السلام عقول النساء في جمالهن لعل المراد أنه لا ينبغي أن ينظر إلي عقلهن لندرته بل ينبغي أن يكتفي بجمالهن أو المراد أن عقلهن غالبا لازم لجمالهن و الأول أظهر.

«2»- لي، الأمالي للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ جَمِيلٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ أَصْلُ الْإِنْسَانِ لُبُّهُ وَ عَقْلُهُ دِينُهُ وَ مُرُوَّتُهُ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ وَ الْأَيَّامُ دُوَلٌ وَ النَّاسُ إِلَي آدَمَ شَرَعٌ سَوَاءٌ.

بيان: اللب بضم اللام خالص كل شي ء و العقل و المراد هنا الثاني أي تفاضل أفراد الإنسان في شرافة أصلهم إنما هو بعقولهم لا بأنسابهم و أحسابهم ثم بين عليه السلام أن العقل الذي هو منشأ الشرافة إنما يظهر باختياره الحق من الأديان و بتكميل دينه بمكملات الإيمان و المروءة مهموزا بضم الميم و الراء الإنسانية (2)مشتق من المرء و قد يخفف بالقلب و الإدغام و الظاهر أن المراد أن إنسانية المرء و كماله و نقصه فيها إنما يعرف بما يجعل نفسه فيه و يرضاه لنفسه من الأشغال و الأعمال و

ص: 82


1- يحتمل أن يكون مراده عليه السلام حث الرجال و ترغيبهم فيما يكمل به عقولهم و تحريصهم علي ترك تزيين جمالهم و ما يتعلق بظاهرهم. مثل ما تقول: انت لرجل كم ترغب في تحسين ظاهرك و نظافة وجهك و جعادة شعرك؟! دع ذلك للنساء، انما جمال الرجل في تكميل عقله و تزكية نفسه و علي ذلك فالمراد بالجمال هو حسن الظاهر و الخلق.
2- و قد اخطأ رحمه اللّٰه فان هذه الاشتقاقات كالانسانية و المروة و الفتوة و نحوها لافادة ظهور آثار مبدأ الاشتقاق فمعني المروة ظهور آثار المرء مقابل المرأة في الإنسان و هو علو النظر و الصفح عن المناقشة في صغائر العيوب و الوفاء و نحوها.

الدرجات الرفيعة و المنازل الخسيسة فكم بين من لا يرضي لنفسه إلا كمال درجة العلم و الطاعة و القرب و الوصال و بين من يرتضي أن يكون مضحكة للئام لأكلة و لقمة و لا يري لنفسه شرفا و منزلة سوي ذلك.

و يحتمل أن يكون المراد التزوج بالأكفاء كما

قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام لِدَاوُدَ الْكَرْخِيِّ حِينَ أَرَادَ التَّزْوِيجَ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ نَفْسَكَ.

و التعميم أظهر.

و الدول مثلثة الدال جمع دولة بالضم و الفتح و هما بمعني انقلاب الزمان و انتقال المال أو العزة من شخص إلي آخر و بالضم الغلبة في الحروب و المعني أن ملك 9 الدنيا و ملكها و عزها تكون يوما لقوم و يوما لآخرين و الناس إلي آدم شرع بسكون الراء و قد يحرك أي سواء في النسب و كلهم ولد آدم فهذه الأمور المنتقلة الفانية لا تصير مناطا للشرف بل الشرف بالأمور الواقعية الدائمة الباقية في النشأتين و الأخيرتان مؤكدتان للأوليين.

«3»- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (1)عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَثِيرُ مُسْتَمْتَعٍ قِيلَ وَ مَا هُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الدِّينُ وَ الْعَقْلُ وَ الْحَيَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ وَ خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتَهَنَّأِ الْعَيْشُ الصِّحَّةُ وَ الْأَمْنُ وَ الْغِنَي وَ الْقَنَاعَةُ وَ الْأَنِيسُ الْمُوَافِقُ.

«4»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْعَجَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَثِيرُ مُسْتَمْتَعٍ الدِّينُ وَ الْعَقْلُ وَ الْأَدَبُ وَ الْحُرِّيَّةُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ.

سن، المحاسن ابن يزيد مثله و فيه و الجود مكان الحرية.

بيان: حسن الأدب إجراء الأمور علي قانون الشرع و العقل في خدمة الحق و معاملة الخلق و الغني عدم الحاجة إلي الخلق و هو غني النفس فإنه الكمال لا

ص: 83


1- بكسر السين المهملة و فتح النون، الظاهر أنّه عبد اللّٰه بن سنان و هو كما في رجال النجاشيّ ابن طريف مولي بني هاشم و يقال مولي بني أبي طالب، كان خازنا للمنصور و المهدي و الهادي و الرشيد كوفيّ ثقة، من أصحابنا، جليل، لا يطعن عليه في شي ء، روي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام، و قيل: روي عن أبي الحسن موسي عليه السلام و لم يثبت لان محمّد بن سنان لم يرو عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام.

الغني بالمال و الحرية تحتمل المعني الظاهر فإنها كمال في الدنيا و ضدها غالبا يكون مانعا عن تحصيل الكمالات الأخروية و يحتمل أن يكون المراد بها الانعتاق عن عبودية الشهوات النفسانية و الانطلاق عن أسر الوساوس الشيطانية و اللّٰه يعلم.

«5»- لي، الأمالي للصدوق لَا جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْلِ.

رواه في خطبة طويلة عن أمير المؤمنين عليه السلام سيجي ء تمامها في باب خطبه عليه السلام

«6»- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ مُوسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عليه السلام فُلَانٌ مِنْ عِبَادَتِهِ وَ دِينِهِ وَ فَضْلِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَقَالَ كَيْفَ عَقْلُهُ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي فَقَالَ إِنَّ الثَّوَابَ عَلَي قَدْرِ الْعَقْلِ إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ خَضْرَاءَ نَضِرَةٍ كَثِيرَةِ الشَّجَرِ طَاهِرَةِ الْمَاءِ وَ إِنَّ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَرَّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَرِنِي ثَوَابَ عَبْدِكَ هَذَا فَأَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ فَاسْتَقَلَّهُ الْمَلَكُ فَأَوْحَي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنِ اصْحَبْهُ فَأَتَاهُ الْمَلَكُ فِي صُورَةِ إِنْسِيٍّ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنَا مَكَانُكَ وَ عِبَادَتُكَ بِهَذَا الْمَكَانِ فَجِئْتُ لِأَعْبُدَ مَعَكَ فَكَانَ مَعَهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ الْمَلَكُ إِنَّ مَكَانَكَ لَنَزِهَةٌ قَالَ لَيْتَ لِرَبِّنَا بَهِيمَةً فَلَوْ كَانَ لِرَبِّنَا حِمَارٌ لَرَعَيْنَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِنَّ هَذَا الْحَشِيشَ يَضِيعُ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ وَ مَا لِرَبِّكَ حِمَارٌ فَقَالَ لَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا كَانَ يَضِيعُ مِثْلُ هَذَا الْحَشِيشِ فَأَوْحَي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَي الْمَلَكِ إِنَّمَا أُثِيبُهُ عَلَي قَدْرِ عَقْلِهِ (1).

ص: 84


1- يمكن أن يقال: أن المراد من الثواب ما اعد للمستضعفين و البله، أو يقال: إن الثواب يترتب علي روح الطاعة، و كون العبد منقادا و مطيعا لامر مولاه، كما أن العقاب يترتب علي العصيان، و كونه في مقام التجري و العناد، فحيث إن العابد كان مؤمنا و منقادا للّٰه تعالي فيترتب الثواب علي ايمانه و انقياده و ان كان في ادراك بعض صفاته تعالي قاصرا و لذا تري أنّه لحبه و انقياده للمولي يتمني أن ترجع المنفعة إليه سبحانه كما يشعر بذلك قوله: ليت لربنا بهيمة. و قوله: فلو كان لربنا حمار لرعيناه. هذا كله علي فرض دلالة الحديث علي اعتقاده بالتجسم، و يمكن أن يقال: ان حسن انتخاب الإنسان يكشف عن كمال عقله، و عدمه علي عدمه، فانتخاب الممتنع مع إمكان انتخاب الممكن او تفضيل الاخس و هو رعي حماره علي الأشرف و هو مناجاته و عبادته تعالي يكشف عن قصور عقله، فالعابد لم يكن ممن يقول بجسميته سبحانه كما يشعر بذلك كلمة «لو وليت» و لكن لما كان عقله ناقصا فالثواب التام لا يليق به.

«7»- وَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام مَا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْعِبَادَ بِكُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَي قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

بيان: الظاهر أن قوله و قال الصادق عليه السلام إلي آخر الخبر خبر مرسل كما يظهر من الكافي قوله من عبادته بيان لقوله كذا و كذا و كذا خبر لقوله فلان و يحتمل أن يكون متعلقا بمقدر أي فذكرت من عبادته و أن يكون متعلقا بما عبر عنه بكذا و كذا كقوله فاضل كامل فكلمة من بمعني في أو للسببية و النضارة الحسن و الطهارة هنا بمعناه اللغوي أي الصفاء و اللطافة.

و في بعض نسخ الكافي بالظاء المعجمة أي كان جاريا علي وجه الأرض و النزاهة البعد عما يوجب القبح و الفساد و الأظهر لنزه كما في الكافي و لعله بتأويل البقعة و العرصة و مثلهما.

و في الخبر إشكال من حيث إن ظاهره كون العابد قائلا بالجسم و هو ينافي استحقاقه للثواب مطلقا و ظاهر الخبر كونه مع هذه العقيدة الفاسدة مستحقا للثواب لقلة عقله و بلاهته و يمكن أن يكون اللام في قوله لربنا بهيمة للملك لا للانتفاع و يكون مراده تمني أن يكون في هذا المكان بهيمة من بهائم الرب لئلا يضيع الحشيش فيكون نقصان عقله باعتبار عدم معرفته بفوائد مصنوعات اللّٰه تعالي بأنها غير مقصورة علي أكل البهيمة لكن يأبي عنه جواب الملك إلا أن يكون لدفع ما يوهم كلامه أو يكون استفهاما إنكاريا أي خلق اللّٰه تعالي بهائم كثيرا ينتفعون بحشيش الأرض و هذه إحدي منافع خلق الحشيش و قد ترتبت بقدر المصلحة و لا يلزم أن يكون في هذا المكان حمار بل يكفي وجودك و انتفاعك.

و يحتمل أن يكون اللام للاختصاص لا علي محض المالكية بأن يكون لهذه البهيمة اختصاص بالرب تعالي كاختصاص بيته به تعالي مع عدم حاجته إليه و يكون جواب الملك أنه لا فائدة في مثل هذا الخلق حتي يخلق اللّٰه تعالي حمارا و ينسبه إلي مقدس جنابه تعالي كما في البيت فإن فيه حكما كثيرة.

و علي التقادير لا بد إما من ارتكاب تكلف تام في الكلام أو التزام فساد بعض

ص: 85

الأصول المقررة في الكلام و اللّٰه يعلم.

«8»- ل، الخصال لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ (1)عَنِ ابْنِ طَرِيفٍ (2)عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ (3)عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام قَالَ: هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَي آدَمَ عليه السلام فَقَالَ يَا آدَمُ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُخَيِّرَكَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ فَاخْتَرْ وَاحِدَةً وَ دَعِ اثْنَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ وَ مَا الثَّلَاثُ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ الْعَقْلُ وَ الْحَيَاءُ وَ الدِّينُ (4)قَالَ آدَمُ فَإِنِّي قَدِ اخْتَرْتُ الْعَقْلَ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِلْحَيَاءِ وَ الدِّينِ انْصَرِفَا وَ دَعَاهُ فَقَالا لَهُ يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّا أُمِرْنَا (5)أَنْ نَكُونَ مَعَ الْعَقْلِ حَيْثُمَا كَانَ قَالَ فَشَأْنَكُمَا وَ عَرَجَ.

سن، المحاسن عمرو بن عثمان مثله بيان الشأن بالهمز الأمر و الحال أي الزما شأنكما أو شأنكما معكما و لعل الغرض كان تنبيه آدم عليه السلام و أولاده بعظمة نعمة العقل و قيل الكلام مبني علي الاستعارة التمثيلية و يمكن أن يكون جبرئيل عليه السلام أتي بثلاث صور مكان كل من الخصال صورة تناسبها فإن لكل من الأعراض و المعقولات صورة تناسبه من الأجسام و المحسوسات و بها تتمثل في المنام بل في الآخرة و اللّٰه يعلم.

«9»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَي عَنِ

ص: 86


1- هو المفضل بن صالح الأسدي النخاس بالنون المضمومة و الخاء المعجمة المشددة رمي بالغلو و الضعف و الكذب و وضع الحديث.
2- بالطاء و الراء المهملتين وزان امير هو سعد بن طريف الحنظلي الاسكاف مولي بني تميم الكوفيّ، عده الشيخ من أصحاب السجّاد و الباقر و الصادق عليهم السلام قال: روي عن الأصبغ بن نباتة و هو صحيح الحديث.
3- بضم النون، هو: الأصبغ «بفتح الهمزة» ابن نباتة التميمي الحنظلي المجاشعي الكوفيّ. قال النجاشيّ: كان من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام و عمر بعده، روي عنه عهد الأشتر و وصيته الي محمّد ابنه.
4- المراد بالعقل هنا لطيفة ربانية يدرك بها الإنسان حقيقة الأشياء و يميز بها بين الخير و الشر، و الحق و الباطل، و بها يعرف ما يتعلق بالمبدإ و المعاد. و له مراتب بحسب الشدة و الضعف. و الحياء: غريزة مانعة من ارتكاب القبائح و من التقصير في حقوق الحق و الخلق. و الدين: ما به صلاح الناس و رقيهم في المعاش و المعاد من غرائز خلقية و قوانين وضعية.
5- لعل المراد بالامر هو التكويني، دون التشريعي. و هو استلزام العقل للحياء و الدين، و تبعيتها له.

ابْنِ مُسْكَانَ (1)عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ الْعِبَادِ أَقَلُّ مِنْ خَمْسٍ الْيَقِينُ وَ الْقُنُوعُ وَ الصَّبْرُ وَ الشُّكْرُ وَ الَّذِي يَكْمُلُ بِهِ هَذَا كُلُّهُ الْعَقْلُ.

سن، المحاسن عثمان بن عيسي مثله بيان أي هذه الخصال في الناس أقل وجودا من سائر الخصال و من كان له عقل يكون فيه جميعها علي الكمال فيدل علي ندرة العقل أيضا.

«10»- ل، الخصال فِي الْأَرْبَعِمِائَةِ مَنْ كَمَلَ عَقْلُهُ حَسُنَ عَمَلُهُ.

«11»- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الرَّازِيِّ عَنْ حَمْدَانَ الدِّيوَانِيِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا عليه السلام صَدِيقُ كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَ عَدُوُّهُ جَهْلُهُ (2).

ص: 87


1- بضم الميم و سكون السين المهملة، اسم والد عبد اللّٰه، قال النجاشيّ: ص 148 عبد اللّٰه بن مسكان، ابو محمّد مولي عنزه، ثقة، عين، روي عن أبي الحسن موسي عليه السلام، و قيل انه روي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام و ليس بثبت، له كتب منها كتاب في الإمامة، و كتاب في الحلال و الحرام، و أكثره عن محمّد بن عليّ بن أبي شعبة الحلبيّ و ذكر طرقه إليه فقال بعده: مات في أيام أبي الحسن قبل الحادثة، عده الكشّيّ في ص 239 ممن اجتمعت العصابة علي تصحيح ما يصحّ عنهم و تصديقهم لما يقولون، و أقروا لهم بالفقه، من أصحاب أبي عبد اللّٰه عليه السلام. و قال في ص 243: لم يسمع من أبي عبد اللّٰه عليه السلام الا حديث «من أدرك المشعر فقد أدرك الحجّ» إلي أن قال: و زعم أبو النضر محمّد بن مسعود أن ابن مسكان كان لا يدخل علي أبي عبد اللّٰه عليه السلام شفقة أن لا يوفيه حقّ اجلاله فكان يسمع من أصحابه و يأتي ان يدخل عليه اجلالا له و اعظاما له عليه السلام انتهي. اقول: يوجد له روايات كثيرة في أبواب الفقه و غيرها عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام حتّي نقل عن المجلسيّ الأول رحمه اللّٰه انها تبلغ قريبا من ثلاثين حديثا من الكتب الأربعة و غيرها فلازم صحة كلام النجاشيّ و الكشّيّ ارسال تلك الأحاديث، و هو بعيد جدا و يمكن حمل كلامهما علي عدم روايته عنه عليه السلام بالمشافهة فلا مانع من سؤاله عنه عليه السلام بالمكاتبة كما يومي بذلك الكشّيّ في رجاله: قال: و زعم يونس ان ابن مسكان سرح مسائل الي أبي عبد اللّٰه عليه السلام يسأله فيها و اجابه عليها. من ذلك: ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون كتب إليه يسأله عن خصي دلس نفسه علي امرأة، قال يفرق بينهما و يوجع ظهره.
2- لان شأن كل أحد ايصال صديقه الي ما فيه سعادته و منفعته و دفع المضار و الشرور عنه، و شان العدو بالعكس و هذه الصفات في العقل و الجهل اقوي و أشد اذ بالعقل يصل الإنسان الي الخيرات، و يعرف ما فيه السعادة و الشقاوة، و يسلك سبيل الهداية و الرشاد، و يميز بين الحق و الباطل، و به يعبد الرحمن، و يكتسب الجنان. و بالجهل يسلك سبيل الغي و الجهالة، و يقع في ورطة الشر و الضلالة، و به يعبد الشيطان، و يكتسب غضب الرحمن، فاطلاق الصديق علي العقل اجدر كما ان اطلاق العدو علي الجهل أولي.

و رواه أيضا عن أبيه و ابن الوليد عن سعد و الحميري عن ابن هاشم عن الحسن بن الجهم عن الرضا عليه السلام - ع، علل الشرائع أبي عن سعد عن ابن عيسي عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عنه عليه السلام مثله- سن، المحاسن ابن فضال مثله- كنز الكراجكي، عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله.

«12»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَهْرَوَيْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ عَبْداً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْماً.

نهج، نهج البلاغة مثله.

«13»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَاسِمٍ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ عَنِ الْعُمَرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْصَي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام إِلَي الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام فَقَالَ فِيمَا أَوْصَي بِهِ إِلَيْهِ يَا بُنَيَّ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا عُدْمَ أَشَدُّ مِنْ عُدْمِ الْعَقْلِ وَ لَا وَحْدَةَ وَ لَا وَحْشَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ فِي صَنْعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا بُنَيَّ الْعَقْلُ خَلِيلُ الْمَرْءِ وَ الْحِلْمُ وَزِيرُهُ وَ الرِّفْقُ وَالِدُهُ وَ الصَّبْرُ مِنْ خَيْرِ جُنُودِهِ يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعَاقِلِ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ فِي شَأْنِهِ فَلْيَحْفَظْ لِسَانَهُ وَ لْيَعْرِفْ أَهْلَ زَمَانِهِ يَا بُنَيَّ إِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ الْفَاقَةَ وَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ مَرَضُ الْبَدَنِ وَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ مَرَضُ الْقَلْبِ وَ إِنَّ مِنَ النِّعَمِ سَعَةَ الْمَالِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ صِحَّةُ الْبَدَنِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ تَقْوَي الْقُلُوبِ يَا بُنَيَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَ يُحْمَدُ وَ لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ (1)أَوْ خُطْوَةٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.

بيان: العدم بالضم الفقر و فقدان شي ء و العجب إعجاب المرء بنفسه بفضائله

ص: 88


1- رم الامر: اصلحه.

و أعماله و هو موجب للترفع علي الناس و التطاول عليهم فيصير سببا لوحشة الناس عنه و مستلزما لترك إصلاح معايبه و تدارك ما فات منه فينقطع عنه مواد رحمة اللّٰه و لطفه و هدايته فينفرد عن ربه و عن الخلق فلا وحشة أوحش منه و قوله عليه السلام و لا ورع هو بالإضافة إلي ورع من يتورع عن المكروهات و لا يتورع عن المحرمات و الشخوص الذهاب من بلد إلي بلد و السير في الأرض و يمكن أن يكون المراد هنا ما يشمل الخروج من البيت و الخطوة بالضم و الكسر المكانة و القرب و المنزلة أي يشخص لتحصيل ما يوجب المكانة و المنزلة في الآخرة.

«14»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام فِي خَبَرِ سَلْمَانَ وَ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ حَسَبَ الْمَرْءِ دِينُهُ وَ مُرُوَّتَهُ خُلُقُهُ وَ أَصْلَهُ عَقْلُهُ.

«15»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِيسَي عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي فُرَاتٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَ إِذًا مَكْتُوبٌ فِي صَدْرِ الْكِتَابِ هَذَا مَا وَضَعَتْ الْحُكَمَاءُ فِي كُتُبِهَا الِاجْتِهَادُ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ أَرْبَحُ تِجَارَةٍ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ أَدَبٌ تَسْتَفِيدُهُ خَيْرٌ مِنْ مِيرَاثٍ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ خَيْرُ رَفِيقٍ وَ التَّوْفِيقُ خَيْرُ قَائِدٍ وَ لَا ظَهْرَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَحْشَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا يَطْمَعَنَّ صَاحِبُ الْكِبْرِ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ.

بيان: العائدة المنفعة و يقال هذا أعود أي أنفع و لا ظهر أي لا معين و لا مقوي فإن قوة الإنسان بقوة ظهره.

«16»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِيِّ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْئاً أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَحْمَقِ لِأَنَّهُ سَلَبَهُ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ وَ هُوَ عَقْلُهُ.

بيان: بغضه تعالي عبارة عن علمه بدناءة رتبته و عدم قابليته للكمال و ما يترتب عليه عن عدم توفيقه علي ما يقتضي رفعة شأنه لعدم قابليته لذلك فلا ينافي

ص: 89

عدم اختياره في ذلك أو يكون بغضه تعالي لما يختاره بسوء اختياره من قبائح أعماله مع كونه مختارا في تركه و اللّٰه يعلم (1).

«17»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: دِعَامَةُ الْإِنْسَانِ الْعَقْلُ وَ مِنَ الْعَقْلِ الْفِطْنَةُ وَ الْفَهْمُ وَ الْحِفْظُ وَ الْعِلْمُ فَإِذَا كَانَ تَأْيِيدُ عَقْلِهِ مِنَ النُّورِ كَانَ عَالِماً حَافِظاً زَكِيّاً فَطِناً فَهِماً وَ بِالْعَقْلِ يَكْمُلُ وَ هُوَ دَلِيلُهُ وَ مُبْصِرُهُ وَ مِفْتَاحُ أَمْرِهِ.

بيان: الدعامة بالكسر عماد البيت و الفطنة سرعة إدراك الأمور علي الاستقامة و النور لما كان سببا لظهور المحسوسات يطلق علي كل ما يصير سببا لظهور الأشياء علي الحس أو العقل فيطلق علي العلم و علي أرواح الأئمة عليهم السلام و علي رحمة اللّٰه سبحانه و علي ما يلقيه في قلوب العارفين من صفاء و جلاء به يظهر عليهم حقائق الحكم و دقائق الأمور و علي الرب تبارك و تعالي لأنه نور الأنوار و منه يظهر جميع الأشياء في الوجود العيني و الانكشاف العلمي و هنا يحتمل الجمر و قوله زكيا فيما رأينا من النسخ بالزاء فهو بمعني الطهارة عن الجهل و الرذائل و في الكافي مكانه ذاكرا.

«18»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُبْغِضُ الشَّيْخَ الْجَاهِلَ وَ الْغَنِيَّ الظَّلُومَ وَ الْفَقِيرَ الْمُخْتَالَ.

بيان: تخصيص الجاهل بالشيخ لكون الجهل منه أقبح لمضي زمان طويل يمكنه فيه تحصيل العلم و تخصيص الظلوم بالغني لكون الظلم منه أفحش لعدم الحاجة و تخصيص المختال أي المتكبر بالفقير لأنه منه أشنع إذ الغني إذا تكبر فله عذر في ذلك لما يلزم الغني من الفخر و العجب و الطغيان.

ص: 90


1- مراده رحمه اللّٰه رفع المنافاة التي تتراءي بين البغض و بين كون حماقة الاحمق غير مستندة الي اختياره و لا يخفي ان المنافاة لا ترتفع بما ذكره رحمه اللّٰه من الوجهين فان العلم بدناءة الرتبة لا تسمي بغضا، و كذا عدم توفيقه لعدم قابليته، و ما يختاره من القبيح لحماقته ينتهيان بالأخرة الي ما لا بالاختيار فالاشكال بحاله. و الحق ان بغضه كما يظهر من تعليله عليه السلام بمعني منعه ممّا من شان الإنسان ان يتلبس به و هو العقل الذي هو أحبّ الأشياء إلي اللّٰه لنقص في خلقته فهو بغض تكويني بمعني التبعيد من مزايا الخلقة لا بغض تشريعي بمعني تبعيده من المغفرة و الجنة و الذي ينافي عدم الاختيار هو البغض بالمعني الثاني لا الأول. ط.

«19»- ثو، ثواب الأعمال أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَبِي سَمَّاكٍ عَنِ الْفَضْلِ (1)بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ مَنْ كَانَ عَاقِلًا خُتِمَ لَهُ بِالْجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

«20»- ثو، ثواب الأعمال بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَنْ كَانَ عَاقِلًا كَانَ لَهُ دِينٌ وَ مَنْ كَانَ لَهُ دِينٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

«21»- سن، المحاسن أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: كَانَ يَرَي مُوسَي بْنُ عِمْرَانَ عليهما السلام رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَطُولُ سُجُودُهُ وَ يَطُولُ سُكُوتُهُ فَلَا يَكَادُ يَذْهَبُ إِلَي مَوْضِعٍ إِلَّا وَ هُوَ مَعَهُ فَبَيْنَا هُوَ مِنَ الْأَيَّامِ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ إِذْ مَرَّ عَلَي أَرْضٍ مُعْشِبَةٍ يَزْهُو وَ يَهْتَزُّ قَالَ فَتَأَوَّهَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ مُوسَي عَلَي مَا ذَا تَأَوَّهْتَ قَالَ تَمَنَّيْتُ أَنْ يَكُونَ لِرَبِّي حِمَارٌ أَرْعَاهُ هَاهُنَا قَالَ وَ أَكَبَّ مُوسَي عليه السلام طَوِيلًا بِبَصَرِهِ عَلَي الْأَرْضِ اغْتِمَاماً بِمَا سَمِعَ مِنْهُ قَالَ فَانْحَطَّ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي أَكْبَرْتَ مِنْ مَقَالَةِ عَبْدِي أَنَا أُؤَاخِذُ عِبَادِي عَلَي قَدْرِ مَا أَعْطَيْتُهُمْ مِنَ الْعَقْلِ.

بيان: في القاموس الزهو المنظر الحسن و النبات الناضر و نور النبت و زهرة و إشراقه و الاهتزاز التحرك و النشاط و الارتياح و الظاهر أنهما بالتاء صفتان للأرض أو حالان منها لبيان نضارة أعشابها و طراوتها و نموها و إذا كانا بالياءين كما في أكثر النسخ فيحتمل أن يكونا حالين عن فاعل مر العابد إلي موسي عليه السلام و الزهو جاء بمعني الفخر أي كان يفتخر و ينشط إظهارا لشكره تعالي فيما هيأ له من ذلك.

«22»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَ إِفْطَارُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ الْجَاهِلِ وَ إِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ وَ لَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا وَ لَا نَبِيّاً حَتَّي

ص: 91


1- و في نسخة: الفضيل. قال النجاشيّ في رجاله ص 217 الفضل بن عثمان المرادي الصائغ الأنباري أبو محمّد الأعور مولي ثقة ثقة، روي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام، و هو ابن اخت علي ابن ميمون المعروف بابي الاكراد. و قد وثقه المفيد و غيره.

يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ وَ يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ جَمِيعِ أُمَّتِهِ وَ مَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِينَ وَ مَا أَدَّي الْعَاقِلُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّي عَقَلَ مِنْهُ وَ لَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ

إيضاح: من شخوص الجاهل أي خروجه من بلده و مسافرته إلي البلاد طلبا لمرضاته تعالي كالجهاد و الحج و غيرهما و ما يضمر النبي في نفسه أي من النيات الصحيحة و التفكرات الكاملة و العقائد اليقينية و ما أدي العاقل فرائض اللّٰه حتي عقل منه أي لا يعمل فريضة حتي يعقل من اللّٰه و يعلم أن اللّٰه أراد تلك منه و يعلم آداب إيقاعها و يحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك أي يعقل و يعرف ما يلزمه معرفته فمن ابتدائية علي التقديرين و يحتمل علي بعد أن يكون تبعيضية أي عقل من صفاته و عظمته و جلاله ما يليق بفهمه و يناسب قابليته و استعداده و في أكثر النسخ و ما أدي العقل و يرجع إلي ما ذكرنا إذ العاقل يؤدي بالعقل و في الكافي و ما أدي العبد فرائض اللّٰه حتي عقل عنه أي لا يمكن للعبد أداء الفرائض كما ينبغي إلا بأن يعقل و يعلم من جهة مأخوذة عن اللّٰه بالوحي أو بأن يلهمه اللّٰه معرفته أو بأن يعطيه اللّٰه عقلا موهبيا به يسلك سبيل النجاة.

«23»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ: مَا يُعْبَأُ مِنْ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ بِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا نَأْتِي قَوْماً لَا بَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا مِمَّنْ يَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ لَيْسَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْعُقُولُ فَقَالَ لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ يا أُولِي الْأَلْبابِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْكَ وَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي.

بيان: ما يعبأ أي لا يبالي و لا يعتني بشأن من لا عقل له من أهل هذا الدين فقال السائل عندنا قوم داخلون في هذا الدين غير كاملين في العقل فكيف حالهم فأجاب عليه السلام بأنهم و إن حرموا عن فضائل أهل العقل لكن تكاليفهم أيضا أسهل و أخف و أكثر المخاطبات في التكاليف الشاقة لأولي الألباب.

ص: 92

«24»- سن، المحاسن النَّوْفَلِيُّ وَ جَهْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالِهِ فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَي بِعَقْلِهِ.

أقول: في الكافي حسن حال.

«25»- مص، مصباح الشريعة قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام الْجَهْلُ صُورَةٌ رُكِّبَتْ فِي بَنِي آدَمَ إِقْبَالُهَا ظُلْمَةٌ وَ إِدْبَارُهَا نُورٌ وَ الْعَبْدُ مُتَقَلِّبٌ مَعَهَا (1)كَتَقَلُّبِ الظِّلِّ مَعَ الشَّمْسِ أَ لَا تَرَي إِلَي الْإِنْسَانِ تَارَةً تَجِدُهُ جَاهِلًا بِخِصَالِ نَفْسِهِ حَامِداً لَهَا عَارِفاً بِعَيْبِهَا فِي غَيْرِهِ سَاخِطاً وَ تَارَةً تَجِدُهُ عَالِماً بِطِبَاعِهِ سَاخِطاً لَهَا حَامِداً لَهَا فِي غَيْرِهِ فَهُوَ مُتَقَلِّبٌ بَيْنَ الْعِصْمَةِ وَ الْخِذْلَانِ فَإِنْ قَابَلَتْهُ الْعِصْمَةُ أَصَابَ وَ إِنْ قَابَلَهُ الْخِذْلَانُ أَخْطَأَ وَ مِفْتَاحُ الْجَهْلِ الرِّضَا وَ الِاعْتِقَادُ بِهِ وَ مِفْتَاحُ الْعِلْمِ الِاسْتِبْدَالُ مَعَ إِصَابَةِ مُوَافَقَةِ التَّوْفِيقِ وَ أَدْنَي صِفَةُ الْجَاهِلِ دَعْوَاهُ الْعِلْمَ بِلَا اسْتِحْقَاقٍ وَ أَوْسَطُهُ جَهْلُهُ بِالْجَهْلِ وَ أَقْصَاهُ جُحُودُهُ الْعِلْمَ وَ لَيْسَ شَيْ ءٌ إِثْبَاتُهُ حَقِيقَةُ نَفْيِهِ إِلَّا الْجَهْلُ وَ الدُّنْيَا وَ الْحِرْصُ فَالْكُلُّ مِنْهُمْ كَوَاحِدٍ وَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ كَالْكُلِّ.

بيان: كتقلب الظل مع الشمس أي كما أن شعاع الشمس قد يغلب علي الظل و يضي ء مكانه و قد يكون بالعكس فكذلك العلم و العقل قد يستوليان علي النفس فيظهر له عيوب نفسه و يأول بعقله عيوب غيره ما أمكنه و قد يستولي الجهل فيري محاسن غيره مساوي و مساوي نفسه محاسن و مفتاح الجهل الرضا بالجهل و الاعتقاد به و بأنه كمال لا ينبغي مفارقته و مفتاح العلم طلب تحصيل العلم بدلا عن الجهل و الكمال بدلا عن النقص و ينبغي أن يعلم أن سعيه مع عدم مساعدة التوفيق لا ينفع فيتوسل بجنابه تعالي ليوفقه قوله عليه السلام إثباته أي عرفانه قال الفيروزآبادي أثبته عرفه حق المعرفة و ظاهر أن معرفة تلك الأمور كما هي مستلزمة لتركها و نفيها أو المعني أن كل من أقر بثبوت تلك الأشياء لا محالة ينفيها عن نفسه فالمراد بالدنيا حبها و

ص: 93


1- و في نسخة: معهما. و قوله عليه السلام: الجهل صورة ركبت إلخ لان طبيعة الإنسان في اصل فطرتها خالية عن الكمالات الفعلية و العلوم الثابتة، فكان الجهل عجنت في طينتها و ركبت مع طبيعتها، و لكن في أصل فطرته له قوة كسب الكمالات بالعلوم و التنّور و المعارف.

قوله عليه السلام فالكل كواحد لعل معناه أن هذه الخصال كخصلة واحدة لتشابه مباديها و انبعاث بعضها عن بعض و تقوي بعضها ببعض كما لا يخفي.

«26»- م، تفسير الإمام عليه السلام عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام مَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ أَكْمَلَ مَا فِيهِ كَانَ هَلَاكُهُ مِنْ أَيْسَرِ مَا فِيهِ.

«27»- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ وَ لَا غِنَي كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ.

«28»- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَسَاسُ الدِّينِ بُنِيَ عَلَي الْعَقْلِ وَ فُرِضَتِ الْفَرَائِضُ عَلَي الْعَقْلِ وَ رَبُّنَا يُعْرَفُ بِالْعَقْلِ وَ يُتَوَسَّلُ إِلَيْهِ بِالْعَقْلِ وَ الْعَاقِلُ أَقْرَبُ إِلَي رَبِّهِ مِنْ جَمِيعِ الْمُجْتَهِدِينَ بِغَيْرِ عَقْلٍ وَ لَمِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ بِرِّ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ جِهَادِ الْجَاهِلِ أَلْفَ عَامٍ.

«29»- ضه، روضة الواعظين قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ.

«30»- ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُزِيلَ مِنْ عَبْدٍ نِعْمَةً كَانَ أَوَّلُ مَا يُغَيِّرُ مِنْهُ عَقْلَهُ.

«31»- وَ قَالَ عليه السلام يَغُوصُ الْعَقْلُ عَلَي الْكَلَامِ فَيَسْتَخْرِجُهُ مِنْ مَكْنُونِ الصَّدْرِ كَمَا يَغُوصُ الْغَائِصُ عَلَي اللُّؤْلُؤِ الْمُسْتَكِنَّةِ فِي الْبَحْرِ.

«32»- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام النَّاسُ أَعْدَاءٌ لِمَا جَهِلُوا.

«33»- وَ قَالَ عليه السلام أَرْبَعُ خِصَالٍ يَسُودُ بِهَا الْمَرْءُ الْعِفَّةُ وَ الْأَدَبُ وَ الْجُودُ وَ الْعَقْلُ.

«34»- وَ قَالَ عليه السلام لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا مُصِيبَةَ أَعْظَمُ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ وَ لَا قَائِدَ خَيْرٌ مِنَ التَّوْفِيقِ وَ لَا قَرِينَ خَيْرٌ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا مِيرَاثَ خَيْرٌ مِنَ الْأَدَبِ.

«35»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِيَّا الْقَاضِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله حَسَبُ الْمُؤْمِنِ مَالُهُ وَ مُرُوَّتُهُ عَقْلُهُ وَ حِلْمُهُ شَرَفُهُ وَ كَرَمُهُ تَقْوَاهُ.

«36»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ عليه السلام الْجَهْلُ وَ الْبُخْلُ أَذَمُّ الْأَخْلَاقِ.

ص: 94

«37»- وَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ عليه السلام حُسْنُ الصُّورَةِ جَمَالٌ ظَاهِرٌ وَ حُسْنُ الْعَقْلِ جَمَالٌ بَاطِنٌ.

«38»- وَ قَالَ عليه السلام لَوْ عَقَلَ أَهْلُ الدُّنْيَا خَرِبَتْ.

«39»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَيْسَ الرُّؤْيَةُ مَعَ الْإِبْصَارِ وَ قَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا وَ لَا يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ انْتَصَحَهُ.

بيان: أي الرؤية الحقيقية رؤية العقل لأن الحواس قد تعرض لها الغلط.

«40»- نهج، نهج البلاغة قَالَ عليه السلام لَا غِنَي كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ.

«41»- وَ قَالَ عليه السلام أَغْنَي الْغِنَي الْعَقْلُ وَ أَكْبَرُ الْفَقْرِ الْحُمْقُ.

«42»- وَ قَالَ عليه السلام لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ.

«43»- وَ قَالَ عليه السلام الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ وَ الْعَقْلُ حُسَامٌ بَاتِرٌ (1)فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ وَ قَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ.

«44»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله لِكُلِّ شَيْ ءٍ آلَةٌ وَ عُدَّةٌ وَ آلَةُ الْمُؤْمِنِ وَ عُدَّتُهُ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مَطِيَّةٌ وَ مَطِيَّةُ الْمَرْءِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ ءٍ غَايَةٌ وَ غَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ وَ رَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وَ بِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وَ عِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ سَفْرٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ وَ فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ الْعَقْلُ.

«45»- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَا عُدَّةَ أَنْفَعُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَدُوَّ أَضَرُّ مِنَ الْجَهْلِ.

«46»- وَ قَالَ: زِينَةُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ.

«47»- وَ قَالَ عليه السلام قَطِيعَةُ الْعَاقِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْجَاهِلِ.

«48»- وَ قَالَ عليه السلام مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرُ مَا فِيهِ عَقْلَهُ كَانَ بِأَكْثَرِ مَا فِيهِ قَتْلُهُ.

ص: 95


1- الباتر: القاطع. شبه الحلم بالغطاء الساتر لان الحلم يمنع عن ظهور ما يستلزمه الغضب من مساوي الأخلاق. و شبه العقل بالحسام الباتر لان بالعقل يقتل الإنسان اعدي عدوه و هو هواه، و به يغلب علي نفسه: و يصدها عن الاستيلاء علي مملكة البدن، و يمنعها عن إعمال ما يضر بحالها.

«49»- وَ قَالَ عليه السلام الْجَمَالُ فِي اللِّسَانِ وَ الْكَمَالُ فِي الْعَقْلِ وَ لَا يَزَالُ الْعَقْلُ وَ الْحُمْقُ يَتَغَالَبَانِ عَلَي الرَّجُلِ إِلَي ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً فَإِذَا بَلَغَهَا غَلَبَ عَلَيْهِ أَكْثَرُهُمَا فِيهِ.

«50»- وَ قَالَ عليه السلام الْعُقُولُ أَئِمَّةُ الْأَفْكَارِ وَ الْأَفْكَارُ أَئِمَّةُ الْقُلُوبِ وَ الْقُلُوبُ أَئِمَّةُ الْحَوَاسِّ وَ الْحَوَاسُّ أَئِمَّةُ الْأَعْضَاءِ.

«51»- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله اسْتَرْشِدُوا الْعَقْلَ تُرْشَدُوا وَ لَا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا.

«52»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله سَيِّدُ الْأَعْمَالِ فِي الدَّارَيْنِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ شَيْ ءٍ دِعَامَةٌ وَ دِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَتُهُ لِرَبِّهِ.

«53»- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْعُقُولُ ذَخَائِرُ وَ الْأَعْمَالُ كُنُوزٌ.

باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدو خلقه

«1»- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَ لَا أُكْمِلُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَي وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ.

سن، المحاسن ابن محبوب مثله.

«2»- ع، علل الشرائع فِي سُؤَالاتِ الشَّامِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ النُّورُ.

أقول: سيأتي بعض الأخبار في باب علامات العقل.

«3»- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ لَكَ الثَّوَابُ وَ عَلَيْكَ الْعِقَابُ.

«4»- سن، المحاسن السِّنْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالا لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَي وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ.

ص: 96

«5»- سن، المحاسن عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي وَ عَلَيْكَ أُثِيبُ.

«6»- سن، المحاسن أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ فَأَعْطَي اللَّهُ مُحَمَّداً صلي اللّٰه عليه و آله تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ جُزْءاً ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ جُزْءاً وَاحِداً.

«7»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِي.

«8»- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلُ.

«9»- وَ رُوِيَ بِطَرِيقٍ آخَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ تَعَالَي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكَ بِكَ أُثِيبُ وَ بِكَ أُعَاقِبُ وَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي.

«10»- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ (1)عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام الرَّجُلُ آتِيهِ أُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِي فَيَعْرِفُ كُلَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ فَيَسْتَوْفِي كَلَامِي كُلَّهُ ثُمَّ يَرُدُّهُ عَلَيَّ كَمَا كَلَّمْتُهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ فَقَالَ يَا إِسْحَاقُ أَ وَ مَا تَدْرِي لِمَ هَذَا قُلْتُ لَا قَالَ الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِكَ فَيَعْرِفُ كُلَّهُ فَذَاكَ مَنْ عُجِنَتْ نُطْفَتُهُ بِعَقْلِهِ وَ أَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ فَيَسْتَوْفِي كَلَامَكَ ثُمَّ يُجِيبُكَ عَلَي كَلَامِكَ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَ أَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِيهِ بَعْدَ مَا كَبِرَ فَهُوَ يَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ.

بيان: قوله ثم يرده علي أي أصل الكلام كما سمعه أو يجيب علي وفق ما كلمته و الثاني أظهر ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون الكلام جاريا علي وجه المجاز لبيان اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية أي كأنه عجنت نطفته بعقله مثلا و أن يكون المراد

ص: 97


1- و في نسخة: عن ابن سعيد.

أن بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل و استعداد فهم الأشياء و إدراك الخير و الشر عند كونها نطفة و بعضها عند كونها في البطن و بعضها بعد كبر الشخص و استعمال الحواس و حصول البديهيات و تجربة الأمور و أن يكون المراد الإشارة إلي أن اختلاف المواد البدنية له مدخل في اختلاف العقل و اللّٰه يعلم.

«11»- ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمَّا خَلَقَ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ أُؤَيِّدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ بِكَ.

«12»- وَ قَالَ عليه السلام خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْقُدْرَةِ وَ النُّورِ (1)وَ الْمَشِيَّةِ بِالْأَمْرِ فَجَعَلَهُ قَائِماً بِالْعِلْمِ دَائِماً فِي الْمَلَكُوتِ.

«13»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: إِنَّ الْغِلْظَةَ فِي الْكَبِدِ وَ الْحَيَاءَ فِي الرِّيحِ وَ الْعَقْلَ مَسْكَنُهُ الْقَلْبُ.

بيان: أن الغلظة في الكبد أي تنشأ من بعض الأخلاط المتولدة من الكبد كالدم و المرة الصفراء مثلا و الريح كثر استعماله في الأخبار علي ما سيأتي في كتاب أحوال الإنسان و يظهر من بعضها أنها المرة السوداء و من بعضها أنها الروح الحيواني و من بعضها أنها أحد أجزاء البدن سوي الأخلاط الأربعة و الأجزاء المعروفة و القلب يطلق علي النفس الإنساني لتعلقها أولا بالروح الحيواني المنبعث عن القلب الصنوبري و لذلك

ص: 98


1- لعل المراد بالنور ظهور الكمالات و الأخلاق السنية و الاعمال الرضية، و بالمشية بالامر اختيار محاسن الأمور، فخلق العقل من هذه الأشياء لعله كناية عن استلزامه لها فكانها مادته و يحتمل ان يكون «من» تعليلية. اي خلقه لتحصيل تلك الأمور، او المعني انه تعالي لم يخلقه من مادة، بل خلقه من علمه و قدرته و نوريته و مشيته فظهر فيه تلك الآثار من أنوار جلاله، و المراد ان العقل يطلق علي الحالة المركبة من تلك الخلال، و اما قيامه بالعلم فظاهر، اذ بترك العلم يسلب العقل. و كونه دائما في الملكوت اذ هو دائما متوجه الي الترقي الي الدرجة العليا، و معرض عن شواغل الدنيا، متصل بارواح المقربين في الملاء الأعلي و يتهيأ للعروج الي جنة المأوي. «منه طاب ثراه».

تعلقها بالقلب أكثر من سائر الأعضاء أو لتقلب أحواله و تفصيل الكلام في هذا الخبر سيأتي في كتاب السماء و العالم.

«14»- ع، علل الشرائع بِإِسْنَادِهِ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام أَنَّ النَّبِيَّ صلي اللّٰه عليه و آله سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَقْلَ قَالَ خَلْقُهُ مَلَكٌ لَهُ رُءُوسٌ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ مَنْ خُلِقَ وَ مَنْ يُخْلَقُ إِلَي يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ وَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُءُوسِ الْعَقْلِ وَ اسْمُ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ عَلَي وَجْهِ ذَلِكَ الرَّأْسِ مَكْتُوبٌ وَ عَلَي كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقًي لَا يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّي يُولَدَ هَذَا الْمَوْلُودُ وَ يَبْلُغَ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ فَإِذَا بَلَغَ كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الْإِنْسَانِ نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَ السُّنَّةَ وَ الْجَيِّدَ وَ الرَّدِي ءَ أَلَا وَ مَثَلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ.

بسط كلام لتوضيح مرام اعلم أن فهم أخبار أبواب العقل يتوقف علي بيان ماهية العقل و اختلاف الآراء و المصطلحات فيه فنقول إن العقل هو تعقل الأشياء و فهمها في أصل اللغة و اصطلح إطلاقه علي أمور الأول هو قوة إدراك الخير و الشر و التمييز بينهما و التمكن من معرفة أسباب الأمور و ذوات الأسباب و ما يؤدي إليها و ما يمنع منها و العقل بهذا المعني مناط التكليف و الثواب و العقاب.

الثاني ملكة و حالة في النفس تدعو إلي اختيار الخير و النفع و اجتناب الشرور و المضار و بها تقوي النفس علي زجر الدواعي الشهوانية و الغضبية و الوساوس الشيطانية و هل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخري و حالة مغايرة للأولي يحتملهما و ما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور مع عدم إتيانهم بها و بشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها يدل علي أن هذه الحالة غير العلم بالخير و الشر.

ص: 99

و الذي (1)ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتمية إلي الأئمة الأبرار سلام اللّٰه عليهم هو أن اللّٰه خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة و استعداد إدراك الأمور من المضار و المنافع و غيرها علي اختلاف كثير بينهم فيها و أقل درجاتها مناط التكليف و بها يتميز عن المجانين و باختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف فكلما كانت هذه القوة أكمل كانت التكاليف أشق و أكثر و تكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم و العمل فكلما سعي في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة و عمل بها تقوي تلك القوة ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص و الكمال و كلما ازدادت قوة تكثر آثارها و تحث صاحبها بحسب قوتها علي العمل بها فأكثر الناس علمهم بالمبدأ و المعاد و سائر أركان الإيمان علم تصوري يسمونه تصديقا و في بعضهم تصديق ظني و في بعضهم تصديق اضطراري فلذا لا يعملون بما يدعون فإذا كمل العلم و بلغ درجة اليقين يظهر آثاره علي صاحبه كل حين و سيأتي تمام تحقيق ذلك في كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللّٰه تعالي.

الثالث القوة التي يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم فإن وافقت قانون الشرع و استعملت فيما استحسنه الشارع تسمي بعقل المعاش و هو ممدوح في الأخبار و مغايرته لما قد مر بنوع من الاعتبار و إذا استعملت في الأمور الباطلة و الحيل الفاسدة تسمي بالنكراء و الشيطنة في لسان الشرع و منهم من أثبت لذلك قوة أخري و هو غير معلوم.

ص: 100


1- الذي يذكره رحمه اللّٰه من معاني العقل بدعوي كونها مصطلحات معاني العقل لا ينطبق الا علي ما اصطلح عليه أهل البحث، و لا ما يراه عامة الناس من غيرهم علي ما لا يخفي علي الخبير الوارد في هذه الأبحاث، و الذي اوقعه فيما وقع فيه امران: احدهما سوء الظنّ بالباحثين في المعارف العقليّة من طريق العقل و البرهان. و ثانيهما: الطريق الذي سلكه في فهم معاني الأخبار حيث اخذ الجميع في مرتبة واحدة من البيان و هي التي ينالها عامة الافهام و هي المنزلة التي نزل فيها معظم الاخبار المجيبة لاسئلة أكثر السائلين عنهم عليهم السلام، مع ان في الاخبار غررا تشير الي حقائق لا ينالها الا الافهام العالية و العقول الخالصة، فاوجب ذلك اختلاط المعارف الفائضة عنهم عليهم السلام و فساد البيانات العالية بنزولها منزلة ليست هي منزلتها، و فساد البيانات الساذجة أيضا لفقدها تميزها و تعينها، فما كل سائل من الرواة في سطح واحد من الفهم، و ما كلّ حقيقة في سطح واحد من الدقة و اللطافة: و الكتاب و السنة مشحونان بان معارف الدين ذوات مراتب مختلفة، و ان لكلّ مرتبة اهلا، و ان في الغاء المراتب هلاك المعارف الحقيقية. ط.

الرابع مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات و قربها و بعدها عن ذلك و أثبتوا لها مراتب أربعة سموها بالعقل الهيولاني و العقل بالملكة و العقل بالفعل و العقل المستفاد و قد تطلق هذه الأسامي علي النفس في تلك المراتب و تفصيلها مذكور في محالها و يرجع إلي ما ذكرنا أولا فإن الظاهر أنها قوة واحدة تختلف أسماؤها بحسب متعلقاتها و ما تستعمل فيه.

الخامس النفس الناطقة الإنسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.

السادس ما ذهب إليه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا و لا فعلا و القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم و غيره مما لا يسع المقام ذكره و بعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هي أيضا علي ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوي اللّٰه تعالي.

و قال بعض محققيهم إن نسبة العقل العاشر الذي يسمونه بالعقل الفعال إلي النفس كنسبة النفس إلي البدن فكما أن النفس صورة للبدن و البدن مادتها فكذلك العقل صورة للنفس و النفس مادته و هو مشرق عليها و علومها مقتبسة منه و يكمل هذا الارتباط إلي حد تطالع العلوم فيه و تتصل به و ليس لهم علي هذه الأمور دليل إلا مموهات شبهات أو خيالات غريبة زينوها بلطائف عبارات.

فإذا عرفت ما مهدنا فاعلم أن الأخبار الواردة في هذه الأبواب أكثرها ظاهرة في المعنيين الأولين الذين مآلهما إلي واحد و في الثاني منهما أكثر و أظهر و بعض الأخبار يحتمل بعض المعاني الأخري و في بعض الأخبار يطلق العقل علي نفس العلم النافع المورث للنجاة المستلزم لحصول السعادات.

فأما أخبار استنطاق العقل و إقباله و إدباره فيمكن حملها علي أحد المعاني الأربعة المذكورة أولا أو ما يشملها جميعا و حينئذ يحتمل أن يكون الخلق بمعني التقدير كما ورد في اللغة أو يكون المراد بالخلق الخلق في النفس و اتصاف النفس بها و يكون سائر ما ذكر فيها من الاستنطاق و الإقبال و الإدبار و غيرها استعارة تمثيليه لبيان

ص: 101

أن مدار التكاليف و الكمالات و الترقيات علي العقل و يحتمل أن يكون المراد بالاستنطاق جعله قابلا لأن يدرك به العلوم و يكون الأمر بالإقبال و الإدبار أمرا تكوينيا يجعله قابلا لكونه وسيلة لتحصيل الدنيا و الآخرة و السعادة و الشقاوة معا و آلة للاستعمال في تعرف حقائق الأمور و التفكر في دقائق الحيل أيضا.

و في بعض الأخبار بك آمر و بك أنهي و بك أعاقب و بك أثيب.

و هو منطبق علي هذا المعني لأن أقل درجاته مناط صحة أصل التكليف و كل درجة من درجاته مناط صحة بعض التكاليف و في بعض الأخبار إياك مكان بك في كل مواضع و في بعضها في بعضها فالمراد المبالغة في اشتراط التكليف به فكأنه هو المكلف حقيقة و ما في بعض الأخبار من أنه أول خلق من الروحانيين فيحتمل أن يكون المراد أول مقدر من الصفات المتعلقة بالروح أو أول غريزة يطبع عليها النفس و تودع فيها أو يكون أوليته باعتبار أولية ما يتعلق به من النفوس و أما إذا احتملت علي المعني الخامس فيحتمل أن يكون أيضا علي التمثيل كما مر و كونها مخلوقة ظاهر و كونها أول مخلوق إما باعتبار أن النفوس خلقت قبل الأجساد كما ورد في الأخبار المستفيضة فيحتمل أن يكون خلق الأرواح مقدما علي خلق جميع المخلوقات غيرها لكن خبر أول ما خلق اللّٰه العقل ما وجدته في الأخبار المعتبرة و إنما هو مأخوذ من أخبار العامة و ظاهر أكثر أخبارنا أن أول المخلوقات الماء أو الهواء كما سيأتي في كتاب السماء و العالم نعم ورد في أخبارنا أن العقل أول خلق من الروحانيين و هو لا ينافي تقدم خلق بعض الأجسام علي خلقه و حينئذ فالمراد بإقبالها بناء علي ما ذهب إليه جماعة من تجرد النفس إقبالها إلي عالم المجردات و بإدبارها تعلقها بالبدن و الماديات أو المراد بإقبالها إقبالها إلي المقامات العالية و الدرجات الرفيعة و بإدبارها هبوطها عن تلك المقامات و توجهها إلي تحصيل الأمور الدنية الدنيوية و تشبهها بالبهائم و الحيوانات فعلي ما ذكرنا من التمثيل يكون الغرض بيان أن لها هذه الاستعدادات المختلفة و هذه الشئون المتباعدة و إن لم نحمل علي التمثيل يمكن أن يكون الاستنطاق حقيقيا و أن يكون كناية عن جعلها مدركة للكليات و كذا الأمر بالإقبال و الإدبار

ص: 102

يمكن أن يكون حقيقيا لظهور انقيادها لما يريده تعالي منها و أن يكون أمرا تكوينيا لتكون قابلة للأمرين أي الصعود إلي الكمال و القرب و الوصال و الهبوط إلي النقص و ما يوجب الوبال أو لتكون في درجة متوسطة من التجرد لتعلقها بالماديات لكن تجرد النفس لم يثبت لنا من الأخبار بل الظاهر منها ماديتها كما سنبين فيما بعد إن شاء اللّٰه تعالي.

و أما المعني السادس فلو قال أحد بجوهر مجرد لا يقول بقدمه و لا يتوقف تأثير الواجب في الممكنات عليه و لا بتأثيره في خلق الأشياء و يسميه العقل و يجعل بعض تلك الأخبار منطبقا علي ما سماه عقلا فيمكنه أن يقول إن إقباله عبارة عن توجهه إلي المبدأ و إدباره عبارة عن توجهه إلي النفوس لإشراقه عليها و استكمالها به.

فإذا عرفت ذلك فاستمع لما يتلي عليك من الحق الحقيق بالبيان و بأن لا يبالي بما يشمئز عنه من نواقص الأذهان.

فاعلم أن أكثر ما أثبتوه لهذه العقول قد ثبت لأرواح النبي و الأئمة عليهم السلام في أخبارنا المتواترة علي وجه آخر فإنهم أثبتوا القدم للعقل و قد ثبت التقدم في الخلق لأرواحهم إما علي جميع المخلوقات أو علي سائر الروحانيين في أخبار متواترة و أيضا أثبتوا لها التوسط في الإيجاد أو الاشتراط في التأثير و قد ثبت في الأخبار كونهم عليهم السلام علة غائية لجميع المخلوقات و أنه لولاهم لما خلق اللّٰه الأفلاك و غيرها و أثبتوا لها كونها وسائط في إفاضة العلوم و المعارف علي النفوس و الأرواح و قد ثبت في الأخبار أن جميع العلوم و الحقائق و المعارف بتوسطهم تفيض علي سائر الخلق حتي الملائكة و الأنبياء.

و الحاصل أنه قد ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم عليهم السلام الوسائل بين الخلق و بين الحق في إفاضة جميع الرحمات و العلوم و الكمالات علي جميع الخلق فكلما يكون التوسل بهم و الإذعان بفضلهم أكثر كان فيضان الكمالات من اللّٰه أكثر و لما سلكوا سبيل الرياضات و التفكرات مستبدين بآراءهم علي غير قانون الشريعة المقدسة ظهرت عليهم حقيقة هذا الأمر ملبسا مشتبها فأخطئوا في ذلك و أثبتوا عقولا و تكلموا في

ص: 103

ذلك فضولا (1)فعلي قياس ما قالوا يمكن أن يكون المراد بالعقل نور النبي صلي اللّٰه عليه و آله الذي انشعبت منه أنوار الأئمة عليهم السلام و استنطاقه علي الحقيقة أو بجعله محلا للمعارف الغير المتناهية و المراد بالأمر بالإقبال ترقيه علي مراتب الكمال و جذبه إلي أعلي مقام القرب و الوصال و بإدباره إما إنزاله إلي البدن أو الأمر بتكميل الخلق بعد غاية الكمال فإنه يلزمه التنزل عن غاية مراتب القرب بسبب معاشرة الخلق و يومئ إليه قوله تعالي قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا (2)و قد بسطنا الكلام في ذلك في الفوائد الطريفة و يحتمل أن يكون المراد بالإقبال الإقبال إلي الخلق و بالإدبار الرجوع إلي عالم القدس بعد إتمام التبليغ و يؤيده ما في بعض الأخبار من تقديم الإدبار علي الإقبال و علي التقادير فالمراد بقوله تعالي و لا أكلمك يمكن أن يكون المراد و لا أكمل محبتك و الارتباط بك و كونك واسطة بينه و بيني إلا فيمن أحبه أو يكون الخطاب مع روحهم و نورهم عليهم السلام و المراد بالإكمال إكماله في أبدانهم الشريفة أي هذا النور بعد تشعبه بأي بدن تعلق و كمل فيه يكون ذلك الشخص أحب الخلق إلي اللّٰه تعالي و قوله إياك

ص: 104


1- بل لانهم تحققوا أولا أن الظواهر الدينية تتوقف في حجيتها علي البرهان الذي يقيمه العقل، و العقل في ركونه و اطمينانه إلي المقدمات البرهانية لا يفرق بين مقدّمة و مقدّمة، فإذا قام برهان علي شي ء اضطر العقل إلي قبوله، و ثانيا أن الظواهر الدينية متوقفة علي ظهور اللفظ، و هو دليل ظني، و الظنّ لا يقاوم العلم الحاصل بالبرهان لو قام علي شي ء. و أمّا الاخذ بالبراهين في أصول الدين ثمّ عزل العقل في ما ورد فيه آحاد الاخبار من المعارف العقليّة فليس الا من قبيل إبطال المقدّمة بالنتيجة التي تستنتج منها، و هو صريح التناقض- و اللّٰه الهادي- فان هذه الظواهر الدينية لو أبطلت حكم العقل لابطلت أولا حكم نفسها المستند في حجيته الي حكم العقل و طريق الاحتياط الديني لمن لم يتثبت في الأبحاث العميقة العقليّة أن يتعلق بظاهر الكتاب و ظواهر الاخبار المستفيضة و يرجع علم حقائقها إلي اللّٰه عزّ اسمه، و يجتنب الورود في الأبحاث العميقة العقليّة إثباتا و نفيا اما اثباتا فلكونه مظنة الضلال، و فيه تعرض للهلاك الدائم، و أمّا نفيا فلما فيه من و بال القول بغير علم و الانتصار للدين بما لا يرضي به اللّٰه سبحانه، و الابتلاء بالمناقضة في النظر. و اعتبر في ذلك بما ابتلي به المؤلّف رحمه اللّٰه فانه لم يطعن في آراء أهل النظر في مباحث المبدأ و المعاد بشي ء إلّا ابتلي بالقول به بعينه أو بأشد منه كما سنشير إليه في موارده، و أول ذلك ما في هذه المسألة فانه طعن فيها علي الحكماء في قولهم بالمجردات ثمّ أثبت جميع خواص التجرد علي أنوار النبيّ و الأئمّة عليهم السلام، و لم يتنبه أنّه لو استحال وجود موجود مجرد غير اللّٰه سبحانه لم يتغير حكم استحالته بتغيير اسمه، و تسمية ما يسمونه عقلا بالنور و الطينة و نحوهما. ط.
2- الطلاق: 11.

آمر التخصيص إما لكونهم صلوات اللّٰه عليهم مكلفين بما لم يكلف به غيرهم و يتأتي منهم من حق عبادته تعالي ما لا يتأتي من غيرهم أو لاشتراط صحة أعمال العباد بولايتهم و الإقرار بفضلهم بنحو ما مر من التجوز و بهذا التحقيق يمكن الجمع بين

ما روي عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله أول ما خلق اللّٰه نوري.

و بين

ما روي أول ما خلق اللّٰه العقل.

و ما روي أول ما خلق اللّٰه النور.

إن صحت أسانيدها و تحقيق هذا الكلام علي ما ينبغي يحتاج إلي نوع من البسط و الإطناب و لو وفينا حقه لكنا أخلفنا ما وعدناه في صدر الكتاب.

و أما الخبر الأخير فهو من غوامض الأخبار و الظاهر أن الكلام فيه مسوق علي نحو الرموز و الأسرار و يحتمل أن يكون كناية عن تعلقه بكل مكلف و إن لذلك التعلق وقتا خاصا و قبل ذلك الوقت موانع عن تعلق العقل من الأغشية الظلمانية و الكدورات الهيولانية كستر مسدول علي وجه العقل و يمكن حمله علي ظاهر حقيقته علي بعض الاحتمالات السالفة و قوله خلقه ملك لعله بالإضافة أي خلقته كخلقة الملائكة في لطافته و روحانيته و يحتمل أن يكون خلقه مضافا إلي الضمير مبتدأ و ملك خبره أي خلقته خلقة ملك أو هو ملك حقيقة و اللّٰه يعلم.

باب 3 احتجاج اللّٰه تعالي علي الناس بالعقل و أنه يحاسبهم علي قدر عقولهم

«1»- ج، الإحتجاج فِي خَبَرِ ابْنِ السِّكِّيتِ (1)قَالَ: فَمَا الْحُجَّةُ عَلَي الْخَلْقِ الْيَوْمَ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام الْعَقْلُ تَعْرِفُ بِهِ الصَّادِقَ عَلَي اللَّهِ فَتُصَدِّقُهُ وَ الْكَاذِبَ عَلَي اللَّهِ فَتُكَذِّبُهُ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هَذَا هُوَ وَ اللَّهِ الْجَوَابُ.

ع، علل الشرائع ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ابن مسرور عن ابن عامر عن أبي عبد اللّٰه السياري عن أبي يعقوب البغدادي (2)عن ابن السكيت مثله (3).

ص: 105


1- هو الإمامي الثقة الثبت المحدث، إمام اللغة، البارع في الأدب، قتله المتوكل العباسيّ لتشيعه.
2- هو يزيد بن حماد الأنباري السلمي أبو يعقوب الكاتب، أورده الشيخ في باب أصحاب الرضا عليه السلام من رجاله، و وثقه و اباه حماد، و عنونه العلامة في القسم الأوّل من الخلاصة و وثقه و كذا كل من تأخر عنهما.
3- رواه في الكافي في كتاب العقل و الجهل مع زيادة، و سيأتي منا كلام حول الحديث.

«2»- مع، معاني الأخبار أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّزَّازِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَا بُنَيَّ اعْرِفْ مَنَازِلَ الشِّيعَةِ عَلَي قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ هِيَ الدِّرَايَةُ لِلرِّوَايَةِ وَ بِالدِّرَايَاتِ لِلرِّوَايَاتِ يَعْلُو الْمُؤْمِنُ إِلَي أَقْصَي دَرَجَاتِ الْإِيمَانِ إِنِّي نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ عليه السلام فَوَجَدْتُ فِي الْكِتَابِ أَنَّ قِيمَةَ كُلِّ امْرِئٍ وَ قَدْرَهُ مَعْرِفَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُحَاسِبُ النَّاسَ عَلَي قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي دَارِ الدُّنْيَا.

«3»- سن، المحاسن الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: إِنَّمَا يُدَاقُّ اللَّهُ الْعِبَادَ فِي الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَي قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي الدُّنْيَا.

«4»- سن، المحاسن مُحَمَّدٌ الْبَرْقِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ نُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَي قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

«5»- سن، المحاسن النَّوْفَلِيُّ وَ جَهْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالِهِ (1)فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَي بِعَقْلِهِ.

باب 4 علامات العقل و جنوده

«1»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله قُسِمَ الْعَقْلُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ كَمَلَ عَقْلُهُ وَ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلَا عَقَلَ لَهُ حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ وَ حُسْنُ الصَّبْرِ عَلَي أَمْرِهِ.

بيان: لعل عد هذه الأشياء التي هي من آثار العقل من أجزائه علي المبالغة

ص: 106


1- من فعل الصلاة و الصيام و الحجّ و ايتاء الزكاة و الصدقات و غيرها من المثوبات و القربات و قوله: فانظروا في حسن عقله. اي ان رأيتم عقله كاملا استدلّوا به علي حسن افعاله و صحة اعماله و انه حقيق الركون إليه و الاعتماد عليه، و ان رأيتموه ناقصا فلا تغتروا باعماله و لا تركنوا إليه و استدلوا بقلة عقله علي نقصان ثوابه، فانه يجازي و يثاب علي قدر عقله من الكمال و النقصان.

و التوسع و التجوز لعلاقة عدم انفكاكها عنه و دلالتها عليه.

«2»- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ (1)عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: يُعْتَبَرُ عَقْلُ الرَّجُلِ فِي ثَلَاثٍ فِي طُولِ لِحْيَتِهِ وَ فِي نَقْشِ خَاتَمِهِ وَ فِي كُنْيَتِهِ.

«3»- ع، علل الشرائع ل، الخصال أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي الْجُرْجَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِيفِيِّ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَحَّالِ مَوْلَي زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ مِنْ نُورٍ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ الَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَجَعَلَ الْعِلْمَ نَفْسَهُ وَ الْفَهْمَ رُوحَهُ وَ الزُّهْدَ رَأْسَهُ وَ الْحَيَاءَ عَيْنَيْهِ وَ الحِكْمَةَ لِسَانَهُ وَ الرَّأْفَةَ هَمَّهُ وَ الرَّحْمَةَ قَلْبَهُ ثُمَّ حَشَاهُ وَ قَوَّاهُ بِعَشَرَةِ أَشْيَاءَ بِالْيَقِينِ وَ الْإِيمَانِ وَ الصِّدْقِ وَ السَّكِينَةِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ الرِّفْقِ وَ الْعَطِيَّةِ وَ الْقُنُوعِ وَ التَّسْلِيمِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ضِدٌّ وَ نِدٌّ وَ لَا شَبِيهٌ وَ لَا كُفْوٌ وَ لَا عَدِيلٌ وَ لَا مِثْلٌ الَّذِي كُلُّ شَيْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ وَ لَا أَطْوَعَ لِي مِنْكَ وَ لَا أَرْفَعَ مِنْكَ وَ لَا أَشْرَفَ مِنْكَ وَ لَا أَعَزَّ مِنْكَ بِكَ أُوَحَّدُ وَ بِكَ أُعْبَدُ وَ بِكَ أُدْعَي وَ بِكَ أُرْتَجَي وَ بِكَ أُبْتَغَي وَ بِكَ أُخَافُ وَ بِكَ أُحْذَرُ وَ بِكَ الثَّوَابُ وَ بِكَ الْعِقَابُ فَخَرَّ الْعَقْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً فَكَانَ فِي سُجُودِهِ أَلْفَ عَامٍ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَرَفَعَ الْعَقْلُ رَأْسَهُ فَقَالَ إِلَهِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيمَنْ خَلَقْتَنِي فِيهِ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهُ فِيمَنْ خَلَقْتُهُ فِيهِ.

بيان: قد مر ما يمكن أن يستعمل في فهم هذا الخبر و النور ما يصير سببا لظهور

ص: 107


1- بضم الدال و الراء و سكون السين، ترجمه النجاشيّ في كتابه ص 117.

شي ء و العقل من أنواره تعالي التي خلقها و قدرها لكشف المعارف علي الخلق أي خلقه من جنس نور و من سنخه و مادته كانت شيئا نورانيا مخزونا في خزائن العرش و يحتمل التجوز كما مر و العلم لشدة ارتباطه به و كونه فائدته الفضلي و مكمله إلي الدرجة العليا فكأنه نفسه و عينه و هو بدون الفهم كجسد بلا روح و الزهد رأسه أي أفضل فضائله و أرفعها كما أن الرأس أشرف أجزاء البدن أو ينتفي بانتفاء الزهد كما أن الشخص يموت بمفارقة الرأس و الحياء معين علي انكشاف الأمور الحقة عليه أو علي من اتصف به كالعينين و الحكمة معبرة للعقل كاللسان للشخص و الرحمة سبب لإفاضة الحقائق عليه من اللّٰه و طريق لها كالقلب و سجوده إما كناية عن استسلامه و انقياد المتصف به للحق تعالي أو المراد سجود أحد المتصفين به و لا يخفي انطباق أكثر أجزاء هذا الخبر علي المعني الأخير أي أنوار الأئمة عليهم السلام و التجوز و التمثيل و التشبيه لعله أظهر و يقال شفعته في كذا أي قبلت شفاعته فيه و سيأتي تفسير بعض الأجزاء في الخبر الآتي.

«4»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله لَمْ يُعْبَدِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَيْ ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ عَاقِلًا حَتَّي تَجْتَمِعَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِهِ وَ يَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْخَيْرِ مِنْ نَفْسِهِ وَ لَا يَسْأَمُ (1)مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ طُولَ عُمُرِهِ وَ لَا يَتَبَرَّمُ (2)بِطِلَابِ الْحَوَائِجِ قِبَلَهُ الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعِزِّ وَ الْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَي نَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا الْقُوتُ وَ الْعَاشِرَةُ لَا يَرَي أَحَداً إِلَّا قَالَ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَ أَتْقَي إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَ أَتْقَي وَ آخَرُ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَ أَدْنَي فَإِذَا رَأَي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَ أَتْقَي تَوَاضَعَ لَهُ لِيَلْحَقَ بِهِ وَ إِذَا لَقِيَ الَّذِي هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَ أَدْنَي قَالَ عَسَي خَيْرُ هَذَا بَاطِنٌ وَ شَرُّهُ ظَاهِرٌ وَ عَسَي أَنْ يُخْتَمَ لَهُ بِخَيْرٍ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ عَلَا مَجْدُهُ وَ سَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ.

ص: 108


1- أي لا يمل و لا يضجر.
2- أي لا يتضجر.

«5»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ طَاهِرِ بْنِ مِدْرَارٍ عَنْ زر [رَزِينِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهما السلام يَقُولُ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّي يَكُونَ كَامِلَ الْعَقْلِ وَ لَا يَكُونُ كَامِلَ الْعَقْلِ حَتَّي يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا مَرَّ.

«6»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَيْثَمِ الْخَفَّافِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَا عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْعَقْلِ وَ مَا تَمَّ عَقْلُ امْرِئٍ حَتَّي يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ.

بيان: في ما وع بعد قوله و العاشرة و ما العاشرة و قوله عليه السلام لم يعبد اللّٰه بشي ء أي لا يصير شي ء سببا للعبادة و آلة لها و مكملا لها كالعقل و يحتمل أن يكون المراد بالعقل تعقل الأمور الدينية و المعارف اليقينية و التفكر فيها و تحصيل العلم و هو من أفضل العبادات كما سيأتي فيكون ما ذكر بعده من صفات العلماء و المجد نيل الشرف و الكرم و ساد أهل زمانه أي صار سيدهم و عظيمهم و أشرفهم.

«7»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْيَرِيِّ مَعاً عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَوَالِيهِ فَجَرَي ذِكْرُ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام اعْرِفُوا الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَهْتَدُوا قَالَ سَمَاعَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ خَلَقَهُ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ (1)عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ (2)فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً وَ كَرَّمْتُكَ عَلَي جَمِيعِ خَلْقِي قَالَ ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ ظُلْمَانِيّاً فَقَالَ

ص: 109


1- يطلق الروح- بضم الراء- في القرآن و الحديث علي معان: منها جبرئيل و روح القدس و سائر الملائكة، و منها ما تقوم به الجسد: و تكون به الحياة، و منها القوّة الناطقة الانسانية، و يطلق علي العقل أيضا و تقول في نسبة الواحد: الروحاني. و في نسبة الجمع: الروحانيون، و الالف و النون من زيادات النسب. و يقال لعالم المجردات و عالم الملكوت و عالم الامر الروحانيون.
2- لعله إشارة الي عدم تركب العقل من المادة الظلمانية. و الإضافة إليه تعالي تشريفية.

لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ يُقْبِلْ فَقَالَ لَهُ اسْتَكْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَي الْجَهْلُ مَا أَكْرَمَ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ فَقَالَ الْجَهْلُ (1)يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَوَّيْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ فَأَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ فَقَالَ نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَ (2)بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَ جُنْدَكَ مِنْ رَحْمَتِي قَالَ قَدْ رَضِيتُ فَأَعْطَاهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَي الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِينَ الْجُنْدَ الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ وَ الْإِيمَانُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَ وَ التَّصْدِيقُ وَ ضِدَّهُ الْجُحُودَ وَ الرَّجَاءُ (3)وَ ضِدَّهُ الْقُنُوطَ وَ الْعَدْلُ وَ ضِدَّهُ الْجَوْرَ وَ الرِّضَا وَ ضِدَّهُ السُّخْطَ وَ الشُّكْرُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَانَ وَ الطَّمَعُ وَ ضِدَّهُ الْيَأْسَ وَ التَّوَكُّلُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الرَّأْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْغِرَّةَ وَ الرَّحْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْغَضَبَ وَ الْعِلْمُ وَ ضِدَّهُ الْجَهْلَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْحُمْقَ وَ الْعِفَّةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَتُّكَ وَ الزُّهْدُ وَ ضِدَّهُ الرَّغْبَةَ وَ الرِّفْقُ وَ ضِدَّهُ الْخُرْقَ وَ الرَّهْبَةُ وَ ضِدَّهَا الْجُرْأَةَ وَ التَّوَاضُعُ وَ ضِدَّهُ التَّكَبُّرَ وَ التُّؤَدَةُ وَ ضِدَّهَا التَّسَرُّعَ وَ الْحِلْمُ وَ ضِدَّهُ السَّفَهَ وَ الصَّمْتُ وَ ضِدَّهُ الْهَذَرَ وَ الِاسْتِسْلَامُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِكْبَارَ وَ التَّسْلِيمُ وَ ضِدَّهُ التَّجَبُّرَ وَ الْعَفْوُ وَ ضِدَّهُ الْحِقْدَ وَ الرِّقَّةُ وَ ضِدَّهَا الْقَسْوَةَ وَ الْيَقِينُ وَ ضِدَّهُ الشَّكَّ وَ الصَّبْرُ وَ ضِدَّهُ الْجَزَعَ وَ الصَّفْحُ وَ ضِدَّهُ الِانْتِقَامَ وَ الْغِنَي وَ ضِدَّهُ الْفَقْرَ (4)وَ التَّفَكُّرُ وَ ضِدَّهُ السَّهْوَ وَ الْحِفْظُ وَ ضِدَّهُ النِّسْيَانَ وَ التَّعَطُّفُ وَ ضِدَّهُ الْقَطِيعَةَ وَ الْقُنُوعُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الْمُوَاسَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمَنْعَ وَ الْمَوَدَّةُ وَ ضِدَّهَا الْعَدَاوَةَ وَ الْوَفَاءُ وَ ضِدَّهُ الْغَدْرَ وَ الطَّاعَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَعْصِيَةَ وَ الْخُضُوعُ وَ ضِدَّهُ التَّطَاوُلَ وَ السَّلَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْحُبُّ وَ ضِدَّهُ الْبُغْضَ وَ الصِّدْقُ وَ ضِدَّهُ الْكَذِبَ وَ الْحَقُّ وَ ضِدَّهُ الْبَاطِلَ وَ الْأَمَانَةُ وَ ضِدَّهَا الْخِيَانَةَ وَ الْإِخْلَاصُ وَ ضِدَّهُ

ص: 110


1- لعل المراد بالجهل هو النفس الامارة بالسوء و الشهوات التي تكون مبدءا لكل خطيئة لا الجهل المقابل للعلم فانه يكون من جنودها كما ياتي في الحديث و يأتي اطلاق الجهل علي النفس في حديث 11.
2- فان عصيتني «ع».
3- رجاء رحمة اللّٰه و عدم الياس عن غفرانه فيما فرط في جنبه تعالي، و مقابله الياس عن رحمته و غفرانه و هو أعظم عن ذنبه و خطيئته.
4- التذكر «ع».

الشَّوْبَ (1)وَ الشَّهَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَادَةَ (2)وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْغَبَاوَةَ (3)وَ الْمَعْرِفَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِنْكَارَ وَ الْمُدَارَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمُكَاشَفَةَ وَ سَلَامَةُ الْغَيْبِ وَ ضِدَّهَا الْمُمَاكَرَةَ وَ الْكِتْمَانُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْشَاءَ وَ الصَّلَاةُ وَ ضِدَّهَا الْإِضَاعَةَ وَ الصَّوْمُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْطَارَ وَ الْجِهَادُ وَ ضِدَّهُ النُّكُولَ وَ الْحَجُّ وَ ضِدَّهُ نَبْذَ الْمِيثَاقِ وَ صَوْنُ الْحَدِيثِ وَ ضِدَّهُ النَّمِيمَةَ وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَ ضِدَّهُ الْعُقُوقَ وَ الْحَقِيقَةُ وَ ضِدَّهَا الرِّيَاءَ وَ الْمَعْرُوفُ وَ ضِدَّهُ الْمُنْكَرَ وَ السَّتْرُ وَ ضِدَّهُ التَّبَرُّجَ وَ التَّقِيَّةُ وَ ضِدَّهَا الْإِذَاعَةَ وَ الْإِنْصَافُ وَ ضِدَّهُ الْحَمِيَّةَ وَ الْمِهْنَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَغْيَ وَ النَّظَافَةُ (4)وَ ضِدَّهَا الْقَذَرَ وَ الْحَيَاءُ وَ ضِدَّهُ الْخَلْعَ وَ الْقَصْدُ وَ ضِدَّهُ الْعُدْوَانَ وَ الرَّاحَةُ وَ ضِدَّهَا التَّعَبَ وَ السُّهُولَةُ وَ ضِدَّهَا الصُّعُوبَةَ وَ الْبَرَكَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَحْقَ وَ الْعَافِيَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْقَوَامُ وَ ضِدَّهُ الْمُكَاثَرَةَ وَ الْحِكْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْهَوَي وَ الْوَقَارُ وَ ضِدَّهُ الْخِفَّةَ وَ السَّعَادَةُ وَ ضِدَّهَا الشَّقَاءَ (5)وَ التَّوْبَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِصْرَارَ وَ الِاسْتِغْفَارُ وَ ضِدَّهُ الِاغْتِرَارَ وَ الْمُحَافَظَةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَاوُنَ وَ الدُّعَاءُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِنْكَافَ وَ النَّشَاطُ (6)وَ ضِدَّهُ الْكَسَلَ وَ الْفَرَحُ وَ ضِدَّهُ الْحَزَنَ وَ الْأُلْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْفُرْقَةَ وَ السَّخَاءُ وَ ضِدَّهُ الْبُخْلَ فَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ إِلَّا فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنْ مَوَالِينَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ حَتَّي يَسْتَكْمِلَ وَ يَتَّقِيَ مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ عليهم السلام وَ إِنَّمَا يُدْرَكُ الْفَوْزُ بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَ جُنُودِهِ وَ مُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَ جُنُودِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَ مَرْضَاتِهِ.

ع، علل الشرائع ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن علي بن حديد عن سماعة مثله- سن، المحاسن عن علي بن حديد مثله

ص: 111


1- الشرك «ع».
2- بفتح الباء: عدم الذكاء و الفطنة.
3- بفتح الغين المعجمة: الجهل و قلة الفطنة.
4- لان مراعاتها يورث الصحة في النفس و يستجلب الناس إليه، و القذر يورث السقم و المرض و تنفر الناس عنه.
5- الشقاوة «ع».
6- في طاعة اللّٰه و عبادته أو في أعم منها و من تحصيل المال الحلال.

بيان: ما ذكر من الجنود هنا إحدي و ثمانون خصلة و في الكافي ثمانية و سبعون و كأنه لتكرار بعض الفقرات إما منه عليه السلام أو من النساخ بأن يكون أضافوا بعض النسخ إلي الأصل و العقل هنا يحتمل المعاني السابقة و الجهل إما القوة الداعية إلي الشر أو البدن إن كان المراد بالعقل النفس و يحتمل إبليس أيضا لأنه المعارض لأرباب العقول الكاملة من الأنبياء و الأئمة في هداية الخلق و يؤيده أنه قد ورد مثل هذا في معارضة آدم و إبليس بعد تمرده و أنه أعطاهما مثل تلك الجنود و الحاصل أن هذه جنود للعقل و أصحابه و تلك عساكر للجهل و أربابه الخير هو كونه مقتضيا للخيرات أو لإيصال الخير إما إلي نفسه أو إلي غيره و الشر يقابله بالمعنيين و سماهما وزيرين لكونهما منشأين لكل ما يذكر بعدهما من الجنود فهما أميران عليها مقويان لها و تصدر جميعها عن رأيهما و التصديق و الجحود لعلهما من الفقرات المكررة و يمكن تخصيص الإيمان بما يتعلق بالأصول و التصديق بما يتعلق بالفروع و يحتمل أن يكون الفرق بالإجمال و التفصيل بأن يكون الإيمان التصديق الإجمالي بما جاء به النبي صلي اللّٰه عليه و آله و التصديق الإذعان بتفاصيله. و العدل التوسط في جميع الأمور بين الإفراط و التفريط أو المعني المعروف و هو داخل في الأول و الرضا أي بقضاء اللّٰه و الطمع لعله تكرار للرجاء و يمكن أن يخص الرجاء بالأمور الأخروية و الطمع بالفوائد الدنيوية أو الرجاء بما يكون باستحقاق و الطمع بغيره أو يكون المراد بالطمع طمع ما في أيدي الناس بأن يكون من جنود الجهل أورد علي خلاف الترتيب و لا يخفي بعده.

و الرأفة و الرحمة إحداهما من المكررات و يمكن أن يكون المراد بالرأفة الحالة و بالرحمة ثمرتها و في الكافي و المحاسن ضد الرأفة القسوة و في أكثر نسخ الخصال العزة أي طلب الغلبة و الاستيلاء و الفهم إما المراد به حالة للنفس تقتضي سرعة إدراك الأمور و العلم بدقائق المسائل أو أصل الإدراك فعلي الثاني يخص بالحكمة العملية ليغاير العلم و العفة منع البطن و الفرج عن المحرمات و الشبهات و مقابلها التهتك و عدم المبالاة بهتك ستره في ارتكاب المحرمات و قال فيالقاموس الخرق بالضم و بالتحريك

ص: 112

ضد الرفق و أن لا يحسن العمل و التصرف في الأمور و الرهبة الخوف من اللّٰه و من عقابه أو من الخلق أو من النفس و الشيطان و الأولي التعميم ليشمل الخوف عن كل ما يضر بالدين أو الدنيا و التؤدة بضم التاء و فتح الهمزة و سكونها الرزانة و التأني أي عدم المبادرة إلي الأمور بلا تفكر فإنها توجب الوقوع في المهالك و في القاموس هذر كلامه كفرح كثر في الخطاء و الباطل و الهذر محركة الكثير الردي أو سقط الكلام.

و الاستسلام الانقياد لله تعالي فيما يأمر و ينهي و التسليم انقياد أئمة الحق و في الكافي في مقابل التسليم الشك فالمراد بالتسليم الإذعان بما يصدر عن الأنبياء و الأئمة عليهم السلام و يصعب علي الأذهان قبوله كما سيأتي في أبواب العلم و المراد بالغني غني النفس و الاستغناء عن الخلق لا الغني بالمال فإنه غالبا مع أهل الجهل و ضده الفقر إلي الناس و التوسل بهم في الأمور و لما كان السهو عبارة عن زوال الصورة عن المدركة لا الحافظة أطلق في مقابله التذكر الذي هو الاسترجاع عن الحافظة و لما كان النسيان عبارة عن زوالها عن الحافظة أيضا أطلق في مقابله الحفظ و المواساة جعل الإخوان مساهمين و مشاركين في المال و السلامة هي البراءة من البلايا و هي العيوب و الآفات و العاقل يتخلص منها حيث يعرفها و يعرف طريق التخلص منها و الجاهل يختارها و يقع فيها من حيث لا يعلم و قال الشيخ البهائي رحمه اللّٰه لعل المراد سلامة الناس منه

كما ورد في الحديث المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه.

و يراد بالبلاء ابتلاء الناس به و الشهامة ذكاء الفؤاد و توقده.

قوله عليه السلام و الفهم و ضده الغباوة في ع: الفطنة و ضدها الغباوة و لعله أولي لعدم التكرار و علي ما في ل لعلها من المكررات و يمكن تخصيص أحدهما بفهم مصالح النشأة الأولي و الآخر بالأخري أو أحدهما بمرتبة من الفهم و الذكاء و الآخر بمرتبة فوقها و الفرق بينه و بين الشهامة أيضا يحتاج إلي تكلف و المعرفة علي ما قيل هي إدراك الشي ء بصفاته و آثاره بحيث لو وصل إليه عرف أنه هو و مقابله الإنكار يعني عدم حصول ذلك الإدراك فإن الإنكار يطلق عليه أيضا كما يطلق علي

ص: 113

الجحود و المكاشفة المنازعة و المجادلة و في سن المداراة و ضدها المخاشنة و سلامة الغيب أي يكون في غيبته غيره سالما عن ضرره و ضدها المماكرة و هو أن يتملق ظاهرا للخديعة و المكر و في الغيبة يكون في مقام الضرر و في سن سلامة القلب و ضدها المماكرة و لعله أنسب.

و الكتمان أي كتمان عيوب المؤمنين و أسرارهم أو كلما يجب أو ينبغي كتمانه ككتمان الحق في مقام التقية و كتمان العلم عن غير أهله و الصلاة أي المحافظة عليها و علي آدابها و أوقاتها و ضدها الإخلال بشرائطها أو آدابها أو أوقات فضلها و إنما جعل نبذ الميثاق أي طرحه ضد الحج لما سيأتي في أخبار كثيرة أن اللّٰه تعالي أودع الحجر مواثيق العباد و علة الحج تجديد الميثاق عند الحجر فيشهد يوم القيامة لكل من وافاه و لعل المراد بالحقيقة الإخلاص في العبادة إذ بتركه ينتفي حقيقة العبادة و هذه الفقرة أيضا قريبة من فقرة الإخلاص و الشوب فإما أن يحمل علي التكرار أو يحمل الإخلاص علي كماله بأن لا يشوب معه طمع جنة و لا خوف نار و لا جلب نفع و لا دفع ضرر و الحقيقة علي عدم مراءاة المخلوقين و المعروف أي اختياره و الإتيان به و الأمر به و كذا المنكر و التبرج إظهار الزينة و لعل هذه الفقرة مخصوصة بالنساء و يمكن تعميمها بحيث تشمل ستر الرجال عوراتهم و عيوبهم و الإذاعة الإفشاء و الإنصاف التسوية و العدل بين نفسه و غيره و بين الأقارب و الأباعد و الحمية توجب تقديم نفسه علي غيره و إن كان الغير أحق و تقديم عشيرته و أقاربه علي الأباعد و إن كان الحق مع الأباعد و المهنة بالكسر و الفتح و التحريك ككلمة الحذق بالخدمة و العمل مهنه كمنعه و نصره مهنا و مهنة و يكسر خدمه و ضربه و جهده كذا في القاموس و المراد خدمة أئمة الحق و إطاعتهم و البغي الخروج عليهم و عدم الانقياد لهم و في الكافي و سن التهيئة و هي جاءت بمعني التوافق و الإصلاح و يرجع إلي ما ذكرنا و الجلع في بعض النسخ بالجيم و هو قلة الحياء و في بعضها بالخاء المعجمة أي خلع لباس الحياء و هو مجاز شائع و القصد اختيار الوسط في الأمور و ملازمة الطريق الوسط الموصل إلي النجاة و الراحة أي اختيار ما يوجبها بحسب النشأتين لا راحة الدنيا فقط و السهولة الانقياد بسهولة و لين

ص: 114

الجانب و البركة تكون بمعني الثبات و الزيادة و النمو أي الثبات علي الحق و السعي في زيادة أعمال الخير و تنمية الإيمان و اليقين و ترك ما يوجب محق هذه الأمور أي بطلانها و نقصها و فسادها و يحتمل أن يكون المراد البركة في المال و غيره من الأمور الدنيوية فإن العاقل يحصل من الوجه الذي يصلح له و يصرف فيما ينبغي الصرف فيه فينمو و يزيد و يبقي و يدوم له بخلاف الجاهل و العافية من الذنوب و العيوب أو من المكاره فإن العاقل بالشكر و العفو يعقل النعمة عن النفار و يستجلب زيادة النعمة و بقائها مدي الأعصار و الجاهل بالكفران و ما يورث زوال الإحسان و ارتكاب ما يوجب الابتلاء بالغموم و الأحزان علي خلاف ذلك و يمكن أن تكون هذه أيضا من المكررات و يظهر مما ذكرنا الفرق علي بعض الوجوه و القوام كسحاب العدل و ما يعاش به أي اختيار الوسط في تحصيل ما يحتاج إليه و الاكتفاء بقدر الكفاف و المكاثرة المغالبة في الكثرة أي تحصيل متاع الدنيا زائدا علي قدر الحاجة للمباهاة و المغالبة و يحتمل أن يكون المراد التوسط في الإنفاق و ترك البخل و التبذير كما قال تعالي وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (1)فالمراد بالمكاثرة المغالبة في كثرة الإنفاق و الحكمة العمل بالعلم و اختيار النافع الأصلح و ضدها اتباع هوي النفس و الوقار هو الثقل و الرزانة و الثبات و عدم الانزعاج بالفتن و ترك الطيش و المبادرة إلي ما لا يحمد و الحاصل أن العاقل لا يزول عما هو عليه بكل ما يرد عليه و لا يحركه إلا ما يحكم العقل بالحركة له أو إليه لرعاية خير و صلاح و الجاهل يتحرك بالتوهمات و التخيلات و اتباع القوي الشهوانية و الغضبية فمحرك العاقل عزيز الوجود و محرك الجاهل كثير التحقق و السعادة اختيار ما يوجب حسن العاقبة و الاستغفار أعم من التوبة إذ يشترط في التوبة العزم علي الترك في المستقبل و لا يشترط ذلك في الاستغفار و يحتمل أن تكون مؤكدة للفقرة السابقة و الاغترار الانخداع عن النفس و الشيطان بتسويف التوبة و الغفلة عن الذنوب و مضارها و عقوباتها و المحافظة أي علي أوقات الصلوات و التهاون التأخير عن أوقات الفضيلة أو المراد المحافظة علي

ص: 115


1- الفرقان: 67.

جميع التكاليف و الاستنكاف الاستكبار و قد سمي اللّٰه تعالي ترك الدعاء استكبارا فقال إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي (1)و الفرح ترك الحزن مما فات عنه من الدنيا أو البشاشة من الإخوان قوله الألفة و ضدها الفرقة في بعض النسخ العصبية و كونها ضد الألفة لأنها توجب المنازعة و اللجاج و العناد الموجبة لرفع الألفة و تفصيل هذه الخصال و تحقيقها سيأتي إن شاء اللّٰه تعالي في أبواب المكارم.

«8»- مع، معاني الأخبار أَبِي عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ مَا عُبِدَ بِهِ الرَّحْمَنُ وَ اكْتُسِبَ بِهِ الْجِنَانُ (2)قَالَ قُلْتُ فَالَّذِي كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ قَالَ تِلْكَ النَّكْرَاءُ وَ تِلْكَ الشَّيْطَنَةُ وَ هِيَ شَبِيهَةٌ بِالْعَقْلِ وَ لَيْسَتْ بِعَقْلٍ.

سن، المحاسن الأشعري مثله بيان النكراء الدهاء و الفطنة و جودة الرأي و إذا استعمل في مشتهيات جنود الجهل يقال له الشيطنة و لذا فسره عليه السلام بها و هذه إما قوة أخري غير العقل أو القوة العقلية و إذا استعملت في هذه الأمور الباطلة و كملت في ذلك تسمي بالشيطنة و لا تسمي بالعقل في عرف الشرع و قد مر بيانه.

«9»- مع، معاني الأخبار سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام فَقِيلَ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ التَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ حَتَّي تُنَالَ الْفُرْصَةُ.

بيان: الغصة بالضم ما يعترض في الحلق و تعسر إساغته (3)و يطلق مجازا علي الشدائد التي يشق علي الإنسان تحملها و هو المراد هنا و تجرعه كناية عن تحمله و عدم القيام بالانتقام به و تداركه حتي تنال الفرصة فإن التدارك قبل ذلك لا ينفع سوي الفضيحة و شدة البلاء و كثرة الهم.

«10»- مع، معاني الأخبار فِي أَسْئِلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْحَسَنِ عليه السلام يَا بُنَيَّ مَا الْعَقْلُ قَالَ حِفْظُ قَلْبِكَ مَا اسْتُوْدِعَهُ قَالَ فَمَا الْجَهْلُ قَالَ سُرْعَةُ الْوُثُوبِ عَلَي الْفُرْصَةِ قَبْلَ الِاسْتِمْكَانِ مِنْهَا

ص: 116


1- المؤمن: 60.
2- لعل تعريفه عليه السلام العقل بخواصه و لوازمه دون بيان حقيقته و ماهيته إشارة الي ان العلم و العرفان بحقيقته و كنهه غير ممكن و العقل هنا يشمل النظري و العملي لان عبادة الرحمن و اكتساب الجنان يحتاج اليهما معا.
3- و في نسخة: و تعذر اساغته.

وَ الِامْتِنَاعُ عَنِ الْجَوَابِ وَ نِعْمَ الْعَوْنُ الصَّمْتُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ إِنْ كُنْتَ فَصِيحاً.

بيان: ما استودعه علي البناء للمجهول أي ما جعلت عنده وديعة و طلبت منه حفظه قوله عليه السلام و الامتناع عن الجواب أي عند عدم مظنة ضرر في الجواب فإن الامتناع حينئذ إما للجهل به أو للجهل بمصلحة الوقت فإن الصلاح حينئذ في الجواب فقوله عليه السلام و نعم العون كالاستثناء مما تقدم و سيجي ء أخبار تناسب هذا الباب في باب تركيب الإنسان و أجزائه.

«11»- ف، تحف العقول قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله فِي جَوَابِ شَمْعُونَ بْنِ لَاوَي بْنِ يَهُودَا مِنْ حَوَارِيِّي عِيسَي حَيْثُ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ وَ كَيْفَ هُوَ وَ مَا يَتَشَعَّبُ مِنْهُ وَ مَا لَا يَتَشَعَّبُ وَ صِفْ لِي طَوَائِفَهُ كُلَّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّ الْعَقْلَ عِقَالٌ (1)مِنَ الْجَهْلِ وَ النَّفْسَ مِثْلُ أَخْبَثِ الدَّوَابِّ فَإِنْ لَمْ تُعْقَلْ حَارَتْ (2)فَالْعَقْلُ عِقَالٌ مِنَ الْجَهْلِ وَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ وَ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَعْظَمَ مِنْكَ وَ لَا أَطْوَعَ مِنْكَ بِكَ أُبْدِأُ وَ بِكَ أُعِيدُ لَكَ الثَّوَابُ وَ عَلَيْكَ الْعِقَابُ فَتَشَعَّبَ مِنَ الْعَقْلِ الْحِلْمُ وَ مِنَ الْحِلْمِ الْعِلْمُ وَ مِنَ الْعِلْمِ الرُّشْدُ وَ مِنَ الرُّشْدِ الْعَفَافُ (3)وَ مِنَ الْعَفَافِ الصِّيَانَةُ وَ مِنَ الصِّيَانَةِ الْحَيَاءُ وَ مِنَ الْحَيَاءِ الرَّزَانَةُ وَ مِنَ الرَّزَانَةِ الْمُدَاوَمَةُ عَلَي الْخَيْرِ وَ مِنَ الْمُدَاوَمَةِ عَلَي الْخَيْرِ كَرَاهِيَةُ الشَّرِّ وَ مِنْ كَرَاهِيَةِ الشَّرِّ طَاعَةُ النَّاصِحِ فَهَذِهِ عَشَرَةُ أَصْنَافٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْخَيْرِ وَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْعَشَرَةِ الْأَصْنَافِ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ فَأَمَّا الْحِلْمُ فَمِنْهُ رُكُوبُ الجهل [الْجَمِيلِ وَ صُحْبَةُ الْأَبْرَارِ وَ رَفْعٌ مِنَ الضِّعَةِ (4)وَ رَفْعٌ مِنَ الخَسَاسَةِ وَ تَشَهِّي الْخَيْرِ وَ يقرب [تَقَرُّبُ صَاحِبِهِ مِنْ مَعَالِي الدَّرَجَاتِ وَ الْعَفْوُ وَ الْمَهَلُ (5)

ص: 117


1- بكسر العين: حبل يشد به البعير في وسط ذراعه.
2- أي هلكت.
3- بفتح العين: الكف عما لا يحل أو لا يجمل.
4- بكسر الضاد و فتحها: حط النفس.
5- بفتح الميم و سكون الهاء و فتحها: الرفق و التؤدة في العمل، و التقدّم في الخير، و المعني الأول هو المراد هنا.

وَ الْمَعْرُوفُ وَ الصَّمْتُ (1)فَهَذَا مَا يَتَشَعَّبُ لِلْعَاقِلِ بِحِلْمِهِ. وَ أَمَّا الْعِلْمُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ الْغِنَي وَ إِنْ كَانَ فَقِيراً وَ الْجُودُ وَ إِنْ كَانَ بَخِيلًا وَ الْمَهَابَةُ وَ إِنْ كَانَ هَيِّناً وَ السَّلَامَةُ وَ إِنْ كَانَ سَقِيماً وَ الْقُرْبُ وَ إِنْ كَانَ قَصِيّاً وَ الْحَيَاءُ وَ إِنْ كَانَ صَلِفاً وَ الرِّفْعَةُ وَ إِنْ كَانَ وَضِيعاً وَ الشَّرَفُ وَ إِنْ كَانَ رَذْلًا وَ الْحِكْمَةُ وَ الْحُظْوَةُ فَهَذَا مَا يَتَشَعَّبُ لِلْعَاقِلِ بِعِلْمِهِ فَطُوبَي لِمَنْ عَقَلَ وَ عَلِمَ وَ أَمَّا الرُّشْدُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ السَّدَادُ وَ الْهُدَي وَ الْبِرُّ وَ التَّقْوَي وَ الْمَنَالَةُ وَ الْقَصْدُ وَ الِاقْتِصَادُ وَ الثَّوَابُ وَ الْكَرَمُ وَ الْمَعْرِفَةُ بِدِينِ اللَّهِ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالرُّشْدِ فَطُوبَي لِمَنْ أَقَامَ بِهِ عَلَي مِنْهَاجِ الطَّرِيقِ وَ أَمَّا الْعَفَافُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ الرِّضَا وَ الِاسْتِكَانَةُ وَ الْحَظُّ وَ الرَّاحَةُ وَ التَّفَقُّدُ وَ الْخُشُوعُ وَ التَّذَكُّرُ وَ التَّفَكُّرُ وَ الْجُودُ وَ السَّخَاءُ فَهَذَا مَا يَتَشَعَّبُ لِلْعَاقِلِ بِعَفَافِهِ رِضًي بِاللَّهِ وَ بِقَسْمِهِ وَ أَمَّا الصِّيَانَةُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهَا الصَّلَاحُ وَ التَّوَاضُعُ وَ الْوَرَعُ وَ الْإِنَابَةُ وَ الْفَهْمُ وَ الْأَدَبُ وَ الْإِحْسَانُ وَ التَّحَبُّبُ وَ الْخَيْرُ وَ اجْتِنَابُ الشَّرِّ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالصِّيَانَةِ فَطُوبَي لِمَنْ أَكْرَمَهُ مَوْلَاهُ بِالصِّيَانَةِ وَ أَمَّا الْحَيَاءُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ اللِّينُ وَ الرَّأْفَةُ وَ الْمُرَاقَبَةُ لِلَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ السَّلَامَةُ وَ اجْتِنَابُ الشَّرِّ وَ الْبَشَاشَةُ وَ السَّمَاحَةُ (2)وَ الظَّفَرُ وَ حُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَي الْمَرْءِ فِي النَّاسِ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالْحَيَاءِ فَطُوبَي لِمَنْ قَبِلَ نَصِيحَةَ اللَّهِ وَ خَافَ فَضِيحَتَهُ وَ أَمَّا الرَّزَانَةُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهَا اللُّطْفُ وَ الْحَزْمُ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ تَرْكُ الْخِيَانَةِ وَ صِدْقُ اللِّسَانِ وَ تَحْصِينُ الْفَرْجِ وَ اسْتِصْلَاحُ الْمَالِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْعَدُوِّ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تَرْكُ السَّفَهِ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالرَّزَانَةِ فَطُوبَي لِمَنْ تَوَقَّرَ وَ لِمَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ خِفَّةٌ وَ لَا جَاهِلِيَّةٌ وَ عَفَا وَ صَفَحَ وَ أَمَّا الْمُدَاوَمَةُ عَلَي الْخَيْرِ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ تَرْكُ الْفَوَاحِشِ وَ الْبُعْدُ مِنَ الطَّيْشِ (3)

ص: 118


1- بفتح الصاد و سكون الميم: السكوت. أي عمالا يعنيه و لا يهمه و ما يكون فيه الضرر شرعا أو عقلا.
2- بفتح السين المهملة: الجود.
3- بفتح الطاء و سكون الياء: النزق و الخفة، و ذهاب العقل.

وَ التَّحَرُّجُ وَ الْيَقِينُ وَ حُبُّ النَّجَاةِ وَ طَاعَةُ الرَّحْمَنِ وَ تَعْظِيمُ الْبُرْهَانِ وَ اجْتِنَابُ الشَّيْطَانِ وَ الْإِجَابَةُ لِلْعَدْلِ وَ قَوْلُ الْحَقِّ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِمُدَاوَمَةِ الْخَيْرِ فَطُوبَي لِمَنْ ذَكَرَ مَا أَمَامَهُ وَ ذَكَرَ قِيَامَهُ وَ اعْتَبَرَ بِالْفَنَاءِ وَ أَمَّا كَرَاهِيَةُ الشَّرِّ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ الْوَقَارُ وَ الصَّبْرُ وَ النَّصْرُ وَ الِاسْتِقَامَةُ عَلَي الْمِنْهَاجِ وَ الْمُدَاوَمَةُ عَلَي الرَّشَادِ وَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَ التَّوَفُّرُ وَ الْإِخْلَاصُ وَ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِيهِ وَ الْمُحَافَظَةُ عَلَي مَا يَنْفَعُهُ فَهَذَا مَا أَصَابَ الْعَاقِلُ بِالْكَرَاهِيَةِ لِلشَّرِّ فَطُوبَي لِمَنْ أَقَامَ الْحَقَّ لِلَّهِ وَ تَمَسَّكَ بِعُرَي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أَمَّا طَاعَةُ النَّاصِحِ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهَا الزِّيَادَةُ فِي الْعَقْلِ وَ كَمَالُ اللُّبِّ وَ مَحْمَدَةُ الْعَوَاقِبِ وَ النَّجَاةُ مِنَ اللَّوْمِ وَ الْقَبُولُ وَ الْمَوَدَّةُ وَ الْإِسْرَاجُ وَ الْإِنْصَافُ وَ التَّقَدُّمُ فِي الْأُمُورِ وَ الْقُوَّةُ عَلَي طَاعَةِ اللَّهِ فَطُوبَي لِمَنْ سَلِمَ مِنْ مَصَارِعِ الْهَوَي فَهَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا يَتَشَعَّبُ مِنَ الْعَقْلِ قَالَ شَمْعُونُ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَعْلَامِ الْجَاهِلِ (1)فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنْ صَحِبْتَهُ عَنَّاكَ وَ إِنِ اعْتَزَلْتَهُ شَتَمَكَ وَ إِنْ أَعْطَاكَ مَنَّ عَلَيْكَ وَ إِنْ أَعْطَيْتَهُ كَفَرَكَ وَ إِنْ أَسْرَرْتَ إِلَيْهِ خَانَكَ وَ إِنْ أَسَرَّ إِلَيْكَ اتَّهَمَكَ وَ إِنِ اسْتَغْنَي بَطِرَ (2)وَ كَانَ فَظّاً غَلِيظاً وَ إِنْ افْتَقَرَ جَحَدَ نِعْمَةَ اللَّهِ وَ لَمْ يَتَحَرَّجْ وَ إِنْ فَرِحَ أَسْرَفَ وَ طَغَي وَ إِنْ حَزِنَ آيَسَ وَ إِنْ ضَحِكَ فَهِقَ وَ إِنْ بَكَي خَارَ يَقَعُ فِي الْأَبْرَارِ وَ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَ لَا يُرَاقِبُهُ وَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ وَ لَا يَذْكُرُهُ إِنْ أَرْضَيْتَهُ مَدَحَكَ وَ قَالَ فِيكَ مِنَ الْحَسَنَةِ مَا لَيْسَ فِيكَ وَ إِنْ سَخِطَ عَلَيْكَ ذَهَبَتْ مِدْحَتُهُ وَ وَقَّعَ فِيكَ مِنَ السُّوءِ مَا لَيْسَ فِيكَ فَهَذَا مَجْرَي الْجَاهِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ عَلَامَةِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْإِيمَانُ وَ الْعِلْمُ وَ الْعَمَلُ قَالَ فَمَا عَلَامَةُ الْإِيمَانِ وَ مَا عَلَامَةُ الْعِلْمِ وَ مَا عَلَامَةُ الْعَمَلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أَمَّا عَلَامَةُ الْإِيمَانِ فَأَرْبَعَةٌ الْإِقْرَارُ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ وَ الْإِيمَانُ بِهِ وَ الْإِيمَانُ بِكُتُبِهِ وَ الْإِيمَانُ

ص: 119


1- الاعلام جمع «علم». بفتح العين و اللام شي ء ينصب فيهتدي به، و المعني: أخبرني عن امارات الجاهل و علاماته.
2- البطر: الطغيان عند النعمة.

بِرُسُلِهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْعِلْمِ فَأَرْبَعَةٌ الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ الْعِلْمُ بِمَحَبَّتِهِ وَ الْعِلْمُ بِمَكَارِهِهِ وَ الْحِفْظُ لَهَا حَتَّي تُؤَدَّي وَ أَمَّا الْعَمَلُ فَالصَّلَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ الزَّكَاةُ وَ الْإِخْلَاصُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ عَلَامَةِ الصَّادِقِ وَ عَلَامَةِ الْمُؤْمِنِ وَ عَلَامَةِ الصَّابِرِ وَ عَلَامَةِ التَّائِبِ وَ عَلَامَةِ الشَّاكِرِ وَ عَلَامَةِ الْخَاشِعِ وَ عَلَامَةِ الصَّالِحِ وَ عَلَامَةِ النَّاصِحِ وَ عَلَامَةِ الْمُوقِنِ وَ عَلَامَةِ الْمُخْلِصِ وَ عَلَامَةِ الزَّاهِدِ وَ عَلَامَةِ الْبَارِّ وَ عَلَامَةِ التَّقِيِّ وَ عَلَامَةِ الْمُتَكَلِّفِ وَ عَلَامَةِ الظَّالِمِ وَ عَلَامَةِ الْمُرَائِي وَ عَلَامَةِ الْمُنَافِقِ وَ عَلَامَةِ الْحَاسِدِ وَ عَلَامَةِ الْمُسْرِفِ وَ عَلَامَةِ الْغَافِلِ وَ عَلَامَةِ الْكَسْلَانِ وَ عَلَامَةِ الْكَذَّابِ وَ عَلَامَةِ الْفَاسِقِ وَ عَلَامَةِ الْجَائِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أَمَّا عَلَامَةُ الصَّادِقِ فَأَرْبَعَةٌ يَصْدُقُ فِي قَوْلِهِ وَ يُصَدِّقُ وَعْدَ اللَّهِ وَ وَعِيدَهُ وَ يُوفِي بِالْعَهْدِ وَ يَجْتَنِبُ الْغَدْرَ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَرْؤُفُ وَ يَفْهَمُ وَ يَسْتَحْيِي وَ أَمَّا عَلَامَةُ الصَّابِرِ فَأَرْبَعَةٌ الصَّبْرُ عَلَي الْمَكَارِهِ وَ الْعَزْمُ فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ وَ التَّوَاضُعُ وَ الْحِلْمُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ التَّائِبِ فَأَرْبَعَةٌ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ فِي عَمَلِهِ (1)وَ تَرْكُ الْبَاطِلِ وَ لُزُومُ الْحَقِّ وَ الْحِرْصُ عَلَي الْخَيْرِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الشَّاكِرِ فَأَرْبَعَةٌ الشُّكْرُ فِي النَّعْمَاءِ وَ الصَّبْرُ فِي الْبَلَاءِ وَ الْقُنُوعُ بِقَسْمِ اللَّهِ وَ لَا يَحْمَدُ وَ لَا يُعَظِّمُ إِلَّا اللَّهَ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْخَاشِعِ فَأَرْبَعَةٌ مُرَاقَبَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ رُكُوبُ الْجَمِيلِ وَ التَّفَكُّرُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْمُنَاجَاةُ لِلَّهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الصَّالِحِ فَأَرْبَعَةٌ يُصَفِّي قَلْبَهُ وَ يُصْلِحُ عَمَلَهُ وَ يُصْلِحُ كَسْبَهُ وَ يُصْلِحُ أُمُورَهُ كُلَّهَا وَ أَمَّا عَلَامَةُ النَّاصِحِ فَأَرْبَعَةٌ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَ يُعْطِي الْحَقَّ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَرْضَي لِلنَّاسِ مَا يَرْضَاهُ لِنَفْسِهِ وَ لَا يَعْتَدِي عَلَي أَحَدٍ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُوقِنِ فَسِتَّةٌ أَيْقَنَ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ فَآمَنَ بِهِ وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ فَحَذِرَهُ وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ فَخَافَ الْفَضِيحَةَ (2)وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ فَاشْتَاقَ

ص: 120


1- أي الإخلاص للّٰه في عمله.
2- في دار الآخرة و في يوم تبلي فيه السرائر، فلم يعمل ما يوجب الفضيحة.

إِلَيْهَا (1)وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ النَّارَ حَقٌّ فَطَهَّرَ (2)سَعْيَهُ لِلنَّجَاةِ مِنْهَا وَ أَيْقَنَ بِأَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ فَحَاسَبَ نَفْسَهُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُخْلِصِ فَأَرْبَعَةٌ يَسْلَمُ قَلْبُهُ (3)وَ يَسْلَمُ جَوَارِحُهُ (4)وَ بَذَلَ خَيْرَهُ وَ كَفَّ شَرَّهُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الزَّاهِدِ فَعَشَرَةٌ يَزْهَدُ فِي الْمَحَارِمِ وَ يَكُفُّ نَفْسَهُ وَ يُقِيمُ فَرَائِضَ رَبِّهِ فَإِنْ كَانَ مَمْلُوكاً أَحْسَنَ الطَّاعَةَ وَ إِنْ كَانَ مَالِكاً أَحْسَنَ الْمَمْلَكَةَ وَ لَيْسَ لَهُ مَحْمِيَةٌ وَ لَا حِقْدٌ يُحْسِنُ إِلَي مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ وَ يَنْفَعُ مَنْ ضَرَّهُ وَ يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ يَتَوَاضَعُ لِحَقِّ اللَّهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْبَارِّ فَعَشَرَةٌ يُحِبُّ فِي اللَّهِ وَ يُبْغِضُ فِي اللَّهِ وَ يُصَاحِبُ فِي اللَّهِ وَ يُفَارِقُ فِي اللَّهِ وَ يَغْضَبُ فِي اللَّهِ وَ يَرْضَي فِي اللَّهِ وَ يَعْمَلُ لِلَّهِ وَ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَ يَخْشَعُ لِلَّهِ خَائِفاً مَخُوفاً طَاهِراً مُخْلِصاً مُسْتَحْيِياً مُرَاقِباً وَ يُحْسِنُ فِي اللَّهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ التَّقِيِّ فَسِتَّةٌ يَخَافُ اللَّهَ وَ يَحْذَرُ بَطْشَهُ وَ يُمْسِي وَ يُصْبِحُ كَأَنَّهُ يَرَاهُ لَا تُهِمُّهُ (5)الدُّنْيَا وَ لَا يَعْظُمُ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْ ءٌ لِحُسْنِ خُلُقِهِ (6)وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُتَكَلِّفِ فَأَرْبَعَةٌ الْجِدَالُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَ يُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ وَ يَتَعَاطَي مَا لَا يَنَالُ (7)وَ أَمَّا عَلَامَةُ الظَّالِمِ فَأَرْبَعَةٌ يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ (8)بِالْمَعْصِيَةِ وَ يَمْلِكُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُبْغِضُ الْحَقَّ وَ يُظْهِرُ الظُّلْمَ

ص: 121


1- بفعل الخيرات و المبرات و باكتساب ما يوجب دخول الجنان، و البعد من النيران.
2- فظهر «تحف».
3- من الشرك و الرياء و حبّ الدنيا و أهلها، و زخرفها و زبرجها.
4- من المعاصي و ما يكون فيه آفتها.
5- أي لا تحزنه و لا تقلقه امر الدنيا.
6- الظاهر سقوط أحد الستة.
7- و يجعل همه لما يعنيه. «تحف».
8- كخالقه و نبيه و امامه و معلمه و والديه و من يجب عليه مراعاة حقوقهم و حفظ حرمتهم.

وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُرَائِي فَأَرْبَعَةٌ يَحْرِصُ فِي الْعَمَلِ لِلَّهِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ وَ يَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَ يَحْرِصُ فِي كُلِّ أَمْرِهِ عَلَي الْمَحْمَدَةِ وَ يُحْسِنُ سَمْتَهُ بِجُهْدِهِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُنَافِقِ فَأَرْبَعَةٌ فَاجِرٌ دَخْلُهُ يُخَالِفُ لِسَانُهُ قَلْبَهُ وَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ وَ سَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ فَوَيْلٌ لِلْمُنَافِقِ مِنَ النَّارِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْحَاسِدِ فَأَرْبَعَةٌ الْغِيبَةُ وَ التَّمَلُّقُ وَ الشَّمَاتَةُ بِالْمُصِيبَةِ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْمُسْرِفِ فَأَرْبَعَةٌ الْفَخْرُ بِالْبَاطِلِ وَ يَشْتَرِي مَا لَيْسَ لَهُ وَ يَلْبَسُ مَا لَيْسَ لَهُ وَ يَأْكُلُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْغَافِلِ فَأَرْبَعَةٌ الْعَمَي وَ السَّهْوُ وَ اللَّهْوُ وَ النِّسْيَانُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْكَسْلَانِ فَأَرْبَعَةٌ يَتَوَانَي حَتَّي يُفَرِّطَ وَ يُفَرِّطُ حَتَّي يُضَيِّعَ وَ يُضَيِّعُ حَتَّي يَأْثَمَ وَ يَضْجَرَ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْكَذَّابِ فَأَرْبَعَةٌ إِنْ قَالَ لَمْ يَصْدُقْ وَ إِنْ قِيلَ لَهُ لَمْ يُصَدِّقْ وَ النَّمِيمَةُ وَ الْبَهْتُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْفَاسِقِ فَأَرْبَعَةٌ اللَّهْوُ وَ اللَّغْوُ وَ الْعُدْوَانُ وَ الْبُهْتَانُ وَ أَمَّا عَلَامَةُ الْجَائِرِ فَأَرْبَعَةٌ عِصْيَانُ الرَّحْمَنِ وَ أَذَي الْجِيرَانِ وَ بُغْضُ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْبُ إِلَي الطُّغْيَانِ فَقَالَ شَمْعُونُ لَقَدْ شَفَيْتَنِي وَ بَصَّرْتَنِي مِنْ عَمَايَ فَعَلِّمْنِي طَرَائِقَ أَهْتَدِي بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَا شَمْعُونُ إِنَّ لَكَ أَعْدَاءً يَطْلُبُونَكَ وَ يُقَاتِلُونَكَ لِيَسْلُبُوا دِينَكَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَأَمَّا الَّذِينَ مِنَ الْإِنْسِ فَقَوْمٌ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لَا رَغْبَةَ لَهُمْ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ إِنَّمَا هَمُّهُمْ تَعْيِيرُ النَّاسِ بِأَعْمَالِهِمْ لَا يُعَيِّرُونَ أَنْفُسَهُمْ وَ لَا يُحَاذِرُونَ أَعْمَالَهُمْ إِنْ رَأَوْكَ صَالِحاً حَسَدُوكَ وَ قَالُوا مُرَاءٍ وَ إِنْ رَأَوْكَ فَاسِداً قَالُوا لَا خَيْرَ فِيهِ وَ أَمَّا أَعْدَاؤُكَ مِنَ الْجِنِّ فَإِبْلِيسُ وَ جُنُودُهُ فَإِذَا أَتَاكَ فَقَالَ مَاتَ ابْنُكَ فَقُلْ إِنَّمَا خُلِقَ الْأَحْيَاءُ لِيَمُوتُوا وَ تَدْخُلُ بَضْعَةٌ (1)مِنِّي الْجَنَّةَ إِنَّهُ لَيَسْرِي فَإِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ قَدْ ذَهَبَ مَالُكَ فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَي وَ أَخَذَ وَ أَذْهَبَ عَنِّي الزَّكَاةَ فَلَا زَكَاةَ عَلَيَّ وَ إِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ لَكَ النَّاسُ يَظْلِمُونَكَ وَ أَنْتَ لَا تَظْلِمُ فَقُلْ إِنَّمَا السَّبِيلُ يَوْمَ

ص: 122


1- البضعة بكسر الباء و فتحها: القطعة من اللحم، و هنا كناية عن الولد.

الْقِيَامَةِ عَلَي الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ ما عَلَي الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ إِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ لَكَ مَا أَكْثَرَ إِحْسَانَكَ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَكَ الْعُجْبَ فَقُلْ إِسَاءَتِي أَكْثَرُ مِنْ إِحْسَانِي وَ إِذَا أَتَاكَ فَقَالَ لَكَ مَا أَكْثَرَ صَلَاتَكَ فَقُلْ غَفْلَتِي أَكْثَرُ مِنْ صَلَاتِي وَ إِذَا قَالَ لَكَ كَمْ تُعْطِي النَّاسَ فَقُلْ مَا آخُذُ أَكْثَرُ مِمَّا أُعْطِي وَ إِذَا قَالَ لَكَ مَا أَكْثَرَ مَنْ يَظْلِمُكَ فَقُلْ مَنْ ظَلَمْتُهُ أَكْثَرُ وَ إِذَا أَتَاكَ فَقَالَ لَكَ كَمْ تَعْمَلُ فَقُلْ طَالَ مَا عَصَيْتُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمَّا خَلَقَ السُّفْلَي فَخَرَتْ وَ زَخَرَتْ (1)وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْأَرْضَ فَسَطَحَهَا عَلَي ظَهْرِهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْأَرْضَ فَخَرَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ اللَّهُ الْجِبَالَ فَأَثْبَتَهَا عَلَي ظَهْرِهَا أَوْتَاداً مِنْ أَنْ تَمِيدَ (2)بِهَا عَلَيْهَا فَذَلَّتِ الْأَرْضُ وَ اسْتَقَرَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْجِبَالَ فَخَرَتْ عَلَي الْأَرْضِ فَشَمَخَتْ (3)وَ اسْتَطَالَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْحَدِيدَ فَقَطَعَهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ إِنَّ الْحَدِيدِ فَخَرَ عَلَي الْجِبَالِ وَ قَالَ أَيُّ شَيْ ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ النَّارَ فَأَذَابَتِ الْحَدِيدَ فَذَلَّ الْحَدِيدُ ثُمَّ إِنَّ النَّارَ زَفَرَتْ (4)وَ شَهَقَتْ (5)وَ فَخَرَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْمَاءَ فَأَطْفَأَهَا فَذَلَّتْ ثُمَّ الْمَاءُ فَخَرَ وَ زَخَرَ وَ قَالَ أَيُّ شَيْ ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الرِّيحَ فَحَرَّكَتْ أَمْوَاجَهُ وَ أَثَارَتْ مَا فِي قَعْرِهِ وَ حَبَسَتْهُ عَنْ مَجَارِيهِ فَذَلَّ الْمَاءُ ثُمَّ إِنَّ الرِّيحَ فَخَرَتْ وَ عَصَفَتْ وَ قَالَتْ أَيُّ شَيْ ءٍ يَغْلِبُنِي فَخَلَقَ الْإِنْسَانَ فَبَنَي وَ احْتَالَ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ مِنَ الرِّيحِ وَ غَيْرِهَا فَذَلَّتِ الرِّيحُ ثُمَّ إِنَّ الْإِنْسَانَ طَغَي وَ قَالَ مَنْ أَشَدُّ مِنِّي قُوَّةً فَخَلَقَ الْمَوْتَ فَقَهَرَهُ فَذَلَّ الْإِنْسَانُ ثُمَّ إِنَّ الْمَوْتَ فَخَرَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا تَفْخَرْ فَإِنِّي ذَابِحُكَ (6)بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ لَا أُحْيِيكَ أَبَداً فَخَافَ ثُمَّ قَالَ وَ الْحِلْمُ يَغْلِبُ الْغَضَبَ وَ الرَّحْمَةُ تَغْلِبُ السُّخْطَ وَ الصَّدَقَةُ تَغْلِبُ الْخَطِيئَةَ.

ص: 123


1- أي افتخرت.
2- أي تتحرك و تضطرب.
3- أي علت.
4- أي سمع صوت توقدها.
5- لعل المراد بشهقتها ارتفاع نيرانها و شعلتها.
6- لعل المراد بذبح الموت إعدام أسبابه.

بيان: قوله تعالي بك أبدأ و بك أعيد أي بك خلقت الخلق و أبدأتهم و بك أعيدهم للجزاء إذ لو لا العقل لم يحسن التكليف و لو لا التكليف لم يكن للخلق فائدة و لا للثواب و العقاب و الحشر منفعة و لا فيها حكمة.

قوله صلي اللّٰه عليه و آله و من الحلم العلم إذ بترك الحلم ينفر العلماء عنه فلا يمكنه التعلم منهم و أيضا يسلب اللّٰه علمه عنه و لا يفيض عليه الحكمة بتركه كما سيأتي و الرشد الاهتداء و الاستقامة علي طريق الحق مع تصلب فيه و العفاف منع النفس عن المحرمات و الصيانة منعها عن الشبهات و المكروهات فلذا تتفرع علي العفاف و بالصيانة ترتفع الغواشي و الأغطية عن عين القلب فيري الحق حقا و الباطل باطلا فيستحيي من ارتكاب المعاصي و إذا استحكم فيه الحياء تحصل له الرزانة أي عدم الانزعاج عن المحركات الشهوانية و الغضبية و عدم التزلزل بالفتن إذ الحياء عن ربه يمنعه عن أن يؤثر شيئا علي رضاه أو يترك الأمور الدنية خدمة مولاه و الرزانة تصير وسيلة إلي المداومة علي الخيرات و المداومة علي الخيرات توجب تأييد اللّٰه تعالي لأن يكره الشرور فإذا صار محبا للخير كارها للشر يطيع كل ناصح يدله علي الخير الذي يحبه أو يزجره عن الشر الذي يكرهه و أما ما يتشعب من الحلم فتشعبها منه يظهر بأدني تأمل و بسط القول فيها يوجب الإطناب و الضعة بحسب الدنيا و الخساسة ما كان بسبب الأخلاق الذميمة و المهل أي تأخير العقوبة و عدم المبادرة بالانتقام.

و أما ما يتشعب من العلم فالغني أي غني النفس و إن كان فقيرا بلا مال و يحتمل أيضا الغني بالمال و إن كان قبل العلم فقيرا و الجود أي يجود بالحقائق علي الخلق و إن كان بخيلا في المال إما لعدمه أو لبخله أو المراد أن العلم يصير سببا لجوده بالمال و العلم و غيرهما و إن كان قبل اتصافه بالعلم بخيلا و تحصل له المهابة و إن كان بحسب ما يصير بحسب الدنيا سببا لها هينا لعدم شرف دنيوي و حسب و نسب و مال لكن بالعلم يلقي اللّٰه مهابته في قلوب العباد و إن كان قبل العلم هينا حقيرا و السلامة من العيوب و إن كان في بدنه سقيما أو العلم يصير سببا لشفائه عن الأسقام الجسمانية و الروحانية و القرب من اللّٰه و إن كان قصيا أي بعيدا عن كرام

ص: 124

الخلق أو القرب من اللّٰه و من الخلق و إن كان بعيدا عنهما قبل العلم و الحياء و إن كان صلفا في القاموس الصلف بالتحريك التكلم بما يكرهه صاحبك و التمدح بما ليس عندك أو مجاوزة قدر الظرف و الادعاء فوق ذلك تكبرا و هو صلف ككتف انتهي أي يحصل من العلم الحياء في ما يحب و يحمد و إن عده الناس صلفا لترك المداهنة أو و إن كان قبله صلفا و الأخير هنا أظهر و الرفعة و الشرف أيضا يحتملان المعنيين علي قياس ما مر و الفرق بينهما بأن الرفعة ما كان له نفسه و الشرافة ما يتعدي إلي غيره بأن يتشرف من ينسب إليه بسببه و الأول بحسب الجاه الدنيوي و الثاني بالرفعة المعنوية بسبب الأخلاق الشريفة و الحكمة العلوم الفائضة بعد العمل بما يعلم أو العمل بالعلم كما سيأتي و الحظوة المنزلة و القرب عند اللّٰه.

و أما ما يتشعب من الرشد فالسداد و هو الصواب من القول و العمل و الهدي أي إلي ما فوق ما هو فيه أو المراد أن من أجزائه و لوازمه الهدي و كذا البر و التقوي و المنالة لعل المراد بها الدرجة التي بها تنال أقصي المقاصد من القرب و الفوز و السعادة فإنها من النيل و الإصابة و القصد أي الطريق الوسط المستقيم و الاقتصاد رعاية الوسط الممدوح في جميع الأمور و ترك الإفراط و التفريط و يحتمل أن يكون المراد بالثواب إثابة الغير بجزاء ما يصنع إليه لكنه بعيد.

و أما ما يتشعب من العفاف فالرضا بما أعطاه اللّٰه من الرزق و عدم التصرف في الأمر الحرام لطلب الزيادة و الاستكانة الخضوع و المذلة و هي من لوازم العفاف لأن من عف عن الحرام و لم يجمع الأموال الكثيرة منه لا يطغي و يذل نفسه و يخضع و الحظ النصيب أي حظوظ الآخرة إذ بترك حظوظ الدنيا تتوفر حظوظ الآخرة و الراحة أي في الدنيا و الآخرة إذ من يجمع المال في الدنيا أيضا ليس له إلا العناء و التعب و كذا من لا يعف عن الفرج الحرام يتحمل في الدنيا المشاق و المنازعات و الحدود الشرعية و غيرها و التفقد إما المراد تفقد أحوال الفقراء و أداء حقوقهم أو تفقد أحوال النفس و عيوبها و الأول أظهر و الخشوع إذ بترك العفاف يسلب الخشوع في العبادات كما هو المجرب و التذكر أي تذكر الموت و أحوال الآخرة و الذنوب و التفكر أي في المبدأ و المعاد و فيما خلق له.

ص: 125

و أما ما يتشعب من الصيانة فالصلاح صلاح نفسه و خروجه عن المفاسد و المعايب و التواضع عند الخالق و الخلائق و عدم الاستكبار عن قبول الحق و الورع اجتناب المحرمات و الشبهات و الإنابة التوبة و الرجوع إلي اللّٰه تعالي و الفهم فهم حسن الأشياء و قبحها و فهم معايب النفس و عظمة خالقها و الأدب حسن المعاملة في خدمة الخالق و معاشرة الخلق و الإحسان إلي الغير و كسب محبة الناس و اختيار الخير و ما هو أحسن عاقبة و اجتناب الشر.

و أما ما يتشعب من الحياء فلين الجانب و عدم الغلظة و الرأفة و الترحم علي الخلق و المراقبة و هي ما يكون بين شخصين يرقب و يرصد كل منهما صاحبه أي يعلم في جميع أحواله و يتذكر أن اللّٰه مطلع عليه فيستحيي من معصيته أو ترك طاعته و التوجه إلي غيره و ينتظر في كل آن رحمته و يحترز من حلول نقمته و السلامة من البلايا التي ترد علي الإنسان في الدنيا و الآخرة بترك الحياء و كذا اجتناب الشر و الظفر و هو الوصول إلي البغية و المطلوب و حسن ثناء الخلق عليه.

و أما ما يتشعب من الرزانة (1)فاللطف و الإحسان إلي الخلق أو الرفق و المداراة معهم أو إتيان الأمور بلطف التدبير و بما يعلم بعد التفكر أنه طريق الوصول إليه بدون مبادرة و استعجال و الحزم ضبط الأمر و الأخذ فيه بالثقة و التفكر في عواقب الأمور و تحصين الفرج أي حفظه و منعه عن الحرام و الشبهة و من لم تكن له رزانة يتبع الشهوات و تحركه في أول الأمر فيقع في الحرام و الشبهة بلا روية و استصلاح المال أيضا إنما يتيسر بالرزانة إذ الاستعجال في الأمور و اتباع كل ما يحدث في بادي النظر يوجب الخسران غالبا و كذا الاستعداد للعدو إنما يكون بالتأني و التثبت و كذا النهي عن المنكر فإنه أيضا إنما يتمشي بالتدبير و الحزم و التحرج تضييق الأمر علي النفس أو فعل ما يوجب الإثم قال في النهاية و منها حديث اليتامي تحرجوا أن يأكلوا معهم أي ضيقوا علي أنفسهم و تحرج فلان إذا فعل فعلا يحرج به من الحرج الإثم و الضيق انتهي و علي الثاني يكون معطوفا علي الطيش و اليقين

ص: 126


1- بفتح الراء المهملة: الوقار و السكون و الثبات.

إذ بكثرة العبادات يتقوي اليقين و قوله طاعة الرحمن يمكن عطفه علي النجاة و لو كان معطوفا علي الحب لعل المراد كثرتها و زيادتها أو أنها ثمرة مترتبة علي المداومة علي الخير و هي أنه مطيع للرحمن و كفي به شرفا و فضلا و البرهان الحجة و كل ما يوجب وضوح أمر و براهين اللّٰه تعالي أنبياؤه و حججه و كتبه و معجزات الأنبياء و الحجج و آيات الآفاق و الأنفس الدالة علي وجوده و عظمته و وحدانيته و سائر صفاته و الطاعة و المداومة عليها تعظيم لتلك البراهين و إذعان بها و المعصية تحقير لها.

و أما ما يتشعب من كراهية الشر فالوقار و عدم التزلزل عن الخير و الصبر علي المكاره في الدين و النصر علي الأعادي الظاهرة و الباطنة و التوفر أي في الإيمان أو في جميع الطاعات و ترك ما لا يعنيه أي لا يهمه و لا ينفعه.

و أما ما يتشعب من طاعة الناصح فاللب الخالص من كل شي ء و لعل المراد هنا العقل الخالص عن مخالطة الشهوات و الأهواء و القبول أي عند الخالق و الخلق و كذا المودة أو القبول عند اللّٰه و المودة بين الخلق. (1)و الإسراج لعل المراد إسراج الذهن و إيقاد الفهم و يمكن أن يكون في الأصل الانشراح أي انشراح الصدر و اتساعه للعلوم أو الاستراحة فصحف إلي ما تري و التقدم في الأمور أي الخيرات قوله عليه السلام من مصارع الهوي الصرع الطرح علي الأرض و المراد الأمور و المقامات التي يصرع هوي النفس فيها أكثر الخلق و يغلبهم.

و أما أعلام الجاهل عناك بالتشديد أي أتعبك من العناء النصب و التعب و إن أعطيته كفرك بالتخفيف أي لم يشكرك و الفظ الغليظ الجانب السيئ الخلق و قوله عليه السلام لم يتحرج أي لا يتضيق عن إثم و قبح و معصية (2)و إن ضحك فهق أي فتح فاه و امتلأ من الضحك قال الجزري فيه إن أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون هم الذين يتوسعون في الكلام و يفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق و هو الامتلاء و الاتساع يقال أفهقت الإناء فهق يفهق فهقا انتهي و إن بكي خار أي جزع و صاح

ص: 127


1- أو قبول نصيحة الناصح.
2- و في نسخة: و فضيحة.

كالبهائم قال الجزري الخوار صوت البقر و منه حديث مقتل أبي بن خلف فخر يخور كما يخور الثور انتهي و الحاصل أن فرحه و جزعه خارجان عن الاعتدال قوله يقع في الأبرار أي يعيبهم و يذمهم قوله صلي اللّٰه عليه و آله و وقع فيك لعله بالتشديد أي أثبت من التوقيع و هو ما يثبت في الكتب و الفرامين أو بالتخفيف بتقدير الباء أي عابك بما ليس فيك قوله صلي اللّٰه عليه و آله و يصدق وعد اللّٰه و وعيده أي يؤمن بهما و يعمل بمقتضاهما و يوفي بالعهد أي عهوده مع اللّٰه و مع الخلق قوله صلي اللّٰه عليه و آله فطهر سعيه أي من الرياء و العجب و سائر ما يفسد العمل قوله صلي اللّٰه عليه و آله يسلم قلبه أي من الرياء و أنواع الشرك و الأخلاق الذميمة و جوارحه من المعاصي و ما يظهر منه عدم الإخلاص قوله صلي اللّٰه عليه و آله ليس له محمية مصدر من الحماية أي الحماية لأهل الباطل و هو قريب من معني الحمية الغيرة و الأنفة قوله صلي اللّٰه عليه و آله و لا يعظم أي حسن خلقه و صبره يسهل عليه شدائد الدنيا قوله صلي اللّٰه عليه و آله ينازع من فوقه كباريه تعالي و نبيه و إمامه و معلمه و والديه و كل من يلزمه إطاعته و يتعاطي أي يرتكب و يتوجه إلي تحصيل أمر لا يمكنه الوصول إليه قوله صلي اللّٰه عليه و آله و يحسن سمته (1)السمت هيئة أهل الخير أي يزين ظاهره و يتشبه بأهل الصلاح غاية جهده و سعيه قوله صلي اللّٰه عليه و آله فاجر دخله أي خفايا أموره و بواطن أحواله فاسدة فاجرة قال الفيروزآبادي دخل الرجل بالفتح و الكسر بيته و مذهبه و جميع أمره و جلده و بطانته انتهي قوله صلي اللّٰه عليه و آله و أما علامة الحاسد الظاهر أنه سقط أحد الأربعة من النساخ كما وقع مثله فيما سبق (2)أو كان مكان أربعة ثلاثة كما في وصايا لقمان حيث قال للحاسد ثلاث علامات يغتاب إذا غاب و يتملق إذا شهد و يشمت بالمصيبة قوله صلي اللّٰه عليه و آله يتواني أي يفتر و يقصر و لا يهتم به قوله صلي اللّٰه عليه و آله لا خلاق لهم الخلاق بالفتح الحظ و النصيب قوله صلي اللّٰه عليه و آله و إنه ليسري لعل المراد أن دخوله الجنة يسري إلي فأدخل أيضا بسببه فيكون فعلا و يحتمل أن يكون مصدرا أي أن ذلك موجب ليسري و تيسر أموري في الآخرة

ص: 128


1- بفتح السين المهملة و سكون الميم.
2- في علامة التقي.

و يمكن أن يكون يسري فعلا من قولهم سري عنه الهم أي انكشف أي هذا التفكر يصير سببا لأن ينكشف عنك الهم. (1)ثم اعلم أنه كان في المنقول عنه بعد قوله طال ما عصيت فقرات ناقصات بينها بياض كثير أسقطناها و ما في آخر الخبر لعله تمثيل لبيان أن كل شي ء غيره تعالي مغلوب مقهور بما فوقه و اللّٰه الغالب علي كل شي ء و سيأتي الكلام فيه في كتاب السماء و العالم و إنما أوجزنا الكلام في شرح هذا الخبر إذ استيفاء الكلام فيه لا يتأتي إلا في كتاب مفرد موضوع لذلك و عهدنا المقدم يمسك عن الإطناب عنان القلم.

«12»- ف، تحف العقول قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله صِفَةُ الْعَاقِلِ أَنْ يَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ (2)وَ يَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ يَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ وَ يُسَابِقَ مَنْ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ وَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ تَدَبَّرَ فَإِنْ كَانَ خَيْراً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ وَ إِنْ كَانَ شَرّاً سَكَتَ فَسَلِمَ- وَ إِذَا عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ وَ أَمْسَكَ يَدَهُ وَ لِسَانَهُ وَ إِذَا رَأَي فَضِيلَةً انْتَهَزَ بِهَا لَا يُفَارِقُهُ الْحَيَاءُ وَ لَا يَبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ يُعْرَفُ بِهَا الْعَاقِلُ وَ صِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ خَالَطَهُ وَ يَتَعَدَّي عَلَي مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ يَتَطَاوَلَ عَلَي مَنْ هُوَ فَوْقَهُ كَلَامُهُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ إِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ وَ إِنْ سَكَتَ سَهَا وَ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ- وَ إِنْ رَأَي فَضِيلةً أَعْرَضَ وَ أَبْطَأَ عَنْهَا لَا يَخَافُ ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ وَ لَا يَرْتَدِعُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ مِنَ الذُّنُوبِ يَتَوَانَي عَنِ الْبِرِّ (3)وَ يُبْطِئُ عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلَ.

بيان: قال الجزري النهزة الفرصة و انتهزتها اغتنمتها أي إذا رأي فضيلة اغتنم الفرصة بهذه الفضيلة و لم يؤخرها قوله عليه السلام و إن سكت سها أي ليس سكوته لرعاية مصلحة بل لأنه سها عن الكلام و الردي الهلاك فأردته أي أهلكته و يقال ما أكترث له أي ما أبالي به.

ص: 129


1- و يمكن أن يكون تصحيف يسرني.
2- جهل عليه اي تسافه.
3- و في نسخة: يتواني عن الخير.

«13»- سن، المحاسن الْعُوسِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْجَوْهَرِيِّ (1)عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ رَفَعَهُ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَنِ الْعَقْلِ قَالَ التَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ وَ مُدَاهَنَةُ الْأَعْدَاءِ.

ضه، روضة الواعظين عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِيهِ وَ مُدَارَاةُ الْأَصْدِقَاءِ (2).

بيان: المداهنة إظهار خلاف ما تضمر و هو قريب من معني المداراة.

«14»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عليه السلام الْعَاقِلُ لَا يُحَدِّثُ مَنْ يَخَافُ تَكْذِيبَهُ وَ لَا يَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ مَنْعَهُ وَ لَا يُقْدِمُ عَلَي مَا يَخَافُ الْعُذْرَ مِنْهُ وَ لَا يَرْجُو مَنْ لَا يُوثَقُ بِرَجَائِهِ.

«15»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يُسْتَدَلُّ بِكِتَابِ الرَّجُلِ عَلَي عَقْلِهِ وَ مَوْضِعِ بَصِيرَتِهِ وَ بِرَسُولِهِ عَلَي فَهْمِهِ وَ فِطْنَتِهِ.

«16»- مص، مصباح الشريعة قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام الْعَاقِلُ مَنْ كَانَ ذَلُولًا عِنْدَ إِجَابَةِ الْحَقِّ مُنْصِفاً بِقَوْلِهِ جَمُوحاً عِنْدَ الْبَاطِلِ خَصْماً بِقَوْلِهِ يَتْرُكُ دُنْيَاهُ وَ لَا يَتْرُكُ دِينَهُ- وَ دَلِيلُ الْعَاقِلِ شَيْئَانِ صِدْقُ الْقَوْلِ وَ صَوَابُ الْفِعْلِ وَ الْعَاقِلُ لَا يَتَحَدَّثُ بِمَا يُنْكِرُهُ الْعَقْلُ وَ لَا يَتَعَرَّضُ لِلتُّهَمَةِ وَ لَا يَدَعُ مُدَارَاةَ مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ وَ يَكُونُ الْعِلْمُ دَلِيلَهُ فِي أَعْمَالِهِ وَ الْحِلْمُ رَفِيقَهُ فِي أَحْوَالِهِ وَ الْمَعْرِفَةُ تُعِينُهُ فِي مَذَاهِبِهِ وَ الْهَوَي عَدُوُّ الْعَقْلِ وَ مُخَالِفُ الْحَقِّ وَ قَرِينُ الْبَاطِلِ وَ قُوَّةُ الْهَوَي مِنَ الشَّهْوَةِ وَ أَصْلُ عَلَامَاتِ الشَّهْوَةِ أَكْلُ الْحَرَامِ وَ الْغَفْلَةُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَ الِاسْتِهَانَةُ بِالسُّنَنِ وَ الْخَوْضُ فِي الْمَلَاهِي.

توضيح: قال الفيروزآبادي جمح الفرس كمنع جمحا و جموحا و جماحا و هو جموح اغتر فارسه و غلبه و قال رجل خصم كفرح مجادل قوله من ابتلي به أي بمعاشرته و خلطته و استهان بالشي ء أي أهانه و خفضه و الخوض في الملاهي الدخول فيها و اقتحامها من غير روية و التمادي فيها.

ص: 130


1- و في نسخة: ابي حفص الجوهريّ.
2- أورده الصدوق في اماليه ص 398 بإسناده عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ، عن أحمد بن أبي عبد اللّٰه، عن عليّ بن جعفر الجوهريّ: عن إبراهيم بن عبد اللّٰه الكوفيّ، عن أبي سعيد عقيصا، قال: سئل الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. و في ص 270 بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام و زاد في آخره «و مداراة الاصدقاء».

«17»- ضه، روضة الواعظين غو، غوالي اللئالي عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ التَّوَدُّدُ إِلَي النَّاسِ وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله أَعْقَلُ النَّاسِ مُحْسِنٌ خَائِفٌ وَ أَجْهَلُهُمْ مُسِي ءٌ آمِنٌ.

«18»- ضه، روضة الواعظين عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ التَّحَبُّبُ إِلَي النَّاسِ.

«19»- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ حُظْوَةٍ فِي مَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.

«20»- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صلي اللّٰه عليه و آله قِيلَ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ الْعُمَّالَ بِطَاعَةِ اللَّهِ هُمُ الْعُقَلَاءُ.

«21»- وَ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَرَّ بِمَجْنُونٍ فَقَالَ مَا لَهُ فَقِيلَ إِنَّهُ مَجْنُونٌ فَقَالَ بَلْ هُوَ مُصَابٌ إِنَّمَا الْمَجْنُونُ مَنْ آثَرَ الدُّنْيَا عَلَي الْآخِرَةِ (1).

«22»- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله أَنَّهُ قَالَ: يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا كَانَ عَاقِلًا أَنْ يَكُونَ لَهُ أَرْبَعُ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ يَأْتِي أَهْلَ الْعِلْمِ الَّذِينَ يَنْصُرُونَهُ فِي أَمْرِ دِينِهِ وَ يَنْصَحُونَهُ وَ سَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَ لَذَّتِهَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فِيمَا يَحِلُّ وَ يُحْمَدُ.

«23»- ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام أَفْضَلُ طَبَائِعِ الْعَقْلِ الْعِبَادَةُ وَ أَوْثَقُ الْحَدِيثِ لَهُ الْعِلْمُ وَ أَجْزَلُ حُظُوظِهِ الْحِكْمَةُ وَ أَفْضَلُ ذَخَائِرِهِ الْحَسَنَاتُ.

«24»- وَ قَالَ عليه السلام كَمَالُ الْعَقْلِ فِي ثَلَاثٍ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ وَ حُسْنِ الْيَقِينِ وَ الصَّمْتِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ.

«25»- وَ قَالَ: الْجَهْلُ فِي ثَلَاثٍ الْكِبْرِ وَ شِدَّةِ الْمِرَاءِ وَ الْجَهْلِ بِاللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.

«26»- وَ قَالَ عليه السلام يَزِيدُ عَقْلُ الرَّجُلِ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ إِلَي خَمْسِينَ وَ سِتِّينَ ثُمَّ يَنْقُصُ عَقْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ.

«27»- وَ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْتَبِرَ عَقْلَ الرَّجُلِ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَحَدِّثْهُ فِي خِلَالِ حَدِيثِكَ بِمَا لَا يَكُونُ فَإِنْ أَنْكَرَهُ فَهُوَ عَاقِلٌ وَ إِنْ صَدَّقَهُ فَهُوَ أَحْمَقُ.

ص: 131


1- أي اختار الدنيا و فضله علي الآخرة.

«28»- وَ قَالَ عليه السلام لَا يُلْسَعُ الْعَاقِلُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ.

«29»- ف، تحف العقول وَصِيَّةُ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عليهما السلام لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَ صِفَتُهُ لِلْعَقْلِ قَالَ عليه السلام يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ الْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (1).

بيان: المراد بالقول إما القرآن أو مطلق المواعظ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أي إذا رددوا بين أمرين منها لا يمكن الجمع بينهما يختارون أحسنهما و علي الأول يحتمل أن يكون المراد بالأحسن المحكمات و يمكن أن يحمل القول علي مطلق الكلام إذ ما من قول حق إلا و له ضد باطل فإذا سمعها اختار الحق منهما و علي تقدير أن يكون المراد بالقول القرآن أو مطلق المواعظ يمكن إرجاع الضمير إلي المصدر المذكور ضمنا أي يتبعونه أحسن اتباع.

يَا هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَ أَفْضَي إِلَيْهِمْ بِالْبَيَانِ وَ دَلَّهُمْ عَلَي رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ فَقَالَ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (2).

بيان: المراد بالحجج البراهين أو الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام و الاحتجاج و قطع العذر أي أكمل حجته علي الناس بما آتاهم من العقول و أفضي إليه أي وصل و الباء للتعدية أي بعد ما أكمل عقلهم ألقي إليهم بيان ما يلزمهم علمه و معرفته و في الكافي و نصر النبيين بالبيان و الأدلة ما بين في كتابه من دلائل الربوبية و الوحدانية أو ما أظهر من آثار صنعته و قدرته في الآفاق و في أنفسهم و الأول أنسب بالتفريع و اختلاف الليل و النهار أي تعاقبهما علي هذا النظام المشاهد بأن يذهب أحدهما و يجي ء الآخر

ص: 132


1- الزمر: 18.
2- البقرة: 164.

خلفه و به فسر قوله تعالي هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً (1)أو تفاوتهما في النور و الظلمة أو في الزيادة و النقصان و دخول أحدهما في الآخر أو في الطول و القصر بحسب العروض أو اختلاف كل ساعة من ساعاتهما بالنظر إلي الأمكنة المختلفة فأية ساعة فرضت فهي صبح لموضع و ظهر لآخر و هكذا و الفلك يجي ء مفردا و جمعا و هو السفينة و ما في قوله تعالي بِما يَنْفَعُ النَّاسَ إما مصدرية أي بنفعهم أو موصولة أي بالذي ينفعهم من المحمولات و المجلوبات و ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ من الأولي للابتداء و الثانية للبيان و السماء يحتمل الفلك و السحاب و جهة العلو و إحياء الأرض بالنباتات و الأزهار و الثمرات و بث فيها عطف علي أنزل أو علي أحيا فإن الدواب ينمون بالخصب و يعيشون بالمطر و البث النشر و التفريق و المراد بتصريف الرياح إما تصريفها في مهابها قبولا و دبورا و جنوبا و شمالا أو في أحوالها حارة و باردة و عاصفة و لينة و عقيمة و لواقح أو جعلها تارة للرحمة و تارة للعذاب و السحاب المسخر أي لا ينزل و لا يتقشع مع أن الطبع يقتضي أحدهما حتي يأتي أمر اللّٰه و قيل مسخر للرياح تقلبه في الجو بمشية اللّٰه تعالي و في الآية دلالة علي لزوم النظر في خواص مصنوعاته تعالي و الاستدلال بها علي وجوده و وحدته و علمه و قدرته و حكمته و سائر صفاته و علي جواز ركوب البحر و التجارات و المسافرات لجلب الأقوات و الأمتعة.

يَا هِشَامُ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ دَلِيلًا عَلَي مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ مُدَبِّراً فَقَالَ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (2)وَ قَالَ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)وَ قَالَ وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4).

بيان: في الكافي قد جعل اللّٰه ذلك دليلا أي كلا من الآيات المذكورة سابقا أو لاحقا و قوله تعالي وَ سَخَّرَ لَكُمُ أي هيأها لمنافعكم و مُسَخَّراتٌ بالنصب حال عن الجميع أي نفعكم بها حال كونها مسخرات لله خلقها و دبرها كيف شاء و قرأ

ص: 133


1- الفرقان: 62.
2- النحل: 12.
3- الزخرف: 1، 2.
4- الروم: 24.

حفص و النجوم مسخرات علي الابتداء و الخبر فيكون تعميما للحكم بعد تخصيصه و رفع ابن عامر الشمس و القمر أيضا و قوله تعالي يُرِيكُمُ الفعل مصدر بتقدير أن أو صفة لمحذوف أي آية يريكم بها الْبَرْقَ خَوْفاً من الصاعقة أو تخريب المنازل و الزروع أو من المسافرة وَ طَمَعاً أي في الغيث و النبات و سقي الزروع أو للمقيم و نصبهما علي العلة لفعل لازم للفعل المذكور إذ إراءتهم تستلزم رؤيتهم أو للفعل المذكور بتقدير مضاف أي إراءة خوف و طمع أو بتأويل الخوف و الطمع بالإخافة و الإطماع أو علي الحال نحو كلمته شفاها.

يَا هِشَامُ ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ رَغَّبَهُمْ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (1)وَ قَالَ وَ ما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ زِينَتُها وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقي أَ فَلا تَعْقِلُونَ (2)

بيان: وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا أي أعمالها إِلَّا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ يلهي الناس و يشغلهم عما يعقب منفعة دائمة و المتاع ما يتمتع به.

يَا هِشَامُ ثُمَّ خَوَّفَ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ عَذَابَهُ فَقَالَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَ بِاللَّيْلِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (3)

بيان: قوله عليه السلام عذابه إما مفعول لقوله خوف أو يعقلون أو لهما علي التنازع و التدمير الإهلاك أي بعد ما نجينا لوطا و أهله أهلكنا قومه و إنكم يا أهل مكة لتمرون علي منازلهم في متاجركم إلي الشام فإن سدوم (4)في طريقه مُصْبِحِينَ أي داخلين في الصباح وَ بِاللَّيْلِ أي و مساء أو نهارا و ليلا أ فليس فيكم عقل تعتبرون به.

يَا هِشَامُ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الْعَقْلَ مَعَ الْعِلْمِ فَقَالَ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ (5)يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ فَقَالَ وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ (6)وَ قَالَ تَعَالَي

ص: 134


1- الأنعام: 32.
2- القصص: 60.
3- الصافّات: 136، 137، 138.
4- بفتح السين المهملة: قرية قوم لوط.
5- العنكبوت: 42.
6- البقرة: 170.

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (1)وَ قَالَ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (2)ثُمَّ ذَمَّ الْكَثْرَةَ فَقَالَ وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (3)وَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ وَ أَكْثَرُهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.

بيان: أَلْفَيْنا أي وجدنا قوله تعالي أَ وَ لَوْ كانَ الواو للحال أو العطف و الهمزة للرد و التعجب و جواب لو محذوف أي لو كان آباؤهم جهلة لا يتفكرون في أمر الدين و لا يهتدون لاتبعوهم إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ أي شر ما يدب علي الأرض أو شر البهائم الصُّمُّ عن سماع الحق و قبوله الْبُكْمُ عن التكلم به و قوله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ليس في قرآننا و هذه الآية في سورة لقمان و فيها بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ و لعله كان في قرآنهم كذلك (4)و كذا ليس في هذا القرآن و أكثرهم لا يشعرون فإما أن يكون هذا كلامه عليه السلام أو أنه أورد مضمون بعض الآيات و الضمير راجع إلي كفار قريش و هم كانوا قائلين بأن خالق السماوات و الأرض هو اللّٰه تعالي لكنهم كانوا يشركون الأصنام معه تعالي في العبادة.

يَا هِشَامُ ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ فَقَالَ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (5)وَ قَالَ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ (6)وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (7)يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أُولِي الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ وَ حَلَّاهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْيَةِ فَقَالَ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (8)يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْري لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ (9)يَعْنِي الْعَقْلَ

ص: 135


1- الأنفال: 22.
2- لقمان: 25.
3- الأنعام: 116.
4- هذا الاحتمال منه رحمه اللّٰه مبني علي القول بوقوع التحريف في القرآن و قد بينا فساده في محله. بل الحق أن ذلك من خطأ النسّاخ أو الراوي في ضبطه، و كيف يمكن أن يستدل عليه السلام بآية لا سبيل للمخاطب علي الحصول عليها و لو فرض وقوع التحريف. ط.
5- سبأ: 13.
6- ص: 24.
7- هود: 40.
8- البقرة: 269.
9- ق: 36.

وَ قَالَ وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ (1)قَالَ الْفَهْمُ وَ الْعَقْلُ يَا هِشَامُ إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ تَوَاضَعْ لِلْحَقِّ تَكُنْ أَعْقَلَ النَّاسِ يَا بُنَيَّ إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهِ عَالَمٌ كَثِيرٌ فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَي اللَّهِ وَ جِسْرُهَا الْإِيمَانَ وَ شِرَاعُهَا التَّوَكُّلَ وَ قَيِّمُهَا الْعَقْلَ وَ دَلِيلُهَا الْعِلْمَ وَ سُكَّانُهَا الصَّبْرَ.

بيان: للحق أي لله بالإيمان به و طاعته أو لكل حق إذا ظهر لك بقبوله عالم بفتح اللام أو كسرها و في الكافي و حشوها الإيمان أي ما يحشي فيها و تملأ منها و الشراع ككتاب الملاءة الواسعة فوق خشبة يصفقها الريح فتمضي بالسفينة و القيم مدبر أمر السفينة و الدليل المعلم و قال في المغرب السكان ذنب السفينة لأنها به تقوم و تسكن.

يَا هِشَامُ لِكُلِّ شَيْ ءٍ دَلِيلٌ وَ دَلِيلُ الْعَاقِلِ التَّفَكُّرُ وَ دَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمْتُ وَ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مَطِيَّةٌ وَ مَطِيَّةُ الْعَاقِلِ التَّوَاضُعُ وَ كَفَي بِكَ جَهْلًا أَنْ تَرْكَبَ مَا نُهِيتَ عَنْهُ.

بيان: في الكافي العقل في الموضعين مكان العاقل و دليل العقل أو العاقل التفكر فإنه يصل إلي مطلوبه بالفكر و علي نسخة الكافي يحتمل أن يكون المراد أن التفكر يدل علي أن المرء عاقل و كذا ما بعده يحتملهما و مطية العاقل التواضع أي مع التواضع يقوي علي ما يدل عليه عقله و يؤيد من اللّٰه بأعماله و مع التكبر و عدم طاعة اللّٰه يضعف عقله و لا يقدر علي أعماله في الأمور كالراجل العاجز عن الوصول إلي المطلوب و علي نسخة العقل أظهر كما لا يخفي.

يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ.

بيان: حاصله عدم الاغترار بمدح الناس و الافتخار بثنائهم.

يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَي عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً

ص: 136


1- لقمان: 11.

أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً لِلَّهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَ أَعْقَلُهُمْ أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.

بيان: ضمير الجمع في قوله عليه السلام ليعقلوا راجع إلي العباد أي ما بعثهم إلا ليعقل العباد عن اللّٰه ما لا يعقلون إلا بتفهيم الأنبياء و الرسل عليهم السلام

يَا هِشَامُ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ فَلَا يَتَوَاضَعُ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ وَ لَا يَتَعَاظَمُ إِلَّا وَضَعَهُ اللَّهُ يَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ عليهم السلام وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي لَا يَشْغَلُ الْحَلَالُ شُكْرَهُ وَ لَا يَغْلِبُ الْحَرَامُ صَبْرَهُ يَا هِشَامُ مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَي ثَلَاثٍ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَي هَدْمِ عَقْلِهِ مَنْ أَظْلَمَ نُورُ فِكْرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ وَ مَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ وَ أَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَي هَدْمِ عَقْلِهِ وَ مَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَ دُنْيَاهُ.

بيان: نور مرفوع (1)إذ لم تر أظلم متعديا و إضافته إلي الفكر إما بيانية أو لامية و السبب في ذلك أن بطول الأمل يقبل إلي الدنيا و لذاتها فيشغل عن التفكر و الطريف الأمر الجديد المستغرب الذي فيه نفاسة و محو الطرائف بالفضول إما لأنه إذا اشتغل بالفضول شغل عن الحكمة في زمان التكلم بالفضول أو لأنه لما سمع الناس منه الفضول لم يعبئوا بحكمته أو لأنه إذا اشتغل به محا اللّٰه عن قلبه الحكمة.

يَا هِشَامُ كَيْفَ يَزْكُو عِنْدَ اللَّهِ عَمَلُكَ وَ أَنْتَ قَدْ شَغَلْتَ عَقْلَكَ عَنْ أَمْرِ رَبِّكَ وَ أَطَعْتَ هَوَاكَ عَلَي غَلَبَةِ عَقْلِكَ.

بيان: الزكاة تكون بمعني النمو و بمعني الطهارة و هنا يحتملهما و الأمر مقابل النهي أو بمعني مطلق الشأن أي الأمور المتعلقة به تعالي.

يَا هِشَامُ الصَّبْرُ عَلَي الْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ الْعَقْلِ فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي

ص: 137


1- بل منصوب كما يقال: أظلم اللّٰه الليل أي جعله مظلما، و نفيه تعدي أظلم في غير محله.

اعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْيَا وَ الرَّاغِبِينَ فِيهَا (1)وَ رَغِبَ فِيمَا عِنْدَ رَبِّهِ وَ كَانَ أُنْسَهُ فِي الْوَحْشَةِ وَ صَاحِبَهُ فِي الْوَحْدَةِ وَ غِنَاهُ فِي الْعَيْلَةِ وَ مُعِزَّهُ فِي غَيْرِ عَشِيرَةٍ.

بيان: عقل عن اللّٰه أي حصل له معرفة ذاته و صفاته و أحكامه و شرائعه أو أعطاه اللّٰه العقل أو علم الأمور بعلم ينتهي إلي اللّٰه بأن أخذه عن أنبيائه و حججه إما بلا واسطة أو بلغ عقله إلي درجة يفيض اللّٰه علومه عليه بغير تعليم بشر و غناه أي مغنية أو كما أن أهل الدنيا غناهم بالمال هو غناه باللّٰه و قربه و مناجاته و العيلة الفقر و في الكافي من غير عشيرة و هي القبيلة و الرهط (2)الأدنون.

يَا هِشَامُ نُصِبَ الْخَلْقُ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لَا نَجَاةَ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ الطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ وَ الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَ التَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ يُعْتَقَدُ وَ لَا عِلْمَ إِلَّا مِنْ عَالِمٍ رَبَّانِيٍّ وَ مَعْرِفَةُ الْعَالِمِ بِالْعَقْلِ.

بيان: في الكافي نصب الحق و نصب إما مصدر أو فعل مجهول أي إنما نصب اللّٰه الخلق أو الحق و الدين بإرسال الرسل و إنزال الكتب ليطاع في أوامره و نواهيه و التعلم بالعقل يعتقد أي يشتد و يستحكم أو من الاعتقاد بمعني التصديق و الإذعان و معرفة العالم و في الكافي و معرفة العلم أي علم العالم و ما هنا أظهر و الغرض أن احتياج العلم إلي العقل من جهتين لفهم ما يلقيه العالم و لمعرفة العالم الذي ينبغي أخذ العلم عنه.

يَا هِشَامُ قَلِيلُ الْعَمَلِ مِنَ الْعَاقِلِ مَقْبُولٌ مُضَاعَفٌ وَ كَثِيرُ الْعَمَلِ مِنْ أَهْلِ الْهَوَي وَ الْجَهْلِ مَرْدُودٌ.

بيان: في الكافي من العالم.

يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ رَضِيَ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ الْحِكْمَةِ وَ لَمْ يَرْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْحِكْمَةِ مَعَ الدُّنْيَا فَلِذَلِكَ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ.

ص: 138


1- العزلة عن أهل الدنيا و الراغبين فيها و المنهمكين في لذاتها و من يصد المرء عن بلوغ رشده و إنهاء سعادته ممدوحة، و أمّا العزلة عن أهل الدين و جماعة المسلمين و عمن يحصل بمصاحبته بصيرة في أمر الدين و رغبة فيما عند اللّٰه من النعيم، فمذمومة شرعا و عقلا.
2- الرهط بفتح الراء: قوم الرجل و قبيلته. عدد يجمع من الثلاثة إلي العشرة، و ليس فهيم امرأة.

بيان: بالدون من الدنيا أي القليل و اليسير منها مع الحكمة الكثيرة و لم يرض بالقليل من الحكمة مع الدنيا الكثيرة.

يَا هِشَامُ إِنْ كَانَ يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَأَدْنَي مَا فِي الدُّنْيَا يَكْفِيكَ وَ إِنْ كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَلَيْسَ شَيْ ءٌ مِنَ الدُّنْيَا يُغْنِيكَ يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ تَرَكُوا فُضُولَ الدُّنْيَا فَكَيْفَ الذُّنُوبُ وَ تَرْكُ الدُّنْيَا مِنَ الْفَضْلِ وَ تَرْكُ الذُّنُوبِ مِنَ الْفَرْضِ يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَ رَغِبُوا فِي الْآخِرَةِ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَ مَطْلُوبَةٌ فَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّي يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ وَ مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ فَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ فَيُفْسِدُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَ آخِرَتَهُ.

بيان:

فِي الْكَافِي إِنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ مَطْلُوبَةٌ وَ الْآخِرَةَ طَالِبَةٌ وَ مَطْلُوبَةٌ وَ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ لِلْمَرْءِ لِأَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ مَا عِنْدَهَا مِنَ الرِّزْقِ الْمُقَدَّرِ وَ مَطْلُوبَةٌ يَطْلُبُهَا الْحَرِيصُ طَلَباً لِلزِّيَادَةِ وَ الْآخِرَةَ طَالِبَةٌ تَطْلُبُهُ لِتُوصَلَ إِلَيْهِ أَجَلُهُ الْمُقَدَّرُ وَ مَطْلُوبَةٌ يَطْلُبُهَا الطَّالِبُ لِلسَّعَادَاتِ الْأُخْرَوِيَّةِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ

يَا هِشَامُ مَنْ أَرَادَ الْغِنَي بِلَا مَالٍ وَ رَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ وَ السَّلَامَةَ فِي الدِّينِ فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَي اللَّهِ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكْمِلَ عَقْلَهُ فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ اسْتَغْنَي وَ مَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ لَمْ يُدْرِكِ الْغِنَي أَبَداً يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ حَكَي عَنْ قَوْمٍ صَالِحِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (1)حِينَ عَلِمُوا أَنَّ الْقُلُوبَ تَزِيغُ وَ تَعُودُ إِلَي عَمَاهَا وَ رَدَاهَا إِنَّهُ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَي مَعْرِفَةٍ ثَابِتَةٍ يُبْصِرُهَا وَ لَمْ يَجِدْ حَقِيقَتَهَا فِي قَلْبِهِ وَ لَا يَكُونُ أَحَدٌ كَذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ قَوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصَدِّقاً وَ سِرُّهُ لِعَلَانِيَتِهِ مُوَافِقاً لِأَنَّ اللَّهَ لَا يَدُلُّ عَلَي الْبَاطِنِ الْخَفِيِّ مِنَ الْعَقْلِ إِلَّا بِظَاهِرٍ مِنْهُ وَ نَاطِقٍ عَنْهُ.

بيان: الزيغ الميل و العدول عن الحق و رداها أي هلاكها و ضلالها

ص: 139


1- آل عمران: 8.

قوله عليه السلام من كان قوله لفعله مصدقا علي صيغة اسم الفاعل أي ينبغي أن يأتي أولا بما يأمره ثم يأمر غيره ليكون قوله مصدقا لما يفعله و يمكن أن يقرأ علي صيغة المفعول قوله عليه السلام لأن اللّٰه إلخ أي العقل أمر مخفي في الإنسان لا يعرف وجوده في شخص إلا بما يظهر علي الجوارح من آثاره و الأفعال الحسنة الناشئة عنه و يمكن أن يكون المراد بالعقل المعرفة.

يَا هِشَامُ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ مَا مِنْ شَيْ ءٍ عُبِدَ اللَّهُ بِهِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ وَ مَا تَمَّ عَقْلُ امْرِئٍ حَتَّي يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ شَتَّي الْكُفْرُ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونَانِ وَ الرُّشْدُ وَ الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولَانِ وَ فَضْلُ مَالِهِ مَبْذُولٌ وَ فَضْلُ قَوْلِهِ مَكْفُوفٌ وَ نَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا الْقُوتُ وَ لَا يَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ دَهْرَهُ الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مَعَ اللَّهِ مِنَ الْعِزِّ مَعَ غَيْرِهِ (1)وَ التَّوَاضُعُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرَفِ يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِهِ وَ يَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَرَي النَّاسَ كُلَّهُمْ خَيْراً مِنْهُ وَ أَنَّهُ شَرُّهُمْ فِي نَفْسِهِ وَ هُوَ تَمَامُ الْأَمْرِ.

بيان: دهره أي في تمام دهره و عمره الذل أحب إليه المراد الذل و العز الدنيويان أو ذل النفس و عزها و ترفعها و هو تمام الأمر أي كل أمر من أمور الدين يتم به أو كأنه جميع أمور الدين مبالغة (2)و المراد بالكفر جميع أنواعه علي ما سيأتي تفسيره في موضعه إن شاء اللّٰه تعالي.

يَا هِشَامُ مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَ مَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي رِزْقِهِ وَ مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِإِخْوَانِهِ وَ أَهْلِهِ مُدَّ فِي عُمُرِهِ.

بيان: نيته أي عزمه علي المبرات و الخيرات أو المراد الإخلاص في أعماله الحسنة.

يَا هِشَامُ لَا تَمْنَحُوا الْجُهَّالَ الْحِكْمَةَ فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ

ص: 140


1- لعل المراد أن العاقل إذا يري أن المماشاة مع الناس و ذهابه مذهبهم توجب رفعة قدره و عظم شأنه بينهم و بعده عن الحق و أن الاخذ بالديانة و سلوكه سبيل الحق يوجب المذلة بينهم يختار المذلة عند الناس مع كونه عند اللّٰه عزيزا علي عزته بينهم و بعده عنه تعالي، أو أن ذل نفسه بأخذه زمامها و بردعها عن مشتهياتها أحبّ إليه من عزّ نفسه بارساله عنانها و بانجاح حوائجها و آمالها.
2- و الظاهر أن المراد به تمام ذلة النفس و فقرها و هو آخر درجات الإيمان و تمام عقل المرء و به يتم أمره كما جاء منصوصا عليه في بعض الأحاديث.

يَا هِشَامُ كَمَا تَرَكُوا لَكُمُ الْحِكْمَةَ فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا.

بيان: المنحة العطاء.

يَا هِشَامُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا مُرُوءَةَ لَهُ وَ لَا مُرُوءَةَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَ إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ قَدْراً الَّذِي لَا يَرَي الدُّنْيَا لِنَفْسِهِ خَطَراً أَمَا إِنَّ أَبْدَانَكُمْ لَيْسَ لَهَا ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيْرِهَا.

بيان: المروءة الإنسانية و كمال الرجولية و هي الصفة الجامعة لمكارم الأخلاق و محاسن الآداب و الخطر الحظ و النصيب و القدر و المنزلة و السبق الذي يتراهن عليه و الكل محتمل.

يَا هِشَامُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَانَ يَقُولُ لَا يَجْلِسُ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ إِلَّا رَجُلٌ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ يُجِيبُ إِذَا سُئِلَ وَ يَنْطِقُ إِذَا عَجَزَ الْقَوْمُ عَنِ الْكَلَامِ وَ يُشِيرُ بِالرَّأْيِ الَّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَهْلِهِ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْ ءٌ مِنْهُنَّ فَجَلَسَ فَهُوَ أَحْمَقُ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَوَائِجَ فَاطْلُبُوهَا مِنْ أَهْلِهَا قِيلَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَهْلُهَا قَالَ الَّذِينَ قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَ ذَكَرَهُمْ فَقَالَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ قَالَ هُمْ أُولُو الْعُقُولِ وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام مُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ دَاعِيَةٌ إِلَي الصَّلَاحِ وَ أَدَبُ الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ وَ طَاعَةُ وُلَاةِ الْعَقْلِ تَمَامُ الْعِزِّ وَ اسْتِتْمَامُ الْمَالِ تَمَامُ الْمُرُوءَةِ وَ إِرْشَادُ الْمُسْتَشِيرِ قَضَاءٌ لِحَقِّ النِّعْمَةِ وَ كَفُّ الْأَذَي مِنْ كَمَالِ الْعَقْلِ وَ فِيهِ رَاحَةُ الْبَدَنِ عَاجِلًا وَ آجِلًا.

بيان: أدب العلماء زيادة في العقل أي مجالستهم و تعلم آدابهم و النظر إلي أفعالهم و أخلاقهم موجبة لزيادة العقل و استتمام المال و في الكافي استثمار المال أي استنماؤه بالتجارة و المكاسب دليل تمام الإنسانية و موجب له أيضا قوله قضاء لحق النعمة أي شكر لحق أخيه عليه حيث جعله موضع مشورته أو شكر لنعمة العقل و هي من أعظم النعم و لعل الأخير أظهر.

يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا يُحَدِّثُ مَنْ يَخَافُ تَكْذِيبَهُ وَ لَا يَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ مَنْعَهُ وَ لَا يَعِدُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ لَا يَرْجُو مَا يُعَنَّفُ بِرَجَائِهِ وَ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَي مَا يَخَافُ الْعَجْزَ عَنْهُ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يُوصِي أَصْحَابَهُ يَقُولُ أُوصِيكُمْ بِالْخَشْيَةِ مِنَ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ الْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ الِاكْتِسَابِ فِي الْفَقْرِ وَ الْغِنَي وَ أَنْ تَصِلُوا مَنْ

ص: 141

قَطَعَكُمْ وَ تَعْفُوا عَمَّنْ ظَلَمَكُمْ وَ تَعْطِفُوا عَلَي مَنْ حَرَمَكُمْ وَ لْيَكُنْ نَظَرُكُمْ عَبَراً وَ صَمْتُكُمْ فِكْراً وَ قَوْلُكُمْ ذِكْراً وَ إِيَّاكُمْ وَ الْبُخْلَ وَ عَلَيْكُمْ بِالسَّخَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ سَخِيٌّ.

بيان: التعنيف اللوم و التعيير بعنف و ترك الرفق و الغلظة و كلاهما محتمل و السر و العلانية بالنظر إلي الخلق و الرضا و الغضب أي سواء كان راضيا عمن يعدل فيه أو ساخطا عليه و الحاصل أن لا يصير رضاه عن أحد أو سخطه عليه سببا للخروج عن الحق و الاكتساب يحتمل اكتساب الدنيا و الآخرة.

يَا هِشَامُ رَحِمَ اللَّهُ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَحَفِظَ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَي وَ الْبَطْنَ وَ مَا وَعَي وَ ذَكَرَ الْمَوْتَ وَ الْبِلَي وَ عَلِمَ أَنَّ الْجَنَّةَ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَكَارِهِ وَ النَّارَ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ.

بيان: و ما حوي أي ما حواه الرأس من العين و الأذن و اللسان و سائر المشاعر بأن يحفظها عما يحرم عليه و البطن و ما وعي أي ما جمعه من الطعام و الشراب بأن لا يكونا من حرام و البلي بالكسر الاندراس و الاضمحلال في القبر قال في النهاية فيه الاستحياء من اللّٰه حق الحياء أن لا تنسوا المقابر و البلي و الجوف و ما وعي أي ما جمع من الطعام و الشراب حتي يكونا من حلهما انتهي و قال بعضهم الجوف البطن و الفرج و هما الأجوفان و بعضهم روي الخبر هكذا فليحفظ الرأس و ما وعي و البطن و ما حوي فقال أي ما وعاه الرأس من العين و الأذن و اللسان أي يحفظه عن أن يستعمل فيما لا يرضي اللّٰه و عن أن يسجد لغير اللّٰه و يحفظ البطن و ما حوي أي جمعه فيتصل به من الفرج و الرجلين و اليدين و القلب عن استعمالها في المعاصي انتهي أقول فيحتمل علي ما في هذا الخبر أن يكون المراد حفظ البطن عن الحرام و حفظ ما وعاه البطن من القلب عن الاعتقادات الفاسدة و الأخلاق الذميمة و يحتمل أن يكون المراد بما وعاه ما جمعه و أحيط به من الفرجين و سائر الأعضاء كاليدين و الرجلين أو يكون المراد بالبطن ما عدا الرأس مجازا بقرينة المقابلة قوله عليه السلام و الجنة محفوفة بالمكاره أي لا تحصل إلا بمقاساة المكاره في الدنيا.

ص: 142

يَا هِشَامُ مَنْ كَفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

بيان: العثرة الزلة و المراد المعاصي و الإقالة في الأصل فسخ البيع بطلب المشتري و الاستقالة طلب ذلك و المراد هنا تجاوز اللّٰه و ترك العقاب الذي اكتسبه العبد بسوء فعله فكأنه اشتري العقوبة و ندم فاستقال.

يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْذِبُ وَ إِنْ كَانَ فِيهِ هَوَاهُ يَا هِشَامُ وُجِدَ فِي ذُؤَابَةِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أَنَّ أَعْتَي النَّاسِ عَلَي اللَّهِ مَنْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ وَ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَ مَنْ تَوَلَّي غَيْرَ مَوَالِيهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَي نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلي اللّٰه عليه و آله وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَي مُحْدِثاً لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا.

بيان: لعل المراد بذؤابة السيف بالهمز ما يعلق عليه لحفظ الضروريات كالملح و غيره قال الجوهري و الفيروزآبادي الذؤابة الجلدة المعلقة علي آخرة الرحل و أعتي من العتو و هو البغي و التجاوز عن الحق و التكبر غير قاتله أي مريد قتله أو قاتل مورثه و من تولي غير مواليه أي المعتق الذي انتسب إلي غير معتقه أو ذو النسب الذي تبرأ عن نسبه أو الموالي في الدين من الأئمة المؤمنين بأن يجعل غيرهم وليا له و يتخذه إماما و علي الأخير تدل الأخبار المعتبرة و الحدث البدعة أو القتل كما ورد في الخبر أو كل أمر منكر قال في النهاية و في حديث المدينة من أحدث فيها حدثا أو آوي محدثا الحدث الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد و لا معروف في السنة و المحدث يروي بكسر الدال و فتحها علي الفاعل و المفعول فمعني الكسر من نصر جانيا و آواه و أجاره من خصمه و حال بينه و بين أن يقتص منه و الفتح هو الأمر المبتدع نفسه و يكون معني الإيواء فيه الرضا به و الصبر عليه فإنه إذا رضي بالبدعة و أقر فاعلها و لم ينكرها عليه فقد آواه.

و قال الفيروزآبادي الصرف في الحديث التوبة و العدل الفدية أو النافلة و العدل الفريضة أو بالعكس أو هو الوزن و العدل الكيل أو هو الاكتساب و العدل الفدية أو الحيلة.

ص: 143

أقول: فسر في بعض أخبارنا الصرف بالتوبة و العدل بالفداء كما سيأتي.

يَا هِشَامُ أَفْضَلُ مَا تَقَرَّبَ بِهِ الْعَبْدُ إِلَي اللَّهِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ الصَّلَاةُ وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَ تَرْكُ الْحَسَدِ وَ الْعُجْبِ وَ الْفَخْرِ.

بيان: يمكن إدخال جميع العقائد الضرورية في المعرفة لا سيما مع عدم الظرف كما ورد في الأخبار الكثيرة بدونه.

يَا هِشَامُ أَصْلَحُ أَيَّامِكَ الَّذِي هُوَ أَمَامَكَ فَانْظُرْ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ وَ أَعِدَّ لَهُ الْجَوَابَ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ وَ مَسْئُولٌ وَ خُذْ مَوْعِظَتَكَ مِنَ الدَّهْرِ وَ أَهْلِهِ فَإِنَّ الدَّهْرَ طَوِيلَةٌ قَصِيرَةٌ فَاعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرَي ثَوَابَ عَمَلِكَ لِتَكُونَ أَطْمَعَ فِي ذَلِكَ وَ اعْقِلْ عَنِ اللَّهِ وَ انْظُرْ فِي تَصَرُّفِ الدَّهْرِ وَ أَحْوَالِهِ فَإِنَّ مَا هُوَ آتٍ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا وَلَّي مِنْهَا فَاعْتَبِرْ بِهَا وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام إِنَّ جَمِيعَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا بَحْرِهَا وَ بَرِّهَا وَ سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا عِنْدَ وَلِيٍّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِحَقِّ اللَّهِ كَفَيْ ءِ الظِّلَالِ ثُمَّ قَالَ أَ وَ لَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا يَعْنِي الدُّنْيَا فَلَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيْرِهَا فَإِنَّهُ مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ بِالدُّنْيَا فَقَدْ رَضِيَ بِالْخَسِيسِ.

بيان: طول الدهر في نفسها لا ينافي قصرها بالنسبة إلي كل شخص أي خذ موعظتك من الدهور الماضية و الأزمان الخالية و يحتمل أن يكون عمر كل شخص باعتبارين.

و قال الفيروزآبادي الظل بالكسر نقيض الضح أو هو الفي ء أو هو بالغداة و الفي ء بالعشي الجمع ظلال و ظلول (1)و أظلال و الظل من كل شي ء شخصه أو كنه (2)و من السحاب ما واري الشمس منه و الظلة ما أظلك من شجر و الظلة بالضم ما يستظل به و الجمع ظلل و ظلال و قال الفي ء ما كان شمسا فينسخه الظل و قال الطيبي الظل ما تنسخه الشمس و الفي ء ما ينسخ الشمس أقول فيحتمل أن يكون المراد في الأشياء ذوات الأظلال كالشجر و الجدار و نحوهما أو المراد التشبيه بالفي ء الذي هو نوع من الظلال فإن الفي ء لحدوثه أشبه بالدنيا من سائر الظلال أو لما فيه

ص: 144


1- ظلال بكسر الظاء. ظلول بضم الظاء.
2- بكسر الكاف و تشديد النون: ستر الشي ء و وقاؤه.

من الإشعار بالتفيؤ و التحول و الانتقال أي الظلال المتفيئة المتحولة و قال الجوهري اللماظة بالضم ما يبقي في الفم من الطعام و منه قول الشاعر يصف الدنيا لماظة أيام كأحلام نائم. أقول لا يخفي حسن هذا التشبيه إذ كل ما يتيسر لك من الدنيا فهو لماظة من قد أكلها قبلك و انتفع بها غيرك أكثر من انتفاعك و ترك فاسدها لك.

يَا هِشَامُ إِنَّ كُلَّ النَّاسِ يُبْصِرُ النُّجُومَ وَ لَكِنْ لَا يَهْتَدِي بِهَا إِلَّا مَنْ يَعْرِفُ مَجَارِيَهَا وَ مَنَازِلَهَا وَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تَدْرُسُونَ الْحِكْمَةَ وَ لَكِنْ لَا يَهْتَدِي بِهَا مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِهَا.

بيان: لما كان من معظم الانتفاع بالنجوم معرفة الأوقات و جهة الطريق في الأسفار و أمثالها و لا تتم معرفة تلك الأمور إلا بكثرة تعاهد النجوم لتعرف مجاريها و منازلها و مطالعها و مغاربها و مقدار سيرها كذلك الحكمة لا ينتفع بها إلا بكثرة تعاهدها و استعمالها لتعرف فوائدها و آثارها و درس كنصر و ضرب قرأ.

يَا هِشَامُ إِنَّ الْمَسِيحَ عليه السلام قَالَ لِلْحَوَارِيِّينَ يَا عَبِيدَ السَّوْءِ يَهُولُكُمْ طُولُ النَّخْلَةِ وَ تَذْكُرُونَ شَوْكَهَا (1)وَ مَئُونَةَ مَرَاقِيهَا وَ تَنْسَوْنَ طِيبَ ثَمَرِهَا وَ مرافقتها- [مَرَافِقَهَا] كَذَلِكَ تَذْكُرُونَ مَئُونَةَ عَمَلِ الْآخِرَةِ فَيَطُولُ عَلَيْكُمْ أَمَدُهُ وَ تَنْسَوْنَ مَا تُفْضُونَ إِلَيْهِ مِنْ نَعِيمِهَا وَ نَوْرِهَا وَ ثَمَرِهَا يَا عَبِيدَ السَّوْءِ نَقُّوا الْقَمْحَ وَ طَيِّبُوهُ وَ أَدِقُّوا طَحْنَهُ تَجِدُوا طَعْمَهُ وَ يَهْنَأْكُمْ أَكْلُهُ كَذَلِكَ فَأَخْلِصُوا الْإِيمَانَ وَ أَكْمِلُوهُ تَجِدُوا حَلَاوَتَهُ وَ يَنْفَعْكُمْ غِبُّهُ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَوْ وَجَدْتُمْ سِرَاجاً يَتَوَقَّدُ بِالْقَطِرَانِ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ لَاسْتَضَأْتُمْ بِهِ وَ لَمْ يَمْنَعْكُمْ مِنْهُ رِيحُ نَتْنِهِ كَذَلِكَ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا الْحِكْمَةَ مِمَّنْ وَجَدْتُمُوهَا مَعَهُ وَ لَا يَمْنَعْكُمْ مِنْهُ سُوءُ رَغْبَتِهِ فِيهَا يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَا تُدْرِكُونَ شَرَفَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تُحِبُّونَ فَلَا تُنْظِرُوا بِالتَّوْبَةِ غَداً فَإِنَّ دُونَ غَدٍ يَوْماً وَ لَيْلَةً وَ قَضَاءَ اللَّهِ فِيهِمَا يَغْدُو وَ يَرُوحُ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ دَيْنٌ مِنَ النَّاسِ أَرْوَحُ وَ أَقَلُّ هَمّاً مِمَّنْ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَ إِنْ أَحْسَنَ الْقَضَاءَ وَ كَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَعْمَلِ الْخَطِيئَةَ أَرْوَحُ وَ أَقَلُّ هَمّاً مِمَّنْ عَمِلَ الْخَطِيئَةَ وَ إِنْ أَخْلَصَ التَّوْبَةَ وَ أَنَابَ وَ إِنَّ صِغَارَ الذُّنُوبِ وَ مُحَقَّرَاتِهَا مِنْ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ يُحَقِّرُهَا لَكُمْ وَ يُصَغِّرُهَا

ص: 145


1- بفتح الشين و سكون الواو: ما يخرج من النبات شبيها بالابر.

فِي أَعْيُنِكُمْ فَتَجْتَمِعُ وَ تَكْثُرُ فَتُحِيطُ بِكُمْ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ النَّاسَ فِي الْحِكْمَةِ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ أَتْقَنَهَا بِقَوْلِهِ وَ صَدَّقَهَا بِفِعْلِهِ وَ رَجُلٌ أَتْقَنَهَا بِقَوْلِهِ وَ ضَيَّعَهَا بِسُوءِ فِعْلِهِ فَشَتَّانَ بَيْنَهُمَا فَطُوبَي (1)لِلْعُلَمَاءِ بِالْفِعْلِ وَ وَيْلٌ (2)لِلْعُلَمَاءِ بِالْقَوْلِ يَا عَبِيدَ السَّوْءِ اتَّخِذُوا مَسَاجِدَ رَبِّكُمْ سُجُوناً لِأَجْسَادِكُمْ وَ جِبَاهِكُمْ وَ اجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ بُيُوتاً لِلتَّقْوَي وَ لَا تَجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ مَأْوًي لِلشَّهَوَاتِ إِنَّ أَجْزَعَكُمْ عِنْدَ الْبَلَاءِ لَأَشَدُّكُمْ حُبّاً لِلدُّنْيَا وَ إِنَّ أَصْبَرَكُمْ عَلَي الْبَلَاءِ لَأَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا يَا عَبِيدَ السَّوْءِ لَا تَكُونُوا شَبِيهاً بِالْحِدَاءِ الْخَاطِفَةِ وَ لَا بِالثَّعَالِبِ الْخَادِعَةِ وَ لَا بِالذِّئَابِ الْغَادِرَةِ وَ لَا بِالْأُسُدِ الْعَاتِيَةِ كَمَا تَفْعَلُ بالفراس [بِالْفَرَائِسِ كَذَلِكَ تَفْعَلُونَ بِالنَّاسِ فَرِيقاً تَخْطَفُونَ وَ فَرِيقاً تَخْدَعُونَ وَ فَرِيقاً تَقْدِرُونَ بِهِمْ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَا يُغْنِي عَنِ الْجَسَدِ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُهُ صَحِيحاً وَ بَاطِنُهُ فَاسِداً كَذَلِكَ لَا تُغْنِي أَجْسَادُكُمْ الَّتِي قَدْ أَعْجَبَتْكُمْ وَ قَدْ فَسَدَتْ قُلُوبُكُمْ وَ مَا يُغْنِي عَنْكُمْ أَنْ تُنَقُّوا جُلُودَكُمْ وَ قُلُوبُكُمْ دَنِسَةٌ لَا تَكُونُوا كَالْمُنْخُلِ يُخْرِجُ مِنْهُ الدَّقِيقَ الطَّيِّبَ وَ يُمْسِكُ النُّخَالَةَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تُخْرِجُونَ الْحِكْمَةَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ وَ يَبْقَي الْغِلُّ (3)فِي صُدُورِكُمْ يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ السِّرَاجِ يُضِي ءُ لِلنَّاسِ وَ يُحْرِقُ نَفْسَهُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ زَاحِمُوا الْعُلَمَاءَ فِي مَجَالِسِهِمْ وَ لَوْ جُثُوّاً عَلَي الرُّكَبِ فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ الْمَيْتَةَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ الْمَطَرِ.

بيان: عبيد السوء بالفتح و قد يضم السين و منهم من منع الضم و هو من قبيل إضافة الموصوف إلي الصفة كقولهم حاتم الجود و مئونة مراقيها أي شدة الارتقاء عليها و مرافقتها من الرفق بمعني اللطف و النفع و لعله كان مرافقها علي صيغة الجمع و الضمير راجع إلي الثمر أو النخلة قوله ما تفضون إليه من قولهم أفضي إليه أي وصل و نورها بضم النون و فتحها و القمح بالفتح البر و يهنئكم مهموزا بفتح

ص: 146


1- الطوبي: الغبطة و السعادة، الخير و الخيرة، هي فعلي من الطيب قلبوا الياء واوا للضمة قبلها، يقال: طوبي لك و طوباك بالإضافة.
2- الويل: حلول الشر، الهلاك. و يدعي به لمن وقع في هلكة يستحقها.
3- الغل بكسر الغين: الحقد و الغش.

النون و كسرها أي لا يعقب أكله مضرة و غب كل شي ء بالكسر عاقبته و القطران بفتح القاف و كسرها و سكون الطاء و بفتح القاف و كسر الطاء دهن منتن يستجلب من شجر الأبهل فيهنأ (1)به الإبل الجربي (2)و يسرع فيه إشعال النار و سوء رغبته فيها أي ترك عمله بتلك الحكمة و الإنظار التأخير و لعل تعديته بالباء بتضمين أو بتقدير و يحتمل الزيادة و قوله يغدو أي ينزل أول النهار و يروح أي ينزل آخر النهار و قوله أروح أي أكثر راحة قوله و محقرتها بفتح الميم و القاف و الراء و سكون الحاء مصدر بمعني الحقارة و الذلة أو علي وزن اسم المفعول من باب التفعيل كما ورد إياكم و محقرات الذنوب و يحقرها من باب التفعيل أو كيضرب و الحداء بكسر الحاء ممدودا جمع الحدأة كعنبة نوع من الغراب (3)يخطف الأشياء و الأسد بضم الهمزة و سكون السين جمع أسد و العاتية أي الظالمة الطاغية المتكبرة كما تفعل أي الأسد أو جميع ما تقدم فالفراس علي التغليب و قوله فريقا تخطفون إلي آخر ما ذكر علي سبيل اللف و النشر و لما ذكر الافتراس أولا لم يذكر آخرا لا يغني عن الجسد أي لا ينفعه و لا يدفع عنه سوءا و المنخل بضم الميم و الخاء و قد تفتح خاؤه ما ينخل به و يقال زاحمهم أي ضايقهم و دخل في زحامهم قال الفيروزآبادي جثي كدعا و رمي جثوا و جثيا بضمهما جلس علي ركبتيه و جاثيت ركبتي إلي ركبته و قال الوابل المطر الشديد الضخم القطر.

يَا هِشَامُ مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ طُوبَي لِلْمُتَرَاحِمِينَ أُولَئِكَ هُمُ الْمَرْحُومُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَي لِلْمُصْلِحِينَ بَيْنَ النَّاسِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُقَرَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَي لِلْمُطَهَّرَةِ قُلُوبُهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَي لِلْمُتَوَاضِعِينَ فِي الدُّنْيَا أُولَئِكَ يَرْتَقُونَ مَنَابِرَ الْمُلْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

بيان: تخصيص كونهم من المتقين بيوم القيامة لأن في ذلك اليوم يتبين المتقون

ص: 147


1- هنأ الإبل: طلاها بالهناء و هو القطران.
2- الجرب: داء يحدث في الجلد بثورا صغارا لها حكة شديدة.
3- فيه خطاء بل هو من الجوارح من نوع البازي دون الغراب.

واقعا و يمتازون عن المجرمين و يحشرون إلي الرحمن وفدا و أما في الدنيا فكثيرا ما يشبه غيرهم بهم.

يَا هِشَامُ قِلَّةُ الْمَنْطِقِ حُكْمٌ عَظِيمٌ فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ فَإِنَّهُ دَعَةٌ حَسَنَةٌ وَ قِلَّةُ وِزْرٍ وَ خِفَّةٌ مِنَ الذُّنُوبِ فَحَصِّنُوا بَابَ الْحِلْمِ فَإِنَّ بَابَهُ الصَّبْرُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ الضَّحَّاكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ وَ الْمَشَّاءَ إِلَي غَيْرِ أَرَبٍ وَ يَجِبُ عَلَي الْوَالِي أَنْ يَكُونَ كَالرَّاعِي لَا يَغْفُلُ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَ لَا يَتَكَبَّرُ عَلَيْهِمْ فَاسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ فِي سَرَائِرِكُمْ كَمَا تَسْتَحْيُونَ مِنَ النَّاسِ فِي عَلَانِيَتِكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْكَلِمَةَ مِنَ الْحِكْمَةِ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَ رَفْعُهُ غَيْبَةُ عَالِمِكُمْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ.

بيان: الحكم بالضم الحكمة و الدعة بفتح الدال السكون و الراحة و الإرب بالكسر و بالتحريك الحاجة و قال في النهاية

و في الحديث الكلمة الحكمة ضالة المؤمن.

و في رواية ضالة كل حكيم.

أي لا يزال يطلبها كما يتطلب الرجل ضالته انتهي و قيل المراد أن المؤمن يأخذ الحكمة من كل من وجدها عنده و إن كان كافرا أو فاسقا كما أن صاحب الضالة يأخذها حيث وجدها و يؤيده ما مر و قيل المراد أن من كان عنده حكمة لا يفهمها و لا يستحقها يجب أن يطلب من يأخذها بحقها كما يجب تعريف الضالة و إذا وجد من يستحقها وجب أن لا يبخل في البذل كالضالة.

و قال في النهاية في الحديث فأقاموا بين ظهرانيهم و بين أظهرهم قد تكررت هذه اللفظة في الحديث و المراد بها أنهم أقاموا بينهم علي سبيل الاستظهار و الاستناد إليهم و زيدت فيه ألف و نون مفتوحة تأكيدا و معناه أن ظهرا منهم قدامه و ظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه و من جوانبه إذا قيل بين أظهرهم ثم كثر حتي استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا.

يَا هِشَامُ تَعَلَّمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا جَهِلْتَ وَ عَلِّمِ الْجَاهِلَ مِمَّا عَلِمْتَ وَ عَظِّمِ الْعَالِمَ لِعِلْمِهِ وَ دَعْ مُنَازَعَتَهُ وَ صَغِّرِ الْجَاهِلَ لِجَهْلِهِ وَ لَا تَطْرُدْهُ وَ لَكِنْ قَرِّبْهُ وَ عَلِّمْهُ.

بيان: الطرد الإبعاد.

يَا هِشَامُ إِنَّ كُلَّ نِعْمَةٍ عَجَزْتَ عَنْ شُكْرِهَا بِمَنْزِلَةِ سَيِّئَةٍ تُؤَاخَذُ بِهَا وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ

ص: 148

صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً كَسَرَتْ قُلُوبَهُمْ خَشْيَتُهُ وَ أَسْكَتَتْهُمْ عَنِ النُّطْقِ وَ إِنَّهُمْ لَفُصَحَاءُ عُقَلَاءُ يَسْتَبِقُونَ إِلَي اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الزَّكِيَّةِ لَا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ وَ لَا يَرْضَوْنَ لَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِالْقَلِيلِ يَرَوْنَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَشْرَارٌ وَ إِنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ (1)وَ أَبْرَارٌ.

بيان: لعل المراد بالعجز الترك و تعجيز النفس و الكسل لا عدم القدرة أي إن اللّٰه يؤاخذ بترك شكر النعمة كما يؤاخذ بفعل السيئة و لو في الدنيا بزوال النعمة و الاستباق المسابقة في الرهان أي يسبق بعضهم بعضا في التقرب إلي اللّٰه بالأعمال الطاهرة من آفاتها أو النامية و الكياسة العقل و الفطنة.

يَا هِشَامُ الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَ الْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَ الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَ الْجَفَاءُ فِي النَّارِ.

بيان: البذاء بفتح الباء ممدودا الفحش و كل كلام قبيح و الجفاء ممدودا خلاف البر و الصلة و قد يطلق علي البعد عن الآداب و قال المطرزي الجفاء الغلظ في العشرة و الخرق في المعاملة و ترك الرفق.

يَا هِشَامُ الْمُتَكَلِّمُونَ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاجِبٌ فَأَمَّا الرَّابِحُ فَالذَّاكِرُ لِلَّهِ وَ أَمَّا السَّالِمُ فَالسَّاكِتُ وَ أَمَّا الشَّاجِبُ فَالَّذِي يَخُوضُ فِي الْبَاطِلِ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَي كُلِّ فَاحِشٍ بَذِيٍّ قَلِيلِ الْحَيَاءِ لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَ لَا مَا قِيلَ فِيهِ وَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ إِنَّ هَذَا اللِّسَانَ مِفْتَاحُ خَيْرٍ وَ مِفْتَاحُ شَرٍّ فَاخْتِمْ عَلَي فِيكَ كَمَا تَخْتِمُ عَلَي ذَهَبِكَ وَ وَرِقِكَ (2).

بيان: المراد بالمتكلمين القادرون علي التكلم أو المتكلمون و المجالسون معهم تغليبا و الحاصل أن الناس في أمر الكلام علي ثلاثة أصناف و الشجب الهلاك و الحزن و العيب قال الجزري

في حديث الحسن المجالس ثلاثة فسالم و غانم و شاجب.

أي هالك يقال شجب يشجب فهو شاجب و شجب يشجب فهو شجب أي إما سالم من الإثم أو غانم للأجر و إما هالك آثم.

ص: 149


1- جمع الكيس: الظريف، الفطن، الحسن الفهم و الأدب.
2- بالواو المثلثة و سكون الراء و بفتح الواو مع كسر الراء: الدراهم المضروبة.

يَا هِشَامُ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَ ذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ إِذَا شَاهَدَهُ وَ يَأْكُلُهُ (1)إِذَا غَابَ عَنْهُ إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ وَ إِنَّ أَسْرَعَ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَ إِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ تُكْرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحْشِهِ وَ هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَي مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ وَ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِيهِ.

بيان: الإطراء مجاوزة الحد في المدح و الكذب فيه و خذله أي ترك نصرته و البغي التعدي و الاستطالة و الظلم و كل مجاوزة عن الحد و قوله من تكره إما بفتح التاء للخطاب أو بالضم علي البناء للمفعول و قال الفيروزآبادي كبه قلبه و صرعه كأكبه و قال الجوهري كبه لوجهه أي صرعه فأكب هو علي وجهه و هذا من النوادر و قال الجزري

و في الحديث و هل يكب الناس علي مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم.

أي ما يقطعونه من الكلام الذي لا خير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع و تشبيها للسان و ما يقطعه من القول بحد المنجل (2)الذي يحصد به و قال يقال هذا أمر لا يعنيني أي لا يشغلني و لا يهمني و منه الحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه أي لا يهمه.

يَا هِشَامُ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً حَتَّي يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّي يَكُونَ عَامِلًا لِمَا يَخَافُ وَ يَرْجُو يَا هِشَامُ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ قُدْرَتِي وَ بَهَائِي وَ عُلُوِّي فِي مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَي هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ الْغِنَي فِي نَفْسِهِ وَ هَمَّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ.

بيان: قوله تعالي في مكاني أي في منزلتي و درجة رفعتي قوله و كففت عليه ضيعته يقال كففته عنه أي صرفته و دفعته و الضيعة الضياع و الفساد و ما هو في

ص: 150


1- أي يغتابه و يذكره بما فيه من السوء.
2- بكسر الميم و سكون النون و فتح الجيم: آلة من حديد عكفاء يقضب بها الزرع و نحوه.

معرض الضياع من الأهل و المال و غيرهما و قال في النهاية و ضيعة الرجل ما يكون منه معاشه كالصنعة و التجارة و الزراعة و غيرها و منه الحديث أفشي اللّٰه ضيعته أي أكثر عليه معاشه انتهي فيحتمل أن يكون المراد صرفت عنه ضياعه و هلاكه بتضمين معني الإشفاق أو يكون علي بمعني عن أو صرفت عنه كسبه بأن لا يحتاج إليه أو جمعت عليه معيشته أو ما كان منه في معرض الضياع كما قال في النهاية لا يكفها أي لا يجمعها و لا يضمها و منه الحديث المؤمن أخ المؤمن يكف عليه ضيعته أي يجمع عليه معيشته و يضمها إليه و هذا المعني أظهر لكن ما وجدت الكف بهذا المعني إلا في كلامه (1)و قوله تعالي و كنت له من وراء تجارة كل تاجر يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد كنت له عقب تجارة التجار لأسوقها إليه الثاني أن يكون المراد أني أكفي مهماته سوي ما أسوق إليه من تجارة التاجرين الثالث أن يكون معناه أناله عوضا عما فاته من منافع تجارة التاجرين و لعل الأول أظهر.

يَا هِشَامُ الْغَضَبُ مِفْتَاحُ الشَّرِّ وَ أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ إِنْ خَالَطْتَ النَّاسَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ كَانَتْ يَدُكَ عَلَيْهِ الْعُلْيَا فَافْعَلْ.

بيان: اليد العليا المعطية أو المتعففة.

يَا هِشَامُ عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ فَإِنَّ الرِّفْقَ يُمْنٌ وَ الْخُرْقَ شُؤْمٌ (2)إِنَّ الرِّفْقَ وَ الْبِرَّ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ يَعْمُرُ الدِّيَارَ وَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ.

بيان: قال الفيروزآبادي الخرق بالضم و بالتحريك ضد الرفق و أن لا يحسن العمل و التصرف في الأمور و الحمق.

يَا هِشَامُ قَوْلُ اللَّهِ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ جَرَتْ فِي الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَعَلَيْهِ أَنْ يُكَافِئَ بِهِ وَ لَيْسَتِ الْمُكَافَأَةَ أَنْ تَصْنَعَ

ص: 151


1- بل هذا من المعاني التي ضبطها كتب اللغة.
2- اليمن: البركة. و الشؤم: ضده.

كَمَا صَنَعَ حَتَّي تَرَي فَضْلَكَ فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صَنَعَ فَلَهُ الْفَضْلُ بِالابْتِدَاءِ يَا هِشَامُ إِنَّ مَثَلَ الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ مَسُّهَا لَيِّنٌ وَ فِي جَوْفِهَا السَّمُّ الْقَاتِلُ يَحْذَرُهَا الرِّجَالُ ذَوُو الْعُقُولِ وَ يَهْوِي إِلَيْهَا الصِّبْيَانُ بِأَيْدِيهِمْ يَا هِشَامُ اصْبِرْ عَلَي طَاعَةِ اللَّهِ وَ اصْبِرْ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ فَإِنَّمَا الدُّنْيَا سَاعَةٌ فَمَا مَضَي مِنْهَا فَلَيْسَ تَجِدُ لَهُ سُرُوراً وَ لَا حُزْناً وَ مَا لَمْ يَأْتِ (1)مِنْهَا فَلَيْسَ تَعْرِفُهُ فَاصْبِرْ عَلَي تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا فَكَأَنَّكَ قَدِ اعْتُبِطْتَ.

بيان: في النهاية كل من مات بغير علة فقد اعتبط و مات فلان عبطة أي شابا صحيحا و في بعض النسخ بالغين المعجمة أي إن صبرت فعن قريب تصير مغبوطا في الآخرة يتمني الناس منزلتك.

يَا هِشَامُ مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ مَاءِ الْبَحْرِ كُلَّمَا شَرِبَ مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتَّي يَقْتُلَهُ يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الْكِبْرَ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ الْكِبْرُ رِدَاءُ اللَّهِ فَمَنْ نَازَعَهُ رِدَاءَهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَي وَجْهِهِ.

بيان:

قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي الْحَدِيثِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَي الْعَظَمَةُ إِزَارِي وَ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي.

ضرب الرداء و الإزار مثلا في انفراده بصفة العظمة و الكبرياء أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازا كالرحمة و شبههما بالإزار و الرداء لأن المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان و لأنه لا يشركه في إزاره و ردائه أحد فكذلك اللّٰه لا ينبغي أن يشركه فيهما أحد.

يَا هِشَامُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَإِنْ عَمِلَ حَسَناً اسْتَزَادَ مِنْهُ وَ إِنْ عَمِلَ سَيِّئاً اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهُ وَ تَابَ إِلَيْهِ يَا هِشَامُ تَمَثَّلَتِ الدُّنْيَا لِلْمَسِيحِ عليه السلام فِي صُورَةِ امْرَأَةٍ زَرْقَاءَ فَقَالَ لَهَا كَمْ تَزَوَّجْتِ فَقَالَتْ كَثِيراً قَالَ فَكُلٌّ طَلَّقَكِ قَالَتْ لَا بَلْ كُلًّا قَتَلْتُ قَالَ الْمَسِيحُ فَوَيْحُ أَزْوَاجِكِ الْبَاقِينَ كَيْفَ لَا يَعْتَبِرُونَ بِالْمَاضِينَ.

ص: 152


1- و في نسخة: و ما لم يمض.

بيان: الزرقة في العين معروفة و قد تطلق علي العمي و يقال زرقت عينه نحوي انقلبت و ظهر بياضها (1)فعلي الأول لعل المراد بيان شؤمتها فإن العرب تتشأم بزرقة العين أو قبح منظرها و علي الثاني ظاهر و علي الثالث كناية عن شدة الغضب و الأول أظهر و ويح كلمة ترحم و توجع يقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها و قد يقال بمعني المدح و التعجب (2)و هي منصوبة علي المصدر و قد ترفع.يَا هِشَامُ إِنَّ ضَوْءَ الْجَسَدِ فِي عَيْنِهِ فَإِنْ كَانَ الْبَصَرُ مُضِيئاً اسْتَضَاءَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَ إِنَّ ضَوْءَ الرُّوحِ الْعَقْلُ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ عَاقِلًا كَانَ عَالِماً بِرَبِّهِ وَ إِذَا كَانَ عَالِماً بِرَبِّهِ أَبْصَرَ دِينَهُ وَ إِنْ كَانَ جَاهِلًا بِرَبِّهِ لَمْ يَقُمْ لَهُ دِينٌ وَ كَمَا لَا يَقُومُ الْجَسَدُ إِلَّا بِالنَّفْسِ الْحَيَّةِ فَكَذَلِكَ لَا يَقُومُ الدِّينُ إِلَّا بِالنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ وَ لَا تَثْبُتُ النِّيَّةُ الصَّادِقَةُ إِلَّا بِالْعَقْلِ يَا هِشَامُ إِنَّ الزَّرْعَ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَ لَا يَنْبُتُ فِي الصَّفَا فَكَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تَعْمَرُ فِي قَلْبِ الْمُتَوَاضِعِ وَ لَا تَعْمَرُ فِي قَلْبِ الْمُتَكَبِّرِ الْجَبَّارِ لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّوَاضُعَ آلَةَ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ التَّكَبُّرَ مِنْ آلَةِ الْجَهْلِ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ مَنْ شَمَخَ إِلَي السَّقْفِ بِرَأْسِهِ شَجَّهُ وَ مَنْ خَفَضَ رَأْسَهُ اسْتَظَلَّ تَحْتَهُ وَ أَكَنَّهُ فَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَتَوَاضَعْ لِلَّهِ خَفَضَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ.

بيان: السهل الأرض اللينة التي تقبل الزرع و الصفا جمع صفاة و هي الحجر الصلب الذي لا ينبت و تعمر بفتح التاء و الميم أي تعيش طويلا أو بضم الميم أي تجعل القلب معمورا و بضم التاء و فتح الميم أي تصير الحكمة في القلب معمورة و شمخ أي طال و علا و شج رأسه أي كسره و الخفض ضد الرفع و أكنه أي ستره و حفظه عن الحر و البرد.

يَا هِشَامُ مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَي (3)وَ أَقْبَحَ الْخَطِيئَةَ بَعْدَ النُّسُكِ وَ أَقْبَحُ مِنْ

ص: 153


1- و قد يطلق علي شدة العداوة. يقال: عدو أزرق: شديد العداوة، و ذلك أن زرقة العيون غالبة في الروم و الديلم، و كانت بينهم و بين العرب عداوة شديدة فسموا كل عدو بذلك.
2- و قيل: إنّها تأتي أيضا بمعني ويل. تقول: ويح لزيد و ويحا لزيد و ويحه.
3- المراد بالفقر إمّا الفقر المعنوي، أي ما أقبح للرجل أن تكون له فضائل نفسية و خلق كريمة، أو عقائد حقة و ملة مرضية ثمّ يتركها و يستخلف منها. الخصال المذمومة و الأخلاق الرذيلة او العقائد الباطلة فيكون مآل أمره إلي الخسران و مرجعه إلي الفناء، أو المراد منه الفقر المادي أي ما أقبح للرجل أن يكون ذا ثروة و مال، ثمّ يترفها و يسرفها و يصرفها في ما لا يصلح به دنياه و لا يثاب به في عقباه، فيصير فقيرا و يصبح إلي أقرانه محتاجا.

ذَلِكَ الْعَابِدُ لِلَّهِ ثُمَّ يَتْرُكُ عِبَادَتَهُ.

بيان: النسك الحج أو مطلق العبادة.

يَا هِشَامُ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ لِمُسْتَمِعٍ وَاعٍ وَ عَالِمٍ نَاطِقٍ.

بيان: العيش الحياة و وعاه أي حفظه.

يَا هِشَامُ مَا قُسِمَ بَيْنَ الْعِبَادِ أَفْضَلُ مِنَ الْعَقْلِ نَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا عَاقِلًا حَتَّي يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ جَهْدِ الْمُجْتَهِدِينَ وَ مَا أَدَّي الْعَبْدُ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ حَتَّي عَقَلَ عَنْهُ.

بيان: الاجتهاد بذل الجهد في الطاعات.

يَا هِشَامُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِذَا رَأَيْتُمُ الْمُؤْمِنَ صَمُوتاً (1)فَادْنُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ وَ الْمُؤْمِنُ قَلِيلُ الْكَلَامِ كَثِيرُ الْعَمَلِ وَ الْمُنَافِقُ كَثِيرُ الْكَلَامِ قَلِيلُ الْعَمَلِ يَا هِشَامُ أَوْحَي اللَّهُ إِلَي دَاوُدَ قُلْ لِعِبَادِي لَا يَجْعَلُوا بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا فَيَصُدَّهُمْ عَنْ ذِكْرِي وَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي وَ مُنَاجَاتِي أُولَئِكَ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ مِنْ عِبَادِي إِنَّ أَدْنَي مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ عِبَادَتِي وَ مُنَاجَاتِي مِنْ قُلُوبِهِمْ.

بيان: في غيره من الأخبار قطاع طريق عبادي.

يَا هِشَامُ مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَكَبَّرَ عَلَي إِخْوَانِهِ وَ اسْتَطَالَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ وَ مَنِ ادَّعَي مَا لَيْسَ لَهُ فَهُوَ أَعْنَي لِغَيْرُ.

بيان: من تعظم أي عد نفسه عظيما قوله أعني لغير أي يدخل غيره في العناء و التعب ممن يشتبه عليه أمره أكثر مما يصيبه من ذلك و يحتمل أن يكون تصحيف أعتي لغيره من العتو و هو الطغيان و التجبر و كان يحتمل المأخوذ منه ذلك أيضا.

يَا هِشَامُ أَوْحَي اللَّهُ إِلَي دَاوُدَ حَذِّرْ وَ أَنْذِرْ أَصْحَابَكَ عَنْ حُبِّ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ الْمُعَلَّقَةَ قُلُوبُهُمْ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا قُلُوبُهُمْ مَحْجُوبَةٌ عَنِّي (2)

ص: 154


1- بفتح الصاد و ضم الميم: الكثير الصمت.
2- أي قلوبهم مستورة عن كشف سبحات وجهي و جلالي و إشراق أنوار عظمتي و عرفان دلائل ألوهيتي و جمالي، و ممنوعة عن حصول العلوم الحقيقية فيها، لحلول محبة زخارف الدنيا فيها و تعلقها بها.

يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الْكِبْرَ عَلَي أَوْلِيَائِي وَ الِاسْتِطَالَةَ بِعِلْمِكَ فَيَمْقُتُكَ اللَّهُ فَلَا تَنْفَعُكَ بَعْدَ مَقْتِهِ (1)دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتُكَ وَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَسَاكِنِ الدَّارِ لَيْسَتْ لَهُ إِنَّمَا يَنْتَظِرُ الرَّحِيلَ يَا هِشَامُ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مُشَاوَرَةُ الْعَاقِلِ النَّاصِحِ يُمْنٌ وَ بَرَكَةٌ وَ رُشْدٌ وَ تَوْفِيقٌ مِنَ اللَّهِ فَإِذَا أَشَارَ عَلَيْكَ الْعَاقِلُ النَّاصِحُ فَإِيَّاكَ وَ الْخِلَافَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الْعَطَبَ.

بيان: أهل الدين هم العالمون بشرائع الدين العاملون بها و العطب بالتحريك الهلاك.

يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ مُخَالَطَةَ النَّاسِ وَ الْأُنْسَ بِهِمْ إِلَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُمْ عَاقِلًا مَأْمُوناً فَأْنَسْ بِهِ وَ اهْرُبْ مِنْ سَائِرِهِمْ كَهَرَبِكَ مِنَ السِّبَاعِ الضَّارِيَةِ وَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَنْ يَسْتَحْيِيَ مِنَ اللَّهِ إِذْ تَفَرَّدَ لَهُ بِالنِّعَمِ أَنْ يُشَارِكَ فِي عَمَلِهِ أَحَداً غَيْرَهُ وَ إِذَا حَزَبَكَ (2)أَمْرٌ أَنْ لَا تَدْرِيَ أَيُّهُمَا خَيْرٌ وَ أَصْوَبُ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَي هَوَاكَ فَخَالِفْهُ فَإِنَّ كَثِيرَ الثَّوَابِ فِي مُخَالَفَةِ هَوَاكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْلِبَ الْحِكْمَةَ وَ تَضَعَهَا فِي الْجَهَالَةِ قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ لَهُ فَإِنْ وَجَدْتُ رَجُلًا طَالِباً غَيْرَ أَنَّ عَقْلَهُ لَا يَتَّسِعُ لِضَبْطِ مَا أُلْقِي إِلَيْهِ قَالَ فَتَلَطَّفْ لَهُ فِي النَّصِيحَةِ فَإِنْ ضَاقَ قَلْبُهُ فَلَا تَعْرِضَنَّ نَفْسَكَ لِلْفِتْنَةِ وَ احْذَرْ رَدَّ الْمُتَكَبِّرِينَ فَإِنَّ الْعِلْمَ يَدِلُّ عَلَي أَنْ يُحْمَلَ عَلَي مَنْ لَا يُفِيقُ (3)قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْقِلُ السُّؤَالَ عَنْهَا قَالَ فَاغْتَنِمْ جَهْلَهُ عَنِ السُّؤَالِ حَتَّي تَسْلَمَ فِتْنَةَ الْقَوْلِ وَ عَظِيمَ فِتْنَةِ الرَّدِّ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْفَعِ الْمُتَوَاضِعِينَ بِقَدْرِ تَوَاضُعِهِمْ وَ لَكِنْ رَفَعَهُمْ بِقَدْرِ عَظَمَتِهِ وَ مَجْدِهِ وَ لَمْ يُؤْمِنِ الْخَائِفِينَ بِقَدْرِ خَوْفِهِمْ وَ لَكِنْ آمَنَهُمْ بِقَدْرِ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ لَمْ يُفَرِّحِ الْمَحْزُونِينَ بِقَدْرِ حُزْنِهِمْ وَ لَكِنْ

ص: 155


1- المقت بفتح الميم و سكون القاف: شدة البغض.
2- في التحف المطبوع: و إذا مرّ بك.
3- قوله يدل: يحتمل أن يكون من باب ضرب يضرب أي تغنج و تلوي أن يحمل علي من لم يرجع عن سكره و إغمائه و غفلته، و في التحف المطبوع «يجلي» بدل «يحمل» أي العلم تغنج و تلوي أن يعرض علي من لا يفيق. و ظني أن «يحمل او يجلي» يكون مصحف «ينجل» أي العلم يرشد إلي أن ينجل علي من لا يفيق، أو أن في الجملة تصحيفا و غلطا و الصحيح: فان العلم يدلّ ان يحمل علي من لا يطيق.

فَرَّحَهُمْ بِقَدْرِ رَأْفَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ فَمَا ظَنُّكَ بِالرَّءُوفِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتَوَدَّدُ إِلَي مَنْ يُؤْذِيهِ بِأَوْلِيَائِهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يُؤْذَي فِيهِ وَ مَا ظَنُّكَ بِالتَّوَّابِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتُوبُ عَلَي مَنْ يُعَادِيهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يَتَرَضَّاهُ وَ يَخْتَارُ عَدَاوَةَ الْخَلْقِ فِيهِ.

بيان: السباع الضارية أي المولعة بالافتراس المعتادة له و حزبه أمر أي نزل به و أهمه.

قوله عليه السلام و إياك أن تغلب الحكمة كذا في النسخة التي عندنا و لعل فيه حذفا و إيصالا أي تغلب علي الحكمة أي يأخذها منك قهرا من لا يستحقها بأن يقرأ علي صيغة المجهول أو علي المعلوم أي تغلب علي الحكمة فإنها تأبي عمن لا يستحقها و يحتمل أن يكون بالفاء من الإفلات بمعني الإطلاق فإنهم يقولون انفلت مني كلام أي صدر بغير روية قوله فتلطف له في النصيحة أي تذكر له شيئا من تلك الحكمة بلطف علي وجه الامتحان و الإفاقة الرجوع عن السكر و الإغماء و الغفلة إلي حال الاستقامة قوله يؤذيه بأوليائه أي بسبب إيذاءهم و ترضاه أي طلب رضاه.

يَا هِشَامُ مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ وَ مَا أُوتِيَ عَبْدٌ عِلْماً فَازْدَادَ لِلدُّنْيَا حُبّاً إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْداً وَ ازْدَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ غَضَباً يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ اللَّبِيبَ مَنْ تَرَكَ مَا لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ وَ أَكْثَرُ الصَّوَابِ فِي خِلَافِ الْهَوَي وَ مَنْ طَالَ أَمَلُهُ سَاءَ عَمَلُهُ يَا هِشَامُ لَوْ رَأَيْتَ مَسِيرَ الْأَجَلِ لَأَلْهَاكَ عَنِ الْأَمَلِ.

بيان: اللبيب العاقل (1)و التوصيف للتوضيح و التأكيد و ألهاك أي أغفلك.

يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الطَّمَعَ وَ عَلَيْكَ بِالْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ أَمِتِ الطَّمَعَ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِنَّ الطَّمَعَ مِفْتَاحُ الذُّلِّ وَ اخْتِلَاسُ (2)الْعَقْلِ وَ إِخْلَاقُ الْمُرُوَّاتِ وَ تَدْنِيسُ

ص: 156


1- اللب: العقل الخالص من الشوائب، أو ما ذكا من العقل، فكل لب عقل و لا يعكس، و اللبيب من كان ذا لب، فكل لبيب عاقل، و لا يعكس.
2- الاختلاس: الاختطاف بسرعة علي غفلة بخلاف الاستلاب فانه لا يشترط فيه الغفلة.

الْعِرْضِ وَ الذَّهَابُ بِالْعِلْمِ وَ عَلَيْكَ بِالاعْتِصَامِ بِرَبِّكَ وَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَ جَاهِدْ نَفْسَكَ لِتَرُدَّهَا عَنْ هَوَاهَا فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْكَ كَجِهَادِ عَدُوِّكَ قَالَ هِشَامُ فَأَيُّ الْأَعْدَاءِ أَوْجَبُهُمْ مُجَاهَدَةً قَالَ أَقْرَبُهُمْ إِلَيْكَ وَ أَعْدَاهُمْ لَكَ وَ أَضَرُّهُمْ بِكَ وَ أَعْظَمُهُمْ لَكَ عَدَاوَةً وَ أَخْفَاهُمْ لَكَ شَخْصاً مَعَ دُنُوِّهِ مِنْكَ وَ مَنْ يُحَرِّضُ أَعْدَاءَكَ عَلَيْكَ وَ هُوَ إِبْلِيسُ (1)الْمُوَكَّلُ بِوَسْوَاسِ الْقُلُوبِ فَلَهُ فَلْتَشُدَّ عَدَاوَتَكَ وَ لَا يَكُونَنَّ أَصْبَرَ عَلَي مُجَاهَدَتِكَ لِهَلَكَتِكَ مِنْكَ عَلَي صَبْرِكَ لِمُجَاهَدَتِهِ فَإِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْكَ رُكْناً فِي قُوَّتِهِ وَ أَقَلُّ مِنْكَ ضَرَراً فِي كَثْرَةِ شَرِّهِ إِذَا أَنْتَ اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ

بيان: الاختلاس الاستلاب و إخلاق الثوب إبلاؤه و الدنس الوسخ و الحمل في المواضع علي المبالغة و قوله و من يحرض يحتمل المعجمة و المهملة الحث و الترغيب كما قال تعالي حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَي الْقِتالِ (2)

يَا هِشَامُ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِثَلَاثٍ فَقَدْ لَطُفَ لَهُ عَقْلٌ يَكْفِيهِ مَئُونَةَ هَوَاهُ وَ عِلْمٌ يَكْفِيهِ مَئُونَةَ جَهْلِهِ وَ غِنًي يَكْفِيهِ مَخَافَةَ الْفَقْرِ يَا هِشَامُ احْذَرْ هَذِهِ الدُّنْيَا وَ احْذَرْ أَهْلَهَا فَإِنَّ النَّاسَ فِيهَا عَلَي أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ رَجُلٌ مُتَرَدٍّ مُعَانِقٌ لِهَوَاهُ وَ مُتَعَلِّمٌ مُتَقَرِّئٌ كُلَّمَا ازْدَادَ عِلْماً ازْدَادَ كِبْراً يَسْتَعْلِنُ بِقِرَاءَتِهِ وَ عِلْمِهِ عَلَي مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ عَابِدٌ جَاهِلٌ يَسْتَصْغِرُ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي عِبَادَتِهِ يُحِبُّ أَنْ يُعَظَّمَ وَ يُوَقَّرَ وَ ذُو بَصِيرَةٍ عَالِمٌ عَارِفٌ بِطَرِيقِ الْحَقِّ يُحِبُّ الْقِيَامَ بِهِ فَهُوَ عَاجِزٌ أَوْ مَغْلُوبٌ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَي الْقِيَامِ بِمَا يَعْرِفُ فَهُوَ مَحْزُونٌ مَغْمُومٌ بِذَلِكَ فَهُوَ أَمْثَلُ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ أَوْجَهُهُمْ عَقْلًا.

بيان: تردي في البئر أي سقط و المتردي أي الواقع في المهالك التي يعسر التخلص منه و المتقرئ الناسك المتعبد أو المتفقه أي متعلم القراءة قوله يستعلن بقراءته كأنه كان يستعلي و يمكن أن يضمن فيه معناه و الأمثل الأفضل و أوجههم عقلا لعل المراد أن عقلهم أوجه عند اللّٰه من عقول غيرهم أو هم أوجه الناس للعقل.

ص: 157


1- ابلس: قل خيره من رحمة اللّٰه، يئس. و إبليس: علم للشيطان فهو إمّا بمعني قليل الخير، أو بمعني المأيوس من رحمة اللّٰه تعالي.
2- الأنفال: 65.

يَا هِشَامُ اعْرِفْ الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَكُنْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا فَقَالَ عليه السلام يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً وَ كَرَّمْتُكَ عَلَي جَمِيعِ خَلْقِي ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ الظُّلْمَانِيِّ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ يُقْبِلْ فَقَالَ اسْتَكْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَي الْجَهْلُ مَا كَرَّمَ اللَّهُ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ وَ قَالَ الْجَهْلُ يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَوَّيْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ أَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَنِي بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَ جُنْدَكَ مِنْ جِوَارِي وَ مِنْ رَحْمَتِي فَقَالَ قَدْ رَضِيتُ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَي الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ سَبْعِينَ جُنْداً الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ الشَّرُّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ الْإِيمَانُ الْكُفْرُ التَّصْدِيقُ التَّكْذِيبُ الْإِخْلَاصُ النِّفَاقُ الرَّجَاءُ الْقُنُوطُ الْعَدْلُ الْجَوْرُ الرِّضَا السُّخْطُ الشُّكْرُ الْكُفْرَانُ الْيَأْسُ الطَّمَعُ التَّوَكُّلُ الْحِرْصُ الرَّأْفَةُ الْغِلْظَةُ الْعِلْمُ الْجَهْلُ الْعِفَّةُ التَّهَتُّكُ الزُّهْدُ الرَّغْبَةُ الرِّفْقُ الْخُرْقُ الرَّهْبَةُ الْجُرْأَةُ التَّوَاضُعُ الْكِبْرُ التُّؤَدَةُ الْعَجَلَةُ الْحِلْمُ السَّفَهُ الصَّمْتُ الحذر [الْهَذَرُ] الِاسْتِلَامُ الِاسْتِكْبَارُ التَّسْلِيمُ التَّجَبُّرُ الْعَفْوُ الْحِقْدُ الرَّحْمَةُ الْقَسْوَةُ الْيَقِينُ الشَّكُّ الصَّبْرُ الْجَزَعُ الصَّفْحُ الِانْتِقَامُ الْغِنَي الْفَقْرُ التَّفَكُّرُ السَّهْوُ الْحِفْظُ النِّسْيَانُ التَّوَاصُلُ الْقَطِيعَةُ الْقَنَاعَةُ الشَّرَهُ (1)الْمُؤَاسَاةُ الْمَنْعُ الْمَوَدَّةُ الْعَدَاوَةُ الْوَفَاءُ الْغَدْرُ الطَّاعَةُ الْمَعْصِيَةُ الْخُضُوعُ التَّطَاوُلُ السَّلَامَةُ الْبَلَاءُ الْفَهْمُ الْغَبَاوَةُ الْمَعْرِفَةُ الْإِنْكَارُ الْمُدَارَاةُ الْمُكَاشَفَةُ سَلَامَةُ الْغَيْبِ الْمُمَاكَرَةُ الْكِتْمَانُ الْإِفْشَاءُ الْبِرُّ الْعُقُوقُ الْحَقِيقَةُ التَّسْوِيفُ الْمَعْرُوفُ الْمُنْكَرُ التَّقِيَّةُ الْإِذَاعَةُ الْإِنْصَافُ الظُّلْمُ النَّفْيُ (2)الْحَسَدُ النَّظَافَةُ الْقَذَرُ الْحَيَاءُ الْقِحَةُ

ص: 158


1- بكسر الشين المعجمة: الشر، الحدة، النشاط و الغضب، الطيش، الحرص. و الأخير هو المراد هنا.
2- في التحف: التقي.

الْقَصْدُ الْإِسْرَافُ الرَّاحَةُ التَّعَبُ السُّهُولَةُ الصُّعُوبَةُ الْعَافِيَةُ الْبَلْوَي الْقَوَامُ الْمُكَاثَرَةُ الْحِكْمَةُ الْهَوَي الْوَقَارُ الْخِفَّةُ السَّعَادَةُ الشَّقَاءُ التَّوْبَةُ الْإِصْرَارُ الْمَخَافَةُ التَّهَاوُنُ الدُّعَاءُ الِاسْتِنْكَافُ النَّشَاطُ الْكَسَلُ الْفَرَحُ الْحَزَنُ الْأُلْفَةُ الْفُرْقَةُ السَّخَاءُ الْبُخْلُ الْخُشُوعُ الْعُجْبُ صِدْقُ الْحَدِيثِ النَّمِيمَةُ الِاسْتِغْفَارُ الِاغْتِرَارُ الْكِيَاسَةُ الْحُمْقُ (1).

بيان: النَّفْيُ نفي الحسد عن النفس و الظاهر أنه صحّف و القِحَة كعدة الوقاحة و قلة الحياء.

يَا هِشَامُ لَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ إِلَّا لِنَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ مِنَ أَجْنَادِ الْعَقْلِ حَتَّي يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلُ وَ يَتَخَلَّصَ مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ عليهم السلام وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ.

«30»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْعَاقِلُ مَنْ رَفَضَ الْبَاطِلَ.

«31»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِيِّ، قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام كَثْرَةُ النَّظَرِ فِي الْعِلْمِ يَفْتَحُ الْعَقْلَ.

«32»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ وَ قَلْبُ الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ.

قال السيد رضي اللّٰه عنه و هذا من المعاني العجيبة الشريفة و المراد به أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مشاورة الروية و مؤامرة الفكر و الأحمق تسبق خذفات لسانه و فلتات (2)كلامه مراجعة فكره و مماحضة رأيه فكان لسان العاقل تابع لقلبه كما أن قلب الأحمق تابع للسانه و قد روي عنه عليه السلام هذا المعني بلفظ آخر و هو

قَوْلُهُ عليه السلام قَلْبُ الْأَحْمَقِ فِي فِيهِ وَ لِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِهِ.

و معناهما واحد.

«33»- وَ قَالَ عليه السلام إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ.

«34»- وَ قَالَ عليه السلام لَا يُرَي الْجَاهِلُ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً.

ص: 159


1- تقدم شرح هذه الخصال قبلا.
2- جمع الفلتة: زلاته و هفواته.

«35»- نهج، نهج البلاغة قِيلَ لَهُ عليه السلام صِفْ لَنَا الْعَاقِلَ فَقَالَ هُوَ الَّذِي يَضَعُ الشَّيْ ءَ مَوَاضِعَهُ قِيلَ لَهُ فَصِفْ لَنَا الْجَاهِلَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ.

قال السيد رضي اللّٰه عنه يعني عليه السلام أن الجاهل هو الذي لا يضع الشي ء مواضعه فكان ترك صفته صفة له إذ كان بخلاف وصف العاقل.

«36»- نهج، نهج البلاغة قَالَ عليه السلام كفاف [كَفَاكَ مِنْ عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سَبِيلَ غَيِّكَ (1)مِنْ رُشْدِكَ.

«37»- وَ قَالَ عليه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحَسَنِ عليه السلام وَ الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ وَ خَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ.

«38»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ ذَمِيمَ الْمَنْظَرِ حَقِيرَ الْخَطَرِ وَ إِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَي اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ عَظِيمَ الْخَطَرِ أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ.

«39»- وَ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْعَقْلُ وِلَادَةٌ وَ الْعِلْمُ إِفَادَةٌ وَ مُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ.

«40»- وَ قَالَ عليه السلام مَنْ صَحِبَ جَاهِلًا نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ.

«41»- وَ قَالَ عليه السلام التَّثَبُّتُ رَأْسُ الْعَقْلِ وَ الْحِدَّةُ رَأْسُ الْحُمْقِ.

«42»- وَ قَالَ عليه السلام غَضَبُ الْجَاهِلِ فِي قَوْلِهِ وَ غَضَبُ الْعَاقِلِ فِي فِعْلِهِ.

«43»- وَ قَالَ عليه السلام الْعُقُولُ مَوَاهِبُ وَ الْآدَابُ مَكَاسِبُ.

«44»- وَ قَالَ عليه السلام فَسَادُ الْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ السُّفَهَاءِ وَ صَلَاحُ الْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ الْعُقَلَاءِ.

«45»- وَ قَالَ عليه السلام الْعَاقِلُ مَنْ وَعَظَتْهُ التَّجَارِبُ.

«46»- وَ قَالَ عليه السلام رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ.

«47»- وَ قَالَ عليه السلام مَنْ تَرَكَ الِاسْتِمَاعَ عَنْ ذَوِي الْعُقُولِ مَاتَ عَقْلُهُ.

«48»- وَ قَالَ عليه السلام مَنْ جَانَبَ هَوَاهُ صَحَّ عَقْلُهُ.

«49»- وَ قَالَ عليه السلام مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَ مَنِ اسْتَغْنَي بِعَقْلِهِ زَلَّ وَ مَنْ تَكَبَّرَ عَلَي النَّاسِ ذَلَّ.

ص: 160


1- بفتح الغين و كسرها و تشديد الياء المفتوحة: الضلال.

«50»- وَ قَالَ عليه السلام إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلَي ضَعْفِ عَقْلِهِ.

«51»- وَ قَالَ عليه السلام عَجَباً لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَي شَهْوَةٍ يُعْقِبُهُ النَّظَرُ إِلَيْهَا حَسْرَةً.

«52»- وَ قَالَ: هِمَّةُ الْعَقْلِ تَرْكُ الذُّنُوبِ وَ إِصْلَاحُ الْعُيُوبِ.

باب 5 النوادر

«1»- مع، معاني الأخبار ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً قَالَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ الْمُحَدَّثُ قَالَ الْمُفَهَّمُ.

«2»- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ مُعَمَّرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام مَا بَالُ النَّاسِ يَعْقِلُونَ وَ لَا يَعْلَمُونَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حِينَ خَلَقَ آدَمَ جَعَلَ أَجَلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ أَمَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَلَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ جَعَلَ أَمَلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ أَجَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَمِنْ ثَمَّ يَعْقِلُونَ وَ لَا يَعْلَمُونَ.

بيان: لعل المراد بكون الأجل بين عينيه كونه دائما متذكرا له كما يقال فلان جعل الموت نصب عينيه و بكون الأمل خلف ظهره نسيان الأمل و عدم خطوره بباله فلا يطول أمله و هذا شائع في العرف و اللغة يقال نبذه وراء ظهره أي تركه و نسيه فمراد السائل أنه ما بال الناس مع كونهم من أهل العقل لا يعلمون و لا يبذلون جهدهم كما ينبغي في تحصيل العلم فالجواب أن سبب ذلك ما حصل لآدم عليه السلام بعد ارتكاب ترك الأولي و سري في أولاده من نسيان الموت و طول الأمل فإن تذكر الموت يحث الإنسان علي تحصيل ما ينفعه بعد الموت قبل حلوله و طول الأمل يوجب التسويف في فعل الخيرات و طلب العلم و يحتمل أن يكون مراد السائل بالعقل عقل المعاش و تدبير أمور الدنيا و بالعلم علم ما ينفع في المعاد أي ما بال الناس في أمر دنياهم عقلاء لا يفوتون شيئا من مصالح دنياهم و في أمر آخرتهم سفهاء كأنهم لا يعلمون شيئا فالجواب هو أن سبب ذلك نسيان الموت و طول الأمل فإنهما موجبان لترك ما

ص: 161

ينفع في المعاد لكونه منسيا و قصر الهمة علي تحصيل المعاش و مرمة أمور الدنيا لكونها نصب عينه دائما و يحتمل أيضا أن يكون المراد بالعقل العلم بما ينفع في المعاد و المراد بالعلم العلم الكامل المورث للعمل فالمراد ما بال الناس يعلمون الموت و الحساب و العقاب و يؤمنون بها و لا يظهر أثر ذلك العلم في أعمالهم فهم فيما يعملون من الخطايا كأنهم لا يعلمون شيئا من ذلك و الجواب ظاهر و الظاهر أن هاهنا تصحيفا من النساخ و كان لا يعملون بتقديم الميم علي اللام فيرجع إلي ما ذكرنا أخيرا و اللّٰه يعلم.

أبواب العلم و آدابه و أنواعه و أحكامه

باب 1 فرض العلم و وجوب طلبه و الحث عليه و ثواب العالم و المتعلم

الآيات:

البقرة: وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ

الأعراف: كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال تعالي وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

التوبة: وَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال طَبَعَ اللَّهُ عَلي قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ و قال الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلي رَسُولِهِ و قال تعالي فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ و قال صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ

يونس: يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

يوسف: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ

الرعد: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ

طه: وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً

ص: 162

الأنبياء: وَ لُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً و قال تعالي وَ كُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً

الحج: وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ

النمل: وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً وَ قالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلي كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ و قال تعالي إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ و قال سبحانه بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ

القصص: وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوي آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً و قال تعالي وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً

العنكبوت: وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ و قال تعالي بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ

الروم: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ و قال سبحانه وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلي يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ و قال تعالي كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلي قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ

سبأ: وَ يَرَي الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ

الزمر: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ

الفتح: بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا

الرحمن: عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ

المجادلة: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ

الحشر: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ

المنافقين: وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ و قال تعالي وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ

العلق: وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ

«1»- لي، الأمالي للصدوق السِّنَانِيُّ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ النَّخَعِيِّ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ

ص: 163

عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَي عِلْمِهِ وَ أَكْثَرُ النَّاسِ قِيمَةً أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَقَلُّ النَّاسِ قِيمَةً أَقَلُّهُمْ عِلْماً.

أقول: الخبر بتمامه في باب مواعظ الرسول صلي اللّٰه عليه و آله

«2»- لي، الأمالي للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَي الْجَنَّةِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ وَ إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّي الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ وَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَي الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَي سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَ لَا دِرْهَماً وَ لَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.

ثو، ثواب الأعمال أبي عن علي عن أبيه مثله- ير، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن القداح (1)مثله بيان سلك اللّٰه به الباء للتعدية أي أسلكه اللّٰه في طريق موصل إلي الجنة في الآخرة أو في الدنيا بتوفيق عمل من أعمال الخير يوصله إلي الجنة و في طريق العامة سهل اللّٰه له طريقا من طرق الجنة قوله عليه السلام لتضع أجنحتها أي لتكون وطأ له إذا مشي و قيل هو بمعني التواضع تعظيما لحقه أو التعطف لطفا له إذ الطائر يبسط جناحه علي أفراخه و قال تعالي وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (2)و قال سبحانه وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ (3)و قيل المراد نزولهم عند مجالس العلم و ترك الطيران و قيل أراد به إظلالهم بها و قيل معناه بسط الجناح لتحمله

ص: 164


1- هو عبد اللّٰه بن ميمون بن الأسود القداح، مولي بني مخزوم، يبري القداح، عنونه صاحبوا التراجم في كتبهم، قال النجاشيّ في رجاله ص 148 بعد ما عنونه كما عنوناه: روي أبوه عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه عليهما السلام، و يروي هو عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام و كان ثقة، له كتب منها كتاب مبعث النبيّ صلّي اللّٰه عليه و آله و أخباره، كتاب صفة الجنة و النار. و روي الكشّيّ في رجاله ص 160 بإسناده عن أبي خالد، عنه، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: يا بن ميمون كم أنتم بمكّة؟ قلت: نحن أربعة. قال: إنكم نور في ظلمات الأرض. و عده ابن النديم في فهرسه من فقهاء الشيعة.
2- الحجر: 88.
3- اسري: 24.

عليها و تبلغه حيث يريد من البلاد و معناه المعونة في طلب العلم و يؤيد الأول ما سيأتي من خبر مقداد (1)قوله رضا به مفعول لأجله و يحتمل أن يكون حالا بتأويل أي راضين غير مكرهين قوله عليه السلام لم يورثوا دينارا و لا درهما أي كان معظم ميراثهم العلم و يمكن حمله علي الحقيقة بأن لم يبق منهم دينار و لا درهم.

«3»- لي، الأمالي للصدوق فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بَعْدَ فَوْتِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله وَ لَا كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ.

«4»- لي، الأمالي للصدوق ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام فِي كَلِمَاتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِرِوَايَةِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ.

ل، الخصال برواية أخري سيأتي في مواعظه عليه السلام

«5»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ الرَّازِيِّ (2)عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍ

ص: 165


1- في الحديث 45.
2- أورده النجاشيّ في رجاله ص 173 قال: عبد العظيم بن عبد اللّٰه بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أبو القاسم، له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام، قال أبو عبد اللّٰه الحسين بن عبيد اللّٰه: حدّثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم، قال: حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي، قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، قال: كان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان و سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي، فكان يعبد اللّٰه في ذلك السرب، و يصوم نهاره، و يقوم ليله، فكان يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره و بينهما الطريق و يقول: هو قبر رجل من ولد موسي بن جعفر عليه السلام فلم يزل يأوي الي ذلك السرب، و يقع خبره الي الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمّد عليهم السلام حتّي عرفه أكثرهم فرأي رجل من الشيعة في المنام رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله قال له: ان رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي، و يدفن عند شجرة التفاح في باغ عبد الجبار بن عبد الوهاب، و أشار الي المكان الذي دفن فيه، فذهب الرجل ليشتري الشجرة و مكانها من صاحبها، فقال له: لاي شي ء تطلب الشجرة و مكانها؟ فاخبره بالرؤيا فذكر صاحب الشجرة انه كان رأي مثل هذه الرؤيا و انه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفا علي الشريف، و الشيعة يدفنون فيه، فمرض عبد العظيم و مات رحمة اللّٰه عليه، فلما جرد ليغسّل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه. و روي الصدوق في كتاب ثواب الأعمال ص 56 في فضل زيارته رواية بإسناده عن عليّ بن أحمد، عن حمزة بن القاسم العلوي، عن محمّد بن يحيي العطار، عمن دخل علي أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام من أهل الري، قال: دخلت علي أبي الحسن العسكريّ عليه السلام فقال: أين كنت؟ قلت: زرت الحسين عليه السلام قال: أما أنك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي عليهما السلام.

ع قَالَ: قُلْتُ أَرْبَعاً أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَي تَصْدِيقِي بِهَا فِي كِتَابِهِ قُلْتُ الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ ظَهَرَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَي وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ قُلْتُ فَمَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهِ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ قُلْتُ قَدْرُ أَوْ قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي قِصَّةِ طَالُوتَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ قُلْتُ الْقَتْلُ يُقِلُّ الْقَتْلَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ

بيان: مخبوء أي مستور تحت لسانه لا يعرف كماله و لا نقصه و لا صدقه و يقينه و لا كذبه و نفاقه إلا إذا تكلم و قوله تعالي وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ جواب قسم محذوف و لحن القول أسلوبه و إمالته إلي جهة تعريض و تورية و منه قيل للمخطي لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب و البسطة السعة.

«6»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ النَّحْوِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَوْسِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ أَحَثُّ كَلِمَةٍ عَلَي طَلَبِ عِلْمٍ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام قَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.

بيان: قال الجوهري هو يحسن الشي ء أي يعلمه.

«7»- لي، الأمالي للصدوق أَبِي عَنْ سَعِيدٍ عَنِ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ طَرِيفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ وَ مُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ وَ الْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ وَ تَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ وَ هُوَ أَنِيسٌ فِي الْوَحْشَةِ وَ صَاحِبٌ فِي الْوَحْدَةِ وَ سِلَاحٌ عَلَي الْأَعْدَاءِ وَ زَيْنُ الْأَخِلَّاءِ يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً يَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ أَئِمَّةً يُقْتَدَي بِهِمْ تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ وَ تُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ- تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ يَمْسَحُونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ فِي صَلَاتِهِمْ لِأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ وَ نُورُ الْأَبْصَارِ مِنَ الْعَمَي وَ قُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ وَ يُنْزِلُ اللَّهُ حَامِلَهُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ وَ يَمْنَحُهُ مُجَالَسَةَ الْأَخْيَارِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بِالْعِلْمِ يُطَاعُ اللَّهُ وَ يُعْبَدُ وَ بِالْعِلْمِ يُعْرَفُ اللَّهُ وَ يُوَحَّدُ وَ بِالْعِلْمِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ وَ بِهِ يُعْرَفُ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَقْلِ وَ الْعَقْلُ تَابِعُهُ يُلْهِمُهُ اللَّهُ السُّعَدَاءَ وَ يَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاءَ.

«8»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ رَفَعُوهُ إِلَي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

ص: 166

ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ الْخَبَرَ.

إلا أن فيه مكان عند اللّٰه لأهله بذله لأهله و بعد قوله في الوحدة و دليل علي السراء و الضراء و بعد قوله في صلاتهم و يستغفر لهم كل شي ء حتي حيتان البحور و هوامها و سباع البر و أنعامها و مكان الأبرار الأخيار و مكان الأخيار الأبرار أقول روي في ف نحوا من ذلك عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله بيان يقال رمقته أي نظرت إليه أي ينظر الناس إلي أعمالهم ليقتدوا بهم و نور الأبصار أي أبصار القلوب و قوة الأبدان إذ بالعلم و اليقين تقوي الجوارح علي العمل.

«9»- ل، الخصال أَبِي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَيْمُونٍ (1)عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَي اللَّهِ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ وَ أَفْضَلُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ.

بيان: أي أفضل أعمال دينكم.

«10»- ل، الخصال أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنْ عَلِيٍّ (2)عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَنْ أَعْلَمِ النَّاسِ قَالَ مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَي عِلْمِهِ.

«11»- ل، الخصال الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَنِيعٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الْأَرْزَقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ أَظُنُّهُ ابْنَ أَبِي لَيْلَي عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ وَ أَفْضَلُ الدِّينِ الْوَرَعُ.

«12»- ل، الخصال ابْنُ الْمُغِيرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ

ص: 167


1- هو عبد اللّٰه بن ميمون القداح المقدم ترجمته في ذيل الحديث الثاني.
2- المراد به عليّ بن سيف بن عميرة و بأخيه هو الحسين بن سيف و بأبيه هو سيف بن عميرة. و عميرة وزان سفينة. أما سيف فهو كوفيّ ثقة روي عن الصادق و الكاظم عليهما السلام وثقه ثقة علماء الرجال، و أمّا الحسين فقد أورده الشيخ و لم يذكره بمدح و لا ذمّ غير أن له كتابين يرويهما عنه الرجال، و أمّا علي فقد ترجمه النجاشيّ و وثقه.

عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ عَالِمٍ مُطَاعٍ أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ.

«13»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِمُسْتَمِعٍ وَاعٍ أَوْ عَالِمٍ نَاطِقٍ.

«14»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أَرْبَعٌ يَلْزَمْنَ كُلَّ ذِي حِجًي وَ عَقْلٍ مِنْ أُمَّتِي قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هُنَّ قَالَ اسْتِمَاعُ الْعِلْمِ وَ حِفْظُهُ وَ نَشْرُهُ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ الْعَمَلُ بِهِ.

«15»- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَرْفَعُونَهُ إِلَي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ مَنْهُومُ عِلْمٍ وَ مَنْهُومُ مَالٍ.

بيان: قال الجوهري النهمة بلوغ الهمة في الشي ء و قد نهم بكذا فهو منهوم أي مولع به و

فِي الْحَدِيثِ مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ مَنْهُومٌ بِالْمَالِ وَ مَنْهُومٌ بِالْعِلْمِ.

«16»- ل، الخصال سَيَجِي ءُ فِي مَكَارِمِ أَخْلَاقِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ عليه السلام كَانَ إِذَا جَاءَهُ طَالِبُ عِلْمٍ قَالَ مَرْحَباً بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ لَمْ يَضَعْ رِجْلَهُ عَلَي رَطْبٍ وَ لَا يَابِسٍ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا سَبَّحَتْ لَهُ إِلَي الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ.

بيان: يمكن أن يكون المراد بتسبيح الأرض تسبيح أهلها من الملائكة و الجن و يحتمل أن يكون المراد أنه يكتب له مثل ثواب هذا التسبيح الفرضي و قيل بشعور ضعيف في الجمادات لكن السيد المرتضي قال إنه خلاف ضرورة الدين (1)و يحتمل أن يكون المراد بتسبيح الجمادات و الحيوانات ما يصل إلي العالم بإزائها من المثوبات إذ للعالم مدخل في بقائها و انتظامها و انتفاع سائر الخلق بها فيثاب العالم بإزاء كل منها فكأنها تسبح له و اللّٰه يعلم.

«17»- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِيمِيِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْعِلْمُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ.

ص: 168


1- لم يظهر لقوله رحمه اللّٰه وجه، و ظاهر الآيات القرآنية خلافه و عليه دلائل من الاخبار.

«18»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الْمَرَاغِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله خَلَّتَانِ (1)لَا تَجْتَمِعَانِ فِي الْمُنَافِقِ فِقْهٌ فِي الْإِسْلَامِ وَ حُسْنُ سَمْتٍ فِي الْوَجْهِ.

نوادر الراوندي، بإسناده عن الكاظم عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله مثله بيان السمت هيئة أهل الخير.

«19»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْأَصْفَهَانِيِّ عَنِ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: كَانَ فِيمَا وَعَظَ لُقْمَانُ ابْنَهُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ اجْعَلْ فِي أَيَّامِكَ وَ لَيَالِيكَ وَ سَاعَاتِكَ نَصِيباً لَكَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ لَهُ تَضْيِيعاً مِثْلَ تَرْكِهِ.

فس، تفسير القمي أبي عن الأصفهاني مثله بيان معناه الحث علي مداومة طلب العلم و مدارسته فإن تركه يوجب فوات ما قد حصل و ذهابه و نسيانه.

«20»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الْجِعَابِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَاسِينَ قَالَ سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام بِسُرَّمَنْ رَأَي يَذْكُرُ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الْآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الْفِكْرَةُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَ الِاعْتِذَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَي بِكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ تَرْكُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.

جا، المجالس للمفيد الجعابي مثله بيان قوله عليه السلام و الاعتذار منذر ناصح أي يكفي لترك المعاصي و المساوي ما يترتب عليه من الاعتذار فكيف مع خوف العقاب و كأنه تصحيف و الأظهر الاعتبار كما في نهج البلاغة و غيره.

ص: 169


1- بفتح الخاء و اللام المشددة: الخصلتان.

«21»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَلَّالِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ زُفَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَشْرَسَ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ أَيُّوبَ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَطْلُبُ عِلْماً شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ.

«22»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي بِإِسْنَادِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَي الشَّابَّ مِنْكُمْ إِلَّا غَادِياً (1)فِي حَالَيْنِ إِمَّا عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَرَّطَ فَإِنْ فَرَّطَ ضَيَّعَ فَإِنْ ضَيَّعَ أَثِمَ وَ إِنْ أَثِمَ سَكَنَ النَّارَ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ.

«23»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُفَضَّلِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَبِيحٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ (2)قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ (3)قَالَ مَرْحَباً بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَقُولُ سَيَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ وَ إِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْراً قَالَ وَ يَقُولُ وَ أَنْتُمْ وَصِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله.

ص: 170


1- أي باكرا.
2- أورده صاحب تنقيح المقال في ج 3 ص 38 من الكني و قال: لم أقف علي اسمه و لا حاله في كتب أصحابنا نعم عن ابن حجر في التقريب أنّه عنونه و قال: اسمه عمارة بن جويرة- بالجيم مصغرا مشهور بكنيته، متروك و متهم من كذبه، شيعي من الرابعة مات سنة 134.
3- منسوب إلي خدرة- بضم الخاء و سكون الدال و فتح الراء- و هو حي من الأنصار اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة الابجر. و الابجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج عنونه الخاصّة و العامّة في كتبهم عده ابن عبد البر في الاستيعاب «ج 2 ذيل ص 44 من الإصابة» من الصحابة و قال: أول مشاهده الخندق، و غزا مع رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلم اثنتا عشرة غزوة، و كان ممن حفظ عن رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله سننا كثيرة، و روي عنه علما جما و كان من نجباء الأنصار و علمائهم و فضلائهم، توفّي سنة 74 و روي عنه جماعة من الصحابة و جماعة من التابعين و نقل صاحب الإصابة «ج 2 ص 33» في تاريخ وفاته ثلاثة أقوال اخري سنة 63 و 64 و 65 و قال: استصغر باحد و استشهد أبوه بها. و نقل الكشّيّ في ص 25 من رجاله عن الفضل بن شاذان أنّه كان من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين عليه السلام، و أورد في ص 26 روايات تدلّ علي مدحه و انه كان مستقيما. و في ص 131 من التهذيب رواية تدلّ علي استقامته.

«24»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَسَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام قَالَ حَدَّثَنِي الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَي الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَقُولُ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ وَ اقْتَبِسُوهُ مِنْ أَهْلِهِ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ وَ طَلَبَهُ عِبَادَةٌ وَ الْمُذَاكَرَةَ بِهِ تَسْبِيحٌ وَ الْعَمَلَ بِهِ جِهَادٌ وَ تَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ وَ بَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ إِلَي اللَّهِ تَعَالَي لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ مَنَارُ سُبُلِ الْجَنَّةِ وَ الْمُونِسُ فِي الْوَحْشَةِ وَ الصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ وَ الْوَحْدَةِ وَ الْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ وَ الدَّلِيلُ عَلَي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ السِّلَاحُ عَلَي الْأَعْدَاءِ وَ الزَّيْنُ عِنْدَ الْأَخِلَّاءِ يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً تُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ وَ يُهْتَدَي بِفِعَالِهِمْ وَ يُنْتَهَي إِلَي رَأْيِهِمْ وَ تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ وَ بِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ وَ فِي صَلَاتِهَا تُبَارِكُ عَلَيْهِمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَ يَابِسٍ حَتَّي حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ وَ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ أَنْعَامُهُ إِنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْجَهْلِ وَ ضِيَاءُ الْأَبْصَارِ مِنَ الظُّلْمَةِ وَ قُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ مَنَازِلَ الْأَخْيَارِ وَ مَجَالِسَ الْأَبْرَارِ وَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ الذِّكْرُ فِيهِ يَعْدِلُ بِالصِّيَامِ وَ مُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ بِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ وَ يُعْبَدُ وَ بِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ وَ بِهِ يُعْرَفُ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَمَلِ وَ الْعَمَلُ تَابِعُهُ يُلْهِمُهُ السُّعَدَاءَ وَ يَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاءَ فَطُوبَي لِمَنْ لَمْ يَحْرِمْهُ اللَّهُ مِنْهُ حَظَّهُ.

قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ وَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عِيسَي بْنِ مُدْرِكٍ التَّمَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّازِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ كِنَانَةَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.

قَالَ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ الْأَزْدِيُّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَامِيِّ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَيْنٍ الْعَرَبِيِّ عَنْ يَحْيَي بْنِ يَعْلَي عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ

ص: 171

الْبَصْرَةِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ وَ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الرِّضَا عليه السلام

«»- عدة، عدة الداعي روي صاحب كتاب منتقي اليواقيت فيه مرفوعا إلي محمد بن علي بن الحسين و ذكر نحوه بيان يقال اقتبست منه نارا و اقتبست منه علما أي استفدته و المنار علم الطريق و مسح الملائكة بأجنحتها إما لإظهار الخلة أو لإفادة البركة أو لاستفادتها.

«25»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي بِإِسْنَادِ الْمُجَاشِعِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْعَالِمُ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ وَ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ حَتَّي حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ وَ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ أَنْعَامُهُ فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ.

جا، المجالس للمفيد الجعابي عن ابن عقدة عن هارون بن عمرو المجاشعي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام مثله.

«26»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ أَلَا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ بُغَاةَ (1)الْعِلْمِ.

«27»- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عِيسَي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ فِي كُلِّ حَالٍ.

«28»- ير، بصائر الدرجات بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ.

ير، بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن محمد بن عبد اللّٰه عن عيسي بن عبد اللّٰه عن أحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهما السلام مثله.

«29»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ.

ص: 172


1- بضم الباء جمع باغ، أي طالب.

بيان: هذه الأخبار تدل علي وجوب طلب العلم و لا شك في وجوب طلب القدر الضروري من معرفة اللّٰه و صفاته و سائر أصول الدين و معرفة العبادات و شرائطها و المناهي و لو بالأخذ عن عالم عينا و الأشهر بين الأصحاب أن تحصيل أزيد من ذلك إما من الواجبات الكفائية أو من المستحبات.

«30»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: طَالِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ حَتَّي الْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ وَ الطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ.

«31»- ير، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (1)عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: إِنَّ جَمِيعَ دَوَابِّ الْأَرْضِ لَتُصَلِّي عَلَي طَالِبِ الْعِلْمِ حَتَّي الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ.

«32»- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مِثْلَهُ.

«33»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: أَوْحَي اللَّهُ إِلَيَّ أَنَّهُ مَنْ سَلَكَ مَسْلَكاً يَطْلُبُ فِيهِ الْعِلْمَ سَهَّلْتُ لَهُ طَرِيقاً إِلَي الْجَنَّةِ.

«34»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ: طَالِبُ الْعِلْمِ يُشَيِّعُهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ مَفْرِقِ السَّمَاءِ يَقُولُونَ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.

بيان: مفرق الرأس وسطه و أضيف إلي السماء لكونه في جهتها أو المراد به وسط السماء و لعل فيه سقطا و كان من مفرق رأسه إلي السماء.

«35»- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْعَالِمُ وَ الْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ لِلْعَالِمِ

ص: 173


1- مصغرا هو زياد بن عيسي أو رجاء من أصحاب الباقر و الصادق عليهما السلام روي عنهما، ذكره علماء الرجال و وثقوه و كان زامل ابا جعفر إلي مكّة و كان حسن المنزلة عند آل محمد. مات في زمان الصادق عليه السلام، و له اخت تسمي حمادة تروي عن الصادق عليه السلام.

أَجْرَانِ وَ لِلْمُتَعَلِّمِ أَجْرٌ وَ لَا خَيْرَ فِي سِوَي ذَلِكَ.

«36»- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَ ابْنِ فَضَّالٍ مَعاً عَنْ جَمِيلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: إِنَّ الَّذِي تَعَلَّمَ الْعِلْمَ مِنْكُمْ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الَّذِي يُعَلِّمُهُ وَ لَهُ الْفَضْلُ عَلَيْهِ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَ عَلِّمُوهُ إِخْوَانَكُمْ كَمَا عَلَّمَكُمُ الْعُلَمَاءُ.

بيان: ضمير له راجع إلي المعلم و قوله كما علمكم أي من غير تحريف و يحتمل أن يكون الكاف تعليلية.

«37»- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَغْدُو فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَ يَرُوحُ إِلَّا خَاضَ الرَّحْمَةَ خَوْضاً.

بيان: خاض الرحمة أي دخل فيها بحيث أحاطت به.

«38»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: الْعَالِمُ وَ الْمُتَعَلِّمُ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ.

بيان: أي في أصل الأجر لا في قدره لئلا ينافي الأخبار الأخري.

«39»- ثو، ثواب الأعمال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ مُقَاتِلٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَغْدُو فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوْ يَرُوحُ إِلَّا خَاضَ الرَّحْمَةَ وَ هَتَفَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَرْحَباً بِزَائِرِ اللَّهِ وَ سَلَكَ مِنَ الْجَنَّةِ مِثْلَ ذَلِكَ الْمَسْلَكِ.

بيان: من زار العالم لله و لطلب العلم لوجه اللّٰه فكأنه زار اللّٰه.

«40»- سن، المحاسن أَبِي عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ (1)عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا تَفَقُّهَ فِيهِ وَ لَا خَيْرَ فِي دُنْيَا لَا تَدَبُّرَ فِيهَا وَ لَا خَيْرَ فِي نُسُكٍ لَا وَرَعَ فِيهِ.

بيان: لعل المراد بالتدبر في الدنيا التدبير فيها و ترك الإسراف و التقتير

ص: 174


1- بضم السين المهملة و فتح الخاء المعجمة، عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. و اسمه عاصم بن طريف، و في ص 17 من الكشّيّ رواية تدلّ علي حسن حاله.

أو التفكر في فنائها و ما يدعو إلي تركها و النسك العبادة و الورع اجتناب المحارم أو الشبهات أيضا.

«41»- ف، تحف العقول عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلُ بِهِ وَ أَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ بَيْنَكُمْ مَضْمُونٌ لَكُمْ قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَيْنَكُمْ وَ ضَمِنَهُ سَيَفِي لَكُمْ بِهِ (1)وَ الْعِلْمَ مَخْزُونٌ عَلَيْكُمْ عِنْدَ أَهْلِهِ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْهُمْ فَاطْلُبُوهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ كَثْرَةَ الْمَالِ مَفْسَدَةٌ لِلدِّينِ مَقْسَاةٌ لِلْقُلُوبِ وَ أَنَّ كَثْرَةَ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلَ بِهِ مَصْلَحَةٌ لِلدِّينِ سَبَبٌ إِلَي الْجَنَّةِ وَ النَّفَقَاتُ تَنْقُصُ الْمَالَ وَ الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَي إِنْفَاقِهِ وَ إِنْفَاقُهُ بَثُّهُ (2)إِلَي حَفَظَتِهِ وَ رُوَاتِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ صُحْبَةَ الْعَالِمِ وَ اتِّبَاعَهُ دِينٌ يُدَانُ اللَّهُ بِهِ وَ طَاعَتَهُ مَكْسَبَةٌ لِلْحَسَنَاتِ مَمْحَاةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَ ذَخِيرَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ رِفْعَةٌ فِي حَيَاتِهِمْ وَ جَمِيلُ الْأُحْدُوثَةِ عَنْهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِنَّ الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ وَ عَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ وَ أُذُنُهُ الْفَهْمُ وَ لِسَانُهُ الصِّدْقُ وَ حِفْظُهُ الْفَحْصُ وَ قَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ وَ عَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَسْبَابِ بِالْأُمُورِ وَ يَدُهُ الرَّحْمَةُ وَ هِمَّتُهُ السَّلَامَةُ وَ رِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ وَ حِكْمَتُهُ الْوَرَعُ وَ مُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ وَ فَائِدَتُهُ الْعَافِيَةُ وَ مَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ وَ سِلَاحُهُ لَيِّنُ الْكَلَامِ وَ سَيْفُهُ الرِّضَا وَ قَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ وَ جَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ الْعُلَمَاءِ وَ مَالُهُ الْأَدَبُ (3)وَ ذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ وَ زَادُهُ الْمَعْرُوفُ وَ مَأْوَاهُ الْمُوَادَعَةُ وَ دَلِيلُهُ الْهُدَي وَ رَفِيقُهُ صُحْبَةُ الْأَخْيَارِ.

بيان: مفسدة و مكسبة و أضرابهما كل منهما إما اسم فاعل أو مصدر ميمي أو اسم آلة أو اسم مكان و في بعضها لا يحتمل بعض الوجوه كما لا يخفي و الأحدوثة بالضم ما يتحدث به ثم إنه عليه السلام أراد التنبيه علي فضائل العلم فشبهه بشخص كامل روحاني له أعضاء و قوي كلها روحانية بعضها ظاهرة و بعضها باطنة فالظاهرة كالرأس و العين و الأذن و اللسان و اليد و الرجل و الباطنة كالحفظ و القلب و العقل و الهمة و الحكمة و له مستقر روحاني و مركب و سلاح و سيف و قوس و جيش

ص: 175


1- و في نسخة: و سيفي لكم به.
2- بث الخبر: اذاعه و نشره.
3- ملكة تعصم من كانت فيه عما يشينه.

و مال و ذخيرة و زاد و مأوي و دليل و رفيق كلها معنوية روحانية ثم إنه عليه السلام بين انطباق هذا الشخص الروحاني بجميع أجزائه علي هذا الهيكل الجسماني إكمالا للتشبيه و إفصاحا بأن العلم إذا استقر في قلب إنسان يملك جميع جوارحه و يظهر آثاره من كل منها فرأس العلم و هو التواضع يملك هذا الرأس الجسداني و يخرج منه التكبر و النخوة التي هو مسكنها و يستعمله فيما يقتضيه التواضع من الانكسار و التخشع و كما أن الرأس البدني بانتفائه ينتفي حياة البدن فكذا بانتفاء التواضع عند الخالق و الخلائق تنتفي حياة العلم فهو كجسد بلا روح لا يصير مصدرا لأثر و هاتان الجهتان ملحوظتان في جميع الفقرات و ذكرها يوجب الإطناب و ما ذكرناه كاف لأولي الألباب.

«42»- سن، المحاسن أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: لَا يَسَعُ النَّاسَ حَتَّي يَسْأَلُوا أَوْ يَتَفَقَّهُوا.

«43»- سن، المحاسن أَبِي وَ مُوسَي بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ يُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ هَلْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَالَ لَا.

«44»- سن، المحاسن النَّوْفَلِيُّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أُفٍّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ لَا يَجْعَلُ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ يَوْماً يَتَفَقَّهُ فِيهِ أَمْرَ دِينِهِ وَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ وَ رَوَي بَعْضٌ أُفٍّ لِكُلِّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ.

بيان: المراد بالجمعة الأسبوع تسمية للكل باسم الجزء.

«45»- سن، المحاسن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام فِي كَلَامٍ لَهُ لَا يَسْتَحِي الْجَاهِلُ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ أَنْ يَتَعَلَّمَ.

«46»- غو، غوالي اللئالي فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ وَ قَبْلَ أَنْ يُجْمَعَ وَ جَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَي وَ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ ثُمَّ قَالَ الْعَالِمُ وَ الْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ وَ لَا خَيْرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ بَعْدُ.

بيان: لعل المراد بالجمع أيضا القبض و أخذه من مواطنه ليجمع في محل واحد

ص: 176

في علمه و علم مقربي جنابه.

«47»- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَقُولُ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ حَتَّي يَطَأَ عَلَيْهَا رِضًا بِهِ.

«48»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَي إِبْلِيسَ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ.

«49»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

«50»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَي ذُلِّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً بَقِيَ فِي ذُلِّ الْجَهْلِ أَبَداً.

«51»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله طَالِبُ الْعِلْمِ لَا يَمُوتُ أَوْ يَتَمَتَّعَ جِدُّهُ بِقَدْرِ كَدِّهِ.

بيان: أو هنا بمعني إلي أن أو إلا أن و الجد بالكسر الاجتهاد في الأمر و إسناد التمتع إلي الجد مجازي.

«52»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله الْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْهُمْ.

«53»- وَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْعِلْمِ لَطَلَبُوهُ وَ لَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ وَ خَوْضِ اللُّجَجِ.

بيان: المهجة الدم أو دم القلب و الروح و اللجة معظم الماء.

«54»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ.

«55»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ لَوْ بِالصِّينِ.

«56»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَا عَلَي مَنْ لَا يَعْلَمُ مِنْ حَرَجٍ أَنْ يَسْأَلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ.

«57»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لِيَلْتَمِسَ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ لِيَنْتَفِعَ بِهِ وَ يُعَلِّمَهُ غَيْرَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ (1)عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَ قِيَامَهَا وَ حَفَّتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَ صَلَّي عَلَيْهِ طُيُورُ السَّمَاءِ وَ حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ دَوَابُّ الْبَرِّ وَ أَنْزَلَهُ اللَّهُ مَنْزِلَةَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً وَ كَانَ خَيْراً لَهُ مِنْ أَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا كُلُّهَا لَهُ فَجَعَلَهَا فِي الْآخِرَةِ.

«58»- جا، المجالس للمفيد ابْنُ قُولَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هَارُونَ (2)عَنِ

ص: 177


1- بضم الخاء و سكون الطاء: ما بين القدمين عند المشي.
2- هو هارون بن مسلم، قال النجاشيّ في فهرسه ص 307 هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب السرمن رائي كان نزلها، و أصله الانبار يكني أبا القاسم، ثقة وجه، و كان له مذهب في الجبر و التشبيه، لقي أبا محمّد و أبا الحسن عليهما السلام، له كتاب التوحيد، و كتاب الفضائل، و كتاب الخطب و كتاب المغازي، و كتاب الدعاء، و له مسائل لابي الحسن الثالث عليه السلام.

ابْنِ زِيَادٍ (1)قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهما السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَي فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَي يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَ كُنْتَ عَالِماً فَإِنْ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ أَ فَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ وَ إِنْ قَالَ كُنْتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَ فَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّي تَعْمَلَ فَيَخْصِمُهُ وَ ذَلِكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ.

«59»- م، تفسير الإمام عليه السلام قَالَ الْإِمَامُ عليه السلام دَخَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَلَي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَا جَابِرُ قِوَامُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٌ يَسْتَعْمِلُ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٌ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ غَنِيٌّ جَوَادٌ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِيرٌ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَإِذَا كَتَمَ الْعَالِمُ الْعِلْمَ أَهْلَهُ وَ زَهَا الْجَاهِلُ فِي تَعَلُّمِ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَ بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ وَ بَاعَ الْفَقِيرُ دِينَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ حَلَّ الْبَلَاءُ وَ عَظُمَ الْعِقَابُ.

«60»- جع، جامع الأخبار عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَا أَبَا ذَرٍّ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَلْتَمِسُ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ يَسْمَعُ أَوْ يَكْتُبُ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَ طَالِبُ الْعِلْمِ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ أَحَبَّهُ الْمَلَائِكَةُ وَ أَحَبَّهُ النَّبِيُّونَ وَ لَا يُحِبُّ الْعِلْمَ إِلَّا السَّعِيدُ فَطُوبَي لِطَالِبِ الْعِلْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَلْتَمِسُ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوَابَ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ طَالِبُ الْعِلْمِ حَبِيبُ اللَّهِ وَ مَنْ أَحَبَّ الْعِلْمَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ يُصْبِحُ وَ يُمْسِي فِي رِضَا اللَّهِ وَ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّي يَشْرَبَ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ يَأْكُلَ مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ وَ يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ رَفِيقَ خَضِرٍ عليه السلام وَ هَذَا كُلُّهُ تَحْتَ هَذِهِ الْآيَةِ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ

بيان: المراد بثواب النبي إما ثواب عمل من أعماله أو ثوابه الاستحقاقي فإنه قليل بالنظر إلي ما يتفضل اللّٰه تعالي عليه من الثواب و كذا الشهيد.

ص: 178


1- هو مسعدة، عنونه النجاشيّ في كتابه ص 295 فقال: مسعدة بن زياد الربعي ثقة، عين، روي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام، له كتاب في الحلال و الحرام مبوب، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الزراري، قال: حدّثنا عبد اللّٰه بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد بكتابه.

«61»- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قِوَامُ الدِّينِ بِأَرْبَعَةٍ بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لَهُ وَ بِغَنِيٍّ لَا يَبْخَلُ بِفَضْلِهِ عَلَي أَهْلِ دِينِ اللَّهِ وَ بِفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ وَ بِجَاهِلٍ لَا يَتَكَبَّرُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ فَإِذَا اكْتَتَمَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ وَ بَخِلَ الْغَنِيُّ وَ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ وَ اسْتَكْبَرَ الْجَاهِلُ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ رَجَعَتِ الدُّنْيَا عَلَي تُرَاثِهَا قَهْقَرَي وَ لَا تَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ الْمَسَاجِدِ وَ أَجْسَادُ قَوْمٍ مُخْتَلِفَةٍ قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ الْعَيْشُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ خَالِطُوهُمْ بِالْبَرَّانِيَّةِ يَعْنِي فِي الظَّاهِرِ وَ خَالِفُوهُمْ فِي الْبَاطِنِ لِلْمَرْءِ مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَ انْتَظِرُوا مَعَ ذَلِكَ الْفَرَجَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَي.

بيان: رجعت الدنيا علي تراثها كذا فيما عندنا من النسخ و لعل المراد رجعت مع ما أورثه الناس من الأموال و النعم أي يسلب عن الناس نعمهم عقوبة علي هذه الخصال و الأصوب علي ورائها كما سيأتي (1)و قال في النهاية في حديث سلمان من أصلح جوانيه أصلح اللّٰه برانيه أراد بالبراني العلانية و الألف و النون من زيادات النسب كما قالوا في صنعاء صنعاني و أصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلي البر و الصحراء قوله عليه السلام للمرء ما اكتسب بيان لأنه لا يضركم الكون معهم فإن لكم أعمالكم و أنتم تحشرون في الآخرة مع الأئمة الذين تحبونهم.

«62»- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الشَّاخِصُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ وَ كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَلَا يَرْجِعُ إِلَّا مَغْفُوراً.

«63»- وَ قَالَ عليه السلام لَا عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ وَ لَا شَرَفَ كَالْعِلْمِ.

بيان: المراد بالشخوص الخروج من البلد أو الأعم منه و من الخروج من البيت و قوله عليه السلام لا علم كالتفكر أي كالعلم الحاصل بالتفكر أو المراد بالعلم ما يوجبه مجازا.

ص: 179


1- الظاهر أن المراد من رجوع الدنيا إلي تراثها رجوعها إلي الجاهليّة الأولي التي تركتها أهل الجاهلية و قد نسخها الإسلام و بث العلم النافع في الدنيا، و مع ترك العلم و افساد التربية الدينية يرجع الناس الي تراثهم الأولي و هو الجهل و العمي و الفساد. ط.

«64»- ضه، روضة الواعظين قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَا مُؤْمِنُ إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ وَ الْأَدَبَ ثَمَنُ نَفْسِكَ فَاجْتَهِدْ فِي تَعَلُّمِهِمَا فَمَا يَزِيدُ مِنْ عِلْمِكَ وَ أَدَبِكَ يَزِيدُ فِي ثَمَنِكَ وَ قَدْرِكَ فَإِنَّ بِالْعِلْمِ تَهْتَدِي إِلَي رَبِّكَ وَ بِالْأَدَبِ تُحْسِنُ خِدْمَةَ رَبِّكَ وَ بِأَدَبِ الْخِدْمَةِ يَسْتَوْجِبُ الْعَبْدُ وَلَايَتَهُ وَ قُرْبَهُ فَاقْبَلِ النَّصِيحَةَ كَيْ تَنْجُوَ مِنَ الْعَذَابِ.

«65»- ضه، روضة الواعظين قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ لَوْ بِالصِّينِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلِّ مُسْلِمٍ.

«66»- وَ قَالَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ تَعَلَّمَ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلْفَ قَلَائِدَ مِنَ النُّورِ وَ غَفَرَ لَهُ أَلْفَ ذَنْبٍ وَ بَنَي لَهُ مَدِينَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَي جَسَدِهِ حَجَّةً.

«67»- ضه، روضة الواعظين قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ تَعَلَّمَ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ عَمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يَعْمَلْ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً.

«68»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ نَادَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ مَرْحَباً بِكَ (1)يَا عَبْدِي أَ تَدْرِي أَيَّ مَنْزِلَةٍ تَطْلُبُ وَ أَيَّ دَرَجَةٍ تَرُومُ (2)تُضَاهِي (3)مَلَائِكَتِي الْمُقَرَّبِينَ لِتَكُونَ لَهُمْ قَرِيناً لَأُبَلِّغَنَّكَ مُرَادَكَ وَ لَأُوصِلَنَّكَ بِحَاجَتِكَ فَقِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام مَا مَعْنَي مُضَاهَاةِ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُقَرَّبِينَ لِيَكُونَ لَهُمْ قَرِيناً قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ وَ ثَنَّي بِمَلَائِكَتِهِ وَ ثَلَّثَ بِأُولِي الْعِلْمِ الَّذِينَ هُمْ قُرَنَاءُ مَلَائِكَتِهِ وَ سَيِّدُهُمْ مُحَمَّدٌ صلي اللّٰه عليه و آله وَ ثَانِيهِمْ عَلِيٌّ عليه السلام وَ ثَالِثُهُمْ أَهْلُهُ وَ أَحَقُّهُمْ بِمَرْتَبَتِهِ بَعْدَهُ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ أَنْتُمْ مَعَاشِرَ الشِّيعَةِ الْعُلَمَاءُ بِعِلْمِنَا تأولون (4)[تَالُونَ لَنَا] مَقْرُونُونَ بِنَا وَ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ

ص: 180


1- أي صادفت سعة و رحبا.
2- أي تريد.
3- أي تشابه و تشاكل.
4- كذا في النسخة و يحتمل أن تكون مصحف نازلون.

شُهَدَاءُ لِلَّهِ بِتَوْحِيدِهِ وَ عَدْلِهِ وَ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ قَاطِعُونَ لِمَعَاذِيرِ الْمُعَانِدِينَ مِنْ إِمَائِهِ وَ عَبِيدِهِ فَنِعْمَ الرَّأْيُ لِأَنْفُسِكُمْ رَأَيْتُمْ وَ نِعْمَ الْحَظُّ الْجَزِيلُ اخْتَرْتُمْ وَ بِأَشْرَفِ السَّعَادَةِ سَعِدْتُمْ حِينَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ عليهم السلام قُرِنْتُمْ وَ عُدُولُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ شَاهِرِينَ بِتَوْحِيدِهِ وَ تَمْجِيدِهِ جُعِلْتُمْ وَ هَنِيئاً لَكُمْ إِنَّ مُحَمَّداً لَسَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ الْمُوَالِينَ أَوْلِيَاءَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ الْمُتَبَرِّءِينَ مِنْ أَعْدَائِهِمَا أَفْضَلُ أُمَمِ الْمُرْسَلِينَ وَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا إِلَّا بِهَذَا الِاعْتِقَادِ وَ لَا يَغْفِرُ لَهُ ذَنْباً وَ لَا يَقْبَلُ لَهُ حَسَنَةً وَ لَا يَرْفَعُ لَهُ دَرَجَةً إِلَّا بِهِ.

«69»- ختص، الإختصاص أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ مَا بَرَأَ اللَّهُ مِنْ بَرِيَّةٍ أَفْضَلَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مِنِّي وَ أَهْلِ بَيْتِي وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَلَبَةِ الْعِلْمِ مِنْ شِيعَتِنَا.

«70»- ختص، الإختصاص قَالَ الْبَاقِرُ عليه السلام الرُّوحُ عِمَادُ الدِّينِ وَ الْعِلْمُ عِمَادُ الرُّوحِ وَ الْبَيَانُ عِمَادُ الْعِلْمِ.

«71»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ عَنِ ابْنِ نَهِيكٍ (1)عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله طَالِبُ الْعِلْمِ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ.

«72»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُسَافِرٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ

ص: 181


1- وزان زبير كنية لعبد اللّٰه بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعيّ، او عبيد اللّٰه علي اختلاف فيه عنونه العلامة رحمه اللّٰه في الخلاصة و الشيخ في فهرسه مكبرا و النجاشيّ مصغرا، و وصفه النجاشيّ في ص 160 بقوله: عبيد اللّٰه بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعيّ الشيخ الصدوق ثقة، و آل نهيك بالكوفة بيت من أصحابنا: منهم عبد اللّٰه بن محمّد و عبد الرحمن السمريين «السمريان ظ» و غيرهما. له كتاب النوادر، اخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن، قال: اشتملت إجازة ابي القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوي و أراناها علي سائر ما رواه عبيد اللّٰه بن أحمد بن نهيك، و قال: كان بالكوفة و خرج الي مكّة، و قال حميد بن زياد في فهرسه: سمعت من عبيد اللّٰه كتاب المناسك و كتاب الحجّ، و كتاب فضائل الحجّ، و كتاب الثلاث و الاربع، و كتاب المثالب، و لا ادري قرأها حميد عليه و هي من مصنّفاته او هي لغيره.

أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَي عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عُمَرَ بْنِ صَبِيحٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: مَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ بَاباً مِنْ عِلْمٍ لِيَرُدَّ بِهِ بَاطِلًا إِلَي حَقٍّ أَوْ ضَلَالَةً إِلَي هُدًي كَانَ عَمَلُهُ ذَلِكَ كَعِبَادَةِ مُتَعَبِّدٍ أَرْبَعِينَ عَاماً.

«73»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي غُنْدَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: كَمَالُ الْمُؤْمِنِ فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ تَفَقُّهٍ فِي دِينِهِ وَ الصَّبْرِ عَلَي النَّائِبَةِ وَ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ.

«74»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ يَحْيَي عَنْ حَمْدَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خُطْبَتِهِ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ لَا تَشْغَلْكَ الدُّنْيَا وَ لَا أَهْلٌ وَ لَا مَالٌ عَنْ نَفْسِكَ أَنْتَ يَوْمَ تُفَارِقُهُمْ كَضَيْفٍ بِتَّ فِيهِمْ ثُمَّ غَدَوْتَ عَنْهُمْ إِلَي غَيْرِهِمْ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ كَمَنْزِلٍ تَحَوَّلْتَ مِنْهُ إِلَي غَيْرِهِ وَ مَا بَيْنَ الْبَعْثِ وَ الْمَوْتِ إِلَّا كَنَوْمَةٍ نِمْتَهَا ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ عَنْهَا يَا جَاهِلُ تَعَلَّمِ الْعِلْمَ فَإِنَّ قَلْباً لَيْسَ فِيهِ شَيْ ءٌ مِنَ الْعِلْمِ كَالْبَيْتِ الْخَرَابِ الَّذِي لَا عَامِرَ لَهُ.

«75»- نُقِلَ مِنْ خَطِّ الْوَزِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلْقَمِيِّ قَالَ أَمْلَاهُ عَلَيَّ الشَّيْخُ الصَّنْعَانِيُّ أَبْقَاهُ اللَّهُ تَعَالَي فِي ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَ طَالِبُ دُنْيَا فَأَمَّا طَالِبُ الْعِلْمِ فَيَزْدَادُ رِضَا الرَّحْمَنِ وَ أَمَّا طَالِبُ الدُّنْيَا فَيَتَمَادَي فِي الطُّغْيَانِ.

«76»- نهج، نهج البلاغة الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ.

«77»- وَ قَالَ عليه السلام قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.

قال السيد رضي اللّٰه عنه و هذه الكلمة التي لا تصاب لها قيمة و لا توزن بها حكمة و لا تقرن إليها كلمة.

«78»- وَ قَالَ عليه السلام إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.

ص: 182

«79»- وَ قَالَ عليه السلام إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِالْأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ ثُمَّ تَلَا عليه السلام إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا

بيان: في بعض النسخ أعملهم و هو أظهر.

«80»- نهج، نهج البلاغة سُئِلَ عليه السلام عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ فَقَالَ لَيْسَ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَ وَلَدُكَ وَ لَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ وَ يَعْظُمَ حِلْمُكَ الْخَبَرَ.

«81»- وَ قَالَ عليه السلام لَا شَرَفَ كَالْعِلْمِ وَ لَا عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ.

«82»- وَ قَالَ عليه السلام كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إِلَّا وِعَاءَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ.

«83»- وَ قَالَ: مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ الْعِلْمِ وَ طَالِبُ دُنْيَا.

«84»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام النَّاسُ أَبْنَاءُ مَا يُحْسِنُونَ.

«85»- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْجَاهِلُ صَغِيرٌ وَ إِنْ كَانَ شَيْخاً وَ الْعَالِمُ كَبِيرٌ وَ إِنْ كَانَ حَدَثاً (1).

«86»- وَ قَالَ عليه السلام مَنْ عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ لَحَظَتْهُ الْعُيُونُ بِالْوَقَارِ.

«87»- وَ قَالَ عليه السلام الْمَوَدَّةُ أَشْبَكُ الْأَنْسَابِ وَ الْعِلْمُ أَشْرَفُ الْأَحْسَابِ.

«88»- وَ قَالَ عليه السلام لَا كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ وَ لَا قَرِينَ سَوْءٍ شَرٌّ مِنَ الْجَهْلِ.

«89»- وَ قَالَ عليه السلام عَلَيْكُمْ بِطَلَبِ الْعِلْمِ فَإِنَّ طَلَبَهُ فَرِيضَةٌ وَ هُوَ صِلَةٌ بَيْنَ الْإِخْوَانِ وَ دَالٌّ عَلَي الْمُرُوءَةِ وَ تُحْفَةٌ فِي الْمَجَالِسِ وَ صَاحِبٌ فِي السَّفَرِ وَ أُنْسٌ فِي الْغُرْبَةِ.

«90»- وَ قَالَ عليه السلام الشَّرِيفُ مَنْ شَرَّفَهُ عِلْمُهُ.

«91»- وَ قَالَ عليه السلام مَنْ عَرَفَ الْحِكْمَةَ لَمْ يَصْبِرْ مِنَ الِازْدِيَادِ مِنْهَا.

«92»- وَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام الْمُلُوكُ حُكَّامٌ عَلَي النَّاسِ وَ الْعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَي الْمُلُوكِ.

«93»- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْكَلِمَةُ مِنَ الْحِكْمَةِ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ فَيَقُولُ أَوْ يَعْمَلُ بِهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ.

«94»- مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ طَلَبَ عِلْماً فَأَدْرَكَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كِفْلَيْنِ (2)

ص: 183


1- الحدث: الشاب.
2- الكفل: الضعف من الأجر و الاثم، الحظ و النصيب.

مِنَ الْأَجْرِ وَ مَنْ طَلَبَ عِلْماً فَلَمْ يُدْرِكْهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كِفْلًا مِنَ الْأَجْرِ.

«95»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَي عُتَقَاءِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَي الْمُتَعَلِّمِينَ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ مُتَعَلِّمٍ يَخْتَلِفُ إِلَي بَابِ الْعَالِمِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ بَنَي اللَّهُ بِكُلِّ قَدَمٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَ يَمْشِي عَلَي الْأَرْضِ وَ هِيَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ يُمْسِي وَ يُصْبِحُ مَغْفُوراً لَهُ وَ شَهِدَتِ الْمَلَائِكَةُ أَنَّهُمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ.

«96»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فَهُوَ كَالصَّائِمِ نَهَارَهُ الْقَائِمِ لَيْلَهُ وَ إِنَّ بَاباً مِنَ الْعِلْمِ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَبُو قُبَيْسٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

«97»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ جَاءَهُ الْمَوْتُ وَ هُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ الْإِسْلَامَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ.

«98»- وَ قَالَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِداً خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ.

«99»- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَي خَيْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا.

«100»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَي وَ الْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضاً وَ كَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ فَقَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَ الْعُشْبَ (1)الْكَثِيرَ وَ كَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ (2)أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ وَ شَرِبُوا مِنْهَا وَ سَقَوْا وَ زَرَعُوا وَ أَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَي إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ (3)لَا تُمْسِكُ مَاءً وَ لَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَ تَفَقَّهَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَ عَلَّمَ وَ مَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً وَ لَمْ يَقْبَلْ هُدَي اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ.

«101»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ غَدَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَظَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَ بُورِكَ لَهُ فِي مَعِيشَتِهِ وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنْ رِزْقِهِ.

ص: 184


1- الكلاء: نبات الأرض ممّا ترعاه الانعام رطبه و يابسه، و العشب بالضم و السكون هو الكلأ الرطب.
2- الاجادب: الاراضي التي لا نبت فيها.
3- بكسر القاف جمع القاع و هي أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال و الآكام. و يأتي جمعها أيضا علي قيع و قيعة بكسر القاف فيهما و علي أقواع و اقوع.

«102»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله نَوْمٌ مَعَ عِلْمٍ خَيْرٌ مِنْ صَلَاةٍ مَعَ جَهْلٍ.

«103»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله أَيُّمَا نَاشٍ نَشَأَ فِي الْعِلْمِ وَ الْعِبَادَةِ حَتَّي يَكْبَرَ أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً.

«104»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله قَلِيلٌ مِنَ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ.

«105»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ غَدَا إِلَي الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ لِيُعَلِّمَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُعْتَمِرٍ تَامَّ الْعُمْرَةِ وَ مَنْ رَاحَ إِلَي الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ لِيُعَلِّمَهُ فَلَهُ أَجْرُ حَاجٍّ تَامَّ الْحِجَّةِ.

«106»- وَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ غَسَّانَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلي اللّٰه عليه و آله وَ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ عَلَي بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقَالَ مَرْحَباً بِطَالِبِ الْعِلْمِ إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضاً حَتَّي يَبْلُغُوا سَمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِمَا يُطْلَبُ.

«107»- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَفَي بِالْعِلْمِ شَرَفاً أَنْ يَدَّعِيَهُ مَنْ لَا يُحْسِنُهُ وَ يَفْرَحَ إِذَا نُسِبَ إِلَيْهِ وَ كَفَي بِالْجَهْلِ ذَمّاً يَبْرَأُ مِنْهُ مَنْ هُوَ فِيهِ.

«108»- وَ عَنْهُ عليه السلام أَيْضاً الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنَ الْمَالِ بِسَبْعَةٍ الْأَوَّلُ أَنَّهُ مِيرَاثُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمَالَ مِيرَاثُ الْفَرَاعِنَةِ الثَّانِي الْعِلْمُ لَا يَنْقُصُ بِالنَّفَقَةِ وَ الْمَالُ يَنْقُصُ بِهَا الثَّالِثُ يَحْتَاجُ الْمَالُ إِلَي الْحَافِظِ وَ الْعِلْمُ يَحْفَظُ صَاحِبَهُ الرَّابِعُ الْعِلْمُ يَدْخُلُ فِي الْكَفَنِ وَ يَبْقَي الْمَالُ الْخَامِسُ الْمَالُ يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ الْعِلْمُ لَا يَحْصُلُ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ خَاصَّةً السَّادِسُ جَمِيعُ النَّاسِ يَحْتَاجُونَ إِلَي صَاحِبِ الْعِلْمِ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَي صَاحِبِ الْمَالِ السَّابِعُ الْعِلْمُ يُقَوِّي الرَّجُلَ عَلَي الْمُرُورِ عَلَي الصِّرَاطِ وَ الْمَالُ يَمْنَعُهُ.

«109»- وَ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عليه السلام لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَطَلَبُوهُ وَ لَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ وَ خَوْضِ اللُّجَجِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَي أَوْحَي إِلَي دَانِيَالَ أَنَّ أَمْقَتَ عَبِيدِي إِلَيَّ الْجَاهِلُ الْمُسْتَخِفُّ بِحَقِّ أَهْلِ الْعِلْمِ التَّارِكُ لِلِاقْتِدَاءِ بِهِمْ وَ أَنَّ أَحَبَّ عِبَادِي عِنْدِي (1)

ص: 185


1- و في نسخة: و أن أحبّ عبيدي إلي.

التَّقِيُّ الطَّالِبُ لِلثَّوَابِ الْجَزِيلِ اللَّازِمُ لِلْعُلَمَاءِ التَّابِعُ للحكماء (1)[لِلْحُلَمَاءِ] الْقَابِلُ عَنِ الْحُكَمَاءِ.

«110»- وَ فِي الْإِنْجِيلِ فِي السُّورَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَ مِنْهُ وَيْلٌ لِمَنْ سَمِعَ بِالْعِلْمِ وَ لَمْ يَطْلُبْهُ كَيْفَ يُحْشَرُ مَعَ الْجُهَّالِ إِلَي النَّارِ اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ تَعَلَّمُوهُ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِنْ لَمْ يُسْعِدْكُمْ لَمْ يُشْقِكُمْ وَ إِنْ لَمْ يَرْفَعْكُمْ لَمْ يَضَعْكُمْ وَ إِنْ لَمْ يُغْنِكُمْ لَمْ يُفْقِرْكُمْ وَ إِنْ لَمْ يَنْفَعْكُمْ لَمْ يَضُرَّكُمْ وَ لَا تَقُولُوا نَخَافُ أَنْ نَعْلَمَ فَلَا نَعْمَلَ وَ لَكِنْ قُولُوا نَرْجُو أَنْ نَعْلَمَ وَ نَعْمَلَ وَ الْعِلْمُ يَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ وَ حَقٌّ عَلَي اللَّهِ أَنْ لَا يُخْزِيَهُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ مَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ ظَنُّنَا أَنْ تَرْحَمَنَا وَ تَغْفِرَ لَنَا فَيَقُولُ تَعَالَي فَإِنِّي قَدْ فَعَلْتُ إِنِّي اسْتَوْدَعْتُكُمْ حِكْمَتِي لَا لِشَرٍّ أَرَدْتُهُ بِكُمْ بَلْ لِخَيْرٍ أَرَدْتُهُ بِكُمْ فَادْخُلُوا فِي صَالِحِ عِبَادِي إِلَي جَنَّتِي وَ رَحْمَتِي.

«111»- وَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَابٌ مِنَ الْعِلْمِ تَتَعَلَّمُهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً وَ قَالَ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَقُولُ إِذَا جَاءَ الْمَوْتُ طَالِبَ الْعِلْمِ وَ هُوَ عَلَي هَذِهِ الْحَالِ مَاتَ شَهِيداً.

«112»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ يَقُولُ اقْتَرِبُوا اقْتَرِبُوا وَ اسْأَلُوا فَإِنَّ الْعِلْمَ يُقْبَضُ قَبْضاً وَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَي بَطْنِهِ وَ يَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ مَمْلُوٌّ شَحْماً وَ لَكِنَّهُ مَمْلُوٌّ عِلْماً وَ اللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَ لَا فِي الْأَرْضِ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ وَ لَا سَهْلٍ وَ لَا جَبَلٍ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَ فِي أَيِّ يَوْمٍ وَ فِي أَيِّ سَاعَةٍ نَزَلَتْ.

باب 2 أصناف الناس في العلم و فضل حب العلماء

«1»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنِ الْوَشَّاءِ (2)عَنْ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 186


1- و في نسخة: للحلماء.
2- بفتح الواو و الشين المشددة نسبة الي بيع الوشي و هو نوع من الثياب المعمولة من الابريسم و هو لقب للحسن بن عليّ بن زياد المترجم في رجال النجاشيّ و غيره من التراجم مع ذكر جميل.

عَائِذٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: النَّاسُ يَغْدُونَ عَلَي ثَلَاثَةٍ عَالِمٍ وَ مُتَعَلِّمٍ وَ غُثَاءٍ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ.

ير، بصائر الدرجات ابن عيسي مثله- ير، بصائر الدرجات محمد بن عبد الحميد عن ابن عميرة عن أبي سلمة (1)عن أبي عبد اللّٰه مثله- ير، بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة مثله- ير، بصائر الدرجات ابن هاشم عن يحيي بن أبي عمران عن يونس عن جميل عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال يغدو الناس علي ثلاثة صنوف و ذكر مثله بيان قال الجوهري الغثاء بالضم و المد ما يحمله السيل من القماش و كذا الغثاء بالتشديد.

«2»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ أَحِبَّ الْعُلَمَاءَ وَ لَا تَكُنْ رَابِعاً فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ.

«3»- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: النَّاسُ اثْنَانِ عَالِمٌ وَ مُتَعَلِّمٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ وَ الْهَمَجُ فِي النَّارِ.

بيان: الهمج بالتحريك جمع همجة و هي ذباب صغير كالبعوض يسقط علي وجوه الغنم و الحمير و أعينها كذا ذكره الجوهري.

«4»- ل، الخصال حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الشَّاهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْخَوَاصُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكَرِيمِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: خَرَجَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام فَأَخَذَ بِيَدِي وَ أَخْرَجَنِي إِلَي الْجَبَّانِ وَ جَلَسَ وَ جَلَسْتُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا

ص: 187


1- هذا و أبو خديجة المتقدم في السند المتلو و الآتي في السند التالي كلاهما كنية لسالم بن مكرم ابن عبد اللّٰه الجمال الكوفيّ مولي بني أسد، كانت اولا كنيته أبا خديجة فبدلها أبو عبد اللّٰه عليه السلام أبا سلمة، روي عن أبي عبد اللّٰه و أبي الحسن عليهما السلام، قال النجاشيّ في حقه: ثقة ثقة.

كُمَيْلُ احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ النَّاسُ ثَلَاثَةٌ عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَي سَبِيلِ نَجَاةٍ وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ (1)وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَي رُكْنٍ وَثِيقٍ يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَ أَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ وَ الْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ وَ الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَي الْإِنْفَاقِ يَا كُمَيْلُ مَحَبَّةُ الْعَالِمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ يَكْسِبُهُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَ جَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَمَنْفَعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلُ مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَ هُمْ أَحْيَاءٌ وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ هَاهْ (2)إِنَّ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي صَدْرِهِ لَعِلْماً لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً بَلَي أَصَبْتُ لَهُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَ يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلَي خَلْقِهِ وَ بِنِعَمِهِ عَلَي عِبَادِهِ لِيَتَّخِذَهُ الضُّعَفَاءُ وَلِيجَةً مِنْ دُونِ وَلِيِّ الْحَقِّ أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْعِلْمِ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ يَقْدَحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ فَمَنْهُومٌ بِاللَّذَّاتِ سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ أَوْ مُغْرًي بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَارِ لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ (3)أَقْرَبُ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ اللَّهُمَّ بَلَي لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ بِحُجَّةٍ ظَاهِرٍ أَوْ خافي (4)[خَافٍ مَغْمُورٍ لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ وَ كَمْ ذَا وَ أَيْنَ أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً الْأَعْظَمُونَ خَطَراً بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حُجَجَهُ حَتَّي يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَي حَقَائِقِ الْأُمُورِ فَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَي يَا كُمَيْلُ أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَي دِينِهِ هَايْ هَايْ شَوْقاً إِلَي رُؤْيَتِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ.

«5»- ف، تحف العقول إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ إِلَي آخِرِ الْخَبَرِ.

ص: 188


1- و في نسخة: لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدون.
2- و في نسخة: آه آه.
3- و في النهج: ليسا من رعاة الدين في شي ء.
4- و في نسخة: او خائف.

«6»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ خَدِيجٍ (1)عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ قَدْ صَلَّيْنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَأَخَذَ بِيَدِي حَتَّي خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَشَي حَتَّي خَرَجَ إِلَي ظَهْرِ الْكُوفَةِ لَا يُكَلِّمُنِي بِكَلِمَةٍ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ يَا كُمَيْلُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ إِلَي آخِرِ الْخَبَرِ إِلَّا أَنَّ فِيهِ صُحْبَةَ الْعَالِمِ دِينٌ يُدَانُ اللَّهُ بِهِ يَا كُمَيْلُ مَنْفَعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلُ مَاتَ خُزَّانُ الْمَالِ وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ هَاهْ هَاهْ إن هاهنا يقتدح الشك بشبهة ظاهر مشهور أو مستتر مغمور و بيناته و إن أولئك أرواح اليقين ما استوعره خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَي دِينِهِ هَاهْ هَاهْ شَوْقاً إِلَي رُؤْيَتِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ ثُمَّ نَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي وَ قَالَ انْصَرِفْ إِذَا شِئْتَ.

«7»- نهج، نهج البلاغة قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام فَأَخْرَجَنِي إِلَي الْجَبَّانَةِ فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ (2)ثُمَّ قَالَ يَا كُمَيْلُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ (3)الْخَبَرَ.

كتاب الغارات للثقفي بإسناده مثله بيان سيأتي هذا الخبر بأسانيد جمة (4)في باب الاضطرار إلي الحجة و الجبان و الجبانة بالتشديد الصحراء و تسمي بهما المقابر أيضا و أصحر أي أخرج إلي الصحراء و أوعاها أي أحفظها للعلم و أجمعها و الرباني منسوب إلي الرب بزيادة الألف و النون علي خلاف القياس كالرقباني قال الجوهري الرباني المتأله العارف باللّٰه تعالي و كذا قال الفيروزآبادي و قال في الكشاف الرباني هو شديد التمسك بدين اللّٰه تعالي و طاعته و قال في مجمع البيان هو الذي يرب أمر الناس بتدبيره و

ص: 189


1- و في نسخة: جريح.
2- أي تنفس تنفسا طويلا من تعب أو كرب.
3- جمع الوعاء- بكسر الواو و ضمها-: ما يجمع و يحفظ فيه الشي ء. شبهها عليه السلام بالاوعية لكونها محلا للعلوم و المعارف.
4- بفتح الجيم و ضمها: كثيرة.

إصلاحه إياه (1)و الهمج قد مر و الرعاع الأحداث الطغام من العوام و السفلة و أمثالهم و النعيق صوت الراعي بغنمه و يقال لصوت الغراب أيضا و المراد أنهم لعدم ثباتهم علي عقيدة من العقائد و تزلزلهم في أمر الدين يتبعون كل داع و يعتقدون بكل مدع و يخبطون خبط العشواء من غير تميز بين محق و مبطل و لعل في جمع هذا القسم و إفراد القسمين الأولين إيماء إلي قلتهما و كثرته كما ذكره الشيخ البهائي رحمه اللّٰه و الركن الوثيق هو العقائد الحقة البرهانية اليقينية التي يعتمد عليها في دفع الشبهات و رفع مشقة الطاعات و العلم يحرسك أي من مخاوف الدنيا و الآخرة و الفتن و الشكوك و الوساوس الشيطانية و المال تنقصه و في ف تفنيه و العلم يزكو علي الإنفاق أي ينمو و يزيد به إما لأن كثرة المدارسة توجب وفور الممارسة و قوة الفكر أو لأن اللّٰه تعالي يفيض من خزائن علمه علي من لا يبخل به.

و قال الشيخ البهائي رحمه اللّٰه كلمة علي يجوز أن تكون بمعني مع كما قالوا في قوله تعالي وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلي ظُلْمِهِمْ (2)و أن تكون للسببية و التعليل كما قالوه في قوله تعالي وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلي ما هَداكُمْ (3)و في ف بعد ذلك و العلم حاكم و المال محكوم عليه إذ بالعلم يحكم علي الأموال في القضاء و ينتزع من أحد الخصمين و يصرف إلي الآخر و أيضا إنفاقه و جمعه علي وفق العلم بوجوه تحصيله و مصارفه محبة العالم دين يدان به الدين الطاعة و الجزاء أي طاعة هي جزاء نعم اللّٰه و شكر لها أو يدان و يجزي صاحبه به أو محبة العالم و هو الإمام دين و ملة يعبد اللّٰه بسببه و لا تقبل الطاعات إلا به.

و في ما صحبة العالم دين يدان اللّٰه به أي عبادة يعبد اللّٰه بها.

و في نهج البلاغة معرفة العلم دين يدان به.

قوله يكسبه الطاعة قال الشيخ

ص: 190


1- قال ابن ميثم: قيل: سموا بذلك لانهم يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها، و قيل: لانهم يربون العلم، أي يقومون باصلاحه.
2- الرعد: 8.
3- البقرة: 185.

البهائي رحمه اللّٰه بضم الحرف المضارعة من أكسب و المراد أنه يكسب الإنسان طاعة اللّٰه أو يكسبه طاعة العباد له. أقول لا حاجة إلي نقله إلي باب الإفعال بل المجرد أيضا ورد بهذا المعني بل هو أفصح قال الجوهري الكسب الجمع و كسبت أهلي خيرا و كسبت الرجل مالا فكسبه و هذا مما جاء فعلته ففعل انتهي. و الضمير في يكسبه راجع إلي صاحب العلم.

و في نهج البلاغة يكسب الإنسان الطاعة و جميل الأحدوثة.

أي الكلام الجميل و الثناء و الأحدوثة مفرد الأحاديث و في ف بعد ذلك و منفعة المال تزول بزواله و هو ظاهر مات خزان الأموال و هم أحياء أي هم في حال حياتهم في حكم الأموات لعدم ترتب فائدة الحياة علي حياتهم من فهم الحق و سماعه و قبوله و العمل به و استعمال الجوارح فيما خلقت لأجله كما قال تعالي أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَ ما يَشْعُرُونَ (1)و العلماء بعد موتهم أيضا باقون بذكرهم الجميل و بما حصل لهم من السعادات و اللذات في عالم البرزخ و النشأة الآخرة و بما يترتب علي آثارهم و علومهم و ينتفع الناس من بركاتهم الباقية مدي الأعصار و علي نسخه أمالي الشيخ المراد أنهم ماتوا و مات ذكرهم و آثارهم معهم و العلماء بعد موتهم باقون بآثارهم و علومهم و أنوارهم قوله عليه السلام و أمثالهم في القلوب موجودة قال الشيخ البهائي الأمثال جمع مثل بالتحريك فهو في الأصل بمعني النظير استعمل في القول السائر الممثل مضربه بمورده ثم في الكلام الذي له شأن و غرابة و هذا هو المراد هاهنا أي إن حكمهم و مواعظهم محفوظة عند أهلها يعملون بها انتهي و يحتمل أن يكون المراد بأمثالهم أشباحهم و صورهم فإن المحبين لهم المهتدين بهم المقتدين لآثارهم يذكرونهم دائما و صورهم متمثلة في قلوبهم علي أن يكون جمع مثل بالتحريك أو جمع مثل بالكسر فإنه أيضا يجمع علي أمثال إن هاهنا لعلما و في نهج البلاغة لعلما جما أي كثيرا لو أصبت له حملة بالفتحات جمع حامل أي من يكون أهلا له و جواب لو محذوف أي

ص: 191


1- النحل: 21.

لأظهرته أو لبذلته له مع أن كلمة لو إذا كانت للتمني لا تحتاج إلي الجزاء عند كثير من النحاة بلي أصبت له لقنا و في نهج البلاغة أصيب لقنا و اللقن بفتح اللام و كسر القاف الفهم من اللقانة و هي حسن الفهم غير مأمون أي يذيعه إلي غير أهله و يضعه في غير موضعه يستعمل آلة الدين في الدنيا و في ف في طلب الدنيا أي يجعل العلم الذي هو آلة و وصلة إلي الفوز بالسعادات الأبدية آلة و وسيلة إلي تحصيل الحظوظ الفانية الدنيوية.

قوله عليه السلام يستظهر بحجج اللّٰه علي خلقه لعل المراد بالحجج و النعم أئمة الحق أي يستعين بهؤلاء و يأخذ منهم العلوم ليظهر هذا العلم للناس فيتخذه ضعفاء العقول بطانة (1)و وليجة و يصد الناس عن ولي الحق و يدعوهم إلي نفسه و يحتمل أن يكون المراد بالحجج و النعم العلم الذي آتاه اللّٰه و يكون الظرفان متعلقين بالاستظهار أي يستعين بالحجج للغلبة علي الخلق و بالنعم للغلبة علي العباد و غرضه من هذا الاستظهار إظهار الفضل ليتخذه الناس وليجة قال الفيروزآبادي الوليجة الدخيلة و خاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك و في ف و بنعمة اللّٰه علي معاصيه أو منقادا لحملة العلم بالحاء المهملة و في بعض النسخ بالجيم أي مؤمنا بالحق معتقدا له علي سبيل الجملة و في ف أو قائلا بجملة الحق لا بصيرة له في أحنائه بفتح الهمزة و بعدها حاء مهملة ثم نون أي جوانبه أي ليس له غور و تعمق فيه و في بعض نسخ الكتابين و في ف و في بعض نسخ النهج أيضا في إحيائه بالياء المثناة من تحت أي في ترويجه و تقويته يقدح علي صيغة المجهول يقال قدحت النار أي استخرجتها بالمقدحة و في ما يقتدح و في النهج ينقدح و علي التقادير حاصله أنه يشتعل نار الشك في قلبه بسبب أول شبهة عرضت له فكيف إذا توالت و تواترت ألا لا ذا و لا ذاك أي ليس المنقاد العديم البصيرة أهلا لتحمل العلم و لا اللقن الغير المأمون و هذا الكلام معترض بين المعطوف و المعطوف عليه أو منهوما باللذات أي حريصا عليها منهمكا فيها و المنهوم في الأصل هو الذي لا يشبع من الطعام أقول في أكثر نسخ الكتابين فمنهوم أي فمن طلبة العلم

ص: 192


1- بطانة الرجل: اهله و خاصته.

أو من الناس و في ف اللّٰهم لا ذا و لا ذاك فمن إذا المنهوم باللذة السلس القياد للشهوة أو مغرم بالجمع و الادخار ليسا من رعاة الدين و لا ذوي البصائر و اليقين و في النهج أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة أو مغرما قوله عليه السلام سلس القياد أي سهل الانقياد من غير توقف أو مغري بالجمع و الادخار أي شديد الحرص علي جمع المال و ادخاره كان أحدا يغريه بذلك و يبعثه عليه و الغرم أيضا بمعناه يقال فلان مغرم بكذا أي لازم له مولع به ليسا من رعاة الدين بضم أوله جمع راع بمعني الوالي أي ليس المنهوم و المغري المذكوران من ولاة الدين و فيه إشعار بأن العالم الحقيقي وال علي الدين و قيم عليه أقرب شبها أي الأنعام السائمة أي الراعية أشبه الأشياء بهذين الصنفين كذلك يموت أي مثل ما عدم من يصلح لتحمل العلوم تعدم تلك العلوم أيضا و تندرس آثارها بموت العلماء العارفين لأنهم لا يجدون من يليق لتحملها بعدهم.

و لما كانت سلسلة العلم و العرفان لا تنقطع بالكلية ما دام نوع الإنسان بل لا بد من إمام حافظ للدين في كل زمان استدرك أمير المؤمنين عليه السلام كلامه هذا بقوله اللّٰهم بلي و في النهج لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا و في ف من قائم بحجة إما ظاهرا مكشوفا أو خائفا مفردا لئلا تبطل حجج اللّٰه و بيناته و رواة كتابه و الإمام الظاهر المشهور كأمير المؤمنين صلوات اللّٰه عليه و الخائف المغمور كالقائم في زماننا و كباقي الأئمة المستورين للخوف و التقية و يحتمل أن يكون باقي الأئمة عليهم السلام داخلين في الظاهر المشهور و كم و أين استبطاء لمدة غيبة القائم عليه السلام و تبرم (1)من امتداد دولة أعدائه أو إبهام لعدد الأئمة عليهم السلام و زمان ظهورهم و مدة دولتهم لعدم المصلحة في بيانه ثم بين عليه السلام قلة عددهم و عظم قدرهم و علي الثاني يكون الحافظون و المودعون الأئمة عليهم السلام و علي الأول يحتمل أن يكون المراد شيعتهم الحافظين لأديانهم في غيبتهم هجم بهم العلم أي أطلعهم العلم اللدني علي حقائق الأشياء دفعة و انكشفت لهم حجبها و أستارها و الروح بالفتح الراحة و الرحمة و النسيم أي وجدوا لذة اليقين و هو من رحمته تعالي و نسائم لطفه

ص: 193


1- أي تضجر.

و استلانوا ما استوعره المترفون الوعر من الأرض ضد السهل و المترف المنعم أي استسهلوا ما استصعبه المتنعمون من رفض الشهوات و قطع التعلقات و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون من الطاعات و القربات و المجاهدات في الدين صحبوا الدنيا بأبدان إلخ أي و إن كانوا بأبدانهم مصاحبين لهذا الخلق و لكن بأرواحهم مباينون عنهم بل أرواحهم معلقة بقربه و وصاله تعالي مصاحبة لمقربي جنابه من الأنبياء و الملائكة المقربين أولئك خلفاء اللّٰه في أرضه تعريف المسند إليه بالإشارة للدلالة علي أنه حقيق بما يسند إليه بعدها بسبب اتصافه بالأوصاف المذكورة قبلها كما قالوه في قوله تعالي أُولئِكَ عَلي هُديً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1)و في نسخ نهج البلاغة آه آه و في سائرها في بعضها هاي هاي و في بعضها هاه هاه و علي التقادير الغرض إظهار الشوق إليهم و التوجع علي مفارقتهم و إن لم يرد بعضها في اللغة ففي العرف شائع (2)و إنما بينا هذا الخبر قليلا من التبيين لكثرة جدواه للطالبين و ينبغي أن ينظروا فيه كل يوم بنظر اليقين و سنوضح بعض فوائده في كتاب الإمامة إن شاء اللّٰه تعالي.

«8»- ير، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ النَّاسَ رَجُلَانِ عَالِمٌ وَ مُتَعَلِّمٌ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ.

«9»- سن، المحاسن أَبِي رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: اغْدُ (3)عَالِماً خَيْراً وَ تَعَلَّمْ خَيْراً.

«10»- سن، المحاسن ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً وَ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ لَاهِياً مُتَلَذِّذاً.

«11»- سن، المحاسن أَبِي عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 194


1- البقرة: 5.
2- و هذا من عجيب قوله رحمه اللّٰه و كيف يتصور أن يكون هناك لفظ يفيد معني بحسب العرف يستعمله مثله عليه السلام و هو أخطب العرب ثمّ لا تعرفه اللغة؟! و هل العرف الا المعروف من اللغة الذي يعرفه أهلها بحسب مرحلة الاستعمال؟. ط.
3- غدا يغدو غدوا، اي ذهب غدوة، انطلق، و يستعمل بمعني «صار» فيرفع المبتدأ و ينصب الخبر.

ع اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ أَحِبَّ أَهْلَ الْعِلْمِ وَ لَا تَكُنْ رَابِعاً فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ.

«12»- ضه، روضة الواعظين غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ عَالِمٍ مُطَاعٍ أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ (1).

«13»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ مُسْتَمِعاً أَوْ مُحِبّاً لَهُمْ وَ لَا تَكُنِ الْخَامِسَ فَتَهْلِكَ.

«14»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله النَّظَرُ إِلَي وَجْهِ الْعَالِمِ عِبَادَةٌ.

«15»- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّادِقِينَ عليهم السلام أَنَّ النَّاسَ أَرْبَعَةٌ رَجُلٌ يَعْلَمُ وَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ فَذَاكَ مُرْشِدٌ عَالِمٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ رَجُلٌ يَعْلَمُ وَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ فَذَاكَ غَافِلٌ فَأَيْقِظُوهُ وَ رَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ فَذَاكَ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ وَ رَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ فَذَاكَ ضَالٌّ فَأَرْشِدُوهُ.

«16»- ب، قرب الإسناد ابْنُ ظَرِيفٍ (2)عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ (3)عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: لَوْ كَانَ الْعِلْمُ مَنُوطاً بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ.

«17»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَاسِينَ قَالَ سَمِعْتُ سَيِّدِي أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا عليه السلام بِسُرَّمَنْ رَأَي يَقُولُ الْغَوْغَاءُ (4)

ص: 195


1- وعي الحديث: قبله و تدبره و حفظه.
2- بالظاء المعجمة علي وزن شريف، هو الحسين بن ظريف بن ناصح الكوفيّ ثقة يكني أبا محمّد سكن ببغداد، له نوادر. قاله النجاشيّ في ص 45.
3- بضم العين المهملة و سكون اللام هو الحسين بن علوان الكلبي، أورده النجاشيّ في رجاله ص 38 فقال: الحسين بن علوان الكلبي، مولاهم كوفيّ عامي، و أخوه الحسن يكني أبا محمّد ثقة رويا عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام و ليس للحسين كتاب و الحسن أخص بنا و أولي. و قال الكشّيّ في ص 247: محمّد بن إسحاق، و محمّد بن المنكدر، و عمرو بن خالد الواسطي و عبد الملك بن جريح و الحسين بن علوان و الكلبي هؤلاء من رجال العامّة، الا ان لهم ميلا و محبة شديدة، و قد قيل: أن الكلبي كان مستورا و لم يكن مخالفا.
4- الغوغاء: السفلة من الناس و المتسرعين الي الشر.

قَتَلَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْعَامَّةُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ (1)مِنَ الْعَمَي مَا رَضِيَ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ شَبَّهَهُمْ بِالْأَنْعَامِ حَتَّي قَالَ بَلْ أَضَلُّ سَبِيلًا

«18»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام إِذَا أَرْذَلَ اللَّهُ عَبْداً حَظَرَ عَلَيْهِ الْعِلْمَ.

بيان: أي لم يوفقه لتحصيله.

«19»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً وَ لَا تَكُنِ الثَّالِثَ فَتَعْطَبَ.

«20»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ: اغْدُ عَالِماً خَيْراً أَوْ مُتَعَلِّماً خَيْراً.

باب 3 سؤال العالم و تذاكره و إتيان بابه

الآيات:

النحل - الأنبياء: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

«1»- ل، الخصال ابْنُ الْمُغِيرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ: الْعِلْمُ خَزَائِنُ وَ الْمَفَاتِيحُ السُّؤَالُ فَاسْأَلُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فِي الْعِلْمِ أَرْبَعَةٌ السَّائِلُ وَ الْمُتَكَلِّمُ (2)وَ الْمُسْتَمِعُ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ.

كنز الكراجكي، عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله مثله.

«2»- ل، الخصال الْقَطَّانُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنِ ابْنِ طَرِيفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَانَتِ الْحُكَمَاءُ فِيمَا مَضَي مِنَ الدَّهْرِ تَقُولُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الِاخْتِلَافُ إِلَي الْأَبْوَابِ لِعَشَرَةِ أَوْجُهٍ أَوَّلُهَا بَيْتُ اللَّهِ (3)عَزَّ وَ جَلَّ لِقَضَاءِ نُسُكِهِ وَ الْقِيَامِ بِحَقِّهِ وَ أَدَاءِ فَرْضِهِ وَ الثَّانِي أَبْوَابُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ طَاعَتُهُمْ مُتَّصِلَةٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَقُّهُمْ وَاجِبٌ وَ نَفْعُهُمْ

ص: 196


1- المراد به الاشتقاق الكبير.
2- و في نسخة: المجيب.
3- المراد به المساجد و بيوت العبادة.

عَظِيمٌ وَ ضَرَرُهُمْ شَدِيدٌ- وَ الثَّالِثُ أَبْوَابُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يُسْتَفَادُ مِنْهُمْ عِلْمُ الدِّينِ وَ الدُّنْيَا وَ الرَّابِعُ أَبْوَابُ أَهْلِ الْجُودِ وَ الْبَذْلِ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ الْتِمَاسَ الْحَمْدِ وَ رَجَاءَ الْآخِرَةِ وَ الْخَامِسُ أَبْوَابُ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ يُحْتَاجُ إِلَيْهِمْ فِي الْحَوَادِثِ وَ يُفْزَعُ إِلَيْهِمْ فِي الْحَوَائِجِ وَ السَّادِسُ أَبْوَابُ مَنْ يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ مِنَ الْأَشْرَافِ لِالْتِمَاسِ الْهَيْئَةِ وَ الْمُرُوءَةِ وَ الْحَاجَةِ وَ السَّابِعُ أَبْوَابُ مَنْ يُرْتَجَي عِنْدَهُمُ النَّفْعُ فِي الرَّأْيِ وَ الْمَشُورَةِ وَ تَقْوِيَةِ الْحَزْمِ (1)وَ أَخْذِ الْأُهْبَةِ لِمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ- وَ الثَّامِنُ أَبْوَابُ الْإِخْوَانِ لِمَا يَجِبُ مِنْ مُوَاصَلَتِهِمْ وَ يَلْزَمُ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَ التَّاسِعُ أَبْوَابُ الْأَعْدَاءِ الَّتِي تَسْكُنُ بِالْمُدَارَاةِ غَوَائِلُهُمْ وَ يُدْفَعُ بِالْحِيَلِ وَ الرِّفْقِ وَ اللُّطْفِ وَ الزِّيَارَةِ عَدَاوَتُهُمْ وَ الْعَاشِرُ أَبْوَابُ مَنْ يُنْتَفَعُ بِغِشْيَانِهِمْ وَ يُسْتَفَادُ مِنْهُمْ حُسْنُ الْأَدَبِ وَ يُؤْنَسُ بِمُحَادَثَتِهِمْ.

بيان: يحتمل أن يكون المراد بالملوك ملوك الدين من الأئمة و ولاتهم و يحتمل الأعم فإن طاعة ولاة الجور أيضا تقية من طاعة اللّٰه.

قوله عليه السلام لالتماس الهيئة أي لأن يلاقوهم بهيئة حسنة و يعاشروهم بالمروءة أو لأن يكون لهم عند الناس بسبب معاشرة هؤلاء الأشراف هيئة و مروءة قال الجزري فيه أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم هم الذين لا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة و الهيئة صورة الشي ء و شكله و حالته و يريد به ذوي الهيئات الحسنة الذين يلزمون هيئة واحدة و سمتا واحدا و لا تختلف حالاتهم بالتنقل من هيئة إلي هيئة و الأهبة بالضم العدة و الغوائل الشرور و الدواهي و يقال غشي فلانا أي أتاه.

«3»- صح، صحيفة الرضا عليه السلام عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْعِلْمُ (2)خَزَائِنُ وَ مِفْتَاحُهُ (3)السُّؤَالُ فَاسْأَلُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فِيهِ أَرْبَعَةٌ السَّائِلُ وَ الْمُعَلِّمُ وَ الْمُسْتَمِعُ وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ (4).

ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام بالأسانيد الثلاثة مثله.

ص: 197


1- و في نسخة: العزم.
2- و في نسخة: للعلم.
3- و في نسخة: مفتاحه و في أخري مفاتيحه.
4- الظاهر اتّحاده مع ما تقدم في ذيل الحديث الأول من الكنز.

«4»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي رَوَي مُنِيفٌ (1)عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْلَاهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع

صَبَرْتُ عَلَي مُرِّ الْأُمُورِ كَرَاهَةً- وَ أَيْقَنْتُ فِي ذَاكَ الصَّوَابَ مِنَ الْأَمْرِ-

إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي وَ لَمْ تَكُ سَائِلًا- عَنِ الْعِلْمِ مَنْ يَدْرِي جَهِلْتَ وَ لَا تَدْرِي

«5»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله سَائِلُوا الْعُلَمَاءَ وَ خَالِطُوا الْحُكَمَاءَ وَ جَالِسُوا الْفُقَرَاءَ.

«6»- مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، رَوَي زُرَارَةُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ بُرَيْدٌ الْعِجْلِيُّ قَالُوا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ.

«7»- وَ عَنْهُ عليه السلام أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ وَ مِفْتَاحُهُ السُّؤَالُ.

باب 4 مذاكرة العلم و مجالسة العلماء و الحضور في مجالس العلم و ذم مخالطة الجهال

«1»- لي، الأمالي للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْمُؤْمِنُ إِذَا مَاتَ وَ تَرَكَ وَرَقَةً وَاحِدَةً عَلَيْهَا عِلْمٌ تَكُونُ تِلْكَ الْوَرَقَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِتْراً فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّارِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِكُلِّ حَرْفٍ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا مَدِينَةً أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَقْعُدُ سَاعَةً عِنْدَ الْعَالِمِ إِلَّا نَادَاهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَلَسْتَ إِلَي حَبِيبِي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُسْكِنَنَّكَ الْجَنَّةَ مَعَهُ وَ لَا أُبَالِي.

ص: 198


1- لعله تصحيف معتب- بضم الميم و فتح العين المهملة و تشديد التاء المكسورة- مولي أبي عبد اللّٰه عليه السلام ثقة، أورده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الصادق عليه السلام و قال: مدني أسند عنه عليه السلام، و اخري في أصحاب الكاظم عليه السلام و قال: ثقة. و أورده العلامة في القسم الأوّل من الخلاصة و وثقه. و روي الكشّيّ ص 163 بإسناده عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام أنّه قال: هم عشرة «يعني مواليه» فخيرهم و أفضلهم معتب و فيهم خائن فاحذروه و هو صغير.

«2»- ثو، ثواب الأعمال لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِيِّ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْجَامُورَانِيِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِيِّ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ (1)عَنِ ابْنِ حَازِمٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.

ل، الخصال ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن الجاموراني مثله بيان أهل الدين علماء الدين و العاملون بشرائعه.

«3»- لي، الأمالي للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا عليه السلام مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يَحْيَا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ الْخَبَرَ.

بيان: إحياء أمرهم بذكر فضائلهم و نشر أخبارهم و حفظ آثارهم.

«4»- فس، تفسير القمي عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَيُّهَا النَّاسُ طُوبَي لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ وَ جَالَسَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الرَّحْمَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ الْخَبَرَ.

بيان: قوله عليه السلام من غير منقصة يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد من غير منقصة في الدين بأن لا يكون التواضع لكافر أو فاسق أو ظالم أو لأمر باطل.

الثاني أن يكون المراد بالمنقصة العيب أي لا يكون تواضعه لخيانة أو فسق أو غير ذلك من المعايب التي توجب التذلل عند الناس.

الثالث أن يكون المراد بالمنقصة الفقر أي لا يكون تواضعه لنقص مال بأن يكون الداعي له علي التواضع الحاجة و طمع المال.

الرابع أن يكون المراد نفي كثرة التواضع بحيث ينتهي إلي منقصة و مذلة.

قوله عليه السلام في غير معصية الظاهر تعلقه بالإنفاق و تعلقه بالجميع أو بهما علي التنازع بعيد.

ص: 199


1- وزان سفينة، هو سيف بن عميرة النخعيّ الكوفيّ، عده ابن النديم في فهرسه من فقهاء الشيعة و قد تقدم ترجمته.

«5»- ل، الخصال أَبِي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَي عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَ اعْلَمْ أَنَّ مُرُوءَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مُرُوءَتَانِ مُرُوءَةٌ فِي حَضَرٍ وَ مُرُوءَةٌ فِي سَفَرٍ أَمَّا مُرُوءةُ الْحَضَرِ فَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَ مُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ وَ النَّظَرُ فِي الْفِقْهِ وَ الْمُحَافَظَةُ عَلَي الصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَ أَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَ قِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَي مَنْ صَحِبَكَ وَ كَثْرَةُ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كُلِّ مَصْعَدٍ وَ مَهْبَطٍ وَ نُزُولٍ وَ قِيَامٍ وَ قُعُودٍ.

«6»- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام الْقَطَّانُ وَ النَّقَّاشُ وَ الطَّالَقَانِيُّ جَمِيعاً عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا عليه السلام مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَي وَ أَبْكَي لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يَحْيَا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ.

بيان: موت القلوب في القيامة كناية عن شدة الدهشة و الغم و الحزن و الخوف.

«7»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِخَيْثَمَةَ (1)يَا خَيْثَمَةُ أَقْرِئْ مَوَالِيَنَا السَّلَامَ وَ أَوْصِهِمْ بِتَقْوَي اللَّهِ الْعَظِيمِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ يَشْهَدَ أَحْيَاؤُهُمْ جَنَائِزَ مَوْتَاهُمْ وَ أَنْ يَتَلَاقَوْا فِي بُيُوتِهِمْ فَإِنَّ لُقْيَاهُمْ حَيَاةُ أَمْرِنَا قَالَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ عليه السلام فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَحْيَا أَمَرَنَا.

«8»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُعَتِّبٍ مَوْلَي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِدَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ يَا دَاوُدُ أَبْلِغْ مَوَالِيَّ عَنِّي السَّلَامَ وَ أَنِّي أَقُولُ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَمَعَ مَعَ آخَرَ فَتَذَاكَرَ أَمْرَنَا فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا مَلَكٌ يَسْتَغْفِرُ لَهُمَا وَ مَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ عَلَي ذِكْرِنَا إِلَّا بَاهَي اللَّهُ تَعَالَي بِهِمَا الْمَلَائِكَةَ فَإِذَا اجْتَمَعْتُمْ فَاشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ فَإِنَّ فِي اجْتِمَاعِكُمْ وَ مُذَاكَرَتِكُمْ إِحْيَاءَنَا وَ خَيْرُ النَّاسِ مِنْ بَعْدِنَا مَنْ ذَاكَرَ بِأَمْرِنَا وَ دَعَا إِلَي ذِكْرِنَا.

ص: 200


1- هو خيثمة بن خديج بن الرحيل الجعفي الكوفيّ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام و ظاهره كونه اماميا، و يدلّ الخبر علي كون الرجل شيعيا و من أهل الأمانة.

«9»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الشَّرِيفِ الصَّالِحِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْمُوسَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ يَحْيَي بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَ الْجُلُوسُ إِلَيْهِمْ عِبَادَةٌ.

«10»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُونٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَشْنَاسَ وَ أَبُو طَالِبِ بْنُ خَرُورٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ الصَّفَّارُ جَمِيعاً عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ الْكُوفِيِّ عَنْ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: الْأَنْبِيَاءُ قَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِيَادَةٌ وَ أَنْتُمْ فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ يَأْتِيكُمْ بَغْتَةً فَمَنْ يَزْرَعْ خَيْراً يَحْصُدْ غِبْطَةً وَ مَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يَحْصُدْ نَدَامَةً.

توضيح: بغتة أي فجأة و الغبطة بالكسر السرور و حسن الحال.

«11»- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ (1)عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَي عَيْنِكَ فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ يَزِيدُوكَ عِلْماً وَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلًا عَلَّمُوكَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِرَحْمَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ وَ إِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِماً لَا يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ إِنْ تَكُ جَاهِلًا يَزِيدُوكَ جَهْلًا وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ.

بيان: اختر المجالس علي عينك أي علي بصيرة منك أو بعينك فإن علي قد تجي ء بمعني الباء أو رجحها علي عينك و علي الأخير التفصيل لبيان المجلس الذي ينبغي أن يختار علي العين.

ص: 201


1- وزان شداد، هو إسماعيل بن مرار، عده الشيخ في باب من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام و قال روي عن يونس بن عبد الرحمن و روي عنه إبراهيم بن هاشم.

«12»- مع، معاني الأخبار النَّقَّاشُ عَنْ أَحْمَدَ الْكُوفِيِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله بَادِرُوا إِلَي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَقَالُوا وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حَلَقُ الذِّكْرِ.

إيضاح: حلق الذكر المجالس التي يذكر اللّٰه فيها علي قانون الشرع و يذكر فيها علوم أهل البيت عليهم السلام و فضائلهم و مجالس الوعظ التي يذكر فيها وعده و وعيده لا المجالس المبتدعة المخترعة التي يعصي اللّٰه فيها فإنها مجالس الغفلة لا حلق الذكر.

«13»- مع، معاني الأخبار لي، الأمالي للصدوق فِي كَلِمَاتِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله بِرِوَايَةِ الصَّادِقِ عليه السلام أَحْكَمُ النَّاسِ مَنْ فَرَّ مِنْ جُهَّالِ النَّاسِ وَ أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ خَالَطَ كِرَامَ النَّاسِ-.

و سيأتي تمامه

«14»- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: تَلَاقَوْا وَ تَحَادَثُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ بِالْحَدِيثِ تُجْلَي الْقُلُوبُ الرَّائِنَةُ وَ بِالْحَدِيثِ إِحْيَاءُ أَمْرِنَا فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا.

بيان: قال الجوهري الرين الطبع و الدنس يقال ران علي قلبه ذنبه يرين رينا و ريونا أي غلب.

«15»- غو، غوالي اللئالي رَوَي عِدَّةٌ مِنَ الْمَشَايِخِ بِطَرِيقٍ صَحِيحٍ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ عِنْدَ انْصِرَافِ أَهْلِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَ الْعِلْمِ إِلَي مَنَازِلِهِمْ اكْتُبُوا ثَوَابَ مَا شَاهَدْتُمُوهُ مِنْ أَعْمَالِهِمْ فَيَكْتُبُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ ثَوَابَ عَمَلِهِ وَ يَتْرُكُونَ بَعْضَ مَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ فَلَا يَكْتُبُونَهُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا لَكُمْ لَمْ تَكْتُبُوا فُلَاناً أَ لَيْسَ كَانَ مَعَهُمْ وَ قَدْ شَهِدَهُمْ فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ إِنَّهُ لَمْ يَشْرَكْ مَعَهُمْ بِحَرْفٍ وَ لَا تَكَلَّمَ مَعَهُمْ بِكَلِمَةٍ فَيَقُولُ الْجَلِيلُ جَلَّ جَلَالُهُ أَ لَيْسَ كَانَ جَلِيسَهُمْ فَيَقُولُونَ بَلَي يَا رَبِّ فَيَقُولُ اكْتُبُوهُ مَعَهُمْ إِنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَشْقَي بِهِمْ جَلِيسُهُمْ فَيَكْتُبُونَهُ مَعَهُمْ فَيَقُولُ تَعَالَي اكْتُبُوا لَهُ ثَوَاباً مِثْلَ ثَوَابِ أَحَدِهِمْ.

بيان: قوله عليه السلام لا يشقي بهم جليسهم أي ببركتهم لا يخيب جليسهم عن كرامتهم فيشقي أو إن صحبتهم مؤثرة في الجليس فاستحق بسبب ذلك الثواب و السعادة.

«16»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله تَذَاكَرُوا وَ تَلَاقَوْا وَ تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ جِلَاءٌ

ص: 202

إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِينُ كَمَا يَرِينُ السَّيْفُ وَ جِلَاؤُهَا الْحَدِيثُ.

«17»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ تَذَاكُرُ الْعِلْمِ بَيْنَ عِبَادِي مِمَّا تَحْيَا عَلَيْهِ الْقُلُوبُ الْمَيْتَةُ إِذَا انْتَهَوْا فِيهِ إِلَي أَمْرِي.

منية المريد، عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام عنه صلي اللّٰه عليه و آله مثله.

«18»- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَي عليه السلام يَا رُوحَ اللَّهِ مَنْ نُجَالِسُ قَالَ مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ وَ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ.

«19»- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّادِقِينَ عليهم السلام أَنَّهُ قَالَ: الْجُلَسَاءُ ثَلَاثَةٌ جَلِيسٌ تَسْتَفِيدُ مِنْهُ فَالْزَمْهُ وَ جَلِيسٌ تُفِيدُهُ فَأَكْرِمْهُ وَ جَلِيسٌ لَا تُفِيدُ وَ لَا تَسْتَفِيدُ مِنْهُ فَاهْرُبْ عَنْهُ.

«20»- جا، المجالس للمفيد الْمَرَاغِيُّ عَنْ ثَوَابَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّي عَنْ سبابة [شَبَابَةَ] بْنِ سَوَّارٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ خَلِيلٍ الْفَرَّاءِ عَنْ أَبِي الْمُحَبَّرِ (1)قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أَرْبَعَةٌ مَفْسَدَةٌ لِلْقُلُوبِ الْخَلْوَةُ بِالنِّسَاءِ وَ الِاسْتِمَاعُ مِنْهُنَّ وَ الْأَخْذُ بِرَأْيِهِنَّ وَ مُجَالَسَةُ الْمَوْتَي فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا مُجَالَسَةُ الْمَوْتَي قَالَ مُجَالَسَةُ كُلِّ ضَالٍّ عَنِ الْإِيمَانِ وَ جَائِرٍ فِي الْأَحْكَامِ.

«21»- جع، جامع الأخبار عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَا أَبَا ذَرٍّ الْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَي اللَّهِ مِنْ قِيَامِ أَلْفِ لَيْلَةٍ يُصَلَّي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَلْفُ رَكْعَةٍ وَ الْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَي اللَّهِ مِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ وَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُذَاكَرَةُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله يَا أَبَا ذَرٍّ الْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَي اللَّهِ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةٍ عَلَيْكُمْ بِمُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ فَإِنَّ بِالْعِلْمِ تَعْرِفُونَ الْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ يَا أَبَا ذَرٍّ الْجُلُوسُ سَاعَةً

ص: 203


1- أبو المجبر- بالجيم او المهملة- ذكره في الإصابة ج 4 ص 172، و روي عنه، عن رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلم: «من عال ابنتين أو ابنين أو عمتين أو جدتين فهو معي في الجنة كهاتين- و ضم رسول اللّٰه صلّي اللّٰه عليه و آله و سلم إصبعيه السبابة و التي جنبها- فان كن ثلاثا فهو مفرح و ان كن أربعا أو خمسا فيا عباد اللّٰه أدركوه، أقرضوه، ضاربوه» قال: و أخرجه مطين في الصحابة عن الحماني.

عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَ قِيَامٍ لَيْلُهَا وَ النَّظَرُ إِلَي وَجْهِ الْعَالِمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ.

«22»- ضه، روضة الواعظين قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ جَالِسِ الْعُلَمَاءَ وَ زَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي الْأَرْضَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ.

بيان: زاحمهم أي ضايقهم و ادخل في زحامهم بركبتيك أي أدخل ركبتيك في زحامهم و الوابل المطر العظيم القطر الشديد.

«23»- ضه، روضة الواعظين رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَي النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا حَضَرَتْ جَنَازَةٌ وَ مَجْلِسُ عَالِمٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَشْهَدَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنْ كَانَ لِلْجَنَازَةِ مَنْ يَتْبَعُهُا وَ يَدْفِنُهَا فَإِنَّ حُضُورَ مَجْلِسِ عَالِمٍ أَفْضَلُ مِنْ حُضُورِ أَلْفِ جَنَازَةٍ وَ مِنْ عِيَادَةِ أَلْفِ مَرِيضٍ وَ مِنْ قِيَامِ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَ مِنْ صِيَامِ أَلْفِ يَوْمٍ وَ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ يُتَصَدَّقُ بِهَا عَلَي الْمَسَاكِينِ وَ مِنْ أَلْفِ حَجَّةٍ سِوَي الْفَرِيضَةِ وَ مِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ سِوَي الْوَاجِبِ تَغْزُوهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِكَ وَ نَفْسِكَ وَ أَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ الْمَشَاهِدُ مِنْ مَشْهَدِ عَالِمٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ يُطَاعُ بِالْعِلْمِ وَ يُعْبَدُ بِالْعِلْمِ وَ خَيْرُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْعِلْمِ وَ شَرُّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْجَهْلِ.

«24»- كشف، كشف الغمة عَنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَي عَلِيٍّ عليه السلام عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَي الْبَيْتِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَي الْمُصْحَفِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَي الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ.

«25»- ختص، الإختصاص الْمُفِيدُ عَنْ أَبِي غَالِبٍ الزُّرَارِيِّ وَ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيِّ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ النَّصْرِيِّ رَفَعَهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِعَاقِلٍ مَنِ انْزَعَجَ مِنْ قَوْلِ الزُّورِ فِيهِ وَ لَا بِحَكِيمٍ مَنْ رَضِيَ بِثَنَاءِ الْجَاهِلِ عَلَيْهِ النَّاسُ أَبْنَاءُ مَا يُحْسِنُونَ وَ قَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ فَتَكَلَّمُوا فِي الْعِلْمِ تَبَيَّنْ أَقْدَارُكُمْ.

«26»- ختص، الإختصاص قَالَ الْبَاقِرُ عليه السلام تَذَكُّرُ الْعِلْمِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ.

ص: 204

«27»- ختص، الإختصاص قَالَ مُوسَي بْنُ جَعْفَرٍ عليهما السلام مُحَادَثَةُ الْعَالِمِ عَلَي الْمَزْبَلَةِ خَيْرٌ مِنْ مُحَادَثَةِ الْجَاهِلِ عَلَي الزَّرَابِيِّ.

«28»- وَ قَالَ عليه السلام لَا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ إِلَّا عَالِمٍ يَدْعُوكُمْ مِنَ الْخَمْسِ إِلَي الْخَمْسِ مِنَ الشَّكِّ إِلَي الْيَقِينِ وَ مِنَ الْكِبْرِ إِلَي التَّوَاضُعِ وَ مِنَ الرِّيَاءِ إِلَي الْإِخْلَاصِ وَ مِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَي النَّصِيحَةِ وَ مِنَ الرَّغْبَةِ إِلَي الزُّهْدِ.

«29»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ قَالَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله النَّظَرُ فِي وَجْهِ الْعَالِمِ حُبّاً لَهُ عِبَادَةٌ.

«30»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ وُقِّرَ وَ مَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ.

«31»- وَ مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ طُوبَي لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ وَ أَنْفَقَ مَا اكْتَسَبَ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ وَ رَحِمَ أَهْلَ الضَّعْفِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ.

«32»- وَ مِنْهُ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ أَيْ بُنَيَّ صَاحِبِ الْعُلَمَاءَ وَ جَالِسْهُمْ وَ زُرْهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ لَعَلَّكَ أَنْ تُشْبِهَهُمْ فَتَكُونَ مِنْهُمْ.

«33»- عدة، عدة الداعي عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ: جُلُوسُ سَاعَةٍ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ أَحَبُّ إِلَي اللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ وَ النَّظَرُ إِلَي الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَي اللَّهِ مِنِ اعْتِكَافِ سَنَةٍ فِي الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ أَحَبُّ إِلَي اللَّهِ تَعَالَي مِنْ سَبْعِينَ طَوَافاً حَوْلَ الْبَيْتِ وَ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةً وَ عُمْرَةً مَبْرُورَةً مَقْبُولَةً وَ رَفَعَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ دَرَجَةً وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الرَّحْمَةَ وَ شَهِدَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ الْجَنَّةَ وَجَبَتْ لَهُ.

«34»- مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِذَا مَرَرْتُمْ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حَلَقُ الذِّكْرِ فَإِنَّ لِلَّهِ سَيَّارَاتٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَطْلُبُونَ حَلَقَ الذِّكْرِ فَإِذَا أَتَوْا عَلَيْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ.

قال بعض العلماء حلق الذكر هي مجالس الحلال و الحرام كيف يشتري و يبيع و يصلي و يصوم و ينكح و يطلق و يحج و أشباه ذلك.

ص: 205

«35»- وَ خَرَجَ صلي اللّٰه عليه و آله فَإِذَا فِي الْمَسْجِدِ مَجْلِسَانِ مَجْلِسٌ يَتَفَقَّهُونَ وَ مَجْلِسٌ يَدْعُونَ اللَّهَ وَ يَسْأَلُونَهُ فَقَالَ كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ إِلَي خَيْرٍ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَيَدْعُونَ اللَّهَ وَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَيَتَعَلَّمُونَ وَ يُفَقِّهُونَ الْجَاهِلَ هَؤُلَاءِ أَفْضَلُ بِالتَّعْلِيمِ أُرْسِلْتُ ثُمَّ قَعَدَ مَعَهُمْ.

«36»- وَ عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا الْعِلْمَ فَقِيلَ وَ مَا إِحْيَاؤُهُ قَالَ أَنْ يُذَاكِرَهُ بِهِ أَهْلَ الدِّينِ وَ الْوَرَعِ.

«37»- وَ عَنْهُ عليه السلام قَالَ: تَذَاكُرُ الْعِلْمِ دِرَاسَةٌ وَ الدِّرَاسَةُ صَلَاةٌ حَسَنَةٌ.

«38»- فِي الزَّبُورِ قُلْ لِأَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ رُهْبَانِهِمْ (1)حَادِثُوا مِنَ النَّاسِ الْأَتْقِيَاءَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهِمْ تَقِيّاً فَحَادِثُوا الْعُلَمَاءَ وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا عَالِماً فَحَادِثُوا الْعُقَلَاءَ فَإِنَّ التُّقَي وَ الْعِلْمَ وَ الْعَقْلَ ثَلَاثُ مَرَاتِبَ مَا جَعَلْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فِي خَلْقِي وَ أَنَا أُرِيدُ هَلَاكَهُ.

باب 5 العمل بغير علم

«1»- لي، الأمالي للصدوق أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ الْعَامِلُ عَلَي غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَي غَيْرِ الطَّرِيقِ وَ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَّا بُعْداً.

سن، المحاسن أبي عن محمد بن سنان و عبد اللّٰه بن المغيرة معا عن طلحة مثله- ضا، فقه الرضا عليه السلام مثله.

«2»- لي، الأمالي للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الصَّيْقَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ عليه السلام يَقُولُ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 206


1- الاحبار جمع الحبر بفتح الحاء و كسرها و سكون الباء: رئيس الكهنة عند اليهود: و الكهنة جمع الكاهن، و هو من يدعي معرفة الاسرار و أحوال الغيب عند اليهود و عبدة الاوثان، و الذي يقدم الذبائح و القرابين عند النصاري. و الرهبان جمع الراهب و هو من اعتزب عن الناس الي دير طلبا للعبادة و كانت الرهبانية عند اليهود و النصاري ممدوحة و متداولة بينهم، و لكن الإسلام نهي عن ذلك بقوله: «لا رهبانية في الإسلام.» و حث الناس علي دخول الجماعات و معاضدة النوع فيما يتعلق بالحضارة و يشيد به بنيان المجتمع.

عَمَلًا إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ وَ لَا مَعْرِفَةَ إِلَّا بِعَمَلٍ فَمَنْ عَرَفَ دَلَّتْهُ الْمَعْرِفَةُ عَلَي الْعَمَلِ وَ مَنْ لَمْ يَعْمَلْ فَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ إِنَّ الْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.

سن، المحاسن أبي عن محمد بن سنان مثله بيان الظاهر أن المراد بالمعرفة أصول العقائد و يحتمل الأعم قوله إن الإيمان بعضه من بعض أي أجزاء الإيمان من العقائد و الأعمال بعضها مشروطة ببعض كان العقائد أجزاء الأعمال و بالعكس أو المراد أن أجزاء الإيمان ينشأ بعضها من بعض.

«3»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَ الْجُهَّالَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ وَ الْفُجَّارَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُمْ فِتْنَةُ كُلِّ مَفْتُونٍ.

أقول: أثبتنا هذا الخبر مع غيره مما يناسب هذا الباب في باب ذم علماء السوء.

«4»- ل، الخصال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الثُّمَالِيِّ (1)عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: لَا حَسَبَ لِقُرَشِيٍّ وَ لَا عَرَبِيٍّ إِلَّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلَّا بِتَقْوَي وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا عِبَادَةَ إِلَّا بِتَفَقُّهٍ أَلَا وَ إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ يَقْتَدِي بِسُنَّةِ إِمَامٍ وَ لَا يَقْتَدِي بِأَعْمَالِهِ.

«5»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَي الضَّبِّيِّ عَنْ مُوسَي بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله لَا قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ وَ لَا قَوْلَ وَ عَمَلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا قَوْلَ وَ عَمَلٌ وَ نِيَّةٌ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.

تنوير لا قول أي لا ينفع قول و اعتقاد نفعا كاملا إلا بانضمام العمل إليه و لا ينفعان أيضا إلا إذا كانا لله من غير شوب رياء و غرض فاسد و لا تنفع هذه الثلاثة أيضا إلا إذا كانت موافقة للسنة و لا يكون العمل مبتدعا.

«6»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِي

ص: 207


1- نسبة الي ثمالة، و الثمالي لقب ثابت بن دينار ابي صفية الأزديّ أبو حمزة الكوفيّ، صاحب الدعاء المعروف الوارد في اسحار شهر رمضان كان من زهاد أهل الكوفة و مشايخها، و أجمعت الشيعة علي جلالته و رفعة شأنه و قبول روايته من غير ترديد، و قد لقي أربعة من الأئمّة: علي بن الحسين، و محمّد بن علي، و جعفر بن محمّد، و موسي بن جعفر عليهم السلام.

عُثْمَانَ الْعَبْدِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله لَا قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِيَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.

«7»- سن، المحاسن ابْنُ فَضَّالٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ عَمِلَ عَلَي غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُهُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ.

الدرة الباهرة، عن الجواد عليه السلام مثله.

«8»- غو، غوالي اللئالي رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَطَعَ ظَهْرِي اثْنَانِ عَالِمٌ مُتَهَتِّكٌ وَ جَاهِلٌ مُتَنَسِّكٌ هَذَا يَصُدُّ النَّاسَ عَنْ عِلْمِهِ بِتَهَتُّكِهِ وَ هَذَا يَصُدُّ النَّاسَ عَنْ نُسُكِهِ بِجَهْلِهِ.

إيضاح: قال الفيروزآبادي هتك الستر و غيره يهتكه فانهتك و تهتك جذبه فقطعه من موضعه إلي شق منه جزءا فبدا ما وراءه و رجل منهتك و متهتك و مستهتك لا يبالي أن يهتك ستره انتهي و المتنسك المتعبد المجتهد في العبادة و صد الجاهل عن نسكه إما لأن الناس لما يرون من جهله لا يتبعونه علي نسكه أو لأنه بجهله يبتدع في نسكه فيتبعه الناس في تلك البدعة فيصد الناس عما هو حقيقة تلك النسك.

«9»- جا، المجالس للمفيد أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُوسَي بْنِ بَكْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: الْعَامِلُ عَلَي غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَي السَّرَابِ بِقِيعَةٍ لَا يَزِيدُ سُرْعَةُ سَيْرِهِ إِلَّا بُعْداً.

تبيين: السراب هو ما يري في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري و القيعة بمعني القاع و هو الأرض المستوية و قيل جمعه كجار و جيرة و هو إشارة إلي ما ذكره اللّٰه تعالي في أعمال الكفار و عدم انتفاعهم بها حيث قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّي إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (1)

«10»- ختص، الإختصاص قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْمُتَعَبِّدُ عَلَي غَيْرِ فِقْهٍ كَحِمَارِ الطَّاحُونَةِ يَدُورُ وَ لَا يَبْرَحُ وَ رَكْعَتَانِ مِنْ عَالِمٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ جَاهِلٍ لِأَنَّ الْعَالِمَ تَأْتِيهِ الْفِتْنَةُ فَيَخْرُجُ مِنْهَا بِعِلْمِهِ وَ تَأْتِي الْجَاهِلَ فَتَنْسِفُهُ نَسْفاً وَ قَلِيلُ الْعَمَلِ مَعَ كَثِيرِ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ مَعَ قَلِيلِ الْعِلْمِ وَ الشَّكِّ وَ الشُّبْهَةِ.

ص: 208


1- النور: 39.

«11»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ وَ لْيُحْضِرْ عَقْلَهُ وَ لْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ وَ إِلَيْهَا يَنْقَلِبُ فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ يَكُونُ مُبْتَدَأَ عَمَلِهِ أَنْ يَعْلَمَ أَ عَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ لَهُ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَي فِيهِ وَ إِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ فَإِنَّ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَي غَيْرِ طَرِيقٍ فَلَا يَزِيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِيقِ إِلَّا بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ وَ الْعَامِلُ بِالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَي الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ-.

إلي آخر ما سيأتي مشروحا في كتاب الفتن

«12»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام أَحْسِنُوا النَّظَرَ فِيمَا لَا يَسَعُكُمْ جَهْلُهُ وَ انْصَحُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَ جَاهِدُوهَا (1)فِي طَلَبِ مَعْرِفَةِ مَا لَا عُذْرَ لَكُمْ فِي جَهْلِهِ فَإِنَّ لِدِينِ اللَّهِ أَرْكَاناً لَا يَنْفَعُ مَنْ جَهِلَهَا شِدَّةُ اجْتِهَادِهِ فِي طَلَبِ ظَاهِرِ عِبَادَتِهِ وَ لَا يَضُرُّ مَنْ عَرَفَهَا فَدَانَ بِهَا حُسْنُ اقْتِصَادِهِ وَ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ إِلَي ذَلِكَ إِلَّا بِعَوْنٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها و ينفعهم و فيه تفسير الحكمة

الآيات:

البقرة: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً

الإسراء: ذلِكَ مِمَّا أَوْحي إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ

لقمان: وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ

الزخرف: قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ

الجمعة: وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ

«1»- ل، الخصال مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ حَكَمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنِ ابْنِ هَمَّامٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً عليه السلام يَقُولُ لِأَبِي الطُّفَيْلِ

ص: 209


1- و في الكنز المطبوع: و جاهدوا في طلب.

عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ الْكِنَانِيِّ (1)يَا أَبَا الطُّفَيْلِ الْعِلْمُ عِلْمَانِ عِلَمٌ لَا يَسَعُ النَّاسَ إِلَّا النَّظَرُ فِيهِ وَ هُوَ صِبْغَةُ الْإِسْلَامِ (2)وَ عِلْمٌ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ النَّظَرِ فِيهِ وَ هُوَ قُدْرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

بيان: قال الفيروزآبادي الصبغة بالكسر الدين و الملة و صبغة اللّٰه فطرة اللّٰه أو التي أمر اللّٰه بها محمدا صلي اللّٰه عليه و آله و هي الختانة انتهي.

أقول: المراد بالصبغة هنا الملة أو كل ما يصبغ الإنسان بلون الإسلام من العقائد الحقة و الأعمال الحسنة و الأحكام الشرعية و قدرة اللّٰه تعالي لعل المراد بها هنا تقدير الأعمال و تعلق قدرة اللّٰه بخلقها أي علم القضاء و القدر و الجبر و الاختيار فإنه قد نهي عن التفكر فيها.

وَ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ أَنَّهُ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكُوهُ وَ بَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ وَ سِرُّ اللَّهِ فَلَا تَتَكَلَّفُوهُ.

«2»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ لِلْعَالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ بِمَا يُحِبُّ وَ مَا يَكْرَهُ الْخَبَرَ.

بيان: العلم باللّٰه يشمل العلم بوجوده تعالي و صفاته و المعاد بل جميع العقائد الضرورية و يمكن إدخال بعضها فيما يحب.

«3»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْمُعَلَّي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبِي بَحْرٍ عَنْ شُرَيْحٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ثَلَاثٌ بِهِنَّ يَكْمُلُ الْمُسْلِمُ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَ التَّقْدِيرُ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَي النَّوَائِبِ.

«4»- ب، قرب الإسناد ابْنُ ظَرِيفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ: لَا يَذُوقُ الْمَرْءُ مِنْ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّي يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ وَ الصَّبْرُ عَلَي الْمَصَائِبِ وَ حُسْنُ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعَاشِ.

ص: 210


1- أورده العامّة و الخاصّة في تراجمهم، و ذكروا انه ممن ادرك النبيّ ثمّ اختص بصحابة علي عليه السلام و عمر بعد ذلك طويلا و لم يختلفوا في وثاقته و قبول حديثه.
2- في الخصال المطبوع: و هو صفة الإسلام.

بيان: التقدير في المعيشة ترك الإسراف و التقتير و لزوم الوسط أي جعلها بقدر معلوم يوافق الشرع و العقل و النوائب المصائب.

«5»- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ فَقَالَ مَا هَذَا فَقِيلَ عَلَّامَةٌ قَالَ وَ مَا الْعَلَّامَةُ قَالُوا أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَ وَقَائِعِهَا وَ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَ بِالْأَشْعَارِ وَ الْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ وَ لَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ.

مع، معاني الأخبار أبي عن سعد عن اليقطيني عن الدهقان مثله- سر، السرائر من كتاب جعفر بن محمد بن سنان الدهقان عن عبيد اللّٰه عن درست عن عبد الحميد بن أبي العلاء عنه عليه السلام مثله.

غو، غوالي اللئالي عَنِ الْكَاظِمِ عليه السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ ثُمَّ قَالَ عليه السلام إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ (1)أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَ مَا خَلَاهُنَّ هُوَ فَضْلٌ.

بيان: العلامة صيغة مبالغة أي كثير العلم و التاء للمبالغة قوله صلي اللّٰه عليه و آله و ما العلامة أي ما حقيقة علمه الذي به اتصف بكونه علامة و هو أي نوع من أنواع العلامة و التنوع باعتبار أنواع صفة العلم و الحاصل ما معني العلامة الذي قلتم و أطلقتم عليه إنما العلم أي العلم النافع ثلاثة آية محكمة أي واضحة الدلالة أو غير منسوخة فإن المتشابه و المنسوخ لا ينتفع بهما كثيرا من حيث المعني و فريضة عادلة قال في النهاية فريضة عادلة أراد العدل في القسمة أي معدلة علي السهام المذكورة في الكتاب و السنة من غير جور و يحتمل أن يريد أنها مستنبطة من الكتاب و السنة فتكون هذه الفريضة تعدل بما أخذ عنهما انتهي و الأظهر أن المراد مطلق الفرائض أي الواجبات أو ما علم وجوبه من القرآن و الأول أظهر لمقابلة الآية المحكمة و وصفها بالعادلة لأنها متوسطة بين الإفراط و التفريط و قيل المراد بها ما اتفق عليه

ص: 211


1- و في نسخة: علم آية محكمة.

المسلمون و لا يخفي بعده و المراد بالسنة المستحبات أو ما علم بالسنة و إن كان واجبا و علي هذا فيمكن أن نخص الآية المحكمة بما يتعلق بالأصول أو غيرهما من الأحكام و المراد بالقائمة الباقية غير المنسوخة و ما خلاهن فهو فضل أي زائد باطل لا ينبغي أن يضيع العمر في تحصيله.

«6»- مع، معاني الأخبار ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنِ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (1)قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ (2)كُلِّهِمْ فِي أَرْبَعٍ أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ وَ الثَّانِيَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ وَ الثَّالِثَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ وَ الرَّابِعَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ.

سن، المحاسن الأصفهاني مثله- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن علي بن عاصم عن المنقري مثله- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الغضائري عن علي بن محمد العلوي عن أحمد بن محمد بن الفضل الجوهري عن أبيه عن الصفار عن القاشاني عن الأصبهاني عن المنقري مثله.

«7»- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَي عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ عَنِ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي يُكَلِّمُ بِهِ خَلْقَهُ وَ نَظِّفُوا الْمَاضِغَيْنِ وَ بَلِّغُوا بِالْخَوَاتِيمِ.

تنوير الماضغان أصول اللحيين عند منبت الأضراس و تنظيفهما بالسواك و الخلال و قال الصدوق بعد ذكر هذا الخبر قد روي أبو سعيد الآدمي (3)هذا الحديث و قال في آخره بلغوا بالخواتيم أي اجعلوا الخواتيم في آخر الأصابع و لا تجعلوها في أطرافها فإنه يروي أنه من عمل قوم لوط أقول يمكن أن يكون بالعين المهملة أي بلعوا أصابعكم في الخواتيم من البلع و في أكثر النسخ بالغين المعجمة أي أبلغوها

ص: 212


1- و في نسخة: وجدت علوم الناس كلها في أربع.
2- هو سهل بن زياد الرازيّ، ضعفه النجاشيّ في الحديث و قال: غير معتمد فيه و كان أحمد بن محمّد ابن عيسي يشهد عليه بالغلو و الكذب و أخرجه من قم الي الري. و اختلف كلام الشيخ في توثيقه و تضعيفه.
3- بضم العين: كان من رجال العامّة و ربما ذكره بعضهم كابن حجر و رماه بالتدليس و الاختلاط مات سنة 198.

آخر الأصابع بأن تكون الباء زائدة و ظاهر الصدوق أنه قرأ الأول بالمعجمة و الثاني بالمهملة.

«8»- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُصَيْرٍ الْحَافِظِ عَنْ يَحْيَي بْنِ عَمْرٍو التَّنُوخِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلي اللّٰه عليه و آله مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَيْ ءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ أَوْ قَالَ فِي دِينِهِ.

قال أحمد فذكرته لمالك بن أنس فقيه أهل دار الهجرة فعرفه و أثبته لي عن جعفر بن محمد عليهما السلام

«9»- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ بُرَيْدٍ قَالُوا قَالَ رَجُلٌ (1)لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِنَّ لِي ابْناً قَدْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَكَ عَنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ لَا يَسْأَلُكَ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ قَالَ فَقَالَ وَ هَلْ يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْ شَيْ ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ.

سن، المحاسن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن أبيه قال قلت لأبي عبد اللّٰه عليه السلام إن لي ابنا و ذكر مثله بيان عما لا يعنيه أي لا يهمه و لا يحتاج إليه.

«10»- ير، بصائر الدرجات ابْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: مُتَفَقِّهٌ فِي الدِّينِ أَشَدُّ عَلَي الشَّيْطَانِ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ عَابِدٍ.

«11»- سن، المحاسن أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ: لَا يَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّي يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ ثَلَاثٌ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَ حُسْنُ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَي الرَّزَايَا.

بيان: الرزايا جمع الرزيئة بالهمز و هي المصيبة.

«12»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ لَيْتَ السِّيَاطَ عَلَي رُءُوسِ أَصْحَابِي حَتَّي يَتَفَقَّهُوا فِي الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ.

ص: 213


1- الظاهر أنّه يعقوب بن قيس البجليّ الدهني، أبو خالد، والد يونس بن يعقوب الآتي في الحديث التالي.

«13»- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: حَدِيثٌ فِي حَلَالٍ وَ حَرَامٍ تَأْخُذُهُ مِنْ صَادِقٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ.

«14»- سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: تَفَقَّهُوا فِي الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ إِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَابٌ.

بيان: أي فأنتم في الجهل بالأحكام الشرعية كالأعراب الذين قال اللّٰه فيهم الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً (1)الآية و الأعراب سكان البادية لا واحد له و يجمع علي أعاريب.

«15»- سن، المحاسن أَبِي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَي عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ لَا يَشْغَلُكَ طَلَبُ دُنْيَاكَ عَنْ طَلَبِ دِينِكَ فَإِنَّ طَالِبَ الدُّنْيَا رُبَّمَا أَدْرَكَ وَ رُبَّمَا فَاتَتْهُ فَهَلَكَ بِمَا فَاتَهُ مِنْهَا.

بيان: أي هلك لترك طلب الدين بسبب طلب أمر من الدنيا لم يدركه أيضا فيكون قد خسر الدارين.

«16»- سن، المحاسن أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ لَأَدَّبْتُهُ.

قَالَ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ تَفَقَّهُوا وَ إِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَابٌ.

«17»- سن، المحاسن فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ لَأَوْجَعْتُهُ.

«18»- سن، المحاسن فِي وَصِيَّةِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ تَفَقَّهُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَ لَا تَكُونُوا أَعْرَاباً فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللَّهِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلًا.

بيان: عدم النظر كناية عن السخط و الغضب فإن من يغضب علي أحد أشد الغضب لا ينظر إليه و التزكية المدح أي لا يقبل أعماله.

ص: 214


1- التوبة: 98.

«19»- سن، المحاسن عُثْمَانُ بْنُ عِيسَي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ مِنْكُمْ فَهُوَ أَعْرَابِيٌّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ

شي، تفسير العياشي عن أبي بصير عنه عليه السلام مثله.

«20»- سن، المحاسن عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ هُنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ عِلْمُهُ بِاللَّهِ وَ مَنْ يُحِبُّ وَ مَنْ يُبْغِضُ.

«21»- سن، المحاسن أَبِي مُرْسَلًا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعِلْمُ بِاللَّهِ.

«22»- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ هِيَ طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ (1).

«23»- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ الْمَعْرِفَةُ.

«24»- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ.

«25»- شي، تفسير العياشي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فَقَالَ إِنَّ الْحِكْمَةَ الْمَعْرِفَةُ وَ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ فَمَنْ فَقُهَ مِنْكُمْ فَهُوَ حَكِيمٌ وَ مَا أَحَدٌ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلَي إِبْلِيسَ مِنْ فَقِيهٍ.

بيان: قيل الحكمة تحقيق العلم و إتقان العمل و قيل ما يمنع من الجهل و قيل هي الإصابة في القول و قيل هي طاعة اللّٰه و قيل هي الفقه في الدين و قال ابن دريد كل ما يؤدي إلي مكرمة أو يمنع من قبيح و قيل ما يتضمن صلاح النشأتين و التفاسير متقاربة و الظاهر من الأخبار أنها العلوم الحقة النافعة مع العمل بمقتضاها و قد يطلق علي العلوم الفائضة من جنابه تعالي علي العبد بعد العمل بما يعلم.

«26»- مص، مصباح الشريعة قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام الْحِكْمَةُ ضِيَاءُ الْمَعْرِفَةِ وَ مِيرَاثُ التَّقْوَي وَ ثَمَرَةُ

ص: 215


1- الظاهر أن المروي عنه هو أبو جعفر عليه السلام بقرينة ما ياتي بعده كما أن الظاهر اتّحاد الروايات الثلاثة المروية عن أبي بصير.

الصِّدْقِ وَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَي عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ نِعْمَةً أَنْعَمَ وَ أَعْظَمَ وَ أَرْفَعَ وَ أَجْزَلَ وَ أَبْهَي مِنَ الْحِكْمَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ أَيْ لَا يَعْلَمُ مَا أَوْدَعْتُ وَ هَيَّأْتُ فِي الْحِكْمَةِ إِلَّا مَنِ اسْتَخْلَصْتُهُ لِنَفْسِي وَ خَصَصْتُهُ بِهَا وَ الْحِكْمَةُ هِيَ الثَّبَاتُ وَ صِفَةُ الْحَكِيمِ الثَّبَاتُ عِنْدَ أَوَائِلِ الْأُمُورِ وَ الْوُقُوفُ عِنْدَ عَوَاقِبِهَا وَ هُوَ هَادِي خَلْقِ اللَّهِ إِلَي اللَّهِ تَعَالَي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله لِعَلِيٍّ عليه السلام لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَي يَدَيْكَ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مِنْ مَشَارِقِهَا إِلَي مَغَارِبِهَا.

بيان: ضياء المعرفة الإضافة إما بيانية أو لامية و علي الأخير فالمراد النور الحاصل في القلب بسبب المعرفة أو العلوم الفائضة بعدها و الثبات عند أوائل الأمور عدم التزلزل من الفتن الحادثة عند الشروع في عمل من أعمال الخير و كذا الوقوف عند عواقبها و أواخرها و ما يترتب عليها من المفاسد الدنيوية.

«27»- غو، غوالي اللئالي عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

نوادر الراوندي، بإسناده عن موسي بن جعفر عن آبائه عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله مثله.

«28»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ.

«29»- سر، السرائر فِي جَامِعِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله نِعْمَ الرَّجُلُ الْفَقِيهُ فِي الدِّينِ إِنِ احْتِيجَ إِلَيْهِ نَفَعَ وَ إِنْ لَمْ يُحْتَجْ إِلَيْهِ نَفَعَ نَفْسَهُ.

«30»- غو، غوالي اللئالي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله لِكُلِّ شَيْ ءٍ عِمَادٌ وَ عِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ.

«31»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرَّسُولِ.

«32»- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ تَفَقَّهْ فِي الدِّينِ فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ.

ص: 216

«33»- جا، المجالس للمفيد ابْنُ قُولَوَيْهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّي (1)عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ.

«34»- م، تفسير الإمام عليه السلام عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَي عَبْدٍ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ أَفْضَلَ مِنَ الْعِلْمِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ مَعْرِفَةِ تَأْوِيلِهِ وَ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ حَظّاً ثُمَّ ظَنَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُفْعَلْ بِهِ مَا فُعِلَ بِهِ وَ قَدْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فَقَدْ حَقَّرَ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ.

«35»- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله فِي قَوْلِهِ تَعَالَي يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَ هُديً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (2)قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله فَضْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْقُرْآنُ وَ الْعِلْمُ بِتَأْوِيلِهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ تَوْفِيقُهُ لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ مُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمْ ثُمَّ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله وَ كَيْفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ خَيْراً مِمَّا يَجْمَعُونَ وَ هُوَ ثَمَنُ الْجَنَّةِ وَ نَعِيمُهَا فَإِنَّهُ يُكْتَسَبُ بِهَا رِضْوَانُ اللَّهِ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ يُسْتَحَقُّ الْكَوْنُ بِحَضْرَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ إِنَّ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ أَشْرَفُ زِينَةِ الْجِنَانِ ثُمَّ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَ الْعِلْمِ بِتَأْوِيلِهِ وَ بِمُوَالاتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ التَّبَرِّي مِنْ أَعْدَائِنَا أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً [وَ] أَئِمَّةً فِي الْخَيْرِ تُقْتَصُّ آثَارُهُمْ وَ تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ وَ يُقْتَدَي بِفِعَالِهِمْ وَ تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ وَ تَمْسَحُهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ فِي صَلَاتِهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَ يَابِسٍ حَتَّي حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ وَ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ أَنْعَامُهُ وَ السَّمَاءُ وَ نُجُومُهَا.

«36»- ضه، روضة الواعظين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ وَ أَفْضَلُ الدِّينِ الْوَرَعُ.

«37»- سر، السرائر مِنْ كِتَابِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الدِّهْقَانِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (3)عَنْ

ص: 217


1- الظاهر بقرينة روايته عن الوشاء هو المعلي بن محمّد أبو الحسن البصري الذي قال في حقه النجاشيّ: مضطرب الحديث و المذهب.
2- يونس: 58.
3- الظاهر أنّه عبيد اللّٰه بن عبد اللّٰه الدهقان الواسطي ضعفه النجاشيّ في ص 160 و قال: له كتاب. و ضعفه أيضا العلامة في القسم الثاني من الخلاصة.

دُرُسْتَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَنِ انْهَمَكَ فِي طَلَبِ النَّحْوِ سُلِبَ الْخُشُوعَ.

بيان: الظاهر أن المراد علم النحو و لا ينافي تجدد هذا العلم و الاسم لعلمه عليه السلام بما سيتجدد و يحتمل أن يكون المراد التوجه إلي القواعد النحوية في حال الدعاء و النحو في اللغة الطريق و الجهة و القصد و شي ء منها لا يناسب المقام إلا بتكلف تام (1).

«38»- شي، تفسير العياشي عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ دَاوُدَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ فَارْتَعَدَتِ السَّمَاءُ فَقَالَ هُوَ سُبْحَانَ مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ لِلرَّعْدِ كَلَاماً فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا يَعْنِيكَ وَ دَعْ مَا لَا يَعْنِيكَ.

«39»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً وَ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا وَ مِنَ الشِّعْرِ حُكْماً وَ مِنَ الْقَوْلِ عَدْلًا.

«40»- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ، عَنِ الْكَاظِمِ عليه السلام قَالَ: مَنْ تَكَلَّفَ مَا لَيْسَ مِنْ عِلْمِهِ ضَيَّعَ عَمَلَهُ وَ خَابَ أَمَلُهُ.

«41»- وَ قَالَ الْجَوَادُ عليه السلام التَّفَقُّهُ ثَمَنٌ لِكُلِّ غَالٍ وَ سُلَّمٌ إِلَي كُلِّ عَالٍ.

«42»- الْجَوَاهِرُ لِلْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْعُلُومُ أَرْبَعَةٌ الْفِقْهُ لِلْأَدْيَانِ وَ الطِّبُّ لِلْأَبْدَانِ وَ النَّحْوُ لِلِّسَانِ وَ النُّجُومُ لِمَعْرِفَةِ الْأَزْمَانِ.

«43»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِيِّ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام عَجَبٌ لِمَنْ يَتَفَكَّرُ فِي مَأْكُولِهِ كَيْفَ لَا يَتَفَكَّرُ فِي مَعْقُولِهِ فَيُجَنِّبُ بَطْنَهُ مَا يُؤْذِيهِ وَ يُودِعُ صَدْرَهُ مَا يُرْدِيهِ.

«44»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْعِلْمُ عِلْمَانِ مَطْبُوعٌ وَ مَسْمُوعٌ وَ لَا يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ.

«45»- وَ قَالَ عليه السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكُوهُ وَ بَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ وَ سِرُّ اللَّهِ فَلَا تَتَكَلَّفُوهُ.

ص: 218


1- الظاهر أن المراد بالنحو هو الطريق لو صح الخبر و المراد به الاشتغال بالعلم عن العمل. ط.

بيان: لعل المراد بالمطبوع ما استنبط بفهمه و فكره الصائب في الأصول و الفروع من الأدلة العقلية و النقلية و ربما يخص المطبوع بالأصول و المسموع بالفروع.

«46»- نهج، نهج البلاغة قَالَ عليه السلام النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.

«47»- وَ قَالَ عليه السلام لَا تَكُونُوا كَجُفَاةِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا فِي الدِّينِ تَتَفَقَّهُونَ وَ لَا عَنِ اللَّهِ تَعْقِلُونَ كَقَيْضِ بَيْضٍ فِي أَدَاحٍ يَكُونُ كَسْرُهَا وِزْراً وَ يُخْرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً.

بيان: القيض قشر البيض و الأداحي جمع الأدحية و هي مبيض النعام في الرمل و حضن الطائر بيضه حضنا و حضانا ضمه إلي نفسه تحت جناحه للتفريخ و قيل الغرض التشبيه ببيض أفاعي وجدت في عش حيوان لا يمكن كسرها لاحتمال كونها من حيوان محلل و إن تركت تخرج منها أفاعي فكذا هؤلاء إن تركوا صاروا شياطين يضلون الناس و لا يمكن قتلهم لظاهر الإسلام و سيأتي تمام الكلام و شرحه في كتاب الفتن.

«48»- نهج، نهج البلاغة فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحَسَنِ عليه السلام خُضِ الْغَمَرَاتِ إِلَي الْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وَ تَفَقَّهْ فِي الدِّينِ إِلَي قَوْلِهِ عليه السلام وَ تَفَهَّمْ وَصِيَّتِي وَ لَا تَذْهَبَنَّ صَفْحاً فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ إِلَي قَوْلِهِ عليه السلام وَ أَنْ أَبْتَدِئَكَ بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَأْوِيلِهِ وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ أَحْكَامِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَا أُجَاوِزُ ذَلِكَ بِكَ إِلَي غَيْرِهِ.

«49»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله خَمْسٌ لَا يَجْتَمِعْنَ إِلَّا فِي مُؤْمِنٍ حَقّاً يُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ النُّورُ فِي الْقَلْبِ وَ الْفِقْهُ فِي الْإِسْلَامِ وَ الْوَرَعُ فِي الدِّينِ وَ الْمَوَدَّةُ فِي النَّاسِ وَ حُسْنُ السَّمْتِ فِي الْوَجْهِ.

«50»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله الْعِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَي فَخُذْ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ أَحْسَنَهُ.

«51»- وَ مِنْهُ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ تَعَلَّمِ الْحِكْمَةَ تَشَرَّفْ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَدُلُّ عَلَي الدِّينِ وَ تُشَرِّفُ الْعَبْدَ عَلَي الْحُرِّ وَ تَرْفَعُ الْمِسْكِينَ عَلَي الْغَنِيِّ وَ تُقَدِّمُ الصَّغِيرَ عَلَي الْكَبِيرِ وَ تُجْلِسُ الْمِسْكِينَ مَجَالِسَ الْمُلُوكِ وَ تَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفاً وَ السَّيِّدَ سُودَداً وَ

ص: 219

الْغَنِيَّ مَجْداً وَ كَيْفَ يَظُنُّ ابْنُ آدَمَ أَنْ يَتَهَيَّأَ لَهُ أَمْرُ دِينِهِ وَ مَعِيشَتِهِ بِغَيْرِ حِكْمَةٍ وَ لَنْ يُهَيِّئَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِالْحِكْمَةِ وَ مَثَلُ الْحِكْمَةِ بِغَيْرِ طَاعَةٍ مَثَلُ الْجَسَدِ بِلَا نَفْسٍ أَوْ مَثَلُ الصَّعِيدِ بِلَا مَاءٍ وَ لَا صَلَاحَ لِلْجَسَدِ بِغَيْرِ نَفْسٍ وَ لَا لِلصَّعِيدِ بِغَيْرِ مَاءٍ وَ لَا لِلْحِكْمَةِ بِغَيْرِ طَاعَةٍ.

«52»- وَ مِنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله الْعِلْمُ عِلْمَانِ عِلْمُ الْأَدْيَانِ وَ عِلْمُ الْأَبْدَانِ.

«53»- وَ قَالَ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

«54»- عدة، عدة الداعي قَالَ الْعَالِمُ عليه السلام أَوْلَي الْعِلْمِ بِكَ مَا لَا يَصْلُحُ لَكَ الْعَمَلُ إِلَّا بِهِ وَ أَوْجَبُ الْعِلْمِ عَلَيْكَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ عَنِ الْعَمَلِ بِهِ وَ أَلْزَمُ الْعِلْمِ لَكَ مَا دَلَّكَ عَلَي صَلَاحِ قَلْبِكَ وَ أَظْهَرَ لَكَ فَسَادَهُ وَ أَحْمَدُ الْعِلْمِ عَاقِبَةً مَا زَادَ فِي عَمَلِكَ الْعَاجِلِ.

«55»- مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلَي إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ.

«56»- وَ عَنْهُ عليه السلام إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيهُ ثُلِمَ (1)فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْ ءٌ.

«57»- وَ فِي التَّوْرَاةِ عَظِّمِ الْحِكْمَةَ فَإِنِّي لَا أَجْعَلُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلَّا وَ أَرَدْتُ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ فَتَعَلَّمْهَا ثُمَّ اعْمَلْ بِهَا ثُمَّ ابْذُلْهَا كَيْ تَنَالَ بِذَلِكَ كَرَامَتِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.

«58»- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَي يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ قَالَ الْحِكْمَةُ الْقُرْآنُ.

«59»- وَ رَوَي بَشِيرٌ الدَّهَّانُ (2)قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا يَا بَشِيرُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ احْتَاجَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِمْ أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَ هُوَ لَا يَعْلَمُ.

«60»- وَ رُوِيَ عَنْهُ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ

ص: 220


1- أي أحدث في الإسلام خللا لا يسدها شي ء.
2- الكوفيّ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم عليه السلام و قال: روي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام.

لَزِمَ بَيْتَهُ وَ لَمْ يَتَعَرَّفْ إِلَي أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ فَقَالَ كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هَذَا فِي دِينِهِ.

«61»- وَ عَنْهُ عليه السلام لَا يَسَعُ النَّاسَ حَتَّي يَسْأَلُوا وَ يَتَفَقَّهُوا وَ يَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ وَ يَسَعُهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِمَا يَقُولُ وَ إِنْ كَانَ تَقِيَّةً.

«62»- كِتَابُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: لَا يَصْلُحُ الْمَرْءُ إِلَّا عَلَي ثَلَاثِ خِصَالٍ التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ وَ حُسْنِ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرِ عَلَي النَّائِبَةِ.

باب 7 آداب طلب العلم و أحكامه

الآيات:

المائدة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ

طه: وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضي إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً

«1»- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ الْأَرْضُ مِنَ الْمَطَرِ وَ الْعَيْنُ مِنَ النَّظَرِ وَ الْأُنْثَي مِنَ الذَّكَرِ وَ الْعَالِمُ مِنَ الْعِلْمِ.

سن، المحاسن أبي رفعه إلي أبي عبد اللّٰه عليه السلام مثله- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ل، الخصال في سؤالات الشامي عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله إلا بترك التعريف في الجميع.

«2»- شي، تفسير العياشي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام وَ كَتَبَ فِي آخِرِهِ أَ وَ لَمْ تُنْهَوْا عَنْ كَثْرَةِ الْمَسَائِلِ فَأَبَيْتُمْ أَنْ تَنْتَهُوا إِيَّاكُمْ وَ ذَاكَ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ فَقَالَ اللَّهُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِلَي قَوْلِهِ كافِرِينَ.

ص: 221

«3»- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ابْنُ الْمُغِيرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله لَا سَهَرَ (1)إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مُتَهَجِّدٍ بِالْقُرْآنِ أَوْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوْ عَرُوسٍ تُهْدَي إِلَي زَوْجِهَا.

نوادر الراوندي، بإسناده عن الكاظم عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلي اللّٰه عليه و آله مثله بيان التهجد مجانبة الهجود و هو النوم و قد يطلق علي الصلاة بالليل و علي الأول المراد إما قراءة القرآن في الصلاة أو الأعم.

«4»- ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ: لَا بَأْسَ بِالسَّهَرِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ.

بيان: في بعض النسخ بالتهيم و هو التحير و مشية حسنة و لعل المراد التحير في البلاد أي المسافرة أو الإسراع في المشي و النسخة الأولي أظهر.

«5»- ختص، الإختصاص قَالَ الْبَاقِرُ عليه السلام إِذَا جَلَسْتَ إِلَي عَالِمٍ فَكُنْ عَلَي أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَي أَنْ تَقُولَ وَ تَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَتَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ وَ لَا تَقْطَعْ عَلَي أَحَدٍ حَدِيثَهُ.

«6»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله مَنْ تَعَلَّمَ فِي شَبَابِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الرَّسْمِ فِي الْحَجَرِ وَ مَنْ تَعَلَّمَ وَ هُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ عَلَي وَجْهِ الْمَاءِ (2).

«7»- نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ (3)سَلْ تَفَقُّهاً وَ لَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً (4)فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ وَ إِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ (5)شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ.

«8»- وَ قَالَ عليه السلام فِي ذَمِّ قَوْمٍ سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ وَ مُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ.

ص: 222


1- بفتح السين و الهاء المهملتين: عدم النوم في الليل.
2- و في نسخة: في وجه الماء.
3- أي المسألة المغلقة المشكلة.
4- تعنت الرجل و عليه في السؤال: سأله علي جهة التلبيس.
5- تعسف في القول: أخذه علي غير هداية، حمله علي معني لا تكون دلالته عليه ظاهرة.

«9»- وَ قَالَ عليه السلام إِذَا ازْدَحَمَ الْجَوَابُ خَفِيَ الصَّوَابُ.

بيان: لعل فيه دلالة علي المنع عن سؤال مسألة واحدة عن جماعة كثيرة.

«10»- نهج، نهج البلاغة قَالَ عليه السلام يَا كُمَيْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا (1)فِي كَسْبِ الْمَكَارِمِ وَ يُدْلِجُوا (2)فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ.

«11»- وَ قَالَ عليه السلام لَا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ.

«12»- وَ قَالَ عليه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لِلْحَسَنِ عليه السلام إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ (3)كَالْأَرْضِ الْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْ ءٍ قَبِلَتْهُ فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ يَشْتَغِلَ لُبُّكَ إِلَي قَوْلِهِ عليه السلام وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَي اللَّهِ وَ الِاقْتِصَارُ عَلَي مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ الْأَخْذُ بِمَا مَضَي عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ وَ فَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِكَ إِلَي الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الْإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ لَا بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وَ عُلُوِّ الْخُصُومَاتِ وَ ابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذَلِكَ بِالاسْتِعَانَةِ عَلَيْهِ بِإِلَهِكَ وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ وَ تَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ أَوْلَجَتْكَ (4)فِي شُبْهَةٍ أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَي ضَلَالَةٍ فَإِذَا أَيْقَنْتَ أَنْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ وَ تَمَّ رَأْيُكَ وَ اجْتَمَعَ وَ كَانَ هَمُّكَ فِي ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً فَانْظُرْ فِيمَا فَسَّرْتُ لَكَ وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ وَ فَرَاغِ نَظَرِكَ وَ فِكْرِكَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ (5)أَوْ تَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ (6)وَ لَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ وَ لَا خَلَطَ وَ الْإِمْسَاكُ عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ إِلَي قَوْلِهِ عليه السلام فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْ ءٌ

ص: 223


1- يمكن أن يكون من راح يروح أي جاء، أو روح من باب التفعيل، أو ذهب في الرواح اي العشي، أو من راح يراح. اي أسرع فرحا.
2- أدلج إدلاجا: سار في الليل كله أو في آخره.
3- أي الشاب.
4- أي ادخلتك.
5- العشواء: الناقة الضيقة البصر أو التي لا تبصر في الليل و تطأ كل شي ء، و المعني: أنك تتصرف في الأمور علي غير بصيرة و هو مثل للمتهافت في الشي ء، و للذي يركب رأسه و لا يهتم لعاقبته.
6- أي تقع في ورطة لا يسهل التخلص منها. و الورطة بفتح الواو و سكون الراء: الهوة الغامضة و الهلكة.

مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلَي جَهَالَتِكَ بِهِ فَإِنَّكَ أَوَّلَ مَا خُلِقْتَ خُلِقْتَ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ وَ مَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْأَمْرِ وَ يَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأْيُكَ وَ يَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ وَ لْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ وَ إِلَيْهِ رَغْبَتُكَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُكَ إِلَي قَوْلِهِ عليه السلام فَإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ.

«13»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِّ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الْعِلْمُ مِنَ الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ.

«14»- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله التَّوَدُّدُ إِلَي النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ وَ حُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ وَ التَّقْدِيرُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْعَيْشِ.

«15»- عدة، عدة الداعي عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ: أَوْحَي اللَّهُ إِلَي بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ قُلْ لِلَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا لِغَيْرِ الْآخِرَةِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوكَ (1)الْكِبَاشِ وَ قُلُوبُهُمْ كَقُلُوبِ الذِّئَابِ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَي مِنَ الْعَسَلِ وَ أَعْمَالُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ إِيَّايَ يُخَادِعُونَ وَ بِي يَسْتَهْزِءُونَ لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَذَرُ الْحَكِيمَ حَيْرَانَ.

«16»- كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تُكْثِرُوا السُّؤَالَ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ أَنْبِيَاءَهُمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ اسْأَلُوا عَمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِينِي وَ يَسْأَلُنِي فَأُخْبِرُهُ فَيَكْفُرُ وَ لَوْ لَمْ يَسْأَلْنِي مَا ضَرَّهُ وَ قَالَ اللَّهُ وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ إِلَي قَوْلِهِ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ

«17»- أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ شَيْخِنَا الْبَهَائِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الشَّيْخِ أَحْمَدَ الْفَرَاهَانِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عُنْوَانَ الْبَصْرِيِّ وَ كَانَ شَيْخاً كَبِيراً قَدْ أَتَي عَلَيْهِ أَرْبَعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ سِنِينَ فَلَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عليه السلام الْمَدِينَةَ اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ آخُذَ عَنْهُ كَمَا أَخَذْتُ عَنْ مَالِكٍ فَقَالَ لِي يَوْماً إِنِّي رَجُلٌ مَطْلُوبٌ وَ مَعَ ذَلِكَ لِي أَوْرَادٌ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَلَا تَشْغَلْنِي عَنْ وِرْدِي وَ خُذْ عَنْ مَالِكٍ وَ اخْتَلِفْ

ص: 224


1- أي الجلود.

إِلَيْهِ كَمَا كُنْتَ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَاغْتَمَمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ تَفَرَّسَ فِيَّ خَيْراً لَمَا زَجَرَنِي عَنِ الِاخْتِلَافِ إِلَيْهِ وَ الْأَخْذِ عَنْهُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلي اللّٰه عليه و آله وَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ مِنَ الْغَدِ إِلَي الرَّوْضَةِ وَ صَلَّيْتُ فِيهَا رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْتُ أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْ تَعْطِفَ عَلَيَّ قَلْبَ جَعْفَرٍ وَ تَرْزُقَنِي مِنْ عِلْمِهِ مَا أَهْتَدِي بِهِ إِلَي صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ وَ رَجَعْتُ إِلَي دَارِي مُغْتَمّاً وَ لَمْ أَخْتَلِفْ إِلَي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ لِمَا أُشْرِبَ قَلْبِي مِنْ حُبِّ جَعْفَرٍ فَمَا خَرَجْتُ مِنْ دَارِي إِلَّا إِلَي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ حَتَّي عِيلَ صَبْرِي (1)فَلَمَّا ضَاقَ صَدْرِي تَنَعَّلْتُ وَ تَرَدَّيْتُ وَ قَصَدْتُ جَعْفَراً وَ كَانَ بَعْدَ مَا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فَلَمَّا حَضَرْتُ بَابَ دَارِهِ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَخَرَجَ خَادِمٌ لَهُ فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَي الشَّرِيفِ فَقَالَ هُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلَّاهُ فَجَلَسْتُ بِحِذَاءِ بَابِهِ فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا يَسِيراً إِذْ خَرَجَ خَادِمٌ فَقَالَ ادْخُلْ عَلَي بَرَكَةِ اللَّهِ فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ وَ قَالَ اجْلِسْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَجَلَسْتُ فَأَطْرَقَ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ أَبُو مَنْ قُلْتُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ثَبَّتَ اللَّهُ كُنْيَتَكَ وَ وَفَّقَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا مَسْأَلَتُكَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي مِنْ زِيَارَتِهِ وَ التَّسْلِيمِ غَيْرُ هَذَا الدُّعَاءِ لَكَانَ كَثِيراً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ مَا مَسْأَلَتُكَ فَقُلْتُ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَعْطِفَ قَلْبَكَ عَلَيَّ وَ يَرْزُقَنِي مِنْ عِلْمِكَ وَ أَرْجُو أَنَّ اللَّهَ تَعَالَي أَجَابَنِي فِي الشَّرِيفِ مَا سَأَلْتُهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَيْسَ الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَقَعُ فِي قَلْبِ مَنْ يُرِيدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنْ يَهْدِيَهُ فَإِنْ أَرَدْتَ الْعِلْمَ فَاطْلُبْ أَوَّلًا فِي نَفْسِكَ حَقِيقَةَ الْعُبُودِيَّةِ وَ اطْلُبِ الْعِلْمَ بِاسْتِعْمَالِهِ وَ اسْتَفْهِمِ اللَّهَ يُفْهِمْكَ قُلْتُ يَا شَرِيفُ فَقَالَ قُلْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا حَقِيقَةُ الْعُبُودِيَّةِ قَالَ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ أَنْ لَا يَرَي الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللَّهُ مِلْكاً لِأَنَّ الْعَبِيدَ لَا يَكُونُ لَهُمْ مِلْكٌ يَرَوْنَ الْمَالَ مَالَ اللَّهِ يَضَعُونَهُ حَيْثُ أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ لَا يُدَبِّرُ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ تَدْبِيراً وَ جُمْلَةُ اشْتِغَالِهِ فِيمَا أَمَرَهُ تَعَالَي بِهِ وَ نَهَاهُ عَنْهُ فَإِذَا لَمْ يَرَ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَي مِلْكاً هَانَ عَلَيْهِ الْإِنْفَاقُ فِيمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَي أَنْ يُنْفِقَ فِيهِ وَ إِذَا فَوَّضَ الْعَبْدُ تَدْبِيرَ نَفْسِهِ عَلَي مُدَبِّرِهِ هَانَ عَلَيْهِ مَصَائِبُ الدُّنْيَا وَ إِذَا اشْتَغَلَ الْعَبْدُ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَي وَ نَهَاهُ لَا يَتَفَرَّغُ مِنْهُمَا إِلَي الْمِرَاءِ وَ الْمُبَاهَاةِ مَعَ النَّاسِ فَإِذَا أَكْرَمَ اللَّهُ الْعَبْدَ بِهَذِهِ الثَّلَاثَةِ هَانَ

ص: 225


1- في اللغة: عيل صبري اي قلب.

عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَ إِبْلِيسُ وَ الْخَلْقُ وَ لَا يَطْلُبُ الدُّنْيَا تَكَاثُراً وَ تَفَاخُراً وَ لَا يَطْلُبُ مَا عِنْدَ النَّاسِ عِزّاً وَ عُلُوّاً وَ لَا يَدَعُ أَيَّامَهُ بَاطِلًا فَهَذَا أَوَّلُ دَرَجَةِ التُّقَي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ أُوصِيكَ بِتِسْعَةِ أَشْيَاءَ فَإِنَّهَا وَصِيَّتِي لِمُرِيدِي الطَّرِيقِ إِلَي اللَّهِ تَعَالَي وَ اللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يُوَفِّقَكَ لِاسْتِعْمَالِهِ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي رِيَاضَةِ النَّفْسِ (1)وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي الْحِلْمِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي الْعِلْمِ فَاحْفَظْهَا وَ إِيَّاكَ وَ التَّهَاوُنَ بِهَا قَالَ عُنْوَانُ فَفَرَّغْتُ قَلْبِي لَهُ فَقَالَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الرِّيَاضَةِ فَإِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مَا لَا تَشْتَهِيهِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْحَمَاقَةَ وَ الْبَلَهَ وَ لَا تَأْكُلْ إِلَّا عِنْدَ الْجُوعِ وَ إِذَا أَكَلْتَ فَكُلْ حَلَالًا وَ سَمِّ اللَّهَ وَ اذْكُرْ حَدِيثَ الرَّسُولِ صلي اللّٰه عليه و آله مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطْنِهِ فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَ ثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَ ثُلُثٌ لِنَفَسِهِ وَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْحِلْمِ فَمَنْ قَالَ لَكَ إِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً سَمِعْتَ عَشْراً فَقُلْ إِنْ قُلْتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً وَ مَنْ شَتَمَكَ فَقُلْ لَهُ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِيمَا تَقُولُ فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فِيمَا تَقُولُ فَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ وَ مَنْ وَعَدَكَ بِالْخَنَا (2)فَعِدْهُ بِالنَّصِيحَةِ وَ الرِّعَاءِ وَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْعِلْمِ فَاسْأَلِ الْعُلَمَاءَ مَا جَهِلْتَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ تَعَنُّتاً وَ تَجْرِبَةً وَ إِيَّاكَ أَنْ تَعْمَلَ بِرَأْيِكَ شَيْئاً وَ خُذْ بِالاحْتِيَاطِ فِي جَمِيعِ مَا تَجِدُ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ اهْرُبْ مِنَ الْفُتْيَا هَرَبَكَ مِنَ الْأَسَدِ وَ لَا تَجْعَلْ رَقَبَتَكَ لِلنَّاسِ جِسْراً قُمْ عَنِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ نَصَحْتُ لَكَ وَ لَا تُفْسِدْ عَلَيَّ وِرْدِي فَإِنِّي امْرُؤٌ ضَنِينٌ بِنَفْسِي وَ السَّلامُ عَلي مَنِ اتَّبَعَ الْهُدي

«18»- مُنْيَةُ الْمُرِيدِ، عَنِ النَّبِيِّ صلي اللّٰه عليه و آله أَنَّ مُوسَي عليه السلام لَقِيَ الْخَضِرَ عليه السلام فَقَالَ أَوْصِنِي فَقَالَ الْخَضِرُ يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الْقَائِلَ أَقَلُّ مَلَالَةً مِنَ الْمُسْتَمِعِ فَلَا تُمِلَ

ص: 226


1- الرياضة: تهذيب الأخلاق النفسية.
2- الخني: الفحش في الكلام.

جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ وَ اعْلَمْ أَنْ قَلْبَكَ وِعَاءٌ فَانْظُرْ مَا ذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ وَ اعْرِفِ الدُّنْيَا وَ انْبِذْهَا وَرَاءَكَ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدَارٍ وَ لَا لَكَ فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ وَ إِنَّهَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِلْمَعَادِ يَا مُوسَي وَطِّنْ نَفْسَكَ (1)عَلَي الصَّبْرِ تلقي [تَلْقَ الْحِلْمَ وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ بِالتَّقْوَي تَنَلِ الْعِلْمَ وَ رُضْ نَفْسَكَ عَلَي الصَّبْرِ تَخَلَّصْ مِنَ الْإِثْمِ يَا مُوسَي تَفَرَّغْ لِلْعِلْمِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُهُ فَإِنَّمَا الْعِلْمُ لِمَنْ تَفَرَّغَ لَهُ وَ لَا تَكُونَنَّ مِكْثَاراً (2)بِالْمَنْطِقِ مِهْذَاراً (3)إِنَّ كَثْرَةَ الْمَنْطِقِ تَشِينُ الْعُلَمَاءَ وَ تُبْدِي مَسَاوِئَ السُّخَفَاءِ وَ لَكِنْ عَلَيْكَ بِذِي اقْتِصَادٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ التَّوْفِيقِ وَ السَّدَادِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجُهَّالِ وَ احْلُمْ عَنِ السُّفَهَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ فَضْلُ الْحُلَمَاءِ وَ زَيْنُ الْعُلَمَاءِ وَ إِذَا شَتَمَكَ الْجَاهِلُ فَاسْكُتْ عَنْهُ سِلْماً وَ جَانِبْهُ حَزْماً فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنْ جَهْلِهِ عَلَيْكَ وَ شَتْمِهِ إِيَّاكَ أَكْثَرَ يَا ابْنَ عِمْرَانَ لَا تَفْتَحَنَّ بَاباً لَا تَدْرِي مَا غَلَقُهُ وَ لَا تُغْلِقَنَّ بَاباً لَا تَدْرِي مَا فَتْحُهُ يَا ابْنَ عِمْرَانَ مَنْ لَا يَنْتَهِي مِنَ الدُّنْيَا نَهْمَتَهُ وَ لَا تَنْقَضِي فِيهَا رَغْبَتُهُ كَيْفَ يَكُونُ عَابِداً وَ مَنْ يُحَقِّرُ حَالَهُ وَ يَتَّهِمُ اللَّهَ بِمَا قَضَي لَهُ كَيْفَ يَكُونُ زَاهِداً يَا مُوسَي تَعَلَّمْ مَا تَعَلَّمُ لِتَعْمَلَ بِهِ وَ لَا تَعَلَّمْ لِتُحَدِّثَ بِهِ فَيَكُونَ عَلَيْكَ بُورُهُ وَ يَكُونَ عَلَي غَيْرِكَ نُورُهُ.

بيان: قال في الفائق البور بالضم جمع بوار (4)و بالفتح المصدر و قد يكون المصدر بالضم أيضا.

«19»- مع، معاني الأخبار ج، الإحتجاج ع، علل الشرائع الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِنَّ قَوْماً يَرْوُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله قَالَ اخْتِلَافُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ فَقَالَ صَدَقُوا فَقُلْتُ إِنْ كَانَ اخْتِلَافُهُمْ رَحْمَةً فَاجْتِمَاعُهُمْ عَذَابٌ قَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ وَ ذَهَبُوا إِنَّمَا أَرَادَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ

ص: 227


1- أي هيأ نفسك و احملها علي الصبر.
2- المكثار: كثير الكلام.
3- رجل مهذار هاذر أي يخلط في منطقه و يتكلم بما لا ينبغي.
4- و هو الهلاك و الكساد.

إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْفِرُوا إِلَي رَسُولِ اللَّهِ صلي اللّٰه عليه و آله وَ يَخْتَلِفُوا إِلَيْهِ فَيَتَعَلَّمُوا ثُمَّ يَرْجِعُوا إِلَي قَوْمِهِمْ فَيُعَلِّمُوهُمْ إِنَّمَا أَرَادَ اخْتِلَافَهُمْ مِنَ الْبُلْدَانِ اخْتِلَافاً فِي دِينِ اللَّهِ إِنَّمَا الدِّينُ وَاحِدٌ.

إلي هنا تمّ الجزء الأول من بحار الأنوار من هذه الطبعة المزدانة بتعاليق نفيسة قيّمة و فوائد جمّة ثمينة؛ و يتضمن كتاب العقل و العلم و الجهل في خمسة أبواب المشتملة علي 125 حديثاً؛ و سبعة أبواب من كتاب العلم المشتملة علي 270 حديثاً. و يتلوه الجزء الثاني و يبدء من ثامن أبواب كتاب العلم «باب ثواب الهداية و التعليم» و اللّٰه الموفّق للخير و الرشاد. شعبان المعظّم 1376 ه

ص: 228

فهرست ما في هذا الجزء

الموضوع/ الصفحه خطبة الكتاب 1

مقدمة الكتاب 2

مصادر الكتاب 6

توثيق المصادر 26

رموز الكتاب 46

تلخيص الأسانيد 48

المفردات المشتركة 57

بعض المطالب المذكورة في مفتتح المصادر 62

فهرست الكتب 79

«كتاب العقل و العلم و الجهل»

باب 1 فضل العقل و ذمّ الجهل؛ و فيه 53 حديثاً. 81

باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدء خلقه؛ و فيه 14 حديثاً. 96

بيان: ماهية القل 99

باب 3 احتجاج اللّٰه تعالي علي الناس و أنه يحاسبهم

علي قدر عقولهم؛ و فيه خمسة احاديث. 105

باب 4 علامات العقل و جنوده؛ و فيه 52 حديثاً. 106

باب 5 النوادر؛ و فيه حديثان. 161

«كتاب العلم»

باب 1 فرض العلم، و وجوب طلبه، و الحثُّ عليه، و ثواب العالم

و المتعلم؛ و فيه 112 حديثاً. 162

باب 2 أصناف الناس في العلم و فضل حبّ العلماء؛ و فيه 20 حديثاً. 186

باب 3 سؤال العالم و تذاكره و إتيان بابه؛ و فيه سبعة أحاديث. 196

ص: 229

باب 4 مذاكرة العلم، و مجالسة العلماء، و الحضور في

مجالس العلم، و ذمّ مخالطة الجهّال؛ و فيه 38 حديثاً. 198

باب 5 العمل بغير علم؛ و فيه 12 حديثاً. 206

باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها و ينفعهم، و فيه

تفسير الحكمة؛ و فيه 62 حديثاً. 209

باب 7 آداب طلب العلم و أحكامه؛ و فيه 19 حديثاً 221

ص: 230

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفي.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفيد.

جش: لفهرست النجاشيّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغريّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف اليقين.

شي: لتفسير العياشيّ

ص: لقصص الأنبياء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحيفة الرضا عليه السلام .

ضا: لفقه الرضا عليه السلام .

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظين.

ط: للصراط المستقيم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوري.

عين: للعيون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغيبة الشيخ.

غو: لغوالي اللئالي.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسير فرات بن إبراهيم.

فس: لتفسير عليّ بن إبراهيم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتيق الغرويّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قية: للدُروع.

ك: لإكمال الدين.

كا: للكافي.

كش: لرجال الكشيّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعميّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمين.

لي: لأمالي الصدوق.

م: لتفسير الإمام العسكريّ عليه السلام .

ما: لأمالي الطوسيّ.

محص: للتمحيص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشريعة.

مصبا: للمصباحين.

مع: لمعاني الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزيارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعيون أخبار الرضا عليه السلام

نبه: لتنبيه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفاية.

نهج: لنهج البلاغة.

ني: لغيبة النعمانيّ.

هد: للهداية.

يب: للتهذيب.

يج: للخرائج.

يد: للتوحيد.

ير: لبصائر الدرجات.

يف: للطرائف.

يل: للفضائل.

ين: لكتابي الحسين بن سعيد او لكتابه و النوادر.

يه: لمن لا يحضره الفقيه.

ص: 231

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.